منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11522)

عبده فايز الزبيدي 01-21-2014 11:56 PM

عبد السلام دغمش
هو عبدالسلام بن عارف دغمش أديب أردني من أصول فلسطينية ، كان أهله يسكنون قرية من قرى مدينة يافا المحتلة قبل عام 1948 للميلاد.من مواليد ديسمبر عام 1966 ،نشاء في الأردن وتعلم في مدارسها، درس الهندسة المدنية في الجامعة الأردنية في عمان وتخرجت فيها عام 1991 ، ويعمل حالياً مهندساً استشارياً في دولة خليجية .
كانت له محاولات مبكرة في القصة القصيرة والشعر أثناء المرحلة الإعدادية والثانوية.. غير أنها كانت محدودة ..وأغلبها كان حبيس دفاتره القديمة. إلا من محاولات شاركت فيها في صفحة القراء في جريدة الدستور الاردنية - وبرنامج "أقلام واعدة " الإذاعي .. كان ذلك في الثمانينات.
أما نشاطه في النشر ومشاركاته الفاعلة فهي في رابطة الواحة الثقافية وليس منتسباً لأي منتدى أو جمعية اخرى. ي
كتب القصة القصيرة والومضات الأدبية .. وله جملة من القصائد. وأغلب أعماله منشورة في الواحة. و منها:

و تلك غُربةٌ أخرى
صافي السجيّةِ مُسْـودٌّ به الأُفـقُ
ما ودّعَ الهمَّ حتى زارهُ الأرَقُ

صافي السجيّةِ إذ تُـبْلى سريرتُهُ
يضيقُ بالخَلْقِ ما أزرى بهمْ خُلُقُ

في كلّ مأْدُبـةٍ للعيشِ مقتَسَمٌ
إلا الفتـى.. ما لهُ من زادهمْ طبَقُ

يئِسْتُ من زمنٍ أمسى النّقاءُ بهِ
ضربَ السذاجةِ والأدرانُ تنطلـقُ...

حيقَ النديُّ بهِ من كلّ ضائقةٍ
كآخرِ الشمسِ وارى نورَها الغسَقُ

وللخبيثِ فضـاءاتٌ يجـوسُ بهـا
كفارسٍ.. وله الأسبابُ تتّسِقُ

صافي السجيّةِ..ما إنْ يرتجي طرُقاً
يبغي السلامةَ إلاّ سُـدّتِ الطّـرقُ

يستوحشُ النّاسَ ما طالَ الفسادُ بهمْ...
درْكَ الشّقاوةِ.. أوْ ذَلّـتْ لهمْ عُنقُ

ينْأى عن القومِ ما عاثوا وما اجْترحوا
منْ موبقاتٍ.. وَما ارْتادوا ..وما عشقوا


هل" أَخرِجوا آل لوطٍ" ها هنا رجعتْ..!
يستبعدُ الطّهرُ إذْ يُزري به النّـزقُ؟

وهل زهورُ الرّبى في روضها خَبثتْ؟
والشوكُ في حسّهمْ مستحْسَنٌ عبِقُ ؟

أيكْرمُ الـمرءُ ما إنْ يرتدي قُشُباً
وفي الطويـّةِ نفسٌ عافَها الخُلقُ..؟

أم أنّ للمالِ في أفواهِهمْ لُغةً
إنْ مدْبراً سكتوا .. أو مُقبلاً نطَقوا

سيشهدونَ كتاباً ناسخاً عملاً
قدْ يُبْلسونَ إذا ما ينطقُ الورَقُ..!

..صافي السجيةِ، أيّاً كانَ موطِنهُ
يستوطنُ الخيرَ.. بيـْنا الناسُ قدْ فَسقوا

ذاك الذي تزدَري بالكبرِ أعينُهـمْ
أو يضمرونَ بكيـدٍ كيفَما اتفقوا

هو النديّ فإمّـا يرهقوهُ أذىً
يهدي العبيـرَ ..كعـودِ الطيـبِ يحترقُ

وليسَ يشمتُ إنْ حلّ البلاءُ بهمْ
يرجو ..ويهتفُ أنْ رُدّوا ..إذا أَبـَقوا

يدعو لهمْ أبداً ..يرجو لهمْ رشَدا..
محذّراً من سَهَواْ ..عُقْبى الذينَ شَقُوا

يصيحُ يا ليتَ قومي يعلمونَ.. ألا
إنّ الحوادثَ كالأمواجِ تصْطفقُ

* * * * * * * * *

يا ساميَ الرّوحِ لا يغْرُرْكَ سيلُهُمو
كمْ جرَّ من زبدٍ رابٍ ..وكمْ غَرِقوا

ودَعْكَ منْ كدَرٍ قدْ غيضَ منبعُهُ
ففي السماءِ سحابٌ مثْقلٌ غدَقُ

واقنعْ بما تُعطَ...لا تبذلْ مجاملةً
أولـى لك الصّبـرُ أنْ يردي بكَ الملَقُ....

واقبض هُديتَ على جمرِ الإباءِ تَفزْ
وماءُ وجهك لا يهمي ويندلقُ

صلّى الإلهُ على منْ طابَ ذاكرُهُ
ما لاحَ منْ قمرٍ أوْ نوّرَ الشفقُ


من للقًصير
عينـي تسـِـحّ مدامِـــعاً
والقلب أُدمـِيَ من كمَـــدْ

أَيضامُ شامِـــيَ عسفـَـــهم
ويُســام خَسفاً أو أشَــــد

أم أننـّا زبـدٌ فــلا
أمَـلٌ يـُرجّـى من زبَــدْ

..مَـنْ للـحريم بنجــدةٍ
من للصِّغارِ ببـَذلِ يـَـــدْ

فعيونُهم تاقــتْ إلــى
أملٍ تضــاءَلَ وابتعـــدْ

من للقُصيـــرِ بغَضبـــةٍ
تُخــزي و ترغمُ مــن جَحــدْ

تجـلو الظلامَ و سِتـــْـرَهُ
وتعيــدُ فجــــــراً مُضطهَــــدْ

ســــودُ العمــائم أقبلـــــت
غربــانُ حقـــــدٍ لا تُعَــــــــد

صفــــرٌ بيــارقُ من بغـَــوا
صفـــرُ الوجوهِ لهــم سنـَــــد

حقــــدٌ سيأكـــلُ بَعضَـــــهُ
والحقـــدُ يدمـــي مـن حَـقَـــــد

أوَ نــــارُ كســرى أَُضــرمَتْ ؟
غِــــلاّ ً تــُـشـبُّ و تُـتّـقـَـــد

زعمـــوا مقــاومـــةً ألا
بئــسَ المضلّـلُ ما قصَــدْ

إنــي رثيــتُ لخطبِـنـــــا
فالحــــال ُ جانبـَـــهُ الرّشــَــدْ

والجيــل يلهــــو ســادراً
مـــا نفــعُ جيــلٍ إنْ فسَــــدْ

إنــي دعــوتُ فأَمّــنــوا
وســـؤال ربــي لا يـُــرَد

هــو ناصـــر المستضعفيــــ
نَ بـــــه المقاصــدُ تـُعتمــــــدْ

ربـــّاه أمّـــــنْ روعـَـهــم
فالبغـــيُ جـاوزَ واسْـتــبَــد

واكْبــِتْ عدوّاً نالـَــــهم
بالســـــوءِ حيـــناً واللـــــــدد

صبـــــراً شـــآمُ و إننــــــا
للنصـــرُ نكســـرُ كلَّ حَـــد

وغــداً سنكنـــسُ سـاحَـهـا
منْ رجــسِ أذنــابِ الأســـدْ

-(براءة) قصة قصيرة جدا:
قسّمت معلّمة التربية الفنّيّة تلاميذَها لمجموعتين ..كان على المجموعةِ الأولى أن تشتركَ في رسم خريطةٍ للبلاد وأنْ تزيّنَها بألْوانٍ زاهِيَةٍ تميّز بها تضاريسها المختلفةِ منْ جبالٍ و سهولٍ و صحارٍ و أنهار..
أما المجموعةُ الثّانيةُ فكانَ عليها أنْ ترسمَ لوحةً لغراب ٍ يبحثُ( ينقّبُ) في الأرض وأن تختار لها ألوانَها المميّزة ..
..لمْ يَرْعَ انتباه المعلمة طالِباً مُنْزَوياً في مقعدِهِ في آخِر الصّفّ، قعَدَ بهِ خجلُهُ أن يسألَها في أيّ مجموعةٍ هو ..فانفرد بلوحةٍ رسمها و قدّمها..
..بِبَراءة الصّغار -وقد اختلط الأمران عليه ..رسمَ غرابا ً يعتلي خارِطة البِلاد ..يعملُ فيها نبشاً و نقْباً!!






عبده فايز الزبيدي 01-22-2014 12:22 AM

الهادي آدم

هو الهادي آدم الهادي، ولد بقرية الهلالية عام 1927 م ، ثم التحق بمعهد أم درمان العلمي. وبعد تخرجه عمل في الصحافة السودانية.. ثم أرسل في بعثة دراسية إلى مصر حصل فيها على الليسانس من كلية دار العلوم.. كما حصل على دبلوم في التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس. وعمل كذلك مدرساً بوزارة المعارف السودانية.. وله عدة مؤلفات في مجال المسرح والشعروكانت وفاته سنة 1427 هـ/ 2006م

**
استهل الهادي آدم ما كتبه هو نفسه في مقدمة ديوانه. "كوخ الأشواق" بقوله: "لعل من أصعب الأشياء أن يقدم المرء نفسه بنفسه.. ولكن لا يقل عن ذلك حرجاً أن يدع غيره يحدثه عن خلجات نفسه، وقد اخترت الأولى على الثانية، ولي من الأصدقاء الأجلاء من يشرفني أن يقدموا شعري للناس فما عساي أن أقول.."

***

( لن أموت)

ماذا يكون إذا انقضى أجلي
وتوقّف الخفّـاقُ فـي صـدري
وتطلّـعتْ روحي محلّقـةً
عبر الفضاءِ تطـوف كالنسـرِ
أترى الحياةَ تظلّ صـاخبةً
وكما عهدتُ نظامَها يجـري
أم سوف تغشى الكونَ واجـفةً
تجتاحه حيناً مـن الدهـر ؟
****
لا شيءَ بل ستظـلّ حافلةً
بالمبهجات وكلّ مـا يُغـري
سيسير أقـوامٌ للهـوهمُ
يترقّبـون مطالـعَ الفجـر
ويردّدون اللحنَ منطلـقاً
ويفضّضـون الصبحَ للزهـر
ويظلّ يذكـرني أخـو ثقةٍ
يـرعى ودادَ الحـرِّ للحـرّ
****
إني لأَعرف ما يُقال غداً
ولسوف أسخـر منه في قبري
سيقال حين أموت مات وقد
أرضى (الرئيـسَ) وجاد بالعمـر
***

العروس

أتاني صاحبي يبغي عروسا
وكنت مشيره في كل أمر
فقمت مهللا وطفقت أتلو
عليه كل عالقة بفكري
فقلت له سعاد فقال إني
بذلت لحبها روحي وعمري
سهرت الليل من شوق إليها
وطال لنجمه عدي وحصري
ولكن يا لحظي قيل لما
ذهبت أريدها خطبت لغيري
فقلت .إذن هدى ..فأجاب خلق
وتهذيب وتربية لعمري
ولكن ما لها في الحسن حظ
فهل كأس تطيب بغير خمر؟؟
فقلت إذن فزينب ذات حسن
يقلب عاشقيها فوق جمر
فقال ومايفيد الحسن ما لم
تزنه خلائق كالماءتسري
فقلت أرى لزهراء التفاتا
كظبية بانة لاحت بغفر
وأخلاقا من الانسام أحلى
ومن نغم على الأوتار يجري
فقال نعم ولكن بيت سوء
وبيت السوء بالحسناء يزري
ألم تسمع حديث الناس عنه
وعن ماضيه من قبر لقبر
فقلت وما حديث الناس إني
رأيت الحب لا يرضى بأسر
فثار مغاضبا وسكت لما
قرأت بوجهه آيات زجري
فقال أراك تعلم بالغواني
كأنك درة في كل نحر
فقلت إذن حليمة. قال قبحا
لرأيك اشتري جهلا بمهر
فما ذهبت إلى الكتاب يوما
وما قرأت ولو مقدار سطر
فقلت إذن حياة..بها بثور
وسلوى تلك قال بغير شعر
فقلت اختر إذن عشرا حسانا
وخذ من كل واحدة بقدر
وصغ منهن واحدة وخذها
إليك قرينة ما دمت تدري.


قصيدة " تـــــوريـــــت"

قصيدة هامة إذ انها تحدثت عن توقعاته بتقسيم السودان بسبب مجزرة توريت التى حدثت
في تأريخ 18 أغسطس 1955 ميلادي ،وراح ضحيتها الكثير من أبناء السودان الشماليين والجنوبيين بسبب دسائس الانجليز
ولقد صدقت نظراته و توقعاته يتقسيم ذلك الوطن منذ 1955م ، و قد قسم السودان إلي قسمين شمال السودان و جنوب السودان في يوليو من عام 2011م أي بعد أكثر من ستة و ستين عاماً و منها:



من سد أبواب الجنــــــــوب بكل قفل محكم؟


من قسم الســــــــودان بين بنيه شر مقســم؟


أهم الشماليون؟ هل كانوا هناك ؟,,،، تكلمي


ردي فإن العـــــار كل العــــار أن تتــجهمي


توريـــــت ذاك هو العدو فهمت أم لم تفهمي


توريــــت إن غدا لناظره قريــــــــب المقدم


فستــعرفين وتـــــــندمين ولات ساعة مندم


قصيدة ( أغدا ألقاك):
و لهذ القصيدة قصة مفادها:
في عام 1970نشر الشاعر صالح جودت في إحدى مقالاته الأسبوعية يقول: إنه بعد أن غنت أم كلثوم حفلتيها في السودان في العام الأسبق عادت من هناك تحمل في صدرها شحنة دافئة من الحب للسودانيين وقالت لي يومئذ: إن البلاد العربية جميعاً تعيش مع مصر في محنة النكسة، ولكن أعمقهم شعوراً بها هم أهل السودان.
إن مستوى الألم في النفس السودانية هو نفس مستواه في النفس المصرية، لقد كنت أدخل بيوتهم فأحس أنني في بيتي وألتقي بهم فأشعر بأنني بين أهلي وعشيرتي".
ثم أضاف في حديثه ما يتعلق بشأن ما غنته أم كلثوم قائلاً: وسألتني أم كلثوم كيف أستطيع أن أعلن عن حبي لأهل السودان، وقبل أن أجيبها قالت: بأن أغني قصيدة لشاعر من السودان.
وكانت تلك الرغبة وفق ما رواه الشاعر صالح جودت هي الدافع الأساسي لدى أم كلثوم لكي تغني فعلاً كلمات من إحدى قصائد أحد شعراء السودان المعاصرين.
ومن أجل ذلك فقد كلفت صالح جودت نفسه بالبحث عن هذه القصيدة.
وعن هذا قال: اتفقنا على أن نبحث عن القصيدة المنشودة، وطفت بمكتبات القاهرة واستعنت بالأصدقاء فتجمعت لدي سبعة دواوين لسبعة شعراء، ومضيت أدرسها ثم اخترت من كل منها قصيدة تتوفر فيها الصلاحية الغنائية، وأرسلت القصائد السبع لأم كلثوم لتفاضل بينها.
وبعد أيام سألتني أم كلثوم أيهم أفضل قلت: لقد تركت لك مهمة المفاضلة، حتى لا أكون منحازاً لشاعر دون آخر، قالت لقد اخترت واحدة منها بالفعل ولكن لن أذكرها لك حتى أعرف رأيك.. قلت: إذا كنت تصرين فإنني أفضل قصيدة الهادي آدم فهي أصلحها للغناء.. قالت لخفة ظلها المعهود: برافو عليّ أنا فهذه هي القصيدة التي اخترتها بالفعل!
ومن بعد هذا الاختيار شدت أم كلثوم فعلاً بكلمات هذه القصيدة بعد أن وضع لها الألحان المتميزة محمد عبد الوهاب. وهي التي تقول فيها كوكب الشرق:
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا
كنت أستدنيه لكن هبت لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرى وقلباً من الشوق فذابا

***********
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين او دعاء
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنت لولا أنت أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا في غد الآن بأحلام اللقاء
فأت أولا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء
أغداً ألقاك
**********
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فارحم القلب الذي يصفو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تتألق الجنة أنهاراً وظلاً
وغداً ننسى فلا نأسى على ماض تولى
وغداً نسمو فلا نعرف للغيب محلاً
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً
إنما الحاضر أحلى .

***********************
ولقد شدت أم كلثوم نبرة القصيدة يوم الخميس 6مايو عام , 1971.كما سجلتها على اسطوانة لصوت القاهرة في العام نفسه.
قال بعض المهتمين بشعر الهادي آدم:
(وكالعادة حين رجعنا إلى ديوان الشاعر السوداني الهادي آدم الذي نشرت به هذه القصيدة، وجدنا أن ما نشر بالديوان شيء وما غنته أم كلثوم شئ مختلف تماماً!!، حتى أنه قد خيل إليّ من أن الشاعر السوداني قد اضطر لإعادة صياغة كلمات هذه القصيدة من جديد!، وذلك إرضاءً لأم كلثوم وشهرتها العريضة.
ففي الديوان المنوه عنه والذي صدر في عام 1962تحت عنوان "كوخ الأشواق" عن إحدى دور النشر السودانية بالقاهرة وجدنا أن قصيدة "أغداً القاك" عنوانها الأساسي هو "الغد"!، وأن مطلها هو:
أغداً ألقاك يا لهف فؤادي من غد وأحييك ولكن بفؤادي أم يدي!
عندئذ أدركت وعلى الفور أن هناك العشرات من التعديلات التي طلبتها أم كلثوم من هذا الشاعر الرقيق الأحاسيس.. وقد أشار صالح جودت نفسه وهو الذي يعود إليه الفضل في اختيارها إلى وجود هذه التعديلات، حيث قال": "وجاء الهادي أدم إلى القاهرة والتقى بأم كلثوم وكان معها محمد عبد الوهاب وقرأوا القصيدة مرة واثنين وثلاثاً وعشراً وعدلوا وبدلوا وقدموا وأخروا، إلى أن استقروا على الصورة النهائية لهذه القصيدة.
ولقد بقيت في أدراج أم كلثوم حوالي عام دون أن تشدو بها..!
ومما يجدر الإشارة إلى أن كم التعديلات التي إجريت على كلمات هذه القصيدة كبير لدرجة لم نعهدها في غيرها من القصائد التي تغنت بها أم كلثوم..
وأولى هذه التعديلات كما سبق وذكرنا كان في عنوان القصيدة نفسها ثم شمل بعد ذلك الأبيات والكثير من كلمات هذه الأبيات.
ففي البيت الأول استبدلت أم كلثوم كلمة "يا خوف".. بدلاً من "يا لهف"!، كما غيرت الشطر الثاني من البيت نفسه بحيث أصبح يقول:
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد..
بدلاً من: وأحييك ولكن بفؤادي أم يدي!
كما أهملت أم كلثوم ثلاثة أبيات آخرى من هذه القصيدة وقد نُشرت بالديوان على هيئة شطرات منفصلة.. وهي التي يقول فيها الشاعر السوداني:
أم بطرف خاشع اللمح كليل مجهد
لست أدري كيف ألقاك ولكن صدى
ظامئ أرهقه البين وطول الأمد
ووفقاً للترتيب العام للأبيات في هذه القصيدة المنشورة بالديوان. فقد بدلت أم كلثوم في مواقع بعض هذه الأبيات، مثال ذلك أنها قدمت الأبيات التي تقول مطلعها: آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقتراباً
على الأبيات التي في مطلعها: "أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني"!.
وتزامن ذلك مع التعديل الذي أدخلته أم كلثوم على بعض كلمات هذه الأبيات.. فنراها قد اختارت كلمات: "آه كم أخشى".. بدلاً من "أنا أخشى" وكذلك: "أهلت فرحة القرب به" بدلاً من "وتوالت الدهشة القرب" وكلمة احتمل بدلا من "استبطن"!.
كما شهد الجزء الأخير من هذه القصيدة تغييرات كثيرة أيضاً سواء في الكلمات أو في إضافة أبيات جديدة كتبها الهادي أدم وهي ليست موجودة أصلاً في قصيدته المنشورة بالديوان المنوه عنه!.
ففي الأبيات التي تقول فيها: "هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر،، كانت في الأصل: "هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر"!. كما غيرت في البيت الثاني كلمات "عيون أنت فيها البصر"!
والملاحظة الواجب الإشارة إليها هي أن الشاعر السوداني.. قد اضطر بالنسبة للجزء الأخير من هذه القصيدة إلى إعادة صياغته بالكامل.. حتى تقبل أم كلثوم أن تشدو بها، ولك عزيزي القارئ أن تقارن بين ما كتبه هذا الشاعر وبين ما غنته أم كلثوم إذا ما رجعت لما نشير إليه حالاً بشأن ما كتبه وما نشره في ديوانه "كوخ الأشواق" والكلمات التي كتبها الهادي آدم في هذا الديوان تقول:
أتغاباك ولكن ظن كيف تشاء
وأناديك ولكن نداءاتي دعاء
يا رجائي أنا وحدي أدنى منك الرجاء
أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
فغداً لا نعرف الغيب ولا ماض تولى
وغداً لا يعرف القلب لهذين محلا
وغداً تصطخب الجنة أنهاراً وظلاً
وأحييك ولكن بفؤادي ليس.. إلا! ...)*

جمعت أعماله الكاملة و تم طباعتها، توفي عن ثمانين عاما.
_____________
*مقالة بعنوان (
شاعر المبدع السوداني " الهادي آدم ") كتبها سليمان عبد الله حمد، بموقع رابطة أدباء الشام.

عبده فايز الزبيدي 01-22-2014 09:31 PM

إبراهيم خَفاجي
هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين خفاجي ، شاعر غنائي سعودي معاصر يعرف بأنه كاتب النشيد الوطني السعودي , لقب بالخفاجي نسبة الى قبيلة خفاجة العربية العدنانية المضرية القيسية . أصله من جازان جنوب المملكة العربية السعودية ،
ولد في مكة المكرمة عام 1345 هـ بحي سوق الليل، موهبة الخفاجي الشعرية بدأت منذ فترة مبكرة، وأول نص غنائي له كــان " يا ناعـس الجــفن لبيه " الــذي لحــنه وتغنـــى به الموسيقار طارق عبدالحكيم وكان ذلك عام 1364 هـ، ثم جدده فنان العرب محمد عبده. بدأ حياته التعليمية بمدرسة الفلاح بـمكة المكرمة ثم التحق بعد ذلك بمدرسة اللاسلكي وتخرج منها مأموراً لا سلكياً عام 1364هـ،.تنقل بين قرى ومدن المملكة إلى إن عاد مجدداً إلى مكة المكرمة في قسم الأخبار بالنيابة العامة، وفي عام 1373 هـ انتقل إلى قسم الاستماع بالاذاعة، ثم انتقل عمله فيما بعد إلى وزارة الصحة وعمل بقسم المحاسبة ثم أصبح رئيساً للقسم ثم وكيلا ً للإدارة المالية. وفي عام 1972م التحق بمعهد الإدارة بالقاهرة وحصل على دبلوم في إدارة الأعمال والإدارة المالية فأصبح مديراً للإدارة المالية بوزارة الزراعة لشئون المياه بالرياض . كانت عودته إلى مكة المكرمة فأصبح المفتش المركزي لـــوزارة الزراعة والمياة بالمنطقة الغربية. وفي عام 1389 هـ طلب إحالته إلى التقاعد فأجيب طلبه بعد خدمة تقارب الـ 25 عاماً.
و مع شهرة نصوصه الغنائية فخطة بحثي هو الاهتمام بالفصيح من انتاج المترجم لهم شعرا ونثرا ، و من أعمال الخفاجي بالفصحى:
قصيدة (ودع اليأس)
ودعِ اليأسَ وسافرْ واغربي
واشترِ الحسن بأرضِ المغربِ

واغتنمها فرصة يا صاحبي
متِّع النفس بنيل المطلبِ

جمَّعتْ في غيدها كل المنى
فتنة الغرب ، ونُطقُ العربِ

دارها البيضاء فردوسُ الدُنى
فهيَ مهوى الغيدِ للمُستعذِب

كم على الأطلسِ في عالي الذرى
قد لهونا باصطيادِ الشُّهبِ

وأريجُ الزهر في ساحاتها
مَزج المسكَ بعرفِ العُشبِ*

وبمكناسٍ لنا فيها رؤى ً
سهرُ الليل وشَطحُ اللعب

وبفاس العز في آثارها
عِشتُ بالتاريخ عبر الحُقُبِ

وعلى طنجةَ غازلنا الهوى
في أصيلٍ كانسكابِ الذَّهَب

وتجلى الفجرُ في فيروزها
فتنادى ورِقُها للطرب **

يا لنفسي قد لقت صبوَتَها
في رباطِ الحسن قيدِ الطلب

وصفاءُ العيش في خِلْجَانها
قد تعدى وصفَ ما بالكُتبِ

إنَّ في المغرب إخواناً لنا
قد تحلَّـوا بسمات الأدبِ

وتعالـوا بمليكٍ قدرُهُ
قد تسامى بشريف النسب ***


و( هو رياضي عريق وقد دخل في أول مجلس إدارة لنادي الهلال السعودي مع مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله..

وقد أكمل الخفاجي قصيدته الشهيرة في الهلال التي يقول مطلعها (إذا لعب الهلال فخبروني فإن الفن منبعه الهلال) وهي القصيدة التي تم كتابة بيتها الأول على مدخل نادي الهلال في مقره القديم.. وبذل الزميل علي فقندش جهدًا في تجميع وإخراج الكتاب الذي وضع له عنوان (أوراق من حياة الخفاجي.. كتاب.. ديوان.. ألبوم) ****:
ُ
و كامل القصيدة و هي من بحر الوافر:

إذا لعب الهـــــــــــلال فخبرونــــــــي = فإن الفن منبعــــــــه الهـــــــــــــــــــــــلال ُ

أمتع ُ ناظري بهلال نجـــــــــــــــــــد ٍ = فمن قمصـــــــانــه خلـــــق الكمـــــــــــــال ُ

فلا اليــوفي ولا الميــــــــــلان يجزي = ولا البرشـــــــا ولا حتى الريــــــــــــــــال ُ

نزيــــــد صبـــــابة ً ويزيـــــــد وصلا ً= بطولات ٍ هي السحــــــــر الحــــــــــــلال ُ

رشفناهـــــــــا كؤوساً سائغـــــــــــات ٍ = مذهـّبــــــة ً يضجُ بهــــا الجمــــــــــــــال ُ

وقلنــــا للخزائــــــــــن لن تريــــــحي = سيرهق ظهرك ِ الذهب المســــــــــــــال ُ

زعيــــــم ٌ في الملاعــب لا يبــــارى = تليــــــــن لفنه حتى الجبــــــــــــــــــــــال ٌ

هلال الحســـــم والأفعــــال يكفـــــي = ويشفـــــي القلب إن حمـــــي النـــــــــزال ُ

هلال السامــــي والشلهـــــــوب يعدو = فيلتـــهب المــــدرج حيــــن صــــــــــالوا

وجالــــــوا في النجيـــــل خيول جن ٍ = ونالــــــــــــوا من شبــــــاك ٍ لا تُــــنــال ُ

تأمـــل عزف نواف ٍ وياســــــــــــر = وقبلهما الثنيان الخيـــــــــــــــــــــــــــــال ُ

وكيف لركضهم وقع ٌ وسحـــــــــر ٌ = على إيقاعه ملنــــــــــــــــا ومــــــــــــــالوا

ومرّ على الدعيع ِ في عريــــــــــــن ٍ = تــَكسّـرُ من مهابته النبــــــــــــــــــــــــال ُ

وقف عند المحـــــاور من عزيــــــز ٍ = إلى الغنام يبهـــــــــرْك القتــــــــــــــــــالُ

وباقي الأ ُسد ِ في الميدان يـــــدنو = إلى ضرباتها الصعب المحــــــــــــــــــــال ُ

إذا لعب الزعيــــــم فقل ســـــــــلام ٌ = فإن المجد تصنعه الرجـــــــــــــــــــــــال ُ

هلال ٌ في العريجا بات عشـــــــقا ً = على أنغـــــــــــــــــــامه يحلو الوصــــــال ُ

سيبقى السحــر أزرق في بيــــاض ٍ = ويبقى المجد ما بقي الهــــــــــــــــــــــلال ُ

_________________________________
* حرك الباء من (العشْب) كضرورة شعرية
*** يقصد الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية و هو ينمي في النسب إلي آل البيت عليهم السلام.
**** مقالة بعنوان ( شاعر النشيد الوطني (خفاجي) أنجز قصيدته الرياضية الأشهر سيبقى السحر أزرق في بياض.. ويبقى المجد ما بقي الهلال) للكاتبها أحمد العجلان بجريدة الجزيرة السعودية ، عدد: 14373 ، الصادر يوم الخميس 12 ربيع الأول 1433 هـ .




عبده فايز الزبيدي 01-22-2014 09:32 PM

حسن الشَّرَفي

هو ( حسن عبد الله علي الشَّرَفي شاعرُ وأديبٌ من اليمن ، يعد من أهم القامات الشعرية اليمنية في القرن العشرين، تميز بغزارة إنتاجه الأدبي مع إجادة واضحة ومقدرة فذة على تطويع اللغة وامتلاكه لمخزون لا ينضب من المفردات مما مكنه من كتابة الشعر بأنوعه "العمودي والحميني والتفعلية".) *
تحدث عن نفسه قائلاً:
( أنا من مواليد 1944 م بقرية الخواقعة بالشاهل محافظة حجة من أسرة تحت خط الفقر حالي في ذلك وحال أسرتي لا يختلف كثيراً عن حال السواد الأعظم من أبناء اليمن الذي كان يسمى سعيداً ولا أدري في أي مناسبة زمنية اطلق عليه لقب اليمن السعيد أو اليمن السعيدة ، جئت إلى الدنيا والحرب العالمية الثانية تأكل المشرق والمغرب في ما وراء البحر الأحمر وما وراء البحر المتوسط وما وراء المحيط الهندي إلى أطراف بحر اليابان

، وكانت قريتنا في ذلك الحين موبؤة بالجفاف وبداء الجدري وعروق الماء ، ومرت الأيام حتى عام 1949 حين هجمت ذات ليلة على أمي فأدميت كتفها بعضة مجنونة ما زالت آثارها حتى اليوم لسبب الجوع قلت هذا الكلام أكثر من مرة في اكثر من مناسبة ، دخلت المكتب ( الكتاب ) عام 1950م نصف عار وحاف تمام الحفي بكوفية مهترئة ، وجسم نحيل جداً وشعر أصهب جداً وفي عيوني ازرقاق نهر تحت غيمة ذات أصيل ، كانوا يقولون لي في المكتب أنتي سرقت صبوح النبي لأن من كان ازرق العين يقولون انه سرق صبوح النبي وكنت أعلم انني لم اسرق صبوح احدٍ لا من الأنبياء ولا من غيرهم وكم تمنيت أن أجد أمامي صبوحا فأسرقه حتى لو كان للملائكة ومن عام 1951إلى 1954 وأنا بعد العاشرة كنت مع الراعاة والراعيات في الشعاب ومع قطيع صغير من الغنم.

- في الثالثة عشر من العمر التحقت بالمدرسة العلمية بالمحابشة فقال لي احد الأساتذة مازحاً أنني سرقت صبوح النبي أجبت عليه ببداهة سريعة ! من حسن حظي أنني لقيت النبي وطعمت من صبوحه لكن أنت لم تلق النبي ولا غيره فضحك وارتبطت معه من ذلك الوقت بمحبة أبوية استفدت منها في مجال التحصيل العلمي لأنه كان يدرسنا اللغة العربية ، بدأت في المرعى أحاكي أترابي في الأغاني على النمط .

الذي نسمعه في المناسبات والأعراس ومواسم الزرع والحصاد وكنت قد قرأت بعض الكتب كأعلام الناس في سيرة بني العباس ، وعنترة بن شداد وكنت أرثي له يكون بتلك الشجاعة ثم يتعرض لذلك القهر كله بسبب حبه لعبلة .

- في المدرسة العلمية بالمحابشة كنت مع الزميل الجليل الشاعر الكبير علي عبد الرحمن جحاف نحاول معاً كتابة الشعر وكنا قد قرأنا نهج البلاغة وقصائد للمتنبي والبحتري والمعري وأبي تمام والشريف الرضي وشوقي والبارودي وعلي الجارم وكتب المنفلوطي كما حفظنا عن ظهر قلب كثيراً من قصائد الشاعر اللبناني العظيم إيليا أبو ماضي وقصائد لبشارة الخوري الأخطل الصغير ، وما وصلت الينا من قصائد للزبيري والبردوني والمقالح الذي كان يكتب حينها كما أذكر بإسم إبن الشاطئ "

- تركت المحابشة في الطريق إلى صنعاء عام 1961 وكنت تلميذاً بدار المعلمين إلى يوم قيام الثورة 1962 م حاولت الالتحاق بالحرس الوطني وبينما كان الضابط وأسمه محمد الذيب كان يدربنا فخبطت برجلي في صحن البندقية " الشميزر " حتى خلعت الظفر ، فقال لي : أنك لم تنفع ، فتركت الفكرة والتحقت بالمجاميع الطلابية التي كانت تتوزع في أنحاء اليمن من المدارس لتوعية المواطنين للثورة ، وكان حماسنا غير محدود كما كانت معلوماتنا عن الثورة وما يجب أن نقوله بشأنها من معلومات لا تقدم ولا تؤخر لكننا كنا نستعين بالراديو ببعض الأفكار والمفاهيم ، وكنت أول مدير مدرسة أبتدائية في المحابشة من منتصف 1963م كما عملت في المفرزة تحت رئيسها الملازم يومها الطيب السمعة والطيب السلوك الإنساني . المهذب محمد احمد الويسي / ثم دخلت منطقتنا بما فيها المحابشة والشاهل معترك الصراع بين الملكيين والجمهوريين ، وبقيت المنطقة في أيدي الملكيين إلى عام 1970م تقريباً في الفترة ما بين 1966م إلى عام 1970م إشتغلت خياطاً وطبيباً متجولاً في مستشفى محمول باليد وعملت مزارعاً وكتبت كثيراً من القصائد .

- في عام 1968 عدت إلى صنعاء لأبحث عن عمل فقال لي أحدهم بلهجة ثورية حادة أنني لم أعد انفع للعمل لأنني قد تشبعت بالأفكار الملكية ولم تعد الدولة بحاجة إلى الرجعيين .

- في عام 1971 بلغني ان الدولة بصدد التنقيب عن البترول في منطقة دير غبيش بالزيدية ، وان عامل قضاء الزيدية يومها المرحوم القاضي يحي بن يحيى راصع . وصلت إلى الزيدية فوجدت إن الفكرة الخاصة بالتنقيب علن البترول ليس مؤكدة فبقيت مع العساكر التابعين للمدير وكلهم من البلاد من أبناء القرية كما هو حال العامل نفسه فكلنا من الشاهل .

- عندما تمت المصالحة عام 1971 م كان قد اجتمعت لجنتان من قبل الملكيين والجمهوريين في عبس بعد المصالحة لتسوية أوضاع أبناء المناطق لواء حجة الذي كانوا موظفين . وكما قلت أنني كنت مدرياً لمدرسة فتعينت مساعداً لعامل ناحية المفتاح حتى عام 1974 م ومن عام 1974 إلى عام 1980 مديراً مساعداً لقضاء الشرفين المكون من تسع مديريات وهي المحابشة ، والمفتاح ، وكحلان وأفلح الشام وخيران وأسلم وافلح اليمن والقفل والشاهل .

