منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6821)

ايوب صابر 08-27-2013 10:26 AM

تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 34- النخلة والجيران غائب طعمة فرمان العراق

- الشاعر الكبير الجواهري قال في حفل تأبيني له أقيم في دمشق وقال: “لا أدري من منا قد استبق الآخر، فلربما ذكرتني ولربما ذكرتك، وأنا أناغي أيضا نخلتي”، في إشارة الى رواية الكاتب الراحل “النخلة والجيران”.
- وأضاف الجواهري الكبير قائلا :” إنني عرفتك فنانا وانسانا وطفلا بريئا.
- إن غائب ألمع روائي عراقي يعود إليه الفضل في إخراج الرواية العراقية من التقريرية والصور الساذجة وإلقاء المواعظ الى التصوير الواقعي.
- ولا أخال أن هناك من يضارعه بين كتاب العراق في أواخر القرن الماضي في كشف أسرار المجتمع العراقي الفقير في الفترة الانتقالية في الخمسينيات والستينيات،
- وتبقى “النخلة والجيران” بصفتها أروع رواية عراقية كتبت حتى الآن. علما أنه بدأ التفكير في كتابتها منذ الخمسينيات، ولكنه لم ينجز العمل بها إلاّ في موسكو وبعد سنوات ونشرت في عام 1966.
- إنه أول عراقي قدم الى أبناء شعبه في رواياته ما يحبون من شخصيات، كما صارحهم بسلبياتهم وتقاليدهم السيئة التي تسلب الإنسان أبسط حقوقه وكرامته تارة باسم الدين وتارة باسم صيانة النظام القائم.
- كان دائم الإحساس بالوطن وحياته فأسطرها في كتاباتي.
- ويقول إن جميع رواياتي تستمد أحداثها من داخل الوطن ما عدا “المرتجى والمؤجل”، فقد كتبتها حول المهجرين والمنفيين. وحاولت فيها أن أصور الظلال التي تتركها الغربة على الإنسان.
- قال عنه المفكر والفيلسوف العراقي هادي العلوي إنه “يعيش في الضوء ولا يألف الظلام. لأنه يحمل السراج في غياهب الفكر المنفي فيضيء جوانب العتمة، ويغسلها بأنوار صباحية، تطهرها من دنس الحاكم والمثقف على حد سواء”.. “ولقد تجرد من هواجس المثقفين ورذائلهم وحافظ على روح المواطن البسيط وهو في قمة العطاء الثقافي واكتسى ثوب الفضيلة الشعبية”.
- قال عنه احدهم إن غائب طعمة فرمان وغيره من كتابنا وفنانينا في الغربة حملوا ويحملون رسالة ايصال الحقيقة عن شعب وادي الرافدين باختلاف قومياته وطوائفه الى العالم.
=====================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 08-28-2013 11:49 AM

تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 34- النخلة والجيران غائب طعمة فرمان العراق
- تحتل هذه الروابة موقعا رياديا بين الروابات العراقية و العربية التي تناولت مشكلة الوعي ,و هي شهادة حية عن زمانها, بين الامس و اليوم , شهادة المؤلف عاش مأساة الوعي في بلده و حمل هموم مواطنيه الى المنفى الطويل حتى وفاته.
- لقد ابتدأ مسيرته فيالاتجاه الرومانسي كغيره من الرواد ، بعدها انتقل إلى المدرسة الواقعية نتيجة اطلاعه على الأدب الروسي وقراءة غوركي ودستوفسكي وتولستوي وتشيخوف وغيرهم ، وعندما تعددت مصادر ثقافته واتسعت تجربته حيث أغنته الغربة بمصادر الإبداع ، أصبح غائب طعمة فرمان رائدا حقيقيا للرواية العراقية دون منازع .
- لقد تمتع الروائي غائب طعمة فرمان برؤية دقيقة وذكية أستطاع من خلاها تفسير الأحداث المحيطة به وتصويرها بدقة فنية عالية ، ومن يقرأ جميع ما كتبه تتجسد له وللوهلة الأولى قدرته الفائقة على التقاط لصور المؤثرة في المحيط الذي يعيشه
- ومنذ الأربعينيات وهو يكتب بنشاط متجاهلا ً مرضه حتى إذا اطل عام 1954 أطلت معه مجموعته القصصية ( حصيد الرحى ) ، وفي عام 1959 ظهرت إلى النور مجموعته القصصية الثانية ( مولود أخر )
- وبعد عشر سنوات كانت ( النخلة والجيران ) ، هذه الرواية الأولى له والتي تعد بحق الانجاز الأهم في تأريخ الرواية العراقية ،
- فقد نجح في رسم معمارية رائعة ضمن عالم خاص.
- حرك أبطاله الى درجة التلاحم .
- نتيجة نفاذه إلى عمق الحدث لاستجلاء جوهر الحقائق الرئيسة .
- وبلغة ابتعدت عن الترهل والإنشائية والتقريرية ،
- وانتهجت منهجا ً خاصا بها نستطيع أن نطلق عليه منهج غائب طعمة فرمان .
- ما يثير الاستغراب أن الكاتب كان بعيدا عن وطنه عندما كتب معظم أعماله لكن الوطن كان حضوره قويا في كل إعماله المبدعة .
- كان تأثير الأدب الروسي واضحا على قلمه وخصوصا تورجينيف وغوركي وتولستوي وبوشكين ودستوفسكي ولاتيماتوف وهذا التأثير هو الذي قاده الى المدرسةالواقعية
- حيث نلاحظ ان جميع أبطاله من الفقراء والمسحوقين الذين يدورون في عالم أهم ما يميزه حدة الصراع الطبقي وهيمنة الأغنياء وظلمهم على الطبقات المسحوقة .
- لقد كتب غائب طعمة فرمان روايته الأولى ( النخلة والجيران) والتي تعد بحق أول رواية عراقية كتبت بطريقة فنية مستوفية كل شروط النجاح رغم ان قسما من الحوار أو المنولوجات الداخلية كتبت باللغة العامية الدارجة .
- لقد تكاملت عناصر الفن الروائي في ( النخلة والجيران ) فخرجت متميزة عن كتابات الرواد التي كانت تفتقر إلى الشروط الفنية في كتابة الرواية
- لهذا فأننا نستطيع أن نقول بأن هذه الرواية جعلت غائب طعمة فرمان يأخذ الصدارة في تأريخ الرواية العراقية ،
- وجعلته بحق رائدا ً لهذا الفن الحديث على الساحة الثقافية العراقية،
- فلا يمكن لأي باحث ان يتحدث اليوم عن الراوية العراقية دون ان يكون غائب طعمة فرمان في الصدارة
- ودون ان تكون ( النخلة والجيران ) في المقدمة
=====================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 08-28-2013 02:24 PM

تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 34- النخلة والجيران غائب طعمة فرمان العراق
- تحتل هذه الروابة موقعا رياديا بين الروابات العراقية و العربية التي تناولت مشكلة الوعي ,و هي شهادة حية عن زمانها, بين الامس و اليوم , شهادة المؤلف عاش مأساة الوعي في بلده و حمل هموم مواطنيه الى المنفى الطويل حتى وفاته.
- لقد ابتدأ مسيرته فيالاتجاه الرومانسي كغيره من الرواد ، بعدها انتقل إلى المدرسة الواقعية نتيجة اطلاعه على الأدب الروسي وقراءة غوركي ودستوفسكي وتولستوي وتشيخوف وغيرهم ، وعندما تعددت مصادر ثقافته واتسعت تجربته حيث أغنته الغربة بمصادر الإبداع ، أصبح غائب طعمة فرمان رائدا حقيقيا للرواية العراقية دون منازع .
- لقد تمتع الروائي غائب طعمة فرمان برؤية دقيقة وذكية أستطاع من خلاها تفسير الأحداث المحيطة به وتصويرها بدقة فنية عالية ، ومن يقرأ جميع ما كتبه تتجسد له وللوهلة الأولى قدرته الفائقة على التقاط لصور المؤثرة في المحيط الذي يعيشه
- ومنذ الأربعينيات وهو يكتب بنشاط متجاهلا ً مرضه حتى إذا اطل عام 1954 أطلت معه مجموعته القصصية ( حصيد الرحى ) ، وفي عام 1959 ظهرت إلى النور مجموعته القصصية الثانية ( مولود أخر )
- وبعد عشر سنوات كانت ( النخلة والجيران ) ، هذه الرواية الأولى له والتي تعد بحق الانجاز الأهم في تأريخ الرواية العراقية ،
- فقد نجح في رسم معمارية رائعة ضمن عالم خاص.
- حرك أبطاله الى درجة التلاحم .
- نتيجة نفاذه إلى عمق الحدث لاستجلاء جوهر الحقائق الرئيسة .
- وبلغة ابتعدت عن الترهل والإنشائية والتقريرية ،
- وانتهجت منهجا ً خاصا بها نستطيع أن نطلق عليه منهج غائب طعمة فرمان .
- ما يثير الاستغراب أن الكاتب كان بعيدا عن وطنه عندما كتب معظم أعماله لكن الوطن كان حضوره قويا في كل إعماله المبدعة .
- كان تأثير الأدب الروسي واضحا على قلمه وخصوصا تورجينيف وغوركي وتولستوي وبوشكين ودستوفسكي ولاتيماتوف وهذا التأثير هو الذي قاده الى المدرسةالواقعية
- حيث نلاحظ ان جميع أبطاله من الفقراء والمسحوقين الذين يدورون في عالم أهم ما يميزه حدة الصراع الطبقي وهيمنة الأغنياء وظلمهم على الطبقات المسحوقة .
- لقد كتب غائب طعمة فرمان روايته الأولى ( النخلة والجيران) والتي تعد بحق أول رواية عراقية كتبت بطريقة فنية مستوفية كل شروط النجاح رغم ان قسما من الحوار أو المنولوجات الداخلية كتبت باللغة العامية الدارجة .
- لقد تكاملت عناصر الفن الروائي في ( النخلة والجيران ) فخرجت متميزة عن كتابات الرواد التي كانت تفتقر إلى الشروط الفنية في كتابة الرواية
- لهذا فأننا نستطيع أن نقول بأن هذه الرواية جعلت غائب طعمة فرمان يأخذ الصدارة في تأريخ الرواية العراقية ،
- وجعلته بحق رائدا ً لهذا الفن الحديث على الساحة الثقافية العراقية،
- فلا يمكن لأي باحث ان يتحدث اليوم عن الراوية العراقية دون ان يكون غائب طعمة فرمان في الصدارة
- ودون ان تكون ( النخلة والجيران ) في المقدمة
==
- كما نلاحظ ان هناك ترابطا وشيجا بين عالم غائب وأعماله الروائية لأنها نتاج تجارب شخصية أو ذكريات ذاتية ، انه لصيق التجربة الشخصية والإحساس الذاتي بالغربة والحنين إلى الجذور العميقة للوطن والطفولة والماضي، ومنحى العودة إلى الماضي يعد من أهم المناحي في أعمال غائب طعمة فرمان، وغالبا من يستخدم الروائي أسلوب الذكريات لتصوير الحنين .
- كما أهتم غائب طعمة فرمان بالزمن الروائي بنوعيه الطبيعي والنفسي، وهذا الاهتمام إلى امتزاج الزمنيين في رواياته وأحيانا نجد هيمنة أحدهما على الأخر في النص كما ان التلاعب بالزمن سمة بارزة في روايات غائب طعمة فرمان نتيجة تقديم الحوادث أو تأخيرها .
- السرد عند غائب طعمة فرمان يسير متدفقا دون تكلف وبأسلوب روائي جميل ،
- والوصف لديه يأتي في خدمة ثيمة الرواية فلا ترى ترهلا في السرد ولا وعورة في اللغة
- بل على العكس فقد أستطاع أن يستخدم اللغة العامية الدارجة من اجل أن يقدم رواية ناجحة
- من خلال الاعتناء بشخصياته
- ونقل المكان من صيغته الميكانيكية إلى مكان تسري فيه الحياة بطريقة انسيابية جميلة .
- ولابد من تسجيل مشاعر غائب طعمة فرمان حول روايته ( النخلة والجيران ) حيث قال فيها ( في الحقيقة النخلة والجيران فكرت فيها في أواخر الخمسينيات وظلت تلازمني عندما بدأت أكتب فيها تطورت الشخصيات والأحداث ، بحيث اني بقيت اكتب فيها دون أن احس بمجرى الأحداث ، وأعتبرها مساهمة مني لوطني العراق والذي هو جو طفولتي ولاني كنت انقل صورة حية لذلك الجو فانا أديت شيئا لوطني) .
تنا=====================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 09-01-2013 01:43 PM

والان مع العناصر التي صنعت الجمال في رواية – 35- - عودة الغائب منذر القباني السعودية

- صدرت الرواية في عام ٢٠٠٨ عن الدار العربية للعلوم وهي الرواية الثانية للروائي السعودي منذر القباني الذي يعتبره الكثيرون من أبرز الوجوه الروائية الشابة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج.

-رواية للمؤلف السعودي منذر القباني صاحب رواية حكومة الظل التي تصدرت في عام ٢٠٠7 قائمة الروايات العربية الأكثر مبيعا.

-تعتبر رواية عودة الغائب من أكثر الروايات العربية انتظارا من قبل القراء لما تحتويه من إجابات على بعض التساؤلات التي تركت مفتوحة في رواية حكومة الظل التي لاقت نجاحا مذهلا واهتماما كبيرا من قبل القراء والإعلام العربي.

- الرواية تبدأ أحداثها في عام 1909 حيث يكتشفرجل في غابة جعيتا كهفا يأوي إجتماعا غريبا لجماعة أغرب.

-تدور ألاحداث سريعا ثم تنتقل الأحداث إلى عام 2006 و رحلة رومانسية على ظهر سفينة في البحر المتوسطبطلتها هي دانيال جولد ( من قرأ رواية حكومة الظل سيكتشف أن أحداث هذا الفصلمتزامنة مع أحداثها) التي تفاجأ بما لم تكن تتوقعه!

-تنتقل بنا الأحداث إلى شخصيةشاب سعودي إسمه جمال جداوي وهو يزف إلى حبيبته دلال رحال ثم في أثناء شهر العسل فيمدينة لندن تحدث المفاجأة الكبرى

ثم ينتقل بنا المؤلف إلى العام 2009 أي بعدثلاثة أعوام ( و هي أيضا بالمناسبة بعد ثلاثة أعوام من نهاية أحداث رواية حكومةالظل.


-هنا فحوى الرواية و يعود نعيم الوزان من ماليزايا بتكليف من جماعةالعروة الوثقى ( التي لديها هي أجندتها الخاصة و التي هي على حساب نعيم الوزان دونأن يدري) للبحث في أمر ما يتعلق بذلك الرجل الذي ورد ذكره في بداية الرواية ( 1909)

- تتنقل الرواية ما بين عدة شخصيات و عدة أحداث يبدو في البداية أن لا رابطايجمعها جميعا لنكتشف مع مرور الرواية أن هناك أكثر من رابط يجمع بين كل تلك الأحداثو الشخصيات.

-منذر القباني في هذه الرواية يستعرض لنا قدرات سردية تجعلني أقفمشدوها.

-الحقيقة من كان يعتقد بأن حكومة الظل كانت مشوقة فعليه أن يقرأ عودة الغائبلأن كلمة تشويق لا تعطيها حقها.

-فنحن هنا أمام مرحلة جديدة لا أعلم كيف أصفها! بللا أعلم كيف سيأتي لنا القباني برواية بعد هذه حيث أخشى أن يكون قد إستنفذ كل مالديه في هذه الرواية!

-الرواية كما وصفها البعض تحبسالأنفاس!

-الأمر الآخر الذي أدهشني هو كيفية ربط جميع أحداث و شخصيات الرواية ببعضها بشكل فيه حرفية ماهرة و بسلاسة و دون تكلف.


-فمن السهل أن يكتب روائي أحداثعدة في رواية واحدة تربطها المكان كما فعل علاء الأسواني في روايتي عمارة يعقوبيانو شيكاغو، و لكن أن تربط هذه الأحداث ببعضها البعض و تجعلها تتقاطع كما فعل القبانيفي عودة الغائب فهذا أمر آخر لا تشاهده إلى مع روائي محترف و متمكن منأدواته.


-كنت قد عبت في قرآتي لحكومة الظل على شخصيات الرواية التي وجدتهاسطحية و لم يكن فيها عمق، و لكن في عودة الغائب قد تدارك المؤلف هذا الأمر و جاءتالشخصيات الرئيسية أكثر عمقا بحيث إستطعت أنا كقارئ أن أتقرب منها أكثر و أتعرف علىدوافعها.

