منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512)

فيليب سليمان 09-20-2011 11:43 PM

حقيقاً يعجز اللسان عن الكلام .. موضوع جيد جداً بل فوق الوصف .. الى الامام دائماً و مزيد من الابداع

ايوب صابر 09-22-2011 09:16 AM

الاستاذ فيليب سليمان

شكرا لك...نعم انها كذلك...

والاهم هو هذه الاستنتاجات المدهشة والقائمة على تحليل بعض هذه البيانات الإحصائية.

حيث نجد أن أعظم الناس في التاريخ، ومن لقب بـ"العظيم" هو بالضرورة يتيم, ونجد أن الباباوات والدالايلامات في معظمهم أيتام، واعظم الفلاسفة والمفكرين ايتام، والأئمة الشيعة أيتام، والأئمة السنة أيتام، وأعظم الشعراء أيتام، وأعظم كتاب الرواية أيتام، وأعظم القادة أيتام، وأعظم المكتشفين، وأعظم المخترعين أيتام، وأعظم العلماء أيتام .

- كما نجد أن أعظم مائة مجرم عرفهم التاريخ أيتام.

- ويتضح أيضا أن لليتم دور مهم في العبقرية والجنون.

- كما يتضح أن للأيتام دور مهم في صناعة التاريخ، بل هم من يحرك التاريخ ويمكن القول بأن التاريخ هو صراع بين أيتام ففي كل مرة يأتي يتيم تتشكل في ذهنه طاقة بوزيترونية هائلة تجعله قائدا ثوريا فيحدث التغيير إلى أن يأتي يتيم آخر صاحب كرزما بطاقات ذهنية مزلزلة فينتصر على من سبقه.


في الواقع أنا الآن بصدد رصد هذه الاستنتاجات وتحليلها وسوف تخرج على شكل مقالات مؤيده بالأدلة الإحصائية.

مثلا عندما نقول ان ظاهرة الصوفية سببها اليتم والذي يجعل دماغ المتصوف يعمل بطريقه استثنائية ويمتلك قوة خارقة يظنها البعض حلول، سوف نقدم الدليل على ذلك من خلال رصد كم يتيم من بين أصحاب الطرق الصوفية مثلا. فإذا كانت الأغلبية العظمى منهم أيتام ألن يقول ذلك شيء؟ هل يكون للصدفة مجال هناك؟

- ولواننا رصدنا حياة القديسيين والنساك واصحاب الكرامات لوجدنا انهم في اغلبهم ايتام.

أسعدني مرورك ويسعدني متابعتك لهذه الاستنتاجات المذهلة ..والتي بمعرفتها وبتسخيرها يمكن تغير وجه العالم والذي بدأ من الان وبكشف هذه الاسرار.

- لقد بدأت من خلال ملاحظاتي هذه في ما أسميته إعادة كتابة التاريخ كوننا تعرفنا على سر أهم سمة إنسانية ( الابداع والعبقرية ) من خلال هذا البحث وقد كتبت عدة مقولات ضمنتها كتابي "فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين"، والتي تلخص ما يجب أن يعاد النظر فيه مثلا...نابليون يقول "وراء كل رجل عظيم امرأة"، ونحن نردد هذه العبارة منذ أن قالها نابليون وذلك طبعا كنتيجة لأثر طاقات عقلة البوزترونية المهولة التي تصل إلى حد السحر، بينما كتبت أنا مقولة تقول" وراء كل شخص عظيم أم أو أب ماتا وتركاه وحيدا يحمل في صدره وعقله مأتما من نوع ما".

- ولا بد من تصحيح معلومة أخرى وهي أن الحكام الدكتاتوريين في أمريكا اللاتينية لم يكونوا كذلك بسبب أنهم أولاد أرامل كما قال احدهم ولكن لأنهم كانوا أيتام.

- وألان وقد عرفنا أن أعظم القادة والأكثر سفكا للدماء هم من بين الأيتام الذين فجعوا باليتم في سن المراهقة يمكننا أن نضبط اثر اليتم على كل يتيم مراهق حتى لا نحصل على المزيد من الهتلرات والنابليونات والاكسندرات والستالينيات.

- الآن نعرف بالدليل الإحصائي أن أعظم الناس قد يأتي من بين الأيتام فلا بد من رعاية الأيتام وكفالتهم وتعليمهم وتدريبهم والاستثمار في عقولهم. أي أن أسس التعامل مع الأيتام لا بد أن يتغير. الأساس ليس الشفقة والحزن بل لا بد من التعامل مع اليتيم على أساس انه عظيم مستقبلي ولا بد أن نتعامل معه بما يليق بمثل ذلك العظيم...وقد نبدأ بتأدية التحية له.

- الآن نستطيع أن نقول أن من بين أعظم المبدعين جاء من أطفال لقطاء مثل الفرنسي جان جينية، وان أعظم الشعراء العرب (المتنبي) ما كان ليكون لولا كل تلك المآسي التي أصابته في الطفولة المبكرة. وقد أتضح ان اعظم رجل في مجال التكنولوجيا حاليا وهو ستيفن جوبز ما هو الا ابن رجل سوري حملته امه سفاحا خلال تواجد الاثنين في الجامعة ، تخلى عنه ابواه ليتم تبنيه من قبل عائلة ميسورة حيث رعته عائلته البديلة فاصبح عقله اعظم عقل في عالم التكنولوجيا.

- الآن نستطيع أن نؤكد على أفول صنم فرويد ونظريته والتي تجعل ( الجنس) أهم عامل محرك للطاقة الذهنية بل هو ( الموت).

- الآن نستطيع أن نعلن أفول صنم ميشيل انفري ايضا والذي كتب كتاب " افول صنم" والذي يعتقد بأن السر يكمن في (كيمياء الجسد) بل هو في (كيمياء الدماغ) .

- والان يمكننا ان ندعى فهما افضل لسر الجنون والانتحار وما الى ذلك من ظواهر وامراض نفسية.

- الآن يمكننا فهم سيكولوجية اليتم ولا بد أن لتلك الطاقة البزوترونية دورا هاما في تحديد سمات الشخصية الإنسانية وصفات الأيتام العباقرة أو المجانين القتلة المجرمين الذين لا يرحمهم المجتمع وتعامل معهم بهامشية قاتلة تحولهم إلى قتله مأجورين.. وبذلك يكون المجرم هو المجتمع الذي يسيء لليتم ويصنع منه قاتلا مجرما بدلا من أن يصنع منه عظيما قائدا أو شاعرا.

- الآن يمكننا فهم الكثير من الظواهر التي ظل علم نفس البراساكولوجي يحاول فهمها لأننا نعرف سرها والكامن في طاقات ذهنية ما مذهله ناتجة على الأغلب من انفجارات بوزيترونية في الدماغ على اثر فجائع اليتم.

- الآن يمكننا القول أن فهم سر تلك الطاقات الغامضة التي امتلكها أصحاب الكرامات فالسر غالبا يكمن في اليتم وما يؤدي من تفجر في طاقات الذهن.

- الآن يمكننا الادعاء بأن اللطيم ( يتم الأب والأم) يملك بالضرورة نسبة طاقة أعلى من اليتيم ومثال ذلك ادجر الن بو.

- الآن يمكننا القول بأن أعظم الناس يأتي من بين الأيتام قبل الولادة ومثال ذلك ( نيوتن).

- الآن يمكننا أن نتعرف على سر عدم انسجام اليتيم مع مؤسسات التعليم الرسمي فلا بد أن لذلك علاقة بتلك الطاقة التي تدور في ذهن اليتيم.

- الان يمكننا ان نعرف سر خروج مؤلفات العظماء الايتام عن السائد والمألوف فهي ناتجة عن عقل يمتلك طاقة هائلة يجعله ينتمي لزمن مستقبلي.

- الان يمكننا ان نعرف لماذا يكون البعض لديه القدرة على الاستشراف...حينما نجد ان معظم من احتوت اعمالهم الشعرية او النثرية استشراف من نوع ما نجده يتيم.

- الآن يمكننا القول أن الأيتام مشاريع العظماء وهذا ما اشرحه في كتابي الجديد الذي سوف يصدر خلال أيام إن شاء الله بنفس العنوان" الايتام مشاريع العظماء".

- الآن يمكننا أن ندعو إلى ضرورة إحداث تغيير شامل على مناهج التعليم تراعي كل هذه الملاحظات.

- الآن لا بد أن نبدأ على تأسيس وتشييد مدارس " عظماء المستقبل" وهم الأيتام لتعمل بطريقة مختلفة وعلى اساس فهمنا لسيكولوجية الايتام والذين من بينهم يبرز العباقرة العظماء.

- الان يمكننا ان نؤكد بأن كل حدث عظيم يشكل بداية لتاريخ يقف وراءه عقل يتيم حتما.

في الواقع ما هذا إلا جزء يسير من الاستنتاجات التي يمكن التحدث عنها على أساس هذه الدراسة البحثية الإحصائية ... وهناك الكثير الكثير من الاستنتاجات المذهلة التي ربما سيتم التطرق لها من خلال كتابي الجديد والذي اعمل عليه حاليا وسيتم تدوين كل هذه الاستنتاجات فيه.

مرحبا بك وبكل من يهتم بكشف الكثير من الأسرار والظواهر العبقرية التي ظلت غامضة إلى أن جاء هذا البحث الإحصائي التحليلي ليدلل على ان هناك علاقة واضحة بين اليتم والعبقرية في اعلى حالاتها.

- طبعا كل هذا الحديث مشفوع بالدراسات الاحصائية التي اشارة الى وجود تلك العلاقة حيث تبين ان من بين الخالدون المائة موضوع كتاب مايكل هارت ان 53% منهم ايتام وهو ما يتعدى عامل الصدفة...اما باقي المائة فهم مجهولي الطفولة مما يجعل احتمال ان يكونوا ايتام وارد جدا وبمجموع 98%.

- يؤكد على هذه المعلومة ويعززها مخرجات الدراسة التي اقوم على تنفيذها حاليا هنا، بعنوان ما سر الروعة في اروع 100 رواية عالمية، فقد تبين ان نسبة الايتام من بين اول 30 روائي من بين المائه المذكورين وصل الى 86% والباقي عاشوا حياة ازمة بشكل او بآخر مما يجعل النسبة ترتفع عند هذه المجموعة الى 100%.

وانهي هذه المداخلة بآخر جملة ترد في كتابي "الأيتام مشاريع العظماء":

" ولا شك أن الاستثمار في طاقة الأذهان عند الأيتام هو أهم استثمار قد يقوم به الإنسان".

وآخيرا اقول "إن كل عبقري يتيم وان لم يكن يتيم فعلي فهو حتما يتيم افتراضي، وإن لم يكن هناك ما يشير الى يتمه فلا بد ان ذلك اغفل عن قصد او غير قصد، وان لم يكن فلا بد انه اختبر ظروف تحاكي ظروف اليتم، يكون لها تأثير مشابهه على كيمياء الدماغ فيعمل عنده بصورة استثنائية فيولد مخرجات عبقرية".

ويلاحظ انه كلما كانت المآسي اعظم وزنا، وابكر في السن، واكثر تكرارا... كانت القدرة على الانتاج العبقري اعظم.


ايوب صابر 09-23-2011 01:39 PM

للتعرف على سر الروعة في الانتاج الادبي ( الرواية ) يمكنك العبور الى هنا حيث اقوم على دراسة سر الروعة في اروع مائة رواية عالمية حسب تصنيف بريطاني :

http://www.mnaabr.com/vb/showthread....ed=1#post86817

كما ادعوك لمتابعة الاستنتاجات من هذه الدراسات الاحصائية والتحليلية والتي اقوم عليها حاليا اعتمادا على البيانات الوارده في موسوعة الايتام في هذا المنبر والتي اشتملت حتى الان على حوالي 1000 يتيم من اعظم المبدعين العالميين.

ايوب صابر 09-26-2011 03:46 PM

الى كل زوار هذا المنبر الكرام،،

تابعوني هنا حيث سأبدأ بنشر بعض الاستنتاجات الاخرى والقائمة على فهمي لاثر اليتم في الابداع وما الى ذلك من سمات وصفات لليتيم. وسوف اعتمد في هذه الاستنتاجات اما على تجربة يتيم واحد او مجموعة من الايتام:


من الاستنتاجات المدهشة والقائمة على تحليل بعض هذه البيانات الإحصائية لقائمة الايتام الوارد ذكرهم في موسوعة الايتام هنا. وسوف ابدأ من البداية صعودا:

سلفيا بلاث

يتيمة انتحرت في سن 35 وهي الاولى في قائمة موسوعة الايتام:

نجد مثلا أن لليتم وما ينتجه من طاقة ذهنية مهولة في دماغ اليتيم أثرا عظيما في سلوك اليتيم وطبيعة شخصيته والاهم من ذلك اتزانه العقلي وصحته النفسية.

وقد تكون هذه الطاقة قوية جدا فتحدث نوع من عدم التوازن والذي يسعى مالك هذه الطاقة إلى تفريغها عادة عن طريق العملية الإبداعية لتحقيق ذلك التوازن. ولكنه إذا ما فشل في تحقيق التوازن المنشود فربما يفقد قدرته على اتخاذ القرارات المنطقية وإذا صاحب تلك الطاقة المتدفقة في ثنايا الدماغ قد يندفع هذا اليتيم إلى اتخاذ قرار غير متزن مثل الانتحار وربما أن هذا ما حدث مع هذه اليتيمة الشاعرة الأمريكية والتي كتبت قصيدة Daddy قبل موتها وأشارت فيها بأنها حاولت كثيرا أن تحافظ على توازنها من خلال التصالح مع نفسها، وتتقبل موت والدها وقد تزوجت بهدف إيجاد بديل عن والدها كما تقول ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل فأعلنت بأنها قررت العودة إلى والدها :
I had to go back to you

وعليه نجحت آخر محاولة لها للانتحار للتخلص من ذلك الألم المهول الذي يعتمل في نفسها على اثر موت والدها.

ولا شك انه واعتمادا على ما مرت به سلفيا بلاث ومعرفتنا الآن باثر اليتم على الشخصية والسلامة العقلية أصبح لا بد من اعادة النظر في أسس علم النفس التحليلي والتي تقوم على طروحات فرويد والتي تفترض أن سر جنون Ann O والتي قام فرويد على تحليلها هو فقدانها للاتصال الجنسي مع والدها على اعتبار انه مات وهي صغيرة وعلى افتراض ان هناك علاقة بين الابن وامه اسماها فرويد عقدة اوديب والعلاقة بين الابنة وابيها امساها عقدة الكترا.

وألان يبدو أن الألم المترتب على مأساة موت والد تلك الفتاة وما ينتج عنه من طاقة تتدفق في الذهن هو السر وراء جنونها وان Ann O شفيت على يد فرويد بالصدفة لأنه دفعها للحديث عن فاجعة موت والدها ولم يكن للجنس علاقة بالموضوع.

الخلاصة،،
قد يكون من الواجب إعادة النظر في كل عمليات التحليل النفسي الفرويدي وتقديم اثر الموت على اثر الجنس والكبت والاضطراب في العلاقة الجنسية بين الأبناء والآباء.
وربما انه لو تم معالجة سلفيا بلاث من ألمها الناتج عن موت والدها لساعد ذلك في استمراريتها ولم تنتحر.

أما النقطة الأخرى المهمة هنا فهي أهمية قبول المبدع الأديب والتصفيق له على أعماله الإبداعية، ذلك لان نجاحه في مشروعه الإبداعي هو الذي يحقق له التوازن. وشعوره بالفشل يسارع في فقدانه للتوازن بفعل تلك الطاقة المتدفقة في الذهن وربما يدفعه إلى الانتحار بقوة ذلك الألم المصاحب لدفق الطاقة التي تعتمل في قلبه وذهنه حيث يتضاعف ذلك الالم بفشله في تحقيق النجاح الذي يشكل وسيلته في الهروب من واقعه المؤلم كيتيم عانى الكثير.

ايوب صابر 09-27-2011 04:02 PM

بابلو نيرودا
اليتيم الثاني في قائمة موسوعة الأيتام هنا هو بابلو نيرودا الشاعر التشيلي العظيم:

يقال عنه انه "نفخ الروح في وجدان قارة أميركا اللاتينية وكان من أبرز شعراء القرن العشرين".


حينما سؤل بابلو نيرودا في مقابلة صحفية عن مصدر طاقته الإبداعية أجاب بأنه حينما كان صغيرا يلعب خلف جدار فيه فتحه وكان حينها يحمل عروسة من قماش ووضع يده في فتحة الجدار فجاء شخص وسرق العروسة من يده من الجانب الآخر وشرد ...يقول نيرودا أن هذه التجربة هي مصدر الإبداع عنده.

فيما يقوله نيرودا إشارة غير مباشرة إلى أن الإبداع لديه جاء من تجربة فقد ما؟ وفي الأغلب إن ما قاله عبارة عن تصريح غير واع بأن مصدر الإبداع لديه هو فقدانه الأم في سنته الأولى.

المشكلة غالبا ما يختفي اثر الفقد الشخصي على الأديب في حالة طغيان الفقد الاجتماعي. فالكثير من الناس يظن بأن ما كان يسود تشيلي من ظلم وفقر وأطماع استعمارية من الجارة الشمالية كان له الأثر الأبرز في تكوين بابلو نيرودا والواقع أن تجربة نيرودا الشخصية في فقده لامه هي العامل الأساسي في تشكيلة عبقريته الشعرية. صحيح أننا لا يمكن أن نقلل من اثر يتمه الاجتماعي لكن أصل القضية يكمن في طاقات ذهنية التي تفجرت على اثر فقده لامه.

ويمكن ملاحظة أن الكثير من الشعراء الذين يميلون إلى الشعر الرومانسي ويكثرون الحديث عن قضايا المرأة والحب هم أيتام الأم في الطفولة المبكرة.
لقد أصبح نيرودا الشاعر الأكثر شهره في القرن العشرين بفضل يتمه المبكر وقد كان أول أعماله الشعرية كتاب "عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة" .

لقد كان نيرودا شاعرا ثوريا وسلاحه الوحيد كما قال الشعر. ومن هنا نجد انه أصبح شيوعيا ملتزما رغم انه عمل في مؤسسات حكومية وتزوج أكثر من مرة وأصبح قدوة الكثير من الشعراء الثوريين ولطالما تغنى بأشعاره كل من ينشد الحرية في هذا العالم.

وخلاصة القول ،،،
إن اليتم الشخصي هو الدافع للثورية والمحرك لها، لكن اليتيم يصبح حساسا للقضايا الاجتماعية أكثر من غيره، ولو أن مخرجاته الإبداعية تكون وسيلته للتعامل مع فقده الشخصي، لكنه يستطيع بسهولة أن يحول تلك الطاقات إلى مخرجات ثورية ضد الظلم الاجتماعي، وربما يقود النضال الوطني... لكن هاجس المرأة يظل يطل بوضوح من قصائده معبرا عما يجول في ذهنه من الم الفقد.

ايوب صابر 09-28-2011 02:04 PM

رالف السون

الروائي الأمريكي مؤلف رواية The Invisible man

يظن كثيرون أن هذا الكاتب الأمريكي الأسود كتب روايته (the Invisible Man أي الرجل الخفي ) كنتيجة لمشاعره تجاه العنصرية في مجتمع ابيض، ولم أجد أي قراءة تشير إلى أهمية أو دور يتمه في توليد هذا النص العبقري والمعقد والذي يعبر عن مشاعر وألم إنسان فقد والده في حادث شديد المأساوية وله وقع عظيم على ابنه الذي شاهده وهو ابن ثلاث سنوات ينهار حينما سقط عليه قالب من الثلج وزنه 100 باوند لتنفذ قطعة من ذلك القالب في معدته. يلي ذلك الألم الذي أصاب والده والجرح النازف والقرار بأن يتم إجراء عملية له وآخر زيارة له قبل نقله إلى غرفة العمليات حيث أعطاه زهرات من مزهرية قريبة ليجر بعدها إلى غرفة العمليات التي خرج منها ميتا فكانت تلك اللحظات التي ظلت محفورة في ذاكرة السون آخر لحظات شاهد فيها والده. وهناك ما يشير إلى اثر تلك اللحظات على ذهن وقلب السون يظهر فيما كتبه السون لاحقا عنها واصفا إياها بدقة وألم.


"I could see his long legs," Ralph would write (the emphasis his own), "his knees propped up and his toes flexing as he rested there with his arms folded over his chest, looking at me quite calmly, like a kindly king in his bath. I had only a glimpse, then we were past." The official death certificate identified the cause of death as "Ulcer of stomach followed by puncture of same." He was thirty-nine years old.


كان والد السون عندما مات على اثر تلك السقطة 39 عاما وقد وجد السون في وقت لاحق أنهم كتبوا في شهادة الوفاة بأنه مات نتيجة لقرحة في المعدة ولم يذكر الحادث.

ولا شك أن هذا الحادث الشخصي فتح عيون السون بشكل واسع على الم السود في أمريكيا في ظل نظام عنصري فجاءت الرواية لتعالج الكثير من المشكلات التي كان يتعرض لها السود فيبحثهم عن الكرامة والمساواة والمكانة اللائقة في الولايات المتحدة الأمريكية.

إن شعور بطل الرواية بحاجة لان يكون رجلا خفيا هي نتيجة لذلك الألم الشخصي الذي كان يعصف بالروائي رالف السون وليس كما يعتقد البعض بأنها رغبة من رجل اسود بأن يختفي في مجتمع ابيض يرفض “النظر” إلى السود باعتبارهم أفرادًارئيسيين في المجتمع الأمريكي.

صحيح أن ألمه كرجل اسود يعيش في ظل مجتمع عنصري لم يكن اقل ألما من تجربته الذاتية ولكن لا بد من التأكيد بأن دور هذا الألم الاجتماعي كان مهما في مضاعفة مشاعر الفقد التي عانا منها رالف ولو لم يكن رالف يتيما لما تمكن من الإحساس بمشاكل الأمريكي الأسود بتلك الدقة والشفافية ولما سعى بأن يكون رجلا خفيا ولو على لسان بطله في رواية العبقرية the invisible man .


وخلاصة القول انه،،،

لا شك اذا ان رواية الرجل الخفي هي نتاج الفقد الوالدي عند رالف السون وهذا العامل هو الاساس بينما ضاعفت المشاعر العنصرية ذلك الالم.

أيضا، هنا ما يشير الى أن وقع الألم واليتم وأثره على ذهن وقلب اليتيم...واحد عند كل الأجناس: الأبيض، والأسود، والأصفر، والأحمر، والرجل، والمرأة... والنتيجة مخرجات عبقرية إذا ما توفرت البيئة الثقافية المناسبة والتشجيع وهذا ما توفر لـ رالف السون.

ايوب صابر 09-30-2011 10:26 PM

حنا مينه

لا نعرف تحديدا متى تيتم حنا مينه فعليا ولكننا نعرف متى تيتم افتراضيا. لقد مرض والده مرضا شديدا وحنا صغير فكان لا بد أن يقوم حنا منيه بعدة أعمال شاقة أحيانا لينفق على عائلته فكانت هذه الأعمال مصدر هام للمعلومات التي تراكمت في ذاكرته وسخرها لاحقا في كتابة رواياته العديدة التي امتازت بواقعيتها.

لقد كافح حنا منية في بداية حياته فأصبح كاتب الكفاح والفرح الإنساني، فالكفاح له فرحه، له سعادته، له لذّته القصوى كما يقول. ولكن الكتابة عنده اقصر طريق إلى التعاسة.

