منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر رواق الكُتب. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   مَجْمعُ الأمثال (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5075)

عبد السلام بركات زريق 09-08-2020 08:43 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَخَفُّ رَأْسَاً مِنَ الذِّئْبِ ....


قالوا إن الذئب لا ينام كل نومه لشدة حَذَره ، ومن
شقائه بالسهر لا يكاد يخطئه مَنْ رماه ، وإذا نام فتح
إحدى عينيه ، قال حُمَيْد :

يَنَامُ بِإحْدَى مُقْلَتَيْهِ ، وَيَتَّقِي
بِأُخْرَى المَنَايَا فَهْوَ يَقْظَانُ هَاجِعُ

عبد السلام بركات زريق 09-08-2020 08:46 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخَفُّ رَأْسَاً مِنَ الطَّائِرِ ....

قال الشاعر :

يَبِيتُ الليلَ يَقْظَانَا
خَفِيْفَ الرّأْسِ كَالطَّائِرْ


وقولهم :

عبد السلام بركات زريق 09-08-2020 08:46 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخَفُّ حِلْمَاً مِنْ عُصْفُوْرٍ ....

هو أن العرب تضرب المثل بالعصفور لأحلام
السخفاء ، قال حسان :

لَا بَأْسَ بِالقَوْمِ مِنْ طُوْلٍ وَمِنْ عِظَمٍ
جِسْمُ البِغَالِ وَأَحْلَامُ العَصَافِيرِ

عبد السلام بركات زريق 09-08-2020 08:37 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخَفُّ حِلْمَاً مِنْ بَعِيرٍ ....

هو من قول الشاعر :

ذَاهِبٌ طُوْلَاً وَعَرْضَاً
وَهْوَ في عَقْلِ بَعِيرِ


ومن قول الآخر :

لقدْ عَظُمَ البعيرُ بغيرِ لُبٍّ
فَلَمْ يَسْتَغْنِ بِالعِظَمِ البَعِيرُ

يُصَرِّفُهُ الصّبيُّ لكلِّ وَجْهٍ
وَيَحْبِسُهُ على الخَسْفِ الجَرِيرُ

وتَضْرِبُهُ الوَليدَةُ بالهَرَاوَى
فَلَا غِيرٌ لَدَيْهِ وَلَا نَكِيرُ

عبد السلام بركات زريق 09-08-2020 08:40 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَخَفُّ مِنَ الجُمَّاحِ ....


هو سَهْمٌ يلعبُ به الصبيان لا نَصْل له ، يجعلون
في رأسه مثل البُنْدُقة لئلا يعقر ، وربما جعل في
طرفه تمر مَعْلوك بقدر عفاص القارورة ، وقوس
الجمَّاح مثل قوس الندَّاف إلا أنها أصْغَر ، فإذا
شبّ الغلام ترك الجُمَّاح وأخذ النبل .
وأما قولهم :

عبد السلام بركات زريق 09-08-2020 08:44 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخَفُّ مِنْ يَرَاعَةٍ ....

فيجوز أن يُرَاد به الذي يطير بالليل كأنه
نار ، يقال : هو ذباب ، فيكون كقولهم
" أخف من فراشة " ويجوز أن يراد به
القَصَبَةَ ، والجمع يَرَاع فيهما .

عبد السلام بركات زريق 09-08-2020 09:21 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْفَى مِنَ المَاءِ تَحْتَ الرُّفَةِ ....

يعني التِّبْنَة ، قلت : هذا الحرف في كتاب حمزة
بتشديد الفاء ، وكذلك أورده الجوهري في الصحاح
في قولهم " وَرَدَت الإبل رفها " والصحيح أن الرُّفَةَ
من الأسماء المنقوصة ، والجمع رُفَات ، مثل قُلَة
وقُلَات وثُبَة وثُبَات .

عبد السلام بركات زريق 09-08-2020 09:22 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْفَى مِمَّا يُخْفِي اللَّيْلُ ....