ايوب صابر 09-02-2013 09:14 AM

والان مع العناصر التي صنعت الجمال في رواية – 35- - عودة الغائب منذر القباني السعودية

- الرواية تدور حول حدث دار قبل قرن من الزمان وما تبعه من محاولة فك طلاسم رسالة لنجم الدين غول، والذي قتل بسبب ما توصل إليه؟! بشأن حقيقة “حكومة الظل”، ولكنه مات قبل أن يوصل إلينا التفاصيل!” “حكومة الظل” عنوان للرواية الأولى لنفس كاتب رواية “عودة الغائب” وهي تحكي احداث قد ترتبط جزئياً بعودة الغائب.
- فكرة الرواية هي نفس فكرة شيفرة دافنشي رغم أني لم اقرأها ولكني سمعت بها وشاهدت الفيلم المقتبس عنها.
- الرواية عمومًا مشوقة ومثيرة وتخطف الأنفاس رغم وجود بعض الحشو فيها ، كما أن المعلومات التي يتحدث عنها الكاتب ليست مبهمة كثيراً باستثناء " أولاد حداد " كانت معلومة جديدة بالنسبة لي.
- شعرت وأنا اقرأها بأني أشاهد فيلمًا أمريكيًا على أم بي سي أكشن.
-عودة الغائب ..روايه ثريه جدا .. لها بعد رائع جدا
- تلقى الضوء على ما يحدث خلف القرارات والفرمانات
- الروايه فريده ..لم يتطرق احد الى هذه القضيه من قبل
- الروايه مشوقه حتى اخر حرف
- مسرح الرواية كبير، فالرواي ينقلنا من ماليزيا إلى جدة ومن ثم دبي فلبنان وأخيراً بوسطن ليحط بنا الرحال بالمدينة المنورة.
- الرواية بشكل عام جميله، واستمتعت بها كثيراً رغم بعض الملاحظات المتعلقة بتكرار بعض الأحداث أو المواقف على لسان بعض الشخصيات.
=====================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 09-02-2013 09:22 AM

والان مع العناصر التي صنعت الجمال في رواية – 35- - عودة الغائب منذر القباني السعودية
- يسعى الدكتور منذر القباني من خلال روايته الجديدة (عودة الغائب) إلى تقديم رؤية متكاملة عن حكاية الإنسان التي تتسم عادة بالمفارقات حتى وإن تشابهت الأسباب، وتطابقت الصور.
- فالراوئي القباني أخذ على عاتقه مهمة البحث والاستقصاء حول مهاوي الفاجعة التي تحدث لعدة من الشخوص الذين أعد الكاتب أدوارهم بعناية على شاكلة: نعيم الوزان، وجمال جداوي، وجاسم الفراج، وعمر الحسيني، فهؤلاء الشخوص وغيرهم في الرواية يؤدون أدواراً على هيئة شهادات إنسانية منظمة بشكل دقيق، حيث احترف الراوي في نقلها.. فكان القباني ماهراً في رسم الخارطة العامة لشخوص عمله وفضاء سرده للحكاية الأم.
- معالم القلق والتوتر في المظهر العام للشخصيات ظل هو الركيزة التي تدور عليها فعاليات رواية (عودة الغائب)،
- شدّ الكاتب قوس حكايته بشكل متزن لتظهر حجم الولع في نبش تفاصيل الحكاية قديمها وحديثها بل حتى التنظير لمستقبلها في مسامرات الشخوص وإرهاصاتهم الحكائية في كل مكان ووفق أي ظروف.
- الراوي العليم في أدق تفاصيل حياة الشخوص في خضم هذه الحكاية التي تتحد وشائجها مع حكايات أخرى تجسد الواقع الإنساني الذي يمكن لأي شخص منّا أن يمر ولو ببعض هذه المفارقات.
- الكاتب الدكتور منذر القباني حشد لهذه الحكاية فضاءً رحباً، فلم يشأ له أن يكون ضيِّقاً وشائكاً تدور فيه أحداث قرن أو عدة عقود، إنما أراد من هذا التمادي الزمني أن يظهر البعد الواقعي للحدث لكي لا يكون مجرد إضاءة عابرة فقط.
- الأحداث وإن تباعدت زمنياً نراها وقد اتحدت في إطار سردي عام،
- عمد (الراوي) إلى تكثيف التأملات وبناء خطابات حديثة تمزج الطرفة، بالموقف المعبّر لتبرير هذا التوسع في صياغة الحدث العام، المتمثل في رحلة البحث عن الغائب في مستهل الرواية حيث سجل غياب المرأة (دلال رحال) منعطفاً انعكس على فضاء السرد، بل نراه وقد جسد عنوان الرواية كبعد تنويري لمجريات العمل بشكل عام.
- يظهر الكاتب شغفه في السرد،
- عني في أدق التفاصيل
- برع في مد الجسور الحكائية بين كل قضية وأخرى، فمن هذه القضايا التشابك المالي، والتداخل في المصالح المادية وعناية (نعيم الوزان) بالتجارة التي جعلها الكاتب رافداً قوياً من روافد بناء هذه القصة المترامية في أبعادها الزمانية والمكانية، مما استدعى الكاتب أن يفرد عشرات الصفحات رغبة في تسجيل الكثير من الأحداث التي يعتقد أنها مناسبة لتقديم رؤية متكاملة عن رحلة الغائب في دهاليز الغيب.
- ففي سعي الدكتور القباني إلى تتويج حكايته ببعد إيحائي لما ستؤول إليه الأحداث يقدم في بداية كل فصل من فصول الرواية مدخلاً فلسفياً يقتضب في الإيماء إلى مواطن التميز في المقولات التي تتوارد على ألسنة الشخوص لا سيما حينما يدخلون في سجال حواري طويل، يحاول كل واحد منهم أن يبرر مقاصده على نحو مشاكسات نعيم الوزان، وجاسم الفراج وجمال جداوي حيث يستظهر كل واحد منهم ما لديه من طرائق ومواقف تعزز سلطة الحديث لديه.
- (عودة الغائب) خطاب سردي أراد فيه الكاتب أن يبرز سلطة الحكاية التاريخية، ذات الجذور العميقة، حيث يتأسس الفعل ثم يليه البوح، فالمقولات هي التي تأتي دائماً شارحة لمعاني الأفعال والمواقف حيث يوفق الروائي القباني في أن يحيط القارئ علماً بأن حكاية هؤلاء بديعة جداً ولها جذور عميقة، فالقصة يدخل فيها القدر كمعاضد على نحو رحلة (جمال جداوي) الذي تتهاوى قوافل فقده في متاهة الحياة.
- الكاتب يبرع في رسم تفاصيل الحياة الدقيقة للشخوص داخل العمل، فكل شخصية من شخصيات الرواية لها إطارها ومنهجها العام حتى وإن كانت شخصية طارئة فهي لدى الكاتب أثيرة في التفاصيل التي تنقل القارئ من مكان إلى آخر ومن زمن إلى زمن وذلك من خلال مقولات هؤلاء الشخوص الذين عكفوا كثيراً على استجماع طاقاتهم لبيان حقيقة حكاية (الغائب) الذي عاد لكن بأخبار ووقائع دامية توجت هذه القصة المستفيضة بخروج السيدة (دلال) الغائبة، وموتها انتحاراً بيدها لتنهي قضية
إنسانة شائكة إذ تزعم (دلال) أن نعيم الوزان كان يريد اقتناءها ككائن محنط

=====================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg


ايوب صابر 09-04-2013 07:56 AM

والان مع العناصر التي صنعت الجمال في رواية – 35- - عودة الغائب منذر القباني السعودية

- ممتعة في تسلسل الأحداث
- أسلوب رائع و ممتع
- كم من الثقافة و الفكر
- من كان يعتقد بأن رواية حكومة الظل كانت مشوقة فعليه أن يقرأ عودة الغائب لأن كلمة تشويق قليلة بحقها
- تقع في 160 صفحة .. وبالإمكان قراءتها خلال جلسة واحدة ..
- يبدو أن الروايتين متشابهتين في الأحدث , يبدو أن الأستاذ منذر تأثر كثيراً بأسلوب دان براون .... وهو يقول هذا في بنفسه بين أسطر الرواية : أنه تأثر جدا في دافنشي كود .
- لكني أرى أن عودة الغائب تمتاز بالموضوع الأفضل من دافنشي ..
- تشرح حرب الخير والشر وسبب صراع الحضارات والحرب التي نعيشها اليوم
- وفي هذا الجزء لبست الرواية زي الإيقاع السريع الذي يتملكك ويأسرك فلا تستطيع أن تترك الكتاب من بين يديك حتى تطبق عليه من الدفة الثانية .
- وتستمر الحرب السرية بين الجماعات السرية الى أن تتفوق إحداهم تفوق جزئي على خصمها
- وبهذا تنتهي أحداث هذه الرواية مبشره بجزء ثلاث على ما يبدو .

======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:



ايوب صابر 09-05-2013 11:53 AM

والان مع العناصر التي صنعت الجمال في رواية –36- قنديل أم هاشم -يحيي حقي- مصر

- ولد "يحي حقي" كاتب وروائي مصري من اصل تركي في يوم السبت الموافق 7 يناير سنة 1905 م، لأسرة تركية مسلمة متوسطة الحال.
-التحق سنة 1912 بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بحي "الصليبية" بالقاهرة، وهذه المدرسة تتبع نفس الوقف الذي كان يتبعه (سبيل أم عباس) القائم حتى اليوم بحي "الصليبية"، وهي مدرسة مجانية للفقراء والعامة، وهذه المدرسة هي التي تعلم فيها مصطفى كامل باشا. قضى "يحيى حقي" فيها خمس سنوات غاية في التعاسة، خاصة بعد رسوبه في السنة الأولى إثر ما لقي من مدرسيه من رهبة وفزع
-كان يحيى حقي قصير القامة، " لايزيد طوله عن المتر .
- تدور أحداث قصة "قندیل أم ھاشم" للكاتب الكبیر الذي یعد من رواد الحداثه في العصر الحدیث یحیى حقى حول عائلة الشیخرجب التي ھاجرت من الریف إلى القاھرة بالتحدید في حارة المضیأه بالسیدة زینب.
- صدرت قصة «قنديلأم هاشم» للأديب المصري الكبير يحيي حقي (1905 / 1992م) (1) في الأربعينيات منالقرن الماضي؛
- يمكن تصنيف هذه القصة الطويلة (2) ضمن تيار قصصي ذي إطارموضوعي يعبر عنالصراع الحضاريّ، أو بمعنى أصح يعبر عن أزمة التفاعل مع الحضارةالغربية والموقف المذبذب منها.
- يهدف هذا النوع من القصص والروايات إلى" الحفاظ علىالذات العربيّة في خضم الموجة الغربية العاتية على الوطن العربي في العصر الحديث"
- إن العمل القصصي الناجح يستطيعأن يوازن باقتدار بين رؤيته الفكرية وتعبيره الفني؛ بحيث لا يطغى أيٌ منهما علىالآخر، وبحيث تنساب القيم الخُلُقيّة والمبادئ التي تحملها الرؤية الفكرية إلىالمتلقي بشكل غير مباشر، ويتفهمها من وراء سديم فني راقٍ، وهو ما تنجح فيه قصةقنديل أم هاشم إلى حد كبير للغاية.
- القضية المحوريةفي قنديل أم هاشم هو: الصراع بين الأصالة والمعاصرة؛ بين القيم الشرقية العتيقةبتبعاتها الثقيلة؛ والحضارة الأوربية المُبهرة بما تتضمنه من كرامة الإنسان وحريته؛فضلاً عمّا تحمله من تقدم علمي لا مثيل له.
- يمكن اعتبار هذه الرواية روايةرمزية؛ لأن" السمة المميزة لقصة الحدث الرمزي أنها قصة تكتب أساسًا من أجل تقديمموضوع ما تقديمًا دراميًا"
- هذه الرواية مسبوكة في إطار درامي قصصيرمزي من خلال الشخصيات التي تعبر كل منها عن جانب يرمز إلى جانب محدد من جوانبالفكرة الدلالية.
- ولذا يمكن أن نعتبر قنديل أم هاشم رمزًا للعادات والتقاليدالموروثة المتأصلة، أو رمزًا للثبات والتحجر أمام الموروث دون أدنى محاولة للتطور؛ولذا يصف الكاتب القنديل بأنه أبدي ومتعالٍ على كل صراع.
- كان الكاتب موفقًا جدًا عندما جعل فاطمة على قدرضئيل من الجمال، فهي ليست فاتنة ولا ساحرة ولا جذابة، ومع ذلك سيحبها إسماعيلويتعلق بها في النهاية، وهذه بالفعل رؤيتنا لوطننا، إننا لا نراه أجمل بلاد الدنيا،بل هناك الكثير من البلاد التي تفوقه علمًا وحضارةً وجمالاً؛ ومع ذلك نتعلق به، ولانتخلى عنه، وحين عاد إسماعيل إلى إيمانه بالوطن، وتعايش مع عاداته وتقاليده كانشفاء فاطمة، وهذه رؤية فنية رمزية لتقدم الوطن وإصلاحه،" لقد آمنت فاطمة بإسماعيلبعد أن خَاطَبَهَا بلغتها فاستجابت له، وكان الشفاء، وهو ما لم يتحقق حين راحيسفِّه كل ما يخالفه من معتقدات.
- منهذا المنطلق يمكن رؤية إصلاح إسماعيل لأحوال فاطمة هي إصلاحه الشباب المثقف لوطنه،وكل تقدم اجتماعي يحققه لها هو تقدم اجتماعي يحققه لوطنه.
- كثيرًا ما نرى في هذه القصة نقدًا مباشرًا للمجتمع الشرقيعلى لسان البطل إسماعيل؛ لكن ما بعينينا هو الصورة الرمزية غير المباشرة؛ حينيجعلنا الكاتب نصل إلى هذا النقد من تلقاء أنفسنا دون تدخل منه، فيكون العملالروائي أدنى إلى الموضوعية.
- ومن العناصر التي تنطوي عليهاالرؤية الفكرية للصراع الحضاري بين الشرق والغرب فكرة ( الكراهية المتبادلة ). ويعبر الكاتب فنيًا عن هذا الجانب – بشكل موضوعي بحت – لتبدو هذه الرؤية مطروحة منخلال الشخصيات نفسها؛ ومن خلال الشخصيات الثانوية على الأصح؛ فهي" تعمل بشكل أكثرإثارة، حيث يأخذون دور المنازلين، أو المنافسين للشخصيات الرئيسية، فيتفاعلون معها،أو يصطدمون بها" (
- وإذا كانت" الغاية الأساسية منإبداع الشخصيّات الروائية هي أن تمكننا من فهم البشر ومعايشتهم" (15) فإن هذا الأمرقد لا يكون على هذا النحو تمامًا في قصة (قنديل أم هاشم) ؛ لأنها قصة رمزية،وبالتالي لن تعبر عن مضمونها بشكل مباشر، ولكن من خلال الرموز، أو الإيحاء غيرالمباشر، ولهذا لا تكون الشخصيات مجرد شخصيات نمطية مطابقة للواقع تمامًا؛ أوشخصيات تؤدي حدثًا اجتماعيًا معينًا دون دلالة؛ وإنما هي رموز لأفكار معينة ومقصودةيعبر عنها الكاتب بشكل غير مباشر.
- فإذا كانت الرؤية الفكرية لهذه القصة تقوم علىإبراز الصراع بين الشرق والغرب فإن الكاتب حين يرى في الجانب الغربي ألوانًا منالتقدم الحضاري لا يفوته أن يرصد الجانب الآخر؛ أو الوجه الثاني من العملة؛ وهوافتقاد الجانب الروحي والإنساني؛ ويعبر عن ذلك كله من خلال الشخصيات الثانويةأيضًا.
- وتنعكس هذه الجوانب السلبية فيالحضارة الأوربية من خلال شخصيتي: (ماري) البريطانية زميلته في الدراسة، و (مدامإفتالي) الإيطالية التي أقام في فندقها الصغير عقب صدامه مع مجتمعه، وفشله في علاجفاطمة النبوية، وانفراده بعيدًا عنهم ليعيد التفكير في واقعه المأزوم. وتشتركالمرأتان في كونهما أجنبيتان، ومن ثم يجوز اعتبارهما رمزًا للحضارة الأوربية. وكلما فيهما من مساوئ يمكن اعتبارها من عيوب الحضارة الأوربيّة.
- إن ماري هي" أوربا مختصرة في امرأة، استجمعت كل خصالها،وعلاقتها بإسماعيل، وعلاقته بها فيها الكفاية للكشف عن موقفه من الحضارة الأوربيّة.
======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:




ايوب صابر 09-11-2013 02:11 PM

تابع...العناصر التي صنعت الجمال في رواية –36- قنديل أم هاشم -يحيي حقي- مصر

- لقد وظّف الكاتب في النصّ شخصيّات عديدة يمكننا اعتبارها شخصيّات تمثيليّة تعبّر عن نماذج معيّنة في المجتمع الشرقيّ.
- الراوي في قنديل أم هاشم هو مشرف كلّيّ مُعلِّق. فهو يروي الأحداث بضمير المتكّلم (كان جدّي...)، وهو بعيد زمانيًّا عن الأحداث، إذ يفهم القارئ أنّه يستلّها من ذاكرته ويرويها بعد زمن من حدوثها. وهو في روايته يعلّق على ما يقول ويدخل رأيه: "اتسع المتجر وبورك فيه – وهذا من كرامات أم هاشم-" (ص4). وهو يصف أفكار فاطمة وأحاسيسها(ص5) رغم أنه لم يعش معها.
- يندمج الراوي مع بطل الرواية في بعض المشاهد، كقوله: "خلق غفير ضربت عليهم المسكنة، وثقلت بأقدامهم قيود الذل. ليست هذه كائنات حيّة تعيش في عصر تحرّك فيه الجماد..."(ص35). هنا، يتحدّث الراوي ولكنه يعبّر عن أفكار إسماعيل، ويصوّر ما يجول بداخله.
- يكشف يحيى حقي سر نجاح روايته بقوله: (حين أحاول البحث عن سبب قوة تأثير قنديل أم هاشم لا أجد ما أقوله سوى أنها خرجت من قلبي مباشرة كالرصاصة, وربما لهذا السبب استقرت في قلوب القرّاء بالطريقة نفسها .
- مشحونة المعاني والدلالات, بالغة التكثيف الذي يقول الكثير من الدلالات بأقل القليل من الكلمات, لابد أن تنجح في أن تنقل إلى مَن يقرأها بعض ما شعر به الكاتب من احتدام وتوتّر وتفجّر وتوّهج أثناء فعل الكتابة.
- الرواية تعكس طفولة حقي الدالة التي أعيد إنتاجها بما أكسب الرواية حميمية خاصة في واقعيتها التي لا تتردد في استخدام العامية بالرغم من (حنبليتها) الدالة في استخدام تراكيب اللغة الفصحى وصياغاتها الأسلوبية.
- هذه الواقعية الحميمة يشعر بها كل من يقرأ الرواية,
- بطلة الرواية فاطمة النبوية - بنت عم إسماعيل, يتيمة أبًا وأمًا.
- كانت (قنديل أم هاشم) تعبيرًا عن الآثار النفسية العاصفة, في وجدان المثقف العربي ووعيه, نتيجة لقاء الشرق بالغرب, وتفاعلات اللقاء داخل المثقف الذي لابد أن ينقسم على نفسه, انقسامه على ما جاء منه, وما ذهب إليه, وما عاد إليه في الوقت نفسه.
- - حدة الصراع هو الذي عاشه الدكتور إسماعيل - بطل (قنديل أم هاشم) - بعد عودته من الغرب, إنجلترا, طبيبًا مشهودًا له بالكفاءة في العيون, وذلك بعد أن قضى سبع سنوات (لاحظ دلالة الرقم!) تبدّل فيها حاله, كما لو كان صعد من الأرض السابعة إلى السماء السابعة, فوصل إلى ما لم يكن يدور بخلده, أو يتخيله.
- تنتهي حكاية الدكتور إسماعيل في (قنديل أم هاشم). نهاية لا تخلو من الصدمة, أو من إحباط التوقّع, خصوصًا لقارئ قرأ قبل ذلك (عصفور من الشرق) وهام مع رسائل محسن إلى أندريه التي جمعها توفيق الحكيم في (زهرة العمر).
-
======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg


