سبب التسمية « بالبدائع »

سُميّت بذلك لأنها بلاد حديثة مبدوعة، فقد نشأت بدايتها على شكل مزارع، ويقول المؤرخ محمد العبودي في كتابه معجم بلاد القصيم: « صيغة الجمع لبديعة بمعنى مبدوعة أي : مبتدعة محدثة والأمر كذلك، لأن البدائع سميت بهذا الاسم لكون آبارها إبتدعت إبتداعاً ولم تكن آباراً عادية قديمة »[4]. وكانت تسمى قبل إنشائها لدى سكان البلاد المجاورة بـ « الجنْبة » بسكون النون / الناحية، وبفتحها / جانبه وناحيته[5].

نشأة البدائع

عن الحديث عن نشأة البدائع، يعود بنا التاريخ إلى ما يقارب أربعة قرون من الزمان أي حوالي عام (1000 هـ) حيث نشأت الشبيبية[6]، وهي في الطرف الشرقي من البدائع، وهي جزء منها، ونشأتها كانت عبارة عن 6 مزارع فقط، هي: « البديع، العودة، الوسيطي، الخريفية، سرَّا، الموينعية »[7] وقد بني فيها بعض البيوت الصغيرة من الطين، ويُقال : أن ماءها كان مُراً غير صالح للاستعمال. و كان هذا من أهم الأسباب التي دعت إلى التنقيب عن الآبار في وسط البدائع بحثاً عن الماء الحلو الصالح للشرب والزراعة، وكانت البدائع كثيرة العشب والأشجار البرية وكثيرة الغضا[8] فكان الناس يأتونها من البلاد المجاورة : كالخبراء والهلالية ورياض الخبراء والبكيرية، ويأخذون منها العشب ثم يعودون في المساء إلى بلادهم. و عن إنشاء البدائع والتفكير فيها يحدثنا الشيخ عبد الله بن يوسف النفيسة وهو من أهالي البدائع - عن والده - فيقول : إن الناس حينما كانوا يأتون من البلاد المجاورة لأخذ العشب منها فكر كبارهم في هذه الأرض « البدائع » وإقترحوا تحديدها وهو ما يسمونه بالترسيم وكان هذا في عام 1293 هـ تقريباً. و الحدود التي إقترحوها هي : من الشمال إلى الجنوب - الوادي إلى قبالته، ومن الغرب إلى الشرق الحجناوي إلى الخنقة، ويظهر من تحديدهم أنهم ذكروا الأماكن المعروفة والمشتهرة لديهم في ذلك الوقت. و أصحاب هذه الفكرة يعتبرون من كبار العشائر وممن يشهد لهم بحسن الرأي والمشورة وسعة الأفق وبعد النظر. و منهم: يوسف النفيسة، عبد الرحمن الوهيبي، ناصر الهويريني، سليمان الوابل، وغيرهم، ويصل عددهم إلى عشرة أشخاص.

أقسامها

تضم البدائع عدداً من الهجر والحِلل، وتقع أربع منها على خط القصيم - المدينة العام، بجنوب وادي الرمة، وهي: البدائع الوسطى، البدائع العليا، أم تلعة، العبيلة. أما الأربع الأخرى: فتقع جنوب الخط السابق الذكر، وهي متفاوتة في البُعد وجميعها حديثة النشأة، وهي: العبدلية، الدحلة، القبعية، الأحمدية.

البدائع الوسطى

كانت تسمى « منزلة عبيد » نسبة إلى عبد الله العبد الرحمن السلامه[9]، لأنه أول من أنشأ مزرعة فيها وتسمى مزرعته « سمحة » لسماحته وكرمه وجوده، فقد سمح للناس أن يبنوا ويسكنوا مقابل مزرعته ويأخذوا من مائها، ولما نشأت البلدة وقامت البيوت نُسبت إليه، واستمر هذا الاسم مدة طويلة يطلق عليها إلى أن قامت البلدية بتغيير الأسماء، وكان البعض يطلق عليها « المنزلة ». وتعتبر (الوسطى) المركز الرئيسي للبدائع؛ وذلك لوجود الدوائر الحكومية فيها، ولكثرة سكانها وعمرانها.

أم تلعة

و أطلق عليها هذا الاسم لوجود تلعة فيها، كما نشأت بقربها مزرعة وسميت مزرعة « أم تلعة »[10]. وقد أنشئت البيوت حول هذه المزرعة، والمسجد الجامع قريب منها، يقال: إن ابتداء عمارتها كان سنة (1230 هـ) والظاهر أن تسميتها ذات أصل قديم وأن موضعها هو الذي ذكره بشر بن أبي خازم الأسدي من شعراء الجاهلية من قصيدة يقول فيها:
عفا رسم برامة فالتلاع[11] فكثبان الحفير[12] إلى لُقاع[13]
فجنب عنيزة فذوات خيم بها الآرام[14] والبقر الرّتاع[15]

البدائع العليا

كان يطلق عليها « منزلة الحميدي » نسبة إلى صاحب مزرعة الحميدية محمد الصالح العريني وذلك لسبقها، وهي قريبة من المسجد الجامع، واستمر إطلاق هذا الاسم عليها أيضاً مدة طويلة، وكان بعض الناس يطلق عليها « العلوّات ». وهي تقع في الجهة الغربية من البدائع قُرب الحجناوي، ومزرعة « العسافية » فيها آخر حدود البدائع من الغرب، وفي البدائع العليا أسست أول مدرسة حكومية في البدائع عام 1368 هـ.

العبيلة

وهي قريبة من « الوسطى » وفيها أول مزرعة بالبدائع، ويقول محمد العبودي[16] : « وسميت بذلك لأنها أحدثت على (عَبَل) أي: تل يركبه مرو أبيض، وهي إحدى قرى البدائع حديثة النشأة أحدثت بعد إنتصاف القرن الرابع عشر الهجري »، سميت تصغيراً للعبلة، وقد أنشأها سليمان علي الوابل من أهالي الهلالية.

العَبدلية

بلدة انشأت في عام 1395 هـ تقع في الجنوب الغربي من البدائع، وتبعد عن الخط العام (4 كم). ويتوفر بها جميع المدارس في جميع المراحل الدراسية إضافة إلى وجود 8 مساجد ومستوصف وثلاث حدائق جميلة وتتمتع العبدلية بحسن المباني ونظافة وترتيب الشوارع. والعبدلية اسسها الشيخ عوض بن عويض اللويحق المطيري الذي اراد أن تكون لجماعته مكانا يجدون فيه التعليم والسكن والزراعة والعمل والقرب من بعض لحفظ التواصل بين الاقارب 0

الدحلة

و قد نشأت على ضفة وادٍ صغير تحيط به الأشجار الصغيرة وهي حديثة أيضاً، بجوار « العبدلية » بينهما مسافة (2 كم) وتشترك معها في مدرسة الثانوية للبنين وتبعد عن الخط العام (3 كم)، كما تبلغ نسمتها تقريبا اكثر من 1000 شخص. وقد أسسها الشيخ رشيد بن قيصان المطيري.

الأحمدية

و هي حديثة النشأة، وتقع في أقصى الجنوب الغربي للبدائع، قرب رامة وتبعد عن الخط العام حوالي (40 كم) وهي تابعة للبدائع، ويوجد فيها مدرستان للبنين والبنات.