![]() |
* بَدَأَ: فعلٌ ماضٍ من أَفْعَالِ الشُّروع يعملُ عملَ كانَ نحو" بَدَأ الجيشُ يَزْحَفُ". ويَجِبُ أنْ يكونَ خَبَرُها جُمْلةً مِن مُضارِعٍ، وفاعِلُه يَعُود على الاسم، وقَدْ تأتي تامةً إذا كان المَعْنَى مُجَرَّدَ البَدْء.
* البَدَل(ويسميه الكوفيون: تكريراً كما نقل عنهم ابن كيسان، ونقل الأخفش: أنهم يسمونه الترجمة والتبيين. ) : -1 تعريفه: هو تابعٌ، بِلا واسِطَةِ عَاطفٍ، مقصودٌ وحْدَه بالحُكْمِ، والمتبوعُ ذُكِرَ توطئِةً له، ليكونَ كالتَّفسير بعدَ الإِبهام ولا يَتَبَيَّن البَدَلُ بغيره، لا تَقُول: " رأيتُ زَيْداً أبَاه" والأبُ غَيرُ زيدٍ، ويَصحُّ أَنَّ يُوافِقَ البَدَلُ المُبْدلَ مِنْهُ ويُخَالِفَه في التَّعريف والتَّنْكِيرِ، فَيَصحُّ عِندَ البَصْريين إبدالُ المَعْرِفَةِ مِنَ النَّكِرَةِ، والنَّكرَةِ من المَعْرِفَةِ، والمَعْرِفَةِ من المَعْرِفة، أمَّا الأول كقولك: مررتُ برجلٍ زيدٍ، ومثلُه: { وإنك لَتَهْدي إلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ} (الآية "52 - 53" من سورة الشورى "42" )، وأمَّا الثَّانِي فنَحْو مَرَرْتُ بزَيْدٍ رجلٍ صالِحٍ، ومثله: { لَنَسْفَعَاً بِالنَاصِيةِ ناصِيةٍ كاذِبَةٍ} (الآية "15 - 16" من سورة العلق. ) والثالث نحو {أهْدِنَا الصِّراطَ المُسْتَقِيم صِرَاطَ الَّذِين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (الآية "5" من سورة فاتحة الكتاب "1" ). -2 أقسامه: البَدَلُ أَربعَةُ أَقْسام: أ - بَدَلُ كلِّ مِنْ كُلِّ ويُسمَّى المُطَابِق. ب - بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ كُل. ج - بَدَلُ الاشْتمال. د - البَدَل المُبَايِنُ، وهاكَ بَيَانَها: (أ) بَدَلُ كلٍّ من كلٍّ أوِ المطابق، هو بدلُ الشَّيءِ مِمَّا يُطابقُ مَعْنَاه، نحو: { اهْدِنَا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (الآية "6" من سورة الفاتحة "1" )، ونحو: " رأيت زيداً أَخَا عَمْرو"، وأخَا عَمْرٍو تَصِحُّ بَدَلاً وصِفَةً. (ب) بَدَلُ بعضٍ من كل: هُوَ بَدَلُ الجُزْءِ من كلِّه قَلَّ أو كَثُرَ أو ساوَى، يَقُول سيبويه في بَدَل البَعْض: وهو أنْ يتكلم فيقول: " رأيت قَومَك" ثم يَبْدو لَهُ أَنْ يُبَيِّن مَا الَّذِي رأى منهم، فيقول: ثلثيهم ناساً مِنْهُم. ولا بُدَّ مِنْ اتِّصَالِه بضَمِيرٍ يَرجِعُ عَلى المُبدَلِ منه، إمَّا مَذكُورٍ نحو "أكَلْتُ الرَّغِيفَ نصْفَه" أو مُقدَّرٍ نحو: { وَللَّهِ عَلى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاع إليهِ سَبِيلاً} (الآية "97" من سورة آل عمران "3" ) أي من اسْتَطَاعَ مِنْهُمْ. (جـ) بَدل الاشْتمال: هو بَدَلُ شَيءٍ من شَيْءٍ يَشْتَمِلُ عَامِلُهُ على مَعْنَاهُ إجْمالاً لأنَّهُ يَقْصِد قَصْدَ الثَّاني ولا بُدَّ فيه مِن ضَميرٍ كسَابِقِه، إمَّا مَذكُورٍ نحو: "سُلِبَ زَيدٌ ثَوبُه"، لأَنَّ مَعْنَى سُلِبَ: أُخِذَ ثَوْبُه ومثله: " سَرَّني الحاكِمُ إنصَافُهُ" أو مُقدَّر نحو قوله تعالى: { قُتِلَ أَصْحابُ الأخْدُودِ النَّار ذَاتِ الوَقُودِ} (الآية "4 - 5" من سورة البروج "85" ) أي النار فيه، ومثلُ ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: { يَسْأَلُونَكَ عن الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فيه} (الآية "217" من سورة البقرة "2" ). (د) البَدَلُ المُبَاين: هُوَ ثَلاثَةُ أقْسَام، وتَنْشَأُ هذه الأقسامُ من كونِ المُبْدَلِ منه قُصِدَ أوْلاً، لأنَّ البدلَ لا بُدَّ أن يَكُونَ مَقْصوداً فالمبْدَلُ منه إنْ لم يكنْ مقصوداً البتة - وإنما سَبَقَ اللسانُ إليه - فهو "بَدَلُ غَلَط" أي بَدَلٌ سَبَبُهُ الغَلَطُ، لا أنه نفسَه غَلطٌ. وإنْ كَانَ مَقْصُوداَ، فإن تَبَيَّنَ بعد ذكرِهِ فَسَادُ قَصْدِهِ، فـ " بَدل نِسْيان" أي بَدلُ شَيء ذُكِرَ نِسياناً، وإن كانَ قُصِدَ كلُّ واحِدٍ من المبدلِ منه والبَدَل صحيحاً فـ "بَدَل الإِضراب" فإذا قلت: " اشْتَريْتُ لَحْماً خبزاً" فهذا صَالِحٌ للثَّلاَثَةِ بالقَصْدِ، والأَحْسَنُ أَنْ يُؤْتَى لهَذِه الأَنْواع بـ " بَلْ". -3 تَوَافُقُ البَدَل والمُبْدل منه وعدمُ توافُقِه. لاَ يَجِبُ توافُقُ البَدَلِ والمبدَلِ منه تَعْريفاً وتَنْكِيراً، فتارةً يكونان مَعْرفتين، نحو: " جَاءَ أَخُوكَ عليٌّ" وأخرى نَكِرَتَيْنِ نحو: { إنّ لِلْمُتَّقِينَ مفازاً حَدَائِقَ} (الآية "13 - 32" من سورة النبأ "78"، أو مُخْتَلِفَتَينِ نحو: { إنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ الَّلهِ} (الآية "52 - 53" من سورة الشورى "42" )، {لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} (الآية "15 - 16" من سورة العلق "96") وقد تقدم. وأمَّا الإِفْرادُ والتَّذْكِيرُ وأَضْدَادُهُما فيَجِبُ التَّوافُقُ فِيها إنْ كَانَ بَدَلَ كلِّ، إِلاَّ إنْ كانَ أحدُهما مَصْدَراً، أو قَصْدَ التَّفصِيل، فلا يُثَنَّى ولا يُجْمعُ نحو{ مَفازاً حدائقَ} وقول كثيِّر عزَّة: وكُنْتُ كذِي رِجْلَين رِجْلٍ صَحيحةٍ * ورِجْلٍ رَمَى فِيها الزَّمَانُ فَشَلَّتِ وإنْ كان غَيْرَ "بدل كُل" لم يَجِبِ التَّوافقُ نحو" سَرَّني العُلَماءُ كِتَابُهم". "أكلتُ التَّفَاحةَ ثُلُثَيْها". -4 الإِبدالُ من الضَّمِير: لا يُبْدَلُ مُضْمرٌ من مُضْمَرٍ، ولا يُبْدَلُ مُضْمَرٌ مِنْ ظَاهِرِ هَذَا عندَ الأكثرين(أمَّا سيبويه فيقول: : "فإنْ أردتَ أن تجعَل مُضْمراً بَدلاً من مُضمَرٍ، قلت: "رأيتُكَ إيَّاهُ" و "رأيتُهُ إيَّاهُ" ويقول: "واعلم أنّ هذا المُضْمَر يجوزُ أن يكون بَدَلاً مِن المظهر" كأنك قلت: " رأيت زيداً " ثم قلت "إياهُ رَأيت" ومثّل المُبرِّد بقوله" زيد مررت به أخيك". ) ويجوزُ العكسُ أي الظاهر من مضمر مُطْلقاً إنْ كَانَ الضَمِيرُ لَغَائِبٍ نحو: { وأسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِين ظَلَمُوا} (الآية "3" من سورة الأنبياء "21") بِشَرْط أنْ يكونَ بَدَلَ بَعْضٍ نحو: { لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُول اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ واليَوْمَ الآخِرَ} (الآية "21" من سورة الأحزاب "33" ) . وقول غُويل بن فرج: أَوْعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ * رِجْلي، ورِجْلي شَثْنَةُ المَنَاسِمِ(الأداهم: جمع أدهم وهو القيد، المناسم: جمع مَنْسَم: وهو خف البغير، استعير للإِنسان، وشثنة المناسم: أي غَلِيظتها، والشاهد فيه "رِجْلي" فإن بَدل بعض من الياء في أَوعَدَني. ) أو بَدَل اشتمالٍ كَقَوْل النابغة الجَعْدِي: بَلَغنا السَّماءَ مَجْدُنا وسَنَاؤُنَا * وإنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَراً(هذا البيت من قصيدةَ أنشدها بين يَدَي النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال إلى أينَ المظهر يا أبا ليلى، فقال : الجنة، فقال: أجَلْ إن شاء الله، الشاهد: قوله" مَجدُنا " فإنه بدلٌ اشتمال من الضمير المرفوع. ). أو بَدَلُ كُلِّ مُفِيدٍ للإِحَاطَةِ والشُّمول نحو: { تكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنا وآخِرِنا} (الآية "144" من سورة المائدة "5" فـ " لأوَّلِنا وآخِرِنَا" بدل من "لنا" يفيد الشمول والإحاطة. ). ويمتنع إنْ لم يُفِدِ الإِحَاطة. -5 البَدَلُ مَن مَضَمَّن مَعْنَى الاسْتِفْهَام أو الشَّرْط: إذا أُبْدِلَ مِنْ اسْمٍ مُضَمَّن مَعْنى "همزة" الاستفهام أو "أنْ" الشَّرْطِية أُتيَ "بالهمزةِ" للاستِفْهام وبـ " إن" للشَّرطِيَّة، فالاستفهام نحو: " مَنْ عِنْدَكَ أسَعيدٌ أَمْ عَليٌّ"، و" كَمْ مَالُكَ أَعِشْرُونَ أَمْ ثَلاثُون"، و "ما صَنَعْتَ أَخَيْراً أَمْ شَرّاً". والشرط نحو: " مَنْ يُسافِرْ إنْ خالدٌ وإنْ بَكْرٌ أُسافِرْ مَعَه" و "ما تَصْنَعْ إنْ خَيْراً وإنْ شَرّاً تُجْزَ بِهِ". -6 البَدَل مِن الفِعل: كما يُبْدَلُ الاسْمُ مِنَ الاسمِ يُبْدَلُ الفعلُ مِنَ الفِعلِ بَدَلَ كلٍّ مِنْ كلّ نحو قول عبد الله بن الحرّ: مَتى تَأتنَا تُلْمِمْ بَنَا في دِيارِنا * تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً ونَاراً تَأَجَّجا وبَدَلَ اشْتِمال نحو: { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً، يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ} (الآية "68 - 79" من سورة الفرقان "25" ) وقوله: إنَّ عَلَيَّ اللَّهَ أَنْ تُبَايِعَا * تُؤْخَذَ كَرْهاً أَوْ تَجيءَ طَائِعاً ولا يُبْدَل الفِعْلُ بَدَلَ بعضٍ، ولا غَلَطٍ، وأَجازَهُمَا جَماعَةٌ، ومثلوا للأوَّل بقولهم: " إنْ تُصَلَّ تَسْجُدْ لله يَرْحَمْكَ". وللثاني نحو" إنْ تُطْعِمْ الفقير نَكْسُه تُثَبْ على ذلك". والدَّلِيل على أن البَدَلَ في الأمْثِلَةِ هو الفِعلُ وحْدَه ظُهُورُ إعْرَاب الأولِ على الثاني. |
-7 بَدلُ الجُملةِ من الجُمْلة، والجملة من المفرد:
