![]() |
القَلْبُ أعلَمُ يا عَذُولُ بدائِهِ * * * وَأحَقُّ مِنْكَ بجَفْنِهِ وبِمَائِه فَوَمَنْ أُحِبُّ لأعْصِيَنّكَ في الهوَى* * * قَسَماً بِهِ وَبحُسْنِهِ وَبَهَائِهِ أأُحِبّهُ وَأُحِبّ فيهِ مَلامَةً؟ * * * إنّ المَلامَةَ فيهِ من أعْدائِهِ عَجِبَ الوُشاةُ من اللُّحاةِ وَقوْلِهِمْ * * * دَعْ ما نَراكَ ضَعُفْتَ عن إخفائِهِ ما الخِلُّ إلاّ مَنْ أوَدُّ بِقَلْبِهِ * * * وَأرَى بطَرْفٍ لا يَرَى بسَوَائِهِ إنّ المُعِينَ عَلى الصّبَابَةِ بالأسَى * * * أوْلى برَحْمَةِ رَبّهَا وَإخائِهِ مَهْلاً فإنّ العَذْلَ مِنْ أسْقَامِهِ * * * وَتَرَفُّقاً فالسّمْعُ مِنْ أعْضائِهِ وَهَبِ المَلامَةَ في اللّذاذَةِ كالكَرَى * * * مَطْرُودَةً بسُهادِهِ وَبُكَائِهِ لا تَعْذُلِ المُشْتَاقَ في أشْواقِهِ* * * حتى يَكونَ حَشاكَ في أحْشائِهِ إنّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بدُمُوعِهِ * * * مِثْلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بدِمائِهِ وَالعِشْقُ كالمَعشُوقِ يَعذُبُ قُرْبُهُ * * * للمُبْتَلَى وَيَنَالُ مِنْ حَوْبَائِهِ لَوْ قُلْتَ للدّنِفِ الحَزينِ فَدَيْتُهُ * * * مِمّا بِهِ لأغَرْتَهُ بِفِدائِه وُقِيَ الأميرُ هَوَى العُيُونِ فإنّهُ * * * مَا لا يَزُولُ ببَأسِهِ وسَخَائِهِ يَسْتَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بنَظْرَةٍ * * * وَيَحُولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ إنّي دَعَوْتُكَ للنّوائِبِ دَعْوَةً * * * لم يُدْعَ سامِعُهَا إلى أكْفَائِهِ فأتَيْتَ مِنْ فَوْقِ الزّمانِ وَتَحْتِهِ * * * مُتَصَلْصِلاً وَأمَامِهِ وَوَرائِهِ مَنْ للسّيُوفِ بأنْ يكونَ سَمِيَّهَا * * * في أصْلِهِ وَفِرِنْدِهِ وَوَفَائِهِ طُبِعَ الحَديدُ فكانَ مِنْ أجْنَاسِهِ * * * وَعَليٌّ المَطْبُوعُ مِنْ آبَائِهِ |
كعادتك .. إضافة جميلة وذائقة !! أشكرك .... ناريمان |
أين أزمعت أيهذا الهمام؟
أيْنَ أزْمَعْتَ أيّهذا الهُمامُ؟ نَحْنُ نَبْتُ الرُّبَى وأنتَ الغَمامُ نَحْنُ مَن ضايَقَ الزّمانُ له فيـ ـكَ وخانَتْهُ قُرْبَكَ الأيّامُ في سَبيلِ العُلى قِتالُكَ والسّلْـ ـمُ وهذا المُقامُ والإجْذامُ لَيتَ أنّا إذا ارْتَحَلْتَ لكَ الخَيْـ ـلُ وأنّا إذا نَزَلْتَ الخِيامُ كُلَّ يَوْمٍ لكَ احْتِمالٌ جَديدٌ ومَسيرٌ للمَجْدِ فيهِ مُقامُ وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ وكَذا تَطْلُعُ البُدورُ عَلَيْنَا وكَذا تَقْلَقُ البُحورُ العِظامُ ولَنَا عادَةُ الجَميلِ منَ الصّبْـ ـرِ لَوَ انّا سِوَى نَوَاكَ نُسامُ كُلُّ عَيْشٍ ما لم تُطِبْهُ حِمامٌ كلُّ شَمسٍ ما لم تكُنْها ظَلامُ أزِلِ الوَحْشَةَ التي عِندَنَا يا مَن بِهِ يأنَسُ الخَميسُ اللُّهامُ والذي يَشهَدُ الوَغَى ساكِنَ القَلـ ـبِ كَأنّ القِتالَ فيها ذِمَامُ والذي يَضرِبُ الكَتائِبَ حتى تَتَلاقَى الفِهاقُ والأقدامُ وإذا حَلّ ساعَةً بمَكانٍ فأذاهُ عَلى الزّمانِ حَرامُ والذي تُنْبِتُ البِلادُ سُرُورٌ والذي تَمْطُرُ السّحابُ مُدامُ كُلّما قيلَ قَد تَناهَى أرانَا كَرَماً ما اهتَدَتْ إليهِ الكِرامُ وكِفاحاً تَكِعُّ عَنْهُ الأعادي وارْتِياحاً تَحارُ فيهِ الأنامُ إنّما هَيْبَةُ المُؤمَّلِ سَيْفِ الـ ـدوْلَةِ المَلْكِ في القلوبِ حُسامُ فكَثيرٌ مِنَ الشّجاعِ التّوَقّي وكَثيرٌ مِنَ البَليغِ السّلامُ |
أينفع في الخيمة العذل
أيَنفع في الخَيْمَةِ العُذّلُ وَتَشْمَلُ مَن دَهرَها يَشمَلُ وَتَعْلُو الذي زُحَلٌ تَحْتَهُ مُحالٌ لَعَمْرُكَ مَا تُسألُ فَلِمْ لا تَلُومُ الذي لامَهَا وَمَا فَصُّ خاتَمِهِ يَذْبُلُ تَضِيقُ بشَخْصِكَ أرجاؤهَا وَيَركُض في الواحِدِ الجَحفَلُ وَتَقصُرُ ما كُنتَ في جَوفِهَا وَيُركَزُ فيها القَنَا الذُّبَّلُ وَكَيفَ تَقُومُ على راحَةٍ كَأنّ البِحارَ لَهَا أُنْمُلُ فَلَيْتَ وَقَارَكَ فَرّقْتَهُ وَحَمّلْتَ أرضَكَ مَا تَحْمِلُ فَصارَ الأنَامُ بِهِ سَادَةً وَسُدْتَهُمُ بالّذي يَفْضُلُ رَأت لَونَ نُورِكَ في لَونِهَا كَلَونِ الغَزَالَةِ لا يُغْسَلُ وَأنّ لَهَا شَرَفاً بَاذِخاً وَأنّ الخِيامَ بِها تَخجَلُ فَلا تُنْكِرَنّ لَها صَرعَةً فَمِن فَرَحِ النّفسِ ما يَقتُلُ وَلَو بُلّغَ النّاسُ ما بُلّغَت لخانَتْهُمُ حَولَكَ الأرجُلُ وَلمّا أمَرتَ بتَطْنيبِهَا أُشيعَ بأنّكَ لا تَرحَلُ فَمَا اعْتَمَدَ الله تَقْويضَهَا وَلَكِنْ أشارَ بِما تَفْعَلُ وَعَرّفَ أنّكَ مِن هَمّهِ وَأنّكَ في نَصْرِهِ تَرفُلُ فَمَا العَانِدُونَ وَما أثّلُوا وَمَا الحَاسِدُونَ وما قَوّلُوا هُمُ يَطْلُبُونَ فَمَا أدرَكُوا وَهُمْ يَكْذِبُونَ فمَن يَقْبَلُ وَهُمْ يَتَمَنّوْنَ مَا يَشْتَهُونَ وَمِن دونِهِ جَدُّكَ المُقْبِلُ وَمَلْمُومَةٌ زَرَدٌ ثَوبُهَا وَلَكِنّهُ بالقَنَا مُخْمَلُ يُفاجىءُ جَيْشاً بِهَا حَيْنُهُ وَيُنْذِرُ جَيْشاً بِهَا القَسطَلُ جَعَلْتُكَ في القَلْبِ لي عُدّةً لأنّكَ في اليَدِ لا تُجْعَلُ لَقَد رَفَعَ الله مِن دَولَةٍ لهَا مِنْكَ يا سَيفَها مُنصُلُ فإن طُبِعَت قَبلَكَ المُرهَفَاتُ فإنّكَ مِن قَبْلِها المِقْصَلُ وَإن جادَ قَبْلَكَ قَومٌ مَضَوا فإنّكَ في الكَرَمِ الأوّلُ وَكَيْفَ تُقَصّرُ عَن غايَةٍ وَأُمّكَ مِن لَيْثِهَا مُشْبِلُ وَقَد وَلَدَتْكَ فَقَالَ الوَرَى ألم تَكُنِ الشّمسُ لا تُنْجَلُ فَتَبّاً لِدِينِ عَبيدِ النّجومِ وَمَن يَدّعي أنّهَا تَعْقِلُ وَقَد عَرَفَتْكَ فَمَا بَالُهَا تَراكَ تَراهَا ولا تَنْزِلُ وَلَو بِتُّمَا عِنْدَ قَدْرَيْكُمَا لَبِتَّ وأعْلاكُمَا الأسْفَلُ أنَلْتَ عِبادَكَ مَا أمّلَت أنَالَكَ رَبُّكَ مَا تَأمُلُ |
