سلام عليك .. ابن باز
د. محمد بن عبد الله إبراهيم الخرعان سلام على الشيخ الجليل فسلموا *** سلام محب قلبه متألم فقيد بلاد المسجدين وأمة *** مآثره في نصحها تتكلم إمام الهدى عبد العزيز وإنما *** محبته للخير والفضل ميسم بها يعرف الساري على هدي أحمد *** ولا يبغض الشيخ المبجل مسلم نعاه ثرى نجد وكثبان رمله *** مرابعُه فيها تئن وتتألم وضمّته ضم الأم جسم وليدها *** بلاد حجاز الله وهو المتيم وبكاه من كل البلاد تُقاتها *** وناح عليه عالم ومعلم وشيّعه مليون حُرّ *** وصلى عليه المسلمون وسلموا أقول وقد غض المطاف بمن أتوا *** لتشييعه من كل فج ويمموا لعمرك هذا العز لا عز ثروة *** ولا عز سلطان لمن كان يعلمُ تراه حديث الناس في كل مجلس *** بآثاره كل الشفاه ترنّم إذا ما التقى خل ووافى خليله *** بعزيه فقد الشيخ فالأرض مأتم فلله شيخ ما أبر خلاله *** ولله شيخ ذائع الصيت مكرم إذا رنّ في المذياع نعمة صوته *** تنادى له طفل وكهل وأيم لقد كان في حلق المضلين غُصة *** وعند ذوي التقوى روَاء وبلسم أبى الله إلا أن يجلّ مقامه *** ويرفع من مقداره ويعظم بكت فقدك الآيات تتلو مئينها *** تقوم بها حيناً وحيناً تعلّم وبكتك من قول الحبيب صحائف *** ويبكيك منهن البخاري ومسلم ويبكيك محراب وأعواد منبر *** ويبكيك طلاب وصحب ومحرم وتبكي خلال الجود والبذل والسنا *** وطيب السجايا والندى والتكرم بكيتك يا شيخ الهداة وإنني *** بحبك والأبرار صب متيم أنيس إذا ما جئته خلت أنما *** بك الشيخ معنيا وأنت المقدم وكل يرى منه الذي أنت خلته *** ويبصر ما أبصرت منه ويعلم كريم نقي القلب خال من الأذى *** قريب من الرحمن راض مسلم حفي بكل الناس من كل بقعة *** فلا غرو ان لاقى المحبة منهم أيام علم الإسلام فقدك فاجع *** له تحزن الأكوان والدين يثلم فقد كنت كالحصن الذي يحتمى به *** إذا هاجت الأهواء ، بالحق تهزم وقد كنت صبحاً يستضاء بنوره *** إذ لاح في الأفق البلاء المعتم وقد كنت سيفا يُفزع الشر حده *** وفي ظله يأوي المحق ويسلم ستفقدك الآلاف كنت لفقرها *** غني ولها في الجهل أنت المعلم ويفقدك الحجاج في كل موطن *** إذا ما أتوا تلك البطاح وخيموا ويفقدك الشاكي ظُلامة ظالم *** شفاعتكم في دفعها تقوّم وإن عصفت بالأرض أهواء بدعة *** أو اشتط رأي رأيك السمح ملحم ألا يا ابن باز فقدناك والدا *** ونجواك للرحمن والليل مظلم وترتيل آيات الكتاب تزيدها *** على حسنها حسنا فتفتي وتفهم وعرضك أقوال الرسول كأنها *** على قلبك المخموم رسم معلم تحث على التقوى وتدعو لسنة *** بها أنت من بين المصلين مغرم أقول لشعري : جاد نظمك عندما *** رئيت ابن باز فهو للشعر مكرم فقال : نعم ، إني أٌول وما أرى *** بأني أوفي حقه وأتمم ولكني حسبي ان ما قد نظمته *** هو الحق لا زور ولا ثم مغرم فوا الله ما إن قد رأيت بمثله *** ولا مثله بين الخلائق يُهضم سقى قبرك الرحمن وابل غيثه *** وأعطاك من نعمائه وهو أرحم وروّاك من كأس النعيم وأنسه *** وفي روضة الجنات تهني وتغنم تروح عليك الطير في كل غدوة *** ويأتيك من روح الجنان التنعّم وخلد في الباقين ذكرك صالحاً *** وأجرى عليك الأجر ما فاه مبسم وصلّ إلهي ما بدى الصبح أو دجى *** ظلام على نور به القلب مغرم نبيك خير الخلق أحمد والألى *** على نهجه ساروا وشرعك عظّموا |
