منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 12-22-2012 07:00 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الضمور في الكمال *-ـ…_
إن لكل من عالم العلم والعمل كماله وسعيه اللائق به .
فالمستغرق في كماله العلمي ( ينمو ) لديه الجانب العلمي مجردا عن البعد الآخر فيما لو أهمله وكذلك العكس .
ومن هنا نرى بعض المتوغّلين - حتى في العلوم الحقة - قد ( ضَمُر ) لديهم التوجه القلبي نحو ما يوجب لهم الخشوع والخشية ،
فلا بد لطالب الكمال من الجمع بين العالمين بالسعي اللازم لكل منهما .
وهناك صورٌ متكررة من المزالق الكبيرة طول التأريخ لمن أوتي نصيبا من العلم .
وقد تكرّرت النصوص المحذّرة من هذه ( المفارقة ) القاتلة بين العلم والعمل .
حميد
عاشق العراق
22 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 12-23-2012 07:59 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الغدُ خيرٌ منَ الأمس *-ـ…_

ورد في الدعاء : { واجعل غدي وما بعده ، أفضل من ساعتي ويومي }
فلو التفت العبد إلى هذا المضمون وهو أن يكون كل يوم خيراً من سابقه ، وسعى إلى تحقيق هذا المضمون في حياته ، وطلب من المولى التوفيق في ذلك ،
لأحدث ( تغييرا ) في حياته و( لاشتدّت ) سرعته نحو الكمال والخروج عن دائرة الخسران الذي نسبه الحق للجميع .
وقد رُوي : { أن المغبون من تساوى يوماه } .
حميد
عاشق العراق
23 - 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-23-2012 08:07 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* تحاشي موجبات التشويش*-ـ…_
إن من الضروري لمن يريد الصلاة الخاشعة ، أن يتحاشى موجبات التشويش قبل الصلاة مباشرة .
فيتحاشى ( الجدل ) في القول ، والذهاب إلى الأماكن التي ( تسلبه ) بعض لـبّه ، ومواجهة من تبقى صورته في ( البال ) أثناء الصلاة حبا أو بغضا .
فمن اللازم على العبد المهتم بلقاء المولى ، أن يفرّغ نفسه قبل الصلاة من كل هذه الشواغل المذهلة ، وخاصة في الصلاة الوسطى - وهي صلاة الظهر على قول - إذ أنها تمثل قمة تشاغل العباد بأمور دنياهم .

حميد
عاشق العراق
23 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 12-23-2012 08:14 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* استثقال العبادة *-ـ…_

