![]() |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]القشر واللب [/marq]إن لعالم الوجود قشراً ولبـّا ، قد عبر القرآن عن الأول بظاهر الحياة الدنيا ، بما يفهم منه أن له باطنا أيضا وهو اللب .. فإذا أعمل الحق المتعال خلاّقيته بما يُذهل الألباب في الظاهر، فقال تعالى: { تبارك الله أحسن الخالقين }و{ بديع السموات والأرض }و{ أعطى كل شئ خلقه ثم هدى }و{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح }..فكيف بآثار خلاقيته في عالم الألباب ؟! ، وهي الأرواح التي نسبها الحق إلى نفسه فقال : { قل الروح من أمر ربي }و{ ونفخت فيه من روحي }.. من هنا يعلم شدة تقصير العبد في ( تزيين ) أكثر المخلوقات قابلية للجمال والكمال ، وهي ( نفسه ) التي بين جنبيه . ************************************************** ************************************** حميد عاشق العراق 8 - 4 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]المعية العامة والخاصة [/marq]إن هناك فرقا شاسعا بين المعيّـة الخاصة للحق المتمثلة بقوله: { إن الله مع الذين اتقوا } ، وبين المعيّة العامة المتمثلة بقوله: { وهو معكم أينما كنتم }.. ففي الأول معيـّة ( النصر ) والتأييد ، وفي الثاني معيـّة ( الإشراف ) التكويني المستلزم للرزق والحفظ وغيره ..والفرق بين المعيّـتين كالفرق بين إطلالة الشمس على الغصن الرطب واليابس ، ففي الأول معـية التربية والتنمية ، وفي الثاني المعيـة التي لا ثمرة لها غير المصاحبة المجردة . ************************************************** ************************* حميد عاشق العراق 8 - 4 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]القلبان في جوف واحد [/marq]نفى الحق المتعال أن يكون لرجل ( قلبان ) في جوفه ، وقد روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، يحب بهذا قوما ويحب بهذا أعداءهم }..فإن للعبد ( وجهة ) غالبة في حياته ، وهـمّا واحدا ، يدفعه لتحقيق آماله وأمانيه ، وتلك الوجهة هي التي تعطي القلب وصفا لائقا به ، فإذا كان إلهيـّا استحال القلب إلهيـّا وكذلك في عكسه .. فإذا اتخذ العبد وجهته ( الثابتة ) في الحياة ، لم تؤثر الحالات ( العارضة ) المخالفة في سلب العنوان الذي يتعنون به القلب . ************************************************** ************************ حميد عاشق العراق 9 - 4 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]التدبر فيما وراء الفقه [/marq]روي عن الصادق (عليه السلام) : { إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت ملكا عظيما ، لا يطأ بساطه إلا المطهرون ، ولا يؤذن لمجالسته إلا الصديقون }.. وهذا الخبر يعطي درسا بليغا في تعامل العبد مع كل صور الطاعة ..فالمطلوب من العبد دائما أن يترجم لغة ( الفقه ) إلى لغة التدبر فيما ( وراء الفقه ) ، و ينتقل من ( لسان ) الحكم الشرعي إلى البحث عما وراءه من ( الملاكات ) المرادة لصاحبها ، ويترقى من حالة التعبد ( الحرفي ) بالأوامر والنواهي ، إلى التفاعل ( الشعوري ) مع الآمر والناهي .. فإذا طالب الحق عبده بمثل هذه المشاعر العالية عند بلوغ المسجد ، فكيف بالواجبات المهمة في حياة العبد ، عند بلوغه ساحة الحياة بكل تفاصيلها ؟! . ************************************************** ********************** حميد عاشق العراق 9 - 4 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]الصبغة الواحدة [/marq]إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته - متصف بلون واحد وصبغة ثابتة ، وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا .. والموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه ، فهو الوحيد الذي وهبه الحق منحة العبادة ( الاختيارية )..وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا ، لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى حبا وبغضا ..ولذلك يباهي الحق - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به - بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود .. والسر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب ، وقد ورد: { أن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات ، أعني لكم الحلال والحرام .. فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة ، فالقى الله في همة أولئك الملائكة اللذات والشهوات ، فلما أحسوا بذلك عجّـوا إلى الله من ذلك ، فقالوا ربنا عفوك عفوك ، ردّنا إلى ما خلقتنا له فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج } . ************************************************** **************************** حميد عاشق العراق 9 - 4 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]الخطايا العابرة [/marq]إن صدور ( الخطايا ) من الجوارح ، وتوارد ( الخواطر ) على القلوب لا يوجب اليأس أبداً ..