![]() |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وجل الطائعين إن من الملفت حقا ذكر الحق لحالة ( الوَجَل ) التي يعيشها المنفق ، إذ يقول سبحانه: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }..و ( الخوف ) الذي يعيشه الموفي بنذره ، فيقول عز وجل: { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا }، والحال أن حال الطاعة من الانفاق والوفاء بالنذر ، يناسبه الرجاء والارتياح ..والسبب في ذلك قد يفهم من ذيل الآية الأولى: {أنهم إلى ربهم راجعون} ، إذ أن رجوعهم إلى الحق يعني المساءلة التي لو عمل فيها بمقتضى - العدل لا الفضل - لرُدّ العمل إلى صاحبه ، إما ( لخلل ) في حلية المال المُنفق ، أو ( لصرفه ) في غير موضعه ، أو ( لإبطاله ) بالمنّ والأذى ، أو ( لصرف ) ثواب الإنفاق في مصالحة حقوق العباد ، وقس عليه باقي موارد الطاعة . ************************************************** **************************** حميد عاشق العراق 20 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الطموح في الدرجات العالية إن من الطموح المحمود أن يطلب العبد الدرجات ( العليا ) في العبودية التي يتفضل بها الرب المتعال على عبده ، غير الدرجات ( العادية ) المتمثلة بامتثال الأوامر والنواهي ..ومن أمثلة ذلك ما ورد في الدعاء : { واجعلني من احسن عبيدك نصيبا عندك ، وأقربهم منزلة منك ، وأخصهم زلفة لديك }، ثم يعقّب ذلك بقوله: { فإنه لا ينال ذلك إلا بفضلك }، وكأنه دفعٌ للاستغراب من طلب هذه المقامات التي لا تمنح إلا للأوحديّ من العباد ..و لو لم يمنح الحق هذه الرتب ( العالية ) للعبد - لعدم وجود ما يوجب هذا اللطف - فإن المرتبة ( النازلة ) من ذلك سيكون عظيما ، يستحق معه الطلب الأكيد وإن طال المدى ..ومن هنا تتجلى أهمية الدعاء في استجلاب العطاءات الكبرى التي ليست في الحسبان ، لأنها من الرازق بغير حساب . ************************************************** ********************************* حميد عاشق العراق 20 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين توقير الذرية إن ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هم التركة المحسوسة والحيّة فينا .. ومن هنا كان توقيرهم توقيرا لأجدادهم ، وهو ما يستفاد من الأخبار والتزام السلف الصالح به ..وهذه السنة أيضا مطابقة للفطرة وسنة الأمم ، إذ المرء يحفظ في ولده ، وهذا ( التوقير ) من السبل المهمة لجلب ( عنايتهم ) ، كما تشهد به الحوادث الكثيرة على مر العصور . ************************************************** ******************************** حميد عاشق العراق 21 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الحصانة الإلهية قد يتعمد الحق رفع ( الحصانة ) عن عبده في بعض الحالات ، فيقع فيما ( يستغرب ) من صدوره من مثله من الأعمال التي لا تليق به .. ولعل في ذلك لفت نظر إلى ( ضعفه ) أولاً ، ودعوة له ( للاستجارة ) بالحق في كل أحواله ثانياً .. ويتجلّى فضله العظيم من خلال التدبر في قوله تعالى: { ولولا فضل الله عليكم ورحمته لأتبعتم الشيطان إلا قليلا }و{ فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } و{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا }. [/color [/b]************************************************** ****************************** حميد عاشق العراق 21 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين عدم الانشغال بالأسباب إن التوجه إلى المخلوقين - بجعلهم سببا لتحقق الخيرات - من دون الالتفات إلى ( مسبِّبية ) المولى للأسباب ، لمن موجبات ( احتجاب ) الحق تعالى عن العبد ، إذ أن الخير بيده يصيب به من يشاء من عباده ، بسبب من يشاء ، وبما يشاء ، وكيفما يشاء ..وعليه فإن كل ( جهة ) يتوجه إليها العبد بما يذهله عن الله تعالى ، لهي ( صنم ) يعبد من دونه ، وإن كان ذلك التوجه المذموم مقدمة لعمل صالح ..ولـهذا قبّح القرآن الكريم عمل المشركين ، وإن ادعوا هدفا راجحا: { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }، فدعوى الزلفى لديه من غير السبيل الذي أمر به الحق تعالى ، لهي دعوى باطلة من أيّ كان ، مشركاً كان فاعله أو موحداً ..وقد يكون سعي العبد الغافل عن هذه الحقيقة - حتى في سبيل الخير - موجبا للغفلة عن الحق المتعال ..