منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1789)

عبد السلام بركات زريق 03-20-2011 07:21 PM

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (45)



أَحْلَى فَرَاشَة



طوفي بروضِ الحبِّ مثلَ فراشةٍ
وتألَّقي بقصائدي وبَياني


وترفَّقي بفؤادِ صبٍّ شاعرٍ
أتعبتِهِ باللَّفِّ والدَّورانِ


يسقي ورودَ هواكِ من آلامهِ
ويعيشُ يشربُ لوعةَ الحرمانِ


كم شاهدتْ عيناهُ طيفَكِ مُقبلاً
فطوى لديهِ صحائفَ النِّسيانِ


ليطيرَ للطَّيفِ الجميلِ كأنَّه
عصفورُ دوحٍ هامَ في الأفنانِ


جُنْحاهُ حبُّكِ والسُّهادُ فلا يَرى
إلَّاكِ حُلْماً مُشرقَ الألوانِ


فلِمَ البعادُ وقد عشقتِ فتونَهُ
وعشقتِ سحرَ حديثِه الفتَّانِ


* * *

يا حلوةَ العينينِ يا أندى هوىً
لولاكِ ما عصفَ النوى بكياني


يا عذبةَ الشفتينِ ثغرُكِ خمرتي
فلْتُسكري بالثَّغرِ صَحْوَ جَناني


يا طِفلةَ النهدين نهدُكِ مرفئي
في بحرِ أشواقٍ بلا شُطآنِ


يا غضَّةَ العِطفينِ يا أندى ندىً
من غضِّ أغصاني وزهرِ جِناني


أهواكِ .. أهوى سحرَ صوتِكِ ذائباً
بدمي يدقُّ النبضَ في شرياني


أهواكِ مجنون الغرامِ كأنَّني
قيسٌ وحبُّكِ آخذٌ بعناني


أهوى تثنِّي الخصرِ أهوى بسمةً
في مُقلتيكِ تُذيبُني بحنانِ


أهوى عذابي في هواكِ لأنَّني
أحيا بحبِّكِ يا ربيعَ زماني




1984


عبد السلام بركات زريق 03-20-2011 07:23 PM

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (46)



أَحْلَى عَاشِقَيْن



سمحتْ لي بقبلةٍ وتثنَّتْ
تسترُ الوجهَ باليدين اللُّجينِ


جُلَّنارُ الخدودِ صارَ لهيباً
ودموعُ الحياءِ في المُقلتينِ


واحتراقُ الشِّفاهِ يسري بفيها
يوصلُ الكهرباءَ للبُرعمينِ


* * *

لحظةً أعرضتْ وعُدتُ فعادتْ
تحتويني بصدرِها واليدينِ


فشممتُ العبيرَ من عارِضيْها
ورضعتُ الحنانَ من مُسكرينِ


صلواتٌ تنسابُ من مُقلتيها
ودعاءٌ يذوبُ في شفتينِ


وتَشَهٍّ للوصلِ يكمنُ فيها
كخيارِ الأطفالِ في لُعبيتنِ


هذه تجذبُ الفؤادَ إليها
في اشتعالٍ وتلكَ تحلو لعيني


إنَّه شاعرٌ يذوبُ حناناً
ويذيبُ الحبيبَ من نظرتينِ


أسكرتْني حروفُه إذْ تغنَّى
بعيوني والشَّعرِ والحاجبينِ


وتلاقتْ شفاهُه وشفاهي
ونسيتُ الوجودَ في رِعْشتينِ


واستحالَ الوقوفُ لمَّا احتواني
فجثونا وهناً على الرُّكبتينِ


ضُمَّني .. ضُمَّني إليكَ قويَّاً
نحنُ أحلى .. عفوَ الهوى عاشقينِ




1983

عبد السلام بركات زريق 03-20-2011 07:25 PM


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (47)