وداع لشيخنا
صالح العمري صوت أراع فسار الوهن في جسدي *** نعاك يا أمة في شخصك الأحد روح من العلم غارت في عوالمها *** وفارقت بقضاء هيبة الجسد أواه في داخلي تفري نواهشها *** مذ غابت الشمس تحت الرمس عن بلدي أواه ها قد مشى بؤسي إلى قلمي *** وخرّ من شاهقي في نعيه جلدي نعيته نعي أرواح وأفئدة *** تحبه في الإله الواحد الصمد نعيته نابذ الدنيا وزخرفها *** وحامل النور في جنبيه في جهد نعيته شيخنا والعلم يملأه *** مهابة فارتقي فينا بلا عمد نعيته غيمة تنصب رحمتها *** وروحها رحمة للناس للأبد من للجذور التي في أرض مسغبة *** يمدّها بهدى من طاهر البرد من للفراشات والظلماء موحشة *** يدلها بضياء صادق المدد من ألبس الأرض جزءاً من عباءته *** أرجاؤها عبقت من مسكها الأبدي جاز الحدود إلى الدنيا يعلمها *** حديثه خفقة في واسع الأمد مجالس الذكر تبكي بعد وحشتها *** وفقدها من أحاط الذكر بالسند منابع الضوء غارت في حوالكها *** وموحش الدمع نهاشاً من الكبد يا شيخنا شابت الأنباء واحترقت *** جرائد ودهتنا لوعة الكمد إنا فقدناك فقد الطفل والده *** والحب قد فاق حب الأم للولد يا أبصر الناس هدياً دون ما بصر *** والناس في بصر عمي عن الرشد الدمع مقتحم والصوت مختنق *** والقلب معتصر والوهن في العضد تنأ بك الدار والأحباب في حزن *** والناس في ذهل والروح في كبد دار تفرقنا والله يملكنا *** إن شاء يجمعنا في جنّة الرغد |
نم أيها الباز
زكي بن صالح الحريول لكل قلب إذا ما حب أسرار *** وكل حب لغير الله ينهار هم الرجال إذا ما جئت تمدحهم *** سمت على الحرف تيجان وأزهار وإن تواروا بترب الأرض واأسفي *** سالت من الجفن شطآن وأنهار بالله يا قوم أخفوا اليوم خطبكم *** أليس للمواق المفجوع أنظار ؟ حقاً أيا قوم غاب اليوم سيدكم *** وأصبح العلم لا أهل ولا دار ؟ يا أيها الشيخ جمر البين يحرقني *** وفي دمي من هجير البعد إعصار والكون كهف يكاد اليوم يخنقني *** والأرض في مقلة المحزون أشبار للحب سر أجل ! ما زلت أجهله *** وكم سواي بسر الحب قد حاروا أين العلوم التي كم كنت تمنحها *** والناس من حولكم سمع وأبصار ؟ أين الوفود التي حطت ركائبها *** ببحر جودك يهوي الخل والجار ؟ حتى الطيور التي ضاق الفضاء بها *** لها بمسكنكم عش وأوكار ! وهبتها عمرك الميمون يا سندي *** وصحت : تلك سنين العمر فاختاروا وإن أتاك يتيم يوم مسغبة *** فالقلب والعين والكفان إيثار وإن شكت أمتي في يوم مظلمة *** أحيل ذا الحلم حزم كله ثار ! إذا رأته بنور العلم متشحاً *** جحافل الجهل كالبنيان تنهار لولا العقيدة ما احمرت صحائفه *** فقلبه لذيول العفو جرار يا أيها الليل قل لي عن مناقبه *** أليس في الليل للعباد أسرار ؟ حمر محاجره بيض مدامعه *** وفي الشفاه تراتيل وأذكار ما أحزن القوم والأكتاف تحمله *** تبكي عليه وحكم الله أقدار يا مهبط الوحي صوني قبره فله *** بين الضلوع مصابيح وآثار نم .. أيها الشيخ لن تنساك مهجتنا *** ما غردت في ربوع البيت أطيار نم .. أيها الشيخ لن تنساك مهجتنا *** ما دام في الأرض للإيمان أنصار نم .. أيها الشيخ لن تنساك مهجتنا *** ما دام في القلب دقات وأعمار فإن قبرنا فعل الله يجمعنا *** فإنما الدهر إقبال وإدبار |
باز سما
محمد بن فهد حمين الفهد خطب دهى فأثار الهم والألما *** جون ولكنه قد بيض اللمما خطب كسى مشرق الدنيا ومغربها *** غما وهما فأبقى الجو مضطرما تعلوه كدرة الأحزان أغطية *** لو تشرق الشمس لم تخرق له ظلما فقدت فيه فؤادا كنت أنت أذخره *** لمد لهم من الأحداث إن هجما إذ كان قلبي ليثاً لا يفزعه *** كرب ألم وأما اليوم فانهزما إمام خطب أبي العزم بادرني *** بحربة أوقدت في جسمي السقما لولا اشتعال فؤادي في جوانحه *** لظل دهراً طويلا يقذف الحمما ها إنها صعقة للقلب لو نزلت *** يوماً على صفتي ثهلان لانهدما لما تواترت الأنباء عن نفر *** تروي بأن حسام الدين قد ثلما شج الأنام معين الدمع من مقل *** ما إن همى ماؤها حتى استحال دما كأنما الأرض من أطرافها وترت *** لقده فانبرت تستصرخ الأمما باز سما فوق هام المجد سؤدده *** فما استكان إلى أن صافح القمما ففرغه في ذرى الجوزاء مقترن *** وأصله في رياض الصالحين نما من للمسائل يفريها بفطنته *** من للمنابر يزجي فوقها الحكما من لليتامى كريم يدرئون به *** أيدي الزمان إذا ما ألقت العدما من للثكالى فتى يستصرخون به *** في وجه كل ملم ينكأ الألما من للمتون التي باتت مولولة *** تنعي بعين الأسى حبراً بها علما تنعى التقى والحجا والعلم قاطبة *** والبشر واللطف والأخلاق والكرما سل القضاء الذي آخاه عن كثب *** هل كان يوماً على الأحكام متهما يجبك أن رسول الله قدوته *** هدياً وسمتاً وأحكاما إذا حكما إذا نظرت إلى لألآء عرته *** لمحت في طيها الإيمان والشمما حبر العلوم إذا ما لج مبتدع *** رد اللجوج على الأعقاب منهزما وإن تمادى غوي في غوايته *** رماه صائب الأخلاق فاصطلما قد شارك الناس طرا في قلوبهم *** فإن أردت دليلاً فاسأل الحرما لما تقدم جمع البيت خادمه *** يقضون حق إمام ودع الساما تسعون عاما تولت غير واحدة *** رفعت فيها لواء الدين مدعما فإن خبت نار عزم زدتها لهبا *** وإن ونت همة أتبتها همما جزمت الصعاب بسعي غير متئد *** حتى أتيت لركن المجد مستلما بك النصائح بين الناس آخذة *** عرى القلوب أقامت بينها رحما قد كانت تخرم وجه الجهل مبتدراً *** بسيف علم من التضليل قد سلما ولم تزل دائباً في الله محتسبا *** حتى أتاك رسول الموت مخترما جزاك ربك عنا خير مغفرة *** شؤبوب عفو يزل الذنب إن عظما فقد بذلت لنا نصحاً وموعظة *** فإن سألنا لك الغفران لا جرما |
رحيل الكوكب المضيء
