منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 01-20-2013 05:26 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* عقوبة العشق *ـ…_
إن من أشد العقوبات التي يعاقب بها العبد وخاصة في المخالفات القلبية ، كالتعلق بغيره تعالى ، والغفلة عنه ، والمحبة المستغرقة لغير من أمِـر بـحبّهم :
هو ( إعراض ) الحق عن ذلك القلب ، و ( إيكال ) أمر ذلك القلب إلى صاحبه ليملأه بما فيه هلاكه .
وقد ورد في الأثر ، أن الله تعالى لم يضرب عبداً بعقوبة أشد من قساوة القلب ، وقد سُئل الصادق ( عليهِ السلام ) عن العشق فقال :
{ قلوب خلت عن ذكر الله ، فأذاقها الله حبّ غيره } .
ومن الملفت في هذا الخبر التعبير بـ( أذاقها ) ، ومن ذلك يعلم إن بعض الأمور التي فيها إضرار بالعبد ، ينسبها الحق إلى نفسه ، مشعراً بالخذلان لذلك العبد المتمرد على إرادة الحق ، كقوله تعالى :
{ ليذيق بعضكم بأس بعض } و { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } و{ إنّـا أنزلنا الشياطين على الكافرين } و { نقيّض له شيطاناً فهو له قرين } .
وفي ذلك منتهى الإذلال ، لشدة الاستحقاق التي جعلت الرب الرؤوف يُسند الإضرار إلى نفسه .
حميد
عاشق العراق
20 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-20-2013 05:30 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* عقوبة العشق *ـ…_
إن من أشد العقوبات التي يعاقب بها العبد وخاصة في المخالفات القلبية ، كالتعلق بغيره تعالى ، والغفلة عنه ، والمحبة المستغرقة لغير من أمِـر بـحبّهم :
هو ( إعراض ) الحق عن ذلك القلب ، و ( إيكال ) أمر ذلك القلب إلى صاحبه ليملأه بما فيه هلاكه .
وقد ورد في الأثر ، أن الله تعالى لم يضرب عبداً بعقوبة أشد من قساوة القلب ، وقد سُئل الصادق ( عليهِ السلام ) عن العشق فقال :
{ قلوب خلت عن ذكر الله ، فأذاقها الله حبّ غيره } .
ومن الملفت في هذا الخبر التعبير بـ( أذاقها ) ، ومن ذلك يعلم إن بعض الأمور التي فيها إضرار بالعبد ، ينسبها الحق إلى نفسه ، مشعراً بالخذلان لذلك العبد المتمرد على إرادة الحق ، كقوله تعالى :
{ ليذيق بعضكم بأس بعض } و { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } و{ إنّـا أنزلنا الشياطين على الكافرين } و { نقيّض له شيطاناً فهو له قرين } .
وفي ذلك منتهى الإذلال ، لشدة الاستحقاق التي جعلت الرب الرؤوف يُسند الإضرار إلى نفسه .
حميد
عاشق العراق
20 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-20-2013 06:44 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* ما لا يورث اليقين *ـ…_

إن من مصاديق إتباع الظن واقتفاء ما ليس فيه علم ، هو التأثر بما لا يورث اليقين :
( كالأحلام ) المقلقة ، و( احتمال ) ما قد يتوهمه العبد من السحر والكهانة ، و( تأثـير ) الأرواح الشريرة ، وغير ذلك مما يُبتلى به أصحاب الوهم الذين لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يركنوا إلى ركنٍ وثيق .
فعلى العبد أن يقيس الأمور بما يورث له العلم واليقين ، مستلهماً ذلك من الشرع وأهله .
وإلا فإن البلاء الذي يورده العبد على نفسه - بسوء اختياره - قد لا يؤجر عليه ، فتفوته بذلك راحة الدارين .

حميد
عاشق العراق
23 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-23-2013 08:04 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* التوقيت في الأرض والحياة *ـ…_
إن من الأمور التي تعين العبد على تجاوز العقبات ، هو الالتفات الواعي والتفصيلي لصفة ( التوقيت ) للحياة على الأرض وما عليها ،
كالتفاته إلى التوقيت للأرض نفسها ، بل لما حولها من شموس وكواكب ، وكيف أن العيش فيها بكل صخبها وحطامها ، كأنه اللّبث في ساعة من نهار ، بما فيها من سرعة الانقضاء !! .
إن هذا الإحساس الذي يرفده اليقين بصفة التوقيت - مع ما يقارنها من الاعتبار بالصور المادية المؤيدة لذلك كالأموات والقبور - يجعله ( يتعالى ) بشكلٍ غير متكلَّف عن الشهوات من جهة ، و ( يتحمل ) الابتلاءات من جهة أخرى ، لعلمه أن ذلك كله زائلٌ كزوال أصل الحياة .
ومن هنا كان القرآن الكريم هدىً لمن آمن بالغيب ، وتيقّن بالآخرة ، ومن المعلوم أن الإيمان واليقين ، كلاهما يصبّـان في تعميق هذا المفهوم ، الذي من شأنه تغيير مسيرة العبد رأساً على عقب .
حميد
عاشق العراق
23 - 1 - 2013

http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-23-2013 01:23 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* النتائج بيد الحق المتعال *ـ…_
لا شك في أن الله تعالى خلق الإنسان حراً في إرادته ، ولهذا حَسُن تكليفه كما حَسُن عقابه .
إلا أن للحق تعالى فاعليته المباشرة في عالم النتائج والآثار ..فليعمل العبد ما يريد باختياره ، ولكنه لا يبلغ مُناه في كل ما يريد ، كالزارع الذي له اختيار الزراعة ( كفعل ) لا الزرع ( كحاصل ) ،
إذ أنه منوط بأسبابه من الرياح والامطار التي لا دخل للزارع فيها ..ومن المعلوم أن نسبة الآمال المتحققة في الخارج ، هي أقل بكثير من نسبة الآمال المنعقدة في القلوب .
ومن موجبات هذه الخيبة ، طلب الـمُنى بمعصية الحق المتعال ،
فلا يُـحرم العبد ما يريد فحسب ، بل قد يُـبتلى بعكس ما يريد ..
حميد
عاشق العراق
23 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-23-2013 02:08 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* أولم يكف بربك *ـ…_

