منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   << شــمس الأصيـــل >> (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=890)

ساره الودعاني 08-27-2010 07:15 PM


*

*

بدت أدخنة الغيرة والحرب الباردة تظهر من شقوق الكلمات ومع رائحة الأنفاس ,

فزوجة أبو خالد يظهر أنها لم تستوعب الصدمة إلا متأخرة حين رأت زوجها رمى

عشرين سنة أو تزيد خلفه وربما في بيتها هي , ولبس روحاجديدة وتلونت أساريره بالوان لم تعهدها في وجهه ..

حتى سلمى استطاعت أن تخفي لمحات من الحزن لم تكن لتخفى

لولا روح أبو خالد ومعاملته لها فقد كاد

أن يطيح بذاكرتها أرضا ويطمرها تحت الدلال والحب الذي غمرها به ,

فهو يستحق أن تبادله حبه وطيبته ..

*

*

ساره الودعاني 08-27-2010 07:19 PM

*

*


وكما كان أبو خالد طيبا ومحبا فهو أيضا سريع التأثر بما حوله !

فلم تعد أم خالد تتأجج سرا بل أعلنت الحرب الصريحة والساخنة

ضد سلمى بمساعدة أبنائها !

فما إن يدخل زوجها بيته الجديد حتى تتصل به تستدعيه لفض شجار او حل مشكلة مصطنعة

فقط من أجل أن لا يستقر مقامه عند زوجته الجديدة !

وأحيانا يقومون بالاتصال بالبيت أو عبر هاتفه النقال برسائل غريبة الطابع

ويحرصون أن يتم هذا في حال تواجد والدهم عندها!


*

*

في عرض متأخر عرضت أم خالد على زوجها أن تترك وظيفتها

وتعيد له بيته الذي سجله باسمها حين نوى الزواج مقابل أن يطلق سلمى!!

وكان هذ عرضاَ متأخراً بالفعل إذ لم يزده .. إلا تمسكا بها..

*
*

ساره الودعاني 08-27-2010 07:20 PM



*

غيرة النساء لا حدود لها

وغيرة أم خالد تعدت مستوى الغيرة وأصبحت سلمى شغلها الشاغل فما تزال تلقي على مسامع زوجها كلام لا يليق بحق امرأة محصنة وغائبة

وتردد كثير عبارة لا تملها أبدا !

كيف تترك امرأة شابة وجميلة في بيت أنيق يغري حتى العين المليئة بالنعيم بعيدا عن ناظريك ؟

أي رجل انت ؟

ألا ترى الفساد يحيط بالناس ونواياها ؟

من الذي يضمن لك أنها لا تروح وتجيء وتقلبها أهوائها

أينما حلت بستر منك وأمن من غفلتك ..

وكأن سحرا ألقي في سمع ابو خالد !


ولكنه لا يدري كيف يبدأ الحديث مع سلمى ؟

*
*

ساره الودعاني 08-27-2010 07:22 PM

*
*


في أحد الزيارات لها وبعد أن هم بالخروج قال لها :


إني أخاف عليك وأنت هنا وحدك وليس معك سوى ابنتك لذلك أريدك أن تكوني عند أهلك في حال غيابي !



أوجست في نفسها غرابة من طريقة حديثه معها, ولكنها تماسكت وردت عليه بقولها :


إني بالفعل أقيم عند أمي حين تكون هناك, وإذا عزمت على الحضور فإني أترك ابنتي عند أمي وأحضر إلى البيت مع أخي ,



لا أريدك أن تحضر دون أن أكون


مستعدة لك ويكون البيت نظيفا ومرتبا , فلا تظن أني اقيم هنا بشكل مستمر !

أعاد عليها طلبه وهو يصد بعينيه منعا في إحراجها ويضيف :

أريد مفتاح البيت وإذا حضرت إلى هنا سأتصل بك كي آخذك معي الى هنا !

لم تود المزيد من الجدال , فلا بأس أن تريح خاطره وقلبه ما دام هذا ما يريد !!


*

*

ساره الودعاني 08-27-2010 07:23 PM


*
*
*
مرت سنة وأبو خالد يتردد على سلمى بين حين وآخر ..

