|
* ضيق .. في ليلة الإثنين وأرق يناهزني وقد أخرج الغفوات عنوة من نافذة الحدق .. أتت الهواجس على عجل لتغتاب وجه الحلم .. وتلقن الأمل بما يحمله غدا درسآ لن يرديه سوى سوادا .. موعدي مع الطبيب في التاسعة ..قد ينجم عنه خير أو شر مستطير .. لا أكترث .. وإن حمل اليوم خبر عظيم .. ولكن جذوة تستعر رغما عني في مشاعل الروح المتوشحة بالخذلان .. لهيب ينهض ويتمطى ليحرق بقايا الصبر .. وتوجه شراراتها صوب ذاك الغائب ..الغريب من المجهول .. هل أنا بخير ..؟ |
* بألوانها الضجرة .. و في دوح الذكرى الأبيض .. جاءت الأنسام توشوش يقظة الإثنين بصقيع تمتماتها .. جابت رأس المدينة تمشي بساقين من الريح .. وتدوس الخفقات الساقطة على الرصيف .. وتهافتت الأطياف خضراء الملامح تمضغ قلوبنا ولا يذوب السكر من نبضاتنا .. طعم القهوة يشبه مرارة سوداء في كوز للزمن متعفن الزجاج .. والماء لا يمارس البلل , لأن ملح الفراق بات لاذع الطعم .. وخيم اللذة .. والدهاليز التي جاءت بمعيتها روائح الشوق .. باتت على سطح الحدق مجرد .. خواء ..!! |
* فقد في الأحد .. ضع أحلامك أيا نصيف الروح على ميزان فاقع الأزيز .. واعدد معي كم ساعة عبرت سلسلة النهار .. كم دقيقة هربت من صرخات الشمس .. وأنا أززد منك لواذا .. تطاير من فوهة الأنين .. لما يقترفه الفراق من قتل .. وقم إلى فوج غائر في السماء من بضعة نجوم .. انا أحصيها .. أتتبع شهقة اليوم على جدران الأزقة .. وبين أرخبيل الليل .. أنكش الوعي بعود مدبب من الذهول .. كي يستطير مني الجنون .. أغيب في مداراتك .. وأفقدني مليا .. لم أعد إلا أنت .. هو الأحد وبادرته عذاب .. لأجد الإثنين غافيآ في أحضان الطريق .. والليل يمسد على جبينه بأنفاس الثلاثاء .. |
** في الركن البعيد .. السبت يفرك عينيه ويستيقظ على صراخ الضوء .. كل يسعى في مناكبها ويفتش عن الرزق بين ثنايا النهار .. بقي ظل معلق على الكرسي الجاثم في الطريق .. رجل سقطت تجاعيده حتى ذقنه ويلتهم المارة بعينين غائرتين .. فاستقلت الشمس حافلة الصباح .. وتوقفت على محطة كان الزحام فيها يصدح بالضوضاء .. وفي الركن البعيد .. من الشارع الغربي .. اقترب الصبح من ذلك المحيا النحيل .. وأهداه حزمة فأل .. ورقعة مكتوب فيها : كن بخير .. ولا تمت الآن .. ومضى .. |
اقتباس:
أعجبتني جداً يوميات السبت أحسست أنها تحكي عني رائعة وأكثر كعادتك اللهم مُنّ عليك بالصحة والعافية ما شاء الله تحية ... ناريمان |
القديرة ناريمان .. لن يكون السبت سوى قطرة وبادرة نحو كومة من الزمن القادم بالمصير اللهم آمين رائعتي .. ممتنة لخلجات قلبكِ هذا اللهج يظل لكِ في النفس فاضلتي بساتين من التقدير سلام على روحك |
سحر الناجي
كتبتي روابي خضراء على قصاصات من ورق وليس بغريب عليك وانتِ من يكتب بقلم حبرة من فكر. تحيتي لكِ ولقلمك الراقي |
علي الغنامي .. تلعثمت رابيتي سيدي لعبورك المكتظ باللباقة .. وانظر الوهج قد راق له المكث بعد ضوء حرفك .. بساتين من التقدير لهذا المطر الباذخ .. سلام على روحك .. |
* في الأمس فقط رسيل من الشموع وقف على حافة الطاولة .. وأخذ يصدح بضوء مثلوم .. العاصفة .. تنهمر ضجيجا هذا الصباح فاعتكف الصمت في صومعة الأفئدة .. والمطر تلطخ بالغباروتلوث بصفعة من الصحراء .. حتى سقط وحلا .. بجانب النافورة .. كانت الطفلة البائسة تلملم الدفء .. وتضعه في جيبها .. وعلى الغصن عصفور .. راح يغزل شقشقته بصوت مبحوح .. ماباله الصباح أتى وكأنه صامت .. ويتبتل إلى الكون تبتيلا ..! والحشود التي توافدت إلى المحطة فقدت خطاها .. صاح الزمن بثلة من السوانح : أوسعوا الطريق .. إن الأحد قادم .. فلاذت الخلائق إلى صمت مجنون .. |
* الأحد .. ذاك الواهن استطال تفشي الزمن .. في ترنح الصبح على تقاسيم الشتاء .. المطر الذي تربص بالتراب سكبه .. أحال روائح اليوم إلى صرير .. صوت الطين بقي معلقآ في إدراك العشب المسكين .. أُبيح لي أن أنفث في غرة النهار دون أن أشد من أزر الريح .. وارتياب الشمس تلثم بإشراقة غاضبة خلف كومة من المزن المعوجة .. وصلت إلى أعتاب الضوضاء .. بقامة كانت تعيد نشر رعشاتي الصماء .. وحين واجهت الأحد بعبوس من لا يكل أو يستكين .. أيقنتُ أنني كنت على موعد مع الصمت .. فمضى ذاك الواهن يشق دروب المدينة .. ويخلف موعده معي .. |
| الساعة الآن 05:31 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.