منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 05-03-2013 09:30 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الْحَقيقتانِ الْمُتَمايِزَتانِ* -…_
عندما يترقى العبد في سلم التكامليصل إلى درجة لا يرى في الوجود إلا حقيقتين متمايزتين وهما :
وجود ( الحق ) وما يرتبط به ، ووجود ( الأغيار ) وما يتعلق بهم . وكل ما سوى الحق له لون واحد متسم بالبطلان ، وإن لم يكن كذلك في النـظر القاصر إذ أن كل شيء ما خلا الله باطل .
فمثلا الالتفات إلى ( الـذات ) وإلى ملكاتهـا الفاضلة ، وإلى ( العبادات ) الصادرة منها يُـعدّ التفاتا إلى ما سوى الملك الحق المبين شأنه في ذلك شأن الالتفات إلى باقي أفراد المتاع الباطل
إذ أن كل ما ذكر من الأغيار ، أفراد لحقيقة واحدة ، في مقابل الحق المتعال . فالالتفات إلى غير الحق له أثر واحد ثابت .
ويترتب عليه أثر الإعراض عن الحق بدرجة من درجات الإعراض عن الحق وإن كان المُلتَفَت إليه حسنا في حد نفسه ، كالصالحات من الأعمال والزاكيات من الأفعال .
**************************************************
عاشق العراق
3 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-04-2013 04:08 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* دِعْوَةُ الْعَبْدِ بِالْأذانِ* -…_
إن نداء المؤذن للصلاة دعوة صريحة ومؤكدة من الحق ( للمثول ) بين يديه
وذلك بالنظر إلى تكرر الفقرات في الأذان أضف إلى استعمال كلمة ( حيّ ) المشعرة بالتعجيل .
وعليه فعدم ( الاستجابة ) للنداء مع الفراغ من الموانع يُعدّ نوع َعدم ِاكتراث بدعوة الحق الغني عن العباد .
ولاشك أن تكرّر هذه الحالة من الإعراض يعرّض العبد لعقوبة المدبرين - ولو من غير قصد - كمعيشة الضنك التي قد تشمل مثل هذا المعرض عن الذكر .
وقد قال الحق تعالى :
{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } .

**************************************************
عاشق العراق
4 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-04-2013 04:23 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* فَتْحُ الشَّهِيَّةِ قَبْلَ الْإطْعام ِ * -…_
إن عمل المبلغ في هداية الخلق يتمثل أولاً في ( فتح ) شهيّتهم لتقبّل الهدى الإلهي ، وإقناعهم بضرورة الإصغاء لما يتلى عليهم من آيات الله تعالى .
فما فائدة تقديم الطعام لمن لا يرغب فيهإما لعدم ( ميله ) إلى ذلك الطعام ، أو لعدم ( إحساسه ) بالجوع أصلاً ؟!.
ومن هنا جَعَل الحق تأثير إنذار النبي ( صلى اللهُ عليه و آله و سلم ) بما أوتي من مدد الهي وخلق عظيم منوطاً بالإتباع والخشية فقال :
{ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب } .
فمن ليس في مقام ( الإتباع ) وهو الرغبة في سلوك طريق الحق كيف يتحقق منه السلوك عملا ؟.

**************************************************
عاشق العراق
4 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-05-2013 05:30 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* وَجَلُ الطّائِعينَ* -…_
إن من الملفت حقا ذكر الحق لحالة ( الوَجَل ) التي يعيشها المنفق ، إذ يقول سبحانه :{ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } .
و ( الخوف ) الذي يعيشه الموفي بنذره ، فيقول عز وجل : { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا }
والحال أن حال الطاعة من الانفاق والوفاء بالنذر ، يناسبه الرجاء والارتياح .والسبب في ذلك قد يفهم من ذيل الآية الأولى :
{ أنهم إلى ربهم راجعون }
إذ أن رجوعهم إلى الحق يعني المساءلة التي لو عمل فيها بمقتضى - العدل لا الفضل -لرُدّ العمل إلى صاحبه :
إما ( لخلل ) في حلية المال المُنفق أو ( لصرفه ) في غير موضعه أو ( لإبطاله ) بالمنّ والأذى أو ( لصرف ) ثواب الإنفاق في مصالحة حقوق العباد وقس عليه باقي موارد الطاعة .

**************************************************
عاشق العراق
5 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-06-2013 04:17 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الطَّمَعُ في مَوَدَّةِ الْقُلوبِ* -…_
إن الذي يطلب توجّـه القلوب إليه - طمعا في مودة القلوب لا مقدمة لسوقها إلى الحق - ينازع المولى في أعزّ ممتلكاته
فما دام القلب ( حرم ) الحق وعرشه فليس من الأدب أبدا أن يسعى العبد ( لاجتذاب ) أزمّـة القلوب منافسةً للحق في سلطانه
فهذا نوع غصب وسرقة قد تكون أشد ضررا من سرقة الأموال وغصبها
إذ أنها تحـدّ فيما يختص به الجبار
الذي لا يقوم لغضبه شئ في الأرض ولا في السماء .

**************************************************
عاشق العراق
6 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-06-2013 04:32 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الإحْساسُ بِالتَّقصيرِ الْعَظيمِ * -…_

إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى - بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم كما يشير إليه تعالى بقوله :
{ وما قدروا الله حق قدره } .
فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه ، لهي لحظة سوء أدب بين يديه
إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) ، أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!.
فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب - لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ويشتد حياؤه منه .

