منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 11-25-2012 06:30 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* دعوة العبد بالأذان *-ـ…_
إن نداء المؤذن للصلاة دعوة صريحة ومؤكدة من الحق( للمثول ) بين يديه وذلك بالنظر إلى تكرر الفقرات في الأذان
أضف إلى استعمال كلمة ( حيّ ) المشعرة بالتعجيل .
وعليه فعدم ( الاستجابة ) للنداء مع الفراغ من الموانع يُعدّ نوع عدم اكتراث بدعوة الحق الغني عن العباد . ولاشك أن تكرّر هذه الحالة من الإعراض يعرّض العبد لعقوبة المدبرين ولو من غير قصد كمعيشة الضنك التي قد تشمل مثل هذا المعرض عن الذكر . وقد قال الحق تعالى :
{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }.
حميد
عاشق العراق
25 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 11-25-2012 06:36 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-*مودة ذوي القربى *-ـ…_
عندما يراجع المتأمل آيات أجر الرسالة ، يلاحظ أنها مذيلة بأمور ثلاثة
الأول : أن أجر الرسالة يتمثل بمودة ذوي القربى لقوله تعالى :

{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }
الثاني : أن ثمرة أجر الرسالة إنما تعود للمرسل إليهم لقوله تعالى :
{ ما سألتكم من أجر فهو لكم }
الثالث : أن سؤال الأجر إنما هو ممن يريد اتخاذ السبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى :
{ ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا } ..

فيستفاد من مجموع ذلك : أن مودّة ذوي القربى بدرجة من الأهمية جُعلت ( أجرًا ) للرسالة وذلك لأنها مقدمة لفهم الرسالة وللعمل بها
وأن الفائدة - بذلك - إنما ( تعود ) إلى أهل المودة ، وأن ذوي القربى هم ( السبيل ) إليه تعالى .
حميد
عاشق العراق
25 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 11-26-2012 06:09 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* التفويض إلى البصير بالعباد *-ـ…_
يختم الحق قوله في : ( وَأ ُفَوِّضُ أمري إلى الله ) بذكر( العباد ) . ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه
من خلال ( سيطرته ) على العباد بمقتضى مولويته المطلقة وإحاطته بشؤون الخلق أجمعين . فالحق - الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا - هو البصير بكل العباد
فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض . وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة الجليلة منها والحقيرة
حميد
عاشق العراق
26 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 11-26-2012 06:13 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* الحركة ثم البركة *-ـ…_

إن الحَق َّ أمَرَ مريم (عليها السلام ) بهزّ جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجنيّ . ومن ذلك يُعلم أنه لابد للعبد من ( الحركة ) ليتحقق من الحق ( البركة ) .
فرغم أن مريم (عليها السلام) كانت في ضيافة الحق ورعايته - مع ما فيها من عوارض الحمل والوضع - إلا أنها مأمورة أيضا ببذل ما في وسعها
وإن كان بمقدار هز الجذع على سهولته .
حميد
عاشق العراق
26 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 11-26-2012 06:18 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* وجدان حالة العبودية *-ـ…_
إن من أعظم رتب العبودية أن يجد الإنسان نفسه عبدا لله تعالى - بكل ما تحمله كلمة العبودية من معنى -
كإحساسه بباقي صفاته الوجدانية كالأبوة والزوجية وغيرها . وهذه حالة وجدانية لا نظرية قد لا تعتري حتى المعتقد ( بعبوديته ) للحق طوال حياته مرة واحدة .
فإذا كان العبيد بين يدي الخلق لهم إحساس باطني متميز عن الأحرار - هو الذي يحركهم للقيام بوظائف العبودية تجاه مواليهم -
فكيف إذا أحس العبد بهذا الشعور بالنسبة إلى مَنِ الوجودُ ( منه وبه وله وإليه ) ؟!. عندئذ يتحول وجوده إلى وجود متعبد بين يدي الحق بظاهره وباطنه
( اللهم اجعل لساني بذكرك لهجا وقلبي بحبك متيّما )
حميد
عاشق العراق
26 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 11-27-2012 06:01 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* التفاعل الموجب للحزن *-ـ…_
كثيرا ما تتفاعل أنفسنا مع بعض الذكريات المحزّنة أو الخواطر المشوّشة وبالتالي نوقع أنفسنا( باختيارنا ) في دائرة التوتر والقلق .
فعلى العاقل أن يضع جهازمراقبة في نفسه لمنع توارد مثل هذه الخواطر المقلقة أو بالأحرى منع استقرارها في النفس .
فإن الخواطر قد تتوارد على القلب من دون اختيار ، وليس في ذلك ضير - وخاصة في أول الطريق -
بل البأس كل البأس في التفاعل مع( الهاجس ) على أنه حقيقة ومع( المستقبل ) على أنه حاضر ومع( الموهوم ) على أنه متيقن .

