منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر رواق الكُتب. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   مَجْمعُ الأمثال (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5075)

عبد السلام بركات زريق 11-25-2020 12:50 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 268448)
كم أستمتع هنا !
فأقضي في رحاب لغة العرب الأصيلة
شكراً أستاذي عبد السلام على هذا المتصفح القيّم
وشكراً للعزيزة ياسمين على الإضافات الجميلة
تحية ... ناريمان

ومعك نستمر أختنا الفاضلة ناريمان
الشريف
بوركت

عبد السلام بركات زريق 11-26-2020 07:00 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَصْرَدُ مِنْ عَنْزٍ جَرْبَاءَ ....


وذلك أنها لا تَدْفَأ لقلة شَعْرها ورقة
جلدها ، فالبرد أضَرُّ لها .

عبد السلام بركات زريق 11-27-2020 01:28 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَصْرَدُ مِنْ عَيْنِ الحِرْبَاءِ ....

قال حمزة : هذا المثلُ تصحيفٌ للمثل الذي قبله ، يعني
صحف عنز من عَيْنٍ وحرباء بجرباء .
قلت : إنما يكون هذا لو قيل " من عين حرباء "
منكرًا ، فأما إذا قالوا " من عين الحِرْباء " معرفًا
بالألف واللام ، ولا يقال " عنز الجرباء " فكيف يقع
التصحيف ؟
ثم قال : إلا أن بعض الناس فَسَّره على وَجْه مُطَّرد ،
فقال : الحرباء أبدًا تستقبلُ الشمسَ بعينها تستجلب
إليها الدفء ، وهذا مَخْلَص حسن .

عبد السلام بركات زريق 11-27-2020 01:30 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَصْرَدُ مِنَ السَّهْمِ ....

هذا من الصَّرَد الذي هو بمعنى النفوذ ، يقال " صَرِدَ
السَّهْمُ صَرَدًا " إذا نَفَذَ في الرمِيَّة ، قال الشاعر :

فَمَا بُقْيَا عَليَّ تَرَكْتُمَانِي
وَلَكنْ خِفْتُمَا صَرَدَ النِّبَالِ

عبد السلام بركات زريق 11-27-2020 01:44 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَصْرَدُ مِنْ خَازِقِ وَرَقَةٍ ....

هذا صَرِدَ السَّهْمُ أيضًا ، يقال : خَزَقَ السهمُ
وخَسَقَ ؛ إذا نَفَذَ ، ويقال في مثل آخر " وَقَعَ
على خازق ورقة " يقال ذلك للداهِي الذي يخزق
الورقَةَ من ثَقَافته وضَبْطه للأشياء ، ويقال " ما
زال فلانٌ يخزق علينا منذ اليوم "

عبد السلام بركات زريق 11-28-2020 06:57 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 


.... أَصْعَبُ مِنْ رَدِّ الشَّخْبِ فِي الضَّرْعِ ....


هذا من قول من قال :

صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ
رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى في العِلَابِ


العِلَاب : جمع عُلْبة ، ويروى " في الحِلَاب " وهو إناء
يُحْلَب فيه ، و" رَيْتَ " يريد به رَأَيْتَ .

عبد السلام بركات زريق 11-28-2020 06:58 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَصْعَبُ مِنْ وُقُوفٍ عَلَى وَتَدٍ ....


هذا من قول الشاعر :

وَلِي صَاحِبَانِ عَلى هَامَتِي
جُلُوسُهُمَا مِثْلُ حَدِّ الوَتِدْ

ثَقِيلَانِ لَمْ يَعْرِفَا خِفَّةً
فَهَذا الزُّكَامُ وهَذا الرَّمَدْ

عبد السلام بركات زريق 11-30-2020 07:12 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَصْوَلُ مِنْ جَمَلٍ ....


معناه أَعَضُّ ، يقال : صَالَ الجَمَلُ ، وعَقَرَ
الكلبُ ، قاله حمزة .
قلت : وقال غيره : صال إذا وَثَبَ صَوْلًا وصَوْلَةً
وَصِيَالًا ، والفَحْلَانِ يَتَصَاوَلَان أي يتواثبان ، وصال
العَيْرُ ؛ إذا حمل على العَانَةِ ، فأما صال إذا عَضَّ ،
فمما تفرد به حمزة ، وأما قولهم : جمل صؤُول ، فقال
أبو زيد : صَؤُل البعيرُ بالهمز يَصْؤُلُ صَآلة ، إذا صار
يَقْتُلُ الناسَ ويَعْدُو عليهم ، فهو صَؤُول ، وفي الحديث
" أنَّ المَعْرِفَةَ تَنفَعُ عند الجمل الصَّؤول والكلب العَقُور "
وقال :