الذي لا يعرفه حنا منيه ربما هو أن الكتابة كانت خلاصة وهي التي حققت له التوازن وان مصدر تعاسته هو ذلك الألم الذي تفجر في عقله في طفولته المبكرة ففجر طاقات لا متناهية كانت مصدرا لكل مخرجات عقله الإبداعية وفي نفس الوقت مصدر لسعادته أحيانا حينما يجد أن ما قام به قد ساعد على إسعاد الناس وفي أحيان أخرى مصدر لتعاسته حينما يتوقف القلم أو يعجز عن التعبير عما يجول في ذهنه وقلبه.

يقال أن حنا منيه من أوسع الكتاب العرب انتشارا ولا شك أن ذلك يعني بأنه كان من أكثر الناس ألما وشقاء. ولا شك أن العمل في البحر ساهم في صبغ قدرات مينه ففي البحر يعيش الإنسان صراع هو أصعب من أي صراع على اليابسة....فهناك يتربص الموت بك وأنت تقف بشكل دائم على رؤوس أصابعك تتهيأ لمصارعة الموت. يقول عن البحر " الأدباء العرب، أكثرهم لم يكتبوا عن البحر لأنهم خافوا معاينة الموت في جبهة الموج الصاخب".

ويصف حياته في البحر بقوله" كان ذلك في الماضي الشقي والماجد من حياتي ، هذه المسيرة الطويلة كانت مشياً ، وبأقدام حافية، في حقول من مسامير، دمي سال في مواقع خطواتي، أنظر الآن إلى الماضي، نظرة تأمل حيادية، فأرتعش. كيف،كيف؟!أين، أين؟! هناك البحر وأنا على اليابسة؟!"

ويكاد حنا مينه لا يصدق انه نجح في معركته وصراعه مع البحر فظل على قيد الحياة.

لقد تألم حنا مينه كثيرا فأصبح عملاقا في فن الرواية في سوريا والوطن العربي، وأصبح مناضلا شرسا وقف في وجه الاستعمار الفرنسي وعمره 12عاما.

ويصف حنا منيه حياته فيقول" العيش الذي كنت فيه كالحديدة التي ألقيت في النار. وعلي مدي عمري كله ظلت حياتي في سعة تجاربها حديدة تصهرها الحياة في بوتقة بؤسها الشديد".

إن حنا مينه مثال آخر يشير إلى أن ما يصنع العظماء هو البؤس والشقاء والكفاح والألم وان اليتم هو ذلك النفق الذي يأخذك إلى هناك.

ايوب صابر 10-02-2011 12:26 PM

جوزف كنراد

يعتبر جوزف كنراد واحد من أعظم كتاب الرواية على الإطلاق، ويبدو اثره في ادب كل من جاء بعده من الكتاب.

كما انه الروائي الوحيد الذي تمكن من تأليف ثلاثة روايات تعتبر من روائع الأدب العالمي، من ضمن قائمة المائة رواية التي تم اختيارها من قبل مؤسسات تعليمية وصحفية بريطانية.
ولو أننا دققنا في صفاته، وسماته، وقدراته الأخرى لوجدنا انه من العباقرة الاستثنائيين، فقد كان يمتلك ذاكرة فوتوغرافية، وكان قادرا على تَعلّمْ عدة لغات واحدة منها كانت اللغة الانجليزية التي تعلمها بعد أن تجاوز عامه العشرين.، ولكنه، وعلى الرغم من ذلك، كتب معظم رواياته بها وأبدع إبداعا منقطع النظير، اكسبه شهرة عالمية وجعله خالدا وقدوة لمن أراد أن يكتب روايات ذات عمق وتتصف بالروعة من حيث الموضوع والأفكار والمعالجة والاثر.

إذا باختصار نحن أمام رجل أسطوري، عبقري واستثنائي في قدراته الابداعية، وهو ما يشير وحسب "نظريتي في تفسير الطاقة الإبداعية" إلى أن تجربة حياته كانت مريرة وشديدة المأساوية.

وحينما ندقق في سيرة حياته نجده قد عاش فعلا حياة الم شديد، كما توفرت له بيئة ساعدت على بلورة مهارة الكتابة الإبداعية الرائعة. فقد كان أبوه أديبا وهذا ما وفر له الفرصة للاطلاع على الأدب منذ نعومة أظافره. لكن مثل تلك البيئة ما كانت لتؤدي إلى نتيجة لولا رحلة الآلام إلى عاشاها، وتجرع خلالها كل صنوف الألم، والبؤس، والشقاء، وكأنه ظل يعيش على حافة الموت طول عمره.

وكان أولى الصدمات التي تلقاها جوزف كنراد هي نفي والده البولندي عقاب له على مشاركة في أعمال ثورية إلى منطقة نائية في سيبريا يصعب العيش فيها. وجاء ذلك النفي من قبل الجيش الروسي في حينه وكان عمر جوزف كنراد عندها أربعة سنوات، لتلحق به العائلة إلى ذلك المنفى بعد وقت قصير...ولا شك أن ذلك أدى إلى أن تعيش العائلة حياة بؤس وفقر شديد.
وفقط بعد أربع سنوات أي حينما كان جوزف كنراد في الثامنة ماتت الأم...ولا شك أن في موت الأم الكثير من الألم لأنه في الغالب ما يؤدي إلى فقدان الأب أيضا..

وقد فقد جوزف كنراد فعلا الأب في سن الثانية عشرة حيث مات، فاكتملت حلقات اليتم والألم التي عصفت به، وربما أدت إلى تشرده في مثل ذلك السن... ولا احد يعرف تحديدا ماذا كانت ظروفه عند عمه، وما حجم الألم الذي أصابه هناك.
ولم يتوقف الألم عنده عند ذلك الحد، بل ظل ملازما له طوال عمره، وقد عمقت تجربته في العمل بالبحر شعوره بالعزلة، والوحدة، والخوف من الموت الذي تهب رياحه كما يقول حنا منيه، مع كل موجة.

ونجد أن البحر بما يمثله من صراع في أعلى حالاته كان مصدر لإلهام أكثر من واحد من عباقرة الرواية مثل حنا مينه، وهمنوجوي مؤلف رواية الشيخ والبحر وهرمن ملفلل مؤلف رواية موبي دك.

وخلاصة القول،
هنا وفي هذا المثال ( عند جوزف كنراد ) نرى بوضوح تلك العلاقة المفترضة بين العبقرية، والروعة والغزارة، والجزالة، والقوة في التأثير في الإنتاج الإبداعي، ومآسي الطفولة والألم وعلى رأسها اليتم، والتي تؤدي في مجموعها إلى ذلك الدفق في كيمياء الدماغ، تلك الكيمياء التي تمثل السر في تشكل طاقة هائلة تتناسب طرديا مع حجم الآلام والمآسي.

ومع توفر القدوة والبيئة المناسبة التي تسمح بتحصيل تراكم أدبي في مثل هذه الحالة نجد أن ذهن ذلك اليتيم يكون قادرا على إنتاج روايات عبقرية وليست كالروايات.

ولا شك أن للبحر اثر عظيم نجده هنا وعند حنا مينه، وغيرهم كثير.

كما نعرف عندها بأن كلمات نزار قباني كانت "كلمات ليست كالكلمات" لان مصدرها كان الم الطفولة بموت أمه المبكر، ثم انتحار أخته وهو صغير لرفضها الزواج من شخص لا تحبه.

إن عبقرية جوزف كنراد لهي مثال جيد على تلك العلاقة المزعومة بين اليتم والالم في ابشع صوره والعبقرية في أعلى حالاتها...

والسر يكمن دائما في كيمياء الدماغ.

يتبع،،

ايوب صابر 10-03-2011 12:45 PM

اي ام فورستر

تكشف سيرة حياة فورستر انه كان الابن الوحيد لأبيه المدمن على الكحول والذي مات وعمر فورستر لم يتجاوز العام، بسبب ذلك الإدمان.

والمدقق في هذه السيرة يجد أن فورستر انطبع بعدة مميزات شخصية لا يمكن فصلها عن واقع حياته ويتمه.

لقد ظل فورستر أعزب، وظل يعيش مع والدته إلى أن توفيت، وعرف عنه انه كان شاذ جنسيا احتفظ بعلاقات واضحة مع رجال خلال حياته.

ونجد انه كان إنساني الميول، وركز في رواياته واهتم في معالجة موضوع الصراع الطبقي، كما اهتم بالعلاقات الشخصية والعقبات الاجتماعية والنفسية والعرقية التي تقف في طريق مثل هذه العلاقات، وآمن بان الغرض من الحياة هو الحب، والابداع، والاستمتاع بالجمال، وعمل صداقات.

ورغم أن روايته "الـ هوارد" قصة اجتماعية كوميدية لكنها ذات مضمون مأساوي، وفي ذلك مؤشر إلى أن المبدع اليتيم حتى وان وضع ما كتبه في إطار كوميدي لكنه يظل أسير لمأساوية ظروفه الشخصية التي تنعكس في ما يكتبه، وربما ان ذلك هو السر الذي يبدو الأعظم تأثيرا في المتلقيين، حيث يبدو أن الكتابة حول مآسي الطفولة واليتيم والبؤس والظلم الاجتماعي من أهم الموضوعات ذات الأثر المزلزل على المتلقيين.

وخلاصة القول ،،
لا شك أن يتم فورستر المبكر ومأساوية حياته، كونه الابن الوحيد لأب سكير مات بفعل إسرافه في الخمر، هو سر عبقريته وقدرته على إنتاج روايات عبقرية، واحده منها اعتبرت من أروع 100 رواية عالمية..

ومن الواضح أن تلك الطاقة الهائلة التي تتشكل في الدماغ على اثر الزيادة في حدة المأساوية في حياة اليتيم تجعل ميوله إنسانية، وغالبا ما نجده يدافع عن الطبقات المهشمة والمظلومة، ويختار شخوص رواياته من بين الفقراء والبؤساء والمعوزين وما الى ذلك من طبقات مهمشه.

ولكن الزيادة في حدة الطاقة الذهنية الناتجة عن شدة مأساوية حياة اليتيم يمكن أن تؤدي أيضا إلى نوع من الشذوذ خاصة إذا ما اقترنت بسيرة حياة لأب مات من إدمانه على الخمر، وقد تمثل هذا الشذوذ عند فورستر بعزوفه عن الزواج وشذوذه الجنسي.

وهذا ما يشير إلى أن الجنون والشذوذ والإبداع ربما تكون أوجه لعملة واحدة ومصدرها جميعا يكمن في زيادة حادة في كيمياء الدماغ وطاقته.

وربما أن الشذوذ هو محصلة ظروف وتربية شاذة، وفي ظل غياب القدوة الحسنة، بينما نجد أن الإبداع هو نتاج ثقافة واسعة وتجربة غنية وبيئة داعمة في ظل قدوة حسنة. أما الجنون فينتج عن زيادة حادة في كيمياء الدماغ في ظل غياب البيئة الداعمة والفلسفة التبريرية، وغياب القدرة على التفريغ الإبداعي الذي يحقق التوازن.

ايوب صابر 10-04-2011 01:50 PM

فيرجينيا وولف

يتيمة صهرتها بوتقة البؤس فكان انتحارها آخر صرخاتها...

إن المآسي تصهر الإنسان في بوتقة البؤس، كما يقول حنا مينه، وتحوله إلى إنسان خارق، ومبدع، وعبقري، أو ربما تدفعه إلى الجنون، وفي أحيان يكون الانتحار هو السبيل الوحيد للخلاص مما يعتمل في ثنايا الذهن بفعل كيمياء الدماغ، وتلك الطاقة المهولة التي تتشكل في الدماغ، فتجعله يخرج عن السيطرة ويفقد توازنه.

يبدو أن هذا هو حال فرجينيا وولف التي صهرتها مآسي حياتها فعمل عقلها بحده الأقصى، وحولتها طاقات ذهنها المهولة إلى أديبة مبدعة في أعلى حالات الإبداع، حيث كانت قادرة على إنتاج واحدة من روائع الأدب العالمي ( مدام دالواي)، والتي تعتبر واحدة من أروع 100 رواية عالمية حسب تصنيف من مجلة التايمز اللندنية.

ونجد أن مآسي فرجينيا وولف قد تعددت وتراكمت..فقد ولدت في أسرة لأب أرمل، تزوج امرأة أرملة فاجتمع في البيت أطفال ثلاثة اسر.

وربما وكنتيجة لتلك الظروف وصعوبة السيطرة على الوضع تعرضت فرجينيا وولف منذ طفولتها إلى اعتداءات جنسية متكررة من أخوها غير الشقيق. ثم تعرضت لفقدان الأم، حيث تيتمت في أهم مرحلة من مراحل حياتها كفتاة حينما ماتت الأم وفرجينيا في سن الثالثة عشرة.

عند ذلك أصبحت الأخت الكبرى الأم البديلة، لكنها ما لبثت أن ماتت هي أيضا عندما كانت فرجينيا في سن الخامسة عشرة.

وعندما مات والدها، والتي كانت ترتبط معه بعلاقة متينة، وهي في سن الثانية والعشرين، ارتفع منسوب كيمياء الدماغ والطاقة الذهنية المتفجرة إلى حد أدى إلى إصابتها بأول انهيار عصبي.

وازداد منسوب الطاقة المتفجرة في ذهنها إلى مستويات أعلى بكثير عندما مات أخوها وهي في سن السادسة والعشرين...مما أدى إلى انهيار عصبي طويل هذه المرة وأكثر عمقا وحدة.

لقد منحت هذه المحن فرجينيا وولف طاقات ذهنية هائلة، وعلى الرغم من أنها لم تذهب إلى المدرسة بالشكل التقليدي لكنها تحولت وبفعل تلك الطاقات الذهنية إلى أديبة مرموقة، بل أصبحت واحدة من أهم الشخصيات الأدبية البريطانية، وكانت قادرة على إنتاج واحدة من روائع الأدب العالمي.

وخلاصة القول،،
ربما أن لجوء فرجيينا وولف لاستخدام أسلوب التداعي الحر Stream of consciousness في الكتابة لم يكن وليد الصدفة أو تقليد أعمى لجيمس جويس، بل هو ما أمتله الحاجة النفسية الرهيبة التي كانت تعتمل في ذهن فرجينيا وولف على اثر تعدد وتراكم مآسي حياتها وكان التفريغ الإبداعي الحر هو وسيلتها لتحقيق شيء من التوازن.

ولا غرابة إذا أن رواياتها كانت عبارة عن صرخات لإيقاظ الضمير الإنساني كما يقال، فهذه الروايات بمثابة صرخات فرجينيا وولف نفسها، التي صهرها الألم والبؤس والكآبة فصرخت إبداعا غاية في التأثير وصرخت ألما شديدا من واقع ما الم بها واعتمل في ذهنها.

ولا احد يعرف تحديدا مدى تقبل المجتمع لتلك العبقرية خاصة أنها تأتي من أنثى في مجتمع ذكوري، وربما أن عدم الاعتراف بتلك العبقرية ساهم مساهمة كبيرة في زيادة حدة العزلة، والغربة، والبؤس، والكآبة التي كانت تعصف بذهن فرجينيا وولف لتعدد مآسي حياتها، فارتدت طاقات الذهن المهولة إلى الداخل، فتسبب في فقدان السيطرة، فكانت الانهيارات العصبية هي النتيجة الحتمية.

ومع استمرار المآسي والمصاعب وعلى اثر زيادة حدة تأثير كيمياء الدماغ وتدفقات الطاقة الذهنية المهولة التي لم تجد طريقها إلى التفريغ الايجابي، كان من الطبيعي أن يحدث مزيد من الأزمات النفسية، وان يخرج دماغ فرجيينا وولف عن نطاق السيطرة فكان الانتحار هو سبيلها للتخلص من ألمها.

من هنا يبدو أن انتحار فرجينيا وولف هو امتداد لصرخاتها التي ضمنتها رواياتها لإيقاظ الضمير الإنساني، لكن هذه الصرخات خرجت هذه المرة بصورة سلبية بعد أن زاد منسوب كيمياء الدماغ، فتفجرت فيه طاقات تعذر السيطرة عليها في ظل ظروف شديدة المأساوية ومجتمع شديد الظلم والقسوة على امرأة صهرتها بوتقة من الألم الرهيب.

ايوب صابر 10-05-2011 04:40 PM

أبو الطيب المتنبي

هناك ما يشير إلى أن المتنبي عاش (لطيما) ، فلا أم ولا أب ولا أسرة. وكانت البادية على قسوتها وشظف العيش فيها مرتعه في الطفولة المبكرة. ثم ذاق مرارة السجن حيث يسكن الوحي كما يقول جان جينيه. وما لبث أن اجبر على الهجرة من موطنه بعد أن شب لظروف سياسية قاهرة فكان يتيم الوطن أيضا. وفي الغربة سمع بمرض جدته التي تولت تربيته بعد موت أمه فعاد ليراها فماتت قبل أن يدرك ذلك.

ومع تراكم كل تلك المآسي تفجرت طاقات ذهنه في حدها الأعلى...فادى ذلك إلى تفتح مخازن المعرفة الكامنة في ذهنه على مصارعها.

وحيث انه عاش في بيئة عربية فصحى وأتقن اللغة العربية التي تعلمها من بيئتها الأصلية، أصبح من أعظم شعراءالعرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها.

ولذلك كله أصبح شاعرا عملاقا، غزير الإنتاج، جاء بصياغة قوية، محكمة، وخلى شعره من التكلفة، والصنعة، وامتلك ناصية البيان.. مما أضفى على شعره لونا من الجمال والعذوبة.
ومن الطبيعي أن يكون أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة، وقد اختبر ذلك كله فصار صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة.

وإذا سلمنا بأن مستوى المخرجات الإبداعية يرتفع بنسبة الطاقة المتفجرة في ذهن المبدع فلا غرابة أذن أن يصبح للمتنبي مكانة ساميةلم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية...وهو أشدهم بؤسا وقد توفرت له فرصة إتقان اللغة العربية في بيئتها الأصلية.

ولا غرابة أيضا أن يوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وان يظل وعلى مدى سنوات طويلة لاحقة مالئ الدنيا وشاغل الناس، وان يظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.

وخلاصة القول،،
يمكننا إذا أن ندعي بأن ما امتلكه المتنبي من صفات شخصية أخرى ، إضافة إلى عبقريته الشعرية، ما هو في الواقع إلا مظهر آخر من مظاهر تلك الطاقة التي تفجرت في ذهنه كنتيجة لمآسيه المتعددة, والتي كانت تعتمل في ذهنه لتخرج أحيانا على شكل قصائد فذة، وأحيانا تصبغ صفاته وسمات شخصيته، بمجموعة من الصفات البارزة.

فمن هناك جاءت شجاعته، وكبريائه، وذكاؤه، وطموحه، وحبه للمغامرة، وحكمته، وأنانيته، وتشاؤمه.

ومن هناك جاء فخره، ومدحه لنفسه.. وقد شعر بأنه الأقدر على القول الجميل.

ولا شك أن طموحه وسعيه للإمارة كان نتيجة لشعوره بالصفات القيادية التي هي مظهر آخر من مظاهر الشخصية التي تنم عن وجود تلك الطاقة الذهنية المتفجرة والتي تجعل من الشخص إنسانا كرزميا ثوريا يسعى للقيادة مهما كلفه الثمن.

ومن هناك نستطيع أن نفهم سر ذلك الشعور بأنه في قومه كمثل عيسى بين اليهود، أو مثل صالح في تمود.

إن طاقات ذهن المتنبي المتفجرة والتي نتجت عن مآسي حياته هي التي جعلته عظيما ولا عجب إذا أن ينشد :


وتَعظُـم فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها............ وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ


وتلك الطاقة هي التي جعلته يقول:


أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي و أسمعت كلماتي من به صم

وقد فعل وما يزال.

ايوب صابر 10-06-2011 04:19 PM

ستيفن جوبز

لا تتزلزل الدنيا إلا ليتيم

( مقال رئيسي )

لا احد يعرف على وجه الدقة والتحديد عمق الأثر الذي سيتركه موت ستيفن جوبز على الاقتصاد الأمريكي بشكل خاص، والاقتصاد العالمي بشكل عام؟

ولا احد يعرف ما حجم الأثر الذي سيتركه موت هذا العملاق على قطاع التكنولوجيا؟

بعض الخبراء في مجال التكنولوجيا يعتقدون بأن وفاة جوبز سوف تؤثر بصورة كبيرة على الشركة التي كان يرأسها، وهي الشركة المنتجة لمنتجات (أي فون وأي باد)، مما سيعطي الفرصة للمنافسين الرئيسيين في مجال التكنولوجيا للحاق بها.
فهم يعتقدون انه لطالما ارتبطت قدرات جوبز الإبداعية بمستقبل ابل بقوة كبيرة جدا، وبشكل واضح، إلى درجة ظل هذا الارتباط يثير علامات استفهام حول قدرة الشركة على الاستمرار في تقديم منتجات إلى الأسواق بنفس السرعة التي كانت تقوم بها خلال وجود جوبز، وكي تظل الشركة الرائدة كما ظلت دائما منذ أسسها جوبز.

يقول(كيم يونغ تشان- من كوريا) وهو احد المحللين في مجال التكنولوجيا بأنه "كان يتم عزو أبل إلى جوبز وليس العكس".
بينما يقول (سايمون ليون نائب رئيس قسم الاستثمار بصندوق بولاريس)، إنه لا يوجد لدى أبل شخص مبدع وطموح تستطيع الركون إليه مثل جوبز، وهو يعتبر أن مستقبل شركة سامسونغ مرهونا بشركة أبل.

ويقول (لي سو وانغ وو)، وهو محلل للتكنولوجيا في مؤسسة شينيونغ سيكيوريترز، "إن شركة أبل خلقت تحولا في الصناعة، لكن تأثيرها سيتضاءل بدون وجود جوبز على دفة القيادة". ويضيف هذا المحلل "بدون جوبز لن يمر وقت طويل دون محاولة الشركات الكبرى مثل غوغل وسامسونغ ومايكروسوفت وفيسبوك القفز لأخذ مكان أبل".

بينما يشكك( جان داوسون) كبير محللي شؤون الأبحاث بمؤسسة أوفام للاستشارات، في أن شركة ابل سوف تكون قادرة على الاستمرار في إخراج منتجات فريدة وناجحة بدون جوبز، وهو يعتقد بأن شركة أبل سوف تصبح على المدى البعيد شركة عادية بدون ستيف جوبز.

لقد انخفضت قيمة أسهم شركة ابل بحدة عندما أعلن جوبز قبل أيام تخليه عن قيادة دفة الأمور في الشركة...فما الذي سيحصل الآن وقد مات؟ هل يوثر موته على سوق التكنولوجيا؟ هل يؤثر على أسواق المال؟ ثم لماذا كل هذه الضجة الاعلامية وكأن كوكبا قد سقط على الارض؟ وما الذي يدفع رئيس أعظم دولة على الأرض لحضور دفن رئيس شركة مثل شركة ابل علما بأن أصوله من ناحية الاب شرق أوسطية؟

والخلاصة،،
لقد تزلزلت الدنيا حتما بموت جوبز ولا احد يعرف مدى الأثر الذي سيتركه هذا الموت...وعلى ماذا سوف تستقر الامور.

