منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=810)

ناريمان الشريف 10-03-2020 06:04 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة)، ومنها اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى.
فاللهم رحمتك بالمذنبين يا رب

ناريمان الشريف 10-03-2020 06:05 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ما ألهم الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين الاستغفار
إلّا لأنه يريد أن يتوب عليهم
اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

ناريمان الشريف 10-03-2020 07:45 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 

رحمة الله تتجلى في اجابة دعاء من دعاه بإخلاص وحسن ظن به
فكيف إذا دعاه بأسمائه الحسنى وباسمه الأعظم ؟
ورد في الاسم الأعظم :
1. عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اسْمُ اللَّهِ الأَعظَمُ فِي سُوَرٍ مِنَ القُرآنِ ثَلَاثٍ: فِي ” البَقَرَةِ ” وَ ” آلِ عِمرَانَ ” وَ ” طَهَ ”).
رواه ابن ماجه (3856) وحسَّنه الألباني في ” صحيح ابن ماجه ”.

2. عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى).
اللهم ندعوك باسمك الأعظم أن تستجيب لما دعوناك به يا الله
يا رحمن يا رحيم

ناريمان الشريف 10-03-2020 08:07 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 

من رحمة الله تعالى بعباده أنه يفرح بتوبة العبد

يبقى العبد المسلم رغم حبه لله تعالى وبحثه عن مرضاته في حياته مخلوقاً ضعيفاً يقع في مواطن الشبهات والخطايا حيناً بعد حين، ويصدق ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطائينَ التوابونَ)، فأعقب النبي -عليه السلام- وصف الإنسان بأنه خطاء، وأن خير الناس من يتوب مرةً بعد مرة ويكثر التوبة والإنابة إلى الله تعالى. والتوبة كما ورد في قاموس اللغة مصدر تاب، وهي الإقلاع عن الخطأ والرجوع عنه، والاعتراف بالتقصير وبالذنب، وأما التوّاب فهي صيغة المبالغة للفعل تاب، وهو كثير العودة والرجوع عن الذنوب، وهو اسم من أسماء الله الحسنى كذلك، ويدل على كثرة توبة الله تعالى على من يتوب من عباده.
والأحاديث والآيات الكريمة التي ترغب العبد بالتوبة وتؤكد حب الله تعالى لتوبة عبده كثيرة، ومنها الحديث القدسي عن الله تعالى: (يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعاً. فاستغفروني أغفرُ لكم)، وفي حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يصف فيه أن رجلاً في أرضٍ دون طعام أو شراب فيها، ونام قليلاً فيها فتركته ناقته التي حمل عليها طعامه وشرابه، فاستيقظ فلم يجد ناقته، فأصابه اليأس، فاضطجع في ظل شجرة، فإذا هي عائدة مجدداً بين يديه، فقام من فرحه يقول: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك، فأخطأ من شدة الفرح

ما أرحمك يا الله بعبادك !!

ناريمان الشريف 10-03-2020 08:11 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
التوبة من الذنوب العظيمة يخبر الله تعالى عباده أن رحمته وتوبته عظيمة وشاملة كلّ بني آدم مهما بلغت ذنوبه كثرة أو عِظماً، فإنّ الله تعالى قادرٌ على مغفرتها كلها، قال الله تعالى في الحديث القدسيّ: (قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً)،

وفي الحديث القدسيّ بشارة عظيمة لجميع البشر أنه مهما بلغت الذنوب عدداً أو عظماً فإن الله تعالى يغفرها كلّها فلا تعجزه كثرتها ولا يبالي بها، واشترط الله تعالى لتلك المغفرة أن يدعوه الإنسان ويرجوه، فيدعوه أن يغفر له، ويرجوه أن يقبل منه توبته، فحينئذٍ تُمحى ذنوبه من صحيفة سيئاته، ولقد قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
ثمّ يكرر الله تعالى الخبر بشكل آخر في الحديث القدسي، وذلك في قوله لو بلغت ذنوبك عنان السماء، فإن كانت الذنوب قد وصلت السماء أي سحابها من كثرتها، فيقول الله تعالى: (ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي)
فكرم الله سبحانه مع عباده أوسع من أن يحرم عبداً التوبة والقبول بعد أن استغفره ودعاه ورجاه. ويختم الله تعالى بشكل آخر، وهو أنه لو كانت ذنوب العبد ملء الأرض، ثم لقي الله تعالى موحداً مخلصاً موقناً بذلك، لأتاه الله تعالى بملئها مغفرة وتوبة، وذلك من جميل حب الله تعالى لعباده وتوبته عليهم.

