![]() |
الكتابة صﻻة استسقاء للروح تتبتل فيها الحروف صارخة أن اكتبيني بكل جنون ﻻ تستطيعين ممارسته في حياتك العاقلة جداً ... الرتيبة جداً ...ﻻ تحاسبني على هفواتي و ﻻ آثامي
و تنتظر مني الهطول ... يتحداني الورق أن أحقنه بما يملأ رأسي من أمواج متضاربة ﻻ تهدأ و ﻻ تسكن للحظة! و كأن هذه العروق ممتلئة بأمجاد لم تكتب بعد و شعور لم يخمد بعد و حدائق أبجدية لم تمس بعد ... و أنت أيها الكاتب ممسوس بنشوة اسمها الكتابة! ﻻ تنفك تندهش بما تكتبه في كل مرة و كأن هذا الكاتب ليس أنت بالتحديد و كأنه كائن منفصل عنك يوسوس لك بظﻻل من غير شمس و دخان من غير نار ! هذه المخبولة ليست أنا لكنها تعكسني بشكل غريب!* إنها رجفة في الأوصال ... و انتصار ورقي مهزوز ... لكنه مريح جداً ... فكل ما يملؤك ينتهي بخربشة و ورقة و قلم .. فتعود تلك الروح عذراء ... بيضاء من غير سوء ... أبدا...! كل الجنون أن تكون كاتبا في زمن أصبح الكتاب فيه خردة رخيصة ﻻ يهتم أحد بها ! و أصبحت فيها المشاعر كالوجبات السريعة .. بلا طعم أو ذوق و تسبب اﻷلم دائماً!* و معنى أن تكون كاتباً ... هناك شيء ضعيف بداخلك .. طفل معذب/ مراهق متألم / شاب منكسر و لم يستطع أن ينقذه أحد* فأنقذ نفسه بانسكاباته على ظهر الورق! مرحى أيها الكتاب ... أنتم النورانيون من غير تقديس .. ! |
هناك شيء في المرض ...خاصة إن كان مزمنا ! شيء يجعلك تعانده. . ثم تنصاع له صاغرا و قد حطم كل مقاومة تملك .. ! أنت تعرف أنك مختلف .. تبتعد عن حصص الرياضة ... بك شحوب يجعلك بمظهر العاشق الولهان .. و تعتاد آﻻما ﻻ حيلة لك سوى بتحملها ... ﻻ تركض ﻻ تقفز ﻻ تكثر من الحركة .. ﻻ تضع عطرا .. ﻻ تقترب من الربيع فهو لعنة ! ﻻ تنظر للطبيب فسوف تبكي .. ﻻ تنظر إلى خيبة أهلك و هم ينظرون إليك كشيء فاسد! أنت ﻻ تحب الشفقة ... و ﻻ تريد العطف ... لكن المرض يكسر الكرامة يحطم الكبرياء .. و أنت تسأل الممرضة حقنة مسكنة .. و هي تحلف أنها ﻻ تقدر أن تعطيك .. ف جسدك ﻻ يتحمل المزيد من المسكنات .. تعايش و ألمك! يبصقها في وجهك الطبيب .. ف تهز رأسك متفهما و في داخلك غضب ينفجر في عروقك و يؤلمك .. و أنت تتمنى أن يشعر الطبيب القاسي بما تشعر! ف تكره عبارة (الحمدلله على السلامة) و تتمنى أن تغيب طويلا عن الوعي ... كي يتوقف الشعور ... و ﻻ تشعر بهذا اﻻختناق في حلقك ... و يقول لك الجميع ... غير نظام حياتك ... ﻻ تأكل انكساراتك ... و تبسم عندما ﻻ يصدقون ألمك .. و تبسم عندما ﻻ يصدقون مرضك .. و تحت هذي البسمة و الضحكة تغلي انصهاراتك! |
كورقة خريف ..
أتضعضع قبل السقوط! |
ليس اللوم على من ﻻ يعرفك !
كل اللوم على من يتنفسك .. و يقسو عليك ! |
كل علتي أني ﻻ أشبه النساء !
أصمت حين يحتاج الوضع الضجيج .. و ﻻ أسكت حين يحتاج الكون الصمت .. أتعبتك يا قلبي ! سامحني! |
و أفكر ألف مرة قبل أن أتصل بك ...
لكنها تلك الحاجة الملحة لسماع صوتك ... تجعلني أطرق اسمك مرتين .. ف أسمع رنة بعيدة .. و أشهق حين أسمع تلك ال آلو و عندما تلاحقها ب أهلا .. أختنق و يختفي صوتي .. ذاك ﻷن قلبي ﻻ يتوقف عن الركض .. و ﻷن صوتك يطلق ذبذبات غريبة ﻻ تتوافق مع أي إحساس أعرفه ... فإني أطلبه ! و ﻷن صوتك محمل بحنان رقيق فإني أريده ..! و ﻷن ضحكتك ﻻ تستوعبها الكرة الأرضية .. فإنني أسعى إليها ... فلا تستغرب إلحاحي ... و ﻻ تستغرب انسحاقي و تبعثري ... لملمني ب آلو .. فقط ! ﻻ أريد أكثر من صوتك .. و تضحك للمرة اﻷلف عندما أقول لك ... كيف لم يخترعوا من صوتك دواء؟ أو شيء يذهب العقل ؟ و يريح الفؤاد ... ! |
و إن رأيتني أبسم في غير وقت ابتسام ..
فتأكد .. أنني أنصهر بمرارة تبكي غيري ! |
و إن الصمت يتلبسني ..
ﻻ لشيء ... أبجدية فارغة! |
سبحان من أضحك .. و أبكى ! |
يا إلهي كيف تذوب المدينة
و تبقى أنت! كيف تسيل الشوارع ... و تنوح أعمدة اﻹضاءة .. و تحترق الفراشات ... و تبقى أنت ؟ ديمومة وجودك تفزعني .. ﻷن ﻻ طعم لشيء بدونك ! |
الساعة الآن 03:51 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.