كل ذلك لسبب واحد وحيد هو أن جوبز "يتيم" تخلى عنه والده السوري الأصل، حيث كان الطفل جوبز حَمْلُ غير مرغوب فيه، من صديقة ذلك الطالب (والد جوبز الفعلي) والذي كان يدرس في إحدى جامعات الولايات المتحدة...ليتم تبنيه من قبل عائلة أخرى حرمت من الأبناء.

هذا اليُتم وتلك الظروف التي أحاطت بنشأة جوبز جعلته يحمل في ثنايا دماغه طاقة بوزيترونية هائلة، فأصبح بفعل تلك الطاقة...أعظم عقلية مبدعة في مجال التكنولوجيا بشهادة كل من عرفه.

فهل تتزلزل الدنيا إلا ليتيم؟

وهذا ما يؤكد على "أن أفضل استثمار يمكن أن يقوم به الإنسان هو الاستثمار في عقل يتيم".

ومن بين شركات التكنولوجيا المتنافسة ستبرز دائما الشركة التي يقودها يتيم، وان لم يكن فسوف تظل شركة ابل سيدة الموقف...ربما لالف عام قادم وذلك بدفع من طاقات ذهن ستيفن جوبز...ذلك العبقري الذي سقط فاهتزت اركان المكان.

وأخيرا أقول:

"إن العمالقة أُناس تصنعهم المآسي، والآلام، والأحزان...وستفين جوبز خير دليل على ذلك...ويظل اليُتم هو البوابة الرئيسية لبوتقة البؤس الشديد دائما".

ايوب صابر 10-10-2011 12:00 PM

أولاد الزنا والقفزة الحضارية الغربية..


( مقال رئيسي )


لا شك أن الدول الغربية المتقدمة تشهد قفزة حضارية غير مسبوقة.. وقد يختلف المحللون في تحديد السر الكامن وراء هذه القفزة.

ولو أخذنا الولايات المتحدة مثال على هذا التقدم الهائل، لقلنا ربما أن هناك عدة أسباب أدت إلى هذه القفزة المهولة..منها: غنى الموارد الطبيعية للقارة الشمالية كونها موارد غير مستنزفة، فعمر الولايات المتحدة الزمني لا يتجاوز الخمسمائة عام، ثم طبيعة سكان الولايات المتحدة والذين يتصفون في معظمهم بحب المغامرة والاكتشاف وقد هاجروا من بلادهم الأصلية لهذه الغاية، ثم النفوذ الاستعماري القائم على القوة الغاشمة والتي أهلت الولايات المتحدة لاستنزاف موارد الشعوب الأخرى، مما ساهم في نمو وتقدم هائل لديها على حساب هذه الشعوب.

أيضا لا شك أن احد عناصر القوة المهمة التي ساهم في دفع المجتمع الأمريكي إلى مثل هذه القفزة الحضارية يتمثل في الاستقطاب والاستنزاف الدائم والمستمر لعقول النخبة من العباقرة والمبدعين والخبراء المتخصصين من شباب شعوب دول العالم الثالث، حيث أبقت الولايات المتحدة أبواب الهجرة مفتوحة لهم ووفرت لهم ما تعجز دولهم عن توفيره من مغريات جعلتهم يفرون إليها سعيا لتحقيق أحلامهم.

وقد يكون هناك عناصر أخرى كثيرة لا يمكن حصرها هنا مثل التعليم، والتدريب، ونظام الحكم، والحرية، وتوفر الفرص، والبرامج المهولة التي ترعى الإبداع والمبدعين وتقدم لهم الحوافز التي لا نظير لها.

لكن يجب أن لا ننسى بأن الزيادة الحادة في نسبة الأيتام من بين أبناء الولايات المتحدة على اثر ما أصابها في حرب فيتنام من خسارة هائلة في الأفراد يشكل عنصر مهم جدا من عناصر خلق العباقرة، فمن ناحية اصبح لدى الولايات المتحدة أعداد هائلة من الأيتام الذين تعمل عقولهم بطاقة البوزيترون، ومن ناحية أخرى، الوفرة الهائلة التي وفرها المجتمع لهذه العقول كي تمتلك الإمكانات والتأهيل ومن ثم الإبداع اللامحدود.

ولكن ربما أن أهم عنصر من عناصر التأثير هو الأثر المهول غير المباشر الذي نتج عن تلك الحرب على المجتمع الأمريكي، والمتمثل في الثورة الجنسية التي مرت بالولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي، والتي حولت المجتمع الأمريكي تحولا هائلا.

وقد أدت تلك الثورة الجنسية إلى تحلل الأسرة، وتبدل مفاهيم العلاقات الزوجية والأسرية، والشخصية...وعرف المجتمع هناك لأول مرة الزواج المفتوح، والعلاقات الجنسية العابرة وقد شجع على تلك الثورة اكتشاف حبوب منع الحمل.

وقد أدى ذلك الانفتاح الجنسي إلى ولادة أعداد هالة من اللقطاء، وأولاد الزنا، والأولاد لعلاقات عبارة خاصة عند شريحة الشباب وطلاب الجامعات. وغالبا ما كان يتم التخلي عن كثير من هؤلاء المواليد ليتم تربيتهم من قبل دور للرعاية أو ملاجئ ألايتام، أو من خلال اسر بديلة بما يعرف بنظام التبني وقد كان العملاق ستيفن جوبز واحد من هؤلاء...

وقد شهد ذلك المجتمع أيضا ظاهرة الأم العزباء وهي الأم التي تقوم على إنجاب ولد أو أكثر من أب أو عدة أباء دون أن ترتبط معهم بأي مواثيق أو عهود...وقد لا يعرف من هو الأب في أحيان كثيرة.

ولا شك أن تلك الثورة الجنسية التي أدت إلى انحلال غير مسبوق و ولادة أطفال تعمل عقولهم بطاقات بوزيترونية مهولة جدا...فأن كان عقل اليتيم الذي ربما يجد نظام اجتماع داعم له وأم بديلة أو أب بديل يخفف من الم الفقد، يتحصل على طاقة لا يمكن وصفها، وهي حتما تؤدي إلى مخرجات إبداعية عبقرية كما يظهر لنا بناء على هذه الدراسة هنا...فلنا أن نتخيل ماذا ستكون عليه طاقات عقول الأفراد الذين يولدون ضمن ظروف الانحلال الجنسي ذلك، والمجتمع الرأسمالي، الفردي، المادي، الرهيب في قسوته واغترابه؟؟؟!!!

وخلاصة القول،،

سنجد قريبا وربما قريبا جدا إن مخرجات عقل العملاق ستيفن جوبز العبقرية هي لا شيء مقايسة مع مخرجات بضع هؤلاء: الأيتام، وبناء الأم العزباء، أو اللقطاء، او أولاد الزنا، أو حتى الأيتام العاديين في ظل مجتمع مادي لا يرحم...

فمن النواحي التي يمكن اعتبارها ايجابيه يمكننا القول...

صحيح أن عدد الاختراعات والاكتشافات وكل ما هنالك من أعمال إبداعية مهول جدا حاليا في الولايات المتحدة، وبعض هذه الاختراعات والاكتشافات والاجتهادات والإبداعات يحقق قفزات نوعية، وكثير جدا منها يفوز بجوائز نوبل العالمية تقديرا لها واعترافا بعبقريتها...لكن الآتي سيكون أعظم بكثير خاصة أننا بتنا نعلم بأن الولايات المتحدة تستثمر مليارات الدولارات وتحشد الآلاف من العلماء في سبيل تحقيق سبق في مجال تكنولوجيا النانو...

وحتى أن اختراع سفينة فضائية بحجم أظفر الأصبع، وهو ما يبدو على انه أصبح أمرا ممكنا وواقعا لمن يعرفون إمكانات تكنولوجيا النانو..أصبح أمرا بسيطا من خلال تطبيق هذه التكنولوجيا...وحتى هذا الاختراع الذي لا يمكن للبعض تصوره، لن يكون شيء بالمقايسة مع ما سيحدث لاحقا.

فلو افترضنا أن بضع عشرات من أولئك الأيتام اللقطاء، أبناء الزنا، وأبناء الأم العزباء.. قد تمكنوا، ورغم قسوة المجتمع الرأسمالي، من الوصول إلى أن يصبحوا من ضمن فريق العلماء المذكور، فربما يتمكن أفراد من هؤلاء من أحداث طفرات جينية هائلة تجعل الإنسان سوبرمان من حيث القوة الجسدية..

وحتى هذا النجاح لن يكون شيء بالمقايسة مع قدرة آخرين من نفس الفريق من التحكم في قدرة الدماغ التي يصفها علماء الدماغ بأنها لا محدودة، ناهيك عن قوة العقل الباطن الذي يمثل الجزء المخفي من جبل الجليد كما يقول فرويد ولا احد يعرف حدود قوته.

عندها لا احد يعرف ولا يمكن لأحد أن يتخيل ما يمكن أن يقوم عليه الدماغ وربما تصبح الأفكار أقوى من القنابل الهيدروجينية.

وقد يتمكن فريق، أو حتى فرد آخر من استخلاص الطاقات من الجسد وبثها عبر الأثير إلى كواكب أخرى ليتم إعادة تجسدها هناك ربما في أجساد كائنات فضائية اقل تطورا، أو لتعمل من خلال ريبوتات يتم تطويرها لمثل تلك الغايات.

وقد يتمكن هؤلاء العلماء من فهم آليات عمل الدماغ والتحكم به وزيادة فعاليته فيتحقق حلم نيتشه في الرجل المتفوق ( السوبرمان)...ولم لا وقد قال البعض أن كل شيء يستطيع أن يتخيله الإنسان قابل للتحقيق؟؟!! وان الادباء قد وصلوا للقمر قبل العلماء بخيالهم الواسع.

وقد يستطيع فريق من العمالقة الأيتام تطوير آليات للتحكم والسيطرة في الطاقة الكونية، بحيث يتم تجميع بعضها في كبسولات تؤخذ بواسطة الفم ثلاث مرات يوميا قبل الأكل...فترتفع طاقة الإنسان الحيوية إلى حدود لا يمكن تخيلها، وعندها يتم السيطرة على كل الإمراض بل وعلاج المستعصي منها بلمح البصر..وقد لا يكون هناك حاجة لأي علاج أصلا وقد تحول جسم الإنسان إلى حصن عظيم منيع لا يمكن اختراقه بفعل ذلك الحشد من الطاقة الحيوية.

وقد يتمكن بعضهم من تجميع بعضا من الطاقة الكونية الحيوية في كبسولات ليتم حقنها للدماغ الذي تتضاعف قوته بفعل ذلك ربما ملايين المرات ولا احد عندها يعرف تحديدا ما الذي يمكن للعقل أن يولد من أفكار أو مخرجات إبداعية ومخترعات ونحن نعرف انه قادر على الإذهال رغم انه لا يعمل إلا بـ 5% من قوته.

أما في الجانب السلبي ..

لقد رافق الثورة الجنسية في الولايات المتحدة وما تبعها الم لا يمكن وصفه أو حتى تخيله..ولا بد أن أكثر من عانى من ذلك الألم هم الأطفال...

صحيح أن ذلك الألم قد دفع بعقول البعض المحظوظين ممن تجرعوه لتوليد مخرجات عبقرية فذة، لكن كثير منهم لم تتوفر لهم الفرصة للتأهيل، والتعليم والتدريب..ولم يجدوا من يكفلهم ويرعاهم فتحول بعضهم إلى أشرس قتله عرفهم التاريخ...وربما أن ذلك الزمن هو الزمن الذي شهد ولادة أول قاتل متسلسلserial killer ارتكب جرائمه بصورة بشعة للغاية.

طفل اسمه تشارلي مانسون Charles Manson كانت امه بائعة هوا ومدمنة على الكحول باعته مقابل إبريق من (البيرة).

ظل يسجن ويطلق سراحه من المدرسة الإصلاحية طوال عمره حتى بلغ الثانية والثلاثين في عام 1967 حيث تقرر أخراجه من السجن ولكنه قاوم الخروج كي لا يعتاد الحياة المحترمة...

تحول هذا التشارلي إلى واحد من أشرس ألقتله على الإطلاق، كان معدل ذكاؤه 109 وملفه يقول انه كان يتصرف بدافع عظيم ليجذب الانتباه لنفسه.

بعد خروجه من السجن التف حوله بعض الإتباع خاصة من النساء الصغيرات في السن كن يعانين من مشاكل عائلية...هذا الفريق قام بعمليات قتل يعجز اللسان عن وصفها...ولقب تشارلي نفسه بلقب نبي الموت المشئوم.


أما الطفلة الين كارول وورنس Aileen Carol Wuorno، التي ولدت في ولاية متشغن عام 1956 وكان عمر أمها ( دياني وورنس) عند الزواج 15 عاما، وكان اسم والدها ليو ديل بتمان.

قامت الأم بعد اقل من سنتين من الزواج وقبل ولادة ابنتها الين بشهرين بطلب الطلاق، وعليه لم تر الطفلة الين والدها أبدا، لأنه كان في السجن لاتهامه باغتصاب ومحاولة قتل طفل عمره 8 سنوات...وقد قتل نفسه شنقا عام 1969، أي عندما كان عمر الين 13 سنه.

وبينما كانت الطفلة الين في الرابعة تخلت الأم عن أطفالها (كيث اخوها الاكبر والين) حيث تركتهما عند الجدة وعمل الجد على تبنيهما عام 1960.

وعندما كانت الطفلة الين في سن الثانية عشرة مارست الجنس في المدرسة مقابل السجاير والمخدرات والطعام، كما أنها مارست الفاحشة مع أخوها.

وقد ادعت لاحقا بأنها تعرض للاغتصاب والضرب وهي طفلة من قبل جدها لآبيها، الذي كان مدمنا على الخمور، وكان يجبرها قبل ضربها على خلع ملابسها.

وقد حملت وهي ما تزال في سن الرابعة عشرة..بعد اغتصابها من قبل صديق جدها، وأنجبت طفلا في احد بيوت رعاية الأمهات غير المتزوجات..حيث تم إيداع الطفل للتبني.

بعد أشهر قليلة من ولادتها لابنها تخلت الين عن المدرسة وذلك بعد ان ماتت جدتها بسبب فشل في الكبد...

وعند بلوغها الخامسة عشره طردها جدها من المنزل، حيث بدأت تعيل نفسها من ممارستها للدعارة وكانت أثناء ذلك تعيش في الغابة المجاورة لبيتها القديم.

هذه الطفلة التي تعرضت لبحور من الالم ان لم يكن محيطات... ما لبثت أن تحولت إلى أعظم قاتله متسلسلة Serial Killer في التاريخ....


ومن جرائمها عرف انها قلت 8 رجال في ولاية فلوريدا لوحدها ما بين عامي 1989 و1990 وكانت تدعي أنهم اغتصبوها أو حاولوا اغتصابها أثناء ممارستها عملها كبائعة هوا.


وقد حكم عليها بالإعدام عن ستة من جرائم القتل هذه...ونفذ فيها الإعدام بواسطة الحقنة السامة عام 2002 .


فما هي إذا الاحتمالات التي يمكن أن ينتجها مثل ذلك الألم هناك....من النواحي السلبية؟

في الواقع لا احد يستطيع أن يتخيل ما يمكن أن ينتج عن براكين الألم تلك التي تعصف بعقول ملايين الأيتام، وأبناء الزنا، واللقطاء، وأبناء الأم العزباء الخ.. في ظل مجتمع غاية في القسوة، والفردية، والظلم، والاغتراب و، و ، و...

مجتمع يمثل بحق بوتقة البؤس الأعظم لمن مال عليهم الدهر، فأصبح التشرد هو الملاذ...فيتحول بعضهم إلى قتله شرسين أمثال شارلي والين وما قيل عنهم إلا القدر اليسير ومثلهم الكثير...

وبعضهم يتحول إلى قتله مأجورين...وأفراد من عصابات منظمة كثيرا من تفرض منع التجول في مناطق نفوذها...وربما أن شوارع بعض المدن الأمريكية هي المناطق الوحيدة التي يطبق فيها منع تجول ذاتي من شدة الخوف مما يمكن أن يحصل.

وكثيرا منهم يتحول إلى قتله مموهين، ومقنعين....

ولا بد أن الكثير منهم يظل يحمل في قلبه، وعقله كل ذلك البؤس والألم، والظلم والقهر...حينما يتدبر أمر حاله وينتقل للعمل في مؤسسات تكون بالنسبة لهم البديل الأنسب على التشرد والضياع في متاهات الرأسمالية اللانسانية، المجحفة.

ولو تخيلنا أن أعداد من هؤلاء الأيتام، اللقطاء ، أبناء الزنا وأبناء الأم العزباء...الذين أصبحت عقولهم تعمل بطاقة البوزيترون.. قد انضموا للمؤسسة العسكرية مثلا...ستكون المحصلة أن مثل هذا الجيش الذي يضم بين أفراده مثل أولئك الأفراد من الذين اكتووا بنار الظلم الاجتماعي والبؤس والتشرد....قد أصبح جيش انكشاري بمفهوم الكتروني عصري يتم فيه القتل بكبسة زر بدل من السيف...فيكون القتل الجماعي بالرموت كنترول أهون بكثير...ويتحول هؤلاء إلى ماكنات للقتل الجماعي، المؤسسي، المنظم.

وحتى على المستوى المدني..الأمر ربما يكون أعظم بكثير...

طبيب أو ممرضة تحمل في عقلها وقلبها كل تلك الطاقة البوزيترونية المتفجرة وذلك الألم الرهيب...فماذا تتوقعون؟
ربما يكون قتل كل من تألم أمامهم رحمة لهم...فيكون بؤسهم مدخل للقتل الرحيم.

وماذا لو تمكن احدهم ليصبح خبيرا في علم الجينات مثلا....وقرر أن ينتقم من العالم بأسره على طريقته!! وبشكل لم يسبقه له احد...؟ فينتج مثلا مسوخا على شاكلة اعور الدجال؟!

في الواقع كل الاحتمالات واردة...وما ذكر هنا لا يمثل إلا القدر اليسير جدا مما يمكن أن ينتج عن عقول الأيتام، او أبناء الزنا، واللقطاء، الذين يكتوون ببراكين الألم والقهر في ظل نظام اجتماعي يقوم على مبدأ البقاء للأقوى...

صحيح أن مجتمع يعوم على بحور من براكين الألم...يولد بالضرورة العباقرة، وعمالقة التقدم، والاختراع، والاكتشاف، والإبداع بكافة أشكاله...لكنه أيضا يفرخ عتاة القتلة المجرمين اذا ما غابت الرعاية والكفالة والاهتمام...

قد نحلق قريبا بفضل عقولهم العبقرية إلى كواكب أخرى بعيدة...او في فضاءات من الاختراعات اللامعقوله والتي لا يمكن لعقولنا ان تتصورها الان؟!!

ولكن ...أيضا قد نصبح بين ليلة وضحاها اثر بعد عين...

ذلك إذا ما قرر عقل يتيم اكتوى بنار الظلم...أن يكبس على زر ليحترق ويحترق العالم...فيتسبب في سلسلة من الانفجارات النووية ...فتموت كل الأحياء كنتيجة لشتاء نووي لا يرحم ولا يبقي احدا، او شيئا حيا كائنا من كان.

وإن غدا لناظره قريب...

ايوب صابر 10-13-2011 04:01 PM

إعادة محاكمة المتنبي

( مقال رئيسي )

من المعروف أن المتنبي قد سجن لقوله:

ما مقامي بأرض نخلة .. إلا كمقام المسيح بين اليهود

وقوله:

أنا في أمة تداركها الله.... غريبٌ كصالح في ثمود

فكان هناك من اتهمه بادعاء النبوة، لأنه كان يضع نفسه في مقام الأنبياء.

وربما أن المتنبي قد ادعى النبوة فعلا، على اثر تلك الطاقات والأحاسيس الجارفة التي كانت تتدفق في ذهنه وقلبه، كنتيجة لظروف يتمه وبؤسه الشديد، كونه فاقد الأب وألام، وعاش طفولة مشرده، وصفها طه حسين بالشاذة، ربما لشدة بؤسها، وقد ترافق ذلك مع ما توفر للمتنبي من فرصة لتعلم اللغة العربية من بيئتها الطبيعية القاسية، البادية...حيث عاش سنوات عمره الأولى فيها.

ولا شك أن تلك الطاقة الذهنية المتفجرة، التي نتجت عن ظروف اليتم، والتشرد الذي أصاب المتنبي تفتقت على شكل مخرجات إبداعية عبقرية بعدة صور.

فكان مثلا صاحب ذاكرة فوتوغرافية، وكان يرتجل الشعر الذي ينساب من مخيلته وعلى لسانه انسياب الماء من النبع العالي الصافي... ذلك الشعر الذي ولد جميلا عبقريا فذا..وكان دائما ما يحتوى الحكمة عبر صور شعرية غاية في الروعة، والصنعة الشعرية.

ولا شك أن المتعمق في دراسة سيرة المتنبي يجد ما يشير إلى أن طاقات ذهنه البوزيترونية قد أدت أيضا إلى بروز صفاته القيادية، وقد برز حبة لان يكون حاكما في سن مبكرة مما جعله يتقرب إلى الحكام ويندفع إليهم سعيا منه لان يتولى إمارة من الأمارات مهما صغر حجمها...وقد استمر على ذلك طوال حياته.

وقد كان فارسا شجاعا شارك في الحروب ووصفها، ووصف الخيل، وقال عن نفسه:

الخَيْل واللّيْلُ والبَيْداءُ تَعْرفُني ... والسّيْفُ والرّمْحُ والقرْطَاسُ والقَلَمُ

كل تلك الملكات التي تفجرت في ذهن المتنبي منذ نعومة أظافره، وكل تلك الطاقات، جعلته حتما يشعر بأنه إنسان مختلف، ومميز...إلى حد أنها جعلته يظن بأنه إنسان فوق العالم...والمعروف أن ذلك الإحساس لازمه منذ طفولته المبكرة حيث قال في واحدة من بواكير قصائده:

أي محل أرتقي؟ .. أي عظيم أتقي؟
وكل ما قد خلق الله .. وما لم يخلــقٍ
مُحتقر في همتي .. كشعرة في مفرقي


صحيح أن اهتمام البشرية باليتم، والأيتام، يمتد إلى أزمان سالفة طويلة..حتى أننا نجد بأن حمورابي قد ختم الوثيقة التي وثق عليها شريعته بقوله أن هذه الشريعة قد وضعت لحماية اليتيم والأرملة...وفي ذلك، ما يشير إلى يُتم حمورابي نفسه، الذي أصبح بفضل ذلك اليتم عظيما خالدا.

وقد استمر الاهتمام بالأيتام عبر التاريخ من منطلق ضرورة تقديم الرعاية لهم...لكن ربما أن أحدا لم يهتم بالتدقيق في اثر اليتم على اليتيم وعقله، وطاقاته، وقدراته، وعبقرية، ومخرجات ذهنه...حتى عصرنا الحالي، حيث توفرت لنا وسائل بحث أظهرت بأن جميع الأيتام من كل ألازمان تجمعهم صفات، وسمات مشتركة، لكنها تتفاوت من شخص إلى آخر كنتيجة لمجموعة من العوامل الذاتية والبيئية...وان لليتيم سيكولوجية تختلف عن غيرها من الناس.

ونجد أن المبدعون العباقرة عبر التاريخ في كل المجالات كانوا من الأيتام...والاهم من ذلك نجد أن شريحة القادة العباقرة الخالدون كانوا أيضا من الأيتام..وهو ما يؤكد على تلك العلاقة بين طاقات الذهن المتفجرة والناتجة عن اليتم وسمات الشخصية العبقرية المبدعة في كل المجالات بما في ذلك مجال الشخصية القيادية.