فأبشر أيها المؤمن .. مهما عظمت ذنوبك .. التواب موجود يقبل التوبة عن عباده

ناريمان الشريف 10-04-2020 10:51 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 

فانظروا إلى آثار رحمة الله

في كل لحظة من حياتنا
يتطلع إلى رحمته جميع الخلق لما يشاهدونه، فيختص المؤمنون برحمته .. فهو الذي رحمته وسعت كل شيء، وغلبت رحمته غضبه، وعم كرمه كل حي، وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها. فقل ما شئت عن رحمة الله، فإنها فوق ما تقول، فهو الرحمن الرحيم, وتصور فوق ما شئت، فإنها فوق ذلك…
ألسنا سلّمنا له زمام أمورنا وتوكلنا عليه واتكأنا على رحمته
ونحن شيء ؟
فاللهم عاملنا برحمتك لا بعدلك
يا رب

ناريمان الشريف 10-04-2020 10:55 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ما أعظم رحمة الله بهذه الأمة، ؟!

حيث أنزل عليهم أحسن كتبه، وأرسل إليهم أفضل رسله، وشرّع لهم أفضل شرائع دينه، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس: 57)
فالهدى هو العلم بالحق والعمل به، والرحمة هي ما يحصل من الخير والإحسان، والثواب العاجل والآجل لمن اهتدى به من المؤمنين، وإذا حصل الهدى، وحلّت الرحمة الناشئة عنه، حصلت السعادة والفلاح، وتم الفرح والسرور.



ولذلك أمرنا الله -عزَّ وجلَّ- بالفرح بالقرآن الذي هو أعظم نعمة ومنة، والفرح بالإيمان وعبادة الله التي يحصل بها الأنس والطمأنينة، واللذة والسكينة كما قال سبحانه: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس: 58)
والله -سبحانه- خير من غفر، وأرحم من ملك، وأكرم من أعطى، فلساننا يهتف بما قال الصالحون من قبل: (أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) ( الأعراف: 155) .



وعذاب الله إنما يحل بمن تعرض لأسباب عذابه، أما رحمة الله فقد وسعت كل شيء في العالم العلوي والعالم السفلي، فلا مخلوق إلا وصلت إليه رحمة الله، وغمره فضله وإحسانه، ولكن الرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة ليست إلا للمؤمنين خاصة, كما قال سبحانه: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ) ( الأعراف: 156)

اللهم اجعلنا ممن شملتهم الرحمة وعمّهم الكرم منك فأنت الرحيم الكريم
يا رب
لا تيأسوا ولا تقنطوا أيها المذنبون .

ناريمان الشريف 10-05-2020 10:32 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
إن من نعم الله علينا الاستغفار
ويقال : إذا أحب الله عبده ألهمه الاستغفار
وهذا من فيض رحمته على المذنبين
فيا رب رحمتك أرجو
وأستغفرك وأتوب إليك

ناريمان الشريف 10-05-2020 10:33 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللهَ خَلَقَ، يَوْمَ خَلَقَ السموات وَالأرْضَ، مِائَةَ رَحْمَةٍ، كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ، فَجَعَلَ مِنْهَا فِي الأرْضِ رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، أكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ” (مسلم 4946)، وللبخاري: “فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنْ الْجَنَّةِ, وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنْ النَّارِ“, فسبحان العزيز الرحيم، الذي رحم في عدله وعقوبته، كما رحم في فضله وإحسانه ومثوبته.
ما أوسع رحمتك يا الله !!!

ناريمان الشريف 10-05-2020 10:34 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
يروى
أن من قال ( يارب ) أربع مرات
قال الله تعالى : لبيك عبدي
ف يا رب
يارب
يارب
يارب

ناريمان الشريف 10-05-2020 10:36 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
إن رحمة الله واسعة، وسعت كل شيء، وهي تتمثل في مظاهر كثيرة لا يحصيها العبد، ويعجز الإنسان عن مجرد تتبعها وتسجيلها، سواء في ذات نفسه وتكوينه وتكريمه بما أكرمه الله به، أو بما سخر الله له من حوله ومن فوقه ومن تحته، أو فيما أنعم به عليه مما يعلمه ومما لا يعلمه وهو كثير: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].



ورحمة الله -تبارك وتعالى- تتمثل في الممنوع تمثلها في الممنوح، ويجدها من يفتح الله له في كل شيء، وفي كل وضع، وفي كل حال، وفي كل مكان، يجدها في نفسه، وفيما حوله، وحيثما كان، ولو فقد كل شيء مما يعد الناس فقده حرمان, ويفتقدها من يمسكها الله عنه في كل شيء، وفي كل وضع، وفي كل حال، ولو وجد كل شيء مما يعده الناس علامة السعادة والرضوان.

