![]() |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]الناصح القائد [/marq]إن مَثَل الناصح الداخلي ( أي العقل ) ، والخارجي ( أي الموعظة والوحي ) ، كمثل من يقود الدابة التي لا تهتدي إلى سبيلها بنفسها .. وعليه فلو لم يكن للسائس سلطة القيادة ، وللدابة قابلية الانقياد ، لسقطا في الهاوية ، وخاصة لو اقترن ذلك بهياج الدابة ، وسرعة سيرها ، ووعورة طريقها ، بل وغياب سائسها بعد طول مخالفة .. وبناء على ذلك فليس مجرد وجود السائس البصير من موجبات الاهتداء إلى السبيل ، بل إن فعلية الهداية مترتبة على فعلية القيادة ، فالعقل والشرع هاديان لمن اتبعهما ، لا لمن وجدهما في نفسه فحسب ، فيكون ممن أضلّـه الله على علم . ************************************************** ************************* حميد عاشق العراق 13 - 3 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]تضييع النساء والصبيان [/marq]قد يلتفت العبد إلى حقوق العباد خارج دائرة سيطرته ..ولكنه يضيّـع حقوق القريبـين من رعيته ، وهم الضعيفان: الأولاد والنساء ، وذلك ( لاستسهال ) التعدي عليهم ، وعدم ( إطلاع ) الخلق على ظلامتهم ، و( حاجتهم ) الشديدة إليه بما يمنعهم من الشكوى منه .. ومن هنا لزم على العبد الحذر الشديد من غضب الحق فيمن لا ناصر لهم إلا الله تعالى ، وقد ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام ) أنه قال : { إن الله لا يغضب بشيء ، كغضبه للنساء والصبيان } ************************************************** ******************** حميد عاشق العراق 13 - 3 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]أثر الاستحواذ [/marq]إن الأثر ( المهم ) والرئيسي لاستحواذ الشيطان على العبد هو ( نسيانه ) ذكر ربه ، إذ قال تعالى: { استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله }.. من ذلك يعلم أن مفتاح عمل الشيطان هو نسيان الحق المتعال ، وخاصة في المواطن التي تتطلب منه الذكر: كمواطن المعصية .. لذلك لا ينحصر همّ الشيطان في نسيان العبد ذكر ربه في كل آناء حياته ، بل يكفي لتحقق ( غرضه ) ، نسيان العبد لربه حين تعرضه للغواية .هنا لنتساءل: أنه ما هي القيمة الرادعة لذكر الله عز وجل قبل المعصية وبعدها ، بعد أن نال الشيطان بغيته منه في حال المعصية ؟!.. وعليه فليس من المهم نفي الغفلة المطبقة لينفعه الذكر المتخلل ، وإنما المهم إثبات الذكر الغالب ، لئلا تضره الغفلة المتخللة . ************************************************** **************** حميد عاشق العراق 14 - 3 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين[marq="1;right;1;scroll"]إثارة صاحب المصيبة [/marq] إن ما يتميز به صاحب المصيبة العظمى - كالأم الثكلى بولدها - هو أن أدنى تذكير له بالمصاب الذي نسيه بتقادم الأيام ، يهيّـج فيه المشاعر الكامنة ، فلا تحتاج بعد ذلك إثارة تلك الأحاسيس ( الدفينة ) إلى كثير جهدٍ ومعاناة ، وخاصة عندما تتعاظم المصيبة ..وعليه فإن المؤمن الذي يعيش حالة التفاعل الشعوري مع عناصر عالم الغيب ، يثيره أدنى مذكر لتلك العناصر التي قد غفل عنها ، وذلك كإحساسه بفداحة فقد النبي (ص) ، وغيبة الوصي (ع) ، وخلو الزمان من الحجة الظاهرة ..وهذه معانٍ كامنة في وجدانه وإن لم يستحضرها في كل آن ..