تُبدَلُ الجملة من الجملة إنْ كانتِ الثانيةُ أَبْينَ من الأولى، نحو: { أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونْ أَمَدَّكُمْ بأنْعَامٍ وبَنِينَ} (الآية "132 - 133" من سورة الشعراء "26" ). وتُبْدَلُ الجُمْلَةُ من المُفْردِ كقولِ الفَرَزْدَق: إلى اللَّهِ أَشْكُو بالمَدِينةِ حَاجَةً * وبالشَّامِ أُخْرَى كَيْفَ يَلْتقيان أَبْدَلَ "كَيْفَ يَلْتَقِيَان" من "حَاجَةً وأُخْرَى" أي إلى الله أشكُو هَاتَيْنِ الحَاجَتَين تَعَذُّرَ التِقَائِهِمَا. -8 قد تكون "أنَّ" بدلاً مما قبلها : وذَلِكَ قولُك: "بَلَغَتْني قِصَّتُكَ أَنَّكَ فَاعِلٌ" و "قدْ بَلَغني الحديثُ أنَّهم مُنْطَلِقُون" فالمعنى: بَلَغَنِي أنَّك فاعِلٌ، وبَلَغَنِي أنَّهُمْ مُنْطَلِقُون. ومن ذلك: { وإذْ يَعِدْكُمْ اللَّهُ إحْدَى الطائِفَتَيْنِ أنَّها لَكُمْ} (الآية "7" من سورة الأنفال "8" ) فإنَّها مُبْدَلَةٌ من إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ مَوْضُوعَةٌ في مكانها، كأنَّك قلتَ: وإذْ يَعُدِكُمُ اللَّهُ أَنَّ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ لكُمْ، فقَد أبْدَلْتَ الآخِرَ مِن الأَوَّل، ومِنْ ذلِكَ قولُه عزَّ وجلَّ: { أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِن القُرُونَ أّنَّهُمْ إلَيْهِم لا يَرْجِعُون} (الآية "31" من سورة يس "36" ). ومما جاءَ مُبْدَلاً من هذا الباب قولُه تَعَالى على لسانِ مُنْكِري البَعْث: { أََيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إذَا مُتُّم وكُنْتُمْ تُرَاباً وعِظَاماً أنّكم مَخْرِجُونَ} (الآية "35" من سورة المؤمنون "23" ) فكأنه قال: أيَعِدُكثم أنَّكم مُخْرَجُون إذا مُتُّم. -9 كلماتٌ يَصحُّ فيها البَدَلُ والتَّوكِيدُ والنَّصب على أنها مفعول: تقول: "ضُرِبَ عبدُ اللَّهِ ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ" و "ضرِبَ زيدٌ الظَّهرُ والبَطْنُ" و "قلِبَ عُمْرٌو ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ" و" مُطِرْنَا سَهْلُنا وجَبَلُنَا" و" مُطِرْنا السَّهْلَ والجَبَل". فإنْ شِئت جَعَلْتَ ظَهْرَه في المَثَلِ الأَوَّل، والظهرَ في الثانِي، وعمروٌ في المَثَلِ الثَّالث، وسَهْلُنا في الرابع، والسَّهلُ في الخامس - بدلاً، وإن شِئْتَ جَعَلتَه توكيداً بِمَنْزِلَةِ أجْمَعِين - أي يَصِير البَطْنُ والظَّهْرُ توكيداً لعبدِ اللَّه، إذ المَعْنَى ضُرِب كُلُّه، كَمَا يَصِير أجْمَعُون توكِيداً للقَوْم - وإن شِئْت نَصَبْتَ - أي عَلَى المفعولية - تَقُول: " ضُرِبَ زَيْدٌ الظَّهرَ والبَطْنَ" و" مُطِرَنا السَّهلَ والجَبَلَ" و "قلِبَ زيدٌ ظَهْرَه وبَطْنَه" - كُلُّها بالنصب والمعنى أنَّهُمْ مُطِروا في السَّهلِ والجَبَل وقُلِبَ على الظَّهرِ والبَطْنِ، ولكنهم أجَازُوا هذا كما أجَازُوا قَولَهُمْ: " دَخَلتُ البَيْتَ" وإنما مَعْناه: دَخَلْتُ في البيت والعامِلُ فيه الفعل. ولم يُجِيزُوه - أي حَذْفُ حَرْفِ الجر - في غيرِ السَّهْل والبَطْن والجَبَل، كما لم يَجزُ: دخلتُ عبدَ اللَّهِ فجاز هَذا في ذَا وَحْدَه، كما لم يَجُزْ حَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ إلاَّ فِي الأَماكِن في مثل: " دخلتُ البيت واختُصَّتْ بهذا. وَزَعَم(زَعَمَ هنا: بمعنَى قال. ) الخليل رحمه الله أنهم يقولون: "مُطِرْنَا الزَّرْعَ والضَّرْعَ". ومما لا يصح فيه إلاّ البَدَليَّة قولُه عزَّ وجلَّ: { وللَّهِ عَلى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ استطاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً} (الآية "97" من سورة آل عمران "3" ) مَنْ استطَاعَ أي منهم ومَنْ: بَدلُ بَعضٍ من الناس. ومِن هذا الباب قولُك: " بِعْتُ مَتَاعَك أسفَلَه قَبْلَ أعْلَاهُ" و "اشْتَرَيْتُ مَتَاعَكَ أسفَلَه أَسْرَعَ مِنَ اشْتِرَائي أعلاه". و "سقَيْتُ إبِلَكَ صِغَارَهَا أَحْسَنَ مِن سَقْيِي كِبارَها"، "ضَرَبْتُ النَّاسَ بَعْضَهم قَائَماً وبَعْضَهم قَاعِداً" فهذا لا يكون فيه إلاّ النَّصْبُ - أي على البَدَلِية - يقول سيبويه: لأنَّ مَا ذَكَرْتُ بعدَه ليسَ مَبْنِيّاً عليه فيكونَ مُبْتَدأً، ومِنْ ذَلِكَ قولُكَ: " مَرَرْتُ بمتاعِك بَعْضِه مَرْفُوعاً وبَعْضِه مَطْرُوحاً" فهذا لا يَكونُ مَرْفُوعاً - أي على الابتداء - وجَعَلْتَ مَرْفُوعاً ومَطْرُوحاً حَالَين من بَعضه، ولم تجعلْه مَبْنيّاً على المبتدأ يقول سيبويه: وإنْ لَمْ تَجْعلْه حالاً للمرور جازَ الرفع. -10 يَجوزُ في البدَلِ القَطْعُ أَحْياناً ولا يَصِحُّ أحياناً. القَطْع: أنْ تَقْطَع البَدَل عن اتِّباع المُبْدل منه في الحَرَكات ويكونُ مُبْتَدأ أو غَيرَه، مثال الجمع قوله تعالى: { ويومَ القِيامةِ تَرَى الذِين كَذَبُوا على اللَّهِ وجُوهُهُم مُسْوَدَّة} (الآية " 60" من سورة الزمر "39" ) والأصل: وجوهَهُم على النَّصْب بَدَلاً من الذين، ولَكِنْ أُوثِرَ في الآية القَطْعُ لأَنَّ المَعْنَى بالقطع هنا أوضحُ وأجود. وتقول: " رأيتُ مَتَاعَكَ بَعْضُهُ فوقَ بَعْضٍ" بَعَضُه مبتدأ، وفَوْق في موضع الخَبر ويَجوزُ أن تجْعَلَ بعضَه منصوباً على أنَّها بَدَلُ بَعْض. وَفَوْقَ في مَوْضِع الحَال، وتَقُولُ: "رأيتُ زَيْداً أبُوهُ أَفْضَلُ مِنه" أبُوه مُبْتَدأٌ وأفْضَلُ خَبَرٌ والجملةُ نَعْتٌ لزيدٍ، يَقُول سيبويه: والرفعُ في هذا أعرفُ مع جَوازِ البَدَلية، ومما جَاءَ تَابِعاً على البَدَلِية - لا على القطع - قولُ من يُوثَق بِعَرَبِيَّتِه - على ما قال سيبويه - "خَلَق اللَّهُ الزَّرافَةَ يَدَيْها أطولَ مِنْ رجليها" فَيَدَيْهَا بدلُ بعضٍ من الزَّرَافَة، ويجوزُ فيها القطعُ كما قَدَّمْنا، ومن ذلك قول عَبْدَة بن الطبيب: وَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُه هُلْكَ واحدٍ * ولكنَّه بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّما هُلْكُه بَدَل اشْتِمَال من قَيْس، ويَجُوزُ على القَطْع فيكون هُلْكُه مُبْتدأ وهُلْكُ خبر والجملة خبرُ كان، ولكن هكذا يُنْشَد، ومِثلُه قول رجلٍ من بَجِيلةَ أو خَثْعَم وقيل عَدِيّ بنُ زيد: ذَرِيني إنَّ أمْرَكِ لَنْ يُطَاعَا * وما ألْفَيتِني حِلْمِي مُضَاعَا حلمي: بدلُ اشْتِمَالٍ من ياءِ المتكلم من ألْفَيْتِني. -11 افتراق عطف البيان عن البَدَل: يَفْتَرِقُ عطفُ البيان عن البَدَلِ في أشياء منها: (1) أنَّ عطفَ البيان لا يكونُ مُضْمراً ولا تَابَعاً لمُضْمَر. (2) أنَّهُ يُوافِقُ مَتْبُوعَهُ تَعْريفاً وتنكيراً. (3) أنَّهُ لا يكونُ فِعْلاً تابعاً لفعل. (4) أنَّه لَيسَ في التَّقْدِير من جملةٍ أخرى. (5) لا يُنْوى إحْلالُه مَحَلَّ الأوَّل بخلاف البَدَل في جميع ذلك. بَدَل الاشتِمال(= البدل 2 جـ) . بَدَلُ بَعْضٍ مَنْ كُل(=البدل 2 ب). بَدَلُ كُلٍّ من كُل(=البدل 2 أ). البَدَلُ المُباين(=البَدَل 2 د). |
* بُسْ بُسْ: اسمُ صوتٍ دُعَاءٍ للغَنَم والإِبِل.
* البِضْع: ومثله" البِضْعَة" وهُوَ ما بين الثَّلاثِ إلى التَّسعِ وحُكْمُه تأنيثاً وتذكيراً في الإِفْراد والتركيب: حُكْمُ "تِسعٍ وتِسعةٍ" تقولُ: "بَضْعَ سِنِينَ" و "بضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً" و "بضْعَ عَشْرَة امْرأة" ولا يُستعمل فيما زادَ على العشرين وأجَازَه بعضُهم ورُوِي في الحديث: (بِضْعاً وثَلاثِينَ مَلَكاً). وجَعَلهُ النُحاةُ كالمصدر فلا يُجمَع ولا يُثَنَّى. * بَعْد: ضِدُّ "قَبْل" وهي ظَرْفٌ مُبْهَم لا يُفْهَم معناه إلاَّ بالإِضافةِ لِغيرِهِ، وهو زَمَانٌ مُتَراخٍ عن الزمان السابقِ فإن قرُبَ منه قِيل: بُعَيْد، وقد يكونُ للمكانِ، وله حَالَتان : الإِضافةُ إلى اسمِ عيْن فحينئذٍ يكونُ ظَرْفَ زمان، أوْ إلى اسمِ مَعنىً فظرفُ مكان. وأحكامُها الإِعرابية كأحكامِ قَبْل (=قبل). وقد تجيء" بعدُ" بمعنى " قَبْل" نَحو: {ولقد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِكْرِ} (الآية "105" من سورة الأنبياء "21"). وبمعنى "مَع" يقال "فُلانٌ كَرِيم وهو بَعْدَ هذَا عَاقِلٌ". وعليه تأويل قوله تعالى: { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنيمٍ} (الآية "13" من سورة القلم "68"). * بَعْدَك: اسمُ فعلٍ مَنْقُول، ومَعْناه: تَأَخَّر، أو حَذَّرتَه شَيئاً خَلْفَه، والكاف للخطاب. * بَعْدَ اللَّتَيَّا والّتِي: اللَّتَيَّا تَصْغِيرُ الَّتِي على خَلافِ القِياسِ والمَعْنى: بعدَ اللَحظَةِ الصَّغِيرةِ والكَبِيرَةِ التي مِنْ فَظَاعَةِ شأْنِها: كَيْتَ وَكَيْتَ. حُذفَتِ الصِّلةُ إيهاماً لقُصُورِ العبارَة عن الإِحَاطَةِ بِوَصْفِ الأَمْرِ الَّذِي كُنيّ بهما عَنه، وفي ذّلِكَ مِنْ تَفْخِيمِ الأمْرِ مَا لاَ يَخْفَى، وإعرابها: بعدَ ظَرْفُ زمانٍ أو مكان "اللَّتَيَّا". اسمُ موصول تصغير الَّتي مضاف إليه و "الَّتي" مَعْطُوفٌ وصلتهما مَحْذُوفَةٌ وُجُوباً لما مرَّ. * بَعْض: هَيَ لَفْظةٌ صِيغَتْ للدَّلاَلَةِ عَلَى الطَّائِفَةِ، لا على الكُلّ، وقال أبو العَّباس أحمدٌ بنُ يحيى ثعلب: " أَجْمَعَ أَهْلُ النَّحْوِ على أَنَّ البعضَ شيءٌ من أشياءَ أو شيءٌ مِنْ شيءٍ". وتَقَعُ على نِصْفِ الكُل، وعلى ثَلاَثَةِ أَرْبَاعِه، وعَلَى مُعْظَمِهِ وَتَقَعُ على الشيءِ كلِّه ما عَدَا أقَلِّ جُزْءٍ منه. وَقَدْ بعَّضْتُ الشَّيء فرَّقتُ أَجْزَاءه، وتَبعَّض هُو، وقد تكونُ "بعضُ" بمعنى "كُل" كقولِ الشاعر: " أو يَعْتَلِقْ بَعْضَ النفوسِ حَمَامُها" وقال أبو حاتم السَّجسْتَاني: ولا تقول العربُ الكلُّ ولا البَعْضُ، وقد أستعمله النَّاسُ حتى سِيبَويَه والأَخْفشِ في كُتُبِهِما لِقِلَّةِ عِلْمِهما بهذا النحوِ، فاجتنبْ ذلك فإنَّه ليسَ من كلامِ العَرَب(قال الأزهري: النحويون أجازوا الألف واللام) و "بعضُ" مذكَّرٌ في الوجوهِ كُلِّهَا، ويعربُ حَسْبَ مَوْقِعِهِ من الكلام، وقد يُضافُ إلى مَصْدرٍ من نَوعِ الفِعلِ فتقول: " اقْرأ بعْضَ القِرَاءَةِ" لا بَعْضَ الشيء ويعربُ على أنَّه مَفْعُولٌ مُطْلَق. * بُعَيْدَاتبَيْن: في اللسان: لَقِيتهُ بُعَيْدَاتِ بَيْن: إذا لَقيتَهُ بعْدَ حين، وقيل: بُعَيداتُ بَيْن: أي بُعَيد فِرَاقٍ، وذَلِكَ إذا كان الرَّجُلُ يُمْسِك عن إتْيَانِ صاحِبِهِ الزَّمَانَ ثم يَأْتِيه ثم يُمْسِك عنه ثم يَأْتِيه، وهو من ظُرُوفِ الزَّمَان الَّتي لا تَتَمكَّنُ ولا تُسْتَعْمَلُ إلاّ ظَرْفاً، ويقال: إنَّك لتضحكُ بُعَيْدات بيْن، أي بين المَرَّةِ، ثُمَّ المضرَّة في الحين. * بَغْتَةَ: منها قوله تعالى: { حَتَّى إذا جاءَتْهُمُ السَّاعةُ بَغْتَةْ} (الآية "31" من سورة الأنعام "6" ) { أخذناهم بَغْتَةً} (الآية "44" من سورة الأنعام "6" ). وإعرابها: مصدَر في موضعِ الحال