ناريمان الشريف 10-11-2020 08:59 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
وما من نعمة يمسك الله معها رحمته حتى تنقلب بذاتها إلى نقمة، وما من محنة تحفها -رحمة الله- حتى تكون هي بذاتها نعمة: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [فاطر: 2], فلا ضيق مع رحمة الله، إنما الضيق في إمساكها عنه، فلو أمسك الله رحمته ما ترك على ظهر هذه الأرض من دابة تدب أو تعيش, ولا ضيق مع رحمة الله ولو كان صاحبها في غياهب السجن، أو في جحيم العذاب، أو في أودية الهلاك.
ولا سعة في إمساكها عن الإنسان، ولو تقلب في أعطاف النعيم، ورفل في مراتع الرخاء بين الأنهار والقصور، وذوات الخدور، لأن من نزع الله عنه رحمته فهو يعيش في خيال النعيم, ومن منحه إياها فهو يعيش في حقيقة النعيم.

ناريمان الشريف 10-11-2020 09:00 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
فالصحة والقوة، والجاه والسلطان، والمال والولد، كلها تكون مصادر قلق وتعب ونكد إذا أمسكت عنها رحمة الله، فإذا فتح الله أبواب رحمته كان فيها السكن والراحة والسعادة والطمأنينة, يهب الله الصحة والقوة مع رحمته فإذا هي نعمة وحياة طيبة، والتذاذ بالحياة، ويمسك رحمته فإذا الصحة والقوة بلاء يسلطه الله على الصحيح القوي، فينفق الصحة والقوة فيما يحطم الجسم، ويفسد الروح، ويدخر السوء ليوم الحساب.



ويعطي الله الجاه والسلطان مع رحمته فإذا هي أداة إصلاح، ومصدر أمن، ووسيلة للأجر، ويمسك الله رحمته فإذا الجاه والسلطان مصدر قلق على قوتهما، مصدر بغي وطغيان، ومثار حقد وموجدة على صاحبهما، لا يقر له معهما قرار، ولا يستمتع بجاه ولا سلطان، ويدخر بهما للآخرة رصيداً ضخماً من النار.

ناريمان الشريف 10-11-2020 09:01 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ويبسط الله الرزق مع رحمته فإذا هو متاع طيب ورخاء نافع، ورغد في الدنيا، وزاد إلى الآخرة، ويمسك عنه رحمته فإذا هو مثار قلق ومؤشر خوف، ووابل حسد وبغض، وإذا هو همٌ في جمعه، وهمٌ في حفظه، وهم لفراقه, قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) [محمد: 12]، وقوله -تعالى-: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه : 124].



ويمنح الله الذرية مع رحمته فإذا هي زينة الحياة الدنيا، ومصدر فرح، ومضاعفة للأجر، وأداة كسب, ومصدر قوة وعزة, ويمسك عنها رحمته فإذا الذرية بلاء ونكد، وعنت وشقاء، وسهر بالليل، وتعب بالنهار, وغم وهموم, قال -سبحانه-: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ) [الأنفال : 28].



فالمال والبنون مع الرحمة زينة وسعادة: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [الكهف: 46]، لكنّهما بدون رحمة الله شقاء ونكد: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [التوبة:55]، وهم مع الرحمة صلحاء وشفعاء, وبغير الرحمة خصوم وأعداء.

ناريمان الشريف 10-11-2020 09:01 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: “وتأمل قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) [الرحمن: 1 – 4]؛ كيف جعل الخلق والتعليم ناشئًا عن صفة الرحمة متعلقًا باسمه (الرحمن)، وجعل معاني السورة مرتبطة بهذا الاسم وختمها بقوله: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)[ الرحمن: 78]، فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتتح به السورة، إذ مجيء البركة كلها منه، وبه وضعت البركة في كل مبارك فكل ما ذكر عليه بورك فيه، وكل ما أخلي منه نزعت منه البركة، وبرحمته أطلع الشمس والقمر، وجعل الليل والنهار، وبسط الأرض وجعلها مهادًا وفراشًا وقرارًا وكفاتًا للأحياء والأموات، وبرحمته أنشأ السحاب وأمطر المطر، وأطلع الفواكه والأقوات والمرعى، ومن رحمته سخر لنا الخيل والإبل والأنعام وذللها منقادة للركوب والحمل والأكل، ومن رحمته أن خلق للذكر من الحيوان أنثى من جنسه وألقى بينهما المحبة والرحمة، ليقع بينهما التواصل الذي به دوام التناسل وانتفاع الزوجين، ويمتع كل واحد منهما بصاحبه, ومن رحمته أحوج الخلق بعضهم إلى بعض لتتم مصالحهم، ولو أغنى بعضهم عن بعض لتعطلت مصالحهم، وانحل نظامهم، وكان من تمام رحمته بهم أن جعل فيهم الغني والفقير، والعزيز والذليل، والعاجز والقادر، والمراعي والمرعي، ثم أفقر الجميع إليه ثم عم الجميع برحمته“.