**************************************************
عاشق العراق
6 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-06-2013 01:51 PM

_…ـ-* الطَمَعُ في مَوَدَّةِ الْقُلوبِ* -…_
إن الذي يطلب توجّـه القلوب إليه - طمعا في مودة القلوب لا مقدمة لسوقها إلى الحق -ينازع المولى في أعزّ ممتلكاته .
فما دام القلب ( حرم ) الحق وعرشه فليس من الأدب أبدا أن يسعى العبد ( لاجتذاب ) أزمّـة القلوب منافسةً للحق في سلطانه
فهذا نوع غصب وسرقة قد تكون أشد ضررا من سرقة الأموال وغصبها إذ أنها تحـدّ فيما يختص به الجبار الذي لا يقوم لغضبه شئ في الأرض ولا في السماء .

**************************************************
عاشق العراق
6 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


آية أحمد 05-07-2013 05:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد الشيخ صالح (المشاركة 145929)
http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الإحْساسُ بِالتَّقصيرِ الْعَظيمِ * -…_



إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى - بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم كما يشير إليه تعالى بقوله :
{ وما قدروا الله حق قدره } .
فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه ، لهي لحظة سوء أدب بين يديه
إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) ، أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!.
فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب - لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ويشتد حياؤه منه .

**************************************************
عاشق العراق
6 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

صدقتَ يا أستاذ حميد، فالدنيا أخذتنا ، وأبعدتنا عن ذكره تعالى
ولو فكّرنا في أنفسنا قليلا لوجدناها إلى هلاك ماضية،
هذه النفس المنكرة للجميل، التائهة عن المنعم وهو الدائم الأزل،
و المنشغلة عنه إلى ماهو إلى زوال...
نسأل الله العافية، وأن ينجينا من الغفلة، وأن يلهم أنفسنا تقواها
وإحساسا بتقصيرها في حقه لتعود وتنيب إليه سبحانه.

شكرا لومضاتك التي تحيي القلوب.

حميد درويش عطية 05-09-2013 01:41 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* التَفويضُ إلى الْبَصيرِ بالعبادِ * -…_
يختم الحق قوله في : { وأفوض أمري إلى الله } بذكر ( العباد )
ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه من خلال ( سيطرته ) على العباد
بمقتضى مولويته المطلقة و إحاطته بشؤون الخلق أجمعين
فالحق الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا هو البصير بكل العباد
فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض
وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة الجليلة منها والحقيرة .

**************************************************
عاشق العراق
9 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 05-11-2013 06:46 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الذُّهولُ عَمّا سِواهُ * -…_
أشار القرآن الكريم إلى حالة الذهول المستغرق الذي انتاب النسوة اللاتي قطّعن أيديهن عندما رأين جمال يوسف ( عليه ِ السلام ) .
فعلم من ذلك أن توجّـه النفس إلى جهة واحدة ، يوجب ( انصراف ) النفس عما عداها في تلك الحالة .
وبناء على ذلك فان العبد لو أمكنه ( استجماع ) المتفرق من خيوط نفسه المتشعبة نحو الهوى ، وتوجيهها نحو كعبة الهدى الإلهي ، لتحقق منه ( الذهول ) عما سوى الحق بما لا يقاس به ذهول نسوة يوسف عمن سواه .
فأين جمال الخلق من جمال الخالق المستجمع لكل صفات الجلال والكمال ؟!.
إن الاعتقاد بهذه الدرجات العليا من السمو الروحي ، يوجب ( ارتفاع ) همّـة العبد ، وإن كان يائسا - فعلا - من الوصول إلى شيء من تلك الدرجات ، لنقصٍ في المقتضيات أو وجودٍ للموانع .

**************************************************
عاشق العراق
11 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 05-11-2013 09:29 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* تقديمُ الْقرْبانِ * -…_
تتوقف ( حيازة ) بعض درجات القرب العالية من الحق على ( تقديم ) قربان يتمثل

في شيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات
فالعبد - الذي تولى الحق تربيته - يجد في نفسه حالة من التكامل والرقي بعد كل وجبة بلاء
تزول محنته ويبقى أثره
وهذا ما نلحظه في حياة الأنبياء ( عليهم السلام ) ، فلكل نبي بلاء مختص به : كأيوب وإبراهيم ويعقوب ( عليهم السلام )
وتصل قمة البلاء في النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) الذي أوذي بما لم يؤذ أحد قبله
وعليه فإن على المؤمن السالك إلى الحق أن يستعد لصنوف البلاء أسوة بمن مضى قبله ممن هم أفضل منه
ولو كان الإعفاء من البلاء لطفا لكان الأنبياء أولى بهذا اللطف .

**************************************************
عاشق العراق
11 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 05-11-2013 09:41 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الحركةُ ثمَّ البَركة * -…_
إن الحقَّ تعالى أمر مريم ( عليها السلام ) بهزّ جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجنيّ
ومن ذلك يُعلم أنه لابد للعبد من ( الحركة ) ليتحقق من الحق ( البركة )
فرغم أن مريم ( عليها السلام ) كانت في ضيافة الحق ورعايته - مع ما فيها من عوارض الحمل والوضع -
إلا أنها مأمورة أيضا ببذل ما في وسعها وإن كان بمقدار هز الجذع على سهولته .

