منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6821)

ايوب صابر 04-20-2013 12:22 PM

تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

-كان هانى الراهب كاتبا استثنائيا امتلكحدسا بالمستقبل لم يرقإليه سواه.
- وقد ظل يتناول في كتاباته الشأن العربي العام،ولم يقارب الأدب الذاتيقط، فقد ظل مأسورا للحالة العامة للناس.. لمآسي البشر فيطول الوطن العربيوعرضه.

- ولد الأديب هانيالراهب عام 1939م في القرية البديعة الجمال (مشقيتا) التي تبعد قرابة 20 كم عنمدينة اللاذقية بسوريا.

-درس الأدب الإنجليزي في جامعة دمشق ونال شهادة الماجستير منالجامعةالأمريكية فيبيروت. نال شهادة الدكتوراه من بريطانيا.

-يعتبرهانيالراهب أنموذجا للروائي المجددوالمتجدد، عمل على تطوير الرواية السورية من خلالاشتغاله وبحثه الدؤوب عن التعبيرالروائي والتقـنية الروائية واقتصاد اللغة.

-بدايته كانت عام 1960 حين أعلنت دار الآداب عنمسابقة للرواية العربيةاشترك فيها أكثر من مئة وخمسين كاتبا عربيا.. وكانهانيالراهببين هؤلاء ولما يتجاوز عمره وقتذاك الثانية والعشرين، وكان ما يزال طالبا فىجامعة دمشق.

-وحدثت المفاجأة بأن فازترواية(المهزومون) بالجائزة الأولىليبرزالراهب كفنان يمتلك رؤيامن نوع خاص.. يمتلك حدسا بالمستقبل يقترب من النبؤة فىبعض ملامحه.

-وأخذ بعدها يطلق صرخاته المتمردة على الواقع المتردي، وبدأمسيرته الإبداعية الطويلةالتى رصد خلالها هموم ملايين الناس فى هذا الوطن الكبير.

-كتب هاني الراهب رواية (المهزومون )بنوع منالجنون وخلال ثلاثين يوما متتاليا مقتحما وبجرأة نادرة عالم الرواية العربية وعالم المحرمات العربيةالثلاثالجنس- الدين - السياسة) ..

-في المهزومون التى غلفتها نفحةمن السارترية والعبثية فى آن واحد، قدم هانيالراهبتصوراً عميقا للحالةالعربية التي تعاني التفكك والانعزال وتوقع سلسلة من الهزائم تبدأ بسقوطالشعارات الواهية التيكانت تطلقها الأنظمة العربية آنذاك.. هذه الشعارات التي جعلهاغلافاًلروايته ليخبرنا عنمدى هشاشة هذه الأنظمة وشعاراتها الزائفة، وهذا ما حدث فيمابعدحيث توالت الهزائمالعربية داخلياً وخارجياً على نحو مأساوىمفجع.

ايوب صابر 04-22-2013 02:19 PM

تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- برز الراهب ككاتب يمتلك رؤيا من نوع خاص.

- يمتلك حدساً بالمستقبل يقترب من النبوءة فى بعض ملامحه.

- ففي «المهزومون» التي غلفتها نفحة من السارترية والعبثية في آن واحد، قدم تصوراً عميقاً للحالة العربيةالتي تعانى التفكك والانعزال، وتوقع سلسلة من الهزائم تبدأ بسقوط الشعارات الواهية التي كانت تطلقها الأنظمة العربية آنذاك، هذهالشعارات التي جعلها غلافاً لروايته، ليخبرنا عن مدى هشاشة هذه الأنظمة وشعاراتهاالزائفة، وهذا ما حدث فيما بعد حيث توالت الهزائم العربية داخلياً وخارجياً على نحومأساوي مفجع.

- رفض هاني الرّاهب الكتابة الكلاسيكيّة، ونادى برواية جديدة بتقنياتها، تتجاوز حدودها الوطنيّة،دافعاً بها إلى آفاق جديدة، مكوّناً لنفسه مجرى خاصاً به، مستقلاً، وبالغ الأهميّةفي العالم العربي والعالمي، في وقت، اكتفى فيه الكتّاب، بالقصة والرّوايةالكلاسيكيّة التي تهدف إلى كتابة تاريخ الإنسان، كمؤرّخين، يكرّسون أنفسهم كشاهدأمين على حياة بعض الأشخاص، ناقلين تجاربهم المعاشة.

- فالشاهد المباشر في رواية هاني الرّاهب، ينتمي إلى عالم الخيال مهما كان شكله، وشأنه في ذلك شأن الوقائع التي يرويها، لتنحو منحى تأمّلياً، بنبرات وجودية واضحة، بغية استخلاص معنى، والتعبير عن أسلوب للحياة، وعن هويّة، بلغة بسيطة قريبة من لغة الحياة اليومية من حيث المفردات وقواعد النحو.

- وهي تجسّد طابع التفتّت بتراكم الجمل القصيرة، وتتجنّب إلى أبعد الحدود إقامة صلات سببيّة، وإبراز بعض العناصر على حساب أخرى.

- وهناك تعابير ومفردات تعود باستمرار مثل لحظة عابرة، تشير إلى الزمن الذي يمضي، وخيبة وضجر وغربة وقصور، للتأكيد على قلق الأشخاص.

- يبدو بناء القصة عند هاني الراهب مفكّكاً دونما اتساق. ففي الرواية الكلاسيكية تشكّل الأحداث الهيكل العظمي للرواية، وهي تتسلسل وفق ترتيب زمني ومنطقي، وتتواصل بصورة لا يمكن فصل بعضها عن البعضالآخر، وتتضافر على إيصال القصة إلى نهايتها. إنها تشكل ما يشبه حلقات سلسلة، إذاغابت إحداها تأثرت القصة بمجموعها.

- على أن هاني الراهب لم يعد يرضيه هذا النموذج الذي لم يعد يعكس الواقع العربي المعاش.

- وهو يرفض الحوارات الهامشية جداً في هذه الرواية.

- ويعطي وظيفة جديدة للحدث على الأخص، عن طريق طبعه بخاتم التفتّت.

- يضع هاني الراهب النص بصورة رئيسة على المسرح، كمجموعة من الطلاب تضم أدباء، وهؤلاء الأشخاص يتناولون في مرّات متكرّرة موضوعات أدبيّة بصورة خاطفة.

- وحين يصل النقاش إلى الحدَث يجري التّأكيد على أنّه فقدَ أهمّيته: «من يكتب عن مجدّد يكتب رواية مشتّتة. حياته ليست سلسلة، بل حفر ومطبّات وبقع ضوئيّة، الحادثة لاتهم لأنها لا تمثّل حياته. كلّنا لا نطرح أنفسنا من خلال الحياة اليومية لأننا نعتبرها غريبة عنا وليست الحياةالتي نحلم بها»، وقد نادى هاني الراهب بهذه الأفكار منذ عام 1965 في مجلة «المعرفة»، والتي تتمثل في أنه يبحث عن أسلوب جديد للكتابة، أشبه بلوحة تنقيطيّة،عن طريق تكديس لمسات صغيرة، ومشاهد من الحياة اليوميّة، حتى أكثرها تفاهة، أوأكثرها سخفاً، وهذه تتضافر لإعطاء المعنى العام للمؤلَّف، وهو أن العالم ليس إلافرقة، حزناً، ضجراً، خيبة، وقصوراً.

- ينفجر الحدَث في روايته عبر عواطف وأحوال، وفي شخصياتٍ ومعانٍ، فالحدث ليس أحد العناصر الجوهرية في القصة، بمعنى أنه لم يعد المحرّك المباشر للحبكة، ولا تعبّر عن عوامل تغيير، أو وقائع فريدة تطوّر الوجود الجماعي، أو الفردي للأشخاص. إنها تنقل محيطاً، جواًع اماً يمتد على طول النص من أوّله إلى آخره. وليس لهذه الأحداث معنى بذاتها، ولكنها تكتسب معنى بالعلاقات التي تقيمها مع الأحداث الأخرى، وترابطها مع أفعال أو عواطف، وبالتعليقات أو الصور التي ترافقها، من دون تسلسل للأحداث، حتى أن الروابط تضيع بينها، فإن حذفت عدداً كثيراً من صفحاتها أو قليلاً من أي مكان، لن تشعر بنقص في تسلسل أحداثها.

- تتأرجح شخصيات هاني الراهب، بين احترامها للتقاليد وإرادتها للتقدّم والحرية، بالرغم من ظروفها الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي لا تسمح لها دائماً بالازدهار والعيش في سلم ورخاء.

- يتحكّم هاني الراهب في المعنى، ويختفي بصفته سلطة تعبيرية ليترك الأشخاص يستولون على الكلمة، ويتيح للقارئ الاستيلاء على المعنى، كما في روايته «شرخ في تاريخ طويل»، وهذاالقارئ في الحقيقة، هو الذي سيستخلص من التجارب طابعها العام، ويربطها بالزمن الجماعي، ألا وهو زمن التاريخ.

- لقد كتب هاني الراهب في كانون الأول 1969 أن العالم العربي يواجه مشكلتين رئيسيتين: التجزئة والتخلف.

- ولهذه الأسباب كانت هزيمة 1967 مكتوبة سلفاً في الحياة العربية اليومية، قبل أن تتحقق في ساحة المعركة، وأكّد أن على الأدب أن يأخذ بالحسبان هذه العوامل، وأن يعمل لتلبية حاجات التغيير في المجتمع: «الثورة خلق وتكوين جديدان، كذلك يجب أن يكون الأدب».

- ففي رواية «المهزومون» يؤكد على خط الأشخاص المشبعين بالرغبة في الحياة، والمتحرّرين من الضغوط الفكريّة والاجتماعية التي تعيق وجود السوريين: «أريد أن أشرب الحياة، أعبّ الحياة، أمتصّها، وأنسفح على أعصابها، وأنغمر في أعماق لذائذها ووجودها».

ايوب صابر 04-23-2013 04:33 PM

تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- روايته شرخ في تاريخطويل عبارة عن قصص حب خائبة، أقامها الراوي والبطل أسيان علىالتوالي مع سوزي، ومرام، ولبنى. ويعود السبب الرئيسي لهذه الإخفاقات إلى النظامالاجتماعي العام الذي يمنع الأفراد من التعبير عن أنفسهم بحرية، وإظهار انفعالاتهمبصورة عفوية. إن الحب مستحيل، لأن المحيط يتفنّن فيإقامة الجدران التي لا يمكن اختراقها بين الناس ذوي الأخلاق الحسنة. ونصادف هنا منجديد نقد القوى الاجتماعية المحافظة السائدة، تلك القوى التي تتمسك بالمظاهر، بدلاًمن القيم الاجتماعية الإيجابية، وتمنع الناس من أن يعيشوا كما يرغبون، في فرحوتفتّح.

- طريقة الكاتب تجمع بين التاريخ «العلمي» والتجربةالشّخصية. فالتجربة الشخصية تسمح بالولوج إلى هذا التاريخ السرّي الذي لا يعرفهالتاريخ الرسمي، والذي يعطي مكانة للتاريخ «الشعبي» على أن حضور شخصية «فيضة» يسمحبتجاوز هذا الإطار التاريخي الصرف وإعطاء معنى لحركة الحياة، وزحزحة السّرد نحو هذا «التاريخ السرّي» الذي يحمل في طياته قيماً عالمية، تتجه نحو غرض واحد، ألا وهوالحديث عن الممارسة المعاصرة للسلطة في العالم العربي لإبراز الجوانب السلبية فيها،والمطالبة بقدر أكبر من الديمقراطية.

- والرؤية التي يقدمها عن هذا العالم ما تزالمتشائمة. فالبلدان العربية لم تنجح في إرساء الديمقراطية والسلم على أرضها. ومنخلال القصص الخاصة بالأشخاص تطالعنا خيبة الآمال الكبرى التي حرّكت التقدميين العربفي العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وحركات التحرر.

- وقد عبّر الكاتب عنهذا في مجلة ألف قائلاً: «بمعنى أنا أريد أن أحشد أكبر كمية، أكبر حجم ممكن منالتجربة ومن البشر في خلق فني ما، فماذا أفعل، أتساءل عندها: أيها الأقدر علىتقديم هذا الحشد، الواقعية أم الأسطورة؟ ويأتيني الجواب: الأسطورية.الواقعية أمالرمزية؟ يأتيني الجواب: الرمزية. هل أهجر الواقع؟ أبداً، الواقع عنصر قائم ونحنلسنا منصرفين تماماً إلى الرمز والأسطورة لأنهما بالأساس نشآ منالواقع».



- رواية ألف ليلة وليلتان : نقد للتاريخ العربيفي القرن العشرين، وصعود البورجوازية الصغيرة إلى السلطة في بداية الستينات،وإخفاقها في مهمتها لتحقيق التقدم والإصلاح.

- يبرز في الرواية عنصر رئيسي وهو «النعاس» وحياة الناس منظمة فيه، كما هي الحال في الحياة الواقعية، بالتناوب بينالنوم واليقظة، ولكن هذه اليقظة ليست إلا جسدية، فالواقع أن المجتمع العربي استكانإلى النعاس، ولن يستيقظ إلا بعد الهزيمة، حيث يقرر قسم من الأشخاص مغادرة عالم ألفليلة وليلة ومعيشة حياتهم الخاصة.

- وتنتظم القصة حول فعل «أفاق» الذي يفتتح الرواية، «في زمن ما يفيقون»، وكأن الأشخاص يعيشون في حالة من «النوم، التعب، ليلة بدونصباح، نوم أبدي، الخدر الدائم»، وكأن الزمن قد توقف بالنسبة إليهم، وهم لا يفعلونإلا تكرار النماذج الماضية، غير قادرين على إيجاد حل للأزمات التي يجتازونها،فعالمهم لا يملك من الحداثة إلا المظاهر، فهو يتزين بالكلام الجميل، ولكن مساوئالماضي ما تزال مستمرة في القلوب، وهو متجمد في أساليب قديمة من التفكير، على غرارالزمن المتوقّف، فالعالم تكبّله التقاليد والديمقراطية الغائبة، وضيق هوامش الحريةبسبب الضغوط السياسية والعقائدية والفنية التي يخضعلها.

ايوب صابر 04-24-2013 08:13 AM

تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب



- وفي رواية رسمت خطاً في الرمال : استمر الراهبفي نقد وتعرية الواقع العربي الفاسد في روايته الأخيرة «رسمت خطاً فى الرمال» والتيتعتبر من أفضل ما كتب خلال مسيرته الروائية، حيث تناول فيها الوضع العربي ككل منخلال رسمه لملامح الغزو العراقي للكويت وما تبع ذلك من احتلال الجيوش الأمريكيةللكويت بذريعة حمايتها من العدو.

- وقد استخدم الراهب في هذه الرواية نفس الأسلوبالذي استخدمه في رواية «ألف ليلة وليلتان» حيث استعان بالتراث ليستحضر شخصيات منه ويلبسها ثوب المعاصرة ليحملها أفكاره الثائرة على الواقع، حيث نجده يسخر من الماضيوالحاضر والمستقبل عبر شخصيتي بديع الزمان الهمذاني وأبو فتح الإسكندري، بلغة ساخرة .

- بعد ذلكينتقل الكاتب للحديث عن الواقع العربي والتغير الذي اعتراه بعد حدوث معجزة النفط،وسعي أميركا للحصول على هذه الثروة بأي شكل، في هذه الصورة نرى الأمريكي يخاطب ربهويطلب منه أن يباركه في الحرب التي سيفتعلها بين العرب للحصول على النفط منهم (ويقصد بها حرب الخليج الثانية.

- هاني الراهب روائي سوري من أصحاب الكلمة الممنوعة والمقموعةوالمغيبة.

- اقتحم بوابة الرواية بثقة وجواز مرور واحتلت نصوصه موقعاً واضحاً فيالأدب القصصي
والروائي السوري والعربي المعاصر.

- وقد نحى منحى جديداً في الكتابةالروائية .

- استفاد كثيراً من مطالعاته وقراءاته في الآداب والثقافات العالميةالمختلفة ووظف كثيراً مما اكتسبه في آثاره وأعماله.

- عاش هاني الراهب في زمنالانقلابات والعواصف والصراعات الفكرية التي أعقبت نكسة حزيران،ومات في الرمال التي غطت أرض الوطن العربي بعد عاصفة الصحراءوالهزيمة الكبرى في العراق، تاركاً ومخلفاً وراءه الصدق والوهج وألم الفقدانووجع الغربة والأسئلة عن الذات والحالة العربية الراهنة.

- يعبر هاني الراهب عن حالة وبؤس الواقعالعربي المأزوم والمهزوم على لسان «أسيان» بطل قصته «المعجزة» فيقول: «إن حياتنااليومية مطبوعة بطابع النذالة والتفاهة والغيظ والمماحكة، وعلينا أن نتخلص من هذاالطابع لتصبح الحياة ممكنة. أعرف أنني أعمق نذالة من الجميع وأكثرها تفاهة وغيظاًوإني فارقت من الخطايا ما يبتلعكم كلكم، لكني من جانب آخر معذور لأني أردت أن أعرفحقيقة الإنسان، إننا جميعاً خطاة ولكننا لن نضيع وقتنا في المحاكمات وإصدار عقوباتالإعدام فالشر بذلك يبقى شراً».

- ويحاول هاني الراهب في نصوصه رسم ونقل هموم وعذابات أبناء جيله ووصف حالة الانهزام والسقوط والتكيف في ظل الهزيمة، ونجده في قصة «الخامس الدائم من حزيران» يحكي عن مجموعة من الشباب المرح الذي يستسلم للهو والرقص للهروب من الواقع ونسيان ما يقلق البال وتنتهي حفلة الرقص بحادثة تقضي على الفرح الكاذب عندما تظهر لاجئة فلسطينية طالبة الخبز لأطفالها الجياع.

ايوب صابر 04-24-2013 03:09 PM

تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- يطرح فيها هاني الراهبأسئلة هامة وكثيرة لم يجد لها جواباً في الواقع الحياتي عن الديمقراطية والحرية،وموقع المثقف في المجتمع المدني ودوره في عالم تنقرض فيه الثقافة ويقتل الوعيالنقدي.

- تبدأ الحكاية هناك في الشير في تلك الفسحة المربعة بين كتلتين من الجبال. تنتهي آجال، وتولد أجيال، وما بين الولادة والموت فسحة الحياة التي تتلون بألوانيضفيها عليها المناخ والمسرح والآفاق.

- ضمن هذهالأجواء يتنقل هاني الراهب متابعاً دورة الزمان لهذه العائلة السنديانية الآتية منذلك المكان الممتد بين مرابع الصحراء إلى بلاد الشام وزمان ينحدر من السفر برلك إلىيوم حاضر.

- يتتابع الأشخاص، يتغيرون بتغير أماكنهموأزمانهم، يموت أشخاص ويولد غيرهم ويبقى وجه الحياة وحسها الآتي من معانيها قابعاًفي كل حياته.

- شخصيات هاني الراهب ملتبسة وقلقةومضطربة، تعاني القمع والاغتراب والتهميش، وغير قادرة على مواجهة السلطة السياسيةالتي تغتال الإبداع وتصادر حرية الكلمة.

- أخيراً يمكنالقول أن قصص وروايات هاني الراهب فيها الكثير من التفاصيل الزائدة والرموزالسياسية، وتستوعب الواقع اليومي الممل، وذات أبعاد سياسية وفكرية عميقة .

- تصورالتكوين والتشكيل الطبقي والسياسي في المجتمع العربي البطريركي، وتغلب على أرجائهامسحة الحزن واليأس، وتحكي القهر والألم والتفجع لكاتب عربي أصيل أصيب بالخيبةوفقدان الأمل، وعايش الإخفاقات والانتكاسات والهزائم، ومات في رحابالمهزومين.

- استقبل جيل الخمسنات من الفرن الماضي رواية هانيالراهب «المهزومون» بالحماسة والاندفاع، واعتبرها الكثيرون فتحاً في عالم الروايةوخروجاً على الموروث الروائي في تلك الأيام، وفتح باب جديد للإبداع الروائي علىصعيدي الشكل والمضمون.

- كان واضحاً كم كان الراهب متأثراً بتلك الموجة الوجوديةواللاانتمائية التي جاءت من أوروبا.

- استطاع أن يعبر في روايته عن انتشار تلكالأفكار بين الشباب المهزومين الذين يثرثرون في المقاهي ويصنعون الفراغ من الحلمالوجودي، وهو ما فسر يوم ذاك سبب تلقف سهيل إدريس مباشرة لرواية الراهب، ونشرها فيدار الآداب - التي كانت تتبنى التيار الوجودي ـ مبشرة القارئ العربي بميلاد روائيعربي واعد.

- وأثبت هاني بعد ذلك أنه عالم من الإبداع قائم بحد ذاته لا يفتأ يتنقلبين عوالم مختلفة يبرع كثيراً في إعادة بنائها جميعاً، هو الفنان والمهندس الماهرفي التشكيل والبناء».‏

- ابتعد الراهب في "المهزومون" عن الاتباعية والمحاكاة في ميدان الرواية العربيةلينفرد بذاته شاهداً على عصر بدأت فيه تحولات جذرية في المجتمع من أجل صنع مجتمعجديد بصيغ وعلاقات جديدة.