لأن الليل يستر كل شيء ، ولذلك قالوا في المثل
الآخر : الليلُ أَخْفَى للويل ، وفي مثل آخر: الليل
أخْفَى والنّهارُ أفضح ، وأَخْفَى : أفعل من قولهم :
خَفَيْتُ الشيء ، إذا كتمته ، أخْفِيه خفياً ، وليس
من الإخفاء .

عبد السلام بركات زريق 09-08-2020 09:43 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْرَقُ مِنْ حَمَامَةٍ ....

لأنها لم تُحْكِمُ عُشَّها ، وذلك أنها ربما جاءت إلى
الغصن من الشجرة فتبني عليه عشها في الموضع
الذي تذهب به الريح وتجيء ، فَبَيْضُهَا أَضْيَعُ
شيء ، وما ينكسر منه أكثر مما يسلم ، قال
عَبِيد بن الأبرص :


عَيُّوا بأمرهمُ كَمَا
عَيَّتْ ببيضَتِهَا الحَمَامَةْ

جَعَلَتْ لها عُودَيْنِ مِنْ
نَشَمٍ وآخَرَ مِنْ ثُمَامَةْ


ويروى " وعُوداً من ثُمَامة "

عبد السلام بركات زريق 09-09-2020 08:07 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَخْرَقُ مِنْ نَاكِثَةِ غَزْلِهَا ....


ويقال : من ناقضةِ غَزْلها ، وهي امرأة كانت من
قريش يقال لها : أم رَيْطَة بنت كعب بن سعد بن
تَيْم بن مُرَّة ، وهي التي قيل فيها " خَرْقَاءُ وَجَدَتْ
صُوفاً " والتي قال الله عز وجل فيها (وَلَا تَكُونُوا
كالتَّي نَقَضَتْ غَزْلَهَا من بعد قوَّةٍ أنكاثاً) قال المفسرون:
كانت هذه المرأة تغزل وتأمر جَوَارِيَهَا أن يغزلن ، ثم
تنقض وتأمرهن أن ينقضن ما فتلن وأمررن ، فضرب
بها المثل في الخُرْقِ .

عبد السلام بركات زريق 09-09-2020 09:48 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَخْسَرُ مِنْ حَمَّالَةِ الحَطَبِ ....


هي أيضاً من قريش ، وهي أم جَميل أختُ أبي
سفيان بن حَرْب ، وامرأة أبي لَهَبٍ المذكورة في
سورة (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) وفيها يقول الشاعر :

جَمَعْتَ شَتَّى وَقَدْ فَرَّقْتَهَا جُمَلَاً
لَأَنْتَ أَخْسَرُ مِنْ حَمَّالَةِ الحَطَبِ


أي أظهر خُسْرَاناً ، وذلك أنها كانت تحمل العَضَاه
والشَّوْكَ فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليَعْقِرَه ، وقال قتادة ومجاهد والسدي:
كانت تمشي بالنَّمِيمة بين الناس فتلقي بينهم العَدَاوَة،
وتهيج نارَها كما توقِد النارَ بالحطب ، وتسمى النميمة
حَطَباً ، ويقال : فلان يَحْطِبُ على فلان ، إذا كان
يُغْرِي به ، وقال :

مِنَ البِيْضِ لمْ تَصْطَدْ عَلى ظَهْرِ سَوْءَةٍ
ولمْ تَمْشِ بَينَ القومِ بالحَطَبِ الرَّطْبِ

عبد السلام بركات زريق 09-09-2020 09:51 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَخْسَرُ مِنْ مَغْبُونٍ ....

مثل مُوَلَّد ، ويقولون في مثل آخر : في
اسْتِ المَغْبُونِ عُوْدٌ .

عبد السلام بركات زريق 09-09-2020 10:00 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْيَبُ مِنَ القَابِضِ عَلَى المَاءِ ....

هذا مأخوذ من قول الشاعر :

وَمَا أَنْسَ مِنْ أَشْياءَ لَا أَنْسَ قَوْلَهَا
تَقَدَّمْ فَشَيِّعْنَا إلَى ضَحْوَةِ الغَدِ

فَأَصْبَحْتُ مَمَّا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
سِوَى ذِكْرِهَا كَالقَابِضِ المَاءَ بِاليَدِ

عبد السلام بركات زريق 09-10-2020 08:32 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْيَبُ مِنْ حُنَيْنٍ ....