- من عام 1980إلى عام 1982 مديراً لناحية كحلان الشرف ثم مديراً لأفلح اليمن ثم مديرا مساعداً لمديرية قضاء الشرفي إلى عام 1998 ثم أحلت نفسي على التقاعد بمرتب قدره (9000) ريال لا غير عداً ونقداً وكانت دواوين المطبوعة من حساب البنك ومن حساب المطبعة . في شهر أغسطس 1993م جئت إلى صنعاء للإستيطان وكنت أرى فيها الأمل وإلى الآن ونحن في عام 2006م مازلت في صنعاء ...) **


سمعته و رأيته على قناة (إيمان) اليمنية في برنامج (منارات) في 21-3-1435 هـ، يناير 2014 م ، و عمره تخطى السبعين سنىة و هو يقول ما معناه :
( ليس صحيحا أن المعنى في بطن الشاعر ، فالشعر يجب أن يكون مفهوما و علاقة حميمية بين الشاعر و المتلقي
و مصداق هذا أن الجمهور يثور تصفيقا عند بيت من قصيدة للشاعر حين إلقائه ، و لو كان الشعر هو الغموض فلم نصفق لما يقوله الشاعر).
حصل الشاعر على العديد من الجوائز منها جائزة وزارة الثقافة للشعر وجائزة محافظة الحُديْدة.

له ثمانية دواوين مطبوعة منها: ( الغابة) و هو أول دواوينه طباعة ، و آخرها ( متن السيرة) .
كما له دراست أدبية، من شعره:
عيون القصيده
بعينها وإن غضب اللثـام***تغامزني النوارس واليمام
وما تدري القصيدة حين ترنو***من الساقي بها ومن المــدام
إذا رفت بها الأهداب مالت***غصون القلب وارتجف الغمام
كأني حين ألقيها نبي***يبلغها الرسالة أو إمام
وأي رسالة في القلب أحلى ***إذا قرئت وليس بها كلام
كفاها أنها عندي أحاطــت***بمعناها المفاصل والعظام
بعينيها ملائكة وجــن***وشئ كالخرافة مستهام
سلوها هل تنام بها العشايا***وأين بكل فتنتها تـنام
أنا أدري لأن شغاف قلبـي***هنالك حيث يستعر الغـرام
تنام بكل أجنحة التشـهي***فحيث تطير يسترخي الرخام

و له هرطقات تشبه هرطقات أبي العلاء المعري و زندقته فمن هذا ما جاء في (متن السيرة):
أبي قال لي من الف عام بأنها
أذان الى ميقاتها ومؤذن
وماذا بوسعي غير وسعي وحيلتي
فخذ أمنياتي بالتي هي أحسن
إذا قلت لي: «من أين جئت؟ » وجدتني
بمفترق الذكرى «ألت وأعجن»!

و قال:

ومافي صلاة العصر إلا جماعة
تظن، وأخرى باسمه تتيقن

____________________
* ويكيبديا
** موقع ( مدينة المحابشة)

عبده فايز الزبيدي 01-27-2014 10:15 PM

عمر مُصْلِح
هو عمر بن مصلح بن فارس الدُّليمي ، أديب وفنان تشكيلي عراقي، مقيم في بغداد ، من مواليد 27 / 8 / 1960 م ، خريج أكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد / قسم المسرح ،عضو نقابة الفنانين واتحاد الأدباء.
من أعماله:
-في المسرح:
1.
إعداد وإخراج مسرحية جمهورية العوانس.
2. تأليف وإخراج مسرحية ضيعت ذاكرتي .

و له جملة من الأعمال متنوعة في الشعر
، والقصص القصيرة جداً ، والدراسات الفلسفية والأنثروبولوجية ،والأدبية ، والفنية.
و هو صديق كريم و زميل أريب في منتديات منابر ثقافية و من أعماله:
( نصيحة) قصة قصيرة جدا:

- مشروعك هذا مضمون الخسارة.
- لِمَ؟.
- لأنك ستشارك من لايخصَّك بما يخصك.
ولكن.. عندما شعر بزوجته واقفة خلفه.. استدرك
- إلا إذا كنت ستتزوج من امرأة كزوجتي.

( دم) قصة قصيرة جدا:

- أشعر بنحول عام.. فجئتُ لِأُحلـِّل الدم

بدمٍ باردٍ.. داهم َ الحكيمَ، بعد أن تخطـّى على دماء الجرحى النازفة، واستغاثات الثكالى الفائرات الدم..

تُرافِق خطاه طقطقة مسبحته.. والمُسْـتـَشفى يئن.

فسابقَ استغرابُ الحكيم الاستهجانَ.

- لكنكم لم تحرِّموه من قبل يا ( شيخ ).


جمهورية العوانس

مسرحية من فصل واحد
عن قصة قصيرة للقاص الكبير عبدالستار ناصر
إعــداد: عبدالستار ناصر & عمرمصلح
إخراج: عمر مصلح

ألشخوص:
ألعانس رقم (1) ؛ من عائلة دُمِرَت أثناء إحدى الحروب
ألعانس رقم (2) ؛ مرتبكة, مترددة
ألعانس رقم (3) ؛ مخطوبة لشاب, استشهد في معركة
ألعانس رقم (4) ؛ متسلطة
ألعانس رقم (5) ؛ مفجوعة بهجرة حبيبها الذي اختفى فجأة
ألعانس رقم (6) ؛ جميلة, مغرورة
ألعانس رقم (7) ؛ غير مبالية
ألرجل ؛ وسيم, أعرج

ألزمان : منذ أول حرب وإلى الآن.
ألمكان : فضاء يشي بأنه مقبرة قديمة, أو أطلال.

خشبة المسرح والصالة مظلمتان تماماً, يستمر الإظلام بعد رفع الستارة, لمدة دقيقة كاملة مما يحدث تململ واستفسارات هامسة بين الجمهور عن مدة الصمت والعتمة التي عمَّت المكان.
توقَد شمعة من على يسار المسرح تحملها العانس رقم (1)
ألعانس رقم (1): هذا يكفي.. يكفي هذا.. لابد من شيء يظهر.. لابد من شيء يحدث, ألصمت هكذا.. جريمة
توقَد شمعة ثانية تحملها العانس رقم (2)، وهي جالسة في الصالة بين الجمهور.. تردد أثناء مسيرها, وهي متجهة نحو الخشبة
ألعانس رقم (2): يكفي هذا.. هذا يكفي.. ألمشكلة أننا جميعاً في مشكلة
ألعانس رقم (1) تكرر جملة (لابد من شيء يظهر)، بالتناغم مع العانس رقم (2) التي تكرر ( ألمشكلة أننا جميعاً في مشكلة ) حتى تلتقيان على الخشبة وتضع العانس رقم (2) يدها على كتف العانس رقم (1), ويستمر التناغم بين الجملتين إلى أن تصعد العانس رقم (3) على الخشبة.
تظهر العانس رقم (3) من عمق الصالة ( من خلف الجمهور ) حاملة شمعة بيدها، وهي تردد ( كثر الموتى.. والباقون تأكلهم المنافي ) وبالتناغم مع العانستين (1) و (2) إلى أن تقف على يمين الخشبة.
ألعانس رقم (3) : ذهب الرجال.. كثر الموتى, والباقون تقلهم القطارت إلى المنافي, يغسلون الأرصفة بالدموع.. يجرجرون الخطى بعكازات مثلومة، يحملون جوازات سفر ملغاة.
ألعانس رقم (2): جئنا في وقت لا يشبه الوقت.. رُسِمنا على الصفحة الخطأ من تقويم هذا الزمان.
ألعانس رقم (1): وُلِدنا سهواً
تدخل العانس رقم (4) من عمق خشبة المسرح, وهي تحمل شمعة
ألعانس رقم (4): من قال أنها مشكلة ؟.
من قال أنهم مهمون؟.
ألعانس رقم (3): شهداء, أسرى, مفقودون, مهاجرون, عاطلون، مغيبون, مغدورون.. أهذا قَدَر الرجال, وأشباههم يرفلون بالنعيم!.
ألعانس رقم (5) جالسة في وسط المسرح متبرقعة بالسواد.
ألعانس رقم (5): قطاري الجميل فات.. وما زلت صغيرة
أثناء حوارها تتحرك العوانس بحركات توحي بالضياع.
صمت.. ثم يختفين خلف ستار أبيض شبه شفاف، وهن يثرثرن بشيء أشبه بالنواح المنغّم.
تظهر العانس رقم (7) وهي تردد أغنية (( هذا مو إنصاف منك غيبتك هلگد تطول )).. ثم يخفت صوتها تدريجياً.
ترتفع أصواتهن من خلف الستار الأبيض، وهن يرددن تراتيل منغمة، وبعدة لغات ( عربية، كردية، سريانية، مندائية، أزيدية ).. ثم يقفزن بحركة واحدة إلى الكواليس اليسرى للخشبة, ترافق هذه الحركة ضربة صنج عالية. وبصوت واحد خافت, متهدج ( رجل ؟!. إنه رجل!. )
ألعانس رقم (3): ربما عاد من هناك
ألعانس رقم (2): إنه وسيم.. ثم تردد مع نفسها (( هُمَّة بيهم واحد مو حلو؟. ))
ألعانس رقم (1): كل الأنبياء رجال.. ولكن هل كل الرجال أنبياء!.
ألعانس رقم (3): لا أظنه يعود بهذه السرعة.. فالرحلة طويلة.
ألعانس رقم (4): ((عيب يا بنات.. المستحة زِيْنة, والخجل مطلوب ))
إظلام خفيف مع بقعة ضوء على العانس رقم (6)
ألعانس رقم (6): منذ سنوات، وأنا أسمع الأخبار.. أليوم لا شأن لي بشيء.. أغلقت التلفاز، أحرقت الجرائد، وكسرت المذياع... أنقذني يا إلهي.
بقعة ضوء على العانس رقم (2)، وهي تضع رأسها بين بيديها
ألعانس رقم (2): يا رب أنقذني من جنوني.. أُريد.. أُريد أن أقول شيئاً.. شيئاً مهماً.
باقي العوانس يتحركن حركة متشابهة، وهن مقرفصات على الأرص يميناً، وشمالاً.. ويرددن على إيقاع حزين ( لماذا.. لماذا.. لماذا ).
ألعانس رقم (5) للعانس رقم (3): ربما يعود.. ولكن ليس بهذه السرعة.. ألغريب أن الشهداء يعودون، والمهاجرين تأكلهم المنافي، تمصهم, ولن يعودوا.. لقد فات قطاري الجميل، وما زلت جميلة.
يرتفع الـ "رامب" رويداً رويدا، فيظهر الرجل وظهره للجمهور, ثم يدخل، بين هالة من وجد، وهيام، واستنفار، وترقب... .
وسيماً به عَرَج بسيط في ساقه اليمنى، يبدو عليه الخوف كمن جاء هارباً من شيء ما.
ألعانس رقم (7): تردد أغنية ((هذا مو إنصاف منك غيبتك هلگد تطول))
ألعوانس.. يقتربن من الرجل ويحطنه على شكل حدوة حصان
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل, ومازلت صغيرة.
ألعانس رقم (2): رجل!!. إنه رجل حقيقي.
ألعانس رقم (3): كان يحبني كثيراً.. خطبني ذات ربيع، قبل أن ينخره الرصاص.
ألعانس رقم (1): كنا نقصف كل يوم.
ألعانس رقم (4): ((عيب يا بنات ))، من يكون هذا ( تشير إلى الرجل ) كي نخبره بكل أسرارنا
ألعانس رقم (6): ربما نتعرف عليه غداً.. ربما يكون غداً أجمل.
ألعانس رقم (7): تردد أغنية "وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلا, وغداً ننسى ولا نأسى على ماضٍ تولى"
ألرجـل: كل يوم أسمعها حتى صارت حياتي, غداً.. غداً.. غداً
ألعانس رقم (2): غداً هو يوم أجمل.
ألعانس رقم (5): إنه شيء نسيته تماماً.. قطاري الجميل فات, وما زلت صغيرة.
ألعانس رقم (4): غداً؟. أنا لم أقرر ذلك.
ألعانس رقم (3): غداً صار حياتي.. يا رب اجمعني وإياه هناك.
ألعانس رقم (1): كان ( غداً ) معجزة، وحين يتحقق.. ترقطه المدافع.
أما السماوات.. فتتلبد "بالأباتشي"، رغم الأدعية والنذور.
ألعانس رقم (6): غداً.. بداية بداياتي.
ألعانس رقم (7): ألشهداء يأتون غداً.. هكذا أخبروني.
ألعانس رقم (3): حبيبي أجمل الشهداء.. غداً سوف أراه، وبعد غدٍ يراني.
ألعانس رقم (4): أليوم.. غداً.. بعد سنة.. لايهم.. أنا لا أحب القادم.. منذ طفولتي.
ألرجـل: يكفي.. ما هذا الذي أنا فيه!. سجن آخر أم مصح عقلي.. أم ماذا!!.
ألعانس رقم (2): أيها العزيز التائه.. من أين أتيت؟.
يقترب الرجل منها
ألرجـل: جئتكم هارباً من نفسي، ربما من سجني.. من ولعي بما كنت أحب.. أنا لا أدري كيف أتيت, ولماذا وقع اختياري على هنا.
يخفت الضوء تدريجياً مع بقعة ضوء على العانس رقم (3)
ألعانس رقم (3): هل نهضت من بين الشهداء؟.
ألعانس رقم (4): أم هارباً من القضاء؟.
أجل أنت هارب.. أما من سجن أو من مصح عقلي.
ألرجـل: ألرجولة تأمرني بالصمت, والشهداء رفضوني, والقضاء لا يطالبني.
ألعانس رقم (4): لماذا أنت هنا؟.
ألرجـل: وأنتن..!. لا أفهم لماذا أنتن هنا!. ماهذا المكان الذي أنا فيه؟!.
إظلام - يتكرر صدى الكلام، مختلفاً قليلاً عما جاء على لسان الرجل، وعلى شكل صدى متكسر- بأصوات "باص، و تينور، وملوَّن، وطبيعي":
ألشهداء أمروني بالصمت.. ألصمت لي والكلام لهم.. ألقضاة رفضوني.. لماذا أنتن هنا؟. لا أفهم أي شيء عن أي شيء!.
ترافق الحوار الداخلي هذا.. تقاسيم حجاز على درجة الـ "ريْ" بآلة الكمان.
تتبعها حركة بشرية بطيئة، على تقاسيم الصَبا، على درجة الـ "لا"، وتراتيل.
ألحركة تشير إلى رغبة مكبوتة في أجساد النساء، وتتخذ شكلاً دائرياً.. ثم تعود الأضاءة على العوانس بالتتابع.
ألعانس رقم (4): لماذا لايرحل هذا الرجل من هنا؟.
ألعانس رقم (2): لا أريدك أن ترحل.. إبق هنا.. معنا.
ألرجـل: من سجن إلى سجن.. لافرق بين ما هربت منه، وما جئت إليه.. كلها سجون.. حتى أحلامي صارت بعض سجني.. والأمنيات سجاني.
ألعانس رقم (6): ماذا دهاك!. أية بلوى جئت بها.. أية بلوى أنت!.
ألرجـل: كلها سجون, جئت هارباً كي أنقذ نفسي من نفسي..
ألعانس رقم (2): إبق معنا, وستنقذ نفسك.
ألرجل (غير مبال بما سمع): كل واحدة منكن صارت سجاني ( يشير بسبابته إليهن ) تحكمني، تأخذني من عنقي إلى الجحيم مرة، وإلى الفردوس مرة.. وأنا الوحيد في هذا العالم... ( يصمت ) يدور حول نفسه بما يشبه الرقص.
ألعانس رقم (4): كذاب.. أنت كذاب, نحن لانفكر بأعرج كذاب مثلك.
ألرجـل: ألكذب!!. ألصدق!!. لا معنى لهما.
ألعانس رقم (6): لم أفقد جمالي بعد قلبي هو الذي...
تقاطعها ألعانس رقم (3): مات.. أجل حبيبي قد مات، لقد فجعني قرة عيني.
ألعانس رقم (1): يقصفوننا كل يوم، وكل يوم نقول غداً.. سيهجعون.
هل تفهم كيف يصبح الرصاص أليفاً كالقطط؟.
ألرجل ( دون انفعال ): لم نعد نفرّق بين الرصاص والأصدقاء، كلهم يأتون متى يشاؤون، ثم يحرقون المكان برحيلهم.
ألجو العام على المسرح لايوحي بمعقولية الأشياء، (فأعطيتُ) فرصة للمثل لأخراج المشهد.
ألعانس رقم (2): أنا أخاف الأصدقاء.
ألرجـل: لا أحد يفهم ما أقول.. ألرصاص، والرجال يأتون بسرعة ويذهبون بسرعة.. ألرصاص يتناثر في كل مكان, وكذلك الرجال.
ألعانس رقم (1): قصفونا في الليل، قصفونا في الظهيرة، قصفونا في الصباح، قصفونا ونحن نحلم، قصفونا في الفراش.. في الحمام، وفي وقت الصلاة.. قصفونا ونحن تحت القصف.
ألعانس رقم (4): والغريب أننا لم نمت بفعل الصواريخ.. لم نمت بفعل الرصاص.. أننا نموت من شدة الحب.
ألعانس رقم (2) تقترب من الرجل، وهو يوشك أن يغادر المكان، حزيناً.. فتمسكه من كتفه، وتطوق عنقه بذراعيها.
ألعانس رقم (3): إلى أين؟. نحن لايغادرنا غير الشهداء
ألعانس رقم (5): يفارقنا الموتى والمهاجرون.
ألعانس رقم (3): أين تريد الذهاب في هذه الساعة؟. كن شقيقي.. لأسمعك حكاية شقائي.
ألعانس رقم (2): لم نشبع منك بعد ( يدفعها برفق ) تعال.. تعال..
ألعانس رقم (7): تردد أغنية ((وين رايح وين، وين الوعد وين))
ألعانس رقم (4): غبية.. غبية فعلاً.. لاأدري كيف تحب امرأة رجلاً تافهاً كهذا!.
ألعانس رقم (5) توجه حوارها للعانس رقم (4): خاتم الخطوبة مازال معي، ولا أريد امتلاك أكثر من خاتم.. لو كان أخبرني برحيله لأعطيته إياه.. عسى أن يؤجل ذله يوماً آخر.
يهبط الرجل جاثياً يتضرع أمامهن كمن يبكي
ألرجـل: يا آنساتي، يا حبيباتي.. ماذا جرى، دعوني أفهم الحقيقة.. لا أريد أن أعود إلى سجني ثانية، شبعت من الهوان والأنتظار ( يقعد أرضاً، ويسائلهن الواحدة تلو الأخرى ) سأذهب حسناً، ساذهب الآن.. أليس هذا حلاً معقولاُ؟.
دعوني أعود إلى سجني القديم، إنه أرحم بكثير أو.. أو.. أو اتركوني أفهم مايدور في هذه الرؤس العجيبة.
ألعانس رقم (6): وهل ستفهم ما نحن فيه؟.
ألرجـل: وهل ستفهمن يوماً ما أنا فيه؟.
ألعانس رقم (2): دعنه يرحل، أتركوه يرحل ( تقترب منه، وتمسح جسدها بجسده، وتكرر بدلال غريزي مفضوح ) هيا ارحل، لا تمنعونه من الرحيل.
ألعانس رقم (6) ( تشير إلى هيأته بإصبعها السبابة، من الأعلى إلى الأسفل)
لا أريد أن أجن من أجل رجل, لقد رفضت ألفاً قبلك، فمن تكون أنت؟!.
(ثم تهوي كطائر جريح وهي تكرر)
لقد رفضت ألف رجل.
ألعانس رقم (5): كلهم هاجروا, كلهم هجرونا، كانوا أكثر من حبات الرز, كانوا برائحة العنبر.. فلماذا هاجروا، ولماذا هجرونا!.
ألعانس رقم (3): قالوا أن الشهداء يعودودن بعد حين, حبيبي بينهم, حبيبي معهم، لكنه بَعُدَ منذ سنين.. لِمَ يتخلف بعض الشهداء عن عادات جميلة كهذه؟.
ألرجـل محدقاً بالعانس رقم (3): نحن نسمع.. نسمع ولا نرى، كل واحد منا يقول ما يشتهي، لكن الحقيقة ستبقى آخر مانفكر فيه.. ألحقيقة تأتي متأخرة تماماً.
ألعانس رقم (4): لاشيء يحدث, لا أحد يجيء. (تنظر) إلى العانس رقم (5)، والذين هاجروا كانوا أذكى منا.. لو كنت رجلاً لما فعلت غير ما فعلوا.
ألعانس رقم (7): تردد ((وين رايح وين))
ألعانس رقم (5) ( بصوت منكسر ): ألذين هاجروا لهم رائحة الأمس.. رائحة لم نعد نشمها.
ألعانس رقم (1): كثرت الأخطاء، لاندري بعد اليوم أي خطأ نحن فيه.
ألعانس رقم (5): ألخطأ الأول أنهم تركونا وهاجروا.. ألخطأ الحقيقي أنهم هجرونا، ونحن في عز صبانا.
ألرجـل ( بحركة تشير إلى عجز أو خوف من شيء):
ألهجرة أفضل من الموت، فالجسد لا يحتمل أكثر من حرب واحدة.. إنهم على حق، إنهم أفضل مني.
ألعانس رقم (5): إنهم على حق، إنهم على حق.. كلمة الحق لم أعد أنطقها جيداً ( تهوي أرضاً).
ألرجـل: أي عذاب أنا فيه.. أي عذاب إنساني أرى!!!.
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل، وأنا في عز صباي.
تقترب العانس رقم (2) من الرجل، وتمسح ظهرها بظهره، وبقية العوانس ينظرن إلى المشهد، والرجل يتطلع إليهن واحدة فواحدة، وهو يشعر بحقيقة المأزق الذي هو فيه.
ألعانس رقم (4): يا للرجال من قساة وكذابين.
(حلم اليقضة ينتاب العوانس.. حالة تأخذ شكل الواقع، والرجل في كل حلم لكل عانس، وخشبة المسرح تبدو ضبابية، والحوارات في هذا المشهد متشنجة وهستيرية)
ألعانس رقم (1): ألرجل شتاء، دجنته الحروب.
ألعانس رقم (2): عندما يأتي يعود، لكنه دائماً هنا ( تشير إلى قلبها).
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل, وهو مازال فيه.
ألعانس رقم (6): حصان جامح، يحلو له الصيف.
ألعانس رقم (3): ألرجل هدف للرصاص.. درع بشري، لنموت كَمَداً.
ألعانس رقم (4): لا أحب الشتاء، ولا أحب الصيف.
ألعانس رقم (7): لماذا تأخروا هكذا.. تردد (( طالت غيبتك يا اسمر علينا)).
ألعانس رقم (6): ما الفائدة، ليالي قبل الأربعين قد ولَّت
ألرجـل: خذلونا في عز صبانا، ماتركوا فضة إلا وفضوها، ولا ذهباً إلا وذهبوا به، ولا ضيعة إلا وأضاعوها، ولا عرضاً إلا وعرَّضوا به.
ألعانس رقم (2): لم يعد الكلام ينفع، فالجريمة كاملة، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ألعانس رقم (6) بحالة من حالات الرقص المحموم، وهو أقرب للطيران، كمن يريد أن يهبط من قمة عالية نحو الأرض.
ألعانس رقم (6): أنا أحتاج إلى رجل يعذبني كثيراً, أكثر قسوة من أبي وجدي، أريده أن يعذبني كل يوم، وكل ساعة، فقد مللت هذا الصمت السخيف.. أريده أن يضربني كثيراً, يأمرني بحزم وشدة.
ألعانس رقم (7): تردد ((أريد الله يبين حوبتي بيهم))
ألرجل ( بكثير من الهلع، والأنكسار): لا ( حوبة ) لنا.. لقد مرت السنوات، ونحن ننتظر هذه ( الحوبة ) التي لا ( حوبة ) لها.. إننا نهلك ساعة بعد ساعة ولا مصير لنا غير المسلخ.. مسلخ الحياة التي صارت ( حوبة ) للقصابين.. نحن خرافهم الجميلة الساكنة المسكونة بالرعب, ( يصرخ) خراف ليس إلا.
ألعانس رقم (7): ((أريد الله على الفرگه يجازيهم ، كلما عذبوا حالي ساكت ما..)) ( تسكت ثم تقول بخوف ) نعم لاشيء سوى السكوت, هذا هو المصير الأخير، ألسكوت من ذهب.
ألعانس رقم (1): نحن أصلاً من ذهب.
ألعوانس جميعاً يرددن: ألسكوت من ذهب.. نحن مصنوعون من ذهب.
ألعانس رقم (4): (( ما أريد أسمع هيچي حچي، ناس ما تستحي)).
ألعانس رقم (6): أحب الحصان الجامح.
ألعانس رقم (1) ( تعدو مسرعة نحو الرجل): ألا تدري أنهم كفوا عن القصف.. ألأستاذ المبجل حفظه الرب يقول.. أنها مجرد نيران صديقة.
ألعانس رقم (4) ( تنظر إلى الرجل بود واضح، وتصرخ بالأخريات): ألا تخجلن من أنفسكن؟!. دعنه يرتاح ( وكأنها تشير إليه بأن يهتم بها فقط).
ألرجل ( ينظر إليها ثم يبتعد قليلاً ويخاطب الجميع ): أجمل ما في الكون امرأة لا تستحي من الحقيقة.
ألعانس رقم (7): تردد ((گلبك صخر جلمود، ماحن عليَّ))
ألرجـل: يا إلهي.. ماذا جرى حقاً في هذه السنوات!.
ألعانس رقم (3): دعونا نسأل الشهداء.
ألرجل ( مستمر ببوحه الهيستيري، وهو جالس على الأرض كأنه يصلي):
أنا أريد أن أفهم و "الحروب عليها السلام لاترد السلام"*.
ألعانس رقم (4): ألمعرفة ورطة
ينهض الرجل، ويقترب من وجوه العوانس، واحدة تلو الأخرى، وفي كل اقتراب يسمع كلمة أو عبارة وهو يدور
ألرجل: ألورطة معرفة.
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل، وأنا مازلت صغيرة.
ألعانس رقم (4): هلا أمرتني بشيء ( تقولها بدلال لا يناسبها).
ألعانس رقم (1): لابد من شيء يظهر.. فالمسكوت عنه "يتفرعن"
ألعانس رقم (2): مازلت أخاف ( غداً)
تمتد أصابع الرجل العشرة إلى العانس رقم (2) ثم إلى العانس رقم (4) ثم إلى بقية العوانس حيث يصبح داخل حلقة، يرفع يديه عالياً، يرقص بحزن أشبه برقصة زوربا، والعوانس يتحركن ما يشبه حركة الدراويش ويرددن ( لماذا، لماذا، لماذا ).
يسطع الضوء رويداً رويدا
ألرجل: لا أريد هذا الضوء، ألضوء يوجعني، لا أحب العيش بنور كهذا.
تهطل من سقف المسرح أوراق أشجار خريفية أثناء حوار الرجل، تتخللها همهمات وأناشيد حربية، تعقبها ملابس نسائية للنوم وللسهرة، وتعلو من خلف الكواليس أصوات العوانس أنفسهن (صوت مفخَّم): ألضوء هنا جريمة، أعتدنا العتمة، في الظلام يُعرف الأنسان أكثر، في العتمة..
ألرجـل (مقاطعاً): لم أشعر برجولتي في الضوء ولا في العتمة، هذه إرادة الحروب، هناك فقدت رجولتي, هكذا، وبكل بساطة.. ألرصاصة انتخبت هذا المكان تحديداً.. أجل الرصاصة, فالله رؤوف رحيم, ولا يجهض كبريائي بهذه الطريقة، ماذا تردن من رجل ليس برجل، أنتن نساء بمعنى الكلمة، إلا أن الضوء جريمة.
بصوت جميع العوانس: ألظلام ستر وعافية
ثم يتوارين خلف الكواليس، وترافق الحركة أصوات منبهات قطارات وبواخر وزجاج يتكسر.
ألرجل: إفتحوا الأبواب، دعوني أدخل، دعوا أختكم الثامنة أن تدخل، دعوني أخرج من سجني الكبير لأدخل سجناً لافرار منه.. أنا العازب الوحيد في هذا العالم.. رجل مع إيقاف التنفيذ.
"ستار"

* "ألحروب عليها السلام لاترد السلام" جملة مستعارة من الشاعر الكبير سلمان داود محمد

عبده فايز الزبيدي 02-06-2014 01:16 PM

محمود درويش
هو محمود بن أيمن بن سليم بن حسين درويش ،شاعر فلسطيني حداثي و شيوعي ، و شعره في غالبه زندقة فالحداثة هي الخروج من الدين و التراث الإسلامي
و حاله كحال بقية شعراء الحداثة كأدونيس و محمد الماغوط و عبدالوهاب البيات ومن هم في مثل حالهم.
جاء في ترجمته:
( محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).

اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر . ..) *

له عدة دواوين منها:
(عصافير بلا أجنحة ) و ( أوراق الزيتون) .

من أشعاره:
( عن إنسان)

وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
***
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
***
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!

( أنا يوسف يا أبي)
أَنا يوسفٌ يا أَبي.
يا أَبي، إخوتي لا يحبُّونني،
لا يريدونني بينهم يا أَبي.

يَعتدُون عليَّ ويرمُونني بالحصى والكلامِ
يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني
وهم أَوصدُوا باب بيتك دوني
وهم طردوني من الحقلِ
هم سمَّمُوا عنبي يا أَبي
وهم حطَّمُوا لُعبي يا أَبي

حين مرَّ النَّسيمُ ولاعب شعرِي
غاروا وثارُوا عليَّ وثاروا عليك،
فماذا صنعتُ لهم يا أَبي؟
الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ،
ومالت عليَّ السَّنابلُ،
والطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ
فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي،
ولماذا أَنا؟

أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا،
وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ، واتَّهموا الذِّئب;
والذِّئبُ أَرحمُ من إخوتي..
أبتي! هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ إنِّي:
رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكبًا، والشَّمس والقمرَ، رأيتُهُم لي ساجدين؟


و يتهم محمود درويش بعمالته للكيان الصهيوني على الصعيد الشخص و الأدبي فهو عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي كما أن شعره يشهد حالة من التشبع بالتلمود و أساطيره ،وجاء في موقع الجزيرة .نت التابع لقناة الجزية الإعلامية القطرية ( قال الباحث الفلسطيني أحمد اشقر و هو باحث في الفكر الديني في أمسية ثقافية نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين بعمّان في يوم الخميس 24-11- 1433 هـبعنوان ( درويش و التوراة) أقيمت أن درويش ( ستخدام رموز توراتية "من أجل أن يفضي الحاضر للماضي ويطرح البلاد وطنا مشتركا للشعبين الفلسطيني واليهودي" ...
و نسب لدرويش قوله في حديث صحفي "الشاعر في مرحلة الطوارئ سياسي بالضرورة لأنه جزء من مقاومة الاحتلال ومطالب بالوفاء للصورة التي يرسمها له القارئ، كما أنه مطالب أيضا بالتمرد على ما هو متوقع منه"...) **
و من الباحثين الذين أشاروا إلي علاقة محمود دروبش بالتوراة الشاعر و الباحث / موسى حوادة فقد قال :
( ما يثير الانتباه والاستغراب حقا، قيام المرحوم بنقل مقاطع كاملة من التوراة، ووضعها في قصائده، باعتبارها من تأليفه، أي من دون إشارة للمصدر، لا من قريب ولا من بعيد. يقول درويش في «الجدارية»: «باطلٌ، باطلُ الأباطيل باطلْ»، وفي الإصحاح الأول من سفر الجامعة ورد:

«1 كَلاَمُ الْجَامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ:

2 بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ».

وفي الجدارية كتب درويش: «الرياح شمالية والرياح جنوبية».

وفي سفر الجامعة، من الإصحاح نفسه:

«6 اَلرِّيحُ تَذْهَبُ إِلَى الْجَنُوبِ، وَتَدُورُ إِلَى الشَّمَالِ».

وفي «الجدارية»: «تُشْرِقُ الشمسُ من ذاتها/ تَغْرُبُ الشمسُ في ذاتها».

وفي التوراة؛ 5 «وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ، وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَتُسْرِعُ إِلَى مَوْضِعِهَا حَيْثُ تُشْرِقُ».

وفي الجدارية:

«للولادة وَقْتٌ

وللموت وقتٌ

وللصمت وَقْتٌ

وللنُّطق وقْتٌ

وللحرب وقْتٌ

وللصُّلحِ وقْتٌ

وللوقتِ وقْتٌ

ولا شيءَ يبقى على حالِهِ».

وفي التوراة:

«1 لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ:

2 لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ.

3 لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ.

4 لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ.

5 لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلانْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ.

6 لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ.

7 لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ.

8 لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ.

9 فَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لِمَنْ يَتْعَبُ مِمَّا يَتْعَبُ بِهِ؟».

وفي الجدارية:

«كُلُّ نَهْرٍ سيشربُهُ البحرُ

والبحرُ ليس بملآنَ ،

لاشيءَ يبقى على حالِهِ

كُلُّ حيّ يسيرُ إلى الموت

والموتُ ليس بملآنَ».

وفي التوراة؛ 7: « كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ. إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَرَتْ مِنْهُ الأَنْهَارُ إِلَى هُنَاكَ تَذْهَبُ رَاجِعَةً».

وفي «الجدارية» يقول درويش:

«1400 مركبة

و12,000 فرس

تحمل اسمي المُذَهَّبَ من

زَمَنٍ نحو آخر»، وهي نفس عبارات الملك سليمان في سفر الملوك، حتى بالرقم.

وفي «الجدارية»:

«عشتُ كما لم يَعِشْ شاعرٌ/

مَلكاً وحكيماً

هَرِمْتُ، سَئِمْتُ من المجدِ

لا شيءَ ينقصني

أَلهذا إذاً

كلما ازداد علمي

تعاظَمَ هَمِّي؟

فما أُورشليمُ وما العَرْشُ»، وهذا اقتباس من سفر الجامعة أيضا. وعلى لسان سليمان بالنص؛ 19وَمَنْ يَعْلَمُ، هَلْ يَكُونُ حَكِيمًا أَوْ جَاهِلاً، وَيَسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ تَعَبِي الَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ وَأَظْهَرْتُ فِيهِ حِكْمَتِي تَحْتَ الشَّمْسِ؟ هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ.16 أَنَا نَاجَيْتُ قَلْبِي قَائِلاً: هَا أَنَا قَدْ عَظُمْتُ وَازْدَدْتُ حِكْمَةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ كَانَ قَبْلِي عَلَى أُورُشَلِيمَ، وَقَدْ رَأَى قَلْبِي كَثِيرًا مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْمَعْرِفَةِ .

يقول القس متري الراهب إن درويش كان متعلقا بسفر الجامعة. وكان ملما بالعهدين القديم والجديد إلى درجة أنه وصفه بأنه كان لاهوتيا.

