![]() |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * ضيوف الحق * ـ-…_ إن العباد ينتسبون إلى الحق بنسبة الضيافة ، وذلك فيما لو كانوا حول بيته الحرام أو في مشاهد أوليائه . فمن هنا لزم على العبد أن يلحظ تلك الإضافة ( التشريفية ) في تعامله مع هؤلاء الأضياف ، فلا يلحظ علمه بسوء سابقتهم ، بل ولا بسوء لاحقتهم ، ما داموا جميعاً في ضيافة الملك الكريم . ومن المعلوم أن ( احتقار ) من بحضرة الحق - أياً كانوا - مما يوجب حلول الغضب ، لما فيه من الاستخفاف بعظيم سلطانه ، المستلزم لعظيم عقابه . حميد عاشق العراق 6 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * العتق من النار * ـ-…_ إن التعبير بالعتق من النار لهو تعبير بليغ ، يشعر ( بفداحة ) الخطب الذي يعيشه العبد وإن لم يستحضر تفاصيل ذلك الخطب الفادح . فإنّ طَلَب العتق يُشعر الإنسان وكأنه عبد مملوك للجحيم ، بمقتضى العقود اللازمة التي أوجبت له هذه الرقية . فكل معصية بمثابة عقد ( عبودية ) بينه وبين النار ، وكلما كثرت العقود كلما ترسخّت معاملة العبودية ، إذ يبيع نفسه للنار كل يوم مرات ومرات مؤكداّ بذلك إصراره على المبايعة القاتلة . ولا حلّ لهذه المعاملة الملزمة ، إلا ( بتدخّـل ) الملك القهار الذي بيده أزمّـة الأمور فسخاً وابراماً ، كالسلطان الذي يفسخ العقود اللازمة بمقتضى سلطنته المطلقة . حميد عاشق العراق 6 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * لوازم الهبات الروحية * ـ-…_ طالما يتمنى العبد بعض الهبات الروحية المتميزة : كالانقطاع إلى الحق ، أو الحب المتيّـم ، أو بعض الكرامات المبذولة للسالكين ، ولايجد استجابة مع الإصرار الشديد على ما يريد . والسبب في ذلك عدم قدرة العبد على الالتزام ( بلوازم ) هذه الحالات ، إذ أن الإعراض عن الحق بعد الإقبال الشديد ، يعرّض العبد لعقوبات قاسية ، كما هدد الحق به الحواريين ، عندما طلبوا كرامة المائدة السماوية فقال : { فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين } فتـزوى عن العبد هذه الدرجات رأفة به ، لعدم ( قابلية ) العبد لتلقي تلك الدرجات العالية ، لا بخلا ً من جهة ( فيّاضية ) الرب . حميد عاشق العراق 7 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الوحشة الشديدة * ـ-…_ لو استشعر الإنسان حقيقة الوحدة التي يعيشها ، لانتابه شعور بالوحشة شديد .. فقد كان ( وحيداً ) قبل نفث الروح في الأبدان ، وسيكون ( وحيداً ) في برزخه إلى يوم يبعثون . ويأتي ربه ( وحيداً ) كما خلقه أول مرة ، وهو ( وحيد ) في الدنيا في ساعات نومه وكثير من ساعات يقظته . فتبقى الساعات التي يعاشر فيها الخلق ، وهي ساعة لقاء الأبدان بالأبدان بحواسها المادية ، فلم تمتزج الأرواح بالأرواح لترتفع الوحدة حقيقة . وعليه فإن الوحدة لا ترتفع إلا عند الارتياح إلى مرّوح الأرواح ، إذ : { بِكَ إلى لذيذِ مُناجاتِكَ وَصَلوا } . حميد عاشق العراق 7 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * إستجابة ُ إرادة الحق * ـ-…_ قد يتعجب المؤمن من قضاء المولى لحـوائجه العـظام بطلب يسير منه ، يتمثل بدعاء قصير يتوجه به إليه - وقد يخلو من إصرار وتأكيد - والحال انه لاعجب في ذلك ، فيما لو التفت العبد إلى أن الدعاء وإن كان ( صادرا ) من العبد ، إلا أنه مؤثر في ( استجابة ) إرادة المولى لتحقيق حاجته . ومن المعلوم أنه إذا إستجابت إرادة المولى لتحقيق الحاجة ، فإنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء . فالعَجَب إنما هو في نسبة دعاء العبد إلى حاجته ، لا في نسبة إرادة المولى إلى مراده ، إذ يستحيل تخلف مراد الحق عن إرادته ، فهي مستجيبة لمشيئته ومسرعة إلى إرادته . ****************************************** حميد عاشق العراق 7 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * المعصية لا بالمكابرة * ـ-…_ يحسن بالعبد أن يكرر الاعتذار بين يدي الحق ، وذلك بدعوى أن معصيته للجبار لم تكن على وجه المكابرة و ( الاستخفاف ) بحق الربوبية . وإنما كانت محضَ إتباعٍ لهوى ، أوغلبةٍ لشقوة ، وخاصة مع تحقق الستر المرخى ، من طرف الستار الغفور . إن هذا الإحساس يسلب من المعصية جهة ( التحدي ) والاستخفاف ، والهلاك الدائم إنما يأتي من هذه الموبقة . فتبقى جهة المخالفة الاعتيادية لغلبة الهوى ، فيتوجه العبد بعدها لمن لا تضره معصية من عصاه ، ولا تنفعه طاعة من أطاعه . وبذلك يتحقق مضمون ( خادعت الكريم فانخدع ) ، أي تظاهر بأنه لم يلتفت إلى تحايل العبد ، ليكون هذا التغافل مقدمة للعفو عنه . حميد عاشق العراق 8 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * سبل تسلط الشيطان * ـ-…_ إن من موجبات تسلط الشيطان على العبد أمور منها : - عدم الرؤية له ولقبيله كما يصرح القرآن الكريم . - استغلال الضعف البشري إذ { خلق الإنسان ضعيفا } . - الجهل بمداخله في النفس إذ هو أدرى من بني آدم بذلك . - الغفلة عن التهيؤ للمواجهة في ساعات المجابهة . والاعتصام بالمولى الحق رافع لتلك الموجبات ومبطل لها : فهو ( الذي يرى ) الشيطان ولا يراه الشيطان فيبطل الأول . وهو ( القوى العزيز ) الذي يرفع الضعف فيبطل الثاني . وهو ( العليم الخبير ) الذي يرفع الجهل فيبطل الثالث . وهو ( الحي القيوم ) الذي يرفع الغفلة فيبطل الرابع . حميد عاشق العراق 8 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * العمل للقرب لا للأجر * ـ-…_ لا يحسن بمن يروم الدرجات العالية من الكمال أن يتوقف أداؤه للعمل على مراجعة ثواب ذلك العمل . بل إن جلب رضا المولى في التروك والأفعال لمن أعظم الدواعي التي تبعث العبد على الإقدام والإحجام . وهذا الداعي هو الذي يؤثر على كمّ العمل وكيفه ودرجة إخلاصه . فحيازة الأجر والثواب أمر يختص بالآخرة وتحقيق القرب من المولى له أثره في الدنيا والآخرة . وشتان بين العبد الحر والعبد الأجير وبين من يطلب المولى ( للمولى ) لا (للأولى ) ولا ( للأخرى ) . حميد عاشق العراق 8 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * تحمّل مظالم العباد * ـ-…_ إن من أهم الموانع التي قد تحجب العبد عن دخول الجنة الأحقاب والدهور ، هو ( تحمّـله ) لمظالم العباد . فإن المظلومين أحوج ما يكونون إلى حسنات الظالمين يوم القيامة . فإذا تقاسم المظلومون حسناته ، فلا يبقى له ما يدخل به جنة الخلد وهو على أبوابها . ومن هنا يطلب العبد من ربه وهو في الدنيا بإرضاء الخلق بما يشاء : سواء ( بتوفيقه ) للالتفات إلى مظالم العباد وإقداره على أدائها أثناء حياته ، أو ( بتدخل ) الحق مباشرة يوم الحساب لإرضاء الخصوم ، بما لا يُنقص العبد شيئاً من حسناته . حميد عاشق العراق 9 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * إلقاء الرعب * ـ-…_ إن من مظاهر تصرف الحق في القلوب ، هو ما ألقاه من الرعب في نفوس المشركين بعد انتصارهم في غزوة أحد ، فلم يكن بينهم وبين القضاء على الإسلام إلا قتل النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) ودخولهم المدينة واستباحة أهلها وإعادة الأمر جاهلية أخرى . ولكن الحق قذف في قلوبهم ( الرعب ) وحال دون قيامهم بذلك كله ، فقفلوا راجعين مع هزيمتهم للمسلمين إلى مكة ، وهم يقولون وكأنهم استيقظوا بعد سبات :{ لا محمداً قتلنا ، ولا الكواعب أردفنا } . وهذا هو سبيل الحق في ( نصرة ) المؤمنين طوال التأريخ ، سواءً في حياتهم الخاصة ، أو في معركتهم مع أعداء الدين . حميد عاشق العراق 9 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * التدّرج في دخول الحرم * ـ-…_ إن الوضوء والأذان والإقامة بمثابة البرزخ بين ( النشاط ) اليومي ، وبين ( الإقبال ) على الحيّ القيوم . فإن الذي يتدرج في دخول حرم كبرياء الحق ، من مقدمات وضوئه إلى أدعية ما قبل تكبيرة إحرامه ، لهو أقرب إلى أدب الورود على العظيم من غيره . وأما الذي يدخل الصلاة من دون الإتيان بهذه المراحل ، فكأنه دخل على السلطان مباشرة غير ( متهيبٍ ) من الدخول عليه ، ولا شك أن هذه الكيفية من الدخول ، من موجبات الحرمان أو عدم الإقبال . حميد عاشق العراق 9 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * وجه القلب * ـ-…_ كما إن في الكيان ( العضوي ) للإنسان وجها يمثل جهة اهتمامه بالأشياء والأشخاص إذ الإقبال على الأمور الخارجية والإعراض عنها يكون بالوجه . فالأمر كذلك في الكيان ( النفسي ) للإنسان فإن له وجها بذلك الوجه يتجه حبا أو إعراضا نحو ما يتوجه