المُسْكِرَان


لي في غرامكِ آيةٌ رتَّلتـها في مَعبــدينْ
في معبدِ الإخلاصِ يجذبنـي بريقُ المُقلتينْ
في دُرَّتينِ كبُرعمـيْ وردٍ علـى رُمَّانتيـنْ
تتأرجحانِ بصدركِ العاجـيِّ في أُرجوحتينْ
فتُحلَِّقـانِ وتهبطانِ كطــائـرينِ مغرِّدينْ
وأنا أَهيـمُ بوادييـنِ وشاطئيـنِ وقمَّتيْـنْ
أعلو وأَهبطُ سابحاً متعلِّقـاً فـي موجتيـنْ
وأضلُّ في هذا العُبـاب وأهتـدي بمنارتينْ
عيناكِ يا بحرَ الهـوى تتألَّقـانِ كنَجمتيـنْ

* * *
فإذا وصلتُ مرافئَ الأحلامِ أطلقتُ اليديـنْ
أجنـي مواسمَ غضَّةً من وجنتينِ وناهديـنْ
" شقراءُ " حبِّي جنَّةٌ بهواكِ يصبـحُ جنَّتيْـنْ
غَيْري يفوزُ بموسـمٍ وأنا أفوزُ بمَوْسِميـنْ

* * *
" شقراءُ " ما كذبَ الوشاةُ فنحنُ أغوى عاشقيْنْ
قولي لمنْ شربَ الطِّلا خُذْ من هوانا جُرعتينْ
إنْ كنتَ تعرفُ مُسكراً فلقـد عرفْنا المُسكرينْ




1986


عبد السلام بركات زريق 03-20-2011 09:37 PM

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (48)



أنَا لَنْ أَصُومَ سَأُفطِرُ



أحببتُها لا أُنكرُ
داعبتُها أستغفرُ


ثغرٌ كبُرعمِ وردةٍ
منه الهوى يتقطَّرُ


والنَّهدُ بركانُ مُنىً
من لمسةٍ يتفجَّرُ


والشَّعرُ شلالُ سنىً
والليلُ منهُ يُضْفَرُ


* * *

جاءتْ تَميسُ بقدِّها
فحسبتُها تتكبَّرُ


جلستْ بقربي ساعةً
كالعمرِ بل هو أقصرُ


ضاحكتُها فتضاحكتْ
قالتْ كفاكَ تُثرثرُ


إني عرفتكَ شاعراً
تَسبي العقولَ وتسحرُ


كمْ في حياتكَ من هوىً
وتقولُ عمريَ مُقفِرُ


لمنِ القصائدَ صُغتَها
إيَّاكَ إني أُنذرُ


قلْ لي بربِّكَ من تُرى
جاءتْ إليكَ تبخترُ


فضممتَها ولثمتَها
وفعلتَ ما لا يذكَرُ


* * *

ومنِ التي أحببتَها
ثمَّ انبرتْ تتنكَّرُ


فهجوتَها بقصائدٍ
هي كالجحيمِ تسعَّرُ


ولعنتَ قافيةَ الهوى
ومضيتَ تجحدُ تكفرُ


ثم انكفأتَ مُجرَّحاً
تبكي الهوى تتحسَّرُ


أَجميعُهنَّ كفرنَ في
عهدِ الهوى يا أسمرُ


* * *

فأَجبتُها يا حلوتي
للحبِّ لا أتنكَّرُ


الحبُّ روضُ حياتنا
بالقربِ يورقُ .. يُزهرُ


والحبُّ خمرُ شبابنا
يصفو فلِمْ لا نسكرُ


مسكينةٌ من تدَّعي
طُهراً فحبِّي أطهرُ


* * *

ما دمتِ أنتِ حبيبتي
وهواكِ لا أتغيَّرُ


فإذا هجرتِ فإنَّني
متجدِّدٌ متغيِّرُ


عمري هوايَ بدونه
روحي تموتُ وتُقبَرُ


والحبُّ سرُّ تألُّقي
لَيلي بحبِّكِ مُقمِرُ


أنا لن أفارقَ خمرتي
والكونُ حولي يسكرُ


* * *

مالتْ عليَّ ضممتُها
واستسلمتْ فتصوَّروا


قبَّلتُها فتأوَّهتْ
ثمَّ انثنتْ تتكسَّرُ


هذا سماطُ قصائدي
أنا لن أصومَ سأفطرُ




1984




عبد السلام بركات زريق 03-21-2011 05:13 PM

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (49)