حتى لو كان متعلقا بأي سفر من أسفار العهد القديم أو الجديد فهذا لا يضيره، لكن نقل المقاطع حرفيا، وكما وردت في التوراة، أو تحويرها بشكل خفيف فقط.. هل يعتبر تناصا أو اقتباسا، حتى لو لم يشر إلى ذلك؟

إن الأثر التوراتي في شعر درويش لا يحتاج لدليل، فقد قال درويش نفسه، ذات يوم: «لقد قرأت التوراة بالعبرية وأحببت ركاكة بعض الترجمات العربية».ا.هـ ***

شواهد على استهزأ محمود درويش بثوابت الإسلام:
ما أورده الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي :
( ... (أنا الحجر الذي مسته زلزلة
رأيتهم الأنبياء يؤجرون صليبهم
و استأجرتني آية الكرسي دهراً ،ثم صرت بطاقة للتهنئات )
و يقول:
(و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة، دم كالمياه
و ليس تجففه غير سورة عمَّ ،و قبعة الشرطي
و خادمه الأسيوي ، وكان يقيس الزمان بأغلاله ) ...
و يصف كغيره من الحداثيين الأمة و دينها بالرمل رمزاً للتخلف
و الرجعية :
( و الرمل هو الرمل أرى عصراً من الرمل يغطينا
و يرمينا من الأيام ..
و الرمل جسم الشجر الآتي
غيوم تشبه البلدان
لون واحد للبحرو النوم
و للعشاق وجه واحد
و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري
سنرى ألف نهر في مجاري الماء
و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا
سيد الأيام
و النخلة أم اللغة الفصحى
أرى فيما أرى ممكلة الرمل على الرمل )
و هذه النصوص كلها من كلام درويش تدل على مقدار السخف الحداثي الذي يتخذ من القرآن العظيم و سوره غرضا للسخرية ...) ****
و تأكيدا على كلام الدكتور الغامدي من جهة سخف الطرح الحداثي أورد هذا النص لمحمود درويش :
(
أَمشي أهرولُ أركضُ أصعدُ أنزلُ أصرخُ
أَنبحُ أعوي أنادي أولولُ أسرعُ أبطئ أهوي
أخفُّ أجفُّ أسيرُ أطيرُ أرى لا أرى أتعثَّرُ
أَصفرُّ أخضرُّ أزرقُّ أنشقُّ أجهشُ أعطشُ
أتعبُ أسغَبُ أسقطُ أنهضُ أركضُ أنسى
أرى لا أرى أتذكَُّر أَسمعُ أبصرُ أهذي
أُهَلْوِس أهمسُ أصرخُ لا أستطيع أَئنُّ أجنّ
أَضلّ أقلُّ وأكثرُ أسقط أعلو وأهبط أدْمَى
ويغمى عليّ...)

و من ولائه لإسرائيل رفضه الحضور للمملكة العربية السعودية حين قدمت له الدعوة لحضور مهرجان الجنادرية الثقافي و التأريخي
فقد ذكر عبدالباري عطوان:
(ربما تكون المملكة العربية السعودية من الدول القليلة التي لم يزرها مطلقا، وهناك قصة غريبة وراء ذلك، فقد جاء احدهم يفاتحه قبل عشرين عاما بدعوة لحضور مهرجان الجنادرية الثقافي السنوي في وسط نجد، وعندما سئل عن الجهة المنظمة قالوا له انها 'الحرس الوطني'، فقال وما علاقة العسكر بالثقافة، ألا توجد رابطة او نقابة او هيئة تتولى هذه المهمة غير الحرس الوطني؟ وكانت هذه الكلمات نهاية العرض) *****
قلت :لم يزر محمود درويش المملكة العربية السعودية لا حاجا و لا معتمرا و لا شاعرا ، و لا يقبل منه ذاك العذر البارد فالرجل لا صلة له بدين الله و بمقدساته.
عاش محمود درويش ردحاً من الزمن بفرنسا ،وتوفي محمود درويش بولاية تكساس بأمريكا و هو يجري عملية قلب مفتوح في عام 2008 م.
_____________________
* ويكيبديا
** الجزيرة نت: http://www.aljazeera.net/news/pages/ecd7b12e-ba22-44d6-972b-
8684d4f5a6d2

*** من مقالة ( محمود درويش و التوراة) لكاتبها موسى حوامدة التي نشرتها جريدة الدستور الأردنية في
يوم الجمعه، 20 أبريل/نيسان، 2012 م.

**** الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، ( الانحراف العقدي في أدب الحداثة و فكرها العقدي)، دار الأندلس الخضراء،ط: 1424-2003 ، ص: 1181-1182
***** مقالة بعنوان ( حمود درويش الذي عرفت) لعبدالباري عطوان، نشرتها مؤسسة محمود درويش على موقعها و رابطها: http://www.darwishfoundation.org/printnews.php?id=163

عبده فايز الزبيدي 02-06-2014 01:17 PM

جمال مرسي
هو جمال بن محمدبن مُرسي بن علي الجوهري ، شاعر و أديب مصري ، مولود في الثاني من فبراير عام 1951م ، في كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية،
حاصل على البكالوريوس العلوم الطبية البيطرية دفعة مايو 1980 ، و هو عضو في عدة اتحادات و أندية أدبية فهو:
عضو اتحاد الكتاب المصريين..
عضو نادي أدب كفر الشيخ
له عدة إصدارات هي :
1- ديوان غربة عام 2000م
2- ديوان:أصداف البحر و لآليء الروح عام 2005
3- أنهار لا تعرف الخوف عام 2009م
4- شرفة القمر (ديوان مشترك مع عدد من شعراء العرب) .
5- في كل اتجاه .. شهر ديسمبر عام 2013م

و د.جمال مرسي هو مؤسس منتديات قناديل الفكر و الأدب على شبكة الإنترنت ، و يكتب في العديد من الصحف و المجلات المصرية و العربية. اضافة الى كثير من المواقع و المجلات العربية الموجودة على صفحات الأنترنت.
من شعره:
1. قصيدة ( هو الشعر أرقى الفنون):
هُوَ الشعرُ يرقى بأحلاميـهْ
أُحقــقُ فيهِ مُنى ذاتيـهْ
و أنهـلُ منه سُلافَ الحيـاةِ
و أقطـف أزهارَه الزاهيـه
هوَ البَرُّ إنْ أنت رُمتَ النجاةَ
هو العطـرُ فاحَ بأيّامـيـَهْ
ففيهِ الجمـالُ إذا ما تغــنّى
بهِ العاشــقونَ بألحــانيهْ
و فيهِ النسيبُ و فيهِ المديحُ
و فيهِ الهجـاءُ و مـرثاتيهْ
حماسٌ و فخرٌ و كم من أريبٍ
يُسـدِّدُ من ضـربةٍ قاضـيهْ
و كم ذا ببيتٍ يُبيدُ الطغــاةَ
و يدحــرُ من قوةٍ غــازيهْ
هو الشعرُ أرقى فنونِ الحياةِ
هو البحــرُ دُرّاتُهُ غــاليه
فَغُصْ فيهِ و انعم بما يحتويهِ
و دع عنكَ أعـذاركَ الواهيهْ.

2. قصيدة ( انتفاضة الأقصى ):
اللهُ أكبرُ يا سيلاً مِن الغَضَبِ
يا قاصفاً من رِياحِ النَّارِ و اللَّهَبِ
اللهُ أكبرُ يا أبطالَ أُمَّتِنا
في سَاحةِ القُدسِ في يافا و في النَّقَبِ
اللهُ أكبرُ كم دَكَّت حِجارَتُكُم
حصناً لباغٍ و أطماعاً لمغتَصِبِ
كم شنَّفت أُذُنِي أخبارُ زلزلةٍ
قَضَّت مضاجعَ مغرورٍ و مُعتجبِ
كم ثار بُركانُكُم يُلقي قذائِفَهُ
في وجهِ أعدائِكُم كالنَّارِ في الحطبِ
لم يُثنِ هِمَّتَكُم بطشٌ و قنبلةٌ
ألقت بها عَبثاً كفٌّ من الرَّهَبِ
شُلَّت ، فما فَرَّقَت في القَتلِ رميتُها
مابينَ طفلٍ بكى من خوفِهِ و أبِ
اللهُ أكبرُ يا أطفالَ أُمَّتِنا
انتم رجالٌ من الياقوت و الذهبِ
لو كنتُ بينكمُ ، كنتُ افتديتكمُ
بالروحِ و القلبِ لا بالشِّعرِ و الخُطَبِ
يا مَن بذلتم لأجلِ القُدسِ أنفُسَكُم
أرواحُنا مَعَكُم في القدسِ لم تَغِبِ
اللهُ أكبرُ يا طفلاً حِجارتُهُ
كانت إلى قلبهِ أحلى من اللُّعَبِ
إضرِب فأعداءُ دينِ اللهِ في فَزَعٍ
رغمَ العتادِ من البارودِ و اليَلَبِ
إضرب فإنَّ يدَ الرحمنِ ضربَتُها
أشدُّ بطشاً من الأرماحِ و القُضُبِ
نُب عن ألوفِ الملايينِ التي احتَرَقَت
أكبادُها لَوعةً مِن شِدَّةِ النُّوَبِ
خمسونَ عاماً و ساحُ القُدسِ في خَطَرٍ
قد دنَّستها جيوشُ الديْرِ و الصُّلُبِ
خمسونَ عاماً و أقصانا منابرُهُ
تدعوا أيا إخوةً في الدينِ و العَصَبِ
هُبُّوا لنجدتنا ، ثوروا لثورتنا
أعطوا حجارتنا دعماً من الشُّهُبِ
" شارونُ " دنَّسنا ، أدمى مشاعِرَنا
" باراكُ " أمطرنا بالحربِ و الحَرَبِ
كم من شهيدٍ روى بالحُبِّ من دمِهِ
مسرى النبيِّ عظيمِ القَدرِ و الحَسَبِ
كم من عزيزٍ أبى طَعناً بعزَّتِهِ
فاهتاجَ مُنتفضاً كالليثِ في الغَضَبِ
يا أمَّة الخيرِ في الأقصى ، رسالتُكُم
قد زيَّنت طُرَّةَ الأنباءِ و الكُتُبِ
فاستبشري أُمَّتِي بالنَّصرِ في وطنٍ
صبَّ اليهود بهِ وبلاً من الكُرَبِ
عمّا قريبٍ يعود الحقُّ مُنتصراً
مهما استطالَ زمانُ الزيفِ و الكَذِبِ


3. قصيدة ( مَدَدتُ يَداً):

هَا هيَ يدي أَمُدُّها إليكِ

و ها هيَ أشرعةُ قلبي قد هيأتها لتستقليها

كي تبُحري بي في عالمٍ من السعادةِ

عالمٍ لا يوجد فيه سِوانا

لا حاجةَ لي فيهِ إلى شمسٍ تُشع دفأها،

فأنتِ شمسي .

و لا لأشجارٍ أتفيَّأ ظلها من وهجِ الظهيرة ،

و لفحِ المشاعرِ ،

فأنت روضتي و أشجاري .

و إذا جنَّ عليَّ الليل و اشتدت ظلمته ،

كنتِ القمرَ الذي يُضيئه ،

و يفرد علي جنباتهِ أجنحةَ النور.

أشم عبيرَ أنفاسِك ..

فكأنني أشم أطيب الأزاهير .

و أسمعكِ تصدحينَ فأحسُّ بفرحة العنادلِ ،

و هديلِ الحمائمِ ،

و همساتِ الكناري .

أتمايلُ معكِ طرباً ..

و كأنني غصنٌ أخضر وقفت عليه أطيارُ قلبِكِ ،

تعزف أجملَ ألحانِ الهوى في مسمعيَّ .

هأنذا أمد إليك يدي

فتلمسي دفأها

و استشعري نبضاتِ الحُبِّ في رعشاتها

احتضنيها بقوةٍ

و دعيني أضُمكِ إلى صدري

و أغمض عيني

فأراكِ في عالمي الورديِّ حمامةً بيضاء ..

جاءت مسرعةً ،

بعد عناءِ رحلةِ العمرِ المسافرِ للمغيبِ ،

لتستريحَ على نافذةِ قلبي ..

تنظر إليَّ فتجدني أبادلها الهديلْ .

أقول لها اقتربي ..

فمن عينيكِ ، و إليكِ ..

سأبدأ الرحيل الجميلْ .

و أنا مشتاق من زمنٍ ..

لرحيل يشطرني ،

يجعلني أتشظى

فتبعثرني الريح في فراديس بهائك .

سيدتي ..

ما أجمل أن نعيشَ الحبَّ الصادقَ

في زمنٍ تحكمهُ المادةُ

و قوانينُ القوةِ

دعينا نُرسي مبدأ البقاء للأكثر حباً

في زمنٍ

ندر فيه أن نجد حباً ..

أو حبيباً صادقاً

عبده فايز الزبيدي 02-06-2014 01:18 PM

نداء غريب
هي نداء بنت غريب بن صبري الحلفاوي ، المولودة في عام 1976 م ، و تحمل الإجازة الجامعية في اللغة الانجليزية ، أديبة و شاعرة سورية و هي لاجئة سورية في مدينة الرمثا الأردنية بسبب اندلاع الثورة السنية المباركة بسوريا اليوم.متزوجة و لها ثلاثة أولاد ابن و بنتان .
ألتقيت بقلمها في منتديات رابطة الواحة الثقافية حيث يكتب نخبة الأقلام العربية ، تكتب الشعر و القصة القصيرة من أعمالها :
الشعر :

يا شام سلام

يا شام سلاما لسهولكِ ....
للمرجة للشعب الأعرقْ ...
للساحل والنهر وبيتي المهجورِ
ونارنجةِ جدّي
والفلّ بحارتنا يعبقْ
تغرقني أحزانُ لجوئي ...
ألمي ...
غربةُ قلبي ...
صمتي
ودموعي بدموعي تشرقْ
ووفاءً لترابكِ يقضي أحبابي شهداءَ
ويمضي موكبُ صبري
في سيلِ دماءٍ يهدرها ...
من كنتُ أظنهمُ أهلي ...
في وهمِ وفاءٍ لزعيمٍ
مختلٍ
مجنونٍ
أخرقْ
أوفاءً يا شامُ سفيهٌ يهدرُ مجدكِ ؟
يحرقُ أرضكِ ؟
يسلبكِ الأخضرَ والأزرقْ ؟
لم يفلتْ من سطوةِ مجنونِ السلطةِ يا وطني ...
حجرٌ أو شجرٌ أو بحرٌ حرٌ
لم يفلتْ طفلٌ أو شيخٌ
لم يفلتْ في الرقعةِ بيدقْ
وسقطنا في جبِّ الغربةِ والذلِّ وهمِّ التشريدِ
ونهواكِ ونحياكِ وفاءً
يا شامُ ونبكيكِ سخاءً
ولأجلكِ يا فخرَ الأمَّةِ
نحكي الشعرَ ونهوى الفكرَ
ونستجمعُ ألوانَ الصبرِ
وها قد ضاعتْ أوراقي
والشعرُ تبعثرَ يا صحبُ
ولم يسعفني الحرفُ لأحكي
شعرًا بوفائي يا شامُ
ولم يسعفني الحرفُ لأحكي ..
عن قسوةِ عيشي بالمفرقْ


****
عربدوا في حصن طهرك

الشام سيدة البلاد وفخرها
مهد الشموخ الحرّة الفيحاء

نحن الذين بما تئن رمى بها
لا ينفع المتخاذلين بكاء

يا شام بالله استري عوراتنا
ضاع الوفاء ولم يعزك وفاء

لكنها آذاننا مرهونة
لمن ابتلوك وما أصابك شاؤوا

يا شام ردي جمعنا الباكي فما
يرضي إباءك في البلاء عزاء

كلا ولا يحمى بهاءك من على
درب الدموع مضى اعتراه بلاء

عرّوك يا رمز الطهارة عربدوا
في حصن طهرك ما يفيد رثاء

وانهارت الآمال بالأمن الذي
نصْبو إليه وعمت الأنواء

والموت بات خيارنا يا شام إذ
فارت لثارات الوفاء دماء



***
ثور بساقية
سأفر يوما من جحيم هواني
سأعيدني لمراكبي وأماني

سأفك أصفاد الإماء ولن ترى
في معصمي قيدا يهدّ كياني

قلبي الذي يرعاك منذ أسرته
ما عاد قلبي، والجوى أعماني

ومراكبي لشواطئي .. أحرقتها
والموج عاتٍ بالهوى أضناني

ثور بساقية يدور ولا يرى
غير المدار بواسع البستان

وتريده ثورا سعيدا بالذي
أمّلته من فسحة وجنان

لكنه -تعسا له-متطاول
لا يرعوي، ويزيد في النكران

الظلم يا مولاي يفتك بالمنى
والجوْر يصنع أعند الفرسان


النثر:
ما لا عين رأت


لؤلؤة وبعض صدف
هي كل ما تحمل محفظتي مما جمعت في رحلتي المميتة تلكَ في أعماق الوهم
أتذكرُ يوم كنتُ ألملم القطع الصغيرة تذكارا، وأنت تحثني على الغوص أكثر

- "لا تكترثي بهذه الأشياء الصغيرة
لكِ عندي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .."

وصدَقت ...
هو ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
هناك في تلك الأعماق السحيقة كوجعي
رأيت الظلام الذي لم أتخيل يوما أن يختفي خلف عينيك الباسمتين
رأيت الموت يتربص بكل قيمة جميلة حملتُها يوما

خبأت عينيَ التي فقأتَها لؤلؤة تذكّرني بغدرك
وجعلت من قشور حكاياك المستهلكة صدفا أداري به عودتي خاوية اليدين

ترى ...
هل اكتفيت


***
صحوة

فقد الكون كل معاني الأمان
رقاص الساعة الصغيرة فوق باب الصالة يتمايل بحزن كأنما يداري عنّي دمعته إذ يرثيني
ومواء القطة المذعورة التي أدخلتها لتوي لتهرب من برد الشتاء ينتزع القلب من مكانه
وينزع عن عينيّ نظارة وهميَ السوداء لأقف أخيرا في مواجهة قلبي على ضفة السراب
أصم أذني عن أنين الهواء خلف النافذة يزلزل قدرتي على مقاومة إيماني بحاجته للاختباء في كهف أمانيّ من صقيع الحقيقة خارج حلمي

ما أكثر الخائفين في عالم وصل فيه برد الشتاء للقلوب فأمرضها وللضمائر فجّمدها
تحسست الجرح الغائر في خاصرتي
وأقسمت أن لا أخرج لشتائك القارص ثانية مهما دعوتني
وأعلنت أوردتي ملجأ للمألومين

الآن أقوم
وقد تلطخت بالحزن حروف البوح
وأوشك أن أنتهي من رحلة عذابي على دروب القهر التي ألزمتني
وأن انتزع نابك من جسدي
لأنتهي للأبد من ألم هذا المخاض
علّ الشمس تشرق عندها
وعلّي أستعيد قدرتي على رؤية نجوم السماء ليلا

أحائر أنت في جنوني؟
لا تستغرب حبيبي
فللغدر رائحة تفوح
وللظم بصمة تلوّن بالسواد فضاء الروح



أخيرا: و كعادة الفتيات كانت تكتب قبل الواحة في مواقع مختلفة باسماء وهمية.

عبده فايز الزبيدي 02-06-2014 01:19 PM

صالح السويسي القيرواني *
هو صالح بن عمر سويسي. وقد عاش في الفترة ما بين ( 1291 - 1360 هـ) الموافقة لـ ( 1874 - 1941 م) ، و هو مولد في مدينة القيروان (وسط تونس)، وتلقى علومه، كما مارس تجارته في تونس (العاصمة)، وفي مدينة توزر (الجنوب الغربي من تونس)، لتكون نهايته حيث كانت بدايته.
ختم القرآن الكريم بتونس العاصمة، وكان يحضر حلقات الدروس التي كان ينظمها الشيخ المصلح محمد النخلي، كما تأثر بأفكار الشيخ محمد عبده.
تكوينه الثقافي - في جملته - ذاتي اعتمد فيه على رغبته في العلم، أما التجارة فظلت عمله ومصدر رزقه.
كان يجمع أدباء القيروان حوله، فكوّن نادياً أدبياً أسماه «الخورنق».
الإنتاج الشعري:
- صدر له: ديوان «منجم التبر في النثر والشعر» - مطبعة السعادة بمصر 1906 ، وديوان «زفرات الضمير» (شعر ونثر) طبع بالمطبعة التونسية 1911 ، وكتاب «فجائع اليتامى والبائسين» - به شذرات من شعره ونثره - المطبعة التونسية 1917 - أعادت الدار التونسية للنشر طبعه، و«الأناشيد المكتبية للشبيبة التونسية» - مطبعة النهضة، تونس 1926 ، و«ديوان صالح سويسي القيرواني» - الدار التونسية للنشر (ط1) تونس 1977 ، وله ديوان مفقود أسماه: «سلامة الانسجام وتكوين الوجد والغرام»، وله تشطير رباعيات الخيام.
الأعمال الأخرى:
- له رواية «الهيفاء وسراج الليل» نشرت في مجلة خير الدين (1903) ونشرتها مجلة «قصص» التونسية (1968) وأعادت طبعها الدار العربية للكتاب - تونس، ليبيا (1978)، وله: دليل القيروان، والنثر البديع في الصلاة على الشفيع: مطبوعان، ورسائل نثرية أسماها رسائل الحياة: مخطوطان، وله تقييدات أعدها في شكل دفاتر أسماها «سفينة نوح».
مارس التشطير والتخميس والمعارضة، وأكثر شعره ينبعث عن مناسبة سانحة، زيارة أو مثول بين يدي عالم أو وفاة، ثم تأتي القصائد التي تشيد بالوطن وتدعو إلى النهضة، ولكن ضعفًا في اللغة وركاكة في الأسلوب تطرقا إلى بعض قصائده.
من أعماله الشعرية:
حيي ربوع الهُدى وَالعلم والدينِ



حيي ربوع الهُدى وَالعلم والدينِ
وَاِذكُر مَحاسِنُها فَالذكرُ يحييني
وَاُنشُق عَبيراً مَنَ الأَرض الَّتي شرَّفت
في سالف الدَهرِ بالغرِّ الميَامينِ
وَانظر إِلى أَثر الأَسلافِ مِن رَفعوا
صَرح الكَمال بِحُكمِ العَدل وَاللينِ
فَنفحةٌ مِن ربوعِ القَيروان لَها
في النَفسِ طيبِ سَما عَن طيب دارينِ
مَقرُ صَحبٍ لَقد خاضوا الفَدافدَ للـ
فتح المُبين لِتهذيب وَتمدينِ
قَبرُ الرَسولِ يَشعُّ النُورُ مِنهُ إِلى
هَذا الضَريحِ فَاِنعم بِالضريحينِ
أَرضٌ بجامِعِها أَنفاسُ عقبةِ مَن
قَد أَحرزَ النَصرَ في كُلِّ المَيادينِ
كَأَنَّني أَنظرُ الأَصحابَ قَد وَضَعوا
سِلاحَهُم لِأَداءِ الفَرضِ في الحينِ
قَد جاهَدوا في سَبيلِ اللَهِ فَانتَصَروا
وَجاهَدوا النَفسَ فَاِنعم بِالجهادينِ
قَف بَالضَريح الَّذي قَد مَد صاحبهُ
كَفّا لِكَفِّ خِتام الرُسلِ في الكَونِ
زر الجَناحَ فَفيهِ نُورُ أَضرحةٍ
ضَمّت رِجالَ الهُدى وَالعلم والدينِ
فيهِ الحَفيدةُ لِلفاروقِ قَد دَفَنَت
في عَصر فَتحٍ بَدا مِن بَعدِ عشرين
نَعم البِلادُ وَلَو ضاقَ ذَرعي بِها
وَحادثُ الدَهرِ كادَ اليَوم يَرديني
إِذا جَلَستَ لتفكيرٍ ببركتها
وَالبَدرُ في الأُفُقِ العالي يَزهّيني
ذَكَرتُ مِن فتحوا الدُنيا وَمَن بَلَغوا
بِقَوة العَزمِ ملكَ الهندِ وَالصينِ
زالَ الجَميعُ وَأَيام الوَرى دولٌ
وَعبرةُ الدَهر في الذكرى تَسلّيني
يا جَنّةَ الخُلدِ بَل يا قَيروان وَمَن
حُبي لَها فاقَ عَن وَصف وَتَبيينِ
قَد كُنتِ قاعدةً لِلملكِ مِن زَمَنٍ
وَالعلمُ عَمَّ الوَرى مِن بَحرِ سَحنونِ
لا تَلهِني بَهجة الدُنيا وَزُخرُفها
عَنها وَلا بِسواها قَط تَدنيني
ذَكرى بِلاد جَميلٍ وَهُوَ أَبدَع مِن
شِعر الَّذي قالَ مِن شَوقٍ لِدارين
يا نَسمةٍ باكرت مِن نَحو دارينِ
وافت إِليَّ عَلى بَعدٍ تَحيّيني

هَوى كَوكَبُ الشَرقِ المُنيرِ عَلى الوَرى
قال في رثاء حافظ إبراهيم:

هَوى كَوكَبُ الشَرقِ المُنيرِ عَلى الوَرى
فَفاضَت دُموعُ الخَلقِ كَالنيل إِذا جَرى
واظلم هَذا الكَونُ مِن فَقَد شاعرٍ
بِآدابِهِ رَوضُ القَريضِ تَعَطَّرا
فَفي الشَرقِ لَوعاتٌ وَفي الغَرب حَسرةٌ
وَكُلُ فُؤادٍ بِالأَسى قَد تَفَطّرا
وَفاضَت دُموعُ الحُزن مِن كُلِّ مُقلةٍ
عَلى فَقَد مَن أَحيى الشُعورَ وَفَكَّرا
سَرى نَبأٌ ما كانَ أَعظَمَ وَقعَهُ
فَيا لَيتَهُ بَينَ الخَلائقِ ما سَرى
وَلَكِنَّ سَهمُ المَوتِ لا بُدَّ نافذٌ
فَسُبحانَ مَن أَحيى وَأَفنى وَقَدَّرا
فَيا شُعراءَ العَصرِ قَد ماتَ حافظٌ
بَل انهدَّ طودٌ في العُلا شامخُ الذُرى
فَقَدناهُ وَالآمالُ فيهِ كبَيرةٌ
إِذا الخَطبُ في يَومِ الشَدائدِ قَد عَرى
فَقَدناهُ فُقدانَ الكَواكبِ في الدُّجى
إِذا ما دَليل الرَكبِ قَد جَدَّ في السُرى
صَدَعَت بِقَول الحَقِّ في وَجه دَولةٍ
لَها قُوةٌ مِنها الرُومانُ تَحَيَّرا
وَنَبَّهت شَعباً لِلَّذي هُوَ واجبٌ
وَلَو كانَ فيهِ صارمُ المَوتِ أَحمَرا
فَلا اللوردُ في أَيامِ صَولةِ حُكمِهِ
عَلى فِكرِكُم يَومَ النِضال تَسَيطَرا
وَكُنتُ لِأَهل البُؤسِ أَعظَم ناصرٍ
فَجادَ غِنيُّ القَومِ لَمّا تَأَثَّرا
عَطَفتُ عَلى الأَيتامِ عَطفةَ راحمٍ
وَلَينت قَلباً نَحوَهُم قَد تَحَجَرا
تَقَدَمتُ مِثلَ اللَيثِ في كُلِّ حادثٍ
عَظيمٍ إِذا ما الغَيرُ عَنهُ تَأَخَّرا
فَما ضَعُفت مِنكَ العَزيمةُ وَاِنثَنَت
وَلا خِفتَ ذا بَطشٍ طَغى وَتَحَيَّرا
وَلَم تَكُ هجّاءً إِلى الشَر داعِياً
وَلَكِن زلال الخَير مِنكَ تَفَجَّرا
فَيا قَبرُ هَذا كَنزُنا فيكَ مُودَعٌ
بِهِ دُررٌ فاقَت جَواهرَ قَيصَرا
فَكُن رَوضةً تَزهو بِمَقدَمِ شاعرٍ
وَضَعناهُ مثلَ التَبرِ في باطنِ الثَرى
أَحافظُ إِنّي عَن رِثائِكَ عاجزٌ
وَلَو صُغتُ مِن أَسنى الكَواكبِ أَبحُرا
فَنَم هانِئاً وَالذكرُ بَعدَكَ خالدٌ
وَشِعرُكَ مَحفوظٌ وَغَرسُكَ أَثمَرا
وَجاوِر عَظيمَ الشانِ حسان مَن لَهُ
فَضائلُ مِن مَدح الَّذي أَسَعَدَ الوَرى
فَيا مِصرُ إِن كانَ المُصابُ مُجسّماً
فَفي العالم الإِسلامي أَضعاف ما جرى
وَفي القَيرَوانَ الحُزنُ أَضحى مُخَيِّماً
وَأَصبَحَ جَوُّ الشِعرِ أَربدَ أَغبَرا
وَتُونس في ثَوبِ الحِدادِ أَسيفَةٌ
عَلى فَقدِ مَن أَحيى الشُعورَ وَفكَّرا



قالوا ذُنوبكَ في الحَياةِ كَثيرةٌ
قالوا ذُنوبكَ في الحَياةِ كَثيرةٌ
وَجَهَنَّمٌ بِالذَنب قَد تُذكيها
ماذا اِفتِعالُكِ وَالجَحيمُ تَأَجَجَت
وَجَميعُ أَنواعِ العُقوبةِ فيها
فَنَظَرتُ في حُسنِ الرَجا ،أَجِبَتُهُم **
أَمطارُ عَفوِ اللَهِ قَد تُطفيها

بَينَما الإِنسانُ حيٌّ سالمٌ
بَينَما الإِنسانُ حيٌّ سالمٌ
وَإِذا بِالحَيِّ قالَ الناسُ ماتْ
كُلُّ شَيءٍ سَوفَ يَفنى عاجِلاً
وَجَميلُ الذِكرِ مَعنى لِلحَياةْ



قُلوب المُسلِمينَ لَها لَهيبٌ
قلتُ: كأنّ الشاعر السويسي يعيش عصرنا الراهن و ثورة الشعوب العربية على حكامها حين قال بأكثر من أربعة و سبعين عاما و من المصادفة أن أول من فجر ثورات الربيع العربي هو شاب تونسي يدعى البوعزيزي في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس:
قُلوب المُسلِمينَ لَها لَهيبٌ
مِن الضَغط الَّذي خَرَبَ الدِيارا

وَفي سُنَنِ الطَبيعةِ كُلُّ نَفسٍ
بُعَيدَ الضَغط تَنفَجرُ اِنفِجارا

يَجورُ الظالِمونَ وَبَعدَ حينٍ
فَيا وَيل الَّذي في الكَونِ جارا

و أختم كلامي عنه بقولي: رحم الله السويسي الشاعر الفحل فقد كان ذ ا موهبة شعرية أصيلة يقل لها نظير في عصورنا المتأخرة ، وله حس ديني شامل ، و استشراف للمستقبل.

___________________________
* بوابة الشعراء ، اللهم ما عدا تقدمتي لقصيدة (قلوب المسلمين لها لهيب) و ختام السيرة.
** جاء الشطر في بوابة الشعراء هكذا: (فَنَظَرتُ في حُسنِ الرَجا وأَجِبَتُهُم) و لا يستقيم البيت إلا بحذف الواو و لعله خطأ من البوابة و هذا يحصل .

عبده فايز الزبيدي 02-06-2014 01:20 PM

نجيب الحداد
هو نجيب بن سليمان الحداد. صحفي أديب، له شعر و توشيح . وهو ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي. ولد في بيروت في عام 1283 هجري ، وتعلم بها وبالإسكندرية. وكان في هذه من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس) وأصدر مع آخرين جريدة (لسان العرب) يومية، ثم أسبوعية بالقاهرة. وعاد إلى الإسكندرية فتوفي بها. له (تذكار الصبا - ط) وهو ديوان شعره، وقصص (روائية) منها (رواية صلاح الدين الأيوبي - ط) و (شهداء الغرام - ط) و (حمدان - ط) مسرحية، و (السيد - ط) ترجمها عن الفرنسية، و (غصن البان - ط) و (الفرسان الثلاثة - ط). ولعادل الغضبان (الشيخ نجيب الحداد - ط) في سيرته وأدبه، وللدكتور محمد يوسف نجم (نجيب حداد - ط) مسرحياته. توفي الحداد في عام 1316هجري.
من أعماله :
_ موشح ( نحن أعضاء لجنة الخمر):
نحن اعضاء لجنة الخمر بحضور الكؤوس
قد حضرنا بالناي والزمر لانتخاب الرئيس
مقسمين اليمين بالسكر وطلا الخندريس
اننا خاضعون للامر مطرقون الرؤوس
والرئيس الذي انتخبناه لارتشاف العقار
واعتمدناه وارتضيناه لكؤوس تدار
واماماً لنا جعلناه حين قر القرار
هو عباد صاحب الامر وامير الجلوس
امهر الشاربين في الناس ورفيق المدام
ونديم الخمسين والكاس في الضحى والسلام
وامام لنا على الراس وهو نعم لامام
انتخباه ليلة البدر في اجتماع انيس
ذاك في جلسة عقدناها بحضور الصحاب
وانتخاباتهم جمعناها في كؤوس الشراب
فوجدنا اتفاق معناها بانتخاب الجناب
فجعلناه زينة الصدر وارحنا النفوس
تم هذا القرار تحريرا قبل يوم الاحد
ولقد قرروه تقريرا من سكارى البلد
ان عباد كان سكيرا لم يفقه احد
فاذا مات ليس من عطر بعد هذي العروس
سجلوا ذا القراب تسجيلا في بطون الورق
واقرأوه لحناً وترتيلا في نوادي العرق
وكذا ذيلوه تذييلا باسامي الرفق
تم هذا القرار في مصر في مساء الخميس
سنة السبع بعد تسعينا وثماني مئين
بعد الف من عهد فادينا سيد الشاربين
الذي حلل الطلا دينا في الكتاب المبين
فاستعضنا بها عن الحبر وختمنا الطروس

عبده فايز الزبيدي 02-06-2014 01:21 PM


إسماعيل بريك

هو الشاعر المصري إسماعيل السيد بريك ، من مواليد الرابع من ديسمبر لعام 1948 م، بمركز قلين محافظة كفر الشيخ ،حاصل على بكالوريوس تجارة إدارة أعمال. عَمِل مفتشاً بالتنظيم والادارة بكفر الشيخ وتدرج فى السلم الوظيفى حتى صار مديراً عاماً ، ثم أُحِيلَ الى المعاش فى 4/12/2008 لبلوغ السن القانونيه.

تعرفت على قلم هذا الشاعر الجميل في منتديات محافظة القنفذة التي يملكها صديقي الأستاذ الأديب حسين بن منصور الجعفري _ حفظه الله_ حيث ينشر بعض قصائده.
و له قصة ظريفة مفادها عنه من موقعه:
(

عينت بتاريخ 1/9/1973 م بوظيفة " محضر " بمحكمة طنطا الابتدائية وتسلمت العمل وأديت اليمين القانونية أمام المستشار رئيس المحكمة وتم تدريبي علي أداء العمل . محضر إعلان ثم محضر تنفيذ ومن الطريف أنني عندما بدأت عملي كمحضر تنفيذ كلما تسلمت حكما لتنفيذه كنت اصطحب معي مسئول جهة الإدارة " مندوب الشياخة " أو شيخ الخفر عند إجراء التنفيذ فأجد المواطن الصادر ضده الحكم في حالة يرثي لها فأجدني متعاطفا معه وأقوم بعمل محضر عدم وجود شيء وعندما تكررت تلك المحاضر في إنجازاتي خلال الشهر قام كبير المحضرين بعرض الأمر علي المستشار رئيس المحكمة الذي استدعاني وكان لديه خلفية من كبير المحضرين بأنني أحد الشعراء المجيدين فتعرف علي وقال لي بأدب جم أنت لا تصلح لعمل المحضر حيث أن طبيعة العمل تتعارض مع طبيعة شخصيتك وطلب مني أن اسمعه قصيدة من إنتاجي الشعري فأسمعته قصيدة بعنوان : " إله الكون "
مطلعها : أنا مازالت أخشاه لعلمي انه الله
اله الكون خالقه وما للكون ألاه
فإذا بالرجل يقاطعني قائلا : الله ... الله .... الله أنت مكانك العمل بالثقافة وليس بأقلام المحضرين . فقلت له كيف ذلك يا سيادة المستشار فأجابني بأنه يعرف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة وطلب مني تقديم طلب للندب للعمل بمديرية الثقافة بالغربية فشكرته وقمت بكتابة الطلب وأعطيته له وبعد أسبوع واحد جاءت موافقة الهيئة العامة لقصور الثقافة وبعد أسبوع أخر جاءت موافقة الإدارة العامة لشئون العاملين بوزارة العدل وصدر قرار بذلك للعمل بمديرية ثقافة الغربية وتسلمت العمل بالثقافة " مديرا لقصر ثقافة قطور اعتبارا من 1/7/1978 حتي 1/11/1981 "
حيث تركت العمل بالثقافة ونقلت للعمل بالتنظيم والإدارة بكفر الشيخ مفتشا بإدارة التفتيش اعتبارا من 1/11/1981 ثم انتدبت للعمل رئيسا للوحدة المحلية بالزعفران لمدة عام سنة 2005 ثم عدت للعمل بالتنظيم والإدارة بكفر الشيخ حتي إحالتي إلي المعاش في 4/12/2008م .)

