![]() |
اقتباس:
يسرني حضورك ويشرفني كلماتك كانت كماء ٍ مالح ٍ يُسكب على جرح غائر , يلتذ بالألم ليبرهن على إنه مازال إنسانا ً مسلما ً عربيا وكلماتك هذه كانت دقيقة الى أبعد حد وهي تفسر سبب األمي وتفجعي من هذه الصورة النازفة حتى الموت اسأل الله الفرج القريب لأمتنا والرحمة لشهدائنا والعزاء للثكالى مودتي واحترامي سيدي |
اقتباس:
حسبك يا سيدي انك تزيد من الملح |
تابع،، قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة"- 2 ويستمر نزف الطفل دما قانيا ويستمر نزف الأم حسرة وولعا ودموعا كإمطار كانون ويستمر نزف الشاعر حيث استمر في تصوير ما يجري بين الطفل ووالدته ببراعة. فها هي الأم تخاطب ابنها النازف إذ تقول له مطمئنة، أي بني إن حضني مهد لك ودموعي هي بدل حليب الصدر لإرضاعك فلا تخف، وأنا حاميتك - كما تحمي الذئبة نطفتها- فلن اسمح لشيء أن يقترب منك، حتى ذرات التراب لن ادعها تعفرك، وهي صورة أخرى مزلزلة تمكن الشاعر من رسمها ليكون لها أعظم تأثير على ذهن المتلقي. ويضيف الشاعر النازف على لسان الأم ها أنا ادفع الموت عن فلذة كبدي بكف يدي راجيا النجاة له، لكن الموت يستمر في شده إليه، ويزمجر ويزجر، ويستمر في الزحف على ثنايا جسده النازف. وتخبرنا الأم المكلومة بفلذة كبدها إنها بكت وبكت لعل الموت يعطف عليها ويحنو إليها ويشفق على حالها بأن يبتعد ويترك لها ولدها ولكن الموت يمعن في الشد والجذب ويسخر من تلك الأم المكلومة الباكية ويسخر من دموعها وهو يتخطف ابنها النازف. وهنا يمكن القول أن الشاعر تمكن من شخصنة الموت ببراعة فجعله كانسان يشد من ناحية يتخطف ذلك الطفل النازف وألام ترجوه وتتوسل إليه عله يعطف عليها ويشفق لحالها ودموعها ويترك ابنها وشأنه، ولكن هيهات هيات فها هو الموت يسخر منها ومن دموعها ويستمر في الزحف على ثنايا جسد وليدها النازف. ويستمر الشاعر في الأبيات التالية في رسم صورة الصراع بين الموت المزمجر والذي يشد ويجذب في جسد الصبي من جهة وألام المسكينة المكلومة والتي تحتضن ابنها وتشده أليها وتبكي، وتبكي، محاولة إنقاذه بكل عزمها، وتتوسل إلى الموت وترجوه محاولة أقناعه لعله يترك لها فلذة كبدها، ولكن الموت المزمجر الذي لا يُقهر لا يتراجع ويَقْهرَ بعزمه وجبروته عزم تلك الأم النازفة الباكية، ويستمر في زحفه يتخطف جسد فلذة كبدها...وهي صورة فذة أخرى وأثرها يكمن في أنها تصور مشهد الصراع على جسد الطفل بين الأم والموت قاهر العباد، وهذا الصراع يجعل الأبيات حية لها اثر ووقع عظيم على المتلقي...فليس هناك شيء ابلغ اثرا من تضمين النص الادبي صراعا ظاهرا بين ثنائية الموت والحياة فكيف اذا كان هذا الصراع بين الموت الذي تم تصويره هنا على هيئة شخص جبار والام ثكلى، مسكينة ومحور الصراع هو جسد ابن تلك الام الباكية النازفة الذي يتخطفه الموت؟ وهذه الصورة تدل حتما على قدرة الشاعر الفذة في التصوير ودراية واسعة في العناصر الفنية المهمة التي تجذب وتشد المتلقي الى نصوصه واهمها الصراع بين ثنائية الموت والحياة. يتبع،، |
والله يا أحبة . . أنا ما بكيت هذا الطفل العراقي . .