- فها هو بشر بطل "المهزومون" وطالب الجامعة يعلن عن أفكارهالتي في مقدمتها النقمة على المجتمع والثورة عليه، فقد أعلن في أكثر من مكان أنالمجتمع صفر، أي أن البطل يدين المجتمع ككل، يلغيه باعتباره لا قيمة له كالصفر».‏

- هاني الراهب من الروائيين العرب القلائل الذين جددواالسرد الروائي، وحدثوا تقاناته نحو التعبير الاستعاري الشامل عن تأزم الذات العربيةومحن الوجود العربي من خلال تعاضد رؤاه الفكرية مع تعليقاته الوجودية والتاريخية

- فصارت غالبية رواياته مثار وعي بالتاريخ ومدار وعي بالذات إزاء اشتراطات الواقعالمؤسسية.

- في مجموعته الثانية "جرائم دون كيشوت" (1978) صياغة سردية، أقرب إلىممهدات لرواياته وتفكيره الروائي من حيث التزام الواقعية الجديدة وثراء الدلالاتالتناصية وتعدد المستويات السردية كما هو الحال مع قصة "وسوى الضبع" أنموذجاً، فهيمكتوبة ترميزاً عن هيمنة المحتلين والغزاة وتحالفهم مع العدوان الداخلي فيما بينالعرب أنفسهم. فلا سبيل لمواجهة العدوان الخارجي ما لم يواجه العدوان الداخلي قبلذلك.

- ويكرر الراهب في روايته "شرخ في تاريخ طويل" (1969) الموضوع نفسه، وتكادالرواية تشبه لوحات متتابعة لحوارات سياسية وثقافية عن وعي الجيل الجديد وضغوطاتالسلطان السياسي عليه، حتى غدت الرواية مشاهد للجدل العقائدي والفكري والذي يتلفعكثيراً بلبوس وجودي حيناً وتاريخي حيناً آخر، وتلتزم ببعض تقانات الرواية الجديدةالتي مارسها آلان روب جرييه وميشيل بوتور وكلود سيمون.

- لفت الراهب النظر إلى إبداعه الروائي الحديث بقوةفي روايته "ألف ليلة وليلتان" التي وسع استخدام تقاناته الروائية الجديدة فيها،ولاسيما الشاعرية والكثافة وانفتاح المنظور السردي على مصراعيه لتعدد مكونات الفضاءالروائي من الواقعية إلى المرجعية التاريخية».

ايوب صابر 04-25-2013 01:50 PM

تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب


- أضاء الناقد والروائينبيل سليمان على إضافات هاني الراهب الأكثر أهمية، إن كان بالنسبة لتجربته الروائيةأو بالنسبة للرواية العربية، كما تجلى ذلك في روايتيه «خضراء كالبحار» و«رسمت خطاًفي الرمال»، وكان الراهب قد استخدم في رواية «التلال» إستراتيجية اللاتعيين كمايسميها الناقد سليمان.

- ويضيف: «تعثرت تجربة الراهب في "التلال" من هذه الناحية،لذلك لم يتابع مشروعه في الجزأين الثالث والرابع منها، وظل ذلك إشكالاً مريراً بينهوبين نفسه، وعرفت ذلك من أحاديثي الطويلة معه.

- في روايته "خضراء كالبحار" يشتغل منجديد على تطبيق هذه الإستراتيجية، لكن يمكن للقراءة أن تستعين ببعض المؤشرات،فالبلد قد يكون لبنان أوسوريةمن خلال وجود ضابط أسير لدىإسرائيل.

- كما اشتغلت الرواية على التلاقح مع الفن التشكيلي ومع الموسيقى، والروايةكما نعلم فن بلا تخوم تتفاعل مع الفلسفة والاقتصاد والتاريخ ومع الفنون كافة، وإنكان تلاقح الرواية العربية مع الفن في التشكيل والموسيقى ليس بغزارة تفاعلها معالتاريخ، لكن هاني راهن في روايته هذه على ما يمكن أن يقدمه التفاعل بين السرد وبينالفن التشكيلي والموسيقى، وليس المقصود هنا أن تكون الشخصية الروائية أو تلك رسامةأو عازفة مع أن الشخصيات المركزية فيها كلها تشتغل بالفن، واحدة منها تبدو قناعالكاتب ليدلي بدلوه وبآرائه بالفن التشكيلي.

- شخصية الفنان التشكيلي المزواجالمطلاق، الذي يبدو كقناع للكاتب ليجسد التجربة الإبداعية. ودائماً الخلفية هيالموسيقى خاصة الكلاسيكية منها».

ايوب صابر 04-27-2013 10:56 AM

تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- هاني الراهب هو سيدالرواية السورية بدون منازع.

- وسنردد مع الكاتب والباحث محمد جمال باروت: هاني الراهب كاتب إشكالي ويعتبر أنموذجاً للروائي المجدد والمتجدد.

- عمل على تطويرالرواية السورية من خلال اشتغاله وبحثه الدؤوب عن التعبير الروائي والتقنية الروائيةواقتصاد اللغة, وكان لكتاباته تأثير مميز على الرواية العربية شكلاً ومضموناًوشكلت علامة بارزة في مسيرة الرواية العربية المعاصرة وتطورها.

- ويمكن القول: إنه ما من عمل روائيأصدره الراهب إلا وأثار جدل ثقافياً وفكرياً كثيفاً، وهذا يعود إلى طبيعة كتابةالراهب الإشكالية، بالمعنى الفني، وبالمعنىالسياسي.

- هاني الراهب أيها الوباء الذي أخاف الأقزام المهزومين وما يزال أهلاً بك بيننا هنا كاتباً كبيراً وعملاقاً سورياً نريد منه أن يرسم شرخاً في تاريخنا الطويل المتكدس تلالاً من البؤس .

-هاني الراهب الكاتب المجددالذي اختار هوية المثقف الإشكالي

-حاول كتابة الرواية وهو في الرابعة عشرة من عمره ,بعدها كتب (المهزومون) بنوع من الجنون وخلال ثلاثين يوما متتاليا مقتحما وبجرأة نادرة عالمالرواية العربية وعالم المحرمات العربية الثلاث (الجنس,الدين, السياسة) .

- يعتبر هاني الراهب أنموذجاللروائي المجدد والمتجدد, عمل على تطويرالرواية السورية من خلال اشتغاله وبحثهالدؤوب عن التعبير الروائي والتقـنية الروائية واقتصاد اللغة , فالتوتر اللغوي عندهيستمد نسيجه من تصور موحد للغة باعتبارها هيولى لاتزال في حالة الصيرورة, وفي هذاقال الراهب يوما : (ما دامت الرواية ظاهرة تكاد أن تكون حديثة العهد في تراثناالأدبي, فينبغي أن يحتويها بناء لغوي وأسلوبي جديد).

-وقد كان لكتاباته تأثير مميزعلى الرواية العربية شكلا ومضمونا وشكلت علامة بارزة في مسيرة الرواية العربيةالمعاصرة وتطورها.

-بعد روايته الأولى (المهزومون) يقول الراهب:خفت خوفاشديدا من الشهرة أن تؤثر على إجادتي لكتابة النص فرحت أعمل على تكثيف النص لغويا وبنيويا إلى درجة أن الفصل الأول من روايتي الثانية(شرخ في تاريخ طويل) أخذ سبعةأشهر والرواية كلها استغرقت سبع سنين بدل شهر واحد, هذا هو قلق المبدع الحقيقيالمسكون بالهواجس الحياتية والروائية والأسئلة الوجودية وحسب تعبيره (نحن سكان مدنالأسئلة).

-شكلت روايته (ألف ليلة وليلتان) واستفادته من التراث القصصيالشعبي واللغة والتقنية الروائية التي كتبت بها الرواية وبنية السرد المميزة والتيتدل على رغبة الراهب في التجريب والتجديد , شكلت انعطافة هامة في مسيرته الروائية, فهي ذات طموح فني وتقني كبير للسيطرة على الحقيقة التاريخية.

-وعنها يقول الروائيوالناقد السوري نبيل سليمان: (يقترب أسلوب هاني الراهب في هذه الرواية من أسلوبالروائية الإنجليزية (جين اوستن).

-في الحرص على تقديم العادي ودقة النثروهجائيته الحادة) فهاني الراهب كثير الاهتمام باللغة والأسلوب الروائي.

-وقدحاول الراهب فيها أن يحكي قصة ثلاثين شخصا على الأقل وكل واحد منهم يظن نفسه قائمابذاته إلى أن تلطمه هزيمة حزيران (يونيو) فيكتشف أنه جزء صغير من مجتمع مهزوم وعمرهذه الهزيمة ألف عام .

-ولهذا لم يستطع الراهب تقديم هذه الرؤية عبر تقنيات السردوالوصف والحوار والحبكة المحكمة وخاصة الحبكة , ذلك أن المجتمع الذي هزم هو مجتمعمتفكك ,منقسم على نفسه, وقد تمثلت الرواية في بنيتها شكل هذا المجتمع, والزمن فيهاهو زمن تجاوري أو تزامني , وعنها يقول الراهب: (أحسست بالثقة الكافية لتقديم حطامرواية , أنا مدين إلى حد ما إلى بنية (ألف ليلة وليلة) التي تحكي ألف حكاية , لكنالبحث الأساسي بالنسبة له ظل يلاحق بنية جديدة للرواية سماها البنية الجماعية.

-وسنجد في روايته (التلال) تقديمه للعبة زمنية وبطريقة خاصة , حيث رأى فيها حاجةماسة لعنصري الأسطورة والرمز, واعتبارهما التقنية الأنجع في التعبير عن شموليةالتجربة , ويؤكد فيها على مقولته الأساسية في العمل الروائي وهي أن شكل وبنيةالتجربة التي يكتب عنها يفرض شكل وبنية الرواية.

-كتب هاني الراهب روايتي (خضراء كالمستنقعات) و(خضراء كالحقول) وهو في حالة وعي متأزم بعد انهيار الإتحادالسوفييتي وانهيار التقدم العربي وانهيار النظام الإقليمي العربي, أحس وكأن كل شيءينهار, وقد انعكس هذا الإحساس على أدواته الفنية وأسلوبه في الكتابة (بدأت ألعناللغة التي استخدمتها خلال ثلاثين عاما , كانت باهرة لغة شعرية , لغة ارتيادية , لغة تقدمية...لكن الشعر والتقدم والارتياد كله انهار, فلماذا أنا محتفظ بهذه اللغةالتي باتت الآن وكأنها مجرد زينة, مجرد حلية...)

-لذلك سعى الراهب لكتابة رواية بلغةميتة, تحت ضغط جملة من الظروف الذاتية الداخلية والخارجية , وعكف على كتابة مجموعةمن الروايات الصغيرة بعنوان (كل نساء المدينة) وعندما صدر منها (خضراء كالمستنقعات) ظن البعض أنها رواية قائمة بذاتها واستغربوا وضعها على هذه الحالة, لقد كان لديهطموح روائي أن (خضراء كالمستنقعات) ستليها خمس خضراوات تكمل الحلقة وتصدر ذات يومفي رواية واحدة.

-رواية (التلال) التينشرت عام 1989 في بيروت,رواية جديدة في بنائها الفني ورؤيتها للعمل الروائي, وهيتسقط من حساباتها الحوار وتستعيض عنه بالدلالات , فيها جرأة غير عادية, فهي تتناولعالمين متناقضين ظاهريا عالم الأسطورة والأحلام والرغبات والهواجس المول دة منعذابات المجتمع وقحله كما يصفها الروائي حسن حميد وفي الجانب الآخر هناك عالمالتاريخ الواقعي تماما والمعروف.

-والتلال رواية تهز الداخل الجواني عند القارئوتحثه على التعامل معها بأكبر جدية ممكنة, إنها حفنة من التاريخ والواقع والأسطورة , غنية بإحساس كاتبها بأهمية النص الأدبي ودوره في الحياة,.

- ففي (التلال) عدةأزمنة متداخلة يفجر بعضها الآخر , فهناك الزمن التاريخي المشار إليه مباشرة فيالرواية (الحرب العالمية الأولى والثانية, وعام 1946 ) وهناك الزمن النفسي الذييبدو جليا في العديد من شخصيات الرواية ,وهناك الزمان الأسطوري(الذي تمثله فيضه) وهناك أيضا ما أسماه الراهب زمن اللازمان والذي يمثله الدراويش.

- وهي رواية تتكلم عن العرب ,عن تجربة التقدم في تاريخ الأمة العربية المعاصر, وهي لا تخص قطرا عربيا دون آخر, وكمعادل روائي فقد وضع الراهب مكانا يتكون مما هو عام ومشترك , وكذلك أسماء الشخصيات والبلدان ذات الدلالة الخاصة والمستمدة من تاريخ المنطقة , وقد رأى الراهب في روايته هذه رهان حياته الأدبية , وكان يطمح أن تكون لها أجزاء لاحقة تكملها.

ايوب صابر 04-28-2013 08:11 AM

تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب
-المكان عموما في روايات هاني الراهب إشكالي, فهو موجود ومحدد فيبعضها,وفي الآخر مبهم , فنجد في رواياته الثلاث الأولى أن المكان هو دمشق, وفيالوباء هو اللاذقية, وفي بلد واحد هو العالم يبدو المكان وكأنه حارة عربية وفيالتلال هو مدينة ,قد تكون دمشق أو القاهرة أو بغداد...

-روايته الأخيرة (رسمت خطافي الرمال) حققت قفزة نوعية في مسيرة الراهب الروائية ففيها تحول المجاز اللغوي إلىمجاز بنائي تركيبي, ففيها يتداخل المحكي مع نصوص أخرى, في مزج التراث الشعبي معالواقع الاجتماعي مع ثقافة الراوي وعصره والتي تنعكس جميعا في مستوى الكتابة,

-وفيهايرسم الراهب خارطة تراجيدية للواقع العربي وسط عالم يتفكك ويتقوض, وفيها يستخدمالروائي خيالا خارقا , ومع ذلك لا يمكن وصف الرواية بأنها خيالية أو فانتازية, فقداستطاع الراهب توظيف الفانتازيا توظيفا دقيقا لتكون خاضعة لعمل عقلي منظم ش يد منخلاله البناء الروائي المحكم والمتنامي وحيث تتداخل العوالم الحكائية الخياليةببعضها وتتداخل شخصياتها.


- فعالم الرواية هو عالم الدول العربية النفطية فيلحظة حرجة وحاسمة من تاريخها وتاريخنا العربي بشكل عام,وهذه اللحظة هي بدايةالتسعينيات وحرب الخليج الثانية, وعنها يقول الدكتور حسان عباس : (معمار الروايةالفسيفسائي وتجاوره للأصوات والأدوار وأنماط الكتابة يؤكد رغبة الراهب بكتابة روايةأصوات يرتفع فيها مستوى الحكاية من مستوى المشهدية إلى مستوى المفهومية ).

-فعبرمتاهات الرواية الدائرية يقارب الراهب سيرة أمة , ويرسم صورة قاتمة لحاضر لا يبعثعلى التفاؤل, وحيث الزمان يمتد عبر ألف عام وأكثر الشخصيات حرة في المكان , حرة فيالزمان, ستبقى مشدودة إلى الصحراء كل ذلك عبر سخرية لا تثير ابتسامنا بقدر ما تزيدإحساسنا بالألم والمرارة.

-إن زماننا هذا أخيولة هاني الراهب المدهشة يضعهابين أيدينا في (رسمت خطا في الرمال) كما يرى عباس فيها.

-كان لدى هاني الراهبدائما شعور حاد بأنه ميت أو ربما يموت دون أن يتمكن من الإمساك على التغيراتالعاصفة والعنيفة في شرقنا العربي , روائيا ودون أن يكتمل تعبيره عن هذه الرؤية, رؤية التقدم العربي وانكساره وإعادة إنتاج الطغيان بدلا عنه , وما الميل إلى تغييرالتقنيات الروائية من رواية إلى أخرى سوى اختلاف الرؤية الذي يتطلب بالضرورة اختلافالشكل,لكن الزمن والمرض العضال لم يعطيا هذا الجسد المقاوم وتلك الروح الوقادةوالوثابة مزيدا من الوقت وفسحة الحياة , فثمة مشاريع مؤجلة وأحلام تنتظر التحقق, على الورق المتناثر على الطاولة وفي خلايا الروح والجسد والدم الذي لا زال حاراطازجا ونظرا فيما كتب الراهب وأنتج من روايات وقصص وترجمات ودراسات وأحاديث صحفيةوتفاصيل حياة.

ايوب صابر 04-30-2013 10:21 AM

العناصر التي شكلت الأفضليةوالروعة في رواية 22- الحراميوسف ادريس مصر

- الحرام هي إحدى رواياتيوسف إدريسالتي صور فيها حياة عمال التراحيل وهم فئة مهمشة من طبقةالكادحين في المجتمع القروى المصري.
- لقد تحدث يوسف إدريس عن (الغرابوة) في الرواية عندما حدثت واقعة أم اللقيط، فقد شك في أن تكون أم اللقيط هي واحدةمنهم.
- والغرابوة هم عمال التراحيل الفقراء الغرباء عن العزبة وأهلها الذين يأتون منبلادهم للعمل في الموسم الزراعي بمنطقة العمل في التفتيش من أجل أن يحصل كل منهمعلى بضعة قروش لا تكاد تقيم أوده، هذا الاسم "الغرابوه" يطلقه أهل العزبة(أهلالتفتيش)على هؤلاء البؤساء، فأهل التفتيش يملكون النقود والأرض والبهائم ويرتدونالملابس النظيفة لذا فهم يحتقرون الغرابوة وينظرون إليهم وكأنهم مجردنفايات.

- الرواية إدانة للنظام الاجتماعي حيث لا حقوق أو ضمانات تؤديللفلاح الأجير عامل الترحيلة بينما هو في حقيقته عماد هذا المجتمع.

- الرواية وصف واقعي دقيق لشريحة من المجتمع المصري وهيالترحيلة في علاقتها بأهل التفتيش،و قد أذابت المأساة الفوارق بين الفريقين،فنساءهما معا أصبحن محل شك وريبة.

- تطرح الرواية رؤية خاصة لمفهوم الخطيئة، هذه الكلمة التياخترعها الناس بعفوية مطلقة لتعبر عن حقيقة تعيش في حياتنا حتى يومنا هذا.

- في الرواية تحليل للنوازع البشرية في الشك، كما تتمثل فيمسيحة أفندي وشكه في زوجته وابنته، كما نلاحظ التطفل وحب الاستطلاع والبحث عنالاشباع الجنسي وسيطرته على القلوب الفظة الغليظة عند ابن القمرين وفكرى أفندى.

ايوب صابر 04-30-2013 04:51 PM

تابع....العناصر التي شكلت الأفضليةوالروعة في رواية 22- الحراميوسف ادريس مصر

- تتلخص الخطوط العامّة للواقعية عند الأدباءالعرب بخطين أساسيين هما: العناية المفرطة بالفئات الكادحة من الشعب، والتأكيد على أن "الخير" هو السمة الأساسية للجنس البشري،وإن توارت أحياناً تحت ركام الظروفالاجتماعية السيئة.

- ولقد أسهم تطور الأحداث الاجتماعية والسياسية في المنطقةالعربية، في تكوين تيار نقدي تخصص تماماً في صياغة الاتجاه الواقعي في ذلك الإطارالسابق، واتخذ من القصاص يوسف إدريس نموذجاً ممتازاً لدراساته.


- والحق أن هذا الاختيارلم يكن عبثا، وإنما كان تجسيداً حقيقياً لأزمة الاتجاه الواقعي، حين يقصر نظرتهللواقع على الفئات الاجتماعية الدنيا، والخير الكامن في أعماقها.

- جاءت المقدمات الطويلة في منتهى التشويق والإثارة، حول حياة العزبة وحياةالترحيلة.

- فلقد أجاد الفنان في إبراز تلك الفئة الاجتماعية على وجداننا، إجادةرائعة.وهذه هي الحصيلة النهائية للقصة.

- إذ اكتشف مأمور الزراعة لقيطاً عثر عليه عبدالمطلب الخفير بمحض الصدفة.ويستهلك الفنان عشرات الصفحات متتبعاً اهتمام أهل العزبةبهذا الحدث.ويستغل هذه الصفحات في تشريح العلاقة بين المأمور والكتبة من جانب،وأهلالعزبة من جانب آخر، والترحيلة من جانب ثالث. فنعرف أن هوّة تفصل بين هذه الفئاتالثلاث. ونعرف أن كل فئة تشك في أن تكون الأخرى هي صاحبة اللقيط،إلا أن منزليالمأمور والباشكاتب، كانا بعيدين عن مجرد الاحتمال،بالرغم من العلاقة - التي يشيعهاالبعض - بين بنت الباشكاتب وابن المأمور.

