منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

نشوة شوقي 10-23-2016 06:45 PM

الله يتعقب الناس بالحفظة من أمره لمراقبة ما يحدثونه من تغيير بأنفسهم وأحوالهم فيرتب عليه الله تصرفه بهم . فإنه لا يغير نعمة أو بؤسا , ولا يغير عزا أو ذلة , ولا يغير مكانة أو مهانة . . . إلا أن يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم , فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم . وإن كان الله يعلم ما سيكون منهم قبل أن يكون .

حميد درويش عطية 10-24-2016 10:18 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الهوة بين المادة والمعنى [/marq]إن هذه الهوة العميقة القائمة بين عالم المادة والمعنى ، يجعل الجمع بينهما من أصعب الأمور ..فإذا توجّه العبد إلى أحدهما غابت الآخر عن قلبه ، ومن هنا عُـبّر عنهما ( بالضرتين ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كما ورد في الخبر: { مَـَثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان ، إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى }..
وهذه هي الأزمة الكبرى للسائرين في أول طريق العبودية ، بل إن أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلَّم) اشتكوا أيضا من تبدل حالاتهم بالقول: { إذا دخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك ، فأجابهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلَّم): لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها ، وانتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء } والحل الجامع لهذه المفارقة أن ( يتجلّى ) الحضور الإلهي عند العبد إلى درجة قريبة من حضور المحسوسات عنده ، ثم ( تنمية ) هذا الحضور أكثر فأكثر، إلى مرحلة ( اندكاك ) حضور المحسوسات لديه في ذلك الحضور المقدس ..فيؤول الأمر إلى أن لا يرى إلا لونا واحدا في عالم الوجود ، فيكون كمن مسح لونا باهتا بآخر فاقعٍ ، فلا يكون البريق الخاطف للأنظار إلا للثاني الناسخ لما قبله ..وهذه هي الحالة التي يعكسها مضمون ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): { ما رأيت شيئا ، إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه }.

************************************************** ******************************
24 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-24-2016 11:09 AM

إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى - بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم ، كما يشير إليه تعالى بقوله: { وما قدروا الله حق قدره }..فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه ، لهي لحظة سوء أدب بين يديه ، إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) ، أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!..فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب - لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ، ويشتد حياؤه منه.

نشوة شوقي 10-24-2016 11:19 AM

إن نداء المؤذن للصلاة دعوة صريحة ومؤكدة من الحق ( للمثول ) بين يديه ، وذلك بالنظر إلى تكرر الفقرات في الأذان ، أضف إلى استعمال كلمة ( حيّ ) المشعرة بالتعجيل ..وعليه فعدم ( الاستجابة ) للنداء مع الفراغ من الموانع ، يُعدّ نوع عدم اكتراث بدعوة الحق الغني عن العباد ..ولاشك أن تكرّر هذه الحالة من الإعراض ، يعرّض العبد لعقوبة المدبرين - ولو من غير قصد - كمعيشة الضنك التي قد تشمل مثل هذا المعرض عن الذكر ..وقد قال الحق تعالى : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }.

حميد درويش عطية 10-25-2016 09:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]وجل الطائعين [/marq]إن من الملفت حقا ذكر الحق لحالة ( الوَجَل ) التي يعيشها المنفق ، إذ يقول سبحانه: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }..و ( الخوف ) الذي يعيشه الموفي بنذره ، فيقول عز وجل: { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا }، والحال أن حال الطاعة من الانفاق والوفاء بالنذر ، يناسبه الرجاء والارتياح ..والسبب في ذلك قد يفهم من ذيل الآية الأولى: {أنهم إلى ربهم راجعون} ، إذ أن رجوعهم إلى الحق يعني المساءلة التي لو عمل فيها بمقتضى - العدل لا الفضل - لرُدّ العمل إلى صاحبه ، إما ( لخلل ) في حلية المال المُنفق ، أو ( لصرفه ) في غير موضعه ، أو ( لإبطاله ) بالمنّ والأذى ، أو ( لصرف ) ثواب الإنفاق في مصالحة حقوق العباد ، وقس عليه باقي موارد الطاعة
************************************************** ******************************
25 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-25-2016 12:26 PM

من يفقه أن بعض الجراح .. عطايا ؟
و أنّ فِي قسوة العيشِ .. هَدايا ؟
ما دمت مع الله فلا تخْشَ على عُمرك شيئًا !
الخير حوْلك .. قد يأتيك مختبئًا في زحام مصيبة ، وأشجان بلية ، ودموع فقيدٍ حارّة .
لا تبتئس ، حتى أوجاعنا رحمة من الله أرحم الراحمين .
من أكثر الجُمل التي تبعث الطمأنينة
"ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك "
أمان وسلام وإستسلام وتسليم وطمأنينة ورضا