ناريمان الشريف 10-19-2020 02:23 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر" رواه البخاري مسلم
وفي رواية أخرى من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة سبحان الله وبحمده كفرت ذنوبه وان كانت أكثر من زبد البحر" رواه مسلم

أنظر إلى رحمة الله .. إنه يفتح لك أكثر من طريق لتكفر عن ذنوبك

ناريمان الشريف 10-19-2020 02:27 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي قال : قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم" رواه البخاري مسلم
ألا تلاحظ ..؟
دعاء بسيط تتنزل به رحمة الله عليك
دوماً أكثر من الاستغفار لتشملك رحمة الله تعالى

ناريمان الشريف 10-19-2020 02:29 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعار من الليل فقال لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله و لا اله إلا الله والله اكبر ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فان توضأ وصلى قبلت صلاته" رواه البخاري

ناريمان الشريف 10-19-2020 02:30 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
عن ابي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء : اللهم أغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني , اللهم أغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي, اللهم أغفر لي ما قدمت و ما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير" رواه البخاري مسلم

ناريمان الشريف 10-27-2020 09:59 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
من رحمة الله بعباده المذنبين
الوضوء عبادة عظيمة الثواب ثبت الترغيب في فعلها، من ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب.
وكأن الله يفتح أمامك أبواب التخلص من الذنوب والخطايا ..
أرأيت رحمة الله ما أوسعها !!
رحماك ربي

ناريمان الشريف 10-28-2020 07:29 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
الله تبارك وتعالى هو الرحمن الرحيم، الذي وسعت رحمته كل شيء، ورحمة الله تتجلى على الخلائق عامة، وعلى الإنسان خاصة:
تتجلى ابتداءً في وجود البشر أنفسهم، وفي نشأتهم من حيث لا يعلمون، وفي تكريم الإنسان على كثير من العالمين.
وتتجلى في تسخير ما في هذا الكون العظيم من النعم والطاقات، والقوى والأرزاق، والماء والهواء وغير ذلك مما يتقلب فيه الإنسان كل لحظة: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)} [الإسراء: 70].

ناريمان الشريف 10-28-2020 07:30 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
وتتجلى رحمة الله في تعليم الإنسان ما لم يعلم مما يحتاجه في حياته: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)} [النحل: 78].

ناريمان الشريف 10-28-2020 07:31 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
وتتجلى كذلك في مجازاته العبد على السيئة بمثلها، ومجازاته على الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومحو السيئة بالحسنة:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)} [الأنعام: 160].

ناريمان الشريف 10-28-2020 07:31 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
وتتجلى في تجاوز الله عن سيئات العباد إذا عملوها بجهالة ثم تابوا، وبكتابة الرحمة على نفسه كما قال سبحانه: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)} ... [الأنعام: 54].

ناريمان الشريف 10-28-2020 07:32 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
والله جل جلاله هو الرحمن الرحيم، وقد وسعت رحمته كل شيء، واستوى على أعظم المخلوقات وأوسعها وهو العرش، بأوسع الصفات وهي صفة الرحمة فقال سبحانه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه: 5].
وقد أنزل الله في القرآن سورة كاملة باسمه الرحمن ومطلعها: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)} [الرحمن: 1 - 4].
وهي معرض لآلاء الرحمن، ومخلوقاته العظيمة، ومظاهر رحمته التي تبلغ كل عقل .. وكل سمع .. وكل بصر .. وتملأ فضاء السموات والأرض.
ويبدأ معرض الآلاء بتعليم القرآن بوصفه المنة الكبرى على الإنسان، تسبق في الذكر خلق الإنسان ذاته، وتعليمه البيان.
فهذا القرآن العظيم نعمة كبرى، بل هو النعمة الكبرى على البشرية كلها، تتجلى فيه رحمة الرحمن بالإنسان، وآلاء الله ومخلوقاته، وهو منهج الله للبشرية، الذي يصلهم بربهم، وينظم أحوالهم ومعيشتهم وفق أمر ربهم، ويفتح عقولهم وحواسهم ومشاعرهم على هذا الكون العظيم الجميل، ومبدعه الذي شمل خلقه برحمته الواسعة.