حميد
عاشق العراق
27 - 11 - 2012

http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 11-27-2012 06:09 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* وجل الطائعين *-ـ…_
إن من الملفت حقا ذكر الحق لحالة ( الوَجَل ) التي يعيشها المنفق إذ يقول سبحانه :
{ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }
و ( الخوف ) الذي يعيشه الموفي بنذره فيقول عز وجل :
{ يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا }
والحال أن حال الطاعة من الانفاق والوفاء بالنذر يناسبه الرجاء والارتياح . والسبب في ذلك قد يفهم من ذيل الآية الأولى :
{ أنهم إلى ربهم راجعون }
إذ أن رجوعهم إلى الحق يعني المساءلة التي لو عمل فيها بمقتضى العدل لا الفضل لرُدّ العمل إلى صاحبه
إما ( لخلل ) في حلية المال المُنفق أو ( لصرفه ) في غير موضعه
أو ( لإبطاله ) بالمنّ والأذى أو ( لصرف ) ثواب الإنفاق فيه مصالحة حقوق العباد وقس عليه باقي موارد الطاعة .

حميد
عاشق العراق
27 - 11 - 2012



حميد درويش عطية 11-27-2012 06:12 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* اجتياز المشاعر الباطلة *-ـ…_
إن العبد قد يعيش بعض المشاعر الباطلة في نفسه كالحسد والحقد وغير ذلك فيوجب له ( اليأس ) والتذمر لما آل إليه أمره .
( فيترك ) بسبب ذلك السير التكاملي نحو الحق والحال أن مثل تلك المشاعر قد( تتوارد ) على النفس وتتجول في جنباتها من دون استقرار وثبات .

حميد
عاشق العراق
27 - 11 - 2012



حميد درويش عطية 11-28-2012 05:54 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* الذكر اليونسي *-ـ…_
إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً يأنس به في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس . فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره .
ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء وهو يونس ( عليه السلام ) بقوله :
{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } .
فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) و( التنـزيه ) و( الاعتراف ) بالخطيئة
والملفت في هذه الآية أن الحق وعد بهذا النداء الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا وهو ما يقتضيه التعبير بكلمة ( وكذلك ) .
والمقدار المتيقن من الأثر إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس ( عليه السلام ) من الانقطاع والالتجاء الصادق
لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت .
حميد
عاشق العراق
28 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 11-28-2012 06:06 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* الإحساس بالتقصير العظيم *-ـ…_
إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى - بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم ، كما يشير إليه تعالى بقوله :
( وما قدروا الله حق قدره )
فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه لهي لحظة سوء أدب بين يديه إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!
فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب - لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ويشتد حياؤه منه .

حميد
عاشق العراق
28 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 11-28-2012 06:21 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* الإحتفاف بالشهوات والشبهات *-ـ…_
كما أن عالم القلب محفوف ( بالشهوات ) التي تخيّم على القلب فتسلبه إرادته ، فكذلك عالم الفكر محفوف ( بالشبهات ) التي تحوم حول الفكر فتسلبه بصيرته .
وللشيطان دور في العالمين معاً فيزيّن الشهوات للقلب بمقتضى ما ورد في قوله تعالى :
( لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ في الارْض ِ)
كما يزين زخرف القول للفكر بمقتضى قوله تعالى :
( يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْض ٍ زُخْرُفَ الْقَوْل ِغُرُورا ً )

ولا يبعد أن تكون بعض المذاهب الفكرية التي حّرفت أجيالا بشرية على مر العصور وليدة مثل هذا الإيحاء الشيطاني لقادة هذه الأفكار الباطلة بل لأتباعهم المتفانين في نصرة تلك المذاهب
والقرآن الكريم يشير إلى حقيقة هذا الإيحاء عند مجادلة المؤمنين بقوله :
( وَإنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إلى أوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلوكُمْ )

وإلا فكيف نفسر ( نشوء ) مذاهب بمبادئها وقادتها وأنصارها واستمرارها قرونا طوالا وكأن هناك يداً ( واحدة ) هي المسيطرة على مجرى الأحداث ؟ !
ومن هنا يعلم أيضاً ضرورة الاستعاذة الجادة بالحق سواء في مجال دفع الشهوات عن القلب أو دفع الشبهات عن الفكر .
لئلا يتحول العبد ياتباع خطوات الشياطين إلى إمام من الأئمة الذين يدعون إلى النار .