إن الأداء الظاهري للعبادة مع استثقالها ، قد لا يعطي ثماره الكاملة ، كالصائم نهاراً والقائم ليلاً - مستثقلا لهما - ومرغما نفسه عليهما .
إما ( تخلصاً ) من تبعات الإثم في ترك الواجب ، أو ( طلباً ) للأجر في المندوب ، أو ( التزاما ) بما اعتاد عليه .
والحال أن العبادة أداةٌ لتقرب المحب إلى حبيبه ، بل هو التقرب بعينه ، والمفروض أن لا يرى المحب مشقةً في طاعة محبوبه ،
ما دامت سبيلا إلى ما فيه لذته وبغيته من الوصل واللقاء .
وعليه فينبغي علاج موجبات ذلك الاستثقال المذكور ، ليستطعم حلاوة العبادة كما يتذوقها أهلها .
حميد
عاشق العراق
23 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 12-24-2012 06:22 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* اجتذاب الأنظار *-ـ…_
إن للنفس الأمّارة بالسوء الرغبة في اجتذاب أنظار الخلق إليها ، بل قد يرتكب صاحبها الشاذ من الأقوال والأفعال ، لمجرد ( التميّز ) الموجب لِلَفت الأنظار ،
بل قد يعرّض حياته للمخاطر للرغبة نفسها ، كالسفر إلى مجاهل الأرض من قمم الجبال وأعماق البحار .
وقد يرتكب ما هو محمود في نفسه ، فينقل واقعة نافعة ، أو يتحمس في حديث هادف ، أو يقضي حاجة أخيه المؤمن ، رغبة في أن يكون هو بشخصه ( مجرىً ) لتصريف شؤون العباد ،
فيتلذذ بجريان الأمور المهمة على يديه ..ومن المعلوم أن كل ذلك بعيد كل البعد عما يطلبه الحق من نفي ( الإنـيّة ) ، وحصر الأعمال كلها فيما يرضي المالك على الإطلاق .
حميد
عاشق العراق
24 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 12-24-2012 06:31 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* خاصية الجذب الأنفسي*-ـ…_
إن التأثير في نفوس الخلق غير منحصرٍ في أسلوب الوعظ والإرشاد والكتابة ،
بل إن بعض النفوس العالية قد تؤثر في النفوس المحيطة بها تأثيرا ( مباشرا ) من دون خطاب أو كتاب .
وكأنّ الحق جعل في وجودهم خاصية الجذب ( الأنفسي ) كما جعل خاصية الجذب ( الطبيعي ) في بعض الأحجار .
حميد
عاشق العراق
24 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 12-24-2012 06:41 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* مقارعة الظلمة *-ـ…_
قد تكون مقارعة الظلمة في بعض الحالات مستندة لحالة ( الغضب ) والهيجان في النفس تجاه ما تراه من الظلم وتبلغ كراهية النفس للظلم وأهله إلى درجة التضحية بالحياة كما نلاحظها في بعض دعاة العدل ولو في المسالك الباطلة .
والمطلوب من العبد أن يستند في إظهار غضبه ورضاه إلى مراد المولى في مواجهة الفرد أو الجماعة ،
( فيثور ) حيث أمر الحق به و( يكظم ) غيظه حيث أراد الحق ذلك أيضا ، كما شاء أن يصبر .
حميد
عاشق العراق
24 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 12-25-2012 06:14 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الأحكام المسبقة *-ـ…_
إن النفوس التي لم تخضع للتربية والتهذيب ، لديها أحكام مسبقة على الأمور والأشخاص ، من دون تحقق للملاكات الشرعية في تلك الأحكام النفسية ،
فتميل إلى من تميل لمجرد ( الاستئناس ) النفسي الخالي من أي ملاكٍ كالتقوى التي جعلت ملاكا للتفاضل بين الخلق .
وقد تميل إلى فرد ( لانسجامه ) مع مسلكه الخاص في الحياة ، بل قد يكون ذلك لأسباب واهية ، كالاجتماع في بلد واحد أو الاشتراك في مصلحة واحدة .
وقد تعادي من تعادي لمجرد ( النفور ) الذي لا موجب له ، أو له موجب باطل ، كتصديق المقالات الكاذبة عن العباد ، والتي أمر الشارع بالتثبّت والتبـيّن لئلا يصاب قومٌ بجهالة .
فعلى المؤمن أن يلغي كل أحكامه المسبقة في الأمور والعباد ، مستلهما من الحق الصواب في واقع الأشياء كما هي ، ليكون على نور من الله تعالى يمشي به في الناس .
حميد
عاشق العراق
25 - 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-25-2012 09:32 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* مخادعة النفس *-ـ…_
إن من الضروري - في بعض الحالات - ( مخادعة ) النفس في جلبها إلى طريق الخير ، فيأتي إليها من حيث ترغب .
فمثلا من يرى نفسه ( مولعاً ) بلذائذ البطن والفرج ، فله أن يعطي نفسه سؤلهـا منها ، بشرط القيام بطاعة مهمة قبل استيفاء اللذة أو بعدها .
ومن يرغب في ( معاشرة ) الخلق يوجّـه نفسه إلى المجالس التي تذكّره بالحق .
ومن يرغب في السفر و ( السياحة ) في البلاد ، يوجّـه نفسه إلى البلاد التي رغّب الشارع في شـّد الرحال إليها ، ومن ( تثقل ) عليه صلاة الليل يرغّب نفسه في أبعاضها ، ثم يجدد العزم على الباقي منها .
وهكذا الأمر في صيام الأيام المندوبة وما شابـهها .
حميد
عاشق العراق
25 - 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-25-2012 10:42 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* القوانين الطبيعية والاجتماعية *-ـ…_
إن الآيات المتعرضة للحالات الاجتماعية في القرآن الكريم تجري مجرى الآيات المتعرضة للآيات الطبيعية ، فكما أن إرادة الحق لا تتخلف في ( التكوينيات ) فكذلك أمره في ( الاجتماعيات ) .
فمن ذلك قوله تعالى { إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } ، فينبغي التعامل مع هذا القانون كأيّ قانونٍ من قوانين الطبيعة ، فالمقنّـن فيهما واحد .
ومن ذلك قوله تعالى : { إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } ، ( فإرادة ) الإصلاح المتحققة من الزوجين ، يوجب ( مباركة ) الحق لهما في حياتهما بالتوفيق بينهما ، مهما بلغ الفساد مبلغه .
حميد
عاشق العراق
25 - 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-26-2012 05:21 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* أكثرهم لا يعقلون *-ـ…_