فمصيره إلى الجنة . . بإذن واحد أحد . . وهو قد تخلص من المعاناة والقهر . . ولكن في مناسبات خاصة . . مثل مناسبة ظهور هذه القصيدة . . فالبكاء يكون - لا شك - علينا نحن . . الذين يعيشون ويعانون ويقهرون . . وبالله يصبرون . . لقد آن للفجر أن يظهر . . ويكفينا ظلاماً . . بات يعشش فينا . . حتى ظنناه جزءاً منا لصيقاً بنا منذ أن وعينا . . أيها الشاعر . . قصيدتك تبكي الحجر . . فكيف بالإنسان . . تقبل تحيتي وتقديري . . على الحب والصبر نلتقي . . دمت بحفظ الله . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
اقتباس:
أدمعت عينى يا أبا غريبة دمت ودام عطاؤك يا أخى |
تتكرر الصور والجرح واحد
في العراق وفلسطين.. والعالم يتشدق بحقوق الطفل أتساءل دوما اليس أطفال فلسطين والعراق كأطفال بريطانيا وامريكاوغيرهم اليس لهم الحق بالعيش أم أن القانون يستثنيهم من القائمة أخي محمود أبو غربية أوجعتني بهذا النزف الأليم وتلك الصورة التي تقطع لها القلب حزنا أبدعت أبدعت ووفيت ولن أقول سوى حسبنا الله في ولاة الأمر منا ودي |
القدير جدآ .. عمر أبو غريبة غضب يطرق زنزانة الوعي سيدي .. وبينونته أصفاد مطلية الذهب .. ولهاة اللسان .. ركيزة قد تتكوم عليها غضبة للزمان .. دماء توكز كرامتنا وتبلل قلوبنا الجافة بالأنين .. وكما هو دأبك .. روعة البوح استحالت إلى أبيات ماسية تطوق جيد دهشتنا .. جئت لأطلق هتاف مكبوا البحة في صوتي ويصرخ : ياإلهي .. جئت لأصفق لك بأكف الروح .. فتقبلني .. لا سيما إن مررتُ مجددا ..كي أتجرع مزيدآ من القهر .. تقدير كبير كعملاق الكواكب المشتري .. وسلام |
تابع،، قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة - 3 وما نزال إذ نبحر في باقي أبيات القصيدة نسمع صوت الأم وهي تقول ..ها أنا أحدق في عينيك أي بني والدموع تقطر من عيوني وللأسف فأن قاتلك ما يزال حرا طليقا يتبختر في الشوارع، وها أنا أراه وهو يخفي خلفه قنابل تقتل الأطفال ويفجرها دون رحمة فيسقط جراء غدره وهذه التفجيرات أطفال مدرجين بدمهم. ثم نعود فنسمع صوت الطفل المسجى على اللوح مدرجا بمده مخاطبا أمه يرجوها أن لا تبكي ويتوسل لها وهو ينادي "أيا أم لا تبكي" لان وقع دموعك يا أمي لهو اشد على واقسي من وقع الموت الذي ينخر في جسدي... وهنا ورغم أن المتحدث ما يزال الطفل لكننا نسمع صوت الشاعر إذ يروعه هول المشهد فينادي بدوره على الأم الثكلى إذ يجعلها بمقام أم للجميع باستخدامه كلمة "أمنا" ترضية لخاطرها ويقول " أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي"، أي خذي يدي اليمين كفكفي فيها دموعك التي تكوي جراحي، وليس فقط تكوي جراحي ولكنها تعصر تلك الجراح عصرا، وهو تعبير عن حرقة وألم ما يشاهده الشاعر في الصورة وإحساسه بألم تلك الأم كنتيجة لفقدها لأبنها فيخاطبها بصيغة الجماعة وكأنه يتحدث باسم كل من يتألم لمصابها وكأن لسان حاله يقول ليواسيها إن كان الموت قد تخطف ابنك فها نحن بمقام الأبناء لك فلا تحزني وكفكفي دموعك. ثم نعود لنسمع صوت الطفل من جديد بوضوح وهو يعتذر لامه لان دمه النازف لطخ ثوبها الذي هو اطهر من الطهر، ويعتذر لها لأنه تأخر عن تلبية طلبها في جلب الخبز، ويبين لها ما أعاقه وأخره عن تلبية ذلك الطلب أنما هو كمين بتفجير قنبلة تسببت له بجراح مميتة. ويصف الشاعر هنا وعلى لسان الطفل الجريح كيف أن الانفجار أدى إلى دفعه وقذفه إلى السماء محلقا كالطير وهو تعبير عن شدة الانفجار الذي أصابه ليعود فيسقط فتتلقفه اكف المنية والموت محطما ومكسور الجناح. ويخبرها وهو يأسف لها أن أرغفة الخبز قد تبعثرت هي أيضا في الطريق لكنه وعلى الرغم مما أصابه من جراح حاول لملمت تلك الأرغفة ولكن إصابته من الانفجار جعلته بلا حول ولا قوة وفي نفس الوقت كان كل ما حوله مبعثرا من شدة الانفجار...لاحظ هنا الاستخدام الفذ لكلمة "حولي" حيث جاءت لتخدم المعنيين الحول (القوة) والحول (المكان)... ويستمر الطفل في مناجاة أمه ومخاطبتها وهو على حافة الموت والقبر فيطلب منها أن تسامحه على تأخره في تلبية طلبها في جلب الخبز ويذكرها انه لم يسبق له أن تأخر عن تلبية طلب لها....ويعتذر الطفل من جديد لامه ولكن هذه المرة لأنه مات قبل الأوان مبينا انه كان يود لو يعمر حتى لا تحزن أمه على فراقه. وقد أتقن الشاعر هنا رسم صورة الطفل إذ يطير في الهواء من هول الانفجار حيث يسقط محطما وكأنه ينقلنا إلى مكان الحدث فنشاهد الطفل ملقى على الأرض ينزف وقد تبعثر كل ما حوله ومن ذلك أرغفة الخبز مثخنا بجراحة التي نزفت فلطخت ثوب أمه فاخذ يعتذر لها مرة عن تأخره ومره عن تلطيخ ثوبها الذي هو اطهر من الطهر... وهي لا شك صورة مزلزلة وبالغة التاثير. يتبع،،، |
اقتباس:
رائع أنت في استقصاء المعاني والصور ولا مزيد على اضاءتك المبهرة سوى ان الحضن الذي ترويه بالدموع سيكون قبره بدلا من جوف الثرى عرفاني البالغ على تحليلك الراقي مودتي واحترامي |
اقتباس:
أتعلم يا سيدي أن البعض منا آذتهم هذه الصورة وهربوا منها ومن القصيدة لأنهم لا يريدون أن يعكروا مزاجهم ويفسدوا سهرتهم؟! حفظك الله استاذي الكريم لنبلك وكريم خلقك مودتي |
الساعة الآن 07:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.