**************************************************
عاشق العراق
11 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-13-2013 01:31 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الإحْتِفافُ بالشَّهَواتِ والشُّبُهاتِ * -…_
كما أن عالم القلب محفوف ( بالشهوات ) التي تخيّم على القلب فتسلبه إرادته
فكذلك عالم الفكر محفوف ( بالشبهات ) التي تحوم حول الفكر فتسلبه بصيرته .
وللشيطان دور في العالمين معاً فيزيّن الشهوات للقلب بمقتضى ما ورد في قوله تعالى :
{لأزينن لهم في الأرض }
كما يزين زخرف القول للفكر بمقتضى قوله تعالى :
{ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا }
ولا يبعد أن تكون بعض المذاهب الفكرية التي حّرفت أجيالا بشرية على مر العصور كالشيوعية مثلاً وليدة مثل هذا الإيحاء الشيطاني
لقادة هذه الأفكار الباطلة
بل لأتباعهم المتفانين في نصرة تلك المذاهب
والقرآن الكريم يشير إلى حقيقة هذا الإيحاء عند مجادلة المؤمنين بقوله :
{وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم }
وإلا فكيف نفسر ( نشوء ) مذاهب بمبادئها وقادتها وأنصارها واستمرارها قرونا طوالا وكأن هناك يداً ( واحدة ) هي المسيطرة على مجرى الأحداث ؟!
ومن هنا يعلم أيضاً ضرورة الاستعاذة الجادة بالحق سواء في مجال دفع الشهوات عن القلب أو دفع الشبهات عن الفكر
لئلا يتحول العبد باتباع خطوات الشياطين إلى إمام من الأئمة الذين يدعون إلى النار .
**************************************************
عاشق العراق
13 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 05-13-2013 01:45 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* التفاعُلُ الْمُوجِبُ للْحُزْنِ * -…_
كثيرا ما تتفاعل أنفسنا مع بعض الذكريات المحزّنة أو الخواطر المشوّشة وبالتالي نوقع أنفسنا ( باختيارنا ) في دائرة التوتر والقلق
فعلى العاقل أن يضع جهاز مراقبة في نفسه لمنع توارد مثل هذه الخواطر المقلقة أو بالأحرى منع استقرارها في النفس
فإن الخواطر قد تتوارد على القلب من دون اختيار وليس في ذلك ضير - وخاصة في أول الطريق - بل البأس كل البأس في التفاعل مع ( الهاجس ) على أنه حقيقة
ومع ( المستقبل ) على أنه حاضر ، ومع ( الموهوم ) على أنه متيقن .

**************************************************
عاشق العراق
13 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-13-2013 01:55 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* اجْتِيازُ الْمشاعِرِ الْباطِلةِ * -…_
إن العبد قد يعيش بعض المشاعر الباطلة في نفسه كالحسد والحقد وغير ذلك
فيوجب له ( اليأس ) والتذمر لما آل إليه أمره ، ( فيترك ) بسبب ذلك السير التكاملي نحو الحق
والحال أن مثل تلك المشاعر قد ( تتوارد ) على النفس وتتجول في جنباتهامن دون استقرار وثبات . فيكون مثلها كمثل الأجنبية التي ترد الدار من دون أن تستقر أو تتفاعل مع صاحبها فلا يذم صاحب الدار على مجرد هذا الاجتياز الذي لم يستتبع أية صورة من صور الفساد

**************************************************
عاشق العراق
13 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-14-2013 02:50 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* روحُ العِبادَةِ * -…_
إن روح العبادة هي ( الالتفات ) إلى الغير بشتى صور الالتفات وإن لم نعتقد ( ربوبية ) الملتَفَت إليه
ومن هنا أعتبر الإصغاء للناطق كالعابد له لأنه في مظان الطاعة له لاحقاً فإن روح العبادة هي الطاعة قوة أو فعلاً
وقد حذّر القرآن الكريم من الشرك بكل صوره وأشكاله واعتبر الهوى إلها متخذا من دون الله تعالى وذلك لالتفات العبد إلى هواه وطاعته له
وإلا فَمَن الذي يعبد الهوى بالمعنى الظاهري للعبادة كعبادة الأوثان والأصنام ؟!.
وبناء على ما ذكر فما القيمة الكبرى لعبادة من ( نعتقد ) بربوبيته مع عدم ( الالتفات ) إليه لا إجمالاً ولا تفصيلاً ؟!.
**************************************************
عاشق العراق
14 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-14-2013 03:00 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الإحساسُ بالتَّقصيرِ الْعَظيمِ * -…_
إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى - بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم ، كما يشير إليه تعالى بقوله :
{ وما قدروا الله حق قدره }
فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه لهي لحظة سوء أدب بين يديه
إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!
فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب - لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ، ويشتد حياؤه منه .
**************************************************
عاشق العراق
14 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-14-2013 03:07 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الطُّعمُ لصيدٍ أكبر * -…_
إن من الضروري أن نعلم أن بعض المحرمات - على بساطتها -
بمثابة طعم لصيد أكبر .
فالسمكة الكبيرة تصطاد بدودة صغيرة والعبد قد يدخل السجن الكبير من الباب الصغير
فالنظرة المحرمة إلى المرأة وأشباه ذلك من الذنوب التي نستصغرها بمثابة الدودة الصغيرة التي توقع آكله في الشباك
فينتقل من بيئته الآمنة ، إلى حيث الهلاك الذي لا نجاة منه
ومن هنا عُـبّر عن بعض الذنوب أنه سهم من سهام إبليس وما السهم إلا عود دقيق يوجب الهلاك العظيم
**************************************************
عاشق العراق
14 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