قد اختلف النسابون فيه ، وقد ذكرت قول أبي
عبيد وابن السِّكِّيت فيه في حرف الراء عند
قولهم " رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْن " وأما الشَّرقي بن
القطامي فإنه قال : كان حُنَين من قريش ، وزعم
أن أصل المثل أن هاشم بن عبد مناف كان رجلاً
كثيرَ التَّقَلُّبِ في أحياء العرب للتجارات والوِفادات
على الملوك ، وكان نُكَحَة ، فكان أوصى أهلَه أنه
متى أتوا بمولود معه علامته قَبِلوه ، وتصير علامة
قبولهم إياه أن يَكْسُوهُ ثياباً ، ويلبسوه خُفَّاً ، ثم
إن هاشماً تزوج في حيٍّ من أحياء اليمن ، وارتحل
عنهم ، فوُلِدَ له غلام فسماه جَدُّه أبو أمه " حُنَيْنَاً "
وحمله إلى قريش مع رَجُل من أهله ، فسأل عن
رهط هاشم ، فَدُلَّ عليهم ، فأتاهم بالغلام ، وقال :
إن هذا ابنُ هاشِمٍ ، فطالبوه بالعلامة ، فلم تكن
معه ، فلم يقبلوه ، فرد الغلام إلى أهله فحين رَأَوْه
قالوا : جاء بخُفِّ حُنَيْنٍ ، أي جاء خائباً حين جاء
في خف نفسه ، أي لو قُبل لألبس خف أبيه .
وقال غيره : كان حنين رجلاً عبادياً من أهل دومة
الكوفة وهي النجف محلة منها ، وهو الذي يقول :

أَنَا حُنَيْن وَدَارِي النَّجَفُ
ومَا نَدِيمي إلا الفَتَى القَصف
ليسَ نَدِيمي المنجَلُ الصلف


وكان من قصته أن دَعَاهُ قومٌ من أهل الكوفة إلى
الصحراء ليغنيهم ، فمضى معهم ، فلما سَكِرَ سَلَبُوه
ثيابه وتركوه عُرْيَاناً في خُفَّيْهِ ، فلما رجع إلى أهله
وأبصروه بتلك الحالة قالوا : جاء حنين بِخُفَّيْهِ ،ثم
قالوا : أَخْيَبُ مِنْ حُنَين ؛ فصار مثلاً لكل خائب
وخاسر ، ثم قالوا : أصحب لليائس من خفي
حنين ، فصار مثلاً لكل يائس وقانط ومكدر .

عبد السلام بركات زريق 09-10-2020 03:16 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ ....

و" أخرب من جوف حمار " قالوا : هو رجل
من عاد ، وجَوْفه : وادٍ كان يحله ، ذو ماء
وشجر ، فخرج بنوه يتصيدون ، فأصابتهم صاعقة
فأهلكتهم ، فكفر وقال : لا أعبد رباً فعل ذا
ببنيَّ ، ثم دعا قومَه إلى الكفر ، فمن عصاه قتله،
فأهلكه الله وأخرب واديه ، فضربت العرب به
المثل في الخراب والخلاء ، وقالوا " أَخْرَبُ من
جوف حمار " و " أخلى من جوف حمار "
وأكثرت الشعراء ذكره في أشعارهم ؛ فمن ذلك
قول بعضهم :

وَبِشُؤْمِ البَغْيِ وَالغَشْمِ قَدِيماً
ما خَلَا جَوْفٌ ولم يبق حِمَارُ


هذا قول هشام الكلبي .
وقال غيره : ليس حمار ههنا اسمَ رجل ، بل هو
الحمار بعينه ، واحتج بقول من يقول " أخلى من
جوف العَيْر " قال : ومعنى ذلك أن الحمار إذا صِيدَ
لم ينتفع بشيء مما في جوفه ، بل يرمى به ولا يؤكل،
واحتج أيضاً بقول من قال " شَرُّ المالِ ما لا يزكى
ولا يذكى " فقال : إنما عنى به الحمار ؛ لأنه لا تجب
فيه زكاة ، ولا يُذْبَح فيؤكل ، وقال أبو نصر في قول
امرئ القيس :

* وَوَادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ *


العير عند الأصمعي : الحمار يذهب إلى أنه ليس في
جوف الحمار إذا صيد شيء ينتفع به ؛ فجوف الحمار
عندهم بمنزلة الوادي القفر الذي لا منفعة للناس
والبهائم فيه .
وقال : قال الأصمعي : حدثني ابن الكلبي عن فروة
ابن سعيد عن عفيف الكندي أن هذا الذي ذكرته
العرب كان رجلاً من بقايا عاد يقال له "حمار بن
مُوَيْلِع " فَعَدَلت العرب عند تسميته عن ذكر الحمار
إلى ذكر العَيْرِ لأنه في الشعر أخفّ وأَسْهَلُ مخرجاً .

عبد السلام بركات زريق 09-11-2020 01:33 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَخْزَى مِنْ ذَاتِ النِّحْيَيْنِ ....

قد ذكرتُ قصتها في حرف الشين عند قولهم
" أَشْغَلُ نم ذاتِ النِّحْيَيْنِ "

عبد السلام بركات زريق 09-11-2020 02:55 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْنَثُ مِنْ طُوَيْسٍ ....

ويقال " أَشْأَمُ مِنْ طُوَيْسٍ "
الطاوسُ : طائر معروف ، ويصغر على " طُوَيْس "
بعد حذف الزيادات .
وكان طويس هذا من مُخَنَّثِي المدينة ، وكان يسمى
طاوساً ، فلما تخنث سمي بطويس ، ويكنى بأبي عبد
النعيم ، وهو أول من غَنَّى في الإسلام بالمدينة ، ونَقَر
بالدُّفِّ المربع ، وكان أَخَذَ طرائقَ الغناء عن سبي
فارس ، وذلك أن عمر رضي الله عنه كان صَيَّرَ لهم
في كل شهر يومين يستريحون فيهما من المهن ، فكان
طويس يَغْشَاهم حتى فهم طرائقهم ، وكان مألوفاً
خليعاً ، يُضْحِكُ كُلَّ ثَكْلَى حَرَّى ؛ فمن مَجَانَتِهِ أنه
كان يقول : يا أهل المدينة ، ما دُمْتُ بين أظهركم
فتوقَّعوا خروج الدّجال والدابة ، وإن متُّ فأنتم
آمِنون ، فتدبّروا ما أقول ، إن أمي كانت تمشي
بين نساء الأنصار بالنمائم ، ثم ولدتني في الليلة التي
مات فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفَطَمتني
في اليوم الذي مات فيه أبو بكر ، وبلغت الحلُمَ في
اليوم الذي قتل فيه عمر ، وتزوجت في اليوم الذي
قتل فيه عثمان ، وولد لي في اليوم الذي قتل فيه
علي ، فَمَنْ مثلي ؟ وكان يظهر للناس ما فيه من
الآفة غير محتشم منه ، ويتحدث به ، وقال فيه
شعراً وهو :

أنا أبو عَبْد النعيم ... أنا طاوسُ الجحيم
وأنا أشأمُ من دبْ..بَ على ظهر الْحَطيم
أنا حاء ثم لام ....ثم قاف حشو ميم


عني بقوله " حشو ميم " الياءَ ؛ لأنك إذا قلت
ميم فقد وقعت بين ميمين ياء ، يريد أنا حلقي .
ولما خُصي طويس مع سائر المخنثين قال : ما هذا
إلا ختانٌ أعِيدَ علينا ؟ وكان السبب في خصائهم
أنهم كَثُروا بالمدينة فأفسدوا النساء على الرجال،
وزعم بعضُهم أن سليمان بن عبد الملك كان مفرط
الغَيْرةِ ، وأن جارية له حَضَرته ذاتَ ليلةٍ قمراء وعليها
حليّ ومعصفر ، فسمع في الليل سميراً الأبليَّ يغنّي
هذه الأبيات :