عبد الله بن سالم الحميد ترحل كوكب ملأ الوجودا *** وعلمنا التواضع والخلودا وما زجت المساحة في ذراه *** نسيجا في فضيلته فريدا سما في الفقه والتعليم كفؤا *** وحطم في نموذجه القيودا وجاوز في المناصب كل نبل *** وحلق في سما البذل جودا مثال في التميز والتسامي *** تفرد في كفاءته عميدا تجهم فانتفضت وقلت : عفوا *** وأطرق مصغيا كي يستعيدا وصول لي تبسمه حفيا *** براءة مؤمن وندى وعيدا توقد حكمة ورؤى وأسدى *** وأبدع في تأمله نضيدا فقيده رائد علما وتقوى *** وفي الزهد ارتقى غمر النجودا ولي صان عهد العلم حفظا *** وتعليما وتوجيها سديدا تنبؤك المساجد والنوادي *** وكل المنتدين له شهودا تضوعت المنابر من رؤاه *** وفوّف نشره مسكا وعودا أيا وجه السماحة : أي نجم *** سيحمله مدارك مستعيدا وأية همسة عليا تسمو *** تحرضها الفضيلة أن تجودا ستبكيك المنابر وهي جرحى *** ويأبى الحزن إلا أن يسودا وتشتعل المدامع كل ذكرى *** تكاد تحيلها الأحزان سودا وتفقدك الأرامل واليتامى *** مسحت دموعها عبقا وجودا وغذيت المشاعر في رؤاها *** فصارت ترقب الأمل الجديدا تفجعنا بفقدك ذكريات *** تلوح بها خلائق لن تعودا يضن بها الزمان وأي حزن *** ويغفل عن تمثلها صدودا بحضرتك التقينا ، وامتزجنا *** وواجهنا البشاشة والورودا وأصغينا .. فكان لنا ابتكار *** وتسآل تطوقها ردودا تحف بنا الملائك في حبور *** ويغمرنا الخشوع به وجودا وتبتهج السرائر أي جو *** يضيء سماحته ألقا حميدا بحضرتك الوفاء يفيض وجدا *** وعند وداعك اقتحم الحشودا بحضرتك الزمان له حضور *** نضارته تعلمنا النشيدا |
فأعجب لشيخ في الثرى ويذكر
نايف رشدان لاهم عفوك والمنايا تزأر *** تجوالها خبر وفيها لامخبر تختال ما بين الأنام عصية *** لا قيد آبدة ولا من ينصر لما نأت بالشيخ وهي قوافل *** ضج العرين بها وضج المنبر عصفت بآمال الحقول ، وبيدها *** دوّى بها رعد الفقيد الممطر واحتل فينا الدمع حزنا شامخاً *** فإذا العيون كليلة تستعبر لا الحزن يرجع في المآتم شيخنا *** كلا ولا هم يجود ويقتر فإذا النفوس الواجمات شواطئ *** وإذا المواجع في مسانا تبحر يا من تودعه القلوب حزينة *** وتئن في كنف المصاب وتجأر قد صرت أوعظ في مماتك شرعة *** فأعجب لشيخ في الثرى ويذكر وروت دموع الحزن موتك سيرة *** فكأن عمرك قصة لا تذكر ما كان للموت المهيب جلالة *** حتى طواك بحضنه يتبختر لم يترك الحزن العنيف بأرضنا *** نوراً يسافر في الدنا أو يسفر لم يبق في حقل الحياة لأجلنا *** عوداً زها إلا ذوى يتكسر لم يبق هذا الموت شيئاً صالحاً *** إلا طواه كما يباد الأخضر لم تكتحل عيناه إلا بالأذى *** فالموت ماض في الخلائق يكبر عنوانه التجويع بين قلوبنا *** ومكانه التوديع حين تفطر يا راحلاً لم يثنه حب طغى *** ومدامع من كل هم تعصر وتظل منه خوافق مكسورة *** لا تستفيق ، فأي كسر يجبر أتصير أرض القوم بعدك بلقعاً *** وهي التي من غيم علمك تزهر ولقد تأذن من هداك بجنة *** لمعلم يبني النهى ويعمر يا راحلاً لم يلقه هذا الردى *** حتى طواه بجذعه يستبشر تبدو المباهج في يديك يتيمة *** فكأن قلبك في الهوى لا يشعر وتلوك أنفسنا المتاع سخية *** ولعابنا