وردت آيات متعددة تصف أكثر الخلق بأنهم لا يعلمون ، ولا يشكرون ، ولا يؤمنون ، ولا يعقلون .
و الالتفات إلى هذا المضمون ، ( يسهّل ) على العبد الإخلاص في العمل ، والتعالي على الجاه ، وعدم التزلّف إلى المخلوقين ، وذلك لشعوره أن كل ذلك إنما هو بالنسبة إلى من وصفهم القرآن بالأوصاف المذكورة ،
ومن المعلوم أن رغبة الناس في الجاه وحُبّ ثناء الخَلْق ، إنما هو لاعتدادهم بما يسمى ( بالرأي ) العام و( ميل ) الجمهور .
وقد ورد عن أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) ما يدل على عدم اعتداده بمن حوله فيقول :
{ لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة }
حميد
عاشق العراق
26- 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-26-2012 05:43 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* تحمل مشقة العبادة *-ـ…_
قد ( يستغرب ) البعيدون عن أجواء العبودية ، من تحمّل بعضهم للعبادات الشاقة ، كصيام النهار في الحرّ وكقيام الليل في القرّ وأمثال ذلك .
والحال أن أصحابها ( يتلذذون ) بما يراه غيرهم مشقّة وعناء ، مصداقا لقوله ( عليهِ السلام ) :
{ واسْتَلانُوا ما اسْتَوْعَرَه ُالمترفون ، وأنِسُوا بما اسْتَوَحَشَ مِنهُ الجاهلون }

حميد
عاشق العراق
26- 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-26-2012 05:53 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* فائدة الاستخارة *-ـ…_

إن من ( فوائد ) العمل بالاستخارة ، فيما تحسن فيه الاستخارة من موارد التحير التي لا تستقر فيها النفس إلى شئ ,
هو إحساس العبد وكأنه جنديّ في معركة القتال ، لا يتحرك في الميدان إلا بأمر من قائده ، فهو لا ينظر إلى إرشاد المولى له ( كطريق ) إلى حيازة المنافع العاجلة ،
بل ( كَإْتِمار ) بأمرِ من تجب طاعته في كل صغيرة وكبيرة . ومن هنا يدعو الداعي فيقول في استخارته :
{ أستخير الله برحمته خيرة في عافية }
إذ العافية هنا تعم ما تتحقق في الدنيا أو الآخرة ، في العاجل والآجل .
حميد
عاشق العراق
26- 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-27-2012 06:15 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-*منغصات معيشة المؤمن *ـ…_
إن من الضروري الالتفات إلى أن ( المنغصّات ) في حياة المؤمن لمن دواعي ( تكامله ) وصعوده إلى الدرجات العليا ، إذ أن أدنى ما في تلك المنغصات - سوى الأجر الأخروي - أنها لا تدع مجالا ( للاستئناس ) بالدنيا والركون إلى متعها .
فهي بمثابة أشواك نابتة على الأرض ، تمنع الطير من الإخلاد إلى الأرض ، تاركا للتحليق في أجوائه العليا .
ولهذا تشبّه الروايات تعاهد المولى لعبده بالبلاء ، كتعاهد الرجل أهله بالهدية .
حميد
عاشق العراق
27- 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-27-2012 06:24 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* تلهف النفس *ـ…_

قد تتوجه النفس - بشوق شديد - إلى بعض الأمور: كقدوم مولود ، أو مجيء مسافر ، أو حصول فائدة ، أو إقتراب موعد لذة أو غير ذلك .
كل هذه الحركات المنقدحة من النفس ، لا تليق بالعبد الملتفت إلى نفسه ، إذ كلما ( اشتد ) الشوق إلى الأغيار ، كلما ( ضعف ) الالتفات إلى الحق المتعال .
والعقوبة الطبيعية لذلك هي عدم ( اعتناء ) الحق به ، كما هدد به في بعض الموارد فقال عز وجل :
{ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم }
وهي عقوبة قاسية لأهلها . فلو قال السلطان لأحد رعيته ، أو الأب لولده مثل هذه المقولة ، لانتابه شعور بالفزع والجزع شديدٌ ، لمعرفته بفداحة آثار الحرمان المترتب عليه ، فكيف إذا صدر مثل ذلك ممن بيده مقاليد الأمور ؟!.

حميد
عاشق العراق
27- 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-27-2012 06:31 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-*عدم الالتهاء بالجمال*ـ…_