إثلث فإنا أيها الطلل
إثْلِثْ! فإنّا أيّهَا الطّلَلُ نبْكي وَتُرْزِمُ تَحْتَنَا الإبِلُ أوْ لا فَلا عَتْبٌ عَلى طَلَلٍ إنّ الطّلُولَ لمِثْلِهَا فُعُلُ لَوْ كُنْتَ تَنْطِقُ قُلتَ مُعتَذِراً بي غَيرُ ما بكَ أيّهَا الرّجُلُ أبكاكَ أنّكَ بَعضُ مَن شَغَفُوا لم أبكِ أنّي بَعضُ مَن قَتَلُوا إنّ الذينَ أقَمْتَ وَارْتَحَلُوا أيّامُهُمْ لِدِيَارِهِمْ دُوَلُ الحُسْنُ يَرْحَلُ كُلّمَا رَحلوا مَعَهُمْ وَيَنْزِلُ حَيثُمَا نَزَلُوا في مُقْلَتيْ رَشَإٍ تُديرُهُمَا بَدَوِيّةٌ فُتِنَتْ بهَا الحِلَلُ تَشكُو المَطاعِمُ طولَ هِجرَتِها وَصُدودَها وَمَنِ الذي تَصِلُ ما أسْأرَتْ في القَعْبِ مِن لَبَنٍ تَرَكَتهُ وَهوَ المِسكُ وَالعَسَلُ قالَتْ ألا تَصْحُو فَقُلتُ لَهَا أعْلَمْتِني أنّ الهَوَى ثَمَلُ لَوْ أنّ فَنّاخُسْرَ صَبّحَكُمْ وَبَرَزْتِ وَحْدَكِ عاقَهُ الغَزَلُ وَتَفَرّقَتْ عَنكُمْ كَتَائِبُهُ إنّ المِلاحَ خَوَادِعٌ قُتُلُ مَا كُنتِ فَاعِلَةً وَضَيْفُكُمُ مَلِكُ المُلُوكِ وَشأنُكِ البَخَلُ أتُمَنّعِينَ قِرىً فتَفْتَضِحي أمْ تَبْذِلينَ لَهُ الذي يَسَلُ بَلْ لا يَحِلّ بحَيْثُ حَلّ بِهِ بُخْلٌ وَلا خَوَرٌ وَلا وَجَلُ مَلِكٌ إذا مَا الرُّمحُ أدرَكَهُ طَنَبٌ ذَكَرْنَاهُ فَيَعْتَدِلُ إنْ لم يَكُنْ مَن قَبلَهُ عَجَزُوا عَمّا يَسُوسُ بهِ فَقد غَفَلُوا حتى أتَى الدّنْيَا ابنُ بَجدَتِهَا فَشكَا إلَيْه السّهلُ وَالجَبَلُ شكوَى العَليلِ إلى الكَفيلِ لَهُ أنْ لا تَمُرَّ بجِسْمِهِ العِلَلُ قالَتْ فَلا كَذَبَتْ شَجاعَتُهُ أقْدِمْ فنَفْسُكَ مَا لهَا أجَلُ فَهُوَ النّهَايَةُ إنْ جَرَى مَثَلٌ أوْ قيلَ يَوْمَ وَغىً منِ البَطَلُ عُدَدُ الوُفُودِ العَامِدينَ لَهُ دونَ السّلاحِ الشُّكلُ وَالعُقُلُ فَلِشُكْلِهِمْ في خَيْلِهِ عَمَلٌ وَلِعُقْلِهِمْ في بُخْتِهِ شُغُلُ تُمْسِي على أيْدي مَوَاهِبِهِ هِيَ أوْ بَقِيّتُهَا أوِ البَدَلُ يُشْتَاقُ مِنْ يَدِهِ إلى سَبَلٍ شَوْقاً إلَيْهِ يَنْبُتُ الأسَلُ سَبَلٌ تَطُولُ المَكْرُماتُ بِهِ وَالمَجْدُ لا الحَوْذانُ وَالنَّفَلُ وَإلى حَصَى أرْضٍ أقَامَ بهَا بالنّاسِ مِنْ تَقبيلِهِ يَلَلُ إنْ لم تُخَالِطْهُ ضَوَاحِكُهُمْ فَلِمَنْ تُصَانُ وَتُذخَرُ القُبَلُ في وَجْهِهِ مِنْ نُورِ خَالِقِهِ غُرَرٌ هيَ الآيَاتُ وَالرّسُلُ فإذا الخَميسُ أبَى السّجودَ لهُ سَجَدَتْ لَهُ فيهِ القَنَا الذُّبُلُ وَإذا القُلُوبُ أبَتْ حُكُومَتَهُ رَضِيَتْ بحُكمِ سُيُوفِهِ القُلَلُ أرَضِيتَ وَهشُوذانُ ما حكَمَتْ أمْ تَسْتَزِيدَ لاُِمّكَ الهَبَلُ وَرَدَتْ بِلادَكَ غيرَ مُغْمَدَةٍ وَكَأنّهَا بَينَ القَنَا شُعَلُ وَالقَوْمُ في أعيانِهِمْ خَزَرٌ وَالخَيْلُ في أعيانِهَا قَبَلُ فأتَوْكَ لَيسَ بمَنْ أتَوْا قِبَلٌ بهِمِ وَلَيسَ بمَنْ نَأوْا خَلَلُ لم يَدْرِ مَنْ بالرّيّ أنّهُمُ فَصَلُوا وَلا يَدري إذا قَفَلُوا وَأتَيْتَ مُعْتَزِماً وَلا أسَدٌ وَمَضَيْتَ مُنهَزِماً وَلا وَعِلُ تُعْطي سِلاحَهُمُ وَرَاحَهُمُ مَا لمْ تَكُنْ لِتَنَالَهُ المُقَلُ أسخَى المُلُوكِ بِنَقْلِ مَملَكَةٍ مَنْ كادَ عَنْهُ الرّأسُ يَنتَقِلُ لَوْلا الجَهَالَةُ مَا دَلَفْتَ إلى قَوْمٍ غَرِقْتَ وَإنّمَا تَفَلُوا لا أقْبَلُوا سِرّاً وَلا ظَفِرُوا غَدْراً وَلا نَصَرَتْهُمُ الغِيَلُ لا تَلْقَ أفرَسَ منكَ تَعْرِفُهُ إلاّ إذا ما ضاقَتِ الحِيَلُ لا يَسْتَحي أحَدٌ يُقَالُ لَهُ نَضَلُوكَ آلُ بُوَيْهِ أوْ فَضَلُوا قَدَرُوا عَفَوْا وَعدوا وَفَوْا سُئلوا أغنَوْا عَلَوْا أعْلَوْا وَلُوا عَدَلوا فَوْقَ السّمَاءِ وَفَوْقَ ما طلَبوا فإذا أرادوا غايَةً نَزَلُوا قَطَعَتْ مكارِمُهُمْ صَوَارِمَهمْ فإذا تَعَذّرَ كاذِبٌ قَبِلُوا لا يَشْهَرُونَ عَلى مُخالِفِهِمْ سَيْفاً يَقُومُ مَقَامَهُ العَذَلُ فأبُو عَليٍّ مَنْ بهِ قَهَرُوا أبُو شُجَاعٍ مَنْ بِهِ كمَلُوا حَلَفَتْ لِذا بَرَكاتُ غُرّةِ ذا في المَهْدِ أنْ لا فَاتَهُ أمَلُ |
إذا اعتل سيف الدولة اعتلت الأرض
إذا اعتلَّ سيفُ الدوْلةِ اعتلّتِ الأرْضُ وَمَنْ فوْقَها والبأسُ وَالكرَمُ المَحضُ وكيفَ انْتِفاعي بالرّقادِ وَإنّمَا بعِلّتِهِ يَعْتَلّ في الأعْيُنِ الغُمْضُ شَفَاكَ الذي يَشفي بجُودِكَ خَلقَهُ فإنّكَ بَحْرٌ كلُّ بَحْرٍ لهُ بَعضُ |
إذا غامرت في شرف مروم
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ ستَبكي شَجوهَا فَرَسي ومُهري صَفائحُ دَمْعُها ماءُ الجُسُومِ قُرِينَ النّارَ ثمّ نَشَأنَ فيهَا كمَا نَشأ العَذارَى في النّعيمِ وفارَقْنَ الصّياقِلَ مُخْلَصاتٍ وأيْديهَا كَثيراتُ الكُلُومِ يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ |
إذا كان مدح فالنسيب المقدم
إذا كانَ مَدحٌ فالنّسيبُ المُقَدَّمُ أكُلُّ فَصِيحٍ قالَ شِعراً مُتَيَّمُ لَحُبّ ابنِ عَبدِالله أولى فإنّهُ بهِ يُبدَأُ الذّكرُ الجَميلُ وَيُختَمُ أطَعْتُ الغَواني قَبلَ مَطمَحِ ناظري إلى مَنظَرٍ يَصغُرنَ عَنهُ وَيَعْظُمُ تَعَرّضَ سَيْفُ الدّولَةِ الدّهرَ كلّهُ يُطَبِّقُ في أوصالِهِ وَيُصَمِّمُ فَجازَ لَهُ حتى على الشّمسِ حكمُهُ وَبَانَ لَهُ حتى على البَدرِ مِيسَمُ كأنّ العِدَى في أرضِهِم خُلَفاؤهُ فإن شاءَ حازُوها وإن شاءَ سلّمُوا وَلا كُتْبَ إلاّ المَشرَفيّةُ عِنْدَهُ وَلا رُسُلٌ إلاّ الخَميسُ العَرَمْرَمُ فَلَم يَخْلُ من نصرٍ لَهُ مَن لهُ يَدٌ وَلم يَخْلُ مِن شكرٍ لَهُ من له فَمُ ولم يَخْلُ من أسمائِهِ عُودُ مِنْبَرٍ وَلم يَخْلُ دينارٌ وَلم يَخلُ دِرهَمُ ضَرُوبٌ وَما بَينَ الحُسامَينِ ضَيّقٌ بَصِيرٌ وَما بَينَ الشّجاعَينِ مُظلِمُ تُباري نُجُومَ القَذفِ في كلّ لَيلَةٍ نُجُومٌ لَهُ مِنْهُنّ وَردٌ وَأدْهَمُ يَطَأنَ مِنَ الأبْطالِ مَن لا حَملنَهُ وَمِن قِصَدِ المُرّانِ مَا لا يُقَوَّمُ فَهُنّ مَعَ السِّيدانِ في البَرّ عُسَّلٌ وَهُنّ مَعَ النّينَانِ في المَاءِ عُوَّمُ وَهُنّ مَعَ الغِزلانِ في الوَادِ كُمَّنٌ وَهُنّ مَعَ العِقبانِ في النِّيقِ حُوَّمُ إذا جَلَبَ النّاسُ الوَشيجَ فإنّهُ بِهِنّ وَفي لَبّاتِهِنّ يُحَطَّمُ بغُرّتِهِ في الحَربِ والسّلْمِ والحِجَى وَبَذلِ اللُّهَى وَالحمدِ وَالمجدِ مُعلِمُ يُقِرُّ لَهُ بالفَضلِ مَن لا يَوَدُّهُ وَيَقضِي لَهُ بالسّعدِ مَن لا يُنَجِّمُ أجَارَ على الأيّامِ حتى ظَنَنْتُهُ يُطالِبُهُ بالرّدّ عَادٌ وَجُرهُمُ ضَلالاً لهذِي الرّيحِ ماذا تُرِيدُهُ وَهَدياً لهذا السّيلِ ماذا يُؤمِّمُ ألم يَسألِ الوَبْلُ الذي رامَ ثَنْيَنَا فَيُخبرَهُ عَنْكَ الحَديدُ المُثَلَّمُ وَلمّا تَلَقّاكَ السّحابُ بصَوبِهِ تَلَقَّاهُ أعلى منهُ كَعْباً وَأكْرَمُ فَبَاشَرَ وَجْهاً طالَمَا بَاشَرَ القَنَا وَبَلّ ثِياباً طالَمَا بَلّهَا الدّمُ تَلاكَ وَبَعضُ الغَيثِ يَتبَعُ بَعضَهُ مِنَ الشّأمِ يَتْلُو الحاذِقَ المُتَعَلِّمُ فزارَ التي زارَت بكَ الخَيلُ قَبرَها وَجَشّمَهُ الشّوقُ الذي تَتَجَشّمُ وَلمّا عَرَضتَ الجَيشَ كانَ بَهَاؤهُ على الفَارِسِ المُرخى الذؤابةِ منهُمُ حَوَالَيْهِ بَحْرٌ للتّجافيفِ مَائِجٌ يَسيرُ بهِ طَودٌ مِنَ الخَيلِ أيْهَمُ تَسَاوَت بهِ الأقْطارُ حتى كأنّهُ يُجَمِّعُ أشْتاتَ الجِبالِ ويَنْظِمُ وكُلُّ فَتًى للحَربِ فَوقَ جَبينِهِ منَ الضّربِ سَطْرٌ بالأسنّةِ مُعجَمُ يَمُدُّ يَدَيْهِ في المُفاضَةِ ضَيْغَمٌ وَعَيْنَيْهِ من تَحتِ التّريكةِ أرقَمُ كَأجْنَاسِهَا راياتُهَا وَشِعارُهَا وَمَا لَبِسَتْهُ وَالسّلاحُ المُسَمَّمُ وَأدّبَهَا طُولُ القِتالِ فَطَرفُهُ يُشيرُ إلَيْهَا مِن بَعيدٍ فَتَفْهَمُ تُجاوِبُهُ فِعْلاً وَما تَسْمَعُ الوَحَى وَيُسْمِعُها لَحْظاً وما يَتَكَلّمُ تَجانَفُ عَن ذاتِ اليَمينِ كأنّهَا تَرِقّ لِمَيّافَارَقينَ وَتَرحَمُ وَلَو زَحَمَتْهَا بالمَناكِبِ زَحْمَةً دَرَت أيُّ سورَيها الضّعيفُ المُهَدَّمُ على كُلّ طاوٍ تَحْتَ طاوٍ كَأنّهُ من الدّمِ يُسقى أو من اللّحم يُطعَمُ لها في الوَغَى زِيّ الفَوارِسِ فَوقَهَا فكُلّ حِصانٍ دارِعٌ مُتَلَثّمُ وما ذاكَ بُخْلاً بالنّفُوسِ على القَنَا وَلَكِنّ صَدْمَ الشّرّ بالشّرّ أحزَمُ أتَحْسَبُ بِيضُ الهِندِ أصلَكَ أصلَها وَأنّكَ منها؟ سَاءَ ما تَتَوَهّمُ إذا نَحْنُ سَمّيْناكَ خِلْنَا سُيُوفَنَا منَ التّيهِ في أغْمادِها تَتَبَسّمُ وَلم نَرَ مَلْكاً قَطّ يُدْعَى بدُونِهِ فيَرضَى وَلكِنْ يَجْهَلُونَ وتَحلُمُ أخَذْتَ على الأرواحِ كُلّ ثَنِيّةٍ من العيشِ تُعطي مَن تَشاءُ وَتحرِمُ فَلا مَوتَ إلاّ مِن سِنانِكَ يُتّقَى وَلا رِزقَ إلاّ مِن يَمينِكَ يُقْسَمُ |
إذا لم تجد ما يبتر الفقر قاعدا
(إذَا لَمْ تَجِدْ ما يَبْتُرُ الفَقْرَ قاعِداً فَقُمْ وطلُبِ الشَّىْءَ الَّذي يَبتر العُمرا) (هُمَا خَلَّتانِ: ثَرْوَةٌ أوْ مَنِيَّةٌ لَعَلَّكَ أنْ تُبْقى بِوَحِدَةٍ ذِكْرَا) |
إذا ما الكأس أرعشت اليدين
إذا ما الكأسُ أرْعشَتِ اليَدَينِ صَحَوْتُ فلم تَحُلْ بَيْني وبَيني هجَرْتُ الخَمرَ كالذّهبِ المُصَفّى فخَمري ماءُ مُزْن كاللُّجَينِ أغارُ مِنَ الزّجاجَةِ وهْيَ تَجري على شَفَةِ الأميرِ أبي الحُسَينِ كأنّ بَياضَها والرّاحُ فيها بَياضٌ مُحْدِقٌ بسَوادِ عَيْنِ أتَيْناهُ نُطالِبُهُ بِرِفْدٍ فَطالَبَ نَفْسَهُ منهُ بدَينِ |
إذا ما الكأس أرعشت اليدين
إذا ما الكأسُ أرْعشَتِ اليَدَينِ صَحَوْتُ فلم تَحُلْ بَيْني وبَيني هجَرْتُ الخَمرَ كالذّهبِ المُصَفّى فخَمري ماءُ مُزْن كاللُّجَينِ أغارُ مِنَ الزّجاجَةِ وهْيَ تَجري على شَفَةِ الأميرِ أبي الحُسَينِ كأنّ بَياضَها والرّاحُ فيها بَياضٌ مُحْدِقٌ بسَوادِ عَيْنِ أتَيْناهُ نُطالِبُهُ بِرِفْدٍ فَطالَبَ نَفْسَهُ منهُ بدَينِ |
إذا ما شربت الخمر صرفا مهنأ