ايوب صابر 09-14-2013 11:47 AM

تابع...العناصر التي صنعت الجمال في رواية –36- قنديل أم هاشم -يحيي حقي- مصر


-الكتاب يستحق الخمس نجوم بجدارة .. لغة عربية تعدت مرحلة الجمال وأخذت تبهرني سطر تلو الآخر وصفحة تلو الأخرى ..
- القصص عجيبة في جذب القارئ وإدماجه في عالمها حتى اذا ما انتهت تجدك غير راضي على انتهائها بهذه السرعة ،
- دهشتني لغته العربية السليمة واحترافه الكتابة والتعبير والتشيبهات المتتالية والممتعة في ذات الوقت ..
- لم انزعج ابدا من التشبيه المستمر فكل تشبيه يجعلك تشعر بعبقرية الخيال واللغة والفن والفكرة ..
- الكتاب صغير نسيبا لكني قضيت في قرأته شهر كامل حتى اهضمه جيدا واستوعب جماله ..
- هناك جُمل بعينها تستحق القراءة مرة ومرة وفي كل مرة تجد طعم جديد جميل ..
- كل سطر يصلح ان يكون قول مأثور.

- لم أخرج من الكتاب متعلقة بالقصص مثلما تعلقت بالكاتب وبإسلوبه السهل الممتنع ولغته الحية السلسلة ، تقرأ وكأنك تلميذ تدرس لغة وأدب وفن وتتعجب من شطارة المُعلم وقدرته الفذة على الكتابة ، حتى انك بالكاد تجد لفظ متكرر في القصة الواحدة فبحر اللغة عند يحيى حقي متجدد ولا ينضب أبدا ، يعطيك منه بكرم ولا يتوقف فتشرب انت لغة عذبة جديدة على اذنك ومختلفة

- الذي يضفي على النص الأدبي قدراً من قيمته هو إشاراته الخفية إلى أعمال أدبية أخرى ممتازة وق نجح حقي في عمل ذلك هنا.

- قنديل أم هاشم: بسيطة وراقية

- أعجبت بوصفه لحي السيدة زينب والمقام كما أعجبت بوصفه للقنديل عندما قال " كل نور يفيد اصطداما بين ظلام يجثم وضوء يدافع ، إلا هذا القنديل فإنه يضئ بغير صراع " ، وكلمته عن الحب: " إن المحب لا يقيس ولا يقارن وإذا دخلت المقارنة من الباب ، ولى الحب من النافذة " .

- السلحفاة تطير: تعجبت من اسلوبها حيث ذكر الكاتب انه استخدم في كتابتها الشكل الدائري للقصة ، فانتهت القصة حيث بدأت !!

- كن .. كان: ما اجملها وأروعها؟ نموذج لنسيج أدبي مصنوع بإحكام وإتقان ، الفكرة والوصف والخيال والحبكة والمتعة والفائدة ...

======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 09-16-2013 02:02 PM

والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 37– "العودة الي المنفي"أبوالمعاطي أبو النجا مصر


- أبو المعاطي أبو النجا من أبرز الأدباء العرب الذين يكتبون القصة النفسية ويعبرون بدقة عن المشاعر الداخلية للإنسان .
- تحمل أعماله الإبداعية سواء القصصية او الروائية تجارب حافلة بكل ما هو إنساني.
- يرصد الواقع بمفرداته الحسية.
- يتوغل في التفصيلات الدقيقة للشخصية الإنسانية.
- لم يقع أسير الواقع الحرفي ولم يهرب إلى عالم الفانتازيا بتهاويله الخرافية.
- لذا نجح في نسج خيوط تجربته الإبداعية.
- وصفه النقاد بأنه أبرع أديب عربي كتب القصة النفسية.

ايوب صابر 09-17-2013 12:18 PM

تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 37– "العودة الي المنفي"أبوالمعاطي أبو النجا مصر


- يقول الأديب أبو المعاطي أبو النجا ان الدواخل الإنسانية ورصد الواقع الحسي أهم ما يشغلني في الإبداع.

- وصفه النقاد بانه ابرع اديب عربي كتب القصة النفسية.

- يقول فيما يتعلق بكتابة القصة النفسية اعتقد ان الجانب النفسي الداخلي للانسان بشكل عام وللشخصية الروائية بخاصة هو الجانب الذي تسعى كل الاعمال القصصية او الروائية لرصد حركته وتسجيل نبضاته بقوة وامانة وكل ما في الامر ان الكتاب في سبيلهم للوصول الى هذه الغاية سيسلكون سبيلين فبعضهم يهتم برصد السلوك الخارجي للشخصية السلوك الظاهر للعيان قولاً او فعلاً وهو هنا يرصد هذا السلوك في علاقته بسلوك الشخصيات الاخرى وفي الواقع الخارجي المرئي ويرى ان هذا الرصد هو الطريقة المثلى والاكثر صدقاً في رصد الجانب النفسي الداخلي، كما ان الاكتفاء بمثل هذا الرصد الخارجي يترك هامشاً واسعاً من الحرية للقارئ في استكشاف الجانب النفسي الداخلي وهو ما يناسب القارئ ويمنح فرصة لتعدد التأويلات والتفسيرات، اما البعض الآخر من الكتاب واظنني منهم فهم لا يركزون على رصد السلوك الخارجي كما هو في الداخل وفق ما تقتضيه طبيعة الموقف في القصة او في الرواية المهم ان يتم هذا الرصد لسلوك الشخصية سواء في الداخل او الخارج بقدر كبير من الحياد والشفافية.

- ويقول اما فيما يتعلق بالمؤثرات على ابده فهناك اشياء كثيرة من الصعب حصرها لكن يمكن النظر اليها كتيارات عامة فهناك مثلاً تيار المهن التي عملت بها في حياتي الوظيفية فقد عملت لمدة اعوام قليلة بالتدريس كما عملت محرراً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة بعد تخرجي في كلية دار العلوم جامعة القاهرة, كما عملت مديراً للعلاقات العامة والاعلام في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي بالكويت لمدة عشر اعوام اقتربت خلالها بشدة من مشكلات التربية والتعليم كما عملت بعد ذلك بمجلة العربي الكويتية، وعبر هذه الرحلة الممتدة تفاعلت مع افراد ومجموعات من كبار الكتاب والمثقفين في الوطن العربي، وهناك ايضاً تيار الاحداث الكبرى التي عاشها جيلي بما تمثله من انتصارات وهزائم ومتغيرات في مناحي الفكر والعمل، وبشكل عام لا يمكن الفصل بين تأثر الكتاب وتأثير الخبرات والتجارب العملية والابداع التي تتطور او تتغير مع تطور نظريات المعرفة والعلم والثقافة وبالطبع كنت اتابع مثل هذا التطور عبر رحلة الحياة ويمكن القول ان التأثر الباكر في مرحلة الشباب كان واقعاً تحت تأثير تيارين متناقضين ومع ما بين هذين التيارين من اختلافات حادة ففي داخلي عقدت بينهما نوعاً من الصلح لاحظه من كتب عن القصص التي كتبتها في تلك المرحلة فقد كانت ازمة العلاقة بين الفرد والجماعة هي النغمة الاساسية التي تتردد بقوة في قصص هذه المرحلة كما اكد معظم من كتبوا عن اعمالي القصصية في هذه المرحلة من النقاد.

- ويقول.. تجربة الغربة والعمل في الخارج كان لها تأثيرات مختلفة على اعمالي الابداعية بعضها ايجابي ومن التأثيرات الايجابية اقترابي من مجموعات المثقفين العرب الذين عملوا هناك في الفترة التي كنت بها بالخارج وتعرفت على رؤاهم المختلفة لقضايانا الثقافية والحياتية وقد تناولت في بعض مجموعاتي القصصية مشكلات العمل وهذه الرؤى المختلفة، وبشكل عام فإن تجربة الغربة ساهمت كثيراً في اثراء رؤيتي للعديد من القضايا القومية والوطنية والثقافية واكتشاف ينابيع جديدة في مشوار الابداع.

- يقول ...الكتابة لدي ليست وظيفة او نوعاً من الوظيفة فأنا لا اتوجه للكتابة الا اذا كانت لدي فكرة اتوهم انها جديدة أو مختلفة على الاقل بالنسبة لما سبق لي ان كتبته.

ايوب صابر 09-18-2013 08:20 AM

تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 37– "العودة الي المنفي"أبوالمعاطي أبو النجامصر

- أبوالمعاطي أبو النجا من ألمع كتاب القصة النفسية ومن أقدرهم على تفتيت اللحظة النفسية الواحدة إلى لحظات جزئية غنية بالدلالة.
- اعترف النقاد بجدة وأصالة ما قدمه أبوالمعاطي أبوالنجا - منذ مجموعته الأولى.
- خاضت قصص أبوالمعاطي رحلة كفاح متنامية ومتطورة ضد طغيان الفكرة، حين بدت القصص المتقدمة لاسيما بالمجموعتين الأوليين محتفية بالفكرة وتأكيدها، ما حال دون اندفاع السرد وتدفقه، وظهرت الحركة السردية مسرفة في الوصف والتحليل النفسي، بخيلة مقتصدة في التعاطي مع المشهد، باعتباره النموذج المثالي لاتزان الحركة السردية.
- وهكذا يمكن القول بتحول أبو النجا من بعد حقبة الستينيات، وبعد ثلاث مجموعات تحول من المفكر القاص إلى الفنان القاص
- وتحولت القصص من البطء إلى السرعة،
- ومن الوقفة إلى الحذف،
- بل من الشخصيات النفسية المأزومة إلى الشخصيات الحركية وسردها سريع الإيقاع.
- تحولات كانت من التباين بحيث يمكنك الاعتقاد بأنك حيال نوعين متمايزين من السرد وهما تأملي بطيء وحكائي متسارع.
- يهتم أبوالمعاطي أبوالنجا في سرده بالتحليل والتوقف، وكانت أكثر المجموعات حذفا «مهمة غير عادية» لأن بها عدة قصص ذات امتداد زمني واسع مثل «ناني القطة السمراء» ذات مستويين سرديين، وأقل المجموعات كانت مجموعة «الجميع يربحون الجائزة» وبها «6» مقاطع فقط، حيث احتفت بالبطء والتحليل والوقفات مثل قصة «ذلك الوجه وتلك الرائحة» ذات التحليل النفسي للشخصية.
- اهتمام الكاتب بالتحليل النفسي والوصف باعتبارهما نموذجي الوقفة.
- تميز السرد بالهدوء والاتكاء على المناقشات العقلية والمنطقية ومعالجة وجهات النظر حول موضوع واحد.
- وقد شهدت الوقفة تطورا مهما، حيث تدرجت تنازليا من المجموعات الأولى نحو المتأخرة، وهو أمر مهم، أراد أبوالنجا به تخفيف التحليل النفسي والوصف المسهب، مفضلا التحول إلى الغاية بالمشاهد السردية والشخصيات المتحركة، فقد بدأت مقاطع الوقفة في الانخفاض الحاد منذ المجموعة الخامسة «مهمة غير عادية» «65» مقطعا لتستمر فيه بعد ذلك، دون العودة للعدد الكثير من المقاطع التي ظهرت في المجموعات الثلاث الأولى حيث كانت «118، 92، 121» على الترتيب، في حين جاءت في آخر مجموعة «72» مقطعا وهي ظاهرة مهمة تشير إلى سير السرد نحو الاهتمام بالأحداث الواقعية والاهتمام بالحركة وتطور الحدث وحركة الشخصيات أكثر من العناية بتحليل جوانيات الشخصيات ووصف الأماكن.
- وعن التحليل النفسي فهو ملعب واسع لمهارات أبوالنجا التي عرف بها منذ مجموعته الأولى، ذلك أن البطء السردي وما صاحبه من جدل نظري طويل النفس، إنما تدعمه تلك القدرة النادرة للكاتب على تحليل نفسيات شخصياته، وهو ما يمنح القصص ثراء فكريا واجتماعيا يقلل من حدة الغلبة الفكرية التي تملأ جنبات قصصه المثقلة بالأفكار.
- من إحدى قصصه المواكبة لنكسة يونيو 1967، التي حاول من خلال تحليل نفسية الشخصية أن يحلل نفسية المجتمع آنذاك وهواجسه في قصة «أصوات في الليل».
- المشهد Scene بدا هزيلا في القصص الأولى والمجموعات المتقدمة، فقد جاء في المجموعة الأولى «فتاة في المدينة» في «29» مشهدا فقط في الوقت الذي ضمت فيه «118» مقطعا للوقفة، وهو ما يؤكد البداية المحتفية بالتحليل والوصف والمستهينة بالديناميكية والحيوية، الأمر الذي تغير تدريجيا، حتى ينقلب الوضع بدءا من المجموعة الرابعة «الوهم والحقيقة» والتي تعد الخط الفاصل بين الطريقتين وفيها يقتربان جدا، فالوقفة «87» والمشهد «88» كانا تمهيدا لتفوق المشهد بعد ذلك في «مهمة غير عادية» و«الزعيم».
- الملخص Summary جاء من حيث الكثافة ثانيا بعد الوقفة مثله «501» مشهد في مجموع القصص، كانت المجموعة الثامنة هي الأكثر توظيفا له «91» مقطعا، وأقلها الزعيم «37» مقطعا للتلخيص، وهي كثافة تناسب فن القصة القصيرة، حيث يتيح التقديم واختصار الزمن الطويل بأحداثه في مساحة نصية صغيرة.
- وقام أبوالنجا في إحدى قصصه المهمة التي امتدت في مدى زمني ونصي طويلين، استغرق الأول حياة الشخصية من المهد إلى اللحد، واستغرق الآخر ست عشرة صفحة.
- وعبر هذه المراحل المتفاوتة لحياة الشخصية وأحداثها المختلفة يجد الملخص أرضه الخصبة. ليربط هذه المراحل ويقدم للأحداث ويعقب عليها أيضا.
- قصص أبوالمعاطي أبوالنجا هي نموذج للتحول من قصة الفكرة في البدايات - والتي اعتبرت معظمها أفكارا أو مقالات فكرية وضعها الكاتب في صورة قصص - إلى الديناميكية والحركة والحوار،
- وتقدم المشهد إلى صدارة الحركات السردية على حساب الوقفة التي ازدهرت في النصف الأول من المجموعات، حيث جنحت الوقفة إلى التوقف عن هيمنتها، وهو تحول يمكن القول أمامه: إنه من قصص الفكرة الطاغية على الفن إلى قصص الحركة والتدفق والسيولة السردية.


======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 09-19-2013 09:52 AM

والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية -38 - وكالة عطيةخيري شلبيمصر
- وكالة عطية هي وكالة عبارة عن مبنى قديم يؤوي متشردين لكل منهم قصته الخاصة وعالمهالغريب.

- يأخذنا الكاتب الكبير خيري شلبي في روايته هذه في واحدة من أمتع الرحلات وأكثرها تشويقا، إلى قاع مدينة دمنهور وعوالم مثيرة بل تكاد تكون خيالية.

- يتسبب اعتداء بطل الرواية ــ الطالب المتفوق بمعهد المعلمين بدمنهورــ على مدرسه في طرده من المعهد وسقوطه إلى العالم السفلى: وكالة عطية: مأوى المهمشين والصعاليك والأشقياء في المدينة. ومن هنا يأخذنا الكاتب الكبير خيري شلبي في واحدة من أمتع الرحلات وأكثرها تشويقا، إلى قاع مدينة دمنهور وعوالم مثيرة بل تكاد تكون خيالية. حصلت هذه الرواية على جائزة ميدالية نجيب محفوظ من الجامعة الأ...more- القارئ لخيري شلبي يلحظ أن هناك فرقا كبيرا بين خيري شلبي الروائي وخيري شلبي القاص ، فحين يكتب خيري شلبي الرواية الطويلة يبدو مختلفا عنه حين يكتب القصة القصيرة ، وكأن القصة القصيرة تمسك بتلابيب خيري شلبي مضيقة عليه الخناق تمنحه مساحة حركة أقل من الإبداع ،

- لكن حين يكتب خيري شلبي الرواية تشعر أنه وجد نفسه وعالمه ، فتراه يحلق في سماء الإبداع ، في عوالم كثيرة جذابة تبهرك ،

- تشدك رغم أنفك للإمساك بالرواية ،

- لا تدعك تتركها من بين أصابعك ،

- تنتظر النهاية غير أنك في نفس الوقت لا تتمنى أن تأتي إذ النهاية دليل على انتهاء الرواية ، وبالتالي انتهاء متعة لا حدود لها.

