- -
[ ومضة ]
(
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)
حميد درويش عطية |
12-09-2012 06:20 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* القعود على الصراط المستقيم *-ـ…_
ينحصر طلب الداعي في سورة الفاتحة - بعد مقدمات الحمد والثناء - في ( الاستقامة ) على الصراط ، كما انحصر تهديد الشيطان من قبلُ ، ( بالقعود ) على الصراط المستقيم نفسه .
ومن مجموع الأمرين يُعلم أن معركة الحق والباطل إنما هي في هذا الموضع ، والناس صرعى على طرفيها ، وقد قلّ الثابتون على ذلك الصراط المستقيم .
ومن هنا تأكدت الحاجة للدعاء بالاستقامة في كل فريضة ونافلة . وليُعلم ان الذي خرج عن ذلك الصراط :
إما بسبب ( عناده ) وإصراره في الخروج عن الصراط باختياره وهو المغضوب عليه ، وإما بسبب ( عماه ) عن السبيل وهو الضال .
|
حميد درويش عطية |
12-10-2012 06:32 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الحق أولى بحسنات العبد *-ـ…_
إن الله تعالى أولى بحسنات العبد من نفسه ، لأن كل الآثار الصادرة من العبد إنما هو من بركات ( وجود ) العبد نفسه ، والحال أن وجوده إنما هو ( فيض ) من الحق المتعال حدوثا وبقاء .
أضف إلى أن ( مادة ) الحسنة التي يستعملها العبد في تحقيق الحسنات ، ينتسب إلى الحق نفسه بنسبة الإيجاد والخلق .
فيتجلى لنا - بالنظر المنصف - أن دور العبد في تحقيق الحسنة ، دور باهتٌ قياسا إلى دور الحق في ذلك .
فلـيُقس دور مؤتي الزكاة من الزرع ، إلى دور محيي الأرض بعد موتها ، وما تمر فيها من المراحل المذهلة التي مكّنت المعطي من زكاته ، والتي هي أشبه بالأعجاز لولا اعتيادنا لها بتكررها .
ومن هنا أسند الحق الزرع إلى نفسه ، رغم أن الحرث من العبد ، فقال : { أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون } .
|
حميد درويش عطية |
12-10-2012 06:42 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* القشر واللب *-ـ…_
إن لعالم الوجود قشراً ولبـّا ، قد عبر القرآن عن الأول بظاهر الحياة الدنيا ، بما يفهم منه أن له باطنا أيضا وهو اللب .
فإذا أعمل الحق المتعال خلاّقيته بما يُذهل الألباب في الظاهر، فقال تعالى :
{ تبارك الله أحسن الخالقين }
و{ بديع السموات والأرض }
و{ أعطى كل شئ خلقه ثم هدى }
و{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح }
فكيف بآثار خلاقيته في عالم الألباب ؟! ، وهي الأرواح التي نسبها الحق إلى نفسه فقال :
{ قل الروح من أمر ربي }
و{ ونفخت فيه من روحي }
ومن هنا يعلم شدة تقصير العبد في ( تزيين ) أكثر المخلوقات قابلية للجمال والكمال ، وهي ( نفسه ) التي بين جنبيه .
|
حميد درويش عطية |
12-10-2012 08:48 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* انقطاع تسبيح الثوب *-ـ…_
أمر رسول الله ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) عائشة ( رضيَ اللهُ عنها )بغسل برديه فقالت : بالأمس غسلتهما ، فقال لهـا :
{ أما علمت أن الثوب يسبح ، فإذا اتسخ انقطع تسبيحه } الدر المنثورج ص185.
فالمستفاد من هذه الرواية أن القذارة ( الظاهرية ) مانعة من التسبيح ( التكويني ) .
وهنا نتساءل : كيف لا تكون القذارة ( الباطنية ) مانعة من التسبيح ( الاختياري ) ؟! .
ومن صور الظلم أن يسبب العبد ما يوجب انقطاع تسبيح خلق من خلقه .
حميد
عاشق العراق
10 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif
|
حميد درويش عطية |
12-11-2012 05:58 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* المعية العامة والمعية الخاصة *-ـ…_
إن هناك فرقا شاسعا بين المعيّـة الخاصة للحق المتمثلة بقوله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا } ، وبين المعيّة العامة المتمثلة بقوله تعالى :{ وهو معكم أينما كنتم } .
ففي الأول معيـّة ( النصر ) والتأييد ، وفي الثاني معيـّة ( الإشراف ) التكويني المستلزم للرزق والحفظ وغيره .
|
حميد درويش عطية |
12-11-2012 06:19 AM |
|
حميد درويش عطية |
12-11-2012 06:29 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الصبغة الواحدة *-ـ…_
إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته - متصف بلون واحد وصبغة ثابتة ، وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا .
والموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه ، فهو الوحيد الذي وهبه الحق منحة العبادة ( الاختيارية ) .
وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا ، لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى حبا وبغضا .
ولذلك يباهي الحق - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به - بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود .
والسر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب .
حميد
عاشق العراق
11 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif
|
حميد درويش عطية |
12-13-2012 05:54 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* القدرة المستمدة من الحق *-ـ…_
إن الالتفات إلى ( عظمة ) الحق في عظمة خلقه ، وإلى ( سعة ) سلطانه في ترامي ملكه ، وإلى ( قهر ) قدرته في إرادته الملازمة لمراده ، كل ذلك يضفي على المرتبط به - برابط العبودية - شعورا بالعزة والقدرة المستمدة منه .
ولهذا يقول علي ( عليهِ السلام ) :
{ الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبداً ، وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً }
.هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد ، لجعله يعيش حالة من الاستعلاء ، بل اللامبالاة بأعتى القوى على وجه الأرض - فضلاً عن عامة الخلق الذين يحيطون به -
لعلمه بتفاهة قوى الخلق أجمع ، أمام تلك القدرة اللامتناهية لرب الأرباب وخالق السلاطين .
حميد
عاشق العراق
13 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif
|
حميد درويش عطية |
12-13-2012 06:05 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* عظمة الخالق في النفس *-ـ…_
قد ورد في وصف المتقين أنه قد : { عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم } .
فلنتصور عبدا وصل إلى هذه الرتبة المستلزمة لصغر ما سوى الحق في عينيه ، كيف يتعامل مع كل مفردات هذا الوجود ؟!.
فإن صغر ما سوى الحق عنده ، يجعله لا ( يفرح ) بإقبال شئ عليه ، كما لا يأسى على فوات شئ منه ، كما لا ( يستهويه ) شئ من لذائذها ، ما دام ذلك كله صغيرا لا يستجلب نظره ،
كالبالغ الذي يمر على ما يتسلى به الصغار غير مكترث بشيء من ذلك .
وفي المقابل فإن من صغُر الحق في نفسه ، فإنه ( يكبر ) كل شئ في عينه ، فاللذة العابرة يراها كاللذة الباقية ،
والمتاع الصغير وكأنه منتهى الأماني لديه ، والخطب اليسير في ماله وبدنه كأنه بلاء عظيم لا زوال له ، وهكذا يعيش الضنك في العيش الذي ذكره القرآن الكريم .
وليعلم في هذا المجال أن كبر الدنيا في عين العبد ، تدل بالالتزام على صغر الحق المتعال في نفسه ، وفي ذلك دلالة على ( خطورة ) ما فيه العبد وإن ظن بنفسه خيرا .
حميد
عاشق العراق
13 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif
|
حميد درويش عطية |
12-13-2012 08:26 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الحركة حول محور واحد *-ـ…_
إن في عالم الطبيعة حركةً دائبةً حول محور واحد لا تتخلف أبدا ، كحركة النواة والمجرّات والمجموعات الشمسية حول محاورها .
فالمطلوب من العبد المخـتار أيضا أن ينسجم مع هذه الحركة ( الكونية ) ، فتكون له حركته الدائبة والثابتة حول محور واحد في الوجود بلا انقطاع .
وقد طالب الحق المتعال عباده بهذه الحركة المادية أيضا و( المشابهة )لحركة الطبيعة ، وذلك بالأمر بالطواف حول محور بيته الحرام .
ومن الملفت في هذا المجال أن جهة الطواف - بعكس حركة الساعة - تشابه الحركة الدائرية ( للتكوينيات ) وفي الاتجاه نفسه ، والتي يغلب على مداراتها عدد السبعة أيضا .
حميد
عاشق العراق
13 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif
|
حميد درويش عطية |
12-13-2012 08:38 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الإخلاد إلى الأرض *-ـ…_
إن كلمة اثّـاقلتم في قوله تعالى :
{اثاقلتم إلى الأرض } تشعر بأن الإخلاد إلى الأرض ، كسقوط الأثقال إلى الأسفل ، في أنها حركة ( طبيعية ) لا تحتاج إلى كثير مؤونة ،
بخلاف الحركة إلى الأعلى ، فإنها حركة ( قسرية ) تحتاج إلى بذل جهد ومعاكسة للحركة الطبيعية تلك .ولهذا ورد التعبير ( بالنفر ) في قوله تعالى : { إنفروا في سبيل الله } .
و( الفرار ) في قوله تعالى : { فروا إلى الله } و ( المسارعة ) في قوله تعالى : { سارعوا إلى مغفرة من ربكم }
مما يدل جميعا على أن الوصول إلى الحق ، يحتاج إلى نفر وفرار ومسارعة وفي كل ذلك مخالفة لمقتضى الطبع البشري ، الميال إلى الدعة والاستقرار والتباطؤ .
