منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 03-16-2016 10:26 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الكمال الطولي والعرضي [/marq]إن مما يلاحظ في بعض صور توفّـي الحق لعبده بالموت ، هو أن العبد يصل إلى مرحلة رتيبة من الطاعة إما أنساً بها أو اعتياداً لها ، بحيث لو ترك بحاله لما عدل عما هو فيه ، ومن المعلوم أن ( استعداد ) العبد للطاعة - وإن استمرت به الدهور - لمن موجبات الخلود بالجزاء التفضلي للحق الكريم ..
وعليه فلو توفّاه الحق بعد تلك الحالة الرتيبة الثابتة ، فإن انقطاع ذلك التفاعل ( العرضي ) لا يؤثر كثيراً في رصيده ، وهذا بخلاف ما لو اعتاد العبد القفزة في حياته ، فإن هذا التكامل ( الطولي ) في الدرجات ، قد يوجب له منحة الحق في إطالة العمر ، ليتسنى للعبد القفز إلى أعلى الرتب التي يمكن أن يصل إليها ، فيتوفاه الحق - لطفاً به - بعد ذلك وهو في أعلى سلم التكامل .

************************************************** ***************
حميد
عاشق العراق
16 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-17-2016 10:21 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]آثار سرعة الاعتذار [/marq]إن سرعة ( قبول ) العذر عند الاعتذار ، لمن سمات النفوس الكريمة ، فإن المعتذر لا يخلو من إحساس بالذل والمهانة عند الاعتذار ، لا يحتملها أصحاب النفوس العالية ، إذ لا يمكنهم الوقوف موقف اللامبالاة من المعتذرين ..
أضف إلى ذلك ، فإنها من موجبات ( استنـزال ) الرحمة الإلهية لقابل العذر عند اعتذاره هو - بدوره - للحق المتعال ، ومن المعلوم أن العبد لا ينفك من حاجته ( لصفح ) الحق في كل مراحل حياته ، لعدم خلوه من تقصيرٍ في حق العبودية: بدءً بالذنوب ، وانتهاءً بالغفلة والإعراض بالقلب ..

************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
17 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-17-2016 04:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
يستحب للإنسان إذا قهقه، وضحك ضحكة الغافلين أن يقول: (اللهم!.. لا تمقتني).. فإذن، عليه أن يستغفر بعد كل وجبةٍ من وجبات الإلتهاء عن ذكر الله عز وجل.. وهذه بُشرى للمذنبين، إن الله -عز وجل- يحبُ الطائعين، ولكن الآية تقول: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين}.. والتواب: أي كثير التوبة.. ومن المعلوم أن كثير التوبة كثير الخطيئة أيضاً، فبعدد الخطايا يتوب، ومن هنا سميَّ تواباً..
إن الله -تعالى- يحب هذا الصنف: (أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائيين).

************************************************** *************************************
حميد
عاشق العراق
17 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-17-2016 04:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
إن المؤمن إذا كانت له حاجة إلى الله عز وجل، فبإمكانه أن يطلب تلك الحاجة بإلحاح.. وفي بعض الحالات، يرى بأنه من الراجح لما هو فيه من الضرورة، أن ينذر نذراً أو دعاء.
************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
17 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-18-2016 08:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]التفاعل في الخلوة والجلوة [/marq]
إن مَثَل من يُقبل على المولى في ( ملأ ) من الناس متأثراً بتفاعلهم مع ذكره تعالى ، ثم يعرض عنه في ( خلوته ) ، كمَثَل من قدم عليه ضيف كريم ، وأكرمه عند زيارة الناس له متأثراً باحترامهم لذلك الضيف ، فإذا خلا به أهمله في ضيافته وتكريمه ..فإن دل ذلك على شيء ، فإنما يدل على عدم معرفته بالضيف حق معرفته ، وعدم تقديره بما يليق بشأنه ، مما يجعله محروماً من خالص نظرته عند الخلوة به ..وكان الأجدر بالمضيف الذي تشرف بزيارة مثل هذا الضيف له ، أن ( يحرص ) على خلوته به أكثر من تكريمه في ملأ من زوراه ، فإن تكريم الضيف في الخلوة ، أقرب إلى التقدير الخالص من التكريم في الجلوة ، لما يشوبه من شوائب التظاهر والمجاملة .
************************************************** **********
حميد
عاشق العراق
18 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-18-2016 08:40 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"] تجاوز الحاكمية [/marq]إن الدين عبارة عن مجموعة من القوانين التكليفية والوضعية في الأفعال والتروك ، وهي التي ( تحكم ) علاقة العباد بربهم ، وبالمخلوقين من جهة أخرى ، ومن هنا كانت هذه القوانين من شؤون ( حاكمية ) الملك الحق المبين ..ولـيُعلم أن أيّ تدخّل غير مأذون به في هذا المجال ، يُعـدّ تحدياً وتجاوزاً لتلك الحاكمية القاهرة ..ومن هنا جاءت النصوص المحذرة من: تفسير القرآن بالرأي ، والبدعة ، والقياس في الدين ، والتصرف في الحديث بالجعل والتحريف ، واتباع ما ليس فيه علم ..فعلى العبد أن يحذر الاعتقاد بأي أمرٍ - ولو كان حقيراً - ما لم يقم عليه برهان من شرع أو عقل ، لئلا ( يعتاد ) إتباع الظن المنهيّ عنه ، فيقع نتيجة لذلك في شباك الشيطان ، لتبنّـيه العقائد الفاسدة التي تغير مسيرة العباد وتفسد صالح البلاد .
************************************************** **************
حميد
عاشق العراق
18 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-18-2016 08:48 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]عروج الدعاء[/marq] إن الدعاء إذا ( عرج ) إلى الحق المتعال ، فلا يعقل - بعده - إهمال الكريم لحاجة صاحبه ، إذ أن ذلك لا يجتمع مع كرمه الذي لا يحيط العباد بكنهه ، كباقي صفات جلاله وكماله ..ومن هنا تأكدت الحاجة في التأمل في موجبات ذلك العروج ، وهي العمدة في تحقق الإجابة ، ولهذا يسأل الداعي ربه قائلاً: { اللهم فأذن لدعائي أن يعرج إليك ، وأذن لكلامي أن يلج إليك }..
وقد أشارت الأدعية الكريمة إلى الذنوب التي ( تحبس ) الدعاء ، ومن المعلوم أن حُكم الدعاء الذي لا يعرج إلى الحق ،كحكم الدعاء الذي لم يصدر من صاحبه ، في عدم استلزامه الاستجابة .