- يعرف هذا كل من قرأ لخيري شلبي ، يعلم أن زيادة صفحات الرواية دليل على زيادة متعتها وتشويقها ،

- لا يمكن أن يصيبك الملل أبدا وأنت تقرأ رواية طويلة له ولو كانت من ثلاثة أجزاء كالأمالي (أولنا الولد - ثانينا الكومي - ثالثنا الورق) ،

- لو ولجت عالم خيري شلبي من خلال الرواية فلن تمل لا من القصة ولا من الرواية .

- رواية وكالة عطية التي أخذ عنها جائزة نجيب محفوظ للإبداع الروائي ، من أعمق ما كتب خيري شلبي

- يرصد فيها لواقع مجموعة من المهمشين ، ما كنت تظنهم بيننا يرصد لتناقضهم ، وحياتهم بلا رتوش أو ألوان أو أصباغ ، بل تبدو العبارات في بعض
الأحيان فجة خادشة للحياء ، لكنك لا تتوقع خروجها إلا هكذا ، طبقا لملامح الشخصية التي أجاد شلبي رسم خطوطها بمهارة لا يدانيه فيها أحد .

- تدور أحداث الرواية في مدينة دمنهور التي أخذنا خيري شلبي إلى حواريها وأزقتها وآثارها ، وملامح المدينة القديمة في وصف امتزج به الواقع بالخيال حتى إنك لا تدري أهذه الأماكن التي يصفها حقيقة فعلا موجودة أم أنها من نسج الخيال ، أم أنها كانت موجودة واندثرت ،

- ولا تملك في النهاية إلا أن تندهش لبراعة الوصف الذي يجعلك ترى هذه الأماكن بعينينك وتتخيلها وأنت في مكانك ،

- من خلال شخصية البطل ينقلنا خيري شلبي لعالم الوكالة وما يدور فيها ، ويرسم لنا شخصية سكان الوكالة .

ايوب صابر 09-19-2013 02:26 PM

العناصر التي صنعت الروعة في رواية -38 - وكالة عطيةخيري شلبي مصر

- يعد خير شلبي رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، وتعد روايته (رحلات الطرشجى الحلوجى) عملا فريدا في بابها.

- كان من أوائل من كتبوا مايسمى الآن بالواقعية السحرية

- فى أدبه الروائى تتشخص المادة وتتحول إلى كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر، وتتحدث الأطيار والأشجار والحيوانات والحشرات وكل مايدب على الأرض

- حيث يصل الواقع إلى مستوى الأسطورة، وتنزل الأسطورة إلى مستوى الواقع،
- ولكن القارئ يصدق مايقرأ ويتفاعل معه. على سبيل المثال روايته (السنيورة) وروايته (بغلة العرش) حيث يصل الواقع إلى تخوم الأسطورة، وتصل الأسطورة في الثانية إلى التحقق الواقعى الصرف

- أما روايته (الشطار) فإنها غير مسبوقة وغير ملحوقة لسبب بسيط وهو أن الرواية من أولها إلى آخرها (خمسمائة صفحة) يرويها كلب، كلب يتعرف القارئ على شخصيته ويعايشه ويتابع رحلته الدرامية بشغف.
======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 09-21-2013 01:15 PM

تابع...العناصر التي صنعت الروعة في رواية -38 - وكالة عطية خيري شلبي مصر

- يلمس قارىء أعماله الغزيرة أنفيها انفتاحا مدهشا على عوالم سردية تكشف خبرة فنية كبيرة وحياتية كذلك.

- تقدم السيرة الذاتية لخيري شلبي مفتاحا لفهم هذه القدرة التي كانتابنة ل"خبرة الحياة " ففي بداية حياته عمل في مهن لا علاقة لها بالأدب والإبداع ولميكن هدفه من وراء ذلك القيام بتجارب تفيده في الكتابة، ولكن كانت بهدف البحث عنلقمة العيش فقد عمل في جمع القطن، وتعلم كذلك مهنةالخياطة والحدادة، ثم النجارةواشتغل مع عمال التراحيل.

- وخلال تلك الفترة زار معظم محافظات مصر، كما عملبائعا جائلا في المواصلات العامة وهو ما أفاده في الكتابة وأعطاه تجربة بالمعايشةانعكست على أعماله التي عرض فيها لتحولات اجتماعية واقتصادية دفعت بشريحة المصريينللسكن في المقابر ومزاحمة الموتى.

- لكنه بخبرة الكاتب الكبير جعل من هذا الموضوعالاجتماعي القاتم مصدرا للسخرية ولخلق عوالم أسطورية لا تخلو من " الفانتازيا " كمافي مجموعتي " عدل المسامير / ما ليس يضمنه أحد ) أو روايات (السنيورة) ، (بغلةالعرش) .

- في مسار آخر قدمالراحل في أعماله الكثيرة عن الريف صورة تغاير الصورة التي رسخها ريف يوسف إدريسوعبد الرحمن الشرقاوي فهما قدّما القرية المصرية من وجهة نظر بورجوازية. لكنه كتبعنها من مكان آخر بحكم تجربة الطفولة، والتراجع الطبقي لأسرته.

- وانشغل الراحلكذلك بقضايا وجودية تتعلق بأسئلة المصير الإنساني ،

- إلى جانب الحرص على انصاف المرأةوالتأكيد على القهر الاجتماعي الذي تتعرض له في كافة الطبقات.

- وحقق خيري شلبيذلك كله عبر الاتكاء على لغة متميزة في الحكي لا تخلو من التنوع في أساليب القص وهيعلى الرغم من فصاحتها لا تخلو من حيوية ومن طزاجة جعلتها قريبة من لغة الحياةاليومية.

- وتكاد صفة " الحكاء " هي الصفة التي تلخص أسلوبه الفني .

- وهو أسلوباستمده من شغفه الطفولي برواة السيرة الشعبية في قريته " شباس عمير " ومن معرفتهالعميقة بتراث الحكي الشعبي وتقاليدالكتابة في " ألف ليلة وليلة "

- فضلا عن انشغالهباكتشاف لغة سردية ظلت تنهل من مصادر الأدب الشعبي.

- وفي كل حواراته حرص الكاتبالراحل على الإشارة إلى أن جانبا كبيرا من مصادر تميز لغته يعود إلى استفادتهالقصوى من المنجز اللغوي الذي راكمه يحيي حقي في أعماله كلها لا سيما مقالات النثرالفني التي كتبها والتي " لينت " لغة الكتابة وحررتها من القاموس ودفعت بها إلىملامسة هموم الناس،

- كما رصد ذلك الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي في إشارتهالذكية عن عالم الراحل إذ أكد " أن خيري شلبي منحته التجربة كتابته ومنحته كتابتهنفسها فأغنى الرواية بعوالم لم يطأها قلم من قبله"

- كما أنصفه نجيب محفوظ حين سُئلعن سبب عدم كتابته عن القرية، فأجاب: "كيف أكتب عن القرية ولدينا خيري شلبي".

- في كتابه الأخير الذي صدر قبل أقل منشهرين بعنوان " أنس الحبايب " وتضمن فصول من سيرته الذاتية " التي غامر بكتابتهالأول مرة في سلسلة مقالات نشرتها " الأهرام " وجاءت هذه المغامرة بعد تردد طويلحسمه الراحل الذي كتب مرة يحلل أسباب عدم حماس الكتاب لكتابة سيرهم الذاتية وهويقارن سيرته مع السيرة الذاتية التي كتبها الكاتب الكولومبي الشهير جابرييل جارسياماركيز في كتابه " أن تعيش لتروي " وفي هذا المقال رأى شلبي أن السيرة الذاتية فنيكتسح كل المعضلات وتبعث الضوء في كل حنية من الحنايا ، ولذلك يصعب أن يقرأ هذاالكتاب بمعزل عن هذه القناعة التي حكمت رؤية صاحبه الذي قاده الاقتراب من الموتلكتابة " حكايته" الأخيرة.
======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

راما فهد 09-21-2013 06:25 PM

الاستاذ ايوب
مساء الخير والسعادة والهنا
أحتاج أن تساعدني في قراءة كتاب السر ل( روندا بايرن) من خلالك انت وبطريقتك أنت
لن ارجع للعم جوجل ...ممكن!
في هذا المنبر اود القراءة(الطمع بالأجاويد)

ايوب صابر 09-21-2013 10:21 PM

مرحباً راما

هل تصدقين انني كنت اعرف انك سوف تسألين عن كتاب السر لكن كنت اتوقع ان تأتي هنا على الرابط التالي الذي قمت من خلاله على تبسيط وتلخيص كتاب السر المطلوب .

يمكنك من خلال الاطلاع على الرابط تعلم كيف تستخدمي قانون الجذب وهو سر الكاتبة المذكورة الى حد انه سيكون بامكانك التأثير في خيارات الناس مثل دعوة شخص لزيارة رابط معين كما حصل معي هنا حيث قمت على دعوتك ذهنيا وباستخدام قانون الجذب للاهتمام بالكتاب المذكورة .

قد يبدو ان قرارك الاطلاع على كتاب السر هو قرارك الشخصي لكنه ف الواقع استجابه لطلبي من خلال استخدام السر . يعني انا جذبتك للموضوع .

كوني على ثقة انه من خلال تعلمك كيفية تسخير قانون الجذب سيكون بامكانك السيطرة على العالم والتحكم به :


ايوب صابر 09-22-2013 10:36 AM

تابع...العناصر التي صنعت الروعة في رواية -38 - وكالة عطية خيري شلبي مصر

- يصفونه بالحكاء الماكر الساخر..

- الراوي الشعبي بالوراثة،

- رسام الملامح والوجوه،

- الذي يمزج بين الفلكلور والأسطورة وصراعات الذات وأحلام المهمشين..

- المتدفق في سردهكينبوع صاف يتفجر من باطن الأرض الطيبة..

- يقول" الكاتب الذي ليس له صلة بالناس أو الذي يتعالى عليهمهو كاتب غير موجود أصلا..

- كان يعتمد على التدوين والتسجيل حتى بعد أن تخطى السبعين وأسس منجزهالروائي على أسس راسخة.

- برع خيري شلبي في كتابة "البورتريه الأدبي" اعتمادا علىالذاكرة دون الاعتماد على أي مصادر أو الرجوع لمادة جاهزة مسبقا،

- "البورتريه" عندخيري شلبي فن قائم بذاته له مفهومه الواضح في ذهنه كان يراه صورة مرسومة لوجه منالوجوه، تصاحبها كتابة ترصد بدقة ملامح هذا الوجه الخارجية والداخلية وتترسم سماتهوخصائصه، إضافة إلى التكريس الفني للنموذج المراد إبرازه.

- ولم يكن يكتب عن شخصيةإلا إذا كان مستوعبا لها محيطا بأبعادها المختلفة، وجمعت هذه البورتريهات في كتبعدة من أشهرها "أعيان مصر"، و"وصحبة العشاق"، وفرسان الضحك".

- الكاتب الحق، فيمنظور خيري شلبي، لكي يكون صاحب دور حقيقي في الحياة، لا بد أن يكون في خندق واحدمع الناس يعيش آلامهم وأحلامهم، آمالهم وهمومهم، وتصبح الكتابة في هذه الحالة فعلمقاومة..

- يقول شلبي "دور الكاتب في نظري أن يبصر الإنسان بقواه الخفية.. ويضع يدالقارئ على قواه الخفية ويساعده على اكتشافها والإمساك بها وتطويرها"..

- وظل خيريشلبي حتى رمقه الأخير يساعدنا على التبصر بقوانا الخفية..

======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 09-22-2013 03:20 PM

تابع...العناصر التي صنعت الروعة في رواية -38 - وكالة عطية خيري شلبي مصر
- خيرى شلبى.. "رائد الواقعية السحرية " و" الفاتنازيا التاريخية ".
- أول من كتب ما يسمى بـ "الواقعية السحرية "،
- لقبه البعض برائد "الفانتازيا التاريخية "
- لأن أعماله الأدبية تشخص المادة وتتحول الى كائنات حية تتفاعل مع قارئها وتخضع لتغييرات وتؤثر وتتاثر ،
- في روايته يصل الواقع إلى مستوى الأسطورة، وتنزل الأسطورة إلى مستوى الواقع،
-يقول: لولا نجيب محفوظ، ما كنت أنا ولا كان أبناء جيلي.
-ويقول محفوظ افتتح ملعبًا، ودربنا على اللعب فيه. وإذ بكلٍّ منّا يلعب على طريقته الخاصة..
-ويقول قد تكون تجربته مختلفة عنّي، لأن تكويني الثقافي الاجتماعي والثقافي مختلف عن تكوينه. عالمه عالم الحارة المصرية التي أصبحت معادلًا موضوعيًا لمصر كلّها.
-بينما أنا ابن القرية، صاحب تجربة تشرّد وشقاء.
-عالمي مختلف حتى عن أبناء جيلي. ولعل محفوظ نفسه أنصفني عندما سُئل عن سبب عدم كتابته عن القرية، فأجاب: كيف أكتب عن القرية ولدينا خيري شلبي؟.
-حتى القرية التي أكتب عنها مختلفة عن تلك التي قدّمها يوسف إدريس والشرقاوي.
-هما قدّما القرية المصرية من وجهة نظر بورجوازية. أما أنا فأكتب من مكان آخر: بحكم تجربة الطفولة، والتراجع الطبقي لأسرتي، واضطراري للعمل مع عمال التراحيل (عمال جوالون يعملون في الحقول مقابل طعامهم فقط)، وتنقّلي بين مهن مختلفة، من الخياطة والحدادة إلى النجارة.. كلّ ذلك جعلني أُقَدِّم قرية القاع، قرية الفلاح المعدم... عالم القرية أعتمد فيه على الحنين إلى الأربعينيات.
-أما عالمي الذي يتشكل من شوارع القاهرة وحواريها، فهو تجربتي الحقيقية، بعيدًا عن الحنين. هو تجربة تواكب الزمن بعد مجيئي إلى القاهرة. وتلك التجربة المتواصلة إلى الآن، أغنَى في تقديري من تجربة القرية.
-وليس ثمة شكٌّ في أن خيري شلبي من سلالة زمن الروائيين والحكائيين الذين غاصوا أكثر في العالم السفلي للواقع الاجتماعي المصري الحديث، وبطاقة حضور هائلة، وبطبقات غنية في ذاكرة وعلاقات وحكايات ولقاءات ومساحات من الزمن الجميل، زمن الصعاليك الرائع والجميل،
-وهو حالة أدبية اقتربت كثيرًا من سلوكيات الحياة نفسها، وبذائقة حقيقية مصرية، حيث لا حدود كبيرة بين الكتابة والحياة نفسها..
-عاش عمره رافضًا كتابة سيرته الذاتية، وعندما كتبها مات.
======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

راما فهد 09-22-2013 11:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 157378)
مرحباً راما

هل تصدقين انني كنت اعرف انك سوف تسألين عن كتاب السر لكن كنت اتوقع ان تأتي هنا على الرابط التالي الذي قمت من خلاله على تبسيط وتلخيص كتاب السر المطلوب .

يمكنك من خلال الاطلاع على الرابط تعلم كيف تستخدمي قانون الجذب وهو سر الكاتبة المذكورة الى حد انه سيكون بامكانك التأثير في خيارات الناس مثل دعوة شخص لزيارة رابط معين كما حصل معي هنا حيث قمت على دعوتك ذهنيا وباستخدام قانون الجذب للاهتمام بالكتاب المذكورة .

قد يبدو ان قرارك الاطلاع على كتاب السر هو قرارك الشخصي لكنه ف الواقع استجابه لطلبي من خلال استخدام السر . يعني انا جذبتك للموضوع .

كوني على ثقة انه من خلال تعلمك كيفية تسخير قانون الجذب سيكون بامكانك السيطرة على العالم والتحكم به :


مساء الخير
بتصدق وتآمن بالله العلي القدير اني كتبت طلبي اكثر من مرة ..لكن في كل مرة كنت احذفه حتى ما أغلبك معي وما كنت بعرف بالرسائل الذهنية ههه... من زمان بقرأ مقتطفات عن الكتاب وأشعر بقوة جذب إتجاهه..عالعموم من روحي الف شكر ورح أقرأ كل ما هو مكتوب عنه للعلم(يتيمة أنا) يعني ممكن كون عبقرية هههه

ايوب صابر 09-24-2013 04:23 PM

والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم -39- تماس عروسية النالوتي تونس

- عروسية النالوتي كاتبة تونسية، من مواليد 1950 بالجنوب التونسيجزيرة جربة”، وأستاذة أدب عربي، صدر لها قبل “تماس”: البعد الخامس”، “مراتيج،وبعض قصص الأطفال.

- عروسيّة النالوتي تدخل في «تماس» إلى قلب الصراع: نساء ورجال وأحزان..

- لأن المرأة المبدعة تعدّ نفسها مسؤولة أمام هذه القضايا وغيرها فهي تشهرقلمها متوعدة، متحدية تارة وشاكية، باكية تارة أخرى وفي الحالتين تبقى صورة المرأةغائمة غير جلية تقبع في ظلّ الرجل، من هذا المنطلق ندخل عوالم رواية عروسيةالنالوتي “تماس” التي حاولت التغريد خارج السرب لكنّها لم تفلح في ذلك رغم إصراربطلة روايتها هذه على مواصلة الصراع إلى النهاية، رافضة إعلان خنوعها و استسلامهاإلى القدر المحتوم، والهزيمة المنتظرة...