- لا شك أننا نلاحظ مسحة من الرمزيةفي جميع أحداث القصة، فجذر البطاطا لا يدل فحسب على رغبة مريض يتدلل على زوجته، إنهرمز حقيقي لكسرة الخبز. ولكنه ليس رمزاً بسيطاً. فقد استراحت عزيزة بين أحضان الرجلوقاومته بيأس في المرة الأولى، ولم تقاومه في المرة الثانية. فهو رمز مركب،يرمزثانية إلى أزمة الجنس. بل إن شجرة الصفصاف في نهاية القصة تحمل هذه الرموزمجتمعة.ولقد أضفت هذه الرمزية عمقاً أصيلاً على القصة،فلم تشطح بها مشكلات هذهالشخصية أو تلك،ولم تنفجر المعادلة الإدريسية انفجاراً،وإنما تمددت في بطء بينثنايا الأحداث،حين أخذ الفنان يستعرض لأول مرة في تاريخنا الأدبي،حياة أولئك "التملية" أو "التراحيل" أو "الغرابوة" كما يسميهم أهل التفتيش.فجاءت الخطيئة نتيجةغير مباشرة للقحط الاجتماعي الذي عاشت فيه أسرة عزيزة.كما جاء جنونها مأساة ضاريةتنشب مخالب الموت في العقول الخاوية إلا من ذهول اللقمة:في غيابها وحضورها.

- كذلك توازنت قصة لنده-بنت الباشكاتب-مع أزمة أحمد سلطان من ناحية وأزمةصفوت ابن المأمور من ناحية أخرى-فقد نالت أزمة الجنس من كيان لندة حتى النخاع.فكانصراعها ضد مجموعة القيم المتوارثة تعبيراً حاداً عن أزمة الضمير الكامنة في أعماقأجيالنا في مختلف مستوياتها الاجتماعية والفكرية.

- على أن الكاتب آثر البعد عنالتقرير والمباشرة في تصوير البنيان الداخلي للنده وصفوت وأحمد.إذ اعتمد اعتمادامطلقاً على انعكاس ذلك البنيان في سلوكهم اليومي.

- ومن هنا تعانقت خيوط قصة لنده معخيوط قصة عزيزة،برباط وثيق من الرمزية الأصيلة،حتى أننا لا نقارن أبداً بين "خطيئة" لنده-من وجهة نظر والدها- وخطيئة عزيزة من وجهة نظر الجميع.إن الفنان يهمس لنا منخلال هذا البناء التراجيدي الناجح،بأن الخطيئة اسم على غير مسمى،إنها كلمة اخترعهاالناس بعقوبة مطلقة،لتعبر عن حقيقة تعيش في كياننا حتى الأعماق.حقيقة قدرية في ظلالمخطط الاجتماعي الذي رسمته الظروف من أجلنا.وهي حقيقة مطلقة بالنسبة إلى جوهرناالبشري.وهي حقيقة نسبية حسب اختلاف ظروفنا.

ايوب صابر 05-02-2013 01:40 PM

تابع....العناصر التي شكلت الأفضليةوالروعة في رواية 22- الحراميوسف ادريس مصر
-كان كاتبنا غزيرالثقافة واسع الاطلاع بالشكل الذي يصعب معه عند تحديد مصادر ثقافته أن تقول إنهتأثر بأحد الروافد الثقافية بشكل أكبر من الآخر.. حيث اطلع على الأدب العالمي وخاصةالروسي وقرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز، كما كان له قراءاته في الأدب الآسيويوقرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين واليابانيين، وإن كان مما سجله النقاد عليهأنه لم يحفل كثيرا بالتراث الأدبي العربي وإن كان قد اطلع على بعضمنه.
- هذا من ناحية أدبية وفنية وثقافيةعامة ساهمت في تشكيل وعيه العقلي والأدبي، ولعل ممارسته لمهنة الطب وما تنطوي عليههذه الممارسة من اطلاع على أحوال المرضى في أشد لحظات ضعفهم الإنساني، ومعايشتهلأجواء هذه المهنة الإنسانية ما أثر في وعيه الإنساني والوجداني بشكل كبير، مما جعلمنه إنسانا شديد الحساسية شديد القرب من الناس شديد القدرة على التعبير عنهم، حتىلتكاد تقول إنه يكتب من داخلهم وليس من داخل نفسه.
- تتجلى موهبته في مجموعته القصصية الثانية "جمهورية فرحات" عام1956، الأمر الذي دعا عميد الأدب العربي "طه حسين" لأن يقول: "أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثلما وجدت في كتابه الأول (أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارملما يحدث فيها.."
- وهي ذات المجموعة التيوصفها أحد النقاد حينها بقوله: "إنها تجمع بين سماتديستوفسكيوسماتكافكامعا".
- لميتوقف إبداع الرجل عند حدود القصة القصيرة والتي صار علما عليها، حتى إنها تكادتعرف به وترتبط باسمه، لتمتد ثورته الإبداعية لعالمي الروايةوالمسرح.
-
- تمتع "يوسف إدريس" بسمات شخصية كانعلى رأسها الإقدام والجسارة والجرأة، ولم تختلف صفحات قصصه ورواياته كثيرا عن تلكالسمة المميزة لصفحة شخصيته، فاتسمت هي الأخرى بالجسارة.
-
- فهو من أصحاب الأقلامالحرة، على الرغم من أنه ظهر في مرحلة تجلّى القمع فيها في أسوأ صوره، من تكميملأفواه المبدعين، وسحق لآدميتهم، وتشريد الداعين للحرية بطردهم من وظائفهم، أوسجنهم، أو التنكيل بهم..

- إلا أنه بين كل هذه الألغام في طريق الكلمة الصادقة الحرةعمل دائما على أن يقول ما يريد وقتما يريد، وبعد أن فرح بالثورة وأخذ بجانب بدايتهكطبيب في القصر العيني –حينها- يهتم بكتابة إبداعاته القصصية حتى وصل لأن يكونمسئول القسم الأدبي بمجلة روزاليوسف، سرعان ما بدأ انتقاده لرجال الثورة وسياسة "عبد الناصر"، الأمر الذي أدى به عام 1954 إلى السجن، مما جعله يعتبر نفسه فيالنهاية لم ينل حريته التي تمكنه من قول كل شيء.. بل بعضا من كل شيء؛ فنراه يتكلمعن هذه الحرية المفقودة ويقول: "إن كل الحرية المتاحة في العالم العربي لا تكفيكاتباً واحداً لممارسة فعل كتابته بالجسارة التي يحلم بها".

- وعن هذه النفس الإنسانية المتوقدة داخل يوسف إدريس يقول د. جابرعصفور: "كان "يوسف إدريس" واعياًبالأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية التي تحول بين المبدعين وممارسةجسارتهم الإبداعية إلى المدى الذي يعصف بالمحرمات التي كادت تشمل كل شيء،والممنوعات التي يتسع مداها بالقدر الذي يتسع به مدى الاستبداد والتسلط مقروناًبالتعصب والتطرف على كل مستوى من المستويات. وأغلب الظن أن "يوسف إدريس" كان واعياًبمعنى من المعاني بالجذور القديمة والأصول الراسخة للقمع في تراثنا، تلك الجذوروالأصول التي أودت بحياة الكثيرين من المبدعين على امتدادالعصور".

- تميزت القصة عند "يوسف إدريس" بالواقعية، حيث أخذ يصور الحياة اليومية ولاسيما للمهمشين من طبقات المجتمع.

- كماأنه جنح إلى استخدام العامية في قصصه، وإلى استخدام لغة سهلة بسيطة، وكان يرى أنالفصحى لا يمكن أن تعبر عن توجهات الشعب وطموحاته.

- كما أن الحوار يعد ركنا هاما منأركان القصة عنده، ويمثل جزءا من التطور الدرامي للشخصيات، والتي غالبا ما كانت منالبسطاء الذين يصارعون من أجل الصمود أمام مشاق الحياة، ولعل في الظروف التي كانيعيشها الشعب المصري حينها، وضغط الفقر والحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية ما يفسراتجاه كاتبنا نحو هذا النوع من الأبطال في قصصه ومن الأسلوب الذي اتخذه للتعبيرعنهم من خلال الحوار والذي جاء لتقريب ما يدور داخل شخصياته من تصعيد نفسي وتصعيدللأحداث.

- عمد "يوسف" إلى التكثيف والتركيزفي قصصه القصيرة حتى كان يقول عن تعمده هذا المنحى: "إن الهدف الذي أسعى إليه هو أنأكثف في خمس وأربعين كلمة.. أي في جملة واحدة تقريبا- الكمية القصوى الممكنة منالإحساس، باستخدام أقل عدد ممكن من الكلمات".

- وعليه فقد كان "يوسف إدريس" يعتبرالإيجاز في القصة القصيرة من أهم الخصائص الأسلوبية التي على الكاتب أن يناضل منأجل تحقيقها، وفي ذلك يقول: "فالقصة القصيرة أكثر الأشكال الأدبية إيجازا فعبارة "أهلا حمادة" تشبه القنبلة الذرية في صغرها وفعاليتها ومع ذلك فهذه القنبلة يمكنتصنيعها-فقط-على أيدي أناس ذوي موهبة"

ايوب صابر 05-06-2013 10:42 AM

تابع....العناصر التي شكلت الأفضليةوالروعة في رواية 22- الحراميوسف ادريس مصر

- هو واحد من أشهر الأطباء الذين تركوا الطبليمتهنوا الأدب.

- كان يتلمس الالغام الاجتماعية المحرمة ويتعمد تفجيرها بقلمه.

- ظل يتمتع بحيوية الرفض لكل ما يحد من حرية الانسان فى كل ما يكتب.

- جدير بالذكر انّ الاقصوصة في العالم العربي قبل سنواتالخمسين كانت ما تزال في مراحلها وخطواتها الأولى ، ثمّ جاء يوسف إدريس ورسّخهاوثبّت أقدامها ونقلها من المحليّة إلى العالميّة.

- إختار يوسف إدريس مواضيع مسحوبةمن حياة الإنسان العربي المهمّش.

- إدريس خلق أقصوصة عربيّة، بلغة عربيّة مصرية قريبةمن لغة الإنسان العادي وبذلك نقلها من برجها العاجي إلى لغة التخاطب اليومي.

- وبالنسبة لشخصيات قصصه نلمس أنّه ثمّة نمطين من أنماط الشّخصيّة القصصيّة يركزإدريس عليهما وهما : شخصيّة المرأة باعتبار أنّ المرأة عنصرًا مسحوقًاومهمّشًا أكثر من غيره، فنذر حياته للدّفاع عنها وللكتابة من أجلها، والشّخصيات الرّجوليه وهي شخصيّات،بمعظم الحالات، من قاعدة الهرم، من الشريحة المظلومة في مصر .

- شخصياته معظمهاتمثيل للإنسان المصري الذي يعيش على هامش الحياة المصرية بكل مستوياتها .

- نهج يوسف إدريس في كتابةالقصّة القصيرة تغيّرًا جذريًا، في نهاية الخمسينيات وااوائل الستينيات.

- فالتصويرالواقعي، البسيط، للحياة كما هي في الطبقات الدنيا من المجتمع الريفي، وفي حواريالقاهرة، يتلاشى، ويظهر نمط للقصّة أكثر تعقيدًا.

- وتدريجيًا، أصبحت المواقفوالشخصيات أكثر عموميّة وشموليّة، إلى أن قارب نثره تجريد الشعر المطلق .

- ويشيع جومن التشاؤم، وينغمس أبطال القصص في الاستبطان والاحتدام، ويحل التمثيل الرمزيللموضوعات الأخلاقية والسياسية محل الوصف الخارجي والفعلالمتلاحق.

- برحيل يوسف إدريس تحطم الناي العبقري الذي عزف عليه الفلاحونالمصريون وفقراء المدن أشجانهم .

- الفلاحون الذين ظهروا بتردد للمرة الأولي عندأعتاب توفيق الحكيم في روايته عودة الروح ، وفي يوميات نائب في الأرياف ، ثم فيكتابه عدالة وفن ، ثم عادوا إلى الظهور في ضيافة يحي حقي، وطه حسين ، إلى أن فتحلهم يوسف إدريس باب روحه على مصراعيه فدخلوا وجلسوا وأكلوا وشربوا وقالوا ما يشاءونلقلمه وعقله .

- يتذكر الجميع يوسف إدريس : الفلاح الطويلالقامة بوجهه الصريح ونافورة الحماسة التي تعلو بالأفكار الجديدة ، سريع التوهج ،تمتلأ أحاديثه بالصور والإشارات ، وتتدفق منه الموهبة وحب الحياة .

-وبظهور مجموعته القصصية الأولى « ارخص ليالي » في أغسطس 1954 ذاع اسم يوسف إدريس بسرعة البرق . وكان السر في ذلك أن القصص التي ضمتها تلكالمجموعة لمتكن فقط مكتملة النضج من الناحية الفنية ، بل وكانت فتحا جديدا فيالأدب المصري والعربي بما انطوت عليه من رؤية جديدة مغايرة للعالم والإنسان .

-ومعأنه كانت هناك بوادر لشخصية الفلاح المصري في رواية الأرض للشرقاوي وغيرها ، لكنذلك الفلاح ـ بظهور شخصية « عبد الكريم » في أرخص ليالي ـ دخل بقوة على يدي يوسفإدريس إلى الأدب كشخصية فنية واقعية متعددةالجوانب بعيدة كل البعد عن الطابعالمثالي الذي أسبغه عليها الكتاب من قبل .

-فى السنوات اللاحقة على الثورة كانإدريس يكتب بسرعة وتدفق وسهولة معجزة وكانت الأفكار والموضوعات تلاحقه بإلهام لاينقطع .

-كان الكثير من تلك الموضوعات مستمدا من علاقة إدريس التي لم تنقطع بالقرية، ومن تجربته كطبيب في قصر العيني ، وتجربته داخل الجامعة ، وقدرته الثاقبة علىملاحظة الفقراء في قاع المدينة .

-كانتالواقعية النقدية توطد مواقعها في الأدب المصري مدعومة بفكرة أن الأدب والفن قادرانعلى تغيير الحياة والمجتمع .

- في سنوات قلائل نجح يوسف إدريس في بناء صرح قصة قصيرةمصرية وعربية جديدة.

-ولادة القصة القصيرة لم تكن تعني بعد نموها ونضجها كما وكيفا حتى ظهر يوسف إدريسالذي قدم في عالمه القصصي بانوراما ضخمة ومذهلة لفئات المجتمع المصري : الطالب والموظف والفلاح والعامل والمثقف والمقاتل والطبيب والمهندس وفقراء الريفوالمدن من النساء والرجال .

-وبينما اعتادت القصة القصيرة المصرية منذ مولدهاالإشارة إلى مأساة « الإنسان الصغير » قام يوسف إدريس بالإشارة بقوة إلى مأساةالواقع التي تخلق المآسي البشرية الصغيرة ، وغير اتجاه السؤال وطبيعته في مجموعاته « أرخص ليالي » و« حادثة شرف » و« أليس كذلك؟ » .

-ينشر إدريس عام 1959رواية « الحرام » ويبدل اتجاه السؤال، فلم يعد العقاب الذي يحل بالمرأة ناجماعن أشواق القلب المحرمة ، ولكن من وطأة الواقع الاجتماعي الذي دفع « عزيزة » للتفريط في نفسها فقط من أجل الحصول على جذر بطاطا اشتهاه زوجها عامل التراحيلالمريض العاجز .

-الحرام عند إدريس هو الفقر والعوز ، لكن حرام طه حسين هو الحبوالشوق المحظورين .

-وفي الخمسينات واكبت أعمال إدريس الواقع الاجتماعي الذي يفوربآمال الثورة .

-جوهر السؤال الذي طرحه إدريس هو : هل يمكن الجمع بين الخبز والحرية ؟ .

-والواضحأن إدريس لم ير إمكانية لتحقيق ذلك الحلم ، إذ تقول « الفرافير » ( 1964) بوضوح أنخلف كل قيصر قيصرا جديدا ، وفوق كل سيد سيدا آخر ، وأن الاستبداد يمضي في دورةمغلقة أبدية بلا مخرج .

-وتأكدت تلك الرؤية في « المهزلة الأرضية » 1966 ، و« المخططين » 1969 التي سخرت من فكرة المساواة كمشروع قابل للتحقيق .

ايوب صابر 05-06-2013 10:49 AM

شاهد واستمع لشرح عن" نظرية تفسير الطاقة الابداعية الاحدث..النظرية البوزيترونية " على الرابط التالي:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512&page=135

ايوب صابر 05-08-2013 09:31 AM

تابع....العناصر التي شكلت الأفضليةوالروعة في رواية 22- الحرام يوسف ادريس مصر

- وفقا للنقاد فإن رؤية إدريس الأدبية والفكرية تستند إلىحساسية فائقة وإدراك نافذ لمظاهر الوجود الإنساني وحقائقه، أكثر مما تستند إلى "معرفة " معلوماتية محدودة.

- يجمعون علي أن كتابته تتسم بمعرفة عميقة للواقعالاجتماعي المصري .

- وبأسلوب ساخر تشوبه روح الفكاهة معتمداً على استعمال اللغةالعامية في أغلب الحوارات.

- ويرى النقاد أنعالم يوسف إدريسالقصصي يدور في أكثر ما كتب حول ثالوث واضح الملامح هو: الله،الجنس، السلطة...

- وقد ظهر هذا الثالوث متبلوراً جلياً في مجموعته الذائعة الصيت (بيت من لحم) ، ولذا فقد اندفعت موهبته بحزم وعمق فنيين لتجسد هذه القضايا، وتصنعمنها جواً مصيرياً يرسم مصير الإنسان، ويسيطر على عالمه.

- يؤكد سمير عمر إن فكرة القدر ووجود قوة عليا مهيمنة ، برزتبوضوح في رسم شخصيات ومسار قصصٍ كثيرة عند يوسف إدريس ، مثل قصة ( قبر السلطان ) ؛وقصة ( لأن القيامة لا تقوم ) ؛ وقصة ( أكبر الكبائر ) .

- وانتصر يوسف إدريس دائمالمأساة الإنسان المسحوق في مجتمع طبقي ظالم .

- عبر مهارة فنية في السرد والحواروإحكام بناء النسيج القصصي.

- بنى يوسف إدريس رواية الحرام على تجربة والدهتلك...ضيعة يملكها شخص واحد والكل الذين يعملون لصالحه والصداقات التي تقوم بين كبارالموظفين وحياة الترحال والتنقل التي يعيش فيها العاملون بالتفتيش.

ايوب صابر 05-09-2013 08:16 AM

وألان مع العناصر التي شكلت الأفضلية فيرواية:- 23- ليلة السنوات العشرمحمد صالح الجابريتونس

- تحكي الرواية عن قصة كفاح الشعب التونسي ايام الإستعمار.
- حوّلت لفيلم سينمائي .

- ليلة السنوات العشر فكانتمعاصرة لأحداث جانفي 1978 وما فيها من تناقض بين الحكومة والمنظمة النقابية ومافيها من أزمات متولدة وبداية لتشكل نوع من الفكر التقدّمي في تونس او لنقل بدايةظهور فكر لا يرى في رموز الاستقلال حقيقة كاملة ولا يرغب في طاعتهم..

- إنه تبلورلفكر الرفض السياسي والتمرّد على الروابط الاجتماعيةالسائدة..
- نشر محاولته الروائية الأولى يوم من أيام زمرا سنة 1968 وقد استمدها منصراعات العمال بالمناجم في عهد الاستعمار.

- ثم مجموعة أنه الخريف يا حبيبتي (تونس 1971) ونال بها الجائزة التشجيعية من وزارة الثقافة. وله كذلك رواية البحر ينشرألواحه (تونس 1975) ورواية ليلة السنوات العشر (تونس 1982
).
- ذهب الجابري ، لم تذهب «زمرا» ولا «البحر» ولا الخريف ولم تذهب رواياته يوم من أيام زمرا و»البحر ينشر ألواحه» و»ليلةالسنوات العشر»..ستظل شهادة على مراحل عديدة من حياة البلاد...

- ستظل شهادة علىالاستعمار وعلى العقود الأولى للاستقلال بما فيها من براءة ويمكن ان نضع في هذاالمجال روايات حليمة والتوت المرّ ومن الضحايا والزيتون لا يموت والشيخكرامة..

- ولعل ما يميّز الجابري عن هؤلاءانه حاول ان يتناول هذه المواضيع بأكثر جرأة من أصحابه

- فثمة في رواياته نوع منالتجاوز للخطاب الروائي لمعاصريه..

- نشأ جيلي المعاصر في زمن يتجه الى الانسلاخعن ذاته والتخلي عن كل القيم والصفحات الجميلة.. وفي ظل نوع من الاحتقار الذيساهمت فيه أطراف عديدة للرواية التونسية وغرام الأولاد والبنات بنجيب محفوظ وإحسانعبد القدوس وتوفيق الحكيم وغيرهم..كنت أبحث عن الروايات التونسية.. بدافع الاطلاع طبعا ولابدافع النقد.. فكانت ذهنية عنيفة..كانت رواية «يوم من أيام زمرا» رواية تتحدثعن الكفاح الوطني ضد الاستعمار وتركز خصوصا على النضال النقابي ضدالاحتلال..