نشاطه الأدبي :
-رئيس نادي الأدبي بقلين.

-نشر قصائده فى المجلات الأدبية والصحف المصريه والعربيه وشارك فى المؤتمرات الأدبية بمحافظات مصر.

-صدرت له الاعمال الشعريه الاتيه:-

-روضة الشعر - شعر فصحى - مصر 1975.

-سارقة الفؤاد - شعر فصحى - مصر 1978.

-احزان الشتاء- شعر فصحى - مصر 1999.

-أضواء على أحزان الشعراء- دراسه أدبيه - مصر 2002.

-حديث النفس - شعر فصحى - مصر 2009.

له تحت الطبع:-

-شعراء كفر الشيخ فى الميزان - دراسه نقديه.

قراءه فى الشعر السعودى المعاصر- دراسه نقديه.


من شعره:
1. قصيدة ( سرى طيف الأحبة):

سَرَيَ طَيْفُ الأَحِبَّةِ فى خَيالى
فَأًرَّقَ مَضْجَعى طَولَ الليالى
وَعَاودَنى الحنينُ إلى أُنَاسٍ
عَهِدْتُ وَفَاءَهُمْ فى كلِّ حَالِ
فَرُحْتُ إلى التَّذَكُّرِ قَدْ أُنَاجِى
رِفَاقَ العُمْرِ مِنْ صَحْبٍ وَآلِ
فَمَا نَفَعَ التَّذَكُّرُ فى التَّنَاجِى
وَلاَ نَفَعَ التَّذَكُّرُ لِلْوِصَالِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَي بالأمسِ نَحْبَاً
وَعِنْدَ اللهِ مَرْحُومُ المآلِ
وَمِنْهُمْ فى دُنَا الأحياءِ يَحْيَا
يُعَذَّبُ باليمينِ وبالشَّمالِ
وَمِنْهُمْ عَالِمٌ بالنَّاسِ حَقَّاً
حَلِيمُ الطبعِ مَحْمودُ الخِصَالِ
وَمِنْهُمْ خَازِنُ الأموالِ سَلْبَاً
بخيلُ النَّفْسِ منبوذُ الرِّجَالِ
وَمِنْهُمْ جَاهِلٌ بالدَّينِ دَوْمَاً
يَقُودُ حَياتَهَ رَكْبُ الضَّلالِ
وَمِنْهُمْ مَنْ بنورِ اللهِ يَمْشي
وَتَعْلو وَجْهَهُ سِمَةُ الجَّلالِ
سَأَلْتُ الله يَرْحَمُهُمْ جَميعَاً
يُثَبّتُ قلْبَهُمْ عِنْدَ السَّؤَالِ

2. قصيدة ( يا حي يا قيوم):
يَاحَىُّ .. يَاقيُّومُ .. يَاصَمَدُ
يَامَنْ إذا نَادَيْتُهُ أجِدُ
هَذِى دُموعُ التَّوْبِ أزْرِفُهَا
حُزْنَاً على نَفْسِى وَأرْتَعِدُ
ذَنْبى عَظِيمٌ بَاتَ يُؤْلِمُنِى
يَاضَيْعَتى وَالنَّارُ تتقِدُ
يَاغافرَ الزَّلاتِ أَجْمَعِهَا
مَنْ لاشريكَ لهُ وَلا وَلَدُ
بِكَ أستجيرُ عَسَاكَ ترْحَمُنِى
رُحْمَاكَ أنْتَ الواحِدُ الأحَدُ



عبده فايز الزبيدي 02-06-2014 01:21 PM

صالح الزهراني
هو الشاعر و الأكاديمي السعودي صالح سعيد القرشي الزهرانـي ، من مواليد منطقة الباحة ذو الحجة 1381 هـ، متزوّج ولديه ستة أولاد : ابنان وأربع بنات ، و يقيم بمكة المكرمة حرسها الله ، نال درجة الأستاذية في الأدب و نقده ، عيّن عميدا لكليّة اللغة العربيّة بجامعة أم القرى في 1430 هـ .. شارك في عدة هيئات اجتماعية و أكاديمية مثل كونه :
عضوا في لجنة تحكيم مسابقة شاعر عكاظ 1430 هـ .، عضوا للجنة اختيار الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1427 هـ .،رئيسا لمجلس مركز إحياء التراث الإسلامي لمدة أربعة أعوام من 1420-؟ ، عضوا للجنة وضع ضوابط نشر الرسائل العلمية بالمجلس العلمي بالجامعة..... الخ
شارك في أمسيا كثير داخل الوطن السعودي و خارجه فزار بشعره البحرين و تونس ، سوريا ، قطر ، مصر ،بريطانيا ، الامارات العربية المتحدة ،الكويت ، و سلطنة عُمَان.

و له نتاج علمي و أدبي من ذاك:

الغموض والبلاغة العربيـة ، مآخذ البيانيين على النص الشعري حتى نهاية القرن الرابع الهجري – دراسة نقدية، الإيقاع والدلالة ، البلاغة والفنومنولوجيا.

صدرت له عدة دواوين منها:
فصـــولٌ من ســـيرة الرّمــاد - نادي القصيم الأدبي 1419 هـ .
حــارس الكلأ المبـــاح - نادي الباحة الأدبي 1419 هـ .
ستذكرون ما أقول لكم - نادي جازان الأدبي 1420 هـ .

أورد له معجم الابطين من قصيدة:
أعراس الجلال


فتَّحتُ أنشد للجلال وأكتبُ _________________________
والحرف يُورِق من هواك ويعشبُ _________________________
زادي هواك, وبيت شعرٍ خالدٌ _________________________
زاهٍ, بطين المكرمات مخضَّب _________________________
قنْدَلْته قمراً, وثغرَ غمامةٍ _________________________
يندى فتبتهج الرمال وتخصب _________________________
شِعرٌ كوجهك لا يحدُّ شموخه _________________________
سمْح السجايا مثل قلبك طيِّب _________________________
أتعبت دربي, ما تعبتُ من الهوى _________________________
ومتى يملُّ المستهام ويتعب?! _________________________


سافرت في عينيك أبحث عن رؤى _________________________
والشعر سرٌّ لا يُنال محجَّب _________________________
أرويك أغنيةً, ولهفة عاشقٍ _________________________
مطراً على ظمأ الصحارى يُسْكَب _________________________
فأعود يا وطني أجرُّ مواجعي _________________________
وأقول: برقُك يا خيالي خُلَّب _________________________
أغلى المعاني ما يغيب عن الورى _________________________
وألذ أسرار الجمال مغيَّب!! _________________________
وطني.. وينعقد الكلام على فمي _________________________
وحروف شعري رهبة تتخشَّب _________________________
يحني لك الشعر المحلِّق هامة _________________________
والشعر يولد هامة تتنصَّب _________________________
أنت الذي علَّمْته لغة الهوى _________________________
لولاك لم تكنِ القصائد تُعْرَب _________________________
لولا جلال (الأخشبين) و(طيبة) _________________________
ما اهتزَّ قلبٌ, أو ترنَّم معْجَب __

من م
من موقع أدب:
حاشية على الجرح

طموح أهل المجد لا ينتهي
فهل لكم صوب العُلا مطمح
لكم مع الماضي دمٌ مُعْرِقٌ
وأحرفٌ بيضاء لا تُمسح
وفارسٌ رجلاه في خفقِها
روائع الأنغام تستملح
ما اهتز حبل السَّرجِ من تحته
ولا عرفنا مُهره يجمح
فتوحه لغزٌ وصولاته
حِصنٌ من الأسرار لا يفتح
مُحجَّلٌ مثل صباح الهوى
مغررٌ مستوفِزٌ مفصِح
فكيف تخبو النار في زنده
وزنده نَزَّاعة تقدح
يا سيدي أكبرتنا جهلاً
أسرارَنا أسرارُنا تفضح !
نغلي بما يجري لنا ما لنا
ذنبٌ بما في عمقنا ننضح
يا سيدي مُرٌّ صريح الهوى
إنّ الهوى من طبعه يجرح
اليوم بانت أنها لعبةٌ
أبطالها يمشون ما فتَّحوا
فليسقط الأبطال في عرضهم
وليسقط الجمهور والمسرح
رمادنا يا سيدي خامدٌ
لكنَّ فيه جمرةً تذبح
يكبو كريم الخيل لا ينثني
عن غاية من أجلها يضبح
والفارس المقدام قد يُبتلى
وزلَّة الأبطال لا تقدح
إذا استطاب البذلَ كفُّ امرئ
فكل بندٍ عنه يمسح


الرصاصة:
لماذا نلوم الرّصاصه ؟
ألأنَّ الرصاصةَ أول ثغرٍ يقبّلُ رأس القضيّة ؟
أم لأنّا وفي زحمة الزّيف كلٌّ يقدّمُ منّا خلاصـه ؟
إذا كان لابُدّ من قاتلٍ يحملُ الجُرْمَ فالقاتلُ البندقيّه.

استراتيجية:
كان يؤمن أن الذئاب إذا ما رنت للقطيع
استنامت على الدرب حتى عبور الكباش ومالت على القاصية
أوقد الحزن في قلبه شعلة من حريق ،
كيف يحفظ أمن الطريق
فشرى أكلباً تسبق الصوت ، زُرق العيون
لها أجنحة
تعرف الضوء ، والظل تستقرئ الصمت في الأضرحة
واستباح المدى بالكلاب وبالماشية
كانت الأرض مثل العروس ، على وجنتيها تبوح الخصوبة
ولكنّها الضَّاريات رعتها المفاوز حتى غدت مثل قوسِ
المحارب في ليلة دامية
فمال بسكينه يطعم الجُدب لحم الربيع
فياليتها كانت القاضية
فضيَّع نصف القطيع
ونام على الناصية


و قال في مسقط رأسه مدينة البَاحَة في قصيدته:
(الباحة قصيدة)

توسَّدي أحرفي واستدفئي هدبي= وحلِّقي فوق حرفي واسلكي لَهَبي
جوبي السراة التي رصَّعتُها قُبلاً = مازجتُها بفمي أسقيتها تعبي
تحسسي نغمي فيها وقافيتي =وسائلي زُمرَ العُشاق عن طربي
وفتِّشي تجدي لوني ورائحتي = فوق الرُّبا في زُهور اللوز والعنب
أميرةَ الحب ماتَ الحبُّ فانتفضي = وحرِّكي مِعزَفي المخبوء واقتربي
مدّي ظفائرك الخضراء فوق يدي = وسامري رعشةَ الموَّال وانسكبي
أقبلتُ أُهديك أفراحي معتقة = مكيَّة الطعم تحكي شوق مغترب
من قِبلة الأمل الوردي من وطني= ما صُدِّرت من قِلاع الزيفِ في عُلب
ركضاً أتيتك أشواقي تسابقني = دلفت أبحث عن وجهي وعن لُعبي
حورية العصر يا وجهاً يُعلمني= صِدْق الهوى في زمان الزيف والكذب
يا نخلةً عِذقها يهمي ويا حُلُماً = يندسُّ في صمتي الدافي وفي صخبي
تسامقي يا حصون الشعر والتحفي = بُرْدَ الضباب ومُصِّي ناهد السحب
وبادليني جنون البوحِ واستمعي = قصائدي شاركيني نشوة الشغب
تعاتبين غيابي والهوى عتبٌ = فعاتبي إن أحلى الحب في العتب
إن غبتُ عنك لأمرٍ يا معذِّبتي = فإن قلبي مقيمٌ فيك لم يغب
فأنت أنشودتي الأحلى التي حَفِظت =سِري وأشرعتِ الأبواب للشُّهب
هواك سافر في قلبي وفي قلمي = وأنبت الألقَ الأزدي في أدبي
فلن يغيرني تاجي وأوسمتي = فأنتِ أكبر من تاجي ومن لقبي.

قلتُ: و الباحة هي مصيفنا أهل القنفذة ، كما القنففذة مشتى أهل الباحة.

عبده فايز الزبيدي 02-27-2014 09:46 AM

حمزة بن عامر الشريف
هو الشاعر السعودي حمزة بن عامر الشريف ، من مواليد مدينة القنفذة في عام 1369 هـ ،نال شهادة ال
دكتوارة في العلوم الإسلامية من جامعة الزيتونة بتونس
شاعر و أديب عمل مشرفا تربويا و قابلته كذا مرة اثناء تجواله في المدارس و حدثت لي معه قصة طريفة :
يومها كنت معلما جديدا لمادة اللغة الإنجليزية بمتوسطة الأمير ماجد بقرية (كِيَاد)بوادي حلي، وفي الحصة الأولى و اثناء تجواله بالمدرسة دخل عليَّ الفصل و أنا مستغرق في الدرس و ظهري للباب فحانت مني التفاته فوجدت هذا الرجل خلفي ، فقال لي:
أم القرى؟
فجاوبته دون روية : لا ، أمُّ حَلِي!
فخرج و لم أهتم بالأمر لأني لا أعرف الرجل و كنت معلما جديدا و جدولي مزدحما بالحصص ، و حين جاء وقت الفسحة و جلستً أنا و بقية الزملاء على سفرة الإفطار و كان حينها مدير المدرسة علي بن أحمد الشيخي و كيل شؤون المعلمين حاليا بإدارة تعليم القنفذة ، و إذا بهذا الزائر يجلس قبالتي و قدموه على أنه الشاعر و الأديب و المشرف ثم ذكر القصة على الزملاء فضحكوا ، ثم سألني ما معنى قولك ( أم حَلِيْ) ،قلت له : حين التفتُ و رأيتك بيني و بين الباب فاجأتني بسؤالك : أم القرى؟
فقلت لك : أم حلي؟ أقصد إنا لسنا بأم القرى بل نحن في قرية كياد ( أم حلي) حاضرة حلي قديما قبل أن تنتقل المرافق الحكومية لقرية الصُّفة حاضرة وادي حلي اليوم ، فقال: قصدت هل أنت خريج جامعة أم القرى! فكانت من أطرف الطرائف.
و الشريف له جملة أعمال منها القصة ( النوخذة عثمان) و قد قرأتها و أنا في سن مبكرة .
و الشعر و له دواوين منها: ( ألهمني البحر ) و ( الشواطئ)
و سمعت أن له جهدا توثيقياً عن محافظة القنفذة لم أطلع عليه بعد.
من أعمال شاعرنا:
ورد عن أحمد الناشري في جريدة الرياض السعودية في عددها رقم: ( 14949 ) الصادر في يوم الجمعة الخامس من شهر جمادى الآخرة لعام 1430هـ ،عن الشريف ما نصه:


يقول الشريف في قصيدة فصحى للوطن من أبياتها:

يا موطني ملهمي شعري وأفكاري
من طيبة الوحي حتى مكة الغار
من روضة العز في نجد أرومتها
رجالها الغر هم بدر الدجى الساري
هم الهداة على درب الحياة فكم
تقدموا بأكاليل من الغار
عبدالعزيز بنى للمجد قاعدة
ذرى علاها سمت في كل مضمار
وقال الشاعر الدكتور الشريف في مرثية في وفاة الأستاذ طاهر زمخشري رحمه الله:

تطاول الليل واهتاج الهوى الحلم
وفي طواياه نفس الحب تحتدم
تعثرت في شفاه الفجر قافية
يا طالما برعمت واشتقاها الكلم
لطاهر القلب تزهو في أنامله
يضمها بقصيد غيثه ديم
غنى وغنى لهذي الأرض سيرتها
حتى تفتح زهر وارتوت قمم
كم ردد القافيات الغر فارتسمت
بوحاً من الوجد يندى وهو يبتسم
وقال في مدينة القنفذة التي ولد وعاش وترعرع بها:
مدينتي لونت بالحب قافيتي
فجئت انشدها بحراً وأوزانا
روائح الشارع المسكوب في كبدي
بها البخور يعيد الأمس جذلانا
ويصف طيور النورس المغردة مع غروب الشمس في قصيدة النورس والشفق منها هذه الأبيات:
يا رحلة مجهولة المأوى
وهاجساً في دفقه أقوى
في ليلة كانت مرافئها
تجيش بالآلام والبلوى
والطائر المسكين يدفعه
ليل بعيد السجف والمثوى
ويقول في قصيدته (وقفة اشتياق) الذي أبدع بحسه المرهف وشاعريته الواسعة حيث يقول:
هاتف هز خافقي فاشرأبا
(ودعاه إلى الجمال فلبى)
قلت لم أنس يا شجون لأمسي
وقفة الاشتياق غضباً وعتبى
لا ولم أنس أنها عاتبتني
بحنان يحس شوقاً وقربى
يا هتوف العيون فيها انتهاجي
وإليها سلكت درباً ودربا

عبده فايز الزبيدي 04-01-2014 10:37 AM

عبدالحميد الفَرَاهِي*
( هو الشيخ العلامة حميد الدين أبو أحمد عبد الحميد بن عبد المحسن الأنصاري الفراهي الهندي و الفراهي بفتح الفاء و الراء و كسر الهاء ، ولد سنة 1280هـ (1864م) في قرية "فيرها" من قرى مديرية "أعظم كره" بشبه القارة الهندية، وبدأ تعليمه منذ ترعرعه.. فحفظ القرآن صغيرا -شأنَ أبناء العائلات الشريفة في الهند- وبرع في الفارسية حتى نَظَم فيها الشعر وهو ابن ستة عشر عاما، ثم اشتغل بطلب العربية وعلومها على يد ابن عمته العلامة المؤرخ الأديب شبلي النعماني (1274 - 1332هـ/ 1858 - 1914م)، وكان أكبر منه بست سنين.

كما تلقى العلم في حلقة الفقيه الحنفي المحدث العلامة الشيخ "أبي الحسنات محمد عبد الحي اللَكنوي" (1264- 1304هـ/ 1848 -1887م) وغيره من علماء عصره، ثم عَرَّج بعد ذلك على اللغة الإنجليزية وهو ابن عشرين سنة، والتحق بكلية "عليكره" الإسلامية، وحصل على "الليسانس" في الفلسفة الحديثة من جامعة "الله آباد".

وبعدما قضى وطره من طلب العلم، واستقى من حياضه.. عُين معلما للعلوم العربية بمدرسة الإسلام بكراتشي (عاصمة السند آنذاك)، فدرس فيها سنين، وكتب وألَّف وقرض وأنشد، ثم انقطع بعد ذلك إلى تدبر القرآن ودرسه، وجمع علومه، فقضى فيه أكثر عمره حتى توفي رحمة الله في 19/6/1349هـ (11/11/1930م) في مدينة "متهورا" حيث كان يتطبب من مرض ألم به.

وقد كان "الفراهي" نموذجا مشرفا للعالم المسلم، الجامع بين التبحر في العلوم العربية والدينية، والاطلاع الواسع على العلوم العصرية والطبيعية، ويظهر أثر هذه الثقافة الموسوعية العميقة فيما كتب من مصنفات قاربت الخمسين عددا، أهمها وأعظمها ما كتبه حول القرآن المجيد وتأويله ونظامه، وهو ما سنركز عليه لاحقا بحسب ما تقتضيه طبيعة المقال، وكذلك ما كتبه حول الحديث الشريف والأدب العربي والفلسفة الأخلاقية والمنطق، بالإضافة إلى الكثير من الشعر الراقي في كل من اللسانين العربي والفارسي، وفي ذلك يقول السيد "أبو الحسن الندوي" (1333 - 1420هـ/ 1914 - 1999م): "... ولا يتأتى ذلك إلا لمن جمع بين التدبر في القرآن والاشتغال به، والتذوق الصحيح لفن البلاغة والمعاني والبيان في اللغة العربية، وبين التشبع من دراسة بعض اللغات الأجنبية والصحف السماوية القديمة، وسلامة الفكر ورجاحة العقل والتعمق.. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".

وبالجملة، كان -رحمه الله- كما يقول عنه أحد أبناء مدرسته: "غاية، بل آية في حدة الذكاء، ووفور العقل، ونفاذ البصيرة، وشدة الورع، وحسن العبادة، وغنى النفس.. ولئن تأخر به زمانه فقد تقدم به علمه وفضله". رحمه الله وأحسن إليه.

التعريف بمصنفاته

رصد د. "أجمل أيوب الإصلاحي" (في مقدمته الضافية لـ"مفردات القرآن" للفراهي) مصنفات الفراهي رصدا دقيقا، محددا المطبوع منها والمخطوط، وبلغ بجملتها واحدا وخمسين مصنفا: عشرون منها مطبوعة، وبقيتها لا تزال مخطوطة.

وتجدر الإشارة إلى جملة هذه المصنفات، وهي أن جل المطبوع منها في حكم المخطوط؛ إذ لم يُطبع إلا طبعة أو اثنتين منذ زمان طويل، ونشر في الهند، وطُبع بالخط الفارسي على الطريقة الهندية (الأشبه بخط اليد).

ويهمنا -حسب طبيعة التناول في هذا المقال- أن نشير إلى مصنفاته القرآنية في التفسير وعلوم القرآن؛ لأن سرد القائمة كلها سيطول.

أولا: مصنفاته في التفسير:

المطبوع (كل عنوان طبع مستقلا):

1- تفسير فاتحة نظام القرآن (مقدمة تفسيره "نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان").

2- تفسير الفاتحة والبسملة.

3- تفسير سورة البقرة (62 آية منها، في 65 فصلًا، ونحو 300 صفحة. نشر الدائرة الحميدية بالهند - ط1/1420هـ - 2000م)

4- تفسير سورة الذاريات (50 صفحة - مطبعة أعظم كره بالهند - د.ت).

5- تفسير سورة التحريم.

6- تفسير سورة القيامة (22 صفحة - مطبعة فيض عام كره بالهند - د.ت).

7- تفسير سورة المرسلات (20 صفحة - مطبعة أعظم بعليكره بالهند - د.ت).

8- تفسير سورة عبس (25 صفحة - مطبعة أعظم كره بالهند - د.ت).

9- تفسير سورة الشمس.

10- تفسير سورة التين.

11- تفسير سورة العصر.

12- تفسير سورة الفيل.

13- تفسير سورة الكوثر.

14- تفسير سورة الكافرون.

15- تفسير سورة اللهب (29 صفحة - مطبعة أعظم كره بالهند - د.ت).

16- تفسير سورة الإخلاص (وهي السورة الوحيدة التي كتب تفسيرها بالأردية).

المخطوط:

1- تفسير سورة آل عمران (31 آية منها).

2- تعليقات في التفسير (جمعها د. أجمل أيوب الإصلاحي من حواشٍ سجلها الفراهي على نسختين من المصحف الشريف في أثناء قراءاته في السفر والحضر).

3- جزء من سورة الحج (لم يذكره د. أجمل في مسرده بمقدمة "المفردات").

4- مذكرات القرآن (لم يذكره أيضا د. أجمل، وذكره د. محمد عناية الله أسد سبحاني في كتابه "إمعان النظر في نظام الآي والسور" دار عمار/الأردن، ط1/2003م).

ثانيا: مصنفاته في علوم القرآن:

المطبوع:

1- دلائل النظام (127 صفحة - نشر الدائرة الحميدية بالهند - ط1/1388هـ).

2- مفردات القرآن (475 صفحة - بتحقيق د. محمد أجمل أيوب الإصلاحي - دار الغرب الإسلامي ببيروت - ط1/2002م).

3-إمعان في أقسام القرآن (147 صفحة - دار القلم بدمشق - ط1/1415 هـ - 1994م).

4- التكميل في أصول التأويل (69 صفحة - نشر الدائرة الحميدية بالهند ـ ط1/1388هـ).

5- مجموعة رسائل الفراهي (مطبوعة بالهند).

6- أساليب القرآن.

المخطوط:

1- أساليب النزول.

2- أوصاف القرآن.

3- تاريخ القرآن.

4- حجج القرآن (ذُكر في "تفسير سورة الفاتحة" أنه طبع للمرة الأولى سنة 2003م).

5- حكمة القرآن.

6- فقه القرآن.

7- الرسوخ في معرفة الناسخ والمنسوخ.

نظريته في "نظام القرآن"

سبقت الإشارة إلى أن الفراهي انقطع فترة طويلة من عمره إلى تدبر القرآن ودرسه، والنظر فيه من كل جهة، وكان من أعظم ما يركز عليه ترتيب بيانه، وتنسيق نظام آياته، منطلقا من أن كل ما تقدم وتأخر من سوره بني على الحكمة والبلاغة، ورعاية مقتضى الكلام.. فلو قدم ما أخر، أو أخر ما قدم؛ لبطل النظام، وفسدت بلاغة البيان.

وقد أداه تدبره هذا في كتاب الله تعالى وحسن قراءته إياه إلى استنباط ما سماه: "علم النظام" وتحديد أصوله، وذلك بعد أن نظر فيما قاله علماء القرآن في التناسب والترابط المحفوف بهما كلام الله تعالى (آيات وسور)، فوجده غير كافٍ ولا شافٍ -كما يقول- على ما فيه من أهمية "الكشوف الأولى" إذا صح التعبير! ولذلك عمل على تطويره وتعميقه حتى يجعل منه فنا مستقلًا قائما على أصول راسخة وقواعد واضحة مستنبطة من أساليب القرآن وقواعد اللسان، وجاء في تقريره بما لم يهتد إليه أحد ممن سبقه؛ مما يفتح للمتدبرين في كتاب الله بابا عظيما لفهم أسراره وبلاغته، ويسهل عليهم الانتفاع به علما وعملًا.

وهو يسجل أن اهتمام السابقين كان منحصرا في الكشف عن المناسبة التي ينتظم بها الكلام من أوله إلى آخره حتى يصير بها شيئا واحدا.

ويرى أنهم قنعوا في ذلك بمجرد بيان المناسبة بينهما، من غير أن ينظروا -في غالب أعمالهم- إلى أمر عام شامل ينتظم به محتوى الآية أو السورة، ومن أجل ذلك ركز في (دلائل النظام) على التفرقة بين "التناسب" و"النظام"، منبها إلى أن ما يعنيه من "النظام" ليس مجرد تناسب.. وفي تقرير هذا يقول:

"قد صنف بعض العلماء في تناسب الآيات والسور، أما الكلام في نظام القرآن فلم أطلع عليه، والفرق بينهما أن التناسب إنما هو جزء من النظام.. فإن التناسب بين الآيات بعضها مع بعض لا يكشف عن كون الكلام شيئا واحدا مستقلًا بنفسه، وطالِب التناسب ربما يقنع بمناسبة بين الآيات المتجاورة مع عدم اتصالها؛ فإن الآية التالية ربما تكون متصلة بالتي قبلها على بُعد منها، ولولا ذلك لما عجز الأذكياء عن إدراك التناسب".

ويوضح: "إن المراد بالنظام أن تكون السورة كلا واحدا، ثم تكون ذات مناسبة بالسورة السابقة واللاحقة، أو بالتي قبلها أو بعدها على بُعد منها، فكما أن الآيات ربما تكون معترضة، فكذلك ربما تكون السورة معترضة، وعلى هذا الأصل نرى القرآن كله كلاما واحدا، ذا مناسبة وترتيب في أجزائه، من الأول إلى الآخر؛ فتبين مما تقدم أن النظام شيء زائد على المناسبة وترتيب الأجزاء".

فلا جرم إذن أن تَعْدِل معرفة النظام والربط عند الفراهي نصف القرآن! فمن فاته النظام والربط فاته شيء كثير من فهم روح القرآن، فبالنظام يتبين كما يقول -رحمه الله- سمت الكلام، والانتفاع بالقرآن، والاستفادة من موقوفه على فهمه، ولا يمكن فهم الكلام إلا بالوقوف على تركيب أجزائه، وبيان تناسب بعضها لبعض؛ لأن الاطلاع على المراد من معاني الأجزاء لا يتأتى إلا بعد الوقوف على الناحية التأليفية ومواقع كل جزء منها.

ويؤكد الفراهي: "إن نظام القرآن ليس مقصودًا لذاته، وإنما هو المنهاج الصحيح لتدبر القرآن، وهو المرجِّح عند تضارب الأقوال، وهو المعيِّن عند تعدد الاحتمالات، وهو الإقليد الذي تُفتح به كنوز القرآن".

تفسيره: "نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان"

حاول الفراهي تطبيق نظريته في "النظام" -التي عرض لها في كتابه "دلائل النظام"- عمليا.. ووضع لذلك عنوانا عاما هو: "نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان"، وأنجز بالفعل تفسير عدد من السور -كما سبق في سرد مصنفاته- اختارها قصدًا؛ لما أشكل من نظامها أو أساليبها على كثير من المفسرين، وليحاول من ثَمَّ تطبيق نظريته عمليا، ويبدو أنه كان ينوي إكمال تناول القرآن المجيد كاملًا على هذا النسق، ولكن الأجل اخترمه -رحمه الله- قبل أن يحقق ذلك.

وكانت سبيله في معرفة النظام على الكيفية التي بيَّن في "دلائل النظام"، تبدأ بالسعي إلى استخراج ما سماه: "عمود السورة"، الذي يعني به: "العنوان الرئيسي للسورة من القرآن"؛ فمعرفته تؤدي إلى معرفة نظام القرآن كله، ولم يكن يعتمد في استخراج هذا العمود على حشد الأقاويل والروايات التي تملأ كتب التفسير؛ بل كان يعمد مباشرة إلى تدبر القرآن والنظر في معانيه وأهدافه نظرَ المطلع الخبير؛ ليهديه هذا التأمل المجرد إلى معرفة العمود، ومن ثَمَّ إدراك النظام.

وقد صرح بصعوبة هذه العملية المعرفية لاستخراج "عمود السورة"، ثم عدد أهم أسباب هذه الصعوبة، والتي يمكن تلخيصها عنه في كون القرآن نزل متشابها مثاني، وأن الكتاب نزل بالحكمة التي لا تتأتى بمجرد إلقاء المعارف، بل بإعمال الفكر والعقل.. ثم كون ما جاء به القرآن من نهاية الإيجاز هو مدار الإعجاز.

وكان جُل اعتماده في تفسيره هذا على القرآن نفسه، ويظهر هذا من تسميته إياه بـ:"نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان"، فعطَف "تأويل الفرقان" على "نظام القرآن" عطْفَ العام على الخاص، وقدم "النظام" الخاص تنويهًا بشأنه، وتنبيهًا إلى إغفال الناس عنه مع أهميته البالغة في فهم القرآن.

ثم يعتمد صحاح الأحاديث في التفسير، ثم يعتني بتحقيق ألفاظ القرآن وأساليبه، بتعمقٍ وفحصٍ لمقولات الأسبقين، ولا يعرِّج على الإسرائيليات المنقولة في كتب التفسير، بل يرجع إلى الصحف الموجودة بأيدي اليهود والنصارى، لا سيما أنه درسها دراسة نقدية متعمقة، مع معرفته باللغة العبرانية، واطلاعه على الدراسات التي قامت حولها في الغرب .) ا.هـ*

قلت:
و من كتبه المشهورة و المطبوعة كتاب:( الرأي الصحيح في من هو الذبيح)
و هو كتاب يدل على درجته في الفهم و الفقه ، و علو كعبه في مسائل التحقيق و الترجيح بين الأقوال.رحمه الله رحمة واسعة!
و هذا موقع يعنى بتراث الشيخ الفراهي:
http://nizamulquran.org/index.html
_______________
* سمعت بسيرته و بجهوده العلمية المميزة عبر إذاعة القرآن الكريم السعودية في 30 من ربيع الأول من عام 1435 هـ الموافق 1فبراير 2014 م , و هذه السيرة من النت أسندها كاتبها بقوله:
اعتمدت في تكوين هذه الترجمة المكثفة على ترجمة السيد سليمان الندوي –رحمه الله– للشيخ الفراهي، التي كتبها إثر وفاته، وألحقها بآخر الطبعة المصرية من كتاب الفراهي: "إمعان في أقسام القرآن" (المطبعة السلفية بالقاهرة، 1930م). وكذلك على المقدمة الضافية التي كتبها الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي في مقدمة كتاب الفراهي: "مفردات القرآن" (دار الغرب الإسلامي ببيروت، ط1/2002م).