إليه أو عنه . فمن الممكن بعد المجاهدات المستمرة والمراقبات المتوالية الوصول إلى درجة تكون جهة القلب ( ثابتة ) نحو المبدأ وإن ( اشتغل ) البدن في أنشطة متباينة وتوزع وجهه الظاهري نحو أمور مختلفة . حميد عاشق العراق 10 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * لذة الأنس بالحق * ـ-…_ إذا مُنح العبد - من قِبَل المولى - ساعة الأنس واللقاء ودرك الجمال المطلق الذي يترشح منه كل جمال في عالم الوجود لكان ذلك بمثابة زرع الهوى ( المقدس )الذي يوجب حنين العبد لتلك الساعة . ولكان علمه بان تلك الساعة حصيلة استقامة ومراقبة متواصلة قبلها ( مدعاة ) له للثبات على طريق الهدى عن رغبة وشوق لئلا يسلب لذة الوصال التي تهون دونها جميع لذائد عالم الوجود . حميد عاشق العراق 10 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * أوثق عرى الإيمان * ـ-…_ إن من أوثق عرى الإيمان هو ( الحـبّ ) الذي تبتـني عليه هذه العلاقة المقدسة بين العبد وربه .ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع ( الحجب ) في النفس . ولا تمنح هذه الجوهرة التي لا أغلى منها في عالم الوجود إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية لتلقّي هذه الجوهرة النفيسة . وإن هذا الحب بعد اكتمال مقدماته يستشعره القلب بين الفترة والفترة فيكون بمثابة النور الذي كلما أضاء للإنسان مشى في الطريق . ويستمر العبد في سيره التكاملي بمعونة الحق إلى أن يستوعب ذلك الحب جميع( أركان ) القلب فلا حب إلا لله أو لمن له فيه نصيب . ولو أمضى العبد كل حياته بالمجاهدة المضنية ليمتلك هذه الجوهرة قبيل رحيله من الدنيا لكان ممن ختم حياته بالسعادة العظمى ولاستقبل المولى بثمرة الوجود وهدف الخلقة أولئك الأقلون عددا الأعظمون أجرا لا ينصب لهم ديوان ولا كتاب . حميد عاشق العراق 11 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * النسبية فيما يعني * ـ-…_ يلزم الالتفات إلى ( النسبية ) في قضية ما يعني وما لايعني . فإن الأمر قد يكون الدخول فيه نافعاً بالنسبة إلى فرد دون آخر وعليه فلا يكتفي العبد في مقام العبودية بالنفع العام أو النفع الخاص للآخرين بل لابد من ملاحظة النفع الخاص بالنسبة إليه وهو ما يعنيه بالخصوص . فالذي يخوض في الخلافات بين العباد من دون وجود تأثير في خوضه لا علماً ولا عملاً لهو من الخائضين في الباطل وتترتب عليه الآثار من ( قساوة ) القلب و( زلل ) القول والفعل مما يكون العاقل في غنىً عنه . وقِسْ عليه باقي موارد النسبية فيما لا يعني العبد . حميد عاشق العراق 11 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الفزع إلى الصلاة * ـ-…_ إن من الصور الجميلة للعبودية أن يفزع العبد إلى الصلاة المستحبة كلما (دهمه) أمر أو ( انتابته ) نائبة أو كلما أحس (بميل ) للمثول بين يديه تبارك وتعال حبا لا طمعا . بل قد يصل الأمر عند من توغل في رتب العبودية إلى درجة (الالتذاذ ) الواقعي بخصوص الصلاة بحيث تذهله عن حوائجه التي ربما صلى من أجلها . بل عن البيئة المحيطة به . لما فيها من المعراجية التي تنقل العبد من مرحلة التثاقل إلى الأرض بما فيها من اضطراب وتشويش إلى الآفاق الواسعة التي لا يكدرها شئ من أكدار أهل الأرض . ********************************** حميد عاشق العراق 11 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الصورة الذهنية الكاذبة * ـ-…_ إن ما يدفع الإنسان نحو الملذات واقتناء أنواع المتاع هو الصورة ( الذهنية ) المضخمة التي لا تطابق الواقع غالبا لتلك اللـذة . والسر في ذلك كما يذكر القرآن الكريم هو تزيين الشيطان ما في الأرض للإنسان بحيث لايرى الأشياء كما هي ومن هنا أمرنا بالدعاء قائلين : ( اللهم أرنا الأشياء كما هي ) . ولطالما يصاب صاحبها بخيبة أمل شديدة عندما يصل إلى لذته فلا يجد فيها تلك الحلاوة الموهومة وبالتالي لا يجد ما يبرر شوقه السابق كالأحلام الكاذبة التي يراها الشاب قبل زواجه . ويكون (تكرّر ) هذا الإحباط مدعاة ( للملل ) من الدنيا وما فيها وهذا هو السر في استحداث أهل الهوى وسائل غريبة للاستمتاع يصل إلى حد الجنون ! أما النفوس المطمئنة بحقيقة فناء اللذات وعدم مطابقة الواقعية منها لما تخيلها