لكن أحدا من الأيتام لم ينتبه إلى تلك العلاقة...

وظل الجميع يعتقد أن العبقرية هي نتاج موهبه تولد مع الشخص، وهو ما أوحي للشخص الموهوب، وللآخرين حوله بأن صاحب العبقرية شخص مميز عن الآخرين بدليل تلك القدرات...

من هذا المدخل نجد أن كثير من الناس، والذين امتلكوا قدرات عبقرية بارزة لا تفسير لها إلا أنها كانت هبه تم اختصاصهم بها..ولذلك نجدهم انزلقوا دون دراية أو وعي منهم بما يعتمل في نفوسهم إلى الاعتقاد بتميزهم وبتبرير تلك الصفات والقدرات البارزة عند البعض منهم نجدهم قد انزلقوا أكثر فأكثر إلى ادعاء النبوءة.

وحيث أن الشخص اليتيم شخص يمتلك فعلا صفات مهولة خاصة تلك السمات التي تسمى بالقدرات الكرزمية، والتي يكون لصاحبها قدره بالغة على التأثير في الجمهور، نجد انه يجتذب الكثير من الإتباع.

ولو أننا دققنا في سيرة حياة أصحاب النظريات الأرضية الوضعية الذين أدعوا النبوة ووجدوا الكثير من الأتباع لوجدنا أنهم أيتام...ومنهم مثلا البهائيين أتباع بهاء الدين ومن قبله من أطلق عليه اسم (الباب)، والمونيين أتباع الكوري مون الذي استقطب حوله ما يزيد على 2 مليون من الأتباع في مجتمع مثل مجتمع الولايات المتحدة.

وخلاصة القول،،

كل ما قيل هنا يظهر أن المتنبي لم يكن يدرك على الأرجح أن ما كان يشعر به هو نتاج نشاط زائد لعقله ليس إلا...فظن انه وقد امتلك كل تلك القدرات والصفات، والسمات، العبقرية، بأنه لا بد أن يكون إنسان مميز...ومن هنا انزلق في ادعاؤه النبوة بتبرير ما كان يجتاحه من مشاعر وطاقات عارمة...خاصة انه كان يشاهد أثرا مهولا لما كان يقوله ويفعله على من حوله من البشر.

فلا بد أذا أن المتنبي كان يجهل ما يعتمل في داخله وربما أن في ذلك ما يبرر خروجه عن النص...ولا شك ان ما فعله كان ناتج عن وفرة هائلة في طاقات الدماغ...نتجت عن طفولة بائسة تؤدي عند البعض الى العبقرية وعند آخرين الى الشذوذ، وتؤدي عند البعض الى الجنون، وعند البعض الاخر الى الانتحار...ومنهم من يتحول الى قتله شرسين او ربما الى قتله مأجورين.


وقد احسن المتنبي أن لجم طاقات ذهنه المتفجرة وحصرها في مجال الابداع الشعري الفذ، المتفوق...بالغ التأثير.

ايوب صابر 10-18-2011 03:16 PM

محمد باقر الصدر

لا شك أن الشيخ محمد باقر الصدر قد امتلك صفات وسمات شخصية بارزة، مثله كمثل أي يتيم. فهو فاقد للأب في سن الرابعة، وهي سن مبكرة نسبيا، وعليه من المتوقع أن تكون صفاته وقدراته بارزة وملحوظة، خاصة انه لقي رعاية من أخاه الأكبر، ومن قائمة من الأخوال الذين يشكلون قدوات حسنة.
ولا غرابة أن يبرع في مجال العلوم الشرعية كون أن كل من حوله من القدوات كانوا يعملون في ذلك المجال...خاصة بعد هجرته الداخلية إلى النجف، ولا غرابة في اهتمامه في علم المنطق في بداية عمره، فكل الأيتام الذين تصيبهم فجيعة اليتم في مثل سنه يبرعون في مجالات المنطق والرياضيات حسب ما لوحظ من سير حياة الأيتام في هذا السن.
ومن الطبيعي وقد اكتوى، الشيخ محمد باقر الصدر، بألم اليتم أن يتحول بعد أن لقي من الرعاية ما لقي إلى مرجع ديني ومفكر وفيلسوف فكل ذلك نابع من طاقات ذهنه المتفجرة والناتجة عن يتمه المبكر...
ومن الطبيعي أن يتحول إلى ثائر يحارب ضد السلطة القائمة، فكل يتيم هو بالضرورة شخص ثائر يحارب بشراسة ضد السلطة القائمة، منطلقا في ذلك من تلك الطاقات الذهنية الدفينة وبهدف فرض فكره وعبقريته، فهو يستشعر بأنه الأحق في السلطة والولاية مثل كل يتيم...وغالبا ما يكون ذلك شعورا غير واعي..وقد يفهمه البعض من الأيتام على انه تكليف من الله وهو في الواقع ليس إلا من مخرجات العقل الباطن.
وكل صفاته الأخرى مثل فرط الذكاء، كما يقال عنه، وعدم حاجته لتقليد غيره منذ سن الرشد، وكونه موضع أعجاب أستاذته والناس من حوله لنبوغه المبكر، وقدرته على إتقان مهنة التدريس مبكرا أي في سن الخامسة عشرة، وميله إلى حياة الزهد ما هي إلا صفات أخرى تنتج عن مصابه باليتم في الطفولة المبكرة.
ولا عجب أن يحمل لواء محاربة النظام بكل جرأة وإقدام وبكافة الأساليب وان يدفع حياته ثمنا لذلك...فكل يتيم هو ثائر على السلطة القائمة وعلى السائد والمألوف حتى الرمق الأخير...وغالبا ما يعتقد بأن طرحه وفكرة هو الأمثل والأصلح ويشكل البديل الأفضل لكل طرح آخر.

وخلاصة القول،،

من الطبيعي أن يمتلك الشيخ محمد باقر الصدر صفات وسمات فذة بارزة، وقد تيتم في سن مبكرة...فكل يتيم هو بالضرورة مشروع عبقري، وقد يتحول إلى عبقرية فذة إذا ما لقي الرعاية والعناية والاهتمام...وهذا ما حصل مع الشيخ هنا.
ولكن المشكلة لدى الكثيرين وعلى رأسهم الشيعة الإمامة هو ذلك التقديس الذي يمنحوه لليتيم...وكأن صفاته وسماته العبقرية قد أذهلتهم...فأحيانا هو من روح الله وأحيانا أخرى قدس الله سره وما إلى ذلك...والأمر ليس فيه أسرار، ولا يتعدى أن يكون نتاج فجيعة اليتم في سن مبكرة وما تترك تلك الفجيعة من اثر وطاقة في ذهن اليتيم...بغض النظر عن الطائفة أو الجنس أو القبيلة أو لون البشرة...او مكان الولادة ...فلا قداسة إلا بوحي...ولا عصمة إلا للنبي.

ايوب صابر 10-25-2011 02:32 PM

الخميني

تقول سيرة الإمام الخميني انه فقد الأب ولم يتجاوز الخمسة أشهر ويبدو أن أباه كان قد قتل ولم يمت موته طبيعية مما يجعل لموته بهذه الطريقة اثر أعظم، ثم ماتت أمه في وقت لاحق... فهو يتيم الأب والأم في سن مبكرة، حيث انتقل ليعيش مع أخيه الأكبر...فمن الطبيعي إذا أن يمتلك طاقات ذهنية متفجرة وفي أعلى حالاتها.

ولا عجب إذا أن تظهر عليه علامات نبوغ استثنائية، وعبقرية بارزة. وحيث انه قد هاجر إلى حيث الحوزة العلمية ومع وجود أخاه الذي وقف إلى جانبه، فقد توفرت له البيئة المناسبة، التي مكنته أن يبرع في الفكر وعلوم الدين.

ومن الطبيعي والحال كذلك، أن يصبح مرجعا دينيا شيعيا، وفيلسوفا، لا بل وقادرا على الإبداع في مجالات متعددة، وان يكون غزير الإنتاج وان يمتلك من الصفات القيادية الكثير.
ولو أننا قمنا على التعمق في دراسة سيرة كل من مات أبوه في السنة الأولى من عمره لوجدناه يميل إلى الفلسفة والتعمق فيها ومحاولة كشف الاسرار، وسوف نجده يبرع في مجاله، مع التسليم بأن هناك فروق فردية يمكن أن تنشأ لعدة أسباب مثل توفر الفرصة والرعاية والاهتمام، وطبيعة الحياة التي يعيشها الطفل فيما بعد اليتم...فكلما واجه الشخص مصاعب وتكررت المآسي والآلام كلما زاد نشاط عقله وارتقت قدراته الإبداعية.

ومن المعروف أيضا بأن صفات القيادة الكرزمية غالبا ما تتوفر في الشخص الذي يفقد والده في هذه السن المبكرة، والأغلب بأن اليتيم في هذه السن يتحول إلى قائد ثوري عظيم، قوي الشكيمة والعزم، محارب لا يلين، بالغ التأثير في الجماهير، ويحمل لواء المظلومين...ويظل يسعى دون كلل أو ملل ليصبح القائد الأوحد، ويحارب النظام القائم دون هوادة لأنه يرى فيما يطرحه البديل الأفضل دائما...وغالبا ما يصبح القائد الرمز وكأنه ألأب لجميع أتباعه.

ومن هذا اليتم المبكر نستطيع في الواقع فهم الكثير من تصرفات الأيتام من هذه الفئة العمرية بما فيها موقفهم من الحروب ورغبتهم بأن يكون لهم السلطة والسيطرة الكاملة على الأمور، وان يمتد هذا النفوذ إلى مناطق جغرافية واسعة وبعيدة...

وفي الغالب ما يحقق القائد اليتيم من هذه الفئة نجاحات مبهرة كنتيجة لما يمتلك من طاقات ذهنية هائلة وقدرة شخصية تتمثل في تلك الكرزما الساحرة والطاغية والقدرة على التعبئة والتي تضمن له مدا جماهيريا لا قبيل له، وقلما نجد قائدا يتيما من هذه السن يستسلم في معاركه ولو تسببت في دمار عظيم.

وربما أن الشخص الوحيد القادر على إحباط طموحه واندفاعه وربما هزيمته في الحروب هو شخص أكثر منه يتما مع توفر الظروف والاسباب المادية التي ترجح كفة على أخرى طبعا.

ولا شك أبدا أن يتم الإمام الخميني قد فجر طاقات ذهنه الكامنة بقوة قصوى وعززتها ظروف حياته الصعبة اللاحقة من ملاحقة، وسجن، وفقر، ومنفى، ومنحه كل ذلك صفات وسمات نادرة لا يمتلكها إلا الأيتام في سن مبكرة جدا إذا ما توفرت لهم ظروف الرعاية والكفالة المناسبة... فكان بذلك أنسانا فريدا في قدراته وصفاته وشخصيته القيادية الكرزمية الفذة.

لكن المشكلة تظل دائما في سوء فهم وتفسير تلك الصفات والسمات القيادية الكرزمية، البارزة، والمهولة، والاستثنائية، عند اليتيم في سن مبكرة، والتي كثيرا ما تصبح جزءا لا يتجزأ من شخصية القائد اليتيم...ويكون سوء الفهم من قبله أحيانا فيظن انه لا بد خُص بما له من صفات، ونجد كثيرا منهم وقد تضخمت ذاته واخذ يتصرف، من غير وعي منه في الغالب، وكأنه كائن ما ورائي، يمجد نفسه ويقدسها.

وكثيرا ما يأتي سوء الفهم من أتباعه، بل غالبا ما يأتي سوء الفهم هذا من أتباعه، فنجدهم يمنحونه شيء من القداسة، ويتعاملون معه ومع كل ما يرتبط به ويتصل به بنوع من الرهبة والانتماء والطاعة العمياء قل مثيلها، وقد تصل عند البعض حد التقديس والعبادة، وينسبون له الكرامات والمعجزات.

وخلاصة القول،،
لا شك أن الإمام الخميني أصبح، وبفعل طاقات عقله المتفجرة، شخصية قيادية كرزمية أسطورية، وفي ذلك ما يشير إلى أن يتمه وظروف حياته كانت من ناحية، شديدة القسوة، والألم، والبؤس، أولا: بسبب اليتم المتكرر. وثانيا: بسبب المضايقات والفقر والسجن والنفي والتشرد... فهو يتيم الأب، وألام، وحبيس السجن، ويتيم الوطن حيث عاش في المنفى سنوات عديدة كثيرة.

ولا عجب أذا أن يتحول إلى شخصية قيادية فذة واستثنائية، كان وسيظل لها اثر سحري عظيم على الكثير من الناس ربما لقرون كثيرة قادمة...ولا عجب أن يتعصب له أنصاره وأتباعه إلى حد التقديس.

ولو أننا راجعنا سيرة حياة كل شخص حظي بالتبجيل والتقديس وتبعه الملايين، واستمات الآلاف في الدفاع عن فكره، لوجدناهم أيتام في معظمهم، وان شذ شخص منهم عن هذه القاعدة فيكون قد عاش حياة قاسية فيها الكثير من الموت والبؤس...فتولد في دماغه تلك الطاقات البوزيترونية نفسها التي تولد في دماغ اليتيم لتخرج على شكل مخرجات إبداعية، وقدرات شخصية قيادية تكون مذهله في أحيان كثيرة...

ونجد أن اثر هذه الشخصية الكرزمية يظل قويا في المجتمع إلى حين ظهور شخصية يتيمة أخرى ذات كرزما طاغية فتنجح هذه الشخصية الجديدة في الحلول محل الشخصية القديمة من حيث التأثير والتقديس والتبجيل والولاء...

وربما أن ما حصل حديثا في تركيا يعتبر مثال جيد لما نطرحه هنا...فقد فرضت شخصية كمال اتاتورك نفسها على المجتمع التركي لسنوات عديدة وأصبح أب تركيا الحديثة، وقد وصل الولاء له حد التقديس، واستمات أنصاره وأتباعه في الدفاع عنه وعن أفكاره وما يمثله أيضا...وظل الحال على ذلك إلى أن ظهر السيد اردوغان الذي يمتلك شخصية ذات كرزميا طاغية فلم يجد صعوبة في الخروج على طروحات اتاتورك ووضع بصمته البديلة، ليصبح أثره هو على المجتمع أكثر بروزا ووضوحا..ولا شك أن هناك صراع دفين حامي الوطيس يجري الآن بين هاتين الشخصيتين الكرزميتين...فعملية الحلول محل شخصية كرزمية عملية ليست سهلة أبدا.

كل ذلك يؤكد على أن شخصية الإمام الخميني كانت وسوف تظل إلى سنوات طويلة قادمة شخصية كرزمية عبقرية ذات تأثير سحري أسطوري...وسوف يظل الولاء له قائما لسنوات طويلة قادمة...

فاليتيم مثله لا يمكن إلا أن يترك له بصمة واضحة وبارزة وخالدة في التاريخ...والسر يكمن دائما في طاقات ذهنه المتفجرة كونه يتيم..وانصهر في بوتقة من الالم الشديد سنوات كثيرة من عمره.

ايوب صابر 10-28-2011 03:37 PM

صدام حسين

أسطورة القرن العشرين

ما زلت اذكر تعليق المرحوم د. عبد اللطيف عقل المتخصص في مجال علم النفس الاجتماعي حول شخصية صدام حسين وردة فعله على القصف المزلزل لبغداد بآلاف الطائرات حيث خرج إلى شوارع بغداد ذلك الصباح وألقى خطابا يقطر عنفوانا وتحديا وشجاعة...ومن ضمن ما قاله يومها الآية الكريمة "الذين قال لهم الناس أن الناس قد حشدوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا"...فجاء تعليق د. عبد اللطيف عقل انه لا يوجد حاليا علم نفس يمكن أن يفسر جسارة وجرأة وعنفوان هذا الرجل.

لكن اليوم ربما نستطيع أن نفهم من أين جاءت تلك الصفات القيادية الاستثنائية بل وكل سمات وصفات صدام حسين العبقرية والأسطورية في كثير من جوانبها.

يأتي ذلك الفهم من واقع فهمنا لسيكولوجية الأيتام ومن اثر اليتم في صناعة السمات والصفات الشخصية، وذلك حسب نظريتي في "تفسير الطاقة الإبداعية"...حيث يمكن الجزم بأن الصفات القيادية العبقرية هي انعكاس للنشاط الذهني، والذي يكون أعلى كلما وقع اليتم في سن مبكرة.

وواضح أن أعظم اثر لليتم يحدث إذا ما وقع موت الأب قبل الولادة...وذلك استنادا إلى ما يمكن ملاحظته من سيرة حياة العباقرة الأفذاذ.

وهذا ما يشير ويؤكد على أن العلاقة بين فجيعة اليتم والأثر الواقع على الدماغ هي علاقة غير واعية، وليس كما يظن البعض...أي أن الأثر يكون أعظم كلما كان توقيت فجيعة اليتم أبكر، وبغض النظر عن الكيفية التي يحدث فيها ذلك الأثر وهل هو قضية كهربية أو كهرومغناطيسية أو هرمونية أو وجدانية أو غير ذلك. رغم أن هناك مؤشرات بزيادة حادة في النشاط الكهربي للدماغ نجدها عند من يصاب بفجيعة اليتم.

ولو أننا دققنا في سيرة حياة كل من مات أباه قبل الولادة لوجدناه استثنائيا في كل شيء يخصه حتى ولو لم تتوفر له الظروف المناسبة ليتمكن من إخراج طاقات ذهنه المتفجرة على شكل مخرجات إبداعية وعبقرية...وسوف نجد حتما كل من توفرت له الظروف الداعمة والمساندة والمناسبة بأنه قد تحول إلى عبقرية استثنائية فذة نادرة مثل نيوتن الذي يعتبر أب لكل العلوم على الإطلاق.

وعليه يمكن فهم من أين جاءت صفات صدام حسين الإبداعية والقيادية العبقرية الأسطورية.

نعم، إن ما صنع صدام حسين هو يتمه المبكر جدا...بل هو يتمه قبل الولادة تحديدا وهو كما قلنا أعظم أشكال اليتم أثرا...ويؤدي إلى أعلى نسبة من الطاقة الذهنية التي يمكن أن تتشكل وتخرج في وقت لاحق على عدة إشكال إبداعية وقيادية وأحيانا تصرفات سلبية ذات وقع واثر عظيم مزلزل قد توصف في مجال القيادة بالدكتاتورية والدموية وما إلي ذلك من أوصاف...ولا شك إن كان الوالد قد قتل قتلا ولم يمت موتا طبيعيا فيكون لذلك اثر أعظم.

لقد ولد صدام حسين في بوتقة من الألم الشديد لان أباه مات أو ربما قتل قبل ولادته، لكن ذلك الألم تضاعف عندما تزوجت أمه فأصبح لطيم (فاقد الأب بالموت والأم بالزواج من رجل آخر)، وربما كان زواجها هربا من الفقر...لكن الفقر ظل يلاحقه فالمعروف أن صدام حسين قد عاش مع أمه وإخوته في بيت بسيط في قرية العوجة، يتكون من غرفة واحدة ذات أرض طينية، غير مزودة بالاحتياجات الأولية كالمياه الجارية، والكهرباء، ويقال أن صدام قد حكى لأمير إسكندر كاتب سيرته الذاتية بقوله "لم أشعر أنني طفل أبدًا، كنت أميل للانقباض وغالبًا ما أتجنب مرافقة الآخرين".
لقد عاش صدام حياة قاسية جدا، وهو يعترف بأن طفولته كانت شقية وهو يعزو ذلك للفقر...وقد دفعه ذلك الفقر للعمل في طفولته المبكرة في مهن مثل بيع البطيخ في القطار كي يُطعم أسرته.

واضح أن تلك الحياة القاسية فجرت طاقة ذهنية هائلة في دماغ صدام. وقد وفر له الانتقال للعيش مع خاله طفلح في العام 1947 الرعاية والتعليم والبيئة المناسبة نسبيا، فتبلورت تلك الطاقات في اتجاهات إبداعية وقيادية عبقرية نادرة، على الرغم أن التحاقه بالمدرسة تأخر إلى سن الثامنة أو العاشرة.
وقد تحول صدام بفعل تلك الرعاية من طفل بائس كما تُظهر صورة له التقطت في الطفولة المبكرة، لتظهر صورة أخرى التقطت له في سن الخامسة عشرة شابًّا وسيمًا أكثر هدوءاً وسعادة له ابتسامة جذابة ووميض في عينيه الصغيرتين، وهو يغازل الكاميرا.

وخلاصة القول،،،
لقد جاء صدام إلى الحياة ولم يجد أبا..فكان لذلك أثرا مهولا على دماغه فتفجرت فيه طاقات ذهنية لا حدود لها...ولكن تلك الطاقة تضاعفت بفعل الفقر، وقسوة ظروف الحياة، ثم زواج الأم من رجل آخر...ويبدو أن زواج الأم من رجل آخر هو اشد العوامل تأثيرا بعد اليتم على طاقات ذهن الطفل كما يقول د. عبد اللطيف عقل عن نفسه، والذي تيتم في سن السادسه وتزوجت أمه من رجل آخر...فكان ذلك عنده أعظم مصادر الألم.

المهم أن صدام حسين وبفضل كل تلك المآسي امتلك طاقات لا يمتلكها إلا البعض من إقرانه الذين تيتموا قبل ألولادة. وحيث أن خاله تكفل به وعلمه ورعاه وساعده على الانخراط في المجتمع من أبوابه الواسعة...نجد أن تلك الطاقات في معظمها قد صنعت من صدام حسين شخصية قيادية كرزمية فذة، ولكنه كان في نفس الوقت مبدعا متعدد المجالات...شاعرا وروائيا وخطيبا مفوها.

فكان صدام حسين أسطوريا في شبابه من حيث الجرأة والقدرة على تنفيذ عمليات جسورة جدا ضمن نشاطاته الحزبية، وربما ان ذلك كان ترجمة لطموحه المبكر في الوصول إلى أعلى المراتب القيادية..مدفوعا بطاقات ذهنه.

وكان أسطوريا في حنكته وقدرته على التأثير والفعل والتخطيط والمناورة والخداع والقسوة والقتل بهدف الوصول إلى منصب القائد العام...وقد فعل ذلك بفطنة عالية ليتربع في زمن قياسي على العرش حاكما كرزميا مهيبا دكتاتوريا مطلقا، يرهبه القاصي والداني.

وكان أسطوريا في انجازاته حتى قبل وصوله إلى منصب القائد العام، فقد تمكن في زمن قياسي من تحقيق انجازات غير مسبوقة في مجالات التعليم ومحو الأمية والعمران والزراعة والصناعة وبناء قوة عسكرية ضخمة ومحترفة حتى أوصل بلاده لإطلاق صاروخ إلى الفضاء الخارجي، ليكون استكشاف الفضاء إحدى الجبهات التي اقتحمها بعبقريته الفذة وقدرته المهولة على التحفيز وتحقيق الانجازات الاستثنائية والاعجازية.

وكان أسطوريا في انتصاره على الجيوش الإيرانية العظيمة والتي كان يقودها ويحركها يتيم آخر امتلك بدوره قدرات كرزمية أسطورية، ولو انها كانت اقل حدة، هو الإمام الخميني...وما يجعل ذلك الانتصار أسطوريا مدويا انه جاء بعد انتصار الثورة الإيرانية على الشاه مباشرة، أي أن الاندفاع الثوري والحماس، والمعنويات التي كانت تملكها تلك الجيوش كان كفيلا بأن يضمن لها احتلال العالم... لولا أن صدام حسين بقدراته القيادية الفذة وقف أمامها سدا منيعا ودفعها للاستسلام والانكفاء.