إن العبد لو استحضر - بكل وجوده - مضمون هذه الآية في حياته لانقلبت نظرته إلى الحياة وما فيها ، واستشعر تلك الهيمنة العظمى والرقابة الدقيقة لعالم الغيب على كل حركاته وسكناته ،
بما يمنعه من الذهول عن الحق المتعال ، فضلاً عن مخالفته وهي قوله تعالى : { أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد } .
فكم فيها من العتاب البليغ ، وذلك بالتعبير بـ ( أولم يكف ) ، بمعنى أنه لو لم نستحضر إلا هذه الصفة في الرب الخبير ، لكفى بذلك ردعاً للعباد .
وعليه فلو اعتقد العبد بإحاطة المولى عزّ ذكره بكل عناصر الوجود ، لأورثه هذا الاعتقاد إحساساً بالرهبة والمراقبة المتصلة ، إضافةً إلى الإحساس بالسكينة والاطمئنان ،
لعلمه بأن كل ما يجري في حقه وحق عالم الوجود ، إنما هو بعلمه ورأفته .

حميد
عاشق العراق
23 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-24-2013 05:43 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* اللامحدود مقابل المحدود *ـ…_

لو عدّ العبد لحظات عمره المعدودة ، وقارنها باللحظات اللانهائية من حياة البرزخ والقيامة ، ثم المصير إلى الجنة أو النار ، لرأى ما يذهله أيما ذهول .
إذ أن كل ( لحظة ) من لحظات حياته ، تساويها قطعة ( لا متناهية ) من الزمان ، ضرورة أن تقسيم اللامحدود على المحدود ينتج اللامحدود .
ومقتضى هذا البرهان القاطع ، أن الخير والشر في كل لحظة من العمر المحدود ، له أثره اللامحدود سعادة أو شقاءً .
فإذا استوعب العبد هذه الحقيقة المذهلة لجعله يتحرز من هدر أية لحظة من لحظات عمره ، بل لاشتدت حسرته إلى حد الحزن المفرط ،
عندما يتذكر اللحظات التي ( أضاعها ) من عمره ولو فيما لا نفع فيه ، فضلاً عن هدرها فيما لا يحسن عقباه ، من المعاصي والذنوب العظام .
حميد
عاشق العراق
24 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 01-24-2013 05:55 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif


_…ـ-* ارتفاع الهوية الشخصية *ـ…_
يبلغ المؤمن من البلوغ والسمو الروحي ، إلى مرحلة ترتفع عنده الحواجز ، حتى حاجز ( هويته ) الشخصية في تعامله مع الخلق .
بمعنى أنه يرى الجماعة المؤمنة كالوجود الواحد ، فحاجة أخيه كحاجته ، إذ لا يرى - في عالم الواقع لا التلقين - أولويةً لحوائج نفسه قياساً إلى حوائج غيره ، فإن نسبة العباد إلى الحق نسبة واحدة من جهة الخلق .
ومن المعلوم أن هويته الشخصية من لوازم ( إنيّـته ) التي لا بد وأن يذيبها في مشيئة الحق وإرادته ، وعندئذٍ يتحول الإيثار عنده إلى حالة طبيعية غير منافرة لمزاجه ، فلا يرى معها عُجباً في نفسه ، ولا منّـة على عباده .
وهذه الحالة بحق من أعظم ( كواشف ) البلوغ النفسي ، الذي قلّـما وصل إليه الواصلون .
حميد
عاشق العراق
24 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif



حميد درويش عطية 01-24-2013 06:06 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif


_…ـ-* علامة القبول *ـ…_
يتوقع العبد علامة الاستجابة والقبول بعد فراغه من موسم الطاعة ، كشهر رمضان ، وكالحج ، وكزيارة وليٍ من أولياء الحق ،
وعندئذٍ قد يعوّل على ( منامٍ ) غير مورث لليقين ، أو ( كلام ) عبدٍ مثله لا يغني من الحق شيئاً .
والحال أن من أهم علامات القبول هو : إحساس العبد بتغيّـر في ذاته ، يستتبع صدور الأعمال الموافقة لرضا الحق من دون كثيرِ تكلّف .
والمهم في هذه العلامة هي ( استمرارية ) ذلك التغيير ، وإلا فإن الزمان اللاحق لتلك المواسم ، لا يخلو من شيء من ألوان الطاعة واجتناب المعصية ، وهذا مما لا يعوّل عليه البصير .
فمَثَله كَمَثل من خرج من بستان حاملا شيئاً من روائح زهورها ، سرعان ما تتلاشى بالابتعاد عن ذلك البستان .