ناريمان الشريف 10-29-2020 07:52 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
والله جل جلاله غفور رحيم، يفرح بتوبة العبد إذا تاب إليه أعظم فرح وأكمله، ويكفر عنه سيئاته، ويوجب له محبته بالتوبة، وهو سبحانه الرحيم الذي ألهمه إياها، ووفقه لها، وأعانه عليها، وقبلها منه.
قال الله تعالى: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)} [المائدة: 39].
ومن رحمته سبحانه أنه ملأ سماواته من ملائكته، يسبحون بحمد ربهم، ويستغفرون لأهل الأرض، واستعمل حملة العرش منهم في التسبيح بحمده سبحانه، وفي الدعاء لعباده المؤمنين، والاستغفار لذنوبهم، ووقايتهم عذاب الجحيم، والشفاعة لهم عند ربهم ليدخلهم الجنة كما قال سبحانه: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) [غافر: 7 - 9].
فما أعظم هذه العناية من الرب جل جلاله بعباده المؤمنين.
وما أجمل هذا الإحسان من المولى الكريم.
وما أعظم هذه الرحمة من الرحمن الرحيم.
وما أجملَ هذا التحنن والعطف والتحبب إلى العباد، وحسن التلطف بهم.
ألا ما أعظمَ رحمة الله بعباده، فمع خلقهم، وتأمين أقواتهم، وقسمة أرزاقهم، خلق سبحانه ملائكة يدعون لهم، ويستغفرون لهم، ويشفعون لهم عند ربهم، ومع هذا كله أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، وتعَّرف إليهم بأسمائه وصفاته، وآلائه وانعامه، ليدعوه بها، ويسألوه بموجبها.
ومع هذا كله ينزل سبحانه كل ليلة إلى سماء الدنيا، اكراما للمؤمنين، واحتفاءً بهم، ويستعرض حوائجهم بنفسه، ويدعوهم إلى سؤاله.

ناريمان الشريف 10-29-2020 07:54 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 

إن معرفة العبد برحمة الله الشاملة لعباده يسكب في القلب الطمأنينة إلى ربه، لا في حال السراء والنعماء فحسب، بل وهو يمر بفترات الابتلاء بالضراء، التي تزيغ فيها القلوب والأبصار، فهو يستيقن أن رحمة الله وراء كل لمحة، وكل حالة، وكل وضع، وكل تصرف.


ويعلم أن ربه لا يعرضه للابتلاء لأنه تخلى عنه، أو طرده من رحمته، فإن الله لا يطرد من رحمته أحداً يرجوها، إنما يطرد الناس أنفسهم من هذه الرحمة حين يكفرون بالله، ويرفضون رحمته، ويبعدون عنها.


والطمأنينة إلى رحمة الله تملأ القلب بالثبات والصبر، والرجاء والأمل، والهدوء والراحة، فهو في كنف ربٍ رحيم ودود.


وهو سبحانه المالك لكل شيء، لا ينازعه منازع، ولكنه فضلاً منه ومنَّة كتب على نفسه الرحمة، وأخبر عباده بما كتبه على نفسه من الرحمة، وهذا من كمال عنايته بعباده، فإن إخبارهم بهذه الحقيقة تفضل آخر.

ناريمان الشريف 10-29-2020 07:55 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ورحمة الله بعباده هي الأصل، حتى في ابتلائهم أحياناً بالضراء والبأساء، فهو سبحانه يبتليهم ليعد طائفة منهم بهذا الابتلاء لحمل أمانته بعد الخلوص والتجرد والتهيؤ عن طريق هذا الابتلاء، وليميز الخبيث من الطيب في الصف، وليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وليهلك من هلك عن بيِّنة، ويحيا من حيّ عن بيِّنة.


وقد أرسل الله سبحانه محمداً - صلى الله عليه وسلم - رحمةً للعالمين، فهو أرحم الناس بالخلق، كما قال سبحانه:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} [الأنبياء: 107].



فهو - صلى الله عليه وسلم - رحمة لكل أحد، لكن المؤمنين قبلوا هذه الرحمة، فنالوا بها سعادة الدنيا والآخرة.

والكفار ردوها، فلهم الشقاء في الدنيا والآخرة، ورفع الله برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - العذاب العام عن أهل الأرض.