وكان أسطوريا في ثباته وصموده أمام الحصار الخانق والتهديد والحرب التي شنها عليه تحالف استعماري رهيب، ما كان لقائد أن يقف أمامه إلا صدام بشخصيته الاستثنائية، وصفاته وسمات شخصيته الفذة.

وكان أسطوريا في أسره...
وكان أسطوريا شجاعا في مواجهة حبل المشنقة...
وكان أسطوريا حين نطق، بصوت جهوري شجاع، كلماتة الاخيرة والتي حققت له المجد والخلود...لتظهر صورتة في اليوم التالي على وجه القمر!

وكان أسطوريا في أثره على مجرى التاريخ...فرغم خسارته المدوية في المعركة، ورغم شنقه...يمكن القول بأن صموده وما تسبب به هو وأتباعه وأنصاره من أذى ومتاعب وخسائر وجراح للاحتلال قد اسقط نظرية النظام العالمي الجديد، الذي كان يتم السعي والعمل على تنفيذها...كما أوقع الدول العظمى في أزمة مالية، بل ازمات، يبدو انه لا مخرج منها إلا الانهيار والهاوية...وهي تسير نحو ذلك بتسارع شديد.

لقد كان صدام حسين أسطوريا في قدراته ومدى تأثيره وهو اليتيم قبل الولادة...لكن طاقات ذهنه المتفجرة تلك جعلته أيضا وإذ صنعت منه حاكما، كرزميا، دكتاتوريا، مطلقا، شديد البأس، ومرهوب الجانب، جعلته يقع في عدة أخطاء أساسها ربما هو سوء التقدير والغرور والاعتداد بالنفس...وهي كلها محصلة لتلك الطاقات التي كانت تعتمل في ذهنه.

وربما أصيب، وكأي يتيم يمتلك مثل تلك الطاقة الذهنية المهولة، بنوع من جنون العظمة جعله يستصغر العظائم احيانا فكان كمن وصفهم المتنبي بقوله:

وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـم ِالعَظـائِمُ

ولذلك نجده قد اتخذ احيانا قرارات جنونية شبه انتحارية وغير محمودة العواقب حتما...جلبت الكثير من المآسي والدمار.

وكل ذلك يعود سببه لما امتلك من طاقات..

والدارس للجوانب الأخرى من شخصية هذا اليتيم العبقري يجد انه كان يقول الشعر الجميل ايضا، والذي يشتمل على الكثير من خصائص شعر المتنبي، حتى ليظن الدارس بأن روح المتنبي قد استُنسخت فيه، وسوف تظل أبيات الشعر هذه التي نظمها خالده بخلود شعر المتنبي أو ربما أكثر:


لا تأسفن على غدر الزمان لطالما **** رقصت على جثث الأسود كلاب

لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها **** فالأسد أسد والكلاب كلاب

تبقى الأسود مخيفة في أسرها **** حتى وان نبحت عليها كلاب


ولا عجب في ذلك طبعا حينما نتذكر بأنهما (هو والمتنبي)، في (اليتم والفقر والبؤس) شرق.

ولو تعمق الدارس في كتابات صدام الروائية لوجدها عبقرية فذة حتما، وقد تشتمل على استشراف قد لا يُفهم في الزمن الحاضر...فهذا هو ديدن عقل اليتيم العبقري الذي يعمل دماغه بطاقة البوزيترون.

لقد عاش صدام حسين عيشة الأسود، وخرج من هذه الدنيا خروج الأسود...وسوف يظل ابد الدهر أسدا أسطوريا خالدا وقدوة يحتذي بها الأيتام...
والقائد المغوار يبقى سيدا أسد.... في حضرة الموت أو بعد القبر والعدم

ولن يتمكن احد من منع عودة انبعاثه في أجساد وأذهان ملايين الأيتام الذين خلفهم الاحتلال وهم يصهرون الآن في نفس بوتقة الألم والبؤس التي صنعته ابتداء، ويشربون من نفس الكأس التي شرب منها، فجعله كل ذلك عبقريا، فذا، وأسطوريا بكل المقاييس..وهم كذلك سيبعثون.

والسر طبعا يكمن في يتمه المبكر...

فاليتم منبت القادة العباقرة العظماء...إذا ما أحسنت تنشئتهم وتربيتهم وتعليمهم ورعايتهم وكفالتهم.


ايوب صابر 11-14-2011 11:59 AM

نبوءة العراق العظيم

هذه النبوءة ليست وحيا أو هذيانا، ولكنها مقاربة، ورؤيا، واستشراف، للمستقبل بناء على معطيات الماضي وتجاربه ووقائعه...
هي توقع وتصور لما سيكون عليه الحال في عراق المستقبل اعتمادا على ما كان، وفي ضوء القراءة المعمقة لحركة التاريخ الذي يحركه الأيتام دائما.

وتقوم هذه النبوءة تحديدا على الفهم العميق لأثر اليتم في صناعة العظماء الذين يصنعون بدورهم الأحداث والتاريخ، ويفرضون بقوة حضورهم، وعبقرياتهم، وقيادتهم الفذة الاستثنائية، وعزيمتهم التي لا تلين وربما جنونهم، وجنوحهم وقسوتهم، وإجرامهم، ما سيكون عليه الحال في عراق المستقبل.

يمكننا أن نستشف من تجارب الماضي بأن العراق العظيم، الذي علم الناس الكتابة، والتشريع، وكان مهدا للحضارة، فمنه مثلا جاء قانون العين بالعين والسن بالسن، وكان رائد البشرية في أشياء أخرى كثيرة، إلى حد انه القطر الوحيد الذي كانت له حدائقه الفريدة من نوعها (الحدائق المعلقة)، وفي ذلك طبعا ما يشير إلى الغنى الحضاري الذي تمتعت به بلاد الرافدين عبر العصور.

لذلك ظل العراق دائما عصيا على الاحتلال، أي احتلال أو نفوذ أجنبي، حتى وحينما سقطت بغداد، واستبيحت وأحرقت، ودمرت، كما حدث عندما اجتاحها المغول...عادت لتستقل من جديد.

وعليه فان استقلال العراق وحريته أمر محسوم لا جدال فيه، وسوف ينتفض دائما أهل العراق لطرد الغزاة أين كان لونهم، أو شكلهم، أو جنسهم، أو قوتهم، وجبروتهم.

وسوف ينهض العراق من بين الركام دائما ليعود عظيما، وستشرق شمسه من جديد.
ذلك إن تحدثنا بشكل عام ...

لكننا حينما نتحدث عن عراق الحاضر الذي يحتضن في بيوته، وأزقته، وحاراته، وشوارعه هذه الأيام أعلى نسبة من الأيتام...قد تصل أعدادهم إلى الملايين. الكثير منهم يفترش الأرض، والأرصفة، ويلتحف السماء. والكثير منهم يقتات على بقايا الطعام، ومن حاويات النفايات...نعرف أن هذا العراق الذي يعاني الكثير من أبناءه الأيتام الآن من شديد الألم، والإهمال، ويُصهرون في بوتقة البؤس والحرمان...ذلك البؤس الذي طالما صنع رجال قلبوهم من حديد...أو اشد قسوة...سيكون مرتعا لأشد حالات التطرف السلبي...والإبداع الاستثنائي.

سيظهر في عراق المستقبل العديد من الأفذاذ العباقرة، المبدعين، الاستثنائيين في كل المجالات فذلك أمر مسلم به، وربما شعراء على شاكلة المتنبي وأبو نواس والجواهري وبدر شارك السياب ومظفر النواب.. لكن وفي تزامن مع أرقى حالة إبداعية في كل الحقول، سوف يعيش هذا العراق سنوات عديدة قادمة شديدة ألقتامه، يكثر فيها القتل والدمار، والإجرام، والانتقام...حيث سيظهر من بين هؤلاء الأيتام المهملين، المهمشين، وخلال السنوات القليلة القادمة جيل من الأشداء الذين سيمتهنون القتل، ويحترفونه، بكافة أشكاله.

وقد يبرز من بينهم من يبدع في القتل الجماعي...رجال ستالينين قلوبهم من الفولاذ أو اشد قسوة من ستالين. وسوف يستمر الوضع في غاية الصعوبة خلال السنوات القليلة القادمة، لكن الأمور سوف تشتد قسوة مع مرور بضعة سنوات أخرى وسوف يصل القتل إلى ذروته ما بين الأعوام 2017 و 2019 وقد يمتد إلى ما بعد ذلك لبضعة سنين بدرجات متفاوتة، لكن الأمور تبدأ في التحسن التدريجي بعد ذلك إلى أن يبرز في العام 2033 قائد تاريخي نادر في قدراته القيادية، يكون شخصية كرزمية فريدة، صنعتها المعاناة والألم من اليتم المبكر، فهو على الأغلب سيكون من بين الأيتام الذين قتل أباهم العسكريين قبل الولادة.

وسيكون له الكثير من صفات صدام حسين، إن لم يكن نسخة طبق ألأصل عنه، حتى ليظن البعض انه تناسخ روحه، ذلك لان هذا اليتيم صدام حسين خرج من هذه الدنيا بهالة أسطورية جعلت موته مقدسا، فلذلك سيظل قدوة حسنة مؤثره يقتدي بها الأيتام في كل مكان لأجيال طويلة قادمة.

وسيعمل هذا القائد اليتيم على تحرير العراق من كل اثر للاستعمار والتدخل الخارجي، ويوحد الأقاليم، ويُخضع الجميع لسلطته المطلقة، وسوف يشهد العراق في عهده ازدهارا وتطورا قل نظيره، وقد يمتد نفوذه إلى مناطق جديدة وتتوسع بلاده، حيث سينتصر في كل معاركه إلى أن يخونه من حوله.

وقد يكون بروز مثل ذلك القائد العظيم أبكر من ذلك التاريخ بكثير نظرا للوفرة الهائلة في أعداد الأيتام الذين سقط آبائهم في موت مقدس في الحروب العديدة المتعاقبة منذ مطلع الثمانينيات...وذلك إذا ما توفرت بعض الظروف التي تجعل من بروز ذلك القائد ممكنا قبل الأوان.

ايوب صابر 12-12-2011 08:55 AM

سر الافضلية في افضل مائة رواية عربية :

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6821

ايوب صابر 12-20-2011 04:47 PM

سر الروعة في اروع 100 رواية عالمية:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5829


والى اللقاء هنا في مقال جديد " جمال عبد الناصر " كارزما طاغية...

ايوب صابر 12-30-2011 02:22 PM

جمال عبد الناصر


كرزما طاغية

عندما قررت البدء بكتابة سلسلة المقالات هذه عن الأيتام المدرجين هنا وفي ما اعتبره موسوعة الأيتام هذه، الذين كانت عقولهم تعمل بطاقة البوزيترون، كتبت بيسر وسهوله ودون تردد عن المجموعة الأولى، لكنني حينما وصلت للكتابة عن جمال عبد الناصر توقف القلم فجأة، وترددت كثيرا في الكتابة ولم اعرف من أين ابدأ أو ماذا أقول...وحينما قرأت صدفة ما قاله الروائي الكبير جمال الغيطاني، وهو صاحب واحدة من أروع مائة رواية عربية، عن عبد الناصر في احد المقابلات الصحفية (لم يكن يكتمل العيد إلا برؤيته )... أدركت أن التفسير الوحيد لترددي في الكتابة عن جمال عبد الناصر ناتج حتما عن تلك الرهبة التي استشعرتها في الكتابة عن شخصية عظيمة بعظمة هذا الرجل العملاق جمال عبد الناصر، ربما لأنه صاحب كرزيما طاغية لا مثيل لها، أثرت بل سحرت الكثيرين مثلي وما تزال وسوف يظل أثرها لمئات السنين القادمة..

لقد كان جمال عبد الناصر قائدا كرزميا مهيبا، وما زلت اذكر، وكنت عندها شابا صغيرا، كيف كان الناس يتجمعون، ويتجمهرون، ويتحلقون حول أجهزة المذياع، عندما كان جمال عبد الناصر يلقي خطابا...كانت كل الأعمال تتعطل، وتكاد الحركة تتوقف تماما ما دام القائد العظيم سيوجه خطابا، فالاستماع لخطابه كان يبدو أولوية للجميع بدون استثناء...وغالبا ما كان الناس ينشغلون في كل جملة يقولها، لا بل كان كل ما يقوله يصبح بمثابة دستورا للناس...وما تزال مقولته "ما اخذ بالقوة لا يسترد ألا بالقوة"، مغروسة في أذهان العقل الجماعي العربي الذي عرف جمال عبد الناصر، وهي تمثل السبيل الوحيد لإرجاع الحقوق حسب ما تشكل من قناعة على اثر طرحه لهذه المقولة في إحدى خطبه.

لقد كان له تأثيرا سحريا على الجماهير العربية في كل أقطار الوطن العربي بلا استثناء، ولا شك أن ذلك التأثير أمتد إلى دول العالم الثالث بصفته أصبح واحدا من زعماء دول عدم الانحياز، وبالتالي أصبح له حضورا وتأثيرا كبيرا على مستوى العالم بأسره.

وحينما حلت هزيمة الـ 67 اختلق الناس له الأعذار والمبررات بفعل ذلك السحر الكرزمي، فما كان احد ليصدق بأنه يتحمل مسؤولية الهزيمة، ولو كان شخصا آخر لقذفوه بالحجارة والنار. وبدلا من مهاجمته ومحاسبته التفت الجماهير حوله بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ، كل ذلك بفعل تلك الكرزما السحرية التي امتلكها.

واندفعت الجماهير على اثر سماعها بقراره الاستقالة من منصبه كرئيس للجمهورية، متحملا مسؤولية الهزيمة، اندفعت إلى التظاهر بانفعال لا نظير له وهي تطالبه بالعدول عن تلك الاستقالة وما كان ذلك ليحدث لولا ذلك السحر الكرزمي..

ذلك السحر الذي سلب عقول الناس وقلوبهم ...وعندما مات جمال عبد الناصر فجأة أصيبت الأمة بصدمة مزلزلة، وربما اشد وقعا من صدمة الهزيمة تلك.

لقد تزلزل الناس، وخرجوا باكين، حزينين، في كل مدينة، وقرية، وناحية، يحملون النعوش ويطوفون الشوارع والحارات، حزنا وكمدا على موته، ويشاركون بصورة رمزية في تشييع جثمانه، وقد كنت واحد ممن ساروا في إحدى تلك المسيرات التي طافت شوارع قريتنا الصغيرة، رغم حداثة سني في حينه.

لقد أصيبت الأمة بالذهول... وكأنها أصبحت عن بكرة أبيها يتيمة لفقدها ذلك القائد الكرزمي، الساحر في قدرته على التأثير في الجماهير.

ذلك لان عقله كان يعمل بطاقة البوزترون، هذه الطاقة التي تشكلت كنتيجة لظروف يتمه وطفولته الصعبة. فالمعروف انه لم يكد يبلغ الثامنة من عمره حتى تُوفيت أمه في (18 رمضان 1344 هـ / 2 أبريل 1926) وهي تضع مولودها الرابع "شوقي.
لقد ولد جمال عبد الناصر في ١٥ يناير ١٩١٨ في ١٨ شارع قنوات في حي باكوس الشعبيبالإسكندرية، والتحق بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسةالابتدائية بالخطاطبه في عامي ١٩٢٣ ، ١٩٢٤. وفى عام ١٩٢٥ دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة وأقام عندعمه خليل حسين في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالخطاطبهفي العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفية في العام التالي – ١٩٢٦ – علم أنوالدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجد أحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشفذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه – كما ذكر لـ "دافيد مورجان" مندوب صحيفة "الصنداىتايمز" وعلق على الطريقة التي عرف فيها عن موت أمه بقوله "لقد كان فقد أمي في حد ذاته أمراً محزناً للغاية، أما فقدهابهذه الطريقة فقد كان صدمة تركت في شعوراً لا يمحوه الزمن، وقد جعلتني آلاميوأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير فيمستقبل السنين.
وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف١٩٢٨عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية . والتحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٢٩ بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضىبها عاماً واحداً، ثم نقل في العام التالي – ١٩٣٠ – إلى مدرسة رأس التين الثانويةبالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البوسطة هناك وشارك هناك باحد المظاهرات حيث جرح وتم نقله للحجز والدم يسيل من رأسه مع عدد من الطلبة الذينلم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية، ودخل السجن تلميذاً متحمساً، وخرج منه مشحوناً بطاقة منالغضب، كما قال في احد المقابلات.
وبعد أكثرمن سبع سنوات على وفاة السيدة "فهيمة" تزوج عبد الناصر من السيدة "عنايات مصطفى" فيمدينة السويس وذلك سنة 1933، ثم ما لبث أن تم نقله إلى القاهرة ليصبح مأمورا للبريدفي حي "الخرنفش" بين الأزبكية والعباسية؛ حيث استأجر بيتا يملكه أحد اليهودالمصريين، فانتقل مع إخوته للعيش مع أبيهم، بعد أن تم نقل عمه "خليل" إلى إحدىالقرى بالمحلة الكبرى، وكان في ذلك الوقت طالبًا في الصف الأولالثانوي.
هذا الألم، والحرمان الوالدي، والبؤس، وحالة الترحال من مكان إلى مكان، ومن بيت إلى آخر، ومن مدرسة إلى أخرى في ظل ظروف عامة صعبة للغاية، هي التي فجرت طاقات جمال عبد الناصر الذهنية، وهذه الطاقات انعكست في شكل قدرات قيادية فذة لديه ندر مثيلها، وهي التي جلعت له شخصية كرزمية مؤثرة للغاية، كما أنها السر الذي جعله يحقق انجازات غير مسبوقة سيظل لها أثرا ملموسا لمئات السنين القادمة.
ومن هذه الانجازات التي حققتها هذه الشخصية الكرزمية، والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي، وأصبح رمزا للكرامة والحرية العربية ضد استبداد الاستعمار وطغيان الاحتلال، كما أصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمي تيمنا باسمه وهو "الفكر الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات، من هذه الانجازات:
  • أبرم اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954، والتي بموجبها تم جلاء آخر جندي.
  • شهدت مصر في عهده، أي في الفترة من مطلع الستينيات إلى ما قبل النكسة، نهضة اقتصادية وصناعية كبيرة، بعد أن بدأت الدولة اتجاها جديدا نحو السيطرة على مصادر الإنتاج ووسائله، من خلال التوسع في تأميم البنوك والشركات والمصانع الكبرى، وإنشاء عدد من المشروعات الصناعية الضخمة.
  • اهتم جمال عبد الناصر بإنشاء المدارس والمستشفيات.
  • أهتم بتوفير فرص العمل لأبناء الشعب.
  • توَّج ذلك كله ببناء السد العالي الذي يُعد أهم وأعظم إنجازاته على الإطلاق؛ حيث حمى مصر من أخطار الفيضانات، كما أدى إلى زيادة الرقعة الزراعية بنحو مليون فدان، بالإضافة إلى ما تميز به باعتباره المصدر الأول لتوليد الكهرباء في مصر، وهو ما يوفر الطاقة اللازمة للمصانع والمشروعات الصناعية الكبرى.
  • عمل على تأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة في مصر.
  • اصدر قوانين الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية والتي بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التي يفلحونها ويعملون عليها وتم تحديد ملكيات الاقطاعيين بمئتي فدان فقط.
  • قام بتأميم قناة السويس، والتي شكلت مصدر دخل مهم لمصر، وعمل على إنشاء السد العالي على نهر النيل.
  • عمل على إنشاء التليفزيون المصري (1960) .
  • اصدر قوانين يوليو الاشتراكية (1961) .
  • بريطاني عن قناة السويس ومصر كلها في الثامن عشر من يونيو 1956.
  • عمل على بناء إستاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر(ستاد ناصر سابقاً).
  • عمل على إنشاء كورنيش النيل.
  • عمل على إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب.
  • عمل على التوسع في التعليم المجاني على كل المراحل.
  • عمل على التوسع المطرد في مجال الصناعات التحويلية.
  • عمل على إنشاء التنظيم الطليعي.
  • في عهده قامت الثورة باستصلاح 920 ألف فدان، وتحويل نصف مليون فدان من ري الحياض إلى الري الدائم وبما يصل إلى مساحة مليون وأربعمائة ألف فدان.
  • وفيما يتعلق بالقطاع الصناعي، حدث تغيير جذري في الدخل والإنتاج القومي، فقد زادت قيمة الإنتاج الصناعي بالأسعار الجارية من 314 مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140 مليون جنيه سنة 1965 ووصلت إلى 1635 مليون سنة 1970
  • كما زادت قيمة البترول من 34 مليون جنيه سنة 1952 إلى 133 مليون سنة 1970.
  • أيضا نجد أن الإنتاج الصناعي كان لا يزيد عن 282 مليون جنيه سنة 1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970, مسجلا نموا بمعدل 11.4% سنويا، ووصلت مساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة 1970 مقابل 9% سنة 1952.
  • وفرت الدولة طاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد الإنتاج من 991 مليون كيلو وات/ساعة إلى 8113 مليون كيلو وات/ساعة."
  • في مجال التعليم، تجاوز الاستيعاب نسبة 75% في الاستيعاب لمرحلة التعليم الإلزامي، وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية من 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد تلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية من 250 ألف إلى 1.500.000 وعدد طلاب الجامعات من 40 ألف إلى 213 ألف".
  • ما لبث أن اصطدم بمجموعات من الناشطين السياسيين وعلى رأسهم الشيوعيون وجماعة الاخوان المسلمين، والأخيرة التي صدر قرار في 13 يناير 1954 يقضي بحلها وحظر نشاطها، وألقت الدولة المصرية آنذاك القبض علي الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، وأجريت لهم محاكمات عسكرية وحكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين التي حلت بتاريخ 26 ديسمبر 1954، ثم تلتها نقابة الصحفيين في العام 1955 كما ألغيت الحياة النيابية والحزبية ووحدت التيارات في الاتحاد القومي عام 1959، ثم الاتحاد الاشتراكي بسنة 1962
  • دعم الرئيس عبد الناصر القضية الفلسطينية وساهم شخصيا في حرب سنة 1948 وجرح فيها.
  • وكان لعبد الناصر دورا بارزا في مساندة ثورة الجزائر، وتبني قضية تحرير الشعب الجزائري في المحافل الدولية،
  • سعى كذلك إلى تحقيق الوحدة العربية؛ فكانت تجربة الوحدة بين مصر و سوريا في فبراير 1958 تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وقد تولى هو رئاستها بعد أن تنازل الرئيس السوري شكر القوتلي له عن الحكم، إلا أنها لم تستمر أكثر من ثلاث سنوات.
  • كما ساند عبد الناصر الثورة العسكرية التي قام بها ثوار الجيش بزعامة المشير عبد الله السلال في اليمن بسنة 1962 ضد الحكم ألإمامي الملكي حيث أرسل عبد الناصر نحو 70 ألف جندي مصري إلى اليمن لمقاومة النظام الملكي الذي لقي دعما من المملكة العربية السعودية.
  • كما أيد حركة تموز 1958 الثورية في العراق التي قادها الجيش العراقي بمؤازرة القوى السياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني للاطاحة بالحكم الملكي في 14 تموز 1958.
  • استجاب لدعوة العراق لتحقيق أضخم إنجاز وحدوي مع العراق وسوريا بعد تولي الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية العراقية بما يسمى باتفاق 16 ابريل 1964.
  • وأعتبر "مؤتمر باندونج" سنة 1955 نقطة انطلاق جمال عبد الناصر إلى العالم الخارجي.
  • وكانت آخر مهام عبد الناصر الوساطة لإيقاف أحداث أيلول الأسودبالأردن بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفلسطينية في قمة القاهرة في 26 إلى 28سبتمبر1970، حيث عاد من مطار القاهرة بعد أن ودع صباح السالم الصباح أمير الكويت. عندما داهمته نوبة قلبية بعد ذلك، وأعلن عن وفاته في 28 سبتمبر1970 عن عمر 52 عاما بعد 18 عاماً قضاها في رئاسة مصر.
يتبع ،،،

وخلاصة القول...