صاحبها بل وجود لذائذ أخرى ما وراء تجارب المعاناة والإحباط . لاكتشافهم الجديد الباقي لحس لا تقاس بلذائذ عالم الحس ففي غنى عن حتى في عالم اللذات إذ أن كل نعيم دون الجنة مملول . ********************************** حميد عاشق العراق 12 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الفراق والوصل * ـ-…_ إن في الفراق رجاء ( الوصل ) وخاصة إذا اشتد ألم الفراق وطال زمان الهجران وفي الوصل خوف ( الفراق ) وخاصة مع عدم مراعاة آداب الوصل بكاملها . ومن هنا كانت حالة الفراق لديهم - في بعض الحالات - أرجى من حالة الوصل إذ عند الوصل تعطى الجائزة ( المقدرة ) بينما عند الفراق يعظم السؤال فيرتفع قدر الجائزة فوق المقدر وعند الوصل حيث الإحساس بالوصول إلى شاطئ الأمان ( يسكن ) القلب ويقل الطلب وعند الاضطراب في بحر الفراق يشتد التضرع والأنين وعليه فليسلم العبد فصله ووصله للحكيم الذي يحكم بعدله في قلوب العباد ما يشاء و كيف يشاء . ********************************** حميد عاشق العراق 12 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * العداء المتأصل * ـ-…_ إن القرآن الكريم يدعونا لاتخاذ موقع العداء من الشياطين وليس المطلوب هو العداء( التعبدي ) فحسب بل العداء( الواعي )الذي منشأه الشعور بكيد العدو وتربّصه الفرص للقضاء على العبد خصوصا مع الحقد الذي يكنّه تجاه آدم وذريته إذ كان خلقه بما صاحبه من تكليف بالسجود مبدأ لشقائه الأبدي وكأنه بكيده لبنيه يريد أن ( يشفي ) الغليل مما وقع فيه وشأن العبد الذي يعيش هذا العداء المتأصل شأن من يعيش في بلد هدر فيها دمـه فكم يبلغ مدي خوفه وحذره ممن يطلب دمه بعد هدره له ؟ ********************************** حميد عاشق العراق 12 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * القرب بالمصيبة والمراقبة * ـ-…_ إن سرعة الوصول إلى الدرجات العالية من التكامل ، يتحقق غالبا إما : بالوقوع في ( المصائب ) - ولو في برهة من الزمن - واما :( بالمراقبة) الشديدة للحق . والسبب في ذلك أن العبد لا يستغني عن مدد المولى في كل مراحل سيره ، هذا المدد المتمثل بالرحمة الإلهية تأتي لذوي المصائب ، كما يشعر به قوله تعالى : { أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة } كما تأتي لذوي الذكر الدائم ، كما يشعر به قوله تعالى : {اذكروني أذكركم } ومما ذكر يعلم خطورة موقف ( الغافل) و ( المعافى ) من البلاء ، فهو أبعد ما يكون من هذه ( الرحمة) بشقّيها . ********************************** حميد عاشق العراق 13 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الأنس تبعا للحق * ـ-…_ إن الأنس بالزمان ، أو المكان ، أو الأشخاص ، أو البلاد ، ينبغي أن يكون مرتبطا بمدى تأثير تلك الأمور في قرب العبد من الحق . فكل عنصر يؤثر تأثيرا إيجابيا في تقريب العبد إلى ربه ، لهو عنصر ( محبوب ) في واقعه ، وإن استثقله العبد بحسب ميله الذي لا صلة له بالواقع . ومن هنا قال سبحانه : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم } فخير ( البلاد) ليس ما استوطنه العبد وإنما ما أعان على الطاعة ، وخير ( الأشخاص ) ليس هو الصديق وإنما من يذّكر بالله رؤيته ، وخير ( الأزمان ) ليس هو ساعة التلذذ وإنما ما وقع فيها من طاعة . إن تحكيم هذا الملاك يغيّر كثيرا من الرغبات داخل النفس ، ومن التصرفات خارجها ، لتغيّر المنطلقات التي ينطلق منها العبد ، في تعامله مع الفرد والزمان والمكان . ********************************** حميد عاشق العراق 13 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الوحشة من أولياء الشيطان * ـ-…_ لو اعتقد العبد - يقينا - بإحاطة الشياطين ( لقلوب ) الذين يتولونه ، و( لأماكن) المعصية ، لاشتد وحشته من هؤلاء الأشخاص ولو كانوا اقرب الناس إليه ، ومن الأماكن ولو كانت آلف البلاد لديه ، لعلمه أن الاقتراب من تلك الأماكن والقلوب ، إنما هو دخول في حيّـز مرمى الشياطين . ومن هنا يُعـلم حذر أهل اللب من أبناء زمانهم ، لأنهم لا ينظرون إلى ( ذواتهم) المجردة ، وإنما إلى من ( يسوقهم ) في حركاتهم وسكناتهم ، من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء . ********************************** حميد