وبهذه الرحمة انتشر الدين، وقبله الناس، وأحبوه، وجاهدوا في سبيله كما قال سبحانه:
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} [آل عمران: 159].

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} [آل عمران: 159].

ناريمان الشريف 10-29-2020 07:56 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ورحمة الله وسعت كل شيء، وشملت كل أحد، المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، فهو سبحانه الرحيم الذي شمل الخلق كلهم برحمته، فسخر لهم ما في السموات وما في الأرض، فالشمس والقمر، والبر والبحر، والماء والتراب، والنبات والحيوان، والهواء، كل ذلك خلقه الله، وسخر منافعه للناس.


وهذه النعم يستفيد منها المؤمن والكافر على حد سواء، وهي مسخرة للإنسان ولا خيار لها:
{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)} [لقمان: 20].



فهذه رحمة الرحمن تشمل الخلق كلهم في الدنيا، أما في الآخرة فإن الله عزَّ وجلَّ يطرد من رحمته من لم يؤمن به، ولم يشكر نعمه من الكفار والعصاة، ولا تشمل رحمته في الآخرة إلا عباده المؤمنين.


ففي الدنيا كثرت متعلقات الرحمة، وفي الآخرة قلَّت متعلقات الرحمة، وإن كانت صفة الرحمة ثابتة لم تتغير ولم تتبدل، ولو أن الكفار والعصاة أطاعوا ربهم لوسعتهم رحمة الله في الآخرة، ولكنهم حرموا أنفسهم منها بكفرهم:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)} [العنكبوت: 23].

ناريمان الشريف 10-29-2020 07:57 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ومن رحمة الله بعباده أنه كلما زاد عددهم كشف لهم من العلم ما يمكنهم من سهولة الحياة، وزيادة الإنتاج، وسهولة الحصول عليه كما هو حاصل في كل زمان ومكان:
{إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)} [الحج: 65].



ورحمة الله لعباده، ودخولهم الجنة، ليست على قدر أعمالهم، إذ أعمالهم لا تستقل باقتضاء الرحمة، وحقوق عبوديته وشكره التي يستحقها عليهم لم يقوموا بها كما يجب لعظمته وجلال سلطانه.


فلو عذبهم والحالة هذه لكان تعذيباً لحقه، وهو سبحانه غير ظالم لهم فيه، فإن أعمالهم لا توازي القليل من نعمه عليهم، فتبقى نعمه الكثيرة لا مقابل لها من شكرهم وأعمالهم.


فإذا عذبهم الله عزَّ وجلَّ على ترك شكرهم، وترك أداء حقه الذي يجب عليهم، لم يكن ظالماً لهم، فإن المقدور للعبد من الطاعات لا يأتي به كله، بل لابد من فتور وإعراض، وغفلة وتوان، وتقصير وتفريط.

ناريمان الشريف 10-29-2020 07:58 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
وكذلك قيام المرء بالعبودية لا يوفيها حقها الواجب لها من كمال المراقبة والإجلال والتعظيم لله، وبذل مقدوره كله في تحسين العمل، وتكميله ظاهراً وباطناً، فالتقصير لازم في حال الترك، وفي حال الفعل، وهذا هو السر في كون أعمال الطاعات تختم بالاستغفار.


ولو أتى العبد بكل ما يقدر عليه من الطاعات ظاهراً وباطناً، فالذي ينبغي لربه فوق ذلك، وأضعاف أضعافه، فإن عجز عنه لم يستحق ما يترتب عليه من الجزاء، فإذا حرم جزاء ما لم يأت به مما يجب لربه لم يكن الرب ظالماً له.


فإذا عطاه ربه الثواب، كان مجرد صدقة منه وفضل ورحمة، لا عوضاً عن عمله، والعبد مملوك لا يستحق شيئاً على سيده، فإن أعطاه شيئاً فهو إحسان منه وفضل.


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:
«لَنْ يُدْخِلَ أحَداً عَمَلُهُ الْجَنَّةَ». قَالُوا: وَلا أنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لا، وَلا أنَا، إِلا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ الْمَوْتَ: إِمَّا مُحْسِناً فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدَادَ خَيْراً، وَإِمَّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ» متفق عليه (1).

ناريمان الشريف 10-29-2020 07:58 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
والرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى الإنسان وإن كرهتها نفسه وشقت عليه، فهذه الرحمة حقاً، فأرحم الناس بك من أخذ بك إلى ما يصلحك وإن كرهت ذلك نفسك.