ايوب صابر 12-30-2011 02:26 PM

وخلاصة القول ،،

لقد كان ليتم جمال عبد الناصر وظروف حياته الصعبة دورا مهما في زيادة منسوب طاقاته الذهنية، فلا شك أن صدمة موت أمه قد فجرت في دماغه طاقات مهوله، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، فقد كان البعد عن الأب عنصر صادم آخر مهم، ثم التنقل من مدرسة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر، ولاحقا عاش في مدرسة داخلية، وعند جده لامه، كما انه جرب السجن، وجرح في إحدى المظاهرات، ثم تزوج أباه بعد 7 سنوات على موت أمه، ليحرم منه جديد، وشارك في العسكرية، وجرح أيضا في الحرب... فأصبح عقله يعمل بطاقات استثنائية تمثلت في كرزما مهوله مزلزلة، وسمات قيادية بارزة، وقدرة على الخطابة والتأثير في الجماهير، يضاف إلى ذلك كله قدرة على الانجاز في كل المجالات.

صحيح أن جمال عبد الناصر قد توفي عام 1970 لكن أثره سيظل خالدا، كما سيظل اثر انجازاته وحضوره خالدا محليا وعربيا ودوليا وسوف يظل قائما لمئات السنين القادمة.
كل ذلك بفضل ما امتلكه من طاقات ذهنية مهولة وقدرات قيادية فذة نتجت عن دماغ يعمل بطاقة البوزيترون الهائلة. ولذلك كله سيظل شبح جمال عبد الناصر قائما إلى ما شاء الله، ولن يتمكن شخص آخر، أين كان من حكم مصر بنفس الكفاءة والتأثير، حتى يبرز يتيم آخر يكون أكثر يتما واشد بؤسا من جمال عبد الناصر، تصنع منه الظروف قياديا فذا كرزميا....عندها ربما يتمكن من تحجيم اثر شخصية جمال عبد الناصر القيادية الفذة ذات الكرزما الطاغية.

قد يحاول الإعلام تغيبه عن الساحة تماما وكأنه أصبح من الماضي، لكنه سيظل محفورا في قلوب وعقول البسطاء من الناس في كل مكان، وسيظل في فكره وسماته القيادية ومقولاته واطروحاته، ونهج حياته وقيادته وانجازاته...منارة تنير الدرب أمام الثوار الذين ينشدون الحرية والاستقلال، والكرامة.

وسوف تظل مصر جمال عبد الناصر عصية على اي احتلال او نفوذ، كما سيظل الإنسان المصري مرفوع الرأس في كل زمان ومكان بتأثير مقولته الخالدة ذات المفعول السحري "ارفع راسك أنت مصري".

وليضع شباب مصر الجديدة مقولته الخالدة "ان اليد المرتجفة لا تستيطع ان تبني" نصب اعينهم وليقتدوا بنهجه، فالناصرية اقصر الطرق لتحقيق المعجزات.


ايوب صابر 01-04-2012 04:11 PM

تفضل وشارك في الحوار على الرابط ادناه:

عنوان الحوار : هل يمتلك البعض القدرة على التوقع؟

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7713

إن كان اليتم سبب في القدرة على التخيل فهل هو ايضا سبب في القدرة على التوقع؟

بانتظاركم هناك حيث يجري حوار ساخن؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

ايوب صابر 01-06-2012 12:21 PM

توقعات 2012 : هل يمتلك البعض القدرة على التوقع؟؟؟....شارك في الحوار

على الرابط التالي :

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7713

ايوب صابر 01-12-2012 01:39 PM

هل يمكن اكتساب القدرة على التوقع؟؟؟؟
شارك معنا في الحوار الساخن على الرابط التالي:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7713

ايوب صابر 01-16-2012 11:46 PM

عزيزي الزائرالكريم

ان كنت وصلت الى هنا فلا بد انك الان قد اقتنعت بالدور الطليعي الذي قام به الايتام عبر التاريخ ، ولا بد انك توافق على اهمية رعاية وكفالة الايتام، لنصنع منهم عظماء في كل المجالات.
دعنا إذا نُعرِفّ العالم باهمية هذا الدور الذي لعبه الايتام عبر التاريخ واهمية الرعاية والكفالة لهم من خلال ارسال هذا الرابط الى اكبر عدد ممكن من الناس، ولتبدأ بقائمتك اصدقائك البريدية ولتطلب منهم اعادة ارسالها حتى يتعرف الناس على اهمية اليتيم وكفالته:


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512&page=111


ولك الشكر ،،،

ايوب صابر 01-21-2012 12:35 PM

عزيزي الزائرالكريم


ان كنت يتيم و وصلت الى هنا، فلا بد انك الان قد اقتنعت بأن سر عبقريتك يكمن في يُتمك.....

ولا بد انك اصبحت مدركا أن بالدور الطليعي الذي تقوم به انت ويقوم به غيرك من الايتامعبر التاريخ سره يكمن في اليتم...فهو مفجر الطاقات وشاحذ الهمم ومولد الابداعات وصانع العظماء...

وعليه لا بد انك الان توافق معي على اهمية نشر الوعي الى التالي:
- اليتم هو سر العبقرية والابداع في اعلى حالاته.
- الايتام مشاريع العظماء.
- الايتام عظماء المستقبل.
- رعاية وكفالة اليتيم واجب ديني واخلاقي وانساني ووطني ..وليس شفقة واحسان.
- اهم استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في عقل يتيم.

وعليه ...دعنا إذا نُعرِفّ العالم باهمية هذا الدور الذي يلعبه الايتام في المجتمعات واهمية الرعاية والكفالة لهم .

وليبدأ هذا الجهد بتعريف الناس بذلك من خلال ارسال هذا الرابط الى اكبر عدد ممكن من الناس، ولتبدأ بقائمتك اصدقائك البريدية ولتطلب منهم اعادة ارسال الرابط الى ان تصل المعلومة لكل ذي لب وقلب ...

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512&page=111

ولك الشكر ،،،


الايتام مشاريع العظماء ....وهم بحاجة لدعمك ورعايتك واهتمامك ولتتذكر ان اهم استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في عقل يتيم.


ايوب صابر 01-25-2012 03:06 PM

غاندي
القائد الذي تمكن من تحويل الطاقات الذهنية إلى سلاح خارق حارق متفجر.

يعتقد البعض خطأ أن غاندي هو صناعة انجليزية لإغراض محاربة أعداء بريطانيا بأيدي هندوسية وبهدف فرض السيطرة على القارة الهندية. ويستغرب كثيرون ويحتارون في كيف تمكن هذا الرجل العظيم من هزيمة بريطانيا العظمى واجبرها على منح الاستقلال للهند من خلال أسلوبه الفريد بالمقاومة السلبية واللاعنف.

ولكن المحلل لسيرة حياة هذا الرجل الأسطوري يعرف بأن دماغه كان يعمل بطاقة البوزيترون، الذي تدفق في ثنايا دماغه كنتيجة ليتمه المبكر. فالمعروف ان غاتدي ولد في عام 1869، وفقد الأب قبل أن ينهي المدرسة الثانوية.

ولا شك أن ليتمه المبكر هذا كان أعظم الأثر على شخصيته، وتدفق طاقت عقله التي جعلت منه عظيما أسطوريا.

وعلى الرغم انه تم تزويجه وهو في سن الثالثة عشره من طفله اصغر منه سنا لكنه وفي سن السابعة عشرة كان يعيش في عزلة عن العالم كما تذكر سيرته الذاتية. ولكن موت الأب وتلك العزلة لم تكن نهاية المآسي عنده، فقد سافر وهو في مقتبل العمر بعيدا عن الهند إلى بريطانيا عام 1882 لدراسة القانون، وعاش في الشهور الأولى من إقامته في لندن في حال من عدم التوازن. ثم عاد غاندي إلى الهند في تموز عام 1890، ( وهو في سن 21 ) بعد حصوله على الإجازة الجامعية التي تخوله ممارسة مهنة المحاماة، إلا أنه واجه مصاعب كثيرة، بدأت بفقدانه والدته التي غيبها الموت، واكتشافه أن المحاماة ليست طريقاً مضمونةً للنجاح.

ولا شك أن غربته ثم موت أمه إضافة إلي فقده للأب في سن مبكر قد ضاعف تدفق الطاقات البوزيترونية في دماغه وجعله إنسانا فذا فريدا في قدراته العقلية وشخصيته القيادية. ونجد أنه قد واجه في الهند بعد عودته مصاعب جمة مثل عجزه عن الحصول على عمل مناسب فعمل كاتبا للعرائض لعدة سنوات، واضطر بعدها للسفر إلى جنوب إفريقيا للعمل هناك.

وفي جنوب إفريقيا برزت صفاته وسماته القيادية فبدأ كفاحه السلمي في مواجهة تحديات التفرقة العنصرية والظلم. وكان غاندي في الرابعة والعشرين من عمره عندما هبط في جنوب إفريقيا، ووجد ان جحيم الشقاء في جنوب إفريقيا أعظم من جحيم الشقاء في الهند. فقد كان الألوف من العمال الهنود يعانون من الظلم والاضطهاد، ويخضعون لقانون التمييز العنصري، الذي لم ينجو منها غاندي نفسه، فهو، مثلا ، لم يجد فندقاً يقبله لأنه ملون، كما أمره المفتش في القطار بمغادرة حافلة الدرجة الأولى على الرغم من دفعه ثمن البطاقة كاملاً، وكما تعرض لموقف مشابه عندما طلب منه القاضي الإنكليزي أثناء المحاكمة نزع عمامته واصفاً إياه بالآسيوي والتي كانت في نظر الأوروبيين والإنكليز تعني (المحتقر). وكيفما توجه كان يقابل بالازدراء فقرر أن يطلق الصبر وأن يبادر إلى النضال دفاعا عن حقوق الفرد وكرامة الإنسان.

ولا غرابة إذا أن نجد غاندي الذي اكتوى بنار اليتم والغبرة والحرمان أن يتحول إلى قائد عظيم تفجرت في ذهنه طاقات البوزيترون مثله مثل كل القائدة الأفذاذ الذين تفجرت في أذهانهم طاقات لا محدودة فجعلتهم قادة أفذاذ يمتلكون كرزما طاغية وسحرية قادرة على تحشيد الجماهير.

ولا غرابة أن نجد هذا الرجل حامل شهادة القانون، وخريج الجامعات البريطانية، أن ينهض للدفاع عن أبناء جلدته، وأن يبدأ نجمه يلمع، وان يبدأ العنصريون يحسبون له ألف حساب بعد أن قام بدعوة الهنود في جنوب أفريقيا إلى الاتحاد والتضامن لمقاومة كل ظلم يلحق بهم.

ويبدو أن غاندي مثله مثل كل قائد كرزمي فذ نجح في تسخير قواه الذهنية البوزيترونية المتفجرة في التوعية والإرشاد المنظم والقيادة الفذة، فألتفت الجماهير الهندية في جنوب إفريقيا حوله، وقد تسبب له هذا النشاط في أن يودع السجن هو وزوجته ثم ليعيش حياة تقشف وزهد.

ولكن نضاله في جنوب إفريقيا لا يعادل شيئا إذا ما قورن بالنضال الذي قاده هذا القائد الكرزمي الفذ في شبه الجزيرة الهندية التي عاد إليها في عام 1915 .

فهناك بادر إلى تحريض الشعب على الثورة ضد الإقطاعيين، فأعلن الفلاحون العصيان المدني، فما كان من المدعي العام الهندي إلا أن يأمر بسجنه، ولكن أطلق سراحه تفاديا للفتنة وردة الفعل الجماهيرية، فعاد إلى نشاطه مجدداً.

ثم باشر غاندي وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى نضاله ضد الاستعمار البريطاني، واعتمد لذلك أسلوب فريد من بنات أفكاره وهو أسلوب لم يسبقه له احد يقوم على مبدأ (المقاومة السلبية ) حيث اعتبر هذا النهج انتصارا للحقيقة بقوة الروح والمحبة.

وكان مبدأ اللاعنف وسيلته لبلوغ الاستقلال. وقد طور غاندي نهجه بالمقاومة السلمية ليصبح نهجا كاملا، ومدرسة، و وسيلة فريدة ومتميزة من وسائل المقاومة، على الرغم من الرد العنيف للقوة الاستعمارية حيث قتلت وسجنت، لكن غاندي حافظ على أسلوبه النضالي السلمي وكان دائما يدفع الناس إلى التهدئة والصبر.

لكن الصبر كان مفتاح النضال عنده فقط، فما لبث غاندي أن حث الناس على عدم التعاون وأعلن خطة اللاتعاون مع الإنكليز حتى يرضخوا ويعيدوا إلى الهند حقها واستقلالها، وقد شملت هذه الخطة دون حصر على: التخلي عن الألقاب ورتب الشرف، رفض شراء سندات القروض التي تعقدها الحكومة، إضراب المحاكم ورجال القانون عن العمل، فصل الخصومات بالتحكيم الأهلي، و رفض المناصب المدنية والعسكرية، مقاطعة مدارس الحكومة والوظائف على اختلاف مراتبها، والعمل على الاستقلال الاقتصادي عن الانجليز.

وقد استجاب له الناس وتعاونوا معه..وقد تنقل هذا القائد العظيم بين المناطق وحمل المغزل لينسج القطن الذي كان يباع بابخس الأثمان للانجليز، وذلك ضمن حربه الاقتصادية التي أعلنها لإجبار الاحتلال على منح الهند الاستقلال. كما انتشرت هذه الفكرة بسرعة مذهلة فراح مئات الألوف من السكان يحرقون الأقمشة الإنكليزية ويعتبرونها رمزاً للعبودية والاستعمار.


ثم طور غاندي منهجه المقاوم، فتبنى العصيان المدني، وطالب في تلك الأثناء بإعادة الاعتبار للمنبوذين الذين لا يقل عددهم عن الستين مليون نسمة فلقي منهم تجاوباً عظيماً وخصوصاً لما أعلن أمام الجماهير قائلاً : خير لي أن أقطع إرباً من أن أنكر إخواني من الطبقات المدحورة وإذا قدر لي أن أبعث حياً بعد موتي فأقصى مناي أن أكون من هؤلاء (المنبوذين ) لأشاطرهم ما يتلقون من إهانات وأعمل على إنقاذهم.

كما رأى المرأة مظلومة متأخرة فطالب بمساواتها مع الرجل وحثها على الكفاح للحصول على حقوقها كاملة.

وعلى الرغم من الدماء التي سفكت من قبل الانجليز في العام 1921 فقد استمر غاندي في دعوته إلى اللاعنف والنضال السلمي، كما أعلن تضامنه التام مع المسلمين كرد على محاولات الانجليز التفريق الطائفي بين طوائف الشعب الواحد.

لتلك الأسباب قامت القوة الاستعمارية بإلقاء القبض من جديد على غاندي بتهمة التحريض على حكومة صاحب الجلالة، وبهدف سحق حركة التحرير في الهند، وحكم عليه هذه المرة بالسجن لمدة ثلاث أعوام. ولما دخل السجن اشتدت المقاومة وغمرت الهند نقمة عارمة على الإنكليز وازداد المناضلون إقداماً وتأثر الرأي العام العالمي وبدأت المطالبة في الدول الأوروبية بإرغام بريطانيا على إنصاف المظلومين واحترام حقوق الأمة الهندية.

أمضى غاندي عامين في السجن، وتم إخراجه منه نتيجة سوء حالته الصحية. وفي عام 1924 في الرابع من شباط وعند خروجه اعتزل غاندي النشاط السياسي، واعتكف مؤقتاً ليستعيد صحته المتداعية. وعند عودته إلى العمل السياسي أعلن المبادئ التالية في تطوير لمنهجه السلمي المقاوم: اتحاد الطوائف هو السبيل الوحيد إلى الاستقلال، المنبوذون مواطنون، لا تعاون مع السلطة الإنكليزية المستعمرة، إتباع اللاعنف قولاً وفعلاً، مكافحة المظالم وإنصاف العمال والفلاحين.

واتخذ غاندي في العام 1930 خطوة عملية بالغة الأهمية حيث قاد ما يعرف بمسيرة الملح والتي استغرقت 24 يوم، وكانت تهدف إلى تحدي احتكار الحكومة الإنكليزية لاستخراج الملح والذي كان الهنود يستهلكونه بكميات كبيرة.

وبعد النصر الذي حققه من خلال هذه المسيرة انتقل غاندي في العام 1932 لمعالجة مشاكل المنبوذين وانتصر من جديد على السياسة البريطانية العنصرية ضد هذه الطبقة من خلال صيام كاد يؤدي بحياته.

واستمر في النضال وتوحيد الصفوف وتنمية الإدراك في عقول الجماهير والدعوة للاعتصام حتى استطاعت الهند انتزاع استقلالها في 15 آب 1948 حيث أعلنت بريطانيا الجلاء في حزيران عام 1948 .

وقد توفي غاندي ابو منهج المقاومة السلمية في 30 كانون الثاني من عام 1948 بعد إطلاق النار عليه من قبل أحد المتطرفين الهندوس الذين اعتبروه متساهلاً أكثر مما تسمح به مصلحة الهند.

وخلاصة القول،،،

لقد تمكن هذا القائد الأسطوري وباستخدام نهج المقاومة السلمية من هزيمة أعظم إمبراطورية في التاريخ، تلك هي الإمبراطورية البريطانية والتي كانت الشمس لا تغييب عنها وعن أملاكها ومستعمراتها.

ولا شك أن نجاحه المدوي والأسطوري ذلك هو الذي أدى في النهاية إلى إجبار بريطانيا التخلي عن استعمار شبه القارة الهندية، وهو خير مؤشر على مدى القوة التي كان يتمتع بها ذلك القائد الفذ الأسطوري.

تلك القوة التي أتقن استخدامها وتسخيرها ضمن آليات ذكية، فتسببت في إيقاع أعظم الضرر لبريطانيا الاستعمارية، فكان الهروب والخروج من ذلك المستنقع هو السبيل الوحيد أمامها.

لقد تمكن هذا القائد الفذ من تحويل طاقات ذهنه البوزيترونية إلى سلاح خارق حارق متفجر، فتسبب في إيقاع اشد الضرر في جسد القوة الاستعمارية الغاشمة. وفي ذلك ما يشير إلى أن نهج المقاومة السلمية لم يكن دليل ضعف، بل العكس تماما، خاصة عندما يلاحظ المحلل والدارس بأن هذا النهج لم يكن عشوائيا بل كان نهجا متكاملا، يقوم على أسس مدروسة ومنظمة ومخطط لها.

فأولا نجده قد تعلم القانون في بلاد الاستعمار. ولم يتردد عندما لم يجد عملا مناسبا أن يعمل في مهنة كاتب عرائض أمام المحاكم على الرغم من تأهيله الجامعي. ونجده قد قابل الازدراء والاحتقار الذي تعرض له بالصبر أولا، ثم طلق الصبر ليبادر إلى رفع الصوت دفاعا عن حقه وحقوق الفرد وكرامة الإنسان. وقد سعى لذلك بعدة طرق من بينها استثمار وسائل الأعلام الجماهيرية. وقد استثمر كافة الوسائل لدعوة أبناء جلدته إلى الاتحاد والتضامن لمقاومة كل ظلم.
ثم نجده قد نجح في دوره الإرشادي، واستمر في توعية الجماهير بحقوقهم. واستمر في نضاله حتى بعد أن أودع السجن كعقاب له على نشاطه الجماهيري التحريضي والتثقيفي. كل ذلك حينما كان يعيش بين أبناء جلدته في جنوب إفريقيا. ولما عاد إلى الهند قام أولا على دراسة الواقع الاجتماعي في بلده الذي غاب عنه لسنوات. وبادر إلى تحريض الشعب أولا على الثورة ضد الإقطاعيين.

وعلى الرغم من المصاعب وردود الفعل العنيفة للقوة الاستعمارية نجده قد حافظ على أسلوبه في النضال السلمي، وكان دائما يدفع الناس إلى التهدئة والصبر. ثم ما لبث أن حث الجماهير على عدم التعاون مع الاستعمار بكافة أشكاله. ثم اخذ يتنقل بين الجماهير ويعمل معهم بيديه في صناعة الغزل من اجل استثمار المواد القطنية الخام التي كانت تباع بابخس الأثمان للدولة المستعمرة وكان بذلك يقود بنفسه حربا اقتصادية شرسة ومكلفة للمحتل.

ولكنه لم يتوقف هناك فقد دعا إلى العصيان المدني، وسعى إلى إعادة الاعتبار إلى الشرائح المهمة من المجتمع وعلى رأسهم شريحة المنبوذين وهي شريحة ضخمة تجاوز عددها الستون مليونا. كما انه كان واعيا لدور المرأة في المجتمع وسعى إلى تحريرها من الظلم وطالب بمساواتها مع الرجل وحثها على الكفاح للحصول على حقوقها كاملة.

وعلى الرغم أن العنف استمر ضده وضد الجماهير التي التفت حوله، لكنه استمر في التمسك بنهجه السلمي، ولم يغير إستراتيجيته في الكفاح. وقد سعى إلى بث روح التضامن بين الطوائف المتعددة التي ظل الاستعمار يحاول تفريقها وتشتيت طاقاتها ودفعها إلى التقاتل فيما بينها. وحينما أودع السجن من جديد اشتدت المقاومة وازداد المناضلون إقداما.

وبعد أن أمضى عامان في السجن عاد للعمل السياسي بعد اعتكاف قصير، وأعلن عدة مبادئ طور فيها منهجه السلمي المقاوم. ومن ذلك تأكيده على وحدة الطوائف واعتبر أن ذلك هو السبيل الوحيد إلى الاستقلال. كما أكد على مساواة الطبقات المهشمة ببقية أفراد الأمة. وأكد على مبدأ عدم التعاون مع السلطة المستعمرة، وضرورة إتباع مبدأ اللاعنف قولا وفعلا، وأخيرا أكد على مكافحة المظالم وإنصاف العمال والفلاحين.

ولم يتوقف هناك فقد قام لاحقا بخطوة عملية بالغة الأهمية، حيث قاد شخصيا مسيرة جماهيرية ضخمة عرفت بمسيرة الملح استغرقت 24 يوما، وكانت تهدف إلى تحدي احتكار الحكومة الانجليزية لاستخراج الملح، والذي كان الهنود يستهلكونه بكميات كبيرة.

ولقد اثبت ذلك النهج المقاوم جدواه في آخر الأمر، فأصبح التواجد البريطاني مكلفا جدا، فانسحبت بريطانيا، وتحررت الهند ونالت الاستقلال.