ولم يَخْشَوْا مُصَاءَلةً عَلَيْهِمْ
وتَحْتَ الرِّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّرِيحُ


ويروى " ولم يخشوا مَصَالته عليهم " وهما رواية حمزة .
قلت : والصحيح " ولم يخشوا مصالته عليهم " وهو مصدر
صال كالمَقَالة مصدر قال ، والشعر لنَضْلَة ، وأوله :

أَلمْ تَسَلِ الفَوَارِسَ يَوْمَ غَوْلٍ
بنَضْلَةَ وَهْوَ مَوْتُورٌ مُشِيْحُ

رَأوْهُ فَازْدَرَوْهُ وَهْوَ حُرٌّ
وَيَنْفَعُ أَهْلَهُ الرَّجُلُ القَبِيحُ

وَلَمْ يَخْشَوْا مَصَالَتَهُ عَلَيْهِمْ
وتَحْتَ الرِّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّرِيحُ


أي صَوْلَه ، قال المبرد : يقول إذا رأيتَ الرِّغْوَة
- وهو ما يرغو كالجلدة في أعلى اللبن - لم تدر ما
تحتها ، فربما صادفْتَ اللبن الصريح إذا كشفتها ،
أي أنهم رأوني فازدروني لدَمَامَتي فلما كَشَفُوا عني
وجدوا غيرَ ما رأوا .

عبد السلام بركات زريق 11-30-2020 07:22 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَصَحُّ مِنْ بَيْضِ النَّعَامِ ....

قلت هذا من قول الفرزدق :

خَرَجْنَ إِليَّ لَمْ يُطْمَثْنَ قَبْلي
وَهُنَّ أَصَحُّ مِنْ بَيْضِ النَّعَامِ

فَبِتْنَ بِجَانبيَّ مُصَرَّعَاتٍ
وَبِتُّ أَفُضُّ أَغْلَاقَ الخِتَامِ

كأنَّ مَفَالِقَ الرمَّانِ فِيهَا
وَجَمْرَ غَضًى جَلَسْنَ عَلَيْهِ حَامِ

عبد السلام بركات زريق 12-01-2020 12:34 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَصَبُّ مِنَ المُتَمَنِّيَةِ ....


هذا مثل من أمثال أهل المدينة سار في صدر
الإسلام ، والمتمنية : امرأة مَدَنية عَشِقَتْ فتًى من بني
سُلَيم يقال له : نَصْر بن حَجَّاج ، وكان أَحْسَنَ أهل زمانه
صُورة ، فَضَنِيَتْ من حبِّه ، ودَنِفَتْ من الوَجْدِ به ، ثم
لَهِجَتْ بذكره ، حتى صار ذكره هِجِّيَراهَا ، فمرَّ عُمَرُ بن
الخطاب رضي الله عنه ذات ليلة بباب دارها ، فسمعها
تقول رافعةً عَقِيرَتَهَا :