عبده فايز الزبيدي 04-01-2014 10:37 AM

مصطفى صادق الرافعي
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد ابن أحمد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب، شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده ووفاته في طنطا (بمصر) ولد في عام 1298 ه و وفاته كانت في عام 1356 هـ ، أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة، على جفاف في أكثره. ونثره من الطراز الأول. له (ديوان شعر - ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب ) جزآن و (إعجاز القرآن ) و (تحت راية القرآن ) و (رسائل الأحزان ) و (على السفود ) و (السحاب الأحمر في فلسفة الحب والجمال) و (حديث القمر ) و (المعركة) في الرد على كتاب الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي، و (المساكين ) و (أوراق الورد ) ولمحمد سعيد العريان، كتاب فيه، نشر في مجلة الرسالة (السنتين: الخامسة والسادسة) ولمحمود أبي رية: (رسائل الرافعي ) وهي رسائل خاصة، مما كان يبعث به إليه، اشتملت على كثير من آرائه في الأدب والسياسة ورجالهما.
و هو وشاح من الطراز الرفيع ، فله:
موشح ( الصبر لا يجدي ):
الصبرُ لا يجدي =من بعدِ ذا البعدِ
معَ الملالْ
وليسَ للصدِّ =وحرقةِ الوجدِ
سوى الوصالْ
من الهوى يا ما أشدَّ الهوى
وذا الجوى يا ما أمضَّ الجوى
قلتُ نفسي والغرامُ انطوى
مذ نقضوا عهدي =وأخلفوا وعدي
بذا المطال
وكنتُ ذا حدِّ =فصرتُ كالغمدِ
لدى النضالْ
وبي ظما ويلاهُ من ذا الظما
وقد أرى الماءَ ولكنما
قوليَ يا ليت ويا ليتما
مُسَعَّرٌ كبدي =فلم أنلْ قصدي
ولا أنالْ
وحفرةُ اللحدِ =أنزلها وحدي
بكلُّ حال
____


2. قصيدة ( نظروا الكأس فقالوا ):
نظروا الكأسَ فقالوا
إنها دمعةُ صبِّ

قلتُ بل ذاكَ فؤادي
ذابَ من نيرانِ حبّي

فاعذروني في هواها
إنما أشربُ قلبي

3. قصيدة ( ):
خلِّ القلوبَ لما بها = تصبو إلى أحبابها
من أرضهم خُلقتْ فنا = زعتها الهوى لترابها
كم قطعتْ ذاتَ الحجا = بِ قلوبنا بحجابها
هيفاءُ إن خطرتْ فغصـ = ـنُ البانِ في أثوابها
وإذا أمطتَ نقابها = فالشمسُ تحتَ نقابها
والسحرُ في تلكَ العيو= نِ يلوحُ من أهدابها
والوردُ في وجناتها = يندى بماءِ شبابها
جمعتْ فنونَ التيهِ والإ= دلالِ في إعجابها
فإذا رأتْ سربَ المهى = تاهتْ على أترابها *
وإذا رأتْ أهلَ الهوى= عزتْ على طلابها
وإذا رنتْ غدتِ القلو= بُ تفرُّ من أصحابها
سكرى القوامِ كأنما = ثَمِلَتْ بِخمرِ رِضابها
عاتبتها يومَ النوى = وحملتُ إثمَ عتابها
فمشتْ وأوقفني الهوى = أبكيهِ بعدَ ذهابها

______________
* في موسوعة ( أدب) ورد شطر البيت مبدوءً بـ ( فغذا) و الصواب ( فإذا).

عبده فايز الزبيدي 04-01-2014 10:38 AM

عبدالله الوَشْمِي
عبدالله بن صالح بن سليمان الوشمي كاتب وشاعر سعودي وعضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض حصل على الماجستير في النقد الأدبي والدكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. عضو في عدد من اللجان الثقافية والإعلامية والأدبية والمؤسس والمشرف على أنشطة بيت الشعر وسلسلة الكتاب الأول في النادي الأدبي بالرياض. شارك في كثير من الفعاليات الثقافية والأدبية والأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها وكتب عن تجربته الإبداعية والثقافية عدد من الأدباء والنقاد. حصل على المركز الأول في جائزة الأمير فيصل بن فهد للإبداع الشعري، من دواوينه الشعرية البحر والمرأة العاصفة، قاب حرفين، شفاه الفتنة. ومن مؤلفاته جهود أبي الحسن الندوي النقدية (رسالة ماجستير)، حديث النهر(ديوان الدكتور صالح الوشمي رحمه الله جمع ودراسة)، سراج القصائد(مختارات ودراسة من شعر أبي تمام)، مآخذ النقاد على معاني أبي تمام، فتنة القول بتعليم البنات. تولى رئاسة النادي الأدبي في الرياض ثم أصبح بعدها أميناً عاماً لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية.
من شعره:

ياعاشق الأمل المجهول آخرهُ


متىتعودُ؟متى يلقاك إخواني؟


فإن في خاطري أشواق مغتربٍ


وإن في مقلتي أحزان حيرانِ


مالي أناديك ياطيري ولا خبرٌ؟


فهل رحلت الدنيا دون عنوانِ؟


أحلامنا يبست لا جذع يمطرنا

إذا هززناه يوماً دون خسرانِ

أنا وليد الأماني كيف تهرب من

وليدها؟ ولمن يارب تنساني؟

متى ستعرف أحلامي إذا أشتعلت

بأن موقدها ماعاد يغشاني

أبيتُ خلف جدار الوهم منتظرا

قدوم رحلتنا ياأيها العاني

وكيف أنساك ؟هل تنسى أجنتها

نساؤنا؟وهل المقدور ينساني؟

ألا رسولٌ من المحبوبِ يخبرني

ألا دواءٌ ألا ماءٌ لنيراني

يامبحراً في طريقِ لا إمام له

ومشعل النار في قلبي وأكواني

أحرقت آخر زرعِ في حديقتنا

ورحت تسأل عن قلبي وبستاني

أنا هنا أرقب الآتي وقدرجعت

كل الطيور ولم تبدُ ألحاني

من خلف قضبان حبي هل رأى أحدٌ

كيف الحياة هنا من خلف قضبانِ؟

تعال حيث فؤادي إنني رجلُ

مازلت أمنح مهر الحب أوطاني

تعال حيثُ فؤادي كيف تزرعني

نبتاًوتهمل سقيي حال حرماني؟

قد يرجع الطير للعش الذي درجت

أقدامه فيه لكن دون إيمانِ

إن لم تعد لفؤادي في مواسمه

فهل تعودُُ إذاً يوماً لتنعاني

عبده فايز الزبيدي 04-01-2014 10:38 AM

عبدالله الحٌضْبِي
هو عبدالله بن سعد بن فهد الحضبي السبيعي و الحضبي كما أخذتها من صاحب السيرة بضم الحاء و تسكين الضاء ،شاعر وأديب وإعلامي سعودي ،ولد بمحافظة الخرمة التابعة لمنطقة مكة المكرمة، في عام 1378هـ.
عرفته في منتديات محافظة القنفذة التي يملكها الأديب الشاعر حسين الجعفري و التي أكرمني جنابه بجعلي مشرفاً على الأقسام الأدبية فأتاح لي الفرصة للتواصل مع من عرفت هناك من أدباء
للحضبي الكثير من البحوث التاريخيه التي نشرت في مجلة العرب التاريخية وبعض الصحف السعودية والخليجية و نتاجه يشمل الفصيح و العامي.
و من الصحف التي شارك بها:
جريدة الرياض والجزيره وعكاظ والندوه وفي مجلة العرب التاريخيه والمجلة العربيه ومجلة الحج.
كما عمل محررا في جريدة الندوه لأكثر من عشرين سنه وحقق مركز الصحفي المبدع في الصحيفة عام 1421هـ .
و هو الآن يشغل منصب المنسق الثقافي لنادي الطائف الأدبي.
وقد أصدر عبدالله الحضبي جملة مؤلفات منها:
مجموعة قصصية بعنوان( بكاء الليل ) عن نادي الطائف الأدبي
ديوان شعر باللغة الفصحى بعنوان ( متاهات) عن نادي الطائف الأدبي
وكتب جغرافية وتاريخية منها:
بلادنا آثار وتراث جغرافي
الخرمة ضمن سلسلة هذه بلادنا
معالم الخرمة الجغرافية في المعاجم وكتب المؤرخين عن نادي الطائف الأدبي
نوادر بني هلال وملامح الأبطال .

من شعره:



العـيـنُ خـرســاءُ والأوجـــانُ تـفــاحُ = والـدمــعُ منـهـمـرٌ كـالــدرِ ســفــاحُ
والجيدُ يختالُ في حسنٍ وفي ولـعٍ = واللحـظُ فـي ذكريـاتِ الـبـوحِ لـمـاحُ
والثغـرُ مـن زفـرةِ الآهـات ِمبتـسـمٌ = والشعرُ فوقَ انعطافِ الخصرِ ينساحُ
والجسـمُ فـيـهِ لـيَـانٌ بــانَ منـظـرُهُ = كغـصـنِ مــوزٍ عــن الأحـقـادِ مـرتـاحُ
والكـفـل ُمــن هـيَـفٍ ينـتـابـه ثـقــلٌا = زدان فــي مـلـبـس بـالــورد فـــواحُ
أوصافُ من يبتغيهِ القلـبُ فـي ولـهٍ = يسمـو شموخـاً بـه عشـقٌ وأفــراحُ

2. قصيدة (المجد):
غـــابـــتْ بــلــيــلٍ وفــيــهــا الــقــلــبُ مــغــلـــولُ
مـــتـــيـــمٌ بـــالـــهـــوى فـــيـــهـــا و مـــتـــبــــولُ

تــوهَّـــجَ الــعــشــقُ فــــــي أدنــــــى مـنَـازلِــهــا
الـــركــــبُ مــرتــجـــلٌ والــجـــفـــنُ مــــســــدولُ

هــــل لــــي بــبـــردةِ مــجـــدٍ تــزدهـــي قــمـــراً
فــــــي شـــرفـــةٍ بــالــعُــلا والـــبَـــابُ مــقــفــولُ

كــــي أعـتـلــي فــــي رحــــابٍ طــــابَ مـنْـبَـرُهـا
أشــكُـــو وتـبــكِــي عــلـــى حُــزنـــي تَـواســيــل

تـفــتَّــحــتْ وردةُ الأمـــجــــادِ فــــــــي أفــــقــــي
وَرْدُ الــريـــاحـــيـــنِ والــتــعــبـــيـــرُ أكــــلــــيــــلُ

الــنــهــرُ يــهْــمــي بـــحُـــزنٍ نـــحـــوَ ســاحــلِـــه
والــشـــط فـــــي ولــــــهٍ والــنــبــضُ مــعــســولُ

يـاضـيـعـةً قــــد تــزيــد الــجـــرحَ فـــــي كــبـــدي
فـــي ظـلـمــةِ الــحــزنِ مــافــي الــــدار قـنـديــلُ

مـــا اتـعــسَ الـركــبُ والــمــرؤوسُ فــــي خــطــرٍ
أجـــســــادُه تـشــتــكــي والــــــــزرعُ مــــأكــــولُ

مــــاذا دهــــى الــعــربُ فــــي ديـــــنٍ ومـعـتـقــدِقــــد اعــتــرى مـجـدُهــم فــــي وقـتـهــم غــــولُ

عـــواصـــفٌ أشـــهــــرت بـالــظــلــمِ فـانـخـلــعــتأبوابُ بيتِ المنى والسيفُ مسلولُ


عبده فايز الزبيدي 04-01-2014 10:38 AM



مهدي جابر
هو الشاعر السعودي مَهْدِي بن جابر بن مهدي الفاهمي ،من مواليد مكة المكرمة في عام 1382 هـ ، و أصله من وادي حَلِي بن يعقوب من قرية الفَاهِمة بفاء مفتوحة و هاء مكسورة و ميم مفتوحة ثم تاء مربوطة. حاصل على شهادة البكالوريوس في الحضارة و النظم الإسلامية من جامعةhttp://cdncache-a.akamaihd.net/items...rrow-10x10.png أم القرى، عمل معلما ثم مرشدا طلابيا و تنقل بين مكة و جدة ، تقاعد في عام 1430 هـ.
مشترك بنادي مكة الأدبي و هو عضو برابطة الأدب الأسلامي العالمية .
من أدبه:
من قصيدة عن المعلم:
لمن بيرق بالمجد يعلو ويخفق http://www.manhal.net/images/clear.gif
ومن ذكره شمس تضيء وتشرق http://www.manhal.net/images/clear.gif


ومن ذا الذي بين الأنام مجاهدا http://www.manhal.net/images/clear.gif
ينشّئ أجيالاً ويحنو ويرفق http://www.manhal.net/images/clear.gif


عطاياك يا هذا المعلم كلما http://www.manhal.net/images/clear.gif
تقادم عهد نهرها يتدفق http://www.manhal.net/images/clear.gif


فعلى يدك تعلم الغر النهي http://www.manhal.net/images/clear.gif
وعلى يدك مواهب تتفتق http://www.manhal.net/images/clear.gif

عبده فايز الزبيدي 04-01-2014 10:39 AM

إحسان عباس *

في الأول من آب عام 2003م توفي في العاصمة الأردنية عمان المبدع الكبير والباحث الموسوعي، والناقد الفذ، والمترجم الخلاّق، والمؤرخ، والمحقق، وسادن التراث الذي لا يُشقُّ له غبار، ابن قرية عين غزال، الراعي الذي اغترب في العالم، إحسان عباس، شيخ النقاد والمحققين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين في مجالي الأدب والتاريخ.
وإحسان عباس ناقد ومحقق وأديب وشاعر، ولد في فلسطين في قرية عين غزال في حيفا سنة 1920م وأنهى فيها المرحلة الابتدائية ثم حصل على الاعدادية في صفد، ونال منحة إلى الكلية العربية في القدس (1937-1941) وكانت الشهادة المتوسطة التي نالها تؤهله لأن يكون مدرساً في المدارس الثانوية إلا أنه تابع تحصيله فنال عام 1946 الليسانس في الأدب العربي من القاهرة عام 1948 فالماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1954. ثم عمل في التدريس سنوات، وقد بدأ تدريسه الجامعي في كلية غوردون التذكارية بالخرطوم، ثم في جامعة الخرطوم (1951م-1961م)، ثم انتدب للتدريس في الجامعة الأمريكية ببيروت (1961م- 1986م)، وشغل فيها منصب رئيس دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى، ومدير مركز الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط ، ورئيس تحرير مجلة الأبحاث، وأثناء عمله في الجامعة الأمريكية في بيروت سافر للولايات المتحدة الأمريكية للعمل كأستاذ زائر في جامعة برنستون في الفترة (1975م- 1977م)، وعمل باحثاً متفرغاً في الجامعة الأردنية (1986م- 1994م) وقضى آخر أيامه أستاذاً في الجامعة الأردنية بعمان، وهو عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق والمجمع العلمي الهندي (مندوباً عن فلسطين). وانتدب للمشاركة في عشرات المؤتمرات والنداوت العالمية، وعين مستشاراً لعدد من الجامعات العربية والإسلامية، ونال عدداً من الجوائز والأوسمة منها: جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي 1981م وجائزة سلطان العويس الثقافية 1992م.
ولم يكن إحسان عباس مجرد ناقد فذ أو دارس رفيع للتراث العربي الانساني، أو محقق لا يشق له غبار للتراث العربي القديم أو مؤرخ كبير، أو مترجم خلاّق، أو أستاذ لا يجودُ الزمن بمثله في كل حينٍ فحسب، بل كان كلَّ هؤلاءِ معاً، كان أكبرَ من مجموع هذه التخصصات مفرده أو مجتمعه، لأنه كان يتحرك في كل حقل من هذه الحقول بمرونة المتخصص الذي أمضى كلَّ حياتهِ على التدرب على هذا المجال المعرفي دونَ غيرهِ، ونحنُ لا نعرف في العصر الحديث كثيرين غيرَه جمعوا في شخوصهم مثل هذه اَلموسوعية المعرفية الاستثنائيه مثلما كان عليه هوْ، بل أن ما أنجزه إحسان عباس في سنوات عمره لا تقوى عليه مؤسساتٌ علميةٌ بكامل امكانياتها وطواقمها المادية والبشرية، فقد كان كما وصفه كثيرون مؤسسةً معرفيةً قائمةً بذاتها وأكاديميةً بطوابقَ متعددةٍ وسواء تحرك الدارسُ في حقل الأدب العربي القديم، أو النقد القديم، أو الدراسات المقارنه، او الفلسفة الاسلامية أو تحقيق التراث او تاريخ الانباط، او تاريخ بلاد الشام أو جهود المستشرقين أو الترجمة أو النقد الحديث المتعلق بالشعر ومنجزه الابداعي فسوف يجد إحسان َعباس قائماً أمامه دائماً مثل منارةٍ عملاقةٍ كأنها زُرعت في هذا المجال بعينه ولم تغادرْ إلى ايِّ حقلٍ معرفي آخر.
ومما لا شك فيه أن إحسان عباس كان واحداً من أكبر العلماء الموسوعيين الذين عرفتهم العربيةُ في مختلف عصورها، فإلى جانب الثراء الكمي الباذخ الذي امتدَّ في ما يزيد على تسعين مجلداً، فقد امتاز منجزه بتنوع معرفي نادر، وعمق مدهش في كل ما ألف وترجم وحقّق.
وقد كان إحسان عباس ـ رحمه الله- موسوعة معرفية هائلة، وطاقة بشرية فذة اتسمت بالجلد والصبر، وشخصية نادرة أخلصت للعلم والمعرفة أيما إخلاص، فأنتجت ما يربو على تسعين كتاباً، ما بين التأليف والتحقيق والترجمة من لغة إلى لغة؛ فقد ألف ما يزيد عن 25 مؤلفا بين النقد الادبي والسيرة والتاريخ، وحقق ما يقارب من 52 كتابا من أمهات كتب التراث، وله 12 ترجمة من عيون الادب والنقد والتاريخ والعديد من الكتب الهامة وكتب العديد من المقالات، وهو إلى ذلك حائز سمات العالم الحق من موضوعية وتواضع وتجرد، إذ كان عقلاً منفتحاً مستقلاً، ولم يركن إلى منهج من المناهج الناجزة المعرفة، وإنما كان موسوعياً في معرفته المناهج النقدية، يستفيد منها في سبك منهجه الخاص المميز، وقد أخذه البحث الجاد والإنتاج النقدي الغزير من ساحة الشعر والتفرغ له، حيث أنه وعلى الرغم من كتابته المبكرة للشعر منذ صباه إلا أن ديوانه الشعري الأول (أزهار برية) قد صدر في منتصف عام 1999م، مع ان قصائد الديوان كتبت في فترة زمنية قديمة، أي في مطلع شبابه في الفترة ما بين 1940م – 1948م، ومن أهم أسباب اخفائه لهذا الديوان: خجله الشديد، وخشيته من المجاملة الاجتماعية. ويتميز شعر إحسان عباس بالميل الى الريف والمرأة والعودة للطفولة، وشيء من الوطنية والأسرة، والنقد الاجتماعي، ويبدو تأثير التراث العربي والشعر الرعوي الإنجليزي واضحاً في العديد من قصائده.
وقد أخرج – رحمه الله – كماً هائلاً من النصوص التراثية في شتى مجالات التدوين الثقافي العربي القديم، وقد حقق مجموعة من أهم و أروع كتب التراث العربي كما كانت له إسهامات في حقل الترجمة حيث ترجم إلى العربية (يقظة العرب) لجورج أنطونيوس و(النقد الأدبي ومدارسه الحديثة) لستانلي هايمن بالاشتراك مع د. محمد يوسف نجم، و(دراسات في الأدب العربي) لفون جرونباوم و الرواية الشهيرة (موبي ديك) و(فن الشعر) لأرسطو. ومن أهم آثار الدكتور عباس في مجال خدمة التراث العربي: إعادة نشر كتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان في ثمانية أجزاء (1968- 1972)، و(نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب) للمقري التلمساني(1968) في ثمانية أجزاء أيضاً، و(الذخيرة في محاسن أشعار أهل الجزيرة) لابن بسام الشنتريني (1974 – 1979) في ثمانية أجزاء أيضاً، و(التذكرة الحمدونية) لابن حمدون (بالاشتراك مع شقيقه بكر) (1- 8، 1987)، و(رسائل ابن حزم الأندلسي) (1-4، 1980- 1983)، و(الجليس الصالح الكافي) للمعافى بن زكريا النهرواني (1- 3، 1987)، و(معجم الأدباء) لياقوت الحموي (1993، في سبعة أجزاء)، وأخيراً كتاب ‘الأغاني’ لأبي الفرج الأصفهاني في خمسة وعشرين جزءاً بالاشتراك مع ابراهيم السعافين وبكر عباس (2002)، و(خريدة القصر) للعماد الأصفهاني (بالاشتراك مع أستاذيه أحمد أمين وشوقي ضيف)، و(فصل المقال في شرح كتاب الأمثال) (بالاشتراك مع عبد المجيد عابدين)، و (جوامع السيرة) لابن حزم الأندلسي (بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد).
وإن المتأمل اليوم لمؤلفات إحسان عباس يجدها متنوعة في موضوعاتها، تتوزع بين النقد والأدب والتاريخ والسيرة، وحتى المحور الواحد تراه متشعباً، ففي النقد نجد له خطرات في النقد، ودراسات نقدية متنوعة، ودراسات نقدية تطبيقية.. وفي التاريخ تجده يبحث في تاريخ الأدب الأندلسي في عصر سيادة قرطبة مرة، وعصر الطوائف مرة ثانية، وتاريخ الأنباط ثالثة، وتاريخ ليبيا رابعة…لكن السمة التي تشترك فيها هذه المؤلفات كلها هي حسن استخدام اللغة للتعبير عن موضوع كل مؤلف منها، ففي كتب النقد يستخدم لغة نقدية مصبوغة بصبغة جمالية، فنقده لم يكن صدى مدرسة أو اتجاه أو منهج، بقدر ما كان نتاج رؤيته وتجربته وممارسته.
وما من شك أن اللغة هي المجال الأول للتجديد سواء في وظيفتها الدلالية والجمالية أم الميل في استقائها من المعاجم والقواميس، وهذا ما فعله إحسان عباس عندما خط لنفسه منهجاً لغوياً كان قاسماً مشتركاًَ لجميع أعماله سواء أكان ذلك في كتب السيرة الذاتية أم في الكتب النقدية، حيث كان بناؤه اللغوي منطقياً ومبوباً…فكان في دراساته الشعرية يجمع مزايا الشاعر الشعرية ثم يصنفها ويقسمها إلى محاور كبرى ليشرع – بعد ذلك – بدراستها وتحليلها. ومن ميزاته في الجماليات اللغوية ميزة التسلسل اللغوي المنطقي الذي ينم عن تسلسل فكري منطقي أيضاً، فنراه يصنع مقدمات تفضي في النهاية إلى استنتاجات ونتائج تكون أحياناً بمثابة نصائح. وإلى جانب الوضوح والبساطة في الاستخدام اللغوي نلحظ – أيضاً – الصراحة والتلقائية وعدم التصنع في البناء اللغوي المعبر عن آرائه، فلغته مفهومة يسيرة إلى درجة الوضوح التام. وأما أسلوبه فيتسم بـ: الوضوح والقوة والجمال وهذه المقاييس لا تظهر إلا عند إنسان امتلك كل صفات الإبداع الحقيقي..
وأنبأ ذلك الكتاب عن مقدرة فذة وبصيرة نافذة في الكشف عن جذور فني ‘السيرة’، و’السيرة الذاتية’ في التراث العربي والآداب الاوروبية، من خلال إظهار معالمهما، هنا وهناك، في قراءة تقرن التاريخ والتحليل بقران واحد، وتظهر القديم إلى جانب الحديث، في تلك الحقبة من عمر الثقافة العربية التي بدأ ثلة من الأدباء والساسة الالتفات إلى ذينك الفنين، ولا سيما ‘السيرة الذاتية’ التي ذاع شأنها بعد أن أخرج طه حسين كتابه الشهير ‘الايام’، فتنادى نفر من الأدباء والصحفيين والساسة إلى تدوين مذكراتهم وسيرهم الذاتية.
وعلى الرغم من أن أصعب أنواع النقد هو نقد الذات وتشريحها وتسقط عوراتها إلا أن إحسان عباس في سيرته الذاتية ‘غربة الراعي’ كان ناقداً جليلاً، ولم يجد الرجل غضاضة في مؤلفه الجميل من أن يقول ما يواريه الآخرون ويتمنون ان يُدفن مع جثثهم، فهو يعترف – وهذا يجب أن يسجل له – بأنه لم يتمكن وزميل عمره الناقد محمد يوسف نجم من أن يلحقا بركب الثورة الحديثة في النقد الأدبي، وما حملته البنيوية والتفكيكية والحداثة وما بعد الحداثة لأن: ‘هذا كله قد جدّ بعد الفترة التي كنا من روادها ومعاصريها..
ونظراً لأهمية تجربة الدكتور إحسان عباس فقد أصدرت مؤسسة عبد الحميد شومان في عام (1998م) كتاباً تكريمياً ضخماً يقع في (320) صفحة من القطع الكبير، بعنوان (إحسان عباس ناقداً، محققاً مؤرخاً) ساهم في الكتابة فيه (84) كاتباً. وأصدرت المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت كتاباً بعنوان (حوارات إحسان عباس) وضع مقدمته وأعدّه للنشر الدكتور يوسف بكار. ونشرت مجلة الدراسات الفلسطينية العدد 56 (خريف 2003) مقالاً لرضوان السيد بعنوان (إحسان عباس والتراث العربي). وفي صيف عام 1985 نشر الدكتور عبد النبي اصطيف مقالاً له في العدد 6846 من جريدة (البعث) بعنوان (وقفة مع عميد الأدب العربي الثاني الدكتور إحسان عباس)، وفي جريدة الوطن: العدد (1072) يوم (6/ 9/ 2003) مقال للأستاذ عبد العزيز مقالح بعنوان (إحسان عباس: الأستاذ الإنسان).
وبمناسبة الاحتفال بأسبوع اليوم العالمي للكتاب، واستناداً الى قرار الجمعية العمومية لملتقى فلسطين الثقافي بتاريخ 15/9/2012 فقد تم الإعلان في مدينة رام الله عن إطلاق جائزة إحسان عباس للإبداع الثقافي التي ستكون مخصصة في دورتها الأولى للنقد الأدبي والدراسات النقديةِ المتعلقةِ بالابداع الأدبي الفلسطينيِِِِ في فلسطين والشتات، وهي مفتوحةٌ أمامَ المثقفينَ والنقادِ والدارسينَ من جميع ِ ارجاء ِالوطن العربي الكبير.
___________
* أرسل لي هذه الترجمة عن إحسان عباس الأديب عمر مسلط.

عبده فايز الزبيدي 04-01-2014 10:39 AM

خالد البَهكلي
خالد بن علي بن يحي البهكلي و البهكلي بباء مفتوحة و هاء ساكنة و كاف مفتوحة ، ولد البهكلي بجنوب المملكة العربية السعودية بمنطقة جازان عام1397هـ ،ودرس بها تعليمه الأولي ثم انتقل إلى مدينة أبها لإكمال الدراسة ,بدأ بكتابة الشعر منذ أن كان عمره ثلاثة عشر سنة وكانت محاولاته الاولى .
درس على يد والده العلامة المحدث المُسْنِد/ علي بن يحيى البهكلي في اللغة العربية ، ونال إجازته ، وشجعه على كتابة الشعر ، ومن ثم بدأ بتكوين مصطلح شعري ولغة بلاغية خاصة به منذ كتابته الشعرية .
شارك في إحياء أمسيات شعرية داخل السعودية وخارجها، و لديه ثلاثة دواوين ،
طبع منها (عناق الآرض للسماء ) ، و ديوان (علي كل قلبي بين يديك ) في صدد النشر الان ، و ديوان ( رسائلي إليها) مخطوط .
من أدبه:
قصيدة ( آيةٌ مِنْ سِفْرِ حُبّكِ ):
مَا حَقّ أنِّي في هَوَاكِ أُعَذّبُ = إلّا لأنّكِ في النّساءِ الأعْذَبُ)
ولأنّ حُسْنَكِ للعِبادِ كَرَامَةٌ = فالنّاسُ عِنْدَ جِنَانِ وَصْلِكِ تَطْلُبُ
يَتَوَافَدونَ كَمَا الحَجيجِ تَعَبُّداً = يَرْجُونَ وَجْهَاً حُسْنهُ لا يَغْرُبُ
فَإذَا وَقَفْتُ وَلَمْ أَقُلْ بِكَلامِهِمْ = فَالصَّمْتُ بَحْرٌ , والعُيُونُ الْمَرْكَبُ
يَا أَعْذَبَ امْرَأَةٍ عَلَى ضَحِكَاتِهَا = يَأْتي الرَّبيعُ لِصَوْتِهَا يَتَطَرَّبُ
صَدَقَ الغَرام ُوقَدْ تَلبّسَ مُهْجَتي أنِّي الوَحيدُ لَدَيكِ أنِّي الأقْرَبُ
فَأنا الذي وَسِعَ السّماءَ غَرَامُهُ وأَتَى بقَلْبِ الحُبِّ نَحْوَكِ يَسْحَبُ
صَدَقَ الغرامُ , فَقَدْ خَلَعْتُ قَصَائدي مَا كان شِعْرٌ دُونَ حُبّكِ يُطْرِبُ
إنِّي عَلى شُرُفَاتِ عَيْنِكِ وَاقِفٌ حِيناً مِنَ الدّهْرِ الَّذيْ لا يُحْسَبُ
ما ارْتدَّ طَرْفي حِينَ عَانَقَكِ الضُّحَى بَلْ رَاحَ يَسْكَرُ مِنْ هَوَاكِ وَيَشْرَبُ
صَلَّى عَلى شَفَتَيْكِ شِعْري , والْهَوَى والْوَرْدُ والْأَطْيَابُ سِحْرَاً ذَوَّبُوا
يَا أَجْمَلَ امْرَأَةٍ تُسَافِرُ فِي دَمِيْ إنِّي عَلَى دِينِ الْمَحَبَّةِ أُصْلَبُ
فالحُبُّ وَحْيٌ مِنْ تَرَانيمِ السَّمَا لَوْلا الهوى مَا دارَ هَذا الْكَوْكَبُ
والحُبُّ نُورُ اللهِ في أَعْمَاقِنَا فَنَرَى بِهِ, دَرْبَ الْمَحَبَّةِ يُعْشِبُ
فَاللهُ لا يُصْلِي الْمُحِبَّ بِنَارِهِ يَكْفِي بِأنَّ الشَّوْقَ فِيهِ يُعَذِّبُ
قَدْ نَالَ مَا قَدْ نَالَ مِنْ أشْوَاقِهِ ولِعِشْقِهِ, لُغَةٌ وَدَمْعٌ يُسْكَبُ
فالعَاشِقُونَ أنَا الذي أوْحي لَهُمْ شِعْراً وَحُبَّاً دَائِماً كَي يَكْتُبُوا
وَكَتَبْتُ في عَيْنيْكِ كُلَّ قَصَائدِي إنَّ الْقَصيدَ لِجَفْنِ عَيْنِكِ يُنْسَبُ
يَا أجْمَلَ امْرَأَةٍ أَتَيْتُكِ عَاشِقَاً قَدْ خَالَفَ العُشَّاق حِيْنَ تَرَهَّبوا
مَا كُنْتُ وَحْدِي حِيْنَ عَانَقَني الهوى جَهْرَاً, فَغَيْري لِلْمَحَبَّةِ يَرْقُبُ
مُذْ جَاءَ حُبُّكِ فَاتِحَاً لِمَدَائِنِي طَوْعَاً , وَهَبْتُكِ مُهْجَةً تَتَحَبَّبُ
يَمّمْتُ قلبي نَحْوَ وَجْهِكِ قِبْلَةً فرِضَاكِ يا أَغْلَى النِّسَاءِ الْمَطْلَبُ
قَدْ صَحَّ أَنَّ الْحُبَّ عِنْدَكِ جَنَّةٌ والْحُبّ عِنْدَ سِوَاكِ بَرْقٌ خُلَّبُ
يَرْوي الهوى بِحَدِيْثِ صَبٍّ مُسْنَدٍ أَنَّ الْغَرَامَ بِسِحْرِ عَيْنِكِ مُعْجَبُ
يا حُلْوَةَ الْخَدِّيْنِ مَهْلاً إنِّني أَعْجَمْتُ حَرْفَ الشِّعْرِ وَهْوَ الْمُعْرَبُ
مِنْ أيْنَ أَبْدَأُ والرِّوَايات انْتَهَتْ أوْ أَيّ قَوْلٍ في جَمَالِكِ يُطْنِبُ
لو كَانَتِ الكَلِمَاتُ تَرْسُمُ لَوْحَةً= شِعْرِيَّةً , أوْ بالشَّذا تَتَطَيَّبُ
أَوْ أَنَّني بالحُبِّ أَخْتَصِرُ المَدَى =قُرْبَاً هُنَا, وَحَقِيْقَةً لا تَذْهَبُ
لَجَعَلْتُ كُلَّ النَّاس حَوْلَكِ خُدَّماً= وَوَهَبْتُ ياعُمْري الذي لا يُوْهَبُ
وَكَتَبْتُ حُبَّكِ بِاللُغَاتِ فَأنْتِ لِيْ= فَوْقَ الجَميعِ وَأَنْتِ عِنْدي الأَعْذَبُ

-
قصيدة (دَفْترُ البُعْد)
أسابقُ الظِّلَ أَمْشي فوقَ أيَّامي وَأَقْتَفي أَثَرَاً مِنْ خَطْوِ تَهْيَامي
وَمِعْطَفي يَا هَوى , الرِّيحُ تَأْكُلُهُ قَدْ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ , يا ظُفْرَهَا الدَّامي
حِكَايتَي وَجَعٌ يَقْتَصُّ أَوْرِدَتي وَالْبُعْدُ يَضْحَكُ مِنْ حَالِي وَأَسْقَامي
هذي المسَافَاتُ أَعْدُوهَا فَتَلحَقُ بي يا دَفْتَرَ البُعْدِ قَدْ أَتْعبْتَ أقْلامِي
كَتَبْتُ فيْكَ مَوَاعِيدَاً وَمَا صَدَقَتْ نُبُوَّةُ القُرْبِ أَوْ طَافَتْ بِأَحْلامي
بَنَيْتُ بِالصَّبْرِ أوْثَانَاً وَمَا عُبِدَتْ بأيِّ حَقٍّ تُرى حَطَّمْتَ أصْنَامي
كَمِ اسْتَجَرْتُ بِآمَالي فَمَزَّقَهَا تَبْريحُ نَأْيِكَ قَدْ أَوْدَى بِأَعْلاَمي
تَسَلَّقَ الْهَمُّ قلبي مَا أَنَخْتُ لَهُ رَكَائِبَ الشَّوْقِ بَلْ أَحْدو بِأنْغَامِ
أَتْعَبْتَني قَلَقاً فِكْرَاً وَقَافِيَةً فَمَا انْثَنَيْتُ , وَمَا أَوْقَفْتَ إقْدَامي
إنِّي تَحَرَّرتُ مِنْ خَوْفي وَلَعْثَمَتَي وَمِنَ لُهَاثٍ غَرِيْقٍ فَوْقَ أَكْمَامِ
رَسَائِلُ الْبُعْدِ قَدْ أَضْرَمْتُهَا لَهَبَاً قَرَّبْتُ أَزْمِنَتي , واغْتَلْتُ أَوْهَامي
سَافَرْتُ فِي شَفَقٍ مِن بَوْحِ نَمْنَمَةٍ دَبَّجْتُهُ, وَلَهَاً مِنْ دَوْرَقي الظَّامي
وَمِنْ خُصَيْلَةِ غَيْمٍ بِالهَوَى غُزِلَتْ مَدَدْتُ أَشْرِعَتي جِسْرَاً لأَيَّامي
لِمَنْ رَهَنْتُ حَيَاتي عِنْدَ ضِحْكَتِهَا ومَنْ عَلَى فَمِهَا طَهَّرْتُ آثَامي
قَدِ انْتَبَذْتُ مَكَانَاً في مَحَاجِرِهَا حَتَّى أُسَاقِطَ مِنْهَا وَحْيَ إلْهَامِ
مِنْهَا ابْتَدَأْتُ غَرَامَاً وَانْتَهَيْتُ بِهَا يَا حُبَّهَا أنْتَ مِيْقَاتي وَإحْرَامِي
حَسْنَاءُ في جَسَدي تَمْشِي وَتُسْكِرُني وتَسْكُبُ الْعِطْرَ في رُوحِي وأَنْسَامِي
تَأْتي وَتَحْضِنُ أَيَّامي فَتُورِقُهَا وُدِّاً, وَمِنْ دِفْئِهَا تَخْضَرُّ أَعْوَامي
قَد طَافَ بي حُبُّهَا فِكْرَاً وَمُعْتَقَدَاً وُطُفْتُ بالصَّدْرِ سَبْعَاً حَوْلَ أَهْرَامِ
عَانَقْتُهَا لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَشْوَشَةً وَبُحْتُ عَنْ فُرْقَةٍ طَالَتْ , و إِيْلاَمِ
يَا رَشَّةَ الْغَيْمِ فِي صَحْرَاءَ قَسْوَتِنَا الحُبُّ يُزْهِرُ دَوْمَاً فَوْقَ آكَامي
وَرْدِيَّةَ الْخَدِّ آمَالي مُغَمَّسةٌ بِخَمْرِ ثَغْرِكِ مِنْ عَامٍ إلى عَامِ
هُويَّتي أَنْتِ يَا مَنْ صِرْتِ لي وَطَنَاً وَبَيْنَ عَيْنَيْكِ تَفْسِيْرَاتُ أَحْلاَمي

عبده فايز الزبيدي 04-01-2014 10:39 AM

إدريس بن محمد جَمَّاع
هو الشاعر السوداني إدريس بن المانجل بن محمد الأمين جمَّاع بن الأمين بن الشيخ ناصر ، و جمَاع تضبط بجيم مفتوحة و ميم مشددة مفتوحة و هو من قبيلة العبدلاب ،ولد بقرية حلفاوية الملوك في عام 1922 للميلاد ، توفيت والدته و هو صغير ،و في عام 1930 ميلادي التحق بمدرسة حلفاوية الملوك الابتدائية ،ثم بمتوسطة أم درمان في عام 1934 ، ثم نال إجازة كلية المعلمين ببخت الرضا في عام 1936 ميلادي،
التحق بمعهد المعلمين بالزيتون بمصر 1947م, و نقل إلى السنه الثانيه،التحق بكلية دار العلوم,
في نفس العام بعد أن اجتاز مسابقتها ثم نال ليسانس اللغه العربيه وآدابها منها في 1952م.
التحق بمعهد المعلمين بشندي بعد عودته إلى السودان.
عيّّن مدرسا بمدرسة (تنقسي) الجزيرة ثم الخرطوم الأولية وبعدها حلفاية الملوك.
نقل إلى مدرسة السنتين ببخت الرضا.
أعماله:
له ديوان مطبوع بعنوان "لحظات باقية".
مما قيل عنه:
قال عنه الدكتور عبده بدوي في كتابه (الشعر الحديث في السودان): "أهم مايميز هذا الشاعر هو احساسه الدافق بالإنسانية وشعوره بالناس من حوله ولا شك أن هذه نغمة جديدة في الشعر السوداني".
و يقال أن العقاد لما سمع قصيدته التي مطلعها:
أعلى الجما تغار مني !=ماذا عليك إذا نظرنا؟
قيل له لشاعر سوداني بمستشفى المجانين ، قال: هذا مكانه! فلا يقول هذا الشعر إلا مجنون.
عانى الشاعر من مشاكل نفسية .
و يقال أن سبب هذا أنه كان يحب جارة له جميلة و تحبه و اتفقا على الزواج و حين ذهب لأخذ شهادة جامعية ، تزوجت فتاته من غيره ، فعاش صدمة تركته يعيش حالة من الهيام و كان يسير في الطرقات إلى غير غاية و في هذه الحالة البائسة كتب روائع شعره. ، تُوفي رحمه الله في عام 1980 للميلاد.