طَرِيْقُ النَّارِ




أذوبُ ومنْ بسحركِ لا يذوبُ
وسهمُكِ رغمَ بعدكِ لا يخيبُ


أذوبُ جوىً وتُرهقُني جراحي
وقد عزَّ المُجرِّبُ والطبيبُ


أتوبُ إليكِ إنْ أذنبتُ يوماً
وأمَّا عن غرامكِ لا أتوبُ


أحبُّكِ لو عرفتِ مدى التياعي
وقد بَعُدَ المقرِّبُ والقريبُ


لَمَا أسرفتِ في في هجري شُهوراً
أخِبُّ بها وتلفظُني الدروبُ


* * *

سئمتُ على مدى الخمسينَ عمري
يعاندُني بهِ القدرُ الرهيبُ


وأنتِ .. وأين أنتِ من احتراقي ؟
ومن شوقي فهل هدأَ الوجيبُ


وقلتُ : لعلَّ ليل السُّهدِ ولَّى
ومن ناري أضاءَ ليَ اللَّهيبُ


صباحَ دخلتِ في خفرٍ غريبٍ
وهدْهَدَ مُهجتي أملٌ غريبُ


وقلتِ وفي عيونكِ ألفُ وعدٍ
" صباحُ الخيرِ " وانتشرتْ طُيوبُ


وغِبتُ بعالمٍ للسحرِ يزهو
على كلِّ العوالمِ لا أجيبُ


ونَبَّهَني حياؤكِ قلتُ أهلاً
فعادَ لحُمرةِ الخدِّ الحليبُ


* * *

فكيف مضيتِ ؟ كيف بَعُدتِ حتى ؟
تمكَّن من وضاءتكِ الشُّحوبُ


أما كنَّا تعاهدْنا بليلٍ ؟
ربيعيٍّ به خفقتْ قلوبُ


تغيبُ نجومُه إمَّا ظهرْنا
ويغمرُنا الصباحُ ولا تغيبُ


ومرَّ العامُ يحملُ ذكرياتٍ
ولا أحلى وموسمُه خصيبُ


فما أخلفتِ لي وعداً حبيباً
ولم أَلمسْ بحبِّكِ ما يُريبُ


حنانكِ .. إنْ نَسيْتِ فلستُ أنسى
وهل ينسى حبيبتَه الحبيبُ ؟


وذنبكِ أنَّ حبَّكِ كان طفلاً
طريق النارِ أوَّلها ذنوبُ





1986





عبد السلام بركات زريق 03-21-2011 05:16 PM


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (50)




