منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6821)

ايوب صابر 06-05-2012 10:29 PM

لطيفة الزيات

٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٥
http://www.mnaabr.com/vb/IMG/LatifaAlzayyat.jpg


http://www.mnaabr.com/vb/rien.gifhttp://www.mnaabr.com/vb/rien.gifhttp://www.mnaabr.com/vb/rien.gif
لطيفة الزيات‏:‏ المناضلة
ولدت لطيفة الزيات في الثامن من آب ـ إغسطس سنة‏1923,‏ وحصلت على درجة الليسانس في الآداب قسم اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة سنة‏1946‏ ثم الدكتوراه من الجامعة نفسها سنة‏1957
‏ تدرجت في الوظائف الجامعية ونالت الاستاذية سنة‏1972,‏ ثم تولت رئاسة قسم اللغة الانجليزية وآدابها بكلية البنات جامعة عين شمس لفترة طويلة‏,‏ كما رأست قسم النقد والأدب المسرحي بمعهد الفنون المسرحية‏.‏ وأصبحت مديرة أكاديمية الفنون في السبعينيات‏..‏
شاركت لطيفة الزيات في ثورة الطلبة والعمال‏,‏ وانتخبت‏,‏ وهي مازالت طالبة‏,‏ سكرتيرا عاما للجنة الوطنية للطلبة والعمال سنة‏1946,‏ وهي اللجنة التي قادت كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني ولعبت لطيفة الزيات دورا مهما في الحياة الثقافية والسياسية المصرية‏.‏
رأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية التي ساهمت في تأسيسها عام‏1979,‏ كانت عضوا في مجلس السلام العالمي‏,‏ وأول مجلس لاتحاد الكتاب المصريين‏,‏ ولجنة التفرغ و القصة بالمجلس الاعلى للفنون‏.‏ تولت تحرير الملحق الأدبي لمجلة الطليعة الصادرة عن الاهرام‏ .
‏ حصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة‏1996,‏ من مؤلفاتها نجيب محفوظ ـ الصورة والمثال‏1989,‏ من صور المرأة في الروايات والقصص العربية‏,‏ أضواء‏(‏ مقالات نقدية‏,‏ كما أن لها أعمالا ادبية مهمة هي الباب المفتوح ـ‏1960)‏ الشيخوخة وقصص أخري‏1986,‏ الرجل الذي عرف تهمته‏1995,‏ حملة تفتيش‏:‏ أوراق شخصية‏1992,‏ بيع وشرا ـ‏1994),‏ وصاحب البيت‏1994.
توفيت لطيفة الزيات في الحادي عشر من أيلول ـ سبتمبر 1996.

ايوب صابر 06-05-2012 10:32 PM

مقلات حول كتابات لطيفة الزيات :

http://www.latifaalzayyat.net/latifa_work_criticism

ايوب صابر 06-05-2012 10:33 PM

  • سيرة حياة

    ولدت لطيفة الزيات في 8/8/1923 في مدينة دمياط الساحلية وتلقت تعليمها في المدارس المصرية ثم التحقت بجامعة القاهرة حيث حصلت على درجة الليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها في 1946، وعلى درجة الدكتوراة في 1957.
    العمل الأكاديمي
    • درّست في كلية البنات جامعة عين شمس منذ 1952 إلى أن وصلت الى درجة أستاذ في النقد الانجليزي سنة 1972، وشغلت رئاسة قسم اللغة الانجليزية وآدابها بالكلية نفسها لدورات متعددة. وظلت تمارس مهامها في التدريس والإشراف العلمي بالكلية حتى 1996، عام مرضها ورحيلها.
    • وكانت عضواً في اللجنة الدائمة لفحص الأعمال العلمية للترقية الى درجة أستاذ في اللغة الانجليزية وآدابها. والى جانب عملها في كلية البنات بجامعة عين شمس شغلت المناصب الأكاديمية التالية:
      • رئيس قسم النقد والأدب المسرحي بمعهد الفنون المسرحية.
      • مدير أكاديمية الفنون.
    العمل الثقافي والسياسي
    • شاركت لطيفة الزيات مشاركة بارزة في الحركة الطلابية في الأربعينيات وانتخبت وهي طالبة سكرتيرا عاما للجنة الوطنية للطلبة والعمال سنة 1946، وهي اللجنة التي قادت في تلك الفترة كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني.
    • رأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية التي ساهمت في انشائها (1979- 1996)، وهي لجنة نأسست في أعقاب المعاهدة المصرية الإسرائلية وعملت على مواجهة التطبيع مع إسرائيل وكافة أشكال التغلغل الثقافي والهيمنة الامبريالية.
    • عضو مجلس السلام العالمي.
    • عضو منتخب في أول مجلس لاتحاد الكتّاب المصريين.
    • عضو في لجنة التفرغ ولجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، وسبق لها في الستينيات الاشتراك في لجنة القصة وعضوية لجان جوائز الدولة التشجيعية في مجالي القصة القصيرة والرواية.
    • تابعت الانتاج الأدبي في مصر بالنقد من خلال البرنامج الثاني في الاذاعة في الفترة مابين سنة 1960 وسنة 1972.
    • أشرفت على اصدار وتحرير الملحق الأدبي لمجلة "الطليعة" الصادرة عن مؤسسة الأهرام، وكان هذا الملحق من أول المنابر التي نشرت تقييما وتحليلا لإنتاج الأدباء الشباب في الستينيات ثم في السبعينات.
    • أبدت اهتماما حميما بشؤون المرأة وارتباط قضية المرأة ارتباطا جذريا بقضية المجتمع. وحررت بابا أسبوعيا في شؤون المرأة في مجلة حواء في الفترة من سنة 1965 الى سنة 1968. وفي اطار الاهتمام بشؤون الأسرة والطفل شغلت لفترة منصب مدير ثقافة الطفل في الثقافة الجماهيرية.
    • اعتقلت ضمن الحملة ضد المفكرين والكتّاب في سبتمبر 1981.
    • عضو شرف في الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين.
    • حصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1996.
    • توفيت في 11/9/1996.

    الموقع الالكتروني :
http://www.latifaalzayyat.net/biographyar

ايوب صابر 06-05-2012 10:39 PM

لطيفة الزيات


لطيفة الزيات
1923- 1996 م
لطيفة الزيات هي مناضلة سياسية تقدمية، وكاتبة مبدعة، وناقدة متميزة، ولدت في دمياط عام 1923، وتوفيت في سبتمبر 1996، عن عمر يناهز 73 عاما، نالت شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة القاهرة 1946، ثم الدكتوراة عام 1957، عملت كأستاذة للآدب الإنجليزي والنقد في كلية البنات جامعة عين شمس، ورأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية عام 1978، كذلك رأست جمعية الكاتبات المصريات خلفا للأستاذة أمينة السعيد.
من أشهر أعمالها: رواية الباب المفتوح عام 1960، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه، قامت ببطولته: فاتن حمامة وصالح سليم وحسن يوسف وأخرجه هنري بركات، ومن إنتاجها الأدبي المتميز كتاب حملة تفتيش، أوراق شخصية، سيرة ذاتية صدر عام 1992، وصاحب البيت رواية عام 1994، والرجل الذي عرف تهمته كذلك صورة المرأة في القصص والروايات العربية، دراسة نقدية 1989.
وكان للطيفة الزيات مواقف نضالية لا حصر لها، فقد كانت تحرك الطلبة المصريين ضد الاحتلال البريطاني وحكم الملك فاروق 1946، ودخلت الأديبة الكبيرة السجن مرتين: مرة وهي عروس في السادسة والعشرين من عمرها، والمرة الثانية وهي في الثامنة والخمسين من عمرها عام 1981، إثر حملة الاعتقالات التي ضمت الكتاب والصحفيين المعارضين لحكم السادات، فلقد قامت الدكتورة لطيفة الزيات عام 1979، بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل بتأسيس اللجنة الوطنية للدفاع عن الثقافة القومية التي شكلت جبهة رئيسية في مواجهة التطبيع مع إسرائيل، ويوم الإفراج عن السجينات السياسيات، أسرع مدير السجن إلي الدكتورة لطيفة الزيات يقبل يدها وجبهتها وهو يقول: إذا كانت هناك إمرأة عربية تستحق أن تقبل يدها وجبهتها في هذا الوطن فهي الدكتورة لطيفة الزيات، ونتمني ألا تنزلي ضيفة علينا مرة أخرى، فقاطعته قائلة: لو امتد بي العمر عشرين عاما أخرى وحدث ما يستحق أن أتصدى له لن أتردد لحظة، وحينئذ قد تجدني ضيفة عليكم مرة أخرى.
حصلت الدكتورة لطيفة الزيات علي جائزة الدولة التقديرية العام 1996، قبل وفاتها بأشهر قليلة.

ايوب صابر 06-05-2012 10:41 PM

بدايات "السير ذاتية" النسوية العربية

لطيفة الزّيات: حين تكشف الساترة سترها
السبت 9 نيسان (أبريل) 2011
بقلم: كمال الشيحاوي


ليس التمرّد بالأمر الهيّن خصوصا إذا بدر عن امرأة في مجتمع عربي/إسلامي ما يزال نسق المحافظة يضغط عليه من كلّ جانب وهو بمثابة العصيان في أربعينات القرن الماضي حين كان الرّجل يحتكر كلّ شيء بما في ذلك قضية تحرير المرأة. مع ذلك تمكّنت بعض النساء من كسر هذه القاعدة، وكنّ رائدات حقّا بكلّ ما تتطلبه الرّيادة من مثابرة وإصرار وتحدّ، وبكل ما تركته فيهنّ من أفراح وآلام على الصعيدين الشخصي والعام. نساء انجذبن إلى أفكار جديدة، مناقضة جوهريا لبنية التفكير المهيمنة اجتماعيا، ناضلن من أجل تحويل هذه الأفكار إلى قيم وسلوكيات اجتماعية. دخلن السجن بسببها أحيانا، ودفعن ثمنا غاليا لأجل تحقيق ذلك. بين هؤلاء النسوة قلّة قليلة أضفن جرعة مميّزة من الجرأة حين بادرن إلى كتابة سيرهن الذّاتية وهو ما يعتبر ثورة بمقاييس ذلك الزمان. نذكر من أشهرهنّ "فدوى طوقان"، "نوال السعداوي" و"لطيفة الزّيات"…

يلاحظ الدّارس أن فنّ السيرة الذاتية ما يزال حتّى الآن فنّا محفوفا بالمخاطر بالنسبة للكتاب العرب. يتطلّب النجاح فيه قدرا كبيرا من الموهبة و الجرأة الصادقة التي قد تهدّد حياة صاحبها إن مسّت سيرته عددا من "الطابوهات" العائلية، الأخلاقية والسياسية. يحدث ذلك مع الرّجل في مجتمع "ذكوري" فما بالك إذا كان صاحب السيرة، امرأة، تمّت تربيتها لتكون سترا لعائلتها وساترة لزوجها. بسبب هذه الوضعية اضطرّت الكاتبات العربيات اللّواتي كان لهنّ شرف الرّيادة في هذا الفنّ ومن بينهنّ "لطيفة الزّيات"(1) إلى أساليب أكثر مراوغةً وتعتيماً على "الميثاق السير الذاتي" كما حدّده "فيليب لوجون". وهو ما ميّز سيرهنّ بخصائص مختلفة وطريفة كما سيتبيّن من دراستنا لكتاب "حملة تفتيش، أوراق شخصية"(2).

ينقسم الكتاب إلى جزأين، الأول بداية سيرة ذاتية لم تكتمل تتناول سنوات تشكل الوعي، ثم مرحلة منتصف العمر. والثاني يتكون من أوراق كتبتها الزيات وهي في سجن النساء عام 1981. تدور حول تجربة السجن بمنظور جديد تبلور في ضوء تجارب حياتها المختلفة. يستجيب الكتاب للمقاييس الأساسية التي وضعها أغلب المنظّرين لجنس السيرة الذاتية، ويربكها في نفس الوقت. فهو نصّ ينتمي إلى السيرة الذاتية، لكنه دائم الانفلات من تلك الصيغة التقليدية بكتابة السيرة. فالكاتبة لا تروي سيرتها الذاتية بالشكل التقليدي الذي يعتمد على سرد الأحداث، كبيرها وصغيرها، وفقا لترتيب وقوعها. إنّها تحكي عن فترات من حياتها دون أن تخضع للمسار التقليدي من الماضي إلى الحاضر أو من فترة لأخرى. فتتداخل مراحل العمر في «الأوراق» على شكل شذرات تصوّر الأنا في مواقع وأدوار مختلفة، لأن الهمّ الأوّل هو رصد تحوّلات الأنا وهي في سبيلها للتحقق. لينتهي السرد وقد انتظمت الأوراق بالفعل. ويمكن القول بداية أن هذا الاختيار كان بمثابة المعادل الفنّي لرؤية الكاتبة لسيرتها وشخصيتها. فهي لا تعرض سيرتها الذّاتية بعد أن تمكّنت من معرفتها بشكل نهائي، بل تدفع القارئ لمشاركتها (عبر التأويل) رحلة بحثها عن ذاتها.

المتأمّل في عناوين أعمال "لطيفة الزيات" مثل "الباب المفتوح" روايتها الأولى الصادرة سنة 1960 و"صاحب البيت" وهي رواية أخرى أشار لها الناقد "صبري حافظ" في معرض ذكره لأعمال الكاتبة، يلحظ دون شكّ أن البيت والعناصر المرتبطة به ، تشكّل هاجسا مركزيا في تجربة لطيفة الزيات الأدبية. وهذا ليس مستغربا في مسار مناضلة وكاتبة سعت طوال حياتها إلى تحرير المرأة ممّا مارسه البيت التقليدي على المرأة من تدجين واستلاب وكبت بفعل ثقافة "ذكورية" متسلّطة حوّلت البيت إلى سجن. " كان البيت القديم قدري وميراثي، كان بيت سيدي بشر صنعي واختياري وربّما لأن الاثنين شكّلا جزءا من كياني وربما لأنّي انتميت إلى الاثنين بنفس المقدار ولم أتوصّل إلى ترجيح أحدهما على الآخر، ترجيحا نهائيا اختل سير حياتي"
اختارت لطيفة زيات تذكر البيت "بيت الطفولة" على امتداد أكثر من خمسين صفحة من الكتاب (حوالي ثلث مساحته الورقية) وهي تودّع أخاها الذي صار رمز الدّيمومة و الصّلابة والثّبات في لحظة مهدّدة فيها بالرحيل/ الموت. بيت الطفولة هو مكان الألفة ومركز تكييف الخيال، وعندما نبتعد عنه نظلّ نستعيد ذكره، ونسقط على الكثير من مظاهر الحياة المادّية ذلك الإحساس بالحماية والأمن اللّذين كان يوفرهما لنا" هكذا يقول "غاستون باشلار"(3).
تقول الكاتبة في هذا السياق: "وما زالت صور بيتنا القديم محفورة في ذاكرتي، ورائحة قدمه العطنة تملأ كياني رغم انقضاء فترة طويلة على إزالته". هنا نلاحظ كيف تقترن القدامة بالقداسة في تعبيرها عن الارتواء برائحة البيت العطنة، فكأنّنا أمام طقس ديني وهو أمر يؤكّده "مرسيا إلياد"(4) حين يقول " ثمّة أمكنة تبقى متميّزة، تبقى مختلفة عن سواها اختلافا كيفيا: موطن الولادة، منبت الحبّ الأوّل أو الشارع أو المدينة الأجنبية الأولى التي يزورها المرء في صباه. إن هذه الأمكنة تحتفظ حتّى لدى الإنسان غير المتديّن بصفة استثنائية، صفة وحيدة، إنّها هي الأمكنة المقدّسة لعالمه الخاص، كما لو أن هذا الكائن اللاّ متديّن كان قد تمتع بوحي صادر عن واقع مغاير للواقع الذي يسهم فيه بتجربته اليومية". ويمتد التذكّر في الكتاب إلى استعادة أريج البيت وتاريخ العائلة الأرستقراطي، ووصف أجزاء البيت من أجنحة وغرف وحدائق ومقاعد وأرائك. وتعكس دقة الوصف بلا شكّ رغبة في إعادة بناء البيت بواسطة الحكاية.

لئن أكّدت الإشارات السابقة أنّنا في بيت أرستقراطي لإحدى العائلات المصرية الغنية، فإن أجواء طفولة الوالد التي ترويها الكاتبة كانت تعلّة للدّلالة على البنية التقليدية "البطريكية" التي تحكم البيت، وتحتفي بالذكورة. تقول "والأب لا يردع والرّجال لا يستحون يشاكسون الولد إن كفّ عن مشاكستهم، يتعجّلون فيه الذّكر". أمّا الإشارات التي تتصل بالمرأة فتؤكّد أن أهل البيت من النساء شبه محجوبات عن الضيوف والرّجال وكلّ ما يحدث من صخب وسهر وغير ذلك، وهنّ برعاية الولد الذكر يمضين كلّ وقتهن، أمّا البقية فنساء من الجواري الحبشيات والشغّالات فيهنّ من الحريم ومن الفاجرات، وبعضهنّ من الصبايا يأتين من آخر البلد" تذكر الكاتبة ذلك للدّلالة على أن هندسة البيت لم تكن سوى تعبير عن الثقافة الرّجالية المتحكّمة فيه. فثلث البيت كان لنسائه أمّا ثلثاه فللرّجال ولضيوفهم من الرّجال والنساء ولسهراتهم ومتعهم. ولم تكن حكاية الثعبان التي روتها في ثنايا السيرة، سوى للدّلالة على منع المرأة من مجاوزة غرفتها أو المساحة المخصّصة لها. تقول "ولا أعتقد أن أهلي قد بذلوا أية محاولة جادّة للتخلّص من الثعبان، وعلى كلّ فقد ولدت والثعبان ينفرد دون أدنى إزعاج بالسلم الخشبي المؤدّي إلى السطح وإني في أمان طالما لم أحاول صعود السلم واعتلاء السطح فالثعبان لا يخرج عن دائرة السلم ولا يزعج إلاّ من يزعجه ويطؤها". وفي السياق الرمزي الذي يحيط بالبيت وعناصره فإن الثعبان يتخذ بلا شك دلالة رمزية فهو علامة المنع من ارتكاب خطيئة تجاوز الحدّ المسموح ، ولكنّه يحمل أيضا كما جاء في القصص والأساطير رمزية الإغراء، إذ تقول الكاتبة في نفس الصفحة "وكان الأمر في طفولتي أمرا مثيرا للضيق، فقد تحتّم عليّ خوفا من الثعبان أن أتسلّل إلى السطح كلّ مرّة من نافذة جدّتي…وتطلّب هذا بالطبع أن أناور وأحاول لأتسلّل إلى السطح الذي أحببته في طفولتي أكثر ممّا أحببت الحديقة".