حميد
عاشق العراق
28 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 11-29-2012 07:52 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-*اجتياز المشاعر الباطلة *-ـ…_
إن العبد قد يعيش بعض المشاعر الباطلة في نفسه كالحسد والحقد وغير ذلك
فيوجب له ( اليأس ) والتذمر لما آل إليه أمره ( فيترك ) بسبب ذلك السير التكاملي نحو الحق
والحال أن مثل تلك المشاعر قد ( تتوارد ) على النفس وتتجول في جنباتها من دون استقرار وثبات فيكون مثلها كمثل الأجنبية التي ترد الدار من دون أن تستقر أو تتفاعل مع صاحبها
فلا يذم صاحب الدار على مجرد هذا الاجتياز الذي لم يستتبع أية صورة من صور الفساد
حميد
عاشق العراق
29 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 11-29-2012 07:59 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-*روح العبادة *-ـ…_
إن روح العبادة هي ( الالتفات ) إلى الغير بشتى صورالالتفات وإن لم نعتقد ( ربوبية ) الملتَفَت إليه
ومن هنا أعتبر الإصغاء للناطق كالعابد له لأنه في مظان الطاعة له لاحقاًفإن روح العبادة هي الطاعة قوة أو فعلاً وقد حذّر القرآن الكريم من الشرك بكل صوره وأشكاله واعتبر الهوى إلها متخذا من دون الله تعالى وذلك لالتفات العبد إلى هواه وطاعته له
وإلا فَمَن الذي يعبد الهوى بالمعنى الظاهري للعبادة كعبادة الأوثان والأصنام ؟! . وبناء على ما ذكر فما القيمة الكبرى لعبادة من ( نعتقد ) بربوبيته مع عدم( الالتفات ) إليه لا إجمالاً ولا تفصيلاً ؟

حميد
عاشق العراق
29 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 11-29-2012 08:05 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-*الإحساس بالتقصير العظيم*-ـ…_
إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم ، كما يشير إليه تعالى بقوله :
{ وما قدروا الله حق قدره }
فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه لهي لحظة سوء أدب بين يديه
إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!
فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب -لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ، ويشتد حياؤه منه .

حميد
عاشق العراق
29 - 11 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 12-01-2012 07:01 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif



_…ـ-* أوثق عرى الإيمان *-ـ…_
إن من أوثق عرى الإيمان هو ( الحـبّ ) الذي تبتـني عليه هذه العلاقة المقدسة بين العبد وربه ..ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع ( الحجب ) في النفس ، ولا تمنح هذه الجوهرة - التي لا أغلي منها في عالم الوجود - إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية لتلقّي هذه الجوهرة النفيسة . وإن هذا الحب بعد اكتمال مقدماته ، يستشعره القلب بين الفترة والفترة ، فيكون بمثابة النور الذي كلما أضاء للإنسان مشى في الطريق .. ويستمر العبد في سيره التكاملي - بمعونة الحق - إلى أن يستوعب ذلك الحب جميع ( أركان ) القلب ، فلا حب إلا لله أو لمن له فيه نصيب . ولو أمضى العبد كل حياته - بالمجاهدة المضنية - ليمتلك هذه الجوهرة قبيل رحيله من الدنيا ، لكان ممن ختم حياته بالسعادة العظمى ، ولاستقبل المولى بثمرة الوجود ، وهدف الخلقة ، أولئك الأقلون عددا ، الأعظمون أجرا ، لا ينصب لهم ديوان ولا كتاب .
حميد
عاشق العراق
1 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-01-2012 06:59 PM


_…ـ-* الحصانة الإلهية *-ـ…_
قد يتعمد الحق رفع ( الحصانة ) عن عبده في بعض الحالات ، فيقع فيما ( يستغرب ) من صدوره من مثله من الأعمال التي لا تليق به .
ولعل في ذلك لفت نظر إلى ( ضعفه ) أولاً ، ودعوة له ( للاستجارة )بالحق في كل أحواله ثانياً .
ويتجلّى فضله العظيم من خلال التدبر في قوله تعالى :
( ولولا فضل الله عليكم ورحمته لأتبعتم الشيطان إلا قليلا )
و ( فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين )
و ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ) .
حميد
عاشق العراق
1 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 12-02-2012 05:56 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* إختيار الأقرب للرضا *-ـ…_
لا ينبغي للمؤمن أن يختار لنفسه المسلك المحببّ إلى نفسه حتى في مجال الطاعة والعبادة .
فمن يرتاح ( للخلوة ) يميل عادة للطاعات الفردية المنسجمة ( مع الاعتزال ) ، ومن يرتاح ( للخلق ) يميل للطاعات الاجتماعية الموجبة للأنس ( بالمخلوقين ) .
بل المتعين على المستأنس برضا الرب ، أن ينظر في كل مرحلة من حياته ، إلى ( طبيعة ) العبادة التي يريدها المولى تعالى منه .
فترى النبي ( صلّى اللهُ عليه وآلهِ وسلَّمَ ) عاكفا على العبادة والخلوة في غار حراء ، وعلى دعوة الناس إلى الحق في مكة وعلى خوض غمار الحروب في المدينة تارة أخرى .
حميد
عاشق العراق
2 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-02-2012 06:03 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* كالخرقة البالية *-ـ…_

