منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 03-26-2016 02:09 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]جينة الوحدانية [/marq]
إن الإنسان بفطرته يميل إلى مبدأ وجوده ، فهذا هو الطفل لا يجد إحساساً غريباً عندما يُذّكر بالحق ، بل أنه يدعي ببراءة أنه يحبه ويودّه ، وهو صادقٌ إجمالاً في دعواه ..
ونفس الإحساس ينتاب الكبار عند الشدائد ، فينقلب إلى موحدٍ مخلص لله دينَـه (كما يعبر القرآن الكريم )..ولو بقي على مثل ذلك الإخلاص ، لفتحت له الآفاق التي لم يكن ليحلم بها من قبل ..وقد أعلن العلماء عن اكتشاف جينة في الجسم أطلقوا عليها ( جينة الوحدانية ) مهمتها الرئيسية هي أن تقود الإنسان بالفطرة إلى إدراك أن هناك إلهـاً واحداً لهذا الكون ، خلقه بحكمة وتدبير ، وأنه تعالى لا شريك له ، ولاحظوا أن تنشيط هذه الجينة يدفع الإنسان إلى الخشوع ، عندما يسمع أحاديثَ تتحدث عن الحق تعالى ، وقالوا أنها موجودة لدى كل مخلوق حيّ بمقتضى قوله تعالى : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده }..
وهنا يمكن أن نضيف القول بإمكانية الارتباط بين هذه المقولة ، وبين آية أخذ الميثاق من بني آدم ، إذ أخذ من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على الربوبية .

************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
26 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-27-2016 11:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]إيقاظ المحبة [/marq]إن من موجبات الانتقال عن المعصية هو ( الاعتقاد ) بشدة عذاب الحق في الآخرة وأليم انتقامه في الدنيا ، فإنه غير غافل عما يعمل الظالمون ..ولكن هناك سبيلاً آخر قد يكون أنفع من سابقه ، وهو ( إحساسه ) بمحبته للحق الذي يهبه حالة من الالتفات واليقظة ، فيرى نفسه وكأنه كان نائماً على مزبلة واستيقظ على نتنه ، وهو يواجه - على مساقة قريبة منه - الجنات والرياحين ، فمن الطبيعي أن يبادر من تلقاء نفسه في الانتقال من المزابل إلى الروضات ..وليعلم أن استيعاب هذا المعنى ، كفيل بتغيير مسار كثير من العصاة ، يعبر عنها الإمام (عليه السلام ) بقوله : { إلهي لم يكن لي حول فأنتقل عـن معصيتك ، إلا في وقت أيقظتني لمحبتك }..
فيقظة المحبة أبلغ في الوصول إلى الحق ، من رهبة العقاب .

************************************************** **************
حميد
عاشق العراق
27 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-27-2016 12:51 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الوصية بالثلث [/marq]إن من الملفت حقاً عدم استغلال العبد لما أعطاه الحق المتعال من حق الوصية (بالثلث ) في الأموال ، والحال أنه أحوج ما يكون للدرهم بعد وفاته ، رداً لمظلمة أو كسباً لدرجة ..
ولو أذن للميت أن يتصرف في كل ما لديه في عالم الوجود - تصرفاً بأمواله ، وفداء بأولاده وذويه - لفعل ذلك ، كما ورد مضمونه في قوله تعالى: { يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه }..
فكم تعظُم حسرته عندما يرى أنه كان ( مأذوناً ) بذلك ، ولكنه ( آثـر ) من هو مستغنٍ من الأحياء على نفسه ، وهو مفتقر أشد الافتقار إلى ما كان داخلاً في ملكه ، بعد أن أفنى عمره في جمعه ؟!..
إن القرآن الكريم يذكر هذه الحالة بتعبير بليغ : { ولقد تركتم ما خولناكم وراء ظهوركم } .

************************************************** ************************
حميد
عاشق العراق
27 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-27-2016 01:06 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تجلي النعمة [/marq]
إن نعمة التوحيد والولاية يتجلى أثرهما - بأوسع مداه - في وقت ( أحوج ) ما يكون العبد فيه لبركات تلك النعمة ، وهو بدايات الانتقال من هذه النشأة الدنيا إلى النشأة الأخرى ، بكل ما فيها من وحشة واضطراب ..
فيقول العبد مناجياً لربه: { اللهم إني ذخرت توحيدي إياك ، ومعرفتي بك ، وإخلاصي لك ، وإقراري بربوبيتك ، وذخرت ولاية من أنعمت عليّ بمعرفتهم من بريتك محمد وعترته (عليهم السلام ) ، ليوم فزعي إليك عاجلاً وآجلاً }..
وبذلك تهدأ النفوس التي لم تستمتع بالآثار العاجلة لهذه النعمة ، عندما تعيش شيئاً من الحرمان في هذه الدنيا .