حميد
عاشق العراق
13 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif
|
حميد درويش عطية |
12-13-2012 08:50 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* التعالي عن عامة الخلق *-ـ…_
إن مثل المتعالي عما يشتغل به عامة الناس ، كمثل من أرغم على الاشتراك مع من هم دون سن البلوغ في لهوهم ولعبهم .
فيجد كثير ( معاناة ) في هذه المعاشرة ، لعدم وجود ( الأنس ) مع من لا تربطه بهم صلة في علم و لا عمل .
فعلى المؤمن - المبتلى بمثل هذه الحالة - أن يعاشر الخلق ببدنه لا بروحه ، ليتخلص من تبعات عدم التوافق الذي ينغص عيشه .
ومن الضروري في مثل هذه الحالة ، كتمان حالات الضيق التي تنتابه معهم ، إذ أن في ذلك ( انتقاص ) غير محمود ، قد يعرّض نعمة العلو الروحي للزوال ،
كما ينبغي الالتفات الدقيق إلى عدم الوقوع في دائرة العجب المهلكة ، عندما يرى في نفسه من الكمال ما لا يراه في عامة الخلق ، لأن المعجب الواجد للكمال أقرب للهلاك من الفاقد له .
|
حميد درويش عطية |
12-14-2012 08:51 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الاشتغال بالفسيح *-ـ…_
إن مواجهة القلب مواجهة متفاعلة مع أمور الدنيا - وخاصة المقلق منها - مما ( تضيّق ) القلب .
إذ أن القلب يبقى منشرحا إذا اشتغل ( بالفسيح ) من الأمور التي تتصل بالمبدأ والمعاد .
والقلب الذي يشتغل بالسفاسف من الأمور ، يتسانخ مع ما يشتغل به ، فيضيق تبعا لضيق ما اشتغل به .
والحل - لمن لابد له من التعامل مع الدنيا - أن يرسل إليها ( حواسه ) وفكره القريب إلى حواسه .
وأما ( القلب ) والفكر القريب إلى قلبه ، فيبقى في عالمه العلوي الذي لا يدنّـسه شئ .
فمَثَل القلب كمَثَل السلطان الذي يبعث أحد رعاياه لفك الخصومات وغيرها ، ولا يباشرها بنفسه لئلا تزول هيبة سلطانه .
|
حميد درويش عطية |
12-14-2012 08:59 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* صنوف الكمال *-ـ…_
يمكن القول أن جميع صنوف الكمال مجتمعة في قوله تعالى : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } .
فإن فيه كمال ( معرفة الرب ) ، لأنه لولا هذه المعرفة لما عرف مقام الرب ، وبالتالي لم يتحقق منه الخوف من صاحب ذلك المقام .
وفيه كمال مرتبة ( القلب السليم ) لأن الخوف من مقام الرب لا ينقدح إلا من القلب السليم ، الذي خلي من الشوائب بما يؤهله لنيل تلك المرتبة من الخوف .
وفيه كمال مرتبة ( العمل الصالح ) الذي يلازم نهي النفس عن الهوى ، إذ أن الذي يصد عن العمل الصالح ، هو الميل إلى الهوى الذي لا يدع مجالا لتوجه القلب إلى العمل الصالح .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-14-2012 09:12 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* كثرة الهموم *-ـ…_
إن كثرة الهموم والغموم تنشأ من تعدد مطالب العبد في الحياة الدنيا ، فكلما ( يَـئِسَ ) من تحقيق مأرب من مآربه ( انتابه ) همّ الفشل ،
فإذا تعددت موارد الفشل تعددت موجبات الهموم ، وتبعاً لذلك تتكاثف الهموم على القلب بما تسلبه السلامة والاستقامة .
فلو نفى العبد عن قلبه الطموحات الزائفة وتضيّقت عنده دائرة المحبوبات
واقتصرت همّته على ما يحسن الطمع فيه والطموح إليه ( قلّت ) عنده فرص الفشل وبالتالي نضبت روافد الهموم إلى قلبه .
وقد أشار أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) إلى هذه الحقيقة بقوله : { قد تخلّـى من الهموم إلا هما واحداً } .و
من هنا يعيش الأولياء حالة من ( النشاط ) والانبساط الذي يفقده - حتى المترفون - من أهل الدنيا ،
وذلك لانصرافهم عما لا ينال ، وتوجّههم إلى ما يمكن أن ينال في كل آن ، وهو النظر إلى وجهه الكريم .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-14-2012 09:25 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* السعة المذهلة للوجود *-ـ…_
ورد في الحديث : { ما السموات السبع والأرض عند الكرسي إلا كحلقة خاتم في فلاة ، وما الكرسي عند العرش إلا كحلقة في الفلاة } .