- إن شخصيّاتتماس” شخصيات مأساوية تطاردها المصائب دون أن تكون متسبّبة في ذلك أو ارتكبت أيّفعل شائن تستحقّ من أجله عقابا بل عن طريق خطأ يتسبّب فيه الغير أو الآخر المتمثّلهنا في المجتمع.

- رأينا في هذا النصّ ما يبرّر حتى تسلّط “قاسم عبد الجبّار والدزينب” الذي نشأ في حضن أم متسلّطة أرغمته على التجرّد من مشاعر الأبوّة ومن واجبهتجاه زوجه.

- فيصبح بالنسبة له من العار أن يجهر بها حتى بعد موت والدته، وهذه الصورةتحيله إلى شخصيّة مرهوبة، لكنها تخفي داخلها ذاتا هشّة تجلّت عندما عانقته ابنته: “فعانقها بشدّة وهو يطلق العنان لشهقاته المكتومة، كطفل يلوذ بحضن أمّه،

- واستغربتخديجة” لانقلاب الأوضاع... ولم تعد تفهم شيئا فقد تحوّل زوجها إلى طفل وديع يشكويتمه لأمّ هي ابنته، وغدت ابنتها التي لم تعرف معنى الأمومة بعد إلى أمّ عرّيفة بحاجات الولد إلى أمّ سخيّة تحضن وتمسح ما ترسّب في النّفس من أكدار”.

- توضّح هذه الفقرة هشاشة قاسم من الدّاخل، كما تبرّر له جبروته وظلمه “لخديجة” فيجد القارئنفسه أمام شخصيّة تستدرّ عنده مشاعر متناقضة فهو يسخط عليه عندما يرى فيه تلكالشخصية المنفرة التي تسحق وتبطش وتقتل ويشفق عليه حين تتحوّل الشخصية ذاتها منمرهوبة إلى مستكينة، تستسلم إلى صدر الابنة/ الأمّ وكأن الرجل يرفض أن يكبر ويتجاوزطفولته وهو في حاجة دائمة إلى حضن أمه، أكثر من حاجته إلى زوج تعامله كانسان راشد،مسؤول.

- لحرمان هوالخيط الرّابط بين شخصيّتي “قاسم وزينب” .الأول حرم من حنان الأم فتحول إلى شخصيةمريضة تفرض هيمنتها على من معها وتعذّبه بينما تحمل في داخلها روحا معذّبة، هشّةتحلم بالانعتاق والثانية حرمت من حنان الأب فخرجت تبحث عنه في رجال آخرين لهم بناتيغدقون عليهن حنانهم بسخاء فحاولت تجريدهن من آبائهم وتجريد أمهاتهن من أزواجطيّبين لم تحض “خديجة “ أمها بزوج مثلهم...

- ومثلما ركّزت على الطفولة ودورهافي بناء شخصيّة الإنسان، اهتمت المؤلّفة بالموروث وما يسبّبه من اختلال وتشويهلطبيعة الكائن الذي يخلق جميلا، رائعا ثم يتحول غصبا عنه إلى شخص مريض تكبّله العقد.

- لم تكشف المؤلفة عن جانب واحد من معاناة المرأة بل توسعت في وصفهاوتطرقت إلى كل القضايا المحيطة بها. لكنّها رغم تحريرها لبطلة روايتها استطاعت أنتمنعها من التهور وارتكاب جريمة في آخر الرواية.

- لم تشأ عروسية النالوتي أنتختم نصّها بقتيل وقاتل، فجعلت “زينب حسّان” تفقد السيطرة على قبضتها فينزلق “قاسممن بين أظافر “زينب عبد الجبّار”، ويفسّر ذلك رغبة “زينب حسّان” في قتل الأبالمتسلّط بيد ابنته المعذّبة “زينب عبد الجبّار”، التي تتخلّى في اللّحظة الأخيرةعن ذلك و تفضل عنه اللّجوء إلى الحوار.

- أخذ الماضي فيهذا النص يتقدّم حتى تجاوز الحاضر إلى المستقبل وذلك تجلّى من خلال الاسترجاعوالاستذكار لأحداث جدّت خلال فترة الطفولة: “للصخر همسه. للصخر هلوسته. للصخرنداءاته البعيدة، المدويّة في الفضاءات السّحيقة الفارغة إلا من الذكرى وحكايات الإنسان الذي كان هنا زمن ثم عبر وترك شرط الوجود والعلامة”.

- تحيل هذهالفقرة على ماض وحاضر ومستقبل وقد انطلق ذلك في الحاضر من خلال هلوسات الصّخرونداءاته: ماض بعيد، ينضم إلى ماض قريب ويشكلا معا الحاضر والمستقبل، الذي يعبر علىجسر استمرارية الحياة المتصلة بوجود الإنسان في تلك المساحة من الأرض وطالما أنالإنسان يحافظ على وجوده من خلال التناسل والتكاثر والتوارث فان المكان لم يزل هناكيواصل احتواء رائحة من مروا ويتهيّأ لاحتضان القادمين.

- أما زمن الرواية فهوامتداد للمكان، سواء كان ذلك من خلال الأمكنة الفعلية التي احتضنت الأحداثوالشخصيات أو من خلال الفضاءات المستترة التي تعكسها الأصوات والروائح وبعض الحركاتالأخرى،

- يضاف إلى هذين الحيزين حيز آخر يكمن في الذات طالما أن شخصيات “تماس” تحياخارج ذواتها وذلك قد يعود إلى تذبذبها وانفصامها الذي جعلها ترتدي أقنعة متعددةتواجه من خلالها مواقف الحياة المختلفة بينما تخفي في جوهرها ذاتا أصيلة تنموانفعالاتها أو تتشوّه تبعا لعلاقتها بالزمن وحركتها في أبعاده الثلاثة: الماضيوالحاضر والمستقبل.

- كما أن زمن هذا النص يضبط إيقاع سرعته تمشيا مع الحالة النفسيةللشخصيات فهو سريع متدفق في حالة الاضطراب والفرح وبطيئا في حالات اليأس والانتظاروقد كانت أطول فترة أو مرحلة في هذه الرواية، تلك التي شملت مرض “خديجةواحتضارها.
- مثلما كان الزمن نفسيا كان المكان أيضا تابعا لما تشعر بهالشخصيات داخله، فالمنزل يتحول إلى سجن خانق بالنسبة “لخديجة”، المرأة المضطهدةالتي حكم عليها ألاّ تغادره الآّ إلى القبر. فيصبح المنزل يشبه الضريح فيوحشته وسكونه وينطويان معا على رائحة الموت.

- كما أن المكان في هذا النص لم يكنايجابيا بل كان سلبيا لأنه لم يفلح في التأليف بين الشخصيات، ومن هذا المنطلق وجدتتلك المسافة التي تبعد بين الزوج وزوجه والأب وابنته والصديقة وصديقها... وبالتاليلم يساعد المكان الشخصيات في إدراك ذاتها لأنه لم يوفر لها فرصة الاتصال المتجدّدبما يحيط بها فانكفأت تبحث في أعماقها عن بديل لم تطله التشويهات ولم يتسرب عذابالعزلة إليه بعد.

- رغم تقيد المؤلفة بمقاييس الرواية التقليدية سواء على صعيد الشخصيات التي حملت أسماء حقيقية وملامحا وأدوارا فيالحياة، أو على صعيد السرد الذي تطور حسب نسق صاعد تطورت خلاله الأحداث وتوالدتتباعا، نجحت عروسية النالوتي في توليد الشخصيات بجعلها الوجوه والأنفس تتناسخ منأجل أن توضح مدى انفصام الإنسان وتمزقه.

- كما أنها جعلت هذه الشخصيات تشترك فيالمشاعر. فيصبح الجلاّد ضحيّة والضحيّة جلاّدا، رافضة تزيين نصها بأمل مخادع، مفضلةالصراحة والمواجهة على الكذب والزيف، لإدراكها أن المأساة لا يكون الخلاص فيها إلاعن طريق الألم والصراعوالموت.

- والموت في هذه الرواية لم يكن ذلك الوحش الكاسر الذييختطف زهرة الروح، وإنما كان مخلّصا رحيما جاء يخلص امرأة معذبة في وضع “خديجة” منآلامها.

ايوب صابر 09-26-2013 04:12 PM

تابع...العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم -39- تماس عروسية النالوتي تونس

-ومثلما ركّزت على الطفولة ودورها في بناء شخصيّة الإنسان، اهتمت المؤلّفة بالموروث وما يسبّبه من اختلال وتشويه لطبيعة الكائن الذي يخلق جميلا، رائعا ثم يتحول غصبا عنه إلى شخص مريض تكبّله العقد.
- لم تكشف المؤلفة عن جانب واحد من معاناة المرأة بل توسعت في وصفها وتطرقت إلى كل القضايا المحيطة بها.
-لكنّها رغم تحريرها لبطلة روايتها استطاعت أن تمنعها من التهور وارتكاب جريمة في آخر الرواية.
- لم تشأ عروسية النالوتي أن تختم نصّها بقتيل وقاتل، فجعلت “زينب حسّان” تفقد السيطرة على قبضتها فينزلق “قاسم” من بين أظافر “زينب عبد الجبّار”، ويفسّر ذلك رغبة “زينب حسّان” في قتل الأب المتسلّط بيد ابنته المعذّبة “زينب عبد الجبّار”، التي تتخلّى في اللّحظة الأخيرة عن ذلك و تفضل عنه اللّجوء إلى الحوار</SPAN>


- تقول عن روايتها بعد ان سؤالت ان كانت تنتمي لادب السيرة الذاتية " تماسرواية متخيلة وان تعددت فيها الاصوات ، وهى ليست سيرة ذاتية لان العالم العربى محكوم كثيراً بالتخيل بمعنى أننا لو افترضنا ان هذا المبدع بدأ من حادثة أو موقف حقيقى حدث بالفعل فكتابته لهذه الواقعة ستختلف عما حدث فهو قادر على ان يضيف اليها أو يبالغ فى وقائعها أو يغير أو يسكت ولا يمكن اعتبارها فى هذه الحالة سيرة ذاتية له، التاريخ فى ما كتب قد يكون هو الحقيقى فقط ولكن غير ذلك لدينا كوابت كثيرة حتى لو أشرنا اليها اشارة خفيفة لايمكن ان نتحدث عنها بصراحة لأن المجتمع العربى مازال محكوم بتقاليد ومحاذير خاصة الأخلاقية منها فلايمكن الانسان العربى أن يتعرى ويشاهد من الجميع وتسقط عنه كل اسراره كما أنه يخاف عين الآخر وحكمه عليه فيلجأ المبدع وخاصة المرأة العربية المحكومة بـألف مراتيج ، فهى تنطلق فى كتابتها عن حياتها من بعض الاشياء البسيطة ولكن الجراح الداخلية والمعاناة تكون اشارات خجولة ولا توجد امرأة عربية تحدثت وكتبت عن عالمها الشخصى بكل صراحة وعن ما عايشته لأنها تخاف نظرة المجتمع الشرقى الذى يتتبع كتابات المرأة لعله يجد فضائح يلتقطها وينال منها.

ايوب صابر 12-05-2013 08:50 PM

وألان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.

- تظل تجربة الروائي الأردني- بالرغم من غيابه الجسدي منذ سنوات عديدة- ‘غالب هلسا’ من أهم التجارب الروائية العربية التي تزداد ثراء، وغنى، كلما أعيدت قراءتها من قبل قارئ يجد نفسه أسير عوالمها التي لا يستطيع منها فكاكا.

- و من أهم ما يميز هذه التجربة- قصة ورواية- حفاظها الدائم على المعنى الطازج، والسرد الأليف، والبناء الدرامي المصنوع من مفردات ‘شرطنا الانساني’ الذي يمور بأسئلة الهوية، أسئلة الماضي والحاضر، أسئلة المفارقات المبكية المضحكة التي تناسلت في مجتمعاتنا، والتي لم يجد الكاتب أمام أوضاعها المبكية المضحكة، سوى التشريح الساخر لمختلف علاقاتها الظاهرة والباطنية.

- علاقة الرجل بالمرأة- قضية مركزية في معظم نصوصه.

- امتاز بأصالة التجربة الروائية- والحياتية أيضا- بمصادرها المتعددة.


- فانتماؤه – قولا وعملا- للحركة الوطنية، والتقدمية العربية،خاصة المقاومة الفلسطينية، منحه قدرة فكرية، وإبداعية، على اختيار مواقع الرؤية التي نظر من خلالها إلى ما يمور به المجتمع من مظاهر وظواهر ووقائع ونماذج مختلفة

- هو في ذلك، يختبر مصداقية الرؤية في الواقع، ومصداقية الرؤية في النص.

- لا شك أنتجربة ‘غالب هلسا’ هي نتاج تجربة حياتية- وفكرية- غنية تفاعلت فيها الروافد الماركسية بالمنابع القومية، ومحطات المنفى الدائم، بمحطات الوطن التي لم تسلم من أوضاع النفي والمطاردة المتواصلة، والخلفية النظرية .

- يقوم هذا السرد عند ‘هلسا’ على الاستبطان الهادئ للعلاقات الإنسانية، والانطلاق في تقشير أقنعتها المزيفة التي تحكم مختلف مسلكياتها في مختلف المجالات.

- من ثم انطلق السارد، عندغالب هلسا’، في رصد التحولات المبكية المضحكة، بلغة تقوم على التحليل العميق، منجهة، وعلى المزاوجة بين المحكي والموصوف، دفعة واحدة، من جهة ثانية، سواء تعلق الأمر بصراع الذات مع الذات، أو صراع الذات مع الذوات الأخرى.

- بعودتنا إلى بيت الحطيئة الشهير، والوارد في أحد ملحقات رواية ‘الضحك’، نلمس خصيصة أخرى تميز بها سرد الكاتب.

- تلك هي خصيصة السخرية التي شكلت موضوعة مركزية في معظم نصوصه الروائيةوالقصصية.

- أو بعبارة أخرى: لم يقتصر توظيف السخرية، عند الكاتب، على وظيفتها الموضوعاتية، بل امتدت إلى جانبها التشكيلي، لتصبح أداة سردية لصياغة العالم الروائي فضاء وشخصيات ولغة و مواقف.

- هكذا تجاوزت السخرية الهجاء، حينا، والدعابة،حينا آخر، ‘الكاريكاتورية’ حينا، والنقد حينا آخر، تجاوزت كل ذلك، لتصبح وسيلةمركزية على حد تعبير ‘لوكاتش- لـ(تجاوز تعاستنا الحاضرة).

- وعلى هذا الأساس لم يعدالغزل هو تعداد لمحاسن المرأة، بل هو تعداد لمظاهر الخلل في المجتمع. إنه خرق جديد،من قبل الجنس الأدبي، على حد تعبير ‘تودوروف’، لما هو متعارف عليه في النص والذائقةوالمجتمع.

- ما المانع ألا يتغزل الكاتب’في موضوعات غزلية، لا أول لها ولا آخر،يبدعها مجتمع يبدع العجائب في كل وقت وحين. ؟

ايوب صابر 12-08-2013 09:49 AM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.


- روايته "سلطانة" التي حُولت أخيراً لمسلسل تلفزيوني بثته قناة "روتانا خليجية"، وحظيبنسبة مشاهدة عالية كما تؤكد استطلاعات الرأي. فهل باستطاعة هذا العمل الكشفَ عنجوانب من إبداع هلسا الذي نال في حياته، وبعد رحيله أيضاً، أقل مما ناله أيٌّ مننظرائه العرب من اهتمام وتقدير.

- "سلطانة" الذي أخرجه الأردني إياد الخزوز عنسيناريو كتبه وأعده السيناريست الراحل غسان نزال لرواية "سلطانة" وعملين قصصيينآخرين لهلسا هما: "وديع والقديسة ميلادة"، و"زنوج وبدو وفلاحون".

- غالب كتب أعمالاً رصدت تشكّل المجتمع الأردني الحديث في بدايات القرنالعشرين وحتى الخمسينيات،

- كل إبداع مرهون بصاحبه، لذلك كان لغالب أن يكتب سيرة روائية بحجم "سلطانة"،توثق لفترة طفولته ويفاعته التي عاشها بين قريته الصغيرة "ماعين" ومدينتَي مادباوعمّان،

- "سلطانة" تستثير ذاكرةً رصدت المكان بتفاصيله؛ إذ ينفخ فيها روحه الحقيقية، ويخلقشخصياته الأصيلة، تماماً كما هي "سلطانة" القروية التي تلعب بالتجارة والرجال،وتؤثر في السياسة والمجتمع.

- "سلطانة" كُتبت في فترة متأخرة من حياة هلساالذي قدم تحليلاً ماركسياً يتقدم على نماذج ماركسية عربية أخرى، لاختلاف مرجعياته،واطّلاعه على الثقافة الأوروبية الغربية وآدابها.

- فكّك غالب مجتمعه وجسّد بجرأةوعمق تلك الرابطة التي جمعت بين البدو والفلاحين وعلاقتهم بالحكم إبان تأسيسالإمارة، والهجرات المتعاقبة إلى عمّان منذ بدايات القرن العشرين، بخاصة من الشامونابلس، وهو ما حوّل المدينة إلى حاضرة تجارية.

- هذه الأفكار وغيرها قدّمها هلسا في نسيج روائي متماسك وأخّاذ،أسند دور البطولة فيه إلى عدد كبير من النساء الفاعلات (دأبه في معظم رواياته)

- تتميز الرواية بجرأة عالية في تفكيك العلاقات بين المرأة والرجل، وهو حال "سلطانة"، ومن قبلها أمها "سلمى"، ومن بعدها ابنتها "أميرة". إضافة إلى متابعتهاالدقيقة للخرافات والحكايات الغيبية الباعثة على الإثارة والتشويق.