آمنة فهد السبيعي 05-14-2013 10:32 PM

أُخي المُشرف الفاضل / حميد الشيخ صالح .
ردي على الومضةُ الأولى وهي : تجليات التوجه للحق .
أبدعت بِحق في موضوعك .
أنا أختار جميع ما ذكرت بالومضة وأُشاطر أيضاً ما ذكرهُ أخي الفاضل محمد الجيلالي عن حُب الله لذاته مؤيدةً لهُ
ما ذكر فالحُب لِذات الشيء نفسه لا لِذات فِعله وقوله أكمن في القلب وأقوى وأُضيف إن حُب الله يتمكن أيضاً
في الإكثار من فعل الطاعات والحسنات والبُعد عن معصيته كُل ذلِكَ يكمنُ في التوجه إليهِ سُبحانه وتعالى ، فبالفعل
كما قِيل : لو كُنت مُحِباً للهِ لا أطعتهُ فإن المُحِبَ لِمن أحب مُطيعُ لِذا من أحب الله فليُطعه .
أخي المُشرف الفاضل أتحفنا بالمزيد المزيد من روائِع مواضيعك الشيقة .
أُختكَ / آمنة فهد السبيعي .

عمر مسلط 05-15-2013 10:02 AM

أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن :

... يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا ...

... يوم يموت فيرى الآخرة وأهلها ...

... يوم يُبعث فيرى أحكاماً لم يرها في الدنيا ...

حميد درويش عطية 05-15-2013 02:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة فهد السبيعي (المشاركة 146582)
أُخي المُشرف الفاضل / حميد الشيخ صالح .
ردي على الومضةُ الأولى وهي : تجليات التوجه للحق .
أبدعت بِحق في موضوعك .
أنا أختار جميع ما ذكرت بالومضة وأُشاطر أيضاً ما ذكرهُ أخي الفاضل محمد الجيلالي عن حُب الله لذاته مؤيدةً لهُ
ما ذكر فالحُب لِذات الشيء نفسه لا لِذات فِعله وقوله أكمن في القلب وأقوى وأُضيف إن حُب الله يتمكن أيضاً
في الإكثار من فعل الطاعات والحسنات والبُعد عن معصيته كُل ذلِكَ يكمنُ في التوجه إليهِ سُبحانه وتعالى ، فبالفعل
كما قِيل : لو كُنت مُحِباً للهِ لأطعتهُ فإن المُحِبَ لِمن أحب مُطيعُ لِذا من أحب الله فليُطعه .
أخي المُشرف الفاضل أتحفنا بالمزيد المزيد من روائِع مواضيعك الشيقة .
أُختكَ / آمنة فهد السبيعي .

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الطيبة آمنة فهد السبيعي
أهديكِ تحيتي معطرةً بعطر الإيمان بالمولى الخالق الرحمن
كم أسعدني مروركِ من هنا للإستضاءة بومضاتي التي من أكثر ما تومض به هو الدعوة لحب الله لذاته وليس لذات فعله . وكما قلتِ أختي آمنة حقاً " لو كُنت مُحِباً للهِ لأطعتهُ "
فإن من يحب الله تعالى لابد أن يُطيعه .
أختي آمنة
لاأبالغ إن قلتَ لكِ ان لدي المزيد والمزيد , ولكن أين هو الوقت الكافي لتقديم هذا المزيد .
شكراً لكِ على المتابعة وسأقدم بإذن الله الكريم ومضاتٍ أخرى وأخرى لتعم الفائدة المرجوة
سلامي
وإلى اللقاء
عاشق العراق
15 - 5 - 2013

حميد درويش عطية 05-15-2013 05:01 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الضِّيافَةُ في الْعِبادَةِ * -…_

إن هناك وجهُ شبهٍ أكيدٍ بين الحج والجهاد والصيام
فالعبد في تلك المواسم الثلاث ، في حال عبادة ( مستمرة ) وممتدة
خلافا لعبادات أخرى واقعة في ( برهة ) من الزمان كالصلاة والزكاة
ومن هنا كان العبد في ضيافة المولى في الحالات المذكورة كلها وبامتداد أوقاتها
وتبعاً لذلك كان مأجورا في كل تقلباته
كالأكل والنوم حتى النَفَس الذي ورد أنه تسبيح حال الصيام
فالكريم كل الكريم هو الذي يكرم ضيفه في كل أوقاته
بالضيافة اللائقة بذلك الوقت .