تنتاب الإنسان حالة من إدبار القلب ، بحيث لا يجد في قلبه خيرا ولا شرا فيكون قلبه ( كالخرقة ) البالية كما ورد في بعض الروايات .
ففي مثل هذه الحالة يبحث المهتم بأمر نفسه عن سببٍ لذلك الإدبار فان اكتشف سببا ( ظاهرا ) من فعل معصية أو ترك راجح أو ارتكاب مرجوح حاول الخروج عن تلك الحالة بترك موجب الادبار .
وإن لم يعلم ( سبباً ) ظاهرا ترك الأمر بحاله ، فلعل ضيقه بما هو فيه تكفير عن سيئة سابقة أو رفع لدرجة حاضرة أو دفع للعجب عنه .
حميد
عاشق العراق
2 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-02-2012 06:12 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* لحظات الشروق والغروب *-ـ_

إن لحظات الغروب والشروق مما اهتم بها الشارع من خلال نصوص كثيرة .
ذ أنها بدء مرحلة وختم مرحلة وصعود للملائكة بكسب العبد خيرا كان أو شرا ، وهو الذي يتحول إلى طائر يلزم عنق الإنسان كما يعبر عنه القرآن الكريم .
فهي فرصة جيدة لتصحيح قائمة الأعمال قبل تثبيتها( استغفارا ) منها أو تكفيراً عنها . وللعبد في هذه اللحظة وظيفتان .
الأولى : ( استذكار ) نشاطه في اليوم الذي مضى ، ومدى مطابقته لمرضاة الرب .
والثانية : ( التفكير ) فيما سيعمله في اليوم الذي سيستقبله .
ولو استمر العبد على هذه الشاكلة - مستعينا بأدعية وآداب الوقتين - لأحدث تغييرا في مسيرة حياته ، تحقيقا لخير أو تجنيبا من شر .
حميد
عاشق العراق
2 - 12 - 2012

حميد درويش عطية 12-03-2012 06:02 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* الذهول عما سواه *ـ…_

أشار القرآن الكريم إلى حالة الذهول المستغرق الذي انتاب النسوة اللاتي قطّعن أيديهن عندما رأين جمال يوسف ( عليه السلام ) .
فعلم من ذلك أن توجّـه النفس إلى جهة واحدة ، يوجب ( انصراف ) النفس عما عداها في تلك الحالة .
وبناء على ذلك فان العبد لو أمكنه ( استجماع ) المتفرق من خيوط نفسه المتشعبة نحو الهوى ، وتوجيهها نحو كعبة الهدى الإلهي ،
لتحقق منه ( الذهول ) عما سوى الحق بما لا يقاس به ذهول نسوة يوسف عمن سواه .فأين جمال الخلق من جمال الخالق المستجمع لكل صفات الجلال والكمال ؟! .
إن الاعتقاد بهذه الدرجات العليا من السمو الروحي ، يوجب ( ارتفاع ) همّـة العبد ، وإن كان يائسا - فعلا - من الوصول إلى شيء من تلك الدرجات ، لنقصٍ في المقتضيات أو وجودٍ للموانع .

حميد
عاشق العراق
3 - 12 - 2012
الاثنين 20 محرم 1434هج

http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-03-2012 06:07 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* التفويض إلى البصير بالعباد *ـ…_
يختم الحق قوله في : ( وأفوض أمري إلى الله ) بذكر ( العباد ) . ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه من خلال ( سيطرته ) على العباد بمقتضى مولويته المطلقة و إحاطته بشؤون الخلق أجمعين . فالحق - الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا - هو البصير بكل العباد ، فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض . وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة ، الجليلة منها والحقيرة .
حميد
عاشق العراق
3 - 12 - 2012
الاثنين 20 محرم 1434هج

http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-03-2012 06:37 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* الهوة بين المادة والمعنى *-ـ…_
إن هذه الهوة العميقة القائمة بين عالم المادة والمعنى ، يجعل الجمع بينهما من أصعب الأمور . فإذا توجّه العبد إلى أحدهما غاب الآخر عن قلبه ،
ومن هنا عُـبّر عنهما ( بالضرتين ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كما ورد في الخبر: ( مَـَثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان ، إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى )
وهذه هي الأزمة الكبرى للسائرين في أول طريق العبودية ، بل إن أصحاب النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) اشتكوا أيضا من تبدل حالاتهم بالقول :
( إذا دخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك، فأجابهم النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) :
لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها ، وانتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء )
والحل الجامع لهذه المفارقة أن ( يتجلّى ) الحضور الإلهي عند العبد إلى درجة قريبة من حضور المحسوسات عنده ، ثم ( تنمية ) هذا الحضور أكثر فأكثر .
إلى مرحلة ( اندكاك ) حضور المحسوسات لديه في ذلك الحضور المقدس . فيؤول الأمر إلى أن لا يرى إلا لونا واحدا في عالم الوجود .
فيكون كمن مسح لونا باهتا بآخر فاقعٍ ، فلا يكون البريق الخاطف للأنظار إلا للثاني الناسخ لما قبله .
وهذه هي الحالة التي يعكسها مضمون ما روي عن أمير المؤمنين عليٍّ ( عليهِ السلام ) :
{ ما رأيت شيئا ، إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه } .
حميد
عاشق العراق
3 - 12 - 2012
الاثنين 20 محرم 1434هج
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 12-04-2012 02:45 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* فتح الشهية قبل الإطعام *-ـ…_