************************************************** ***********
حميد
عاشق العراق
18 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-19-2016 08:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]خبط العشق [/marq]إن بعض الذنوب الخارجية يعبّـر عن انحراف ( جارحة ) من الجوارح ، وإن كان منشؤها حالة في النفس تدفع الجارحة لارتكاب تلك الخطيئة ..إلا أن هناك بعض الخطايا تتفاعل مع النفس ( مباشرة ) ، فتقلب عاليها سافلها ، بما يفقدها الاعتدال والاستواء ، فتدعو صاحبها للتخبط في الحياة كتخبط من سلب عقله !!..
ومثال ذلك العشق الشديد الذي قد لا يتجلى من خلال معصية في جارحة ، إلا أنه يوجب الاضطراب في ( التكوين ) النفسي والعقلي بما يفوق أثر بعض الذنوب الخارجية ..والدليل على ذلك هو عدم قدرة العبد عندها على الالتفات إلى الحق ، بل الإحساس بحالة من الصدود عنه ، لشدة انشغال الفؤاد بمادة العشق هذه ، وهذا كله خلافاً لبعض الذنوب التي يعود العبد بعدها إلى ربه تائباً منها بمجرد إقلاعه عنها ..
وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) ما يصوّر حالة الانقلاب النفسي للعاشق بقوله:
{ من عشق شيئاً أعشى بصره ، وأمرض قلبه ، فهو ينظر بعينٍ غير صحيحة ، ويسمع بأذنٍ غير سميعة ، قد خرقت الشهوات عقله ، وأماتت الدنيا قلبه .}

************************************************** ************************
حميد
عاشق العراق
19 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-19-2016 08:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الآثار البعيدة للعمل [/marq]
إن مما يُفاجأ به العبد عند المحاسبة يوم القيامة ، هو إطلاعه على الآثار غير المقصودة المترتبة على أفعاله الاختيارية ، إذ أن الآثار ( البعيدة ) المترتبة على الفعل وإن لم تكن ( اختيارية ) للعبد مباشرة ، إلا أنها تنتسب إليه بانتساب ( أصل ) الفعل إليه ، ولهذا ينتسب أجر من عمل بالسنّة الحسنة ، و وزر من عمل بالسنّة السيئة ، إلى صاحب السنّة الحسنة أو السيئة ، وإن لم يعمل هو بها ..وعليه فمن الواجب على العبد الحذر الأكيد من الآثار اللاحقة للسيئة ، فضلاً عن السيئة نفسها ، ولا شك في أن توقّـع الآثار واحتمال وقوعها ، يحتاج إلى بصيرة ونورٍ يمنحان لمن يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ..
************************************************** ****************
حميد
عاشق العراق
19 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-19-2016 09:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]افتراض حلول الموت [/marq]يحسن بالعبد بين فترة وأخرى ( افتراض ) حلول الموت به على حين غفلة ، ليرى مدى ( استعداده ) لمواجهة هذا المصير الذي لا يُستثنى منه أحدٌ من الخلق ، وتتأكد هذه الحاجة لمن بلغ من العمر مبلغاً ، أو ألـمّت به عارضة يخشى معها الرحيل على عجل ..
إن المطلوب من العبد في مثل تلك المراجعة ، هو تصفية حقوق الخلق ، والإنابة إلى الخالق ، والتفكير فيما ينبغي له بعد الموت ، من موجبات الأجر الجاري الذي لا ينقطع بانقطاع الحياة ..
ومع الإخلال بما ذكر ، فإن على العبد أن يوطّن نفسه على التصفية قبل الموت في سكراته ، وبعد الموت في برزخه
.

************************************************** *******************************
حميد
عاشق العراق
19 - 3 - 2016


الساعة الآن 06:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team