إن حالة العبد مع الرب ، كالجالس بين يدي السلطان في قاعة لقائه التي زينت بأنواع الجمال في كل جَنَباته .
فليس له أن ( يلهو ) عنه بالنظر إلى ما حوله من متاع وزينة ، إذ أن ذلك مستلزم ( للطرد ) أو الاحتجاب .
فالحق وإن جعل ما على الأرض زينة لها ، وجعل ما في السماء زينة للناظرين ، إلا أن ذلك لا يعني أن يجعل العبد الالتفات إلى كل هذه الزينة في السماوات والأرض ،( حجابا ) يشغله عن التوجه إلى ربه ، ومانعا لتحقيق أدب المثول بين يديه ، بل يجعل ذلك مقدمةً للالتفات إلى عظمة سلطان من هو بحضرته .
حميد
عاشق العراق
27- 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-28-2012 06:33 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* حرمان بعض الشهوات *ـ…_
إن من سبل تقوية السيطرة على النفس وكبح جماحها ، هو حرمانها من بعض الشهوات ( الملحّة ) عليها . فإن من قدر على الأقوى قدر على
الأضعف بطريق أولى .
ولكن ينبغي التعامل مع النفس - في هذا المجال - بحذر لئلا تتمرد على صاحبها ،
فقد روي عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) أنه قال : { ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله ، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى } .
وحالات الانتكاس لدى بعض من أراد ترويض نفسه ، بغير ( وعي ) من نفسه ، أو ( استرشادٍ ) من ذوي المعرفة لخير شاهد على ذلك .
حميد
عاشق العراق
28- 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-28-2012 06:44 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* بين الباقي والفاني *ـ…_
ينبغي الالتفات دائما إلى قاعدة دوران الأمر في حياة الإنسان بين الباقي وهوما ( عند الله ) تعالى والفاني وهو ما ( عند العبد ) .
فيدور الأمر - في كل لحظة من العمر - بين صرفه فيما يحقق العندية للحق كذكره تعالى والعمل بطاعته ، وبين ما يحقق العندية للخلق كالاشتغال بغير الواجب والمندوب ، فضلا عن الحرام .
فلو عمل العبد بهذه القاعدة في كل مرحلة من حياته ، لرأى أن كل نظرة ليست فيها عبرة فهي ( سهو ) ، وكل قول ليست فيه حكمة فهو ( لغو ) ، وكل فعل ليست فيه طاعة فهو ( لـهو ) .

حميد
عاشق العراق
28- 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-28-2012 07:28 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الإتباع دليل المحبة *ـ…_

إن من الضروري التأمل في قوله تعالى : { إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } .
فإتباع الشرع أساسٌ لمحبة الشارع ، ومحبة الشارع للمتشرع أساسٌ لتحقيق أهداف الشريعة في سلوك العبد ، وليس من الضروري أن يثمر الإتّـباع المحبة ( الفعلية ) السريعة .
إذ أن هذه الثمرة قد تُعطى بعد مرحلة من الطاعة ، يُثبت فيها العبد ( إصراره ) على مواصلة الطريق وإن طال المدى .
حميد
عاشق العراق
28- 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-29-2012 06:12 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* السعي لا النتيجة *ـ…_
ليس من المهم أن يحقّق العبد حالة الخشوع والإقبال في الصلاة ، وإنما المهم بذل ( السعي ) الحثيث في ذلك ، و( دفع ) ما ينافيه ، و( التعرّض ) للنفحات في تلك المواطن .
ومن ثم ( يسلّم ) أمره للحق الذي لو شاء منحه الإقبال بكرمه ، أو حرمه بلطفه ، لما يراه من المصالح الخفية عن العباد .
فإن تمني حالة الخشوع في العبادة مع عدم تحققها من موجبات اليأس والإحباط ..فعلى العبد أن يسعى بهمّتـه ويوكل أمر النتائج إلى ربّـه ، إذ العبد مأمور بالسعي لا بالنتيجة .
حميد
عاشق العراق
29- 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-29-2012 06:18 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* صعوبة الإخلاص *ـ…_
إن ( صعوبة ) الإخلاص - وهو عماد هيكل القرب إلى الحق - ( تكمن ) في صعوبة التفتيش في خبايا النفس وخاصة في مواضع الهوى منها .
أضف إلى أن الإخلاص لا يتحقق بكل أبعاده بمجرد التلفظ بل ولا عقد النية المجردة .
بل الأمر يحتاج إلى انقلاب ماهوي في كيان العبد ، لا ينقدح معه الميل إلى غير الحق وذلك لاستصغاره إياه ، بما لا يستحق أن يجعل في نفسه ( اعتبارا ) لذلك الغير ، حتى يدعوه إلى غير الإخلاص .