حميد
عاشق العراق
24 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-25-2013 12:51 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الشيطان القرين *ـ-…_
إن من التهديدات الكبرى للغافلين عن الحق ، المشتغلين بالمحسوسات ، والمنهمكين في الشهوات ، هو ما ورد في قوله تعالى :
{ ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين }
فما حال الإنسان الذي اقترن به شيطانٌ يغويه ، غير الشيطان الأكبر الذي يُشرف على الإنسان وعلى قرينه ؟!.
ومن المعلوم أن هذا الشيطان القرين ، يصاحب المرء في كل ( تقلّباته ) ، فيكون خبيراً بواقع العبد أكثر من نفسه ، فيعلم بذلك نقاط ضعفه وقوته .
ومن هنا تكمن ( خطورته ) إذ يسوق العبد إلى الهاوية ، مستعيناً بنقاط ضعفه ، بعد أن أبعده عن جادة الهدى ، مُعرضاً به عن نقاط قوته

حميد
عاشق العراق
25 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-25-2013 01:07 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * صلاة الليل والجماعة * ـ-…_
لقد ورد من الحث على قيام الليل وصلاة الجماعة بما قلّ مثلهما في المستحبات .
ففي صلاة الجماعة إنماء للجانب ( الاجتماعي ) للعبد ، إضافة إلى ما تحمله الصلاة من معان ودقائق ، تتجلى في قلوب المقبلين عليها .
وفي صلاة الليل تنمية للجانب ( الفردي ) ، وإخراج للعبد في كل ليلة من عالم ( الفرش ) في النهار بما فيها من لغو وتشاغل عن الحق ، إلى عالم ( العرش ) بما فيها من الخلوة التي لا يعرفها غير أهلها ،
إضافة إلى التفكير المعمّق بموقع الإنسان في عالم الوجود الذي لم يُـخلق باطلا .
وكان الإمام عليٌّ ( عليهِ السلام ) يقول : { نبـّه في التفكير قلبك ، وجاف عن الليل جنبك ، واتق الله ربك }
حميد
عاشق العراق
25 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-25-2013 01:20 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * الحب الخالص * ـ-…_

إن من أشق المراحل لطالبي لقاء الحق المتعال ، هو الوصول إلى مرحلة الحب ( الخالص ) له .
فإن السائر في أول الطريق يلقّن نفسه الحب ( تلقيناً ) ، ويتصوره في نفسه تصوراً ، ثم يتعالى بعده ( ليستشعره ) واقعاً في نفسه ،
مبتغياً بذلك القرب من ذلك المحبوب ، فيستمتع بلوازم ذلك القرب من الطمأنينة في الدنيا ، والأنس في الآخرة .
و لكن العبد يترقى إلى مرحلة لا يكون حبه للحق مقدمة لحيازة مزايا القرب ، واستجلاب عطاء المحبوب إلى نفسه ، بل لأجل أنه لا يرى محلاً في قلبه لغير ذكر المحبوب وحبّـه .
فإن القلب شأنه شأن باقي عناصر هذا الوجود مخلوق للحق المتعال ، ومن أولى - بهذا الظرف - من خالقه ليحل حبّه وذكره فيه ؟! .
فلغة المحب الواصل هي لغة ( استحقاق ) الحق للحب المنحصر من العبد ، لا لغة استحقاق العبد للمزايا المنحصرة في حب الحق .

حميد
عاشق العراق
25 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-26-2013 08:15 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * أدب المثول * ـ-…_

إن من الواضح تقلّب العبد بعين المولى الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، إلا أن إحساس العبد بهذه الرقابة المتصلة من الحق المتعال ،
( تتأكد ) في حال الصلاة ، فيكون الإلتهاء عن ذكر الحق بالسفاسف من الأمور ، أبلغ في عدم الاعتناء بتلك المراقبة ، وفي جَعْـل الحق أهون الناظرين إليه .
فمَثَل المصلي كمَثَل من هو في ملأ بين يدي السلطان يرعاهم بنظرته ، فإذا طلب منه السلطان الوقوف بين يديه لمخاطبته ، وجب عليه أن يراعي أدب المثول ( للخطاب ) ، زائداً على أدب المثول ( المجرد ) بين يديه .
حميد
عاشق العراق
26 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-26-2013 08:24 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * أعاصير الشهوات * ـ-…_
إن مَثَل الشهوات التي تتوارد على العبد بقوة ،كمَثَل الأعاصير التي تجتاح البلاد بين فترة وأخرى .
فإن العلم بأن الإعصار لا دوام له ، يمنح ( القوة ) والعزم للثبات أمام الإعصار ، ريثما يعود الأمر إلى سابق طبيعته .
فالشاب المراهق الذي يعيش فوران شهوته ، عليه أن يعلم بأن هذه مرحلة إعصار تجتاح العباد في تلك المرحلة لترتفع بعدها ، سواء ( ثبت ) صاحبها معهـا أو ( استسلم ) أمامهـا .
فالمهم في السائر أن يعلم فترات الأعاصير ، ويستعد للصمود أمامها قبل هبوبها ، إضافة إلى علمه بأنها حالة زائلة في كل الأحوال .

حميد
عاشق العراق
26 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-26-2013 08:29 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * ضيوف الحق * ـ-…_
إن العباد ينتسبون إلى الحق بنسبة الضيافة ، وذلك فيما لو كانوا حول بيته الحرام أو في مشاهد أوليائه .
فمن هنا لزم على العبد أن يلحظ تلك الإضافة ( التشريفية ) في تعامله مع هؤلاء الأضياف ، فلا يلحظ علمه بسوء سابقتهم ، بل ولا بسوء لاحقتهم ، ما داموا جميعاً في ضيافة الملك الكريم .
ومن المعلوم أن ( احتقار ) من بحضرة الحق - أياً كانوا - مما يوجب حلول الغضب ، لما فيه من الاستخفاف بعظيم سلطانه ، المستلزم لعظيم عقابه .