وغادةٍ سَمِعَتْ صَوْتي فَأَرَّقَهَا
من آخرِ اللّيل لمّا مَلَّها السَّهَرُ

تُدْنِي على فَخِذَيها من مُعَصْفَرَةٍ
والحليُ دانٍ على لُبَّاتِها خضرُ

لم يحجبِ الصَّوْتَ أحْرَاسٌ ولا غَلَقٌ
فَدَمْعُها بأعَالِي الخدِّ يَنْحَدِرُ

في ليلةِ البدرِ ما يدري مُعَايِنُهَا
أَوَجْهُهَا عندَهُ أَبْهَى أمِ القَمَرُ

لو خُلِّيَتْ لَمَشَتْ نَحْوِي عَلى قَدَمٍ
تكادُ مِنْ رِقَّةٍ للمَشْيِ تَنْفَطِرُ


فاستوعب سليمان الشعر ، وظنّ أنه في
جاريته، فبعث إلى سمير فأحضره ، ودعا
بحجَّام ليخصيه ، فدخل إليه عمر بن عبدِ
العزيز وكلمه في أمره ، فقال له : اسكت
إن الفَرَسَ يَصْهَلُ فتستودق الحِجْرُ له ، وإن
الفحل يخطر فتضبع له الناقة ، وإن التَّيْسَ
ينبُّ فتستحرم له العنز ، وإن الرجل يُغَنِّي
فَتَشْبَقُ له المرأة ، ثم خصاه ، ودعا بكاتبه
فأمره أن يكتب من ساعته إلى عامله ابنِ
حزم بالمدينة " أن أحْصِ المخنثين المغنين "
فتشظَّى قلم الكاتب فوقعت نقطع على ذورة
الحاء ، فكان ما كان مما تقدم ذكره .

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 02:06 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْبَثُ مِنْ ذِئْبِ الْخَمَر ، وَأَخْبَثُ مِنْ ذِئْبِ الغَضَى ....

قال حمزة : العرب تسمي ضروباً من البهائم بضروب
من المراعي تَنْسُبها إليها ، فيقولون : أرنب الخلة ،
وضَبُّ السحا ، وظبي الحلب ، وتيس الربلة ، وقنفذ
برقة ، وشيطان الحمَاَطة ، وذلك كله على قدر طِباع
الأمكنة والأغْذِية العاملة في طباع الحيوان ، وفي
أسجاع ابنة الخُسِّ : أخبثُ الذئابِ ذِئبُ الغَضَى ،
وأخبث الأفاعي أَفْعَى الجدبِ ، وأسرع الظباء ظباء
الحلب ، وأشد الرجال الأعجف ، وأجمل النساء الفَخْمَة
الأسِيلة ، وأقبح النساء الجَهْمَة القفرة ، وآكَلُ الدواب
الرَّغُوث ، وأطيب اللحم عوّذه ، وأَغْلَظُ المَوَاطِئِ الحَصَا
على الصَّفَا ، وشرُّ المال ما لا يُزَكَّى ولا يُذكى ، وخير
المال مُهْرَة مأمورة أو سكة مأبُورَة .
قال : وعلى هذا المجرى حكاية حكاها ابن الأعرابي عن
العرب ، زَعَم أنه قليل للبكرية: ما شجرة أبيك؟ فقالت:
العَرْفَجَة ، إذا قُدِحَتْ التهبت ، وإذا خليت قصبت ،
وقيل للقيسية : ما شجرة أبيك ؟ فقالت : الخلة ، ذليقة
الدرة ، حديدة الجرة ، وقيل للتميمية : ما شجرة أبيك ؟
فقالت : الإسليح ، رغوة وصريح ، وسَنَام إطريح ،تُفيئه
الريح ، وقيل للأسدية : ما شجرة أبيك ؟ فقالت :
الشرشر ، وطب حشر ، وغلام أشر .
حشر : أي وسخ ، ووسخ الوَطْب من اللبن يدعى حشراً.
قلت : قوله " وطب حشر " كذا قرئ على حمزة بالحاء،
وروي عنه والصواب جشر بالجيم ، كذا في التهذيب عن
الأزهري ، وفي الصحاح عن الجوهري : قال حمزة :
والسنام الإطريح : المرتفع ، يقال : طَرَحَ القومُ بناءهم ،
أي رفعوه وطَوَّلوه ، والحلب : شجرة حلوة فلذلك ظباؤها
أسرع ، وأبطأ الظباء ظباء الحَمْض ؛ لأن الحمض مالح .