مِحْرَابُ الحُبّ




أبشِرْ خريفَ العمرِ لستَ يبابا
نَيْسَنْتُ آمالي وعدتُ شبابا


جاءتْ تبادلُني الحنانَ فعادَ لي
حبُّ الحياةِ وكان قبلُ سرابا


حوريَّةٌ هبطتْ عليَّ بسحرها
ترنو فيأسرُ لحظُها الألبابا


قالتْ : ولَحْنُ العندليبِ حديثُها
إنِّي لأجلكَ لا أُطيقُ غيابا


أولستَ تعلمُ أنَّ قلبي عاشقٌ
يرجو من العشقِ الطَّهورِ ثوابا


أنا ما عرفتُ الحبَّ إلا عندما
طالعتُ في الحبِّ القديمِ كتابا


هذا صراخُكَ* في دمي متلهِّبٌ
يسري بأوردتي مُنىً ورِغابا


أغرتْ فؤادي بالهُيامِ سطورُه
في كلِّ قافيةٍ أحبَّ وذابا


وحضنتُهُ أحنو على صفحاتِه
وأغارُ ممَّنْ جرَّعتكَ عِتابا


وأتيتُ أحملهُ وقلتُ : بلهفةٍ
هذا جحيمُكَ ؟ وانتظرتُ جوابا


وغَرِقتَ في بحرِ الذُّهولِ ولم تُجِبْ
فعرفتُ أني قد حملتُ عذابا


* * *

يا شاعري المجروح ما ماتَ الهوى
فكرومُنا قد أينعتْ أعنابا


هذي عناقيدُ الوفاءِ شهيَّةٌ
فاعصرْ لنا واسقِ الهُيامَ شرابا


وامسحْ دموعَكَ يا حبيبُ فإنَّنا
نجتازُ رغمَ الحاسدين صِعابا


* * *

يا حلوةَ العينينِ يا أملاً سرى
في جانحيَّ يخدِّرُ الأعصابا


أسكرتِني وملأتِ كلَّ عوالمي
أُنساً وتَحناناً هوىً صخَّابا


عوَّذتُ حسنكِ من عيونِ عواذلٍ
حشدوا عليكِ حبائلاً وحِرابا


حسبوا هوانا نزوةً لم يُدركوا
أَنَّا نشيِّدُ للهوى مِحرابا


أنا بانتظارِ شذاكِ كُلَّ صبيحةٍ
إذْ تَخطرين وتنشرينَ مَلابا


مُرِّي عليَّ وأنعِمي بتحيَّةٍ
تحلو على شَفةِ النهارِ رضابا


واستأثري بفؤادِ كهلٍ شاعرٍ
بهواكِ يزخرُ قوةً وشبابا




1983



* إشارةً إلى الديوان الأول
للشاعر (صراخ الجحيم)


عبد السلام بركات زريق 03-21-2011 07:25 PM


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (51)




قُيُوْدُ الهَوَى






أجابتْ : وكنَّا نشعلُ الشَّوقَ بيننا
بحُلوِ حديثٍ عن رقيقِ المشاعرِ


حبيبي : تغزَّلْ بي فإنَّكَ شاعرٌ
ويُسعدُني أن تصبحَ اليومَ شاعري


وغرِّدْ كما تهوى وإيَّاكَ أن أرى
سوايَ يرشُّ العِطرَ خلفَ السَّتائرِ


وحاذرْ من العُذَّالِ تَدَرأْ سهامَهم
وإيَّاكَ أنْ تُصغي لخِبٍّ مُسايرِ


* * *

فقلتُ : وفي جنبيَّ ما ليسَ ينتهي
من الشوقِ يا روحي فدتكِ نواظري


كلامُكِ كالدُّرِّ النَّثيرِ دعي يدي
تُطرِّزْ به شِعري وتُلهِبْ مجامري


فإنِّي محبٌّ والحياةُ شهيَّةٌ
إذا كان من أهوى نقيَّ السرائرِ


تَعالي إلى روضي نَطُفْ برحابه
لنقطفَ عطراً من أريجِ الأزاهرِ


سنشدو مع الأطيارِ في حضنِ أيكةٍ
نزفُّ إلى العُشَّاقِ حلوَ البشائرِ


ونعدو كما الأطفال خلفَ فراشةٍ
ونأوي إلى دَوحٍ من الحرِّ ساترِ


هنالكَ نغفو والنسيمُ يَلُفُّنا
كغُصنينِ في جوٍّ من الحسنِ آسرِ


وبينَهما الأزهارُ تحكي مواسماً
من الشوقِ فاضتْ بعد حُسْنِ تَجاورِ


* * *

تعالَيْ أُنضِّدْ كلَّ يومٍ قصيدةً
تهيمُ بلحنٍ من جمالكِ ساحرِ


تزفُّ لكِ الأشواقَ شِعراً مُنَمْنَماً
بعِقْدٍ فريدٍ من لآليكِ باهرِ


فإنِّي أسيرُ الحُسْنِ قيَّدني الهوى
ولستُ على كَسْرِ القيودِ بقادرِ




1995



عبد السلام بركات زريق 03-21-2011 07:27 PM


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (52)