حميد
عاشق العراق
26 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-27-2013 10:45 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * مناهج المعرفة * ـ-…_
إن الأدعية المأثورة ليست ( وسيلة ) للحديث مع الرب المتعال فحسب ، بل هي ( مناهجٌ ) لمعرفة السبيل إلى لقاء الحق أيضاً .
ففيها إشارة إلى : موجبات الغفلة ، وإلى دواعي القرب ، وإلى المقامات التي يمكن أن يصل إليها العبد .
حميد
عاشق العراق
27 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-27-2013 11:03 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * المجنون عند الخاصة * ـ-…_

ما المجنون عند الناس إلا الذي تصدر منه الأفعال التي لا يتعارف صدورها من عامة الخلق ، فلو كان ما يصدر من ( عامة ) الخلق ، لا يتعارف أيضا صدورها من ( الخواص ) من أولياء الحق ،
لعدّ ذلك بنظرهم ضربا ً من الجنون أيضاً ، لأنه خروج عن المألوف عندهم ، بل خروج عن مقتضى الاستواء في السلوك الطبيعي لمن يعيش العبودية تجاه الحق المتعال .
فليست حسنات الأبرار سيئات عند المقربين فحسب ، بل أن مستوى ( الإدراك ) عند الأبرار يُـعدّ ناقصاً عند المقربين ،
لاختلاف درجات العقل الذي لا يُكمله الرحمن إلا فيمن يحب ، وباختلاف درجات حب الرحمن لهم ، تختلف أيضاً درجات العقل الممنوحة لهـم .

حميد
عاشق العراق
27 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-27-2013 11:12 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * الرصيد الكاذب * ـ-…_

ما أخطر العلم على العالم الذي لا عمل له ، إذ أن ذلك مدعاة ( للغرور ) والارتياح الكاذب إلى وجود رصيد عنده ، والحال أنه لم يملأ إلا جانباً ضئيلاً من عالم ( ذهنه ) .
والذي يعد بدوره جزءاً محدوداً من وجوده ، الجامع لأبعاد أخرى ومنها عالم الذهن .
أضف إلى أن نقش المعلومة في الذهن ، بمثابة نقش الكتابة في الحجر ، والكتابة على الورق ، في أنه لا يعد - في حد نفسه - كمالا يُـعوّل عليه ( بمجرده ) في مسيرة الكمال .
ولهذا اجتمع العلم وهو أداة الإنارة ، مع الضلال وهو واقع الظلمة ، كما في قوله تعالى : { وأضله الله على علمٍ } .
حميد
عاشق العراق
27 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-28-2013 12:52 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * جينة الوحدانية * ـ-…_

إن الإنسان بفطرته يميل إلى مبدأ وجوده ، فهذا هو الطفل لا يجد إحساساً غريباً عندما يُذّكر بالحق ، بل أنه يدعي ببراءة أنه يحبه ويودّه ، وهو صادقٌ إجمالاً في دعواه .
ونفس الإحساس ينتاب الكبار عند الشدائد ، فينقلب إلى موحدٍ مخلص لله دينَـه ( كما يعبر القرآن الكريم ) .
ولو بقي على مثل ذلك الإخلاص ، لفتحت له الآفاق التي لم يكن ليحلم بها من قبل .
وقد أعلن العلماء عن اكتشاف جينة في الجسم أطقلوا عليها ( جينة الوحدانية ) مهمتها الرئيسية هي أن تقود الإنسان بالفطرة إلى إدراك أن هناك إلهـاً واحداً لهذا الكون ، خلقه بحكمة وتدبير ، وأنه تعالى لا شريك له .
ولاحظوا أن تنشيط هذه الجينة يدفع الإنسان إلى الخشوع ، عندما يسمع أحاديثَ تتحدث عن الحق تعالى ، وقالوا أنها موجودة لدى كل مخلوق حيّ بمقتضى قوله تعالى : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } .
وهنا يمكن أن نضيف القول بإمكانية الارتباط بين هذه المقولة ، وبين آية أخذ الميثاق من بني آدم ، إذ أخذ من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على الربوبية .
حميد
عاشق العراق
28 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-28-2013 01:42 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * إيقاظ المحبة * ـ-…_
إن من موجبات الانتقال عن المعصية هو ( الاعتقاد ) بشدة عذاب الحق في الآخرة وأليم انتقامه في الدنيا ، فإنه غير غافل عما يعمل الظالمون .
ولكن هناك سبيلاً آخر قد يكون أنفع من سابقه ، وهو ( إحساسه ) بمحبته للحق الذي يهبه حالة من الالتفات واليقظة ، فيرى نفسه وكأنه كان نائماً على مزبلة واستيقظ على نتنها ،
وهو يواجه على مساقة قريبة منه الجنات والرياحين ، فمن الطبيعي أن يبادر من تلقاء نفسه في الانتقال من المزابل إلى الروضات . وليعلم أن استيعاب هذا المعنى ، كفيل بتغيير مسار كثير من العصاة .
يعبر عنها الإمام ( عليهِ السلام ) في المناجاة الشعبانية بقوله : { إلهي لم يكن لي حول فأنتقل عـن معصيتك ، إلا في وقت أيقظتني لمحبتك } .
فيقظة المحبة أبلغ في الوصول إلى الحق ، من رهبة العقاب .
حميد
عاشق العراق