لقد اقترن البيت في ذاكرة الكاتبة بالأمان وكان رمزا للثّبات والحماية ودالا على نظام قيم وعادات رجالية، تستعجل الذّكورة وتسعد بها ولا تنظر إلى المرأة إلا في دائرة ما توفّره من خدمة عائلية، أو إمتاعية بحسب مراتبها الاجتماعية ولكنها حدست بما يمارسه عليها من تدجين، فكان السطح وهو رمزيا فضاء التلاقي بين المحدود والمطلق فضاء يملؤها شعورا بالحرية والانطلاق"ولكن الغريب أني حين أفكر في البيت بمعنى البيت، تندرج كلّ هذه المساكن في ذهني كمجرّد منازل، وتتبقى حقيقة أن لا بيت لي وحقيقة أنّه لم يكن لي في حياتي سوى بيتين، البيت القديم، والبيت الذي شمّعه رجال البوليس في صحراء سيدي بشر في مارس "1949.

لقد أظهرت "لطيفة الزّيات" أنّ خروجها عن النموذج النسوي التقليدي الذي يريدها البيت القديم أن تكون عليه مثل أمّها وجدّتها، كان ضروريا لتحقّق تميّزها وفرادتها كشخصية جديدة. ومع ذلك لا تخجل من التصريح بأنّها تلجأ إلى غرفتها في البيت القديم كلّما شعرت باضطراب ما من ذلك لجوءها إلى البيت القديم في هزيمة 67 "فقدت الكلمات معانيها إذاك وأنا أنسحب في ظلمة الغارة إلى الدور الأعلى حيث أسكن، ألجأ كالحيوان الجريح إلى جحري أكفّن نفسي بالغطاء على السرير" . في سياق آخر من سيرتها تقول "لم أكن أتلهف للعودة إلى البيت القديم إلا مرّات قليلة وأنا مثقلة بجراح، وأنا راغبة في التقوقع والانكماش أو الدخول في شرنقتي الصيفية كما عوّدت نفسي أن أسمي البيت القديم" . ويؤكّد غاستون باشلار هذا المعنى بالقول "إن ردود الفعل الإنسانية تجاه العش والقوقعة مثلا لها صلة ببيت الطفولة(….) وفي مؤلفه يتحدث عما يسمّيه بتعليق القراءة، أي أنّنا كقراء حين نقرأ مثلا وصفا لحجرة أو بيت نتوقف عن القراءة لنتذكر بيتنا وحجرتنا أي أن قراءة المكان في الأدب تجعلنا نعاود تذكر الطفولة".

إن تردّد الكاتبة في علاقتها بالبيت، يترجم عن تردّد أعمق بين نزوعها للقوة، لامتلاك شخصية قوية ملتزمة بقضية كبيرة، تذوب فيها ذاتها الفردية وأنوثتها وميلها في نفس الوقت إلى الضعف والرّقة والهشاشة، واكتشافها حاجتها كامرأة للاطمئنان والسعادة.

لم تتمرّد لطيفة زيات إذن على البيت في المطلق وإنما على الحياة التي تدجّن المرأة في البيت. وحلمها بالبيت القديم هو عزاء وتعويض نفسي عن المرارة التي أحسّت بها ذاتيا من خلال فشلها الزوجي، حيث طلّقت مرّتين وعزاء موضوعيا حيث عانت المعتقل وهي في الستين من عمرها. وتعبّر الكاتبة عن خيبتها من السياسيين الذي وعدوا بتحرير المرأة وتصف بنبرة متصوّفة الدّرجة التي بلغتها من الوعي بتحرّرها حين تقول وهي في سيارة الشرّطة لتودع السجن خلال الحملة التي أمر بها السادات ، " أجلس مرتخية في هدأة اللّيل في مقدّمة عربة شرطة والضابط يبحث عن السجن ليودعني وما من أحد عاد يملك أن يسجنني وحريتي تلوح لي في آخر الطريق كاملة غير منقوصة تنتظر مني أن أمدّ يدي لأحتويها ودموعي التي لا تنفرط وحريتي تلوح في آخر الطريق" . هكذا صار الوطن شبيها بها وبات تحرّرها من تحرّره مع أنه تحوّل إلى آلة قمع، فصار سجنا وزنزانة لمن حلموا بتحريره. وفي السياق المتصل بتردّد تيمة "البيت"يلاحظ الباحث العراقي "حاتم الصكر" في دراسة منشورة على موقعه، تناول فيها عددا من السير الذاتية النسوية العربية، أنّ هناك مفردات مشتركة في السير والشهادات والرسائل التي كتبتها النساء العربيات تتركز حول البيت (المنزل) كمكان، والطفولة، (كزمان) وهما يشكلان أساس الوعي بالذات، والانتباه إلى القمع والمنع والحجز أو الفصل الجنسي ويؤكّد أنّه غالباً ما شكّلت الأسرة (الأم-الأب-الزوج-الأخ..) رمزاً تظهر من خلالها تلك الأساليب القهرية التي لا يتوقف ضررها عند فرض خطاب الرجل (الذّكر) فحسب، بل في تسلّل مفردات هذا الخطاب إلى اللّغة ذاتها، ولغة المرأة الكاتبة في أحيان كثيرة. لقد كان على النساء (كاتبات وقارئات) أن يسبحن ضد التيار دائما"ً.

لقد عكس كتاب "أوراق شخصية" ملامح أخرى بارزة مما يسمّى عادة بالأدب النسوي، فهو ببنائه الدّائري واختياره لرمزية البيت علامة على ذلك محاولة لتجاوز الضياع والتيه الذي عاشته المرأة في مغامرة نضالها من أجل التحرّر. وهو في تداخل نصوصه وتمزّقه أحيانا وغياب الاستمرارية السببية والمنطقية صورة من حياة المرأة المناضلة في مجتمع مغلق ومحافظ. وهو بتحويله للبيت مركزا للعالم، ومكوّنا أساسيا للهوية والكيان وبربطه بكلّ المحمول الرمزي الأنثوي (الماء، الرحم، البئر، المطلق، الموت) يعبّر عن خصائص مميزة للسيرة النسوية دون شكّ.
الهوامش:

1 "لطيفة الزّيات"هي مناضلة سياسية تقدمية، وكاتبة وناقدة وأستاذة جامعية ولدت في دمياط عام 1923، وتوفيت في سبتمبر 1996، عن عمر يناهز 73 عاما، رأست جمعية الكاتبات المصريات خلفا للأستاذة أمينة السعيد، من أشهر أعمالها رواية "الباب المفتوح" عام 1960، والتي تحولت إلي فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه، أخرجه هنري بركات. ومن إنتاجها الأدبي المتميز كتاب "حملة تفتيش، أوراق شخصية"، وهو سيرة ذاتية صدر عام 1992، و"صاحب البيت" رواية عام 1994، و"الرجل الذي عرف تهمته"، كذلك"صورة المرأة في القصص والروايات العربية"، دراسة نقدية 1989 .كان لهذه السيّدة مواقف نضالية لا حصر لها، فقد كانت تحرك الطلبة المصريين ضد الاحتلال البريطاني وحكم الملك فاروق 1946، ودخلت الأديبة الكبيرة السجن مرتين: مرة وهي عروس في السادسة والعشرين من عمرها، والمرة الثانية وهي في الثامنة والخمسين من عمرها عام 1981، إثر حملة الاعتقالات التي ضمت الكتاب والصحفيين المعارضين لحكم السادات. حصلت الدكتورة لطيفة الزيات علي جائزة الدولة التقديرية العام 1996، قبل وفاتها بأشهر قليلة. تشير المصادر إلى أنّها تعلقت بالماركسية وهي طالبة بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول وعلى حدّ قولها: "كان تعلقي بالماركسية إنفعاليا عاطفيا" ، أي أنها إعتنقت الماركسية وجدانيا ومع هذا كان أول مشروع زواج لها مع "عبد الحميد عبد الغني" الذي اشتهر باسم "عبد الحميد الكاتب" ولم يكن ماركسيا تحت أي ظرف من الظروف ، بل كان يمضي جزءا كبيرا من نهاره وليله في أحد المساجد ثم دخلت تجربة ثانية أكثر ملائمة لفكرها وطبيعتها ، فارتبطت بالزواج بأحمد شكري سالم .. الدكتور في العلوم فيما بعد ، وهو أول شيوعي يحكم عليه بالسجن سبع سنوات ، وتم اعتقال أحمد ولطيفة عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية. وانفصلا بالطلاق بعد الحكم علي "شكري" وخروجها من القضية ،. وتأتي قمة التناقض بين اليسار واليمين بزواجها من "الدكتور رشاد رشدي" يميني المنشأ والفكر والسلوك. ولم تتردّد الدكتورة الزيات أن تقول لمعارضي هذا الزواج: "إنه أول رجل يوقظ الأنثى في" ، وعندما اشتدوا عليها باللّوم قالت: "الجنس أسقط الإمبراطورية الرومانية". والتجارب الثلاث جزء مهم من تاريخ الزيات" وحياتها وشخصيتها. زواجها من "الدكتور رشاد رشدي" الكاتب المسرحي والأستاذ الجامعي والذي أصبح مستشارا ثقافيا للرئيس أنور السادات .. أصابها بالتمزق بين أنوثتها التي فجرها "الدكتور رشاد" ، وبين حرصها على أن تبقى ماركسية حتى ولو كانت (ماركسية مسخسة) حسب وصف "الدكتـور لويس عـوض" لها في كتابه (دليل الرجل الذكي ).
والمؤكد أن هذا الزواج جر عليها النقد الحاد القاسي من رفاقها القدامى الذين كان يؤلمهم زواج اليسار باليمين. ولقد حرصت هي على أن تحتفظ بصورتها الماركسية ولو للذكرى والتاريخ .. وبصراحتها المعروفة عنها قالت بعد طلاقها من الدكتور رشاد: ها أنا أبرأ .. أو على وشك أن أبرأ .. أخاف أن ترتد كينونتي الوليدة إلى الرحم. هل كان هو مشروع عمري الذي انقضى أم السعادة الفردية هي المشروع؟! كانت السعادة الفردية هي مشروعي الذي حفيت لتحقيقه. وجننت عندما لم يتحقق. أنا صنيعة المطلقات. وأسيرة سنوات أدور في المدار الخطأ. لا أملك القدرة على فعل أتجاوز به المدار الخطأ لسنوات تسلمني فيها إلى الشلل الهوة الرهيبة بين ما أعتقد وبين الواقع المعاش. بين الحلم والحقيقة أخاف أن ترتد كينونتي الوليدة – إلى الرحم.

2 لطيفة الزيات، "حملة تفتيش، أوراق شخصية"، دار الهلال، القاهرة، أكتوبر1992.
3 غاستون باشلار، "جماليات المكان"، ترجمة غالب هلسا، المؤسسة الجامعية، بيروت 1984.
4 مرسيا إلياد، "المقدس والعادي"، ترجمة عادل العوا، ، صحاري للصحافة والنشر، بودابست، د،ت

ايوب صابر 06-06-2012 09:18 AM

الدكتورةلطيفة الزيات

- منمواليددمياط ٨أغسطس ١٩٢٣.
- إمتدت خبرتها إلى مدنعديدة بحكم عمل والدها في مجالس البلديات ، ولكنه توفي عام1935 ، وهي فيالثانية عشرة من عمرها.
- تميزت بالقدرة الفائقة على مكاشفة النفس والتعبيرات عنالذات.
- تعلقت بالماركسية وهي طالبة بكلية الآدابجامعة فؤاد الأول وعلى حد قولها: "كان تعلقي بالماركسية إنفعالياعاطفيا"
- إرتبطتبالزواج بأحمد شكري سالم .. الدكتور في العلوم فيما بعد ، وهو أول شيوعي يحكم عليهبالسجن سبع سنوات ، وتم إعتقال أحمد ولطيفة عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية.
- إنفصلا بالطلاق بعد الحكم علي "شكري" وخروجها من القضية ، وكان محاميها مصطفىمرعي.
- وتأتي قمة التناقض بين اليسار واليمين بزواجها من "الدكتوررشاد رشدي" يميني المنشأ والفكروالسلوك. ولم تترد لطيفة الزيات أن تقول لمعارضي هذا الزواج: "إنه أول رجل يوقظالأنثى في"
- التجارب الثلاث جزء مهم من تاريخ "لطيفة الزيات" وحياتها وشخصيتها .
- ظلتتناضل حتى رحلت في 11 سبتمبر سنة 1996 بعد أن أصابهاسرطان الرئة. وأصابتها الدنيا بحرمانها في سنواتها الأخيرة منالزوج والولد أو البنت.
- تتسم أعمال "لطيفةالزيات" القصصية والروائية بمعرفة صحيحة بالحياة ، وبالتكوين النفسي للنماذجالإنسانية وبالمتناقضات الإجتماعية التتي تتحرك في إطارها وتتفاعل معها.
- كان للطيفة الزيات مواقف نضالية لا حصرلها، فقد كانت تحرك الطلبة المصريين ضد الاحتلال البريطاني وحكم الملك فاروق 1946،ودخلت الأديبة الكبيرة السجن مرتين: مرة وهي عروس في السادسة والعشرين من عمرها،والمرة الثانية وهي في الثامنة والخمسين من عمرها عام 1981، إثر حملة الاعتقالاتالتي ضمت الكتاب والصحفيين المعارضين لحكم السادات.
- توفيت لطيفة الزيات فيالحادي عشر من أيلول ـ سبتمبر 1996.

يمكن للمتلقي أن يستنتج من خلال مطالعة أحداث حياة هذه الكاتبة الفذة وغنى هذه التجربة الحياتية وتمرد هذه المرأة ثم نضالها وتعرضها للسجن بأن هناك سر كبير وأحداث جسام أثرت على تكوينها ولا عجب ان يكون ذلك السر هو يتمها المبكر ، حيث مات والدها وهي في فترة وسن المراهقة ( 12 عاما ).

يتيمة الأب في سن 12 .

ايوب صابر 06-06-2012 12:20 PM

105 - مدن الملح ( خماسية ) عبد الرحمن منيف السعودية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مدن الملح هي رواية عربية للروائي السعودي عبد الرحمن منيف، تعد واحدة من أشهر الروايات العربية وتتألف هذه الرواية من 5 أجزاء.
الرواية تتكلم وتصور الحياة مع بداية اكتشاف النفط والتحولات المتسارعة التي حلت بمدن وقرى الجزيرة العربية بسبب أكتشاف النفط.
أجزاء الرواية
  • 1-التيه: يتناول الجزء الأول بوادر ظهور النفط في الجزيرة العربية من خلال سكانها وتظهر شخصية متعب الهذال الرافضة كتعبير عن الموقف العفوي لأصحاب الأرض مما اجبر السلطة أن تستعمل العنف. يصف هذا الجزء بالتفصيل بناء المدن الجديدة (حران كانت النموذج) والتغيرات القاسية والعاصفة على المستوى المكاني وخاصة الإنساني.
  • 2-الأخدود: في الجزء الثاني ينتقل منيف إلى تصوير اهل السلطة والسياسة في الصحراء التي تتحول إلى حقل بترولي. نقطة البداية كانت انتقال الحكم من السلطان خربيط إلى ابنه خزعل الذي يمنح كل التسهيلات إلى الأمريكان لتحقيق مخططاتهم. الشخصية الرئيسية في هذا الجزء هو مستشار السلطان الجديد صبحي المحملجي الملقب بالحكيم وهو من أصل لبناني جاء إلى حران أولا كطبيب ثم ينتقل إلى العاصمة موران بحس مغامر ليرتقي إلى أكبر المناصب ويبسط نفوذه. في هذا الجزء تزداد وتيرة التحولات حدة وسرعة بحيث لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما ستؤول اليه الأمور. ينتهي هذا الجزء في لحظة انقلاب فنر على اخيه حين كان خارج موران.
  • 3-تقاسيم الليل والنهار: يعود الجزء الثالث إلى جذور العائلة الحاكمة إلى سنوات التصارع القبائلي التي تتوج خربيط كأهم حاكم في المنطقة في اللحظة التي يقتحم فيها الغرب الصحراء فيجد في تحالفه مع خربيط وسيلة لامتلاك الثروة التي كان يبحث عنها ويستغل السلطان ذلك الظرف للهيمنة على كل ما يمكن أن تطاله يده ويعود هذا الجزء إلى نشأة كل من خزعل وفنر.
  • 4-المنبت: الجزء الرابع هو عبارة عن سيرة خزعل في المنفى حتى وفاته مع رصد للتغييرات الانقلابية التي فرضها فنر ومحاولته أن يحول مسار الصحراء من جديد متخلصا من بقايا سياسات أبيه وأخيه والنفوذ الأامريكي ويبدأ في تأسيس دولة بأجهزة موالية له ذات ملامح قاسية كالصحراء.
  • 5- بادية الظلمات: بعد أن يستقر الأمر بلا منازع لفنر يعود منيف لرصد حالة الناس في ظل هذه المتغيرات حيث لا تبقى العادات هي نفسها ولا حتى الأمكنة ويتغير حتى شكل الانتماء والهوية. في هذا الجزء الأخير يصبح اسم الأرض بالدولة الهديبية ويصبح فنر شخصية أسطورية لكنه ينتهي بالاغتيال من خاصته.
تعتبر من الروايات الممنوعة في المملكة العربية السعودية، تمثل نقلة نوعية في السرد التاريخي والتأريخ الشخصي لحقبة يجد الكثير من الجيل الجديد صورة غير كاملة يضيعها وصف ما بعد تلك المرحلة أو الحاضر بصورة وردية ولكن أيضا غير كاملة(60% من سكان السعودية حول ودون 21 سنة 2004-2007) مدن الملح هي وثيقة مهمة تتحدث وتؤرخ عما هب على الحياة البدوية من رياح حضارية أثرت بلا شك بحياة البداوة الكاتب رصد بدقة الحياة البدوية وعبر عن ما يجيش في نفوس الكثير من البدو وتحول حالهم إلى الغنى المفاجئ والاثار الناتجة عن ذلك.