من شعره:

1. ( إنَّ حظي ) هذه المقطوعة التي هي على كل لسان:

إنَّ حظي كدقيق = فوق شوكٍ نثروه
... ثم قـــالــوا لـحـفـاة يـوم ريـحٍ اجمعـوه
صـعـب الأمـر عـليهم = ثمَّ قالوا اتركوه .
إن من أشقاه ربي!= كيف أنتم تسعـدوه؟ *


2. أنت السماء:
يقال أن سبب هذه القصيدة أن إدريس جّمَّاع شاهد عريس و عروسنه بأحد المطارات فأعجبه جمال العروسة فأطال النظر
فأخذ زوجوها يحجبها عنه فقال:
أعلى الجمال تغار منا ؟
ماذا عليك إذا نـظرنا ؟
هى نظرةً تنسى الوقارَ
وتسعدُ الروحَ المعنىّ
دنـياى أنت وفـرحتى
ومنى الفؤادِ إذا تَمَنىّ
أنتَ السماءُ بدتْ لـنا
واستعصمتْ بالبعدِ عنا
هلاَّ رحـمتَ مـتيمـا
عصفت به الأشواق وهنا
وهفت به الذكرى فطاف
مع الدجى مغنى فمغنى
هـزته مـنك مـحاسن
غنى بها لـمّـَا تـغنَّى
يا شعلةً طافتْ
خواطرنا حَوَالَيْها وطــفنــا
أنـسـت فيكَ قداسةً
ولــمستُ إشراقاً وفناً
ونظـُرتُ فـى عينيكِ
آفاقاً وأسـراراً ومعـنى
كلّمْ عهـوداً فى الصـبا
أسألْ عهـوداً كيف كـُنا
كـمْ باللقا سمـحتْ لنا
كـمْ بالطهارةِ ظللـتنا
ذهـبَ الصـبا بعُهودِهِ
ليتَ الطِـفُوْلةَ عـاودتنا

3. و يقول عن نفسه من قصيدة ( شاعر ):



ماله أيقظ الشجون فقاست
وحشة الليل واستثار الخيالا
ماله في مواكب الليل يمشي
ويناجي أشباحه و الظلالا

* * * * * *
هين تستخفه بسمة الطفل
قوى يصارع الأجيالا
حاسر الرأس عند كل جمال مستشف
من كل شيء جمالا
ماجن حطم القيود وصفى
قضى العمر نشوة وابتهالا

* * * * * *
خلقت طينة الأسى وغشتها
نار وجد فأصبحت صلصالا
ثم صاح القضاء كوني فكانت
طينة البؤس شاعرا مثالا
يتغنى مع الرياح إذا غنت
فيشجي خميله و التلالا

* * * * * *
ضاع من كل ربوة معبرا يسكب
في سمعة الشجون الطوالا
هو طفل شاد الرمال قصورا
هي آماله ودك الرمالا
هو كالعود ينفح العطر للناس
ويفنى تحرقا واشتعالا

________________
*كتب الأستاذ أحمد الجدع في موقع ( رابطة الشام) حول هذه المقطوعة و نسبها لشاعر مصري ، و لكنه لم يجدها في ديوانه و الحقيقة أن هذه الأبيات ليست إلا لإدريس جمَّاع مع عدم وجودها في ديوانه الذي أطلعت عليه و الصادر من دار الفكر طبعة عام 1989م للميلاد، و لكن لشهرة النسبة إليه، كما حاول الجدع إصلاح عجز البيت الأخير بقوله:
( أبدا لن تسعدوه) فخلَّّّص البيت من الغلط النحوي و لكنه كسر الوزن، و الذي أراه أن يروى البيت كما هو مع التماس العذر للشاعر في الخطأ النحوي فالرجل إختلط في جزء كبير من حياته.

عبده فايز الزبيدي 04-18-2014 09:49 PM

أحمد الجدع
هوأبو حسان أحمد بن عبداللطيف الجَدع القيسي، شاعر و مترجم و مفكر كبير ، أحد أبرز الأدباء الملتزمين بقضايا الأمة الإسلامية ، من مواليد مدينة جنين بفلسطين المباركة في عام 1360 هجري الموافق لعام 1941 ميلادي ،و مدينة جنين إحدى مدن شمال فلسطين ، وفي مدارسها درس حتّى نال شهادة الدّراسة الثانوية الأردنية (المترك) عام 1958م، وفي كلية النّجاح الوطنية بنابلس درس الثانوية العامّة على النّظام المصري (التوجيهية) عام 1959م وفي عام 1970م حصل على الشّهادة الجامعيّة الأولى الليسانس) في اللغة العربية، في جامعة بيروت العربية، وفي عام 1977م حصل على دبلوم عام في التربية وعلم النّفس من جامعة قطر، وفي عام 1982م حصل على دبلوم خاص في التربية وعلم النّفس من جامعة قطر،كان عضوا في رابطة الأدب الإسلامي من حين تأسيسها ، عمل بالسعودية بمدينة الطائف لمدة ثلاثة أعوام ثم انتقل للعمل لقطر لما يربو عن الثلاثين سنة. له دار الضياء للنشر ، و له عدة كتب مفيدة منها :
1. شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ( عدة أجزاء)وقد ناصفه الجهد الأديب حسني أدهم جرار ، و هذا المصنف كان له كبير التأثير فيِّ و في أبناء جيلي .
2. معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين.

و للجدع عدة دوواوين منها:
1.الخروج من جحر الضب
2. العودة من حيث المبتدأ

و من جميل جوابه حول الحداثة قوله:
( الحداثة بالمعنى الذي أفهمه، وهو تفاعل الأديب مع عصره، فهو مطلوب، ونحرص عليه، وندعو له، ولا يكون الأديب أديباً في نظري إلا إذا كان حداثيّاً بهذا المفهوم.
أما الحداثة بمعنى تنحية القيم الإسلامية وإحلال القيم المستوردة محلّها، فهذا لا يقبل به عاقل، فإذا وجدنا عاقلاً يقبل به ويدعو إليه، فلا نشكّ عندئذٍ أنه مدخول الفكر، مأجور لغير أمّته..)
و عموماً فالجدع ملأ المكتبة العربية بكل مفيد و مثمر شعرا و نثراً، وتوفي يوم الجمعة االموافق 18 من رجب 1433هـ، الموافق لـ 8/ 6/ 2012م، رحمه الله!

عبده فايز الزبيدي 04-21-2014 09:06 PM

عبدالعزيز الميمني الراجكوتي

عبده فايز الزبيدي 04-21-2014 09:13 PM

عبد الحميد الديب
ترجم له الأستاذ أحمد بن عبداللطيف الجدع في رابطة أدباء الشام بقوله:

( ... ولد الشاعر عبد الحميد السيد الديب عام 1898 م بقرية كمشيش في محافظة المنوفية بمصر لأسرة فقيرة لا تكاد توفر متطلبات العيش الأولية لأفرادها ، ومع ذلك دفع به أبوه وهو في الخامسة أو نحوها إلى شيخ القرية ليعلمه القرآن وشيئاً من الكتابة ، ثم أرسل به إلى الأزهر آملاً أن يكون من علمائه الأجلاء ، إلا أن حياة الأزهر لم ترق له، فلم يطل به المقام فيه حتى تحول إلى دار العلوم بالجامعة المصرية، ويبدو أنه لم يتم دراسته فيها إلى نهايتها ، فخرج إلى الشارع متسكعاً باحثاً عن مأوى يؤويه ووظيفة تغنيه ، ولكنه كان يعاني الأمرين في سبيل ذلك ، وفي الغالب كان الاخفاق حليفه ، فعاش في أحياء القاهرة الفقيرة يلتمس غذاءً وفراشاً ووطاء ، فكان يعاني في سبيل ذلك الشيء الكثير ، وكثيراً ما كان يلجأ إلى معارفه فيغيثونه ببعض ما عندهم، وكان جل معارفه من محدودي الرزق بسيطي الكسب ، واندفع الشاعر إلى المخدرات فأدمنها ، وعانى من ذلك الآلام المبرحة والتشرد الطويل، وزجَّ به المسؤولون في السجن بغية العلاج ، ففرح بالسجن لأنه وجد فيه المأوى والزاد، وعندما قدر الله له الشفاء من إدمانه رموا به خارج السجن ليعاود مآسيه في الجوع والتشرد .
هذه الحياة أفرخت عنده حزناً وضيقاً وتمرداً تجده في شعره واضحاً ظاهراً ، كما أفرخت عنده معرفة تامة بما يعانيه بسطاء الناس من شقاء وعناء ، فظهر ذلك جلياً في شعره ، وأنتج لنا بسببه قصائد فريدة .
اما شقاؤه وحزنه وضيقه فإن لنا عليه فيضاً من النماذج من شعره ، لعل الأبيات الأربعة المتقدمة واحدة من هذه النماذج ، وعندما نظر إلى الناس يقدمون بين يدي عيد الأضحى ذبائحهم صرخَ قائلاً :
يا معشر الديب وافى كل مغتربٍ
ذبحتهم الشاة قرباناً لعيدكم


إلا غريبكم في مصر ما بانا
والدهر قدمني للبؤس قربانا
وكثيراً ما كان يضيق بالناس لانصرافهم عن نجدته وإساءتهم معاملته ، ويعبر عن ذلك بشعره، ففضل الكلاب على سائر البشر :
ليت العباد كلاب ، إن كلبتنا لما تزل لحفاظ الودّ عنوانا
وهذا يذكرنا بأبي بكر محمد بن خلف المرزبان (ت309هـ) الذي ألف كتاباً يفضل فيه الكلاب على كثير من البشر ، وكان كتابه بعنوان "تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب" .
وبالذي فضل مصاحبة الذئب على مصاحبة البشر :
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوّت إنسانٌ فكدتُ أطيرُ
وبالشفنرى الأزدي الذي فضل الحيوانات مثل الذئب والنمر والضبع على قومه ، فقال :
أقيموا بني أمي صدور مطيكم
ولي دونكم أهلون سيد عملسُ

فإني إلى قوم سواكم لأميلُ
وأرقطُ ذهلولٌ وعرفاءُ جيألُ
إلى آخر مافي الشعر العربي من هذه النماذج ...
ولم يكف عبد الحميد الديب عن الشكوى والأسى ، ومن ذلك قوله :
وداعاً شبابي في ربيع شبابي وأهلاً حسابي فبل يوم حسابي
وينعي حظه في هذه القصيدة بقوله :
ولكن حظي بدل النور ظلمةً
وبؤت من الأيام وهي هوامع
أمانيّ تغريها الخطوب رأيتها
ولو أن وهاب الحظوظ أراد لي
ولكنها ماتت بليلة عرسها




وبدل ما أشدو نعيب غراب
بحظ العطاش من جهام سحاب
كأشلاء قتلى في رؤوس حراب
سلامة إحداها لخفف ما بي
ومن دمها الغالي تخذت خضابي
وهو من شدة شعوره بالحزن يقول :
لم يخلق الحزن إلا في جوانحنا
لو ذاق هذا الورى معشار محنتنا

ولا المدامع إلا في مآقينا
ما فارقوا عيشهم دنيا ولا دينا
وهو في شكواه يقول :
رضيت ومن يمرن على حزنه يرضى
ويا سامر الدنيا وموكب يُسرها


فيا ظلَّ أحلام تقلص وانقضا
تجافيت بي نفلاً وأنكرتني فرضا
الواقع أن الديب كان يائساً من مساعدة من حوله ، بل كان يتهمهم بالتآمر عليه لأنه أفضل منهم فكراً وخلقاً وشعراً ، فنراه يقول :
حظي ومصرعه في لين أخلاقي
بين النجوم أناس قد رفعتهمُ
وكنت نوح سفين أرسلت حرماً
وليس لي من حبيب في دياركم
لم أدر ماذا طعمتم في موائدكم




وفيض عطفي على قومي وإشفاقي
إلى السماء ، فسدوا باب أرزاقي
للعالمين ، فجازوني بإغراقي
إلا الحبيبين أقلامي وأوراقي
لحم الذبيحة أم لحمي وأخلاقي
وللشاعر قصيدة رائية مشهورة ، يتداولها عارفوه ومحبو شعره ، ولكنها غير قابلة للنشر ، وهذه القصيدة تذكرنا في وجه من الوجوه بقصيدة إبراهيم طوقان "يا شهر أيار" وهي أيضاً متداولة وغير قابلة للنشر .
وفي رائية الديب أبيات عن بؤسه وسوء حظه لا نستطيع أن نذكر منها سوى هذا البيت :
كأني عبلة والبؤس عنتر

وهام بي الأسى والبؤس حتى
وسأورد بيتاً آخر من القصيدة يدل على السبب في عدم النشر :
هنا يأيها المزنوق طرطر !!
كأني حائط كتبوا عليه
إذا هممت أن تختار من شعر الديب وقعت في حيرة ، فهو شاعر مقتدر ومتفوق وتود لو أكثرت من عرض إبداعاته ، وكلما تركت قصيدة أسفت لأنك كنت تود لو عرضتها .
قلنا إن حياة الديب هي حياة هذه الطبقة الفقيرة البائسة من الشعب المصري ، لهذا كان الديب إذا تحدث عن فقير وبائس أبدع في حديثه وحلق ، وله مقطوعات في غاية الجودة والتقدم لا يستطيع الكاتب أن يقتبس منها بل لابد من عرضها كلها لأنها تمثل وحدة عضوية لا تنفصم عراها .
والديب فلاح من عائلة ريفية فقيرة ، لهذا فهو إذا تحدث عن الفلاح أجاد وأبدع :
كل الحياة بهذه الفأس
حَسْب ابن بَجْدَتِها وحاملها
بين المروج عروسها تُجْلى
كم أنبتت في قاحِلٍ ذهباً
هي فرحة ، إلا إذا حُمِلَتْ
في يومها غَرْسٌ .. وفي غدها
وتُرَى على كَتِفٍ مجرحة






من أخمص الدنيا إلى الرأس
بين البرية عِزَّة النفس
وتُزَفُّ من عُرْسٍ إلى عرس
وجَرَتْ على الأزهار كالكأس
لِتَشُقَّ مَثْوَى المَيْتِ بالرمس
جنى لما أجدته في أمس
كالتاج مُلْتَمِعاً على الرأس !
وعندما رأى الشاعر فقيراً يتلذذ الناس في تعذيبه وازدرائه ، هاجت شاعريته وأبدع هذه المقطوعة :
سجنوا عليكَ الكون ، أم سَجَنُوكا
تَخِذوا عذابك ، أو نعيمك شهوة
نَمْ يا ضرير ، ففي عماكَ سعادة
ألاّ ترى أثَرَ الطغاة وجورهم
ألا ترى الدنيا شخوص رواية
صادوك ، فاتخذوك لعبة ملجإ
لم يرحموك على عماك ، كأنهم
في "الغرب" كل اللاجئين تخالهم
وهم بمصر معذبون أذلة
يَحْيَوْنَ في ظل الإسار وضيقه
ثاروا وثاروا .. والحكومة لَمْ تَزِدْ
وهم كباقي الشعب في بأسائه











لو أنصفوا في ظلمهم قتلوكا
وتقاسموك ، كأنَّهُم خلقوكا !
ألاّ ترى عيناك مَنْ ظَلموكا
عرضاً ذبيحاً ، أو دماً مسفوكا
ضَلَّت .. وضَلُّوا شرعة وسلوكا
كم عذَّبوكَ به وكم ضربوكا
حسبوا العذاب على العمى يهنيكا
بين النعيم المستقر ملوكا
ملكوا مِنَ الرِّقِّ المهين صُكوكا
بأشد من عيش السجون حُلوكا
إلاّ ظنوناً حولهم وشكوكا .. !
ظِلُّ الحُنوِّ به غدا متروكا

عبده فايز الزبيدي 04-21-2014 09:14 PM

أما خانكا مصر أو سجن المجانين أو المارستان فقد نزله الشاعر وعاش مع نزلائه فوصف كل ذلك في هذه الأبيات التي قل أن يجيد مثلها شاعر ، بل أقول بأن شاعرا آخر غير الديب ما كان ليشعر بهؤلاء النـزلاء مثلما يشعر الديب نفسه ، ألم يتهموهُ بالجنون ؟ ألم يلقوه ظلماً بينهم ؟
رعاك الله "مارستان" مصر
حَوَيْتَ الصابرين على البلايا
ومن هبطوا بهم من صَرْحِ عِزٍّ
تراهم خائفين .. فإن أُثِيروا
وإن سئلوا عن الأسرار كانوا
ورب مهرج منهم بقولٍ
فإن يغضب بقارصَةٍ تباكى
يعذبه عبادك كل يوم
وكم في مصر من غِرٍّ غَبيٍّ
ولو عدلوا لأمسى "خانكياً"









فإنَّكَ دارُ عقل لا جنون
ومَنْ نَزَلوا على حكم السنين
إلى أغلال إذلال وَهُون
بِمَهْزَلَةٍ فآساد العَرين
كمن أخذوا عن الروح الأمين
يُريكَ الجد في ثوب المجون
فأبكى العين بالدمع الهَتون
ويَصْلَى الضَّيْمَ حيناً بعد حين
تمتع بالجميل وبالثمين
يُعذّب بالشمال وباليمين
والديب السياسي ، نعم السياسي ، فقد كان على خصاصته مهتماً بما يدور حوله ، له رأي نافذ في أمور السياسة والأحزاب والحكومات والرجال .
كان الديب من بين معاصريه من شعراء مصر أول من التفت إلى قضية فلسطين ، بل إن شوقياً وحافظاً ومطران وهم أعلام الشعر في عهده لم يذكروا فلسطين ومأساتها حتى في بيت واحد، وقد عاتبهم إبراهيم طوقان في قصيدة معروفة على موقفهم هذا ولكن دون جدوى .
أما الديب فقد تعاطف مع أهل فلسطين ومع قضيتهم منذ عام 1936 ، وهو عام مبكر ، فله هذه الأبيات يخاطب فلسطين وأهلها ، وهي بعنوان "فلسطين الدماء" .
أقَتَلْتِهِمْ بالحُسن أم قتلوكِ
دار النبوة .. والعروبة .. والهدى
جهلوا عليك ، وما دروك فأمعنوا
تِيهِي "فلسطين الدماء" على الورى
فلَربَّ ظبي من بنيك مُهفهف
نامت عيون الناس إلا عينه
ولرب شيخ من بنيك محطم
تعس اليهود فما لهم من ذمة







الشمس أمك .. والهلال أبوك
خَفَروا ذِمامَكِ بالدم المسفوك
في قتل قومك .. ليتهم عرفوك
إنَّ الملائك والملوك بنوك
بجماله وحسامه يفديك !!
حتى يصيب الثأر من راميك
بَهَرَ الوجود صِباً .. لكي يحميك
لو لم تكوني مُرّةً أكلوكِ
كان هذا عام 1936م ، ومن حظ الديب أنه لم يعش حتى يرى اليهود وقد التهموا فلسطين ، وزادوا عليها بلاداً أخرى .
أما موقفه من أحد الأحزاب الذي كان يجمع بين الوزارة ورئاسة الديوان الملكي وقد طغى وانتشرت ظلاماته فهو يلخص هذا الموقف بقوله :
برامكةٌ وليس لهم رشيد
مدحتهم فما شرفوا بشعري
وصغت هجاءهم فإذا الأهاجي


وأقيال وكلهم عبيد
لخستهم ، وما شرف القصيد
على الأفواه لحن أو نشيد
وقال مورياً بالنحاس باشا رئيس وزراء مصر :
راجع زمانك أيهذا الكاس
لم يبق من مجد الزعامة كله


فاليوم لا نحس ولا "نحّاس"
إلا قميص أزرق ولباس
وكان الديب دائماً مع الشعب ، مع المحرومين من العمال والفلاحين ، وهو يصور الحياة الاجتماعية البائسة لهؤلاء في عهده أصدق تصوير :
"كُلوا" الحكومة أو موتوا من الجوع
مَن حرَّموا اللحم في يومين، هَلْ علموا
حكومة الفقر و الأيام قَبْلَهُمُوا


صوت الضعيف المُرَجَّى غير مسموع
أن ليس في حُكْمِهِمْ زَيْدٌ لتشريع ؟
على الورى حَرَّمَتْهُ ألْفَ أسبوع ؟!
وعندما اعتقلت الشرطة الشاعر ووقف أمام المحقق فقال له : إيه يا ديب تحرض الناس على الحكومة وتقول لهم : كُلوا الحكومة أو موتوا من الجوع ، رد الديب على البديهة وقال أنا لم أقل ذلك وإنما قلت : كِلوا الحكومة (بكسر الكاف) أي فوضوها أمركم ! فابتسم المحقق وخلى سبيله .
ويذكرني موقف الديب هذا وسرعة تخلصه من المأزق بتحريف البيت بحركة واحدة ، بموقف نرويه عن أبي نواس في العصر العباسي ، فقد رووا أن أبا نواس وقف بباب أحد الأمراء ينتظر الإذن ، فطال وقوفه وعلم أن الأمير يجالس جارية له تدعى خالصة ، فكتب "بالطبشورة" على الباب هذا البيت :
كما ضاع عقد على خالصة
لقد ضاع شعري على بابكم
ولما قرأته الجارية استشاطت غضباً واستشاط معها الأمير ، فأرسل في استدعاء أبي نواس ، ويقال بأن أبا نواس فطن لسبب الاستدعاء ، فمال على الباب ومسح الطرف السفلي من حرف العين في كلمة ضاع فغدت ضاء ، وعندما مثل بين يدي الأمير وسأله غاضباً عن بيت الشعر نفى أبو نواس أنه هجا ، بل ادعى أنه مدح ، ولما قرأ الأمير البيت مجدداً بعد الحذف ابتسم وصفح عن الشاعر وأجازه ...)
و قد ساق الجدع قصة تعرفه على شعر الجدع بقوله :
(
سأل أحد المتصفحين لموقع أدباء الشام على شبكة الإنترنت عن قائل هذا البيت :
إن حـظـي كـدقيق بين شـوك نـثـروه

وسأل عن تتمة الأبيات وعن قائلها .

وقد أثار هذا السؤال في نفسي ذكريات عزيزة .
كان ذلك عام 1961م أي قبل أكثر من أربعين عاماً ، عندما كنت أعمل مدرساً في بلدة "الخرمة" التابعة لمنطقة الطائف التعليمية في الحجاز من الجزيرة العربية ، وكان عمري آنذاك عشرين عاماً.
وشاء الله أن أتعرف على أخ عزيز جاء من مصر مدرساً في الخرمة ، هذا الأخ اسمه عبد العليم شهاب، كان مولعاً بالأدب والأدباء والشعر والشعراء ، وكان كثيراً ما يسمعني روائع الشعر العربي قديمه وحديثه، ويحدثني عمن عرف من شعراء مصر أو عمن قرأ له منهم، وممن حدثني عنهم الشاعر عبد الحميد الديب ، وكان مما قرأه لي وحفظته ونسبه إلى هذا الشاعر هذه الأبيات التي سأل السائل عنها :
إن حظي كدقيق
ثم قالوا لحفاةٍ
صعب الأمر عليهم
إن من أشقاه ربي



بين شوك نثروه
يوم ريح اجمعوه
قيل يا قومي اتركوه
كيف أنتم (تسعدوه)
أقول : هكذا روى الشطر الأخير من البيت الرابع : كيف أنتم (تسعدوه) ، والأصل تسعدونه لأنه من الأفعال الخمسة التي ترفع بثبوت النون وتنصب وتجزم بحذفها (أي النون) .
ونحن في هذه الرواية أمام احتمالين :
الأول : أن يكون الشاعر قد أخطأ ، وهذا ما أستبعده من شاعر مثل عبد الحميد الديب طالب الأزهر ودار العلوم، وهما حصنا العربية بمصر ، وأستبعد أيضاً على شاعر يبدأ أبياته بالجمالية التي تبدع هذه الصورة المركبة في البيتين الأولين :
دقيق بين شوك ... وريح ثائرة ... وحفاة كلفوا بجمع هذا الدقيق المنثور بين الأشواك والذي تتلاعب به الرياح .
هذا مع ما نلاحظه من قلق الضمير أنتم بين الاستفهام والفعل .
إن هذه الأبيات الأربعة جميلة وتعبر عن موقف الشاعر وحالته النفسية ولا يعيبها من الناحية الفنية سوى هذا الشطر .
الثاني : أن يكون الراوي الذي روى الأبيات قد بدّل وغيّر ، فيكون الخطأ من الراوي ، مع ملاحظتنا أن شعر الديب في معظمه نقل بالرواية ، وشيوع الرواية بالخطأ في هذا الشطر جعل بعض النقاد يحكم على جميع الأبيات بالضعف ، وهذا ظلم للشاعر وشعره .
والذي يرجح الاحتمال الثاني أن إصلاح هذا الخطأ كان ممكناً وميسوراً من الأدباء الذين مرّ عليهم هذا البيت ، كان يمكن ان يكون البيت هكذا :
إن من أشقاه ربي أبداً لن تسعدوه
ويعود الحق إلى نصابه ، وتعود الأبيات إلى إشراقتها .
هذا وقد أهداني أخي عبد العليم كتاباً عن حياة هذا الشاعر بعنوان "الشاعر البائس عبد الحميد الديب" تأليف عبد الرحمن عثمان ، وبعد قراءة الكتاب تبين لي أن هذا المؤلف هو راوية الشاعر، وتبين لي أيضاً أن هذه الأبيات الأربعة ليس لها وجود في الكتاب ، وإن كان هناك عشرات الأبيات في معناها .
إذن رويت هذه الأبيات للشاعر عبد الحميد الديب الذي كان ملقباً بالشاعر البائس .) أ.هـ



قلتُ:
و كذلك فقد أطلعت على ديوان الشاعر السوداني إدريس جَمَّاع الذي جمع بعد وفاته و طبع عام 1980 للميلاد و لم أجد تلك الأبيات.و لكن لشهرة النسبة لإدريس جَمَّاع أوردتها له في ترجمته.

عبده فايز الزبيدي 04-21-2014 09:39 PM

عوض القُوزي
هو العلامة النحوي و المحقق الفذ أبو محمد عوض بن حِمَّد القوزي و الناس في القنفذة ينطق حمد بحاء مخفوضة و ميم مشددة مفتوحة ، من مواليد بلدة القوز و تضبط بقاف مضمومة و واو ساكنة وهي تابعة لمحافظة القنفذة في عام 1361 هجري ،و القوزي رجل عصامي تغلب على الظروف و قلة الموارد و شح الفرص
كحال بقية جيله من أبناء الأرياف النائية فبلدته تبعد عن قرب مدينة و هي جُدة بأكثر من أربعمائة كيلا ، تحدث عنه رفيق دربه سعادة البروفيسور أحمد بن عمر آل عقيل الزيلعي عضو مجلس الشورى بقوله:
(...
ولد عوض القوزي ونشأ (رحمه الله) في بلدة القوز بمحافظة القنفدة، وأنا وُلدْتُ ببلدة الحبيْل، جارة القوز من الشرق، وليس بين البلدتين سوى كيلومترات قليلة، مالبثت أن تلاشت في الوقت الحاضر حتى لم يُعد يفصل بين البلدتين سوى الطريق الفاصل بين جدة وجازان، وليس بيني وبينه فارق كبير في العمر إلا أنه سبقني إلى الالتحاق بالمدرسة بثلاث سنوات فقط، هي المدة الزمنية بين تأسيس المدرسة العزيزية بالقوز1371ه والمدرسة الابتدائية بالحبيل1373ه، ورأيته(رحمه الله) لأول مرة في مهرجان رياضي اجتماعي نظمته مدرسة القوز بمشاركة المدرسة السعودية بالقنفدة، ومدرسة مُنْجية بحليْ، ولم تشارك فيه مدرسة الحبيل لعدم وجود نشاط لاصفي بها في ذلك الزمن، فكان لمدرسة القوز قصب السبق على سائر المدارس المشاركة، وللتلميذ عوض القوزي ذي الجسم القضيف والأيدي النحيلة والصوت الشجيّ نصيب الأسد في تجليّات ذلك المهرجان والفوز بجوائزه. ومنذئد. عرفت أنه الأول على دفعته، وأنه التلميذ المتفوّق في مدرسة القوز، وقد لازمه تفوّقه طوال سنيّه الدراسية، منتظماً في معهد المعلمين الابتدائي بالقنفذة ومركز الدراسات التكميلية بالطائف، ومنتسباً في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية التي اجتازها جميعها بتفوّق وهو على رأس عمله معلماً بالمرحلة الابتدائية في أكثر من مدرسة من مدارس تعليم القنفذة، ثم في مكة المكرمة ومنها إلى الرياض التي كنت قد سبقته إليها بسنتين للالتحاق بالجامعة منتسباً أيضاً...) *
و قد وجدت اختلافا في تقرير سنة ميلاده فجامعة الملك سعود بالرياض في ترجمتها له ذكرت أنه ولد في عام 1361 هجري ، و الأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي أحد أصدقائه يذكر ما يلي:
( ...والأستاذ الدكتور عوض من مواليد مدينة القوز بمنطقة القنفذة عام 1363هـ، بدأ كغيره من أبناء الأرياف في صغره مزارعا وراعيا للأغنام، والتحق بالتعليم متأخرا، وسريعا ما حصل على الدكتوراه في النحو والصرف واللغة من جامعة أكسفورد بإنجلترا عام 1985م، والتحق من وقتها كعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض...)**


سنواصل سيرته قريبا إن شاء الله تعالى!
_____
* عن جريدة الرياض السعودية في عددها رقم : 15672 ، والصادر في يوم الخميس الموافق للثالث من محرم لعام 1435 هجري.
** عن جريدة عُكاظ السعودية في عددها : 4514 ، و الصادر في يوم السبت الموافق للحادي و العشرين من ذي الحجة لعام 1434 هجري.

عبده فايز الزبيدي 04-23-2014 05:42 PM

الشيخ ولد بلعمش
شاعر موريتاني ،من مواليد صيف عام 1973ميلادي الموافق لعام 1393 هجري، في قرية امحيرث من إحدى عائلات مدينة شنقيط التي أقامت في تلك القرية .
عمل والده رحمه الله في سلك القضاء و قد زرعت فيه مصنفات مكتبة والده المخطوطة و المطبوعة عشقَ الشعر ، درس الإبتدائية و الإعدادية و الثانوية بمدينة أطار ، و منها حصل على باكلوريا الرياضيات ، تابع دراسته في كلية الهندسة الميكانيكية جامعة حلب ، و فيها تخرج مهندسا ميكانيكيا ،
عمل منذو صيف عام م 2007 مهندس دراسات في شركة اسنيم .
من نشلطاته و إسهاماته:
صدر له ديوان (بريد الراحلين ) و هو من منشورات اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين لعام 2010 ميلادي.
شارك في عدة تظاهرات ثقافية داخل و خارج البلاد ،
تم اختياره ضمن اثني عشر من الشعراء العرب أحيوا فعاليات احتفالية شاعر الحرية التي نظمتها قناة الجزيرة في الدوحة 2011 ،
حاصل على المركز الثالث في مسابقة أمير الشعراء النسخة الخامسة.
من شعره:
1. قصيدة ( نقوشٌ مسافرة):


اشرب فليلك بالهيام جديرُ *** كل الكؤوس إلى يديكَ تشير
لا ثوبَ في سهر الدموع لبستَه *** إلا و فيهِ من الرَّجاء بَخورُ
أوتيتَ مزمارا يعتق بوْحه *** جَدَلُ الضفاف و رملُها المسحور
أنتَ المُسافرُ لا ظلال لِسربِه *** حتى ظلالك في السرابِ هجيرُ
قاسمتَ زادك كل قلبٍ جائع *** ماذا سيبقى و الجياع كثيرُ؟!
تخفي ابتسامك إن فرحتَ بومضة *** ما لمْ يُنرْ ليل الوجوه سرورُ
أيامُ عمرِكَ للرحيل مدائنٌ *** وحروفُ شعركَ للحنين جسور
لم ترسُم الصحراء فيك منارةً *** إلا و عيرٌ خلفَها ونفيرُ
ودَّعتَ قافلة الحجيج فلم يَزلْ *** في الكف من أثر الوَداع عبيرُ
عيناك مبصرتانِ بعدَ عماهُما *** فعليهِما ألقى القميص بشيرُ
تتلو على الأسحار من نبأ الهوى *** أن الأحبة ذنبهمْ مغفورُ
تأتي من الطرف القصي كفكرةٍ *** و يشيبُ في لحظاتِك التفكيرُ
وجه ابن تاشفّين يَقبِسُ نورَه *** من وجنتيكَ ، فيوسفًا ستَصيرُ
ها أنتَ تبحرُ ثم ينفلق المَدى *** قَدَريْن بينهُمَا الفَنار منيرُ
يتهيب الطوفانُ كل سفينة *** فيها على الألواحِ منك سطورُ
ما بين ذاك الطود و الموج المُحدِّق فيكَ للقمر المنير عبور
ستُعانق الجَنَّاتِ أندلسيَّةً *** فتغارُ منها خيمةٌ و غديرُ
و نقشتَ في روح النخيل حكاية *** عنْ سدِّ مأربَ ربعُها مهجورُ
وطفقتَ من وَرَقي على الحسرات تخصِفُ يا أبي و أنا بك المستور
قدرٌ علينا أن نسيرَ وربما *** تتوقف الدنيا و نحن نسير!

2. قصيدة (على ضفة الذكرى)

وحدي على ضفة الذكرى أسائِلُها *** عن الذينَ تُناجيهمْ رسائلُها

فأعرف الشوق من عينيْ مُحدِّثتي ** و لي حديثٌ إلى الأخرى يُغازِلُها

ما يسكُبِ العمر من خمرٍ و قافِيةٍ *** فَللحِسان إذا رنَّتْ خلاخِلُها

تبْقَى دموعُكَ فانوسا تُضيئ به *** ليلَ العبارةِ إنْ غُمَّتْ أصائِلُها

و تنتشيِ بالأغاني عُتِّقتْ سَفَراً *** ما بينَ قلْبيكُما تسري بلابِلُها

سُمًّا تَجرَّعتَ و اغتالتْكَ كلُّ يدٍ *** حنّاءُها دَمُ أحلامٍ تُجادِلُها

ها أنتَ فَالعمر ولَّى لا رُجوعَ له *** و تلكَ دارُ خُلودٍ أنتَ نازِلُها

أما ترى الغَزْل منقوضاً و قدْ صبغتْ *** فوديْكَ منْ عِبَرِ الدنيا غَوائِلُها

حاولْتَ جهدكَ أن تنسى مَفَاتِنَها *** فما نسيتَ و ماَ انْبَتَّتْ حبائِلُها

و كلما رُمتَ أن تسعى بِمُنْجِيَةٍ *** أغرَتْكَ بالقُرْبِ من بِئرٍ خمائِلُها

حاذرْ مهالِكَها فالموتُ ذو خَتَلا *** نٍ و الذنوبُ رمى بالسهمِ نابِلُها

لا تحسبنَّ وِدادَ الدهرِ مُتَّصلا *** فلليالي و لوْ سالَمْتَ صائِلُها

و ربَّما تلدغُ الحيَّاتُ مُنتَعِلاً *** و تُسْقطُ الخيلُ منْ تَرضى كواهِلُها

فطهِّر القلب منْ إثمٍ يُخالطُه *** و خَلِّص النفسَ منْ وَهْمٍ يُشاغِلُها

و اسقِ الفؤادَ فقد أظْمَاهُ ما اقترفتْ *** منك الجوارحُ لمَّا خانَ عاذِلُها

بالمصطفى أحمد المحمود من كَمُلتْ ** به الرسالةُ واخْتُصَّتْ مناهِلُها

منْ لي بمَشْهَدِه إن لامَ في خَطَئِي ** هدْيُ الهداةِ شموسًا لا أُطاوِلُها

لا آمَنُ المكرَ إلا حينَ أُبْصِرُهُ *** حسًّا و معنًى بِشاراتٍ أُقَابِلُها

و قدْ عصيتُ فما لي غيرُ مكرمةٍ *** من الكريمِ إذَا ما انْصبَّ وابِلُها

يا مولدَ النور يا بحرَ المواهبِ يا *** تجدد الروح إن تَخْفُتْ مشاعِلُها

تجيئُنا و فلسطينُ العُلا ذُبحتْ *** و الشامُ تبكي فكل الناس خاذِلُها

اللاجئونَ ركامُ الثلج مسكنهم *** و شارةُ النصر من جوعٍ تمايُلُها

و مصرُ في لُجَّة البلوى مسافرةٌ *** و الأرضُ من رَهْبَةٍ عمَّتْ زلازِلُها

و خاتم الرسل قدْ آذوهُ ، هل قَدرٌ ** على البسيطة أن تهوي معاوِلُها ؟!

