![]() |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]بلاء عالم التفكير [/marq]إن الإبتلاءات التي تعرض للمؤمن في عالم الذهن والتفكير لمن ( أعظم ) أنواع البلاء ، وذلك لشدة حاجته إلى صفاء في ذهنه ، ليتفرّغ للتفكير فيما يعنيه من أمر آخرته ودنياه ..فإذا ( كدّر ) الفكر شيء من مكدرات الأذهان: كالوسوسة ، والتفكير القهري ، والتوجس من الأوهام ، والقلق من المجهول ، ( افتقد ) العبد سيطرته على النفس المتلاطمة بأمواج ما ذكر ..وهذا بخلاف الإبتلاءات المتعلقة بعالم الأبدان - كالمرض والفقر - فإنها قد لا تشوّش العبد المراقب لقلبه ، وذلك لأن البلاء متوجه ( للبدن ) ومراقبة الحق إنما هو ( بالقلب ) ..فمثل ذلك كالبصر السليم في البدن السقيم ، وسقم البدن لا يمنع الإبصار مع سلامة البصر . ************************************************** ************************** الاثنين 14 صفر 1438هج 14 - 11 - 2016 |
قال النووي رحمه الله : " الذكر يكون بالقلب ، ويكون باللسان ، والأفضلُ منه ما كانَ بالقلب واللسان جميعاً ، فإن اقتصرَ على أحدهما فالقلبُ أفضل
لأن ذكر القلب يُثمر المعرفة ، ويهيج المحبة ، ويثير الحياء ، ويبعث على المخافة ، ويدعو إلى المراقبة ، ويزع ( أي : يمنع ) عن التقصير في الطاعات والتهاون في المعاصي والسيئات . وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئا منها ، فثمرته ضعيفة " |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]العبادة في الراحة [/marq]قد يستفاد من قوله تعالى: { فلما تولى إلى الظل قال رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير }، أن الراحة و ( هدوء ) البال - حال الدعاء - لمن دواعي التوجه في الدعاء ..فإن موسى (عليه السلام) آثر الدعاء في الظل تحت الشجرة - كما في الحديث - حيث التخلص من حرارة الشمس ، أو زحمة الخلق ، أو غير ذلك من المقارنات ..فلا ضير على المؤمن في مثل الحج أو غيره ، أن يريح نفسه من بعض ( المشاق ) المانعة له من التوجه إلى الحق المتعال ، ولهذا لم يرجُح الصيام لمن يُضعفه عن الدعاء في يوم عرفة ..ومن ذلك يفهم ضرورة ترتيب سلم الأولويات في الواجبات والمستحبات معاً ، لئلا يبطل المهم أثر الأهم ..ومعرفة هذا الترتيب تتوقف على قابلية الاستلهام ، الرافع للإبهام في كل مراحل السير إلى الحق المتعال . ************************************************** ****************************** الثلاثاء 15 صفر 1438هج 15 - 11 - 2016 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الرزق المادي والمعنوي [/marq]كما أن الأرزاق ( المادية ) بيد الحق يصرّفها كيفما شاء وأينما أراد ، فكذلك الأرزاق ( المعنوية ) المتمثلة بميل القلوب إلى الخير ونفورها من الشر ، من الهبات الإلهية العظمى التي يختص بها من يشاء من عباده ..والعبد المرزوق هو الذي وهب الثاني وإن حرم الأول ، إذ به يحقق الهدف من الخلقة وهو عبودية الواحد القهار ..وقد أشار الحق للرزقين معاً في قوله تعالى: { فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات } ، مقدما هويّ القلوب وهو الرزق المعنوي ، على رزق الثمرات وهو الرزق المادي ..ومن الملفت أن هذا الرزق المعنوي الخاص الذي طلبه إبراهيم الخليل (عليه السلام) ، قد ( شمل ) الكثيرين ببركة دعوته ، وهو ما يتجلى لنا في توجُّه الخلق بشتى صنوفهم - من الطائعين والعاصين - إلى بيته الحرام منذ زمانه إلى يومنا هذا ..