إذا ما شرِبْتَ الخَمرَ صِرْفاً مُهَنّأً شرِبْنا الذي من مثلهِ شرِبَ الكَرْمُ ألا حَبّذا قَوْمٌ نُداماهُمُ القَنَا يُسَقّونَها رِيّاً وساقيهِمِ العَزْمُ |
إلام طماعية العاذل
إلامَ طَماعِيَةُ العاذِلِ ولا رأيَ في الحُبّ للعاقِلِ يُرادُ مِنَ القَلْبِ نِسْيانُكُمْ وتأبَى الطّباعُ على النّاقِلِ وإنّي لأعْشَقُ مِنْ أجْلِكُمْ نُحُولي وكلَّ امرىءٍ ناحِلِ ولَوْ زُلْتُمُ ثُمّ لمْ أبْكِكُمْ بكَيْتُ على حُبّيَ الزّائِلِ أيُنكِرُ خَدّي دُموعي وقَدْ جرَتْ منهُ في مَسلَكٍ سابِلِ أأوّلُ دَمْعٍ جرَى فَوْقَهُ وأوّلُ حُزْنٍ على راحِلِ وهَبْتُ السّلُوّ لِمَنْ لامَني وبِتُّ منَ الشّوْقِ في شاغِلِ كأنّ الجُفُونَ على مُقلَتي ثِيابٌ شُقِقْنَ على ثاكِلِ ولوْ كنتُ في أسرِ غَيرِ الهَوَى ضَمِنْتُ ضَمانَ أبي وائِلِ فَدَى نَفسَهُ بضَمانِ النُّضارِ وأعطَى صُدورَ القَنَا الذّابِلِ ومَنّاهُمُ الخَيْلَ مَجْنُوبَةً فَجِئْنَ بكُلّ فَتًى باسِلِ كأنّ خَلاصَ أبي وائِلٍ مُعاوَدَةُ القَمَرِ الآفِلِ دَعا فسَمِعتَ وكمْ ساكِتٍ على البُعدِ عِندَكَ كالقائِلِ فَلَبّيْتَهُ بِكَ في جَحْفَلٍ لَهُ ضامِنٍ وبِهِ كافِلِ خَرَجنَ منَ النّقْعِ في عارِضٍ ومنْ عرَقِ الرّكضِ في وابِلِ فَلَمّا نَشِفْنَ لَقِينَ السِّياطَ بمِثْلِ صَفَا البَلَدِ الماحِلِ شَفَنَّ لخَمْسٍ إلى مَنْ طَلَبنَ قُبَيْلَ الشُّفُونِ إلى نازِلِ فَدانَتْ مَرافِقُهُنّ الثّرَى على ثِقَةٍ بالدّمِ الغاسِلِ وما بَينَ كاذَتَيِ المُسْتَغِيرِ كمَا بَينَ كاذَتَيِ البائِلِ فَلُقِّينَ كُلَّ رُدَيْنِيّةٍ ومَصبُوحَةٍ لَبَنَ الشّائِلِ وجَيشَ إمَامٍ على ناقَةٍ صَحيحِ الإمامَةِ في الباطِلِ فأقْبَلْنَ يَنْحَزْنَ قُدّامَهُ نَوافِرَ كالنّحْلِ والعاسِلِ فلَمّا بدَوْتَ لأصْحابِهِ رَأت أُسْدُها آكِلَ الآكِلِ بضَرْبٍ يَعُمّهُمُ جائِرٍ لَهُ فيهِمِ قِسمَةُ العادِلِ وطَعْنٍ يُجَمِّعُ شُذّانَهُمْ كمَا اجتَمَعَتْ دِرّةُ الحافِلِ إذا ما نَظَرْتَ إلى فارِسٍ تَحَيّرَ عَنْ مَذْهَبِ الرّاجِلِ فظَلّ يُخَضِّبُ مِنها اللّحَى فَتًى لا يُعيدُ على النّاصِلِ ولا يَسْتَغيثُ إلى ناصِرٍ ولا يَتَضَعْضَعُ مِنْ خاذِلِ ولا يَزَعُ الطِّرْفَ عَنْ مُقدَمٍ ولا يرْجعُ الطَّرْفَ عنْ هائِلِ إذا طَلَبَ التَّبْلَ لم يَشْأهُ وإنْ كانَ دَيْناً على ماطِلِ خُذُوا ما أتاكمْ بهِ واعذِرُوا فإنّ الغَنيمَةَ في العاجِلِ وإنْ كانَ أعجَبَكُم عامُكُمْ فعُودوا إلى حِمْصَ في القابِلِ فإنّ الحُسامَ الخَضيبَ الذي قُتِلْتُمْ بهِ في يَدِ القاتِلِ يَجودُ بمِثْلِ الذي رُمْتُمُ فلَمْ تُدْرِكوهُ على السّائلِ أمامَ الكَتيبَةِ تُزْهَى بِهِ مَكانَ السّنانِ منَ العامِلِ وإنّي لأعْجَبُ مِنْ آمِلٍ قِتالاً بكُمٍّ على بازِلِ أقالَ لَهُ الله لا تَلْقَهُمْ بماضٍ على فَرَسٍ حائِلِ إذا ما ضرَبْتَ بهِ هامَةً بَراها وغَنّاكَ في الكاهِلِ ولَيسَ بأوّلِ ذي هِمّةٍ دَعَتْهُ لِمَا لَيسَ بالنّائِلِ يُشَمّرُ لِلُّجِّ عَنْ ساقِهِ ويَغْمُرُهُ المَوْجُ في السّاحِلِ أمَا للخِلافَةِ مِنْ مُشْفِقٍ على سَيفِ دَوْلَتِها الفاصِلِ يَقُدّ عِداها بِلا ضارِبٍ ويَسْري إلَيهِمْ بِلا حامِلِ ترَكْتَ جَماجِمَهمْ في النَّقَا وما يَتَحَصّلْنَ للنّاخِلِ وأنْبَتَّ مِنْهُمْ رَبيعَ السّباعِ فأثْنَتْ بإحسانِكَ الشّامِلِ وعُدْتَ إلى حَلَبٍ ظافِراً كَعَوْدِ الحُليّ إلى العاطِلِ ومِثْلُ الذي دُسْتَهُ حافِياً يُؤثّرُ في قَدَمِ النّاعِلِ وكَمْ لَكَ مِنْ خَبَرٍ شائعٍ لَهُ شِيَةُ الأبْلَقِ الجائِلِ ويَوْمٍ شَرابُ بَنيهِ الرّدَى بَغيضِ الحُضورِ إلى الواغِلِ تَفُكّ العُناةَ وتُغْني العُفاةَ وتَغفِرُ للمُذْنِبِ الجاهِلِ فَهَنّأكَ النّصْرَ مُعْطيكَهُ وأرْضاهُ سَعْيُكَ في الآجِلِ فَذي الدّارُ أخونُ من مُومِسٍ وأخدَعُ مِن كَفّةِ الحابِلِ تَفَانَى الرّجالُ على حُبّها وما يَحْصُلُونَ على طائِلِ |
إلى أي حين أنت في زي محرم
إلى أيّ حينٍ أنْتَ في زِيّ مُحْرِم وَحتى مَتى في شِقْوَةٍ وَإلى كَمِ وَإلاّ تَمُتْ تَحْتَ السّيوفِ مكرَّماً تَمُتْ وَتُقاسي الذّلّ غَيرَ مُكَرَّمِ فَثِبْ وَاثِقاً بالله وِثْبَةَ مَاجِدٍ يرى الموتَ في الهيجا جنى النحل في الفَمِ |
إن الأمير أدام الله دولته
إنّ الأمِيرَ أدامَ الله دَوْلَتَهُ لَفاخِرٌ كُسِيَتْ فَخْراً به مُضَرُ في الشَّرْبِ جارِيَةٌ من تَحتِها خَشَبٌ ما كانَ والِدَها جِنٌّ ولا بَشَرُ قامَتْ على فَرْدِ رِجْلٍ مِنْ مَهابَتِهِ ولَيسَ تَعقِلُ ما تأتي وما تَذَرُ |
إن القوافي لم تنمك وإنما
إنّ القَوافيَ لَمْ تُنِمْكَ وَإنّمَا مَحَقَتْكَ حتى صِرْتَ ما لا يُوجَدُ فَكَأنّ أُذْنَكَ فُوكَ حينَ سَمِعْتَها وَكَأنّهَا مِمّا سَكِرْتَ المُرْقِدُ |
إن كنت عن خير الأنام سائلا
إنْ كنتَ عَنْ خَيرِ الأنَامِ سَائِلا فَخَيْرُهُمْ أكثَرُهُمْ فَضائِلا مَن أنتَ مِنهمْ يا هُمامَ وَائِلا ألطّاعِنِينَ في الوَغَى أوَائِلا وَالعاذِلِينَ في النّدَى العَواذِلا قد فَضَلوا لفَضْلِكَ القَبَائِلا |