فمن رحمة الأب بولده أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل، ويمنعه شهواته التي تضره، ومتى أهمل ولده كان لقلة رحمته به، وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه، فهذه رحمة مقرونة بجهل، ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد، فإنه سبحانه أعلم بمصلحته.


فابتلاؤه له وامتحانه، ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته، من كمال رحمته به، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه، ولا يعلم أنه محسن إليه بابتلائه وامتحانه.


فما أصاب العبد فهو من تمام رحمة الله به، لا من بخله عليه، كيف وهو سبحانه الجواد الكريم، الذي له الجود كله، وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرة في جبال الدنيا ورمالها، بل جود جميع الخلق كلهم من جوده عزَّ وجلَّ.


فمن رحمة الله عزَّ وجلَّ بعباده ابتلاؤهم بالأوامر والنواهي رحمة لهم وحمية، لا حاجة منه سبحانه إليهم بما أمرهم به، فهو الغني الحميد، ولا بخلاً منه عليهم بما نهاهم عنه، فهو الجواد الكريم، وهو العليم الخبير.

ناريمان الشريف 10-29-2020 07:59 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ومن رحمته سبحانه بهم أن نغَّص عليهم الدنيا وكدرها، لئلا يسكنوا إليها، ولا يطمئنوا بها، كي يرغبوا في النعيم المقيم في دار جواره.


فساقهم العليم الخبير إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيهم، وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم:


ومن رحمته سبحانه بعباده أن حذرهم نفسه، لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به، من الشرك والمعاصي والتقصير، كما قال سبحانه:
{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُرَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)} [آل عمران: 30].

ناريمان الشريف 10-29-2020 08:00 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 

وتمام النعمة على العبد إنما هو بالهدى والرحمة، ولذا أمرنا الله سبحانه أن نسأله كل يوم وليلة مرات عديدة أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم وهم أولو الهدى والرحمة، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم، وهم ضد المرحومين، وطريق الضالين وهم ضد المهتدين.


فاللهم:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}[الفاتحة: 6، 7].

ناريمان الشريف 10-29-2020 08:00 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 

ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بالإنسان أن خلقه في أحسن تقويم .. وأكرمه بالدين .. وزوده بالسمع والبصر والعقل .. ولم يكله في الاهتداء إلى عقله وحده .. ولا على الفطرة وحدها .. ولا على كثرة ما في الأنفس والآفاق من دلائل الهدى، وموجبات الإيمان.


بل اقتضت رحمة العزيز الرحيم ألا يكل إلى العقل البشري تبعة الهدى والضلال إلا بعد الرسالة والبيان، ولم يكل إليه بعد البيان والاهتداء وضع منهج الحياة، إنما وكل إليه تطبيق منهج الحياة، الذي قرره الله له، وأكرمه به، ثم ترك له ما وراء ذلك:
{قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(203)} [الأعراف: 203].

ناريمان الشريف 10-29-2020 08:01 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ومن رحمة الله سبحانه أنه أقام الدلائل الكونية في هذا الكون، والتي تدل على عظمة الخالق ووحدانيته، وقدرته وتدبيره، وملأ الفطرة بالأشواق إلى ربها، والاتصال ببارئها، والإذعان له، ووهبه السمع الذي يدرك به المسموعات، والبصر الذي يدرك به المرئيات، ووهبه العقل الذي يحصي به الشواهد، ولكن الله الكريم الرحمن مع هذا كله رحم العباد، وأعفى الناس من حجية الكون، وحجية العقل، وحجية الفطرة، ما لم يرسل إليهم الرسل، الذين يُعرِّفون الناس بربهم، وما ينبغي له، وليزنوا حياتهم بالحق الذي جاءوا به، وحينئذ إما أن يؤمنوا فينالوا الثواب، أو تسقط حجتهم ويستحقوا العقاب.

ناريمان الشريف 10-29-2020 08:03 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
ما أوسع رحمتك يا الله !!
لا تنسوا الموت ... إنه في بعض الأحيان أعظم رحمة
فكم من مريض بمرض مزمن يرجو له أهله الموت وهو أحياناً يرجوه رأفة ورحمة بحاله
كل طرق الرحمة التي فتحها الله لعبادة لأنه يحبهم
فكيف لا يرحم المذنب إذا استغفر واهتدى .. والله يفرح لتوبة العبد إذا تاب
فساعوا بالتوبة قبل فوات الأوان

ناريمان الشريف 01-03-2021 11:07 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
لماذا لا يحدثوننا عن نعيم القبر ..؟
لماذا لا أحد يحدثنا عن أن أجمل يوم سوف يكون يوم لقاء ربنا ..؟
لماذا لا يقولون لنا بأننا حين نموت سنبقى بين يدي أرحم الراحمين؟ بين يدي من هو أرحم بالمرء من أمه ..
رأى النبي دابة تبعد حافرها عن إبنها حتى لا تؤذيه .. فقال للصحابة : ( إن ربّنا أرحم بنا من الأم على إبنها)..