حميد
عاشق العراق
29- 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-29-2012 06:27 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* جريمتان في آن واحد *ـ…_

إن العبد بمخالفته للحق يرتكب جريمتين في آن واحد : الأولى وهي ( التحدي ) العملي للحق فيما أمر به أو نهى عنه ، فلا ينظر إلى المعصية وحدها ، بل إلى من عصي بحقه .
وهذا التجاوز لو أخذ به المولى ، ما ترك على ظهرها من دابة ، بل أخذهم بألوان العذاب .
والثانية هي ( استعمال ) عنصر من عناصر الخلق كأداة لارتكاب المعصية ، وفي ذلك تصّرف عدواني فاضح في ملك الحق .
أضف إلى ( التضييع ) المتعمد لموقع الأشياء في عالم الوجود .
فالعنب - مثلاً - خُـلِق ليكون قوتا للعبد يعينه على طاعته ، فيحوّله العبد الآثم إلى خمرة ، تسلب العقل بما يعينه على خلاف الطاعة .
فهو جريمة في حق الخالق ، وفي حق المخلوق الصامت والناطق معاً .
حميد
عاشق العراق
29- 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-30-2012 06:28 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الذهول في أول الطريق *ـ…_

تنتاب السائر إلى الحق في أول الطريق المعبر عنه - بمرحلة اليقظة - حالة من ( الذهول ) والمحو ، لإدراكه بعض الحقائق الجديدة على عالمه ، فيميل إلى ( العزلة ) عن الخلق لشدة ما هو فيه ، بل لما يراه من ثقل معاشرة الغافلين عن الحق .
إلا أنه ينبغي تجاوز هذه المرحلة ، ليصل إلى مرحلة الجمع بين مختلف جهات التكليف حفظا لما هو فيه .
بل يسعى لتعريف الآخرين بما منّ عليه الحق تعالى من المعرفة الخاصة .
وعندئذ فلا الخلق يحجبونه عن الحق كما هو حال ( المحجوبين ) ، ولا الحق يصير حجابا له عن الخلق كما هو حال ( الواصلين ) .
حميد
عاشق العراق
30 - 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-30-2012 06:40 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* رتبة قرب النوافل *ـ…_

إن من الروايات التي تمثل ( قاعدة ) كبرى في السير إلى الحق ، هي ما يعبر عنه برواية قرب النوافل وهي :
{ ما يتقرب إليّ عبدٌ بأحب إلي مما افترضته عليه ، وإنه يتقرب إليّ بالنافلة حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده الذي يبطش بها ، إن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته }
فمن هذه الرواية وأشباهها يُعلم أن نقطة ( الانقلاب ) الجوهري في حياة العبد هي هذه النقطة ، وهي ( محبة ) الحق للعبد .
إذ عندها تنحسر الخصائص البشرية للعبد ، ليحل محلها تجليات الأسماء الربوبية ، فتـندك الإرادة البشرية في الإرادة الربوبية .
ومن هنا ينبغي التعامل مع هؤلاء - وإن قلّوا - بحذر شديد ، لأن مواجهتهم مواجهة لرب العالمين ، والحق سريع الانتصار لهم ، كما ورد التعبير بإرصاد المحاربة للحق عند التعرّض لهم .
حميد
عاشق العراق
30 - 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-30-2012 06:42 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* دفع المقتضي قبل المانع *ـ…_

ينبغي الالتفات إلى قاعدة المقتضي والمانع في ارتكاب المحرمات .
فبدلا من أن نسعى ( لمنع ) تحقق المعصية بعد استكمال مقتضياتها ، فإنه ينبغي أن نسعى ( لقطع ) روافد الخطيئة أو ( دفع ) مقتضياتها .
فما يفرضه العقل هو أن لا يعرّض المرء نفسه لمثيرات الشهوات - حساً وفكراً - لئلا يتورط بالمواجهة ، بعد اشتعال نيران الشهوات في النفس ، بما لا يطفؤها أعظم الزّواجر .
حميد
عاشق العراق
30 - 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-31-2012 06:21 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* العذر عند التعب والمرض *ـ…_

قد يرى العبد نفسه معذورا في ( ترك ) الإقبال على الحق في ساعات المرض ، أو التعب الشديد ، أو اضطراب الحال في سفر أو غيره ، والحال أن وفاء العبد وشدة ولائه لمولاه يتـبين في المواقف المذكورة .
فلا يطلب من العبد أن ( يحرز ) الإقبال الفعلي في تلك المواطن الحرجة ، بمقدار ما يطلب منه أن يكون في ( هيئة ) المقبلين .
ومن المعلوم أن هذا السعي من العبد - في تلك الحالات الطارئة - مما يوجب له الهبات العظمى في الساعات اللاحقة لها .
كما أن التوجه إلى المخلوقين في مثل تلك الحالات ، مما يشكر من قِـبَلِهم أيضا .
كمن يذكر صديقه في حال سفره أو مرضه أو تعبه .
حميد
عاشق العراق
31 - 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-31-2012 06:36 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* حقيقة الركوع والسجود *ـ…_