- العمل الدرامي الذي أنتجه المركز العربي للخدمات السمعيةوالبصرية، افتقر للجرأة التي اشتمل عليها النص الروائي في تناولهِ قصصَ الحبوالعلاقات الجنسية، ولم ترقَ الاجتهادات الفنية عبر الإيحاء والتأثير إلى جمالية ماتضمنته الرواية في هذا السياق،.

ايوب صابر 12-09-2013 11:26 AM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.

- في اعتقادنا أن كتابة غالب, الروائية منها والقصصيةوكذلك الفكرية والسياسية, كانت سعيا لكشف حقائق وإعادة بناء عالم انهار, وتصويرعالم ينهض في مكانه.
- هذا ما يجعل روايته تجمع ملامح من السيرة, فالسيرة عند أندريهموروا هي <<البحث الشجاع عن الحقيقة.
- كتب غالب كثيرا عن الأردن, عن مجتمعالقرية والمدينة وتفاصيله, وقدم قراءته للمكان بعناصره وتفاصيله وجمالياته.
- نجد فيحوار معه قوله <<قبل فوكنر كنت أحتار كيف أصيغ من الحياة البطيئة والرتيبة فيالقرية فعلا دراميا , فوكنر جعلني أرى الأحداث ليس كما وقعت, ولكن عبر تحولاتها فيالمجتمع.
- فيما بعد سيروي غالب كيف كتب <<وديع والقديسة ميلادةوآخرون>>, قبل أن يقرأ فوكنر, ثم كيف كتب <<زنوج وبدو وفلاحون>> بتأثير من فوكنر. ففي الفصل المخصص للكاتب الأمريكي المعروف, يتحدث غالب عن كونهولد ونشأ في مجتمع يتحول من البداوة إلى الزراعة, ومن الزراعة إلى التجارة. ويعودويتذكر ذلك الطالب الجامعي وشكواه, وأن رأيه كان من رأي الشاب, إلى أن قرأ فوكنر, فصار الواقع اليومي في خانة الاحتمالات, وبات يكتسب حيوية مدهشة, وتنوعا لا حد له.
- ويقول "فجأة <<امتلأ البشر حولي بإمكانات لانهائية>>. فثمة في الأردن, كما فيغيره من دول العالم, ما يستحق الكتابة, وهذا ما فعله غالب في رواياته, بعد سنوات, وكما لم يفعله سواه.
- يشير غالب إلى نقطة هي غاية في الأهمية, حول وجوده فيالمدرسة الداخلية, ببنيته الجسمانية الضئيلة, وكثافة الطلبة الكبار التي كان يستحيلاختراقها, فاختار من بينها نماذج لرواياته وقصصه.
- ثم يتذكر أنه كان يكتب مواضيعالإنشاء لعشرة طلبة, على الأقل, لإرضائهم, ولكنهم ظلوا يحتقروه لأنه- كما يقول- <<لم أكن أصلح لشيء إلا لهذه الأمور (يقصد الكتابة) التي لا تجعل من الإنسانرجلا>>. وفي هذا توضيح لنظرة كانت سائدة حول مفهوم <<الرجولة>>, ونظرة إلى انعدام أهمية الكتابة لدى المجتمع.
- بالمقاييس نفسها التي حاكم بها غالببطولة <<بوبي>>, يمكن القول إن البطل هنا أكثر من حالة واقعية, فهوتجسيد لواقع وتقاليد معروفة في العشائر البدوية الأردنية, وربما العربية, لكنه هناليجسد حالة ذهنية, وليكشف زيف هذه التقاليد حين يجعل أهل البطل يحاولون بكل مايمكنهم من الحيل أن لا يخضع ابنهم للاختبار.
- ويستكمل غالب الغوص في هذه الثقافة من زاوية أخرى, فيقدم في قصة <<وديع والقديسة ميلادة وآخرون>> نماذج للتخلف والخرافات التي تعشش فيمجتمع الريف والبداوة.
- في الطريق يبرز لنا الراوي مفارقاتغريبة من أجواء القرية, ثم ينقلنا, بسرد ساخر وتفصيلي, إلى البلدة المجاورة, حيثعلى أهل القرية انتظار الحافلة التي ستنقلهم إلى عمان.
- ورغم أن الراوي يعرض ما يبدو لنا وقائع, بدءا منصراع رهبان الكاثوليك والأرثوذكس ورعاياهما, والصراع بين هذين الجناحين وبينالبروتستانت, مرورا بالوعي البسيط, ولكن الخبيث والماكر للقرويين, فإن الصراع يدورحول هذا الوعي وما ينتج عنه.
-
ثمة صراع آخر في هذه القصة الطويلة (أوالرواية القصيرة, كما يسميها غالب), هو الصراع بين القروي والمديني. وهنا نسترجع ماقاله غالب حول أثر فوكنر في كتاباته حيث يقول عن شعوره تجاه أهل المدينة <<مارست انتقامي- انتقاما لخيبة أملي- من عم ان, إذ بدا أهلها ضيقي الأفق, مفجوعين بأحلام لا تتحقق
- هذه الخيبة يعلن عنها في سلطانة أيضا ) فحينيذهب أهل القرية إلى المدينة, بما فيهم الطفل وديع وأمه, ينزلون عند الأستاذ إلياس- الشقيق الأكبر لوديع- الذي يتعامل معهم بازدراء, كما لو كانوا من الهمج. من هناتأتي خيبة أمل وديع.

ايوب صابر 12-12-2013 08:11 PM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.

- يستطيع قارئ أعمال غالبهلسا أن يجد جوانب كثيرة من الحياة الاجتماعية الأردنية في عدد من رواياته, لكنالعمل الأضخم, والأهم في نتاجه الإبداعي الذي خصصه للأردن هو- في اعتقادي- روايته <<سلطانة>>
- ففي هذه الرواية نستطيع- ببساطة, ومن خلال معرفتنا بتفاصيلحياة غالب قبل رحيله النهائي عن الأردن منتصف الخمسينيات- اعتبار شخصية غالب متجسدةفي شخصية جريس.
- ولذا فإن القول بأن هذه الرواية تنطوي- أكثر من سواها- على شكل مامن <<سيرة>> غالب في الأردن, يجد ما يبرره.
- ورغم أن الرواية- كما يقولالراوي- هي رد على سؤال عزة (حبيبة جريس في القاهرة) عن سبب رحيله عن الأردن وعدمعودته إليه, الأمر الذي جعله يستعيد هذه الحياة كلها, إلا أن القارئ سرعان ما ينسىعزة والقاهرة, ويندمج في أجواء أردنية, بدءا من قرية ماعين, وصولا إلى عمّان بكلتفاصيل الحياة فيها.
- مفاصل من هذا العمل الضخم, تكشف انها عبارة عن سيرة>> غالب من جهة, وعن سيرة المجتمع من جهة ثانية.
- الرواية تصور طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسيةفي الأردن, خلال المرحلة التي تتناولها الرواية, وهي مرحلة تمتد من ثلاثينيات القرنالعشرين حتى منتصف الخمسينيات منه. كما ستركز هذه الدراسة على التحولات العميقةالتي شهدتها هذه المرحلة, من خلال نماذج وشخوص مما حشدته الرواية.
- بعض ما كتبه غالب- في كتاباته غير الروائية- عن قريته, وعن عائلته وقبيلته, وعن مدرسته الداخلية, وسواها مما يمكن أن يضيء تفاصيل هامة من هذه الرواية. ففي حديثه عن القرية, وهو غالبا ما يأتي ضمن سياقات من الحنين والتذكر, لا التأريخ والتوثيق, يكتب غالب, في دراسات ومقالات كثيرة, أشخاصا وحوادث ووقائع تتقاطع مع شخوص وحوادث ووقائع الرواية التي نحن بصددها.
- - جريس يجسد غالب في رواية سلطانه لأنه يلتقي معه في أمور عدة: نشأ في ماعين, ودرس فيالمطران, ثم سافر إلى بيروت ليدرس في جامعتها الأمريكية.. وكما يقول جريس نفسه <<عشت في مدن كثيرة: عمان, دمشق, بيروت, القاهرة, بغداد, أديس أبابا, برلين, وتونس و.. أحببت نساء في كل هذه المدن, ولكنني لم أعرف قط وجها أثارني وظل يلاحقنيكوجه سلطانة في تلك اللحظة>>
- أما سلطانة فهي, كما تبدو لنا في الرواية, أكثر من امرأة طبيعية أو حقيقية. ورغم كل شيء سنتعامل مع الجانب الواقعي منها, كأنثى أولا , وبوصفها عنوانا من عناوين التحول من المجتمع الريفي إلى التجارةوالحياة في المدينة, وصولا إلى ما مثلته في عمليات المتاجرة والتهريب إلى إسرائيلالناشئة حديثا آنذاك, خصوصا في تهريب الماس والمتاجرة به.

ايوب صابر 12-15-2013 02:41 PM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.
- منذ بدايةالرواية, نتعرف على بيت سلطانة في القرية بوصفه بيت <<الحوارنة>>, وذلكعندما تعود <<أميرة>> ابنة سلطانة التي تعمل خادمة في أحد بيوت عمان, حيث سافر مخدوموها إلى رام الله لقضاء الصيف. وإذ تعود الصبية وهي تجر معها كلبا لايأكل سوى اللحم, فإنها تثير حفيظة أهل القرية الذين لا يجد كثيرون منهم الخبز, بلإن والدها نفسه يقول لها <<يا ست أميرة, إحنا مش لاقيين الخبز, نقوم نطعمالكلب لحمة،لكن الوالد هنا ذو شخصية هزيلة أمام الشخصية الطاغية لزوجتهسلطانة وابنته أميرة, التي هي بالتأكيد ابنة سلطانة, لكن لا شيء يؤكد أنها ابنته هوأيضا , فسلطانة عاشت- منذ طفولتها- ألوانا من الحرية وصلت حد الانفلات. وهي امرأةخارجة على قوانين المجتمع, لا تخضع سوى لقوانين حريتها الداخلية.
- نتوقف عندنشأة سلطانة, ابنة صاحب بقالة, أمها هي المرأة الجميلة الشرسة الشهوانية المثيرةلرجال القرية, والتي تدير شؤون البقالة بنفسها, وتتعاون مع سائق شاحنة سيصبح مالكالها فيما بعد.
- في بيئة كهذه, وفي قرية ذات مواضعات وتقاليد اجتماعية راسخة, نرىالطفلة سلطانة تلعب بين أولاد من جيلها, أو أكبر قليلا , في مكان يدعى <<الهربج>>, وتشارك في صيد العصافير وممارسة الطقوس الجنسية, وحينيحاول بعضهم الاعتداء على أنوثتها تتصدى لأكبرهم وتهينه في ذكورته, ثم تبدأ علاقةمع الخوري صليبا, زير النساء الذي لا يرتوي.
- لكن هذا كان في طفولتها, وقبل أن تكتشفإمكانات توظيف جسدها وأنوثتها وجمالها, وأصبحت- كما يقول جريس بحسرة وألم العاشقالبعيد زمانا ومكانا عن معشوقته- مومسا تعرف كيف <<تبيع جسدها لتثري>> ولتغدو صاحبة تجارة مزدهرة.
- كان بيت سلطانة في القرية متميزا عن بيوتالقرية, بفخامته وأثاثه, بما يوحي ببعض ملامح شخصيتها, لكن انتقالها إلى عمّانسيوضح لنا المزيد من هذه الملامح, كما سيضع أمامنا عالم المدينة الذي انتقل إليهجريس. ففي عمان, حيث مدرسة المطران التي يدرس جريس ويقيم فيها, وحيث بيت سلطانة فيجبل اللويبدة, الأرقى في عمّان الأربعينيات, تتكشف لنا عوالم المدينة الصغيرة, فنرىجوانب من الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية فيها.
- صورةعمّان من أواخر الأربعينات إلى مطلع الخمسينيات, هي صورة مدينة صغيرة لكنها تعيش- كما يبدو- حياة تحظى بقدر من الحرية والتنوع. فعلى صعيد الحياة السياسية يشتبك جريسومجموعة من أصدقائه بنمط من الحياة الحزبية, يتداولون النشرات في اجتماعات شبهسرية, ويسهرون في ناد ثقافي يحشد الحزبيين والمثقفين من تيارات متصارعة. ومن خلالالعلاقات الحزبية والعمل السياسي, تتكشف تفاصيل كثيرة, بعضها ذو طابع سياسي بحت, وبعضها الآخر ذو سمة اجتماعية أو ثقافية. لكن الرابط بين هذه العناصر قوي جدا , بحكم أن شخصية جريس تجمع هذه الأمور كلها وتشكل محورها.
- بعد انتهاء دراسةجريس في عمّان, وعودته إلى القرية, يكتشف أن الكثير قد تغير, وأن الناس لم يعودوايفكرون إلا في النقود وفتح دكان في عمّان أو.. فتقول له أمه إن الدنيا كلها قدتغيرت <<فالناس كثرت والطلبات كثرت. أيام زمان كان الناس قلائل وكل شيء بسعرالتراب..كان الناس يجتمعون في مضافة العماشنة وتدور الأحاديث الحلوة عند العصر. كانالشباب يركبون الخيول ويتسابقون والبنات يزغردن للفائز..>>. وفي مقطع آخر منالرواية, حين يكون جريس مع عزة في القاهرة, ينفجر في داخله صوت يقول له <<الأردن التي تحلم بها لم تعد موجودة حتى حين كنت فيها>>.
- هذاالتغير يحظى من الراوي بنصيب كبير من السرد, فهو يفسر ويحلل, من خلال شخصية سلطانةوشركائها, الكثير من الوقائع.
- ويهمنا هنا أن نركز على عاملين يعتقد الراوي أنهماكانا وراء التحول: الأول يتمثل في دخول التجارة كعنصر جديد إلى نمط الإنتاج, حتى أنالزراعة أصبحت خاضعة للتجارة, فاضطر الفلاحون إلى بيع أراضيهم المرهونة للتجار حينلم يستطيعوا سداد ديونهم. والعامل الثاني هو التهريب مع فلسطين قبل نكبة 1948, ومعإسرائيل بعد قيامها. فقد وجد الكثيرون في تهريب القمح والعدس والشعير, إلى فلسطين, عبر الشريعة (نهر الأردن), والعودة من هناك بالزيت والتين المجفف, (وفيما بعد راحوايهربون الخراف والبقر والدجاج, وفي مرحلة تالية سيبدأ تهريب الماس وسواه منالمعادن) مصدرا لجمع الثروات, خصوصا بعد قيام دولة إسرائيل, حيث الإسرائيليونيدفعون أضعاف الثمن الذي يدفع لمثل هذه البضاعة في الأردن.
- أما دور سلطانة في هذاالعمل, فيتضح في حديث جريس عن التحولات التي كانت تجري في الأردن قبل خروجه منه, وذلك حين يصف سلطانة بأنها <<متعاملة مع إسرائيل, ومهربة حشيش>>. وهناكإشارات إلى شخصيات عالية المستوى في الحكم ممن يشاركون سلطانة في هذاالعمل.
- وعلى صعيد الحياة السياسية, ثمة نماذج لحزبيين شيوعيين, وآخرين بلاملامح محددة. فالشيوعيون هم الأشد حضورا هنا, وهم يحضرون عبر علاقتهم بجريس, ومنهمالطالب والمعلم ومنهم الموظف الكبير في وزارة الخارجية.
- أما نضالهم فلا نرى له أثرافي الرواية, بل نجد اجتماعات ونقاشات. لكننا نعثر على نمط من <<النضال>> يتمثل في محاولة موسى (أحد قادة الحزب) إقناع جريس بزيارةنائب في البرلمان, للتفاهم معه على كيفية تخليصه من قصته مع <<أميرة>> ابنة, بحكم قرابته مع عشيرتها كما يظن القائد الحزبي, فأميرة ادعت أن النائب قداغتصبها. وتأتي محاولة موسى للتدخل مقابل خدمة سيقدمها النائب للحزب, فهم يطلبونمنه أن يثير في البرلمان ملف قضية من القضايا التي تهم البلد (قضية من قضاياالتهريب). لكن جريس يذهب مع موسى ويسهران ويشربان مع النائب, ثم يسخر من شربالويسكي في مكتب النائب, ويعلن بعدها تخليه عن التدخل, يقول لنفسه <<يدعونيالنائب لأسهر في مكتبه الباذخ.. يستعمل ستار الوطنية لأساعده في التنصل من اغتصابفتاة قاصر. يجب أن يعلم أنني لم أنخدع.. أنا وموسى لنا لعبتنا.. شو دخل الحزب ليحميجريمة>>.
- في هذا السياق نذكر أن مناضلا (هو طعمة) مطرودا من الحزببتهمة العمالة لضباط في المباحث المصرية (كانوا أعضاء في الحركة التقدمية للتحررالوطني), هو الذي قدم أميرة للنائب ليكسب رضاه. وهذا يعني أن الحزب الذي طرد طعمةدون محاكمة عادلة, وأشاع عن علاقته بالأجهزة الأمنية, ما دفعه إلى الانحراف.. يخضعهنا لمحاكمة جريس ونقده.
- نشير أيضا , إلى الجنس والدعارة, فبعد أن كان الجنسعبارة عن ممارسات قائمة على اللعب والعاطفة, في صور فردية, ها هو يصبح له مؤسسةوسماسرة ومراكز لتقديم هذه الخدمة- البضاعة.. فيذهب إليه الرفاق الحزبيون الذين- يبدو أن- لا بديل أمامهم لتفريغ طاقاتهم المكبوتة سوى هذا السبيل, فنراهم في شوارعالعاصمة وأزقتها يتسكعون وينتظرون لحظة حضور <<القواد>> الذي كثيرا ماكان يعترضهم ويعرض عليهم خدماته, وها هم في أحد الأحياء البائسة, وسط العتمة, يغوصونفي وحل وروائح حيوانات وسواها, ليصلوا إلى نساء بلا جمال, سمينات ومرهقات ويبدوعليهن الشقاء أكثر مما يبدو عليهن طابع المهنة. والرحلة هذه, في سريتها, تشبه رحلة في عالم الثورة السري حيث المخاطر قائمة في كل لحظة.
- وفي ارتباط وثيق مع مفاصل الحياة السياسية, نكشف عن لقطات سريعة لجوانب من الحياة الثقافية, عبر وجودشخصيتين لمبدعين هما شاعر وقاص في الحزب. كما تأتي قراءات جريس المتنوعة التي تدلعلى وجود الكتب والصحف والمجلات, وهذا ما يشير إليه غالب هلسا نفسه في كتاباتهالنثرية. ففي مدرسة المطران يمكننا أن نعثر على مشاهد متعددة لجريس وهو يقرأ أويكتب في مجلة المدرسة. وقد عثرنا فعلا على كتابات مختلفة له في المجلة الموجودة فيأرشيف المدرسة, من هذه الكتابات مقالة وقصة قصيرة.
نستطيع أن نذكر هنا, أن في الإمكان العثور على الطفل وديع, في رواية غالب القصيرة <<وديع والقديسة ميلادة..>>, في لحظة قراءة, وهي لحظة تتعلق بقراءة الصحيفة التي نشرت خبر الطفلة المقدسة <<ميلادة>>. أو بقراءة الكتاب المقدس لوالديه. وثمة إشارة متكررة, في <<سلطانة>> كما في <<وديع..>> وفي كتاب <<أدباء علموني إلى وجود المكتبة في بيت الأخ الأكبر الأستاذ إلياس. وهذا واحد من معالم حياة ثقافية ما.