إن استشعار هذه الحالة - وخاصة - عند مواجهة الحق في الصلوات والدعوات ،
يجعل العبد يعيش حالة ( التذلّل ) والانبهار أمام هذه القدرة التي لا تتناهى ، والسلطان الذي لا يدرك كنهه .
فمن موجبات ( تعميق ) محبة المحبوب هو الالتفات التفصيلي لما عند المحبوب من صفات وقدرة ، ولما يتمتع به من جمال وجلال .
والأمر عند عشاق الهوى كذلك ، إذ أنهم يختارون من يجتمع فيهم الجمال والاقتدار . فالأول عنصر ( اجتذاب ) يوجب دوام محبة المحبوب . والثاني عنصر ( ارتياح ) يوجب قضاء مآرب الحبيب .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-14-2012 09:39 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* حقيقة الاسترجاع *-ـ…_
إن حقيقة آية الاسترجاع :
{ إنا لله وإنا إليه راجعون } لو تعقلها العبد بكل وجوده ، لأزال عنه الهمّ الذي ينتابه عند المصيبة .
والسر في ذلك أن الآية تذكّره بمملوكية ( ذاتـه ) للحق ، فضلا عن ( عوارض ) وجوده .
وهذا الإحساس بدوره مانع من تحسّر العبد على تصرف المالك في ملكه - وإن كان بخلاف ميل ذلك العبد - إذ أنه أجنبي عن الملك قياسا إلى مالكه الحقيقي .
كما تذكره ( بحتميّة ) الرجوع إليه المستلزم ( للتعويض ) عما سلب منه وهو مقتضى كرمه وفضله ، وإن ذكرنا آنفا أن سلب الملك من شؤون المالك لا دخل لأحدٍ فيه ، كما يقال في الدعاء :
{ لاتضادّ في حكمك ولا تنازع في ملكك }
كل هذه الآثار مترتبة على وجدان هذه المعاني ، لا التلفظ بها مجردة عما ذكر .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-15-2012 05:59 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-*روح الدعاء *-ـ…_
إن حقيقة الأدعية المأثورة تتحقق بالالتفات الشعوري إلى مضامينها .
إذ أن الدعاء حالة من حالات القلب ، ومع عدم تحرك القلب نحو المدعو وهو ( الـحق ) والمدعو به وهي ( الحاجة ) ، لا يتحقق معنىً للدعاء .
وبذلك يرتفع الاستغراب من عدم استجابة كثير من الأدعية ، رغم الوعد الأكيد بالاستجابة ،
وذلك لعدم تحقق الموضوع وهو ( الدعاء ) بالمعني الحقيقي الذي تترتب عليه الآثار .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-15-2012 06:11 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الحسنة في الدنيا والآخرة *-ـ…_
إن من يهوى الدنيا ، يطلبها بكل متعها ، من دون ( تقييدها ) بكونها حسنا عند الحق المتعال . وذلك لأن كل ما فيها - مما يطابق الهوى - مطلوب لديه .
وهذا بخلاف المؤمن الذي لا يريد من الدنيا والآخرة ، إلا ما كان ( حسناً ) عند مولاه .
ولهذا يوكل أمر آخرته ودنياه إليه ، لأنه الأدرى بالحسن الذي يلائمه بالخصوص ..
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-15-2012 06:25 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* التركيز في غير الصلاة *-ـ…_
يتذرع الكثيرون الذين لا يملكون القدرة على التركيز - في الصلاة والدعاء - بذرائع واهية من عدم القدرة على مثل ذلك ، بما يوهم سقوط التكليف بالصلاة الخاشعة .
والحال أن هؤلاء أنفسهم يملكون أعلى صور التركيز في مجال عملهم ، بل في مجال العلوم التي تتطلب منهم التركيز الذهني المتواصل .
والسر في ذلك واضح وهو رغبتهم ( الأكيدة ) في مثل هذا التركيز فيما يحبون ، طمعا لما وراءه من المنافع .
ولو تحققت فيهم مثل هذه ( الرغبة ) في التركيز - عند الصلاة والدعاء - طلبا لعظيم المنافع فيهما ، ( لأمكنهم ) مثل هذا التركيز أيضا بل أشد من ذلك .
وتتجلّى ضرورة مثل هذا التركيز ، بالتأمل فيما روي عن الإمام الصادق ( عليهِ السلام ) أنه قال :
{ من كان قلبه متعلقاً في صلاته بشيء دون الله ، فهو قريب من ذلك الشيء ، بعيد عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-16-2012 06:12 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* سكر الشهوة والغضب *-ـ…_
كما أن ( المسكرات ) سالبة للعقل ، فكذلك ( الشهوة ) و ( الغضب ) تسلبان الإرادة من صاحبهما حتى يوصلاه إلى ما يقرب من السكر بل الجنون !!
فالمردود السلوكي متشابه في كل من المسكر والشهوة والغضب . فعلى المؤمن - الذي لا بد وأن يمارس شهوته في فترات من حياته - أن لا يسترسل أثناء ممارسته لتلك الشهوة بما يفقده حالة الاعتدال .
ومن هنا أحاط الشارع الحكيم ( معاشرة ) النساء بأحكام وجوبيه وإستحبابية - حتى في الليلة الأولى منها - لئلا يعيش العبد حالة من الذهول المطلق عن مولاه عند فوران شهوته .
وقد وصف أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) بوصف بليغ تلك الحالة بقوله :
{ حياء يرتفع ، وعورات تجتمع ، أشبه شيء بالجنون !! ، الإصرار عليه هرم ، والإفاقة منه ندم }
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-16-2012 06:18 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* السياحة اللاهادفة *-ـ…_
إن على المؤمن أن يحترز عن السياحة ( اللاهادفة ) التي لا يتأتّى فيها قصد ( القربة ) إلى الحق .
فإن جميع حركات العبد وسكناته ، ينبغي أن تكون مقرونة ( بالنـّية ) التي تربطه بالعلة الغائية في أصل وجوده .
وإلا فإن مجرد التنقل من بلد إلى بلد لا قيمة له في حد نفسه ، سوى ما يستوجبه شيئا من الاسترخاء والارتياح ، الذي يزول مع العودة إلى البيئة التي كان فيها العبد ،
ليعاني فيها - مرة أخرى - مشاكله التي غفل عنها في سفره .
وهذا خلافا للسياحة التي ترتبط بهدف مقدس : كمواطن الطاعة والارتباط بالحق أو بأوليائه ، أو كالمواطن التي تعينه على استرجاع النشاط ، لمواصلة سبيل العبودية بجد واجتهاد .
فإن أثرها متسمٌ بالبقاء والخلود ، لأنه مصداق لما عند الله تعالى .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-16-2012 06:24 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الاستلقاء بعد التثاقل *-ـ…_
يستحسن في بعض الحالات التي يعيش فيها العبد حالة ( التثاقل ) الروحي أن يستلقي في جوّ هادئ ، ليعيش شيئا من ( التركيز ) الذهني فيما يحسن التفكير فيه .
وهذا الإستلقاء بمثابة إعادةٍ لحالة ( التوازن ) النفسي الذي يخـتل في زحمة الحياة ، سواء في دائرة مشاكله الخاصة أو العامة .
ومن هنا نلاحظ التركيز الكثير من الشارع على أدعية ما قبل النوم ، ليستذكر العبد ما نسيه في معترك التعامل مع ما سوى الحق المتعال .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-17-2012 04:18 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* روح الصلاة *-ـ…_
إن على العبد أن يسعى للوصول إلى مرحلة يعيش فيها ( روح ) الصلاة طوال ليله ونهاره .
فإن روح الصلاة هي التوجه للحق ، وما الصلاة إلا قمّـة ذلك ( التوجه ) العام ، وهي موعد اللقاء الذي أذن به الحق المتعال لجميع العباد .
ومن هنا كان الذاهل عن ربه - في ليله ونهاره - عاجزا عن الإتيان بالصلاة التي أرادها منه ، إذ أنه وصفها بقوله :
{ وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } .
و هذه هي من صور الإعجاز ، لأن الصلاة على خفّـتها على البدن ، يستشعر ثقلها غير ( الخاشعين ) ، بما يفوق ثقل بعض الأعمال البدنية الأخرى .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-17-2012 04:25 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* عدم الذهول عند الخطاب *-ـ…_
يحسن بالداعي أن يعيش ولو أدنى درجات ( التوجّـه ) والجديّـة في الخطاب ، عند حديثه مع الرب بقوله : { اللهمّ } .
فإن خطاب العظيم مع الذهول عنه - عند ندائه - لمن صور سوء الأدب الذي قد يوجب عدم التفات المولى العظيم إلى ما يقوله المتكلم بعد ذلك .
فلا يحسن بالداعي أن يهمل صدر الخطاب وهو ( نداء ) الرب الكريم ، ويتوجه بقلبه في ذيله وهو ( طلب ) الحوائج .
إذ يتجلى بذلك حالة النفعية والطمع ، مع الإخلال ( بالأدب ) عند مخاطبة العظيم .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-17-2012 04:33 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الحيران في الأرض *-ـ…_
يصوّر الحق - فيما يصور - حالة العبد الضّـال المتحير في هذه الحياة ، المبتعد باختياره عن جادة الهدى ، فيقول :
{ كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى }
فهو إنسان حائر وكأنه على مفترق طرق عديدة ، لا يعلم طريق الخلاص منها ، والشياطين تحيط به تطلب هواه ، بمعنى أنها تطلب منه أن يهوى ما فيه ( هلاكه ) ،
أو بمعنى أنها تطلب منه ( الحب ) والهوى لنفس الشياطين ، وذلك بحبّ ما تدعو الشياطين إليه .