ايوب صابر 06-06-2012 12:20 PM

1. ملحمة “مدن الملح” والداهية (منيف)



(1)
كيف تستطيع أن تلخص أحداث عدة سنوات في شهر أو أقل؟
عندما بدأت في قراءة مدن الملح لم اكن أتوقع أن أنهمك فيها جيداً، ربما لطولها أو لما تحمله من بعض اللهجات المحلية، ولكن عندما قرأت منها أكثر من 200 صفحة لم أستطع الفكاك منها. قد يكون أحدكم قرأها ولكن يجب أن أقول لكم، من أراد أن يفهم التاريخ، ويفهم كيف يفكر الناس فلا يفوت على نفسه هذه الملحمة العظيمة. عندما نفكر في اسم الرواية (مدن الملح) فسوف نعتقد أن هذا الاسم مرّ عدة مرات خلال الرواية، ولكن عندما نقرأها نجد أنه لم يمرّ إلا مرة واحدة فقط وفي الجزء الخامس وفي النصف الأخير منه.
مدن الملح، تاريخ، وفلسفة، فترة أنتهت ولم تنته بعد! فترة عشناها ونعيشها. هي دراسة بأسلون آخر، بأسلوب ملحمي روائي عن أثر النفط في الجزيرة العربية منذ ظهوره وحتى الآن. قد يتخوف البعض من هذه الرواية لما تحمله من أمور سياسية يجب أن تظهر حسب اعتقاد البعض، ولكن مالم يظهر اليوم سيظهر غداً بصوت أعلى من المتصور. ولكن الفائدة أجل وأعظم في هذه الرواية من أحداث السياسة فيها. فعندما يتحدث منيف عن أحداث يومية فهو لايحاول ملئ الأوراق بحشو فارغ لا مقصد منه، وإنما هو تلخيص لنظرة، أو وجهة نظر سائدة أو كائنة في تلك الفترة. أما كيف استطاع منيف أن يكتب كل تلك العظمة، فأحتاج لفترة لأعرف ذلك. ويبدوا أن كلامي عن الأحداث لن يكون له نهاية إن بدأت فيه، وسأترك هذا الأمر لاحقاً إن أردت ذلك، ولكني الآن أكتب بعد أن أنتهيت من الرواية رأيي ورؤاي فيها. فليست رواية فقط. هل ملحمة. هي تاريخ. هي دارسة. هي سياسة. هي عظمة لا استطيع أن أعبر عنها بكلمات يسيرة.
للرجل الباحث عن التاريخ أن يجد فيها مايسره، ويشبع نهمه المعرفي في هذا المجال، وليس ذلك فحسب، وإنما أحداث الفترة محللة تحليلاً شاملاً ليس من وجهة نظر واحدة وإنما من عدة أوجه، فوجهة نظر الحاكم في أمر يفعله، ووجهة المسؤول المباشر للأمر، ووجهة نظر الطبقة المعنية بهذا الأمر، ووجهة نظر الشعب العادي، ووجهة نظر الأغنياء والفقراء. وحتى وجهة نظر الجهات الخارجية، سواء من الدول الصديقة أم من الأعداء أم من المحايدين. إن مدن الملح ليست مسيئة للمنطقة بذكر تلك الأحداث، وإنما باحثة عن حقيقة، أو بمعنى باعثة للحقيقة في تلك الحقبة من الزمن.
للرجل الاجتماعي الباحث في علم الاجتماع أن يجد فيها بغيته، فيجد كيف هي نظرة المجتمع حيال الأحداث، وكيف تتصرف الشعوب حيال مايمر بها، وهل هو على الجميع أم على البعض، وكيف أن هناك شذوذاً قد يقع فلا يقاس على الكل. وصاحب المصلحة مختلف عن من لامصلحة له، ورؤى الناس حسب أفهامهم وعقولهم وثقافتهم وأعمارهم.
قد أكتب لاحقاً عن الرواية أو أحداث الرواية تفصيلاً، ولكني أود الآن أن أقول، يجب أن لا تُهمَل هذه الرواية على الرف دون قراءة، فبادروا في قرائتها الآن.
(2)
عندما تسأل أغلب القراء عن أفضل الكتب التي قرأوا أو سيقرأون، فستجد من بين هذه الكتب مدن الملح. ليش لشيء إلا لعظمتها وصدقها. وذلك ماجعل منها مجموعة ممنوعة.
غالباً لا أحب الخوض في السياسة، ولكني بنفس الوقت لا أؤيد أن يطمس التاريخ، أو يمنع من الوصول للقراء، وقد يكون المنع أحد أهم أسباب الانتشار، فنجد الكثير من المؤلفين الجدد يضمنون كتبهم شيئاً من مثلث الممنوعات (الجنس، الدين، السياسة)لكي يضمنوا منع كتبهم، وبذلك يضمنوا الانتشار والشهرة.
مدن الملح، خماسية تحكي ثورة النفط في الجزيرة العربية، وقيام دولة عظيمة على هذا المنبع؛ النفط. وبقيامها تغيرت حضارة هذه المنطقة، وتغير البشر فيها. وهذا دائماً مايقع عند قيام او تغير الدول أو أنظمة الدول.
عندما تسألني عن رأيي حول الرواية فلن أستطيع الإجابة بوضوح، كل ما استطيع أن أقوله أنها مدهشة حقاً، ويلزم كل قارئ أن يقرأها، خصوصاً من يعيش في المنطقة المعنية في الرواية، إنها الجزيرة العربية. الرواية أو عندما نريد الحق الملحمة، خماسية؛ أي تتكون من خمسة أجزاء. وكل جزء يحمل اسماً فرعياً. فالجزء الأول هو (التيه) والثاني (الاخدود) والثالث (تقاسيم الليل والنهار) والرابع (المنبت) والخامس (بادية الظلمات)
(3)
أود الوقوف عند نقطه صغيرة، لتكن فاصلاً قصيراً
ترقيم الرواية كان بالأرقام الرومانية، قد يكون سهلاً على البعض معرفة ذلك، ولكني عندما أنهيت الثلاثة الأجزاء الأولى، فقد توقفت عند الرابع، لأعرف الترتيب الصحيح. فاضطررت البحث في الانترنت عن الأرقام الرومانية، بعدها عرفت أن الرقم (اربعه = IV ) و (خمسة = V ) وقد كنت أعتقد العكس
وهذا موقع يفيدكم كثيراً في الأرقام

المصدر : موقع الساخر.

ايوب صابر 06-06-2012 12:21 PM

قراءة في مدن الملح -التيه-

في رائعته مدن الملح، يرصد عبد الرحمن منيف التطورات الاجتماعية في العالم العربي بعد ظهور النفط مثل قيام المدن الجديدة وتشكيل القوات الامنية (نواة جيش البادية) وفتح الطرق واستخدام السيارات وغيرها. ويشدد على بروز العمال ووسائل الضغط على السلطان (الامير او الحكومات لاحقا) من مظاهرات واضرابات وختم بها منيف الجزء الاول من الملحمة "التيه".
نقل منيف صور الحياة في الصحراء من شظف العيش وقوافل الجمال وانتظار الناس لها ومواعيدها شبه الثابتة والطرق المعروفة (الطريق السلطاني وما بين عجرة وحران) وغيرها. ويسهب في تفاصيل القافلة وقيادتها ومسيرتها مع حياة بدائية لا تتعدى تامين الخبز والملابس للانسان وعائلته دون المتطلبات الاخرى.
تحولت بعض المدن والواحات لانتاج النفط ويرحل سكانها (وادي العيون)، ويبرز هناك من قاوم هذه التغيرات اي البحث عن النفط واستخراجه وتواجد الاجانب "الامريكان" بينهم، واحتمال خرق النواميس ومنها تواجد النساء تحت انظار الخويا (الامريكان) وقد اطلق العراقيون على الانجليز وقتها "صاحب". وتظهر الاساطير حين يغادر متعب الهذال داره ووادي العيون قبل الانتاج بل محذرا من ذلك رافضا هذه التغيرات. لم تظهر له اي مشاركات في اعمال عدائية ضد الشركة والخبراء. ولكن ينتاب البدو في نوبات حراستهم هلوسة بصرية "تخيلات" عن تواجد الهذال في هذا الجانب او ذاك، وتتعب الامريكان تلك الاقاويل والقصص ولابد لهم ان يصدقوها، ضمن احتمالات لا يمكنهم المغامرة باهمالها. مخيلة المجتمع وقتها واهتمام الامريكان صنعت منه بطلا شعبيا.
وبمحاذاة ساحل البحر حران مدينة تضم بيوتا معدودة، فتتحول الى ميناء لتصدير النفط. ويستغرب سكانها والعمال تلك الات الحفر الضخمة والتسويات والرفع وغيرها وسموها بلية. وكانت هناك مخابز! وعدد من الدكاكين ومقهى وبدايات للعمل التجاري والاسواق، يتطور لاحقا ليضم وكالات النقل، ويقبل الشباب على حران للعمل. وينقل منيف الاختلافات في الاستعدادات للسكن، فحين يهمل العرب هذا الجانب تظهر مدينة للاجانب خاصة، تضم السكن ومرافقه، لتتطور الخيمة لدى العمال في حران الى بنايات عشوائية. ولم يحبذ سكان حران التفكير في سكنهم وتنظيم مدنهم وتمثل في اهمال المقاولين (ابن الراشد والدباسي). ولا زالت مدن العرب تعاني من العشوائية في كل شيء.
ويصور عبد الرحمن منيف الامير في قبوله الهدايا من الاغراب تمثلت في هدايا حسن رضائي (ايراني الجنسية) في منظار ثم راديو. ان تفاصيل تعامل الامير مع المنظار وتسخيره اتباعه لذلك يعكس اهتمامات معظم الحكام بعيدا عن هموم الشعب ولذلك توالت النكسات في تاريخنا الحديث. وينشغل الامير بمراقبة نساء عاريات تقريبا على ظهر سفينة تصل بين فترة واخرى للاجانب، فتثير لديه الشهوة والرغبة وفي احلامه يقلب النساء كما يتعامل الخروف ويفحص اليته. انها صورة معبرة لاهتمامات خلفاء العرب بالجواري واعدادها واشكالها الى سبل الحديثة التي تتماشى مع الحداثة، وتبقى تقارير الامم المتحدة عن الاتجار بالبشر تشير الى بلدان العرب. ولا ينسى منيف تاثير تلك السفينة على رجال حران وامانيهم واحلامهم.
تمكن حسن رضائي بالاستثمار في حران مقابل تلك الهدايا، وقد نصح الامير بالاستماع الى لندن في المذياع، وربما توارثنا الثقة في اذاعة لندن من تلك السنوات. لقد اظهر منيف عجز العرب عن التشريع باساليب حديثة لحفظ حقوق شعبهم. وربما يثير اليات التشريع وخلافاتنا مع الانظمة الديمقراطية باعتبار الشعب مصدر التشريع. انها مشكلة التعامل مع المشاكل ويلمس القاريء الفرق الواضح بين مدير شركة نفط والامير في تناول المشاكل ومحاولة حلها.
تنهي الشركة علاقة بعض العمال بها، ويثور العمال مطالبين بحقوقهم، وتشتعل حران مظاهرات وشعارات القوم واهازيجهم تتناول تلك المشكلة "الفصل التعسفي بدون حقوق وضمان للحياة". لم يحسن الامير التصرف فهو مشغول بالراديو والهاتف (الهدية الجديدة من الشركة) لياخذ قائد جيشه (جوهر) المبادرة باطلاق النار على بعضهم ويقدم للناس قتلى وجرحى. ويثور سكان حران مع العمال مهاجمة الشركة وجوهر.
لا يفاجأ منيف القاريء بجيش البادية، فينقل اشكاليات التدريب والملابس العسكرية والايعازات مثل سلام خذ. وما يحمل جوهر من نياشين واوسمة وغيرها، وكان الاخير احد خدم الامير! ويصبح قائدا لجيش ويملك ان يقتل من الشعب ويجرح ويسجن. وربما يطرح منيف اشكالية العدل لدى الشعوب العربية، والمحاكم العسكرية. ولا زال العراقيون يتذكرون المجالس العرفية واحكام قرقوش فيها، ونقل لي البعض بان الحاكم فيها يضع مسدسا على منضدته! ولا يمكن استثناء اي دولة من ذلك وحتى عند استلام الاحزاب الاسلامية الحكم.
يهمل عبد الرحمن منيف دور التنظيمات السياسية في قيادة المظاهرات والاضرابات والدعوة لها والمطالبة بحقوق العمال والطبقات المحرومة. فصور التظاهرة بالعفوية ولكنه يذكر اسماء قادة لها، ويجتمعون مع الوجهاء وغيرهم. كما يوحي بمسؤولية فردية لرجال الامن، فجوهر وحده قرر اطلاق النار! دون الامير والاخير رجل صالح، طفل يلهو بالراديو ورغباته، وكذلك دون ضغط من الشركة النفطية. انه يقدم براءة ذمة لطغاة مثل سعيد قزاز وبهجت العطية وغيرهم. وقد ذكر استاذ بالتاريخ مؤخرا بان التحقيقات لم تثبت اوامر القزاز باطلاق النار في البصرة. ويهمل منيف حقا تاريخيا لابطال التغير في ملاحم العرب وفي العراق منها سنوات 1948 و 1952 و1956 وغيرها. وتضاف لها 1991 وقدم العديد منهم حياته ثمنا لذلك
سلام على جاعلين الحتوف جسرا الى الموكب العابر
قدم عبد الرحمن منيف ضعف الامير الفكري وعدم حرصه على منطقته، وكذلك جوهر "خاشع خاضع مقيم على ذله صابر". وربما اوضح اهمال الحكام العرب حماية العمال من شعبهم بالضد من الشركات الاجنبية.
وتخلف الامام عن الصلاة الفجر يوم المظاهرة والاضراب، وربما يرمز منيف الى مهادنة رجال الدين للامراء والسلاطين، ولكنها اشارة عابرة لم يركز عليها ولم يسهب في شخصية امام المسجد، بل لم يبرز له دور في اصلاح سكان حران او حتى تعريته للظلم الذي لحق بهم.

ايوب صابر 06-06-2012 12:22 PM

مدن الملح : التيه

التيه، أول كتب الخماسية التي أتت لتؤرخ، لتروي، التصور وتسطر، في شبه أسطورة، لمدن الملح؛ تلك المدائن التي انزاحت من عالم الصحراء لتضحي عالماً آخر تنبعث فيه رائحة النفط التي تخدر أحلام ساكنيه وتنقلهم نقلات متسارعة يتخبطون عبرها بين الوهم والحقيقة. مساحات طويلة يعبرونها بأزمان قصيرة ينتقلون خلالها من عالم البداوة إلى عالم الحضر. في ذلك العالم يحلق عبد الرحمن منيف يصور كأبرع مصور لوحات إنسانية واجتماعية تحدث بنفسها عن أثر النفط في بلاد النفط العربية ولتروي مأساة الحداثة المفاجأة في هذه المناطق

ايوب صابر 06-06-2012 12:22 PM

مدن الملح. عبدالرحمن منيف
المصدر Pen

خماسية مدن الملح، رائعة عبدالرحمن منيف الشهيرة، هنا تجدوها مرفوعة
1- التيه.
2- الأخدود.
3- تقاسيم الليل والنهار.
4- المُنبَتّ.
5- بادية الظلمات.