كان لدى أسرتها سائق وزوجتة وقد أمضيا سنين عدة في العمل لديهم وفي المدة الأخيرة قرر السائق أن يسافر الى بلده , وأحضروا سائقا آخر وزوجته,

ومع استمرار العمل للسائق الجديد توطدت علاقة بين سلمى وزوجته , فكان الكلام يدوربينهما حين تذهب في مشوار يخصها وعادة هي لا تركب مع السائق

وحيدة بل لا بد من زوجته معهما, وهكذا جر الكلام بعضه بعضا , وحكت زوجة السائق لسلمى أن السائق السابق روى لزوجها كيف أن أبو خالد سيطلب منه

مراقبتها وتسجيل تحركاتها كلها وذلك كله بمقابل مالا كثيرا يغري بقبول المهمة !!


*
*
*

ساره الودعاني 08-27-2010 07:25 PM


وصلت سلمى إلى بيت أمها أغلقت باب غرفتها عليها


بكت بكاء يشبه النواح وكأنها تنعي نفسها ,,

وبعد مشاورات مع قلبها وخلاف شديد مع عقلها لم تدم طويلا !!

فتحت شاشة جهاز الهاتف وبد تكتب لزوجها أبو خالد رسالة تقول فيها :

أعتقد أني نجحت في امتحان النقاء والعفاف !

ولكنك سقطت من عيني !

كنت أعيش على .. هامش حياتك وراضية ومقتنعة جدا !

ولكنني لن أستمر في العيش في ظل رجل استخرجت له ابتسامات رغم الدموع التي تتخللني بين حين وآخر

لأتفاجأ ... بأنه ينظر الي كمومس ما إن يخرج من بيتها حتى تخلع رداء لتلبس أخر في انتظار عاشق جديد !!

لقد كانت فترة زواجنا لقمة صغيرة ....

تقاسمناها وانتهت ..... عد إلى بيتك ...

واتركني لابنتي ولنفسي فقد ملأتني شؤما

ويأسا من الحياة ..
*

*

*

ساره الودعاني 08-27-2010 07:27 PM

*

*


في رسالة خرجت دون وعي من إرادتها !

من حافظة هاتفها النقال

ولا تدري هل قرأها أم لا ؟


7





ذات يوم نزعت قلبي من بين أضلعي ......


ووضعته في كفك ......


تلبسه خاتما بأصبعك ...


تديره وتقلبه ..

يميناً ومرات ميسرة ..


وربما أوقتعه أرضا ودحرجته كالكرة !!

*




لم يعد قلبي مدولب !


أصبح غير متساوي الأضلاع !!



ولم يعد يتدحرج !!

*
*

كثر سقوطه وتعثره !


ذات يوم وقع !

وانشطر نصفين !

قد تكون نوع من التسلية والعبث ..


حين حاولت أنت .. ترميمه !!

*
*

لملمت الأيام أطرافه !!


وسدت الأعذار ما بين الشقوق !!

وطمرت حفراَ عميقة!!

كانت تعلو سطحه ..

*
*


لكنها تلك الجراح لم تلتئم !!

و تلك الكسور المتناثره . لم تجبر..

وعلمت أنه لم يعد كما كان !

قبل أن أنزعه ..

وأضعه في كفك ..

لقد أصبح كالقمر يرى من بعيد ...

صافيا ساطعا ...

ولكن...


رغم مضي ألف وأربع مائة وثلاثين عاما


مازال أثر انشقاقه ذات العام

يمكن رؤيته لو.. و ضعنا عدسة مكبرة !!

كذا لك.. قلبي

لذوي البصيرة الثاقبة

يمكنهم تلمس جرحه

من بعد !!

*

*

ساره الودعاني 08-27-2010 07:28 PM

*
*
*


ومازال أبو خالد يطرق باب سلمى تارة

وباب أخوتها تارة اخرى

وحتى موجات الأثير حملت منه رسائل الود

والشوق ... لتلقيها في حجرها

ولا تعود !!


ويظل أبو خالد في.. ترقب مستمر عسى أن يجدها ذات صحو


عفت عن ما بدر منه بعد أن أرسل لها عهودا جديدة ..


فيما هي تنتظره .. أن يسرحها سراحا .. جميل..

*

*

ساره الودعاني 08-27-2010 07:33 PM


*

*

*


وهكذ هي أفراح سلمى لا تلبث طويلا

شبيهة بشمس الأصيل

دافئة وجميلة ولكنها سرعان ما تنحدر نحو المغيب..

*

*

ساره الودعاني 08-27-2010 07:34 PM


*

*


*


نسمع في القصص البوليسيه وفي الأفلام أن المجرم


يعود الى مسرح جريمته


في وقت آخر

و لم يخطر على بال سلمى


أن الضحية أيضا تعود



لتمثيل دورها من جديد!!

*

*

*


الساعة الآن 02:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team