28 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-28-2013 02:04 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * الوصية بالثلث * ـ-…_
إن من الملفت حقاً عدم استغلال العبد لما أعطاه الحق المتعال من حق الوصية ( بالثلث ) في الأموال ، والحال أنه أحوج ما يكون للدرهم بعد وفاته ، رداً لمظلمة أو كسباً لدرجة .
ولو أذن للميت أن يتصرف في كل ما لديه في عالم الوجود تصرفاً بأمواله ، وفداء بأولاده وذويه , لفعل ذلك ، كما ورد مضمونه في قوله تعالى :
{ يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه } .
فكم تعظُم حسرته عندما يرى أنه كان ( مأذوناً ) بذلك ، ولكنه ( آثـر ) من هو مستغنٍ من الأحياء على نفسه ، وهو مفتقر أشد الافتقار إلى ما كان داخلاً في ملكه ، بعد أن أفنى عمره في جمعه ؟! .
والقرآن الكريم يذكر هذه الحالة بتعبير بليغ : { ولقد تركتم ما خولناكم وراء ظهوركم } .
حميد
عاشق العراق
28 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-29-2013 06:13 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * تسبيح من في الوجود * ـ-…_
إن من موجبات ( الإقلاع ) عن المعصية ، هو إحساس العبد بأن كل ما حوله يسبح بحمدالله تعالى: إما بلسان حاله ، أو بلسان مقاله .
فإنه عندما يعصي الحق على فراشه بعيداً عن أعين الناظرين ، فإنما هو يتمرد في وسط ( يضجّ ) بالتسبيح ، بأرضه وسقفه وجداره وما فيه من أثاث ومتاع .
وقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : { أما يستحي أحدكم أن يغني على دابته ، وهي تسبح } .
فما هي نظرة الملائكة الموكلة بالحساب وهم يرون هذا الموجود ( الشاذ ) في عالم الوجود ؟!.
والأنكى من ذلك كله أنه يرتكب الجريمة بما هو مسبحٌ للحق ، كالقاتل بسلاح يسبح الحق كباقي موجودات هذا الكون الفسيح ، وكالظالم بعصا تسبّح بحمد الحق ، يضرب به عبداً يسبح بحمد الحق أيضاً .
حميد
عاشق العراق
29 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-29-2013 07:34 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * العتق من النار * ـ-…_

إن التعبير بالعتق من النار لهو تعبير بليغ ، يشعر ( بفداحة ) الخطب الذي يعيشه العبد وإن لم يستحضر تفاصيل ذلك الخطب الفادح .
فإنّ طَلَب العتق يُشعر الإنسان وكأنه عبد مملوك للجحيم ، بمقتضى العقود اللازمة التي أوجبت له هذه الرقية .
فكل معصية بمثابة عقد ( عبودية ) بينه وبين النار ، وكلما كثرت العقود كلما ترسخّت معاملة العبودية ، إذ يبيع نفسه للنار كل يوم مرات ومرات مؤكداّ بذلك إصراره على المبايعة القاتلة .
ولا حلّ لهذه المعاملة الملزمة ، إلا ( بتدخّـل ) الملك القهار الذي بيده أزمّـة الأمور فسخاً وابراماً ، كالسلطان الذي يفسخ العقود اللازمة بمقتضى سلطنته المطلقة .

حميد
عاشق العراق
29 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-29-2013 07:46 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * المعصية لا بالمكابرة * ـ-…_
يحسن بالعبد أن يكرر الاعتذار بين يدي الحق ، وذلك بدعوى أن معصيته للجبار لم تكن على وجه المكابرة و( الاستخفاف ) بحق الربوبية ،
وإنما كانت محضَ إتباعٍ لهوى ، أوغلبةٍ لشقوة ، وخاصة مع تحقق الستر المرخى ، من طرف الستار الغفور .
إن هذا الإحساس يسلب من المعصية جهة ( التحدي ) والاستخفاف ، والهلاك الدائم إنما يأتي من هذه الموبقة .
فتبقى جهة المخالفة الاعتيادية لغلبة الهوى ، فيتوجه العبد بعدها لمن لا تضره معصية من عصاه ، ولا تنفعه طاعة من أطاعه .
وبذلك يتحقق مضمون ( خادعت الكريم فانخدع ) ، أي تظاهر بأنه لم يلتفت إلى تحايل العبد ، ليكون هذا التغافل مقدمة للعفو عنه .

حميد
عاشق العراق
29 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-30-2013 06:32 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- *تحمّل مظالم العباد* ـ-…_
إن من أهم الموانع التي قد تحجب العبد عن دخول الجنة الأحقاب والدهور ، هو ( تحمّـله ) لمظالم العباد .
فإن المظلومين أحوج ما يكونون إلى حسنات الظالمين يوم القيامة .
فإذا تقاسم المظلومون حسناته ، فلا يبقى له ما يدخل به جنة الخلد وهو على أبوابها .
ومن هنا يطلب العبد من ربه وهو في الدنيا بإرضاء الخلق بما يشاء :
سواء ( بتوفيقه ) للالتفات إلى مظالم العباد وإقداره على أدائها أثناء حياته ،
أو ( بتدخل ) الحق مباشرة يوم الحساب لإرضاء الخصوم ، بما لا يُنقص العبد شيئاً من حسناته .
حميد
عاشق العراق
30 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-30-2013 06:46 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * إلقاء الرعب * ـ-…_