في كل ملهى يقطر وعليك من حلل الوقار سحائب *** وعليك جليسك كل ود يمطر فتموت خلق الله في غسق الدجى *** وتقوم أنت الليل حياً يبصر ويظل بعض القوم في وضح النهار *** يسير يغتال المنى ويكفّر كم كنت تملأ بالرضا أسماعنا *** فإذا المقال عذوبة تتكرر كم كنت تملأ كل فتوى حجة *** من عذب وردك كل ساق يصدر وكتمت فعل الخير رغم شيوعه *** وسواك يعلن بالعطاء ويجهر وأذعت حب الله ليس تباهياً *** إن المحبة ما حيينا تظهر وسموت عن قلل الخصام رجاحة *** والخلق عن آثامه لا تصبر وأشحت وجهاً مال عن وهج الدنا *** وهي التي في حبها لا تعذر ومشيت عدلا لا تضل بك الخطا *** وهي التي من غينا تستغفر وطهرت من أوضار مال الأرض لم *** تهنأ قرى والجار حولك معسر رمت الرحيل كما تروم لنا البقا *** والله يفعل ما يريد ويقدر يملي لنا التأريخ بعدك أسطراً *** ستظل تبني العمر تلك الأسطر اليوم كيف تغيب يا صبح الورى *** والليل بعدك في الشوارع يكبر اليوم كيف تنام يا لغة الهدى *** والعلم بعدك في الحقائب يسهر أتهال فوق البحر أتربة النوى ؟!! *** هيهات يفنى الماء وهو الأكثر |
حروف ودموع
حسين صديق حكمي وافي النعي فاشجانا وأبكانا *** حزنا وأوقد في الأحشاء نيرانا ومد سلطانه باعا ليقهرنا *** واختار أثقلنا في الخير ميزانا في كل يوم رأيت الموت يسلبنا *** ليثا ويترك للأحداث غزلانا أحببته قبل أن أحظى برؤيته *** (والأذن تعشق قبل العين أحيانا) عبد العزيز بن باز طال نائله *** بنانه لم يزل بالجود ملآنا أتى عليه الذي يأتي على بشر *** وليس يترك شخصاً عز أو هانا أتى عليه الردى إذ ليس يحجبه *** مكرم كان من دنياه ما كانا لم يلفه وهو هياب لاروعته *** فقد أعد له زادا وإيمانا وهل يهاب الردى من عاش محتقرا *** لزخرف ظل فيه الناس طغيانا من كان للمال موتا كيف يفجؤه *** موت وقد عاش جل الدهر جوعانا ما الروع إلا لمشغوف ( بفلته ) *** وقصره والذي يدعوه بستانا أما الذي عاش سلطانا بعفته *** هيهات يملك منه الروع سلطانا هذا المسجى بثوب الموت واسفا *** هو الذي بثياب الطهر سجانا هذا الأسير بكف الموت وا أسفا *** هو الذي فك يوم الروع أسرانا هذا الصموت فلا حرف ولا لغة *** هو الذي كان يتلو الأمس قرآنا سلو أبا فيصل عن صدق لهجته *** لو كان يملك فهد العرب سلوانا سلو أبا فيصل عن حسن سيرته *** فإنه الخير أسرارا وإعلانا كان النجي له دهرا فإن عصفت *** قاد السفينة وسط الموج ربانا فلا تلوموا جريحا إثره فلقد *** جل المصاب وبعد الصبر أعيانا ما خصنا الخطب بل عم البلاد ضحى *** وبلل الدمع أوطانا وأجفانا من المحيط إلى سفح الخليج إلى *** درب النجاة إلى أقصى خراسانا راحت تشيعه الأرواح باكية *** لكن رضوان قد لاقاه جذلانا كذلك تحسبه في جنة وسعت *** عرض السموات يلقى الأنس ألوانا لا داء يقربه لا هم لا نصب *** طابت نعيما وكافورا وريحانا يا رب اسكنه دارا في جوارك لا *** يزال يلقى بها حورا وولدانا |
صبا نجد على ضريح المجد