فإن مَثَل هذه الخطايا والخواطر الطارئة ، كمَثَل عابر السبيل في الطريق الذي لا يكتسب عنوان عابره بمجرد عبوره فيه ، إلا إذا استقر فيه واستوطنه .. إن الطريق ينتسب إلى من اتخذه مقراً ومنـزلاً ، وعليه فإن مجرد صدور المعصية عن جارحته أو جانحته ، لا يكفي لأن ( يتعنون ) العبد بعنوان يوجب له اليأس ..إذ أنه كما أن نفسه طريق لعابر الشر ، كذلك فإنها طريق لعابر الخير ، فلا يتعنون بعنوان غالب إلا عند طغيان أحدهما على الآخر . ************************************************** ********************** حميد عاشق العراق 10 - 4 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]همّ خدمة الدين [/marq]إن المهتم بأمر الشريعة يحب أن يخدم الدين وأهله من أوسع أبوابه ، فينتابه شيء من ( التحيّر ) في اختيار السبيل الأصلح لذلك ..والحال أن على خَـدَمة الدين - بشتى صنوفهم - أن يتسلحوا بما يعينهم على فتح الميادين المختلفة التي أمر الحق بفتحها ، فمَثَله كمَثَل المقاتل الذي يتعلم فنون القتال ، من دون أن يشترط على نفسه وعلى غيره ( جبهة ) قتال بعينها ، فهو يسلّم نفسه إلى وليّ أمره يوجهه أينما شاء .. ومن المعلوم أن القائد العادل ينظر إلى الجميع بنظرة واحدة - وإن اختلفت سعة فتوحاتهم ، ومقدار غنائمهم - ما داموا جميعاً في حالة واحدة من ( الاستعداد ) والإستنفار لامتثال الأوامر .. لكنه مع ذلك كله ، فإن المرء يتمنى - بمقتضى محبته للحق - أن يرى الهدى الإلهي في أشدّ تألقه ، متجلياً لنفسه ولنفوس الخلق ، ولهذا يدعو ربه قائلاً: { اللهم وفقني إذا اشتكلت علىّ الأمور لأهداها ، وإذا تشابهت الأعمال لأزكاها ، وإذا تناقضت الملل لأرضاها } ************************************************** ************************** حميد عاشق العراق 10 - 4 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]وسيلة الوصول [/marq]إن العبد عندما يتخذ الدابة ( وسيلة ) للوصول إلى مقصدٍ من مقاصده ، فإنه ( يذهل ) عن الاهتمام بذاتها وخاصة إذا انشغل بحديثٍ هادف مع من يردفه عليها .. وهذا خلافاً للساعة التي يعيش فيها شيئاً من الفراغ والبطالة ، فتراه يقبل على دابته مهتماً بأمرها ، مراعياً لجزئيات شؤونها ، ناظراً إليها كهدف ، لا من خلالها كوسيلة .. وهكذا الأمر في المشتغل ( بالهموم ) الكبرى ، فانه ينظر إلى متاع الدنيا - برمّـته - بما أنه يحقق له تلك الهموم ، لا بما انه أداة للاسترخاء المذهل عن تحقيق تلك الهموم . ************************************************** **************************** حميد عاشق العراق 10 - 4 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]مخزون القلق في النفس [/marq]يحاول المرء أن يتحاشى موجبات القلق في حياته ، فيتجنب من أجل ذلك البيئة أو الشخص أو المكان الذي يمكن أن يجلب له فساداً ، أو يوجب له تشويشاً ، ويظن أنه ( بتحاشيه ) هذا ، يجلب لنفسه الراحة والاطمئنان .. والحال أن في مخزون ذاكرته كمّـاً كبيراً من الحوادث المقلقة والمثيرة لأحزانه ، وهذه الخواطر المحزّنـة كافية لأن ( تنغّـص ) عليه عيشه ، بمجرد تذكرها والتفاعل معها ، ولو كان صاحبها في سياحة ممتعة أو في روضة من الرياض .. وعليه فإن من موجبات السعادة في الحياة الدنيا ، أن يكون ( استحضاره ) للمعاني المختزنة في اللاشعور تحت رقابته الأكيدة ، فلا يستحضر شيئا من تلك الصور الذهنية ولا يتفاعل معها ، إلا إذا رأي في ذلك خيراً ونفعاً .. ومَثَل من يعمل خلاف ذلك كمَثَل من يذهب للمحاكم ، مسترجعاً ملفات خصومه التي انتهت أحكامها ، بل ومات أصحابها . ************************************************** *************************************** حميد عاشق العراق 11 - 4 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]لزوم الإحساس بالغيرة [/marq]إن على المرء أن يعيش شيئاً من الغيرة والحمية على ( مكتسباته ) في عالم القرب من الحق المتعال .. وعليه فإذا رأي إقبالاً في نفسه على ما يوجب له الهبوط من عالمه العلوي ، أحسّ بما يشبه الغيرة المـنقدحة في نفس المرأة تجاه ضرتها .. إنه لا يرضى من نفسه التنقل بين من مثَلَهما كمثل الضرتين ، فإن الالتفات إلى إحداهما لمن موجبات سخط الأخرى كما هو واضح .. فلو عاش العبد هذه الحقيقة بوضوح ، وآثر عالم الهدى على عالم الهوى ، لانتابه شعورٌ ( بالكراهة ) الشديدة تجاه النفس وما تشتهيها ، عند ( الاسترسال ) في الشهوات ، كالكراهية الـمنقدحه في نفس المرأة عند الاهتمام بضرّتها .. وهذا من أفضل الروادع التي توجب استقامة العبد في الحياة . ************************************************** *********************************** حميد عاشق العراق 11 - 4 - 2016 |
الساعة الآن 12:09 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.