يا أكرم الخلقِ هذا شاعرٌ قَلِقٌ *** خطاهُ في حضرة النجوى يُواصِلُها

لمْ يُبْقِ مَدحُكَ في القرآنِ مُدَّخلا *** فأُغْلِقتْ دونَ أشعاري مَداخِلُها

لكنني يا رسول الله مُنْشِدُها *** عساكَ ترضى فَتُنْجيني مَفَاعِلُها

وما القصائدُ لمْ تُكتبْ لنُصرتِه ؟!*** وَ ما المَحبَّةُ إنْ غابتْ دلائِلُها ؟!

إن تنصروا اللهَ يَنصركُمْ فويحَكُمُ *** داوُوا النفوسَ فقد تحيا فَضائِلُهاَ

و بيِّنوا الدينَ سَمْحًا لا اعوِجاجَ بهِ *و سيرةَ المُصطفى حُسْنَى شمائِلُها

و جادِلوا كُلَّ مرتابٍ و مُسْتَلبٍ *** فَرُبَّمَا يُنْكِرُ الأَشياءَ جاهِلُها

وَ حصِّنوا الدارَ منْ شرٍّ يُرادُ بكمْ *** فلنْ يذبَّ عن الأوطانِ غافِلُها

تَلمَّسوا العدلَ قسطاسا فما أحدٌ *** ينسى الفرائِضَ إذْ تُؤْتى نوافِلُها

يا غُصنَ حبٍّ رسمناهُ على قمرٍ *** ما حالُ كفٍّ إذا ذابتْ أناملُها؟!

نفسي الفداءُ لِمنْ بالوحيِ وحَّدَنا *** و منبع الرحمة المرجُوّ نائلُها

لِلخاتم الصادق المصدوق ذي الخلق الـْــــــــــــعظيم يَا عِزَّهُ فاللهُ قائِلُها

عليه أزكى صلاةٍ لا انتهاءَ لَها *** و منْ سلامِ إلهي ما يُماثِلُها

و آله الغرِّ أنْقَى مَنْبتٍ شرفاً *** و صحبِهِ قُربَةً سحَّتْ هواطِلُها

و من أشعاره المغناة:
غنتها له الفنانة (نفيسة بابا شياخ) و كان كتبها لصديقه
إسحاق ولد المختار الصحفي بقناة سكاي نيوز و المختفي في سوريا في خضم أحداث الثورة السنية على نظام بشار الأسد النصيري و كان اختفاؤه مع بداية عام 2014 للميلاد:
قُلْ لِروحِ الصُّبْحِ تَسْري *** بَلِّغي الأهلَ بِأَمرِي
كيفَ أصْبحتُ سجيـــنًا *** دونَ إِتْيَـــــــانٍ بوِزْرِ
فاكتمـــي اللوعةَ أُمِّي *** إنَّما صبْرُكِ صبْري
و اسْأَلِـي الله التَّلاقِي *** رُبَّ يُسْرٍ بَعْدَ عُسْرِ
********
يا بلادَ اليـــــــاسمينِ *** وَ عَشِيَّاتِ الحنيــــــنِ
لمْ أَكنْ غَيْــــــرَ مُحبٍّ *** صَحَفيٍّ مُسْتَبــيــــنِ
واثقاً باللهِ عُــــــــمْري *** مَا تَنَكَّرتُ لِديـنِـــــي
إنَّ لِي أهْــــــلاً تَمنَّواْ *** أنْ يَرَوْنِي فَارْحَمِينِي
***
إنَّ إسحــــــاقَ يُنادِي == فَأَجِيــــــبِي يا بِلادِي
كـــانَ إنْ عانَقْتِ فَجْرًا == قَالَ أرْضِـــي بِاعْتِدادِ
طـــــالَمَا ناجاكِ شعرًا *** حِبْرُه دمْعُ السُّهـــادِ
افعلِي شيــئاً وَ كُونِي *** بالْمُــنَى لَوْنَ المِــدَادِ.

عبده فايز الزبيدي 04-24-2014 10:31 PM

مراد الساعي
هو الشاعر المصري الجنسية عصام بن كمال بن محم د بن علي الشهير بـ(مراد الساعي ) ، و هو من مواليد القاهرة ، في 15 - 7 - 1960 ميلادي ، و هو مقيم بالمملكة العربية السعودية إقامة دائمة ،متزوج وله ثلاثُ بنات وولدان ،


و هو محام حاصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة

ممتد النسب إلى الأشراف – نسب السيدة فاطمة الزهراء إبنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

كما يمتد نسب الشاعر إلى جده السادس الأمير سعد شرف الدين

العمل الدبلوماسي لدى إحدى القنصليات العربية بفرنسا – باريس

اللغات الأم : اللغة العربية و اللغة الفرنسية والإنجليزية

الهوايات الشعر ، والقراءة ،وممارسة تنس الطاولة



له من الدواوين : الرَّجفة الكبرى ، وشكوى ورجاء

من شعره:

- قصيدة (صدَّاحُ يا عَلَمَ الكِنَانَةِ):

سَيلُ الدُمُوعِ جَرَى عَلَى وَادِيكِ = يَشكُو عُصَاةً قَد دَهَوا شَاطِيكِ

النَّارُ في عَلَمِ الوَفَاءِ عَصِّيةٌ = وَ القَومُ ظنَّوا أنَّهُمْ قَتَلوكِ

ثَارَ الفُؤَادُ ، وَدَدْتُ أَسكُبُ مِنْ دَمِي = كَي أُطفِئَ النِّيرانَ حِينَ رَمُوكِ

قَد أَضرَمُوا الأَشجَانَ في مُهَجَاتِنِا = كَيفَ الجُناةُ بِخِسَّةٍ ساؤوكِ

نَاحَتْ حَمَائِمُ دَوحَةٍ بِأنِينِهَا = ضَجَّتْ لِهَولِ الأَمرِ مِثْلَ بَنِيكِ

يَا (مصرُ) يَا عَلَمَ الوَلاءِ وَ فَخرِهِ = شَهَقَ الزَّمَانُ وَ ثَارَ مِنْ شَانِيكِ

يَدعُونَ تَحتَ الَّليلِ آلِهَةً لَهُمْ = وَ(اللهُ) مِنْ أَفْعَالِهِمْ حَامِيِكِ

لَا تَحزَنِي ، لَا تَفزَعِي بِكِ نَهتدِي = سَنَرَى الضِّيَاءَ وَ لَو بِدَربِ حُلُوكِ

صَدَّاحُ يَا عَلَمَ (الكِنَانَةِ) فِي الدُّنَا = (وَالَّنِسرُ) يَا ( مِصْرَ ) العُلا يَشدُوكِ

الْحُبُّ أَنتِ بَيَانُهُ وَ حَدِيثُهُ = وَالعَزمُ تَاجُ الجُندِ رَغمَ فُتُوكِ

((النِّيلُ) يَقظَانٌ ، وَ شَعبُكِ لمْ يَزلْ = بِالرُّوحِ ، وَ الدَّمِ وَ الوَفَا يَفْدِيكِ

القَلبُ مَحشُودُ الوَفَاءِ بِعِزِّةٍ = مَجدٌ ، وَ نَصرٌ ، وَ السَّلامُ بِفِيْكِ

تَاجُ الشَّجَاعَةِ أَنتِ رَغمَ حَرِيقِهمْ= وَ العِشقُ مِلءُ الكَونِ لَا يَكفِيكِ

لوَلاكِ مَا عَرِفَ الوُجُودُ حَضَارةً = أَو نَهضَةً قَامَتْ عَلَى وَادِيكِ

يَمضِي الزَّمَانُ وَ أنتِ صَفُو شَبَابهِ = عَلَمٌ يُرَفرِفُ بِالمُنى لِبَنِيكِ

(مصرٌ ) إذا سَهمُ الخِيَانَةِ قَد رَمَا = كِ – فَإنَّمَا الفُرسَانُ كُثْرٌ فِيْكِ

يَا أَيُّها البَاغِي عَلَى (عَلَمِ) الحِمَى = شُلَّتْ يَدَاكَ لِفِعلِكَ المَهتُوكِ .


_ قصيدة ( سني و شيعي):

سَرَى في لَيْلَةٍ هَمْسٌ، وَ خَفْقُ = أعَادَ الأَمْسَ والذِّكرَى تَدُّقُ

عَلَى أَبوَابِ قَوْمٍ فِي إِخَاءٍ = لَهَمْ عزٌّ ، وَ أَمجَادٌ ، وَ سَبْقُ

(رَسُولٌ) قَد هَدَى أُمَمًا بِشَرْعٍ = وَ لَا عَصَبِيَّةٌ عُرِفَتْ ، وَ فَرْقُ

إلَهٌ وَاحِدٌ نَجوَى قُلُوبٍ = نَبِّيٌ ( مُصْطَفَى ) عَهْدٌ ، وَ صِدْقُ
وَ يَحْيَا القَومُ دُونَ جَفَا ، وَ حِقْدٍ = وَ غايَةُ مُهْجَةٍ دِينٌ ، وَ حَقُّ


فَلَا (سُنِّيْ) وَلَا ( شِيعِيْ ) وَ لَكِنْ = كِتَابُ اللهِ إيمَانٌ ، وَ عِشْقُ

وَ إِنَّ بِأُمَّةِ ( القُرآنِ ) هَدْيًا = لَهُ شَرْعٌ ، وَ آمَالٌ ، وَ أُفْقُ

لَهُ الخُلَفَاءُ ثَارُوا صًَوْبَ وَعْدٍ = ( أبُو بَكْرٍ ) وَ مَجدٌ لَا يُشَقُّ

( وبِالفَارُوقِ ) عَدْلٌ فِي عَلَاءٍ = وَ ( عُثْمَانُ ) التُّقَى – فِي القَلْبِ- عُمْقُ

( عَلِيٌّ ) بَابُ عِلْمٍ فِي شُمُوخٍ = وَ فِي أَعطَافِهِ الإِيْمَانُ صِدْقُ

وَ مَاذَا قَد جَنَينَا بَعدَ هَدْيٍ = سِوَى قَذْفٍ ، وَ حِقْدٍ لَا يَحِقُّ

تَأَجَّتْ فِتنَةٌ عَصَفَتْ بِقَومٍ = عَذَابَاتٌ لَهَا فِي القَلبِ حَرْقُ

( فَسُنِّيٌ ) وَ ( شِيعِيٌّ ) كَخَصْمٍ = لَهَمْ فِي فُرقَةٍ قَتْلٌ ، وَ صَعْقُ

عَلَامَ تُهَدِّمُونَ الدِّينَ طَوعًا = بأَوهَامٍ فَلَا نَصْرٌ ، وَ طَرْقُ

فَيَا أَهْلَ الهُدَى عُودُوا لِشَرعٍ = فَلَا كُفْرٌ ، وَ لَا سَبٌّ ، وَ حُمْقُ

دَعُوا الأَحقَادَ وَ الأَوْهَامَ تَخْبُو = وَ كُونُوا وِحدَةً ، وَ البّغْضُ أَلْقُوا

_ قصيدة ( زجاج القصر) :
حَمَامةٌ ، جَريحةٌ ، هَوَتْ علَى

زُجاجِ قَصرِ (المُهتدي)

تحَطَّمَ الزُّجَاجُ ، وَ الأبوَابُ صَرعَى ، عَارِيَاتٌ كَالدُّمى

بَانتْ بأطيَافٍ ، وَ سِيقانٍ علَى جُدرانِ سَقفٍ عُلِّقتْ

رَسْمٌ هيَ أمْ كَالرُّؤى حَقيقةٌ؟

تَدَاخَلَ الزُّجاجُ فِي الصُّدورِ أمْ ؟

طَوقُ النَّعِيمِ يَنعكِسْ

وَقْعُ سِياطٍ أمْ دُفوفُ رَقصةٍ

وَ الآهُ تَسبِقُ الزَّمنْ

نارٌ هيَ أم دَمعةٌ على الخُدُودِ تَحتَرقْ

وَ مِنْ بَعِيدٍ ، مِنْ بَعيدٍ كالمَدَى

خَلفَ الحُصُونِ ، وَ الدُّرُوعِ وَ العُيُونِ يَحَتشِدْ

حَشْدٌ كَبِيرٌ يَهتِفُ

يحيَا الرَّئيسُ (المُهتَدي) !

يحيا الرَّئيسُ (المُهتَدي) !

عبده فايز الزبيدي 04-24-2014 10:34 PM

بلغيث بن حِمَّد
هو الشاعر السعودي و رجل التربية و التعليم الأستاذ بلغيث بن حِمَّد بن علي القوزي، و هو أخو الدكتور عوض بن حمد القوزي _ الذي سبقت ترجمته _ من مواليد بلدة القُوز بمحافظة القنفذة في 14 \ 5\ 1367هـ،حصل على الماجستير في الإدارة التربوية والتخطيط .

سيرته العملية كانت حافلة و منها:
1. مدرس في مراحل التعليم العام ( ابتدائي – متوسط – ثانوي ) في مكه المكرمة ، القنفذة .
2. وكيل في المرحلتين المتوسطة والثانوية , في الثانوية .
3. مدير في المرحلتين المتوسطة والثانوية ، في مكة المكرمة , القنفذة .
4. مشرف تربوي , في مكة المكرمة , والقنفذة .
5. مدير تعليم للبنين في محافظة الليث .
6. مدير عام للتربية والتعليم في تعليم البنات بالقنفذة .
7. الإشراف على تعليم البنين بالقنفذة ما يقرب من عام إلى جانب عمله

من نتاجه:
1. كتاب الإدارة المدرسية ميادينها النظرية والعملية 1410هـ
2. كتاب مدير المدرسة بين التنظيم الإداري والإشراف الفني 1413هـ .
3. كتاب الإبداع في قيادة الأتباع , نجاح في كل زمان وفق منهج القرآن 1420هـ
4. أنماط القيادة في القرآن الكريم رسالة ماجستير غير منشورة 1416هـ .
5. معلم المستقبل , إعداده وتدريبه ( بحث مقدم لمؤتمر المعلم في جامعة أم القرى 1419هـ.
6. التعليم والأمن ( بحث مقدم لمؤتمر أكاديمية نايف للعلوم العربية 1421هـ .
7. اتجاهات طلاب المدارس الثانوية نحو التخصصات العلمية والشرعية في مدينة مكة المكرمة 1415هـ
8. دراسة علمية لتجربة المعلم المدرب التي طرحها مدير ي التربية والتعليم بجازان عام 1424هـ .
9. المشاركة في تاليف موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية 1416هـ.

و لعل فترة ترأسه لإدارة التربية و التعليم بالقنفذة أبانت عن قوة شخصيته و طيب معدنه و ثقته بنفسه ؛
فكانت قرارته غاية في الجرأة خاصة إن كان القرار في خدمة
محتاج أو محتاجة من أبناء المنطقة فقد سمعنا عن توظيفه للعشرات من الشباب و الشابات بصورة تثير الاغرابة و الإعجاب و كان يفرض رأيه فرضاً اعتمادا على كبير معرفته بصلاحيات الكرسي الذي كان هو أكبر منه ؛فقد كان نسيج وحده.

من شعره:
1. قصيدة ( يا سيد الثقلين) في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا من جمعت فضائل الأخلاق **** وأتيت بالشرع القويم الراقي
فضلت بين بني البرية كلهــا **** وصعدت للرحمن فوق براق
في صحبة الروح الأمين ميمما *** نحو المهيمن والعظيم الباقي
تأتي بشرع الله تنشر عـــدلــــه *** في عالم الأوثان والأبـــــواق
تدعو إلى التوحيد وهو فضيلة ***تدعو إلى الإخلاص للخــــلاق
يا سيد السادات أنت منـــــزه ***عن كل منقصة من الفســــــاق
يا سيد الثقلين أنت مبجـــــل ***في محكم التنزيل في الآفـــــاق
يا سيدي فتن الطغاة بغيهــم ***وبما يبث لهم من الأطبــــــــاق
هزلت ثقافتهم فخاب صنيعهم ***فهم على وشك من الإمـــــــلاق
أستاذهم إبليس منهجه الهوى **خسروا المآل فما لهم من باقــي
حتى تغنوا بالخنا ومجـــــونه ***وإلى الرذيلة هم من العشـــــاق
وتشبعوا حقدا على الدين الذي **مشكاته في منبع رقـــــــــــراق
ساد المنــــــاهج كلها بصفائه **ونقـــــائه ولوائــــه الخفــــــاق
يا سيــــــــد الثقلين خلفك أمة **ردوا الخنا في همة وسبــــــاق
جعلوا فداءك كل شيء عندهم **منعوا العدى من لذة الأســــواق
يا خير خلق الله ياسيد الـــورى **في كل قلب أنت في الأحـــــداق
لفداء عرضك عرضنا مستشهد **هذي حقيقتنا بدون نفـــــــــــاق

2.قصيدة ( تصفر أوراق الحنين)) وهي رثاء الأستاذ / بلغيث بن عمر بن حربي القوزي

الجــود يبكيك يا بلغيث والكــــــــرم **** وشامخات الذرى تنعيك والقمم
يا من بفضلك قامت في الورى أسر **** الفقر ساكنها والبؤس والعـــدم
أضحت بنولك نشوى لا يــــداخلها **** هم وفي فيض نعما جودكم تنــم
بسطت كفك لم تقبض بها ثمنــــــاً **** وذاع صيتك بالمعروف يتســــم
وسجلت في نوادي المكرمات لكم **** صحائف العز يكسوها الندى العمم
يا من مسحت دموع المعوزين بلا **** من وأثلجت ثغراً بات يبتســــــم
كانت مرابع ترعاها مكارمكــــــم **** خضراء مورقة بالبــر تلتثـــــم
واليوم تصفر أوراق الحنان بهـــا **** ويذبل الزهر والأفراح تنعـــــدم
وصولة الفقر تنبي عن فراق أب **** والدور موحشة والنـــــوح يحتدم
بلغيث ، تبكيك دار أنت سيــدها **** وأنت نبراسها الوضــــاء والعلـــم
يا باكيات الألى خطوا لهم شرفاً **** تنافست حوله الهامــــات والهمم
بلغيث تاج على شم الذرى علــم **** لباسه الجود والإيثار والشيـــــم
ابكين بلغيث ذا الطول الندي فقد **** غاب الكريم وساد الحزن والظلم
ابكين بلغيث راعي الجائعين فما **** أخال جرحي على بلغيث يلتئـــم
ابكين بلغيث ما غنت على فنن **** ورقاء وارتسمت فوق الثرى قدم
ابكين من كان نوراً في مرابعنا **** فأظلمت بعده الأبراج والأطــــم
راح الجواد إلى ذي الجود تصحبه **** ذكرى يخلدها من جوده كرم
يارب يا منعماً بالعفو مكرمة **** افتح لبلغيث باباً فيـــــــه يعتصــم
أظله في ظلال العرش إن له **** مكارما في ذوي الحاجات تحترم
واخلفه في أهله خيراً يوحدهم **** واجعل تراحمهم باللطف ينسجــم



عبده فايز الزبيدي 05-02-2014 09:36 PM

سعيد البُوْسعيدي
سعيد بن أحمد بن سعيد بن محمد البوسعيدي ، ثاني السلاطين البوسعيديين الإباضيين في عمان
و هم من ينسبون إلي الأزد وهناك من ينسبهم إلي تميم ، وأبوه السلطان ابو هلال أحمد بن سعيد البوسعيدي هو مؤسس الدولة البوسعيدية في عمان ، و الذي يحكم منهم السلطان قابوس بن سعيد البوسعيدي عمان اليوم و نحن في عام 1435 هجري الموافق لعام 2014 ميلادي ،و الإباضية يفرقون بين السلطان و الإمام في الحكم فوجب التنبيه.
ولي سعيد بن أحمد بعد وفاة أبيه (سنة 1196هـ) وأقام في "الرستاق" وكان أديباً، يقول الشعر إلا أنه - كما في تحفة الأعيان "لم يعدل في ملكه ولم يرض المسلمون عنه" وخرج عليه شيخ من كبار رعاياه يعرف بأبي نبهان، فاضطرب أمره، وضعف، فاستولى أخوه "سلطان بن أحمد" على أكثر بلاده، وانحصرت سلطته في الرستاق. ومات قبل مقتل أخيه سلطان،.
كانت فترة حكمه ثلاث سنوات فقط من عام 1783 ميلادي إلي عام 1786 ميلادي ، ولد في ولاية صحار و عاش في ولاية عُمان و توفي في ولاية الرستاق في عام 1811 ميلادي الموافق لعام 1225 هجري، وقيل في عام 1810 ميلادي، و الرستاق تقع في جنوب ولاية الباطنة الواقعة
شمال عمان .
من شعره:
1. هذه القصيدة الشهيرة ( يا مَن هواه ) ، و قد غناها الفنان محمد عبده كثيرا :


يامن هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلّني

أنت الذي حلّفتني وحلفت لي
وحلفت إنك لا تخون فخنتني


و حلفت إنك لا تميل مع الهوى
أين اليمين وأين ماعاهدتني

وتركتني حيران صبّا هائما
أرعى النجوم وأنت في نوم هني

عاهدتني ألا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصن ألا تنثني

هبّ النسيم ومال غصن مثله
أين الزمان وأين ما عاهدتني

جاد الزمان وأنت ما واصلتني
يا باخلاَ بالوصل أنت قتلتني

واصلتني حتى ملكت حشاشتي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني

لما ملكت قياد سري بالهوى
وعلمت أني عاشق لك خنتني

فلأقعدن على الطريق وأشتكي
وأقول مظلوم وأنت ظلمتني

ولأشكينك عند سلطان الهوى
ليعذبنك مثل ما عذبتني

ولأدعين عليك في جنح الدجى
يبليك ربي مثلما أبليتني

2. قصيدة ( وافا حمامك يا حبيبي بالعجل ):


وافا حمامك يا حبيبي بالعجل
نار تلهب في ضميري تشتعل

يا من له شرف وفضل في الورى
أمسى وحيداً مفرداً دون الأهل

الله أكبر من مصاب عمنا
هماً وغماً لا يبيد ولا يفل

حمد حوى المجد الشريف تغيرت
أيامه قد كان يضرب بالمثل

صبراً لأولاد الإمام ومن لهم
من أخوة وأقارب فيما نزل

لا غرو هذا قد أتى خير الورى
لم تمنع الأموال عنه ولا الدول

. قصيدة (إذا شحت الخضراء):

إذا شحت الخضراء بالويل فالتمسْ

تجد جود سلطان على الناس كالمطر

فإن عز مطلوبي فليس شماتة
وإن حصل المطلوب فالفوز بالظفر

عبده فايز الزبيدي 05-04-2014 11:46 AM

ظميان غدير
هو صديقي الأديب صالح بن طه ، و هو من دولة أرتيريا من مواليد عام 1382 ميلادي الموافق لعام 1402 هجري بمدينة الرياض عاصمة الدولة السعودية و بها يقيم و هي ميلاده و نشأته، له إلمام جميل بعلم العروض ، عرفته في كثير من المنتديات الأدبية ،و ظميان غدير اسمه المستعار الذي بدأ به نشر شعره ، شارك في مسابقة شاعر المليون ،
له ديوان : ( تراتيل الغدير).
من شعره:
1. قصيدة :(هتفت ُ أين َ غديـــري)



هتفتُ أين غديـري
فمن يريح ضميـري

يروي برد ٍ سؤالـي
فقد جهلت ُ مصيري

و قد بكيـت طويـلا
كخائـف ٍ مذعـور ِ

غدير ضجت بقلبـي
فما أنـا بصبـور ِ

و لم أذق طعمَ قولي
يا بهجتي يا سروري

غدير ردي حياتـي
بقطرة ٍ ثم ّ سيـري

وساوسٌ أسقمتنـي
مرت على تفكيـري

و ليس منها شفـاءٌ
سوى رضاكِ فَزوري

ألـن يكـونَ لقـاءٌ
سوى بيوم النشـورِ

فحالتي في انكسـارٍ
كحالـة ِ المقهـور

إنِّي يئست إلـى أن
وددتُ قتلَ شعـوري

كيلا يطـول عذابـي
و لا يزيد سعيـري

2. قصيدة :
( قبيلتي هيفاء )

كأن الوقت نيران = فمنها القلب يلتهب
غدوت غذاء أشواقي = كأني للهوى حطبُ
وأنتظر اللقى ليلا= و بالأشواق أضطرب
حبيبي لا يلاقيني=و كأس العمر تنسكبُ
بقبر السأم مدفونٌ= وأكفاني هي التعبُ
أما تأتي إليّ اليوم = هيفائي و تقتربُ
انا والله أهواها= وتبكي حبي السحب
أبيت مسهدا كمدا = و بالاحزان أُنتهبُ
أحاسيسي مزينةٌ=بها الحسناءُ تنتقبُ
ألم أرضع هواك العذب=أمٌّ أنت ِ لي وأبُ
فأنت قبيلتي هيفا= ءُ أهواكم فأنتسبُ
تعالي يا هويف فكم= إليكم قد سعى الأدبُ
فمن عينيك أشعاري=معاني السحر تكتسبُ
قد اتَّهموكِ أفيوني= فمنك تخدر العصبُ


3. قصيدة :
(خنجر الأرق )
يا خنجر الأرق المغروز في بصري
لأنزعـــنّك هذا أهون الــضررِ


لكم سهرت على ذكرى تحرّقني
والعين مخنوقة ٌ في قبضة السهر ِ


وما ارتحلت ُ مقامي ها هناأبـــــــــــــــــدا
أجول في داخلي في مهجتي سفري

وأرسم الخطرات المحرقات على
سطور شعري لهيبا مثلماقدري

مدامعي مطرٌ من نار ِ ذاكرتي
فكيف أطفئهاسحّتْ على سحَري


وكم كتمت على الأحباب مسألةً
أخشى عليهم ُ داء الهمّ و الكدر ِ

لم يعتد ِ الصحب مني غير أغنية
بهيجة لحنها قد هام في وتري


عذراً أحباء قلبي إنني تَعِبٌ
فما أريد ُبأن تحيوا على ضجرِ

ولن أطيل اشتكاءً لن أغمّكمُ
فليسَ ذنبكم ُ إن عشتُ في حفرِ

و من جميل ما أفادنا به في منتديات الفينيق هذه المقالة المنشورة في تأريخ 29 - 6- 2012 ميلادي:
(
سجال الإجازة :وهو أن يقول شاعر شطرا ثم يقول لمساجله : أجز يا فلان ، فيُتِمّ الشاعر الآخر الشطر بشطر آخر ليكون الشطران معا بيتا مستقيم المعنى حسنهُ .
ومن أمثلة ذلك ما كان من أمر النابغة الذبياني عندما التقى الربيع بن أبي حقيق ، عندما التقيا في الطريق إلى سوق بني قينقاع ، وكانت سوقا عامرة مشهورة يتناشد فيها الشعراء شعرهم فيمدحون ويفخرون ويتغزلون ، وعندما التقى الشاعران تسايرا في الطريق ، وعندما اقتربا من السوق ، وكانت له جلبَةٌ عظيمة وصوت ضجيج مرتفع ، فخافت ناقة النابغة وفحصت برجليها الأرض ، فزجرها النابغة وقال :
كادت تهد من الأصوات راحلتي
ثم قال: أجز يا ربيع ، فقال الربيع :
والثغر منها اذا ما اوجست خلقُ
فقال النابغة :
لولا أنهنهها بالصوت لانتزعت
فقال الربيع :
مني الزمام وإني راكب لبقُ

وبقيا على هذه الحال حتى بلغا السوق.
وهذه القصيدة بها سجال من نوع (( سجال اجازة))
وسجال الإجازة يعتمد على إتمام وإكمال الأشطر الشعرية في كل بيت
وقد كان السجال بيني وبين الشاعر الكبير زياد بنجر


الابيات الملونة بالأزرق هي للشاعرالقدير زياد بنجر
والاشطر الملونة باللون الاحمر هي لظميان غدير

يا قديم الهوى رجعـتَ جديـدا
......................قد ظننتُ السلوان َ أصلبَ عودا

كنت ُ باليأس ِ ساليَ القلب عنكم
......................لا أبالـي ولا أبيـتُ عمـيـدا

كدتُ أنسـى فذكّرتنـي ريـاحٌ
......................داعبت من رياض قلبي الورودا

كيف لا وهْي َ أوبة من حبيـب
......................إن مشى يهدي للورود نشيـدا


عدت أهوى الحياة منه وعادتْ
......................أمسياتي تستقبل الصبحَ عيـدا

و غدا الصبحُ للمساءاتِ يسعى
......................بغناء ٍ يغـري المسـا تغريـدا

وفؤادي ومـن أحـب ُّ وقفنـا
......................نهبُ الليلَ من سنانـا المزيـدا

فهو البدرُ و النجـومُ حروفـي
......................وهو النور قد أضـاء القصيـدا

والقوافـي تنـام فـي مقلتيـه
......................ليتَ بعضَ المنامِ كانَ الخـدودا

فإذا الحُسنَيـانِ للشعـرِ مهـدٌ
......................بنعيم ٍ يصحو ويغفـو شهيـدا

يُرزَق الشعرُ في فـؤاد حبيبـي
......................بالرِّضا منـهُ جنّـةً و خلـودا

فصفتْ أنهرٌ و مادتْ غصـونٌ
......................قطفها الحب قد دنت كي تجودا

فقطفنا الهوى وطرنـا سويـا
......................ما بلغْنا مـن الهنـاءِ حـدودا

كم أرحنا في وصلنا و سرحنـا
......................ورشفنا الهوى وهمنـا بعيـدا

ما أحيلى الغرام عنـد حبيبـي
......................لمْ أعُدْ ذلك الحزيـنَ الوحيـدا

لكنِ الخوفُ لا يـزالُ صديقـي
......................فأنا عشت عاشقـا مرصـودا

إن أرح في اليمين ألقَ عـذولا
......................أو أولِّ الشمالَ ألـقَ حسـودا

و الفراقُ الَّذي يشتِّـت شملـي
......................كنت أخشاه ليسَ مثلـي جليـدا

إن يقل خلّي ذا فـراق تبعثـرْ
......................تُ و بُـدِّدتُ بالأسـى تبديـدا

ليتَ هذا الصفاءَ يمكـثُ فينـا
......................أبدا لا نرعى الكئيب الحقـودا

نسكب الحب في الدلاء مسـاءً
......................ونمنّي الوصال عمـرا مديـدا

فلك الحـب يـا حبيبـة قلبـي
......................وانعمي يصبح المحب سعيدا )
قلت:
و زياد بَنْجر هو من الشعراء المكيين المرموقين اليوم و_ و سأكتب ترجمته قريبا إن شاء الله_ و هو صديق لظميان قدير كما أخبرني الأخير بنفسه.

عبده فايز الزبيدي 05-08-2014 05:28 PM

حفيظ الدوسري
هو الشاعر السعودي حفيظ بن عجب بن فيصل بن عجب بن محمد بن فرج بن حفيظ الشكرة الدوسري، وكنيته أبو عبدالرحمن ولد في مدينة الخرج سنة 1392 هجرية، وحصل على بكالوريوس كلية الشريعة جامعة الإمام محمد الإسلامية سنة 1416هـ، تخصص الفقه وأصول الفرائض، وهو عضو رابطة الأدب الإسلامية العالمية.

حاصل على شهادات في الإخراج والإلقاء والتعبير المسرحي بتقدير ممتاز، يعمل معلماً في المرحلة الثانوية بالخرج - مدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم وحافظ لكتاب الله تعالى ومعه إجازة بذلك.
من مشائخه: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ،محمد الحسن الددو الشنقيطي .
صدر له العديد من الدواوين منها:
شوارد البيان، لحظات ندم، الأقصى والشرف، أنا وليلى، نجوم السماء، لغتنا والقتلة، سرطان العصر، أغاريد العذاب.
من شعره:
1. قصيدة ( ما هو الشعر ؟):

ما الشعر ؟ قلت لهم حكايات الورى
يحكي بها في الناس كل ضنين
والشعر مزرعة الفضيلة نبتها
صدق ، وإخلاص ، ونور يقين
والشعر حمحمة الزمان إذا بكي
يشكو الظلوم علي الذي يحميني
والشعر آهات الحروف إذا شدت
بالــحزن تـكـتب آيــــة التـنويـن
والشعر مرآة لصاحبه الذي
يشدو بصدق مـــشاعر التضمين
والشعر قافيه الزمان إذا رسا
بالـــــحق فوق مرافئ التـــحسين

2. و هذا جزء من قصيدة له انتقد فيها الشاعر نزار قباني:



نزار لماذا تجاوزت حدك
قل لي أجبني أيا طاغية
تجرأت حتى علي الله إني
رأيتك تسعي إلي الهاوية
ألست تخاف من النار إني
نذيرك إن كنت تخشي النذير ...

إلي أن يقول :
أجب يا صفيقا رأى
نفسه في ثياب النساء
.فبات يفكر فكر النساء
.وقام يعيد هموم النساء
وأضحي إذا ما تفاخر يفخر فخر النساء ...