ايوب صابر 12-15-2013 02:43 PM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.


- أن رواية سلطانة, وسواها ربما من روايات غالب, قد نهلتفي صورة أساسية من حياته وطفولته تحديدا .

- بصرف النظر عما إذا كان ممكنا اعتبار <<سلطانة>> رواية ذاتية, أو سيرة روائية, ففي الإمكان التعامل معهاكرواية تنطوي على وقائع محورية في حياة الأردن في تلك الفترة التي يكتب غالب عنها, وهي رواية تكتب الأشياء بأسلوب ووعي متقدمين ليس كاعترافات أو ذكريات, بل كإعادةبناء لتلك العناصر التي تتناولها, سواء على صعيد بناء الشخصيات الروائية بناء يقعبين الواقعي والأسطوري, أو على مستوى بناء الوقائع بما يخدم رؤية فكرية وفنية فيآن.

- كل ما في سلطانة يشير إلى أن غالب قد أراد منها تقديم صورة عن فترة من حياة الأردن, هي مرحلة تحولات عصفت بالبلد.

ايوب صابر 12-19-2013 03:31 PM

العناصر التي أدت إلى الروعة في رواية رقم -41 -مالك الحزين إبراهيم أصلان مصر

- ولد إبراهيم أصلان بمحافظة الغربية ونشأ وتربى في القاهرةوتحديدا فيحى إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغى في كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيره المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل" وكان يقطن في الكيت كات حتى وقت قريب ثم انتقل للوراق أما الآن فهو يقيم في المقطم.

- كتب إبراهيم أصلان هذه الرواية في الفترة من ديسمبر 1972 وحتىأبريل 1981 أي في حوالي تسعة أعوام ونصف تقريباً.

- تدور أحداث الرواية في حي إمبابة في القاهرة تحديداً في منطقة الكيت كات، وتدور أحداثها حول عالم مغترب يتغير أبطاله ويعاني كل منهم من همه الخاص واغترابه الخاص.

- شخصيات الرواية أكثر من 115 شخصية، رغم الحجم المتوسط نسبياً للرواية.

- تم تحويل الرواية إلى عمل سينمائي تحت مسمى الكيت كات على يد داوود عبد السيد عام 1991، وقد تمدمج بعض الشخصيات وتغيير دور شخصيات أخرى وإخفاء شخصيات أخرى، ولكن ظلت الرواية هيالخط الأساسي للفيلم.

- لم يحقق أصلان تعليما منتظما منذ الصغر، فقد ألتحق بالكتاب، ثم تنقل بين عدة مدارس حتى أستقر في مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية.

- ألتحق إبراهيم أصلان في بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم في إحدى المكاتب المخصصة للبريد وهي التجربة التي ألهمته مجموعته القصصية "ورديه ليل".


- لاقت أعماله القصصية ترحيبا كبيراعندما نشرت في أواخر السيتينات وكان أولها مجموعة "بحيره المساء" وتوالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة، حتى كانت روايته "مالك الحزين" وهي أولى رواياته التي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربي وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادى وليس النخبه فقط.

- حققت رواية مالك الحزين نجاحا ملحوظا على المستوىالجماهيرى والنخبوى ورفعت اسم أصلان عاليا بين جمهور لم يكن معتادا على اسم صاحب الرواية بسبب ندره أعماله من جهة وهروبه من الظهور الأعلامى من جهة أخرى، حتى قررالمخرج المصري داوود عبد السيد أن يحول الرواية إلى فيلمتحت عنوان الكيت كات وبالفعل وافق أصلان على إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرواية أثناء نقلها إلى وسيط أخر وهو السينما، وبالفعل عرض الفيلم وحقق نجاحا كبيرا لكل من شاركوا فيه وأصبح الفيلم من أبرز علامات السينما المصرية في التسعينات.

نزهة الفلاح 12-19-2013 04:27 PM

موضوع قيم بكل المقاييس، جزاك الله كل خير أستاذي الكريم وتقبل منك

ايوب صابر 12-20-2013 11:17 AM

اشكرك استاذه نزهة الفلاح

املي ان يستفيد من هذه الدراسة المعمقة الشباب الطامح لكتابة نثرية متميزة فلا شك ان التعرف على اساليب الكتابة لدى اصحاب اعظم 100 رواية عربية يكون له دور مهم في عملية التحفيز وامتلاك ادوات الكتابة الرائعة؟

ايوب صابر 12-21-2013 03:49 PM

تابع...العناصر التي أدت إلى الروعة في رواية رقم -41 -مالك الحزين إبراهيم أصلان مصر


- أصلان كاتب شديدالموهبة رغم أنه غير مغامرا علي الإطلاق فقد آمن بالشكل الذي قدمه السرد الأوربي فيالخمسينات الذي يسمي تيار الاغتراب أو التشيؤ ومن الأكثر شهرة في ذلك المجال أرنستهمنجواي الساحر الأمريكي والذي دفع بالقصة القصيرة إلي أقصي مدي لها, والذي وجدأصلان ضالته في هذا الشكل والذي يتوافق مع روحة تماما.

- اصلان غير شجاع ينظر إليالناس بريبة والي الكتابة أيضا ولذلك يضع علي وجهه قشرة صلبة لكي يحمي نفسة منالمشاركة أو الانفتاح علي الناس ليس لأنه متعال أطلاقا ولكنه يخاف أن يشتبك معالناس فيفضح ضعفه وهشاشته المفرطة رغم الادعاء بغير.

- ولذلك عندما يتوجس منك ينظرإليك بنصف عين في خبث ذئبي وكأنه لا يراك أو يتركك تتكلم دون أن يعلق ويردد آه , آهوطبعا يمكن أن يكون سرحا في آي حاجة , لو أنت حساس تهرب من أول ما تبص في عينيهوتلقيه عمال يدور علي أشياء وهمية أو يدور حول ذاته لو أنت جبلة ماشي يستسلمكسلحفاة وينتظر لكي يضرب ضربته ويخليك مسخره , ليه لأنه يحتملك احتمال جمل منذسنوات فتحت هذا الهدوء الظاهري عنف مكبوت ولذلك أنظر الي يديه ستجدها ترتعش أرتعاشةخفيفة ليس من مرض ولكن لمحاولاته الدائبة أن يكبت العنف داخلة ذلك وكل هذا أنعكسعلي القصة لدية.

ايوب صابر 12-25-2013 12:36 PM

تابع...العناصر التي أدت إلى الروعة في رواية رقم -41 -مالك الحزين إبراهيم أصلان مصر



- من سمات كتابة القصة لدي أصلان :
1. الاقتصاد في استخدام اللغة.
2. الأحكام في البناء .
3. الاهتمام بالشخوص والأعماق المظلمة والطريفة للإنسان المصري.
4. وحدة الحدث لكي يسهل السيطرة عليه
5. شعرية اللغة
6. المساحة المحدودة التي تدور فيهاالأحداث , الكيت كات , فضل الله عثمان ,النيل , هذه المناطق الأليفة والذي عقدمعها صداقة.
7. هذه السمات تكشف عن عجز في مواجهة الواقع , القاري, الناقد , الوسط الثقافي ولذلك يظل يحذف , يحذف حتى يترك الشجرةعارية.
8. اصلان حكاء جميل مثل كل الفقراء من الكتاب والذين يتحولوا الي مسامرين مثلخيري شلبي.

- اصلان يحرض علىالتكثيفوهو شديد الولع بالحذف.
- يقول عن نفسه "تجدني أكثر ميلا إلي استبعاد ما يمكن استبعاده طالما أن هذا المستبعد سوفيظل موجودا كإحساس وراء القليل الذي يكتب.
- ويقول ايضا " إن البناء عادة يعني مراكمة الأشياءفوق بعضها سواء كنا نبني بيتا أو نبني رواية في كثير من الأحيان أو نبني مستوصفوهذا النوع من البناء لا يهتدي بقوانين البناء بمعني قوانين الخلق التي تهدي بهالطبيعة وهي قوانين غير قابلة للأخذ والرد .. بمعني أن النبتة الصغيرة عليها أنتزيل الحشائش الضارة والأوشاب وكل ما يعيق نموها وهذا بناء طبيعي فطري يقوم عليالاستبعاد لأنه بناء يتعلق بما هو حي وكل بناء حي من شجر وإنسان وحيوان هو عمل فني . لو تأملت الأمر ستجده لا ينمو ألا عبر استبعاد كل ما يعوق هذا النمو وهذا يكون شرطاأساسيا لنمو آي كائن حي.
- ويقول "العمل الفني كائنا عضويا في نهاية الأمر وبدايته . لاتستطيع أن تغير هذا التكوين بمعني أنك لا تستطيع أن تعيد ترتيب أعضاء كائن أو تعيداستبعاد فصول رواية ويظل العمل هو نفس الكائن أيضا …..
- ويقول " ايضا لا تنس أن غالباالأشياء الحقيقية فعلا والمرجحة في حياة كل منا تكون عصية علي الكتابة وعلي التعبيرعنها ومن هنا نحن لا نكتبها ولكن نكتب بها وسوف نجد أي نص لا يكتسب قيمته وقدرتهعلي التأثير مما هو مكتوب ولكن من قيمة الزاد أو الطاقة الروحية التي كتب بها.
- ويقول " كل ما هو مستبعد هو ما أعرفه وأنا لدي يقين أن ما أعرفهمتاح لكل إنسان أن يعرفه ومن هنا تجدني غير شغوف بتكرارها علي مسامع القارئ .
- ويقول " فيالكتابة هناك طريقتين 1 أن تعيش حياه أو تجربة أو تجربة ثم تذهب لتحكي عنها لماذا؟ أنا عن نفسي وقد عشت تجربة أظنها صعبة أو غنية لم يتخلف لذي أحساس بأنها تجربةاستثنائية وذلك لأنني قضيت حياتي في حي شعبي بين بسطاء الناس الذين يمتلكون نفسالتجربة أو ما هو أكثر من حيث الغني والصعوبة لم أري أحدا يعتبرها تجربه استثنائية , هو عاشها مرغما وألا مات من الجوع وفي وضعي كان علي أن أمتلك قدرا من الصلافه . ومن هذا يلائمني أكثر أن احكي بهذه الأوجاع والمسرات.

- يقول " فيما يتعلق بالكتابة لا تصلح الإشارة إلي النوع بشكل عام (رجل او مراة ).

- ويقول " الحوار في النص مسألة خطيرة جدا إلي الحدالذي يمكن أن تقول أن جملة حوار واحدة رديئة قد تكون كفيلة بإفساد عمل شاهق مثلالحرب والسلام وغيرها من الأعمال الكبيرة وهذا لا يمنع أن الثقافة المسرحية كانتأحد الروافد المهمة في تكويني وتكوين أبناء جيلي بالإضافة إلي السينما وهذا ليس سراأن أول عمل نشر لي كان مسرحية من فصل واحد في مجلة الثقافة والذي كان يشرف عليهامحمد فريد ابو حديده وذلك عام 64.

ايوب صابر 12-25-2013 01:09 PM

تابع....العناصر التي أدت إلى الروعة في رواية رقم -41 -مالك الحزينإبراهيم أصلان مصر
- مشكلتي مع الكتابة غالبا أنني لأكتبعلي هدي نظري أو علي هدي من المصطلح وهذا لا يتنافي مع اعتقادك بهذا المصطلح أو بماهو نظري . يعني علي المستوي النظري أنا أخذ الأمور بجدية ولكن في النهاية أكتب بمايتراء لي أن الأمور هكذا أقرب إلي المزاج أكثر من أي شيئا أخر.
- ولكن هناك بعض الأمورالهامة وعلي رأسها اللأتشيء بأن السرد ليس سردا روائيا فقط , هناك سرد اجتماعي , سرد ثقافي , سرد جنسي , سرد ديني , هذه السرودات مهيمنة لان ما تقوم به مؤسساتتتواري في خبراتها وأخطر هذه السرودات المهيمنة هو منطقها ذلك المنطق الأبوي الذييفكر بدل من الناس ويتخيل بدلا منهم مهمة الفنون أن تعمل نقيضا لهذه الهيمنة وأنتسعي لتقويض هذا المنطق الأبوي.
- أن العمل الفني الحقيقي هو ذلك العمل الذي ليفكربيه لأحد ولا يتخيل لأحد ولكن يوفر الإمكانية الوحيدة والقادرة جماليا علي أن تتيحللآخرين, التفكير لأنفسهم والتخيل لأنفسهم.
-
يقول"ألف ليلة وليلةهو الكتاب الوحيد مع القرأن الكريم ودلائل الخيرات هم الكتب الوحيدة الموجود فيبيتنا ,بدأت علاقتي بالف ليلة قبل أن أحسن القراءة بشكل جيد وكان يضعها فوقالدولاب خشية أن أقراءها وقد كان الوالد يري أنه من غير اللائق أن يقرأها صبي فيمثل سني ولذلك كنت أنتهز الفرصة عندما يذهب إلي العمل وأمارس قرأتها … - ويقول " عندما تحدثتعن هيمنة السرود التي تقوم بها المؤسسة بمنطقها الأبوي وضرورةأن الأدب والفن يسعي إلي تقويض هذه الهيمنة كنت أعني أن علينا أن نستلهم منطقا بديلا، والتجربة أثبتت لي أن المنطق البديل هو منطقة السرد الشفاهي فهو علي الأقل ليس منطقاأبويا بأي شكل من الأشكال فنحن ندرك أن الهيمنة التي تحدثنا عليها هو قدرته عليترسيخ صيغ لغوية نجد أنفسنا عادتا وبشكل تلقائي علي التفكير بها اينما ذهبت أفكارناهنا أو هناك أي أن التخييل لأنفسنا قد وضعت لنا سلفا , حيث أننا نظل طيلة الوقت أسريلها بينما نظن أنفسنا أحرارا ..
- منطق السرد الشفاهي لا يقوم علي هذه الأليات فهواأبعد وأعمق وأبعد غورا في النفس وأكثر أستلهام مما هو جذري أنه يعاونك علي الأقلوببساطة علي البحث عن دور آخر للكلمة مما يبخث فيها وفي سياقها مزيدا منالحرية.
-
- يقول "الدقة مطلوبة أي ماكان نقدمه ..هي مسألةلا تتعلق بالفهم , احيلك لأعمال سلفادور دالي انظر الي رؤأه وانظر الي دقة الأشكالالتي قدمت بها هذه الروح.

- الشكل بالنسية للعمل الفني هو القضية الأساسية أكاد أقولبالنسبة لكل شيء … لأن شيء بدون شكل لن يكون له معني وان يكون هناك أي أمكانيةللمعرفة وليس هذا أن يكون الشكل واضحا أو مما له أشباه وأحيلك هنا الي تماثيل هنريمورو اشكال قد تعد بالقياس العادي رغم أنها لنساء أو رجال تبدو في غاية الغرابة ومعهذا هذه الأشكال أكثر حياة وأستقلالية وأكثر تأثيرا بفعل بناءها الفني ودقته والدقةمرتبطة بما هو فني أما الوضوح فهو مسالة تحيل إلي دقة الفهم أما عدم الفهم وهذهمسألة غير مطروحة فنيا باعتبار أن المطروح حيال أي عمل فني هو مسألة الإحساس أولابهذا العمل الفني.

ايوب صابر 12-30-2013 12:41 PM

والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية42- - باب الشمس إلياس خوري لبنان


- تبدأ هذه الرواية الكبيرة، من الأوّل، من أوّل الأول، من الجليل، دير الأسد، الغابسيّة، شعب، ترشحيا، من بيروت، برج البراجنة، تل الزعتر، شاتيلا، من عمّان، القاهرة، من فلسطين، ومن الأوّل الأوّل .

- تبدأ هذه الرواية بالنكبة،تحكي عن النكبة، وعن المنكوبين، وتأخذ في نهايتها القارئ إلى جانب هادئ من الثورةالفلسطينية.