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي * * * فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً * * * أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ * * * إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا * * * بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي * * * وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا * * * وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي * * * حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً * * * فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ أخي أسامة أحسنت لعمري انّها من أجمل ما قرأت للمتنبي |
إن هذا الشعر في الشعر ملك ( المتنبي ) إنّ هَذا الشّعرَ في الشّعْرِ مَلَكْ سارَ فَهوَ الشّمْسُ وَالدّنيا فَلَكْ عَدَلَ الرّحْم?نُ فيهِ بَيْنَنَا فَقَضَى باللّفْظِ لي وَالحَمْدِ لكْ فَإذا مَرّ بِأُذْنَيْ حَاسِدٍ صارَ مِمّنْ كانَ حَيّاً فَهَلَكْ |
إن يكن صبر ذي الرزيئة فضلا ( المتنبي ) إنْ يكُنْ صَبرُ ذي الرّزيئَةِ فَضْلا تكُنِ الأفضَلَ الأعَزّ الأجَلاّ أنتَ يا فوْقَ أنْ تُعَزّى عنِ الأحـ ـبابِ فوْقَ الذي يُعزّيكَ عَقْلا وَبألفاظِكَ اهْتَدَى فإذا عَزّ اكَ قَالَ الذي لَهُ قُلتَ قَبْلا قَدْ بَلَوْتَ الخُطوبَ مُرّاً وَحُلْواً وَسَلَكتَ الأيّامَ حَزْناً وَسَهْلا وَقَتَلْتَ الزّمانَ عِلْماً فَمَا يُغْـ رِبُ قَوْلاً وَلا يُجَدِّدُ فِعْلا أجِدُ الحُزْنَ فيكَ حِفْظاً وَعَقْلاً وَأرَاهُ في النّاسِ ذُعراً وجَهْلا لَكَ إلْفٌ يَجُرّهُ وَإذا مَا كرُمَ الأصْلُ كانَ للإلْفِ أصلا وَوَفَاءٌ نَبَتَّ فيهِ وَلَكِنْ لم يَزَلْ للوَفَاء أهْلُكَ أهْلا إنّ خَيرَ الدّمُوعِ عَوْناً لَدَمْعٌ بَعَثَتْهُ رِعايَةٌ فاسْتَهَلاّ أينَ ذي الرِّقّةُ التي لَكَ في الحَرْ بِ إذا استُكرِهَ الحَديدُ وَصَلاّ أينَ خَلّفْتَهَا غَداةَ لَقِيتَ الـ ـرّومَ وَالهَامُ بالصّوارِمِ تُفْلَى قاسَمَتْكَ المَنُونُ شَخْصَينِ جوْراً جَعَلَ القِسْمُ نَفْسَهُ فيهِ عَدْلا فإذا قِسْتَ ما أخَذْنَ بمَا غَا دَرْنَ سرّى عَنِ الفُؤادِ وَسَلّى وَتَيَقّنْتَ أنّ حَظّكَ أوْفَى وَتَبَيّنْتَ أنّ جَدّكَ أعْلَى وَلَعَمْرِي لَقَدْ شَغَلْتَ المَنَايَا بالأعادي فكَيفَ يَطلُبنَ شُغلا وَكَمِ انتَشْتَ بالسّيُوفِ منَ الدهـ ـرِ أسيراً وَبالنّوَالِ مُقِلاّ عَدّها نُصرَةً عَلَيْهِ فَلَمّا صَالَ خَتْلاً رَآهُ أدرَكَ تَبْلا كَذَبَتْهُ ظُنُونُهُ، أنْتَ تُبْليـ ـهِ وَتَبْقى في نِعْمَةٍ لَيسَ تَبْلَى وَلَقَدْ رَامَكَ العُداةُ كَمَا رَا مَ فلَمْ يجرَحوا لشَخصِكَ ظِلاّ وَلَقَدْ رُمْتَ بالسّعادَةِ بَعْضاً من نُفُوسِ العِدى فأدركتَ كُلاّ قارَعَتْ رُمحَكَ الرّماحُ وَلَكِنْ تَرَكَ الرّامحِينَ رُمحُكَ عُزْلا لوْ يكونُ الذي وَرَدْتَ من الفَجْـ ـعَةِ طَعناً أوْرَدْتَهُ الخَيلَ قُبْلا وَلَكَشّفْتَ ذا الحَنينَ بضَرْبٍ طالمَا كَشّفَ الكُرُوبَ وجَلّى خِطْبَةٌ للحِمامِ لَيسَ لهَا رَدٌّ وَإنْ كانَتِ المُسمّاةَ ثُكْلا وَإذا لم تَجِدْ مِنَ النّاسِ كُفأً ذاتُ خِدْرٍ أرَادَتِ المَوْتَ بَعلا وَلَذيذُ الحَيَاةِ أنْفَسُ في النّفْـ ـسِ وَأشهَى من أنْ يُمَلّ وَأحْلَى وَإذا الشّيخُ قَالَ أُفٍّ فَمَا مَـ ـلّ حَيَاةً وَإنّمَا الضّعْفَ مَلاّ آلَةُ العَيشِ صِحّةٌ وَشَبَابٌ فإذا وَلّيَا عَنِ المَرْءِ وَلّى أبَداً تَسْتَرِدّ مَا تَهَبُ الدّنْـ ـيَا فَيا لَيتَ جُودَها كانَ بُخْلا فكفَتْ كوْنَ فُرْحةٍ تورِثُ الغمّ وَخِلٍّ يُغادِرُ الوَجْدَ خِلاّ وَهيَ مَعشُوقةٌ على الغَدْرِ لا تَحْـ ـفَظُ عَهْداً وَلا تُتَمّمُ وَصْلا كُلُّ دَمْعٍ يَسيلُ مِنهَا عَلَيْها وَبِفَكّ اليَدَينِ عَنْها تُخَلّى شِيَمُ الغَانِيَاتِ فِيها فَمَا أدْ ري لذا أنّثَ اسْمَها النّاسُ أم لا يا مَليكَ الوَرَى المُفَرِّقَ مَحْياً وَمَمَاتاً فيهِمْ وَعِزّاً وَذُلاّ قَلّدَ الله دَوْلَةً سَيْفُهَا أنْـ ـتَ حُساماً بالمَكْرُماتِ مُحَلّى فَبِهِ أغْنَتِ المَوَاليَ بَذْلاً وَبِهِ أفْنَتِ الأعاديَ قَتْلا وَإذا اهْتَزّ للنّدَى كانَ بَحراً وَإذا اهْتَزّ للرّدَى كان نَصْلا وَإذا الأرْضُ أظلمتْ كانَ شَمساً وَإذا الأرْضُ أمحَلَتْ كانَ وَبْلا وَهوَ الضّارِبُ الكَتيبَةَ وَالطّعْـ ـنَةُ تَغْلُو وَالضّرْبُ أغلى وَأغلَى أيّهَا البَاهِرُ العُقُولَ فَمَا تُدْ رَكُ وَصْفاً أتعَبْتَ فكري فمَهْلا مَنْ تَعَاطَى تَشَبّهاً بِكَ أعْيَا هُ وَمَنْ دَلّ في طَرِيقِكَ ضَلا وَإذا ما اشتَهَى خُلُودَكَ داعٍ قالَ لا زُلتَ أوْ ترَى لكَ مِثْلا |
إنما أحفظ المديح بعيني ( المتنبي ) إنّما أحْفَظُ المَديحَ بعَيْني لا بِقَلْبي لِمَا أرَى في الأمِيرِ مِنْ خِصالٍ إذا نَظَرْتُ إلَيها نَظَمَتْ لي غَرائبَ المَنْثُورِ |