- لقد كانت روايات الجابري في تلك الفترة من أوائل الرواياتالتونسية فالرجل من الجيل الأول من الروائيين والكتّاب التونسيين الذين ظهروا بعدالاستقلال.

- وكانت هذه الروايات قدغلب عليها الطابع الوطني حيثركزت على الولاء للوطن وللشهداء ومحاولة إنشاء سرد تونسي مقاوم أو محتفيبالمقاومة.
- روايات الفارسي والمطوي وبن الحاج نصر والجابري ملاذا لي.. كنت التهم هذه الروايات وأرى فيها ما أرى...


ظلت روايات محمد صالح الجابري في الذاكرة... وظلت عناوينهاومناخاتها مرسومة في الذهن
واليوم... أستفيق مات الجابري... التحق بالفارسيوالمطوي والمسعدي وغيرهم... وبدأت طفولتنا تموت... تموت... تموت...ماتتطفولتنا...تغيرت المباني القديمة مات الأهل الكبار الذين كنا نعتزّ بهم ونحبّهم بكلعفوية.. ومات الكتّاب الذين عشقنا أدبهم وترعرعنا في ظله..
ماتالجابري
مخلّفا للمكتبة التونسية رصيدا كبيرا.. وتاركا للساحة الكثير من الأعمالالأدبية والنقدية... وبتوقف نبضه يتوقف نبض قلم تونسي هامومتميّز.

- واختار القصاص العربيالبارز الجنوب التونسي "مسقط رأسه" كصورة نمطية للمكان الرمزي بقيمه الأصيلة خاصة أثناء الاحتلال الفرنسيله حتى إن صورة هذا الجنوب لازمت حياة هذا الثائر المفعم بالحماسة والأمل .

ايوب صابر 05-09-2013 01:56 PM

تابع.. مع العناصر التي شكلت الأفضلية فيرواية:- 23- ليلة السنوات العشرمحمد صالح الجابري تونس

- كاتب العربي التونسي الدكتور محمد صالح الجابريالراحل، وهو نموذج للكاتب الذيعاش في حالة اشتباك مع قضاياالوطن العربي متجاوزا الاطار المحلي، الي آفاق العمل الثقافي العربي المشتركلأسباب كثيرة من بينها انه وان كان كاتبا تونسيا بامتياز،جاءمن عمق الدواخل التونسية في منطقة الجريد ولأسرة عمالية يشتغل ربها عاملا بمصانعالفوسفات.


- هو صاحب اسهام رائد في تأسيس رواية ذات ملامح عربية منذ ان اصدر منذ اكثرمن اربعين عاما روايته الاولي من ايام زمرا مسجلا فيها حياة الطبقة العاملة التيتنتمي اليها اسرته والتي اراد توثيق معاناتها من اجل لقمة العيش ونضالها اليومي تحتكابوس الاحتلال الفرنسي بمناطق الجريد التونسي ثم ارفدها براويته الفذة البحر ينشرالواحه التي كانت من بواكير منشورات الدار العربية للكتاب.


- ثم اصدر في المجال الروائي روايته المسماة ليلةالسنوات العشر التي تحولت لشريط سينمائي تم انتاجه عام 1982وهو ابداع يصب في نهرالابداع العربي اداته اللغة العربية وعالمه طبعا عالم اهله في تونس ومكابداتهموتاريخ عواطفهم وانفعالاتهم .

- كان في حياته ساخرا كبيرا وصاحبتعليقات عميقة علي الحياة الثقافية .

- ولد في منطقة نائية في الجنوب من أسرة عمالية والده كان يعمل في مناجم الفوسفات...ولا بد أن حياته وحياة من حوله من العمال كانت درامية بشكل دفعة لكتابة أول رواية من رواياته عن يوم واحد من تلك الأيام فكانت روايته ( يوم من أيام زمرا) والتي استمد مادتها من صراعات العمال في المناجم أيام الاستعمار...

- ركز فيها علىالولاء للوطن وللشهداء ومحاولة إنشاء سرد تونسيمقاوم أو محتفي بالمقاومة.

- يبدو أنصورة الجنوب التونسي "مسقط رأسه" خاصة أثناء الاحتلال الفرنسي قد لازمت حياته.

- السفر والترحال والبعد عنالوطن تبدو سمة أساسية من سمات حياته.

ايوب صابر 05-11-2013 02:33 PM

وألان مع العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمال الطيب صالح السودان

- نشرت في البداية فيمجلة حوار في سبتمبر عام 1966.
- سوف يبقى الطيب صالح وأعماله الروائية والقصصية ذخيرةلا تنضب لبحث الباحثين نقاداً كانوا أم مؤرخين، فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسانالعالم الثالث الذي آمن به الطيب صالح وعبر عن همومه وآلامه، أفراحهوإحباطاته.
- كتابته تتطرق بصورة عامة إلىالسياسة،والى مواضيع أخرىمتعلقة بالاستعمار, والمجتمعالعربي والعلاقة بينه وبين الغرب.
- فياعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتابته تتطرق إلى الاختلافاتبين الحضارتين الغربية والشرقية..

- تمتاز هذهالرواية بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية.

- واعتماد صورة البطل الإشكاليالملتبس على خلاف صورته الواضحة ، سلبًا أو إيجابًا ، الشائعة في أعمال روائيةكثيرة قبله .

- يمتاز الفن الروائي للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهدالمحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوشوالاستعارات، منجزًا في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلىآفاق جديدة .

ايوب صابر 05-13-2013 10:58 AM

تابع ... العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمالالطيب صالحالسودان


- وصفه الناقد (رجاء النقاش) وبوقت مبكر•• الطيب صالح فيالرواية شاعر كبير••

- أدواته الفنية في منتهي الطاعة لرؤاه الفنية الفياضة••

- وأدبهنموذجا للحوار الفصيح الذي يحمل الكثير من الروح الشعبية••

- السودان أولاالبيئة الشعبية السودانية هي العالم الوحيد الذي تدور فيه كل أجواء رواياته وقصصهالقصيرة التي كتبها••

- وحتي اذا ما كتبت عن مكان آخر غير السودان، فان ذلك المكانيأتي موظفا للبيئة الأصل••

- وهي واحدة من أهم العوامل التي ساعدت علي صنع هذاالأديب••

- يقول: >إنني لم أهتمبالكتابة عن البيئات الأخري إلا بشكل محدد جدا، ولذلك كان اهتمامي بالبيئةالسودانية••

- وحتي الأفكار التي أكتبها عن بيئات أخري أجلبها إلي هذه البيئة وأغرسهافيها •• ثم أراقب ماذا يمكن أن تفعل ••

- ولعل في شخصيتي الكتابية - لا شخصيتي كإنسان - نوعا من الانفصام هنالك جانب في > عرس الزين < أقرب إليطبيعتي ••

- أحيانا أكتب روايات ليس فيها توتر ، والعلم فيها متجانس وليس فيه صراعاتعنيفة ••

- ثم هنالك جانب آخر هو عالم > موسم الهجرة < وهوالعالم المكتسب من التعليم والسفر والعيش في بيئات غريبة ومعاناة الشتاء القاسي فيلندن والدخول في أزمات مع النفس•• ومعايشة أقوام غرباء•• فأكتب عندها علي غرار >موسم الهجرة..

- ولعلي في روايتي >ضوالبيت< و >مريود < خلطت بين الشخصيتين فثمة جانبعنيف تمثله أسطورة بندرشاه وعلي السطح هنالك القرية بل هنالك أشخاص >عرسالزين< وامتدادهم محجوب وعبد الحفيظ والطيب يعيشون علي السطح•• ويستطيع الواحد منا القول أننا في العالم العربي كله نعيش في مجتمعات قائمة عليأعماق من الصراعات والتاريخ الدموي

ايوب صابر 05-13-2013 02:11 PM

تابع ... العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمال الطيب صالح السودان


- مشهد من رواية بندرشاه بقيت الثقافة والبيئة السودانيةبخصوصيتها المتوارثة من جيل لجيل هي مكان وزمان الكتابة••

- حتي بدت كتابات الطيبصالح عبارة عن إعادة وحفظ لتلك الميثلوجيا •• والفلكور الإجتماعي •• مفيدا لهومستفيدا منه••

- ولنلاحظ الإستفادة التي أخذت منها رواية ( بندرشاه ) منالفلكورالسوداني، حيث جعل الأديب الشخصية التقليدية السودانية تتحرك وتعيش فيروايته دون تدخل منه ودون قمعها تحت تأثير ذاتية المزاج أو لغة الكتابة••

- بل إنالكتابة تأتي أحيانا باللهجة السودانية• >

- تلك الشخصيات وتلك الأجواء حاضرة أبدا في روايات وقصصالطيب صالح•• ويبدو أنها دائما مُستلة من واقع اجتماعي سوداني لم تدخل اليه السياسةبعد •• ولم تجعله فيما بعد واقعا إجتماعيا قلقا كما هو عليه اليوم بفضل التناحراتالسياسية أو المعاناة الإقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الإنسان السوداني • زمنمختلف عن هذا الواقع المتغّير••

- يقول الطيب صالح وهو يتحدث عن أجواء رواياته فيحقبات ما قبل امتداد أصابع السياسة إلي لوحة المجتمع في السودان•• >حينكتبت هذه الروايات كان السودان -نسبيا- مستقرا، ولم يكن قد دخل في هذه الصراعاتالدامية •• وربما هذا جزء من عرقلة الكتابة •• فهي تغدو أصعب حين يصبح الواقع أغربمما يمكن أن يتخيله الكاتب•

- هذا هو الأمر عندما يتذكر المرء إعدام النميري لعبدالخالق محجوب والشفيع ثم شنقه محمود محمد طه أو يتذكر إعدام هذا النظام حواليثمانية وعشرين ضابطا في أواخر شهر رمضان ••

- وأنا وصفت في >ضوالبيت< الجلد والتعذيب قبل أن يحدث ذلك في السودان •• كنت أحس ذلك خيالا •• ولكنه حدث فعلا•• بيوت أشباح وتعذيب وبلاء•• هذه الأمور أحيانا تعرقل الخيال أو تعكره ••

- يقول عن سر نجاحه: عندما أكتب شيئاً، أحب أن يكتشف فيه القارئ متعة مختلفة،يكتشف عالما جديدا

- ويقول عن الأقلال في الكتابة: ليس عندي هذا الهوس بالكتابة كما لدي بعض الكتاب ، فإذا كتبت فليكن،وإن لم أكتب فلا أظن أن الناس قد خسروا كثيراً، فأنا لا أؤمن بالكثرة في الإنتاج،إذ ليس ضروريا أن أخرج كل سنة كتابا •• بل الكتابة تأتي حين يكون الكاتب قد نضجتماما ، وما عنده لا يمكن حبسه أي كما يقول العرب -بلغ السيل الربي- وكثيرا ما أجداناسا كتبوا أشياء رائعة في العالم فأتساءل: ماذا بوسعي أن أضيف إلي كل هذا•• بل مامعني أن أكتب رواية كل شهر ليس لها مضمون ذو بال•• كما أنني حقيقة، لا أحس بهذهالرغبة الحادة في الكتابة، غير أني أستمتع بأشياء أخري ذلك أن عالم الإبداع يلتهمالحياة ، فحين نقرأ سيرة الكاتب > بلزاك < مثلا ، نجد أن هذاالرجل أفني عمره ليكتب فالتهم الفن حياته•• وقد تأسف علي ذلك في آخر سنوات عمره••< •

ايوب صابر 05-14-2013 08:57 AM

تابع ... العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمالالطيب صالح السودان

- يرى احدهم انه يكتب باسولب "الواقعية السحرية".

- يقول "في اعتقادي أنالكاتب أو الروائي "أركيلوجي" بشكل مختلف•• الكاتب ينظر إلي مايسمي بالواقع، ولكنحين نفكر فيه بعمق لا يوجد واقع، من الناحية الفلسفية لا يوجد واقع، هناك حلم، كمايقول شكسبير، إذا نظرت إليه من الناحية التاريخية، وهو ليس ثابتاً•

- حتي الأشياءالتي تحدث قبل أسبوع نجد الناس ينظرون إليها بشكل مختلف، ويحكونها بكيفية مختلفة،وكل واحد يعيد صياغتها بنفسه، وأنا شخصياً لم أسع مطلقاً أن أصنع واقعاً لأني لاأعرف ماهو هذا الواقع••

- وأقول في السياق نفسه: إن الذاكرة تلعب كثيراً بالإنسان،وبالنسبة لي حيث أتذكر واقعة ما، فإنني لاأعرف علي وجه الدقة هل ما تذكرته يناسبنيفي الكتابة؟••

- لذلك تجدني دائماً أقول إنني أعتمد أنصاف الحقائق، والأحداث التييكون جزء منها صحيحاً والآخر مبهماً، وهذا يلائمني تماماً، بمعني آخر قد تكفينيجملة سمعتها عرضاً في الشارع لأستوحي منها فكرة للكتابة، وليس بالضرورة أن أجلس معصاحب الجملة لأستمع إلي قصته كاملة، هذا لايهمني ولكن يكفيني جملة واحدة أسمعها فيالطريق فتثير في نفسي أصداء لاحدود لها

- الحنين الجارف إلي الجذور يتكرر في أكثر من موضع من سيرة الطيب صالح، وهذا الحنينوحده كان دافعه إلي الإبداع، وهو لم يعتبر نفسه أبداً مبدعاً علي مستوي الإحتراف،وإلي ما قبل مغادرته السودان إلي لندن في عام1953م، لم يكن كتب سوي محاولتينقصصيتين، مزقهما، وأنتهي الأمر عند هذا الحد

- يقول الطيب صالح إنه لايعتبر نفسه جزءاً من الحركةالأدبية، ولديه رغبة حقيقية في عدم الإلتزام بالأدب ويقول: لاأقترب أبداً مما يسميبالصالونات الأدبية أو اتحادات الأدباء•• أنا شخص علي الهامش، وهذا الوضع يريحنيكثيراً•

- عزوف والذين يعرفون الطيب صالح يلمسون عزوفه عن الشهرة، ونفوره من التنظيروالإدعاء،

ايوب صابر 05-14-2013 03:07 PM

تابع ... العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمالالطيب صالح السودان

- حاول جورج طرابيشي تفسير هذا الإقبال النقدي علىدراسة رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» في النصف الثاني من السبعينيات بصدورها في أوج الاعتمالالداخلي للهزيمة الحزيرانية،فحظيت بكل القبول لدى القراء العرب، ولا غرو أن تكون شخصيةبطلها قد أغرت المئات- وربما الآلاف- منهم بتقمصها والتماهي معها، باعتبارها شخصيةحاملة لهوية قومية وجمعية .

- ويتابعطرابيشي هذا التأويلفي كتابه «المثقفون العرب والتراث» فيوازن بين شخصية بطلها «مصطفى سعيد» وشخصية «حامد القادوري» في قصة «زمن الهجرة والتمرد» التي تنوء تحتالعقدة الحضارية حتىقاع اليأس والقنوط، في حين ان مصطفى سعيد استطاع أن يمد جسوراًتحتية إلى لاشعورالقارئ العربي، وأن يفتح له أقنية لتصريف ضغط العقدة الحضاريةالتي فعلتها الهزيمةالحزيرانية تفعيلاً منقطع النظير.‏

- لقد رأىطرابيشي أن هذهالهزيمة عامل مهم من عوامل العصاب الحضاري الذي جسدته هذهالشخصية، وشخصيات أخرىفي أدب هذه المرحلة، ومن هنا اتخذ هذا العصاب شكل غزو للبلاد التي غزتهمن قبل، وبذلك يتجلىتميزه عن غيره من شخصيات الهزيمة بأنه في حضيض «الخصاء» بالمعنى التاريخي والحضاري استطاع أن يقلبالمعادلة، فيغزو البلاد التي غزت بلاده.‏

- وينسجمهذا التأويل مع منهجطرابيشي في المزاوجة بين المنهجين النفسي والواقعي في النقدالأدبي، فقدم بعداً جديداً للعقدةالحضارية التي عانتها تلك الشخصية، وهو بعد جماعي جسده فرد بعينه، مما يفسر إعجاب النقادوالقراء العرب بهذه الشخصية.‏

- ويبدو أنتفسيرالرؤية الرجعيةللغرب تحت ضغط الهزيمة الحزيرانية قابل للنقاش، فالرواية صدرتقبل الهزيمة بعام،الأمر الذي يباعد بين الهزيمة والرضّة الحضارية التي عاناها «مصطفى سعيد» زمنياً،إلى جانب البعد الجغرافي للمكان الذي تدور فيه أحداث الرواية عنجغرافية الهزيمة، الأمر الذي يخفف منتأثيرها على أدب تلك المنطقة، مما ينفي هذا التفسير، لاسيما أن طرابيشي لم يتكلم على إرهاصات أو تنبؤبالهزيمة، إنما على مؤثرات لها على رواية الطيب صالح وأدب السبعينيات عامة.‏

- أما كتابه «شرقوغرب» ،«رجولة وأنوثة» 1977 فهو يقدمأبعاداً جديدة للرواية نفسها، تحت عنوان موسمالهجرة إلى الشمال، أو الجغرافية التي قلبت معادلة التاريخ» «6» وهي أبعاد حضارية سياسية ونفسية.‏

- يحلل طرابيشي حضارياًعلاقة الشرق بالغرب، تلك العلاقة التي انقلبت جغرافياً إلى علاقةالجنوببالشمال، وقدجسدت هذه العلاقة جملة من المكبوتات والعقد التي اهتم طرابيشيبتحليلها نفسياً، للوقوف على دوافع الثأرالكامنة وراء سعي الشخصية الرئيسية «مصطفى سعيد» إلى اصطياد النساء الأوروبيات، متأثراً بالعقدةالنفسية ذاتها التي رآها «فرانز فانون» في كتابه «معذبو الأرض» عندما حلل نفسيةالزنجي الذي عانى آثارالاستعمار.‏

- وقد ردطرابيشي هذه العقدةالحضارية إلى الشعور بالدونية الذي خلفه الاستعمار الانكليزيللسودان،من دونالإشارة إلى الرضة الحضارية التي خلفتها الهزيمة الحزيرانية التي تحدث
عنهافي كتابه «المثقفون العرب والتراث».‏

- لذا كانت هذه العلاقة علاقةبحث عن التفوق، عبر الثأر من الغرب المتمثل بالمرأة الأوروبية،وقدأشادت الألمانية «روتراود فلاندت» بهذه الدراسة، لاسيما التحليل المعمق لدوافع المثقف الشرقي «مصطفى سعيد» لهذا الثأر،بتحليل عقد هذه الشخصية ومكبوتاتها نفسياً>

==


دراسة تحليلية معمقة ومغايرة لرواية "موسم الهجرة الى الشمال "على الرابط ادناه:


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9559

ايوب صابر 05-15-2013 08:15 AM

تابع ... العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمال الطيب صالح السودان

-وقداجتهد طرابيشي -إلىجانب ماسبق- في دراسة صورة المرأة الأوروبية في هذه الرواية،ليجد فيها صورة نمطيةحرصت الإيديولوجيا الرجعية للرواية العربية على إسباغها علىالمرأةالأوروبيةغالباً، مما يجعلها صورة لاتفصح عن حقيقة المرأة الأوروبية، بقدرما تفصحعن إيديولوجياالمثقف الشرقي الذي اختزل الغرب إلى امرأة، بدافع الثأر لشرقه الكليم، ولدونيته الحضاريةوالثقافية.‏

-إن تحليل عقدةالدونية والتفوق، قادته إلى دراسة دوافعالتعويض، بهدف الكشف عن العقد الشعورية واللاشعورية التي تتحكم بموقف شخصية مصطفى سعيد، ومن ورائهاالمثقف الشرقي المتبني لشرقيته من أوروبا ومن الغرب عامة، وقد حاول إبراز التجلياتالفنية الجمالية للعقدالنفسية، بتجاوز إطارها الفردي، إلى عصاب إيديولوجي لمجتمعبأكمله، إيديولوجيا لاواعية جمعية، تتحكم بعلاقة الشرقي بالغرب، الأمر الذييجعل عصابه اختزالاً لعصاب مجتمع الشرق وأزماته،

- ومن هنا، ينتقد طرابيشي أية محاولةيقوم بها «مصطفى سعيد» للتسامي والتفوق، بطريق قلبه ضعفه الثقافي إلى ساديةجنسوية، مما قاده إلى تحليل فصام هذه الشخصية وانقسامها بين العقل والروح، فكان برأيهإنساناً فرويدياً يحمل فيداخله غريزتي«الإيروس» أي غريزة الحب، «التاناتوس» أي غريزةالموت. من دون أنيكون واعياً لهذا الفصام، مما يفسر رغبة مصطفى سعيد بتدميرالحضارة الأوروبية وامتلاكها في آنمعاً.‏