عاشق العراق 13 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * معرفة سلامة القلب * ـ-…_ إن من مقاييس معرفة سلامة القلب ، هو البحث عن ( محور ) اهتمام القلب ومصب اهتمامه ، وما هو الغالب على همه .. فإن كان المحور هو الحق صار القلب إلهـيّا تبعا لمحوره ، وإلا استحال القلب إلى ما هو محور اهتمامه ، ولو كان أمراً تافها ، وقد سمي القلب قلباً لشدة تقلبه ، ومن هنا لزم ( تعهّد ) محور القلب في كل وقت ، تحاشيا ( لانقلابه ) عن محوره ، متأثراً باهتمام قلبه فيما يفسده ويغيّر من جهة ميله . ********************************** حميد عاشق العراق 14 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * عدم الانشغال بالأسباب * ـ-…_ إن التوجه إلى المخلوقين - بجعلهم سببا لتحقق الخيرات - من دون الالتفات إلى ( مسبِّبية ) المولى للأسباب ، لمن موجبات ( احتجاب ) الحق تعالى عن العبد ، إذ أن الخير بيده يصيب به من يشاء من عباده ، بسبب من يشاء ، وبما يشاء ، وكيفما يشاء . وعليه فإن كل ( جهة ) يتوجه إليها العبد بما يذهله عن الله تعالى ، لهي ( صنم ) يعبد من دونه ، وإن كان ذلك التوجه المذموم مقدمة لعمل صالح . ولـهذا قبّح القرآن الكريم عمل المشركين ، وإن ادعوا هدفا راجحا : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } فدعوى الزلفى لديه من غير السبيل الذي أمر به الحق تعالى ، لهي دعوى باطلة من أيّ كان ، مشركاً كان فاعله أو موحداً . وقد يكون سعي العبد الغافل عن هذه الحقيقة - حتى في سبيل الخير - موجبا للغفلة عن الحق المتعال . و علامة ذلك وقوع صاحبه فيما لا يرضى منه الحق أثناء سعيه في سبيل الخير ، والذي يفترض فيه أن يكون مقربا إلى المولى جل ذكره . ********************************** حميد عاشق العراق 14 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * اللوامة والأمارة * ـ-…_ إن من المعلوم إيداع المولى في نفوس عباده ما يردعهم عن الفاحشة ، وهو ما يعبر عنه بنداء الفطرة أو حكم العقل أو النفس اللوامة . إلا أن ( تراكم ) الذنوب وعدم الاكتراث بتلك النداءات - بل العمل بخلافها - مما ( يطفئ ) ذلك الوميض الإلهي ، فلا يجد الإنسان بعدها رادعا في باطنه ، بل تنقلب النفس اللوامة إلى نفس أمارة بالسوء ، تدعو إلى ارتكاب بوائق الأمور إذ : { زين لهم الشيطان أعمالهم } . ولهذا يستعيذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قائلا : { أعوذ بالله من سبات العقل } ( فسبات ) العقل يلازم ( استيقاظ ) الأهواء والشهوات ، إلى درجة يموت معه العقل بعد السبات . ********************************** حميد عاشق العراق 14 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * كالخرقة البالية* ـ-…_ تنتاب الإنسان حالة من إدبار القلب ، بحيث لا يجد في قلبه خيرا ولا شرا ، فيكون قلبه ( كالخرقة ) البالية كما ورد في بعض الروايات . ففي مثل هذه الحالة يبحث المهتم بأمر نفسه عن سببٍ لذلك الإدبار ، فان اكتشف سببا ( ظاهرا ) ، من فعل معصية أو ترك راجح أو ارتكاب مرجوح ، حاول الخروج عن تلك الحالة بترك موجب الادبار . وإن لم يعلم ( سبباً ) ظاهرا ترك الأمر بحاله ، فلعل ضيقه بما هو فيه ، تكفير عن سيئة سابقة أو رفع لدرجة حاضرة أو دفع للعجب عنه . ********************************** حميد عاشق العراق 15 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * لحظات الشروق والغروب * ـ-…_ إن لحظات الغروب والشروق مما اهتم بها الشارع من خلال نصوص كثيرة . إذ أنها بدء مرحلة وختم مرحلة ، وصعود للملائكة بكسب العبد خيرا كان أو شرا ، وهو الذي يتحول إلى طائر يلزم عنق الإنسان كما يعبر عنه القرآن الكريم . فهي فرصة جيدة لتصحيح قائمة الأعمال قبل تثبيتها ( استغفارا ) منها أو تكفيراً عنها . وللعبد في هذه اللحظة وظيفتان ، الأولى : ( استذكار ) نشاطه في اليوم الذي مضى ، ومدى مطابقته لمرضاة الرب . والثانية :( التفكير ) فيما سيعمله في اليوم الذي سيستقبله . ولو استمر العبد على هذه الشاكلة - مستعينا بأدعية وآداب الوقتين - لأحدث تغييرا في مسيرة حياته تحقيقا لخير أو تجنيبا من شر . ********************************** حميد عاشق