![]() |
ارى بأن الاستاذة جليلة نجحت بامتياز في حشد عناصر جمال مماثلة لتلك التي حشدتها في الجزء الاول، وتمكنت من الحفاظ على نفس سردي جميل للغاية في هذا الجزء الثاني وقد اصبحنا على موعد حتما مع رواية من نمط السيرة الذاتية غاية في الجمال والروعة، وفيها ما يكفي من التشويق والادهاش والعناصر الدرامية المحركة للمشاعر والوجدان، والتي لها فعل المغناطيس في جذب المتلقي ودفعه لمتابعة القراءة والتعرف على تطورات الاحداث ومتابعتها وانتظار القادم، واجد ان الاستاذة جليلة نجحت في رسم الشخوص بصورة مناسبة جدا وتمكنت من وصفهم بما يكفي لتتشكل صورة كل واحد من الشخوص في ذهن المتلقي،، ولا شك ان جهد الاستاذ احمد العيسى في اضافة لمسة فنية وصور معبرة زادت من سحرية النص الذي اراه ينتمى الى نمط الواقعية السحرية...وكأن حكاية جليلة واحدة من حكايات الف ليلة وليلة.. كيف لا ونحن نتابع قصة طفلة ولدت ولم تكمل شهرها السابع، وكان امر ان تظل على قيد الحياة شيء من المستحيل، بينما تلقف الموت من حولها من الاطفال الخدج لتكافح هي وتصارع الموت وتعيش في انبوب زجاجي باقي فترة الحمل وتنتصر على الموت لتصبح هذه الجليلة التي تروى لنا قصتها... علما بأن قصة كل من الاخت ذات اليد القصيرة والاب المكافح والمحب لزوجتة وابناؤه والمناضل من اجل الحصول على لقمة العيش وصراعه مع البحر الذي نجده يهرب اليه في لحظات التأزم والضيق في احيان اخرى، وقصة الام المكافحة والتي يبدو انها عانت الكثير حيث فقدت عددا من الابناء رغم اكتمال فترة حملهم وتوقعت موت جليله التي ولدت مبكرا جدا ، كل هذه القصص لا تقل روعة وادرامية وسحرية عن قصة جليلة نفسها... ساكون في انتظار الجزء التالي يا استاذة جليلة فلا تجعلينا ننتظر طويلا... |
اقتباس:
أشكرك يا أ. أحمد ... أعتذِر عن نسياني اتفاقنا بأنك ستعلمني و ربي هذه أكبر عيوبي ... دام إبداعك كأنت ... شكراً لكل هذا النقاء ... |
اقتباس:
أشكركِ يا جمال الروح و الحرف ... تعريشة حُب لقلبكِ الأطهر ... وجودُك اكسجين مختلِف ... حبي ... ودي ... |
اقتباس:
و لن تنتظِر أستاذي الفاضِل ... مع جزيل شكري و تقديري ... |
و ... جميلة ؟؟ : تمّر الأيام و يشتد العود .. تظهر ملامِحها واضِحة .. عين واسِعة سوداء أنف صغير و فمٌ ممتلىء .. شعر حريري بلون بني غامِق وبشرة كالحليب ، لا زال جِلدها شفافاً فالعروق مرسومة بوضوح على وجهها و سائر بدنها ، التصق بها الأب فصارت حياته الصغيرة المرحة البريئة .. و ابتعدتْ عنها الغالية فقد انصّب اهتمامها بـ [ جميلة ] .... -أنت تهتم بـ [ جليلة ] كثيراً ... -[ و هو يحملها على كتفه ] طبعاً تصوري حياتي بدونها ...! -و [ جميلة ] ؟؟ -ما بالها ؟؟ -أنت لا تهتم بها و تدللها كأختها .. و هذا حرام في حقّك ! ستكرهك البنت -قولي هذا الشيء لنفسِك .. -المقصود ؟؟ -لن أشرح أنتِ ذكيّة و تفهمين .. تعالي يا بسبوسة بابا ...! -أكلّمك أنا .. فرّدّ علي ّ ...! -أحبك يا غالية فاهدئي ...! -[ تبكي ] -[ جميلة ] ابنتي أيضاً و أحبها جداً لكنّكِ لا تعطيني الفرصة فأنتِ تغدقين عليها حنانك كلّه ألم تفكري بالبقيّة ؟ و تستكثرين عليّ بسبوسة كأنّكِ تغارينَ منها ..! -أنا لا أفعل .. لكنها معكَ طوال النهار .... -لو وجدتكِ لما التصقت فيي ... سأذهب .. تبكي الصغيرة بلا توقف .. فتحضنها الغالية .. تهدأ قليلاً ثمّ تنام .. : : تمّر السنون أسرع مِن شهاب حارِق ..هاهي البسبوسة أكملت عامها الخامس و [ جميلة ] عامها السابِع ..و دخلت المدرسة .. و هُناك عاملها الجميع كـ داء غريب فجمالها الفاتِن لم يحل مشكلة يدها القصيرة .. في كلّ يوم لا تريد الذهاب إلى المدرسة فالجميع ينظر إليها و يتأفف من يدها ... اقتربت مِن أختِها الباكية ... -لماذا تبكين [ جميلة ] ؟ -اتركيني أنتِ لا تفهمين غبيّة ..! -.......... -أنتِ طبيعيّة لن تفهمي مثلي ... -هلْ أنا طبيعية ... ما فهمت ..! -غبيّة .. أكرهك ..! -أنا أحبّك .. -ابتعدي عني ... اختبأت في صدر أبيها باكيّة .. رغم سؤاله المتكرر عن سبب بكائها .. لَم تقل شيئاً احتضنته بقوة فردّ عليها بِعناقٍ طويل .. مسح رأسها حتى هدأت .. -[ جميلة ] لا تحبني يا بابا... -تتخيلين .. أختك تحبك بجنون .. -تقول عني غبيّة -[ يضحك] هذه وظيفة الأشقاء ... جعل الحياة أكثر صعوبة .. نظرت إليه ببراءة فهي لم تفهم آخر جملة .. فضحك طويلاً ثم قال : -لا تكبري يا [ جليلة ] لا تكبري أبداً ...! : و ذات صيف جمع الأب العائلة و وضح لهم أنه ترقى في عمله و وصل لمنصبٍ مهم ... قال لهم .. سننتقِل مِن جميرا .. فقد بُني قصرٌ خاصٌ لعائلته الصغيرة بكت الغالية فقد تحققت أمانيها ... فرح الجميع فلا بد أن القصر الكبير أفضل مِن هذا البيت الاسمنتي البسيط ... و كم كانوا مخطئين ...! |
الرائعة جليلة
أتابع هذا العزف المنفرد بشغف تحيتي لك |
الأستاذة جليلة
ما أجمل الطفولة و ما أروع صفاءها وشغبها فلا تكبري بسرعة يا جليلة . دمت متألقة |
يمكنني القول بان الجزء الثالث لا يقل روعة عن الجزئين الاول والثاني وانا مثل الاستاذ ياسر أزعجني القفز الى سن الخامسة والسابعة . لا اتصور ان هناك مشكلة فنية في ذلك القفز ولا اعتقد انه يوثر على سحرية النص وعبقريته لكن يمكن استثمار سنوات الطفولة اي المرحلة التي تم القفز عنها لإضافة مزيد من السحرية على النص وحيث ان الذاكرة قد تكون فارغة من احداث ذات قيمة فنية اتصور انه يمكن اللجو الى تكنيك يجعل المتحدث هنا الاب او الام فلا بد ان في جعبتهم الكثير ليقال اضافة الى ما قيل ويتم من خلال هذا التكنيك الحديث اكثر عن مصاعب الحياة مثلا وقصة صراع الاب من اجل الحصول على لقمة العيش وجعله يروي بعض تجاربه مع البحر على سبيل المثال . المهم على اي اضافة على النص تغطي المرحلة المذكوره ان لا تخل في متانة البناء السردي وان تحافظ على نفس المستوى من السحرية والروعة والادهاش ان لم يكن ان عليها ان تقدم اضافة في جعل النص اكثر سحرية وتشويق وان لا تكون مجرد حشو يخلو من المضمون ....واتصور ان افضل مكان يمكن الحصول منه على حكايات من هذا النمط هو البحر لان سحرية البحر لا يضاهيها سحرية وحكايا البحر لا تنضب أبدا * |
اقتباس:
أشكرك يا كل الياسمين ... و التحايا موصولة لربّة الجمال ... |
اقتباس:
لم أكن أريد يا ياسر ... لكنها سنة الحياة .. الطفولة ألذ قطعة حلوى تذوقتها يوماً ... دام ألقك يا بهيّ الحرف |
الساعة الآن 04:36 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.