|
.... إذَا أتَاكَ أحَدُ الخَصْمَيْنِ وَقَدْ فُقِئتْ عَيْنُهُ فَلَا تَقْضِ لَهُ حَتّى يَأْتِيَكَ خَصْمُهُ فَلَعَلَّهُ قَدْ فُقِئَتْ عَيْناهُ جَمِيْعَاً .... هذا مثل أورده المنذريّ وقال : هذا من أمثالهم المعروفة . |
.... أوَّلُ مَا أَطْلَعَ ضَبُّ ذَنَبَهُ .... قال أبو الهيثم : يقال ذلك للرجل يصنع الخير ولم يكن صَنَعه قبل ذلك ، قال : والعرب ترفع أوَّلَ وتنصب ذنَبَه ، على معنى أول ما أطلع ذَنَبَه . قلت : رفع أول على تقدير هذا أول ما أطلع ضب ذنبه : أي هذا أولُ صنيعٍ صَنَعه هذا الرجل ، قال : ومنهم من يرفع أول ويرفع ذنبه ، على معنى أولُ شيء أطلعه ذنُبه ، ومنهم من ينصب أول وينصب ذنبه على أن يجعل أو صفة ، يريد ظرفاً على معنى في أول ما أطلع ضب ذنبه . |
.... إنْ فَعَلْتَ كَذَا فَبِهَا ونِعْمَتْ .... قال أبو الهيثم : معنى " بها " تعجبٌ كما يُقَال : كفاك به رجلاً ، قال : المعنى ما أحسَنَها من خَصْلة ، ونعمت الخصلة هي ، وقال غيره : الهاء في " بها " راجعة إلى الوثيقة ، أي إن فعلتَ كذا فبالوثيقة أخذتَ ، ونعمت الخصلة الأخذ بها . |
.... أَهْلَكَ فَقَدْ أَعْرَيْتَ .... أي بادِرْ أهلك وعَجِّل الرجوعَ إليهم فقد هاجت ريحٌ عرية - أي : باردة - ومعنى أعريْتَ ، دخلتَ في العَرِيَّة ، كما يقال : أمسيت أي دخلت في المساء . |
.... إسْتَأْصَلَ اللهُ عَرْقَاتَهُ .... قال أبو عمرو : يقال استأصل الله عَرْقَاتَ فُلانٍ ، وهي أصله ، وقال المنذري : هذه كلمة تكلمت بها العرب على وجوه ، قالوا استأصل الله عَرْقَاتَه وعِرْقَاتَه وعَرْقَاتِه وعِرْقَاتِه ، قلت : لم يزيدا على ما حكيت ، وأرى أنها مأخوذة من العِرْقَة ، وهي الطرة تنسج فتدار حول الفسطاط ، فتكون كالأصل له ، ويجمع على عِرْقَات ، وكذلك أصل الحائط يقال له : العرق ، فأما سائر الوجوه فلا أرى لها ذكراً في كتب اللغة ، إلا ما قاله الليث فإنه قال : العِرْقَاة من الشجر أرُومَة الأوسط ، ومنه تتشعب العروق وهو على تقدير فِعْلَاة ، وقال ابن فارس والأزهري : العرب تقول في الدعاء على الإنسان : استأصل الله عِرقَاتَه ، ينصبون التاء لأنهم يجعلونها واحدة مؤنثة مثل سِعْلَاةَ ، وقال آخرون : بل هي تاء جماعةِ المؤنَّثِ ، لكنهم خفَّفوه بالفتح ، قال الأزهري : من كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقَة فقد أخطأ . |
.... أخَذَهُ بِأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ .... إذا أخذه بالباطل ، قاله الأصمعي ، ويقال : أكَلَ مالَه بأبْدَحَ ودُبَيدَحَ ، قال الأصمعي : أصله دُبَيْح فقالوا دُبَيْدَح بفتح الدال الثانية . قلت تركيب هذه الكلمة يدل على الرخاوة والسهولة والسعة ، مثل البَداحَ للمتسع من الأرض ، ومثله تَبَدَّحَت المرأة إذا مشت مشية فيها استرخاء ، فكأن معنى المثل : أكل ماله بسهولة من غير أن يناله نَصَب ، ودُبَيْح - على ما قاله الأصمعي - تصغير أدْبَحَ مرخَّماً ، حكى الأصمعي : أن الحجاج قال لجبلة : قل لفلان أكلْت مال الله بأبْدَحَ ودُبَيْدَحَ* ، فقال له جبلة : (خواستة ايزد بخورى بلاش وماش)* . * يضرب للأمر الذي يبطل ولا يكون . * وكأنها الترجمة للفارسية !!! |
.... إيَّاكَ وأعْرَاضَ الرِّجَالِ .... هذا من كلام يزيد بن المهلَّب فيما أوصى ابنه مَخْلَداً : إياك وأعراض الرجال ؛ فإن الحرَّ لا يرضيه من عرضه شيء ، واتَّقِ العقوبة في الأبشار ؛ فإنها عار باقٍ وَوِتْرٌ مطلوب . |
.... إنَّهُ لَشَدِيْدُ النَّاظِرِ .... أي بريء من التُّهَمَة ينظر بملء عينيه . |
.... إنَّهُ لَغَصِيْضُ الطَّرْفِ .... أي يَغُضُّ بصره عن مال غيره . و " نقيُّ الطرف " أي ليس بخائن . |
.... إنَّهُ لَضَبُّ كَلَدَةٍ لَا يُدْرَكُ حَفْرَاً وَلَا يُؤْخَذُ مُذَنّباً .... الكَلَدَة : المكان الصُّلْب الذي لا يعمل فيه المِحْفَار ، وقوله " لا يؤخذ مذنباً " أي ولا يؤخذ من قِبَلِ ذَنَبِه من قولهم " ذَنَّب البسر " إذا بدا فيه الإرطاب من قبل ذنبه . يضرب لمن لا يدرك ما عنده . |
الساعة الآن 09:47 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.