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 02:19 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْوَنُ مِن ذِئبٍ ....

ويقولون في مثل آخر " مستودع الذئب أظلم "
وفي مثل آخر " مَنِ اسْتَرْعَى الذئبَ ظلم "
وقال الشاعر :

* أَخْوَنُ مِنْ ذِئبٍ بِصَحْرَاءِ هَجَرْ *

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 03:55 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخَبُّ مِنْ ضَبٍّ ....

ومنه اشتقُّوا قولهم : فلان خَبٌّ ضَبٌّ .

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 03:56 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْيَلُ مِنْ غُرَابٍ ....

لأنه يَخْتال في مِشْيَته .

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 03:57 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَخْيَلُ مِنْ مُذَالَةٍ ....


يَعْنُون الأمة ؛ لأنها تُهَانُ وهي تتبختر .

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 04:01 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْيَلُ مِنْ ثَعْلَبٍ فِي اسْتِهِ عِهْنُهُ ....

قال حمزة : هذا مثل رَوَاه محمد بن حبيب ولم
يفسِّره ، ولا أعرف معناه .

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 07:59 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ ....

التخدُّع : التواري ، والْمَخْدَعُ من هذا أخذ ، وهو
بيتٌ في جَوْفِ بيتٍ يُتَوَارى فيه ، وقالوا في الضبِّ
ذلك لتواريه وطول إقامته في جُحْرُه وقلة ظهوره .
وقال أبو علي لكذه : خدع الضب إنما يكون من
شدة حَذَره ، وأما صفة خدعه فأن يعمد بذنبه باب
جُحْره ليضربَ به حيةً أو شيئاً آخر إن جاءه ،
فيجيء المحترشُ فإن كان الضب مجرباً أخرج ذنبه
إلى نصف الجُحْر ، فإن دخل عليه شيء ضربه ،
وإلا بقي في جحره ، فهذا هو خدعه ، قال الشاعر :

وَأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ إذَا جَاءَ حَارِشٌ
أَعَدَّ لَهُ عِندَ الذّنَابَةِ عَقْرَبَا


وذلك أن بيت الضب لا يخلو من عقرب ؛ لما بينهما
من الألفة والاستعانة بها على المحترش ، هذا قول
أهل اللغة .
وقال بعض أصحاب المعاني : العربُ تذكر الضبَّ
والضبع والوحر والعقربَ في مجاري كلامها من طريق
الاستعارة ، فأما الضبُّ فإنهم يقولون : فُلانٌ خَبٌّ
ضَبٌّ ، فيشبهون الحقد الكامن في قلبه الذي يَسْرِي
ضَرَرُهُ بخدع الضب في جحره ، وأما الضبع فإنهم
يجعلونها اسماً للسنة الشديدة ؛ إذ كانت الضبعُ أفْسَدُ
شيء من الدواب ، فشبهوا بها السنة الشديدة التي
تأكل المال ، وأما الوحر فإنه دُوَيْبَةٌ حمراء إذا جَثَمَتْ
تَلْزَق بالأرض فيقولون منه : وَحِرَ صَدْرُ فُلانٍ ،ذهبوا
إلى التزاق الحقد بالصدر كالتزاق الوَحِرِ بالأرض ،وأما
العقرب فإنهم يقولون : سَرَتْ عقاربُ فلانٍ ، وفلانٌ
تَدِبُّ عقاربه ، إذا خَفِيَ مكان شره .
قلت : والمثل أعني قولهم " أخدع من ضبٍّ " يضرب
لمن تطلُبُ إليه شيئاً ، وهو يَرُوغُ إلى غيره .