أيْ باغِتةً وقِيل: هو مَصْدرٌ لفِعل مَحْذوف أي تَبْغَتُهُم بَغْتَةً. * بُكْرَة: تقول: "أَتَيْتُه بُكرةً" أي باكراً بالتَّنْوين وهو مَنْصُوبٌ على الظَّرفِيَّة الزَّمَانِيَّة، فإنْ أَرَدْتَ بُكْرَةَ يومٍ بِعَيْنه قلت: " أتَيْتُه بُكْرَةَ" وهو مَمْنُوعٌ من الصَّرْف مِنْ أجلِ التأنيث وأنه مَعْرِفةٌ، وهو من الظُّروف المُتَصَرِّفَةِ تَقول: "سِيرَ عَليه بُكرةٌ" فبُكْرَةُ هُنا نَائِبُ فَاعِلٍ لـ "سِيرَ". * بَلْ الابتِدَائِيَة: تَأْتِي حَرْفَ ابْتِدَاءٍ وهِيَ التي تَلِيهَا جُمْلةٌ، وَمَعْنَاهَا: الإِضْرَابُ، والإِضْرَاب: إمَّا أنْ يَكونَ مَعْنَاه الإِبْطالَ نحو: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُون} (الآية "26" من سورة الأنبياء "21") أيْ بلْ هم عباد. وإمَّا أن يكونَ مَعْنَاه الاِنْتِقَالَ من غَرَضٍ إلى آخَر نحو: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسمَ رَبِّه فَصَلَّى، بَلْ تُؤْثِرُون الحَيَاةَ الدُّنْيا} (الآية "14 - 15 - 16" من سورة الأعلى "87"). * بَلْ العَاطِفَة: ومَعْنَاها: الإِضرابُ عن الأول، والإِثباتُ للثَّاني، وتَأتي حَرْفَ عَطْفٍ وذلك بشَرْطَين: إفرادِ مَعْطُوفِها وأَنْ تُسَبَق "بإيجابٍ أو أَمْرٍ أو نَفْي أو نهيٍ" ومعناها بعد "الإِيجابِ والأمرِ" : سَلْبُ الحكم عما قَبْلها وَجَعْلُه لِمَا بَعْدَها، نحو" قَرَأ بَكْرٌ بل عَمْرٌو" و "ليَكْتُب صَالحٌ بَلْ مَحُمَّدٌ". ومَعْنَاهَا بَعْدَ النَّفْي أو النَّهْي" تقريرُ حُكْمِ مَا قِبْلَها مِنْ نَفْيٍ أو نَهْيٍ على حَالِهِ وجعلُ ضِدِّهِ لما بَعدها كما أنَّ "لكِنْ" كذلِكَ، كقَولِكَ: " ما كُنْتُ في مَنْزِلٍ بَلْ بَيْدَاءَ" لا تُقاطِعْ الجامِعَةَ بل عَمْراً"، ولا يُعطف بـ " بَلْ" بعد الاستفهام فلا يُقال: " أضربْتَ أَخَاكَ بَلْ زَيْداً". ولا نحوَه، وقد تُزاد قَبْلَها "لا" لتوكيد الإِضراب وهي نافِيَةٌ للإِيجاب قَبْلَها كقول الشاعر: وَجْهُكَ البَدْرُ لا بَلِ الشَّمسُ لَوْ لَمْ * يُقضَ للشمسِ كَسْفَةٌ أو أفُولُ ولِتَوْكِيد تَقْرِير مَا قَبْلَها بَعْدَ النَّفي قوله: وما هَجَرْتُكِ لا بَلْ زَادَني شَغَفا * هَجْرٌ وبُعْدٌ تَرَاخَى لا إلى أجلِ ومنع ابنُ دَرَسْتَويه زِيادَتَها بعدَ النَّفيْ والصحيحُ خِلافه. بَلْهَ: يَأتي عَلى ثلاثة أوْجُه: (أحَدُها) اسْمُ فعلٍ بمعنى "دَعْ" وفتحه للبناء، وما بعدَه منصوبٌ على أنه مفعولٌ به. (الثاني) مَصدَرٌ بمعنى " التَّرْك" وفَتْحُه إعْرابٌ، وما بَعْدَه مَخْفُوضٌ على الإِضَافَةِ نحو "ليس في الكاذب خضير بَلْهَ الخَاسِرِ" ومعناهُ اتركِ الخاسِرَ. (الثالث) اسمٌ مُرادِفٌ لـ "كَيْف" وفَتْحُه للبِنَاء وما بعدَه مَرْفُوع(=اسم الفعل 5). بَلَى: حَرْفُ جَوَابٍ، وتَخْتَصُّ بالنَّفيْ وَتفيدُ إبْطَالَه، سواءٌ أكانَ مُجَرَّداً نحو: { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} (الآية "7" من سورة التغابن "64"). أمْ مَقْرُوناً بالاستفهام - حَقِقيّاً كان نحو" أَلَيْسَ عَليٌّ بآتٍ" - أو توبيخاً نحو قوله تعالى: { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ ونَجْوَاهُمْ بَلَى} (الآية "80" من سورة الزخرف "43"). - أو تَقِرِيرِيّاً نحو قوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالوا: بَلى} (الآية "172" من سورة الأعراف "7" }. والفَرْقُ بيْنَ "بلَى" و "نعَمْ" تأتي بعد النَّفيْ والإِثبات. فإذا قِيلَ "ما قامَ زَيْدٌ" فَتَصْدِيقُهُ نعم، وتكذيبُه: بَلَى. البِنَاءُ: -1 تَعْرِيفُه: هُوْ لُزُومُ آخِرِ الكلمةِ حَالَةً واحِدةً. -2 المَبْنِيَّاتُ: (أ) الحُرُوفُ كلُّها مَبْنِيَّةٌ. (ب) الأفعال كلها مبنيةٌ إلاَّ المضارعَ الذي لم تُبَاشِرْهُ إحدى نُوني التوكيد أو اتَّصَلَت بهِ نُونُ الإِناثِ. (جـ) والمَبْنيُّ مِنَ الأَسْماءِ هو كلُّ اسمٍ أَشْبَهَ الحُرُوفَ بَشَبَه من الأشباه الثلاثة: الوَضْعي، والمَعْنوي، والاستعمالي. (=الشَّبَه الوَضْعِي، والشبه المعنوي، والشبه الاستعمالي). والأسماءُ المَبْنية هي: الضَّمائِرُ، أسماءُ الإِشَارَةِ، أسْماءُ المَوْصُولِ، أسْماءُ الأَصْوَاتِ، أسْماءُ الأفْعَال، أسْماءُ الشَّرْط، أسْمَاءُ الاسْتِفْهَامِ، وبَعْضُ الظُّرُوفِ مثل "إذْ، إذا، الآنَ، حَيْثُ، أمْسِ"، وكلُّ ذلك يبُنى عَلَى ما سُمعَ عليه. ويَطَرَّدُ البناءً على الفتح فيما رُكِّبَ مِن الأعدادِ والظُّروف والأَحْوَالِ نحو "أرى خمسةَ عَشَرَ رَجُلاً يَتَرَدُّدُونَ صَبَاحَ مَسَاءَ على جوَارِي بَيْتَ بَيْتَ". وَيَطَّرِدُ البِناءُ على الضَّمِّ فيما قُطِعَ عَن الإِضَافَةِ لَفْظاً من المُبْهَمَات كقبْلُ وبَعْدُ وحَسْبُ، وأولُ، وأسْمَاءُ الجهات، نحو: { لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ} (الآية "4" من سورة الروم "30" ). والكَسْرُ فيما خُتم "بَوَيْهِ" كسِيبَوَيْه وَوَزْنِ فَعَالِ علّماً لأُنْثَى كـ "حَذَامِ ورَقَاشِ" أوْ سَبّاً لها كـ "يا خَبَاثِ ويَا كَذَابِ". أو اسمَ فعل كـ " نَزالِ وقَتَالِ"(يستثنى من الأعداد المركبة "اثنا عشر، واثنتا عشر" فإنها تعرب إعراب المثنى، ومن أسماء الشرط والاستفهام والموصولات "أي" فإنها تعرب بالحركات، ويجوز في" أي " الموصولة البناء على الضم إذا أضيفت، وحذف صدر صلتها نحو "فسلِّم على أيُّهم أفضل" (= أيّ). (=جميعاً في حروفها). -3 أنواعُ البناء: أنواعُ البِنَاءِ أربعةٌ: (أَحَدُها) السُّكونُ، وهو الأَصلُ لأنه عَدَمُ الحَرَكَةِ، ولخِفَّتِهِ دَخَلَ في الكَلِم الثَّلاثِ: الحَرْفِ والفعلِ والاسْمِ المبني؛ فَفِي الحرف نحو "هلْ" وفي الفعل نحو "قمْ" وفي الاسْمِ المَبْنِيّ نحو "كمْ" (الثاني) الفَتْحُ وهُوَ أقْرَبُ الحَرَكَاتِ إلى السُّكُون، ولِهَذا دَخَلَ أَيْضاً في الكَلِم الثَّلاثِ: في الحَرْفِ نحو "سوفَ" وفي الفعل نحو "قامَ" وفي الاسمِ المبني نحو "أينَ". (الثالث) الكَسْرُ، ويدخلُ في الاسْمِ المبني والحرف، نحو" أمْسَ" و "لامِ الجر" في نحو" المالُ لِزَيْد". (الرابع) الضَّمُّ، ويَدْخُلُ في الاسمِ والحَرْفِ أيْضاً نحو "منْذُ" فهِي في لغةِ مَن جَرَّبِها حَرْفٌ مَبْني على الضَّمِّ، وفي لغة من رَفَعَ بها اسْمٌ مَبْنيٌ على الضم. (=مذ ومنذُ) |
البِنْتُ = ابنة.
بَنُون: مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المذَكَّرِ السَّالِمِ ويُعْرَبُ إعْرَابَه. (= جمع المذكَّر السالم 8). بَيْتَ بَيْتَ: يُقَال: " جَاري بَيْتَ بَيْتَ" أي مُلاَصِقاً، وهو مُرَكَّبٌ مبنيُّ الجُزْءين على الفَتْحِ في موضعِ النَّصبِ على الحال. * بَيْدَ: اسمٌ مُلازِمٌ للإضافَةِ إلى "أنَّ" وَصِلتها" وله مَعْنَيَان: (أحدُهما) : - وهو الأكثر - أن يَأْتِي بمعنى "غَير" إلاَّ أنَّه يَقعُ مَرْفوعاً ولا مَجْرُوراً، بَلْ مَنْصُوباً، ولا يَقَعُ صفةً ولا استِثْنَاءً مُتَّصِلاً، وإنَّما يُسْتَثنى به في الانْقِطاع خَاصَّة، ومنه الحديث(نحنُ الآخِرُون السَّابِقُون يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهم أُوتُوا الكتابَ مِنْ قَبْلِنا). ومَثْلِها: مَيْدَ، قال ثَعْلَبُ: بَيْدَ، مَيْدَ، وغير بمعنْىً، وفَسَّره بعضهُم من أجلِ أني. (الثَّاني) أن يكون بمعنى "مِنْ أجل" ومنهُ الحَدِيث (أَنَا أفْصحُ مَنْ نَطَقَ بالضَّاد بَيْدَ أَنَّي مِن قُرَيشٍ). * بَيْنَ: ظَرْفٌ بمعنى وَسَط، أوْ هِي كلمَةُ تَنْصِيفٍ أوْ تَشْريك، يُضَافُ إلى أكْثَرَ مِنْ وَاحِدٍ نحو" جَلَسْتُ بَيْنَ القوْمِ" أي وَسَطَهم، وإذا أُضِيفَ إلى الوَاحِدِ عُطِفَ عليه بالواو ونحو: " المَنْزِلُ بينَ خَالِدٍ وبَكْر" وتَكْرِيرُها مع المُضْمَرِ واجِبٌ، نحو" الكُتُبُ بيني وبَيْنَك" وتكريرُها مع المُظْهَر لا يَقْبُحُ خِلافاً لِمَن قال ذلك، لُوُرُودِها كَثِيراً فِي كَلاَمِ العَربِ، نحو: " المَالُ بَيْنَ خالدٍ وبَيْنَ عليٍّ"، وإذا أُضِيفَتْ إلى ظَرْفِ زمانٍ كانتْ ظَرفَ زمانٍ نحو "اَزُورُكَ بَيْنَ الظُّهْرِ والعَصْرِ". أو إلى ظَرْفِ مَكَانٍ كانَتْ ظَرْفَ مَكانٍ نحو" مَنْزِلي بَيْنَ دارِكَ ودار زَيْدٍ" وإذا أَخْرَجْتَها عنِ الظَّرفِيَّة أَعْرَبْتَها كسائِرِ الأسماءِ نحو: { لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكم} (الآية "94" من سورة الأنعام "6" )، فـ "بينُكم" في الآية فاعل "تَقَطَّعَ" (وهي قراءة الأكثرين، وقراءة نافع والكسائي وحفص بالنصب على الظرف على معنى: لقد تقطع وصلكم بينكم. ). * بَيْنَ بَيْنَ: تقولُ: " هَذَا تَمْرٌ بَيْنَ بَيْن" أيْ بَينَ الجَيِّدِ والرَّديءِ. وَهُوَ مُرَكَّبٌ مَزْجيٌّ مَبْنيٌّ الجُزأينِ على الفتحِ كـ "خَمْسَةَ عَشَرَ" في موضع الحال. * بَيْنَا و بَيْنَمَا: أصْلُهُما : بَيْنَ مُضافَةً إلى أوْقات مضافَةٍ إلى جُملةٍ، فَحُذِفَتِ الأوْقاتُ وعُوِّضَ عنها " الألِفُ " أو "مَا" وهما مَنْصُوبَتَا المَحَلّ، والعامِلُ فِيهما ما تَضَمَّنَتُهْ "إذْ" مِنْ مَعْنى المُفَاجَأة، كقولك: "بَيْنَا أَنَا مُنْطَلِقٌ إذْ جَاءني بَيْنَ أوقاتِ انْطِلاَقِي، وقد تأتي "بينا" بدون" إذْ" بعدَها، وهو فصيحٌ عند الأصمعي، وعليه الحديثُ في البخاري: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينَا أنا نَائِمٌ رأيت النَّاسُ يُعْرَضُون عليّ ) الحديث. وما بعد" بَيْنَا وبَيْنَمَا" إذا كان اسماً رُفِع بالابتداءِ وما بَعدَه خَبر، وإذا كان بعد بينا اسم ثم فعل ومثلها : بينما، كان عَامِلُهُمَا مَحْذُوفاً يفسِّرُهُ الفعلُ المذكورُ نحو" بينما بكرٌ يعملُ في حقله إذ رأى مالاً". وإعْرابُهُما: عَلَى الظَّرفيةَ الزَّمَانِّيةِ لأَنَّهُما - في الأصل مُضَافتان إلى أَوْقَات، والأَلِفُ أو "ما" عَوَضٌ عن المُضَافِ إلَيْهِ كَمَا تَقَدَّم. وهو مُذَكَّر عِنْدَ مُعظَم أهْلِ اللغةِ، والمَشْهُورُ أنَّه يُطْلَق في الرَّجُلِ والمَرْأَة. |