رُدِّيْ القَصَائِدَ





رُدِّي قصائديَ الحمراء رُدِّيها
لقد أَسلتُ فؤادي في قوافيها


ردِّي القصائدَ رُدِّيها بلا خجلٍ
قد يسأمُ " الدّرجُ " من أفكارِ ماضيها


رُدِّي القصائدَ ردِّيها فلستِ لها
ولستِ أهلاً لآهاتٍ أُعانيها


ردِّي إليَّ بياني بعدما احترقتْ
حروفُهُ الخُضْرُ إذْ أحرقتِني فيها


ردِّي إليَّ شراييني وأوردتي
أسرفتِ في الحبِّ تزويراً وتشويها


يوماً توهَّمت أني عاشقٌ دَنِفٌ
أَلَّهْتُ فيكِ معاني الحبِّ تأليها


وقلتُ جاءتْ فيا أهلاً بطلعتِها
هذي سمائي وأشعاري دَراريها


لكنَّه الوهمُ .. يا للوهمِ كم عصفتْ
رياحُه بفؤادي فانتشى تِيها


يُسلْسلُ الشعرَ نشواناً بكأسِ هوىً
في حانةِ الحبِّ تُغريه ويُغريها


أستغفرُ اللهَ أين الحبَّ يا قدري
فاستغفري للقوافي إذْ أُواريها


أغرقتُ في لُجَّةِ الهجرانِ أمتعتي
وجئتُ أنفضُ عن رُوحي مآسيها







عبد السلام بركات زريق 03-21-2011 07:30 PM


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (53)



مَلْحَمَةُ الدَّمِ والحِجَارَة




نضَّدتُ من مِزَقِ الجراحِ عُقودا
وضممتُ من عَبَقِ الدماءِ ورودا


وفتلتُ حبلَ الوصلِ بين قصائدي
والطِّفل فانبثقَ النهارُ جديدا


فكتبتُ ملحمةَ الدماءِ بأحرُفٍ
رفَّتْ على شَفةِ الخلودِ خلودا


* * *

آمنتُ بالأطفالِ من كبدِ اللَّظى
يرمونَ بالحجرِ الوَريِّ يهودا


تتعشَّقُ الأسماعُ وقْعَ نعالهم
يتسابقونَ إلى الفداءِ وفودا


يمضونَ والغضبُ الرَّضيُّ بزحفِهم
يَهبُ الكفاحَ سواعداً وزُنودا


* * *

يا أيُّها الأطفالُ نَزْفُ دمائكم
نسجَ الصمودَ على البِطاحِ بُنودا


طفلٌ بحضنِ أبيه كان يضمُّهُ
ليردَّ عنهُ النارَ والبارودا


لو أنَّ وحشَ الغابِ جاعَ ولم يَجدْ
إلا " محمَّدَ " صدَّ عنهُ صدودا


قتلوا الضياءَ بمُقلتيْهِ وصَرَّحوا
" كانَ الضِّياءُ بمُقلتيْهِ شديدا "