**************************************************
عاشق العراق
15 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-15-2013 05:26 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الْوَجَلُ بَعدَ الذِّكْرِ* -…_
إن وَجَل القلب عند ذكر الحق لا يلازم ( الخوف ) والرهبة فحسب بل قد يقترن ( بالإجلال ) والتعظيم وخاصة بعد الغفلة ولهذا وقع بعد الذكر الرافع لتلك الغفلة
مَثَل ذلك مَثَل من كان في ضيافة عظيم تشاغل عنه الضيف وفجأة أطلّ ذلك العظيم عليه - وهو في غفلة عنه -
فإن شعوراً بالوجل سينتاب الضيف لا لخوفه منه - إذ هو آمن من سخطه في ضيافته - بل لأجل التقصير في إجلاله وتعظيمه
فالعبد قد يعيش حالة رتيبة من الغفلة يقطعها الذكر ( المفاجئ ) عند تلاوة آياته فينقلب إلى عبد وَجِل مصداقا لقوله تعالى :
{ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } .
**************************************************
عاشق العراق
15 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-15-2013 05:32 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* التَّفاعُلُ غَيْرُ الْمُجاوَرَةِ * -…_
إن التفاعل الروحي مع الفعل ( كالدعاء ) أو المكان ( كالمسجد ) أو الزمان ( كشهر ) رمضان أو الحالة ( كالحج ) يحتاج إلى نوع امتزاج واندماج مع ما ينبغي التفاعل معه
كتفاعل سائلين في قارورتين إذا صبتا في قارورة واحدة
أما مجرد مجاورة قارورة لأخرى لا يكفي لإحداث مثل هذا التفاعل والذي يحصل مع عامة الخلق هو الحالة الثانية فإنهم يجاورون الطاعات مجاورةً لا تفاعلاً
فتراه في جوف الكعبة ببدنه وكأنه في عقر داره بقلبه
فمَثَله كمَثَل من وضع قارورةًجَنْبَ أخرى بمالا يستتبع أي تفاعل أو اندماج وإن تمت المجاورة الموهمة للتفاعل الكاذب .

**************************************************
عاشق العراق
15 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

آمنة فهد السبيعي 05-15-2013 06:21 PM

أخي المُشرف الفاضل / حميد الشيخ صالح .
أنت بالفعل مُبدع للغاية في ومضاتك وكأنك تحكي حال العبد بالفعل فيما ذكرت فسُبحان الله إنهُ لشيء جميل
أن يتدارك الإنسان ما حوله من الناس ويُعبر عنهم .
أخي وقفات لابد من الإشادة بِها والوقوف على جُلَ معانيها فبالنسبة للضيافة فهي إذا كانت من الله الكريم
العظيم في شانه غير مُقصرة فكيف بالعبد لابد أن يتبع الله في كُل شيء ويكون كريماً معهُ بإتباع أوامره واجتناب نواهيه
وليُجزل في العطاء فِي تِلك الأيام أو غيرها بِفعل ما يلزم فعله من الطاعات
واجتناب المعاصي ، وأما عن الخوف فاللهُ أولى بالخوفِ منه وبالفعل الوجل بعد الذكر
كما ذكرتَ أنت وأُضيف أن الوجل لهُ فوائِد وسِمات جمة مِنها الإحساس والشعور بالخالق
والقُرب مِنه والتفاعُل مع الطاعات بِنفس رضية والاستزادة مِنها والاستشعار بالإيمان الحق
بِكُل معانيه ويجد في ذلك صفاءً عميقاً بالنفس وراحةَ بالٍ لا تُضاهيها أي راحة .
نعم بالفعل كما ذكرت بِومضاتِكَ الثلاثِ الأخيرة وأنا أُؤيدُها فما أجملها من ومضات هي بالفعل حقة .
أشكُر لكَ جهودِكَ الواضحةَ كوضوحِ الشمسِ في وسطِ النهار ولا تحرمنا من عطائِكَ الذي بإذن الله لا ينقطِع بريِقُهْ .
تستحق تقييماً على تلك الومضات وتلك الجهود الأكثر من رائِعة بالفعل .
أُختُك / آمنة فهد السبيعي .

حميد درويش عطية 05-15-2013 06:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة فهد السبيعي (المشاركة 146650)
أخي المُشرف الفاضل / حميد الشيخ صالح .
أنت بالفعل مُبدع للغاية في ومضاتك وكأنك تحكي حال العبد بالفعل فيما ذكرت فسُبحان الله إنهُ لشيء جميل
أن يتدارك الإنسان ما حوله من الناس ويُعبر عنهم .
أخي وقفات لابد من الإشادة بِها والوقوف على جُلَ معانيها فبالنسبة للضيافة فهي إذا كانت من الله الكريم
العظيم في شانه غير مُقصرة فكيف بالعبد لابد أن يتبع الله في كُل شيء ويكون كريماً معهُ بإتباع أوامره واجتناب نواهيه
وليُجزل في العطاء فِي تِلك الأيام أو غيرها بِفعل ما يلزم فعله من الطاعات
واجتناب المعاصي ، وأما عن الخوف فاللهُ أولى بالخوفِ منه وبالفعل الوجل بعد الذكر
كما ذكرتَ أنت وأُضيف أن الوجل لهُ فوائِد وسِمات جمة مِنها الإحساس والشعور بالخالق
والقُرب مِنه والتفاعُل مع الطاعات بِنفس رضية والاستزادة مِنها والاستشعار بالإيمان الحق
بِكُل معانيه ويجد في ذلك صفاءً عميقاً بالنفس وراحةَ بالٍ لا تُضاهيها أي راحة .
نعم بالفعل كما ذكرت بِومضاتِكَ الثلاثِ الأخيرة وأنا أُؤيدُها فما أجملها من ومضات هي بالفعل حقة .
أشكُر لكَ جهودِكَ الواضحةَ كوضوحِ الشمسِ في وسطِ النهار ولا تحرمنا من عطائِكَ الذي بإذن الله لا ينقطِع بريِقُهْ .
تستحق تقييماً على تلك الومضات وتلك الجهود الأكثر من رائِعة بالفعل .
أُختُك / آمنة فهد السبيعي .