بَابُ التَّاء
* تَا : اسْمُ إشارةٍ للمُفْرَدة المُؤَنَّثَة، وبِنَاؤه على السكون. (=اسم الإشارة). * تَاءُ التَّأْنِيث : تَكُونُ في الفعلِ سَاكِنَةً كـ "فَهِمَتْ" ومُتَحَرِّكَةً كـ "تَفْهَم" ولا تَكُونُ في الاسم إلاِّ مُتَحرِّكَةً كـ "فَاهِمَةٍ" وكـلُّ مُؤَنَّثٍ بالتَّاءِ حكمُه أنْ لاَ تُحذَف التاءُ مِنْه إذا ثُنِّيَ كـ "فَاهِمَتَيْن" لئلا يلتَبس بالمذكر. ولما كَانَتِ التَّاءُ في أصْلِ وضَعِها في الاسْمِ للفرْقِ بَيْنَ المُذَكَّر والمُؤَنَّثِ في الأَوْصَافِ المُشْتَقَّةِ المُشْتَرِكَةِ بَيْنَهُمَا كـ "نَبِيهٍ وَنَبِيهَةٍ" و "أديبٍ وأديبَةٍ" فلا تدخُلُ على المُخْتَصِّ بالنِّساءِ كـ "طَالق وحَاملِ، وطَامِث، ومُرْضِع وفَارِك (الفارك : المبغضة لزوجها) وعَانِس (العانس: البكر التي فاتها الزواج). كَما لاَ تَدْخُلُ على المُخْتَص بالرجالِ كـ "أكْمَرَ (الأكمر: عظيم الكمرة وهي حشفة القبل للرجل)، وآدر (الآدر: عظيم الخصية). ولا تَدْخُلُ على أسماءِ الأَجْنَاسِ الجامدة وشَذَّ: "رَجُل ورَجُلَة" و "فتىً وَفَتَاةٌ" و "غلامُ وغُلامَةٌ" و "طفْل وطِفْلَةٌ" و "ظبْيٌ وظَبْيَةٌ" و "أنْسانٌ [إنسان؟؟] وإنْسانَةٌ". ولا تَدْخُلُ هذه التاء في خَمسةِ أَوْزان، ويستوي فيها المُذكَّرُ والمُؤَنَّثُ: -1 "فَعِيلٌ" بمعنى مَفْعول إنْ تَبِعَ مَوْصُوفَهُ، نحو "كَفٌّ خَضِيبٌ" و "ملحَفَةٌ غَسِيلٌ" وشَذَّ "مِلحَفَةٌ جَدِيدة". فإنْ كانَ بِمَعنى فَاعِل نحو "عَتِيقَة" و "ظريفَة" كان مُؤَنَّثُهُ بالهاء وإنْ كانَ بمعنى مَفْعُول ولم يُذْكَرِ المَوْصُوفُ نحو: "رَأيتُ قَبيلَةَ بَني فُلان" كان مُؤَنَّثُهُ بالهاءِ مَنْعاً للالْتِباسِ بِالمذَكَّر. -2 "فَعول" بمعنى فاعِل نحو "امرأة صَبورٌ وشَكورٌ وفَخورٌ" وقد جاءَ حَرْفٌ شاذٌّ فقالوا: "هي عَدُوَّةُ اللَّهِ (قال سيبويه: شبهوا عدوَّة بصديقة)" فإذا كانَ في تَأْويلِ مَفْعولٍ لَحِقَتْه التَّاءُ نحو "الحَمولَةُ" و "الرَّكوبَة" و "الحَلوبَة" تقولُ: "هذا الجملُ رَكوبَتهُمُ وأكولَتهُمُ". -3 "مِفْعَال" نحو "امرأة مِهْذَارٌ" و "مكْسَالٌ" و "مبْسَام". -4 "مِفْعيلٌ" نحو "امْرَأةٌ مِعْطيرٌ" و "مئْشير" من الأَشَر: وهو الكِبْر، و "فرَسٌ مِحْضيرٌ" كَثيرُ الجَرْيِ. وشذ فقالوا: "امْرَأةٌ مِسْكينةٌ" شَبَّهوها بِفَقيرة. -5 "مِفْعَل" نحو "امْرَأةٌ مِغْشَمْ" و "رجُلٌ مِدْعَسٌ ومِهْذَرٌ (المغشم: الذي يركب رأسه لا يَثْنيه شيءٌ عما يُريد. والمِدْعَس: الطَّعَّان، المِهْذَر: الهَاذي)". وقد تكونُ التاءُ لِغير التَّأنيث فتكون للتعريب، والتَّمْيِيزِ، والعِوَض، والمبُالَغَة، والنَّسَب، (=جميعها في تاء التعريب، وتاء التمييز . وهكذا). |
* تَاءُ الجَمْعِ المُكَسَّرِ الأَعْجَمِيِّ والعَرَبي:
تَلْحَق هذه التاءُ ما كان مِنَ الأَعْجَمية على أرْبعة أحْرُف وقد أُعْرِبَ، وجَمَعْتَهُ جَمْعَ تَكْسيرٍ وذلك نحو "مُوْزَجٍ ومَوَازِجَة (المُوزَجِ: الخفّ، فارسي معرب، وأصله: موزَه) وصَوْلَجٍ وصَوَالِجَة (الصَّوْلَج: عصا يعطف طرفها يضرب بها الكرة على الدواب)، وكُرْبَج (الكُرْبج: موضع يقال له: كُرْبك) وكَرَابِجة، وطَيْلَسَان، وطَيَالِسةَ، وجَوْرب جَوَارِبَة. " - وقالوا: جَوَارِبٌ - وكَيالِجَة - وقالوا : كَيالِج - ". ونظيرهُ في العربية: "صَيْقَلٌ وصَيَاقِلَةٌ، وصَيْرَفٌ وصَيَارِفَةٌ وقَشْعَم (القَشْعَم: المُسِنُّ من الرجال والنسور)وَقَشاعِمَة". وقد جاء مَلَكٌ وملاَئِكة وقالوا: أَناسِيَة لِجَمْعِ إنْسَان، وكذلك إذا كَسَّرْت الاسْم وأَنْتَ تُرِيد آل فُلان أوْ جماعةَ الحَيِّ نحو قولِكَ: المَسَامِعَة، والمَناذِرَة، والمَهالِبَة والأَحامِرَة والأَزَارِقَة وقالوا: البَرَابِرَة والسَّبَابِجَة. * تَاءُ التَّمْيِيز: هي التَّاءُ التي تُميز الواحدَ من جنسه كثيراً في اسمِ الجنس الجمعس كـ "تَمْر" و "تمْرة" و "نملْ ونَمْلةٍ" وتَرِدُ لِعَكْسِ ذلِكَ قَليلاً نحو "كَمْءٍ وكَمْأة". * تاءُ العِوَض: هي التاءُ التي تَلْحَقُ اسْمَاً حُذِفَتْ فاؤُهُ فَعُوِّضَتِ التَّاءُ عنها كـ "زِنَة" أَصْلُها "وَزْنٌ"، أو حُذِفَتْ عينُه نحو "إقامَة" أصْلُها: سَنَوٌ أو سَنَةٌ، بِدَليلِ جَمعِها على سَنَواتٍ أوْ سَنَهات. * تاءُ القَسَم: مِنْ حُروفِ الجَرِّ وهُوَ مُختصٌّ بـ "اللّه" [هل هنا نقص؟؟] {تاللّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ} (الآية "57" من الأنبياء "21"). والصحيح كما يقول سيبويه: أنَّ العرَبَ لا يُدْخِلُونَ تاءَ القَسَمِ في غَيرِ اللَّهِ. فلا يُقَال: تَرَبِّ الكَعْبَةِ، ولاَ تَرَبِّي لأَفعلَن. * تاءُ المُبالَغَة: هي التي توكِّد أحْياناً وَزْنَ الفاعل كـ "رَاوِية" و "نابِغَة" وقد تَأْتي لتوكيدِ المُبالغة كـ "عَلاَّمة" و "نسَّابَة". * تاءُ المُضارَعة: هي من حُروفِ المضارَعة "أتينَ" والمراد بهذا اللفظ حُروفه، وهي: الألف، والتاء والياء والنون، التي لا بدَّ للمُضارِع أنْ يُبْدأ بواحِدَةٍ منها، وتكونُ "التَّاءُ" إمَّا عَلامَةَ تَأْنيث كـ "هِنْدٌ تَكْتُب" أو حَرْفَ خِطابٍ للمُذَكَّر كـ "أَنْتَ تعْلَمُ". وَحَرَكَةُ التَّاءِ كَحَرَكَة أخَواتها تُضَمُّ إذا كان ماضي الفِعل رُباعيّاً نحو "أكْرَمَ يُكْرِمُ" و "بذَّرَ يُبَذِّرُ" وإنْ كَانَ ثٌلاثيّاً أو خُماسيّاً أو سُداسيّاً تفتح الياء وأخواتُها نحو "حفِظَ يَحفَظُ" و "انْطَلَق يَنطَلِقُ" و "اسْتَعْجَلَ يَسْتَعْجِل". |
* تاءُ النّسَب: هِيَ الَّتي تّلْحَق صيغَة مُنْتَهى الجُموعِ للدَّلالَةِ على النَّسَب كـ "أشاعِرَة" جمع أشْعَرِي و "قرَامِطَة" جمع قُرْمُطِي، أو لِلعِوَض عن "ياءٍ" مَحْذُوفَةٍ كـ "زَنَادِقَة" جمع زِنْدِيق أو للإلْحاقِ بِمفرد كـ "صَيَارِفَة (جمع صيرف: وهو المحتال في الأمور، وهذه التاء في "صَيارِفَة" خَفَّفَتِ اللَّفْظ، وصَرَفَتْه بعد أن كان ممنوعاً)". فإنها مُلْحَقَةٌ بكراهيَة.
* تانِ وتَين: اسْما إشارة، فالأولُ لِحَالَةِ الرَّفْعِ ولكنَّه مبنيٌّ على الياء، وقد تَلْحَقُهما "ها" للتنبيه، فيقال "هاتان" و "هاتَيْن" وقد تَلْحَقُهما "كافُ الخِطاب" فَتُبْعَدُ "ها" التَّنْبِهِيَّة فتقول "تانِكَ" و "تينِكَ" وأيضاً "تانِكُما وتانِكُمْ وتانِكُنَّ" ومِثلُها "تَيْنِكُما وتَينِكُمْ وتينِكُنَّ". * التأسيس: هو أَنْ مكونَ اللفظُ المكرَّرُ لإفادة معنىً آخرَ لن يكنْ حاصلاً قَبْله، ويسمَّى التأسيسُ، ويقولون: التأكيد إِعادَةً والتأسيسُ إفادةً، والإفادَة أَولى، وإذا دارَ اللفظُ بينهما حَسُن الحَمْلُ على التَّأْسيسِ كقوله تعالى: {لا أعبُد ما تَعْبُدون وَلاَ أنْتُمْ عابِدون ما أعبُد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنْتُمْ عابِدون ما أعبد}. فإنْ أُرِيدَ بهذا التِكْرَار زِيادةُ التَّقْرِير فهو تَوْكِيد وإن أُرِيد بقولِه تعالى: {ولا أنا عابدٌ ما عبدتم } إلخ. أي في المُسْتقبل فهذا معنىً زائِد عن مُجرَّد التكرار وهذا هو التأسيس. (=تأنيث الفعل = الفاعل). * التَّأْنيثُوالتَّذْكيرُ: الأشياءُ كلُّها أصْلُها التَّذْكيرُ، وهو أشدُّ تَمَكُّناً، ثم يَخْتَصُّ بعدُ. -1 تَقْسيم الاسْمِ إلى مُذكَّرٍ ومُؤَنَّث: يَنْقَسِمُ الاسْمُ إلى مُذَكَّرٍ ومُؤَنَّث، فالمُذَكَّرُ كـ "رجُل" والمؤنَّثُ كـ "فاطِمةَ". -2 المؤنث حَقيقيٌّ ومَجازِيٌّ: المؤنَّثُ نَوْعان: حَقيقيٌّ، وهو: ما يقابله ذكر من كل ذي روح، كـ "امْرَأة" و "فاضِلَة" و "ناقة". ومَجازي، وهو: ما عامَلَتْه العَرَبُ مُعامَلَةَ المُؤَنَّثاتِ الحقيقيَّة "كالشمس، والحربِ والنَّارِ" (والمشهور أن المؤنَّثَ المجازي يَصحُّ تذكيره وتأنيثُه؛ والصوابُ أنْ يُقال: أن هذا مُقيَّدٌ بالمسند إلى المؤنث المجازي ويكون المسند فعلاً أو شبَههُ نحو "طلعَ الشمس" و "هو الشمس" أفاده ابن هشام) والمَدَارُ في هذا على النَّقْل، ويُسْتَدلُّ على ذلك بالضَّميرِ العائدِ عليه نحو: {النَّارُ وَعَدَها اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (الآية "72" من سورة الحج "22" )، {حتّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزارَها} (الآية "4" من سورة محمد "47") وبالإِشارة إليه نحو: {هَذِهِ جَهَنَّمُ} (الآية "63" من سورة يس "36" ). وبثبُوتِ التَّاءِ في تَصْغيره، نحو "عيَيْنَة وأُذَيْنَة" مُصَغَّرَيْ عَيْن، وأُذُن. أَوْ في فِعْلِه، نحو: {وَلَمَّا فَصَلتِ العيرُ} (الآية "94" من سورة يوسف "12" ) وبسُقُوطِها من عَدَدِهِ كقول حُمَيد الأرقط يَصِفُ قوساً عربيَّةً: أرْمي عَلَيها وَهِيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ * وهِيَ ثلاثُ أذرُعٍ وإصبَعُ (يقال: قوسٌ فَرعٌ: إذا عُملت من طَرفِ الغُصْن لا من جِذْعه) -3 المؤنَّثُ: ثلاثة أقسام: ينقسِمُ المؤنَّثُ إلى لَفْظي، ومَعْنَويّ، ولَفْظِيّ مَعْنَويّ. فالمؤنث اللفظي: ما كانَ عَلَماً لمُذَكَّر وفيه علامةٌ من عَلاَمَاتِ التَّأْنِيثِ كـ "طَرَفَة" و "كنانَة" و "زكَرِيَّاء". وهذا المُؤَنَّث اللَّفْظِي يَجِبُ تَذْكيرُ فِعلِه وجَمعُه بألفٍ وتا. والمُؤَنَّثُ المعنويُّ: ماخَلا من العَلامةِ، وكان عَلَماً لمؤنث كـ "زَيْنَبَ" و "أم كُلْثُوم" والمُؤَنَّثُ اللَّفْظِيُّ المَعْنَوِيُّ: ما كانَ عَلَماً لِمُؤَنَّث، وفيه عَلاَمَةُ التَّأْنيث: كـ "صَفِيَّة" و "سعْدَى" و "خنْسَاء". -4 علاماتُ التأْنيث: علاماتُ التأنيث - على قول الفراء - خَمْسَ عَشْرَة عَلامَة، ثمانٍ في الأسْماءِ: الهاءُ، والأَلِفُ المَمْدودَة والمقْصورَة، وتاءُ الجَمْع، في نحو "الهِنْدَات"، والكَسْرة في "أَنْتِ" والنونُ في "أنْتُنَّ" و "هنَّ" والتَّاءُ في "أخْتٍ" و "بنْتٍ" والياء في "هَذي". وأرْبَعٌ في الأفْعَال: التاءُ السَّاكنة في مثل "قامَتْ" والياءُ في "تَفْعَلين" والكَسْرةُ في نحو "قُمْتِ" والنون في "فَعَلْنَ". وثلاث في الأدَوَات: "التاءُ في "رُبَّة" و "ثمَّة" و "لاتَ"، والتَّاء في "هَيْهَات" والهاءُ والأَلِفُ في نحو "إِنَّها هِنْدٌ". وأشْهَرُ عَلامَاتِ التَّأْنيث في الأسماء: التَّاءُ وأَلِفُ التَّأْنيث، ولكلٍّ بحثٌ مستقل. (=في حَرْفهما). -5 أسماء الأجناس: كلُّ أسْماءِ الأجْناسِ يَجوزُ فيها التذكيرُ حَمْلاً على الجِنْس، والتَّأْنيث حَمْلاً على الجَمَاعة نحو {أعْجاز نَخْلٍ خاوِية} (الآية "7" من سورة الحاقة "69") و{أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِر} (الآية "20" من سورة القمر "54"). -6 اسم الجمع: كلُّ اسمِ جمْعٍ لآدَميّ فإنه يُذكَّر ويُؤَنَّث كـ "القَوْم" كما في قوله تعالى: {وكَذَّبَ به قَومُك} (الآية "66" من سورة الأنعام "6" ) وقوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ} (الآية "105" من سورة الشعراء "26" ). وأمَّا لِغَير الآدَمِيِّ فلازِمُ التَّأْنيث نحو "الإِبِل" و "الخَيْل" و "الغَنَم" وكذا اسْمُ الجِنْس الجَمْعِي. (=في حرفه). -7 تَأْنيث الجُمُوع: كُلُّ جَمْعٍ مُؤَنَّثٌ ويَصِحُّ تَذْكيرُه، إلاَّ ما كانَ بالواوِ والنُّونِ فِيمَنْ يَعقِل فَيَجِبُ تَذْكيرُه، تقول: "جاءَ الرجالُ والنساء" و "جاءتِ الرِّجالُ والنساء" و "حضَر المُعَلِّمون". -8 تأنيث الأعضاء وتذكيرها: كُل عَضْوٍ بإزَائِهِ عُضْوٌ من أعْضاءِ الإنسان فهو مُؤَنَّث، الخَدُّ والجَنْبُ، والحاجِبُ، والعَضُد، - وبنو تَميم يُذَكِّرونَه، وأهلُ تِهامَة يُؤَنِّثونه - وكلُّ عضْوٍ فَرْد مِنَ الأَعْضاء فَهو مُذكَّر، إلاَّ الكَبِد، والكَرِش، والطِّحَال. وكُلُّ عُضْوٍ في الإنسان أَوَّلُ اسْمِه كافٌ فهو مؤنَّث نحو "كَتف وكَعْب". -9 تَأْنيثُ الأسْنان أو تَذْكيرها: الأسْنانُ كلُّها مُؤَنَّثَةٌ إلاَّ الأَضْراس والأَنْياب. -10 تذكير الظُّروف وتأنيثها: الظُّروف كلُّها مُذَكَّرة إلاَّ "قُدَّام" و "وراء" فإنَّهما شاذَّان. -11 حكم اجْتِماع المُذَكَّرِ والمُؤَنَّث: إذا اجتَمَع المُذَكَّر والمُؤَنَّثُ غُلِّبَ حكمُ المُذَكَّر إلاَّ في موْضعَين: (أحدهما) "ضَبُعان" تَثْنية "ضَبُع" وهي مَخْتَصَّةٌ بالإناثِ، فَأُجْرِيَتِ التَّثْنِيَةُ على لفظِ المُؤَنَّث لا على لَفْظِ المُذَكَّر. (الثاني) التَّاريخ، فإنَّه باللَّيالي دونَ الأَيَّام مُرَاعاةً للأَسْبق. وتغليبُ المُذَكَّر على المُؤَّنث إنَّما يكون: بالتَّثْنية، والجمْع، وفي عَوْد الضميرِ وفي الوَصْف، وفي العَدَد. -12 تَأْنيثُ "فَعِيل" وتَذْكيرُه: إذا كان "فَعِيلٌ" بمعنى فاعِل لَحِقَتْه تاءُ التَّأْنيث، مثلُ "قَدِير" و "قدِيرَة" و "كرِيم" و "كرِيمة". وإذا كان "فَعيل" بمعنى "مَفْعُول" يجبُ تذكيره نحو "عَينٌ كَحِيل" و "كفٌّ خَضِيب" وإذا أُفْرِدَت الصِفَة في هَذا الباب أُدْخِلَت تاءُ التَّأْنيث، ليُعلم أَنَّها صِفةٌ لِمُؤَنَّثٍ نحو "رأيْنا جَريحَةً". -13 تَسْمية المذكر بما فيه ألِفُ التأنيث المَمْدودَة والمقصورة: فَإنْ سَمَّيْتَ رَجُلاً بِشَيءٍ فيه ألفُ التَّأنيث المَمدودَة فأردتَ جمعَه بالواو والنون قلت في حَمْراء - اسمِ رجل - إذا جَمَعْتَه "حَمْرَاوُون" و "صفْرَاوُون" وما كان مثل "حُبْلى وسَكْرَى" و "حبْلَوْن" و "سكْرَوْن". -14 ما يَستوي فيه المذكر والمؤنث: (=تاء التأنيث). -15 تَبين بعض الأسماءِ في التذكير أو التأنيث: حُروف الهجاءِ تذكَّر وتؤنَّث. الإبل: مُؤَنَّثة. أَتان: مُؤَنَّثة. إنسان: يقَعُ للمذكَّر والمُؤَنَّث. بَعير: يَقَع للمذكر والمؤنث. حَرْب: مُؤَنَّثة. دار: مُؤَنَّثة. ذرَاع: مُؤَنَّثة. رَباب: مُذَكَّر. رَبْعَة: يَقع للمذكَّر والمؤنَّث على لَفظٍ واحِدٍ. سَحَاب: مذكر. الشَاء: أصْلُه التأنيث وإنْ وقع على مذكر. الشَّخْص: مُذكَّر. شَمال: مُؤَنَّثة. شَمْس: مُؤَنَّثة. صَناع: مُؤَنَّثة. عُقاب: مُؤَنَّثة. عَقْرب: مُؤَنَّثة. عَناق: مُؤَنَّثة. عَنْكَبوت: مُؤَنَّثة. العَيْن: مُؤَنَّثة. الغَنَم: مُؤَنَّثة. الفَرَس: يقع على المُذكَّر والمؤنَّث. قِدْر: مُؤَنَّثة. قَفا: يُذكَّر ويُؤنث. كُرَاع: مُؤَنَّثة. اللِّسان: يُذكَّر ويُؤنًّث. بعْل: تذكَّر وتؤنَّث. النَّفْس: يُذكَّر ويؤنَّث وتصغيرها نُفَيْسَة، وهي في القرآن مؤنَّثة. الرُّوح: الأكثر تذكيرُه، وقد يؤنث وعند ابن الأعرابي: مذكر فقط. النار: مُؤَنَّثة، وتُذَكَّر قَليلاً. نابٌ: مُؤَنَّثة. * تَبَّاًله: من تَبَّ يَتِبُّ كضَرَبَ: خابَ وخَسِرَ، وهي مَنْصوبةٌ على المَصْدر، بإضمارِ فعْلٍ واجِبِ الحذف. |
* تُجاهَ: تقول: "جَلَسْتُ تُجاه المَسْجِدِ" أيْ مُقابِلَه وهي ظَرفُ مَكانٍ منصوب.
* تَحْتَ: ظرفُ مكانٍ مُبْهمٌ نَقيضُ فوق، مِن أسماءِ الجِهات، وله أحكام. (= قبل). * التَحْذير: -1 تَعْرِيفُه: هُوَ تَنْبِيهُ المُخاطَبِ على أمرٍ مَكْروهٍ لِيَجْتَنِبَهُ. -2 قِسْماه: (1) ما يَكُونُ بِلَفْظ "إِيَّاكَ" وفَروعِهِ وهذا عامِلُه مَحْذُوفٌ وُجُوباً سَواءٌ أَكانَ مَعْطوفاً عَليه أمْ مَوْصولاً بـ "مِنْ" أو مُتَكرِّراً نحو "إِيَّاكَ والتَّواني" (أصله: احذر تلاقي نفسك والتواني، فحذف الفعل وفاعله، ثم المضاف الأول، وهو "تلاقي" وأنيب عنه "نفسك"، ثم حذف المضاف الثاني، وهو نفس وأنيب عنه الكاف فانتصب وانفصل). ونحو "إيَّاكَ مِنَ التواني" (أصله: باعد نفسك من التواني، حذف الفعل والفاعل والمضاف، فانتصب الضمير وانفصل). وأمَّا نحو قوله: فَإيَّاكَ إيَّاكَ المِرَاءَ فإنَّهُ * إلى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وللشَّرِّ جالِبُ فعلى تَقْدير "مِنْ" مَحْذوفَة للضَّرورَة. أيْ "مِنَ المِراءِ" ويَجوزَ في هَذا أنْ تَقولَ: "إيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا" لصَلاحِيَّتِهِ لِتَقْدير "مِن" (وخالف في الجواز: الجواليقي في شرح أدب الكاتب انظر (إياك وأن تفعل)). ولا تَكونُ "إيَّا" في هذا الباب لِمتكلِّم، وشَذَّ قَوْلُ عمر (رض) "لِتُذَكِّ لكُم الأسَلُ والرِّماحُ والسِّهام، و "أيَّايَ" وأَنْ يَحذِفَ أَحَدُكُمْ الأَرْنَبَ". ولا تكونُ لَغائِبٍ، وشَذَّ قولُ بعض العرب "إذا بَلَعَ الرجُلُ السِّتِّينَ فإيَّاهُ وإيَّا الشَّوابّ". (2) أن يُذْكَر "المُحَذَّرُ" بغيرِ لَفْظ "إيَّا" أو يَقتَصِرَ على ذِكْر "المُحذَّرِ منه" وإنَّما يَجِبُ الحَذْفُ إنْ كَرَّرْتَ أَوْ عَطَفْتَ، فالأول نحو "نَفْسَكَ نَفْسَكَ" و "الأسَدَ الأَسَدَ" والثاني نحو: {ناقَةَ اللَّهِ وسُقْياها} (الآية "13" من سورة الشمس "91"). وفي غيرِ ذلِكَ يجوزُ إظهارُ العامِلِ كقولِ جرير يهجو عُمَرَ بنَ لَجَأ التميمي: خلِّ الطريقَ لِمَنْ بَيْني المَنارِ به * وابْرُزْ بِبَرْزَةَ حَيْثُ اضْطَّرَكَ القَدَرُ (المنار: حدودُ الأرض، البَرْزَة: الأرضُ الواسِعة، وباءُ "ببرزة" بمعنى في، المعنى: اترك سبيل الهُدى لِمَنْ يطْلُبه، وابرز مِنْه إلى طَرِيق الضلال إذا اضْطَّرك القَدَر) * التَّحْضيض: الحثُّ على أمْرٍ بِشِدَّةٍ وأدواته: "هَلاَّ، وَأَلاَّ، وَلَوْلا، وَأَلاَ" إن دخلت على مضارع، وإنْ دَخَاَتْ على الماضي فهي للنَّنْديم (=في أحرفها وأَنْ المصدريَّة). * تَحَوَّلَ: تَعْمَلُ عَمَلَ "كانَ" لأنها بمعنى صار، تَقول "تَحوَّلَ التُرابَ لَبِنا". (=كان وأخواتها 2 تعليق). * تَخِذ: من أفْعال التَّحويل وتَتَعدَّى إلى مَفْعولَيْن، نحز فول أبي جُنْدَب بنِ مُرَّة الهُذَلي: تَخِذتُ غُرازَ إثرَهم دَليلاً * وَفَرُّوا في الحِجازِ لِيُعْجِزُوني ("غَرازَ" آخره زاي، اسم واد وهو المفعول الأول لـ "تخذت" و "دليلاً" مفعول ثان) (=المتعدي إلى مَفْعولين). * التَّرْخيم: ثَلاثَةُ أنْواع: -1 تَرْخيمُ التَّصْغير. -2 تَرْخيمُ الضَّرورة. -3 ترخيم النداء. (=في أحرفها). (1) تَرْخيمُ التَّصْغير: -1 حقيقتُه: تَصْغيرُ الاسْمِ بِتَجْرِيدِه مِنَ الزَّوائِد (أي الزَّوائدِ الصَّالِحة للبقاء في تصغير غير الترخيم ليخرج نحو "متدحرج" و "محْرَنْجِم" لامْتِناع بقاءِ الزِّيادَة فيهما لإخْلاَله بالزِنَة عند تصغير غيرِ الترخيم فلا يُسمَّى تصغيرها على "دُحَيرِج" و "حرَيجِم" تَصغيرَ ترخيم)، فإن كانَتْ أُصولهُ ثَلاثَةً صُغِّر على "فُعَيْل" وإن كان أَرْبَعَةً صُغِّرَ على "فُعَيعِل" فتقول في مِعطف "عُطَيف" وفي أَزْهر "زُهَير" وفي حامد "حُمَيد" وتقول في قِرْطاسٍ وعُصْفورٍ "قُرَيْطِس وعُصَيْفِر". -2 المؤنَّث وتصغير الترخيم: إذا كانَ المُصَغَّر تَصغيرَ التَّرخيم ثُلاثيَّ الأصول، ومُسَمَّاه مُؤنَّثٌ لَحِقَتْه التَّاءُ، فَتَقول في سَوْدَاء، وحُبْلى وسُعاد: "سُوَيْدة" و "حبَيْلة" و "سعَيْدَة" وإذا صُغِّرَ تصْغيرَ تَرْخيم الأوصافِ الخاصَّة بالمؤنَّث نحو: حائِض وَطالِق، قلت: "حُيَيْضٌ" و "طلَيْقٌ". (2) تَرْخيمُ الضَّرورة: يجوزُ ترخيمُ غيرِ المنادى - وهو تَرْخيمُ الضَّرورَة - بِثَلاثَةِ شُروط: -1 أنْ يكونَ ذَلكَ في الضَّرورة. -2 أن يَصْلُحَ الاسمُ للنداءِ، فلا يجوزُ في نحو "الغُلامِ" لوجود "أل" لأنَّ ما فيه ألْ لا يَصْلح للنداء إلاَّ بواسطة "أيُّها". -3 أن يكون إما زَائداً على الثلاثةِ، أو مختوماً بتاءِ التَّأنيثِ فالأوَّل كقولِ امْرِئ القَيْس: لَنِعْمَ الفَتى تَعْشو إلى ضَوْءِ نارِه * طَرِيفُ بنُ مالٍ ليلةَ الجُوعِ والخَصَر (الخصر: البرد) أرادَ ابن مالك، والثاني كقول الأسود بن يَعفُر: وهذا رِدائي عندَه يَستَعيرُهُ * لِيَسْلِبَني حَقِّي أمالُ بنُ حَنْظَلِ ولا يَمْتَنع التَّرْخيمُ في الضَّرورَةِ على لُغَةِ مَنْ يَنْتَظِرُ بدليل قول جَرير: أَلاَ أَضْحَتْ حِبالُكُمُ رِماماً * وأَضْحَتْ مِنْكَ شاسِعَةً أُماما (جمع رمة: وهي القطعة البالية من الحبل) أراد: أُمامَةُ، وفُهِمَ مَن عَدَمِ اشْتِراطِ التَّعرِيفِ في ترخيم