- اهتم طرابيشي في آخر هذه الدراسة بلغة الرواية المشحونةبطاقة رمزية عالية، منتقداً ألفاظ الاصطياد والافتراس التي جسدتها هذه الرواية، لكنه بالغ في تفسيرالمرموزات، مغفلاً المستوى الواقعي للرواية.‏

- وهكذاقدم طرابيشي دراسةاجتماعية عنيت بالعلاقات الحضارية بين الشرق والغربمقارنياً،كماعنيتبتفسير العقد والمكبوتات تفسيراً نفسياً فردياً وجمعياً بطريق التداعياتالحرةالفردية، التيعادت إلى طفولة مصطفى سعيد، مما يجسد طريقة فرويد في التحليلالنفسيالتي تردالعصابات إلى الحياة الطفلية، مع العلم أن طفولة تلك الشخصية نشأت فيظل الاستعمار، وتثقفتثقافته.‏

- لقد عني طرابيشي بالدراسة النفسية الداخلية للشخصياتالفنية، وتجاوز ذلك بالجمع بين علم النفس الفردي لآدلر وعلم النفس الجمعي ليونغ، إلى جانب عنايتهبالإنسان الفرويدي، فكانت دراسته النفسية داخلية خارجية أيضاً، في مواطن الربط بينالبيئة النفسية الداخلية للشخصيات الفنية، والبيئة الاجتماعية المحيطة بها، مع ربطهأحياناً بينها وبين المبدع.‏

- ولعل هذاما يميزهذه القراءةالنفسية الاجتماعية لرواية الطيب صالح من القراءات النفسيةالأخرى للروايةنفسها، ولروايات أخرى، فرصد العقد النفسية والعصابات اللاشعوريةللشخصيات الفنية، قديقود إلى نتائج متشابهة، نظراً لتشابه العقد النفسية، وتماثلأسبابهاودوافعهاعلمياً،

-لكن ربط طرابيشي هذه العقد الفردية بالمحيط الاجتماعييسهم إسهاماً كبيراًفي تقديم قراءة نفسية مختلفة ومتميزة، نظراً لاختلاف المحيط الاجتماعي للشخصيات الفنية بين عمل وآخر،مما يجعل هذه الدراسة جادة وأصيلة في بابها، لا يغض من أهميتها التشابه الذي أشار إليه نبيلسليمان في كتابه «مساهمة فينقد النقد مع كتاب محمد كامل الخطيب «المغامرة المعقدة» لأن دراسة طرابيشي أكثراتساعاً في درس هذه الرواية وفق المنهج النقدي المقارن،المدعوم بالمنهج النفسيوالمنهج الواقعي الاشتراكي، تناولاً ينسجم مع مضمون الروايةالمتنوع بمحمولاتهالحضارية والنفسيةوالإيديولوجية.‏



دراسة تحليلية معمقة ومغايرة لرواية "موسم الهجرة الى الشمال "على الرابط ادناه:


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9559

ايوب صابر 05-15-2013 03:52 PM

تابع ... العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمال الطيب صالح السودان

-يقول الطيب صالح عن روايته الأكثر شهرةً "موسمالهجرة إلى الشمال": <<أردتُ أن أكتب روايةً مثيرةً أصفُ فيها جريمةالحب>> بعد أن <<افتتنتُ بالصّراع بين إله الحب والموت، فإذا بها بعدأن أكملتها، قد جاءت على غير ذلك. فهي تصوّر هذا العالم المُشوّش الذي نحاولجاهدين، كبشرٍ، إلى إعطائه بعض المعنى.
-لقد شحنت موسم الهجرة بالغُربة، إلى حدٍكبيرٍ. وهو أحد أهم الموضوعات للمواجهة بين الشّرق والغرب: بين العالم العربيالإسلامي وبين أوروبا الغربيّة".
-مصطفى سعيد شخصيّةٌ محوريّةٌ في الرّوايةوهو شخصٌ غريبٌ لا يملكُ القدرةَ على المحبّةِ والتّعاطفِ الإنسانيِّ،علاقتُهُ بأمِّهِ وببلدِهِ كانَ ينقصُها الحبُّ والحنانُ والانتماءُ والعطاءُ ولغةُالتّحاورِ، يقولُ: "مثلَ جبلٍ ضربتُ خيمتي عندَهُ، وفي الصّباحِ قلعتُ الأوتادَ،وأسرجتُ بعيري، وواصلتُ رحلتي". وعندما بلَغَهُ نبأُ وفاتِها وقد كان مخمورًا قالَ: "لم أشعرْ بأيِّ حزنٍ، كأنَّ الأمرَ لا يعنيني في كثيرٍ أو قليلٍ".
-كانَيُحرّكُهُ قلبُهُ الأجوفُ رغمَ امتلاكِهِ عقليّة فذّة، كانَ جميلُ الطّلعةِ ذكيّا،تَدفعُهُ نزواتُهُ الجنسيّةُ والمادّيّةُ، وقد انسجمَ بشكلٍ فائقٍ ومذهلٍ فيالحياةِ الأوروبيّةِ، خاصّةً في ملاحقةِ النّساءِ، جاعلاً مِن شقّتِهِ معبدَ إغراءٍوإغواءٍ بأعوادِ البخورِ وأكاذيبَ غضّةٍ عن النّيلِ والأساطير.
-تزوّجَ مصطفىسعيد غريبُ الأطوارِ المتطرّفُ مِن جين، الفتاةِ المتحرّرة بتطرّف، وشكّلا ثنائيًّاغريبًا في مواجهةِ الثّقافاتِ بتناقضاتِها، وانتهى بهِ الأمرُ إلى إغمادِ الخنجرِفي صدرِها، بحسبِ رغبتِها.
-وقد أدركَ القاضي أنّ المأساةَ الحقيقيّةَ لمصطفىسعيد تتلخّصُ في قولِهِ: "إنّكَ يا مستر سعيد، رغمَ تفوّقِكَ العلميّ رجلٌ غبيّ. إنّ في تكوينِكَ الرّوحيِّ بقعةً مظلمةً. لذلك فقد بدّدتَ أنبلَ طاقةٍ يمنحُهااللهُ للنّاس. طاقةُ الحبّ".
وبعدَ سجْنٍ دامَ سبعُ سنواتٍ تركَ لندن، واستقرَّ في بلدٍ ريفيٍّ على ضفّةِ النّيلِ مع غموضِهِ وأسرارِهِ، وتزوّجَ مِن فتاةٍ ريفيّةٍ وأنجبَ طفليْن، وكانَ عنصرًا إيجابيّا فاعلاً رغمَ انطوائيّتِهِ وتكتّمِهِ، إلاّ أنّهُ كانَ محبوبًا، وقد حاولَ الانسجامَ معَ الحياةِ الرّيفيّةِ مِن جديد، مُخادعًا نفسَهُ بمرارةٍ، حيثُ التقى الكاتبَ ليَشيهِ بعضَ خيوطِ أسرارِهِ وهو مخمورًا، فيتكلّمُ الانجليزيّةَ والشِّعرَ بطلاقةٍ، ثم يختفي فجأةً إمّا انتحارًا أو غرقًا، أو ربّما هروبًا وانسحابا، مِن عجْزِهِ على غزوِ أوروبّا، وبسببِ استعمارِهِ فكريًّا واستعمارِ بلادِهِ، فقد آثرَ الهروبَ، وترَكَ أسرارَهُ بجانبِ مدفأةٍ تحملُ ما تحملُ مِن دلالاتٍ، إمّا الدّفءَ أو الاحتراقَ أو.... !

- الفكرةُ المركزيّةُ في الرّوايةِ: تحدّثَ عن قضايا إنسان العالم الثّالثِ وهمومِهِ وآلامِهِ، وأفراحِهِ وإحباطاتِهِ، بجوهرِهِ الطّيّبِ وظاهرِهِ الخبيثِ، ببساطتِهِ وتعقيداتِهِ، الّذي حاولَ عقلُهُ استيعابَ حضارةِ الغربِ بقدرتِهِ على الفعلِ والإنجازِ، وكذلكَ تحدّثَ عن أثرِ التّطوّراتِ العالميّةِ حولَ قضيّةِ الهجرةِ والمهاجرينَ، مِن خلالِ السّردِ المُتباينِ بينَ أم

- أحدثَ ثورةً على الرّوايةِ العربيّةِ وهيكليّةِ السّردِ الموسومةِ بصراعاتٍ حادّةٍ، و*الشّخصيّاتُ الرّوائيّةُ النّابضةُ بالحياةِ اختلقَها بفنّيّةٍ رائعةٍ في نصوصِهِ الرّوائيّةِ، فجعلَها متجدّدةً وفقًا لمقتضياتِ الزّمانِ والمكانِ والأحداثِ، مُصوِّرًا بعينِ شفافيّتِهِ البارعةِ أعماقَ همومِها اليوميّةِ، وتفاصيلَ العلاقاتِ بينَ البشرِ والأشياءِ، مِن أجلِ التّغلّبِ على صراعِها المريرِ، وقد هيّأَ لها الأجواءَ المبتكرةَ وأشكالَ حياةٍ تُناسبُها، مازجًا بينَ ألوانِ الواقعِ مِن جهةٍ، وخيالِهِ ورؤيتِهِ مِن جهةٍ أ

- أسلوبُهُ يتّسمُ بنضوجٍ فكريٍّ وانفتاحٍ كبيرٍ على الإدراكِ الذّاتيِّ، فجاءَ مُثيرًا متلاحقًا - اللّغةُ عذبةٌ مُوحِيةٌ تتوهّجُ بالمشاهدِ المحلّيّةِ البسيطةِ، وخاصّةً بأثَرِ البيئةِ السودانيّةِ الرّيفيّةِ، وبالتّالي بتشكيلِها اللّغويّ ونسيجِها الشّعريِّ الأخّاذِ، ممّا جعلَها تُلامسُ الواقعَ إلى حدٍّ قريبٍ، وقدِ انسابتْ بحرّيّةٍ وبمهارةٍ واستفاضةٍ في أدقِّ التّفاصيلِ المتداخلةِ.



دراسة تحليلية معمقة ومغايرة لرواية "موسم الهجرة الى الشمال "على الرابط ادناه:


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9559

ايوب صابر 05-16-2013 07:49 AM

تابع ... العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمال الطيب صالح السودان

- الرّسالةَ الأساسيّةَ والجوهريّةَ الّتي يُنادي بها هي التّناغمُبينَ الحياةِ والأحياءِ، مِن خلالِ تأصيلِ المحبّةِ والتّسامحِ في المجتمعاتِوالعائلاتِ، لمواجهةِ صعوباتِ الحياةِ وصراعِ الحضاراتِ.

- تناولتِ الاستعمارَ والهيمنةَ الغربيّةَ على الدّولِ الأفريقيّةِ، والنّظرةَ المتعاكسةُ لصورةِ العربيِّ القادمِ مِن بلاد السِّحرِ والغموضِ بعيونِ الأوروبيِّ ، والأوروبيُّ المستعمِرُ بعيونِ الشّرقيِّ، وخاصّةً آثارَ الاستعمارِ على المتعلِّمينَ في الغربِ.


- تناولتِ الصِّدامَ بينَ الحضاراتِ والثّقافاتِ وبينَ ثنائيّاتِ التّقاليدِ الشّرقيّةِ والغربيّةِ، وبينَ الشّخصيّاتِ المُتلبِّسةِ بغموضِها وتناقضاتِها.

- تناولتِ الوضعَ الاجتماعيَّ للمرأةِ وختانَ المرأةِ وحرّيّةَ تقريرِ المصيرِ، والّذي انتهى بقتلِ عجوزِ الشّهوةِ، ومن ثمّ بالانتحار.

- تناولتْ الكثيرَ مِن القضايا السّياسيّةِ والاجتماعيّةِ، ومثّلَها بالرّجلِ والمرأةِ والموتِ والحياةِ، موحِيًا إلى أزمةِ الصّراعِ الكثيفِ بينَ استعمارِ الحضاراتِ، وبينَ ما تُخلِّفُهُ مِن انتكاساتٍ وأزماتٍ حياتيّةٍ.


- تناولتِ الموتَ كسلطانٍ بأنواعِهِ وطرُقِهِ، مِن وفاةٍ وقتلٍ وانتحارٍ، بمعانيهِ ودوافعِهِ، بدلالاتِهِ بالنّسبةِ للأنثى وللرّجلِ، مِن ذلٍّ وضعفٍ ورفضٍ وخطيئةٍ وإثمٍ وكبرياءَ وعنفٍ وتضحيةٍ وانتقامٍ.


- تناولتِ الارتباطَ بالوطنِ والرّيفِ فقد اختزنَ عقلُهُ موسوعةً مِن الألفاظِ والأمثالِ الشّعبيّةِ، وحنينًا مفصِّلاً لأبسطِ الأمورِ، كرائحةِ التّربةِ .




دراسة تحليلية معمقة ومغايرة لرواية "موسم الهجرة الى الشمال "على الرابط ادناه:


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9559

ايوب صابر 05-16-2013 03:15 PM

تابع ... العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمال الطيب صالح السودان


- ما نود تحقيقه الآن هو أن مصطفى سعيد بطل متخيّل على عدة مستوياتفي ذهن المؤلف، مصطفى سعيد قد صنع من مزج عدة شخصيات التقاهم بالتأكيد الطيب صالح أو سمع بهم عندما ذهب لأول مرة إلى لندن عام 1952، ولكن قبل أن نمعن أو ننطلق في هذه الفرضية علينا أن ننظر الى شخصية البطل ونقسمها الى ثلاثة محاور:

- يقول الروائي الطيب صالح: أهم شيء صنعته في الروايةالعربية أنني أضأت مناطق مظلمة في الوعي العربي.
- النوستالجيا).. أو الحنين للوطن.. عنصر طاغٍ على كتاباتي
- الأعمال مرهونة بأوقاتها.. وفي المستقبل يمكن أن يرى البعض (بندر شاه).. أهم من (موسم الهجرة إلى الشمال)
-الرجل بمفرده كائن ناقص لا يكتمل نفسيًا أو عقليًا إلا بوجود المرأة
- مازالت روايته الأشهر (موسم الهجرة إلىالشمال) تحظى باهتمام القارئ العربي في كل مكان نظرًا لأنها كانت إحدى الروايات العربية التي نجحت في نقل الأدب العربي للعالمية بقدر ما كانت تعبيرًا مفعمًا بالمحلية السودانية
- الطيب صالح شاعر في ثوب روائي .

- يقول " أعتقد أن الشخص الذي يطلق عليه كاتب أو مبدع يوجد طفل قابع في أعماقه, والإبداع نفسه ربما فيه البحث عن هذه الطفولة, والأدب برمته بحث عن فردوس ضائع.. وقد كان عالم الطفولة بالنسبة إلي فردوسًا,

- كان هو العالم الوحيد الذي أحببته دون تحفظ, وأحسست فيه بسعادة كاملة, والحسرة الكبرى في حياتي أن طفولتي في القرية لن تعود مرة ثانية!!

- أنا واضح جدًا في طريقتي في الكتابة, ولست كاتبًا شديد الإحساسبالقارئ أو الناقد, ولا أنتج إبداعي بهدف الاستمرار في السوق أو من أجل النقاد لا.. لا.. أنا أكتب كما يحلو لي, وبحرية كاملة. لا..
- ويقول " الكاتب لا يخرج عن جلده حينما يكتب, وهذا في الهوية السودانية, صحيح أنني أعبّر عن أفكاري في قالب روائي الله أعلم, بمعنى أنني لا أتعمّد أن أناقش أفكارًا سياسية, والسياسة نفسها أصبحت مفهومًا واسعًا مثل الثقافة, فكل شيء تدخل فيه السياسة, يعني هموم الإنسان العادي فيه سياسة, لكن أنا أقصد في مكان ما من السودان هو مزيج من الواقع والخيال, أنا أريد أن أستكشفه, وأظن دون ادّعاء أنني من أوائل الذين قالوا إن الكاتب كأنه عالم أثري يبدأ (بكومة من التراب) ثم يظل يحفر... ويلم الأشياء بعضها من بعض و(يطلع) ببعض النتائج أحيانًاويترك الأفكار مفتوحة, وفقًا لبراعته.
- ويقول " صحيح أنني نبهت لبعض الرمز, لأن الرمز مهم, ولأن الأدب في نهايةالأمر مجاز, ولأنني أستخدم مساحة واسعة في الزمان لابد من استقدام الرمز, ومنذالبداية, منذ كتبت قصة قصيرة اسمها (ود حامد) أجدني من خصائص عملي أنني أنزع إلىخلق أسطورة دائمًا, وأحوّل الواقع إلى أسطورة, وأمزج بقدر ما أستطيع بين الواقعوالأسطورة.
- ويقول "كما ذكرت لك, هذا أسلوبي في الكتابة, وحتى لو قلنا إننا نظرنا لواقعنا أو على الأقل واقع هذا المكان الذي أتحدث عنه, هذا المكان الماضي والحاضروالمستقبل, الواقع والحلم, كل الأمور مخلوطة في حياة الناس, الحياة الكاملة تعني أن الناس يعيشون وهم يحملون كل هذه المكونات.
- ويقول " الغريب في الأمر أن الذين يزعمون بأنهم يكتبون أدبًا واقعيًا يدخلون أنفسهم في (ورطة) لأن الكاتب في هذه الحال مضطر لأن يهمل جميع هذه العناصر, ويأخذ الواقع الذي يراه, ويصبح الواقع عبارة عن (قرافة) أو مقابر, بالمناسبة طريقة كتابتيوكتابة جمال الغيطاني, كتابة جميلة جدًا, وفي هذا المعنى أظن نحن أقرب للواقع من الذين يزعمون أنهم واقعيون.



دراسة تحليلية معمقة ومغايرة لرواية "موسم الهجرة الى الشمال "على الرابط ادناه:


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9559

ايوب صابر 05-19-2013 10:27 AM

والان مع العناصر التي صنعت الافضلية والروعة في رواية - 25- ذاكرة الجسد أحلام مستغانمي- الجزائر


- تدور احداث الرواية حول " رسام يدعى "خالد بن طوبال " فقد ذراعه أثناء الحرب ويقع في غرام فتاة جميلة، هي ابنة مناضل جزائرى كان صديقاً لخالد أثناء ثورة التحرير، لكنه قُتل أثناء الحرب التحريرية الكبرى ضدالاستعمار الفرنسيللجزائر.اما هي فتغرم بصديق له وهو مناضل في الثورة الفلسطينية لكنها تواجه تقاليد مجتمعها خاصة بعد زواجها من ضابط كبير ذو نفوذ ضخم في الحكومة الجزائرية.

- رواية بمنتهى الدقة في البناء.

-رواية جمعت كل مشارب الحياة؛ من تاريخ، جَــغرافيا، فلسفة وأدب ..

-رواية يصعب معهاالتصديق والتكذيب ..

-رواية تشكل مهرجانا لملتقى الثقافات؛ حيث تعدُّدُ الأقطار( لبنان ، الجزائر، فلسطين، فرنسا …)

-وسجِلاّ لكتبٍ وكتـابٍ عرفهم التاريخ أو جعلواالتاريخ يعرفهم، فسجّــل رُغمـاً عنه أسماءهم، إنه استثمار لمقرؤ أحلام مستغانمي.

- ليس هذا فحسبُ، بل هي كتاب في التنظير للكتابة الإبداعية خاصة الرسم منها ..

- كتاب , رواية تدفعك إلى التشكيك في كل شئ وطرح أسئلة تحمل تناقضات .

- هي الرواية الأولى التي تكتب من قبل امرأة جزائرية باللغة العربية.

- تحكي الرواية عن نضال الجزائر ضد الهيمنة الأجنبية ، والكفاح في مرحلة ما بعد الاستقلال، بالاضافة الى مصير المثل الثورية في مجتمع ما بعد الثورة.

- وتمتد الرواية لأكثر من أربعة عقود من التاريخ الجزائري ، من الأربعينيات الى الثمانينيات.

- وتدور حول علاقة حب بين خالد، مناضل في منتصف العمرالذي يمتهن الرسم بعد خسارته ذراعه اليسرى أثناء مقاومته ضد الاستعمار، وبين كاتبة شابة، ابنة صديقه المناضل سي الطاهر.

- وتسرد الرواية ببراعة من خلال صوت خالد.

- من أهم ما يميزهذه الرواية تجسيد الكاتبة أحلام مستغانمي المقنع للصوت الذكوري جنباً إلى جنب مع تقنيات السرد.

- وربط الكاتبة بمهارة أهم انجازات الأدب العالمي بأساليب السرد بالطريقة التقليدية و المحلية، مما أعجب بشكل خاص.