روي عن الصادق ( عليهِ السلام ) أنه قال :
{ لا يركع عبد لله ركوعا على الحقيقة ، إلا زيّنه الله تعالى بنور بهائه ، وأظله في ظلال كبريائه وكساه كسوة أصفيائه ، وفي الركوع أدب وفي السجود قرب ، ومن لا يحسن الأدب لا يصلح للقرب } .
فالركوع والسجود حركتان بدنيّتان يراد بهما إظهار الخضوع والتواضع ( القلبي ) ،
فمع خلوهما من الدلالة المذكورة استحالتا إلى حركة لا قيمة لهـا ، شأنهـا شأن الحركات التي يمارسها البدن في رياضة أو لهو أو غير ذلك .
ومن الملفت ذلك التدرج من الركوع وهو ( الأدب ) إلى السجود وهو ( القرب ) ، فمن لم يركع لا يؤذن له بالسجود لعدم امتثاله لقواعد الأدب .
ومن هنا يعلم ضرورة مراعاة المتقرب إلى الحق ، لآداب المثول بين يديه في كل آن من آناء حياته .
حميد
عاشق العراق
31 - 12 - 2012


حميد درويش عطية 12-31-2012 06:44 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* القلب كالمسجد *ـ…_

إذا لم يرض الشارع بإبقاء الخبائث ( الخارجية ) في المسجد وحكم بفورية إزالتها ،
فكيف يرضى ببقاء الخبائث ( الباطنية ) في قلب عبده المؤمن الذي يفترض فيه أن يكون عرشا للرحمن ؟!.
فكما ينبغي المسارعة في طهارة ( المسجد ) ، فإنه كذلك ينبغي المسارعة في طهارة ( القلب ) قبل أن تتراكم الخبائث فيها بما يصعب معه إزالتها ،
وبالتالي يتبدل ما خلق للطهارة والصفاء ، إلى مجمَع للرجس والأدناس .
حميد
عاشق العراق
31 - 12 - 2012



حميد درويش عطية 01-01-2013 07:11 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* اجتياز حدود الحق *ـ…_
ورد التحذير في آياتٍ عديدةٍ من اجتياز حدود الله تعالى ، فكما أن اجتياز الحدود في البلاد يتم بخطوة واحدة توجب له العقوبة المغلّظة ،
فكذلك فإن ما يتجاوز به العبد حدود ربه ،قد يكون أمرا ( يسيرا ) إلا أنه قد يوجب له العقوبة الشديدة ، عندما يكون العبد قاصداً لمثل ذلك التجاوز .
ومن هنا تأكد النهي عن ( المحقرات ) من الذنوب - وهي التي يستهين بها صاحبها - والحال أنها قد تكون بمثابة الخطوة الأخيرة التي تخرجه عن حدود مملكة الرب المتعال بكل ما يحمله الخروج من تبعات الحرمان من حماية مملكة الحق له ، والدخول في مملكة الطاغوت .
وقد حذر الحق مرات عديدة في آية { الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان } من تعدي حدوده ،
وخاصة أنها تتعلق بالخلاف بين الزوجين ، الذَّين يسهل عليهما تجاوز الحدود ، لعدم وجود ( الرقيب ) بينهما . أضف إلى جوّ الخصومة التي تلفهما بما ينسيهما الحدود الإلهية .
حميد
عاشق العراق
1 - 1 - 2013

http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 01-01-2013 08:26 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* العناية الخاصة *ـ…_

إن العبد الذي يود الدخول في دائرة العناية الخاصة التي تجعله يلتحق بركب الأنبياء والشهداء ،
لا بد له من الإتيان بما يحقق له ( الترجيح ) من بين الخلق ، لئلا تكون الهبات الإلهية جزافاً بلاحكمة ظاهرة فيها .
فهذا النبي المصطفى ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) لم يُبتعث في أعلى درجات المرسلين ، إلا بعد أن وجده الحق كما يصفه الحديث القائل :
{ فلما استكمل أربعين سنة ونظر الله عز وجل إلى قلبه ، فوجده أفضل القلوب وأجلها وأطوعها وأخشعها وأخضعها ، أذن لأبواب السماء ففتحت }

حميد
عاشق العراق
1 - 1 - 2013


http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 01-01-2013 08:42 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif

_…ـ-* الاستهزاء بالنفس *-ـ…_
إن العبد قد لا ( يقصّر ) في الدعاء لإنجاح مهامه - وخاصة الأخروية منها - إلا أنه ( يتقاعس ) في مقام العمل ، حتى في القيام بالمقدمات البسيطة المحققّة لحاجته ،
كمن يطلب مقام القرب وجوار الحق المتعال وهو لا يعلم تفصيل أحكام شريعته حلالاً وحراماً ، فضلا عن العمل المستوعب لجزئيات تلك الأحكام .
ولطالما ( عتب ) على الحق - في نفسه - لتأخر الإجابة ، والحال أن غيره ممن أحرز الرتب العالية ، جمع بين الدعاء المتواصل والعمل الكامل .
وقد قيلَ :
{ من سأل الله التوفيق ولم يجتهد ، فقد استهزأ بنفسه }

