![]() |
|
رد: مَجْمعُ الأمثال
اقتباس:
الشريف بوركت |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَصْرَدُ مِنْ عَنْزٍ جَرْبَاءَ .... وذلك أنها لا تَدْفَأ لقلة شَعْرها ورقة جلدها ، فالبرد أضَرُّ لها . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَصْرَدُ مِنْ عَيْنِ الحِرْبَاءِ ....
قال حمزة : هذا المثلُ تصحيفٌ للمثل الذي قبله ، يعني صحف عنز من عَيْنٍ وحرباء بجرباء . قلت : إنما يكون هذا لو قيل " من عين حرباء " منكرًا ، فأما إذا قالوا " من عين الحِرْباء " معرفًا بالألف واللام ، ولا يقال " عنز الجرباء " فكيف يقع التصحيف ؟ ثم قال : إلا أن بعض الناس فَسَّره على وَجْه مُطَّرد ، فقال : الحرباء أبدًا تستقبلُ الشمسَ بعينها تستجلب إليها الدفء ، وهذا مَخْلَص حسن . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَصْرَدُ مِنَ السَّهْمِ ....
هذا من الصَّرَد الذي هو بمعنى النفوذ ، يقال " صَرِدَ السَّهْمُ صَرَدًا " إذا نَفَذَ في الرمِيَّة ، قال الشاعر : فَمَا بُقْيَا عَليَّ تَرَكْتُمَانِي وَلَكنْ خِفْتُمَا صَرَدَ النِّبَالِ |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَصْرَدُ مِنْ خَازِقِ وَرَقَةٍ .... هذا صَرِدَ السَّهْمُ أيضًا ، يقال : خَزَقَ السهمُ وخَسَقَ ؛ إذا نَفَذَ ، ويقال في مثل آخر " وَقَعَ على خازق ورقة " يقال ذلك للداهِي الذي يخزق الورقَةَ من ثَقَافته وضَبْطه للأشياء ، ويقال " ما زال فلانٌ يخزق علينا منذ اليوم " |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَصْعَبُ مِنْ رَدِّ الشَّخْبِ فِي الضَّرْعِ .... هذا من قول من قال : صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى في العِلَابِ العِلَاب : جمع عُلْبة ، ويروى " في الحِلَاب " وهو إناء يُحْلَب فيه ، و" رَيْتَ " يريد به رَأَيْتَ . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَصْعَبُ مِنْ وُقُوفٍ عَلَى وَتَدٍ .... هذا من قول الشاعر : وَلِي صَاحِبَانِ عَلى هَامَتِي جُلُوسُهُمَا مِثْلُ حَدِّ الوَتِدْ ثَقِيلَانِ لَمْ يَعْرِفَا خِفَّةً فَهَذا الزُّكَامُ وهَذا الرَّمَدْ |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَصْوَلُ مِنْ جَمَلٍ .... معناه أَعَضُّ ، يقال : صَالَ الجَمَلُ ، وعَقَرَ الكلبُ ، قاله حمزة . قلت : وقال غيره : صال إذا وَثَبَ صَوْلًا وصَوْلَةً وَصِيَالًا ، والفَحْلَانِ يَتَصَاوَلَان أي يتواثبان ، وصال العَيْرُ ؛ إذا حمل على العَانَةِ ، فأما صال إذا عَضَّ ، فمما تفرد به حمزة ، وأما قولهم : جمل صؤُول ، فقال أبو زيد : صَؤُل البعيرُ بالهمز يَصْؤُلُ صَآلة ، إذا صار يَقْتُلُ الناسَ ويَعْدُو عليهم ، فهو صَؤُول ، وفي الحديث " أنَّ المَعْرِفَةَ تَنفَعُ عند الجمل الصَّؤول والكلب العَقُور " وقال : ولم يَخْشَوْا مُصَاءَلةً عَلَيْهِمْ وتَحْتَ الرِّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّرِيحُ ويروى " ولم يخشوا مَصَالته عليهم " وهما رواية حمزة . قلت : والصحيح " ولم يخشوا مصالته عليهم " وهو مصدر صال كالمَقَالة مصدر قال ، والشعر لنَضْلَة ، وأوله : أَلمْ تَسَلِ الفَوَارِسَ يَوْمَ غَوْلٍ بنَضْلَةَ وَهْوَ مَوْتُورٌ مُشِيْحُ رَأوْهُ فَازْدَرَوْهُ وَهْوَ حُرٌّ وَيَنْفَعُ أَهْلَهُ الرَّجُلُ القَبِيحُ وَلَمْ يَخْشَوْا مَصَالَتَهُ عَلَيْهِمْ وتَحْتَ الرِّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّرِيحُ أي صَوْلَه ، قال المبرد : يقول إذا رأيتَ الرِّغْوَة - وهو ما يرغو كالجلدة في أعلى اللبن - لم تدر ما تحتها ، فربما صادفْتَ اللبن الصريح إذا كشفتها ، أي أنهم رأوني فازدروني لدَمَامَتي فلما كَشَفُوا عني وجدوا غيرَ ما رأوا . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَصَحُّ مِنْ بَيْضِ النَّعَامِ ....
