![]() |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif عدم الانشغال بالأسباب إن التوجه إلى المخلوقين - بجعلهم سببا لتحقق الخيرات - من دون الالتفات إلى ( مسبِّبية ) المولى للأسباب ، لمن موجبات ( احتجاب ) الحق تعالى عن العبد ، إذ أن الخير بيده يصيب به من يشاء من عباده ، بسبب من يشاء ، وبما يشاء ، وكيفما يشاء .. وعليه فإن كل ( جهة ) يتوجه إليها العبد بما يذهله عن الله تعالى ، لهي ( صنم ) يعبد من دونه ، وإن كان ذلك التوجه المذموم مقدمة لعمل صالح .. ولـهذا قبّح القرآن الكريم عمل المشركين ، وإن ادعوا هدفا راجحا : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } فدعوى الزلفى لديه من غير السبيل الذي أمر به الحق تعالى ، لهي دعوى باطلة من أيّ كان ، مشركاً كان فاعله أو موحداً .. وقد يكون سعي العبد الغافل عن هذه الحقيقة - حتى في سبيل الخير - موجبا للغفلة عن الحق المتعال .. و علامة ذلك وقوع صاحبه فيما لا يرضى منه الحق أثناء سعيه في سبيل الخير ، والذي يفترض فيه أن يكون مقربا إلى المولى جل ذكره . ______________________________ * * حميد 8 8 2011 |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif برد الرضا قد لا يستوعب البعض حقيقة أن للرضا الإلهي برداً ( يحسه ) القلب النابض بالحياة الروحية ، مع أن العباد يعيشون هذه الحقيقة بالنسبة إلى بعضهم البعض .. فللرضا بين الزوج والزوجة ، والأب وولده ، والصديق وصديقه ، والراعي ورعيته ، ( بـرد ) يحسه كل طرف وخاصة بعد خصومة تلتها ألفة ، وهذا الإحساس وجداني لا يختص بفرد دون آخر .. ويصل الأمر مداه حتى ينعكس آثار برد الرضا على البدن من الإحساس ( بالسّكون ) تارة ، و( بالقشعريرة ) تارة أخرى .. فكيف يستشعر الإنسان هذا الشعور تجاه من هو فـانٍ ولاقيمة لبرد رضاه ، ولا يستشعره مع الحـي القيوم الذي بيده ملكوت كل شئ ؟!. ______________________________________ * * حميد 9 8 2011 |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif الذكر اليونسي إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً - يأنس به - في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس .. فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره ..ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد ، هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء ، وهو يونس ( عليه السلام ) بقوله : { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } .. فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) ، و( التنـزيه ) ، و( الاعتراف ) بالخطيئة ، والملفت في هذه الآية ، أن الحق وعد بهذا النداء الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا ، وهو ما يقتضيه التعبير بكلمة ( وكذلك ).. والمقدار المتيقن من الأثر إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس ( عليه السلام ) من الانقطاع والالتجاء الصادق ، لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت . ________________________________________ * * حميد 10 8 2011 |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif إصلاح ذات البين ندب الشارع المقدس إلى بعض الأمور بشدة ، ومنها إصلاح ذات البين ، وذلك لأن المتخاصِمَين يصعب عليهما إصلاح الأمر بنفسهما ، لاحتياج الأمر إلى ( نكران ) للذات - منهما أو من أحدهما - قد لا يوفق له عامة الخلق الذين يصعب عليهم نكران الذات وتجاوزها .. ولهذا قد تستمر دوامة الخصومة تلف المتخاصمين إلى آخر الحياة ، بما فيها من ارتكاب للمعاصي العظام : كالغيبة ، والنميمة ، والقذف ، والقتل وغير ذلك وتعظم المصيبة عندما يجمعهما رحم قريب .. فالمصلح ( يخلّص ) المتخاصمين من هذه المهالك الكبرى ، بيسير من القول أو الفعل ، قد ( يمتد ) أثره إلى أجيال المتخاصمين .. ___________________________________________ حميد 11 8 2011 |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif التعصب للحق قد يكون المتعصب للحق مذموما على تعصبه فيما لو اقترن بالجهل .. لأن المتعصب الجاهل قد يخطئ سلوك السبيل الشرعي في الترويج لحقه ، وبالتالي قد يسيء للفكرة نفسها بدلا من ترويجها ، ولكنه يبقى ( ممدوحا ) على شدة ( تعلّقه ) بالحق الذي أصابه في أصله ، وإن أخطأ في تعصبه ، ومن هنا لزم تنبيهه ليعمل على وفق الحق الذي آمن به وتعصّب له .. وقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال : { فليس من طلب الحق فأخطأه ، كمن طلب الباطل فأدركه } __________________________________________ * * حميد 12 8 2011 |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
* * حميد 13 8 2011 |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
* * حميد 14 8 2011 |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif دعوة العبد بالأذان إن نداء المؤذن للصلاة دعوة صريحة ومؤكدة من الحق ( للمثول ) بين يديه ، وذلك بالنظر إلى تكرر الفقرات في الأذان ، أضف إلى استعمال كلمة ( حيّ ) المشعرة بالتعجيل .. وعليه فعدم ( الاستجابة ) للنداء مع الفراغ من الموانع ، يُعدّ نوع عدم اكتراث بدعوة الحق الغني عن العباد .. ولاشك أن تكرّر هذه الحالة من الإعراض ، يعرّض العبد لعقوبة المدبرين - ولو من غير قصد - كمعيشة الضنك التي قد تشمل مثل هذا المعرض عن الذكر .. وقد قال الحق تعالى : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }. ___________________________________________ * * حميد 15 8 2011 |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif مودة ذوي القربى عندما يراجع المتأمل آيات أجر الرسالة ، يلاحظ أنها مذيلة بأمور ثلاثة .. الأول : أن أجر الرسالة يتمثل بمودة ذوي القربى لقوله تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } الثاني : أن ثمرة أجر الرسالة إنما تعود للمرسل إليهم لقوله تعالى : { ما سألتكم من أجر فهو لكم } الثالث : أن سؤال الأجر إنما هو ممن يريد اتخاذ السبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى : { ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا } .. فيستفاد من مجموع ذلك : أن مودّة ذوي القربى بدرجة من الأهمية جُعلت ( أجرًا ) للرسالة وذلك لأنها مقدمة لفهم الرسالة وللعمل بها وأن الفائدة - بذلك - إنما ( تعود ) إلى أهل المودة ، وأن ذوي القربى هم ( السبيل ) إليه تعالى . ___________________________________________ * * * حميد 16 8 2011 |
http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif التفويض إلى البصير بالعباد يختم الحق قوله في : { وأفوض أمري إلى الله } بذكر ( العباد ) .. ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه ، من خلال ( سيطرته ) على العباد ، بمقتضى مولويته المطلق و إحاطته بشؤون الخلق أجمعين .. فالحق - الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا - هو البصير بكل العباد ، فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض .. وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة ، الجليلة منها والحقيرة . __________________________________________ * * * حميد 17 8 2011 |
الساعة الآن 05:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.