كل ذلك بفضل هذا القائد الكرزمي، الأسطوري، الفذ، الذي عمل دماغه بطاقة البوزيترون فطور نهجا سلميا مقاوما حقق نتائج اعجازيه مذهله.

ولا عجب إذا أن يكون غاندي من الزعماء القلائل الذين ينالون شهرة واسعة في هذا العصر. وان يلقب ببطل المقاومة السلمية، وأن يطلق عليه اسم ( المهاتما ) أي الرجل العظيم لأنه قاد الملايين على طريق الحرية بقوته ذهنه البوزيترونية التي أدهشت وما تزال تدهش العالم.

ومن الطبيعي أن يظل غاندي ملهما للكثيرين من الناس لمئات السنوات القادمة ، وان يلقب بابو الأمة الهندية .

وما كان لـ غاندي أن ينجح في مسعاه ويحقق أغراضه من خلال نهجه السلمي المقاوم والذي اتخذ عدة أشكال منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت... لولا انه كان قائدا أسطوريا، كرزميا فذا.

وما كان لمنهج اللاعنف أن يكون كما كان يقول عنه غاندي نفسه" إن اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية..إنها أقوي من أقوي سلاح دمار صنعته براعة الإنسان" لولا أن دماغ غاندي عمل بطاقة البوزيترون.

وما كان دماغه ليعمل بتلك الطاقة اللامحدودة والاعظم، والاشد فتكا... لولا انه كان يتيما.

ايوب صابر 01-26-2012 09:49 AM


عزيزي الزائرالكريم

ان كنت يتيم و وصلت الى هنا، فلا بد انك الان قد اقتنعت بأن سر عبقريتك يكمن في يُتمك.....


ولا بد انك اصبحت مدركا أن بالدور الطليعي الذي تقوم به انت ويقوم به غيرك من الايتامعبر التاريخ سره يكمن في اليتم...فهو مفجر الطاقات وشاحذ الهمم ومولد الابداعات وصانع العظماء...


وعليه لا بد انك الان توافق معي على اهمية نشر الوعي الى التالي:
- اليتم هو سر العبقرية والابداع في اعلى حالاته.
- الايتام مشاريع العظماء.
- الايتام عظماء المستقبل.
- رعاية وكفالة اليتيم واجب ديني واخلاقي وانساني ووطني ..وليس شفقة واحسان.
- اهم استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في عقل يتيم.


وعليه ...دعنا إذا نُعرِفّ العالم باهمية هذا الدور الذي يلعبه الايتام في المجتمعات واهمية الرعاية والكفالة لهم .


وليبدأ هذا الجهد بتعريف الناس بذلك من خلال ارسال هذا الرابط الى اكبر عدد ممكن من الناس، ولتبدأ بقائمتك اصدقائك البريدية ولتطلب منهم اعادة ارسال الرابط الى ان تصل المعلومة لكل ذي لب وقلب ...

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512&page=111

ولك الشكر ،،،


الايتام مشاريع العظماء ....وهم بحاجة لدعمك ورعايتك واهتمامك ولتتذكر ان اهم استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في عقل يتيم.

ايوب صابر 01-28-2012 04:37 PM

عزيزي الزائرالكريم


ان كنت وصلت الى هنا فلا بد انك الان قد اقتنعت بالدور الطليعي الذي قام به الايتام عبر التاريخ ، ولا بد انك توافق على اهمية رعاية وكفالة الايتام، لنصنع منهم عظماء في كل المجالات.

دعنا إذا نُعرِفّ العالم باهمية هذا الدور الذي لعبه الايتام عبر التاريخ واهمية الرعاية والكفالة لهم من خلال ارسال هذا الرابط الى اكبر عدد ممكن من الناس، ولتبدأ بارسال الرابط الى اصدقائك المشمولين في قائمتك البريدية، ولتطلب منهم اعادة ارسالها حتى يتعرف الناس على اهمية الدور الذي يلعبة الايتام في صناعة الحضارة وبالتالي اهمية رعاية وكفالة الايتام:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512&page=111


ولك الشكر ،،،

ايوب صابر 02-05-2012 08:15 PM

عزيزي الزائرالكريم


ان كنت يتيم و وصلت الى هنا، فلا بد انك الان قد اقتنعت بأن سر عبقريتك يكمن في يُتمك.....

ولا بد انك اصبحت مدركا أن بالدور الطليعي الذي تقوم به انت ويقوم به غيرك من الايتامعبر التاريخ سره يكمن في اليتم...فهو مفجر الطاقات وشاحذ الهمم ومولد الابداعات وصانع العظماء...
وعليه لا بد انك الان توافق معي على اهمية نشر الوعي والادراك الى التالي:
- اليتم هو سر العبقرية والابداع في اعلى حالاته.
- الايتام مشاريع العظماء.
- الايتام عظماء المستقبل.
- رعاية وكفالة اليتيم واجب ديني واخلاقي وانساني ووطني ..وليس شفقة واحسان.

وان
- "اهم استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في عقل يتيم"..... من كتابي "الايتام مشاريع العظماء".
وعليه ...دعنا إذا نُعرِفّ العالم باهمية هذا الدور الذي يلعبه الايتام في المجتمعات واهمية الرعاية والكفالة لهم .


وليبدأ هذا الجهد بتعريف الناس بذلك من خلال ارسال هذا الرابط الى اكبر عدد ممكن من الناس، ولتبدأ بقائمتك اصدقائك البريدية ولتطلب منهم اعادة ارسال الرابط الى ان تصل المعلومة لكل ذي لب وقلب ...

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512&page=111


ولك الشكر ،،،


الايتام مشاريع العظماء ....وهم بحاجة لدعمك ورعايتك واهتمامك خاصة اذا كنت قد عشت الم اليتم في طفولتك....

ولتتذكر دائما ان "اهم استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في عقل يتيم".

ايوب صابر 03-26-2012 02:21 PM

ليو تولستوى

لطيم...تجاربه الصادمة المبكرة جعلت عقله يعمل بطاقة بوزيترونية هائلة فحقق انجازات ندر مثيلها!

المتفحص لحياة الكاتب الروسي الأشهر ليو تولستوي ومن ثم صفاته، وسماته، وسلوكياته، وبعد ذلك كله انجازاته يجد انه مثال للشخص الذي يتعرض لأكثر من تجربة صادمة في الطفولة المبكرة، وهو الأمر الذي جعل دماغه يعمل بطاقة البوزيترون اللامحدودة وفي أعلى حالاتها على ما يبدو، والذي انعكس بوضوح على سلوكيات هذا العبقري الفذ وسماته وصفاته الشخصية ومن ثم انجازاته المتعددة والعبقرية حد الإبهار.

ولد ليو تولستوي عام 1828 في ضيعة صغيرة تمتلكها عائلته الارستقراطية، و توفيت أمه بعد ولادته بعامين، ثم ما لبث أن توفي والده أيضا، حيث أصبح لطيما (أي فاقد الأب وألام) ليقوم بعض الأقارب بتربية وإخوته علما بأنه يأتي في الترتيب الرابع من بين خمسة أطفال.

صحيح أن وضعه العائلي الارستقراطي الميسور قد وفر له الفرصة للدراسة إلى أن وصل إلى الجامعة, ولكننا نجد بأنه لم ينسجم مع النظام التعليمي العام، وقد وصفه أساتذته بأنه غير قادروغير راغب في الدراسة، كما هو حال الكثير من العباقرة العظماء.

وفي الجامعة ما لبث أن ضجر من الدراسة فترك الجامعة قبل أن يتخرج، وعاد إلى مسقط رأسه عام 1847 ليبدأ بتعليم نفسه بنفسه، فصار يقضي الساعات الطوال، ينهل من مصادر العلم والمعرفة.

وعن هذه الفترة من حياته، كتب تولستوي ثلاث روايات هي: الطفولة (Childhood)، والصبا (Boyhood)، والشباب(Youth).

ولا شك أن في ذلك مؤشر مبكر إلى مصادر الآمة وقلقه واضطرابه، كما انه مؤشر إلى تلك الطاقة الاستثنائية التي كانت تعتمل في ذهنه كنتيجة ليتمه المزدوج والمبكر.

ولا غرابة أن يكون موضوع رواياته الثلاث الأولى هي أحداث حياته الشخصية الحافلة فهي حتما روايات سجل فيها سيرته الذاتية وتوليدها كان ضرورة نفسية لحاجته للتفريغ مما كان يعتمل في داخله من اثر مآسية الصادمة.

وما كانت هذه الروايات الأولى أن يكون لها قيمة أدبية لولا أنها عكست مجريات حياته المبكرة الصادمة وشديدة الدرامية والاضطراب من ناحية، ومن ناحية أخرى تولدت عن ذهن تدفقت في ثناياه طاقة البوزيترون الهائلة كنتيجة لمأساوية، وكارثية ما جرى للكاتب وما وقع له من أحداث درامية صادمة أولا بفقده لأبويه ومن ثم عيشه لطيما لدى أقارب له.

ويجد المحلل بأن ليو تولستوي قد امتلك مجموعة من الصفات والسمات الاستثنائية المتميزة واتصف بسلوكيات فريدة من نوعها تصل إلى حد الغرابة والإدهاش. كما انه تمكن من توليد نصوص إبداعية تأتي في أعلى السلم من حيث القيمة والوزن الإبداعي والتأثير والشهرة والانتشار.

ويجد المدقق انه تمكن من توليد آثار أدبية عالمية في مستواها وإنسانية في ابعادها، وقد ترجمت إلى معظم لغات العالم، وانتشرت بشكل هائل، وأعيدت طباعتها مئات المرات.

ومن الطبيعي ان تكون هذه الأعمال الأدبية مثيرة للجدل، فتلقاها البعض بإعجاب والبعض رفضها بحجة أنها تحتوى على خلل فني يتمثل في إعطاء الأحداث الثانوية في رواية (أنا كرنينا مثلا)، وزن وأهمية، وعلى غير ما هو معتاد في الأعمال الروائية، وهو ما يشير إلى تفرده في الأسلوب، وأصالته في الشكل والمضمون.

كما يعزوا بعض النقاد روعة رواية (آنا كارنينا) والتي قضى في كتابتها أربعة سنوات كاملة، إلى براعة تولوستوي في التداخل مع الحدث في جريانه...فأحداث الرواية ساحةتتحرك في رحابها طبقة من النبلاء الروس الذين تخلوا عن نظام القنانة وانتقلوا منالإقطاع القديم إلى ارستقراطية جديدة.

وقد استطاع أن يغوص إلى عمق القلب الإنساني النابض بالعاطفةوالأحاسيس والمشاعر، ووان يصور ذلك في اعماله الابداعية باتقان وشفافية مذهلة.

ويرى البعض الآخر انه استطاع أن يفهم هذا القلب الإنساني بمقدرة غير عادية فكان اقرب إلى الطبيب النفسي الخبير والمتمكن. كما أنهتمكن من استحضار الحياة بدفقها إلى كل ما كان يصفه، ويسعى إلى رؤية الحقيقة العاريةالكامنة فيه وهو ما يشير إلى قدرة هائلة على الحبك وتوليد نصوص متفوقة في تركيبتها وأثرها الأدبي.

ولذلك يعتبره كثيرون من ابرز الشخصيات الأدبية في عصره، وأكثرهاتأثيراً في الأدب الروسي، والأدب العالمي على حد السواء. ونجده قد تربع على عرش الأدب الواقعي. وترجمت أعماله إلى عدة لغات، ليصبح واحد من أعظمالروائيين على الإطلاق. ولكنه تمكن من الكتابة الخيالية أيضا وأبدع فيها على التوازي مع الكتابة الواقعية.

كما نجده قد أبدع في كتابة بعض الأعمال المسرحية والمقالات وغيرها من الأنماط الأدبية.

فلم يكن توليستوي روائي فقط، وإنما كان مصلحا اجتماعيا، وداعية سلام، ومفكر أخلاقي. ونجده كفيلسوف أخلاقي قد اعتنق، بل طور مدرسة فكرية فلسفية متكاملة تبنت أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف، وتبلورت تلك الأفكار في كتابه ( مملكة الرب بداخلك )، وهو العمل الذي يقال بأنه أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتاما غاندي ومارتن لوثر كنجالذين تبنيا هذه الأفكار في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.

كما لم يقتصر إبداع ليو توليستوي على الإبداع الأدبي أو الفكري والفلسفي والأخلاقي بل نجده كان مهتما بالفن ودوره بشكل عام، وقد كتب لهذه الغاية كتاب اسماه " ما الفن؟ " أوضح فيه أن الفن ينبغيأن يُوجِّه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطًايخاطب عامة الناس.

كل ذلك يشير إلى أن ليو توليستوي كان متعدد المواهب وانه أبدع وبرع في عدة مجالات في نفس الوقت.

ومن الناحية الشخصية نجد أن ليو توليستوي قد عاش أنسانا مهموما، شغله هم تحديد الهدف من الحياة وارقه. ويمكن النظر إلى حياته على أنها عبارة عن رحلة للبحث عن الحقيقة وتحديد ذلك الهدف من الحياة.

كما انه كان يفكر في مسألة الموت وتساءل لماذا نموت؟ ولماذا نخاف من الموت؟ وكتب عن ذلك كتاب خلص فيه إلى أنه كلما زاد وعينا انفصلنا عنالطبيعة وعن المجموعة البشرية ونحن نتألم لهذا الوعي وهذا الانفصال عندالموت.

ونجد أيضا أن تولستوي عندما تخلى عن دراسته الجامعية قد سئم حياته في مرحلة الشباب فالتحق بالجيش وشارك في بعض المعارك. ونجده قد سافر على اثر تقاعده من الجيش إلى أوروبا الغربية، وهناك أعجب بطرق التدريس، ولما عاد إلى مسقط رأسه حاول تطبيق النظرياتالتربوية التقدمية التي عرفها في أوروبا الغربية، ومن اجل تحقيق تلك الغاية فتح مدرسة خاصة لأبناء المزارعين، وأنشأمجلة تربوية تدعى (ياسنايا بوليانا) شرح فيها أفكاره التربوية ونشرها بينالناس لكن تجربة التربوية الفريدة ما لبثت أن أجهضت بسبب ملاحقة البوليس السري له.

كما انه رأى بأن على الإنسان أن يعيش حياته بجدية ونظام صارم، وعليه أن يتمتع بقوة وأن يُصارع كل المثبطات، فإذا أخطأ بدأ من جديد، وكلّما خسر عاود الكفاح منجديد، موقِناً أن الخلود إلى الراحة إنما هو دناءة روحية وسقوط. وكان يلوم نفسهبشده إذا أحسّ منها تهاوناً أو تراجعاً. ونجده قد شعر وهو في العشرينات من العمر بعذاب الضمير ورأى أن الحياة مع الندم محض عذاب، إلى حد انه ظن بأن قلته لنفسه أهون عليه من أن تمر عليه أيام قليلة دون أن يقوم بفعل شيء ينفع الناس وهو ما يشير إلى انه طور فلسفة حياتيه لا بد أنها ساعدته للتعامل مع ميوله الانتحارية التي قد تظهر عند البعض كنتيجة لوفرة الطاقة الذهنية وعدم الإحساس بالقيمة الذاتية من خلال تحقيق منجزات إبداعية.

ونجده انه كانا معارضا شرسا للتفكير الديني التقليدي. فقد عارض الكنيسة وقاوم سلطتها، وتبنى الدعوة لعدم الاستغلال والتسلط، ولذلك لم تقبل الكنيسة آراء تولستوي التي انتشرت بسرعة كبيرة وأصبح له أتباع كثر، فكفرته الكنيسة وأبعدتهعنها وأعلنت حرمانه من رعايتها.

ونجد أن ثورية ليو توليستوي لم تتوقف عند حدود رفض العنف، ورفض سلطة الكنيسة، ولكنه وعلى المستوى الشخصي اتخذ قرارا ثوريا نادرا حينما ترك عائلته الثرية وعاش حياة المزارعين البسطاء.

ومن سماته الشخصية الأخرى نجده قد تزوج امرأة تصغره بستة عشر عاما، وأنجبا 13 طفلا. لكنه كان متعدد العلاقات النسائية، وكان له طفل غير شرعي أيضا. مما يؤشر إلى حالة من عدم الاستقرار العاطفي وهو احد مظاهر الشخصية العبقرية التي تتمتع بطاقة ذهنية هائلة.

وعلى الرغم من ذلك يبدو أن زواجه كان مهما لصحته النفسية، وكان ملاذا له لتحقيق التوازن الذي افتقده كنتيجة لما كان يعتمل في ذهنه، وكنتيجة لوفرة تلك الطاقة البوزيترونية الهائلة، وكأن الأعمال الإبداعية الفذة لم تكن كافية لتفريغ شحنات الطاقة المتدفقة في دماغه.


وخلاصة القول،،

لا شك أن ليو توليستوي امتلك مهارة أدبية فذة وكان قادرا على توليد أعمال إبداعية عبقرية.

وواضح انه كان صاحب بصر وبصيرة وكان له دراية بالنفوس وبما يجول في خاطر الإنسان وتمكن من استثمار ذلك لتوليد نصوص اقرب إلى الحياة.

وكان ثوريا مجربا رفض الظلم والاستغلال والعنف ودافع عن المظلومين وأصبح بمثابة المواطن العالمي كما لقبه البعض.

ولا شك أن تجاربه الحياتية كانت غنية ودرامية مزلزلة. فلا عجب إذا أن تتصف أعماله بالجدية والعمق والطرافة والجمال كما يصفها البعض.

ولا عجب أن يتصرف على شاكلة ما تصرف، فيتخلى عن حياة الترف ليصطف إلى جانب الفقراء والمساكين من أبناء طبقة المزارعين ويحي حياتهم في سني عمره المتأخرة.

كل ذلك لأنه امتلك طاقة ذهنية لا متناهية. تلك هي طاقة البوزيترون التي تولدت لديه كنتيجة لظروف طفولته الصادمة....فحقق انجازات اعجازية في مجالات متعددة... فكان مثلا لمن توصله مآسيه إلى أعلى هرم الإبداع والانجاز العبقري المؤثر.

يتبع،

- مزيد من المقالات عن ايتام عملت عقولهم بطاقة البوزيترون!!!!!!!!

ارحب بتعلقياتكم.

ايوب صابر 04-12-2012 10:50 PM

مقولة
فياجرا دماغية

" الحروب ليست كلها شر..صحيح ان فيها الكثير من الالم، والموت، والخوف، والبؤس والشقاء، لكن مآسيها تفعل افاعيلها في الشعوب وهي مثل الفياجرا للدماغ، ولو دققنا وتعمقنا في تاريخ الشعوب لوجدنا انها كانت تنهض بشكل غير مسبوق بعد كل حرب فتبدع وترتقي في كل المجالات وتحقق قفزات حضارية غير مسبوقة".

ايوب صابر

ايوب صابر 04-13-2012 01:34 AM

عزيزي الزائرالكريم


ان كنت يتيم و وصلت الى هنا، فلا بد انك الان قد اقتنعت بأن سر عبقريتك يكمن في يُتمك.....

ولا بد انك اصبحت مدركا أن بالدور الطليعي الذي تقوم به انت ويقوم به غيرك من الايتامعبر التاريخ سره يكمن في اليتم...فهو مفجر الطاقات وشاحذ الهمم ومولد الابداعات وصانع العظماء...
وعليه لا بد انك الان توافق معي على اهمية نشر الوعي والادراك الى التالي:
- اليتم هو سر العبقرية والابداع في اعلى حالاته.
- الايتام مشاريع العظماء.
- الايتام عظماء المستقبل.
- رعاية وكفالة اليتيم واجب ديني واخلاقي وانساني ووطني ..وليس شفقة واحسان.

وان
- "اهم استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في عقل يتيم"..... من كتابي "الايتام مشاريع العظماء".
وعليه ...دعنا إذا نُعرِفّ العالم باهمية هذا الدور الذي يلعبه الايتام في المجتمعات واهمية الرعاية والكفالة لهم .


وليبدأ هذا الجهد بتعريف الناس بذلك من خلال ارسال هذا الرابط الى اكبر عدد ممكن من الناس، ولتبدأ بقائمتك اصدقائك البريدية ولتطلب منهم اعادة ارسال الرابط الى ان تصل المعلومة لكل ذي لب وقلب ...

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512&page=111


ولك الشكر ،،،


الايتام مشاريع العظماء ....وهم بحاجة لدعمك ورعايتك واهتمامك خاصة اذا كنت قد عشت الم اليتم في طفولتك....

ولتتذكر دائما ان "اهم استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في عقل يتيم".

ايوب صابر 04-17-2012 02:56 PM

بمناسبة تخطينا حاجز الـ 40,000 مشاهدة دعونا نتطلع على نموذج من قدرات الايتام الخارقة ونتسآءل :

- هل تولد الحياة من رحم الموت؟

شاهد هذا الفيديو وحاول قدر استطاعتك ان لا تبكِ؟؟؟!!! وأخبرني ( فقط ) اذا لم تبكِ...اتحداك ما تبكي؟؟؟؟!!!!:


http://www.youtube.com/watch?v=BewknNW2b8Y


هذا الفيديو هو جزء من برنامج الكورين لديهم مواهب أيضا وهو على شاكلة العرب لديهم مواهب أيضا:

- يقف الشاب ذو الوجه الحزين أمام المايكيريفون

- تسأله المذيع الأولى ما اسمك وكم عمرك؟
فيرد الشاب اسمي تشو سنج بونج وعمري 22 سنة. ويضيف لقد عشت ظروف صعبة للغاية، وأنا اشعر بعدم الارتياح للمشاركة في هذه المسابقة. فقط أريد أن أكون إنسان عادي مثل بقية الناس. أنا لا اغني بشكل جيد ولكني حينما اغني اشعر بأني أصبح شخص آخر.


- تسأل المذيعة الأولى : من منظرك لم استطع تحديد طبيعة عملك؟
يرد الشاب : أنا اعمل أجير يومي ( عامل يدوي ).


- تسأل المذيعة الأولى وهي تضحك بسخرية ..عامل بالأجرة اليومية!!
فيجيب الشاب نعم عامل.


- تسأل المذيعة الأولى: لم تكمل القسم المتعلق بالعائلة في طلب المشاركة في البرنامج ما هو السبب؟
فيرد الشاب: لقد تُركت وعمري 3 سنوات في ملجأ ، وعندما أصبحت في سن الخامسة هربت من الملجأ بعد أن تعرضت للضرب هناك.


- تسأل المذيعة: اذا كيف كنت تعيش منذ هروبك من الملجأ؟
فيرد الشاب : لقد قمت على بيع العلكة ومشروب الطاقة في الشوارع، لقد عشت في مثل تلك الظروف الصعبة لمدة عشر سنوات.


- تسأل المذيعة : هل كنت تعيش مع احد خلال تلك الفترة؟
فيرد الشاب: لا كنت أعيش لوحدي.


- إذا هل عشت لوحدك منذ ان كنت في الخامسة ؟
فيرد الشاب: نعم عشت على تلك الطريقة لمدة 10 سنوات. لقد كنت أنام في الدرج أو في الحمامات العامة. كنت أعيش لمدة عشر أعوام مثل الفراشة.


- تسأل المذيعة: هل ذهبت إلى المدرسة؟
فيرد الشاب: لا لم اذهب إلى المدرسة ولكني تقدمت لامتحان التأهيل الابتدائي والإعدادي ونجحت فيها ثم دخلت المدرسة الثانوية وكانت هي المدرسة الوحيدة التي انضم إليها.