إن من مظاهر تصرف الحق في القلوب ، هو ما ألقاه من الرعب في نفوس المشركين بعد انتصارهم في غزوة أحد ،
فلم يكن بينهم وبين القضاء على الإسلام إلا قتل النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) ودخولهم المدينة واستباحة أهلها وإعادة الأمر جاهلية أخرى .
ولكن الحق قذف في قلوبهم ( الرعب ) وحال دون قيامهم بذلك كله ، فقفلوا راجعين مع هزيمتهم للمسلمين إلى مكة ، وهم يقولون وكأنهم استيقظوا بعد سبات : { لا محمداً قتلنا ، ولا الكواعب أردفنا } .
وهذا هو سبيل الحق في ( نصرة ) المؤمنين طوال التأريخ ، سواءً في حياتهم الخاصة ، أو في معركتهم مع أعداء الدين .
حميد
عاشق العراق
30 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-30-2013 08:10 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * التدّرج في دخول الحرم * ـ-…_

إن الوضوء والأذان والإقامة بمثابة البرزخ بين ( النشاط ) اليومي ، وبين ( الإقبال ) على الحيّ القيوم .
فإن الذي يتدرج في دخول حرم كبرياء الحق ، من مقدمات وضوئه إلى أدعية ما قبل تكبيرة إحرامه ، لهو أقرب إلى أدب الورود على العظيم من غيره .
وأما الذي يدخل الصلاة من دون الإتيان بهذه المراحل ، فكأنه دخل على السلطان مباشرة غير ( متهيبٍ ) من الدخول عليه ، ولا شك أن هذه الكيفية من الدخول ، من موجبات الحرمان أو عدم الإقبال .
حميد
عاشق العراق
30 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-31-2013 04:27 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * آية المراقبة * ـ-…_
إن من الآيات التي لو التفت إليها العبد لاشتدت ( مراقبته ) لنفسه ، بل أشفق على نفسه ولو كان في حال عبادة ، هي قوله تعالى :
{ وما تكون في شأنٍ وما تتلو منه من قرآنٍ ولا تعملون من عملٍ إلا كنّا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبين } .
وكان النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) إذا قرأ هذه الآية بكى بكاءً شديداً ، لأنه يعلم عمق هذا الشهود الذي لا يدع مجالاً للغفلة عن الحق .
والملفت في هذه الآية أنها تؤكد على حقيقة ( استيعاب ) مجال الرقابة الإلهية ، لأيّ عملٍ من الأعمال ، ولأيّ شأن يكون فيه العبد .

حميد
عاشق العراق
31 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-31-2013 04:37 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * مغالبة المكروه * ـ-…_
إن تثاقل القيام بالعمل الصالح ، وإن كانت كاشفة عن حالة ( سلبية ) في النفس الميالة إلى اللعب واللهو ، إلا أن مغالبة النفس لما تكره ، مما يعزز من قصد القربة إلى الحق .
إذ أن العبد إنما يخشى عدم تحقق الإخلاص في مواطن ( الميل ) النفسي كإقدامه على مقتضيات الغريزة بأقسامها ، وأما ما فيه ( المنافرة ) للطبع فإنه أبعد ما يكون عن الشوائب ، وبالتالي يكون أرجى للقبول من جانب الحق المتعال .
إن هذا الاعتقاد بأن ما تكرهه النفس من الطاعة أقرب للإخلاص ، يجعل العبد يبحث عن خصوص مثل هذه الأعمال ، ويتعمد الإتيان بها ليكون ذخراً له في يوم فقره وفاقته .
ومن الملفت في هذا المجال أن النفس لا تبقى تستشعر ذلك ( الثقل ) المعهود قبل القيام بالعمل ، وذلك عند شروعه في العمل أو تكراره له ،
وهذا هو السر في أن أهل القرب من الحق يستسيغون الأعمال الشاقّة ، التي كانت ثقيلة حتى عليهم في بدء سيرهم إلى الحق المتعال .

حميد
عاشق العراق
31 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-31-2013 05:03 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * قبح الرّبا * ـ-…_
إن من الذنوب الكبيرة التي فقد الخلق الإحساس بقبحها هو الرّبـا ، فهم في التعامل معه كمثل من فَـقَد عقله ،
وما أمكنه تمييز الحسن والقبيح ، وهو ما يقتضيه التعبير بـ ( يتخبَّطُهُ ) كما ورد في القرآن الكريم ، فهو يسير بغير استواء وكأنه ممسوس اختلت قوى تمييزه .
ومن الملفت في هذا المجال أن الحق يهدد فاعله بإيذان الحرب منه ، ثم يتبع الحق نهيه عن الربا بقوله: { فاتقوا النار التي أعدت للكافرين } .
فقد هدد آكلي الرّبـا بالنار التي أعدت للكافرين ، ومنه يعلم شدة عذاب آكل الربا الذي يشترك ولو في درجة منه مع الكافر .
وقد سئل الصادق ( عليه السلام ) عن قوله تعالى : ( يمحق الله الربا ) ، وكيف أن ماله يربو ، فقال ( عليه السلام ) :
{ فأي محقٍ أمحق من درهم الربا ، يمحق الدين ، وإن تاب منه ذهب ماله وافتقر }

حميد
عاشق العراق
31 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-01-2013 06:08 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * شعب الخير والشر * ـ-…_
إن طريق الخير طريقٌ ذو ( شعب ) يدل بعضه على بعض ، فمن دخل في مجال الإحسان انفتح له السبيل بعد السبيل ، وكذلك في مجال العلم وإرشاد العباد وغير ذلك .
والأمر كذلك في الشر ، فإن الشر بعضه دليل بعض ، وكأنه سلسلة يشد بعضها بعضاً .
والشيطان إنما يطلب الزلل من العبد فيوقعه في شراكه ، إذا رأى فيه ( قابلية ) الانسياق وراء الشر خطوة بعد خطوة .
وقد رتّب القرآن الكريم عمل الشيطان من طلبه لزلل العبد ، على كسب العبد نفسه ، فقال : { إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا } .
ومن ذلك يعلم أن الضلالة يكون مردّها إلى العبد نفسه ، وإن استثمر الشيطان كسب العبد في تحقيق الضلالة .