العراق 15 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الصفات الكامنة* ـ-…_ إن من شؤون المراقبة اللازمة لصلاح القلب ، ملاحظة الصفات ( القلبية ) المهلكة كالحسد والحقد والحرص وغير ذلك . فان أثر هذه الصفات الكامنة في النفس - وان لم ينعكس خارجا - إلا أنه قد لا يقل أثرا من بعض الذنوب الخارجية في ( ظلمة ) القلب . وليعلم أنه مع عدم استئصال أصل هذه الصفة في النفس ، فان صاحب هذه الصفة قد ( يتورّط ) في المعصية المناسبة لها في ساعة الغفلة ، أو عند هيجان تلك الحالة الباطنية ، كالماء الذي أثير عكره المترسب . ********************************** حميد عاشق العراق 15 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * القلب حرم الله تعالى * ـ-…_ إن اشتغال القلب بغير الله تعالى مذموم حتى عند الاشتغال ( بالصالحات ) من الأعمال كقضاء حوائج الخلق وأشباهه . فقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : { القلب حرم الله تعالى ، فلا تُدخل حرم الله غير الله } فالمطلوب من العبد أن لا يذهل عن ذكر مولاه ، وإن اشتغلت الجوارح بعمل قربي لله فيه رضاً . فإن ( حسن ) اشتغال الجارحة بالعبادة لا ( يجبر ) قبح خلو الجانحة من ذكر الحق ، فلكل من الجوانح والجوارح وظائفهما اللائقة بهما . وحساب كل منهما بحسبه ، فقد يثاب احداهما ويعاقب الأخرى { إن الله يحب عبدا ويبغض عمله ، و يبغض العبد ويحب عمله } . والخلط بينهـما مزلق للأولياء عظيم . وهذا الأمر وإن بدا الجمع بينهما صعبا ، إلا إنه مع المزاولة والمصابرة يتم الجمع بين المقامين . ********************************** حميد عاشق العراق 16 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * تصريف الحق للأمور * ـ-…_ يتولى الحق تعالى تصريف( جزئيات ) عالم الخلق ، إذ ما تسقط من ورقة إلا بعلمه ، ولولا الإذن لما تحقق السقوط الذي تعلق به العلم ، فكذلك الأمر فيمن ( شملته ) يد العناية الإلهية ، فيتولى الحق تعالى تصريف شؤونه في كل صغيرة وكبيرة . ومن هنا أُمر موسى ( عليه السلام ) بالرجوع إلى الحق ، حتى في ملح عجينه وعلف دابته . ومن المعلوم أن هذا الإحساس ( يعمّق ) الود بين العبد وربه ، ناهيك عما يضفيه هذا الشعور من سكينة واطمئنان على مجمل حركته في الحياة . ومن هنا ينسبُ الحق أمور النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) من الطلاق والزواج إلى نفسه فيقول سبحانهُ : { عسى ربه إن طلقكن } و { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها } . ********************************** حميد عاشق العراق 16 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الأجر الجزيل على القليل * ـ-…_ قد يستغرب البعض من ترتب بعض ما روي من ( عظيم ) الثواب على اليسير من العبادة . ولو كان هذا الاستغراب بمثابة عارض أوّلي لا قرار له في النفس لهان الأمر ، ولكن الجاد في استغرابه ، فإنما هو قاصر : إمّا في إدراك ( قدرة ) المولى على استحداث ما لم يخطر على قلب بشر بمقتضى إرادته التكوينية المنبعثة من الكاف والنون ، أو في إدراك مدى ( كرمه ) وسعة تفضله الذي استقامت به السموات والأرض . فمن يجمع بين القدرة القاهرة و العطاء بلا حساب ، فإنه لا يعجزه الأجر الذي لا يقاس إلى العمل . إذ الثواب المبذول إنما هو اقرب للعطايا منه إلى الأجور . وليعلم أخيرا أن نسبة قدرة الحق المتعال إلى الأمر - الحقير والجليل - على حد سواء . فلماذا العجب بعد ذلك ؟!. ********************************** حميد عاشق العراق 16 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الخسارة الدائمة* ـ-…_ إن الإنسان يعيش حالة خسارة دائمة ، إذ أن كل نَفَس من أنفاسه ( قطعة ) من عمره ، فلو لم يتحول إلى شحنة طاعة ، لذهب ( سدىً ) بل أورث حسرة وندامة . ولو عاش العبد حقيقة هذه الخسارة لانتابته حالة من الدهشة القاتلة !. \فكيف يرضى العبد أن يهدر في كل آن ، ما به يمكن أن يكتسب الخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؟!. وقد ورد في الحديث : { خسر من ذهبت حياته وعمره ، فيما يباعده من الله عز وجل } .