وبارك الله في أناملكِ البيضاء العاجية كنتُ أعلم بأن أظافركِ العشرة في ماء الورد مطلية

ولو خيّروني ما بين ثلاثة الذهب والألماس وعيناكِ

كنتُ فضلت الأخيرة الملوَّنة

العسلية

لأنها لم تحبني كما أحبتْ أبيها بقيتْ المسافة بيننا طويلة ولم تحاول تقصيرها

عشقتها أكثر من مرايتها وعكستُ صورتها بشفافية تفوق دقتها

وهبتها عطف يعادل الحنان الذي رضعته من والدتها

لكنها طفلة وتشتاق إلى ألعاب طفولتها

ولم تقتنع بأني لستُ لعبتها

فيا ليتني ما كنتُ

أحببتها

الذهب معدن ولا يسمع وأمّا الألماس لم أشاهد حباته ترقص لعزف الأغاني الرومانسية

لكن يداكِ نقلتْ العلامات الموسيقية السبعة من مدرجها

الورقي وأسكنتها ضمن نطاق

الحدقية

فخذي من أوتاري الخمسة جميع نغماتي الأرضية وهبيني من عينيكِ الألحان السماوية

وإن لم تعلمي ما زال الحد الأدنى من أنوثتكِ يكفيني

لأتنفس عطراً ينعش ذاكرتي

الحسّية

ولزهور الزنابق أرسل الريح غيماً محملاً ببعض

الصواعق


المطر لا شك قادم وما زالتْ أمواج البحر تعشق

الزوارق

ومن الجهة المواجهة حصراً لمقعدي كانت عيناها ترصد جميع تحركات جسدي

لم أنجح في إخفاء توتري لدرجة جعلتني أطقطق أصابعي

كلّما أمسكت أنامل يدها اليمنى بعنق

رقبة الفنجان

أنا المنام الذي يغسل دماغكِ مما علق به من ذكريات خلال النهار

ومهما حاولتِ الهروب من تأثيره لن ينفع

سيطارد جميع أحلامكِ

ويتكرر

رغماً من كوني كنتُ دائماً الطرف الخاسر في الميدان ما زال الحب في نظري خياراً ومصيراً وقرار

دخلتُ حياتكِ مهزوماً وكان الأمل عليكِ معقوداً ولكن مطرقتكِ لم ترحم أبداً رأس المسمار

عشقتُ بدايتي معكِ وتركتُ النهاية معلقة ومفتوحة الاحتمالات على جميع الأقدار

ويا ليتها النجوم تنصفني لمرة وتعكس حظي العاثر قبل شروق النهار

لستُ راغباً بالنصر ولا أريد من المعركة غنيمة لكني أُصر

على الإنصاف بالحقوق والواجبات بين الطرفين

ولا يمنع قطعاً لو تراجعتْ كل خلافاتنا

لتحل عوضاً عنها مصارحات

تعتمد على منطق

الحوار

عندما تجتمع جاذبية الأنثى مع إبداع الفكر لا بد من

وجود القهوة ثالث بينهما

لا أكثر


ولا يمنع لو حضرتْ ضمن فنجان قهوتها بعضاً من

حبات السكر ولم أقصد هنا

السكر

ورغماً عنّي اشتاق إلى تلك الابتسامة الماكرة

التي تحاولين مُداراتها

وتفشلين

أنا من عكس الأضاد من الكلمات وصاغها

عقداً من الصفات وأمام عينيكِ شعراً ألقاها

وفي كل زاوية ضمن جسدكِ كانت لنا ذكرى وكادت تُمْحَى

لولا مروري على ذات الطريق

في كل يوم

أخبروني عنكِ ولا أظن طيفكِ الرائع في خصاله يشبهني

وإلا ما كنتُ أدمنتكِ وتعودتُ

حضوره

ولماذا ليس الآن أظنها طويلة جداً الفترة الزمنية التي تفصل ما بين اليوم وغداً

لقد رصدتْ مرورك الروح وفرحتْ في طبع صورتك جميع المرايا

أخبرني يا حمزه كيف لا يكون عبير الحروف خلاباً

وقد استقبلتْ سطور الصفحات قارئاً

ننتظر نبأ وصوله أنا

والكلمات

ميزان الحكمة أنا ولكم أخاف لو طاوعتكِ وعصرتكِ

وحينما تخمرتي نبيذاً معتقاً شربتكِ

أن أفقد بعض صفاتكِ

والحنان

لستِ جريئة بما فيه الكفاية لكي تقتحم أنوثتكِ حصون الأسوار

ولا أنا قوياً بالقدر الذي تظنينه حتى أستمر

في الصمود أمام طول

الحصار

قناصة بارعة أنتِ وعلى الرغم من مهارتكِ في التسديد

لقد دفع قلبي الثمن وكان أول إصابة

عن طريق الخطأ

يا سيدة الماضي البسيط وفاتنة الحاضر التام وأميرة المستقبل المستمر

لكم أخشى لو تحدثتُ عنكِ بما هو واضح ومستحق

أن يغدر بحروفي القلم ويكشف

خفايا الأسرار

سألتني البارحة عن وجه الشبه المؤكد بينها وبين فيروس كورونا

أجبتها كلاكما يا سيدتي يستطيع تغيير ملامحه

وقبل أن تمضي الدقيقة

ويا ليتني كنتُ معلقاً أسفل أذنكِ اليمنى عوضاً عن الحلق

لربّما أسقط وأمّا الأرض لا أصلها ولا أقع

مهمتي ترسيم الحدود ما بين

إسبانيا وفرنسا

علّمونا بأن الكرة الأرضية تدور حول الشمس بتأثير جاذبيتها

ولكنهم لم يخبرونا بأن هناك جاذبية

تفوق وبكثير نطاق

جاذبيتها

أخبريني إذن وإن شئتِ علّميني أو بالأحرى درّبيني كيف أُسكت ذلك المسكين

الذي يسكن أقصى حدود الجهة اليسرى من جغرافية صدري

وقد أضناه الشوق ومزقه الشعور بالحنين

ولم أبدأ بعد حتى التفكير

بالرحيل

كيف لا أحبكِ وأنتِ التي علّمتها تهجئة الكلمات وكتابة حروف الأبجدية

وعندما أصبحتِ في العشق ماردة ومؤلفة عبقرية

تناسيتني ولم تنصفني قصائدكِ

الشعرية

كاذبة أنتِ وبالقدر الذي ترغبين والمصيبة ما زلتُ أصدق أغلب ما تقولين

تشردقتُ بكِ عمراً وعجز قلبي عن لفظكِ مثلما كنتِ تتوقعين

فما فائدة المصارحة وأعرف بأنكِ سوف تكذبين

سجلكِ لم تكفيه السوابق فهل يهرب

تاريخكِ من قلم يعشق

فن التدوين