منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر رواق الكُتب. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   مَجْمعُ الأمثال (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5075)

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 12:51 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ ....


ويروى " أَسْمِنْ "
قالوا : أول من قال ذلك حازم بن المنذر
الحمَّاني ، وذلك أنه مر بمحلة هَمْدَان فإذا هو
بغلام ملفوف في المَعَاوِزِ* ، فَرَحِمَه وحَمَله على
مُقَدَّم سَرْجه حتى أتى به منزله وأمر أمةً له
أن ترضعه ، فأرضعته حتى فطم وأدرك وراهق
الحُلُم ، فجعله راعياً لغنمه وسَمَّاه جُحَيْشاً ، فكان
يرعى الشاء والإبل ، وكان زاجراً عائفاً ، فخرج
ذاتَ يومٍ فَعَرَضَت له عُقَاب ، فعافها ، ثم مر به
غدَاف فزجره ، وقال :

تُخْبِرُنِي شواحِجُ الغُدْفَانْ
والخُطْبُ يَشْهَدْنَ مَعَ العِقْبَانْ**

أنّي جُحَيْشُ مَعْشَرِي هَمْدَانْ
وَلَسْتُ عَبْدَاً لِبني حَمَّانْ


فلا يزال يتغنى بهذه الأبيات ، وإن ابنةً لحازم
يقال لها رَعُوم هَوِيَت الغلام وهَوِيَها ، وكان الغلام
ذا منظر وجمال ، فتبعته رعوم ذاتَ يوم حتى
انتهى إلى موضع الكلأ ، فسرح الشاء فيه واستظلَّ
بشجرة واتكأ على يمينه وأنشأ يقول :

أمالَكَ أمٌّ فَتُدْعَى لَهَا
ولا أنتَ ذُو وَالِدٍ يُعْرَفُ؟

أرى الطَّيْرَ تُخْبِرُنِي أنَّنِي
جحيشُ وأنَّ أبي حرشفُ

يقولُ غُرابٌ غَدَا سَانِحاً
وشاهده جاهداً يَحْلِفُ

بأنِّي لهَمْدَانَ في غرّهَا
ومَا أنا جَافٍ وَلَا أَهْيَفُ

ولكنَّنِي مِنْ كِرَامِ الرِّجَالِ
إذا ذُكر السَّيِّدُ الأشْرَفُ


وقد كَمَنَتْ له رَعُوم تنظر ما يصنع ، فرفع صوته
أيضاً يتغنى ويقول :

يا حَبَّذَا رَبِيبَتِي رَعُومُ
وحَبَّذَا مَنْطِقُهَا الرَّخِيمُ

وَرِيحُ مَا يأتي بِهِ النَّسِيمُ
إنِّي بها مكلّفٌ أَهِيمُ

لو تعلمينَ العلمَ يا رَعُومُ
إنّي مِنْ هَمْدَانِهَا صَمِيمُ


فلما سمعت رَعُومُ شعره ازدادت فيه رغبة وبه
إعجاباً ، فدنت منه وهي تقول :

طارَ إلَيْكُمْ عَرَضَاً فُؤَادِي
وقَلَّ مِنْ ذِكْرَاكُمُ رُقَادِي

وَقَدْ جَفَا جَنْبِي عَنِ الوِسَادِ
أبيتُ قَدْ حَالَفَنِي سُهَادِي


فقام إليها جُحَيش فعانقها وعانقته ، وقعدا تحت
الشجرة يتغازلان ، فكانا يفعلان ذلك أياماً ، ثم
إن أباها افتَقَدَهَا يوماً وفَطِنَ لها فرَصَدَهَا ، حتى
إذا خرجت تبعها فانتهى إليهما وهما على سوأة، فلما
رآهما قال : سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأكُلْكَ ، فأرسلها مثلاً ،
وشدَّ على جُحَيش بالسيف فأفلت ولحق بقومه
هَمْدَان ، وانصرف حازم إلى ابنته وهو يقول :
مَوْتُ الحُرَّةِ خَيرٌ من العَرَّة ، فأرسلها مثلاً ، فلما
وصل إليها وجدها قد اختنقت فماتت ، فقال حازم :
هَانَ عَلَيَّ الثُّكْلُ لسوء الفعل ، فأرسلها مثلاً ، وأنشأ
يقول :

قَدْ هَانَ هَذا الثُّكْلُ لَوْلَا أَنَّنِي
أَحْبَبْتُ قَتْلَكَ بِالحُسَامِ الصَّارِمِ

ولقدْ هَمَمْتُ بِذاكَ لَوْلَا أَنَّنِي
شَمَّرتُ فِي قَتْلِ اللَّعِينِ الظَّالِمِ

فَعَلَيْكِ مَقْتُ اللهِ مِنْ غَدَّارَةٍ
وعَلَيْكِ لَعْنَتُهُ ولعنة حَازِمِ

وقال قوم : إن رجلاً من طَسْم ارْتَبَطَ كلباً ، فكان
يُسَمّنه ويطعمه رجاء أن يصيدَ به ، فاحتبس عليه
بطعمه يوماً ، فدخل عليه صاحبُه فَوَثَبَ عليه
فافترسه ، قال عوف بن الأحوص :

أَرَانِي وَعَوْفاً كَالمُسَمِّنِ كَلْبَهِ
فخدّشه أنيابه وأظافره


وقال طرفة :

كَكَلْبِ طَسْم وَقَدْ تَرَبَّبَهُ
يَعُلهُ بِالحَلِيبِ فِي الغَلَسِ

طَلَّ عَلَيهِ يَوْماً بِقَرْقَرَةٍ
إنْ لا يَلِغْ فِي الدِّمَاءِ يَنْتَهِسِ


* المعاوز : جمع معوز - بوزن منبر - وهو
الثوب الخلق

** الخطب : جمع أخطب ، وهو الصرد
والصقر

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 01:00 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَسَافَ حَتَّى مَا يَشْتَكِي السَّوَافَ ....