ايوب صابر 06-06-2012 12:22 PM

في ذكرى رحيل عبد الرحمن منيف:

الشخصية في رواية "مدن الملح"
د. نبيه القاسم
مهما اختلفت الآراء تظل الشخصية هي التي تستحوذ على الاهتمام لدى تناول اي عمل ابداعي، واذا كانت شخصية البطل في الرواية، كما عرفناها في روايات زولا وبلزاك، قد تلاشت في القرن العشرين، فإن الرواية العربية ظلت تستأثرها وتتميز بها حتى اواسط السبعينيات، وكانت الكثير من الدراسات الادبية تتمحور حول شخصية البطل وتهتم بتصنيفاته، وتُهمل جوانب النص الابداعي الاخرى.
وقد اهتم عبد الرحمن منيف في رواياته الاولى بشخصية البطل مثل: روايات قصة حب مجوسية، شرق المتوسط، حين تركنا الجسر، النهايات، رغم انه كان قد وزع البطولة على شخصيتين في روايته الاولى الاشجار واغتيال مرزوق. بينما قصد عدم وجود مثل هذا البطل المركزي الوحيد في رواية مدن الملح.
لا نستطيع في رواية مدن الملح ان نشير الى شخصية محددة على انها الشخصية الرئيسية التي حولها تدور معظم الاحداث وتتشكل الرواية. فرواية مدن الملح تحوي على عدد كبير من الشخصيات، منها المهمة التي تأخذ دورا مهما في الاحداث، ومنها الثانوية التي تلعب دورا اقل اهمية، او مجرد تذكر او تؤدي دورا هامشيا. ولكن كل هذه الشخصيات معا تشكل هذا العالم الواسع الذي ترسمه الرواية.
هذا يعني ان منيف في روايته هذه تأثر بتحوّل موقف النقد الغربي من دور شخصية البطل في الرواية حيث حاول هذا النقد اهمال الشخصية الرئيسية وحتى الغاء دورها كليا، واستغنى عن دور البطل الرئيسي المُوجه للاحداث والشاغل لها، وهو نفسه يفسر هذا التحول في الموقف بقوله: "إن بطل الرواية الفرد، الذي يملأ الساحة كلها، وما الآخرون الذين يحيطون به الا ديكورًا لابرازه واظهار بطولاته، ان هذا البطل الوهمي الذي سيطر على الرواية العالمية فترة طويلة، آن له ان يتنحى، وأن لا يُشغل الا ما يستحقه من مكان وزمان". (الكاتب والمنفى، ص 76)العديد من الشخصيات في مدن الملح تظهر وتختفي بعد ان تقوم بدورها ولا تُذكر ابدا، واصبحت الرواية عبارة عن بانوراما كبيرة متناسقة متكاملة تتوالى فيها الاحداث وتتداخل وتتباعد، ومثلها ايضا الشخصيات التي تقوم بادوارها. وذلك بخلاف ثلاثية نجيب محفوظ، حيث للشخصيات وللاحداث استمرارية واضحة.
وكما في ثلاثية نجيب محفوظ لا توجد الشخصية المتفردة التي تشغل دور البطولة الفردية وانما كل افراد عائلة "السيّد" تقوم بدور البطولة، هكذا ايضا في رواية مدن الملح لم تعد البطولة تقتصر على واحد او اثنين من شخصيات الرواية، وانما اصبحت تتوزع على العديد من الشخصيات التي تحرك الاحداث وتدفعها، ولم تعد تحتمل تلك الصفات المثالية النموذجية للغير، وانما نجد فيها صفات مكروهة ومنفّرة، وقد نجد النموذجين المتناقضين معا في الوقت نفسه، يتصارعان ويحاول احدهما السيطرة على الآخر.
اهمية الشخصية ومدى تأثيرها ودورها في العمل الابداعي، كل هذا يتقرر من خلال فعل الشخصية في النص نفسه، ومع ان الاهتمام لم يعد يتركز بالبطولة الفردية، اي الشخصية المركزية في الرواية التي تتمحور حولها باقي الشخصيات والاحداث، الا ان الشخصية تستطيع ان تفرض الاهتمام بها، مهما كان دورها صغيرا ام كبيرا، من خلال فاعليتها في النص والعلاقات التي تقيمها مع باقي الشخصيات ومع عناصر النص الاخرى، حيث تفرض وجودها وتمنع امكانية حذفها او تجاهلها.
المشترك الوحيد بين عشرات الشخصيات التي تظهر على مسرح الاحداث في رواية مدن الملح انها كلها تسير نحو مستقبل مجهول، نحو النهايات ونحو التيه في بحر من الظلمات، وقد يكون الكاتب قد هدف الى ذلك من خلال اختياره لاسماء اجزاء الرواية. هذه الشخصيات التي تبدو على مسرح الاحداث، منها التي تشق طريقها واثقة من خطواتها وهي لا تدري انها تدفع بنفسها نحو التيه والظلمات والنهاية، ومنها المهزومة التائهة التي تريد تأمين ما يضمن بقاءها في الحياة لا اكثر، ومنها التي لا تجد امامها من حيلة، امام التغير الهائل الذي تشهده في المكان والزمان، الا البكاء والتحسر على الذي كان ولن يعود.
ومن هذه العشرات من الشخصيات التي تظهر وتختفي وينساها القارئ بمجرد ان انتهى دورها، ومنها التي تأخذ قسطا في تطور الفعل ودفع الاحداث ولكنها تكون محدودة في مدى فاعليتها، ومنها شخصيات تفرض وجودها وتدفع بديناميتها ووهجها الاحداث وتظل عنصر جذب وتأثير حتى لو انها اختفت عن المسرح. مثل متعب الهذال الذي رغم اختفائه بعد تدمير وادي العيون في الجزء الاول (التيه، ص 106) من رواية مدن الملح ظل يفرض وجوده على الناس والاحداث لعشرات السنين.
تراكم الشخصيات وعددها الكبير وتوالي الاحداث وتفجرها وانتشارها في كل الاتجاهات والامكنة عبر الازمنة غير المحددة، ليس وحده الذي يميز رواية مدن الملح عن روايات عبد الرحمن منيف الاولى، ففي الروايات الاولى كانت الشخصيات محددة الهوية والتوزيع، واضحة المعالم والاهداف، والاحداث رغم ضخامتها واهميتها الا انها محددة واضحة، والاماكن يمكن التعرف عليها، والزمان يتمحور في زمان القهر العربي الذي يعيشه الانسان العربي منذ خمسينات القرن العشرين.
ما يميز رواية مدن الملح انعدام وجود شخصية المثقف الفاعلة والمحركة التي كانت البارزة بين شخصيات الروايات الاولى، بينما برزت وبقوة الشخصية الشعبية القريبة من الشخصية الملحمية التي افتقرت اليها شخصيات الروايات الاولى وان كانت شخصية "عساف" بطل رواية النهايات تُشكل مدخلا مهما في بلورة الشخصية الشعبية الملحمية التي ظهرت في رواية مدن الملح.
لقد توزعت الشخصيات في الروايات الاولى ما بين الشخصيات المثقفة والشعبية التي تواجه السلطة الحاكمة الظالمة رغم ان الشخصية السلطوية انحصرت في الموظفين الصغار والسجانين الذين لم يكونوا الا ادوات محركة فاقدة للتميز في ملامحها وعملها وفكرها مما ابقاها في حدود النكرات، ولم تبرز في شكل الحاكم الكبير صاحب الفكر والخطة والهدف، بينما في رواية مدن الملح اخذت الشخصية السلطوية مكانها المركزي والفعال في صنع الاحداث وتطورها، وتوزعت على عشرات الشخصيات، من الموظف الصغير حتى تصل الى السلطان بنفسه.
كذلك ظهرت في رواية مدن الملح الشخصيات العديدة التي لم تنتم الى المكان وانما هي وفـَدت اليه طمعا في كسب الغنى والمال، ووجودها كان له الأثر على تغير المكان وتشكله من جديد، ومثل هذه الشخصيات لم تظهر في روايات منيف الاولى.

ايوب صابر 06-06-2012 12:24 PM

رائعةعبد الرحمن منيف مدن الملح
(1)
تمثل رواية “مدن الملح” بأجزائها رواية “ملحمية” فريدة من نوعها في الرواية العربية، وإذا كانت ثلاثية نجيب محفوظ تقول تحولات الطبقة الوسطى المصرية وظهورها وتسلمها زعامة مصر، فإن رواية “مدن الملح” تقدم خطاب النفط وأثره في الصحراء العربية، هذا الأثر الذي طال الإنسان والمكان معاً،
كيف تستطيع أن تلخص أحداث عدة سنوات في شهر أو أقل؟
عندما بدأت في قراءة مدن الملح لم اكن أتوقع أن أنهمك فيها جيداً، ربما لطولها أو لما تحمله من بعض اللهجات المحلية، ولكن عندما قرأت منها أكثر من 200 صفحة لم أستطع الفكاك منها.
من أراد أن يفهم التاريخ، ويفهم كيف يفكر الناس فلا يفوت على نفسه هذه الملحمة العظيمة. عندما نفكر في اسم الرواية (مدن الملح) فسوف نعتقد أن هذا الاسم مرّ عدة مرات خلال الرواية، ولكن عندما نقرأها نجد أنه لم يمرّ إلا مرة واحدة فقط وفي الجزء الخامس وفي النصف الأخير منه.
مدن الملح، تاريخ، وفلسفة، فترة انتهت ولم تنته بعد! فترة عشناها ونعيشها. هي دراسة بأسلوب آخر، بأسلوب ملحمي روائي عن أثر النفط في الجزيرة العربية منذ ظهوره وحتى الآن. قد يتخوف البعض من هذه الرواية لما تحمله من أمور سياسية يجب أن لا تظهر حسب اعتقاد البعض، ولكن مالم يظهر اليوم سيظهر غداً بصوت أعلى من المتصور. ولكن الفائدة أجل وأعظم في هذه الرواية من أحداث السياسة فيها. فعندما يتحدث منيف عن أحداث يومية فهو لايحاول ملئ الأوراق بحشو فارغ لا مقصد منه، وإنما هو تلخيص لنظرة، أو وجهة نظر سائدة أو كائنة في تلك الفترة. أما كيف استطاع منيف أن يكتب كل تلك العظمة، فأحتاج لفترة لأعرف ذلك. ويبدوا أن كلامي عن الأحداث لن يكون له نهاية إن بدأت فيه، وسأترك هذا الأمر لاحقاً إن أردت ذلك، ولكني الآن أكتب بعد أن انتهيت من الرواية رأيي ورؤاي فيها. فليست رواية فقط. هل ملحمة. هي تاريخ. هي دارسة. هي سياسة. هي عظمة لا استطيع أن أعبر عنها بكلمات يسيرة.
للرجل الباحث عن التاريخ أن يجد فيها مايسره، ويشبع نهمه المعرفي في هذا المجال، وليس ذلك فحسب، وإنما أحداث الفترة محللة تحليلاً شاملاً ليس من وجهة نظر واحدة وإنما من عدة أوجه، فوجهة نظر الحاكم في أمر يفعله، ووجهة المسؤول المباشر للأمر، ووجهة نظر الطبقة المعنية بهذا الأمر، ووجهة نظر الشعب العادي، ووجهة نظر الأغنياء والفقراء. وحتى وجهة نظر الجهات الخارجية، سواء من الدول الصديقة أم من الأعداء أم من المحايدين. إن مدن الملح ليست مسيئة للمنطقة بذكر تلك الأحداث، وإنما باحثة عن حقيقة، أو بمعنى باعثة للحقيقة في تلك الحقبة من الزمن.
للرجل الاجتماعي الباحث في علم الاجتماع أن يجد فيها بغيته، فيجد كيف هي نظرة المجتمع حيال الأحداث، وكيف تتصرف الشعوب حيال مايمر بها، وهل هو على الجميع أم على البعض، وكيف أن هناك شذوذاً قد يقع فلا يقاس على الكل. وصاحب المصلحة مختلف عن من لامصلحة له، ورؤى الناس حسب أفهامهم وعقولهم وثقافتهم وأعمارهم.
قد أكتب لاحقاً عن الرواية أو أحداث الرواية تفصيلاً، ولكني أود الآن أن أقول، يجب أن لا تُهمَل هذه الرواية على الرف قراءة، فبادروا في قرائتها الآن
(2)
غالباً لا أحب الخوض في السياسة، ولكني بنفس الوقت لا أؤيد أن يطمس التاريخ، أو يمنع من الوصول للقراء، وقد يكون المنع أحد أهم أسباب الانتشار، فنجد الكثير من المؤلفين الجدد يضمنون كتبهم شيئاً من مثلث الممنوعات (الجنس، الدين، السياسة)لكي يضمنوا منع كتبهم، وبذلك يضمنوا الانتشار والشهرة.
مدن الملح، خماسية تحكي ثورة النفط في الجزيرة العربية، وقيام دولة عظيمة على هذا المنبع؛ النفط. وبقيامها تغيرت حضارة هذه المنطقة، وتغير البشر فيها. وهذا دائماً مايقع عند قيام أو تغير الدول أو أنظمة الدول.
عندما تسألني عن رأيي حول الرواية فلن أستطيع الإجابة بوضوح، كل ما استطيع أن أقوله أنها مدهشة حقاً، ويلزم كل قارئ أن يقرأها، خصوصاً من يعيش في المنطقة المعنية في الرواية، إنها الجزيرة العربية. الرواية أو عندما نريد الحق الملحمة، خماسية؛ أي تتكون من خمسة أجزاء. وكل جزء يحمل اسماً فرعياً. فالجزء الأول هو (التيه) والثاني (الأخدود) والثالث (تقاسيم الليل والنهار) والرابع (المنبت) والخامس (بادية الظلمات)

ايوب صابر 06-06-2012 12:24 PM

مدن الملح
النيل والفرات:
نبذة:
هل ينسج عبد الرحمن منيف روايات... أم أنه يسجل تأريخاً لأحداث شهدتها بلاد عربية سمّاها على صفحاته... أم أنه يسطر فلسفة الحياة التي حاكتها يد الحياة... أم أنه يعيد من خلال أعماله... ذكرى النفس الملحمي في الأعمال الروائية... إنه كل هذا وذاك... فالمنيف بأعماله تلك فتح أفقاً رحباً لعالم الرواية العربية. فأتت تجربته الروائية بمجملها لتكون أوسع وأجرأ تجربة روائية عربية تناصية ولتكون أكثر تطوراً في حدود معرفتنا بالرواية العربية.
مثلت كل رواية لوحة إنسانية اجتماعية ابتداءً من مدن الملح بفصولها الأربعة؛ التيه، والأخدود، وتقاسيم الليل والنهار، والمُنْبَتّ، وبادية الظلمات، ومن ثم شرق المتوسط، وأرض السواد، والنهايات... كلها روايات عكست في جزئياتها... فكر متوقد... وخيال مترع، ونفس ملحمي، روائي تاقت إليه الرواية العربية، وتحدث في رواياته عن كل شيء... نسج الحدث من خيوط التاريخ وأسبغ عليه حلة الخيال ليقول بأن "ذاك الغيم جاب هذا المطر" وليقول بأننا لم نشارك في تلك الحياة... ولكننا نحيا من أجلها اليوم، وليحدث بأن العالم، كل العالم، في ذلك الزمن الرجراج، المليء بالتوقع والاحتمالات، البطيء كسلحفاة، السريع المتغير كبرق السماء... يتلفت، يتساءل... يترقب بخوف؛ الغد الذي سيأتي...
لأن في ذلك الزمن كل شيء مطروح، القارات تقسم المناطق والشعوب تجزأ أو تلحق، تبعاً لرغبات الأقوياء، والملوك والسلاطين يخترعون للتو اللحظة ليتولوا الأمور، أو يحكم عليهم بالنفي إلى الجزر البعيدة لكي يموتوا هناك منسيين وبصمت... هكذا تداخلت هذه المعاني في رؤاه المنسحبة في ثنايا خيوط نسجه الروائي... ولكن في كل رواية كان للحدث بعده التاريخي والاجتماعي والسياسي والفلسفي.
فمدن الملح بتسلسلاتها الخمس وفي سياقها إيقاع حزين وعمق اجتماعي فكري سياسي، طرحت مسائل كانت قائمة ومطروحة، ولكنها الآن أيضاً ما زالت مطروحة وهي أن العرب، كأناس عاديين، وقفوا تحت الظلم من كل جانب من الغرباء ومن جانب قادتهم وحكامهم في نفس الوقت... ومن خلالها قال ما يجب أن يقال عن أثر الآلة النفطية في بلاد النفط العربية... فَصَوّر عبرها صدمة الحداثة في مجتمعات العالم الثالث.
وإلى أرض السواد رحل فكتب عن العراق التي ضمت أقدم الحضارات... تلك العراق ذكّر بأنها لم تكن قفراً، وبالتالي فإن الشخصية العراقية لم تتكون خلال قرون قليلة من الزمن... أحب المنيف العراق، أحب الناس والأرض ودجلة وبغداد وكركوك والموصل والبصرة والبادية... أحب الطبيعة وقسوتها، وفي أرض السواد يعلن عبد الرحمن منيف، حبه للعراق وأهلها، للهجتهم، لتلميحاتهم، وثورياتهم، ولأمثالهم وسخريتهم فكانت كلها معاني، تداخلت في الأحداث المتسارعة في مناخ تاريخي اجتماعي سياسي، روت عن فترة زمنية كانت بداياتها مع أطماع إنكلترا، الإمبراطورية المنهزمة، بهذا الموقع الهام وآثاره ليكون لها محطة على طريق الهند... وتتعاقب الأحداث... ويرسم من خلالها المنيف مدى كره العراقيين لأي تدخل أجنبي، فوسم تضامنهم ضمن صور كثيرة... لتصل روايته بأجزائها الثلاث إلى رسم صورة غير مسبوقة عن العراق.... فكان همه الأول فيها أن يرسم الشخصية العراقية قبل أن يعمل على رواية تشكل الأحداث ذروتها... وليكون الحدث في "أرض السواد" هو العراق.
وفي رواية "النهايات" عالم تحركت أحداثه في خطوط تتوازى فيها الوقائع والرموز... فهي على مستواها الوقائعي تعود بك إلى تجربة أهل "الطيبة" إلى انتمائهم إلى الجذور... وذهولهم إزاء الحب والموت... وفي مستواها الرمزي تعود بك إلى اكتشاف الإنسان، أينما كان، إلى انتمائه إلى هذه القوى... إلى هذه القوى الغامضة في الكون التي تجعل من الحب والموت أعنف وأخصب ما في الطبيعة كلها... و"النهايات" مرتبة عميقة الأنغام للجنّة التي بقيت حاضرة في أذهان القرية... والمنيف باختياره الطيبة، هذا الاسم لقريته، هو اختيار رمزي، لأن كل قرية هي طيبة بالنسبة لأهلها... والطيبة في "النهايات" تجمع بين معنى طيب المذاق والهواء والطبع، وبين معنى البقاء... والطيبة هي العائشة الحية في وجدان عاشقها... دائماً لا تموت.
والمنيف بعد كل هذا وذاك... ذاك القادم من صخب الإنسان، المتحدث بلسانه عن أشياء في أعماق جهل فلسفتها... وعن أشياء في حياته... خاف حديثها... وعن أحداث تاريخية في ماضيه... مغيبة في دهاليز الذاكرة... أقضت مضجعه... فتناساها.