قلت هذا من قول الفرزدق : خَرَجْنَ إِليَّ لَمْ يُطْمَثْنَ قَبْلي وَهُنَّ أَصَحُّ مِنْ بَيْضِ النَّعَامِ فَبِتْنَ بِجَانبيَّ مُصَرَّعَاتٍ وَبِتُّ أَفُضُّ أَغْلَاقَ الخِتَامِ كأنَّ مَفَالِقَ الرمَّانِ فِيهَا وَجَمْرَ غَضًى جَلَسْنَ عَلَيْهِ حَامِ |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَصَبُّ مِنَ المُتَمَنِّيَةِ .... هذا مثل من أمثال أهل المدينة سار في صدر الإسلام ، والمتمنية : امرأة مَدَنية عَشِقَتْ فتًى من بني سُلَيم يقال له : نَصْر بن حَجَّاج ، وكان أَحْسَنَ أهل زمانه صُورة ، فَضَنِيَتْ من حبِّه ، ودَنِفَتْ من الوَجْدِ به ، ثم لَهِجَتْ بذكره ، حتى صار ذكره هِجِّيَراهَا ، فمرَّ عُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه ذات ليلة بباب دارها ، فسمعها تقول رافعةً عَقِيرَتَهَا : ألا سَبيلَ إِلى خَمْرٍ فَأَشْرَبَهَا أم لا سَبِيلَ إلى نَصْر بن حَجَّاجِ فقال عمر رضي الله عنه : مَنْ هذه المتمنية ؟ فعرف خَبَرَها ، فلما أصبح استحضر الفتى المتمنَّى ، فلما رآه بَهَرَهُ جمالُه ، فقال له : أأنت الذي تتمناكَ الغانياتُ في خدورهن ؟ لا أُمَّ لَكَ ! أما والله لأزيلَنَّ عنك رِدَاءَ الجمال ، ثم دعا بحجَّامٍ فَحَلَقَ جُمَّته ، ثم تأمَّله فقال له : أنتَ مَحْلُوقًا أَحْسَنُ ، فقال : وأَيُّ ذنبٍ لي في ذلك ؟ فقال : صدقت ، الذنْبُ لي أنْ تركتُكَ في دار الهجرة ، ثم أركَبَهُ جملًا وسَيَّره إلى البَصْرة ، وكتب إلى مُجَاشع ابن مسعود السُّلَمي : إني قد سَيَّرتُ المُتَمنَّى نصرَ بن حجَّاج السُّلمي إلى البصرة ، فاسْتَلَبَ نساءُ المدينة لفظةَ عمر ، فَضَربْنَ بها المثل ، وقلن " أَصَبُّ مِنَ المُتَمَنِّيَةِ " فسارت مثلاً . قال حمزة : وزعم النسابون أن المتمنية كانت القريعة بنت هَمَّام أم الحجاج بن يوسف ، وكانت حين عَشِقَتْ نصرًا تحت المُغِيرَةِ بن شُعْبة ، واحتجوا في ذلك بحديث رَوَوْه ، زعموا أن الحجاج حَضَرَ مجلس عبد الملك يومًا وعُرْوَة بن الزبير عنده يحدثه ويقول : قال أبو بكر كذا ، وسمعت أبا بكر يقول كذا ، يعني أخاه عَبْدَ الله بن الزبير ، فقال له الحجاج : أعند أمير المؤمنين تَكْنِي أخاك المنافق ؟ لا أم لك ! فقال له عروة : يا ابن المتمنية إلي تقول هذا ؟ لا أمَّ لك ! وأنا ابن عجائز الجَنَّة صفيَّةَ وخَدِيجَة وأسماء وعائشة رضي الله عنهن . وكما قالوا بالمدينة " أصب من المتمنية " قالوا بالبصرة " أَدْنَفُ من المتمنَّى " وذلك أن نصر بن حجاج لما وَرَدَ البصرةَ أخذ الناسُ يسألون عنه ، ويقولون : أين هذا المتمنَّى الذي سَيَّرهُ عمر رضي الله عنه ؟ فغلب هذا الاسم عليه بالبصرة كما غلب ذلك الاسم على عشيقته بالمدينة . ومن حديث هذا المثل أن نصرًا لما ورد البصرة أنزله مُجَاشع بن مسعود السُّلَمي منزلَهُ من أجل قَرَابته ، وأَخْدَمَهُ امرأته شُمَيْلة ، وكانت أجملَ امرأةٍ بالبصرة ، فعلقته وعَلِقها ، وخفي على كل واحدٍ منهما خبرُ الآخر ؛ لملازمة مُجَاشع لضَيْفه ، وكان مجاشع أمِّيًّا ونَصْر وشُمَيلة كاتبين ، فَعِيْلَ صبرُ نصر ، فكتب على الأرض بحضرة مجاشع : إني قد أحببتك حبًّا لو كان فَوْقَكِ لأظَلَّكِ ، ولو كان تحتك لأقَلَّكِ ، فوقَّعَتْ تحتَهُ غيرَ محتشمة : وأنا ، فقال لها مجاشع : ما الذي كَتَبَه ؟ فقالت : كتب كم تَحْلُب ناقتكم ؟ فقال : وما الذي كتبت تحته ؟ فقالت : كتبت وأنا ، فقال مجاشع : كم تَحْلُب ناقتكم ، وأنا ، ما هذا لهذا بطبق ، فقالت : أصدقك أنه كتب كم تغلُّ أرضكم ؟ فقال مجاشع : كم تغل أرضكم وأنا، ما بين كلامه وجوابك قرابة ، ثم كَفَأَ على الكتابة جَفْنة ودعا بغلام من الكُتَّاب ، فقرأ عليه ، فالتفت إلى نَصْر فقال له : يا بن عم ما سَيَّرَكَ عمر من خيرٍ فقم ، فإنَّ وراءك أوسَعَ ، فنهض مستحييًا ، وعَدَلَ إلى منزل بعض السُّلَميين ، ووقع لجنبه ، فَضَنِيَ من حب شُمَيْلة ، ودَنِفَ حتى صار رَحْمَة ، وانتشر خبره ، فضرب نساء البصرة به المثل ، فقلن " أَدْنَفُ من المتَمَنِّي " ثم إن مجاشعًا وقف على خبر علة نصر بن حجاج ، فدخل عليه فلحقته رقَّة ، لما رأى به من الدنف ، فرجع إلى بيته وقال لشُمَيلة : عَزَمْتُ عليكِ لما أخذت خُبْزَةً فَلَبَكْتِهَا بسمنٍ ثم بادرتِ بها إلى نصر ، فبادرت بها إليه ، فلم يكن به نهوض ، فضمته إلى صَدْرها ، وجعلت تلقمه بيدها ، فعادت قُوَاه وبرأ كأنْ لم يكن به قَلَبة* ، فقال بعض عُوَّاده : قاتل الله الأعشى فكأنه شَهِدَ منهما النجوى حيث قال : لوْ أَسْنَدَتْ مَيْتًا إلى صَدْرِهَا عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إلى قَابِرِ فلما فارقته عاوده النُّكْس ، فلم يزل يتردد في علته حتى مات فيها . * القلبة - بالتحريك - الداء ، والعيب أيضًا . |
الساعة الآن 06:59 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.