الضَّرورةِ أنه يَجِيءُ في النَّكِرات كقوله: "لَيسَ حَيٌّ على المَنونِ بِخالِ" أي بِخالدٍ. (3) تَرْخيمُ النِّداء: -1 تعريفه: هوَ حَذْفُ آخِرِ الكلمة حَقيقةً أو تَنْزيلاً في النِّداء، على وَجْهٍ مَخْصوصٍ. -2 شُروطه: شروطُ تَرخيمِ النِّداء: أنْ يكونَ المُنادى مَعْرِفةً، غيرَ مُسْتَغاثٍ، ولا مَنْدوبٍ، ولا ذي إضافةٍ، ولا ذي إسْنادٍ، ولا مختَصٍّ بالنِّداء، فلا تَرَخَّمُ النَّكرةُ غيرُ المَقْصودَةِ، كَقَولِ الأَعْمى "يا رَجُلاً خُذْ بيدي"، ولا قولك "يا لَخالِدٍ" ولا "واخالِداه" ولا "يا أَميرَ البِلادِ" ولا "يا جادَ المولى" ولا "يافلُ". -3 الاسمُ القابلُ للترخيمِ قسمان: (أ) مَخْتومٌ "بتاءِ التَّأْنيث" التي تُقلَبُ عندَ الوَقف هاءً. (ب) مجرَّدٌ منها: فالأوَّلُ" وهو المَخْتوم بـ "تاءِ التأنيثِ" فيُرَخَّمُ بحذفِ التاءِ فَقط، سَواءٌ أكانَ عَلَماً أمْ لا، ثُلاثِيّاً ، أمْ زائِداً على الثَّلاثةِ، نحو قولِ امْرِئِ القَيْسِ: أَفاطِمُ مَهْلاً بعضَ هذا التَّدلُّلِ * وإن كنتِ قد أزْمَعتِ صَرْمي فَأَجْمِلي الأَصْلُ: أفاطمةُ، وقول العجَّاجِ يُخاطِبُ امرأَتَه: جارِيُّ لا تَسْتَنْكِري عَذيري * سَعْيِي وإشْفاقي على بعيري الأصلُ: يا جاريةُ. والثاني: وهو المُجَرَّدُ من تاءِ التَّأنيث، فلاَ يُرَخَّمُ إلاَّ أَنْ يكونَ: عَلَماً زائداً على ثَلاَثَةٍ كـ "جَعْفَر" و "سعاد" فلا يُرَخَّم غيرُ العَلَم، وأمَّا قَوْلُ الشَّاعِر: صاحِ شمِّرْ ولا تَزَلْ ذاكِرَ المَوْـــــــــتِ فَنِسْيانُهُ ضَلالٌ مُبِينُ فضرورةٌ، ولا يُرَخَّم ما لم يَزِد على ثلاثةٍ سَواءٌ أكانَ ساكِنَ الوَسَط كـ "دَعْد" أم مُتَحَرِّكَهُ كـ "سَبَأ". -4 ما يُحذفُ للترخيم: المحذوفُ للترخيم إمَّا "حرفٌ" أوْ "حَرْفان" أو "كَلِمةٌ" أو "كَلِمَةٌ وَحَرْفٌ". فأمَّا الحَرْفُ وهو الغالِبُ، فنحو "يا جعْفُ" و "يا سُعَا" و " يا مَالِ" في ترخيم: جَعْفر، وسُعاد، ومالِك. وأما الحرفان، فذلِكَ إذا كانَ الذي قبلَ الآخِر حَرْفَ عِلّة، ساكناً، زائداً، مُكَمِّلاً أربعةً فَصاعِداً، مَسبوقاً بِحَرَكَةٍ مُجانِسَةٍ، ظاهِرَةٍ، أو مُقَدَّرةٍ تقولُ مَثَلاً في أسماء "يا أَسمَُ" وفي مَرْوان "يا مَرْوَُ" وفي مَنْصور "يا مَنْصُ" و في شِمْلال "يا شِمْلَُ" وفي قِنْدِيل "يا قِنْدُ" وفي مُصْطَفَون عَلَماً "يا مُصطَفَُ" ومن ذلك قولُ الفَرَزْدَق يُخَاطِب مَرْوان بنَ عبدِ الملك: يا مروَُ إنَّ مَطِيَّتي مَحْبُوسَةٌ * تَرْجُو الحِبَاءَ ورَبُّها لم يَيْأسِ وقول لبيد: يا أَسْمَُ صبْراً على ما كانَ مِنْ حَدَثٍ * إنَّ الحَوادِث مَلْقِيٌ ومُنْتَظَرُ ويُحْذَف من المُرَكَّبات الكَلِمَةُ الثَّانية، وذلِكَ في مثل "حَضْرَ مَوْت" و "مَعْدِي كَرِب" و "بخْتَنَصَّر" ومثلُ رَجُلٍ اسمُه "خَمْسَةَ عَشَر" ومثل "عَمْرَوَيْه" وتقبل في ترخيمها: يا حَضْرَ، يا مَعْدَي، يا بُخْتَ، ويا خمسةَ، أقبل، وفي الوقف تبين الهاء، ومثلها: في اثنا عشر، تَقُول في ترخيمها: يا اثن. -5 حَرَكةُ آخرِ المرخَّم: الأكثَرُ أنْ يُنْوَى المَحْذُوفُ، فلا تُغَيَّرَ حَرَكَةُ ما بَقِي، لأنَّ المحذُوفَ في نِيَّةِ الملْفُوظِ، وتُسَمَّى لغةَ "مَنْ يَنتظِر" تقولُ في جعْفَر "يا جَعْفَ" بالفتحِ، وفي حارِث "يا حارِ" بالكسر، وفي مَنْصُور "يا مَنْصُ" بالضم، وفي هِرَقْل "يا هِرَقْ" بالسكون، وفي ثمودٍ وعِلاَوة، وكَرَوان أَعْلاماً "يا ثَمُو" و "يا عِلاَ" و "يا كَرَوَ". ومثله في ملاحَظَة المَحْذُوف قولُ القُطَامِي: قِفِي قبلَ التَّفَرُّقِ يا ضُبَاعَا * ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنكِ الوَدَاعَا أصْلُ ضُباعا: ضُباعَةُ، وقال هُدْبَة أو زيادَة بن زيد العذري: "عُوجِي علينا وارْبَعِي يا فَاطِمَا". ويَجُوزُ أَلاَّ يُنْوَى المَحْذُوفُ، فَيُجْعَلُ آخرُ الباقي بعدَ الحَذْفِ كأنَّهُ آخِرُ الاسْمِ في أصْل الوَضْع، وتُسَمَّى لُغَةَ من لا يَنْتَظِر، فتقولُ "يا جَعْفُ" و "يا حَارُ" و "يا هِرَقُ" بالضم فِيهِنَّ، وكذلِكَ تقول "يا مَنْصُ" بضَمَّةٍ حَادِثةٍ للبِنَاءِ. وتقول "يَا ثمِي" تَرخيم "يَا ثَمود" بإبدالِ الضَّمة "كسرةً" و "الواو" "ياءً" إذْ لَيْس في العربيَّةِ اسمٌ معربٌ آخره واوٌ لازمة مضمُومٌ ما قَبْلها، وتقول "يا عِلاءُ" ترخيم عِلاوة - على لغة مَنْ لاَ يَنْتَظِر - بإِبْدال الواوِ هَمْزَةً لتَطَرُّفِها إثْر ألِفٍ زَائدةٍ كما في كِسَاء، وتقول "يا كَرَا" ترخيمُ من لا يَنْتَظِر لـ "كَرَوَان" بإبْدالِ الواوِ أَلِفاً لتحرُّكها وانْفِتاح ما قَبْلَها كما في العَصَا. وعلى هذا - أي لغةِ من لا ينتظر - قولُ عَنْتَرة العبسي: يَدْعُونَ عَنْتَرُ والرِمَاحُ كأنَّها * أشْطَانُ بِئر في لَبَانِ الأَدْهَمِ ويجوز: عَنْتَرَ بِفتح الراءِ كما تقدم. -6 اخْتِصَاصُ ما فيه "التاء" بأحكام منها: (1) أنَّه لا يُشْتَط لِتَرْخيمِهِ عَاَميَّةٌ ولا زِيَادَةٌ على الثَّلاثة كما مرَّ. (2) أنه إذا حُذِفَتْ منه التَّاءُ، لم يَسْتَتْبِعْ حَذفُها حذفَ حرفٍ قَبْلَها فتقولُ في "عَقَنْباة" وهي صِفَةٌ للعُقَاب، وهو ذو المخالب الحِداد: "يا عَقَبْنا". (3) أنَّه لا يُرخَّم إلاّ على نِيَّةِ المَحْذُوفِ أي لُغةِ من يَنْتَظر خَوْفَ الالْتِباسِ بالمُذَكَّر الذي لا تَرْخِيمَ فيه، تقولُ في ترخيم "مُسلِمَة" و "حارثة" و "حفْصَة" - "يا مُسلِمَ ويا حَارِثَ ويا حَفْصَ" بالفتح، فإن لم يُخَف لَبْس جازت اللُّغةُ الأُخْرَى لغةُ مَنْ لا يَنْتَظِر كما في "هُمَزَة" و "مسْلَمة" عَلَمِ رَجل. (4) أنَّ نِداءَهُ مُرَخَّماً أكثرُ من ندائه تامّاً كقول امْرِئ القيس: أفاطِمُ مَهلاً البيت، كما يُشَارِكه في الحكم الأخير "مالك وعامر وحارث" فترخيمُهُنَّ أكثرُ مِنْ تَرْكِهِ لكثرَةِ اسْتِعمالِهِن. |
* تَرَك:
-1 مِن أفْعال التَّصيير تَتَعدَّى إلى مفعولين، نحو قوله تعالى: {وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ في بَعْض} (الآية "99" من سورة الكهف "18" ). وعلى هذا قولُ الشاعر وهو فَرْعان بن الأعْرَف: ورَبَّيْتُه حتَّى إذا ما تركتُه * أخَا القَوْمِ واستَغْنَى عن المَسْحِ شارِبُه (2) وقد تأتي بمعنى فارَقَ فَتَتَعدَّى لِوَاحدٍ نحو "تركتُ الكاذبَ" (=ظنَّ وأخواتها). * التَّرْكيبُالمزجي: هو أن يُجعلَ الاسْمانِ اسْماً واحِداً، لا بإضافَةٍ ولا بإسْنادٍ، بل يُنَزَّلُ عَجُزُه من صَدْرِه مَنزِلَةَ تاءِ التأنيث كـ "بَعْلَبَكَّ" و "بخْتَنَصَّرَ" وله أبحاثٌ في (=الممنوع من الصرف). و "النَّسَب" و "التصغير". * التشبيه بالمفعول به: إذا قلت "دَخَلْتُ البيتَ" و "سكَنْت الدارِ" و "ذهبتُ الشامَ" فكل واحد من البيت، والدار، والشام منصوب على التشبيه بالمفعول به لأجراء القاصر فيها مجرى المتعدي (كما في الخضري(197)). * التَّصْرِيف: -1 تعريفه: علمٌ بأصُولٍ يُعْرَفُ بها أحوالُ الكلمةِ العرَبِيَّةِ بمالَها من صِحَّةٍ وإعلالٍ، وقَلْبٍ وإبْدَالٍ، وأَصالَةٍ وزِيادَةٍ، وحَذْفٍ، وإدْغامٍ، وبما يَعرِضُ لآخِرهما مِمَّا لَيْسَ بإعرابِ ولا بِناء. -2 موضوعه: الأفْعالُ المُتَصرِّفةُ، والأسْماءُ المُتَمَكِّنَة. فتَصْرِيفُ الأفْعال يكونُ باشْتِقاقِ بعضِها من بعض؛ وتصريفُ الأسماء مكون بتثنيتها وجَمْعِها ونِسْبَتِها وتَصْغِيرها وغير ذلك. وليسَ من مَوْضوعاتِ فنِّ الصرف: الأَفْعالُ الجامِدة، ولا الأسماءُ المبنية مثل "كَيْف ومَتى ومَنْ" ولا الحروف. -3 الميزان الصَّرْفي: هو لَفْظُ "فَعَل" يُؤتى به لبيانِ أحْوالِ أَبْنيةِ الكَلمِ في ثَمانية أمور: وهِيَ الحَرَكَاتُ، والسَّكَناتُ، والأُصُولُ، والزَّوائدُ، والتقديمُ، والتأخير، والحَذْفُ وعَدمهُ، ولَمَّا كان أكثرُ المُفْرَدات العَربية ثُلاثِيَّاً اعْتَبَر الصَّرْفِيُّون أنَّ أُصُول الكلماتِ ثَلاثةُ أحْرُفٍ، وقابَلوها عند الوزن بالفاء، فالعين فاللام، التي هي "فَعَل" فيقولون مثلاً في وزن "نَظَر" "فَعَل" وفي وزن "فَرِح" "فَعِل" وفي وزن "سَمْعٍ" "فَعْلٍ" وهكذا، وسمَّوا الحَرْفَ الأوَّل: فاءَ الكلمة، والثاني: عَيْنَ الكلمة، والثالثَ: لام الكلمة، وأمَّا في الزِّيادة على ثلاثة حُروف فَله أحوالٌ إليكَ تَفْصِلها: (1) فإن كانتِ الزِّيادةُ في الكَلِمة على الثَّلاث مَن أصلِ وضْعِ الكلمةِ زِدْتَ في المِيزان "لاماً أو لامَيْن" على أحْرُف "فَعَل" فتقول في الرُّباعي كـ "جَعْفَر": "فَعْلَل" وكذلك "دَحْرَجَ" وتقول في الخُماسِي كـ "سَفَرْجَل": "فَعَلَّل" بِتَشْديد اللاًّم الأولى، فيكونُ في المِيزان ثلاثة لاَمَاتٍ اللاَّمُ الأَصْلِيةُ في المِيزان، وَمَعَها لامٌ مُشَدَّدَة بِلاَمَيْن. (2) وإنْ كانَتْ ناشِئَةً من تكرير حَرْفٍ من أُصُول الكلمةِ كرَّرْتَ ما يُقابِلهُ في المِيْزان، فتقول في وَزن "مَجَّدَ": "فَعَّل" وفي "جَلْبَبَ" "فَعْلَلَ"، ولا تقل في وزن "مَجَّد" فعجل، ولا في "جَلْبَبَ" فَعْلب، وإنما الأمرُ كما قدَّمنا. (3) وإن كانتِ الزيادةُ على أصلِ الكلمةِ حَرْفاً أو أكثرَ من حروف "سألتمونيها" أتيت بالمزيد نفسه في الميزان، فتقول في وزن "فاهم": "فاعل" وفي وزنِ "غَفَّار": "فَعَّال" وفي وزن "استِغْفار": "استِفْعال" وهكذا الميزان والموزون في كل كلمة، إلاّ في بابِ التَّصغير فلا يتقيَّدون بمُقابَلَةِ الأُصول، والزوائدِ بالزوائدِ (=التصغير). وإذا كان الزَّائد مُبْدَلاً من تلكِ الافْتِعال يَبقى الأَصْلُ - وهو التاءُ - في الميزانِ لا يَتْبَع التَّبْديل العارِض، فوزن "اصْطَبَر" افْتَعَل لا افْطَعَل لأنَّ أصلَ "اصْطَبَر" "اصْتَبَر" وأبدلت التا طاءً لِمُناسَبة الصَّاد. وكذا المكرَّرُ للإِلْحاق (=الإِلْحاق). أو غيره فإنه يَنطِق به مَنْ نوعِ ما قَبْله نحو: "جَلْبَبَ" على وزن "فَعْلَل" و "قطَّعَ" على وزن "فَعَّلَ". * التَّصْغير: -1 تعريفُهُ: تَغْييرٌ مَخْصوصٌ في بُنْيَةِ الكَلِمَةِ. -2 فَوائِدُهُ سِتٌّ: (1) تَقْليلُ ذَاتِ الشَّيْء نحو "كُلَيْبٌ". (2) تَحْقيرُ شأْنِهِ نَحْو "رُجَيْل". (3) تَقْليلُ كَمِّيَّتِهِ نَحو "دُرَيْهِمات". (4) تَقْرِيبُ زَمانِهِ نَحو "قُبَيْلَ العَصْرِ" و "بعَيْدَ الظُّهْرِ". (5) تَقْرِيبُ مَسافَتِهِ نَحو "فُوَيْقَ المِيلِ" و "تحَيْتَ البريد". (6) تَقْرِيب مَنْزِلَتِهِ نَحْو "أُخَيَّ" وزادَ بعضُهُم على ذلِكَ: التَّعْظيم نَحْو "دُوَيْهِيَة"، والتَّحَبُّب نَحْو "بُنَيَّة". -3 شُرُوطُه: شُرُوطُهُ أَرْبَعَة: (أحَدُها) أَنْ يَكونَ اسْماً فَلاَ يُصَغَّر الفِعْلُ وَلاَ الحَرْفُ، وَشَذَّ تَصْغير فِعْلِ التَّعَجُّب تَحو "ما أُحَيْسِنَهُ". (الثاني) أَلاَّ يَكونَ مُتَوَغِّلاً في شَبَه الحَرْفِ، فَلا تُصَغَّر المُضْمَرَات وَلا "مَنْ وَكَيْفَ" وَنَحْوهما. (الثالث) أَنْ مَكونَ خالياً مِن صِيَغ التَّصْغير وشِبْهِها، فلا يُصَغَّرُ نحو "كُمَيْت" لأَنَّهُ على صِيغَةِ التَّصْغير. (الرابع) أَنْ يَكونَ قَابِلاً لِصيغَة التَّصْغير، فلا تُصَغَّرُ الأَسْماءُ المُعَظَّمَة كـ "أَسْماءِاللّه وَأَنْبِيائِهِ وَمَلائِكَتِهِ" وَلا "جَمْعُ الكُثْرَة" و "كلّ وَبَعض" وَلا "أَسْماء الشُّهور" و "الأُسْبوع" و "المَحْكي" و "غيْر" و "سوَى" و "البارِحَة" و "الغَد" و "الأَسْماءُ العامَلَة". -4 أَبْنِيَتُهُ: أَبْنيتُهُ ثَلاثَةٌ: (1) "فُعَيْل". (2) "فُعَيْعِل". (3) "فُعَيْعيل" (الوزن بهذه الصيغ اصطلاح خاص بهذا الباب قصد به حصر الأقسام وليس جارياً على اصطلاح التصريف فإن أحيمراً ومكيرماً وسفيرجاً وزنها التصريفي "أفيعل ومفيعل وفعيلل" وكلها في التصغير "فعيعل"). وَذَلِكَ أَنَّهُ لا بدَّ في كُلِّ تَصْغير مِنْ ثَلاثَةِ أعْمال: ضَمُّ الحَرْفِ الأَوَّل، وفَتْح الثَّني واجْتِلابُ ياءٍ ثالِثَة. أمَّا الأَوَّل وَهُوَ فُعَيْل، إنَّما هُوَ في الكَلامِ على أَدْنى التَّصْغير، وَلا يَكونُ مُصَغَّرٌ على أَقَلَّ مِنْ فُعَيْل، وَذلِكَ نَحْو: "رُجَيْلٍ" تَصْغيرُ رَجُل، وَنَحو "قُيَيْسٍ" تَصْغير قَيْس، و "جمَيْلِ" تَصْغير جَمَل، و "جبَيْلٍ" تَصْغير جَبَل، وَكَذلِكَ جَميع ما كانَ على ثَلاثَةِ أَحْرُف. وَأَمَّا الثَّاني وَهُوَ فُعَيْعِلٌ فَإِنَّهُ مِمَّا يَكون على أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ وَذَلِكَ نَحو "جُعَيْفِر" تَصْغير جَعْفَر، و "مطَيْرِف" تَصْغير طَرِيف، و "سبَيْطِر" تَصْغير سِبَطر (السِّبَطر كهِزَبْر: الماضي الشهم)، و "غلَيِّمٍ" تَصْغير غُلام. وَأَمَّا الثَّالِث وَهُوَ فُعَيْعيل فَإِنَّهُ مِمَّا يَكونُ على خَمْسَةِ أَحْرُفٍ وَكانَ الرَّابع مِنْهُ وَاواً أَوْ أَلِفاً، أَوْ ياءً، وَذَلِكَ في نحو "مُصَيْبِيحٍ" تَصْغير مِصْباح، و "قنَيْدِيل" تَصْغير قَنْدِيل، وَفي "كُرَيْدِيس" تَصْغير كَرْدُوس (الكردوس: القطعة العظيمة من الخيل) وَفي "قُرَيُبِيس" تَصْغير: قَرَبُوسٍ (القربوس: حنو السرج وهما قَربُوسان). والتَّصْغيرُ مِمَّا كانَ على خَمْسَةِ أَحْرُف مِمَّا ليْس فيهِ وَاوٌ أَوْ أَلِفٌ أَوْ ياء. فنحو "سُفَيْرِجٍ" تَصْغير سَفَرْجَل، و "فرَيْزَدٍ" تَصْغير فَرَزْدَق، و "شمَيْرَدٍ" تَصْغير شَمَرْدَل (الشَّمَردل من الإبل: القوي السريع)، و "قبَيْعِث" تَثْغير قَبَعْثَرَى (القبعثري: الجمل الضخم). يَقُول سيبويه: وَإِنْ شِئْتَ أَلْحَقْتَ في كُلِّ اسْمٍ مِنْها ياءً قَبْلَ آخِرِ حُرُوفِهِ حَرْفاً عِوَضاً نحو "سُفَيرِيج" بَدَلُ سُفَيْرج وَهَكَذا. -5 المُسْتَثْنى مِنْ كَسْرِ ما بَعْدَ الياءِ: تَقَدَّمَ أَنَّهُ يَجِبُ كَسْرُ ما بَعْدَ يَاء النَسَبْ مِمَّا تَجاوَزَ ثَلاثَةَ الأحْرُف، وَيُسْتَثْنى مِنْ هَذِهِ القاعِدَةِ أَرْبَعُ مَسائِل يُفْتَحُ فيها ما بَعْدَ ياءِ النَسَب. (إِحْداهما) ما قَبْلَ عَلامَةِ التَّأْنيث سَوَاءٌ اَكانَتْ تاءً أَمْ أَلِفاً كـ "شَجَرَة" و "حبْلى" فَتَقول في تَصْغيرهما "شُجَيْرَة" و "حبَيْلى". (الثَّانِيَة) ما قَبْلَ أَلِفِ التَّأْنيث المَمْدودَة كـ "حَمْرَاء" تَقول في تَصْغيرِها "حُمَيْرَاء". (الثَّالِثَة) ما قَبْلَ أَفْعال، كـ "أَجْمال" و "أفْرَاس" فَتَقول في التَّصْغير "أُجَيْمال" و "أفَيْرَاس". (الرَّابِعَة) ما قَبْلَ أَلِف فَعْلان كـ "سَكْرَان" و "عثْمان" فَتَقول: "سُكَيْرَان" و "عثَيْمان". -6 تَصْغير المُضاعَف: وَذَلِكَ قَوْلُكَ في مُدُقٍّ (المُدُق: ما يدق به): مُدَيْقٌّ، وَفي أَصَمَّ: أَصَيِّمٌ، وَلا تُغَير الإدْغام عَنْ حالِهِ كَما أَنَّكَ إِذْ كَسَّرْتَ مُدُقّاً لِلْجَمع قُلْتَ: مَدَاقُّ وَلَو كَسَّرت (أي جمعتها جمع تكسير) أَصَمَّ لَقُلْتَ أَصَامٌّ، فَإِنَّما أَجْرَيْتَ التَّصغيرَ على ذَلِكَ. |
-7 تَصغير ما كانَ على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ وَلَحِقَتْه الزِّيادَةُ لِلْتَّأْنيث فَصارَ أَرْبَعَةً وَذَلِكَ نحو "حُبْلى" و "بشْرى" و "أخْرى" تَقول في تَصْغيرها: "حُبَيْلى، وَبُشَيْرَى، وَأُخَيْرَى". وَذَلِكَ أَنَّ هَذِه الأَلِفَ لَمَّا كانَتْ أَلِفَ تَأْنيث لمْ يَكْسِرُوا الحَرْف بَعْدَ ياءِ التَّصْغير، وَجَعَلوها هُنا بِمَنْزِلَة هاءِ التَّأْنيث وَذَلِكَ قَوْلُكَ في طَلْحَة: طُلَيْحَة.
وَإِنْ جاءَتْ هَذِهِ الأَلِفُ لِغَيْرِ التَّأْنيث كَسَرتَ الحَرْفَ بَعْدَ ياء التّصْغير وّذَلِكَ في نحو "مِعْزَى" تَقول في تَصغيرها: مُعَيْزٍ، وَفي "أَرْطى" (الأَرْطى: شجر): أُرَيْطٍ. وَإِنْ كانَتْ هَذِهِ الأَلِفُ خامِسَةً فَصاعِداَ فَكانَتْ لِلْتَّأْنيث أَوْ لِغَيْرِه حُذِفَتْ وَذَلِكَ قَوْلُكَ في: "قَرْقَرى: قُرَيْقِر" و "حبَرْكَى: حُبَيْرَك". -8 تَصْغير ما فيهِ "أَلِف وَنون" زَائِدَتان: القاعِدَة في تَصْغير ما فيهِ "اَلِف وَنون" زَائِدَتان: أَن الأَلِفَ لا تُقْلَبُ ياءً فيما يَأْتي: (1) في الصِّفاتِ مُطْلَقاً سَوَاءٌ أَكانَ مُؤَنَّثُها خالِيَاً مِنَ التَّاءِ وَهُوَ الأَصْل أَمْ بِالتَّاء فَالأُولى نحو "سَكْرَان" و "جوْعان". فَإِنَّ مُؤنثهما "سَكْرَى، وَجَوْعى". والثَّانية نحو "عُرْيان" و "ندْمان". وَصَمْيان "لِلْشُّجاع" وَقَطْوان "لِلْبَطِيء". فَإِنَّ مُؤَنَّثها: عُرْيانَة، ونَدْمانة، وَصَمْيانَة، وَقَطْوَانَة. تَقولُ في تَصْغيرها "سُكَيران" و "جوَيْعان" و "عرَيَّان" و "ندَيْمان" و "صمَيَّان" و "قطَيَّان". (2) في الأعْلامِ المُرْتَجِلَة نحو "عُثْمان" و "عمْران" و "سعْدان" و "غطَفان" و "سلْمان" و "مرْوان" تَقولُ في تَصْغيرها "عُثَيْمان" (أما "عثمان" الذيهو اسم جنس لفرخ الحبارى، فتصغيره: عثيمين) و "عمَيْران" و "سعَيْدَان" (أما "سَعْدان" لنبت ذي شوك من مراعي الإبل الجيدة، فتصغيره: سعيدين). و "غطَيْفان" و "سلَيْمان" و "مرَيَّان". (3) أَنْ تَكونَ الأَلِفُ رَابِعَةً في اسْمِ جِنسٍ، لَيْسَ على وَزْن مَن الأَوْزَانِ الآتِيَة: "فَعْلان، فُعْلان، فِعْلان". كـ "ظَرِبان" و "سبُعان" يُقالُ في تَصْغيرهما: "ظُرَيْبان وَسُبَيْعان". (4) أَنْ تَكونَ الأَلِفُ خامِسَةً في اسْمِ جِنْسِ، أَوْ في حُكْمِ الخَامِسَة (وذلك بحذف بعض الأحرف التي قبلها)، نَحْو "زَعْفَران" و "عقْرُبان" (ذكر العقارب). و "أفْعُوَان" (ذكر الأفاعي وهي الحيات) و "صلِّيان" (صليان: نبت) و "عبَوْثَران" (نبات خبيث الرائحة) تَقولُ في تَصْغيرها: "زُعَيْفَران" و "عقَيْرَبان" و "أفَيْعِيان" و "صلَيْلِيَان" و "عبَيْثِرَان". فإِنْ زَادَتْ على ذَلِكَ حُذِفَتْ نَحْو "قَرْعَبْلانَة" (اسم لدويبة عظيمة البطن). تَقولُ في تَصْغيرها "قُرَيْعِبَة". وَتَقْلِبُ ياءً لِكَسْرِ ما بَعدَ ياءِ التَّصْغير أَلِفٌ إِذا كانَتْ رَابِعَةً في اسْمِ جِنْسٍ على وَزْنِ "فَعَلان أَوْ فُعْلان أَوْ فِعْلان" كـ "حَوْمان" و "سلْطان" و "سرْحان" تَقولُ في تَصْغيرها "حُوَيْمِين" و "سلَيْطِين" و "سرَيْحِين" تَشْبيهاً لَها "بِزِلْزَالٍ وَقِرْطاسٍ وَسِرْبالٍ". إَذْ يُقالُ في تَصْغيرها: " ُزلَيْزِيل، وَقُرَيْطِيسَ، وَسُرَيْبِيل". وَأَمَّا العَلَمُ المَنْقُولُ فَحُكْمُه حُكْمُ ما نُقِلَ عَنْهُ، فَإِنْ نُقِلَ عَنْ صِفَةٍ فَحُكْمُهُ حُكْمُ الصِّفَةِ، وَإَنْ نُقِلَ عَنْ اسْمِ جِنْسٍ فَحُكْمُهُ حُكْمُ اسْمِ الجِنْس، تَقولُ في "سُلْطان" و "سكْران" عَلَمَيْن "سُلَيْطين" و "سكَيْرين". -9 ما يُسْتَثنى مِنَ الحَذْفِ: يُسْتَثنى مِنَ الحَذْفِ لِيتوصَّلَ إلى مِثالَيْ "فُعَيْعِل وَفُعَيْعيل" سَبع مَسائِل (أي إن هذه المسائل السبع لا ينظر إلى الزيادة فيها بل تصغَّر كأن بم تكن): (1) أَلِفُ التَّأْنيثِ المَمْدودَة كـ "حَمْرَاء" و "قرْفُصَاء" تَقولُ في تَصْغيرهما: "حُمَيْرَاء" و "قرَيْفِصاء". (2) تاءُ التَّأْنيث نحو "حَنْظَلَة" وتصغيرها: "حُنَيْظِلَة". (3) ياءُ النَّسَب نحو: "عَبْقَريّ" وتصغيرها: "عُبَيْقِرِيّ". (4) عَجُزُ المضافِ (وهو المضاف إليه في المركب الإضافي "عبد اللّه" فالتصغير يكون المضاف فقط) نحو "عبد شمس" وتصغيرها "عبيد شمس". (5) عَجُزُ المركبِ (وهو الكلمة الثانية من هذا المركب فهي أيضاً لا يطرأ عليها تغيير والتغيير يتعلق بالكلمة الأولى كما هو واضح) تركيبَ مَزْج نحو: "بَعْلَبَكَّ" وتصغيرها "بُعَيْلَبَكَّ". (6) عَلامَةُ التَّثْنِيَةِ نحو "مُسْلِمَيْن" وَتَصْغيرها "مُسَيْلِمَيْن" وَكذا "مُسَيْلِمان". (7) علامة جمع التَّصحيح نحو: "مُسْلِمين" وتصغيرها "مُسَيْلِمين" وكذا "مُسَيْلِمون". -10 حكم ثاني المُصَغَّر إذا كانَ لَيِّناً: ثاني الاسْمِ المُصَغَّر يُرَدُّ إِلى أَصْلِه إذا كانَ لَيِّناً مُنْقَلِباً عَنْ غيرِه، لأنَّ التَّصْغِيرَ يَرُدُّ الأَشْياءَ إلى أُصولها، وَيشملُ ذَلِكَ: ما أَصلُه وَاوٌ فَانْقَلَبَتْ "يَاءً" نحو "قِيمة" فَتقُول