ايوب صابر 06-06-2012 12:38 PM

عبد الرحمن منيف> Quotes


من اقوال عبد الرحمن منيف
إذا كان الناس يفضلون, في بعض الأوقات, تذكّر الأيام الجميلة من الماضي, فإنّ الأيام القاسية يصبح لها جمالٌ من نوع خاص, حتى الصعوبات التي عاشوها تتحول في الذاكرة إلى بطولة غامضة, ولا يصدقون أنهم احتملوا ذلك كله واستمروا بعد ذلك !”
عبد الرحمن منيف

لا تظن الهدوء الذي تراه في الوجوه يدل على الرضا .. لكل إنسان شيء في داخله يهزهُ ويعذبه. ”
عبد الرحمن منيف
==
النوم يتخلى عن الانسان فى احدى حالتين : الحب أو الموت

==
من شعور الوحدة يتولد الخوف والرهبة والانتظار ورغبة التخفي والصراخ والاتحاد مع شيء ما وآلاف المشاعر الأخرى التي تعجز عنها كل الكلمات ..
حتى في الأوقات التي يكون الإنسان مع الآخرين, يحس أنه في الصحراء وحيد , وأنه يواجه عدوًا أقوى منه آلاف المرات .. وهذا العدو لا يمكن أن يُقاوم , لكن من الضروري مصادقته , أو الاحتيال عليه , والاذعان إلى شروطه ..”

==
من يقرأ الماضى بطريقة خاطئة سوف يرى الحاضر و المستقبل بطريقة خاطئة أيضا ، و لذلك لا بد أن نعرف ما حصل كى نتجنب وقوع الأخطاء مرة أخرى ، و من الغباء أن يدفع الانسان ثمن الخطأ الواحد مرتين

==
في هذه الدنيا كل شئ يتغير إلا الفقر و الفقراء، الفقر يبقى فقراً و الفقراء يزدادون.”

==
لو ان الموت ، أو الاحساس بالموت ، يكون قريبا و قويا بالنسبة للبشر ، كما هو فعلا ، لأصبح الانسان أرقى ، لكن أكثر براعات هذا المخلوق ، منذ أقدم العصور و حتى الآن : كيف ينسى أن الموت قريب منه هكذا


==
ان الانسان مهما كان قويًا، لا يعادل ذبابة اذا كان وحيدًا !”

==
سأبتسم ، الانسان يستطيع أن يبتسم ،
والابتسامة ارادة حتى لوكانت حزينة !

==
وجود الالم او عدم وجوده يتوقف على حاله الوعي.”


==
الأصعب ليس أن يموت المرء . بل أن يموت الذين حوله كلهم و يبقى هو حيا

==
ماهو الانسان اذا لم يكن له تاريخ وذاكره؟؟

==
الألم اقوى محرك في هذه الحياة.بوسعه أن يدمر الأنسان بقدر ما بوسعه ان ينقذه

نحن بشر هذه الارض لانعرف غير البكاء منذ ساعة الميلاد وحتى ساعة الرحيل.لانعرف سوى ان نبكي ،الا نستطيع ان نفعل شيئا اخر؟؟


=
اللحظة الراهنة هي الحبيبة, و هي المصيبة. و لكن روح الانسان شيء يتخطى اللحظة الراهنة,باستمرار.
روح الانسان تصّر على الجموح إلى البعيد - البعيد في الماضي أو المستقبل.”

==
الذاكرة لعنة الإنسان المشتهاه ولعبته الخطرة، إذ بمقدار ما تتيح له سفراً دائماً نحو الحرية، فإنها تصبح سجنه. وفي هذا السفر الدائم يعيد تشكيل العالم والرغبات والأوهام
عبد الرحمن منيف, Cities of Salt

==
افضل ميزة يتميز بها الانسان في قدرته على النسيان، وهذا ما سوف احاول ان اتقنه بعد الان

ايوب صابر 06-06-2012 12:42 PM

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

عبد الرحمن المنيف



ولد
29 مايو1933

بـعمّان

توفي
في24 يناير2004

بـ دمشق

الجنسية
السعودية
نوع أدبي
رواية





عبد الرحمن المنيف (29 مايو 1933 - 24 يناير 2004) اسمه الكامل: عبد الرحمن إبراهيم المنيف, ينتمي إلى قرية قصيبا شمال مدينة بريدة[1] بمنطقة القصيم الواقعة وسط المملكة العربية السعودية, كان والده من كبار تجار العقيلات الذين اشتهروا برحلات التجارة بين القصيم والشام واسم شهرته ((عبد الرحمن المنيف)).
يعد عبد الرحمن المنيف أحد أهم الروائيينالعرب في القرن العشرين؛ حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والنقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية خاصة في دول الخليج العربي أو ما يدعى بالدول النفطية, ربما ساعده في هذا أنه أساسا خبير بترول عمل في العديد من شركات النفط مما جعله مدركا لاقتصاديات النفط، لكن الجانب الأهم كان معايشته وإحساسه العميق بحجم التغيرات التي أحدثتها الثورة النفطية في صميم وبنية المجتمعات الخليجية العربية.
يعتبر منيف من اشد المفكرين المناوئين لأنظمة كثير من الدول العربية. من أشهر رواياته "مدن الملح" التي تحكي قصة اكتشاف النفط في السعودية وهي مؤلفة عن 5 أجزاء، ورواية شرق المتوسط التي تحكي قصة المخابرات العربية وتعذيب السجون.



نشأته وتعليمه

ولد عبد الرحمن المنيف في عمان - الأردن عام 1933 من أب سعودي ومن أم عراقية. درس في الأردن إلى أن حصل على الشهادة الثانوية ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق عام 1952 ثم انخرط في النشاط السياسي هناك, انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي إلى أن طُرِد من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب بعد التوقيع على حلف بغداد عام 1955 لينتقل بعدها إلى القاهرة لإكمال دراسته هناك. في عام 1958 انتقل إلى بلغراد لإكمال دراسته فحصل على الدكتوراه في اقتصاديات النفط لينتقل بعدها إلى دمشق عام 1962 ليعمل هناك في الشركة السورية للنفط ثم انتقل إلى بيروت عام 1973 ليعمل هناك في مجلة البلاغ ثم عاد إلى العراق مرة أخرى عام 1975 ليعمل في مجلة النفط والتنمية. غادر العراق عام 1981 متجهاً إلى فرنسا ليعود بعدها إلى دمشق عام 1986 ويقيم فيها حيث كرس حياته لكتابة الروايات، تزوج منيف من سيدة سورية وأنجب منها ،عاش في دمشق حتى توفي عام 2004, وبقي إلى آخر أيامه معارضاً للإمبريالية العالمية، كما اعترض دوماً على الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 رغم أنه كان معارضا عنيفا لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتخرج من جامعة بلغراد في صربيا.
مؤلفاته


1- الروائية:
  1. التيه
  2. الأخدود
  3. تقاسيم الليل والنهار
  4. المنبت
  5. بادية الظلمات
2- غير الروائية:
  • لوعة الغياب - 1989
  • الكاتب والمنفى وآفاق الرواية العربية - 1991
  • سيرة مدينة - عمان في الأربعينات - 1994
  • الديمقراطية اولاً.. الديمقراطية دائما- 1995
  • القلق وتمجيد الحياة (كتاب تكريم جبرا)- 1995
  • مروان قصاب باشي: رحلة الحياة والفن - 1996
  • عروة الزمان الباهي - 1997
  • بين الثقافة والسياسة - 1998
  • جبر علوان.. موسيقا الألوان - 2000
  • ذاكرة للمستقبل - 2001
  • رحلة ضوء - مقالات 2001
  • العراق هوامش من التاريخ والمقاومة - 2003
  • أسماء مستعارة (قصص قصيرة) 2006
  • الباب المفتوح (قصص قصيرة) 2006
ربما يكون عمله الأبرز هو رواية (مدن الملح) في خمسة أجزاء : يصف الجزء الأول التغيرات العميقة في بنية المجتمع البدوي الصحراوي بعد ظهور النفط، في الأجزاء الثاني يبدأ بوصف رجال الأعمال الذين وفدوا على المنطقة الخليجية ودخولهم في تحالفات مع حكام المنطقة، الأجزاء الثلاثة الخيرة تصف التحولات والتفاعلات السياسية في شبه واضح مع تاريخ حكام آل سعود، هذه الرواية صنفته سريعا كمعارض لنظام الحكم السعودي ومنعت رواياته من دخول المملكة العربية السعودية -سمح بنشرها مؤخرا في معرض الكتاب بالرياض- وكثير من الدول الخليجية.
الرواية الأخرى التي أحدثت ضجة في العالم العربي كانت (شرق المتوسط)، التي تعتبر أول رواية عربية تصف بجرأة موضوع التعذيب في السجون خاصة التعذيب التي تمارسه الأنظمة الشمولية العربية التي تقع في المنطقة العربية وشرق المتوسط.
لاحقا ألف منيف جزءا آخر من شرق المتوسط أسماه : (الآن..هنا) أعاد به الحديث عن التعذيب في السجون لكنه صورها هنا في بيئة أقرب لبيئة مدن الملح الخليجية.
ارتبط منيف بصداقة عميقة مع روائي عربي آخر هو جبرا إبراهيم جبرا، توجت هذه الصداقة مؤخرا برواية ثنائية، قد تكون من الأعمال الأدبية النادرة التي تكتب من قبل شخصين ربما على مستوى العالم، والنتيجة كانت (عالم بلا خرائط)، التشابك والتناسق الفني لهذه الرواية كان على درجة عالية يستحيل معها التصديق بأن هذا العمل مؤلف من قبل شخصين اثنين.
من أواخر أعماله : (أرض السواد) التي أراد ان يتحدث فيها عن تاريخ ومجتمعات العراق.
حادثة تخريب قبره

هدم أجزاء من قبر الروائي عبد الرحمن منيف الواقع في مقبرة الدحداح في العاصمة السورية دمشق، حدث ذلك في أواخر شهر مايو من عام 2007 ميلادية دون التعرض إلى رفاتة. أدت هذه الحادثة إلى نشوء العديد من التكهنات عن أهداف وغايات الفعلة وماهي طبيعتهم.[2]،
مقالات خارجية
مقابلة وثائقية مع عبد الرحمن المنيف / قناة العربية

ايوب صابر 06-06-2012 12:43 PM

عبد الرحمن منيف

Author profile


born
January 01, 1933 in عمّان, Jordan

died
January 24, 2004

gender
male

website
http://www.munif.org/

genre
Literature & Fiction, Politics, Short Stories


About this author
edit data

Abdelrahman Munif

ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمان، لأب من نجد وأم عراقية. قضى المراحل الاولى مع العائلة المتنقلة بين دمشق وعمان وبعض المدن السعودية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الاردنية مع بدء نشاطه السياسي وانتمائه لصفوف حزب البعث اذي كان يتشكل حديثاً . التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد توقيع " حلف بغداد" في عام1955 طُرد منيف مع عدد كبير من الطلاب العرب الى مصر.

تابع دراسته في جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس في الحقوق. في عام 1958 اكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد - يوغسلافيا ، حيث حاز على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، اختصاص اقتصاديات النفط عام 1961. عاد الى بيروت حيث انتخب عضواً في القيادة القومية لفترة اشهر قليلة. في عام 1962 انتهت علاقته السياسية التنظيمية في حزب البعث بعد مؤتمر حمص وما لابسه من اختلافات في...moreAbdelrahman Munif

ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمان، لأب من نجد وأم عراقية. قضى المراحل الاولى مع العائلة المتنقلة بين دمشق وعمان وبعض المدن السعودية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الاردنية مع بدء نشاطه السياسي وانتمائه لصفوف حزب البعث اذي كان يتشكل حديثاً . التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد توقيع " حلف بغداد" في عام1955 طُرد منيف مع عدد كبير من الطلاب العرب الى مصر.

تابع دراسته في جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس في الحقوق. في عام 1958 اكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد - يوغسلافيا ، حيث حاز على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، اختصاص اقتصاديات النفط عام 1961. عاد الى بيروت حيث انتخب عضواً في القيادة القومية لفترة اشهر قليلة. في عام 1962 انتهت علاقته السياسية التنظيمية في حزب البعث بعد مؤتمر حمص وما لابسه من اختلافات في الممارسة والرؤيا. في العام 1963 تم سحب جواز سفره السعودي من قبل السفارة السعودية في دمشق تذرعاً بانتماءاته السياسية ولم يعاد له حتى وفاته في 2004.

عام 1964 عاد الى دمشق ليعمل في مجال اختصاصه في الشركة السورية للنفط ،" شركة توزيع المحروقات" وفي مرحلة لاحقة عمل مديراً لتسويق النفط الخام السوري. عام 1973 استقر في بيروت حيث عمل في الصحافة " مجلةالبلاغ " لبضعة سنوات غادر بيروت عام 1975 ليستقر في بغداد، حيث عمل كخبير اقتصادي ومن ثم تولى اصدار مجلة تعنى باقتصاديات النفط وهي " النفط والتنمية" التي كان لها صدى كبير. استمر حتى العام 1981 حيث اندلاع الحرب العراقية الايرانية انتقل الى باريس حيث تفرغ للكتابة الروائية بشكل كامل فكانت " مدن الملح " باجزائها الاولى من اهم نتاجاته حيث غادرها في بداية 1987 عائداً الى سورية . عام 1987 استقر في مدينة دمشق ليتابع الكتابة ، متنقلاً بين دمشق وبيروت حتى وفاته في 24 كانون الثاني لعام

ايوب صابر 06-06-2012 12:44 PM

رسالة الدكتوراة للأستاذ نبيه القاسم:
الفن الروائي عند عبد الرحمن مُنيف
د. بطرس دلِّة
جريدة "الاتحاد" 7.10.2010
أصدر الدكتور نبيه القاسم حتى الآن العديد من الكتب، تبحث جميعها في الحركة الثقافية والسياسية والاجتماعية في بلادنا، وقدم وما زال كذلك، خدمة كبيرة للحركة الثقافية كما كرّس قسما من مقالاته الكثيرة لنقد ما يصدر من أنتاج أدبي في البلاد.
ونحن ليس لدينا أدنى شك في مدى إطلاع الدكتور نبيه القاسم على مختلف المناهج النقدية في اللغة العربية وفي اللغات العالمية على تعدّد هذه المناهج، ولذلك فهو يقف اليوم في طليعة النقاد في بلادنا. لذلك كله، نجده حريصا جدا على ألا يقع في أيّ سَهو أو خلط لأكثر من منهج نقدي في عمله هذا ومن هنا فقد تمحورت دراسته على عالم عبد الرحمن منيف في ثلاث تقنيات أساسية وهي:
المكان، الزمان والشخصية باعتبار هذه التقنيات الوحدات الأساسية التي شكلت بنية الرواية المنيفيّة وأبرزت التميّز في تناول عبد الرحمن منيف لها، كما ركّز في بحثه على إيجاد اختلاف عن غيره من الروائيين الذين سبقوه أو عاصروه على حدّ سواء.
أكاديمية البحث:
من أجل الدقّة الأكاديمية اضطر الدكتور نبيه القاسم إلى تجميع عدد هائل من المراجع، بلغ عددها كما هو مبين في نهاية البحث مائتين وخمسين مرجعا أكثرها باللغة العربية والقسم الآخر باللغات الغربية.
وكان قد أصدر منذ عام 1979 احد عشر كتابا في النقد الأدبي ومجموعتين من القصص القصيرة، وعشرين كتابا هي عبارة عن مجموعة أبحاث في التاريخ، الثقافة والمجتمع وأضاف ثلاثة كتب في تدريس النصوص الأدبية وقواعد اللغة العربية ونافذة على الأدب العربي الحديث.
فماذا وجد في الروائي عبد الرحمن منيف ؟
عبد الرحمن منيف من مواليد عمان عاصمة الأردن عام 1933 لأب سعودي من نجد وأم عراقية، درس الحقوق في جامعة بغداد وتفرّغ للعمل السياسي في المعارضة منذ عام 1952. فطرد من بغداد والتحق بجامعة القاهرة ليُتابع دراسته هناك. ولكنه سافر إلى بغداد عام 1958 حيث تخرّج بلقب دكتور في العلوم الاقتصادية، النفط والأسعار والأسواق عام 1961.
تنّقل بعدها بين سوريا ولبنان والعراق ثم هاجر إلى فرنسا حيث تفرّغ للإنتاج الأدبي، إلا أنّه عاد إلى سوريا بعد خمسة وعشرين عاما أي عام 1986 وبقي في دمشق حتى وفاته في 24 كانون الثاني سنة2004.
لمّا كان الدكتور عبد الرحمن منيف خبيرا في النفط والاقتصاد فقد لمس ما تُمارسه الشركات الأجنبية على السلطات في الدول العربية من قمع واستغلال، لذلك رأى أن يعبر عن نقمته على هذا الاستغلال عن طريق كتابة الرواية. وذلك لأنّ الرواية تستطيع ملامسة القضايا الأساسية التي يحتاجها الكثيرون إلى التعرف والتفاعل معها لكي يروا أنفسهم وما حولهم بشكل أفضل وربما أعمق مما تبدو للوهلة الأولى (منيف 1998، ص 178) (وفي الرواية ص 20).
يقول الدكتور نبيه القاسم في هذا التوجّه للروائي منيف :" هكذا انطلق منيف في عمله الروائي الأول الأشجار واغتيال مرزوق 1973 يكشف عورة الحكام والمؤسّسة السياسية الحاكمة من خلال تناوله نموذجين يُمثلان الإنسان العربي هما: المثقف الحالم الذي يتوهم أنّه قادر على تغيير وضع المجتمع اعتمادا على ثقافته وقدراته وحده فقط، والإنسان الكادح المسحوق الذي يُعاني من أجل حياة أفضل"(ص20-22).
من خلال دراسته لشخصية منيف وتوجهه السياسي في رواياته الأولى وجد فيه مفكرا يحارب العنف والقمع كما يهاجم الأنظمة العربية المسؤولية عن هزيمة عام 1967 مؤكدا أنّ العرب قد هُزموا في هذه الحرب قبل الهزيمة في روايته حين تركنا الجسر من عام 1976 وذلك بسبب ظلم النظام الديكتاتوري العربي الذي يحرم المواطن العربي من حريته!
كما وجد فيه روائيا ثائرا، فمنيف أراد أن يصوّر ما يشغله بشكل أساسي في عصره وناسه، ولذلك تحوّل إلى لسان حال المثقف الإنسان العربي العادي والشعبي . من هنا نراه يُحاول المساهمة في عملية التغيير الجذري في المجتمع العربي عن طريق الرواية(ص27). ونحن نعرف كقراء أنّ التغيير الجذري في علاقات الإنتاج هو الثورة بحد ذاتها كما عرّفها كارل ماركس في كتابة رأس المال الصادر عام 1848 عندما أصدر مع صديقه فردريك أنجلز البيان الشيوعي.
ومع ميله الشديد لانجاز التغيير الجذري فإننا نرى أنّ عبد الرحمن منيف يعود إلى التراث في روايته النهايات سنة 1977 غير مهتم بأساليب السّرد الروائي الحَداثي ولا بالمنجزات الشكلية محاولا إضفاء نوع من الواقعية على أحداث التاريخ(ص29).
يؤكد الدكتور نبيه القاسم إن عبد الرحمن منيف يبحث في العلاقة الجدلية بين الوجود الإنساني في الإطار الكلي وبين خبرة الإنسان العربي. ويصل بالتالي إلى خلاصة مفادها إن وجود هذا الإنسان لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المكان من جهة والروح والفكر أي الزمان من جهة أخرى(ص 31)
هذا العمق في البحث لا يمكن أنْ يصدر إلا عن ناقد متمرس في فهم أصوات كل رواية فهما جذريا حتى ولو أنّ الروائي جنّد الأماكن مثلا والحيوانات والزمان معا كأبطال في رواياته! ولم ينس منيف أن يؤكد على دور المرأة ليجعلها بطلة أيضا في رواياته.