3. و له عن الشعر هذه القصيدة ، و منها:
فكرتُ أنسى الشعرَ..‏
لكني بليتُ به،‏
وكان عليَّ أن أحيا...‏
لأحملهُ،‏
وأن أبقى أرتلهُ.‏
فكرتُ أهجرهُ.‏
وأكفرهُ،‏
ولكني رأيتُ الشعرَ...‏
يبقى دائماً حيَّاً،‏
ولو بالسيفِ نقتلهُ.‏
فكرتُ أنسى الشعرَ..‏
أتركُه،‏
وأرفضهُ،‏
ولكني رأيتُ ممارسَ الأشعارِ...‏
يبقى رهنَ عادتِه..‏
ويبقى ناشراً للشعرِ..‏
رغماً عن إرادتهِ..‏
برغمِ الشاعرِ الموهوبِ...‏
يبقى شاعراً أبداً..،‏
ومهما حاولَ النكران،‏
والهجران..‏
يبقى شاعراً أبداً..‏
فلا تعجب لماذا ينشد الموهوبُ..‏
أشعاراً بلا سببٍ،‏
فهذي يا أخَ الأشعارِ هذي..‏
قصة العجب.‏

عبده فايز الزبيدي 05-08-2014 05:48 PM

غيثان بن جريس
هو العلامة و المؤرخ مؤرخ تهامة البرفيسور( ...
غيثان بن علي بن عبدالله بن جريس الجبيري الشهري، و غيثان تضبط بغين مفتوحة و ياء ساكنة و ثاء مفتوحة ، ولد في عام 1379هـ (1959م) في قرية آل مقبول بمنـزل أجداده لأمه ، بلاد بني عمرو بمنطقة عسير.وعندما وصل إلى سن الخامسة من عمره انتقل إلى منـزل والده في قرية آل رزيق ببلاد بني شهر وبقي بها حتى حصل على الثانوية العامة بالنماص عام 1396هـ (1976م) و النماص تضبط بنون مشددة مفتوحة و ميم مفتوحة .
ثم التحق بكلية التربية فرع جامعة الملك سعود ( الرياض سابقاً ) بأبها عام 1396هـ /1397هـ ، وتخرج فيها بعد حصوله على درجة البكالوريس في التاريخ والحضارة الإسلامية عام 1400هـ /1980م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى . وبعد مرور سنة دراسية من تعيينه معيداً ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الماجستير وتم ذلك في جامعة أنديانا بمدينة بلومنجتون(Bloomington)وحصل عليها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في أوائل عام 1405هـ/(1984م)، وعاد إلى كلية التربية في أبها ليعمل محاضراً بها ، واستمر عمله على هذا الحال حتى أواخر عام 1406هـ، ثم ذهب لنيل درجة الدكتوراه في قسم الدراسـات الشرقية بجامعة مانشستر (University of Manchester) في بريطانيا، وحصل على هذه الدرجة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في أواخر عام1409هـ (1989/1990م) . وكان موضوع رسالة الدكتوراة : " التاريخ الاجتماعي والحرفي والتجاري في الحجاز خلال العصر العباسي الأول 132 ـ 232هـ /749 ـ 847م " .
(The Social, Industrial and Commercial History of the Hijaz Under The Early Abbassids (132-232 /747- 847))
عاد إلى كلية التربية بأبها ليعمل أستاذا مساعداً بقسم التاريخ في الكلية ، وفي أواخر عـام 1410هـ (1990م) أصبح رئيساً لقسم التاريخ في الكلية ولا زال في هذا المنصب حتى عام 1423هـ /2002م ، وقد ترقى إلى درجة أستاذ مشارك في أوائل عام 1414هـ ، ثم ترقى إلى درجة أستاذ متميز في 20/1/1418هـ . ويعد أول من حصل على درجة الأستاذية من خريجيرعي جامعة الملك سعود والإمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها ( جامعة الملك خالد حالياً ) ..)*

قلت ُ:
و له الكتب و البحوث المشهورة و المنتشرة في الناس منها:
- كتاب ( القول المكتوب في تأريخ الجنوب).
- كتاب ( القنفذة خلال خمسة قرون) .
_ بحوث في تأريخ عسير الحديث و المعاصر
- كتاب (التواجد الإسلامي في أرخبيل الملايو) .
- كتاب ( محمد أحمد أنور).
- كتاب ( افتراءات المستشرق كارل بروكلمان على السيرة النبوية ).
و العشرات من الكتب و الدراسات التي يضيق المقام عن ذكرها، بقي أن أقول :
إني خلال دراستي في جامعة الملك سعود_ في نهاية التسعينات من القرن العشرين _ بفرع أبها، كنت أراه و هو مع جلالة قدره و غزير علمه و كبير همته آية في التواضع فلا تميزه بشيء و لا تشعر منه ما يوحي بتعالي أصحاب الشهادات، فقد كان يأكل في مطعم الجامعة و يأخذ حاجته من مقصف الكلية ( الكافتيريا) ،إلا أن الطلاب كانوا يهابونه لعلمه ، و كنت إذا دخلت أي مكتبة و جدت غيثان أمامي بعلمه و قلمه فأتعجب من رجل مشهور و هو في غاية نكران الذات.
_____________
* عن مقالة بعنوان ( اللقاء الخاص مع سعادة الدكتور غيثان ب جريس) في صحيفة النماص الرقمية من جهد الأستاذ / محمد بن جابر الشهري و صدر هذا العدد في الثلاثين من شهر مارس لعام 2013 ميلادي.



عبده فايز الزبيدي 05-08-2014 09:18 PM

علي الحوراني
هو الشاعر الأردني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الحُوراني ، المولود في الرابع من شهر يونيو لعام 1958 ميلادي الموافق للسابع عشر من شهر رجب لعام 1377 هجري ، يعمل في وزارة التربية والتعليم الاردنية بمديرية تربية مادبا ، بوظيفة رئيس قسم التعليم العام ، و هو يحمل درجة الماجستير ادارة اعمال ، مقيم ببلدته ( مادبا) .
صدر له :
- ديوان (في مهب الريح ) في عام ١٩٩٠ ميلادي ،
- وديوان ( فتشت في دفتر الأيام ) في عام ٢٠١١ ميلادي ،
- وديوان ( قناديل في عتمة الليل ) في عام ٢٠١٢ حيث طبع على أثر فوز قصيدتيي عن يوم الارض في منتدى الصالون الادبي للشيخ صقر القاسمي وأعد لديوان أنا وشعري قصائد بين الشاعر ونفسه وهي خلاصة تجرب.ة طويلة في كتابة الشعر.
شارك الحوراني في أمسيات ولقاءت ثقافية ومنتديات أدبية عديدة ، و من تلك الملتقيات :
منتدى منابر ثقافية ، وقناديل الفكر والأدب ، والفنيق .
كتب الشعر _ كما أخبرني بنفسه _ منذ كان طالبا في المرحلة الثانوية منذ عام ١٩٧٨ ميلادي ، ورغم دراسته للادارة إلا أنه كان شغوفا بالادب ،أطلع من خلال مكتبة الجامعة الاردنية على الاتجاهات الادبية والابداعات وفي جميع العصور السالفة والمعاصرة فكانت اساسا بنى عليه موهبته الشعرية وبدأت تتسع مداركه وآفاقه الشعرية من خلال سفره حيث الجمال والطبيعة في دول اوروبا والعالم العربي في السنوات الاخيرة. و قد حدثني بفي رسالة له عن بعض مظاهر شغفه بالأدب و العغناية به :
( إن من الاشياء الجميلة التي أتذكرها أني أصدرت واصدقائي نشرة ادبية تسمى السنبل وبدعم من جمعية التراث الاسلامي في عمان وتشجيع من د. اسحاق الفرحان ومؤازرة منالاديب والكاتب الاسلامي المعروف عماد الدين خليل من العراق وكنت مقررا للجنةالادبية ومن اعضائها الاستاذ يوسف نعمان ووضاح خنفر مدير محطة الجزيرة كنا في ريعان الشباب والتجربة وصدر منها اعداد قليلة في نهاية الثمانينيات تعرفت على الاديب والشاعر السوري عبدالله عيسى السلامة والذي فاز بجائزة عكاظ فكان استاذا بحق تعلمت منه الكثير ..)
تعرفتُ عليه في منتديات منابر الثقافية ،و من شعره:
1. قصيدة ( ودي أنْ أتوب وأنْ تتوبي):

بودي أنْ أتوب وأنْ تتوبي= ونمسحَ ما تعاظم من ذُنوب
وندفن سرّنا بئراً عميقا= نفرّ من الشّمال إلى الجنوب
ونسكن في بيوت لا قواف= ونمشي بالشواطىء لا الكثيب
نعاقر خمرة الحرف انتباها= ونكْسِر جرّة القهر المعيب
ونحمل في خبايانا ورودا= ونقطف من سناها عُرْف طيب
ونعتصرالمعاني سامقات= نقارب بل نفاخر بالنّسيب
وتبتسم القوافي بعد لأي= من الأسقام في بحرٍ كئيب
فقد ملّت حروفي طول بالي= وصبري في مقارعة الخطوب
ولومي كل أوقاتي لقومي= وحُزني قد تجاوز بالنّحيب
على الأطلال أشعلنا حريقا= وأنكأنا الجراح بلا طبيب
قصائد كالسيوف مثلّمات=وأغْرَقَها الكثير من الكروب
وقومي يا لقومي كم تساموا= وجادوا بالشباب وبالمشيب
فقد عشقوا التّفنن بالرزايا= وشحذ السّيف بالغصن الرطيب
ولا أذن لدعوى بالقوافي= ولا النّثرُ المُنمّق مِنْ خطيب
(فما أسمعت لو ناديت حيّا) = ولكنّ المؤمّل في مغيب
ومن غابت قصائده احتراقا= تَغيّبَ عن مقارفة النّعيب
ويبتعد الغريب إذا دهته= من الأهوال في الوقت العصيب
وإنّي من يهيم بلا دليل=كأنّي في بلادي كالغريب
كذاك الحرّ لا يرضى بذلّ= وإنْ رضي التشبث بالصّعيب
فهلّا نُسْكنُ الأوهام بحرا = تُسافرُ في متاهات الدّروب
ونشعر أنّنا في الكون طيف=تطاير فوق أرض من جديب
نمرّ على الدّيار كقيس ليلى= نقبل مشي أقدام الحبيب
نشمّ العطر مسكاً من دماء=تَخَضّر لونُها وزكَتْ بطيب
فطيب العيش مأمل كلّ حرّ= وعيش البائسين بلا مطيب

2. قصيدة في بلدته ( مادبا):
خَبّريْنـي (مادبانـا*) خَبّريْنـي عَنْ كنوزٍ من تراثٍ وادهشينـي
خبريني عن عيون الماء تجـري عـن ينابيـع وألـوان الفنـون
عن بساطٍ زرْكَشتْـهُ (المأدبيـهْ) عن بديع الفن من مـاءٍ وطيـن
مادبا التاريـخ تيهـي بافتخـار ذاك (نيبو)** من ثقافات السنين
وحضارات توالت منذ (ميشـعْ) فذرى ذيبان مـن تلـك القـرون
أنت رمز للتلاقـي فاحضنينـي وأعيدي ما سلا قلـب الحزيـن
وارسمي باللـون الحانـا لقلبـي لوحة غرّاء خضـراء الغصـون
واجعلي (ماعين) (والفيحاء) وردا يأخذ الأبصار من حيـن لحيـن
ألفـة يــا مادبـانـا ظللتـنـا تلك روح الحبّ تسري في العيون
أنت عندي مهجة القلب وأغلـى عشت فيك العُمرَ مرفع الجبيـن
(مادبانا) صِرْتُ فيك مثل قيـسٍ هام شوقـاً بجنـونٍ فاعذرينـي
أنت شعري وشعوري فامتحينـي بعض شوق كُحَلةً تشفي جفونـي
مادبا يا نهر حبّ فـي عروقـي عامرٍ بالشـوق دفّـاق الحنيـن
من ربى ***حوران شُدّ عِرقي لسهول فيك يـا أحلـى لحونـي
فاستعـدي بابتهـاج واستعيـدي جذوة الماضي وأسـرار الفُتُـونِ
أنت في الحفـل عـروسٌ غـادة هيفـاء مـن أصـلٍ عَـريـنِ

عبده فايز الزبيدي 05-09-2014 03:18 PM

حسن الزهراني

هو الشاعر السعودي حسن بن محمد حسن الزهراني ، من مواليد قرية (القَسَمَة) في عام 1381 هجر الموافق لعام 1361 ميلادي بمنطقة الباحة.جنوب المملكة العربية السعودية ،
تخرج من جامعة أم القرى قسم جغرافيا * يعمل في تعليم الباحة مشرفاً على مركز أصدر عدة إصدارات شعرية هي :
- أنت الحب (1408)هـ .
- فيض المشاعر(1412)هـ
- صدى الأشجان (1417)هـ الطبعة الثانية (1426)هـ
- ريشة من جناح الذل (1421)هـ
- قـُبلة في جبين القِـبلة (1423)هـ
- تـَمَـاثـُل (1425) هـ الطبعة الثانية (1431)هـ
- قِطاف الشِغاف (1427)هـ
- أوصاب السحاب(1427)هـ
ـ هات البقية (1434)هـ
-( أ.. : ..ي ) (1435هـ ) -
أعمال مخطوطة و معدة للطبع :
-أربع مجموعات شعرية
- يقوم حليا بجمع وإعداد معجم شعراء الفصحى المعاصرين بمنطقة الباحة .
و قد كرم في عدة محافل منها:
فاز ديوانه(فيض المشاعر) بجائزة أبها الأدبية(1412)* *فاز بجائزة الشيخ محمد صالح باشراحيل الإبداع الشعري * اختيرت قصيدة (دانة الأحلام ) من بين أجمل مائة قصيدة للشعر الإسلامي والعربي المعاصر *اختيرت قصيدته(قبلة في جبين الوطن) لتدريسها ضمن منهج نصوص الثالث متوسط.
المشاركات: -
رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي . - عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية . -عضو الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي . - عضو الهيئة الاستشارية لجائزة الباحة للإبداع والتفوق . - عضو اللجنة العليا لجائزة الباحة للإبداع والتفوق . - رئيس لجنة شخصية العام الثقافية . - عضو اللجنة العليا لسياحة بمنطقة الباحة ورئيس لجنة النشاطات الثقافية . - عضو لجنة بيت الباحة بالجنادرية ورئيس اللجنة الثقافية . - عضو اللجنة العليا لمجلس شباب الباحة. - شارك بالكثير من القصائد في الصحف المحلية والعربية والإذاعة والتلفزيون. -أحيا وشارك في إحياء الكثير من الأمسيات الشعرية في المملكة ومعظم الدول العربية. ـ عملت حول تجربته الشعرية كثير من الدراسات النقدية والرسائل العلمية.
عرفته أول ما رأيته في عام 1433 ه في أمسية شعرية بقاعة كلية القنفذة الجامعية
و يومها دعاني للحضور الصديق و الأديب / حسن الجفري.
من شعره:
1. قصيدة (
إن ــ ِ س ــ ان ) :
أيّها الإنسانُ يا من طـمسَ الواقِـعُ ظـنّهْ ... *****
أنت ( سينٌ ) بين ( إنـّين ) وإنّ السّين للمجهـول ( جـُنـّةْ )... *****
كيف تحيا في دُجى المجهـول مجهـولاً بروحٍ مُطـمئنةْ .؟.؟. *****
أين تمضي أيها المجهول.؟. فالمجهول أرخى في دروب الأمل المسْجـور أضعـاف الأكِـنـّةْ ... *****
ورمى قـبلك أنـّة ْ...
ورمى بعـدك أنـّة ْ... ***** أ
نـّةٌ في ساعة الميلاد إشفاقا من الآتي .،. وعـند الموت تأنِيـباً على التّـفـريط أنـّة ... *****
أيها ( المنسُوسُ ) من جنّات عـدنٍ : كيف نسْنَسْت سنا الأنس؟
و( آسنت ) رحـيق العـقل بـ( النّسيان ).؟
(نسّستَ ) سِنيّ العـمر إخـْفـَاقاً.؟ وأسلمت ( النّهى ) في جُـنْـحِ وعي ٍ للأسِنّة .؟... *****
فـتأمّل زفـرة الغـيب بأطراف الأعِـنّة ... *****
حين أبدى باهـرُ الحلم لِعـينيك بثوب الزّيف سِنّهْ ... *****
وترجّـل عن جـواد الغـابِر المُسرَج بالوهم وأفكارٍ مُسِنّة ... *****
وأعِـرْ للوعي عـقـلك . وأجـرْ بالنبض قـلبك .
وأنـرْ بالطّهر فـجـرك . وأعـدْ هـذا الذي سطـّرتُ من وحي جـنـوني للأجـنـّة ... *****
وأعـدْ هـذا الذي سطـّرت من وحي جـنـوني للأجـنـّة ...

2. قصيدة ( شر البلية ما يضحك) :
هات البقيّة
أيها الرّاوي
فإنّ الليل لم يكمل
فصول المسرحية.. ****
هات البقية
إن جسر الصمت
وَارَى العابرين
إلى ضفاف الروح
في ريش النجوم
بحسن نيّة.. ****
يا حضرة العشق الشهيد
لقد رآك النبض
حين فتحت نافذتين
في جفن الوريد
على دجى الحزن البعيد
ولم يزل فلق الجوى
يبكيك بالعين الشقية.. ****
هل مت؟
كيف؟؟
أما كتبت لِعندليب البوح
في أرجوحة الشوق الوصيّة !!.. ****
هل عشت؟
كيف أعاد نبض الرّوح
في باقي رُفاتك
دمع ليلى العامرية؟؟.. ****
هات البقية
صُبّ غيم الشعر
والمغنى نبيذاً
في جذور الأبجدية.. ****
قُل للقيامة
إن باب الغيب مفتوحٌ
وأني جئت معتملاً فمي...
وعصايَ أشجانٌ قصيّة.. ****
باشرت إصراري
وفي أوتار أشعاري تراتيل القضية.. ****
دربي شبابيك الهلاك
وجعبتي الأولى فوانيس المنيّة.. ****
يتهامس السّمار في الأسحار
حول جنازة المعنى
وتندثر المنى
وأنا أُحمّض صورة السّفّاح
من عين الضحيّة.. ****
هات البقية أيها الراوي
فأنشأ: إن (تحت التبن حيّة)
إن تحت التبن حية.. ****
هات البقية
ثم أنشأ مرّةً أخرى وقال بحسرة المكلوم:
في هذا الزمان ستنطق الأبقار
والبيداء تشربها البحار
ويطفئ الليل النهار
وتكسر السّهمَ الرميّة.. ****
فضحكت
ثم ضحكت
ثم ضحكت من شرّ البليّة.. ****
وحلفت أن آوي إلى (دُسري وألواحي)
وأركب موج إصراري
وأهجر هذه الجزر الغبيّة..

3. قصيدة ( هُزِم الهلال):
هُـزم الهلال ُ
فكيف لا أبكي !!
ألا أبكي وقد هُـزم الزّعيمْ !!!...
* * *
هُـزم الهلال..؟؟
متى.؟.
وكيف.؟
. وأين.؟.
من هـَزم الهلال.؟.
ويا دموعي أين أنتِ .؟.
لِما خُلقتِ !!.؟.
أما علمت
بأن مجد زعيمنا
جعلته قافلة الهزائم كالرميمْ ...
* * *
هـُزم الهلال فكيف لا أبكي !!
ألا أبكي كما تبكي ملايين (الجماهير) الوفية
كيف لا أبكي
كما تبكي ملايين (الدراهم)
وهي في متناول (الأقدام)
رهن إشارة الأوهام
والأقلام مُصْلتة ٌ
وقاطرة (العـقول)
مليئة بروائع
والأفكار من أجـل الزعيم ...
وصاحب القدح المُعـلّى والعظيم...
* * *
هُـزم الهلال فكيف لا أبكي !!!
متى أبكي ؟؟
أأبكي حين أُبصر منزلاً
هدمته جرّا فات إسرائيل
فوق رؤوس عشرة أبرياءٍ في (رفحْ)..؟؟
وأنا مع(رؤساء) أمتنا
أناقش وضع حلٍ مُقـترحْ...
ونعود نرفع باليد اليسرى
نتائج كل مؤتمراتنا (الخنثى) إلى الريح العـقيمْ ...
* * *
هُـزم الهلال
فكيف لا أبكي؟!!
متى أبكي .؟؟
أأبكي حين أُبصر (صدر إيمان البريئة)
مزّقـتهُ قذيفة ٌ عمياء..؟؟
والأشلاء ناطقة ٌ
بما لا يفهم الجبناء
والأهواء تأسرنا بليلٍ
(عجرمي) الأنس
من صبحٍ بهيمْ ...
* * *
هُـزم الهلال فكيف لا أبكي؟!!
متى أبكي .؟؟
أأبكي حين أبصر غادة ً
حسناء تُسحب من (ضفائرها)
إلى غُـرف (الرّذيلة)
وهي تجأر :
أين قلب (المعتصمْ).. ؟؟؟
وتموت قهرًا خلف قضبان السأمْ..
وتناشد المليار يااااللعار
والمليار في خدرٍ أليمْ...
* * *
هُـزم الهلال فكيف لا أبكي !! متى أبكي ؟؟
أأبكي حين تَمتهِن (المجنّدة) الحقيرة
في (السّماوة) ( ِلحية) الشيخ المُسنّ
تدوسها(بحذائها) فتسيل دمعته العزيزة
وابنة (الخنزير) تضحك ساخرةْ ...
ويصيح ياااا( صنعاء)
بوحي (للرباط) بما جنته العاهرةْ ...
من ياااا( رياض) العدل
يوصل زفرتي (للقاهرةْ)؟؟؟...
ويموت والسّبابة البيضاء شامخةٌ
إلى المولى الرحيمْ...
* * *
هُـزم الهلال
وما درى
عن هول فاجعة الزعيم
الواقـفون على خطوط الموت
في ( فلّوجة) الأبطال لو علموا لألقوا للعدو سلاحهم
وبكوا بكاء الفاقدات
على ولوج (الخمسة الأهداف)
في (مرمى) الزعيم
وتساقطوا بين القذائف كالصّرِيم ...
* * *
هُـزم الهلال فكيف لا أبكي؟!! متى أبكي .؟؟
أأبكي حين أُبصر ( طفلة السودان )
تقضي نحبها جوعاً
وتُترك في العراء مريعة المرأى بلا كفنٍ..
ولا لحدٍ تمزّق جسمها العاري
وحوش الغاب والأبواب موصدةٌ
على إحساسنا الغافي
على سرر الخديعة
في دجى المجد القديم...
* * *
هُـزم الهلال فكيف لا أبكي !! متى أبكي ؟؟
أأبكي حين أبصر
منظر السجناء في (كوبا)
وسجن (أبي غريب).؟؟.
ولو درى السّجّان فكّ قيودهم ؛
لِيشاركوني في أساي المُرّ : وانطلقوا
قـُبيل الفجر في حذرٍ
وهم يتخافتون:
لا يدخلن إلى جوانحنا انتصارٌ
بعد ما هزم الزعيم ..
اليوم: لن نبقي دموعا في محاجرنا..
ولن نبقي سرورا في سرائرنا..
وبشرى في ملامحنا ..
وعادوا في( سلاسلهم)
وقد أرضوا ضمائرهم
بما فعلوه من أجل الزعيم
* * *
ياااااا قوم عذراً
إن هول مصيبتي بهزيمة البطل
الذي أفنيت في تشجيعه عمري
جعلت ملابسي ،
ومفارشي
وستائري تزهو بلون( شِعاره) :
أنساني الهمّ الذي
حولي فما هـم ٌّ يعادل هـّم قلبي :
عندما
هُـزم الزعيم ...

عبده فايز الزبيدي 05-13-2014 11:35 PM

عبدالله العبدلي
هو صديقي الشاعر السعودي أبوعلي عبدالله بن علي بن ناصر العبدلي، و العبادلة حسنيون يعودون إلي الحسين بن علي رضي الله عنهما ، من مواليد وادي الأحسبة في عام 1400 هـ . درس مراحله التعليمية الثلاث في قريته لينتقل بعدها إلى محافظة القنفذة في كلية المعلمين والذي تخصص بها في مادة العلوم ليتخرج منها في عام 1423 هـ ، ثم تعيينه بعدها معلما في محافظة الليث التي استمر فيها زهاء العقد من السنوات والآن عاد لمحافظته ليكمل بها مسيرة المهنة كتب الشعر مذ كان في المرحلة الثانوية التي انكب في أثنائها على قراءة المعلقات وحفظ أغلبها مع اهتمام بأدب الموروث الشعبي في المملكة إلى أن كان النبوغ في المرحلة الجامعية وما بعدها والتي عكف فيها على كتب الأدب وقراءة النتاج الشعر من القديم إلى الحديث والاهتمام بعلوم البلاغة والنقد له ديوان سيشق له طريق النور قريبا وسمه بـ ( أعمى على مفترق الآمال ) ، وقد شارك في عديد من الأمسيات الشعرية والأدبية في محافظته ونادي جدة الأدبي **
وعن الشعر أقول : ( إنه مجرة البوح الصادق التي تشكلت من سُدُم التجارب الشعورية والتأملية التي انبثقت منذ شرخ العمر فكانت شمساً لا تنطفئُ وأبدية اشتعال الذاكرة في قلبها ، وكواكب القصائد السيّارة تدور حولها عصافيراً نورانية تلقّن الكون أناشيدَ كوامنه ومكنوناته الساحرة ).
ومن شعره :
1. قصيدة ( عذابي أنني أخفي عذابي ):
عذابي أنني أخفي عذابي = بقلبي كان مكنون العتابِ
حبيبي دعْك في نبضي ودعْها = عيونَ الناس في ستر الغيابِ
وقلّي كلما نبضتْ بعرقي = دمائي : كيف لا تبكي غيابي؟
غروب الشمس في صمتي حزينٌ = وحقل الورد أذعن لليبابِ
وأنتَ الغيث والغيم المرجّى = للوعاتي .. فأمطرْ بالإيابِ
حبيبي حبةَ القلب انتشائي = على كاسات قربك كالحُبابِ
تشظّتْ كلّ أحلامي فمن ذا = يعيدُ تبلوري بعد العذابِ
عشقتكَ أنتَ فرداً.. لاأُحابي! = وليس لعاشق مثلي يُحابي
فناولني هديلَ الوصل آياً! = لأُبطلَ كلّ أسحار الغرابِ .



2. قصيدة (رحلة حمامة ):
وبعد طول انتظاري موعد الفلقِ =حزمت ما كوم الأشرار من حرقي
فطرت أبحث عن معنى الحياة فما =وجدت غير ظلام الظلم في الأفق
رأيت أهل الغنى في نور أروقة =وحولهم طبق يعلو على طبق
سكان كوخ ينادي جوعهم أمما =ويشربون انبجاس الدمع في الحدقِ
فيسمعون امتهان الفقر رجع صدى= تبوءوا بقع التهميش في الطرق!
فكان خفض جناحي خيط مرحمة = دلّيته دمعةً من شهقة العنق
فليس يملك ضعفي غير ما زفرتْ = به الصدور لمن بالنائبات شقي
واصلت علّي أرى في الكون ماثلة = تسرّح النور من زنزانة النفق
حتى سمعت نواحا حول ساقية = من الدماء لعز صار في الغرق
لا منقذا غير سباح.. وزورقهُ = مجدافهُ ينشل الأشلاء في حنق
وماعهدت من التصهال في شرف = هوى ، وساد بنو الخنزير في نزق
وحينها صار سجعي نوح باكية = على زمان من الآهات مختنق
فطرت هاربة .. فاجتزّ في كبدي = رصاصة تمنع الإنكار في عنقي
فرحت أغمس ريشي في مداد دمي = ففي احتضاري أرى الآفاق كالورق
كتبت أين السلامُ / الحبّ / نخوتنا = وهل تبخر بحر الدين والخلق؟!!


3. قصيدة (تابوت الأحلام ):
ما البدرُ إن دثّر الأحلام في الحجُبِ = وحثّ بالليل همــــاً دونما سببِ؟
طوراً يشيّد شوقاً في مخيلتي = لهُ ، وطوراً أرى ماشيدَ من كذبِ
وخافقي لو تماهى حال زورته = في غفوة العين، أزّ النبض في أربي
وقال: قمْ ! فسماء العشق في نغم = من الضياء ونجم السعد في طرب
فقمتُ لاأمنح الأنفاسَ راحتهـا = ولاأُئوّدُ مشياً نِـيــطَ بالخَبَب
رفعتُ عيني فلم يهمس سوى شجني= وسط الظلام ، ولم تسطع سوى كُربي
ظننتُ نفسيَ مخموراً يحرّكني = عصفُ الشراب وغصن الكأس طوّحَ بي
فعدتُ أشتمُ حلماً ظلّ زورقهُ = تسير أركانهُ منحلّة الخشـبِ
فما أراه سوى تابوت أغنيةٍ= عزفتها وسط إيقاع من اللّهب
غفتْ به مومياء الحب آخذةً = بموتها كلَ مـأمولٍ ومُرتقـبِ
فلن تكون كموسى حين أرجعهُ = مولاهُ للأمّ بعد الدّمع والشّجَـبِ .


عبده فايز الزبيدي 05-14-2014 12:20 AM

محمد الغزالي

غروب وائل 05-14-2014 07:20 AM



[justify]صباح المحبه والأخاء سيدي عبده فايز الزبيدي
جميل أن يجد كتابنا العرب من يتقدهم بأدب الحوار وصدق نصحهم
وهذا ما أجده هنا .. مشكوراً عليه
[/justify]
" متابعه بشغف المعرفه والإطلاع "



عبده فايز الزبيدي 05-16-2014 09:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غروب وائل (المشاركة 176148)


[justify]صباح المحبه والأخاء سيدي عبده فايز الزبيدي
جميل أن يجد كتابنا العرب من يتقدهم بأدب الحوار وصدق نصحهم
وهذا ما أجده هنا .. مشكوراً عليه
[/justify]
" متابعه بشغف المعرفه والإطلاع "



صباح / مساء الود و الورد
أشكر لك جميل المرور و طيب المقال
و من باب المباسطة فإني أقول:
الكاتب أو المؤلف و خاصة كتاب التراجم و السير بين أمرين هما: ( العدل) و (الإنحياز)
و أعدك أن أسلك طريق (العدل) _ بحول الله و قوته_ فلن أقول إلا بما أعرف
و أن لا أحكم على المترجَم له إلا من خلال فعله : قولا و عملا،
أما الإنحياز فإني منحاز لكل عمل أو أدب أو أديب مسلم منضبط بقيم الكتاب و السنة.

عبده فايز الزبيدي 05-16-2014 09:24 PM

فَضيْلة زِيَايَة
عرفت الدكتورة فضيلة زياية لأول مرة حين إشرافها على قسم الشعر في منتديات التوباد لصاحبه الأديب محمد بن مشعل الشدوي و ذلك في عام 2008 للميلاد الموافق لعام 1428 للهجرة المباركة ،و قد أفادني الشاعر خالد البار بهذه السيرة عن الأخت فضيلة زياية و بموافقتها :
هي الشاعرة الجزائرية
أستاذة لمقياس البلاغة و عروض الشّعر و موسيقاه بقسم اللّغة العربيّة و آدابها ، بجامعة " الإخوة منتوريّ " ، بقسنطينة . أستاذة مكلّفة بالدّروس / قسم (( أ )) . من مواليد: يوم الخميس 23 من ذي الحجّة 1390، للهجرة. الموافق ل: 13 آذار (( مارس )) 1969 للميلاد. ببلديّة بومهرة أحمد ، و لاية قالمة/ الجزائر . التحقت الأستاذة فضيلة زياية بقسم اللّغة العربيّة و آدابها ، بجامعة " الإخوة منتوريّ " ، بقسنطينة ، سنة 1997-1998 للميلاد . ناقشت رسالة الماجستير الموسومة: (( اللّيل و دلالاته لدى شعراء المعلّقات )) . يوم : الثّلاثاء 30 شعبان 1423 للهجرة . الموافق ل : 05 تشرين الثّاني (( نوفمبر )) 2002 للميلاد . و حصلت عليها بكلّيّة الآداب و اللّغات ، بقسم اللّغة العربيّة و آدابها ، بتقدير : (( مشرّف جدّا )) ، مع (( تهنئة لجنة المناقشة )) . بإشراف الدّكتور : " الأخضر عيكوس " . الأستاذة فضيلة زياية : بصدد تحضير أطروحة الدّكتوراه ، بإشراف الدّكتور : " موسى شروانة ". أطروحة الدّكتوراه ، موسومة بعنوان : (( الفرس في الشّعر الجاهليّ ، بين البعدين : الدّلاليّ و الفنّيّ )) . لها مساهمات أدبيّة وشعريّة كثيرة على صفحات مختلف الصّحف الوطنيّة و الدّوليّة . شاركت في الكثير من الحصص الإذاعيّة و التّلفزيونيّة . لها نشاطات ومساهمات بمختلف المواقع الإلكترونيّة. تنشر أعمالها -إضافة إلى منتدى "التّوباد الأدبيّ" و "المرايا الثّقافيّة"، بمجلّة "أصوات الشّمال" وهي موقع جزائريّ. ..) أ.هـ

من ملتقى التوباد أنقل من شعرها:
1. قصيدة ( أمواج الهواء):


أقول الشّعر لا أبغي رغيفا
ولم أبغ الدّمالج و "القطيفا"
سللت من القصيدة عمق نبضي
فهزّت خافقي هزّا عنيفا

وإنّي -بالبيان- أظلّ أسمو
وحرفي طاول القصر المنيفا
لصوت قصيدتي ضبح أبيّ
يظلّ جواده حرّا أليفا
جوادي رائد الرّكضات حرّ
فكيف يكون للأدنى حليفا؟!
وهل إنّ المعمّى قاد قوما
وكان لباب "جامعنا" عريفا؟!
قريضي وامق مكسور طرف
يهبّ يشعّ من حولي رفيفا
وأثّث لي سبيل البوح وردا
ووسّع لي مجالس: كي أطوفا
أنيني غارق في دمع صبّ
ولكن طرّز الوجد الشّفيفا
أنا بنت الضّياء! شهيق بوحي
يذيب الورد عبّاقا كثيفا!
ويرقأ دمعي المدرار شوقا
وهذي خفقتي فارت لهوفا
ومن بلد العجيب ركبت سهوي
فرحت أقلّد الذّهن الحصيفا
أدبّج بالقصيدة سبك "آه"
تسيل الحرف من دمعي نزيفا
صباح المسك! يا ألق القوافي
ومنّي؛ فانتظر بيتا طريفا!
أيا لغة البيان! بخخت عطرا
ليترك بالأنوف شذى وريفا
وينطق أخرس الأوراق سحرا
وتذرف دمعتي حسّا رهيفا
وتورق بالقصيدة مغدقات
ووافرها أتى ظلّا خفيفا
ومن "ألم العراق" بي انفطار
فكيف أدبّج "الميس النّحيفا"؟!
وشعري يرشف القطرات دمعا
وناي البعد صيّره عزيفا
ألا ياطائر الأشواق! دنّق
عساك تقبّل "الحجر الشّريفا"!
رنين قريضنا يحدو خطانا
ولست لغير قهوتنا رشيفا!

2. قصيدة
( إفضاءة النّورس الغطّاس):
طارت بقلبي ، في الفضاء تحلّق
فمن " الجزائر " ، تحتويها " جلّق "
" الفيس-بوك " ، طواك عنّي جرمه
فإذا السّباحة " نورس " ، لا يغرق
رفقا " بنورسك الملوّع " ! إنّه
صادي الجوى ، و من الصّبابة يشهق
فإذا الصّبوح ، أراق أكوابا له
يحدوه شوق ، من غيابك يغبق
عصفت بكفّك ألف ، ألف قصيدة
و قصيدة ! فبأيّ كفّ أطرق ؟
إن شئت أدمنت " الملاحة " ، فكرة
سيري أمامي حرّة ! و سألحق !
و لسوف أدركك الصّبيحة ، كلّها
بعشيّة ، مهما جوادي دردق !
عودي بنبضك ! ملء أفراح الرّبا
فالودّ ، من كنه الوفاء سيغدق
عودي ، ببسمة ظافر : بغنيمة
عودي بدندنتي ! و وجهك مشرق !
الحبّ ، فوق الشّوك ، نقطفه معا
و إليه يسلكنا سبيل فيهق
و نضوّع المسك المباح أريجه
ما بيننا ... في دمعة تترقرق
صنع الربيع ، يجيء بعد مشقّة
" آذار " ، يبدأ مزنة تتدفّق
الحبّ يبنى ، بالتّفاني و الرّضا
و بطهرنا ... فوق المباني يسمق
الحبّ وسوسة الحلى و رنينها
و بنبضه ، لغة الطّيور تزقزق
الحبّ يومئ ، بالمعاني وردة
فوّاحة ، نطقت بعطر يعبق
فإذا علقت " الويب " ، عمقا ساحرا
و تولّها ، فبأيّ قلبك أعلق ؟
" الويب " ، طوّقك الدّهور بأذرع
كالأخطبوط ! و حقّ منه أفرق !
ذي قهوتي ، بردت على ناياتها
و لها عليك ! و إنّ روحي تفهق
ماذا جنيت ، و نبض حبّي مبحر ؟
ماذا أقول ، و ذي الحبيبة تسرق ؟
أحبيبتي ! أنت القصائد كلّها
و النّبض منفطر ، إليها يسبق
أحبيبتي ! أعطي لجسمك راحة
فلراحتي : ليت الرّوابط تشنق !
لو أن يحالفني الدّعاء ، دعوته
و لراحتي : ليت " المقاهي " تغلق !
فعليك حقّ الجسم ، نوما هادئا
و أنا نذرت ، بأن عليك سأشفق !
آذاك " بالحاسوب " ، قوم غيّر
للنّيل منك ! فكيف لا ... لا أقلق ؟
إنّي عليك ، عتبت شوقا جارحا
قلبي هفا ! لكنّ ظلمك شيّق !
و إليك أنتعل الدّجى ، حتّى إذا
ما "الويب" ناجزني ، فقلبي يخفق !


الساعة الآن 06:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team