ألا سَبيلَ إِلى خَمْرٍ فَأَشْرَبَهَا
أم لا سَبِيلَ إلى نَصْر بن حَجَّاجِ


فقال عمر رضي الله عنه : مَنْ هذه المتمنية ؟ فعرف
خَبَرَها ، فلما أصبح استحضر الفتى المتمنَّى ، فلما رآه
بَهَرَهُ جمالُه ، فقال له : أأنت الذي تتمناكَ الغانياتُ في
خدورهن ؟ لا أُمَّ لَكَ ! أما والله لأزيلَنَّ عنك رِدَاءَ
الجمال ، ثم دعا بحجَّامٍ فَحَلَقَ جُمَّته ، ثم تأمَّله فقال له :
أنتَ مَحْلُوقًا أَحْسَنُ ، فقال : وأَيُّ ذنبٍ لي في ذلك ؟
فقال : صدقت ، الذنْبُ لي أنْ تركتُكَ في دار الهجرة ،
ثم أركَبَهُ جملًا وسَيَّره إلى البَصْرة ، وكتب إلى مُجَاشع
ابن مسعود السُّلَمي : إني قد سَيَّرتُ المُتَمنَّى نصرَ بن
حجَّاج السُّلمي إلى البصرة ، فاسْتَلَبَ نساءُ المدينة لفظةَ
عمر ، فَضَربْنَ بها المثل ، وقلن " أَصَبُّ مِنَ المُتَمَنِّيَةِ "
فسارت مثلاً .
قال حمزة : وزعم النسابون أن المتمنية كانت القريعة بنت
هَمَّام أم الحجاج بن يوسف ، وكانت حين عَشِقَتْ نصرًا
تحت المُغِيرَةِ بن شُعْبة ، واحتجوا في ذلك بحديث رَوَوْه ،
زعموا أن الحجاج حَضَرَ مجلس عبد الملك يومًا وعُرْوَة بن
الزبير عنده يحدثه ويقول : قال أبو بكر كذا ، وسمعت أبا
بكر يقول كذا ، يعني أخاه عَبْدَ الله بن الزبير ، فقال له
الحجاج : أعند أمير المؤمنين تَكْنِي أخاك المنافق ؟ لا أم
لك ! فقال له عروة : يا ابن المتمنية إلي تقول هذا ؟ لا أمَّ
لك ! وأنا ابن عجائز الجَنَّة صفيَّةَ وخَدِيجَة وأسماء وعائشة
رضي الله عنهن .
وكما قالوا بالمدينة " أصب من المتمنية " قالوا بالبصرة
" أَدْنَفُ من المتمنَّى " وذلك أن نصر بن حجاج لما وَرَدَ
البصرةَ أخذ الناسُ يسألون عنه ، ويقولون : أين هذا
المتمنَّى الذي سَيَّرهُ عمر رضي الله عنه ؟ فغلب هذا الاسم
عليه بالبصرة كما غلب ذلك الاسم على عشيقته بالمدينة .
ومن حديث هذا المثل أن نصرًا لما ورد البصرة أنزله مُجَاشع
بن مسعود السُّلَمي منزلَهُ من أجل قَرَابته ، وأَخْدَمَهُ امرأته
شُمَيْلة ، وكانت أجملَ امرأةٍ بالبصرة ، فعلقته وعَلِقها ، وخفي
على كل واحدٍ منهما خبرُ الآخر ؛ لملازمة مُجَاشع لضَيْفه ،
وكان مجاشع أمِّيًّا ونَصْر وشُمَيلة كاتبين ، فَعِيْلَ صبرُ نصر ،
فكتب على الأرض بحضرة مجاشع : إني قد أحببتك حبًّا لو
كان فَوْقَكِ لأظَلَّكِ ، ولو كان تحتك لأقَلَّكِ ، فوقَّعَتْ تحتَهُ
غيرَ محتشمة : وأنا ، فقال لها مجاشع : ما الذي كَتَبَه ؟
فقالت : كتب كم تَحْلُب ناقتكم ؟ فقال : وما الذي كتبت
تحته ؟ فقالت : كتبت وأنا ، فقال مجاشع : كم تَحْلُب ناقتكم ،
وأنا ، ما هذا لهذا بطبق ، فقالت : أصدقك أنه كتب كم
تغلُّ أرضكم ؟ فقال مجاشع : كم تغل أرضكم وأنا، ما بين كلامه
وجوابك قرابة ، ثم كَفَأَ على الكتابة جَفْنة ودعا بغلام من
الكُتَّاب ، فقرأ عليه ، فالتفت إلى نَصْر فقال له : يا بن عم
ما سَيَّرَكَ عمر من خيرٍ فقم ، فإنَّ وراءك أوسَعَ ، فنهض
مستحييًا ، وعَدَلَ إلى منزل بعض السُّلَميين ، ووقع لجنبه ،
فَضَنِيَ من حب شُمَيْلة ، ودَنِفَ حتى صار رَحْمَة ، وانتشر
خبره ، فضرب نساء البصرة به المثل ، فقلن " أَدْنَفُ من
المتَمَنِّي " ثم إن مجاشعًا وقف على خبر علة نصر بن حجاج ،
فدخل عليه فلحقته رقَّة ، لما رأى به من الدنف ، فرجع إلى
بيته وقال لشُمَيلة : عَزَمْتُ عليكِ لما أخذت خُبْزَةً فَلَبَكْتِهَا
بسمنٍ ثم بادرتِ بها إلى نصر ، فبادرت بها إليه ، فلم يكن به
نهوض ، فضمته إلى صَدْرها ، وجعلت تلقمه بيدها ، فعادت
قُوَاه وبرأ كأنْ لم يكن به قَلَبة* ، فقال بعض عُوَّاده : قاتل
الله الأعشى فكأنه شَهِدَ منهما النجوى حيث قال :

لوْ أَسْنَدَتْ مَيْتًا إلى صَدْرِهَا
عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إلى قَابِرِ

فلما فارقته عاوده النُّكْس ، فلم يزل يتردد في علته حتى
مات فيها .


* القلبة - بالتحريك - الداء ، والعيب أيضًا .


الساعة الآن 06:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team