والملفت حقا في هذا المجال أن كل آن من آناء عمره ، حصيلة تفاعلات كبرى في عالم الأنفس والآفاق ، إذ أن هذا النظم المتقن في كل عوالم الوجود - كقوانين السلامة في البدن و تعادل التجاذب في الكون - هو الذي أفرز السلامة والعافية للعبد كي يعمل ، فما العذر بعد ذلك ؟!. وإيقاف الخسارة في أية مرحلة من العمر - ربح في حد نفسه - لا ينبغي تفويته ، فلا ينبغي ( التقاعس ) بدعوى فوات الأوان ، ومجمل القول : أن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما . ********************************** حميد عاشق العراق 17 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * أدنى الحظوظ وأعلاها* ـ-…_ لكل من القلب والعقل والبدن حظّه من العبادة ، نظرا لتفاعله الخاص به ، فللأول ( المشاعر ) ، وللثاني ( الإدراك ) ، وللثالث ( الحركة ) الخارجية . وأدنى الحظوظ إنما هو للبدن ، لأنها أبعد الأقمار عن شمس الحقيقة الإنسانية . وقد انعكس الأمر عند عامة الخلق ، فصرفوا جُلّ اهتمامهم في العبادة إلى حظ البدن ، وصل بهم إلى حد الوسوسة المخرجة لهم عن روح العبادة التي أرادها المولى منهم ، مهملين بذلك أمر اللطيفة الربانية المودعة فيهم . ومن هنا لا نجد لعباداتهم كثير أثر يذكر غير الإجراء وعدم لزوم القضاء . ومن المعلوم أن هذا الأُنس الظاهري بالعبادة ، متأثر بطبيعة النفس التي تتعامل مع الحقائق من خلال مظاهرها المادية ، وليست لها القدرة - من دون مجاهدة - على شهود الحقائق بواقعيتها ، ومن هنا عُلم منـزلة إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) الذي أراه الحق ملكوت السماوات والأرض . ********************************** حميد عاشق العراق 17 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * مخالفة النفس فيما تهوى * ـ-…_ إن مخالفة النفس فيما تهوى وتكره لمن أهم أسس التزكية ، وخاصة عند ( إصرار )النفس على رغبة جامحة في مأكل ، أو ملبس ، أو غير ذلك . فان الوقوف أمام النفس - ولو في بعض الحالات - ضروري لتعويد النفس على التنازل عن هواها لحكم العقل ، ولإشعارها أن للعقل دوره الفعّال في إدارة شؤون النفس ، بتنصيب من المولى الذي جعل العقل رسولاً باطنياً ، وقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال : { إذا صعبت عليك نفسك ، فاصعب لها تذلّ لك } . ومن الملحوظ إحساس العبد ( بهالة ) من السمو والعزة ، عند مخالفة شهوة من الشهوات ، وهذه الحالة جائزة معجلة في الدنيا قبل الآخرة ، إذ يجد حلاوة الإيمان في قلبه . هذه الحلاوة تجبر حرمان النفس من الشهوة العاجلة ، بل يصل الأمر إلى أن يعيش الإنسان حالة التلذذ في ترك اللذائذ ، لما فيها من السمو والتعالي عن مقتضيات الطبع بل يصل الأمر عند - الكمّلين - إلى مرحلة يتلذذون فيها ( برضا ) الحق عنهم حين تلذذهم بالمباحات ، أكثر من تلذذهم ( باللذة ) نفسها .. فمثلا يرون أن لذة رضا المولى على عبده بالزواج ، ألذ لديهم من عملية المعاشرة نفسها وهذا معنىً لا يوفق له إلا ذو حظ عظيم . ********************************** حميد عاشق العراق 17 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * فائدة العلوم الطبيعية * ـ-…_ إن التعمق في العلوم الطبيعية يعين على معرفة عظمة الصانع ، وبالتالي يوجب مزيد الارتباط به ، سواء في ذلك العلم الباحث في المخلوق الصغير وهو ( الطب ) أو الباحث في المخلوق الكبير وهو ( الفلك ) ، وقد قال الحق جل ذكره : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم } ومن الممكن للمتعمق في هذه العلوم ، أن يجـمع في نفسه بين آثار ( الانبهار ) بعظمة عالم التكوين و بين آثار ( التعـبد ) بعالم التشريع معا إذ أن صاحب الشريعة هو بنفسه صاحب الطبيعة ، والذي أمره بالصلاة هو الذي خلق الكون الفسيح بما فيه . وبذلك ينظر مثل هذا المتعمق إلى الشرائع بتقديس واعتقاد ، وتعبد ممزوج بالتعقل والقبول . ومما يلفت النظر في هذا المجال ، أن القرآن الكريم أمر بالعبادة بقوله : { اعبدوا ربكم الذي خلقكم } عقيب قوله : { الذي جعل لكم الأرض فراشاً } مما قد يستفاد منه أن الالتفات إلى النعم في عالم التكوين ، مما يهيّـئ نفس الملتفت للخضوع أمام المنعم الخالق . ********************************** حميد عاشق العراق 18 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * مدبريّـة