فتكون الصورة الثانية أبلغ في تجسيد هذا الخذلان ، لأنها تمثل الشياطين وكأنها امرأة تطلب هوى الغريم ، وتسعى لإيقاعه في عشقها ، ومن ثَمَّ الفتك بهذا العاشق البائس بعد ( ارتمائه ) في أحضانهـا .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-18-2012 06:03 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* التصرف في الحس *-ـ…_
ذكر الحق في كتابه الكريم :
{ إذ يغشيكم النعاس أمَـَنة منه } وقال أيضا : { وإذ يريكموهم في أعينكم قليلا }
مما يستفاد من ذلك أن الحق يتصرف حتى في ( حواس ) العباد ، لمصلحة يراها بحكمته ، إضافة إلى تصرفاته في ( النفوس ) كقوله تعالى : { وقذف في قلوبهم الرعب }
هذا الاعتقاد اليقيني ( بهيمنة ) الحق على شؤون العباد ، وكونهم جميعا في قبضته ، يبعث المؤمن على الارتياح التام إلى نصرة الحق .
ولو استلزم التصرف في عالم الأبدان ، فضلا عن عالم النفوس .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-18-2012 06:19 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* صرف الكيد *-ـ…_
ذكر الحق في كتابه مستجيبا لدعاء نبيه يوسف ( عليهِ السلام ) فقال : { فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن }
مما يدل على مصاديق ( التوفيق ) الذي يتجلى في تيسير سبيل الطاعة للعبد تارة ، وإبعاده عن سبيل المخالفة تارة أخرى ، خلافا ( للخذلان ) الذي ينعكس فيه الأمر .
ومن هنا تأكّدت الحاجة أن الحق رغم أنه أعطى العبد الاختيار في الأفعال - فله أن يختار المعصية أو الطاعة -
إلا أنه في الوقت نفسه ، حريص على استقامة عبده الذي ( استخلصه ) لنفسه ، وجعله في دائرة رعايته الخاصة ، فيصرف عنه موارد الكيد والفتنة ، كما طلبها يوسف ( عليهِ السلام ) من ربه .
وهذا من للدعاء دائما بالتوفيق وتجنيب الخذلان ، ومن دون هذا التوفيق ، كيف يستقيم العبد في سيره إلى الحق ، مع وجود العقبات الكبرى في الطريق ؟!
ولهذا يدعو أمير المؤمنين عليٌّ ( عليهِ السلام ) كما روي عنه بقوله : { إلهي إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق ، فمن السالك بي إليك في واضح الطريق ؟! }
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-18-2012 06:23 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* جعل الود من الرحمن *-ـ…_
إن قوله سبحانه :
{ سيجعل لهم الرحمن ودا } يشير إلى حقيقة هامة ، وهي أن الود من ( مجعولات ) الرحمن يجعلها حيث يشاء ، ولا خلف لجعله كما لا خلف لوعده .
فمن يتمنى هذه المودة المجعولة من جانب الحق ، عليه أن يرتبط بالرحمن برابط الود.
فإذا تحقق هذا الودّ بين العبد وربه ، نشر الحق وده في قلوب الخلق بل - كما روي - في قلوب الملائكة المقربين .
وهذا هو السر في محبوبية أهل ( وداد ) الحق ، رغم انتفاء الأسباب المادية الظاهرية لمثل ذلك .
وقد ورد عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ ولآلهِ ) أنه قال :
{ من أقبل على الله تعالى بقلبه ، جعل الله قلوب العباد منقادةً إليه بالودّ والرحمة }
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-19-2012 06:11 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* زيّ العبودية *-ـ…_
كثيرا ما يرى العبد أنه الفعال لما يريد في هذه الحياة ، لتمكّنه من علاقة السببية القائمة بين أفعاله والنتائج ، فيشرب الدواء ليتسبب منه الشفاء وهكذا في كل موارد التسبيب .
ومن الضروري في هذا المجال الالتفات إلى أن طرفي النسبة وهو - الدواء والشفاء - منتسبان إلى الحق مباشرة ، وإن تسبّب العبد في إيجاد الربط بينهما .
فهو ( الخالق ) للدواء والمبدع ( لسَببّيته ) في الشفاء ، كما أنه المؤثر في ( قابلية ) البدن للشفاء بذلك الدواء ، وهو الذي بمشيئته يرفع السببية بين الطرفين - لو شاء في مورد - وإن أعمل العبد جهده في إيجاد الربط بينهما .
كما أنه بمشيئته أيضا قد يحقق المسبَّب من دون وجود سبب عادي من عبده ، كما في موارد الكرامة والإعجاز .