ومن المعلوم أن الذي لا ( يملك ) هذا المخزون الشعوري في مرحلة سابقة ، لا ( يتفاعل ) عادة بالمثيرات العاطفية حينما يتعرض لهـا ، كعدم تفاعل الأجنبية مع مصيبة الوالهة الثكلى . ************************************************** ************ حميد عاشق العراق 14 - 3 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]كالسائر في البستان [/marq]إن الذين أنسوا ( بروح ) الصلاة ، قد لا يُـحوجهم الأمر إلى التماس أحكام ( الشكوك ) في ركعات الصلاة ، إذ أن لكل ركعة من الصلاة روحها ورائحتها الخاصة بها .. فهو كمن يسير في بستان لها حقولها المتمايزة ، فلا يذهل عن أوله ولا عن وسطه ولا عن آخره ، بل يعلم في كل خطوة يخطوها موقعه في ذلك البستان بما فيها من صور الجمال .. وعندئذ نقول إن مَثَل المصلي كمَثَل ذلك السائر ، فلكل جزء من أجزاء الصلاة طعمه المتميز ، يستذوقه المصلي في وجوده بكل وضوح ، فكيف لا يفّرق بين الركعة الأولى بما فيها من نشاط البدء في مواجهة الحق بعد طول انتظار ، وبين الركعة الثانية بما فيها من قنوت وحديث مسترسل مع الرب المتعال ، وبين الركعة الثالثة التي هي بداية النصف الأخير من التنـزل التدريجي بعد العروج ، وما يصاحبها من الاشفاق من قرب الرحيل ، وبين الركعة الرابعة التي يشرف فيها على الخروج من هذا اللقاء المبارك ، بما يصحبه من ألم الوداع والفراق ؟! . ************************************************** ********** حميد عاشق العراق 14 - 3 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"] تحويل المعلومة إلى عقيدة [/marq]إن الصعوبة الكبرى في عالم التكامل ، تكمن في عدم قدرة العبد على تحويل ( المعلومة ) الذهنية إلى ( عقيدة ) قلبية ، فقد يكون لديه كمٌ كبير من الأفكار الصائبة والمفاهيم الحقّـة ، إلا أنه لم يترجمها إلى شحنة دافعة في أعماق وجوده تحركه نحو الكمال ، ولهذا لا يجد لهذه المفاهيم ( داعويّة ) في نفسه ، ومحركية لإرادته ، فتكون كالأسفار المحمولة !!.. إن هناك سبلٌ كثيرة ودقيقة بل معقدة ، لتحويل المعلومة إلى عقيدة منها: البلوغ النفسي ، والاستحضار الدائم للفكرة تذكيراً لنفسه وتواصياً لغيره ، وتحاشي العمل بما ينافيها ، والإصرار على التطبيق عند منافرة الطبع لها ، والعيش في ضمن الأجواء المحفّزة لهـا ، والاستمداد الدائم من الحق ، ليتحقق في العبد مضمون قوله تعالى: { وربطنا على قلوبهم }و{ أفرغ علينا صبرا }و{ فزادهم إيماناً }و{ آتاهم تقواهم }و{ ويزيد الله الذين اهتدوا هدىً } . ************************************************** ******* حميد عاشق العراق 15 - 3 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]المجاهدة الدفعية والمستمرة [/marq]ورد في حديث الاستظلال بظل العرش ذكر سبعة أصناف منهم: { وشاب نشأ في عبادة الله عزّ وجلّ..ورجلٌ دعته امرأة ذات حسبٌ وجمال فقال إني أخاف الله } فالملاحظ أن هناك صنفاً تكتسب هذه المزية العليا في ذلك الموقف العصيب ، بالمجاهدة المستمرة التي تفيدها عبــارة ( نشأ في عبادة الله ) .. إلا أن هناك صنفاً آخر حاز على الرتبة نفسها بمعاملة مربحة مع الحق المتعال ، قد لا تستغرق سوى لحظاتٍ من حياته ، وهي ساعة المجاهدة الدفعية المتحققة عند قوله ( إني أخاف الله ) .. إن مَثَل هذا العبد كمَثَل من ربح مالاً وفيراً في صفقة واحدة ، لم يكلفه سوى الإيجاب والقبول ..