الحق* ـ-…_ إذا اعتقد العبد بحقيقة ( مدبرية ) الحق لعالم التكوين ، وأن ( سببيّة ) الأسباب - فسخا وإبراماً - بيده ، وأن انسداد السبل إنما هو بالنظر القاصر للعبد لا بالنسبة إلى القدير المتعال . كان هذا الاعتقاد موجبا ( لسكون ) العبد - في احلك الظروف - إلى لطفه القديم ، كما هو حال الخليل ( عليه السلام ) في النار . ناهيك عما يوجبه هذا الاعتقاد من طمأنينة وثبات في نفس العبد ، سواء قبل البلاء أو حينه أو بعده . ********************************** حميد عاشق العراق 18 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * التألُّم من الإدبار* ـ-…_ إن التألم الشديد من ( مرارة) البعد عن الحق ، وعدم استشعار لذة المواجهة في الصلاة وغيرها ، ومواصلة تقديم الشكوى من هذه الحالة للحق الودود ، والتحرز من موجبات إعراض الحق المتعال ، مما قد يوجب ( ارتفاع ) هذه المرارة أو تخفيفها . وكلما طالت هذه الفترة من الادبار والتألم ، كلما كانت ثمرة الإقبال أجنى وأشهى . فالمؤمن اللبيب لا ييأس لما هو فيه من الإدبار ، وإن كانت هذه الحالة - في حد نفسها - مرضا يخشى مع استمرارها موت القلب . ولطالما اتفق أن أثمر هذا الادبار المتواصل إقبالا ( شديداً ) راسخا في القلب ، بعد سعي العبد في رفع موجباته التي هو أدرى بها من غيره . ********************************** حميد عاشق العراق 18 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * الجِنُّ والشَّياطينُ * ـ-…_ اعتاد البعض على الخوف من قضايا الجن ، وإيذائهم لبني آدم مع ما ينسجونه في هذا المجال من أنواع الخيال والأساطير . والأجدر بهم أن ينتابهم الخوف من حقيقة أشد ملامسة لواقع البشر وأخطر على مسيرته وهي قضية إبليس . فانه قد أقسم على إغواء البشر بشتى صنوفه ، لا يستثنى منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين . وهذا الخوف من الخوف ( المحمود ) بخلاف الخوف الأول ، لما يستلزمه من الحذر لئلا يقع في حباله . والمشكلة في هذا العدو أنه لا يترك الإنسان حتى لو تركه ، وكف عن عداوته ، بل يزداد ( التصاقا ) بالعبد كلما ( أهمله ) أو داهنه . ********************************** حميد عاشق العراق 19 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * النمو المتصل والمنفصل * ـ-…_ للإنسان نوعان من النمو : الأول : وهو النمو في نطاق ذاته - وما به قوام إنسانيته - كالنمو في الجانب العلمي والعملي ، وهو النمو (المتصل ) . والثاني : وهو النمو خارج دائرة ذاته كالنماء في ماله وما شاكله من متاع الدنيا ، وهو النمو ( المنفصل ) . هذه الزيادات الخارجة عن دائرة ذاته لا تعطيه قيمة ( ذاتـيّة ) توجب له الترفع على الذوات الأخرى ، فالذات الواجدة والفاقدة - لما هو خعن دائرة الذات - تكونان على حد سواء . فلا تفاضل بين ذات الواجد والفاقد للمال والجاه وغيرهما ، إلا بالنمو الذاتي الذي أشرنا إليه أولاً ، وأما التفاضل الاعتباري فلا وزن له . وتتجلى هذه الحقيقة المرّة عند الموت ، حيث يتعرى الإنسان من كل هذه الزيادات المنفصلة الخادعة ، فيقول الحق محذرا : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة } . ********************************** حميد عاشق العراق 19 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif _…ـ- * النسبية فيما يعني * ـ-… يلزم الالتفات إلى ( النسبية ) في قضية ما يعني وما لايعني . فإن الأمر قد يكون الدخول فيه نافعاً بالنسبة إلى فرد دون آخر ، وعليه فلا يكتفي العبد - في مقام العبودية - بالنفع العام أو النفع الخاص للآخرين ، بل لابد من ملاحظة النفع الخاص بالنسبة إليه ، وهو ما يعنيه بالخصوص . فالذي يخوض في الخلافات بين العباد - من دون وجود تأثير في خوضه لا علماً ولا عملاً - لهو من الخائضين في الباطل وتترتب عليه الآثار من ( قساوة ) القلب و( زلل ) القول والفعل مما يكون العاقل في غنىً عنه . وقِسْ عليه باقي موارد النسبية فيما لا يعني العبد . ********************************** حميد عاشق العراق 19 - 11 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
الساعة الآن 08:40 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.