![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تصدّي من لامعرفة له[/marq] إن من الخطأ الذي يعود ضرره إلى الدين ، أن ( يتصدى ) من لا معرفة له بقواعد البحث والمجادلة ، ولا إلمـام له بتفاصيل الفروع والأصول ، للدفاع عن العقيدة الحقّـة ، إذ قد يسيء بذلك أكثر مما يحسن ، ويفسد أكثر مما يصلح .. وعليه فمن كان في مظان ذلك ، فعليه أن ( يتسلح ) بسلاح الأسلوب الهادف ، والمضامين الصحيحة لترويج الدين ، وإلا وجبت عليه ( الدلالة ) على من يكون واجداً لتلك الصفات ، من العلماء الذين جمعوا بين الأسلوب الحكيم والمضمون الحق .. ------------------------------------------------------- 1 / 1 / 2018 |
بسم الله الرحمن الرحيم
ناريّـة الأفعال يحذّر الحق المتعال من نار جهنم ويصفها بأن وقودها الناس والحجارة .. وعليه فقد يكون في وصف هؤلاء بأنهم وقودٌ لتلك النار ، إشارة إلى أن منشأ ذلك هي ( بواطنهم ) المستندة إلى قبيح أفعالهم في النشأة الأولى ، لأن تلك الأفعال كانت تستبطن النار وإن لم يشعر بها صاحبها ، كما عبّـر الحق المتعال عن آكل مال اليتيم بأنه آكل للنار ..فلو استحضر العبد ( نارية ) الأفعال التي لا يرضى بها الحق ، لتحرّز عن كل ما يكون وقوداً لنار جهنم وإن تلذذ أهل الغفلة بالإتيان بها ، جهلا بذلك الباطن الذي ( يُكشف ) عنه الغطاء ، في وقت لا ينفعهم مثل هذا الانكشاف . ------------------------------------------------------- 2 / 1 / 2018 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المتفرج على الأحداث[/marq] يصل العبد - بعد اجتياز مرحلة التفويض وايكال الأمر لمدبر الأمور - إلى درجة يرى نفسه فيها ( كالمتفرّج ) لسير الأحداث المرسومة بيد الحكيم . فلا يهش فرحا للمفرح منها كما لا يأسى على المحزن منها وذلك لأنه لا يرى نفسه معنيّا بالأمر اكثر مما أمر به فهو يسعى بما هو لازم فعل العبد وهو ( التدبير ) ويوكل الأمر بعد ذلك إلى ما هو لازم فعل المولى وهو ( التقدير ) والعبد يريد والمولى يريد ، ولا يكون إلا ما يريده المولى . وأين رتبة التدبير من رتبة التقدير ؟! فالأولى في رتبة الأسباب والثانية في رتبة الأسباب والنتائج معا . ومن المعلوم أن هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد لأوجب له شعورا بالرضا و ( الاطمئنان ) في أشد المراحل تقلبا . ------------------------------------------------------- 3 / 1 / 2018 |
اقتباس:
التوكل على الله فضيلة رائعة وأية فضيلة يقول عيسى عليه السلام : لو توكلتم على الله حق التوكل لمشيتم على الماء هذا بالتأكيد من الثقة العميقة بأن المقدور كائن .. جزاك الله خيراً |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]هجوم الخواطر والأوهام[/marq] قد يمر العبد في ظرف خاص ، تهجم عليه الخواطر والأوهام بشكل لا يطيق دفعها من دون مجاهدة كبيرة ، فيرى نفسه ( معذوراً ) في الاستسلام لها والاسترسال معها عملاً بقاعدة : { أنا الغريق فما خوفي من البلل } ..والحال أن أدنى التفاتـة إلى الحق - في تلك الحالة - يُـعد سعياً مشكوراً من قبل المولى جل ذكره ..كما يتعمد أحدهم استضافة جليسه في مجلس يغلب عليه موجبات الذهول والانصراف ، ( ليستخبر ) مدى إقباله عليه في ذلك الظرف الطارئ .. ومن المعلوم أن العبد قادر - لو أراد - على استجماع المتفرق من أفكاره ولو في مثل تلك الظروف ، كما يتفق ذلك بوضوح في موارد رغبته الخاصة ، كاستغراقه بذكر ( محبوبه ) ، مع وجود الخواطر الصارفة والأوهام الكثيفة . ------------------------------------------------------- 4 / 1 / 2018 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الذكر على كل حال[/marq] لقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال عن آية ( الذين يذكرون الله قياماُ وقعوداً وعلى جنوبهم ) : { ويلٌ لمن قرأ هذه الآية ، ثم مسح بها سبلته } و { ويل لمن لاكها بفكّـيه ، ولم يتأمل فيها }.. ومن الملفت في هذه الآية الكريمة أنها تجمع بين ( تذكّر ) الحق المتعال كمقصود غائي يستفاد من قوله تعالى: { ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً }، فهذا هو الذي يمنحه الاستواء في السلوك ، والجدية في الإرادة ، وبين ( تذكرّ ) الحق