ايوب صابر 06-06-2012 12:45 PM

تابع،،\
الشكل والمضمون:
يحاول الدكتور نبيه القاسم إبراز دور الشكل في خدمة المضمون لدى عبد الرحمن منيف. فكل عمل روائي هو بناء شكلي أولا وقبل كل شيء إما الزمكانية والشخصية فهي مفاهيم شكلية تكون أساس كل عمل قصصي أو درامي يسخرها الروائي من أجل إيصال المضامين التي يطرحها في رواياته (ص36) فالمكان له وظيفتان عنده:
الأولى إضفاء الجو الواقعي الحقيقي على العمل الإبداعي<
والثانية تحميل المكان مضمونا روحانيا متعدّد الدلالات، ويُضيف وظيفة ثالثة هي ذكر المكان دون تحديد ذكر ملامح مميزة له (ص52).
وإذا ذكرنا المكان فيجب ألاّ تغيب عن بالنا العلاقة الجدلية بين هذا المكان وبين الإنسان لان كلّ منهما يتأثر بالثاني بشكل أو بآخر بحيث لا تكون هناك قيمة لأي منهما دون الآخر.
ولما كان المكان والإنسان توأمين في العمل الروائي فإن الزمان هو ثالثة الأثافي، وهو يتمازج مع المكان ليكونا وحدة متماسكة في الشكل والمضمون لكل رواية. ولما كانت هذه العلاقة بين هذه الأقانيم الثلاثة علاقة جدلية إذن فإنه لا يجوز الفصل بينها بأي شكل من الأشكال(ص59).
لو أخذنا الصحراء في رواية "رجال في الشمس "1963 لغسان كنفاني مثلا أو رواية "حارة البدو" لإبراهيم خليل أو "الطاحونة السوداء" لبندرعبد الحميد 1984 أو "البحث عن سماوات جديدة" لياسين عبد اللطيف 1989 لوجدنا بادية الشام مسرحا لجميع هذه الروايات كذلك رواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف 1984. هي بحق رواية الصحراء وملحمتها الكبرى ( ص 43-44).
فالبداوة في هذه الروايات تبدو قيمة ومشاعر وأخلاقا وسلوكا فحتى عندما يغادر البدوي صحراءه تبقى هذه الصحراء ملاصقة له تؤثر في كل سلوك جديد يكتسب من البيئة الجديدة(ص119).
فالمكان وحده يستطيع أن يكشف نفسية الشخصية ويُعرّيها أمام الآخرين لأنّ الشخصية يجب أن تكون صريحة في المواجهة والكشف وبشكل صادق وإلاّ فكيف نُفسّر العلاقة بينهما؟!
في المضمون يبحث الدكتور نبيه القاسم في موضوع الزمن كعنصر أساسي لكتابة الرواية، ويؤكد انه لا يمكن إدراك هذا الزمن مستقبلا بعيدا عن العناصر الأخرى! وعبد الرحمن منيف يتلاعب بالزمن بغض النظر عن كون هذا الزمن خارجيا أو داخليا!
في روايته شرق المتوسط 1972 يحاول عبد الرحمن منيف تجاهل التحديد الزمني لوقوع الأحداث. وقد لمسنا ذلك في سرد الأحداث المتتالية والصعبة التي تتوالى على رجب وأهل بيته غير محدودة بزمن معين. ونستطيع أن نستنتج إن كل الأحداث التي مرت برجب وعائلته مثلا كانت قد حدثت قبل تاريخ 1972!
أن هذا التلاعب بالزمن يحمل في طياته خطورة، أي الخطأ في ترتيب التسلسل الزمني.
يتحدث الدكتور نبيه القاسم عن عملية الاسترجاع المتعلقة بالزمن. ويقول:
"هناك ثلاثة أنواع من الاسترجاع: خارجي، وداخلي ومزجي ! والهدف من هذا الاسترجاع الزمني هو عودة إلى الماضي وذلك من أجل سدّ ثغرات كان قد خلقها سرد القصة يجب أن تكون قد حدثت وانتهت في الماضي.
إنّ كاتبا روائيا كبيرا كعبد الرحمن منيف يتّخذ الزمن والتلاعب فيه محورا أساسيا في تشكيل المكان والشخصيات وطرق تفكير هذه الشخصيات . يلخص القاسم هذا الفصل بقوله، (ص220).
ومنيف في تعامله مع الزمن لم يتحجّر عند منهج معين، ولم يسلك مسلكا واحدا، وإنما استفاد من كلّ الأساليب والمناهج، واتّبع مختلف التقنيات السردية مما وفّر له الحرية في الاختيار والتعامل، وأكسبه القدرة على أن يُقدّم الأفضل والأكمل( ص-220)
الفصل الثالث مُكرّس لدور الشخصية في الرواية
يعتقد عبد الرحمن منيف أنّ هناك علاقة جدلية بين الشخصية الروائية والواقع. وبما أنّ بعض النقاد يعتقدون أنّ الشخصية مُستمَدة من الواقع، وليس من الخيال (ص227) فهو عندما يكتب عن شخصية معينة نراه يأخذ شخصا حقيقيّا يُغيّر الكثير من ملامحه في حين يُبقي على الجانب المهم من حقيقة هذا الشخص. فالحقيقة هي مزيج بين الحقيقة والابتكار .(ص251)
يقسم نبيه القاسم الشخصيات إلى نوعين هما: الشخصية المسطحة وهي الشخصية البسيطة و الشخصية المدوّرة التي لا يمكن التعبير عنها بجملة واحدة أو حتى أكثر من جملة، هذه الشخصية المدوّرة تكشف حقيقة ذاتها وتنمو قليلا قليلا من خلال السّرد، والشخصية المُحبّبة هي التي تتّصف بالعُمق!
إنّ تعريف الشخصيات إلى عميقة وسطحية، يتعلق بموقف تلك الشخصية منا! فإمّا أن تُفاجئنا مفاجأة مقنعة وإما ألا تفاجئنا مطلقا! ومع ذلك فإننا لا نستطيع الاستغناء عن أي من الشخصيتين لأنهما ضروريتان لتطوّر السرد وإكسابه جمالا معينا وتشويقا أكبر في نفس الوقت.
عند معالجته للشخصية العربية فانه اهتم بتصوير بعضها مهزومة منهارة، وغيرها قويّة وسيّدة الموقف، هذه النماذج موجودة وقائمة في كل مجتمع ولا يشذ عنها المجتمع العربي الذي عاش فيه منيف!
ما ميّز إحدى رواياته عن غيرها من الروايات يتعلّق بشخصية المرأة، فالمرأة كما نعرف تُشكل عنصرا هامّا في كلّ عمل إبداعي. أمّا عند منيف فلم تحصل المرأة على دور بطولي مع أنّه جعل لها فعاليّة وتأثيرا قويين في رواياته. ففي روايتيه "حين تركنا الجسر" و "النهايات" يهمل منيف العنصر النسائي بشكل مُتعمّد، وذلك لأنّ هاتين الروايتين تتّخذان الصّيد موضوعا تدور حوله أحداثُها. والصيد هو رياضة ذكوريّة نادرا ما تُمارسها المرأة إلا في حالات شاذّة(ص 287).
كانت الشخصية في الرواية العربية حتى أواسط السبعينات تلعب دور البطولة، ولذلك فإنّ نَقد الروايات التي سبقت هذه الفترة تمركز في شخصية البطل وتصنيفاته مُهملا جوانب النص الإبداعي.
وعند منيف كما يستنتج صديقنا الدكتور نبيه القاسم لا نستطيع أنْ نُشير إلى شخصية رئيسية في خماسيّة "مدن الملح" مثلا. ففي هذه الخماسيّة عدد كبير من الشخصيات المهمة والثانوية لا يوليها منيف اهتماما كبيرا لأنه على حدّ تعبير المؤلف تأثر بالنقد الغربي الذي أهمل الشخصية الرئيسية حتى انه ألغى دورها كليّا واستغنى عن دور البطل المركزي(ص298).
تتعدّد الشخصيات، وتتنوّع في أعمال عبد الرحمن منيف، وذلك في بحثه وراء الشخصية النموذجية التي يريدها مثالا يتقمصه جيل الشباب في أيامنا ويقلدونه
بعد أن يحمله قيما وصفات يراها منيف مناسبة، أو يُبعده (أي يبعد الشباب )عن النموذج السيئ ! وهو في كل الحالات يجعل الشخصية متغيرة. دائبة البحث عن كل جديد ، تؤثر في الأحداث وتتأثر بها وتعمل على الاستيعاب والتعلم والاستفادة وهو شأن الروائي الناجح.
ومما يميز الشخصية النسائية لدى منيف أنّ النساء في رواياته يفتقدن للمشاعر والعواطف ( باستثناء الشيخة زهوه ووداد الحايك)، لأنهن يقمن بوظائفهن التي رسمت لهن كزوجات أو أمهات أو بنات أو أخوات، أمّا العواطف المتدفقة والأنوثة المميّزة والحب الجارف والعشق الفاضح فلا مكان لها في نفوس هذه الشخوص. فكأنّهنّ قد قُدِدن من جبال الملح، نساء ليس لهن وظيفة في الحياة، غير رفع أرجلهن للنكاح أو الولادة.(النابلسي 1991 ص457)(ودكتور نبيه القاسم ص 207).
أخيرا ما لمسناه في الدراسة الأطروحة هو اللفتة العميقة إلى الجوانب الفنية في روايات عبد الرحمن منيف، ومحاولة تقريب أدبه إلى القراء العاديين، وإبرازه ككاتب متميز له بصماته وتأثيره في تطوير الرواية العربية حيث أخذ من التراث العربي الكلاسيكي وطوّره بحيث يتمشى مع النقد الغربي وأساليب الكتابة الغربية في عصر الحداثة والعولمة.
للدكتور نبيه القاسم نقول : بوركت جهودك يا أخي، فأنت تفاجئنا بين الحين والآخر بما يُبدعه قلمك وتُثري وتُؤثث مكتباتنا بأبحاثك المميّزة التي تقف هذه الدراسة منها في المكان الأول

ايوب صابر 06-06-2012 12:45 PM

الروائي الأديب عبد الرحمن المنيف

ولد عبد الرحمنمنيف في عام 1933 في عمّان, لأبٍ من نجد وأم عراقية. أنهى دراسته الثانوية فيالعاصمة
الأردنية, ثم التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد عامين منانتقاله إلى العراق, طرد منيف منها في عام 1955, مع عدد كبير من الطلاب العرب, بعدتوقيع (حلف بغداد); فواصلَ دراسته في جامعة القاهرة
تابع عبد الرحمن منيفدراسته العليا منذ عام 1958 في جامعة بلغراد, وحصل منها في عام 1961 على درجةالدكتوراه في العلوم الاقتصادية, وفي اختصاص اقتصاديات النفط, وعمل بعدها في مجالالنفط بسورية
في عام 1973, انتقل منيف ليقيم في بيروت حيث عمل في الصحافةاللبنانية, وبدأ الكتابة الروائيةبعمله الشهير (الأشجار واغتيال مرزوق)
في عام 1975, أقام في العراق, وتولى تحرير مجلة (النفط والتنمية) حتى عام 1981, الذي غادرفيه العراق إلى فرنسا حيث تفرغ للكتابة الروائية. وفي عام 1986, عاد منيف مرة أخرىإلى دمشق, ..حيث يقيم

صدر لعبد الرحمن منيف عدد من الروايات: (الأشجار واغتيال مرزوق) (1973), (قصة حب مجوسية) (1974), (شرق المتوسط) (1975), (حين تركنا الجسر) (1979), (النهايات) (1977), (سباق المسافات الطويلة) (1979), (عالم بلا خرائط) (كتبت بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا, 1982), خماسية (مدن الملح): (التيه) (1984), (الأخدود) (1985), (تقاسيم الليل والنهار) (1989), (المنبت) (1989), (بادية الظلمات) (1989), و(الآن هنا) أو (شرق المتوسط مرة أخرى) (1991), (لوعة الغياب) (1989), (أرض السواد) (1999). كما صدرت لمنيف مؤلفات في فن الرواية, ومؤلفات أخرى في الاقتصاد والسياسة
حاز على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للرواية عام 1989 وعلى جائزة القاهرة للإبداع الروائي التي منحت للمرّة الأولى عام 1998

خسرت الثقافة العربية والفكر والأدب العربي
الدكتور عبد الرحمن منيف، أحد أبرز المفكرين والأدباء العرب
الروائي الذي كتب لفلسطين وللقضايا العربية ، حاملاً نبوءة فكرية لم
َ يحصل في عالمنا العربي من
نكبات وآلام وجراح.
انتقل إلى عالم أفضل يوم السبت الموافق 24/1/2004

ايوب صابر 06-06-2012 02:30 PM

أم النذور» رواية مجهولة تسرد سيرة الطفولة

عبدالرحمن منيف رفض نشرها في حياته فصدرت بعد وفاته: «أم النذور» رواية مجهولة تسرد سيرة الطفولة
عبده وازنالحياة - 27/08/05//

كتاب رفض صاحبه نشره خلال حياته هل يمكن ان يُنشر بعد وفاته؟ أليس في الأمر شيء من خيانة لهذا الكاتب وإساءة إليه؟ وماذا إذا كان الكاتب هو عبدالرحمن منيف وكان الكتاب روايته الأولى، المجهولة وغير المنشورة وعنوانها «أم النذور»؟

طبعاً اسئلة كهذه تُطرح دائماً كلما صدر كتاب بعد وفاة صاحبه، لكن الأجوبة عليها تظل مؤجلة وغير حاسمة. فمعظم اعمال كافكا على سبيل المثل صدرت بعد رحيله وكذلك اعمال الشاعر رامبو... والأسماء كثيرة في هذا الصدد. ويمكن هنا تذكر الكثير من دواوين الشعر العربي التي جمعت بعد رحيل اصحابها فاحتلت مواقعها في الحركة الشعرية العربية.

«أم النذور» كتبها عبدالرحمن منيف، كما تدل الإشارة في الصفحة الأخيرة من الرواية، عام 1970 عندما كان يقيم في دمشق. انها اذاً اولى رواياته، لكنه رفض ان ينشرها بل تردد كثيراً في نشرها. وكان كلما انكب على «معالجتها» وتنقيحها ينفضّ عنها الى ان أعدّها عملاً مجهولاً قدره ان يرقد في الدُّرج وألا يخرج الى النور. وهكذا اعتبرت «الأشجار واغتيال مرزوق» روايته الأولى وكانت صدرت في العام 1973.

ربما لم يسئ نشر هذه الرواية الى صاحبها ولا الى تجربته الفريدة ونتاجه الروائي، فهي عمل أول في كل ما يحمل العمل الأول عادة من ارتباك على مستوى البناء واللغة والشخصيات. إلا ان «ام النذور» تلقي ضوءاً على بداية منيف وانطلاق مشروعه الكبير الذي أنجزه لاحقاً، وتمنح القارئ (والناقد) مفتاحاً إضافياً للدخول الى عالم هذا الروائي، بل تقدم مقترحاً جديداً لمقاربة المرحلة الأولى من مساره الأدبي.