إن عمل المبلغ في هداية الخلق يتمثل أولاً في ( فتح ) شهيّتهم لتقبّل الهدى الإلهي ، وإقناعهم بضرورة الإصغاء لما يتلى عليهم من آيات الله تعالى .
فما فائدة تقديم الطعام لمن لا يرغب فيه ، إما لعدم ( ميله ) إلى ذلك الطعام ، أو لعدم ( إحساسه ) بالجوع أصلاً ؟! .
ومن هنا جَعَل الحق تأثير إنذار النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ ) - بما أوتي من مدد الهي وخلق عظيم - منوطاً بالإتباع والخشية ، فقال :
{ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب }
فمن ليس في مقام ( الإتباع ) - وهو الرغبة في سلوك طريق الحق - كيف يتحقق منه السلوك عملا ؟.
حميد
عاشق العراق
4 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-04-2012 04:05 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* مودة ذوي القربى *-ـ…_

عندما يراجع المتأمل آيات أجر الرسالة ، يلاحظ أنها مذيلة بأمور ثلاثة . الأول : أن أجر الرسالة يتمثل بمودة ذوي القربى لقوله تعالى :
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }
الثاني : أن ثمرة أجر الرسالة إنما تعود للمرسل إليهم لقوله تعالى :
{ ما سألتكم من أجر فهو لكم }
الثالث : أن سؤال الأجر إنما هو ممن يريد اتخاذ السبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى :
{ ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا } .
فيستفاد من مجموع ذلك : أن مودّة ذوي القربى بدرجة من الأهمية جُعلت ( أجرًا ) للرسالة ، وذلك لأنها مقدمة لفهم الرسالة وللعمل بها
وأن الفائدة - بذلك - إنما ( تعود ) إلى أهل المودة ، وأن ذوي القربى هم ( السبيل ) إليه تعالى .
حميد
عاشق العراق
4 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-04-2012 04:17 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif

_…ـ-* الحقيقتان المتمايزتان *-ـ…_
عندما يترقى العبد في سلم التكامل ، يصل إلى درجة لا يرى في الوجود إلا حقيقتين متمايزتين وهو وجود ( الحق ) وما يرتبط به ، ووجود ( الأغيار ) وما يتعلق بهم .
وكل ما سوى الحق له لون واحد متسم بالبطلان ، وإن لم يكن كذلك في النـظر القاصر ، إذ أن كل شيء ما خلا الله باطل ،
وهي الحقيقة التي توصل إليها من كان في الجاهلية ، واستحسنها النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ ) منه إذ قال : { وإنها اصدق كلمة قالتها العرب } .
فمثلا الالتفات إلى ( الـذات ) وإلى ملكاتهـا الفاضلة ، وإلى ( العبادات ) الصادرة منها ، يُـعدّ التفاتا إلى ما سوى الملك الحق المبين .
شأنه في ذلك شأن الالتفات إلى باقي أفراد المتاع الباطل ، إذ أن كل ما ذكر من الأغيار أفراد لحقيقة واحدة ، في مقابل الحق المتعال .
فالالتفات إلى غير الحق له أثر واحد ثابت ، ويترتب عليه أثر الإعراض عن الحق بدرجة من درجات الإعراض عن الحق ،
وإن كان المُلتَفَت إليه حسنا في حد نفسه ، كالصالحات من الأعمال والزاكيات من الأفعال .
حميد
عاشق العراق
4 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-05-2012 04:50 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* وجدان حالة العبودية *-ـ…_
إن من أعظم رتب العبودية ، أن يجد الإنسان نفسه عبدا لله تعالى - بكل ما تحمله كلمة العبودية من معنى -
كإحساسه بباقي صفاته الوجدانية كالأبوة والزوجية وغيرها .
وهذه حالة وجدانية لا نظرية ، قد لا تعتري حتى المعتقد( بعبوديته ) للحق طوال حياته مرة واحدة .
فإذا كان العبيد بين يدي الخلق لهم إحساس باطني متميزعن الأحرار - هو الذي يحركهم للقيام بوظائف العبودية تجاه مواليهم -
فكيف إذا أحس العبد بهذا الشعور ، بالنسبة إلى من الوجود ( منه وبه وله وإليه ) ؟! .
عندئذ يتحول وجوده إلى وجود متعبد بين يدي الحق بظاهره وباطنه .
{ اللهم اجعل لساني بذكرك لهجا ، وقلبي بحبك متيّما }
حميد
عاشق العراق
5 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-05-2012 05:03 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* الإحتفاف بالشهوات والشبهات *-ـ…_
كما أن عالم القلب محفوف ( بالشهوات ) التي تخيّم على القلب فتسلبه إرادته ، فكذلك عالم الفكر محفوف( بالشبهات ) التي تحوم حول الفكر فتسلبه بصيرته . وللشيطان دور في العالمين معاً ، فيزيّن الشهوات للقلب بمقتضى ما ورد في قوله تعالى :
{ لأزينن لهم في الأرض }
كما يزين زخرف القول للفكر بمقتضى قوله تعالى : { يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا }
ولا يبعد أن تكون بعض المذاهب الفكرية التي حّرفت أجيالا بشرية على مر العصور كالشيوعية مثلاً .
وليدة مثل هذا الإيحاء الشيطاني لقادة هذه الأفكار الباطلة . بل لأتباعهم المتفانين في نصرة تلك المذاهب .
والقرآن الكريم يشير إلى حقيقة هذا الإيحاء عند مجادلة المؤمنين بقوله :
{ وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم }
وإلا فكيف نفسر ( نشوء ) مذاهب بمبادئها وقادتها وأنصارها واستمرارها قرونا طوالا
وكأن هناك يداً ( واحدة ) هي المسيطرة على مجرى الأحداث ؟! .
ومن هنا يعلم أيضاً ضرورة الاستعاذة الجادة بالحق سواء في مجال دفع الشهوات عن القلب ،أو دفع الشبهات عن الفكر
لئلا يتحول العبد ياتباع خطوات الشياطين إلى إمام من الأئمة الذين يدعون إلى النار .
حميد
عاشق العراق
5 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-05-2012 05:12 PM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* التفاعل الموجب للحزن *-ـ…_
كثيرا ما تتفاعل أنفسنا مع بعض الذكريات المحزّنة أو الخواطر المشوّشة وبالتالي نوقع أنفسنا ( باختيارنا ) في دائرة التوتر والقلق .
فعلى العاقل أن يضع جهاز مراقبة في نفسه لمنع توارد مثل هذه الخواطر المقلقة أو بالأحرى منع استقرارها في النفس .
فإن الخواطر قد تتوارد على القلب من دون اختيار وليس في ذلك ضير - وخاصة في أول الطريق -
بل البأس كل البأس في التفاعل مع ( الهاجس ) على أنه حقيقة ومع( المستقبل ) على أنه حاضر ومع ( الموهوم ) على أنه متيقن .
حميد
عاشق العراق
5 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-06-2012 07:48 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* المنح الموهوبة *-ـ…_

إن من المتعارف بين الخلق ( منح ) جائزة كبرى بعد( تراكم ) الموجبات الجزئية لهـا .
كالمنح الدراسية الموهوبه في آخر الفصل لمن أحرز الدرجات العالية في كل فصول سنته . والأمر في معاملة المولى لعبيده يشبه ذلك .
فبعد الطاعات الجزئية المتواصلة في كل مناسبات الشهور، يمنح الحق عبده ( رتبة ) عالية من رتب القرب ، كمقام الرضا والسكون إلى الحق .
أو ( مقدمة ) من مقدمات تلك الرتب ، كاستضافته إلى بيته الحرام ، أو إلى مشاهد أحد أوليائه العظام ، مما يفتح له أفقاً جديدا للسير الحثيث نحو الحق المتعال .
من عرف الرب فلم تُـغنه **** معرفة الرب فذاك الشقي
حميد
عاشق العراق
6 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-06-2012 07:59 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* المعاملة بما يناسب المرحلة *-ـ…_
كما أن معاملة الأب لأولاده يختلف بحسب سنيّ العمر ، فأولها الدلال وآخرها الهيبة والاحترام ، ويجمعهما المحبة والوداد .
فكذلك الأمر مع الرب الودود ، فتارة يتقرب إلى عبده بما يشعر معه ( الدلال ) والإنبساط ،
وتارة يحتجب عنه بما يشعر معه ( الوحشة ) والانقباض ، وتارة يتجلى له بوصف العظمة والجلال بما يشعر معه ( الهيبة ) والإشفاق .
وهكذا يتعامل الحق مع - من يصنعه على عينه - بما يناسب مقتضى مرحلته ، وهو الخبير البصير بعباده .
حميد
عاشق العراق
6 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-06-2012 08:11 AM

http://img78.imageshack.us/img78/121/47023639ch0.gif
_…ـ-* مجمل شهوات الدنيا *-ـ…_