و علامة ذلك وقوع صاحبه فيما لا يرضى منه الحق أثناء سعيه في سبيل الخير ، والذي يفترض فيه أن يكون مقربا إلى المولى جل ذكره . حميد عاشق العراق 21 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين التعصب للحق قد يكون المتعصب للحق مذموما على تعصبه فيما لو اقترن بالجهل ..لأن المتعصب الجاهل قد يخطئ سلوك السبيل الشرعي في الترويج لحقه ، وبالتالي قد يسيء للفكرة نفسها بدلا من ترويجها ، ولكنه يبقى ( ممدوحا ) على شدة ( تعلّقه ) بالحق الذي أصابه في أصله ، وإن أخطأ في تعصبه ، ومن هنا لزم تنبيهه ليعمل على وفق الحق الذي آمن به وتعصّب له .. وقد روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : { فليس من طلب الحق فأخطأه ، كمن طلب الباطل فأدركه } . ************************************************** ****************************** حميد عاشق العراق 22 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين برد الرضا قد لا يستوعب البعض حقيقة أن للرضا الإلهي برداً ( يحسه ) القلب النابض بالحياة الروحية ، مع أن العباد يعيشون هذه الحقيقة بالنسبة إلى بعضهم البعض .. فللرضا بين الزوج والزوجة ، والأب وولده ، والصديق وصديقه ، والراعي ورعيته ، ( بـرد ) يحسه كل طرف وخاصة بعد خصومة تلتها ألفة ، وهذا الإحساس وجداني لا يختص بفرد دون آخر .. ويصل الأمر مداه حتى ينعكس آثار برد الرضا على البدن ، من الإحساس ( بالسّكون ) تارة ، و( بالقشعريرة ) تارة أخرى .. فكيف يستشعر الإنسان هذا الشعور تجاه من هو فـانٍ ولاقيمة لبرد رضاه ، ولا يستشعره مع الحـي القيوم الذي بيده ملكوت كل شئ ؟!. ************************************************** *********************************** حميد عاشق العراق 22 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الذكر اليونسي إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً - يأنس به - في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس ..فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره .. ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد ، هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء ، وهو يونس (عليه السلام) بقوله: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }..فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) ، و( التنـزيه ) ، و( الاعتراف ) بالخطيئة ، والملفت في هذه الآية ، أن الحق وعد بهذا النداء الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا ، وهو ما يقتضيه التعبير بكلمة ( وكذلك ).. والمقدار المتيقن من الأثر إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس (عليه السلام) من الانقطاع والالتجاء الصادق ، لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت . ************************************************** *********************************** حميد عاشق العراق 22 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الرزق الأعم ورد في الدعاء : { وأسألك من رزقك بأعمه }..فالرزق المذكور - في سياق بعض الآيات والروايات - ليس محصورا بنوع خاص من الرزق المتبادر في أذهان العامة والمتمثل ( بالمال ) ، بل هو رزق عام يشمل: المال ، والعافية ، والعلم النافع ، والولد الصالح ، والصدقة الجارية ، وغير ذلك مما يسترزقه العبد ، وقد يجمعها تعالى لأقوام أراد بهم اللطف الأعم ، والرزق الأشمل . ************************************************** ***************************** حميد عاشق العراق 23 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين فتح الشهية قبل الإطعام إن عمل المبلغ في هداية الخلق يتمثل أولاً في ( فتح ) شهيّتهم لتقبّل الهدى الإلهي ، وإقناعهم بضرورة الإصغاء لما يتلى عليهم من آيات الله تعالى ..فما فائدة تقديم الطعام لمن لا يرغب فيه ، إما لعدم ( ميله ) إلى ذلك الطعام ، أو لعدم ( إحساسه ) بالجوع أصلاً ؟!.. ومن هنا جَعَل الحق تأثير إنذار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - بما أوتي من مدد الهي وخلق عظيم - منوطاً بالإتباع والخشية ، فقال تعالى : { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب }.. فمن ليس في مقام ( الإتباع ) - وهو الرغبة في سلوك طريق الحق - كيف يتحقق منه السلوك عملا ؟. ************************************************** ********************************************* حميد عاشق العراق 23 - 1 - 2016 |
الساعة الآن 12:13 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.