وبذلك لزم على العبد الالتفات إلى كل ذلك ،لئلا يخرج من زي العبودية للحق المتعال ، أثناء تعامله مع عالم الأسباب .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-19-2012 09:27 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* من أشق الرياضات *-ـ…_
إن من الرياضات الشاقة وعظيمة الأثر في مسيرة العبد هو الذكر ( الدائم ) للحق .
وإلا فإن الرياضات التي يستعملها أهل الرياضات الشاقة - في المذاهب المنحرفة - لها صفة ( التوقيت ) ، ويتعلق ( بالأبدان ) غالبا ،
والحال أن استغراق أكثر الوقت بذكر الحق المنعكس على الأبدان والقلوب معا ، مما لا يتيسر إلا للنفوس التي بلغت أعلى درجات القدرة على ترويض النفس ،
وحبْسها على التوجّـه الدائم إلى جهة واحدة ، رغم وجود الصوارف القاهرة التي لا يطيقها حتى أهل الرياضات البدنية الشاقة فضلا عن غيرهم .
والسبب في ذلك أن انقياد ( النفس ) للإرادة أشق من انقياد ( البدن ) للإرادة نفسها .
فإن البدن أطوع قيادا للإرادة قياسا إلى النفس ، إذ أن الإرادة أشد إحاطة بالبدن مقارنة بالنفس الجموحة ، وخاصة في مجال نفي الخواطر الذهنية ، وصرف الدواعي النفسانية .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-19-2012 09:33 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الصور الجميلة الفانية *-ـ…_
إن الأحداث التي تمر على الإنسان - حلوُها ومرّها - ما هو إلا تبدّل مستمر لما هو واقع في ( الخارج ) إلى ما هي ( الصورة ) في الذهن ، وعليه فإن المستمتع بأنواع المتع في الحياة ، لديه كمّ هائلٌ من الصور الجميلة المختزنة في ذهنه والمنعكسة من الواقع الذي عاشه ، ولطالما كلّفته هذه الصور صرف المال وتجاوز الحدود الإلهية .
مَثَله في ذلك كمَثَل من يجمع الصور الجميلة للذوات الجميلة ، من دون أن يتمثّـل شيءٌ من الواقع بين يديه .
كما أن الأمر كذلك في الحوادث المحزنة ، إذ تذهب آلام الماضي ، لتحل محلها ذكريات لا أثر لها لولا تذكّرها .
إن تصوّر هذا الواقع للحياة ، ( يهوّن ) على الإنسان كثيرا من المآسي ، كما يخفّف من اندفاعه المتهور نحو اقتناء اللذات التي وصفناها بما ذكر ، من التبدل المستمر من الواقع الخارجي إلى الصورة الذهنية .
حميد
|
حميد درويش عطية |
12-20-2012 06:07 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* مصادر المعرفة *-ـ…_
إن من مصادر المعرفة ( الوحي ) وهو كشف الحقيقة كشفا مباشرا مجاوزا للحس ومقصورا على من اختارته يد العناية الإلهية .
و( العقل ) وهو في اللغة الحَجْر والـنَّهْي ، وصار شبيها بعقال الناقة في أنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل ، كما يمنع العقال الدابة من الشرود .
و( الإلهام ) وهو إلقاء الحق في نفس الإنسان أمراً يبعثه على الفعل أو الترك ، بلا اكتسابٍ أو فكرٍ وهو وارد غيبـي .
و( الحس ) وهو إعمال أدوات المعرفة الطبيعية في كشف مجاهل عوالم المحسوسات المرئية وغير المرئية .
والمصادر الثلاثة الأخيرة للمعرفة ، متاحةٌ للجميع بشروطها المتناسبة مع كل واحدة منها .
حميد
عاشق العراق
20 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif
|
حميد درويش عطية |
12-20-2012 06:15 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* همزات الشياطين *-ـ…_
يستعيذ العبد بربه من همزات الشياطين ، والهمز هو النخس ، شُـبّه ذلك بهمز الدواب عند المشي ، والمهمزة عصا في رأسها حديدة مدببة ينخس بها الحمار ونحوه ،
فكأن الشيطان جعل نفسه ( كالراعي ) للقطيع الذي يملكه ، فله الحق متى شاء أن يهمز من يسوقه إذا تباطأ في السير ، وفي ذلك غاية ( الـمذلة ) والهوان لمن خُلق في ( أحسن ) تقويم .
فالالتفات إلى هذه الحقيقة المـرّة - وما أكثر تحققها في حياة البشرية - يجعل العاقل يتمرد على سلطان الشيطان الذي يوصله إلى مستوى البهائم ، التي تفقد حريتها في انتخاب السبيل الأصلح .