التفصيلي في كل التقلبات ، إذ أن العبد لا يخلو من قيام أو قعود أو اضطجاع ، فمن ذَكَر الله في هذه المواضع ، كان ذاكراً لله على كل حال .. فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام ) انه قال : { لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله } . ------------------------------------------------------- 5 / 1 / 2018 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]روح الكفر[/marq] إن أول معصية وقعت على وجه الأرض بعد خلق آدم ، هو إباء الشيطان عن السجود لآدم والذي وصفه القرآن الكريم بالكفر ، إذ من المعلوم أن روح الكفر هو التمرد على أوامر الحق ، وإلا فإن الشيطان لم يصدر منه ما يفهم منه الكفر الإعتقادي.. وعليه فإن الذي يعصي الحق مع الإيمان به ، يحمل روح الكفر بين جنبيه ، ولو بدرجة لا تساوي درجة عناد إبليس ..ولكن الذي يخشى منه ، هو أن تتابع العصيان ، قد تقلب العفويّة في المعصية إلى تعمّد في الارتكاب ، فيزداد اقتراباً من روح الكفر ، إلى أن يصل إلى قلب الكفر نفسِه ، ليرتكب ما لم يرتكبه إبليس نفسُه . ------------------------------------------------------- 6 / 1 / 2018 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التسديد بالوحي والإلهام[/marq] إن مما يدعو العبد إلى السكون إلى مدد الحق - كالتسديد و الإلهام في السير إليه - هي ملاحظته لتعامل الحق مع بعض المخلوقات التي ذكرت في القرآن الكريم : كالنمل ، والنحل ، والذباب ، والبعوض ، والعنكبوت ..فلولا اعتيادنا لما تعملها ، لكانت أفعالها ضرباً من الإعجاز والوحي والتدبير ، الذي لا يرقى إليه تدبير العقلاء من البشر ، إذ أن من الواضح أنها تتحرك وفقاً للوحي الرباني الذي يصرح به القرآن الكريم ..ومن الملفت في هذا المجال استعمال التعبير بـ( أوحى ) كاستعمال التعبير نفسه بالنسبة للأنبياء (عليهم السلام ) ، وفي ذلك غاية العناية والالتفات ..فهل يستبعد بعد ذلك معاملة الحق لمن أراد هدايته إلى الكمال بالتسديد والإلهام ، كمعاملته للنحل في هدايته إلى الجبال ، ليكون نتاجه شراب ، فيه شفاءٌ للأفئدة والألباب ؟! . ------------------------------------------------------- 7 / 1 / 2018 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] حب التوابين [/marq] إن ( الاشمئزاز ) الذي ينتاب العبد بعد المعصية ، قد يكون - في بعض الحالات - من دواعي ( القرب ) إلى الحق .. ومن هنا كان الحق يحب التوابين ، وهو الملفت حقا في هذا المجال ، إذ قد علمنا أن الحب إنما هو للمطيعين ، فكيف صار للتوابين ؟! وخاصة مع ما يوحيه هذا التعبير من تكرر وقوع ما يوجب التوبة ، إذ التّواب هو كثير الرجوع عما ينبغي الرجوع عنه .. ومن هنا نجد حالات ( الطفرة ) في القرب عند بعض ذوي المعاصي ، الذين هجروا السيئات إلى الحسنات هجرة لا عودة فيها .. والتاريخ يروي قصص الكثيرين منهم ، مما يبعث الأمل في القلوب اليائسة . -------------------------------------------------------------------------- 16 / 1 / 2018 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]ساعات الفراغ[/marq] تمر على الإنسان ساعات كثيرة من الفراغ الذي يتخلل النشاط اليومي ، ولو عُدّت هذه الساعات لمثلّت مساحة كبيرة من ساعات عمره ..فالمؤمن الفطن لا بد وان يكون لديه ما يملأ هذا الفراغ: إما بقراءة نافعة ، أو سير هادف في الآفاق ، أو قضاء حاجة لمؤمن مكروب ، أو ترويح للنفس حلال ..وإن من الأمور التي يحرم منها غير المؤمن ، هو العيش في عالم التفكر ( والتدبر ) الذي قد يستغرق ساعات عند أهله ، يناجي المولى فيها بقلبه ، كما قد يشير إليه الحديث الشريف: { وكلّمهم في ذات عقولهم }..فيسيح في تلك الساعة بقلبه ، سياحة تدرك لذتها ولا يوصف كنهها ..وهي سياحة لا تحتاج إلى بذل مال ولا صرف جهد ، ومتيسرة لصاحبها كلما أراد في ليل أو نهار بتيسير من الحق المتعال ..ومن مواطن هذه السياحة المقدسة ( أعقاب ) الصلوات و( جوف ) الليل ، وهي سياحة لا تدرك بالوصف بل تنال بالمعاينة. ------------------------------------------------------------------ 19 / 1 / 2018 |
الساعة الآن 05:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.