فتعلق المذيعة ويبدو عليها علامات الانبهار والدهشة...واو...أنت غير معقول


- تسأل المذيعة : وماذا تريد ان تقدم لنا اليوم؟ هل تريد أن تغني؟
فيرد الشاب : نعم.


- فتسأل المذيعة : وهل تحب الغناء؟
فيرد الشاب : أنا غني لأنني أحب الغناء..وأنا أحب الغناء لأنه أول شيء أحببته خلال حياتي التي عشتها مثل الفراشة. أنا لا لست مغني جيد. لكنني أحب الغناء.


فتعلق المذيعة : دعنا نسمعك أذا؟!
يبدأ الشاب بالغناء وبمجرد أن يرتفع صوته يصاب الجميع بالدهشة وتظهر علامات الحزن ويبدأ الجميع تدريجيا بالبكاء.

وتنهمر الدموع بينما يخترق صوت هذا الشاب قلوب الملايين.
وبعد انتهاء الشاب من الغناء تعلق المذيعة وهي تبكي : أريد فقط أن أضمك.


- وتسأل المذيعة الأخرى : لماذا تريد ان تغني؟
فيرد الشاب: عندما كنت صغيرا، أشياء كثيرة سيئة حصلت لي، وقد تم بيعي إلى مكان ما. في احد الليالي وحينما كنت أبيع العلكة في نادي ليلي رأيت مطربا يغني على المسرح. لقد أعجبت جدا به. ومنذ ذلك الحين أصبحت أحب الغناء.


- إذا أنت تريد أن تصبح مغني؟
يرد الشاب: نعم.


- تسأل المذيعة واضح أن لديك قدرة ممتازة على الغناء فأين تعلمت الغناء؟
يرد الشاب: لو كنت استطيع لانضممت إلى الجامعة لدراسة الموسيقى ولكنني كنت استمع للغناء وأتمرن لوحدي.


تعلق المذيعة : مهما حصل في المسابقة أريد أن أساعدك في الحصول على دروس في الموسيقى والغناء.

يعلق المذيع: اعتقد انه يمكنك معرفة انك قدمت أداء رائعا من خلال ردة فعل الجمهور. لقد كان اداؤك رائعا.

وتعلق المذيعة : على الرغم من الحياة القاسية التي عاشها لكنه يركض بشغف نحو ما يريد فعلا. حتى أن الناس الموهوبين قلما يكون لديهم هذا الشغف في السعي نحو هدفهم.


يعلق المذيع : إن نغمة صوته تجذب عقول المستمعين بصورة سحرية.

وهل تعرفون ما هو السر في ذلك يا سادة يا كرام؟

أنها طاقة البوزيترون التي تشكلت في ذهنه لأنه يتيم وعاش ألما وبؤسا ومعاناة. وانتقلت الى عقول وقلوب المستمعين من خلال موجات صوته الشجي حامل تلك البوزيترونية فاذهلتها، فصفق له الجميع وبكوا. عدد المشاهدين له على اليو تيوب فقط وحتى الان تقريبا 18 مليون.

* يا حسرتي على ايتام العراق... بل يا لوعتي على الايتام في كل مكان.

ايوب صابر 05-03-2012 03:38 PM

وهذا العراقي الاسترالي الذي بكى العالم لا يعرف متى ولد ومن هم اهله وجد في صندوق احذية ثم في ملجأ ثم اخذ الى استراليا للعلاج وهناك تم تبنيه :


http://www.youtube.com/watch?v=HYF9x...eature=related

ايوب صابر 05-09-2012 02:18 PM

هل يحسم اليتم الانتخابات الرئاسية المصرية لصالح عمرو موسى؟

الموقع على الرابط التالي
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2012/05/07/276570.html

يشير إلى أن عمرو موسى يمتاز بعناصر وسمات وصفات القائد الفذ مثل الكرزيما والقدرة على التأثير والخطابة المؤثرة والدهاء والقدرة على المناورة والدبلماسية والمراوغة والقدرة على تحقيق الاهداف والوصول الى النتائج، وكلها من صفات الايتام.

واضح أن التحليل النفسي لشخصيته تؤكد على إنه يمتاز بقدرات استثنائية مرتبطة بيتمه وناتجه عنه.

- فهل هو المرشح الوحيد اليتيم؟
- وهل تحسم طاقات وقدرات وصفات وسمات الشخصية اليتيمة الانتخابات لصالح عمرو موسى؟

في تقديري الشخصي إذا كان عمر موسى هو المرشح الأكثر يتما من بين المرشحين والأكثر عصامية كما يقول الموقع فهو حتما سيكون الرئيس القادم لمصر، ليس فقط بسبب تلك الصفات والسمات الواضحة التي غالبا ما تتسم بها الشخصية القيادية اليتيمة وأهمها الكرزما ،

ولكن بسبب ذلك الكود والرابط السري الغير مرئي الذي يربط اليتيم بقلوب الناس وعقولهم، والذي يكون له في الغالب عظيم التأثير في الناس وخياراتهم حد السحر أحيانا.

وان كان عمرو موسى فعلا هو اليتيم الوحيد من بين المرشحين يمكنني القول سلفا (مبروك ) للرئيس عمرو موسى.

ايوب صابر 05-10-2012 03:05 PM

تعرف على سيكولوجية الايتام على الرابط التالي:-


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1288

ايوب صابر 05-21-2012 10:19 AM

الحالة النفسية لأبرز مرشحي الرئاسة المصرية
الاحد 20 مايو 2012

مفكرة الاسلام: رصد أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي د. أحمد عكاشة، الحالة النفسية لأبرز مرشحي الرئاسة المصرية.
فقد وصف د. عكاشة المرشح للرئاسة عمرو موسى بأنه يتميز بثقة كبيرة بنفسه، مؤكدا أنها ثقة مخيفة كونها لا تقبل الرأي الآخر بسهولة.
وأشار في هذا الصدد إلى رد فعل موسى عند سؤاله عن موقفه من المطالبة بإخضاع مرشحي الرئاسة للفحص الطبي والنفسي والعقلي، حيث قال: "إنه يجب أن يتم الحديث في هذا الموضوع باحترام، ولا يصح أن يتم طرح هذا الكلام".
وتعليقًا على ردة فعل موسى، قال عكاشة: "كان يجب على موسى أن يبتسم ولا يعترض ويعتبرها إهانة".
ويوصف عمرو موسى إلى جانب الفريق أحمد شفيق بأنهما مرشحا "الفلول" لانتخابات الرئاسة في مصر، حيث تولى كلاهما مناصب بارزة في نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ورأى د. أحمد عكاشة أن "شفيق شخصية عسكرية تتميز بالاحترام الشديد للذات والطاعة والولاء للأقدمية، بالإضافة للإتقان والانضباط في العمل"، لافتًا إلى أن "شفيق وموسى قادران على ضبط انفعالاتهما".
أما المرشح عبد المنعم أبو الفتوح، فأكد عكاشة أنه يتميز بالحماس والعاطفة الشديدة، وهذا أعطاه القبول لدى فئة كبيرة من الناس، وقال إن بكاء أبو الفتوح لحظة تقديمه لأوراق ترشحه كان صادقاً وليس تمثيلا.
وأضاف: "أبو الفتوح يعطي للمُشاهد صورةً من الثبات الانفعالي وعدم الحماس الشديد، إلا في بعض الحالات؛ لأن لديه قدرة كبيرة على التحكم بعواطفه، وعلى تقبل النقد".
وحول شخصية مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، قال ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي إن "محمد مرسي" يتمتع بقبول الناس لشخصه، وليس لتوجهاته الدينية.
ووصف "سليم العوا" بالرجل الفقيه بالقانون والدين، وله مصداقية كبيرة، مشيراً إلى أن جاذبيته الجماهيرية أقل، وقال: "في حال الانتخاب بطريقة عقلانية فإن العوا يعتبر الأصلح"، بحسب "العربية نت".
وعن المرشح الأصغر سنا "خالد علي" – 40 عاما- قال عكاشة: إن علي يتمتع بالحماس والكفاح من أجل العمال، وهو وجه مشرق، معتبرًا أن له فرصا أكبر سواء في الانتخابات الحالية أو القادمة.
وأكد عكاشة أن حمدين صباحي يتخذ موقف الدفاع عن الفقراء لتأثره بجمال عبدالناصر.
لكنه شدد على أنه لا يوجد من ضمن جميع المرشحين من يمتلك "الكاريزما" التي كان يتمتع بها جمال عبدالناصر.

===
في اي انتخابات حرة دائما يفوز (اليتيم)، وان كان عمرو موسى هو اليتيم الوحيد من بين المرشحين فهو سيفوز في الانتخابات المصرية، لكن ان كان هناك اكثر من يتيم من بين المرشحين فسوف يفوز بالانتخابات الاشد يتما.

دعونا نراقب ونرى؟؟؟!!!

ايوب صابر 06-02-2012 09:50 PM

أوراق ساخنة ( 9 ): سيكولوجية الأيتام


على الرغم أن هناك الكثير مما يشير إلى أهمية اليتم في تكوين شخصية اليتيم، وعلى الرغم من الآثار المهولة والواضحة لليتم على شخصية اليتيم، لم أجد وخلال بحثي عبر الانترنت سوى القليل من الدراسات التي تعالج سيكولوجية اليتيم تفصيلا. ووجدت أن اغلب هذه الدراسات تعالج فجيعة اليتم من منطلق ديني، وبهدف تبيان واجبات المجتمع وأفراده تجاه الطفل اليتيم وكيفية التصرف تجاهه. ولكننا لا نجد في مثل هذه الدراسات الدينية وصفا لأثر الفقد أو فجيعة اليتم على نفسية الطفل ولا وصفا لأثر اليتم على شخصية اليتيم في زمن لاحق من حيث القدرات والصفات والسمات والسلوك والمخرجات الإبداعية سواء كانت أدبية أو علمية أو قيادية في حالة التفريغ الايجابي أو التدميرية في حالة التفريغ السلبي لتلك الطاقات التي يبدو أنها تتولد عند اليتيم كنتيجة لفجيعة اليتم.
أما الدراسات المتخصصة في مجال علم النفس حول الموضوع فهي محدودة وتنحصر على ما يبدو في تحديد الأثر المؤلم لتجربة اليتم في الطفولة على نفس اليتيم (الطفل)، حيث يعتبر اليتم خبرة مؤلمة تؤثر على الطفل فيشعر مثلا بعدم الطمأنينة والتعاسة وهو ما يؤدي بدوره إلى شعور بالقلق وتكوين مفهوم سلبي عن الذات، فمثلا: تشير راوية الدسوقي في دراستها (18، 1996) أن الحرمان ألوالدي من خلال الطلاق أو الموت يؤثران على سمات شخصية الأبناء من حيث توافقهم النفسي ومفهومهم لذاتهم، وأكدت الدراسة المذكورة أن الأبناء يكونون شديدي التأثر بالتجارب المؤلمة والخبرات الصادمة كالطلاق أو الموت وان مثل هذه التجارب تمثل خبرة مؤلمة وهزة عاطفية لها تأثير على الصحة النفسية للأبناء.
ونجد أن دراسة ( محمود عكاشه 1986 ) تشير أيضا إلى أن فقدان الوالدين يكون له اثر أعظم من فقدان احد الوالدين. لكن هذه الدراسات لا تبحث في الأثر المستقبلي لفجيعة اليتم على شخص اليتيم، ولا تتطرق للحديث عن اثر اليتم في بناء الشخصية أو تكوين صفات وسمات الشخص اليتيم ومجالات نشاطه ومدى هذا النشاط والسلوكيات. كما انه لا يوجد دراسات تقدم وصف لشخصية اليتم وطباعة وسلوكياته وغير ذلك من المظاهر التي يبدو أن الأيتام جميعا يتصفون بها، ذلك على الرغم إن هناك ما يشير بأن اثر اليتم قد لوحظ عبر التاريخ فمثلا نجد أن العديد من القادة العظام عبر التاريخ والعباقرة المشهورين الخالدين هم في الواقع من الأيتام...وان نسبة الأيتام من بين الخالدون المائة المشمولين في كتاب مايكل هارت هي 53% وهي نسبة مرتفعة تتجاوز عامل الصدفة، وهو ما يشير إلى العلاقة بين اليتم والإبداع في أعلى حالاته كما أشارت دراستي حول الموضوع. وهناك مثلا من يقول " وراء كل طاغية طفولة بائسة". وهناك من لاحظ أن الحكام الدكتاتوريون هم في الواقع أيتام وهم تحديدا " أولاد أرامل"، ولاحظ البعض الآخر أن من بين أعظم العلماء والمكتشفين والمخترعين والعباقرة الخالدين الأثر في التاريخ هم من الأيتام.
وقد اتضح لي وأثناء دراستي لمسيرة حياة العباقرة الأيتام من بين أفراد عينة "الخالدون المائة- كتاب مايكل هارت وترجمة أنيس منصور- وعددهم ثلاثة وخمسون ما يؤكد على اثر اليتم في تكوين الشخصية بصورة جلية، وتكون لدي تصور بأن اليتم يشكل فجيعة أو صدمة هائلة يكون لها اثر هائل على تكوين شخصية اليتم بغض النظر عن الكيفية التي يحدث فيها ذلك وسيتم تقديم تصور لما يجري بالخصوص في مكان آخر، ووجدت أن الأيتام جميعا يشتركون في صفات وسمات معينة بالإضافة إلى سلوكيات تبدو معيارية عند شريحة الأيتام بشكل عام والمبدعين تحديدا خاصة أولئك الذين يمتلكون قدرات إبداعية في أعلى حالاتها...وقد تبين لي بأن هذه الصفات والسمات على جانب كبير من الأهمية والوضوح ويمكن ملاحظتها وقياسها، ويمكنها أن تشكل أساسا لعلم نفس اليتيم (سيكولوجية اليتيم) وبحيث يقدم البحث وصفا لمسلكيات الأيتام وصفاتهم وسمات شخصياتهم وقدراتهم الذهنية والعقلية وما إلى ذلك من جوانب الشخصية المهمة وذلك كمقدمة لدراسات أكثر تفصيلا وتحديدا تتطرق إلى اثر اليتم في بناء الشخصية وتشكيل الصفات والسمات والتأثير على القدرات ومجالات الإبداع.
صحيح أن زمن وقوع اليتم وكثافته تظل عوامل مهمة في بناء شخصية اليتم وصفاته وسماته وحتى مجالات إبداعه ومسلكياته بشكل عام، لكنني هنا سأحاول التركيز على الصفات العامة والمشتركة التي لاحظت أنها تتشكل عند الأيتام المبدعين ككل، وسوف أتعرض في بحث لاحق للحديث عن الصفات التفصيلية لليتيم مقرونة بسنة الفقد أو اليتم. والصحيح أنني لم أفاجأ حينما توسعت في دراسة أيتام مبدعون من خارج أفراد العينة المذكورة حيث أخضعت بعضهم للتحليل والدراسة المعمقة فوجدت أنهم هم أيضا يتصفون بصفات وسمات متقاربة مع فروق فردية تتعلق ببعض العوامل مثل كثافة اليتم وزمن وقوعه الخ.
وبشكل عام يجد المدقق في حياة اليتيم انه شخص يمتلك طاقة مهولة، تنعكس في حالة قلق ظاهرة وكثرة الحركة وعدم الاستقرار، واليتيم شخص غريب الأطوار، هادي الطبع، منعزل، حزين، انطوائي يميل إلى الجدية والعزلة والابتعاد عن الناس، شديد الحساسية وينزع إلى الوحدة، كما تتشكل بينه وبين أقرانه فجوة، ويلازمه شعور بأنه مختلف ويجد صعوبة في الانسجام مع نظام التعليم الرسمي والسائد رغم أننا غالبا ما نجد أن لديه شغف بالقراءة وحب التعلم والمعرفة كما انه يظهر فطنة في سن مبكر، كذلك نجد بأن اليتيم في الغالب يمتلك قدرة على الحفظ وبعضهم يمتلك ذاكرة فوتوغرافية.
واليتيم شخص يمتاز بسعة الأفق والخيال، ولديه حلم وصاحب مشروع يسعى لتحقيقه وصاحب رسالة يسعى لإيصالها، كما أن اليتيم إنسان مدفوع بطاقة هائلة وغالبا ما يكون شارد الذهن وكأنه في رحلة للبحث عن الحقيقة، ونجده كثير الأسئلة حول القضايا الوجودية وقضايا الموت والحياة وما إلى ذلك من قضايا فكرية وجدانية فلسفية عميقة.
اليتم إنسان يميل إلى الكتابة في سن مبكرة ويكون صاحب قلم متدفق، له حضور طاغي، وقادر على خلق شعبية عظيمة، ويكون اليتيم مبدع في عدة مجالات مثل الفكر والأدب والعلم والقيادة والاكتشاف الخ، وهو يدرك أهمية القواعد الشعبية والجمهور لتكون سندا له، ويبدو دائما أن لديه إستراتيجية محكمة للسيطرة على قلوب وعقول القواعد الشعبية والجمهور بشكل عام، وفي الغالب يميل إلى عدم الاستقرار الديني وأحيانا ينزع إلى التدين المتشدد والتعبد والتأمل.
كذلك نجد أن اليتيم صاحب مشروع إصلاحي يسعى فيه إلى الخلاص الاجتماعي ويسعى لتغيير شكل وجوهر الحياة بما يتناسب مع قناعاته، وكثيرا ما يقوم على أسس روحية والعبور للأرض من بوابة السماء، ويحمل لواء التجديد وغالبا ما يكون مختلف عمن سبقه في التفكير والطرح ويتصف بالأصالة في محاولته الإتيان بجديد غير مألوف. وهو يرفض الظلم ويميل إلى التعاطف مع المستضعفين ويعطف على المساكين والأيتام والأرامل، ويكون قدوة لمن يحيط به ويشارك الجماهير في العمل ولا يترفع عنهم، ويلعب دور المصلح الاجتماعي ويهتم بقطاع الشباب، ولديه قدرات فذة للتواصل مع الجمهور وإيجاد جسور للتواصل معهم.
اليتيم إنسان ثائر غالبا ما يخالف من جاء قبله في الطرح والفكر والأسلوب، يسعى للتغير وتكون له فلسفته الخاصة لتحقيق ذلك وهو ما يؤدي إلى صدام مع الجيل القديم ثم ما يلبث أن يتحول إلى قوة دكتاتورية متحكمة متسلطة تحاول فرض نفسها أزليا، ولديه قدرات متعددة وغالبا ما يميل إلى استخدام أسلوب فذ وحاذق وحاد وجذاب ويميل إلى السخرية والدعابة ويطرح فكر بديل.
والقائد اليتم شخص داهية، حاد الذكاء، واسع المكر، شديد المراس، عنيد في رأيه، يتصف بالحزم والشدة والقوة والنجابة واسع الحلم، وغالبا ما يكون خطيب فصيح اللسان، حاضر الذهن، حازم، لا يعرف التردد أو الخوف، حسن الإدارة، ويحسن التحليل والتعليل يدرك التفاصيل، ذكي، حليم، مقتدر، ومفكر استراتيجي، صاحب بعد نظر، لديه آمال عريضة وأحلام بعيدة ورؤى جديدة تجعله صاحب شخصية مختلفة ومميزة ويظل بحسه البطولي قادر على إثارة الذات الجماعية ويحقق انتصارات باهرة، والقائد اليتم لديه قدرة على التعامل مع مختلف الشخصيات من خلال احتوائهم، لا ييأس في إقناع الناس برأيه، ويزعم دائما انه صاحب الرأي الصائب في كل شيء ويدافع عن ذلك بكل جوارحه، والقائد اليتيم يسعى لتحقيق غاياته من خلال قوة الشعب وغالبا ما ينهمك في الإصلاح عن طريق التعليم أو الإبداع الفكري أو الفلسفي أو الأدبي.
القائد اليتيم يكون لديه جاذبية خاصة وكرزما طاغية لها ابلغ التأثير على الجمهور، وغالبا ما تتقاطر الألوف لسماعه عندما يتحدث، وهو خطيب مفوه، قادر على سحر الجماهير، وتحشديهم وتثويرهم، وهو حتما مجدد وثائر ويسعى من اجل التغيير وغالبا ما يصبح صاحب شهرة وشعبية طاغية، فلديه قدرة هائلة على كسب قلوب الأتباع والسيطرة على أدمغتهم لا بل الاستحواذ على عقول الناس وقلوبهم، ولديه قدرة على استثمار الأحداث والوقائع للحصول على مكسب جماهيري، ولا يترك مجال إلا ويحاول الدخول فيه لإثبات حضوره وتوسيع قاعدته الشعبية، وهو يمارس طقوس وتصرفات غير مألوفة قد تصل عند البعض إلى ما يعرف بالصفات البوهيمية، وقد تكون هذه التصرفات سببا لنشؤ خلافات مع الذين يقامون التغير، وغالبا ما يتعرض القائد اليتيم وكنتيجة لثوريته وحماسته ومواقفه المعارضة إلى العقاب مثل السجن أو النفي وأحيانا القتل، وغالبا ما يرى إن من واجبه تقديم حلول لمشكلات المجتمع وقضاياه السياسية والاجتماعية ومنهم من يقدم نظرية بهذا الخصوص، وغالبا ما يكون للقائد اليتم اثر عظيم وخالد في المجتمع وأحيانا في تاريخ البشرية، والبعض يكون صاحب كرامات خارقة تذهل العقول.
وعلى الرغم أن هذه الصفات قد لوحظت ورصدت في فئة الأيتام المبدعين العباقرة من قادة وعلماء وأدباء، ولكنها موجودة بنفس الكثافة لدى فئة الأيتام الذين لم يبدعوا بل كانوا أداة دمار للآخرين أو لأنفسهم ، ذلك لان مصدر الطاقة المسئول عن تشكيل هذه الصفات واحد وناتج عن الأثر المهول الذي تتركه فجيعة اليتم في توتير الدماغ وتحريك الطاقات الخارقة للعقل...لكن هذه الطاقة عند هذه الفئة تخرج بصورة سلبية مدمرة.
لا شك أن هذه الورقة تقدم وصفا عاما ومبدئيا لسيكولوجية اليتيم، وهي حتما تشكل خطوة البداية فقط في معالجة هذا المبحث الكبير والواسع والذي هو في غاية الأهمية، نظرا لان هذه الفئة من الناس (الأيتام) هم عبر التاريخ صناع الحياة وصناع الفكر والأدب والفن والتاريخ وصناع الحضارة...ولا بد إذا من إخضاع كل جوانب هذا المبحث إلى أدق آليات البحث والتمحيص والدراسة للوصول إلى نتائج علمية دقيقة، حتى يتشكل لدينا مبحث متكامل في مجال سيكولوجية اليتيم...عندها سيكون بإمكان البشرية الاستفادة القصوى من طاقات الأيتام المهدورة في صناعة العظماء وصناعة التاريخ من بين أمور كثيرة أخرى...وحتى يتحقق ذلك سأستمر من ناحيتي في تقديم قراءات الساخنة للكثير من الأمور التي أصبح لا بد من إعادة النظر فيها أخذا بنظرية تفسير الطاقة الإبداعية والتي تقدم تفسير لأثر اليتم على الشخصية المبدعة.
ملاحظة: يمكن اعادة نشر المقال شرط ذكر اسم المؤلف.


الساعة الآن 06:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team