إن شهوات الدنيا قد أجملها الحكيم المتعال في النساء والبنين والأموال بأقسامها من المنقول وغيره ، ويجمع ذلك كله :
الاستمتاع ( بالاعتبارات ) كوجاهة البنين والعشيرة ، ( والواقعيات ) كالاستمتاع بالنساء والأموال .
وهذا مما يعين العاقل على مواجهة الشهوات بما يناسبها ، لأنها بتنوعها تندرج تحت قائمة واحدة ، وتصطبغ بصبغة واحدة وهي ملاءمتها لمقتضى الميل البشري ( السفلي ) .
فلو تصّرف العبد في طبيعة ميله ، وجعلها تتوجه إلى قائمة أخرى من مقتضيات الميل البشري ( العلوي ) ،
لزال البريق الكاذب للقائمة الأولى ، لتحل محلها قائمة أخرى من الشهوات العالية ، وقد قال الحق المتعال عن هؤلاء :
{ والذين آمنوا أشد حبا لله } .
حميد
عاشق العراق
6 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 12-06-2012 08:19 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* ترك التسافل *-ـ…_

إن الوظيفة الأساسية للعبد أن ( يترك ) التسافل والإخلاد إلى الأرض ، بترك موجبات ذلك ، ولا يحمل بعد ذلك ( هـمّ ) التعالي والعروج ،
إذ المولى أدرى بكيفية الصعود بعبده ، إلى ما لا يخطر بباله من الدرجات التي لا تتناهى .
إذ هو الذي يرفع عمله الصالح - على تفسيرٍ - لقوله تعالى :
{ والعمل الصالح يرفعه }
وبارتفاع ( العمل ) يرتفع ( العبد ) أيضا ، لأنه القائم بذلك العمل الصالح ، وقد عبّر في موضع آخر بقوله تعالى :
{ ورفعناه مكانا عليا } .

حميد
عاشق العراق
6 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-07-2012 05:42 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* أصناف أزواج الدنيا *-ـ…_

إن علاقة الناس بالدنيا إما : زواج دائم ، أو زواج منقطع ، أو طلاق رجعي ، أو طلاق بائن ، أو عدم زواج أصلا .
فالأول : لأهل الدنيا ( المستغرقين ) في متاعها .
والثاني : ( للمستمتعين ) بها من غير استغراق ، فيقدمون رجلا ويؤخرون أخرى .
والثالث : لمن هجر الدنيا بعد أن انكشفت له حقيقة حالهـا ، ثم يعود إليها بمقتضى ضعفه ووهن إرادته .
والرابع : لمن ( هجرها ) بعد طول معاناة ، بما لا يفكر معها بالرجوع أبدا .
والخامس : للكمّلين الذين ( لم يتصلوا ) بمتاعها - دواما وانقطاعا - لينفصلوا عنها طلاقاً رجعياً أو بائناً ، وقليلٌ ما هم .
حميد
عاشق العراق
7 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-07-2012 05:54 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* إحسان من أسلم وجهه *-ـ…_
قد يستفاد من قوله تعالى { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن } : أن الإحسان من حالات المسلِّم وجهه لله تعالى .
فموضوع الآية في الدرجة الأولى هو العبد الذي أصلح ( وجهة ) قلبه وأسلمها للحق وأعرض بها عمن سواه ، ومن ثَمَّ صدر منه ( الصالحات ) من الأعمال ، كشأن من شؤون ذلك الموضوع .
ومن المعلوم أن رتبة الموضوع سابقة لرتبة الحالات الطارئة عليه ، وعليه فلا يؤتي الإحسان ثماره إذا لم تصلُح وجهة القلب هذه .
ومن هنا لم يقبل الحق قربان قابيل ، لأنه صدر من موضوعٍ لم تتحقق فيه قابلية الإحسان ، إذ قال تعالى : { إنما يتقبل الله من المتقين } .
حميد
عاشق العراق
7 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-07-2012 06:01 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* كالسائر على طرف حائط *-ـ…_

إن مَثَل السائر إلى الحق ، كَمَثل من يمشي على طرف حائط عالٍ ، يرى منه جمال الأفق بألوانها الآخذة بمجامع القلوب ،
فلا يحتاج إلى (الحـثّ ) للنظر إلى فوق ، لأنه مستمتع بنفسه ومستغرق بمشاهدة ألوان الجمال ،
كما لا يحتاج إلى ( الزجر ) عن النظر إلى تحت ، لأنه بنفسه يخاف السقوط وما يستتبعه من حرمان للجمال وسقوط في الهاوية ،
فالمهم في السائر إلى الحق أن يرى تلك الصور الجمالية التي تستتبع بنفسها الزجر من الإعراض عن ذلك الجمال ، والحث على الإقبال عليه .
وعندها ينتظم السير ويتباعد صاحبها من الزلل ، ويزداد الهدف وضوحاً والطريق إشراقاً .
حميد
عاشق العراق
7 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif

حميد درويش عطية 12-08-2012 06:01 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* روح العبادة *-ـ…_
إن روح العبادة هي ( الالتفات ) إلى الغير بشتى صور الالتفات وإن لم نعتقد ( ربوبية ) الملتَفَت إليه ومن هنا أعتبر الإصغاء للناطق كالعابد له لأنه في مظان الطاعة له لاحقاً ، فإن روح العبادة هي الطاعة قوة أو فعلاً .
وقد حذّر القرآن الكريم من الشرك بكل صوره وأشكاله واعتبر الهوى إلها متخذا من دون الله تعالى وذلك لالتفات العبد إلى هواه وطاعته له .
وإلا فَمَن الذي يعبد الهوى بالمعنى الظاهري للعبادة كعبادة الأوثان والأصنام ؟!
وبناء على ما ذكر فما القيمة الكبرى لعبادة من ( نعتقد ) بربوبيته مع عدم ( الالتفات ) إليه لا إجمالاً ولا تفصيلاً ؟!
حميد
عاشق العراق
8 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif
<

حميد درويش عطية 12-08-2012 06:15 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* تقديم القربان *-ـ…_
تتوقف ( حيازة ) بعض درجات القرب العالية من الحق ، على ( تقديم ) قربان يتمثل في شيء من الخوف والجوع ، ونقص في الأموال والأنفس والثمرات .
فالعبد - الذي تولى الحق تربيته - يجد في نفسه حالة من التكامل والرقي بعد كل وجبة بلاء ، تزول محنته ويبقى أثره ،
وهذا ما نلحظه في حياة الأنبياء ( عليهِمُ السلام ) ، فلكل نبي بلاء مختص به , كأيوب وإبراهيم ويعقوب (عليهم السلام ) .
وتصل قمة البلاء في النبي ( صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) الذي أوذي بما لم يؤذ أحد قبله ، كما تتمثل قمة العطاء في تقديم القربان - عن طواعية واختيار .
وعليه فإن على المؤمن السالك إلى الحق ، أن يستعد لصنوف البلاء ، أسوة بمن مضى قبله ممن هم أفضل منه ، ولو كان الإعفاء من البلاء لطفا ، لكان الأنبياء أولى بهذا اللطف .
حميد
عاشق العراق
8 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 12-08-2012 06:21 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* الطُّعم لصيد أكبر *-ـ…_

إن من الضروري أن نعلم أن بعض المحرمات - على بساطتها - بمثابة طعم لصيد أكبر .
فالسمكة الكبيرة تُصطاد بدودة صغيرة ، والعبد قد يدخل السجن الكبير من الباب الصغير .
فالنظرة المحرمة إلى المرأة وأشباه ذلك من الذنوب التي نستصغرها ، بمثابة الدودة الصغيرة التي توقع آكله في الشباك ، فينتقل من بيئته الآمنة ، إلى حيث الهلاك الذي لا نجاة منه .
ومن هنا عُـبّر عن بعض الذنوب أنه سهم من سهام إبليس ، وما السهم إلا عود دقيق يوجب الهلاك العظيم .
حميد
عاشق العراق
8 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 12-09-2012 06:00 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* إجتثاث الرذيلة الباطنية *-ـ…_
أسند الحق الشح في آية : { ومن يوق شح نفسه } إلى النفس ، إذ من المعلوم أن الحركات الخارجية تابعة لحركات الباطن .
والشحّ الذي هو أشد من البخل - والذي يتجلى خارجا في منع المال - منشأه حالة في الباطن .
ومن دون علاج هذا الشح ( الباطني ) ، يبقى الأثر ( الخارجي ) للشح باقيا ، وإن تكلّف صاحبه في دفعه - خوفا أو حياء - كما نراه عند بعض متكلفي الإنفاق .
وهكذا الأمر في باقي موارد الرذائل ، كمتكلفي التواضع والرفق وحسن الخلق .
فاللبيب هو الذي ( يجتثها ) من جذورها الضاربة في أعماق النفس ، بدلا من ( تشذيب ) سيقانها المتفرعة على الجوارح .
حميد
عاشق العراق
9 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


حميد درويش عطية 12-09-2012 06:11 AM

http://www.muslmah.net/imgpost/11/d7...0e09e8a51a.gif
_…ـ-* من أرجى آيات القرآن *-ـ…_

إن من أرجى الآيات قوله تعالى : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } .
والسر في ذلك أنها نازلة بحق اليهود وقبائحهم من عبادة العجل ، وكفران النعم ، وقتل الأنبياء ، ونقض الميثاق ،
مع ما رفع فوقهم من جبل الطور تخويفا لهم ، كما ذكر في صدر الآية : { ورفعنا فوقكم الطور * ثم توليتم من بعد ذلك } .
فإذا استعمل الحق الودود ( أناتـه ) مع هؤلاء القوم ، فكيف لا يستعملها مع عصاة الأمة المرحومة ( بشفاعة ) نبيها ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) ، وهم دون ما ذكر من قبائح بني إسرائيل بكثير ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.

حميد
عاشق العراق
9 - 12 - 2012
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif




الساعة الآن 11:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team