- كلما ابتعدت عن رواية أحلام الأولي من ثلاثيتها أعادتني اليها أحداث أيامي و كـأنها قصدت أن تشير الى معاني عميقة بين السطور تنقشب داخلك بدون أن تدري فتتجاوزك الى ابعد حد لتصير جزء من ايامك و لياليك فكلماعشت موقفا استحضرت فيه بعضا من كلمات احلام ....

- رواية لخصت فيها احلام مواقف الحياة السياسية و الجغرافية و النفسية والرومانسية .

- قال عنها نزار قباني "انهاقصيدة" و ما هي بقصيدة فقط بل ملحمة رائعة كلها احاسيس.

ايوب صابر 05-20-2013 11:41 AM

والان مع العناصر التي صنعت الافضلية والروعة في رواية - 25- ذاكرة الجسد أحلام مستغانمي- الجزائر


- إن رواية ذاكرة الجسد هي تيارمن الأحاسيس مهداة لوالد الأديبةوإلى الروائي والشاعر الجزائري الفرنكوفوني الراحل مالك حداد (1927-1978)، الذينقرر بعدم الكتابة بأي لغة أجنبية بعد الاستقلال، ولكن انتهى الأمر به بكتابة لاشيء. كما تشير مستغانمي في اهدائها، حداد "مات شهيدا محباًللغة العربية".

- كتابات مستغانمي التي تثير الحنين إلى أمة "تعيشفينا ولكننا لا نعيش فيها ".

- تعبر أعمالها الأدبية عنعاطفتها للجزائرالتي تشتاق لها، وخيبة الأمل في جيل لم يتمكن من بناء أمة قوية بعد 130 سنة من الاستعمار.

- وصلت رواياتها إلى أبعد الحدودلتحكي قصة الأحلام التي لن تتحقق وتنتهي بنهاية مأساوية، مما يجعل حكاياتها ذاتتأثير كبير على القراء من مختلف أنحاء العالم العربي.

- اكرةالجسدتلك الرواية الفظيعة التى هزت القارئ العربى فإنبرى منتصرا لماتكتبه هذه الجزائرية / التونسية من لذة قل أن تجد لها نظيرًا بين نظيراتها فى الوطنالعربى هذا الوطن المنخور بسكين القهر و الخوف والإختفاء خلف جدرانالصّمت...

- خوضها فى المسكوت عنه مما لم تطرحه كثير منالروايات العربية سابقًا جعلها كاتبة قريبة جدًا من القارئ تعيش معه، تسكنينه،تمشي معه، يتابع أحداث كتابتها بشغف يسرع فى الوصول إلى السطر الأخير...

- تقول "أنا أكتب كما أفكر، كما أتكلم...

- ليس هنالك إستقرارقطّ فى كتاباتي...

- لا وجود لحياء كاذب أو إباحية فجّة مؤذية فنصوصى تشبهنى تماما...

- ما لا أقوله فى الحياة لا أكتبه على ورق، وما لا أفعله أنا لا يفعله أبطالى وكل مايفعله أبطالى أنا جاهزة لأفعله فى حياتي...

- ما لا أفعله أنا لا يفعله أبطالي...أنالم اكتب إلا نفسى ولغتى تشبهنى وبالتالى لا أتحايل وبالتالى لا أدرى عندما أتكلم هلأفصحت ؟

- هل بحت الحقيقة بما يجيش فى باطنى ؟

- هل قلت ما سكت عنه الآخرون أم لا؟

- أنا جدّا شفافة...

- الكتابة تعرّينى والكلمات لا تغّطيني...

- أنا كلما تكلمت تعرّيت فأنا لا أعرف المسكوت عنه،

- وفى نفس الوقت لا أتعّمد ذلك، فأنا لاأملك ولا أبحث عن طرق لكسب القارئ وأكاد أقول أننى فى البداية لا أكتب إلانفسي...

- عندما أجلس لأكتب لا أفكر فىقارئ لأنه إذا بدأت أفكر فى قارئ لنّ أكتب شيئًا، لأن تشكيلة القراء كبيرة جدًا...

- كتبى مبرمجة فى سنوات الباكالوريا الرسمية فىلبنان... ثمة مسنون كبار يحبون كل ما أكتب...

- أنا لا أفكر إلا فى متعتىالخاصة... كيف أستمتع وأنا أكتب...

- لا شئ يعنينى خارج النص...

- وأعتقد أنها الوصفةالوحيدة والأهم التى تجعلك تنجح فى كتابة عمل...

- إذا فكرت بكسب القراء الأجانب مثلكلمجرّد أنهم حاولوا كسب قارئ أجنبي... لأن الجهد الذى تقوم به لكسب قارئ يجعلك تخسرآخرًا...

- كل الكتاب العرب المشهورين فىأوربا خسروا القارئ العربى لأنه ليس بإمكانهم كسب كل القراء...

- بينما لو كتبوا فقطعن أنفسهم ككتاب أمريكا اللاتينية كانوا حقيقيين، عندما للأسف نظرة تقول أن كل كاتبعربى مخير بين أن يكسب القارئ العربى أو القارئ الأجنبى الأوربى بالذات.

- أعادت صياغة الأشياءبشكل مختلف فكتبت الروائية الشعرية أو الروائية الشاعرة...

- تقول "الموت لا بد أن يكون هاجسا إبداعيا ومادمت لست مسكونا بهاحس الموت لا يمكنك أن تكتب... الموت كحالة، كتهديد، الموت كرافد إبداعي، الموتمقصلة قد تتحداك و تتحدى نصك فى أى لحظة و بالتالى عليك أن تظل فى لهاث دائم حتى لاتترك خلفك – وهذا شيء مرعب – نصّا غير مكتمل...أنا أحب الكتاب المذعوروندائما...

- الكاتب المستقر والمستمتعبوقته كأنه يملك الخلود... الخلود نكته... عليك أن تشعر بأن التاريخ يحاسبك فى كللحظة و عندما أقول التاريخ هوأنت أين تضع نفسك،ثمة منليسوا معنيين و يريدون أستهلاك النجاح الفوري، أنا أمنيتى أن أختفي... وأمنيتىالحقيقية هى أن أنسحب وأن لا تراني... أن يأتى يوم لا أعطى فيه حتى هذه المقابلةالصحفية... أريد أن أقول أنه لا أريد أن يرانى أحد و من أراد أن يرانى فليقرأكتبي...

- إن كل ما يقال خارج النصّ هو ثرثرة... لقد كتبت إلى حدّ الآن ألف صفحةعدا صفحات المقالات...بالتالى بعد ألف صفحة لا أريد أن أعلق، وحتى لو متّ بعد هذهالثلاثية أكون قد أنجزت وصيّة وأنا مطمئنة، يبقى دائما أن هنالك أشياء تريد أنتقولها ولا وقت لك...

- أعتقد أننى أصبحت عارية أمام القراء إلى درجة أن الكثيرينيحبوننى أو يكرهوننى أو يقيمون علاقة بى دون أن يلتقوني... فأنا إمرأة مفضوحةجدّا...

- أنا أمية فى كل شيء وخاصة فى الحسابات... أنا سعيدة بخساراتى لأنه بالخسارات تصنع أدبا لا بالمكاسب ....

ايوب صابر 05-29-2013 04:05 PM

والآن مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية : 26- الخبز الحافي محمد شكري المغرب


- رواية تعدّ من أشهر النتاجالأدبي للكاتب الراحل محمد شكري. كتبت سنة 1972 ولم تنشر بالعربية حتى سنة 1982 وترجمت إلى 38 لغة أجنبية.

- الخبزالخافي هيالجزء الأول منسيرة محمد شكريالذاتيةالتي استغرقت ثلاثة منأهم أعماله فبالإضافة إلى هذاالكتاب هناك كتاب زمن الأخطاء وكتاب وجوه.

- صرّح محمد شكري أن فكرة كتابة سيرته الذاتية كانت بدافع من صديقهالكاتب الأمريكي بول بولز المقيم في طنجة وقد باعه إياها مشافهة قبل أن يشرع فعلا في تدوينها وقد أثار هذاالعمل ضجة ومنع في معظم الدولالعربية إذ اعتبره منتقدوه جريئا بشكل لا يوافق تقاليد المجتمعات العربية.

- يطالع القارئ من خلال هذه الروايةسيرة الروائي الذاتية فقد أفصح عما لا يمكن أن يقال.. عن خفايا إنسانية لا يفصح عنها تبقى قيد الكتمان.

- أتت الرواية لتحكي مأساة إنسانأبت ظروفه إلا أن يبقى في ظلمات الجهالة حتى العشرين من عمره فكانت حداثته انجرافاً في عالم البؤس حيث العنفوحده قوت المبعديناليومي.

- لقد أتى النص مؤثراً حتىأن هذا العمل احتل موقعاً متميزاً في الأدب العالمي .

- وليس صدفة أن نشر بلغات أوروبية كثيرة قبل نشرهبلغته العربي.

- بالطبع هذه الرواية تمثل صورة "حقيقية" وليست مزورة..

- لقد استطاع وبجدارة اجترار ما قدمه للجحيم في سنوات عمره فيأسطر .

- تحفل نصوص محمد شكري بصور الأشياءاليومية وبتفاصيلها الواقعية وتمنحها حيزًا شعريًا واسعًا، على عكس النصوص التيتقوم بإعادة صياغة أفكار أو قيم معينة بأنماط شعرية معينة.

- شخصيات شكري وفضاءات نصوصه ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمعيشاليومي.

- ويعتبر شكري "العالم الهامشي" أو "العالم السفلي" قضية للكتابة، فكتاباتهتكشف للقارئ عوالم مسكوت عنها، كعالم البغايا والسكارى والمجون والأزقة الهامشيةالفقيرة، وتتطرق لموضوعات "محرمة" في الكتابة الأدبية العربية وبخاصة في روايتهالخبز الحافي أو الكتاب الملعون كما يسميها محمد شكري.

- تحتل مدينة طنجة حيزًا هامًا ضمن كتابته، فقد كتب عن وجوهها المنسية وظلمتها وعالمها الهامشي الذي كان ينتمي إليه في يوم من الأيام.

- حياة محمد شكري مثل روايته ( الخبز الحافي) تحكي مأساة إنسان أبت ظروفه إلا أن يبقى في ظلمات الجهالة حتى العشرين من عمره فكانت حداثته انجرافاً في عالم البؤس حيث العنف وحده قوت المبعدين اليومي.

ايوب صابر 06-01-2013 12:36 PM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية : 26- الخبز الحافي محمد شكري المغرب

- سيرة ذاتية روائية 1935 – 1956-
- لم يتعلم محمد شكري القراءة والكتابة حتى العشرين من عمره, فكانت حداثته انجرافاً في عالم البؤس حيث العنف وحده قوت المبدعين اليومي.
- هروب من أب يكره أولاده (فقد قتل أحد أبنائه في لحظة غضب), شرود في أزقة مظلمة وخطرة بحثاً عن الطعام القليل, أو عن زاوية لينام فيها, واكتشاف لدنيا السارقين والمدمنين على السكر, تلك هي عناوين حقبة تفتقر إلى الخبز والحنان.
- هذا العرض لسيرته الذاتية نص مؤثر وعمل يحتل موقعاً متميزاً في الأدب العربي المعاصر. وليس صدفة أنه نشر بعدة لغات أوروبية كثيرة مثل الإنكليزية أو الإسبانية, قبل نشره بلغته الأصلية العربية</span>
- الخبز الخافي هي الجزء الأول من سيرة محمد شكري الذاتية التي استغرقت ثلاثة من أهم أعماله
- يطالع القارئ من خلال هذه الرواية سيرة الروائي الذاتية فقد أفصح عما لا يمكن أن يقال.. عن خفايا إنسانية لا يفصح عنها تبقى قيد الكتمان.
- أتت الرواية لتحكي مأساة إنسان أبت ظروفه إلا أن يبقى في ظلمات الجهالة حتى العشرين من عمره فكانت حداثته انجرافاً في عالم البؤس حيث العنف وحده قوت المبعدين اليومي.
- بالطبع هذه الرواية تمثل صورة "حقيقية" وليست مزورة.. لقد استطاع وبجدارة اجترار ما قدمه للجحيم في سنوات عمره في أسطر
- من بداية الصفحات توارد لى احساس بأن الذى يكتب طفل ..أي بطريقة فهم الطفل للأشياء ..

وحتى انك لا تلاحظ أي فواصل او أي نوع من القواطع بين الأحداث ...
- يعنى ممكن ان تنتهي فقرة كانت تتحدث عن شىء .. وتأتى الفقرة التالية لتتحدث عن شىء اخر ..
وكأن الكاتب يكتب ما يحضر الى ذاكرته .. ذاكرة الطفل فيه.

ايوب صابر 06-03-2013 10:41 AM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية : 26- الخبز الحافي محمد شكري المغرب

- ظروف الرواية الغريبة التي اعطتها الكثير من التميز والكثير من الإعجاب ليس لروعة الجمل او جزالة الأسلوب أو رقة التعبير بل على العكس انها ما يمكن ان نطلق عليه رواية للشارع و من الشارع بكل الألفاظ اليومية التي قد لا تمر علينا نحن و لكنها الألفاظ الفعلية التي عاشها الكاتب.
- الرواية عبارة عن سيرة ذاتية واضحة و صريحة وقوية في تصوير مجتمع بالكامل و ليس حقبة حياتيه عاشها فرد واحد.
- ليس من السهل ان يتكلم الانسان حيث يوضع في موضع الخطأ و حيث يمكن ان يحاكم، ولكن ان يقف كاتب ليقول بانني فعلت كذا .. و كذا ..بالرغم من الاحكام التي من الممكن ان تطلق عليه و التي من الممكن ان تنصفه او تعدو الامر الى ظروفه او غيرها . فهو مما يمكن ان نطلق عليه بالفاحش فهو تقديم على طبق من فضة لمن يريد ان يحاكم و يقول انه متبجح.
- اعتبر ان هذا جزء من الصدق الذي يمكن ان يتحمل تبعاته عدم رضا المتلقي ولكن يبقى لهذه المصداقية التي قدم بها الكاتب نفسه حلاوتها و طعمها الغريب لاذي لم نعتده من كثير من الكتاب وبالذات كتابنا العرب الذين تعودوا تغليف الحقائق بورق سوليفان لتتناسب والمكانة الاجتماعية المرموقة لكاتب فما بالك عندما يكون الموضوع رواية سيرة ذاتية و حقائق فعليه عاشها الكاتب.
- من الامور التي اعتقد انه من الواجب ان يتوقف امامها اي قاريء هو هذا العنوان الذي اختاره الكاتب لسيرته الذاتية " الخبز الحافي " الخبز العاري ... الخالي من كل شيء .. الخبز الذي يعيش عليه الفقراء و لا يمتلكون سواه .. الحافي .. العاري .. او المعرّى امامنا لكي نراه كما هو ...
- ان من الجراة بل لعلي يجب ان اقول من الشجاعة ان يقدم كاتب هذا الواقع المر بدون تغليف،
- وان يكون واضح للعيان بجمل بسيطة من صنع الشارع نفسه و من خلق البيئة نفسها ..
- ان يقدم نفسه و مجتمعه و كلما حوله كما هو و بدون اي تزييف او تلوين .. او " تجميل " فنحن لم نعد بحاجة للمساحيق بعد الآن ..
- كاتب عرف اين يضع كلماته و عرف كيف يضعها ليصنع زلزالا ..
- اصدر ما يمُنع، ما يُخشى ان يقرأ ...
- اصدر باختصار .. قنبلة ..
- في مقدمةروايته الخبز الحافي ...وقبل حوالي ثلاثين عاماً , كتب الاديب محمد شكري : لقدعلّمتني الحياة ان أنتظر , ان أعي لعبة الزمن بدون ان أتنازل عن عمق ما استحصدته . قل كلمتك قبل ان تموت فإنها ستعرف حتماً طريقها , لا يهم ما ستؤول اليه , الاهمهو ان تشعلعاطفة او حزناً..ان تشعل لهيباً في المناطق اليباب الموات .
- كتب نصاً يعرض فيه سيرته الذاتية , المتمثلة بالبؤس , والحرمان , والعنف الجسدي , والتفكك الاسري .. ومعاناته في البحثعن لقمة العيش وعن زاوية لينام فيها .. .واكتشافه دنيا المدمنين على الشربوالسارقين واللا أخلاقيين
- يصور لنا الكاتب ادق التفاصيلالحياتية التي عاشها رغم بشاعتها , كأن يلوك سمكة ميتة , حين يتضور جوعاً ولا يقوىعلى بلعها لان رائحتها النتنة تفوق قساوتها قساوة الجوع ..
- يبدأ الكاتب رواية سيرتهالذاتية بالتعبير المفجع عن الجوع الذي تعرض له الأطفال في تلك الحقبة من الزمن , ومن ثم اقتراح امه بالهجرة من الريف الى مدينة طنجة , لانها ترى فيها الحل الجذريلمشكلة الجوع .. لكن عبثاً ...يظل الجوع بطل الرواية في معظم فصولها .. ورغم تنقلالكاتب بين مدن عدة ...فمن طنجة الى وهران الى تطوان .. والجوع يرافقه بأبعادهالقريبة والبعيدة : عثرت على دجاجة ميتة , ضممتها الى صدري وركضت الى بيتنا.
- افتقد محمد شكري في فصول حياته الى حنان الاب .. الذي يقتل احد ابنائه في لحظةغضب وقد دفعه بطش ابيه الى ترك المنزل وشروده في ازقة مظلمة وخطيرة .. بحثاً عنكسرة خبز .. او مأوى من اللصوص .. فكان الجوع مزدوجاً هذه المرة .
- يعرض الكاتبالاحداث السياسة لبلده آنذاك بطريقة الحوار العفوي والمنطقيوالتساؤل على لسانالمواطنين ..
- انه الجوع الى الحرية من الاستعمار . وانهاء الاحتلال بكافة اشكاله : -
- تجري احداثالرواية بتباطؤ .. الى ان يدخل الكاتب السجن وتقترب الرواية من النهاية .. لكنالغريب .. ان يكون السجن هو البداية... والحل ..وكوة النور التي يبصر الكاتب منخلالها العالم برؤيا جديدة .. تفتح له الافاق والتطلعات لحياة جديدة ..ويستفيد منايامه القليلة التي يقضيها في السجن اكثر مما يستفيده من حياته السابقة كلها ... فيبدأ عن طريق احد الاصدقاء في السجن بتعلم الاحرف الابجدية على جدار الزنزانة .. الف ...باء ..تاء .. ومن هذه الاحرف - كما يعرض في الرواية - يمكن لنا ان نستخرجبعض الكلمات ...وبعد خروجه من السجن في سن العشرين يكمل طريق النور .. ليثبت فعلاًان الكلمة كالخبز .. نحيا بها .. ونموت بدونها
- محمد شكري - ورغم معاناته المرة - قبض على لجام الحقيقة ... من وراءالقضبان .. ليقول ان الكلمة الصادقة , العارية من اي زيف او وجل هي كل ما يحتاجهالادب ليبقى حياً.. يحمل راية الانسانية .. ويسير بها رغم كل الاحباطات لعل هذا مااراده الكاتب بقوله : » انتظر ان يُفرج عن الادب .. الادب الذي لا يجتر .. ولايراوغ !! «. والجدير بالذكر ان تكون الطبعة الثامنة للرواية عام 2004 - والطبعةالتاسعة عام 2006 - وان تترجم وتُدرس بعدة لغات اضافة الى العربية.