حميد
عاشق العراق
1 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-01-2013 06:18 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * تواصل الغيث * ـ-…_
إن ساعات الإقبال التي تتفق للعبد الغافل بين فترة وأخرى ، كالمطر في الأرض ( القاحلة ) سرعان ما يجف بما لا يستنبت شيئاً من الحياة ،
خلافاً للخصبة من الأرض ، فإن كل قطرة غيث لها دورها في سرعة نمو ما فيها من البذور ، ووفرة ما ينبت عليها من الزروع .
نعم إن من الممكن أن ( ينـقّي ) الغيث المتواصل الأرض من سبَخِها ، وبالتالي ( يُعـدّها ) للزرع لو شاء ذلك صاحبها .
وهكذا الأمر في النفوس التي تتعرض للنفحات المتلاحقة ، فإنها قد تكتسب قابلية الخصب بعد طول الجدب .

حميد
عاشق العراق
1 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-01-2013 06:26 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * انكشاف حقيقة النفس * ـ-…_
إن من أفضل منح الحق للعبد ، أن يكشف له الحق عن حقيقة النفس البشريّـة ، فيراها كما يرى بدنه بكل عوارضها وما فيه صلاح أمرها وفسادها .
ومن المعلوم أن من عرف نفسه فقد عرف ربه ، لأن شأن النفس التي ( أزيلت ) عنها الحجب أن تتعرف على خالقها ، ضرورة استعداد الشيء لمعرفة من به قوامه حدوثاً وبقاءً .
ومما ينبغي معرفته في هذا المجال ، أن الحق ( يواجه ) النفس كمواجهته لكل عناصر الوجود ، فكان من المفروض أن ( تنعكس ) هذه المواجهة المقدسة على كيان العبد ، انعكاس النور في الماء الزلال ،
ولكن وجود الموانع من الأكدار الداخلية والخارجية ، هو الذي يمنع ذلك الانعكاس ، رغم استعداد القابل وفاعلية الفاعل .
فإذا انكشفت حقيقة النفس بفضل الحق عرف العبد داء نفسه ودواءها ، إذ أن لكل نفس عوارضها الخاصة بها ودواءها المناسب لها ، رغم العلم بكليات العوارض وعلاجها .
حميد
عاشق العراق
1 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-02-2013 07:08 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * خداع المادحين * ـ-…_
إن من أعظم سلبيات المدح هو ( التفات ) الممدوح إلى نفسه وانشغاله بها فيما لو كان واجداً لصفة المدح ، وإصابته ( بالعجب ) والغرور الكاذب فيما إذا كان فاقداً لها .
ومن هنا ورد الذم بالنسبة للمدّاحين لأنهم يصورون ما لا واقع له ، أو يبالغون فيما له واقع .
فقد روي عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) أنه قال : { احثوا التراب في وجوه المداحين } .
وإن النفس بطبيعتها تركن إلى تقييم الآخرين ومديحهم ، فقد يصدّق الممدوح بعد طول تكرار ما لم يكن ليصدق به .
ولهذا يرى السلطان نفسه واجداً لكثيرٍ من الكمالات الموهومة ، وذلك لكثرة من حوله من ( المتزلّفين ) الذين يصورون له السراب ماءً ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً .

حميد
عاشق العراق
2 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-02-2013 07:16 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * معاشرة الصلحاء * ـ-…_
قد يوفق العبد لمعاشرة صالحٍ من العباد ، إلا أنه ينشغل بذات ذلك الصالح بما يجعله ( حجاباً ) بينه وبين ربه ، إذ يستغرق في حبه ، ويسعى لجلب رضاه وإن لم يكن بحق .
كما يستوحش من إعراضه وغضبه ولو كان لانحراف مزاج ، ويرى الابتعاد عنه كأنه ابتعاد عن مصدر كل خير .
وعندئذٍ يكون شأنه كشأن من ينظر إلى المرآة فيستحسنها ويستغرق في التأمل فيها ، لا شأن من ينظر بها ليستكشف من نفسه عيوبها وما فسد من أمرها .
ولطالما تسول له نفسه ، فيرى ارتياحاً لمعاشرته وكأنه اتحد به وجوداً بملكاته الصالحة ، فيكون مَثَله كمَثَل من يسير في بستانٍ متنـزهاً فيظن أنه قد ملكها بما فيها ، والحال أنه سيفارقها بعد قليل ليعود إلى خلوته الموحشة .
وعليه فإن مجرد ( مصاحبة ) الصلحاء لا يكفي بنفسه لرقيّ درجات الصالحين .
حميد
عاشق العراق
2 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-02-2013 07:23 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * عدم الأنس بالقرآن * ـ-…_
طالما يحاول العبد إلزام نفسه بتلاوة آيات من كتاب ربه العزيز ، إلا أنه يرى في ذلك ( ثقلاً ) مرهقاً ، يدعوه : إما للانصراف أو للتلاوة الساهية .
ومن الملفت في هذا المجال أنه لا يستشعر مثل هذا الثقل في قراءة أضعاف ذلك من كل غث وسمين .
والحال أنه يبذل الجهد ( المتعارف ) للقراءة في الحالتين ، والذي يستلزم النظر بالعين ، والقراءة باللسان ، والاستيعاب بالقلب .
والسر في ذلك واضح وهو عدم وجود ( الأنس ) بين القارئ والمقروء ، للحجب الكثيفة التي أفقدته ذلك الأنس ، ومن المعلوم أن هذا الأنس شرطٌ لميل العبد إلى كل فعل ومنه القراءة والتأمل .
يضاف إلى ذلك عدم إحساسه ( بالانتفاع ) الفعلي عند تلاوة القرآن الكريم خلافاً لقراءاته الأخرى ، والشاهد على ذلك أنه لا يزداد إيماناً عند تلاوته .
وعليه فكما أن ظاهر القرآن لا يمسه إلا المطهرون بظواهرهم ، فإن باطنه محجوب لا يمسه أيضا إلا المطهرون ببواطنهم ، التي ارتفعت عنها الأكـنّة ، التي يجعلها الحق على قلوب الذين لا يؤمنون .