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 08:00 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْطَأُ مِنْ ذُبَابٍ ....

لأنه يُلْقِي نفسَه في الشيء الحارّ ، أو الشيء يلزق
به فلا يمكنه التخلص منه .

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 08:02 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْطَأُ مِنْ فَرَاشَةٍ ....

لأنها تُلْقِي نفسَها على النار .
قلت : وأخطأ في المثلين من خَطِئَ لا من أَخْطَأَ ، وهما
لغتان ، أنشد أبو عبيدة :

* يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كَاهِلَا *


أي أخطأن

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 08:05 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْبَطُ مِنْ حَاطِبِ لَيْلٍ ....

لأن الذي يحتطب ليلاً يجمع كلَّ شيءٍ ممّا يحتاج
إليه وما لا يحتاج إليه ؛ فلا يدري ما يجمع .

عبد السلام بركات زريق 09-12-2020 08:08 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَخْبَطُ مِنْ عَشْوَاءَ ....


هي الناقة التي لا تُبْصِرُ بالليل ؛ فهي تَطَأُ كلَّ شيء،
ويقال في مثل آخر " إنَّ أخا الخلاط أعشى بالليل "
قالوا : الخِلاط القتالُ ، وصاحب القتال بالليل لا
يَدْرِي من يضرب .

ناريمان الشريف 09-12-2020 11:06 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
لله ما أجمل لغة العرب .. !!
وفي الحقيقة - أحياناً - لا أفهم المقصود من بعض المفردات
وهناك كثير من مفرداتها معقد .. يمكن لأنه غير مستعمل في أيامنا الحاضرة
قرأت ذات يوم أن العربية هي أغنى اللغات من حيث عدد المفردات .. إذ وصل تعدادها إلى مليوني مفردة .. بينما نحن لم نستخدم سوى نصفها - والله أعلم -
بوركت أخي ..
أتابعك باهتمام
لك التحية

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 08:01 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 258183)
لله ما أجمل لغة العرب .. !!
وفي الحقيقة - أحياناً - لا أفهم المقصود من بعض المفردات
وهناك كثير من مفرداتها معقد .. يمكن لأنه غير مستعمل في أيامنا الحاضرة
قرأت ذات يوم أن العربية هي أغنى اللغات من حيث عدد المفردات .. إذ وصل تعدادها إلى مليوني مفردة .. بينما نحن لم نستخدم سوى نصفها - والله أعلم -
بوركت أخي ..
أتابعك باهتمام
لك التحية

أهلا بك
وأنا أيضاً أقف أمام الكثير
من المفردات ولا أفهم مقصودها
ربما تركيب الجمل يختلف
وكانت مفردات الصحراء والنوق
والخيل ودوابّ الأرض والسلاح
(وهي كل ما يعرفه العربي)
كانت مفهومة عندهم ببساطة
ونحن من بيئة وعصر مختلفين

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 08:19 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَخْطَفُ مِنْ قِرِلَّى ....