حميد
عاشق العراق
20 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif
|
حميد درويش عطية |
12-20-2012 06:24 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* التصرف في ملك الغير *-ـ…_
إن مَثَل من ( يُخطِر ) على قلبه الخطورات الفاسدة ، كمَثَل من( يتصّرف ) في لوح مملوك للغير ، فينقُش فيه ما لا يرضى صاحبه ، ثم يمسحها بعد كل مخالفة لرضا مالكها .
فإن عالم ما وراء الأبدان من - القلب و الفكر - مملوك للحق أيضاً ، كمملوكية عالم الأبدان .
وعليه فإنه لا ينبغي التصرف فيهما بما لم يأذن به المالك ، وإن خفيت هذه الحالة من الغاصبية عن أعين المخلوقين ، بل وإن لم يعتبرها الغاصب غصباً ، لعدم استحضاره لهذه الحالة من الملكية الخفية للحق المتعال .
وقد أشار الحق إلى علمه بهذه التصرفات الباطنية بقوله :
{ يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور }
مما يؤكد حالة الغصبية المذكورة .
حميد
عاشق العراق
20 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif
|
حميد درويش عطية |
12-21-2012 05:59 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-** وضوح السبيل -ـ…_
قد يتحيّر بعضهم في سلوك أقرب سبيلٍ إلى الحق ، والحال أن الأمر ( واضح ) في كلياته التي يعرفها الجميع ، وإن ( أبهم ) في جزئياته التي تنكشف له أثناء سيره في ذلك الطريق .
فالمطلوب من العبد هو العمل بما يعلمه ، لـيُفتح له الطريق إلى ما لا يعلمه ، إذ { من عمل بما يعلم ، رزقه الله علم ما لايعلم } .
فالمهم في المقام أن ينفي موانع الوصول ، وإلا فإن اليسير من المقتضيات كافٍ لعناية الحق في حقه .
حميد
عاشق العراق
21 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif
|
حميد درويش عطية |
12-21-2012 06:09 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* تقويم القلب وسياسته * -ـ…_
روي عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) أنه قال :
{ قال الله تعالى لا أطلع على قلب عبد ، فأعلم فيه حب الإخلاص لطاعتي لوجهي ، وابتغاء مرضاتي إلا توليت تقويمه وسياسته ، ومن اشتغل بغيري فهو من المستهزئين بنفسه ، ومكتوب اسمه في ديوان الخاسرين } .
فمن الحقائق التي كشفت عنها هذه الرواية الشريفة ، أن الحق تعالى ( يتبنى ) بعض القلوب بالرعاية والتقويم ، كتبنيه لقلوب الأنبياء مع اختلاف الرتب .
ومن هنا نرى بعض حالات الاستقامة الشديدة لمن أحاطته دائرة المفاسد من دون أن يقع فيها ، وكأنّ هناك من ( يحوطه ) بالرعاية والتسديد في كل خطوة من خطوات حياته ، تزييناً للخير تارة وتكريهاً للفسوق تارة أخرى .
وقد أشارت الرواية إلى أن من ( مفاتيح ) هذه المنـزلة ، هو حب الإخلاص لطاعة الحق .
حميد
عاشق العراق
21 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif
|
حميد درويش عطية |
12-21-2012 06:25 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الانتظار الحق * -ـ…_
إن انتظار الفرج - الذي هو من أفضل الأعمال - يذكّرنا بالانتظار المذكور في قوله تعالى :
{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا } .
فالمنتظرون في هذه الآية هم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وهم على أهبة الاستعداد للجهاد منتظرين للشهادة ، ليلتحقوا بركب من مضى قبلهم .
أضف إلى ذلك أنهم ثابتون على ما هم عليه ، إذ لم يبدلوا تبديلا .
فأين هذا ( الانتظار ) الواقعي من ( تمنّي ) الانتظار وإبداء الأشواق الخالية من المعاني الصادقة ؟!.
حميد
عاشق العراق
21 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif
|
حميد درويش عطية |
12-22-2012 06:20 AM |
|
حميد درويش عطية |
12-22-2012 06:38 AM |
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* تأليب الآخرين *-ـ…_
عندما ييأس الشيطان من التصرف المباشر في قلب المؤمن - لانتسابه إلى مقام الولاية - التي لا تطالها يد الشيطان أبداً ، يتوجه إلى قلوب ( المحيطين ) به من أهله وذريته والمقربين منه ،
فيؤلّبهم عليه بما يوجب لهم سوء الظن به ، والاعتقاد به خلافا لما هو عليه من حسن الباطن ، وبالخصومة التي لامبرر لها .
فإذا عجز عن ذلك كله ، انتقل إلى أعدائه ، فيثير أحقادهم عليه بما يصل إلى حد الأذى في نفسه و أهله وماله .
حميد
عاشق العراق
22 - 12 - 2012
http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Security
team