وكأن هناك من يتصرف في قلوبهم ، فتجعلها تهوي إليه ولو من شقة بعيدة . ************************************************** **************************************** الأربعاء 16 صفر 1438هج 16 - 11 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]أثر التحليق الروحي [/marq]إن من ( آثار ) التحليق الروحي - عند تحققه - هو أن يرى ( صغر ) ما دون الحق في عينه ..فمَثَله كمثل الطير الذي حلّـق في أجواء عليا ، فيرى كل عناصر الأرض وهي أصغر بكثير من حجمها وهو ينظر إليها عندما يدبّ على الأرض .. وعليه فإن صِغَـر الدنيا في عين صاحبها ، ( علامة ) صادقة لتحليق روح صاحبها في أجوائه العليا ، وأما الذي يدعي التحليق ، أو يتوهّم حصول مثل هذه الحالة في نفسه - وهو مُعجب بشيء من المتاع - فليعلم أنه قد ضلّ سعيه ، وغلب عليه وهَـمُه ، ولا زال متثاقلاً إلى الأرض لا محلّـقاً في السماء . ************************************************** *************************** الخميس 17 صفر 1438هج 17 - 11 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]حقيقة الخلوة والاعتزال [/marq]إن حقيقة الخلوة والاعتزال ليست ( بالهجرة ) من المكان ، أو ( الهجران ) للخلق ، بل الخلوة بالحق تتحقق بترك الأغيار طرًّا حتى النفس ، والتي هي من أكبر الأغيار ..فالمشغول برغبات نفسه - حتى في جلب المنافع الباقية لها - غافل عن الحق ، فضلا عن تحقيق الخلوة معه ، ولو تحققت منه هذه الخلوة الحقيقية في العمر مرة واحدة ، لأحدث قفزة كبرى في الطريق ، جابرا بذلك تخلفه عن ركب السائرين إليه ..ومن أفضل مواضع الخلوة هذه ، هو السجود الذي يمثّل الذروة في ترك الأغيار ( حساً ) إذ لايرى أحدا في حالة السجود ، ( ومعنىً ) لأنه أقرب ما يكون إلى ربه ..وهذه هي الحركة التي اختارها الحق المتعال ، عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم (عليه السلام) في بدء الخلق البشري ، ومنها انشقت مسيرة السعادة والشقاء . ************************************************** **************************** الجمعة 18 صفر 1438هج 18 - 11 - 2016 |
اذا أراد قَلبك الحٌبَ لن تجد أحداً جديراً به سوى الله وإن اشتقت لـحنان لن تجد أحن مَن حضِن الأرض وأنت سَاجد لِله
|
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]إنكار المقامات الروحية [/marq]إن من الخطأ بمكان أن ينكر الإنسان المقامات الروحية العالية ، التي يمكن أن يصل إليها العبد بتسديد من ربه ..هذا ( الإنكار ) لو اقترن أيضا باستصغار قدر أهل المعرفة ، قد ( يعرّض ) العبد لسخط المولى الجليل ، وبالتالي ( حجبه ) عن الدرجات التي كان من الممكن أن يصل إليها ، لولا ما صدر منه من سوء الأدب بحق أولياء الحق ، لأن الاستخفاف بأولياء الحق يعود إلى الحق نفسه ، لأنهم من شؤونه . ************************************************** ******************************* السبت 19 صفر 1438هج 19 - 11 - 2016 |
ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ؛
ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺃﺑﺎﻙ ﺃﻭ ﺃﻣﻚ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﺪﻙ ﺃﻱ ﺣﺴﻨﺔ ﻣﻊ ﺣﺒﻚ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻬﻢ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺮﻏﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻟﺸﺨﺺ ﻛﺮﻫﺘﻪ ﻷﻧﻚ ﺍﻏﺘﺒﺘﻪ |
الساعة الآن 12:11 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.