أختي أ.آمنة فهد السبيعي
تحية المودة والتقدير
أتساءل هنا
أليس الطريق طويلاً في مسيرنا نحو الحق تبارك وتعالى ؟
ماذا نحتاج إذن من زادٍ في هذا السير الطويل ؟
ما أكتبه وما يكتبه الأخوة الأعزاء لهو من الزاد الذي علينا التزود به
اللهم أعنا قي سيرنا نحوك ووفقنا لما فيه خير لنا ورضاك عنّا
شكراً لكِ أختي أ. آمنة بهذه المتابعة فهو التواصل المطلوب لتحقيق التفاعل فيما نكتبه جميعنا
تحياتي
حميد
15 - 5 - 2013

حميد درويش عطية 05-16-2013 07:14 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* نعيمُ الآخرةِ في الدُّنيا * -…_
إن من أهم صور النعيم في الآخرة هو ما يصفه القرآن بقوله :
{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }
وذلك نظرا لما يلازمه من أنواع ( التجلّيات ) الجلالية والكمالية و( كشف ) الحجب وبذل ( الألطاف ) الخاصة
وليعلم أن حقيقة النظر إلى الحق المتعال أمرٌ لا تستوعبها النفوس الساذجة وذلك لأنها تحتاج إلى بلوغ روحي خاص قلّ من يصل إليه
وعليه فلو أمكن للعبد أن يصل إلى هذه المرحلة من التلذذ بالنظر إلى الرب المتعال وهو في الحياة الدنيا فإنه يحوز على ألذ متع الآخرة قبل أن ينتقل إليها
إذ أن جوهر الجنة مرتبة الرضوان وما يستلزمه من الدرجات وما دام العبد واجداً للجوهر فلا ضير من تأخر العوارض الأخرى إلى أجل معلوم
فهو في حالة التذاذ دائم - دنياً وبرزخاً وعقبًى - وإن اختلفت درجة الالتذاذ بحسب المرحلة التي هو فيها
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

**************************************************
عاشق العراق
16 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 05-16-2013 07:20 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* بلاءُ عالمِ التَّفكيرِ* -…_
إن الإبتلاءات التي تعرض للمؤمن في عالم الذهن والتفكير لمن ( أعظم ) أنواع البلاء
وذلك لشدة حاجته إلى صفاء في ذهنه ليتفرّغ للتفكير فيما يعنيه من أمر آخرته ودنياه
فإذا ( كدّر ) الفكر شيء من مكدرات الأذهان :
كالوسوسة والتفكير القهري والتوجس من الأوهام والقلق من المجهول ( افتقد ) العبد سيطرته على النفس المتلاطمة بأمواج ما ذكر
وهذا بخلاف الإبتلاءات المتعلقة بعالم الأبدان - كالمرض والفقر - فإنها قد لا تشوّش العبد المراقب لقلبه
وذلك لأن البلاء متوجه ( للبدن ) ومراقبة الحق إنما هو ( بالقلب ) مثل ذلك كالبصر السليم في البدن السقيم وسقم البدن لا يمنع الإبصار مع سلامة البصر .

**************************************************
عاشق العراق
16 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-16-2013 07:29 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-*الرِّزقُ الْمادِّي والْمَعنَوي * -…_
كما أن الأرزاق ( المادية ) بيد الحق يصرّفها كيفما شاء وأينما أراد فكذلك الأرزاق ( المعنوية ) المتمثلة بميل القلوب إلى الخير ونفورها من الشر
من الهبات الإلهية العظمى التي يختص بها من يشاء من عبادهوالعبد المرزوق هو الذي وهب الثاني وإن حرم الأول إذ به يحقق الهدف من الخلقة وهو عبودية الواحد القهار
وقد أشار الحق للرزقين معاً في قوله تعالى : { فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات } مقدما هويّ القلوب وهو الرزق المعنوي ، على رزق الثمرات وهو الرزق المادي
ومن الملفت أن هذا الرزق المعنوي الخاص الذي طلبه إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) قد ( شمل ) الكثيرين ببركة دعوته
وهو ما يتجلى لنا في توجُّه الخلق بشتى صنوفهم - من الطائعين والعاصين - إلى بيته الحرام منذ زمانه إلى يومنا هذا وكأن هناك من يتصرف في قلوبهم فتجعلها تهوي إليه ولو من شقة بعيدة .

**************************************************
عاشق العراق
16 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-19-2013 04:27 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* أثرُ التَّحليقِ الرُّوحي * -…_
إن من ( آثار ) التحليق الروحي - عند تحققه - هو أن يرى ( صغر ) ما دون الحق في عينه
فمَثَله كمثل الطير الذي حلّـق في أجواء عليا فيرى كل عناصر الأرض وهي أصغر بكثير من حجمها وهو ينظر إليها عندما يدبّ على الأرض
وعليه فإن صِغَـر الدنيا في عين صاحبها ( علامة ) صادقة لتحليق روح صاحبها في أجوائه العليا
وأما الذي يدعي التحليق أو يتوهّم حصول مثل هذه الحالة في نفسه - وهو مُعجب بشيء من المتاع -
فليعلم أنه قد ضلّ سعيه وغلب عليه وهَـمُه ولا زال متثاقلاً إلى الأرض لا محلّـقاً في السماء .