إنما التهنئات للأكفاء ( المتنبي ) إنّمَا التّهْنِئَاتُ لِلأكْفَاءِ ولمَنْ يَدَّني مِنَ البُعَدَاءِ وَأنَا مِنْكَ لا يُهَنّىءُ عُضْوٌ بالمَسَرّاتِ سائِرَ الأعْضَاءِ مُسْتَقِلٌّ لَكَ الدّيَارَ وَلَوْ كَا نَ نُجُوماً آجُرُّ هَذا البِنَاءِ وَلَوَ انّ الذي يَخِرّ مِنَ الأمْـ ـوَاهِ فيهَا مِنْ فِضّةٍ بَيضَاءِ أنْتَ أعلى مَحَلّةً أنْ تُهَنّا بمَكانٍ في الأرْضِ أوْ في السّماءِ وَلَكَ النّاسُ وَالبِلادُ وَمَا يَسْـ ـرَحُ بَينَ الغَبراءِ وَالخَضرَاءِ وَبَساتينُكَ الجِيادُ وَمَا تَحْـ ـمِلُ مِنْ سَمْهَرِيّةٍ سَمْرَاءِ إنّمَا يَفْخَرُ الكَريمُ أبُو المِسْـ ـكِ بِمَا يَبْتَني مِنَ العَلْياءِ وَبأيّامِهِ التي انسَلَخَتْ عَنْـ ـهُ وَمَا دارُهُ سِوَى الهَيجاءِ وَبِمَا أثّرَتْ صَوَارِمُهُ البِيـ ـضُ لَهُ في جَمَاجِمِ الأعْداءِ وَبمسْكٍ يُكْنى بهِ لَيسَ بالمِسْـ ـكِ وَلَكِنّهُ أرِيجُ الثّنَاءِ لا بمَا يَبتَني الحَواضرُ في الرّيـ ـفِ وَمَا يَطّبي قُلُوبَ النّساءِ نَزَلَتْ إذْ نَزَلْتَهَا الدّارُ في أحْـ ـسَنَ منها مِنَ السّنى وَالسّنَاءِ حَلّ في مَنْبِتِ الرّياحينِ مِنْهَا مَنْبِتُ المَكْرُماتِ وَالآلاءِ تَفضَحُ الشّمسَ كلّما ذرّتِ الشمـ ـسُ بشَمْسٍ مُنيرَةٍ سَوْداءِ إنّ في ثَوْبِكَ الذي المَجْدُ فيهِ لَضِيَاءً يُزْري بكُلّ ضِيَاءِ إنّما الجِلدُ مَلبَسٌ وَابيضَاضُ الـ ـنّفسِ خَيرٌ من ابيضَاضِ القَبَاءِ كَرَمٌ في شَجَاعَةٍ وَذَكَاءٌ في بَهَاءٍ وَقُدْرَةٌ في وَفَاءِ مَن لبِيضِ المُلُوكِ أن تُبدِلَ اللوْ نَ بلَوْنِ الأستاذِ وَالسّحْنَاءِ فَتَرَاهَا بَنُو الحُرُوبِ بأعْيَا نٍ تَرَاهُ بها غَداةَ اللّقَاءِ يا رَجاءَ العُيُونِ في كلّ أرْضٍ لم يكُنْ غيرَ أنْ أرَاكَ رَجَائي وَلَقَدْ أفْنَتِ المَفَاوِزُ خَيْلي قَبلَ أنْ نَلتَقي وَزَادي وَمَائي فَارْمِ بي ما أرَدْتَ مني فإنّي أسَدُ القَلْبِ آدَميُّ الرُّوَاءِ وَفُؤادي مِنَ المُلُوكِ وَإن كا نَ لِساني يُرَى منَ الشّعراءِ |
إنما بدر بن عمار سحاب ( المتنبي ) إنّما بَدْرُ بنُ عَمّارٍ سَحَابٌ هَطِلٌ فيهِ ثَوَابٌ وعِقابُ إنّما بَدْرٌ رَزَايا وعَطايَا ومَنايا وطِعانٌ وضِرابُ ما يُجيلُ الطِّرْفَ إلاّ حَمِدَتْهُ جُهدَها الأيدي وذَمّتهُ الرّقابُ ما بهِ قَتْلُ أعاديهِ ولكِنْ يَتّقي إخلافَ ما ترْجو الذّئابُ فَلَهُ هَيْبَةُ مَنْ لا يُتَرَجّى ولَهُ جُودُ مُرَجّىً لا يُهابُ طاعنُ الفرْسانِ في الأحداقِ شزْراً وعَجاجُ الحرْبِ للشّمسِ نِقابُ باعِثُ النّفسِ على الهوْلِ الذي لَيْـ ـسَ لنَفْسٍ وَقَعَتْ فيهِ إيَابُ بأبي ريحُكَ لا نَرْجِسُنَا ذا وأحاديثُكَ لا هذا الشّرابُ لَيسَ بالمُنكَرِ إنْ بَرّزْتَ سَبقاً، غيرُ مدفوعٍ عنِ السّبقِ العِرابُ |
إني لأعلم واللبيب خبير ( المتنبي ) إنّي لأعْلَمُ، واللّبيبُ خَبِيرُ، أنْ الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ ورَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ أمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ فيها الضّياءُ بوَجْهِهِ والنّورُ ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مريضَةٌ والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ بمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلَى مِن مُلْكِهِ مُغْفٍ وإثْمِدُ عَيْنِهِ الكافُورُ فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ وكأنّما عيسَى بنُ مَرْيَمَ ذِكْرُهُ وكأنّ عازَرَ شَخْصُهُ المَقْبُورُ |
اخترت دهماءتين يا مطر ( المتنبي ) اختَرْتُ دَهْمَاءَتَينِ يا مَطَرُ وَمَنْ لَهُ في الفَضائلِ الخِيَرُ وَرُبّمَا فالَتِ العُيُونُ وقَدْ يَصْدُقُ فيهَا وَيكْذِبُ النّظَرُ أنتَ الذي لَوْ يُعابُ في مَلاَءٍ ما عِيبَ إلاّ بأنّهُ بَشَرُ وَأنّ إعْطاءَهُ الصّوَارِمُ وَالـ ـخَيْلُ وَسُمْرُ الرّماحِ والعَكَرُ فاضِحُ أعْدائِهِ كأنّهُمُ لَهُ يَقِلّونَ كُلّمَا كَثُرُوا أعاذَكَ الله مِنْ سِهَامِهِمِ وَمُخْطِىءٌ مَنْ رَمِيُّهُ القَمَرُ |
الحب ما منع الكلام الألسنا ( المتنبي ) الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ الكَرَى من غيرِ جُرْمٍ واصِلي صِلَةَ الضّنى بِتْنَا ولَوْ حَلّيْتَنا لمْ تَدْرِ مَا ألْوانُنَا ممّا اسْتُفِعْنَ تَلَوُّنَا وتَوَقّدَتْ أنْفاسُنا حتى لَقَدْ أشْفَقْتُ تَحْتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنَا أفْدي المُوَدِّعَةَ التي أتْبَعْتُهَا نَظَراً فُرادَى بَينَ زَفْراتٍ ثُنَا أنْكَرْتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرّةً ثُمّ اعْتَرَفتُ بها فصارَتْ دَيْدَنَا وقَطَعْتُ في الدّنْيا الفَلا ورَكائِبي فيها وَوَقْتيّ الضّحَى والمَوْهِنَا فوَقَفْتُ منها حيثُ أوْقَفَني النّدَى وبَلَغْتُ من بَدْرِ بنِ عَمّارَ المُنى لأبي الحُسَينِ جَداً يَضيقُ وِعاؤهُ عَنْهُ ولَوْ كانَ الوِعاءُ الأزْمُنَا وشَجاعَةٌ أغْناهُ عَنْها ذِكْرُها ونَهَى الجَبَانَ حَديثُها أن يجُبنَا نِيطَتْ حَمائِلُهُ بعاتِقِ مِحْرَبٍ ما كَرّ قَطُّ وهَلْ يكُرُّ وما کنْثَنَى فكأنّهُ والطّعْنُ منْ قُدّامِهِ مُتَخَوِّفٌ مِنْ خَلفِهِ أنْ يُطْعَنَا نَفَتِ التّوَهُّمَ عَنْهُ حِدّةُ ذِهْنِهِ فقَضَى على غَيبِ الأمورِ تَيَقُّنَا يَتَفَزّعُ الجَبّارُ مِنْ بَغَتاتِهِ فَيَظَلّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنَا أمْضَى إرادَتَهُ فَسَوْفَ لَهُ قَدٌ واستَقرَبَ الأقصَى فَثَمّ لهُ هُنَا يَجِدُ الحَديدَ على بَضاضةِ جِلْدِهِ ثَوْباً أخَفَّ مِنَ الحَريرِ وألْيَنا وأمَرُّ مِنْ فَقْدِ الأحِبّةِ عِندَهُ فَقْدُ السّيُوفِ الفاقِداتِ الأجْفُنَا لا يَستَكِنّ الرّعبُ بَينَ ضُلُوعِهِ يَوْماً ولا الإحسانُ أنْ لا يُحْسِنَا مُسْتَنْبِطٌ من عِلْمِهِ ما في غَدٍ فكأنّ ما سيَكونُ فيهِ دُوِّنَا تَتَقاصَرُ الأفهامُ عَنْ إدْراكِهِ مِثْلَ الذي الأفْلاكُ فيهِ والدُّنَى مَنْ لَيسَ مِنْ قَتْلاهُ من طُلَقائِهِ مَنْ لَيسَ ممّنْ دانَ ممّنْ حُيِّنَا لمّا قَفَلْتَ مِنَ السّواحِلِ نَحْوَنَا قَفَلَتْ إلَيْها وَحْشَةٌ من عِندِنا أرِجَ الطّريقُ فَما مَرَرْتَ بمَوْضِعٍ إلاّ أقامَ بهِ الشّذا مُسْتَوْطِنَا لَوْ تَعْقِلُ الشّجَرُ التي قابَلْتَها مَدّتْ مُحَيّيَةً إلَيكَ الأغْصُنَا سَلَكَتْ تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ من شَوْقٍ بها فأدَرْنَ فيكَ الأعْيُنَا طَرِبَتْ مَراكِبُنَا فَخِلْنا أنّها لَوْلا حَيَاءٌ عاقَها رَقَصَتْ بنا أقْبَلْتَ تَبْسِمُ والجِيادُ عَوَابِسٌ يَخْبُبْنَ بالحَلَقِ المُضاعَفِ والقَنَا عَقَدَتْ سَنابِكُها عَلَيْها عِثْيَراً لوْ تَبتَغي عَنَقاً عَلَيْهِ لأمْكَنَا والأمْرُ أمرُكَ والقُلُوبُ خوافِقٌ في مَوْقِفٍ بَينَ المَنيّةِ والمُنى فعَجِبْتُ حتى ما عَجبتُ من الظُّبَى ورأيْتُ حتى ما رأيْتُ منَ السّنى إنّي أراكَ منَ المَكارِمِ عَسكَراً في عَسكَرٍ ومنَ المَعالي مَعْدِنَا فَطَنَ الفُؤادُ لِما أتَيْتُ على النّوَى ولِمَا تَرَكْتُ مَخافَةً أنْ تَفْطُنَا أضحَى فِراقُكَ لي عَلَيْهِ عُقُوبَةً لَيسَ الذي قاسَيْتُ منْهُ هَيّنَا فاغْفِرْ فِدًى لكَ واحبُني مِنْ بعدها لِتَخُصّني بِعَطِيّةٍ مِنْها أنَا وَانْهَ المُشيرَ عَلَيكَ فيّ بِضِلّةٍ فالحُرُّ مُمْتَحَنٌ بأوْلادِ الزّنَى وإذا الفتى طَرَحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً في مجْلِسٍ أخذَ الكَلامَ اللَّذْ عَنى ومَكايِدُ السّفَهاءِ واقِعَةٌ بهِمْ وعَداوَةُ الشّعَراءِ بِئْسَ المُقْتَنى لُعِنَتْ مُقارَنَةُ اللّئيمِ فإنّهَا ضَيْفٌ يَجرُّ منَ النّدامةِ ضَيْفَنَا غَضَبُ الحَسُودِ إذا لَقيتُكَ راضِياً رُزْءٌ أخَفُّ عليّ مِنْ أنْ يُوزَنَا أمسَى الذي أمْسَى برَبّكَ كافِراً مِنْ غَيرِنا مَعَنا بفَضْلِكَ مُؤمِنَا خَلَتِ البِلادُ منَ الغَزالَةِ لَيْلَها فأعاضَهاكَ الله كَيْ لا تَحْزَنَا |
الرأي قبل شجاعة الشجعان ( المتنبي ) الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ لَوْلا العُقولُ لكانَ أدنَى ضَيغَمٍ أدنَى إلى شَرَفٍ مِنَ الإنْسَانِ وَلما تَفَاضَلَتِ النّفُوسُ وَدَبّرَتْ أيدي الكُماةِ عَوَاليَ المُرّانِ لَوْلا سَميُّ سُيُوفِهِ وَمَضَاؤهُ لمّا سُلِلْنَ لَكُنّ كالأجْفانِ خاضَ الحِمَامَ بهنّ حتى ما دُرَى? أمِنِ احتِقارٍ ذاكَ أمْ نِسْيَانِ وَسَعَى فَقَصّرَ عن مَداهُ في العُلى أهْلُ الزّمانِ وَأهْلُ كلّ زَمَانِ تَخِذُوا المَجالِسَ في البُيُوتِ وَعندَه أنّ السّرُوجَ مَجالِسُ الفِتيانِ وَتَوَهّموا اللعِبَ الوَغى والطعنُ في الـ ـهَيجاءِ غَيرُ الطّعْنِ في الميدانِ قادَ الجِيَادَ إلى الطّعانِ وَلم يَقُدْ إلاّ إلى العاداتِ وَالأوْطانِ كُلَّ ابنِ سَابقَةٍ يُغيرُ بحُسْنِهِ في قَلْبِ صاحِبِهِ عَلى الأحزانِ إنْ خُلِّيَتْ رُبِطَتْ بآدابِ الوَغَى فدُعاؤها يُغني عنِ الأرْسانِ في جَحْفَلٍ سَتَرَ العُيُونَ غبارُهُ فكأنّمَا يُبْصِرْنَ بالآذانِ يَرْمي بهَا البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَرِيبٌ دانِ فكأنّ أرْجُلَهَا بتُرْبَةِ مَنْبِجٍ يَطرَحنَ أيديَها بحِصْنِ الرّانِ حتى عَبرْنَ بأرْسَنَاسَ سَوَابحاً يَنْشُرْنَ فيهِ عَمَائِمَ الفُرْسانِ يَقْمُصْنَ في مثلِ المُدَى من بارِدٍ يَذَرُ الفُحُولَ وَهنّ كالخصْيانِ وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ تَتَفَرّقانِ بِهِ وَتَلْتَقِيَانِ رَكَضَ الأميرُ وَكاللُّجَينِ حَبَابُهُ وَثَنى الأعِنّةَ وَهْوَ كالعِقيانِ فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فوْقَهُ وَبَنى السّفينَ لَهُ منَ الصّلْبانِ وَحَشاهُ عادِيَةً بغَيرِ قَوَائِمٍ عُقُمَ البطونِ حَوَالِكَ الألوَانِ تأتي بما سَبَتِ الخُيُولُ كأنّهَا تحتَ الحِسانِ مَرَابضُ الغِزْلانِ بَحْرٌ تَعَوّدَ أنْ يُذِمّ لأهْلِهِ من دَهْرِهِ وَطَوَارِقِ الحِدْثَانِ فتَرَكْتَهُ وَإذا أذَمّ مِنَ الوَرَى رَاعَاكَ وَاستَثنى بَني حَمدانِ ألمُخْفِرِينَ بكُلّ أبيَضَ صَارِمٍ ذِممَ الدّرُوعِ على ذوي التّيجانِ مُتَصَعْلِكينَ على كَثَافَةِ مُلكِهم مُتَوَاضِعِينَ على عَظيمِ الشّانِ يَتَقَيّلُونَ ظِلالَ كُلّ مُطَهَّمٍ أجَلِ الظّليمِ وَرِبْقَةِ السِّرْحانِ خَضَعتْ لمُنصُلكَ المَناصِلُ عَنوَةً وَأذَلّ دِينُكَ سَائِرَ الأدْيانِ وَعلى الدّروبِ وَفي الرّجوعِ غضَاضَةٌ وَالسّيرُ مُمْتَنِعٌ مِنَ الإمْكانِ وَالطّرْقُ ضَيّقَةُ المَسَالِكِ بالقَنَا وَالكُفْرُ مُجتَمعٌ على الإيمَانِ نَظَرُوا إلى زُبَرِ الحَديدِ كأنّمَا يَصْعَدْنَ بَينَ مَناكِبِ العِقْبانِ وَفَوَارِسٍ يُحيي الحِمامُ نُفوسَها فكأنّهَا لَيستْ مِنَ الحَيَوَانِ مَا زِلتَ تَضرِبهُم دِرَاكاً