فعلى العبد عند الابتلاء بهذه المواقف المحرجة ، أن لا يفرّط في هذه الأرباح العظيمة التي يبيعها أهل الهوى بشهوة عابرة ، تذهب لذتها وتبقى تبعتها .. بل قد لا يتهيب البعض من تعرّضه لمثل هذه المواقف ، ليثبت فيها استقامته وثباته بفضل الحيّ القيّوم ، فيحوز على ما لم يحزه بالمجاهدة المستمرة . ************************************************** ************** حميد عاشق العراق 15 - 3 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]نقاط النور [/marq]ما من مؤمن إلا وهو يعيش ( لحظات ) بينه وبين ربه ، يستشعر فيها حالة الإنابة بل الأنس بذكره بما لا يقاس به الأنس بمن سواه ، وهي ومضات النور التي تتخلل ظلمة الحياة .. إن المطلوب منه أن ( يوسّع ) من هذه النقطة البيضاء لتغطي أكبر مساحة من حياته ..فما العمر إلا مجموعة من نقاط النور والظلمة ، فما دام العبد قادراً على ( التحكم ) في نقطة منها ليحوّلها إلى بقعةٍ من نور ، فما المانع عقلاً من التحكّم في النقاط الأخرى ، ليضفي على حياته هالة من النور الثابت المستغرق ؟!.. من المعلوم أن هذا النور الذي يكتسبه في الحياة الدنيا ، هو بنفسه يسعى بين يديه يوم العرض الأكبر . ************************************************** ********************** حميد عاشق العراق 15 - 3 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]فساد الظرف والمظروف [/marq]إن موجبات الفساد والإفساد تكون تارة في ( المظروف ) ، وأخرى يتعدى المظروف ليفسد ( الظرف ) نفسه ، وذلك في ما لو طالت فترة بقاء الفاسد في ذلك الظرف ..وعليه فإن بعض الذنوب التي يدوم عليها العبد - وإن كانت من الصغائر - قد تؤثر في فساد القلب ، كإفساد الثمرة الفاسدة للإناء الذي فيه ، وحينئذ فلا يكون علاج الأمر بإزالة الثمرة الفاسدة ، بل بتغيير الإناء الذي تعدى إليه الفساد .. من هذا المثال نعلم ضرورة ( المسارعة ) في الإقلاع عن الخطايا ، لئلا يفقد القلب سلامته فيؤول أمره إلى الختم ، وعنده يبقى فساد القلب بحاله وإن أقلع صاحبه عن المعصية . ************************************************** ***************************** حميد عاشق العراق 16 - 3 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]مرد الإحساس بالغيرة [/marq]إن مردّ إحساس المرأة بالغيرة من تصرفات الزوج هو اعتقادها ( بالشرك ) التعاملي الذي يمارسه الزوج مع زوجته ، فهي تفترض أن حبه لها ينبغي أن لا تشاركه فيه غيرها .. لو ( غالبت ) المرأة هذا الإحساس ، وخرجت من دائرة انحصار توجهها لزوجها ، والاستغراق في جلب وده ، ومن ثَمّ أسلمت أمرها لمن بيده مقاليد الأمور صغيرها وكبيرها ، لهانت عليها بعض الصعاب ، واحتملت أذى الأزواج ، لما ترى من أن ذلك كله بعين الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .. إضافة إلى ذلك كله ، ( الاعتقاد ) بأن الخير إنما هو بيد الذي لا رادّ لفضله ، يصيب به من يشاء من عباده . ************************************************** **************************** حميد عاشق العراق 16 - 3 - 2016 |
الساعة الآن 12:09 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.