************************************************** *******************************
حميد
عاشق العراق
27 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-28-2016 08:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تسبيح من في الوجود [/marq]إن من موجبات ( الإقلاع ) عن المعصية ، هو إحساس العبد بأن كل ما حوله يسبح بحمدالله تعالى: إما بلسان حاله ، أو بلسان مقاله ..فإنه عندما يعصي الحق على فراشه بعيداً عن أعين الناظرين ، فإنما هو يتمرد في وسط ( يضجّ ) بالتسبيح ، بأرضه وسقفه وجداره وما فيه من أثاث ومتاع ، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : { أما يستحي أحدكم أن يغني على دابته ، وهي تسبح } .فما هي نظرة الملائكة الموكلة بالحساب وهم يرون هذا الموجود ( الشاذ ) في عالم الوجود ؟!..والأنكى من ذلك كله أنه يرتكب الجريمة بما هو مسبحٌ للحق ، كالقاتل بسلاح يسبح الحق كباقي موجودات هذا الكون الفسيح ، وكالظالم بعصا تسبّح بحمد الحق ، يضرب به عبداً يسبح بحمد الحق أيضاً .
************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
28 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-28-2016 09:11 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]العتق من النار [/marq]إن التعبير بالعتق من النار لهو تعبير بليغ ، يشعر ( بفداحة ) الخطب الذي يعيشه العبد وإن لم يستحضر تفاصيل ذلك الخطب الفادح ..
إنّ طَلَب العتق يُشعر الإنسان وكأنه عبد مملوك للجحيم ، بمقتضى العقود اللازمة التي أوجبت له هذه الرقية ..
إن كل معصية بمثابة عقد ( عبودية ) بينه وبين النار ، وكلما كثرت العقود كلما ترسخّت معاملة العبودية ، إذ يبيع نفسه للنار كل يوم مرات ومرات مؤكداّ بذلك إصراره على المبايعة القاتلة ..ولا حلّ لهذه المعاملة الملزمة ، إلا ( بتدخّـل ) الملك القهار الذي بيده أزمّـة الأمور فسخاً وابراماً ، كالسلطان الذي يفسخ العقود اللازمة بمقتضى سلطنته المطلقة .

************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
28 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-28-2016 09:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]المعصية لا بالمكابرة [/marq]يحسن بالعبد أن يكرر الاعتذار بين يدي الحق ، وذلك بدعوى أن معصيته للجبار لم تكن على وجه المكابرة و( الاستخفاف ) بحق الربوبية ، وإنما كانت محضَ إتباعٍ لهوى ، أوغلبةٍ لشقوة ، وخاصة مع تحقق الستر المرخى ، من طرف الستار الغفور ..
إن هذا الإحساس يسلب من المعصية جهة ( التحدي ) والاستخفاف ، والهلاك الدائم إنما يأتي من هذه الموبقة ..فتبقى جهة المخالفة الاعتيادية لغلبة الهوى ، فيتوجه العبد بعدها لمن لا تضره معصية من عصاه ، ولا تنفعه طاعة من أطاعه ..
وبذلك يتحقق مضمون ( خادعت الكريم فانخدع ) ، أي تظاهر بأنه لم يلتفت إلى تحايل العبد ، ليكون هذا التغافل مقدمة للعفو عنه .

************************************************** *****************
حميد
عاشق العراق
28 - 3 - 2016

ناريمان الشريف 03-28-2016 08:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 206695)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تسبيح من في الوجود [/marq]إن من موجبات ( الإقلاع ) عن المعصية ، هو إحساس العبد بأن كل ما حوله يسبح بحمدالله تعالى: إما بلسان حاله ، أو بلسان مقاله ..فإنه عندما يعصي الحق على فراشه بعيداً عن أعين الناظرين ، فإنما هو يتمرد في وسط ( يضجّ ) بالتسبيح ، بأرضه وسقفه وجداره وما فيه من أثاث ومتاع ، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : { أما يستحي أحدكم أن يغني على دابته ، وهي تسبح } .فما هي نظرة الملائكة الموكلة بالحساب وهم يرون هذا الموجود ( الشاذ ) في عالم الوجود ؟!..والأنكى من ذلك كله أنه يرتكب الجريمة بما هو مسبحٌ للحق ، كالقاتل بسلاح يسبح الحق كباقي موجودات هذا الكون الفسيح ، وكالظالم بعصا تسبّح بحمد الحق ، يضرب به عبداً يسبح بحمد الحق أيضاً .
************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
28 - 3 - 2016

الله الله
من أجمل ما قرأت
بوركت بوركت أستاذ حميد

حميد درويش عطية 04-02-2016 09:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 206730)
الله الله
من أجمل ما قرأت
بوركت بوركت أستاذ حميد

************************************************** *************
بسم الله الرحمن الرحيم
أنتِ الخير والبركة
أختي الغالية أستاذتي المثقفة الواعية ناريمان
يسعدني كثيراً مرورك الدائم على مشاركاتي وكلماتك العطرة التي تنثرينها هنا وهناك ، مما يشجعني على المواصلة لتقديم المزيد .
لكِ تقديري واحترامي والسلام
تحيتي ......
حميد
2 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-02-2016 09:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تحمّل مظالم العباد [/marq]إن من أهم الموانع التي قد تحجب العبد عن دخول الجنة الأحقاب والدهور ، هو ( تحمّـله ) لمظالم العباد ..
إن المظلومين أحوج ما يكونون إلى حسنات الظالمين يوم القيامة ، فإذا تقاسم المظلومون حسناته ، فلا يبقى له ما يدخل به جنة الخلد وهو على أبوابها ..
ومن هنا يطلب العبد من ربه - وهو في الدنيا - بإرضاء الخلق بما يشاء ، سواء ( بتوفيقه ) للالتفات إلى مظالم العباد وإقداره على أدائها أثناء حياته ، أو ( بتدخل ) الحق مباشرة يوم الحساب لإرضاء الخصوم ، بما لا يُنقص العبد شيئاً من حسناته .

************************************************** *********************
حميد
عاشق العراق
2 - 4 - 2016


الساعة الآن 12:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team