حميد درويش عطية 10-26-2016 05:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]قواعد القبض والبسط [/marq]
إن القبض والبسط من الحالات المتواردة على قلب العبد ، ولهما بعض القواعد التي يحسن الالتفات إليها: فمن ذلك أن القبض والبسط ( بـيد ) القابض والباسط يجريهـما على قلب عبده بمقتضى حكمته الغالبة ..ومنها إنه لا يمكن إطلاق القول بأن الإقبال خير من الإدبار ، لأن بالثاني يدفع حالة ( العُجْب ) المهلكة ، فإن أنـين المذنبين قد يكون أحب إليه من تسبيح المسبحين ..ومنها أن الإدبار قد يجتمع مع قرب منـزلة العبد من ربه حتى في حالة الإدبار ، فيُعطى الرتبـة ( التقديرية ) من دون تحسيس له بذلك ، لمصلحة يراها الرب الحكيم ..ومنها أن القبض يعـارض ( هوى ) النفس ، وفي ذلك تكـفير لسيئاته وخاصة مع تأذي صاحبه من طول فترة الإدبـار ..ومنها أن القبض والبسط من حالات العـبد وخصوصياته ، فلا ينبغي أن يشغل نفسه ( بما يخصه ) عما ( يخص الحق ) وهو القيام بوظائف العبودية ..ومن مجموع ما ذكر يعلم أن على العبد أن يقوم مقام العبد ، سواء أورث ذلك إقبالا أو إدبارا ، إذ ليس الإقبال بغية مستقلة للعبد ، وإلا صارت عبادته طلباً للحظوظ النفسانية التي تخل بالإخلاص عند الدقة والتأمل ..وليعلم أخيرا أن هنالك بعض الذنوب الموجبة للقبض ، بل بعض المباحات المعبر عنها بمثيرات الهموم ، التي نهى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن استعمالها .

************************************************** *****************************
26 - 10 - 2016

مؤيد عبد الله 10-26-2016 03:50 PM

استاذنا حميد درويش عطية المحترم

شكرا على هذه الخواطر الايمانية السابحة في بحار الحكمة ، قد نبض بها قلبكم الواسع الكريم ، واسمح لي بتعقيب صغير .. الحيرة والقلق منتفيتان عند المؤمن عندما يكون منشغلا بما بينه وبين الله اذا احسن الظن فيه ، فالله لايظلم راجيه والساعي اليه مسلما له امره وحريصا على طاعته .. لكنه عميق ومؤثر اذا كان بينه وبين الناس ، فدليل الناس هو عيونهم وعقولهم وتجاربهم ، وهي مختلطة ومشوشة زاخرة بما يدفع الى الشك وسوء الظن .. الكلام عندي طويل واخشى ما اخشاه ان اثقل عليكم

اعجابي بكم كبير ودعالي لكم ان يوفقكم الله

حميد درويش عطية 10-27-2016 02:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]فتح الشهية قبل الإطعام [/marq]إن عمل المبلغ في هداية الخلق يتمثل أولاً في ( فتح ) شهيّتهم لتقبّل الهدى الإلهي ، وإقناعهم بضرورة الإصغاء لما يتلى عليهم من آيات الله تعالى ..فما فائدة تقديم الطعام لمن لا يرغب فيه ، إما لعدم ( ميله ) إلى ذلك الطعام ، أو لعدم ( إحساسه ) بالجوع أصلاً ؟!..ومن هنا جَعَل الحق تأثير إنذار النبي (ص) - بما أوتي من مدد الهي وخلق عظيم - منوطاً بالإتباع والخشية ، فقال : { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب }..فمن ليس في مقام ( الإتباع ) - وهو الرغبة في سلوك طريق الحق - كيف يتحقق منه السلوك عملا ؟.
************************************************** **********************
27 - 10 - 2016

حميد درويش عطية 10-28-2016 09:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤيد عبد الله (المشاركة 217180)
استاذنا حميد درويش عطية المحترم
شكرا على هذه الخواطر الايمانية السابحة في بحار الحكمة ، قد نبض بها قلبكم الواسع الكريم ، واسمح لي بتعقيب صغير ..
الحيرة والقلق منتفيتان عند المؤمن عندما يكون منشغلا بما بينه وبين الله اذا احسن الظن فيه ، فالله لايظلم راجيه والساعي اليه مسلما له امره وحريصا على طاعته .. لكنه عميق ومؤثر اذا كان بينه وبين الناس ، فدليل الناس هو عيونهم وعقولهم وتجاربهم ، وهي مختلطة ومشوشة زاخرة بما يدفع الى الشك وسوء الظن .. الكلام عندي طويل واخشى ما اخشاه ان اثقل عليكم
اعجابي بكم كبير ودعالي لكم ان يوفقكم الله

*******************************************
عزيزي السيد مؤيد
قل ما عندك ولا تتردد ، مع الأخذ بنظر الإعتبار أنَّها ومضة .
لك تقديري و شكري المتواصل لمشاركتك معنا . أرجو دوام التواصل
تحيتي ....
حميد
28 - 10 - 2016


الساعة الآن 12:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team