الإسافة : ذَهَابُ المالِ ، يقال : وَقَعَ في المال
سَوَاف ، بالفتح ، أي موت ، هذا قول أبي
عمرو ، وكان الأصمعي يضمه ويلحقه بأمثاله .
قال أبو عبيد : يضرب لمن مَرَنَ على جوائح
الدهر فلا يجزع من صروفه .

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 01:01 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... سِرْ وَقَمَرٌ لَكَ ....

أي اغتنم العَمَلَ ما دام القمر لك طالعاً .
يضرب في اغتنام الفُرْصَة .
ويروى " أسْرِ وقمر لك " من السُّرَى ، والواو
في الروايتين للحال : أي سر مُقْمِراً .

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 05:30 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... أَسَائِرٌ القَوْمُ وَقَدْ زَالَ الظُّهْرُ ....

قال يونس : أصله أن قوماً أُغِيرَ عليهم ، فاستصرخوا
بني عمهم ، فأبطؤوا عنهم حتى أُسِرُوا وذُهِبَ بهم ، ثم
جاؤوا يسألون عنهم ، فقال لهم المسؤول هذا القول .
يضرب في اليأس من الحاجة ، يقول : أتطمع فيما بعد
وقد تبين لك اليأس .

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 05:31 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... سَالَ الوَادِي فَذَرْهُ ....


يضرب للرجل يُفَرِّطُ في الأمر .

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 05:44 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... أَسَاءَ رَعْياً فَسَقَى ....

أصله أن يُسيء الراعي رَعْيَ الإبل نهاره ، حتى إذا
أراد أن يُريحها إلى أهلها كره أن يظهر لهم سوء أثره
عليها فيسقيها الماء لتملأ منه أجوافُها .
يضرب للرجل لا يُحْكِمُ الأمر ثم يريد إصلاحه فيزيده
فساداً .

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 05:49 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... سَلُّوا السُّيُوفَ واسْتَلَلْتُ المَنْتَنَ ....


قالوا : المَنْتَنُ السيف الرديء .
يضرب للرجل لا خير عنده يريد أن يلحق بقوم
لهم فعال .
قلت : لفظ المَنْتَن معناه مما ينبو عنه السمع ولا
يطمئنُّ إليه القلب ، والله أعلم بصحته .

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 06:18 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

.... سَوَاءٌ عَلَيْنَا قَاتِلَاهُ وَسَالِبُهْ ....


وأوّلُه

* فَمُرَّا عَلى عُكْلٍ نُقَضِّ لُبَانَةً *

قالوا : معناه إذا رأيتَ رجلاً قد سَلَبَ رجلاً دَلَّكَ
على أنه لم يسلبه وهو حي ممتنع ؛ فاعلم بهذا أنه
قاتله ، فمن هذا جعلوا السالب قاتلاً ، وتمثل به
معاوية في قَتَلَةِ عثمان رضي الله عنه ، ورأيت في
شرح الإصلاح للفارسِيِّ أبياتاً ذكر أنها للوليد بن
عقبة أولُها :

بَني هاشمٍ كَيْفَ الهَوَادَةُ بَينَنا
وعندَ عَلِيٍّ دِرْعُهُ ونَجَائِبُهْ

قَتَلْتُمْ أَخِي كَيْمَا تَكُونُوا مَكانَهُ
كَما غَدَرَتْ يومَاً بِكِسْرَى مَزَارِبُهْ

وإلّا تحللْهَا يُعَالُوكَ فَوْقَهَا
وكَيْفَ يُوَقَّى ظَهْرُ مَا أَنْتَ رَاكِبُهْ

ثَلَاثَةُ رَهْطٍ قَاتِلَانِ وَسَالِبٌ
سَوَاءٌ عَلَيْنَا قَاتِلَاهُ وَسَالِبُهْ


قال : يعني بالقاتلين التجيبي* ومحمد بن أبي
بكر ، وبالسالب عَلِيّاً رضي الله عنه .

* التجيبي : كنانة بن بشر قاتل عثمان رضي
الله عنه ، من تجيب بطن من كندة .

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 07:10 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... سَاجَلَ فُلَانٌ فُلَاناً ....

أصله من السَّجْلِ ، وهو الدَّلْو العظيمة ، والمُسَاجلة :
أن يَسْتَقِي ساقيان فيُخْرِجُ كل واحد منهما في سَجْله
مثلَ ما يخرج الآخر فأيهما نَكَل فقد غُلِب ، فضربت
العربُ به المثلَ في المفاخرة والمساماة ، قال الفضل
ابن العباس بن عُتْبة بن أبي لَهَبٍ :

مَنْ يُسَاجِلْنِي يُسَاجِلْ مَاجِداً
يَمْلَأُ الدَّلْوَ إِلَى عَقْدِ الكَرَبْ


يقال : إن الفرزدق مرَّ بالفضل وهو يستقي وينشد
هذا الشعر ، فَسَرَى الفرزدق ثيابَه عنه ، وقال : أنا
أُسَاجِلُكَ ؛ ثقةً بنسبِهِ ، فقيل له : هذا الفضل بن
العباس بن عُتْبة بن أبي لهب ، فردَّ الفرزدق عليه
ثيابه ، وقال : ما يساجلك إلا من عَضَّ..... أبيه .

عبد السلام بركات زريق 10-16-2020 07:11 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
.... سَبَقَ دِرَّتَهُ غِرَارُهُ ....

الغِرَارُ : قلّة اللّبن ، والدّرة : كثرته ، أي سبق
شره خيره ومثله :


الساعة الآن 08:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team