هل تغير شيء من شريط الرسالة إلى مسلسل عمر ؟
لا شك أن هذا المسلسل رسم قطيعة مع فكرة تشخيص الصحابة و خاصة المبشرين منهم بالجنة ، كان مخرج شريط الرسالة يعاني الأمرين وهو سيقدم عملا تاريخيا بدون أبطاله مما جعل صورة حمزة تطغى على بقية الأبطال ، بل لوشاهد شخص لا يمتلك معرفة بالتاريخ الإسلامي شريط الرسالة لاعتبره في جزئه الأول سيرة لحمزة ، بدلا عن عرض لمراحل الدعوة الاسلامية من ظهور النبي صلى الله عليه وسلم إلى وفاته.
علما أن شريط الرسالة بدأتصويره في المغرب وعند تدخل السلطات السعدية فضل المغرب إيقاف التصوير حفاظا على العلاقة بين المملكتين ، فحمل المخرج معداته الى ليبيا مكملا العمل السينيمائي .
ما أثارني في النقاشات هو وجود من لا يوافق على تشخيص الصحابة وخاصة الخلفاء الراشدين ، فيفضل صاحب الفكرة الحفاظ على صورته الذهنية المنقوشة بابهى التعابير اللغوية حتى لأننا نظن أن هؤلاء ليسوا بشرا ، وأظن أن ميزة الصورة عامة هي الواقعية ، فعلى الأقل يقدم لنا المسلسل الصحابة على أنهم أناس ييأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، وتكتنفهم جميع الحالات الانفعالية ، وليسوا ملائكة على الأرض .
العمل الإبداعي عن عمر رضي الله عنه يبقى اجتهادا يقدم جزءا من سيرته كإنسان و يقدم بعض مواقفه البطولية وأهم من ذلك يقدم لنا واحدا من رجالات الدولة الاسلامية ويقر بالملموس صورة عامة حول بداية الدولة الإسلامية .
مهما قيل حول المسلسل فهو يبقى عملا تاريخيا محمودا مساهما في العمل الدعوي بالوسائل الفية الجديدة المسايرة للعصر ، ولو انخرطنا في هذه الأعمال منذ السبعينات وقت تصوير الرسالة لكانت الأعمال التي نقوم بها أكثر نضجا و حاملة لجودة الصناعة السينيمائية ، لكن مع الأسف يكون فهمنا دائما متأخرا. فنفوت على ذواتنا فرص التقدم
والسلام عليكم ورحمة الله

جميلة هذه الرؤية الفنية فاتني ان اقراء المقال في وقته لكنه وجدته قيما..