حميد
عاشق العراق
1 - 1 - 2013


http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 01-02-2013 06:08 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* فضول النظر *-ـ…_

كما أن الإكثار من القول من موجبات ( بعثرة ) الفكر وسد أبواب الحكمة في القلب ،
فكذلك الأمر في فضول ( النظر ) ، فإنه من دواعي تكثّر الصور الذهنية التي توجب تفاعل النفس مع بعضها تفاعلاً ، يكدر صفو الفكر بل سلامة القلب ،
ومن هنا كان المحروم من نعمة البصر أبعد من بعض دواعي الغفلة عند من أعطي نعمة الإبصار .
وقد ورد : { إياكم وفضول النظر ، فإنه يبذر الهوى ، ويولد الغفلة } .
وينبغي الالتفات إلى دقة التعبير بـ( يـبذر ) ، فإن فيه إشعارا بأن الهوى المستنبَت من النظر يتدرج في النمو كالبذرة ، ليعطي ثماره الفاسدة من الوقوع في المعاصي العظام .
حميد

عاشق العراق
2 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 01-02-2013 06:46 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* ذكرى الدار *-ـ…_

إن الحق المتعال يصف مجموعة من الأنبياء السلف وهم: إبراهيم واسحق ويعقوب ( عليهم السلام ) بأنهم ذو ( الأيدي ) أي القوة في العبادة أو الحكم أو كليهما ، و( الأبصار ) أي البصيرة في الدين والدنيا .
ثم يعقّب ذلك بأنهم أخلِصوا بصفة خالصة ، وهي ذكرى ( الدار ) وهي الآخرة .
ومن ذلك يُعلم أهمية هذه الصفة الخالصة - وهي ذكرى الموت - في مسيرة الأنبياء عليهم السلام ،
ولا شك في أنها مهدت السبيل لكونهم من المصطفَين الأخيار ، وهي غاية المنى من بين الغايات .
وما قيمة الاصطفاء والاصطباغ بصبغة الأخيار عند غير الحق المتعال ؟!.
حميد

عاشق العراق
2 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-02-2013 06:48 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* عدم الاسترسال المذهل *-ـ…_
إنَّ من أعظم الصفات المطلوبة للمؤمن ، هو ( الإقبال ) على الخلق بشرط: عدم الاسترسال أولاً ، والهادفية ثانياً .
فلا يُقبل على الخلق إلا حيث يرى في إقباله ( خيراً ) في دنيا العباد أو في آخرتهم ، ثم لا يُقبل في مورد الخير إلا بمقدار ما يتحقق به الخير ،
فإن الإحسان إلى الخلق وخاصة إذا جمعه بهم جامع الإيمان والتقوى ، لمنصور العبودية للحق ،
إذ الحق هو المحسن إلى خلقه ويحب من يكون سبباً لذلك الإحسان ، ومن أحب شيئاً أحب أسبابه .
حميد

عاشق العراق
2 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-03-2013 08:58 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الموت المتكرر *-ـ…_

لو تأمل العبد في النظام الأحسن البديع في بدنه ، لرأى أنه يعيش ( موتاً ) متكرراً في كل آن من آناء حياته .
فصعود نَفَسه بعد الشهيق إنما هو حياة بعد موت ، ولولا ذلك الشهيق لقتله الزفير .
ورجوع الدم النقي إلى شرايينه كذلك حياة بعد موت ، ولولا ذلك الرجوع لقتله الدم الفاسد الذي نقله الوريد .
وعودة روحه إليه بعد المنام كذلك حياة بعد موت ، ولولا ذلك الرجوع لبقي العبد في برزخه إلى يوم يبعثون ، هذا كله فضلاً عن ( الحوادث ) القاتلة التي صُرفت عنه ولم يحط بها علماً .
إن مجموع هذه الأحاسيس ، يدعو العبد للشكر المتواصل من أعماق وجوده ، شكر من استوهب الحياة بعد الممات ، بكل ما يلزمه الشكر من شعور بالخجل ولزوم العمل بما يرضى به المنعم .
وقد روي عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) انه قال :
{ والذي نفس محمد بيده ، ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفراي لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي }

حميد
عاشق العراق
3 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-03-2013 09:01 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* أهل التأمل والتفكير *-ـ…_

إن من يمارس عملية ( التفكير ) والتأمل في المجال العلمي - ولو الدنيوي - يمتلك ( قابلية ) التركيز والسيطرة على الذهن في مجمل حياته .
وبذلك يكون أقرب من غيره للتأمل في ما يحسن التفكير فيه مما يتصل بأمر آخرته ، كما أنه يكون أقدر من غيره على التركيز الذهني في العبادة ، وهو بدوره عامل مساعد للتفاعل النفسي معها .
فعند انتفاء الصورة المزاحمة والمنافرة لما تقتضيه العبادة - كالصلاة مثلاً - فإن النفس تكون ( أقدر ) على الالتفات إلى الجهة الواحدة التي أمِـر بالالتفات إليها .
ومن هنا كان أهل الفكر والنظر ، أقدر من غيرهم على السير الفكري والنفسي إلى الحق المتعال .