لماذا يكون الحديث دائماً عن عذاب القبر ..؟
لماذا يكرّهونا بالموت ، ويخوفوننا منه ..؟
حتى أصبحنا نشعر بأن الله سوف يعذبنا عذاباً
لا يخطر على عقل بشر ..؟
لماذا نفكر أن ربنا سيعذب فقط ..؟
لماذا لا نفكر بأن ربنا سوف يرحم ..؟
لماذا لا يحدثوننا عن أحوال الصالحين
في قبورهم ، حتى نسعى لنكون منهم ..؟

لماذا لا يقولون لنا إن الإنسان المؤمن الحسن الخُلق عندما يجيب على أسئلة منكر ونكير في القبر سيقول ربنا : صَدَقَ عَبْدي! فَأفْرِشُوهُ مِنَ الجَنَّة وأطْعِمُوهُ مِنَ الجَنَّة وافْتَحُوا لَهُ بابًا إلى الجَنَّة فَيَأتِيه من رَوْحِها ورَيْحَانِها وينْظُرُ إلى مقعده من الجَنَّة .. فيبدأ يلحّ على ربّنا : ربِّ أقِمْ الساعة ، ربِّ أقِمْ السَّاعَة! حتى يطمئن ويذهب إلى جنته ..

لماذا لا يقولون إن عملنا الصالح لن يفارقنا وسيبقى معنا يؤنس وحدتنا .. وحين يتوفى أحد الصالحين تتقابل روحه مع من مات من أهله وأصحابه حتى أن الصالحين منهم يهرولون إليه ليسلموا عليه ..
قال النبي عن هذا الموقف :
(فهم أشد فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه)..
ويسألونه عن أحوال الأحياء ويأتي واحد منهم يقول : دعوه فإنه كان في غم الدنيا..
الموت "راحة" من غم وتعب الدنيا فالموت للصالحين إنما هو راحة ..
لهذا نحن مطالبون بالدعاء .. "اللهم اجعل الموت راحة لنا من كل شر".
هناك مسلم عاصٍ ولكنه ليس كافراً بالله ولا مطروداً من رحمة الله ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس أن تصيبه) ..
أي أنّ ربّنا سيغفر مغفرة كبيرة لدرجة أن إبليس يطمع أن يُغفر له
ما خلقنا الله لأجل العذاب، ربنا قال لنا ما يريده منّا وما لا يريده ، ونحن نعرف ماذا يرضيه
وماذا يغضبه ..!
نحن من يختار .. ورغم تقصيرنا فإن الله رحيم بنا .. ولكن هذا لا يعني أن نتطاول على حقوق الله ..!
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها ، وخير أعمارنا أواخرها وخير أيامنا يوم أن نلقاك.

عبدالإله الحربي 01-04-2021 02:17 AM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
الله الله ياأخت ناريمان كتبتِ وأوجزتِ وأصبتِ وأفدتِ ...
الله ماأجمل كلامك وماأحوجنا إلى هذا الكلام الذي لم نتربى عليه بل تربينا على التخويف والتهديد وكأن الله خلقنا ليعذبنا فقط والله أبعد شيئ عن ذلك فهو أرحم الراحمين ولايهلك على الله إلا هالك وهو العدل الذي لايظلم مثقال ذرة
سلمت يداكِ

ناريمان الشريف 01-04-2021 02:12 PM

رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله الحربي (المشاركة 277625)
الله الله ياأخت ناريمان كتبتِ وأوجزتِ وأصبتِ وأفدتِ ...
الله ماأجمل كلامك وماأحوجنا إلى هذا الكلام الذي لم نتربى عليه بل تربينا على التخويف والتهديد وكأن الله خلقنا ليعذبنا فقط والله أبعد شيئ عن ذلك فهو أرحم الراحمين ولايهلك على الله إلا هالك وهو العدل الذي لايظلم مثقال ذرة
سلمت يداكِ


شكراً لك أنت
اللهم اجعل كل كلمة سقتها هنا في ميزان حسناتي
وأجراً لكل من قرأ وأنت منهم
بارك الله فيك


الساعة الآن 11:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team