**************************************************
عاشق العراق
19 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-19-2013 04:38 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* علاجُ الشُّرودِ الذِّهني* -…_
الضعيف لا بد أن يتفرق فكره بقليل ما يسمع أو يرى فعلاج الشرود الذهني يكون بقطع هذه الأسباب
بأن يغض بصره أو يصلي في بيت مظلم أو لا يترك بين يديه ما يشغل حسه أو يقرب من حائط عند صلاته حتى لا تتسع مسافة بصره
ويحترز من الصلاة على الشوارع وفي المواضع المنقوشة المصنوعة وعلى الفرش المزينة
ولذلك كان المتعبدون يتعبدون في بيت صغير مظلم سعته بمقدار ما تمكن الصلاة فيه ليكون ذلك أجمع للهمّ .
**************************************************
عاشق العراق
19 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-19-2013 04:50 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* حقيقةُ الْخُلوَةِ والاعْتزالِ * -…_
إن حقيقة الخلوة والاعتزال ليست ( بالهجرة ) من المكان أو ( الهجران ) للخلق
بل الخلوة بالحق تتحقق بترك الأغيار طرًّا حتى النفسوالتي هي من أكبر الأغيار .

فالمشغول برغبات نفسهحتى في جلب المنافع الباقية لها غافل عن الحق فضلا عن تحقيق الخلوة معه
ولو تحققت منه هذه الخلوة الحقيقية في العمر مرة واحدة لأحدث قفزة كبرى في الطريق ، جابرا بذلك تخلفه عن ركب السائرين إليه
ومن أفضل مواضع الخلوة هذه هو السجود الذي يمثّل الذروة في ترك الأغيار ( حساً ) إذ لايرى أحدا في حالة السجود ( ومعنىً ) لأنه أقرب ما يكون إلى ربه
وهذه هي الحركة التي اختارها الحق المتعال عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم ( عليه السلام ) في بدء الخلق البشري ومنها انشقت مسيرة السعادة والشقاء .

**************************************************
عاشق العراق
19 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-20-2013 04:11 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* إنكارُ الْمَقاماتِ الرّوحيَّةِ * -…_
إن من الخطأ بمكان أن ينكر الإنسان المقامات الروحية العالية
التي يمكن أن يصل إليها العبد بتسديد من ربه
هذا ( الإنكار ) لو اقترن أيضا باستصغار قدر أهل المعرفة
قد ( يعرّض ) العبد لسخط المولى الجليل
وبالتالي ( حجبه ) عن الدرجات التي كان من الممكن أن يصل إليها
لولا ما صدر منه من سوء الأدب بحق أولياء الحق
لأن الاستخفاف بأولياء الحق يعود إلى الحق نفسه
لأنهم من شؤونه ِ .

**************************************************
عاشق العراق
20 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-20-2013 04:24 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الْخَيْرُ الْكَثيرُ * -…_
أطلق الحق تعالى وصف الخير الكثير على الحكمة التي أعطيت للقمان الحكيم وهي تحتاج إلى قلب ( مطهّر ) من الدنس لتتلقى تلك الجوهرة القيّمة
إذ من الحكمة أيضا لحاظ السنخية بين الظرف والمظروف فإن المظروف المطهّر لا يستقر إلا في الظروف الطاهرة . ومن الموانع لتلقي هذه الحكمة :
الشرك في العمل
وعدم العمل بما يقتضيه العلم
وتوارد الخواطر والأوهام بكثافة في النفس بما يفقدها السلامة والاستقرار فتكون مرتعا ً( للشياطين ) المانعة من إلهامات ( الملائكة ) الموكلة بذلك .
ومجمل القول أن على العبد أن يعمل بما يوجب اختيار الحق له أهلاً لتلّقي حكمته فيُمنح مثل هذه الهبات العظمى
وقد ورد في الخبر :
{ وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده شرح صدره لذلك وأودع قلبه ينابيع الحكمة وألهم العلم إلهاماً }

**************************************************

عاشق العراق
20 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 05-22-2013 04:02 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* اْلحَذَرُ مِنْ زَوالِ النِّعَمِ * -…_
ينبغي التأمل في مضمون الدعاء الوارد :
{ اللهم ارزقني عقلا كاملا وعزماً ثاقبا ولبا راجحا وقلبا زكيا وعلما كثيرا وأدباً بارعاً واجعل ذلك كله لي ولا تجعله عليّ }
ففيه تحذير بأن هذه النعم - على جلالتها - ليست في صالح العبد دائما وذلك نظرا إلى :( إمكان ) سلبها فتكون الحجة على العبد أبلغ
أو ( تعريض ) صاحبها للعجب والغرور
أو عدم ( شكر ) تلك النعم بما يناسبها
أو ( استعمال ) ذلك فيما من شأنه أن يبعده عن ربه
وغير ذلك من آفات النعم التي ينبغي أن يحسن جوارها إذ أنها وحشية تنسل عند الغفلة عنها .
ينبغي التأمل في مضمون الدعاء الوارد :
{اللهم ارزقني عقلا كاملا وعزماً ثاقبا ولبا راجحا وقلبا زكيا وعلما كثيرا وأدباً بارعاً واجعل ذلك كله لي ولا تجعله عليّ }
ففيه تحذير بأن هذه النعم - على جلالتها - ليست في صالح العبد دائما وذلك نظرا إلى ( إمكان ) سلبها فتكون الحجة على العبد أبلغ
أو ( تعريض ) صاحبها للعجب والغرور
أو عدم ( شكر ) تلك النعم بما يناسبها
أو ( استعمال ) ذلك فيما من شأنه أن يبعده عن ربه
وغير ذلك من آفات النعم التي ينبغي أن يحسن جوارها إذ أنها وحشية تنسل عند الغفلة عنها .
ينبغي التأمل في مضمون الدعاء الوارد :
{ اللهم ارزقني عقلا كاملا وعزماً ثاقبا ولبا راجحا وقلبا زكيا وعلما كثيرا وأدباً بارعاً واجعل ذلك كله لي ولا تجعله عليّ }
ففيه تحذير بأن هذه النعم - على جلالتها - ليست في صالح العبد دائما وذلك نظرا إلى :
( إمكان ) سلبها فتكون الحجة على العبد أبلغ
أو( تعريض ) صاحبها للعجب والغرور
أو عدم ( شكر ) تلك النعم بما يناسبها
أو ( استعمال ) ذلك فيما من شأنه أن يبعده عن ربه
وغير ذلك من آفات النعم التي ينبغي أن يحسن جوارها إذ أنها وحشية تنسل عند الغفلة عنها .