ايوب صابر 06-04-2013 08:21 AM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية : 26- الخبز الحافي محمد شكري المغرب


- الخبز الحافي من بين الكتب التي صنعت مجد كتابها. في العالم العربي، رواية «الخبز الحافي»، حققت أرقاما قياسية، سواء على مستوى المبيعات أو اللغات التي ترجمت إليها، دون الحديث عن الرجة الكبيرة التي أحدثتها داخل الأوساط الثقافية.
- من جهته، قال الكاتب محمد اشويكة، جوابا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، حول «السر الذي يجعل الناس في حاجة مستمرة إلى قراءة (الخبز الحافي)»، إن «هناك حاجة إلى كثير من التأمل في زمن انقلبت فيه الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية بشكل سريع، ضدا على كل ميكانيزمات القراءة»،
- مشددا على أن «(الخبز الحافي) ظل خارج تلك السياقات، بعيدا عن التحليل المدرسي، نصا هاربا، ممنوعا، يستهوي عشاق القراءة المعاندة. فالرجل عاش الحياة طولا وعرضا، ولم يأبه بما دون ذلك كتابة وأسلوبا».
- وذهب اشويكة إلى أن «البحث عن سيرة محمد شكري سيستمر ما دام المغرب المعاصر لم يحسم بعد في مواجهة أسئلته العميقة قصد الوصول إلى الحداثة المزعومة، وأهمها سؤال العقل، والفصل بين الحياة الشخصية والحياة العامة، والقدرة على مواجهة المشكلات الجوهرية».
- ولاحظ اشوكية أن «تاريخ الأدب قليلا ما ينتبه إلى بعض الكتابات التي تظهر جارحة، محرجة، تتناول بعضا من الواقع بمشرط حاد، لكن مرور الزمن كفيل بجعل الناس يرون وجه الحقيقة دون تزويق ولا تنميق».
- وختم اشويكة حديثه، بالقول: «مات شكري ولم تمت أسئلته.. وذلك سر تزايد قرائه».
- ومن المفارقات اللافتة أن رواية «الخبز الحافي»، التي كتبت عام 1972، لم تنشر بالعربية إلا عام 1982.
- وهي تشكل الجزء الأول من السيرة الذاتية للكاتب شكري، إلى جانب «زمن الأخطاء» و«وجوه».
- وولدت الرواية بتحفيز من الكاتب الأميركي بول بولز، الذي كان يقيم، وقتها، في طنجة، فيما تكفل الطاهر بن جلون بترجمتها إلى الفرنسية، وأثارت عند صدورها ضجة كبيرة، إلى درجة منعها في معظم الدول العربية، بسبب جرأتها غير المألوفة.
- وفيما أخذت الرواية في النسخة العربية «الخبز الحافي» عنوانا، ونفس المعنى في الفرنسية، فقد أخذت في النسخة الإنجليزية عنوان «من أجل الخبز وحده».
- واليوم، حين نستعيد سيرة محمد شكري، بعد ما يقرب من تسع سنوات على رحيله، لا نفعل أكثر من ربط حياته وتجربته الإبداعية بـ«الخبز الحافي»، الرواية التي صنعت مجد كاتبها، وبؤسه، في الوقت نفسه..
- رواية، قال عنها النقاد إنها «تؤرخ لحالة البؤس والتهميش التي عاشتها شرائح عريضة من مغاربة ما قبل منتصف القرن الماضي»،
- و«تقدم مغرب القاع الاجتماعي، مغرب المنبوذين والفقراء والأشقياء، مغرب كل تلك الشخصيات البسيطة التي يحولها الكاتب إلى كائنات ترفل في المطلق الإنساني، وترفض الحشمة الزائفة».
- أما رجال الإعلام فرأوا في شكري ذلك «الكاتب الاستثنائي، وربما، الوحيد، الذي إذا اتصلت به لتحصل منه على حوار أو تصريح أو وجهة نظر، تكون مطمئنا إلى أن ما سيقوله سيحتل الواجهة أو الصفحة الأولى، لأنه يقول دائما كلاما مميزا ذا نكهة خاصة»، كما قال أحد أصدقائه من الصحافيين.
- وذهب رجال السياسة إلى أن شكري «سؤال غامض، لأن ما نراه منه يخفي الجزء الأكبر الذي لا نراه».
- ومن بين كتاب الغرب، قال الإسباني، المقيم في مدينة مراكش المغربية، خوان غويتسولو، إن شكري «نظر إلى حياة بلده من القاع، فرأى ما لا يراه الآخذون بزمام الحكم أو العاجزون عن رؤيته».
- أما الكتاب العرب فقالوا عنه إنه «كان حكاية»، وإنه «وجه صفعة للثقافة العربية الحديثة»، مشددين على أنه «نجح حيث فشل الكثير من الأدباء»، وأنه «نجح في أن يكون بطل نصوصه وكاتبها في آن واحد».
- أما شكري فقال إن هدفه كان أن يجمل ما هو قبيح، في حياته وفي حياة الآخرين، وأنه عندما يكتب عن الدعارة مثلا، فليس معنى ذلك أنه يريد أن يشوه المرأة، طالما أن توظيفه للجنس ليس للإغراء، ولكن للكشف عن التشوهات الموجودة في المجتمع.
- وفي أحد حواراته، تحدث شكري لأحد الصحافيين الإسبان، عن الطريقة التي اشتغل بها على الترجمة الإنجليزية لـ«الخبز الحافي»، فقال: «كنت أترجمها ذهنيا، من العربية إلى الإسبانية التي أتحدثها، وأمليها على بول بولز، الذي كان يكتبها بإسبانيته، وبعد ذلك كان يترجمها إلى الإنجليزية»، قبل أن يتابع شكري، متفكها: «مغربي وأميركي يتفاهمان في طنجة باللغة الإسبانية».
- واعترف شكري بأنه حاول، غير ما مرة، قتل الشهرة التي منحتها إياه رواية «الخبز الحافي»، قبل أن يتابع، قائلا: «كتبت (زمن الأخطاء) ولم تمت، كتبت (وجوه) ولم تمت.
- إن (الخبز الحافي) لا تريد أن تموت، وهي تسحقني.
- أشعر بأنني مثل أولئك الكتاب الذين سحقتهم شهرة كتاب واحد، شأن سرفانتيس مع (دون كيخوت)، أو فلوبير مع (مدام بوفاري).
- (الخبز الحافي) لا تزال حية، رافضة أن تموت.
- الأطفال في الشوارع لا ينادونني شكري، بل ينادونني (الخبز الحافي)».
- وسيعترف شكري للصحافي الإسباني بطبعه العنيد، مبررا ذلك بكونه من برج «الجدي»، قبل أن يضيف: «الكاتب لا يُودّع الكتابة حتى يُودِعوه قبره».

================================================== ==================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:


فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...








ايوب صابر 06-05-2013 10:59 AM

والان مع سر الافضلية في رواية :27- تشريفة آل المرعبد الكريم ناصيف سوريا

- رواية اجتماعية تؤرخ لفترة غير قليلة من تاريخالمجتمعالعربي السوري، تأريخاً فنياً، زمن الحربالعالمية الأولى، تصور ما جرى من أحداثبين العربوالأتراك.

-أديب متعدد الأبعاد ..

- شرب من بئر السياسة حتى ارتوىلكنه خدم الأدب كثيرا بهذه الارتواء ..

- حلم كثيرا لكن أحلامه تحطمت مع هزيمة حزيرانفقرر الهروب للأدب لأنه وجد فيه متنفساً لمشاعره وعواطفه ...

- كتب الشعر وأبدع فيهلكنه انشغل عن نشره ...

-عاش الرواية بتفاصيلها فخطها أدباً قرأه الناس وتعلقوا به .

-..ترجم بلغة عربية سليمة فعشق القراء ترجمته وها هو يكتب لقارئ غربي عله يسمع صوتنا بدون شوائب،

-كتب الشعر والمسرح والرواية إنه الأديب السوري عبد الكريم ناصيف الذيكان لنا معه هذا الحوار

- يقول " فضلتديوان المتنبي على ساعة اليد".

-عندما تركت السياسة فعلا خطرت لذهني هذه الصفحات وقلت هذه تصلحرواية عن الشعب الفلسطيني وعن الظروف التي مرت عليه، كيف تشتت واغتصبت أرضه وتشردثم لخصت الرواية مأساة شعبنا الفلسطيني.

-يقول" باعتقادي أن الرواية يجب أنتعتمد بشكل دائم على شيء من الواقع، فلا توجد رواية من الخيال المطلق حتى هذاالخيال له أساس في الواقع وأهم ركائز الواقع هي الوثائق فأنا عندما أريد أن أتكلمعن حياة شعب وعن سيرة وطن فلابد لي أن أستند إلى وقائع ووثائق لها مصداقية كاملة

-والروائي ليس مؤرخاً ليعتمد على الوثائق من أجل التأريخ ولكن الروائي يأخذ هذهالوثائق ويضعها في بوتقة إبداعية وهذه الوثائق تنصهر مع عناصر الرواية وتصبح كلهابروح إبداعية واحدة فأعمالها جميعها تستند على الوثائق ولكنني لا أدع الوثيقة تظهربل أصهرها مع مكونات الرواية ربما ظهرت الوثائق لدي في رواية الطريق إلى الشمسووقتها بكلام أحد أبطال الثورة السورية الكبرى فالوثائق لدي تكون ضمن صيرورةالرواية

- يقوم على إظهار صوت الراوي في الروايات علىحساب الشخصيات .

- ويقول " أنا أعتقد أنالمبدع يجب أن يترك الحرية الكاملة لشخصياته دون ظهور المبدع وأنا أنطلق دائما منهذا المنطلق بترك الحياة في ساحة الرواية دون تدخل من الكاتب ولكن لاشك أن لكلقاعدة استثناء فكنت حريصا على الموضوعية ولكن مهما حاولت أن تكون موضوعيا وحياديالا يمكن أن تكون بالمطلق ولذلك تجد صوت الراوي أحياناً يطغى وعندما ألاحظ ذلك أكبتهوأعود إلى القواعد وربما شدة تعلقك بالموضوع وشدة انفعالك تجعلك تظهر في الرواية

- و90 % من أعمالي الروائية تجدني موضوعيا فيها وأؤكد لك أنه لاي مكن لأي كاتب أنيتجرد من ذاته مطلقاً.

-جعل المرأة تتمتع في رواياته بهالة من القدسية فهو لم يتناول جسد المرأة من باب الجنس لشد القارئ.

- كان يؤمن "بأنناعلينا أن نرفع من المرأة لا أن نخفضها فتناولت الجوانب المشرقة فيها وتناولتهاكمناضلة وكوجه اجتماعي جميل وكطموحة وتعمل من أجل أهداف معينة.

- يقول " تجربتي الطويلة فيالسياسة هي التي شجعتني لأوظفها في خدمة الأدب وقلت إن هذه التجربة الغنية جداوالتي عشتها في قلب الأحداث لم لا أجسدها في الأدب فأنا لم أبحث عن السلطة لو كانتالسلطة مرادي لما تركت السياسة في عز إنتاجي وعملي ولو عملت رواية أو كتابا أودراسة أفضل لي من أي منصب.

================================================== ==================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:



فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...




ايوب صابر 06-06-2013 01:37 PM

والان مع سر الافضلية في رواية :27- تشريفة آل المرعبد الكريم ناصيف سوريا


- يقول " يئست من السياسة وكان السبب الرئيسي هو هزيمة حزيرانالتي حولتنا لشعب مهزوم سياسيا ولا نملك شيئا نستطيع من خلاله أن نطور هذا الوطنوأن نرتقي إلى مستوى الأمم فأحلامنا تحطمت في حزيران فهي قامت لضرب المد الثوريالقومي العربي فكانت هذه الحرب لتحطيم أحلام الثوريين والقوميين العرب ولكننا بقينانقاوم عسى أن نعوض، وهذا ما أبعدني عن السياسة

- وفضلت أن أقدم تجربتي الأدبية للقارئوللناس وأقدمها للوطن وفعلا كتبت بمجموع كتاباتي سيرة وطن فكانت كتاباتي منذ بدايةالقرن العشرين وحتى اليوم ولم أقصد الوطن هو سورية فقط بل أنا قصدت الوطن العربيبشكل كامل فكان همي الوطن

- ويقول" الرواية كنص أكبر بكثير من الدراما وعندما تحول إلى عمل درامي فهي تفقدالكثير من روحها لأنه لن يستطيع أي تلفزيون أو أي مسلسل أن ينقل كل ما في الروايةمن مشاعر وخفقات وعواطف طبعا ليست هي مسؤولية المخرج أو الممثل وهنا أتكلم عن النصالجيد وليس عن رواية عادية فربما هنا يضفي عليها المخرج ويعطيها أشياء جديدة فتصبحأفضل من النص المكتوب لنعطي مثال الحرب والسلم لتولستوي رأيتها فليلماً ومسلسلاً،لكن أين هذه الأعمال من الرواية الحقيقية التي هي ثابتة وعلاقات متداخلة ومتعمقةبتفاصيل دقيقة بين الشخصيات ومثالنا أيضا الطريق إلى الشمس لا يمكن لأي عملتلفزيوني أو سينمائي أن يقدمها للقارئ حيث أن التلفزيون يقدم الأشياء الصغيرة ولايتطرق للأمور الكبيرة فهو يقدم أشياء قصيرة ولا يحمل رسالة كبرى

- بينما الكتاب هوحامل رسالة ولا يمكن للكتاب أن يموت إلا إذا مات القرآن وهذا مستحيل فالكتاب هوالحامل الرئيسي للرسالة وفيه فكر

- فأنا لم أكتب عن أمور صغيرة في حياتي حتى أنالكثير من المخرجين طلبوا مني أعمالاً اعتبرتها صغيرة واعتذرت عنها ولكن عندما يأتيويطلب مني عملا كبيرا مثلا كخالد ابن الوليد كتبت ومن خلاله يمكن أن أقدم رسالةللمشاهد أن الإسلام كان رسالة بحد ذاتها ولا يلتفت للجزئيات الصغيرة ورسالته بالغةالأهمية ووصلت لمختلف أصقاع العالم .

- ويقول" الدراما التلفزيونية لا تستطيع أن تقدم مافي الكتاب من فكر وقيم ومشاعروعواطف والسبب أن الكاتب يكتب مفرداً بروحه ولا يشتغل معه أحد ولا يتدخل فيه أحدبينما العمل الدرامي يتدخل فيه عشرات الأشخاص من فني للمنتج والممثل والمخرج وغيرهوأنا أعتقد أن عمل الجماعة أقل إبداعا من عمل الفرد وغالبا لا تتفق رؤية الكاتب معرؤية المخرج ومن تجربتي أتكلم فالمخرج يمارس سلطته على النص لكي يحمل بصمته وأيضاالمنتج فمسلسل خالد ابن الوليد كتب 60 حلقة يمكن أن تكون تجسيدا لتاريخ الإسلام فيبداياته من بداية الدعوة حتى فتح سورية والعراق وهي المرحلة الأساسية في حياةالإسلام وهذا النص يغطي تلك المرحلة درامياً وفنياً ووثائقياً وكنت راضيا عن النصجدا لكن مع الأسف الشركة المنتجة شوهت النص ولم أستطع أن أمنع هذاالتشويه.

- ويقول " الأدب هو اللا موضوعيةوالأدب هو الذات وهي تدخل بشكل دائم والأديب لولا ذاته الإبداعية الخاصة لا يمكن أنيكتب أدبا والترجمة جزء مهم من الأدب ومن واجبنا الأساسي هو أن ننقل من الآدابالعالمية ونسد ثغرات موجودة في أدبنا لزيد مكتبنا العربية

- في رد على سؤال لماذا صنعت منطقته السلمية عدد كبير من الكتاب المشهورين يقول "السلمية بلد فقيرة والمعاناة هي السبب وهي أصيبتبالجفاف فكانت واحة جميلة لكن من الخمسينات أصبح هناك جفاف ومثال ذلك قريتيالمبعوجة ومعنى الكلمة أنها مبعوجة بالماء ففيها مستنقعات وحتى أن البدو يسمونهابالمنبعجة بالماء أما الآن فأنت بحاجة لحفر بئر لسحب الماءوحالة الفقر هذه صنعت معاناة لدى الناس والمعاناة هي التي تخلق الإبداعوأنا أعتقد أنه لا يوجد إبداع بدون معاناة وبلا وجع.

- والفقر سبب رئيسي للإبداع لكن في سلمية ارتفاع مستوىالتعليم وهي من أوائل المناطق في سورية تعليمياً ثم أن الجو العام وقربها منالبادية وبساطة الناس وعدم تقوقعها على نوع معين من السكان وهناك مزيج جميل بينأطياف المجتمع.

================================================== =================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:



فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...

http://www.youtube.com/channel/UCHE0...gged_out_right


ايوب صابر 06-07-2013 01:43 PM

والان مع سر الافضلية في رواية :28- دارالمتعة وليد اخلاصي سوريا

- شهرزادتقاوم سطوة شهريار وتؤجلفعل القتل ليلة بعد ليلة بحكايات تتداخل إحداها في الأخرى، وهاهو جواد يقاوم إغراءأسمهان ويؤجل فعل الموت ليلة بعد ليلة بحكايات تنفصل إحداهاعن الأخرى.

-يستلهم وليد اخلاصي الفكرة من "ألف ليلة وليلة"؛ لكنه يقلب الأدوار ويقلب المصائر.

-في "ألف ليلة وليلة" يعود شهريار إلى رشده ويتحول – بفضلشهرزادمن قاتل إلى محب، ورغمأنه أزهق أرواح عذراوات بريئات فإنه لم يستحق لأجل ذلك الموت.. بل يُمنح الحبوالسماح.

- أما في "دار المتعة"؛ فلا حيلة لجواد إلا أن يتبع خيط الضوء المنبعث من شق في ذلك القبو لينجو بجلده، ويترك أسمهان التي امتصت حيوية الرجال تموت بشيخوختها.

- بلغته السهلة والمتينة، وبأسلوب مبتكر جذاب، يقدم لنا وليد إخلاصي روايته "دار المتعة"

- من خلال فصولها -بلا سطورها- ينتقل بك من وصف دقيق للمدينة والدار إلى وصف للناس والحكام، فيضعك في الموقع الذي تحدد أنت جغرافيته.

- كما يدمج التاريخ والماضيبالحاضر والعصر بطريقة انسيابية عجيبة، فتلاحظ استمرار العادات والتقاليد، وينطبقتراث الأمة على فنونها الشعبية التي تمارسها اليوم..

- وليؤكد لك أخيراً أن هذاالاستمرار لا يرافقه تطور، وإن التغيرات والتبدلات النفسية والأخلاقية تكاد تكونمعدومة، وإن الناس هم هم في كل العصور والأزمنة.

- رواية "دار المتعة" وعاء صب فيهوليد إخلاصي فكره وفلسفته في الحياة، ولكن هذا الوعاء السحري، حوى أوعية أخرى هيحكايات تتوالى، وفي كل منها حكمة.

- "دار المتعة".. ليست سبرا لأغوار النفس البشرية فحسب،

- بل هي تسجيل رمزي لتاريخ حياة أمة، ولكنه تسجيل محبوك في شكل رواية.

- تهز رأسكأحياناً وأنت تقرأ وصفاً دقيقاً في أحد فصولها، أو تبتسم لإصابة جاءت في الصميم،ولكنك ستلهث في أحيان أخرى بل وسيشدك التشويق إلى الانتقال إلى الفصل التالي مباشرةمن دون توقف.

- لن تغيب عنك المتعة، وأنت تقرأ "دار المتعة.

================================================== =================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:

فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...


ايوب صابر 06-08-2013 12:58 PM

تابع.........العناصر التي شكلت الافضلية في رواية :28- دارالمتعة وليد اخلاصي سوريا


- يقول "أعترف بأني كاتب واقعي. فهل كانت "الواقعية " ذات يوم بعيدة عن واقعنا الذي لا خيال فيه أو تخيل ؟


- ويقول" و إشارة إلى ما قد يكون لدي يمنع من النشر, فأقول إنني تعاملت بواقعية مع إنتاجي الأدبي وبحذر فني شديد خفف من وطأة المنع عني".

- ويقول" لا أذكر أني اعتمدت الوثيقةالتاريخية في أعمالي الأدبية, و إن كنت أحياناً ألجأ إلى وثائق هي من نسج الخيالتخدع القارئ بمنطقها, وقد تخدعني مع مرور الزمن .


- ويقول " الجنس نشاط إنساني, و توظيفه في الأعمال الأدبية سابقاً ولاحقاً هو حقمشروع, و إن كنت أظن توظيف الجنس في أعمال روائية لم يكن بريئاً بل لأغراض ترويجيةو مالية, وفي هذا خروج عن أهداف الرواية الجمالية النبيلة .
ويقول " يولد النص بداخلي فجأة ليكون عملاً روائياً أو قصصياً أو مسرحياً, ولاأعلم إن كان هذا العمل استجابة لأي دافع سوى التعبير عن ذاتي والتي هي من الذاتالعامة المتعددة الأوجه.
- ويقول " وبظني أن ما يحدث لي هو استجابة لكيمياء معرفية>> . وما يتعلق بزمن الولادة الروائية فهو يمتد من سنة إلىسنوات ولكن لا أتوقف عن كتابتها لأكثر من مرة".

- ويقول " أفخر بأمر مبدئي هو ما أرددهدوماً " لقد ولدت من رحم أمي فوضع لي القماط، وسأرحل ليلفني بياض الكفن. لم أمتلكشيئاً باستثناء مكتبتي وعواطف الآخرين من محبة وكره والتي دفعت بي كلها إلى التقدم " وبشكل عام أعتز بأرستقراطيتي الفكرية من دون أي انتماء قبلي أو فخرٍ عائليباستثناء التعلق بالوطن الذي أجده عزاء لي .


- في الكثير من أعمال وليد إخلاصي القصصية والروائية شيء من ذكرياته الشخصية، وفي كتابهحلب بورتريه بألوان معتقة، بعض من تلك الذكريات المعتقة حقاً، وقد شاءت وزارةالثقافة أن تستأذن وليد إخلاصي ليفك رتاج ذلك الدن القديم فيخرج المزيد...

- أنتقدً عبر الأدب عيوب الواقع بعين موضوعية وقلم جريء.
================================================== =================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:


فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...