د. عبد الله بن محمد السعيدي هل كان ليلك يا معزي سرمدا *** أم كانتا عيناك حقا أرمدا أم قد تغير كل مألوف لنا *** حتى على غير الحقيقة قد بدا ولقد أمر على الطريق تأفني *** وتضيق عن غايات رجلي ما عدا وكأن بي أمشي فلا أدري إذا *** ما سرت هل قدمت رجلا أو يدا الطائف المكلوم بث شجونه *** فتناوحت فرقاك لها ورق الهدا يا ورق إن أوجست مثلي خيفة *** فلتشد ويحك جاهدا فيمن شدا فالناس لا تنحي عليك بلائم *** ولربما لام الفتى ما أنشدا طيف رفيع مربي في غفوتي *** ما إن فزعت وإذ به قد ألحدا يا قبر إن تضممه رفقاً إنه *** قد ضم جنباه الهدى والمسندا قد كان بازاً لاقتناص فضيلة *** عفا عن الدنيا كريما زاهدا من لي بفرد فيه كانت أمة *** يسعى لها إن قائما أو قاعدا من لي بنحرير لكل قضية *** يأسي فيشفي عيها ما أوردا من للدعاة إذا تفرق ودهم *** ثم التقوا في ساحة كانوا يدا من لي بمن لا تجتويه ضغينة *** شهدت له في فضله حتى العدا من لي بسباق لكل فضيلة *** من أجل هذا كان فينا سيدا جعل القيام وسامه وكلامه *** القرآن لا تلفيه عن ذا راقد من لي بمن واسى الأنام بجاهه *** وبماله إن بيته كالمنتدى هلا رأيتم ذا ندا من جوده *** وجهوده ما يستحي منه الندا ما رام في دنياه ذكرا فانيا *** فجزاه في ذكراه أن قد خلدا يممت غربا أو ذهبت مشرقاً *** الطير في تأبينه قد غردا ما رام زخرفها وطيب مقامها *** فجزاه أن عقد الفضيلة قلدا بكت العوالم موته وبودها *** لو أنها كانت له منه الفدا لكنني يا صاحبي لك قائل *** حاذر غلوا يجتررك إلى الردى مات النبي وصحبه من بعده *** فاعقل قلوصك لا جز درب الهدى إن كنت راعتك الغداة فدارها *** بالصبر من للصبر يا طول المدى لا بأس فالأيام جد قصيرة *** ولربما تمضي بك الدنيا غدا ثم الصلاة على النبي محمد *** المصطفى خير البرية محتدا |
رزئت فقده
د. ظافر بن علي القرني رزئت بفقده ، أفكيف لي أن *** أنمق في الكلام وأن أدبج وفقد الشيخ جائحة لظاها *** إذا ما قلت انكفأت يؤجج فنحن إلى ركوب الصعب أدنى *** ونحن إلى مقال الصدق أحوج أيا ابن باز معذرة فإني *** إذا عاينت في عينيك أحرج بصير غير أن النور نور *** سماوي يخلي الليل أبلج مضى من هذه الدنيا نزيها *** ولا أرخى إلى مال وزبرج وذو تسعين ما وهنت قواه *** ولا رام الكرى والباب مرتج ألا إن التقي أخا المعالي *** إذا زاد الزمان به توهج ومن كان الكتاب له سلاحا *** فذاك هو المؤزر والمدجج فيا رحماك ربي إن هذا *** غدا في نصرة الدنيا وأدلج بهم واحد هم التزام *** بمنهاج قيوم غير معوج على نهج الرسول أتاه *** من الرب الخبير بكل معرج وهل أحلى من القرآن قول *** وهل أرضى من الإسلام منهج وهل أزكى على الدنيا وأندى *** من المختار حقا خير من حج وخير الناس طرا دون ريب *** وأكرم من تسامح وهو يزعج تحمل ما تحمل من عناء *** وصابر رغم أن الكيد أهوج وهاجر بالعقيدة رغم حب *** لمكة مذ سني اليتم ينسج وآخى بين من هجروا قراهم *** وقوم الأزد من أوس وخزرج وبين بالدليل لكل أمر *** وجاهد ما ثناه الكسر والشج إلى أن أصبح الإسلام شرعا *** تواصل فيه غسان ومذجح وظل العلم بالعلماء يزهو *** وتسعد منه أقوام وتبهج وهذي دولة الإسلام تحنو *** على علمائنا والحق أفلج وها هم للعلى وثبت خطاهم *** بفكر ما بغير الرشد يمزج نودع من نودع كل يوم *** ونحن الماكثون لما سيدرج فهلا قام واحدنا بعلم *** يضيء لنا من الظلماء مخرج نفوس الناس تزهق في البراري *** ويعلف خيل من ظلموا ويسرج وما من جاحدا إلا تسلى *** ولا من مؤمن إلا تضرج فهيا يا بني الإسلام نسعى *** ونحذو حذو عالمنا المتوج ونصدع باليقين ولا نبالي *** لعل مصائب الإسلام تفرج |
لك يا ابن باز في القلوب منازل
د. مبروك عطية أبو زيد الأستاذ بجامعة الملك خالد كلية اللغة العربية بأبها عوت الصحائف فالعلوم بكاء *** ببكائها تتمزق الأحشاء والسحب في عليا السماء دموعها *** من كل هول مطرها الأرزاء والأرض قد نقصت بموت حياتها *** إن البسيطة روضها العلماء هم زينة الدنيا وسر جمالها *** وبموتهم تتقبح الحسناء واليوم مات إمامهم وكبيرهم *** عبد العزيز أتى عليه قضاء وقضاء ربك للعباد ملازم *** ولو احتواهم ضيق وفضاء لكنها الدنيا الدنية سيدي *** ما دام فيها للحبيب لقاء والدار فيها بعد حسن بنائها *** سيصيبها بعد عند الردى إقواء لك يا ابن باز في القلوب منازل *** ترقى بحبك والدماء فداء ما كنت يا شيخ الشيوخ سوى الندى *** ونداك منه تولدت أنداء تروي العقول من العلوم وسرها *** فإذا الظلام أمامها أضواء ما قلت رأيا عن هواك وإنما *** الرأي منك شريعة سمحاء أبطلت من بدع تورث إفكها *** ولمثل هذا شرع الإفتاء وشرحت غامض مشكل في حكمه *** تعبت لنيل مرداه الفصحاء ونقلت سالف عهدنا في حاضر *** وحمى ركابك في الطريق إباء للدين يا عبد العزيز يصونه *** حتى وإن كثرت به الأعداء وسقيت بالعلم الجزيرة والدنا *** نطق الرياض وبلغت أصداء حتى رأينا الناس في أقصى المدى *** تدنو إليك وكلهم إصغاء يشفى من الفتن العصية مسلم *** فتواك في كل النفوس شفاء ومشيت بين الناس رمز تواضع *** وقد اعتلاك من الإله بهاء فكسوت عين الناظرين بهيبة *** إن التواضع للفضيلة ماء أديت حق العلم في أرض الهدى *** وولاتها يا شيخنا نبلاء ورفعت صرح الحق في أرجائها *** وجميعهم من أهله وجهاء أبناء من جمع الصفوف جهاده *** ما إن دعوة فكلهم أكفاء صانوا الشريعة وابن باز بينهم *** قد أكرمته لعلمه الأمراء والعلم يحيا في بلاطة أئمة *** هم بالعلوم وأهلها رحماء واليوم تلقى وجه ربك راضيا *** وجنود ربك في السماء رفقاء سكن الفؤاد فنم هنيئا شيخنا *** فالخلد مأوى والنعيم جزاء إن الحدائق إذ تطوف بينعها *** من فضل ربك منه وعطاء من للعلوم وقد رحلت مودعا *** أنت الإمام وكلنا ضعفاء إن الأئمة بعد موت إمامهم *** زادت عليهم بعدك الأعباء مات الفقيه وزرعنا كنفوسنا *** ونفوسنا بعد الفقيد ظماء إن فرق الموت الجسوم بطبعه *** فالعلم بعد الموت فيه بقاء والناس موتى في بيوت معاشهم *** والعالمون بقبرهم أحياء |
الساعة الآن 12:11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.