**************************************************
عاشق العراق
22 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 05-22-2013 03:17 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الإخْتِبارُ الدَّقيقُ لِلْقَلْبِ * -…_
إن من الاختبارات الدقيقة للقلب هو إرساله في ما يهواه من دون تكلف ليعلم ( محطات ) هبوطه( فاختيار ) القلب لمواقع الهوى الذي يلائمه
هو الذي ( يعكس ) توجّه القلب ومستوى ارتفاعه أو انحطاطه وإن بلغ صاحبه من العلم النظري ما بلغ
فالقلب المـُغرم بالشهوات عند إرساله من دون تدخل العقل في إقناعه بخلاف ميله لهو قلب بعيد عن مدارج الكمال
لأن هذا الانتخاب التلقائي للقلب يدل على قبلته الطبيعية وهي التي تحدد تلقائيا مسار العمل بالجوارح
وإن تكلف صاحبها خلاف ذلك ولو ترك القلب على رسله فيما يهوى ويكره لقاد بالعبد إلى الهاوية فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق .

**************************************************
عاشق العراق
22 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 05-22-2013 03:24 PM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* الطَّمَعُ في مَوَدَّةِ الْقُلوبِ * -…_
إن الذي يطلب توجّـه القلوب إليه - طمعا في مودة القلوب لا مقدمة لسوقها إلى الحق - ينازع المولى في أعزّ ممتلكاته
فما دام القلب ( حرم ) الحق وعرشه فليس من الأدب أبدا أن يسعى العبد( لاجتذاب ) أزمّـة القلوب منافسةً للحق في سلطانه
فهذا نوع غصب وسرقة قد تكون أشد ضررا من سرقة الأموال وغصبها إذ أنها تحـدّ فيما يختص به الجبار الذي لا يقوم لغضبه شئ في الأرض ولا في السماء .
**************************************************
عاشق العراق
22 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-23-2013 04:37 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* مُجْمَلُ شَهَواتِ الدُّنْيا * -…_

إن شهوات الدنيا قد أجملها الحكيم المتعال في النساء والبنين والأموال بأقسامها من المنقول وغيره ،ويجمع ذلك كله :
الاستمتاع ( بالاعتبارات ) كوجاهة البنين والعشيرة ،
( والواقعيات ) كالاستمتاع بالنساء والأموال
وهذا مما يعين العاقل على الشهوات بما يناسبها ، لأنها بتنوعها تندرج تمواجهة حت قائمة واحدة ،
وتصطبغ بصبغة واحدة وهي ملاءمتها لمقتضى الميل البشري ( السفلي ) فلو تصّرف العبد في طبيعة ميله وجعلها تتوجه إلى قائمة أخرى من مقتضيات الميل البشري ( العلوي ) ، لزال البريق الكاذب للقائمة الأولى ،
لتحل محلها قائمة أخرى من الشهوات العالية ،وقد قال الحق المتعال عن هؤلاء :
{ والذين آمنوا أشد حبا لله } .

**************************************************
عاشق العراق
23 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 05-23-2013 04:53 AM

http://down.ayatec.net/uploads/1362101623971.gif
_…ـ-* تَرْكُ التَّسافُلِ* * -…_
إن الوظيفة الأساسية للعبد أن ( يترك ) التسافل والإخلاد إلى الأرض بترك موجبات ذلك
ولا يحمل بعد ذلك ( هـمّ ) التعالي والعروج إذ المولى أدرى بكيفية الصعود بعبده
إلى ما لا يخطر بباله من الدرجات التي لا تتناهى
إذ هو الذي يرفع عمله الصالح لقوله تعالى : { والعمل الصالح يرفعه }

وبارتفاع ( العمل ) يرتفع ( العبد ) أيضا
لأنه القائم بذلك العمل الصالح وقد عبّر في موضع آخر بقوله تعالى :
{ ورفعناه مكانا عليا }

**************************************************
عاشق العراق
23 - 5 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


آية أحمد 05-23-2013 04:15 PM

بارك الله فيك أستاذ حميد على هذه الواحة
النضرة التي ترتاح فيها القلوب وتأنس...


الساعة الآن 02:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team