في الذُّرَى ضَرْباً كأنّ السّيفَ فيهِ اثْنانِ خصّ الجَماجمَ وَالوُجوهَ كأنّمَا جاءتْ إليكَ جُسُومُهمْ بأمانِ فرَمَوْا بما يَرْمونَ عَنْهُ وَأدْبَرُوا يَطَأونَ كُلّ حَنِيّةٍ مِرْنَانِ يَغشاهُمُ مَطَرُ السّحاب مُفَصَّلاً بمُهَنّدٍ وَمُثَقَّفٍ وَسِنَانِ حُرِموا الذي أمَلُوا وَأدرَكَ منهُمُ آمَالَهُ مَنْ عادَ بالحِرْمانِ وَإذا الرّماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ شَغَلَتْهُ مُهْجَتُهُ عَنِ الإخْوَانِ هَيهاتِ عاقَ عنِ العِوادِ قَوَاضِبٌ كَثُرَ القَتيلُ بها وَقَلّ العَاني وَمُهَذَّبٌ أمَرَ المَنَايَا فِيهِمِ فأطَعْنَهُ في طاعَةِ الرّحْمانِ قد سَوّدتْ شجرَ الجبالِ شُعُورُهم فكأنّ فيهِ مُسِفّةَ الغِرْبانِ وَجَرَى على الوَرَقِ النّجيعُ القَاني فكأنّهُ النّارَنْجُ في الأغصانِ إنّ السّيُوفَ معَ الذينَ قُلُوبُهُمْ كقُلُوبهنّ إذا التَقَى الجَمعانِ تَلْقَى الحُسامَ على جَرَاءَةِ حدّهِ مثلَ الجَبانِ بكَفّ كلّ جَبَانِ رَفعتْ بكَ العرَبُ العِمادَ وَصَيّرَتْ قِمَمَ المُلُوكِ مَوَاقِدَ النّيرانِ أنسابُ فَخرِهِمِ إلَيْكَ وَإنّمَا أنْسَابُ أصْلِهِمِ إلى عَدْنَانِ يا مَنْ يُقَتِّلُ مَنْ أرَادَ بسَيْفِهِ أصْبَحتُ منْ قَتلاكَ بالإحْسانِ فإذا رَأيتُكَ حارَ دونَكَ نَاظرِي وَإذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني |
بأبي الشموس الجانحات غواربا ( المتنبي ) بأبي الشُّموسُ الجانِحاتُ غَوارِبَا أللاّبِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبَا المُنْهِباتُ عُقُولَنَا وقُلُوبَنَا وجَناتِهِنّ النّاهِباتِ النّاهِبَا النّاعِماتُ القاتِلاتُ المُحْيِيَا تُ المُبْدِياتُ مِنَ الدّلالِ غَرائِبَا حاوَلْنَ تَفْدِيَتي وخِفْنَ مُراقِبا فوَضَعْنَ أيدِيَهُنّ فوْقَ تَرَائِبَا وبَسَمْنَ عَنْ بَرَدٍ خَشيتُ أُذِيبُهُ من حَرّ أنْفاسي فكُنْتُ الذّائِبَا يا حَبّذا المُتَحَمّلُونَ وحَبّذا وَادٍ لَثَمْتُ بهِ الغَزالَةَ كاعِبَا كَيفَ الرّجاءُ منَ الخُطوبِ تخَلُّصاً منْ بَعْدِ ما أنْشَبنَ فيّ مَخالِبَا أوْحَدْنَني وَوَجَدْنَ حُزْناً واحداً مُتَناهِياً فجَعَلْنَهُ لي صاحِبَا ونَصَبْنَني غَرَضَ الرّماةِ تُصِيبُني مِحَنٌ أحَدُّ منَ السّيوفِ مَضارِبَا أظْمَتْنيَ الدّنْيا فَلَمّا جِئْتُهَا مُسْتَسْقِياً مَطَرَتْ عليّ مَصائِبَا وحُبِيتُ من خُوصِ الرّكابِ بأسوَدٍ من دارِشٍ فغَدَوْتُ أمشي راكِبَا حالٌ متى عَلِمَ ابنُ مَنصورٍ بهَا جاءَ الزّمانُ إليّ مِنْها تَائِبَا مَلِكٌ سِنَانُ قَنَاتِهِ وبَنَانُهُ يَتَبَارَيانِ دَماً وعُرْفاً سَاكِبَا يَستَصْغِرُ الخَطَرَ الكَبيرَ لوَفْدِهِ ويَظُنّ دِجْلَةَ ليسَ تكفي شارِبَا كَرَماً فلَوْ حَدّثْتَهُ عن نَفْسِهِ بعَظيمِ ما صَنَعَتْ لظَنّكَ كاذِبَا سَلْ عَن شَجاعَتِهِ وزُرْهُ مُسالماً وَحَذارِ ثمّ حَذارِ مِنهُ مُحارِبَا فالمَوْتُ تُعرَفُ بالصّفاتِ طِبَاعُهُ لم تَلْقَ خَلْقاً ذاقَ مَوْتاً آئِبَا إنْ تَلْقَهُ لا تَلْقَ إلاّ جَحْفَلاً أوْ قَسطَلاً أو طاعِناً أو ضارِبَا أو هارِباً أو طالِباً أو راغِباً أو راهِباً أو هالِكاً أو نادِبَا وإذا نَظَرْتَ إلى الجِبَالِ رَأيْتَهَا فوْقَ السّهُولِ عَواسِلاً وقَواضِبَا وإذا نَظَرْتَ إلى السّهُولِ رَأيْتَها تَحْتَ الجِبالِ فَوارِساً وجَنَائِبَا وعَجاجَةً تَرَكَ الحَديدُ سَوادَها زِنْجاً تَبَسّمُ أوْ قَذالاً شَائِبَا فكأنّمَا كُسِيَ النّهارُ بها دُجَى لَيْلٍ وأطْلَعَتِ الرّماحُ كَواكِبَا قد عَسكَرَتْ مَعَها الرّزايا عَسكَراً وتَكَتّبَتْ فيها الرّجالُ كَتائِبَا أُسُدٌ فَرائِسُها الأسُودُ يَقُودُها أسَدٌ تَصِيرُ لَهُ الأسُودُ ثَعالِبَا في رُتْبَةٍ حَجَبَ الوَرَى عَن نَيْلِها وعَلا فَسَمَّوهُ عَلِيَّ الحاجِبَا ودَعَوْهُ من فَرْطِ السّخاءِ مُبَذّراً ودَعَوْهُ من غصْبِ النّفوسِ الغاصِبَا هذا الذي أفنى النُّضارَ مَواهِباً وعِداهُ قَتْلاً والزّمانَ تَجَارِبَا ومُخَيِّبُ العُذّالِ مِمّا أمّلُوا مِنْهُ ولَيسَ يَرُدّ كَفّاً خائِبَا هذا الذي أبصَرْتُ منهُ حاضِراً مِثْلَ الذي أبْصَرْتُ مِنْهُ غائِبَا كالبَدْرِ من حَيثُ التَفَتَّ رَأيْتَهُ يُهْدي إلى عَيْنَيْكَ نُوراً ثاقِبَا كالبَحْرِ يَقذِفُ للقَريبِ جَواهِراً جُوداً ويَبْعَثُ للبَعيدِ سَحائِبَا كالشّمسِ في كَبِدِ السّماءِ وضَوْؤها يَغْشَى البِلادَ مَشارِقاً ومَغارِبَا أمُهَجِّنَ الكُرَماءِ والمُزْري بهِمْ وتَرُوكَ كلِّ كريمِ قوْمٍ عاتِبَا شادوا مَناقِبَهُمْ وشِدْتَ مَنَاقِباً وُجِدَتْ مَناقِبُهُمْ بهِنّ مَثَالِبَا لَبّيْكَ غَيظَ الحاسِدينَ الرّاتِبَا إنّا لَنَخْبُرُ من يَدَيْكَ عَجَائِبَا تَدبيرَ ذي حُنَكٍ يُفَكّرُ في غَدٍ وهُجُومَ غِرٍّ لا يَخافُ عَواقِبَا وعَطاءَ مالٍ لوْ عَداهُ طالِبٌ أنْفَقْتَهُ في أنْ تُلاقيَ طالِبَا خُذْ مِنْ ثَنَايَ عَلَيْكَ ما أسْطِيعُهُ لا تُلْزِمَنّي في الثّناءِ الواجِبَا فلَقَدْ دَهِشْتُ لِما فَعَلْتَ ودونَهُ ما يُدهِشُ المَلَكَ الحَفيظَ الكاتِبَا |
الساعة الآن 09:04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.