قد تكمن الإشكالية الأولى في هذه الرواية في ضياع هويتها كنوع ادبي، فهي تتأرجح بين السيرة الذاتية والعمل الروائي وكأنها سيرة ذاتية ورواية في وقت واحد، أو كأنها لا هذه ولا تلك، بل نص يستعين بالفن الروائي ليرسخ طابع السيرة الذاتية. فالفتى الذي يسرد الراوي «حكايته» يتحول بدوره راوياً في بعض الأحيان فيواصل مهمة الراوي ويشهد له ويؤكده.
يدعى الفتى «سامح» مثلما يدعى ابوه «الحاج حسيب» وأخواه سامي وماجد... وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره كما تدل شخصيته وأفعاله. وفي هذا المعنى يبدو الفتى اشبه بالشخصية - المرآة التي يرى الكاتب فيها بعضاً من ملامحه الطفولية. وإن كان معروفاً ان والد منيف توفي عندما كان عمره ثلاثة اعوام فإن من المعروف ايضاً ان منيف امضى طفولته في عمان والتحق في سنّه الأولى بـ «كتّاب» في العاصمة الأردنية. وهكذا يمكن افتراض ان حضور «الكتّاب» الذي يحتل جزءاً كبيراً من الرواية هو بين الواقعي والمتخيل، ولكن لا يمكن جزم حقيقة ما حصل من احداث طريفة نظراً الى ان السيرة هنا تتخلى عن «وقائعيتها» وتنحاز الى الفن الروائي. وكم سيبدو «الكتاب» لدى منيف مختلفاً عن «كتاب» طه حسين في «الأيام»، فالأول اوغل في لعبة السرد فيما انجز الثاني سيرته الذاتية وكأنه مؤتمن عليها.

اما الإشكالية الثانية التي يمكن التوقف عندها فهي تكمن في ما يسميه النقد الحديث «سيطرة» وجهة نظر الكاتب على الرواية وشخصياتها. فشخصية الفتى «سامح» هي شخصية مختلقة بمقدار ما هي شخصية حقيقية، وكذلك بعض الشخصيات الأخرى ولا سيما الشيخ زكي المعلم الوحيد في «الكتّاب» او الشيخ درويش الذي فضح الفتى خروجه عن الصراط المستقيم. وإن كان يؤخذ احياناً بمقولة الشاعر وردزورث الشهيرة «الولد هو والد الرجل» في سياق الكلام عن السيرة الذاتية، فالمقولة هذه تنقلب هنا وتصبح: «الكاتب يخلق الفتى على صورته»، ولعل هذا ما تؤكده الحكمة والنضج والمعاناة التي يتميز بها هذا الفتى الذي يصبح في احيان وكأنه شخصية «وجودية» أو «عبثية». وهكذا لا يبدو الفتى صورة عن الكاتب في طفولته بقدر ما يبدو صورة رسمها الكاتب بنفسه للفتى الذي كانه ذات يوم، ولكن انطلاقاً من رؤية الحاضر. الكاتب في هذا المنحى يعيد «خلق» هذا الفتى مثلما كان يريد ان يكون. إنها اذاً «سيرة ذاتية مقنّعة» بحسب ما يقول الناقد الفرنسي هنري بيناك و»الأنا» او «الضمير الراوي» هو ملتبس بين ان يكون حقيقياً او مختلقاً. وإن بدا في إمكان الفتى ان يثور على التقاليد والخرافات الشعبية وعلى «الكتاب» وشيخه الظالم فهو لا يستطع حتماً ان يتلفظ بجمل لا عهد له بها ولا يمكنه ان يختبرها كأن يقول مثلاً: «كنت امتلئ برغبات غامضة في تلك الساعة»، او «أحس ان شيئاً في داخلي ينفجر»، او «ظللت عند النافذة أتطلع في الفراغ»، او «شعرت انني منبوذ مثل كلب ولا تربطني بالعالم اية صلة». ويتحدث عنه الراوي احياناً واصفاً إياه وكأنه بطل من ابطال البير كامو او سارتر او نجيب محفوظ او فؤاد التكرلي: «لم يعد راغباً في شيء، بدت له الدنيا مثل ذبابة، بصق اكثر من مرة وخطر له ان يغمض عينيه ويمشي...».

غير ان هذا الفتى الذي حمّله الكاتب في احيان أكثر مما يستطيع احتماله، عاش «هاجس» الضرب الذي كان يمارسه الشيخ زكي في «الكتّاب». وكانت ثارت ثائرته عندما قدّمه والده الى الشيخ قائلاً له: «مثل اخويه، اللحم لك والعظام لنا»، ما يعني ان الوالد سمح للشيخ بتأديب الفتى الصغير، ضرباً. وكان شيخ «الكتّاب» الظالم يعامل الأولاد بقسوة شديدة، يضربهم بالعصا ويرفسهم ويعاقبهم ويكيل لهم الشتائم: يا قرنة الزفت، يا خنزير، يا كلب أعور، يا أعمص، سوف اقطع لسانك، سوف أهري بدنك... وعندما سأل الشيخ «الفتى» (سامح) عن اسمه ارتبك وارتجف واحمرّ وتلعثم ولم يستطع ان يحسر دموعه فقال الشيخ: «ما له هذا الحمار». وهال الفتى ان يرى الشيخ ينهال على احد التلامذة ضرباً ورفساً وخطيئته انه كان مريضاً ولم يحفظ الدرس (البدائي جداً) وأمره من ثم ان يقف مقابل الجدار رافعاً يديه ورجله اليمنى «مثل كلب يوشك ان يبول» كما يقول الفتى - الراوي مضيفاً: «شعرت بالألم في يديّ وجنبيّ».

وإن كان الفتى هو الشخصية الرئيسة في الرواية كونه «المرويّ» عنه والراوي في آن واحد، فإن الشخصيات الأخرى اساسية بدورها وإن بدت ثانوية ظاهراً. فشيخ «الكتّاب» (زكي) يحضر من خلال هاجس الفتى الذي انعم في تشويهه: «قصير، طوله وعرضه متساويان، وجهه مكتنز غليظ، عيناه تدوران بلا توقف». ومثل هذه الصفات سترد اكثر من مرة في الرواية مما يدل على الكراهية الشديدة التي يكنها الفتى له. ويبلغ خوفه من «الشيخ» شأوه انه يذهب الى شجرة «ام النذور» ويعلق عليه خرقتي قماش ويلقي قطعة نقود ويخاطب «الشيخ مجيب» الولي الغائب الذي تحمل «التكية» المجاورة للشجرة اسمه: «يا شيخ مجيب... اريد منك ان تكسر عصا الشيخ زكي... ليصبْ اصبعه بالورم حتى يعجز عن الأكل، ليتورّم كله...». ولن يتوانى الفتى عن تسمية الشيخ المعتوه بـ «الكلب».



اما الحدث الرئيس في الرواية فهو يتمثل في مواجهة الفتى للشيخ زكي الذي اراد ان يعاقبه لمشاهدته الرجل السكير والمشرد سالم اليماني الذي تلعنه البلدة وتعدّه «كافراً». وكان الفتى يرفض اضطهاد هذا «الكافر» معتبراً إياه افضل من الشيخ الظالم. وعندما ناداه الشيخ في «الكتّاب» ليعاقبه، وقف الفتى بجرأة تامة صارخاً في وجهه: «لن تضربني، لو متّ لن تضربني، رأيت اليماني...». هجم عليه الشيخ وتعاركا ووقع الفتى ارضاً وتأذى. هذا الحادث الوحيد سيكون مدخلاً الى مرحلة جديدة في حياة الفتى، فهو يتحول فتى متمرداً و «حراً» كما يقول لأمه لاحقاً. فبعد الحادث لا يعود الفتى الى البيت بل يهيم في الشوارع مردداً في نفسه: «أستطيع ان اتخلص من أبي وأمي ومن «ام النذور» القبيحة الجرباء، حتى الشيخ «مجيب» لم أعد أحبه...». وعندما يقترب من نهر البلدة ينزع ملابسه ويلقي بنفسه في الماء. وسيؤدي الماء هنا دوراً رمزيا،ً فالنزول فيه والخروج منه اشبه بولادة جديدة. ويقول الراوي في هذا الصدد: «عندما لامس الماء جسده شعر بالراحة. شعر بأنه تخلص من كل شيء: الشيخ وامه وأبيه. وتمنى لو يبقى في الماء». لقد تحرر اذاً من سلطة العائلة والشيخ والخرافة.

كان هاجس الفتى ان يتخلص من «الكتّاب» وأن يلتحق بالمدرسة الحكومية. وكان ابوه التقليدي والمحافظ يرفض ذلك، وفي ظنه ان المدارس تعلّم الكفر والإلحاد، لكنه سيذعن في النهاية لإلحاح الفتى وموقف الأقارب وخصوصاً بعد ان يعلم ان الشيخ زكي ألحق ابنه بالمدرسة وليس بـ «الكتّاب»، فيقول لأبنه الصغير: «اذهب غداً الى خالك، ليأخذك الى المدرسة».

لم يُبدِ الفتى كراهية حقيقية ازاء ابيه و»عقليته» المحافظة، فهو كان يحترمه ويكنّ له ودّاً واصفاً إياه بـ «الرجل المتزن في كل شيء»، ولم يلجأ الى «قتله» مجازياً (وفق الطريقة الأوديبية) على رغم ميله الى أمه. فهو وجد في الشيخ صورة «الأب» الآخر التي لا بد من كسرها و»قتلها». ولعل خوف الفتى من الشيخ زكي رافقه خوف آخر من الشيخ صالح الذي كان مولجاً بغسل الموتى وتكفينهم. وهو خوف ليس من الشيخ نفسه مقدار ما هو خوف مما يمثل هذا الشيخ «الأعور» في وجدان الفتى: الموت. ولذلك كان يخشى النظر الى الطاولة التي يمدد عليها الميت وإلى الكفن والنعش والحفرة والتراب الذي يرمى فوق الميت. هنا يستحيل الموت كابوساً يقض مضجع الفتى فيلجأ الى امه (وليس الى ابيه) ليسألها: «ما معنى ان يموت الإنسان؟».

ولئن حضرت شخصيات الرواية من خلال سرد الراوي والفتى كليهما، قوية حيناً وهامشية حيناً آخر، فإن «أم النذور» غدت بدورها أقرب الى الشخصية (الجامدة) كونها شجرة اسطورية تحتل ذاكرة اهل البلدة ووجدان الفتى على رغم تمرّده على الرمز الذي تمثله. فالشجرة التي كانت تفتن الفتى في البداية مزروعة امام باب تكية الشيخ «مجيب» الذي لا احد يعرفه في البلدة، ويكتفي اهلها بتبادل الأخبار عنه والقصص. فيقول بعضهم انه عراقي استقر في البلدة وكان تقياً وله بركات لا تحصى وإنه هو الذي غرس اشجار الدلب وشيد المزار. ويقول آخرون انه مغربي نشأ في هذه البلدة وأصبح حجة زمانه ولم يتزوج. اما شجرة «ام النذور» فهي غريبة الشكل، ساقها قصيرة وقد اضحت ناعمة من فرط ما امتدت إليها الأيدي ولامستها الأفواه. وتبدو في عيني الفتى وكأنها «ذات شعر منفوش» تبعاً لما تحمل اغصانها من خرق ملونة وخيوط وأثواب بالية وممزّقة وأغطية رأس... وكلها مربوطة الى الأغصان بإحكام. ويقول الفتى: «أشجرة هذه ام فزاعة زرع ضخمة؟». وفيما كان المؤمنون بالشيخ مجيب يسمون الشجرة «أم النذور» كان «أعداؤها» يسمونها «ام الخرق». اما الأسطورة الشعبية فتقول ان الشجرة كانت تحمل ثمراً، وعندما مات الشيخ «مجيب» لم تعد تثمر فهي حزنت وتحولت ثمارها جذوراً تمتد الى قبر الشيخ. اما النسوة فيروين ان ثمارها كانت اكثر من أوراقها وفي حجم البيض، وهي كانت تشفي من الأمراض وتعيد المسافرين الى وطنهم وتكشف المسروقات... ولهذا كان اهل القرية يتقدمون بالنذور ويعلقون على الشجرة الخرق والمناديل وسواها. إلا ان الشجرة والتكية لا تكتملان من دون الحاج درويش الذي يقطن الغرفة الملاصقة للتكية. ولن ينثني الفتى عن فضحه والسخرية منه مصوراً إياه بالشيخ «المزوّر». فهو خمسيني، طويل ومنحني الظهر، كثّ اللحية، «لم يزر مكة ولا رأى الكعبة»، لكنه يسمى بـ «الحاج» وينظر إليه المؤمنون كأنه وارث الوليّ. لا احد في البلدة يعرف كيف يعيش هذا الحاج في غرفته الصغيرة، وكان الناس يسمعون بكاءه في الليل قبل ان ينام. ومرة نام اربعين يوماً وليلة وكشف بعد هذا النوم عن قاتل ارتكب جريمته قبل سنة. ولم يكن الحاج يختلط بالناس فهو يصاب بنوبات الصرع فينقلب على ظهره والزبد يتطاير من فمه ويقع في غيبوبة. وعندما يصحو يلطم رأسه بالأرض ويتمرغ في التراب. وكان بعض اهل البلدة يزيدون من تقديره وفي ظنهم انه خلال الغيبوبة «يتصل بأجداده وأسياده» فيما يعده البعض الآخر «مريضاً ومهبولاً». إلا ان الفضيحة الكبيرة التي سيعلنها الفتى فهي تدور حول نزعته المثلية.

من يقرأ «أم النذور» يشعر في قرارته ان هذه الرواية كان لا بد من نشرها على رغم قرار عبدالرحمن منيف بعدم النشر. فهي رواية جميلة وجريئة وذات خصائص وأولاها اللعبة التقنية في إدخال صوت الراوي وصوت الفتى بعضهما في بعض، حتى بدا الصوتان وكأن واحدهما يكمّل الآخر. علاوة على اللغة السردية التي تتجلى هنا في اول تجلياتها وهي لغة تنساب انسياباً يحف بها الشعر حيناً وتغرق في النثرية والوصف حيناً... لكن الرواية لم تخل من التكرار الذي اثقل كاهلها، وكان من الممكن حذف بضعة مقاطع وفصول تكرّر ما قيل سابقاً. واللافت ان «ام النذور» غدت ضائعة بين ان تكون سيرة ذاتية او ان تكون رواية فإذا بها «بين بين» أن سيرة ذاتية تتوق الى أن تكون رواية ورواية تسعى الى ان تكون سيرة ذاتية.

ايوب صابر 06-06-2012 02:55 PM

عبد الرحمن المنيف

- ولد عام 1933 اسمه الكامل: عبد الرحمن إبراهيم المنيف, ينتمي إلى قرية قصيبا شمال مدينة بريدة بمنطقة القصيم الواقعة وسط المملكة العربية السعودية.
- كان والده من كبار تجار العقيلات الذين اشتهروا برحلات التجارة بين القصيموالشام واسم شهرته ((عبد الرحمن المنيف)).
- ولد عبد الرحمن المنيف في عمان - الأردن عام 1933 من أب سعودي ومن أم عراقية. درس في الأردن إلى أن حصل على الشهادة الثانوية ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق عام 1952 ثم انخرط في النشاط السياسي هناك, انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي إلى أن طُرِد من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب بعد التوقيع على حلف بغداد عام 1955 لينتقل بعدها إلى القاهرة لإكمال دراسته هناك.
- في عام 1958 انتقل إلى بلغراد لإكمال دراسته فحصل على الدكتوراه في اقتصاديات النفط لينتقل بعدها إلى دمشق عام 1962 ليعمل هناك في الشركة السورية للنفط ثم انتقل إلى بيروت عام 1973 ليعمل هناك في مجلة البلاغ ثم عاد إلى العراق مرة أخرى عام 1975 ليعمل في مجلة النفط والتنمية.
- غادر العراق عام 1981 متجهاً إلى فرنسا ليعود بعدها إلى دمشق عام 1986 ويقيم فيها حيث كرس حياته لكتابة الروايات،
- تزوج منيف من سيدة سورية وأنجب منها ،
- عاش في دمشق حتى توفي عام 2004, وبقي إلى آخر أيامه معارضاً للإمبريالية العالمية، كما اعترض دوماً على الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 رغم أنه كان معارضا عنيفا لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
- في روايته ام النذور والتي طبعت بعد موته يحكي عبدالرحمن منيف قصة فتى يدعى «سامح» مثلما يدعى ابوه «الحاج حسيب» وأخواه سامي وماجد... وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره كما تدل شخصيته وأفعاله. وفي هذا المعنى يبدو الفتى اشبه بالشخصية - المرآة التي يرى الكاتب فيها بعضاً من ملامحه الطفولية.
- من المعروف ان والد منيف توفي عندما كان عمره ثلاثة اعوام فإن من المعروف ايضاً ان منيف امضى طفولته في عمان والتحق في سنّه الأولى بـ «كتّاب» في العاصمة الأردنية. وهكذا يمكن افتراض ان حضور «الكتّاب» الذي يحتل جزءاً كبيراً من الرواية هو بين الواقعي والمتخيل، ولكن لا يمكن جزم حقيقة ما حصل من احداث طريفة نظراً الى ان السيرة هنا تتخلى عن «وقائعيتها» وتنحاز الى الفن الروائي. وكم سيبدو «الكتاب» لدى منيف مختلفاً عن «كتاب» طه حسين في «الأيام»، فالأول اوغل في لعبة السرد فيما انجز الثاني سيرته الذاتية وكأنه مؤتمن عليها.

حياة حافلة بالغربة والتشرد والالم والمآسي. لكن اليتم المبكر هو ميزتها الاساسية. وواضح ان هذا اليتم انبت اديبا فذا عبقريا له رؤيا مميزة حول الامور وهو قادر على الاستشراف وينطق بالحكمة والقول الجميل.
وفي تقديري يشكل عبدالرحمن منيف مثلا جيدا يشير ويدلل على ان عمق المآسي وكثافتها ينعكس على شكل غزارة وعمق وغنى في القدرة على التعبير والسرد الجميل في حالة الكتابة الروائية.