حميد
عاشق العراق
2 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-03-2013 04:00 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * اختلاف المعاملتين * ـ-…_
إن من الواضح في علاقة الأب مع ( أبنائه ) ، قبوله منهم القليل ، وتجاوزه عنهم الكثير ، ولطالما يتحمل الأذى رادّا عليهم بالجميل .
وهذا كله خلافاً لتعامله مع ( خادمه ) ، فإنه قد لا يغفر له زلّـة ، ولا يرضى منه إلا بإتيان كل ما تحتمله طاقته .
وموجب التفريق بين المعاملتين لا يكاد يخفى على أحد ، إذ أنه يربطه بالأول رابط الحب و( العلقة ) الضاربة بجذورها في النفس والبدن ، والثاني لا يربطه به إلا ( العقد ) الذي ينفسخ بعد أمدٍ ، طال أم قصر .
فلنرجع ونقول : إن علاقة الأولياء بالحق المتعال أشبه ما تكون بالعلقة الأولى ، في أنه يقبل منهم اليسير ، بمقتضى محبته الموجبة لسرعة الرضا ،
إذ انهم من حزبه المنتسبين إليه ، خلافاً لغيرهم الذين لا تربطهم به ، إلا نسبة الخالقية والمخلوقية وما يرتبط بها .
حميد
عاشق العراق
3 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-03-2013 04:21 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * الفرق بين الكف والانصراف * ـ-…_
إن هناك فرقاً واضحاً بين ( كفّ ) الصائم نفسه عن الطعام مع ميله الشديد إليه ، وبين ( انصراف ) نفس المفطر عن الطعام وعدم ميله إليه .
فإن الأول يعطى ثواب الصائمين دون الآخر ، إلا أن الثاني مقدمٌ على الأول في عالم الترويض والمجاهدة .
فلا يبعد أن يكون الأثر التكاملي لانصراف نفس المفطر عن الطعام المباح ، أشدّ من كف الصائم نفسه عن الطعام على مضَضَ وإكراه .
ولعل هذا هو السر في خروج خلق كثير من الشهر الكريم ، من دون كثير
( تغييرٍ ) في ذواتهم ،
فهم يُقبِلون على الطعام ليلاً بأضعاف ما حرموا منه في النهار وينتظرون خروج الشهر مع ما فيه من البركات ، للتخلص من قيد إمساك النفوس عن لذاتها .

حميد
عاشق العراق
3 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-03-2013 04:30 PM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * الخطايا العابرة * ـ-…_
إن صدور ( الخطايا ) من الجوارح ، وتوارد ( الخواطر ) على القلوب لا يوجب اليأس أبداً .
فإن مَثَل هذه الخطايا والخواطر الطارئة ، كمَثَل عابر السبيل في الطريق الذي لا يكتسب عنوان عابره بمجرد عبوره فيه ، إلا إذا استقر فيه واستوطنه .
فإن الطريق ينتسب إلى من اتخذه مقراً ومنـزلاً ، وعليه فإن مجرد صدور المعصية عن جارحته أو جانحته ، لا يكفي لأن ( يتعنون ) العبد بعنوان يوجب له اليأس .
إذ أنه كما أن نفسه طريق لعابر الشر ، كذلك فإنها طريق لعابر الخير ، فلا يتعنون بعنوان غالب إلا عند طغيان أحدهما على الآخر .

حميد
عاشق العراق
3 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 02-04-2013 06:17 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ- * مخزون القلق في النفس * ـ-…_
يحاول المرء أن يتحاشى موجبات القلق في حياته ، فيتجنب من أجل ذلك البيئة أو الشخص أو المكان الذي يمكن أن يجلب له فساداً ، أو يوجب له تشويشاً ، ويظن أنه ( بتحاشيه ) هذا ، يجلب لنفسه الراحة والاطمئنان .
والحال أن في مخزون ذاكرته كمّـاً كبيراً من الحوادث المقلقة والمثيرة لأحزانه ، وهذه الخواطر المحزّنـة كافية لأن ( تنغّـص ) عليه عيشه ، بمجرد تذكرها والتفاعل معها ، ولو كان صاحبها في سياحة ممتعة أو في روضة من الرياض .
وعليه فإن من موجبات السعادة في الحياة الدنيا ، أن يكون ( استحضاره ) للمعاني المختزنة في اللاشعور تحت رقابته الأكيدة ، فلا يستحضر شيئا من تلك الصور الذهنية ولا يتفاعل معها ، إلا إذا رأي في ذلك خيراً ونفعاً .

حميد
عاشق العراق
4 - 2 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


الساعة الآن 10:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team