- “- باب الشمس” رواية كبيرة جدًا، ولا أقصد هنا صفحاتها التيتتجاوز المئات الخمس، أقصد فحواها.إنها فيلم وثائقي مكتوب وممتد علىمدى عقود، ضفائر سوداء وناعمة لا سلطان عليها إلا للريح.

- السيرة الذاتيةللكاتب الياس خوري سيرة متشعبة، لكنها لم تقنعني بتاتًا أن ذلك يكفي لكي يكونروائيًا جيدًا، الذي أقنعني هو ما كتب، ما أخرج، ما فتح من أبواب في بابالشمس.

- يونس ألأسدي، أبو إبراهيم، وأبوصالح، هو بطل الرواية الصّامت، هذا اللاجئ استطاع أن يأكل فلسطين بعد أن صيّرهابرتقالاً، وأن يقطع الحدود جيئةً وذهابًا بعد أن صيّر نفسه ذئبًا للجليل. يقبع يونسفي غيبوبة طوال الرواية، هذا في خط الزمن الرئيسي، لكنه يستيقظ ويحارب مع حاميةشعب، يسب على جيش الانقاذ، ويضاجع حبّ حياته نهيلة، هو في غيبوبة في خط الزمنالرئيسي، لكنّه حيُّ يرزق ويتنفّس ويحكي في التفرُّعات.

- الدكتور خليل ليس طبيبًا،ولا ممرضًا، هو يرتدي رداءً أبيضًا ويكتب وصفات الأدوية وهذا كلُّ ما في الأمر،يحبُّ شمسًا التي زوّجت نفسها لغيره بالرصاص، لم ير والده، وشارك في حرب تمترس فيهاوراء الجهل، جهل سبب الحرب وطرفها الآخر.

- أكاد اجزم باستحالة حفظ جميع الشخصيات، ورسم ملامح مستقلةلكل منها، إلا ربما بقراءة الرواية بتفرغ تام.

- شعرت أن جملها قصيرة وأسلوباستحضار الشخصية يتم بالسؤال المعهود ” هل حكيت لك عن ..
- الخبر الروائي في قصة خوري هذه، كما ســائـر اقاصيصـه، يبـدو شديدالواقعية.

- الرواية لديه ليست روايةالحقيقة، انما رواية الاحتمالات، شهـوة إلى الكلام لا ترد الـى الواقع بل إلى روايةاخرى.

- يضعنا الكاتب دوماً في مناخ من عـدم التصديق ان ما يحدث هو الواقع، يدفعناإلى الريبة فيما يكتبه هو، وفيما نقرأه نحن.

- وإذ لا حــدود بيـن المعيـوش والمتخيل،

ايوب صابر 12-31-2013 12:45 PM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية42- - باب الشمس إلياس خوري لبنان

- Gate of the Sun, 2000. An epic re-telling of the life of Palestinian refugees in Lebanon since the Nakba of 1948
باب الشمس ملحمة سردية تقص حكاية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ 1948.

- Gate of the Sun also subtly addresses the ideas of memory, truth and story-telling. It has been made into a film by Egyptian director Yousry Nasrallah.
باب الشمس تعالج أيضا أفكار مثل الذاكرة والحقيقة والقص وقد حولها المخرج المصري يوسف نصر الله إلى فلم.

- His narrative technique often involves an interior monologue, at times approaching a stream of consciousness.
يستخدم خوري الحوار الداخلي ( المنولوج ) كأسلوب سردي وأحيانا يلجأ إلى أسلوب التداعي الحر.

- In recent works he has tended to use a considerable element of colloquial Arabic, although the language of his novels remains primarily Modern Standard Arabic, which is also called Fusha.
في أعماله ألحديثه اخذ خوري يلجأ إلى استخدام اللغة المحلية الدارجة وعلى الرغم من ذلك تظل اللغة العربية الفصحى هي لغة رواياته.

- This use of dialect forms adds to the credibility and immediacy of the narratorial voice.
هذا الاستخدام للغة المحلية يعزز المصداقية والمباشرة التي يتحدث فيها الراوي.

ايوب صابر 12-31-2013 01:11 PM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية42- - باب الشمس إلياس خوري لبنان

- تعيد "باب الشمس" (1) قراءة تاريخ فلسطين من خلال سرد حكاياتهم التي تتناسل منبعضها بعضا على طريقة "الف ليلة وليلة"، حكاية تطلع من حكاية الى أن نصل في النهايةالى لحظة التحام الراوي بمن يروي عنه وله، خصوصا أن الراوي في هذه الرواية الكبيرةهو جزء من الحكاية نفسها يروي للآخر ولنفسه وكأنه شهرزاد التي فيما هي تروي لشهريارحكاياتها الكثيرة التي تتوالد كل ليلة تتذكر حكايتها هي وتتساءل عن مصيرها الشخصيعندما تنتهي الحكايات وينتصب الموت المهدد في النهاية.

- ينسج الياس خوري منكسر الحكايات الشخصية للفلسطينيين مادة روايته مقيما معمارا تتداخل فيه حكاياتشخصياته وتتراكب ويضيء بعضها بعضا ويوضح البقع الغامضة في بعضها الآخر.

- واذا كانتالحكاية المركزية في الرواية هي حكاية يونس الأسدي، الرجل الذي يرقد في مستشفىالجليل فاقدا وعيه، فإن حكاية الراوي نفسه، أو حكايات أم حسن وعدنان أبو عودة ودنياوأهالي مخيم شاتيلا، لا تقل مركزية عن تلك الحكاية الأساسية التي تشد الحكاياتالأخرى الى بعضها بعضا، والتي يقوم الكاتب بتضمينها في جسد حكاية يونس الأسديوتوزيعها على مدار النص للوصول في النهاية الى لحظة الموت وصعود الحكاية الى أعلى،والي سدة التاريخ المخادع الذي يهزم الكائنات.

- تقوم رواية "باب الشمس" علىواحدة من حكايات المتسللين الفلسطينيين، الذين كانوا يحاولون العودة الى فلسطين بعدضياعها عام 1948 فقد شاعت في بداية الخمسينات ظاهرة العائدين خفية الى وطنهم بعدالطرد الأول. أعداد كبيرة ممن سئموا أيام المنفى الأولى كانوا يتسللون عبر الحدودوالأسلاك الشائكة وخطر الموت لكي يعودوا الى قراهم المهدمة وبيوتهم التي سكنهاآخرون، يهود وعرب، ليعودوا ويطردوا مرة أخرى أو يقتلوا على الحدود بين "اسرائيل" والدول العربية المحيطة.

- لكن حكاية رجل المقاومة المتسلل يونس الأسدي تتحول فيالرواية الى حكاية عشق ورمز صمود وشكل من أشكال المقاومة الديموغرافية للوجودالصهيوني. وهكذا وعلى مدار ثلاثين عاما، وأكثر يذرع الأسدي الجبال والوديان بينلبنان والجليل الفلسطيني ليلتقي زوجته نهيلة في مغارة سماها "باب الشمس" وينجب منزوجته عددا كبيرا من الأولاد والبنات مبقيا صلة الوصل بين الفلسطيني اللاجيءوالباقين على أرضهم.

- وإذ يحول الياس خوري حكاية المتسلل الى نموذج تاريخي، ثم يقومبتصعيد هذه الحكاية لتكون مثالا ورمزا، تحضر الحكايات الأخرى التي يرويها الراوي (د. خليل) عن جدته وأبيه وأمه وعشيقته شمس، أو يرويها على لسان الآخرين معن صادفهمأو سمع عنهم من الفلسطينيين، لتعود الحكاية الرمزية من ثم الى أرضها الواقعيةوزمانها الراهن.

- تتجاذب رواية الياس خوري قوتان: قوة الترميز التاريخي منخلال حكاية أبي سالم الأسدي وزوجته نبيلة، وقوة الحكايات اليومية الأخرى التي تشدناالى فجائعية الواقع وماساته وعنف التاريخ الذي كتب حكاية الفلسطينيين بحروف من دم.

- ومن هنا يتجادل التاريخي مع اليومي في عمل روائي يكثر من ذكر كلمة التاريخ على لسانالراوي الذي تتصفى من خلاله كل الحكايات.

- يحاول الراوي الذي يستخدم دواء الحكاية ليوقظيونس الأسدي من نومه الذاهب باتجاه أرض الموت، أرض الأبدية البيضاء بتعبير محموددرويش في قصيدته "جدارية"، أن يسائل مفهوم التاريخ عن تراجيديا الفلسطينيينالمستمرة بسرد قصص لا تحصى عن الخروج الكبير عام 1948، عن حكايات اللاجئين خارجأرضهم، وعن ضحايا المجازر أثناء الخروج وبعده.

- وهكذا تطلع الحكايات المأساوية بعضهامن بعض في عمل روائي يهدف الى إخبارنا عن عسف التاريخ وقسوته وعنفه وتنكيلهبضحاياه.

وعلى الرغم من تشديد الراوي على وهم التاريخ فإن الوقائع التي يسردها، والقصص التي يضمنها حكاية يونس ألأسدي والتي تتوزع فصولها بين قصص الآخرين، تعيدنا على الدوام الى ملموسية التاريخ وحضوره الضاغط في رواية "باب الشمس".



ايوب صابر 01-01-2014 03:31 PM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 42- باب الشمس إلياس خوري لبنان


- إنها اذن رواية عن التاريخ، عن استعادته ومحاولة قراءته من خلال سرد القصص التي تحتشد في هذا العمل لتفيض من بين ثنايا الكلمات وتعيدنا الى كتاب التاريخ نفسه الذي استعانبه الياس خوري كثيرا لكتابة "باب الشمس" .

- لقد وظف الكاتب الوقائع التي أوردتها كتب التاريخ والوثائق والحكايات التي سمعها من أفواه الفلسطينيين، الذين كانوا ضحايا التاريخ، ليدعم حكايته الرئيسية عن يونس ألأسدي، العائد الذي عاد إلى فلسطين ولم يعد، ولكنه استطاع أن يحضر من خلال زوجته وأبنائه الذين أنجبهم منها في رحلاته من لبنان إلى مغارة باب الشمس.

- وبهذا المعنى تتحول حكاية يونس الأسدي التي لا تعدو أن تكون مجرد حكاية من بين حكايات كثيرة عن المتسللين الفلسطينيين، إلى حكاية رمزية عن البقاء والصمود رغم المجازر والمذابح التي ارتكبتها الصهيونية بحق الفلسطينيين

- . إنها تعبير رمزي، محايد للتاريخ ومتجاوز له في آن، عن بقاء أكثر من ربع مليون فلسطيني بعد نكبة 1948 على أرضهم وتناسلهم ليصبحوا مليونا بعد حوالي نصف قرن من الزمان.

- فهل قصد الياس خوري الى التشديد على الصراع التاريخي، بين الفلسطينيين والاسرائيليين، الذي يرتكز بصورة أساسية على المسألة الديموغرافية؟

- لا تحاول الرواية، في عادتها السردية الكثيفة، أن تقدم إجابات على سؤال التاريخ ونهاياته، ولا تسعي إلى فتح صفحتها الأخيرة على أفق المستقبل الذي يبدو غائما ملبدا بالشكوك زمن كتابة الرواية.

- بل إنها تسعي، على النقيض من ذلك، الى تذويب سؤال التاريخ في ثنايا الحكايات.

- إنها مشغولة بفهم التاريخ وبإيجاد تفسير لما حدث من قبل، ويحدث الآن، عبر استعادة الحكايات، جميع أنواع الحكايات التي يسردها الراوي على مسامع يونس الذي لا يسمع في غيبوبته التي طالت وقادته إلى أرض الموت في نهاية الحكاية

- لكن هذه الحكاية لا تسعف الراوي في إدراك ما حدث والتوصل الى أسبابه.

- بهذا المعنى تبقى الحكايات مجرد بقع على جسد التاريخ لا تفسره ولا تجعل الراوي يدرك معنى الهزائم وتراجيديا عيش الفلسطينيين المستمرة.

- يمثل الكلام السابق تعبيرامختزلا شديد الإيجاز عن الرواية كلها.

- إنها في الحقيقة طوفان من الحكايات التي تتقاطع فيما بينها لتقدم صورة غير مباشرة لتاريخ الفلسطينيين بعد النكبة.

- صحيح أن الياس خوري يختار أبناء الجليل ليقدم حكاياتهم، لقرب الجليل الفلسطيني من لبنان وتشابه اللهجات فيما بين أهل الجليل والشعب اللبناني، الا أن سلسلة الحكايات التي يرويها الراوي، على لسانه أومن خلال اتاحته الفرصة لعدد من الشخصيات الثانوية لتروي قصصها الشخصية، هي عينات تمثيلية من الحكاية الكبرى للفلسطينيين.

- هكذا سقطت فلسطين وتشرد أهلها، تقول "باب الشمس" من خلال قصص يرويها الراوي وشخصياته التي يروي عنها ولها، وهذه هي التراجيديا الفلسطينية التي يمثلها اللاعبون الفعليون على أرض المأساة وزمانها الواقعي. ومن هنا يبدو التاريخ، الذي يصفه الراوي خليل، بأنه مجرد وهم، أكثر ملموسية وخشونة.

- إن الحكايات هي التاريخ الفعلي، وحاصل جمع هذه الحكايات الصغيرة يساوي الحكاية الكبرى للجوء والهزيمة والموت.

ايوب صابر 01-02-2014 09:34 AM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 42- باب الشمس إلياس خوري لبنان


- ثمة موت كثير في رواية الياس خوري مما يطبعها بسوداوية غامرة يصعب نسيانها، ومن هناعظمتها وقدرتها على اعادة النظر في تاريخ المأساة الفلسطينية من وجهة نظر الحاضرالملعون المفتوح على زمان غامض ومجهول.

- إن "باب الشمس"، على قدر ما هي رواية الحياة والصمود فيوجه الموت، هي رواية الموت المجسد الذي يزلزل كيان القاريء ويدفعه الى استذكارالطقس العنيف للموت الفلسطيني.

- ثمة موت يذكر بالموت، ومجازر تتبعها مجازر، رغم الأمل الذي يمثله إصرار يونس الأسدي على نهب المسافات وعبور الخطر للوصول الى زوجته نهيلة وانجاب عدد كبير من الأبناء والبنات لتحقيق طقس التواصل بين الفلسطينيين على أرضهم وفي شتاتهم.

- لكن الياس خوري، اذ يشدد على أسطورية علاقة يونس بنهيلة وطقسية التواصل الروحي والجسدي بينهما، يخلص روايته من لغة الشعار السياسي.

- إن نبرة "باب الشمس" خفيضة ومنكسرة، فهي تحكي عن الهزيمة وانسداد الأفق، عن صعود المشروع الصهيوني ودخول المشروع الفلسطيني في نوبة من السبات، ولهذا فهي تنتهي، رغم اصرار خليل على انتشال يونس من غيبوبته، بالموت.

- يستعير الياس خوري تقنية "باب الشمس" من رواية ايزابيل الليندي "باولا" حيث تقوم الأم بالحديث مع ابنتها الذاهبة في غيبوبة عميقة بفرض انتشالها من أرض الموت، وهو الأمرالذي يفعله الياس خوري فيجعله الطبيب - الممرض خليل يحكي مع يونس المصاب بغيبوبة عميقة عله يعيده من أرض الموت كذلك.

- وبغض النظر عن أهمية استعارة التقنية فإن الكاتب لا يجعل من التقنية وسيلة للتعبير عن أثر علاج الغيبوبة بالكلام، أو التعبير عن الرغبة العارمة في منع الأحباب من الذهاب وتركنا وحيدين على هذه الأرض، بل انه يستخدم الحكاية وسيلة للمشتات الحكايات الكثيرة للفلسطينيين في زمان دخول مشروعهم الوطني ما يشبه الغيبوبة التي دخلها المناضل الفلسطيني يونس الأسدي.

- ان كاتب "باب الشمس" يجعل من سقوط يونس في بئر الغياب ترميزا للشرط التاريخي الراهن الذي تمر به القضية الفلسطينية.

- ومن ثم فإن التقنية لا تشكل جوهر الرواية، بل هي مجرد وسيلة لتغريب التعبير المباشر عن قضية الشعب الفلسطيني المشحونة بالسياسي والشعاري والايديولوجي، وهي عناصر كانت ستفقد "باب الشمس" شرطها الروائي لو أنها تسربت بصورة مفرطة الى شبكة الحكايات التي يقيمها الياس خوري في هذا العمل الروائي المركب.

- إن الكاتب يعيد تقطيع حكاية يونس الأسدي، الذي انتقل من "الجهاد المقدس" مع عبد القادر الحسيني الى "كتائب الفداء العربي" الى حركة القوميين العرب الى قيادة اقليم لبنان في حركة فتح علي مدار العمل بحيث لا تبدو "باب الشمس" مجرد حكاية رمزية عن رجل أصر على التواصل حتى مع أرضه التاريخية والرمزية.

- وقد سعى الياس خوري، لتحقيق ذلك،الي جعل تلك الحكاية شكلا من أشكال الحكاية الإطارية، التي نعثر عليها في "ألف ليلة وليلة" وتتناسل منها حكايات كثيرة تنشد اليها بحبل سري ويمكن تأويلها عبر اعادة ربطها بتلك الحكاية الإطارية.

- ان حكاية يونس الأسدي هي حكاية الشعب الفلسطيني الرمزية، لكن الحكايات الأخرى، التي يرويها د. خليل ليونس المستلقي على سرير مستشفى الجليل في مخيم شاتيلا، تعيد موضعة تلك الحكاية الرمزية ضمن شرطها التاريخي.

- يتحول الرمز في الرواية الى جزء من اليومي والتاريخي عندما تغمره الحكايات الأخرى التي لا تنتمي الى عالم البطولي والأثيري وغير المجسد.


الساعة الآن 12:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team