حميد
عاشق العراق
3 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 01-04-2013 06:41 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الإتكال على الغير *-ـ…_

إن من الطبيعي أن تكون ( العقوبة ) الإلهية للعبد من ( جنس ) عمله .
فمنع الحقوق المالية الواجبة مستلزم : إما للفقر أو لنـزع البركة من المال ، وفيه ملاك الفقر نفسه ، إذ ما قيمة المال الذي لا يستجلب بركة في الدنيا أو أجراً في الآخرة ؟!
وكذلك التسلط على رقاب العباد ظلماً وعدواناً ، يوجب وقوع العبد في يد ظالم أو من هو أظلم منه .
والاتكال على الغير يوجب خيبة الأمل ممن اتكل عليه العبد من دون الله تعالى ، وقد روي في الحديث القدسي :
{ لأقطعن أمل كل مؤمل من الناس ، أمل غيري باليأس ، ولأكسونه ثوب المذلة } .
ومن العقوبات القاسية في هذا السياق : هو ما نراه من أن توزّع الفكر والهم بما يلهي عن ذكر الحق المتعال ، مستلزم للعقوبة المسانخة لذلك أيضاً ،
فيعيش العبد عندها حالة من ( تشتت ) الفكر ، واضطراب النفس ، وقلق البال ، مما يجعله لا يهنأ بعيشٍ مهما كان رغيداً .
إذ أن الابتلاء بالنفس والفكر لمن أهم صور الابتلاء .
حميد
عاشق العراق
4 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif

حميد درويش عطية 01-04-2013 06:49 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* مقومات نجاح الملُك *-ـ…_

إن من مقومات النجاح في إدارة الملُك هو : الجمع بين ( التشريع ) الحكيم ، و( التنفيذ ) العادل ، و( القضاء ) الحق فيما اختلف فيه العباد .
وهذا المبدأ هو ما اتفقت عليه الأمم في كلياتها ، وإن انحرفوا في تطبيقاتها إلى حد ارتكاب عكس ذلك .
وقد يفهم ذلك من قوله تعالى : { وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصــل الخطاب }
ففيــه قـوة التنفيذ بشد الملك ، وحكمة التشريع بإتيان الحكمة ، وفصل الخطاب في الخصومة ، وهذا كله هو ما أعطي داود ( عليهِ السلام ) ذو الأيدي ، أي ذو القوة على العباد.

حميد
عاشق العراق
4 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 01-04-2013 08:57 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الصرف عن الصلاة *-ـ…_

إن مما يسعى إليه الشيطان بشدة هو ( صرف ) المصلي عن صلاته ، حتى ولو استلزم التصرف في ( حواسه ) : نفثاً في الصدور ، ونقراً في الآذان .
وذلك لأن صده للعبد عن صلاته إنما هو صد لما ينهى عن الفحشاء والمنكر ، مما يسهل له السبيل للتغلغل إلى قلبه .
وقد ورد عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) أنه قال : { إن العبد إذا اشتغل بالصلاة ، جاءه الشيطان وقال له: اذكر كذا اذكر كذا ، حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى ! } .
ولهذا نجد المصلي (يتذكر ) ما نسيه في سابق أيامه ، أو ( يتأثر ) بالتوافه من الأمور التي لم يكن يتأثر بها قبل الصلاة ولا بعدها .
حميد
عاشق العراق
4 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif


حميد درويش عطية 01-05-2013 06:20 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الشغف العلمي *-ـ…_

يعيش بعضهم حالة من ( الشغف ) العلمي وحب الاستطلاع ، فيطرق أبواب العلوم المختلفة من دون النظر إلى مدى ( جدوى ) انشغاله بتلك العلوم من جهة دنياه أو آخرته ،
وبذلك يعيش حالة من ( الانشغال ) الكاذب ، وخاصة أن بعض العلوم تستهوي العبد ، فتشغل بعض لبه أو كله ، بما يصرفه عن الاهتمام فيما خلق من أجله .
والقاعدة العامة التي يسير عليها العبد في مجمل حياته ، هي أن كل حركة في علم أو عمل ، لا بد وأن تكون منسجمة مع هدف الخلقة وهو عبودية الواحد القهار .

حميد
عاشق العراق
5 - 1 - 2013
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif



الساعة الآن 02:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team