قالوا : إنه طير من بنات الماء ، صغير الجرم حديد
الغَوْصِ سريع الاختطاف ، ولا يرى إلا مُرَفْرِفاً على
وجه الماء على جانب ، كطيران الحِدَأة يَهْوِي بإحدى
عينيه إلى قَعْرِ الماء طمعاً ، ويرفع الأخرى إلى الهواء
حذراً ، فإن أبصر في الماء ما يستقل بحمله من
سمك أو غيره انقضَّ عليه كالسَّهْمِ المُرْسَلِ فأخرجه
من قعر الماء ، وإن أبصر في الهواء جارحاً مرَّ في
الأرض .
وكما ضربوا به المثل في الاختطاف ، كذلك ضربوا به
المثل في الحذر والحزم ، فقالوا " أحْذَرُ من قِرِلَّى "
كما قالوا " أَحْذَرُ مِن غُراب " وقالوا " أَحْزَمُ من
قِرِلَّى " كما قالوا " أَحْزَمُ مِن حِرْبَاء " وفي الأسجاع
لابنة الخُسِّ : كنْ حَذِرَاً كالقِرِلَّى ، إن رأى خَيْرَاً تَدَلَّى،
وإن رأى شَرَّاً تَوَلَّى .
وقال حمزة : وقد خالف رُوَاة النسب هذا التفسير
فقالوا : قِرِلَّى هو اسم رجل من العرب ، كان لا
يتخلف عن طعام أحدٍ ، ولا يترك موضع طمع إلا
قصد إليه ، وإن صادف في طريق يسلكه خصومة
ترك ذلك الطريق ولم يمر به ، فقالوا فيه " أطمع
من قِرِلَّى " فهذا ما حكاه النسابون في تفسير هذا
المثل .
قال حمزة : وأقول أنا : خَلِيقٌ أن يكون هذا الرجل
شُبِّه بهذا الطائر ، وسمي باسمه ، وقال الشاعر :

يا مَنْ جَفَانِي وَمَلَّا
نَسِيتَ أَهْلاً وسَهْلَا

وَمَاتَ مَرْحَبُ لمّا
رأيْتَ مَالِيَ قَلَّا

إنّي أَظنّكَ تَحْكِي
بما فَعَلْتَ القِرِلَّى

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 08:20 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْشَنُ مِنَ الجُذَيْلِ ....

تصغير جِذْل ، وهي خشبة تُغْرَزُ في الأرض
فتجيء الإبل الجَرْبَاء فتحتكُّ بها .
ويقولون :

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 08:21 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْطَبُ مِنْ قُسٍّ ، وَأَبْلَغُ مِنْ قُسٍّ ....

وقد ذكرته في حرف الباء قبلُ .

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 08:21 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْجَلُ مِنْ مَقْمُورٍ ....

يريدون خَجَل الانكسار والاهتمام ، كما
قال الأخطل :

كأنّما العِلْجُ إذ أوجبت صفقتها
خليع خصل نكيبٌ بَين أَقْمَارِ

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 08:22 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَخْصَبُ مِنْ صَبِيحَةِ لَيْلَةِ الظُّلْمَةِ ....

وذلك أنه أصابت الناسَ ليلةً ببغداد ريحٌ جاءت
بما لم تأتِ به قطُّ ريحٌ ، وذلك في أيام المهدي ، فألفي
ساجداً وهو يقول : اللهم احفظنا وفينا نبيك عليه
السلام ، ولا تُشْمِتْ بنا أعداءنا من الأمم ، وإن كنت
يا ربّ أَخَذْتَ الناسَ بذنبي فهذه ناصيتي بيدك ، فارحمنا
يا أرحم الراحمين ، في دعاء كبير حُفِظَ منه هذا ، فلما
أصبح تصدَّقَ بألف ألف درهم ، وأعتق مئة رقبة ،وأحجَّ
مئة رجل ، ففعل مثل ذلك جُلُّ قواده وبطانته والخيزران
ومن أشبه هؤلاء ، فكان الناسُ بعد ذلك إذا ذكرواا
الخِصْبَ قالوا : أَخْصَبُ من صبيحة ليلة الظلمة .

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 08:23 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.....المولدون.....

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 08:54 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... خَلِيْفَةُ زُحَلَ ....

يضرب للثقيل .

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 09:33 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... خَاطَ عَلَيْنَا كِيْسَاً ....

.... خُذِ اللِّصَّ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَكَ ....

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 09:35 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... خُذْ بِيَدِي اليَوْمَ آخُذْ بِرِجْلِكَ غَدَاً ....

أي انْفَعْنِي بقليل أنفعك بكثير .

عبد السلام بركات زريق 09-13-2020 01:56 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... خُذْهُ بِالمَوْتِ حَتّى يَرْضَى بالحُمَّى ....

.... خُذْ مِنْ غَرِيْمِ السُّوءِ أَجْرَهُ ....

.... خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِه ....


الساعة الآن 11:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team