يتيم الاب وعمره 3 سنوات.

ايوب صابر 06-07-2012 01:24 PM

ابرز حدث في حياة كل واحد من الروائيين اصحاب افضل الروايات العربية المائة من رقم 101- 105 :

101- الفارس القتيل يترجل إلياس الديري لبنان......مأزوم.
102- التوت المر محمد العروسي المطوي تونس.....مجهول الطفولة.
103- أغنية الماء والنار عبد الله خليفة البحرين.........مجهول الطفولة.
104- الباب المفتوح لطيفة الزيات مصر....يتيمة الاب في سن الـ 12.
105- مدن الملح (خماسية) عبد الرحمن منيف السعودية ..يتيم الاب في سن الـ 3 .

ايوب صابر 06-08-2012 10:09 PM

بانتظار النتائج الاحصائية لهذه الدراسة يسرني تلقي اي معلمات حول الروايات او اصحابها خاصة فيما يتعلق باهم الاحداث في طفولتهم .

اهلا وسهلا،،


ايوب صابر 06-12-2012 01:23 PM

الروعة والادهاش في روايات الايتام --- ورشة عمل -----

دعوة للمشاركة
على الرابط التالي:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8730

ايوب صابر 06-15-2012 11:18 AM

سر الروعة في افضل مائة رواية عالمية:


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5829

ايوب صابر 06-20-2012 12:26 PM

ابرز حدث في حياة كتاب اعظم مائة وخمس روايات عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب:

1- نجيب محفوظ مأزوم.
2- جبرا ابراهيم جبرا مأزوم.
3- صنع الله ابراهيم مأزوم.
4- يوسف القعيد ...مجهول الطفولة.
5- غسان كنفاني ....مأزوم.
6- إميل حبيبي ...مأزوم.
7- حيدر حيدر ....مأزوم.
8- إدوار الخراط يتيم في سن الـ 17.
9- محمود المسعدي ...مأزوم.
10- غادة السمان ...يتيمية الام في الصغر.
11- ابراهيم الكوني ....يتيم اجتماعي.
12- عبد الرحمن مجيد الربيعي ...مجهول الطفولة.
13- فؤاد التكرلي ....يتيم في سن الـ 15.
14- حنا مينه ...يتيم اجتماعي.
15- جمال الغيطاني ...مأزوم.
16- احمد ابراهيم الفقية ....مأزوم.
17- ليلى بعلبكي ....مأزومة.
18- إبراهيم عبد المجيد ...مأزوم.
19- بهاء طاهر ....مأزوم.
20- نبيل سليمان ....يتيم اجتماعي.
21- هاني الراهب .............يتيم اجتماعي
22- يوسف ادريس .............يتيم اجتماعي.
23- محمد صالح الجابري... .مجهول الطفولة.
24- الطيب صالح ......مجهول الطفولة.
25-أحلام مستغامني .... يتيمه اجتماعيا.
26- محمد شكري ............. مأزوم.
27- عبد الكريم ناصيف ........مأزوم.
28- وليد اخلاصي ...................مأزوم.
29- توفيق يوسف عواد ...........مأزوم.
30- فتحي غانم ....مجهول الطفولة.
31- يحيى يخلف ....مأزوم.
32- رشاد ابو شاور ..يتيم الام في سن الـ 5
33- علي ابو الريش ....مأزوم.
34- غائب طعمه ....مأزوم.
35- منذر القباني .....مأزوم.
36- يحيى حقي ...مأزوم.
37- ابو المعاطي ابو النجا ....مجهول الطفولة.
38- خيري شلبي .....مأزوم.
39 -عروسة النالوتي .....مجهول الطفولة.
40- غالب هلسا .....مأزوم.
41- إبراهيم اصلان.....مأزوم.
42- الياس خوري.....مأزوم.
43- سهيل ادريس ....مأزوم.
44- توفيق الحكيم ...يتيم اجتماعي.
45- زيد مطيع دماج ...يتيم اجتماعي.
46- محمد برادة ...يتيم.
47- مبارك الربيع ....مجهول الطفولة.
48- حسن نصر ...مأزوم.
49- موسى ولد ابنو ..مجهول الطفولة.
50- عبد الحكيم قاسم ...مأزوم.
51- حليم بركات ....يتيم في سن الـ 10.
52-- حنان الشيخ ....يتيمة اجتماعيا,
53- عبد الحميد بن هدوقة ...يتيم اجتماعي.
54- احمد يوسف داوود ..مأزوم.
55- ليلى العثمان ....يتيمة اجتماعيا.
56- مونس الرزاز ..يتيم.
57- محمد جبريل ...يتيم الام قبل سن العاشرة.
58- محمد عبد الوالي...يتيم اجتماعي.
59- رضوي عاشور ..مأزومة.
60- طه حسين ....يتيم اجتماعي.
61- صبري موسى ....مجهول الطفولة.
62- يوسف السباعي ....يتيم.
63- مجيد طوبيا ....مجهول الطفولة.
64- محمد عبد الحليم عبد الله ....مأزوم.
65- عبد السلام العجيلي ...مأزوم.
66- البشير بن سلامة ...مجهول الطفولة.
67- يوسف حبشي الاشقر ...مجهول الطفولة.
68- البشير خريف .....مجهول الطفولة.
69- صلاح الدين بوجاه .....مأزوم.
70- سحر خليفه.....مأزومة.
71- عبد الخالق الركابي ....مأزوم.
72- ثروت اباظة....مجهول الطفولة.
73- الطاهر وطار....يتيم اجتماعي.
74- محمد زفزاف ....يتيم اجتماعي.
75- رشيدة بوجدرة....يتيم.
76- احمد ولد عبد القادر ...مجهول الطفولة.
77- موفق خضر ...مجهول الطفولة.
78- قمر كيلاني ..مأزومة.
79 - فوزية رشيد ...مجهولة الطفولة.
80- إحسان عبد القدوس....يتيم اجتماعي.
81- خضير عبد الامير ...مجهول الطفولة.
82- عبد القادر بن الشيخ ....مجهول الطفولة.
83- سالم حميش ....مجهول الطفولة.
84- اسماعيل فهد اسماعيل....يتيم اجتماعي.
85- جواد الصيداوي ...مجهول الطفولة.
86- محمد عز الدين التازي ....مجهول الطفولة.
87- ياسين رفاعية..مأزوم.
88- خليفة حسين مصطفى...مأزوم.
89- زهور ونيسي ....مجهولة الطفولة.
90- محمد البساطي ....مجهول الطفولة.
91- سعد مكاوي ...مجهول الطفولة.
92- جميل عطية ابراهيم .....مجهول الطفولة.
93- أميلي نصر الله ...يتيمة اجتماعيا.
94- فرج الحوار .....مجهول الطفولة.
95- عبد الكريم غلاب ....مجهول الطفولة.
96- الياس فركوح....يتيم اجتماعي.
97- ليلى عسيران...يتيمة الاب .
98- حسن حميد ..يتيم اجتماعي.
99- عبد العزيز مشري ....مأزوم.
100- سلوى بكر....مجهول الطفولة.
101- الياس الديري ...مأزوم.
102- محمد العروسي المطوي ...مجهول الطفولة.
103- عبد الله خليفة ...مجهول الطفولة.
104- لطيفة الزيات....يتيمة الاب في سن الـ 12.
105-عبد الرحمن منيف ..يتيم الاب في سن الـ 3 .

ايوب صابر 06-20-2012 03:04 PM

ابرز حدث في حياة كتاب أعظم مائة وخمس روايات عربية حسب تصنيف اتحاد الكتابالعرب:-مرتبة حسب طبيعة الحدث:

1- إدوار الخراط يتيم في سن الـ 17.
2- غادة السمان ...يتيمة الام في الصغر.
3- فؤاد التكرلي ....يتيم في سن الـ 15.
4- رشاد ابو شاور ..يتيم الام في سن الـ 5
5- محمد برادة ...يتيم.
6- حليم بركات ....يتيم في سن الـ 10.
7- مونس الرزاز ..يتيم.
8- محمد جبريل ...يتيم الام قبل سن العاشرة.
9- يوسف السباعي ....يتيم.
10- رشيدة بوجدرة....يتيمة.
11- لطيفة الزيات....يتيمة الاب في سن الـ 12.
12- عبد الرحمن منيف ..يتيم الاب في سن الـ 3
===
13- ليلى عسيران...يتيمة الاب في الطفولة.

===================

1- ابراهيم الكوني ....يتيم اجتماعي.
2- حنا مينه ...يتيم اجتماعي.
3- نبيلسليمان ....يتيم اجتماعي.
4- هاني الراهب ...يتيم اجتماعي
5- يوسف ادريس ....يتيم اجتماعي.
6- أحلام مستغامني ...يتيمه اجتماعيا.
7- توفيق الحكيم ...يتيم اجتماعي.
8- زيد مطيع دماج ...يتيم اجتماعي.
9- حنان الشيخ ....يتيمة اجتماعيا,
10- عبد الحميد بن هدوقة ...يتيم اجتماعي.
11- ليلى العثمان ....يتيمة اجتماعيا.
12- محمد عبد الوالي...يتيم اجتماعي.
13- طه حسين ....يتيم اجتماعي.
14- الطاهر وطار....يتيم اجتماعي.
15- محمد زفزاف ....يتيم اجتماعي.
16- إحسان عبد القدوس....يتيم اجتماعي.
17- اسماعيل فهد اسماعيل....يتيم اجتماعي.
18- أميلي نصر الله ...يتيمة اجتماعيا.
19- الياس فركوح....يتيم اجتماعي.
20- حسن حميد ..يتيم اجتماعي.

========================
عدد 20 أيتام يتم اجتماعي

ايوب صابر 06-20-2012 03:05 PM

1- نجيب محفوظ مأزوم.
2- جبرا ابراهيم جبرا مأزوم.
3- صنع الله ابراهيم مأزوم.
4- غسان كنفاني ....مأزوم.
5- إميل حبيبي ...مأزوم.
6- حيدر حيدر ....مأزوم.
7- محمود المسعدي ...مأزوم.
8- جمال الغيطاني ...مأزوم.
9- احمد ابراهيم الفقية ....مأزوم.
10- ليلى بعلبكي ....مأزومة.
11- إبراهيم عبد المجيد ...مأزوم.
12- بهاء طاهر ....مأزوم
13- محمد شكري............. مأزوم.
14- عبد الكريم ناصيف........مأزوم.
15- وليد اخلاصي ...................مأزوم.
16- توفيق يوسف عواد ...........مأزوم.
17- يحيى يخلف ....مأزوم.
18- علي ابو الريش ....مأزوم.
19- غائب طعمه ....مأزوم.
20- منذرالقباني .....مأزوم.
21- يحيى حقي ...مأزوم.
22- خيري شلبي .....مأزوم.
23- غالب هلسا .....مأزوم.
24- إبراهيم اصلان.....مأزوم.
25- الياس خوري.....مأزوم.
26- سهيل ادريس ....مأزوم
27- حسن نصر ...مأزوم.
28- عبد الحكيم قاسم ...مأزوم.
29- احمد يوسف داوود ..مأزوم.
30- رضوي عاشور ..مأزومة.
31- محمدعبد الحليم عبد الله ....مأزوم.
32- عبد السلام العجيلي ...مأزوم.
33- صلاح الدين بوجاه .....مأزوم.
34- سحر خليفه.....مأزومة.
35- عبد الخالق الركابي ....مأزوم.
36- قمر كيلاني ..مأزومة.
37- ياسين رفاعية..مأزوم.
38- خليفة حسينمصطفى...مأزوم
39- [font=times new roman[/font].
39- عبد العزيز مشري ....مأزوم.
40- الياس الديري ...مأزوم

==
عدد المأزومين 40

ايوب صابر 06-20-2012 03:06 PM

1- فتحي غانم ....مجهول الطفولة.
2- ابو المعاطي ابو النجا ....مجهول الطفولة.
3- عروسةالنالوتي .....مجهول الطفولة.
4- مباركالربيع ....مجهول الطفولة.
5- موسى ولد ابنو ..مجهول الطفولة.
6- صبري موسى ....مجهول الطفولة.
7- مجيد طوبيا ....مجهول الطفولة.
8- البشير بن سلامة ...مجهول الطفولة.
9- يوسف حبشي الاشقر ...مجهول الطفولة.
10- البشير خريف .....مجهول الطفولة.
11- ثروت اباظة....مجهول الطفولة.
12- احمد ولدعبد القادر ...مجهول الطفولة.
13- موفق خضر ...مجهول الطفولة.
14- فوزية رشيد ...مجهولة الطفولة.
15- خضير عبد الامير ...مجهول الطفولة.
16- عبد القادر بن الشيخ ....مجهول الطفولة.
17- سالم حميش ....مجهول الطفولة.
18- جواد الصيداوي ...مجهول الطفولة.
19- محمد عز الدين التازي ....مجهول الطفولة.
20- زهور ونيسي ....مجهولة الطفولة.
21- محمد البساطي ....مجهول الطفولة.
22- سعد مكاوي ...مجهول الطفولة.
23- جميل عطية ابراهيم .....مجهول الطفولة.
24- فرج الحوار .....مجهول الطفولة.
25- عبد الكريم غلاب ....مجهول الطفولة.
26- سلوى بكر....مجهول الطفولة.
27- عبد الرحمن مجيد الربيعي ...مجهول الطفولة.
28- محمد صالح الجابري... .مجهولالطفولة.
29- الطيب صالح ......مجهولالطفولة.
30- محمدالعروسي المطوي ...مجهول الطفولة.
31- عبد الله خليفة ...مجهول الطفولة.
32- يوسف القعيد ...مجهول الطفولة.

==
عدد مجهولي الطفولة 32

ايوب صابر 06-22-2012 10:23 PM

لحين انجاز التحليل للبيانات الاحصائية ما يزال المجال مفتوح لاي معلومة حول سيرة حياة الكتاب.

ايوب صابر 07-12-2012 10:15 PM

هكذا تكلم أدوار الخراط صاحب رواية " رامة والتنين" على الرابط التالي:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9359

ايوب صابر 08-16-2012 10:02 AM

سر الروعة في رواية " موسم الهجرة الى الشمال" احدى افضل 100 رواية عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب ، على الرابط ادناه ارحب بتعليقاتكم والمشاركة في تحليل الرواية:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9559

ايوب صابر 09-29-2012 04:42 PM

لا شك ان البحث في سيرة حياة الادباء العرب يشير الى شح المعلومات خاصة حول فترة الطفولة وهو ما يضعف بشكل كبير الاعتماد على البيانات الاحصائية، ويؤكد على اهمية الاهتمام بسيرة حياة الكتاب العرب ومن هنا تأتي اهمية مشروع " ٍالسيرة الذاتية الكاملة للمبدعين: مشروع تدوين السيرة الذاتية للمبدعين":

ادرج سيرتك الذاتية التفصيلة مع الاهتمام بشكل خاص بفترة الطفولة هنا على الرابط ادناه :


ايوب صابر 10-10-2012 03:49 PM

ما دام الاهتمام بهذا الموضوع الى هذا الحد العجيب وما دام الاهتمام بالروائيين العرب الى هذا الحد فلماذا لا نتعاون من اجل كتابة سيرة تفصلية لكل واحد منهم حتى نحصل على معلومات دقيقة عنهم علنا نصل الى تحليل واستنتاجات صحيحة عن السر الذي جعلهم يبدعون افضل الروايات؟؟؟!!

بانتظار اي معلومة من اي زائر هنا عن الروائئين موضوع هذه الدراسة.

ايوب صابر 11-06-2012 01:49 PM

كما ترون المعلومات عن طفولة الادباء اصحاب افضل 100 رواية عربية في غاية الاهمية وعليه ارجو كل من لديه معلومة عن طفولة احد هؤلاء الروائيين ان يزودنا بها.

وشكرا ،،

ايوب صابر 11-27-2012 02:18 PM

احب ان اسمع رأيكم لطفا:

- ما رأيكم في قائمة افضل مائة رواية عربية هذه؟
- هل تعتقدون ان اتحاد الكتاب العرب اصاب في هذه الترشيحات؟
- ام ان الاختيار كان متحيزا لانه ربما قام على اسس غير عادلة مثل اشتراط العضوية في الاتحاد والاهتمام بالتوزيع الجغرافي على حساب الافضلية؟
- هل تعتقد ان هناك رواية عربية كان يجب ان تدخل القائمة ولم تدخل؟

ايوب صابر 12-07-2012 03:18 PM

ان كنت مبدعا وصاحب انتاج ابداعي ..ادرج سيرتك الذاتية الكاملة مع التركيز على احداث الطفولة وظروف النشأة على الرابط ادناه:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8425

ايوب صابر 12-12-2012 03:02 PM

دعوة
عزيزي الزائر الكريم ،
- حيث انك نقرت على هذا الرابط ووصلت الى هنا، لا بد انك ممن يهتمون بفن الرواية، فهل لك ان تذكر لنا وحسب رأيك اسم الرواية العربية التي كان يجب ان تدخل هذه القائمة... اي قائمة افضل 100 رواية عربية؟

ايوب صابر 12-30-2012 07:08 PM

افضل 100 كتاب في التاريخ حسب نوادي القراءة في النرويج وكما نشر في مجلة الجاردين. ما سر هذه الافضلية؟
هل هناك علاقة بين الروعة في هذه الكتب ويتم كتابها؟
إطلع الان على الدراسة الكتواصلة على الرابط ادناه لنتعرف سويا على سر الروعة في افضل 100 كتاب في التاريخ؟


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9616


الساعة الآن 11:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team