* * *

قسماً بـ " دُرَّة " بالدماءِ زكيةً
تروي سنابلَ زرعِكم تخليدا


قسماً بأيديكم بمسقطِ رأسِكم
بالمسجدِ الأقصى يزفُّ شهيدا


بالحافظينَ عهودَ من عشقوا الثَّرى
بمُكبِّرينَ يُدمْدِمونَ رُعودا


بالحاملين النارَ بين ضلوعِهم
يتواثبونَ على العدوِّ أُسودا


لَنُمزِّقنَّ الغدرَ لو بأظافرٍ
بأَكُفِّ من لبسوا الدماءَ بُرودا

* * *


يا غَضبةَ الطِّفلِ الذي بَهَرَ الدُّنى
عَزماً وإقداماً فِدىً وصُمودا


قَدَرُ الطفولةِ أن تكوني غضبةً
لا تقبلُ التهويدَ والتشريدا


* * *

يا أيُّها الأطفالُ أيُّ قصيدةٍ
تَرقى لطُهرِ دمائكم تَمجيدا


بدمي لو امتنعَ اليَراعُ قصائدٌ
حُمْرٌ تسيلُ من الجراحِ وريدا


عوَّذتُ غضبتَكم بفَيْضِ دمائكم
بالأكرمينَ مَحاتِداً وجُدودا


بالمؤمنينَ بزحفِكم وهتافِكم
" اللهُ أكبرُ " همَّةً وصعودا


بالمانعينَ الواهبينَ بلادَهم
الرافعينَ من الضياءِ عَمودا


بالعاقدينَ الغارَ فوقَ جِباهِهم
تيجانَ عِزٍّ ترفضُ التهويدا


عوَّذتُها بالنَّاذرينَ شُبولةً
بالأمِّ تدفعُ خالداً وسعيدا


من خائفينَ على الطريقِ تساقطوا
من كلِّ مشلولٍ يجرُّ قَعيدا


من عاقدينَ السِّلمَ تحتَ مِظلَّةٍ
نسجَ العدوُّ خيوطَها تمهيدا


من كلِّ مأفونٍ يخورُ مُصرِّحاً
في الليلِ يخشى في النهارِ رُدودا


ثوروا فلسطينُ السَّليبةُ كلُّها
مثوى الجدودِ مفاوزاً ونُجودا


لولا أخافُ اللهَ لم أُشركْ به
لَتَخِذْتُ من أحجارِها معبودا


فتَقحَّموا الغَمَراتِ لا تَهِنوا ولا
يَحزنكمو من بدَّدوا تَبديدا


حسبوا انتفاضتَكم تموتُ بضربةٍ
تلوي إذا عصفَ الحديدُ حديدا


حَشدوا عليكم كلَّ باغٍ خائفٍ
من كفِّ طفلٍ تقذفُ الجُلمودا


خسِئوا وخابَ الغادرونَ وسعيُهم
خسِئوا وخابوا لن نَخِرَّ سُجودا


شُلَّتْ أياديهم تُكسِّرُ أَعظُماً
وتشقُّ أرحاماً تخافُ وليدا


* * *

يا خائضينَ غمارَ ملحمةِ الفِدا
يا باذلينَ لها دماً وكُبودا


يا زارعينَ الليلَ آمالاً على
أنوارِكم جرتِ الحروفُ قصيدا


أَلَقُ الجراحِ يُضيءُ دربَ نضالِكم
ويعيدُ وجهاً للكفاحِ مَجيدا


أنتمْ نجومٌ في دَياجي أمَّةٍ
لَطَمَتْ على فَقْدِ النهارِ خُدودا


رُدُّوا لأوردةِ العروبةِ نبضَها
رُدُّوا لها نَفَسَ الجهادِ مَديدا


وامشوا أمامَ الخائفينَ فإنَّهم
ألِفوا الحياةَ مع الخُنوعِ رُقودا


نَصبوا على جِسرِ السلامِ شراكَهم
" باراكُ " يعقدُ حبلَها المشدودا


وبَنَوا جدارَ الصمتِ خلفَ حدودِهم
والكونُ يعرفُ من أباحَ حُدودا


لا .. للسلامِ المُرِّ يترعُ كأسَهُ
مَنْ راحَ يملأُ وِرْدَهُ تهديدا


دَمِيَتْ ورودُ السلمِ من أشواكِه
فهوى يُحطِّمُ غُصْنَها الأملودا


* * *

يا خائفينَ على السلامِ رويدَكم
رأيُ المُمالئِ لن يكونَ سَديدا


لا تطلبوا شرفَ العروبةِ ساسةً
ترضى من الخصمِ اللَّدودِ زهيدا


شرفُ العروبةِ يُستَرَدُّ بأَنمُلٍ
ترمي وتكتبُ بالدماءِ نشيدا





2000




عبد السلام بركات زريق 06-29-2011 03:23 PM

السلام عليكم
أحببت أن أدفع الموضوع إلى الواجهة
هناك عشرات القصائد غير المطبوعة
سأضيفها لاحقاً هنا
تقديري للجميع


الساعة الآن 09:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team