![]() |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين لكل ساعة تكليفها إن للعبد تكليفه ( المستقل ) تجاه مولاه في كل يوم و ليلة من حياته ، ومن هنا أحتسب لكل يوم وليلة ربحه وخسارته ، مفصولا عما قبله من الليالي والأيام .. وبذلك لا ( يجبر ) خسارة اليوم الحاضر ( بربح ) اليوم الذي سبقه أو يليه ، وتوفيق العبد في يومه ، لا يوجب له الاسترخاء فيما يليه من الأيام ، تعويلا على كسب ذلك اليوم ، كما نلحظه كثيرا بعد مواسم الطاعة كالحج أو شهر رمضان المبارك ، فيركن العبد إلى ما وُفّق له في تلك المواسم ، والحال أنه مكلف - بعد الموسم - بتكليف جديد .. وعليه فلابد أن يكون العبد حريصا على قطف ثمار اليوم الذي لا يعود إليه أبداً . 0 ************************************************** ********************************************* حميد عاشق العراق 5 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين عدم الميل للحرام إن من الاختبارات الدقيقة الكاشفة عن درجة عبودية العبد ، هو عدم ( ميله ) للحرام فضلا عن عدم ( ارتكابه ) له ..فإرادته حبّـا وبغضا تابعة لميل المولى وإرادته ، وهذا هو السر في كرامة يوسف الصديق (عليه السلام ) على الله تعالى ، إذ كان السجن أحب إليه مما يدعونه إليه .. وهذه هي المنحة التي يمنحها الحق لعبده بعد مرحلة متقدمة من المجاهدة في العبودية ، إذ يحبّب إليه الإيمان ، ويكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان .. فعندها تخـفّ معاناة العبد في رفضه للشهوات ، ليتفرّغ لمراحل أعلى في القرب ، يغلب عليه ( التلذذ ) بدلا من المعاناة ، و( العطاء ) من الحق ، بدلا من الحرمان من النفس . ************************************************** ********************************************* حميد عاشق العراق 5 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين أوثق عرى الإيمان إن من أوثق عرى الإيمان هو ( الحـبّ ) الذي تبتـني عليه هذه العلاقة المقدسة بين العبد وربه .. ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع ( الحجب ) في النفس ، ولا تمنح هذه الجوهرة - التي لا أغلي منها في عالم الوجود - إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية لتلقّي هذه الجوهرة النفيسة .. وإن هذا الحب بعد اكتمال مقدماته ، يستشعره القلب بين الفترة والفترة ، فيكون بمثابة النور الذي كلما أضاء للإنسان مشى في الطريق ..ويستمر العبد في سيره التكاملي - بمعونة الحق - إلى أن يستوعب ذلك الحب جميع ( أركان ) القلب ، فلا حب إلا لله أو لمن له فيه نصيب ..ولو أمضى العبد كل حياته - بالمجاهدة المضنية - ليمتلك هذه الجوهرة قبيل رحيله من الدنيا ، لكان ممن ختم حياته بالسعادة العظمى ، ولاستقبل المولى بثمرة الوجود ، وهدف الخلقة ، أولئك الأقلون عددا ، الأعظمون أجرا ، لا ينصب لهم ديوان ولا كتاب. ************************************************** ******************************** حميد عاشق العراق 6 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الإجراء غير القبول إن العناوين التي منحها الشارع للصلاة: كالمعراج ، وعمود الدين ، وقربان كل تقي ، لا تنسجم مع واقع صلواتنا - بما فيها من تشاغل عن الحق - إذ أن المأتيّ به لا يسانخ المأمور به أبدا .. ومن هنا لو أتى العبد بكل مقومات ( الإجراء ) الظاهري من دون تحقيق شيء من تلك العناوين ، لعلم أنه لم يحقق ( المراد ) الواقعي للشارع ، والذي ( تكشف ) عنه العناوين المذكورة .. وعليه فقد يواجه العبد ربه يوم القيامة ، ولم يمتثل له أمرا واحدا بالصلاة كما أرادها الحق منه ، على شدة تأكيده له . ************************************************** ************************************************** *** حميد عاشق العراق 7 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين مراحل الاستيلاء إن للشيطان مراحل في الاستيلاء على ممـلكة الإنسان ، الأولى: وهي مرحلة ( الدعوة ) المجردة ، نفـثا في الصدور ، وتحريكا للشهوات من خلال أعوانه ، وقد قال تعالى: { وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي }.. فإذا رأى تكررا في الاستجابة ، انتقل إلى المرحلة الثانية: وهي مرحلة ( الولاية ) ، وقد قال سبحانه: { أولياؤهم الطاغوت}.. وأخيراً يصـل الأمر إلى حيث يفقد العبد سيطرته على نفسه في المرحلة الثالثة: وهي مرحلة ( التحكّم ) المطلق ، إذ{ يتخبطه الشيطان من المس }. ************************************************** ************************************************* حميد عاشق العراق 7 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين علاقة المولوية والحب إن العلاقة الأولية للعبد مع ربه - وان كان يغلب عليها - علاقة ( المولوّية ) القائمة على الأمر والامتثال ، إلا أنها قد ( تترقى ) بعد اجتياز مرحلة التعبد المحض إلى ما هي أرق من تلك العلاقة ، فيضاف إلى هذه العلاقة علاقة ( الأنس ) والمجالسة: { يا خير من خلا به جليس }، والجوار: { يا جاري اللصيق }، والرفقة: { يا شفيق يا رفيق }، والخـلّة: { واتخذ الله إبراهيم خليلا }، والحب الشديد: { والذين آمنوا أشد حبا لله}.. فإذا كانت علاقة الحق معهم - كذلك - في هذه الحياة الدنيا ، فكيف تتجلى تلك العلاقة في معاملة الحق معهم يوم العرض الأكبر ، إذ يكشف الغطاء ويرفع الحجاب بين العبد وربه ؟! . ************************************************** *********************************************** حميد عاشق العراق 7 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الأنس تبعا للحق إن الأنس بالزمان ، أو المكان ، أو الأشخاص ، أو البلاد ، ينبغي أن يكون مرتبطا بمدى تأثير تلك الأمور في قرب العبد من الحق .. فكل عنصر يؤثر تأثيرا إيجابيا في تقريب العبد إلى ربه ، لهو عنصر ( محبوب ) في واقعه ، وإن استثقله العبد بحسب ميله الذي لا صلة له بالواقع . ومن هنا قال سبحانه: { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم }، فخير ( البلاد ) ليس ما استوطنه العبد وإنما ما أعان على الطاعة ، وخير ( الأشخاص ) ليس هو الصديق وإنما من يذّكر بالله رؤيته ، وخير ( الأزمان ) ليس هو ساعة التلذذ وإنما ما وقع فيها من طاعة .. إن تحكيم هذا الملاك يغيّر كثيرا من الرغبات داخل النفس ، ومن التصرفات خارجها ، لتغيّر المنطلقات التي ينطلق منها العبد ، في تعامله مع الفرد والزمان والمكان . ************************************************** ******************* حميد عاشق العراق 8 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الوحشة من أولياء الشيطان لو اعتقد العبد - يقينا - بإحاطة الشياطين ( لقلوب ) الذين يتولونه ، و( لأماكن ) المعصية ، لاشتد وحشته من هؤلاء الأشخاص ولو كانوا اقرب الناس إليه ، ومن الأماكن ولو كانت آلف البلاد لديه ، لعلمه أن الاقتراب من تلك الأماكن والقلوب ، إنما هو دخول في حيّـز مرمى الشياطين .. ومن هنا يُعـلم حذر أهل اللب من أبناء زمانهم ، لأنهم لا ينظرون إلى ( ذواتهم ) المجردة ، وإنما إلى من ( يسوقهم ) في حركاتهم وسكناتهم ، من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء . ************************************************** *********************************** حميد عاشق العراق 8 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين التفويض إلى البصير بالعباد يختم الحق قوله في: { وأفوض أمري إلى الله } بذكر ( العباد ) .. ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه ، من خلال ( سيطرته ) على العباد ، بمقتضى مولويته المطلق و إحاطته بشؤون الخلق أجمعين .. فالحق - الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا - هو البصير بكل العباد ، فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض .. وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة ، الجليلة منها والحقيرة ************************************************** ******************************* حميد عاشق العراق 8 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الأنوار المحدقة بالعرش ينبغي استذكار حالة ( المـنّة ) الإلهية لأهل الأرض ، وذلك ( بإهباط ) الأنوار المحدقة بعرشه إلى أرضه ..ومن المعلوم أن هذه الأنوار المستمتعة بجوار الرب ، عانت الكثير من أهل الأرض قتلا وسبيا وتشريدا ، حتى أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) يصف نفسه بأنه لم يؤذ أحد مثلما أوذي .. هذا الإحساس يُشعِر صاحبه بالخجل وبالشكر المتواصل ، عندما يقف أمامهم زائرا من قرب أو متوسلا من بعد .. وهذه هي إحدى الروافد التي أعطتهم هذا القرب المتميز من الحق ، لأن ذلك كله كان بأمره وفي سبيل رضاه . ************************************************** ****************************************** حميد عاشق العراق 9 - 12 - 2015 |
الساعة الآن 04:03 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.