ايوب صابر 06-10-2013 09:10 AM

تابع.........العناصر التي شكلت الافضلية في رواية :28- دارالمتعة وليد اخلاصي سوريا



- إن وليد إخلاصي، يسعى إلىالتجديد والابتكار والتجريب في المسرح، وينتمي إلى الجيل المعاصِر من الكتّابالمسرحيين في سورية، ففي مسرحه نجد أنه تشرّب القديم في حزمه ووضوح رسالته، ونحاإلى الجديد مستفيداً من مراحل تطور المسرح كلها،

- وصولاً إلى البراعَة في الابتكاروطرق أبواب التجديد، والتفاوت في تقنيات الكتابة وتنوّع أساليبها الفنية، مما يجعلمحاولة تصنيف إبداعه المسرحي أمراً صعباً ومهمة شاقة قد تختلف فيها آراء النقاد أوتتشعّب.

- ففي كتاب «الأدب المسرحي فيسورية – نشأته وتطوره» يتركز رأي الناقِد الدكتور نديم معلاّ محمد حول وليد إخلاصيفي أن أهم ما يميزه هو «غزارة إنتاجه»،

- وتنقّلِه بين الأجناس الأدبية المختلِفَة،من قصة ومسرحية ورواية، عبر أشكال مختلِفَة ومتباينة إلى حد كبير.

- ويؤكد أن ما يلفتالنظر في أعمال إخلاصي المسرحية هو اعتماده على التجريب والأشكال المسرحية الجديدة،

- واهتمامه بقضايا الإنسان في مواجهة الواقع المحيط بما فيه من ظلمواستغلال.

- إن الرمز عند إخلاصي هو «حلوسط بين الواقعية والعبث»

- كما أن التجريب يتيح له تجاوز الدراما التقليدية تارةبالخروج عليها أو المحافَظَة على بعض منها داخل العمل الواحد.

- إنه كثيراً «ما يتمسكبالعقل والتجارب الصادرة عنه» بدلاً من العاطفة والانفعال السطحي، ويبرز ذلك فيالمعالَجَة العقلية الهادئة، كما في تناوله للقضية الفلسطينية على سبيلالمثال.

- أما الناقِدفرحان بلبل فهو يقسِّم مسرحإخلاصي إلى ثلاثة أقسام تتداخل الحدود فيما بينها:

- أولاً: المرحلة الواقعيةوتتركز حول الصراع في قضية فلسطين ضد العدو الصهيوني، ومعالَجَة بعض الأمورالاجتماعية والمشكلات كالجريمة في المجتمع، والانتهازية، والظلم، والفقر، والمال،وكذلك مشكلات فساد الفن والمسرح التجاري وطغيانه. إن حلول هذه المشاكل كثيراً ماتبدَّت بمظهر أخلاقي مثالي هارب من المواجهة غارِق في العموميات مما جعل «الدعوةإلى الحرية شعاراً عاماً نبيلاً وضائع الملامح».

- ثانياً: مرحلة الاتجاه نحوالرمز حيث الرمز أساسي في مسرحه وقد يتكون من الأشخاص أو حتى الأشياء وقطع الديكوروأحياناً تصبح «المسرحية كلها رمزاً لفكرة». كما يتداخل الرمز واللامعقول فيلعبالقدر الأعمى دوراً بارزاً عندما تنهار بسببه الأحلام التي تريد القضاء على الأمراضالاجتماعية والمآسي الإنسانية، كالشر والفساد، مما يؤدي إلى استسلام العواطِفالإنسانية كالحب والصداقة مقابل الفساد الاجتماعي والظلم.

- ثالثاً: مرحلة التأثرباللامعقول وتتمثل في الجو العام للمسرحيات بإحكام الشقاء قبضته على الإنسانالمنسحِق، في حركة دائرية مفرغة في المكان، فعلى الرغم من الأمل بالتخلص من العجزواليأس يلعَب التجريب دوره في إظهار «العالَم المسحوق تحت وطأة التقدم العلمي الذييتحول إلى دمار»، فنجد الأمل والفرحة أحياناً، واستمرار المخاوف أحياناًأخرى.

- أما إدمير كورية، فيشير فيرسالة الدكتوراه التي أعدّها عن مسرح وليد إخلاصي إلى أن مسرحياته تتميز بتنوعالتعابير والأدوات الفنية من خلال الشخصيات المتعددة في اهتماماتها وصفاتها النفسيةوآمالها.

- وهذا كله يعكس الواقع المحيط بأبعاده في مزج متقَنٍ بين الأشكال الدراميةالمحلية والغربية بما يشكل تفاعلاً كبيراً بين كل من الدراما الغربية والمسرحالعربي الحديث.

- الزمن سبب عند إخلاصي للقلقوالحيرة والخوف، لذلك يلجأ إلى المكان، حيث يتجسّد الصراع الذي أصبح البطل المعاصِرفيه إنساناً عادياً يقاوِم ظلم الحياة بالإرادة والحب.

- كما أن المرأة رمز للعطاء،وحريتها قضية ملحّة على المجتمع ولها حضور قوي في مسرحياته كلها إلى جانب تركيزهعلى حق الإنسان في قيَم الحياة الكريمة.

-يلجأ إخلاصي إلى التجريب علىالرغم من اعتقاده بأنه قد يعيق معرفة المتلقين أسلوبه وهويته. ولكن، مع ذلك، فإنالرؤى الناظِمَة لمجمل التجربة المسرحية لدى وليد إخلاصي تعبِّر عن النمط الدراميلديه، الذي أضحى بتنوّعه متجانساً في تنقّله بين الأدوات الفنية المختلفة المنسجمةجميعها في إطار من فهم الواقع بما يترك جزءاً كبيراً من مساحة النص للمتلقي قارئاًومشاهداً.

================================================== =================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:
فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...



ايوب صابر 06-11-2013 11:26 AM

والان مع العناصر التي صنعت القوة في رواية- - 29 طواحين بيروت توفيق يوسف عواد لبنان




- طواحين بيروتهي روايةللكاتب اللبناني توفيق يوسف عواد، تدور حول لبنانوالوطن العربي تجاه
قضاياه المصيرية في العقيدة والسياسة والجنس.


-كتبها مؤلفها قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.

-تحتل الترتيب 29 في قائمة أفضل مئة رواية عربية في تاريخ الأدب العربي حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب،

-اختارت منظمة اليونيسكو هذه الرواية فيسلسلة "مؤلفات الأدباء الأكثر تمثيلاً لعصرهم".

- وترجمت الرواية إلى اللغات الإنكليزية والألمانية والفرنسية والروسية.

-تحكي رواية «طواحين بيروت»، وعلى مستواها الفني المتخيل، حكاية الصراع في لبنان بكل تعقداته وتشابك قضاياه وعلاقة ذلك بالنسيج الاجتماعي لهذا البلد، وبما هو نهج ثقافي ـطائفي.

- تجري أحداث الحكاية التي ترويها الرواية فيفترة مفصلية من تاريخ لبنان الحديث، هي فترة الستينيات التي عرفت صعودا للفئات البرجوازية اللبنانية، خاصة الفئة الوسطى، وتلازم ذلك وانتظام المنتجين، على مختلف الصعد الإنتاجية، في هيئات نقابية تناهض سلطة الفساد وتسعى لتحسين الأوضاع المعيشية للمنتجين والعمال على مختلف مستوياتهم، وذلك على قاعدة مفهوم للوطن مدني يجمع بين المسلمينوالمسيحيين.

- تنبني الواية مسعى إصلاحي ـ تغييري يلتزم به الجيل الناشئ في لبنان من طلاب الجامعات، وعلى رأسهم هاني الراعيالمسيحي وتميمة نصور.

- كلاهما قادم من الأطراف: هاني من قرية المطلة في المتن الشمالي ـأي من الجبل المسيحي ـ وتميمة من قرية المهدية في الجنوب اللبناني ـ الشيعي في غالبيته ـ وكلاهما يعاني من هذا التغيير في أجواء حياته بسبب الانتقال من بساطة القرية إلى صخب المدينة، في ما هما يعملان من أجل التغيير، الإصلاحي، داخل المدينة.

- ينطلق هذا المشروع من هدف محدد عند الطلاب، هو تطوير الجامعة اللبنانية التي كانت تقتصر على تعليم العلوم الإنسانية، بإنشاء كليات للعلوم والهندسة.

- لكن ثمة أموراً تحول دون نجاح مشروع الطلاب التغييري.

- تتناول الرواية هذه الأمور، فتشير إلى بعضها وتحكي عن بعضها الآخر بإسهاب:

- تشير إلى تعرض السلطة الحاكمة آنذاك لمظاهرة الطلاب، والى مجهولين يطلقون الرصاص عليها.

- وتحكي عن «معامل التعصب وغبار الشوارع الغوغائي. والزعماءالتقليديين وتجار النفوذ» الذين اندسوا في صفوف الطلاب، تحركهم مآربهم الحزبية وشهواتهم الخاصة وأصبغتهم العقائدية.

- طواحين بيروت هي رواية للكاتب اللبناني الشهير توفيق يوسف عواد، تحكي في بعض فصولها عن الحرب الأهلية اللبنانية توفي الأديب الكبير توفيق يوسف عواد إثر سقوط قذيفة سورية على مبنى السفارة الإسبانية حيث كان متواجداً مع صهره السفير وابنته، فقتل على الفور مع ابنته الكاتبة ساميا.

- طواحين بيروت هي ملحمة الجيل في لبنان والوطن العربي تجاه قضاياه المصيرية في العقيدة والسياسة والجنس..

- كتبها مؤلفها قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975م

================================================== =================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:
فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...




ايوب صابر 06-11-2013 04:02 PM

والان مع العناصر التي صنعت القوة في رواية- - 29 طواحين بيروت توفيق يوسف عواد لبنان


- حمل فيخيال محبرته صورة «الرغيف» أو «ابن المدوّر» الذي كانت تدور حوله الأفواه اللبنانيةوالبطون المتضورةجوعاً، فلا تجد له أثراً،نادراً، إلا في «دكدوك» قمح أو شعير.
- حلم أن يكون شاعراً - كاتباً، فكان له ما أرادوبرهافة أصفى من أجواء بلدته «بحر صاف» وأطيب من بلدة والدته «ساقية المسك».
-وفوقذلك، كان دبلوماسياً لبنانياً مميزاً، وكتب في الصحف منذ العام 1927،
-انتقد التقليدفي الأدب
-ومارس التجديد،
-عايش وعاصر الأخطل الصغير وخليل مطران والياس أبو شبكةوابراهيم طوقان وغيرهم،
-وهو أول من وصف ميخائيل نعيمة بلقب «ناسك الشخروب» وصادقهمدى العمر.
-أول مقال ظهر له بعنوان «أخي الذي مات» في مجلة «العرائس» لعبدالله حشيمه،
-تولى خلال ثمان سنوات سكرتيرية التحرير في جريدة «النهار»، منذتأسيسها على يد جبران تويني وكتب فيها زاوية بعنوان «نهاريات» تحت اسم مستعار هو «حمّاد».
-اثناء عمله في النهار، تابع دراسة الحقوق في الجامعة السورية، استكمالاًلثقافته العامة، فكان يقصد دمشق يومين أو ثلاثة في الأسبوع ونال اجازة الحقوق عام
-1934
-في بداية عهد الاستقلال التحق توفيق يوسف عواد بالسلكالدبلوماسي فعيّن قنصلاً للبنان في بوينس ايرس (1947-1949)، ثم عيّن مستشاراًلسفارة لبنان في طهران (1950-1953)، فقائماً بالأعمال في مدريد (1954-1956)،فوزيراً في سفارة لبنان في القاهرة (1957-1959). عام 1969 عين سفيراً في طوكيو، ثمسفيراً في ايطاليا عام 1972.
-قرأ توفيقيوسف عواد كثيراً من الكتب في مقتبل عمره، ثم انقطع عن القراءة إلا لماماً خلالالخمس والعشرين سنة التي تلت تلك المرحلة،
-على أن هناك كتباً معدودة على الأصابعكان يعود إليها، ومنها التوراة، والقرآن، وروائع الأدب العالمي لشكسبير ومولييرودستويوفسكي ومونتريامون.
-كما حضر في مختلف عواصم العالم مسرحيات كثيرة، وقرأمسرحيات أخرى أحب منها بنوع خاص مسرحيات جان بول سارتر وألبير كامو الوجودية.
- لميعرف عواد ما هو تحديد المدرسة الرمزية، ولا تهمه المدارس الأدبيةمهما تنوعتوتلبست من أسماء ونعوت.
-أما حديث الحب في كتاباته فمليء بالرموز وكذلك سائرالأحاديث.
-فالأدب بل الفنون لديه ليست في حقيقتها إلا تعبيراً بالرموز، سواء أكانحرفاً، أم صوتاً، أم لحناً.
- وبالنسبة إلى الإنسان الحائر بين الخير والشر، يعرضعواد حكاية الأخوين السياميين اللذين ولدا ملتصقين، وقضيا حياتهما، فتزوجا ونسلا،وطافا العالم في سيرك يتفرّج عليهما الناس في كل بلدان العالم، ثم مات أحدهما،فكانت أفظع مأساة عرفها انسان، إذ حمل الأخ الحي جثة أخيه الميت ساعات كانت أطول مندهر، ثم لحق به لأن أعضاء الاثنين كانت مشتركة.
-لقد شبه عواد الخير والشر فيالإنسان بهذين الأخوين، والإنسان بينهما، ضحية شقية.
- وحسب رأيه، يرقص الزمانويغني، عندما يكتشف الإنسان الإله الحقيقي في نفسه، أي الحب الشامل، وهو النقطةالعجيبة التي تتوسط دائرة الكون.
-النقطة التي هي المصدر والمآل.
- ويؤكد عواد أنالإنسان واحد في الفرد والمجتمع وفي السلم والحرب، والبشر في ما بينهم أخوة سياميونمربوط بعضهم ببعض بنياط القلوب، والأحياء يحملون الأموات جثثاً في أرواحهم.
-لذلك،يقول رجل المريخ: ليس للفرد مصلحة في غير مصلحة أخيه أو قريبه، وليس لأي مجتمع، أوأية أمة مصلحة تختلف عن مصالح غيرها من الأمم، فالسلام بين الإنسان ونفسه، هوالسلام بينه وبين الآخرين أفراداً ومجتمعات، وهذا هو الخير الأسمى.


================================================== =================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:
فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...
http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 06-12-2013 08:45 AM

تابع...العناصر التي صنعت الروعة في رواية- - 29 طواحين بيروت توفيق يوسف عواد لبنان


-يشير الروائي توفيق يوسف عواد إلى أن قصة الصبي الأعرج هي من النوعالأدبي الأكمل في اتساعه لمراده.

- فالقصة إذاً هي اليوم - ونستطيع أن نقول ذلك بلاحرج - المظهر الأكمل للأدب، لأنها وإن كانت نوعاً من أنواعه فهي تستوعب غرض كلالأنواع، تضم التمثيل، وتضم الملحمة، وتضم الترسّل، وتضم الشعر إلى حد ما.

-بل هيتمد ذراعيها فتتناول بهما موضوعات هي في الأصل من غير الأدب، كالتاريخ والفلسفةوالاجتماع والعلوم، هي بعبارة واحدة مرآة الحياة بكل ما في الحياة.

- وفي روايةقميص الصوف: «وكان على المرآة صورة زوجها وقبالتها صورتان: الأولى لأمين وهو فيالعاشرة من عمره يحمل كتاباً، والثانية له ولأوديت يوم العرس. يا له شبهاً غريباًبين أمين وأبيه».

-وجعلت الأرملة تنظر إلى زوجها وإلى ولدها حيناً بعد حين،والشاربان المعقوفان المرتفعان بزهو يتنقلان من وجه الأب إلى وجه الابن، ثم يعودانإلى الأب، ثم يقفزان ويلتصقان بالابن.

- مسرحيته «السائح والترجمان» جمعت بينالشعر والنثر، ولكنه شعر على طريقة خاصة، وفي هذا المجال يقول عواد: «أنا لست منالمحافظين على قواعد الشعر العربي، كما قصدها الخليل بن أحمد الفراهيدي. ولست منأنصار الشعر المنثور، أو قصيد النثر. لقد وضع موليير على لسان المسيو «جوردان» فيمسرحية «البرجوازي النبيل» هذه العبارة: «أصحيح انني أصنع نثراً من دون أن أدري؟». أنا أعتقد أن كلامنا يصنع النثر والشعر معاً، من دون أن يدري.

-ينطق نثراً في مواضعالنثر، وشعراً في مواضع الشعر، عفواً، بلا قصد، ولا سابق انذار وتصميم. فهو يخضع فيالأمرين للموقف الذي هو فيه.

-لغة الحب شعر، لغة الحنان والغفران شعر، لغة الغضبوالحقد شعر، لغة التمزق واليأس شعر، الصلاة شعر، والتجديف شعر، أما الكلام عن المشيوالقعود، والبيع والشراء، والعمل، والمكتب الخ.. فهو نثر».

- ويهدف من وراء ذلك إلىأن التعبير الطبيعي بالنطق لا يمكن أن يكون نثراً فقط، أو شعراً فقط، وإنما هو مزيجمن الاثنين.

- ومسرحيته فريدة من هذه الناحية في جمعها النثر والشعر، على أن وراءالنثر في هذه المسرحية خيطاً دقيقاً من الشعر لا ينقطع.

- وهـذا الكتاب مزيج منالقصة والمسرح والملحـمة، ولا يستطيع عواد أن يردّه إلى نوع معيّن من هذه الأنواع،فقد انبثق منه كما ينـبثق اليـنبوع، وانفـجر كما ينفجر البركان: كلاماً بعد سكوت،حواراً مع الدهر، على أن بالإمكان إخراجه مع بعـض التصرّف بشـكل مسرحية، شـرط توفـرالممثـلين الذين قـال في الكـتاب نفسه أن المطلوب أن يكونـوا على مـستوى الآلهةالذيـن في الإنسـان. وهـو بانتــظار فرقـة الآلهـة هـذه.

- وبالنسبة إلى «طواحينبيروت» يأخذ من عبد الله القصيمي قوله: «لماذا يموت الصباح وتنتحر الشموع؟»، انهيدخل بيروت من أبواب طواحينها «أو كوابيسها عند غادة السمّان».
-بيروت الحرب الأهليةالدامية المدمرة، لا بيروت الصحافة والثقافة والجامعة والتجارة التي عاشها في أحلىأيامها كما يقول الدكتور خليل أحمد خليل: «مكتبة انطوان - باب ادريس - وتميمة تقلّبالمجلات بانتظار هاني. كان قد ضرب لها الموعد في جوابه. بادرها لدى وصوله: الحق علىالعطلة وعلى الطلاب. لم يتظاهروا منذ زمان، ولا ضرب أزعر بحجر. فضحكت من قلبها. ماأشد ما كانت تحتاج إلى الضحك».

================================================== =================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:
فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...
http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg

ايوب صابر 06-13-2013 09:12 AM

تابع ...العناصر التي صنعت الروعة في رواية- - 29 طواحين بيروت توفيق يوسف عواد لبنان


- وللأديب توفيق يوسف عواد ديوان شعر يحمل عنوان «قوافل الزمان» أو قصائد البيتين.
- وفي قصيدة «عرّيت روحي» يقول:


تعرّواوقالوا قم تعر ّ وكيف لي قيامي إلى شيخوختي ومسوحي

ولكنني عرّيت روحيوجئتهم أمرّغ في ضحك الطفولة روحي».

-وفي قصيدة «ما بعد القبر» يقول:



«
وخلفصقيع القبر لي دفء منزل عمرت بأضلاع الذين رعوا ذكري



له شرفات من جفونقريحة تطل على الأشواق، دهراً على دهر».
-توفيق يوسف عواد هو ناثر، وشاعر،وصحافي، وكاتب قصة ورواية ومسرحية ومقالة، بلا تفاوت.
-«هو من أبلغ مجدّدي الكتابةالعربية في عصره. وهو في وصفه لإنسان القرية وإنسان المدينة، في قصصة ورواياته،يصوّر الإنسان في كل مكان.
-نرى أبطاله في وجوه الناس ومن حولنا، نعايشهم في أفراحهموأتراحهم ونشاطرهم صراعهم مع القدر ومن هنا كان تأثيره البالغ وقيمتهالباقية».
-وعرف في طفولته وطأة الاحتلال التركي الذيرزح تحته لبنان خلال الحرب العالمية الأولى ووسمت هذه الحقبة شخصيته وأدبه بطابعمأساوي وثوري عنيف صوره خصوصاً في " الرغيف " .
- استقر في أواخر حياته فيبيته في بحرصاف ونشر في العام 1983 "حصاد العمر"، وهو عمل أدبي سطّر فيه سيرتهالذاتي، متّبعاً فيه أسلوباً فريداً بناه على الحوار الذاتي،
-وفي عمله هذا لم يكتفالأديب بوصف مراحل سيرته، بل هو تعدّى ذلك إلى اعترافات حميمة تكشف عن كل شيء فيحياته الخاصة والعامة...
-حياة مليئة وقفها على الحب بمعناه الإنساني الرحيب،متغنياً بهذا الحب، نثراً وشعراً، بكل جوارحه.

==
================================================== =================

الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:
فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...
http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg


الساعة الآن 02:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team