في تصْغِيرها "قُوَيْمَة" أو انْقَلَبَت "ألفا" نحو: "باب" فتَقول فيه "بُوَيْب". وما أصلُه يَاءٌ فانْقَلبت وَاواً ألفاً نحو "ناب" تقول في تصغيرها "نُيَيْب". وَأصْلُه هَمْزةً فانْقَلَبَت ياءً نحو "ذِئْب" فَتَقول في تَصْغِيرها "ذؤَيب". وما أصله حَرْفٌ صحيحٌ غَيْر همزة نحو "دِينار" و "قِيرَاط" فإن أصْلَهما "دِنَّار" و "قِرَّاط" و الياء فيهما بدل من أول المِثْلَيْن فتقول في تصغيرهما "دُنَيْنِير" و "قُرَيْرِيْط". وإذا كانَ ثانيه تاءٌ أصْلِيَّة تَثْبُتُ في التَّصغير وَذَلِكَ نحو "بَيْتٍ وَشَيْخٍ وَسَيِّدٍ"فَأَحْسَنُهُ أَنْ تَقول: "شُيَيْخ، وسُيَيْدٌ، وبُيَيْتٌ" لأِنَّ التَّصْغير يَضُم أَوَائِل الأَسْماءِ وَهُو لازِمٌ له كما أَنَّ الياءَ لازِمَةٌ له. وَمِن العَرَبِ من يقولُ: شِيَيْخٌ وَبِيَيْتٌ وَسِيَيْدٌ كراهة الياء بعد الضمة. فخرج ما لَيْسَ بِلَيِّن نحو "مُتَعدِّ" تقول في تصغيرها "مُتَيْعِدٍ" بدون رد. وإذا كانَ حَرْفُ لِينٍ مُبدَلاً مِنْ هَمْزَةٍ تَلي همزةً، كألف "آدَم" ففيه تُقْلَبُ وَاواً تقولُ في تصغيرها "أُوَيْدِمِ" كَالأَلِفِ الزَّائِدَة في نحو "شارِب" تقول "شُوَيْرِب" وشَذَّ في "عِيد" "عُيَيْد" وقِياسُه: عُوَيْد لأَنَّهُ مِنْ عادَ يعودُ، فلمْ يَرُدُّوا الياء لِئَلا يَلْتَبِسَ بتصغير "عُود" واحِدِ الأعواد. -11 تَصْغير المقلوب: إذا صُغِّرَ اسْمٌ مَقْلوبٌ صُغِّرَ على لفظِهِ لا على أَصْلِه لِعَدَمِ الحاجَةِ نحو "جَاه" من الوَجاهة، تقول في تَصغيره "جُوَيْه" لا وُجَيْه. -12 تَصْغير ما حُذِفَ أحَدُ أُصوله: إذا صُغِّرَ ما حُذِفَ أَحدُ أصولِه فإِنْ بقي على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ كـ "شاك" و "هار" . الهار) و "ميْت" بالتَّخْفِيف لم يُرَدَّ إليه شَيء فتقول "شُوَيْك" و "هوَير" و "ميَيْت". ووَجَب رَدُّ المَحذُوفِ إنْ بَقِيَ على حَرْفَين فالمحْذوفُ الفاء نحو "كُلْ وخُذْ وعِدْ" والعين نحو "رَه" بشَرْط أنْ تكون كلُّها أعْلاماً، تقول: "أُكَيْلٌ وأُخَيْذٌ وَوُعَيْد" بِرَدِّ الفاءِ و "منَيْذ وقُوَيْل وبُبَيْع" بِرد العين، و "يدَيَّةٌ ودُمَيّ" برد اللام و "وقَيّ ووُشَيّ" برد الفاء واللام و "روَي" برد العين واللام ليمكن بناءُ فُعَيل. وَإِذا سُمِّي بِما وُضِعَ ثُنائِيَّاً فإن كان ثانيه صَحيحاً نحو "هَلْ وَبَلْ" لم يَزِدْ عليه شيءٌ حتى يُصَغَّر، وعِنْدَئِذٍ يَجبُ أن يُضَعَّف أو يُزادَ عليه "ياء" فَيُقال: "هُلَيْل" أو "هُلَيْ" و "بلَيْل" أو "بلَيّ". وإن كان مُعتَلاًّ وجَبَ التَّضْعيفُ قَبلَ التَّصْغير فيقال: "لَوٌّ وكيٌّ وماءٌ". أعلاماً، وذلك لأنك زِدْاَ على الأَلِف أَلِفاً فالتَقى أَلِفانِ، فأُبدِلتِ الثانيةُ همزةً، فإذا صُغِّرتْ أُعْطِيَتْ حكم "دَوٍّ (الدَّوّ: البادِية) وحَيٍّ (الحي: القبيلة)" فتقول: "لُوَيّ وَكُيَيّ ومُوَيّ" كما تقول "دُوَيّ وحُيَيّ ومُوَيَّة (في الماء المشروب)" إلاّ أنَّ "مُويَّه" لامه هاءٌ فَرُدَّ إليها. -13 ما يُحذفُ في التَّصْغير من الزِّيادات على الثلاثي: تُحذَف الزِّيادات من بَناتِ الثَّلاثَةِ في التَّصْغير كما تُحْذَفُ من جمْع التَّكْسير، وذلِكَ قولُكَ في مُغْتَلِمٍ: مُغَيْلِمٌ، وتقول في تَكْسيرها: مَغالِم فَحَذَفْتَ الألف وأبْدَلْتَها ياءً فصارَت مُغَيْلِماً للتصغير، وإن شئت قلت: مُغيْلِيم، فَاَلْحَقْتَ الياءَ عِوضاً عَنِ المَحْذوف في الجَمْع كما قالَ بعضهم: مَغَالِيم، ومِثْلُها: جُوَالِقٌ، تَقول في تَصْغيرها: جُوَيْلقٌ، وإِنْ شِئْتَ قُلتَ: جُوَيْلِيقٌ عِوَضاً كما قالوا: جَوَالِيقُ. وتقولُ في تَصْغير المُقَدَّمِ والمُؤَخًّر: مُقَيْدِم ومُؤَيْخِرٌ، وإنْ شِئْتَ عَوَّضْتَ الياءَ كما قالوا في التكْسِير: مَقَاديمُ وَمَآخِير، والمَقَادِم والمَآخِر عَربيةٌ جَيِّدة. وتقول في تصغير مُذَكِّر: مَذَيْكِرٌ، وفي مُقْتَرِب: مُقَيرِبٌ، وإذا صَغَّرتَ مُسْتَمِعاً قلتَ: مُسَيْمِعٌ ومُسَيْمِيعٌ. وَتَقول في تصغير مُحْمارٍّ: مُحَيْمِيرٌ، ولا تقول مُحَيْمِر'، وتقول في تصغير: حَمَارَّةٍ حُمَيْرَّةٌ كأَنَّكَ صغرت: حَمَرَّة لأنَّك لو كَسَّرتَها تقول: حَمَارٌّ، ولا تَقولُ: حَمَائِرٌ. وتقول في تصغير مُغْدَوْدِنٍ: مُغَيْدِينٌ إن حَذَفْتَ الدالَ الآخِرَةَ، كأنك صَغَّرت: مُغْدَوْن، وإن حذفت الدال الأولى قلت في تصغيرها: مُغَيْدِن. وإذا صَغَّرت مُقْعَنْسِس (المُقْعَنْسِس: الشديد) حذفت النون وإحدى السِّينَين فقلت: مُقَيْعِس، وإن شِئْتَ قلت: مُقَيْعِيسٌ. وَأَمَّا مُعْلَوِّطٌ (من اعْلَوَّطَ البعيرَ: تعلَّق بعنقه) فليس فيه إلاَّ مُعَيْلِيطٌ. وفي تصغير عَفَنْجَجٍ (العَفَنْجج: الضَّخم الأَحْمق): عُفَيْجِجٌ، وعُفَيْجِيْجٌ وإذا صَغَّرتَ عَطَوَّدٌ (العَطَوَّد: الشديد الشاق) قلتَ: عُطَيِّدٌ، وعُطَيِّيدٌ، وإذا صَغَّرتَ اسْتَبْرَق قلت: أُبيرِقٌ. -14 تصغير ما كان على أربعة أَحْرُفٍ فَلَحِقَتْه ألِفُ التأنيث الممدودة: وذَاِكَ نحو "خُنْفُسَاء، وعُنْصُلاء (العُنْصُلاءُ: البَصَل البَرِّي)، وقَرْمَلاء (قَرْمَلاَء: موضع)"، فإذا صَغَّرتَها قلتَ: خُنَيْفِسَاءٌ، وعُنَيْصِلاءٌ، وقُرَيْمِلاءٌ ولا تُحذَفُ أَلِفُ التَّأْنيث لأَِنَّ الأَلِفَين - الأَلِفُ والهَمزة - لَمَّا كانَتا بِمَنْزِلَةِ الهاءِ في بنات الثلاث لم تُحْذَفا هنا. -15 تَصْغِير ما كَانَ على ثلاثَةِ أَحْرُف وَلَحِقه أَلِفُ التَّأْنيث الممدودة: وذلِكَ قولُك في تَصْغير حَمْراء: حُمَيْرَاء، وفي صَفْراء: صُفَيْراءٌ، وفي طَرْفاءَ: طُرَيْفاءٌ. وكلُّ ما كانَ على ثَلاثةِ أَحْرُ فٍ ولَحِقَتْه زَائِدَتان - الأَلِفُ والهضمزَة - فكان مَمْدوداً مُنْصَرِفاً فإن تَصْغيرَه كتَصْغير المَمْدود الذِي هَمْزتُه بَدَلٌ مَنْ ياء، وذلِكَ نحو: عِلْباءٍ وحِرْباءٍ تقولُ في تَصْغِيرهما: عُلَيْبِيّ، وحُرَيْبيّ، كما تقول في سَقَّاءٍ: سُقَيْقِيّ، وفي مِقْلاءٍ: مُقَيْلِيّ. ومن قال: إَوْغَاء وصَرَف قال: غُوَيْغِي، ومن لم يَصرف وأنَّث فإنها عندَه بمنزلةِ عَوْراء، يقول في تصغيرها غُوَيْغَاء، وعُوَيْرَاءٌ. |
-16 من صِيَغِ التَّصْغير ما ليس منه وإنما لدُنوِّه:
وذلِكَ قَولُكَ: "هو دُوَينَ ذلك، وهو فُوَيْقَ ذاك" ومن ذلك: هو أُصَيْغِرُ مِنك - وَإِنَّما أَردْتَ أَنْ تُقَلِّل الذي بَيْنَهما من السِّن - ومثلُ ذلِكَ قولُهم: قُبَيْلَ الظُّهر، وبُعَيْد العَصْر، فالمُرادُ قبلَ الظهر بقَليل، وبعد العَصْرِ بِقَليل، وكذلك قولُك: دُوَيْن ذلك: أي أَقرب أَو أقل. وأَمَّا قولُ العَرب: هُو مُثَيْلُ هذا، وأُمَيْثَالُ هذا، فإنَّما أَرَادُوا أنَّ المُشبَّهَ حَقِيرٌ، كما أَنَّ المُشَبَّهَ به حَقِيرٌ كما يقول سيبويه، وأما قَوْلُهم: ما أُمَيْلِحَةُ: فلا يُقاسُ عليه، لأنه فِعلٌ الفِعل لا يُصَغَّر. -17 تَصْغِير ما كان على خَمْسَةِ أَحْرُ فٍ: وذلِكَ نحو: سَفَرْجَلٍ، وَفَرَزْدَقٍ، وَقَبَعْثَرى، وَشَمَرْدَلٍ (الشمردل: الفتى السريع)، وَجَحْمَرِشٍ (الجحمرش: العجوز الكبيرة)، وصَهْصَلِقٍ (الصهصلق: العجوز الصخابة)، فَتَصْغير العَرب هذه الأسماء: هكذا: سُفَيْرِجٌ، وفُرَيْزِدٌ، وشُمَيْرِدٌ، وقُبَيْعِثٌ، وصُهَيْصِلٌ، وجُحَيْمِرٌ. وإنْ شِئتَ أَلْحَقْتَ في كلِّ اسْمٍ منها ياءً قَبل آخِرِ حُرُوفِه عِوَضاً، فتَقول مَثلاً: سُفَيْرِيجٌ وفُرَيْزِيدٌ وهكذا. وإنما صُغِّرتْ هَكَذا بحذفِ حَرْفٍ مِنها لأَنَّ تَكْسيرها: سَفَارِج وفَرَازِدٌ، ويأتي تَصْغير أَمْثالِ هَذه الكلماتِ على حَسَب جَمعها المُكَسَّر، مع إِبْدَالِ أَلِفِه ياءً وضَمِّ أَوَّلِه. -18 ما تُحذَف مِنه الزَّوائد من بنات الثّلاثة وأَوَّله الأَلِفَات المَوْصُولات: وذلِكَ قَولُكَ: في اسْتِضْراب: تُضُيْرِيبٌ، حُذِفَتْ الأَلِفُ المَوْصولة، وحُذِفَت السين كما تَحذِفها لو كَسَرْتَه للجَمع حتى يَصِير على مِصالِ مَفَاعِيل - فَتَصير تَضارِيب وإذا صَغَّرْتَ الافْتِقار حَذَفْتَ الألِفَ ولا تُحذَفُ التاء لأنَّ الزائدةَ إذا كانت ثانيةً في بَناتِ الثَّلاثَة، وكان الاسمُ عِدَّةُ حُرُوفِه خَمسةٌ رَابِعُهُنَّ حَرفُ لِينٍ لم يُحذَفْ منه شيءٌ في تَكْسيره للجمع لأَنَّهُ يجيء على مِثالِ مَفَاعيل. فتقول في تصغير الافتقار؛ فُتَيْقِيرٌ فإذا صَغَّرت انْطِلاقَ قلت: نُطَيْلِيقٌ. وإذا صَغَّرتَ: اشْهِيباب تَحذِفُ الأَلِفَ ثمّ الياءَ كما تَحذِفها في التكسير فتَصغِيرها: شُهَيْبِيب. -19 تَكْسيرُ ما كان من الثَّلاثةِ فيه زَائِدَتان: وذلِكَ نحو: قَلَنْسُوَةٍ، إنْ شِئْتَ قلتَ في تَصْغيرها: قُلَيْسِيَّة، وإن شِئْتَ قلتَ: قُلَيْنِسةٌ كما قال بعضُهم في تَكْسيرها: قَلانِس، وقال بعضهم قَلاسٍ. وكذلك: حَبَنْطَىً (الحَبَنْطَى: المنتفخ البطن)، إن شِئْتَ حَذَفْتَ النونَ فَقُلتَ: حُبَيْطٌن وإن شئت حذفت الألف فقلت: حُبَيْنِطٌ. ومن ذلك كَوَأْلَلٌ (الكوَأْلَل: القصير) - وإن كان غيرَ مُشْتق - إنْ شِئْتَ حَذَفْتَ الواوَ وقلتَ: كُؤَيْلِلٌ وكُؤَيْلِيلٌ، وإنْ شِئْتَ حَذَفْتَ إحْدَى اللاَّمَيْن فقلت: كُوَيْئِلٌ، وَكُوَيْئِيلٌ. ومنه: حُبارَى (الحُبَارى: طائر للذكر والأنثى والواحد والجمع وألفه للتأنيث)، إن شِئْتَ قُلتَ: حُبَيْرَى، وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: حُبَيِّر. وإذا صَغَّرتَ عَلانِيَةً أو ثَمانِيَةً أو عُفَارِيَة (العُفَارِيَة بالضمِّ بيِّن العَفَارة: خَبِيثٌ مَنْكَر)، فأحْسَنُه أنْ تقولَ: عُلَيْنَية وَثُمَيْنِيَةَ وَعُفَيْرِيَة. -20 تصغير ما أوَّلُه أَلِفُ الوَصلِ وفيه زِيادةٌ من بَناتِ الأربعة: وذلِكَ نحو احْرِنْجَامٍ، تَقول في تَصْغيره: حُرَنْجِيم، فَتَحذِفُ أَلِفَ الوَصْل، وَلا بُدَّ من تَحْرِيك ما بَعْدَها، وَتُحذَفُ النونُ حتى يصيرَ ما بَقي مِثلَ فُعَيْعِيلٍ، وذلك قَوْلك في التصْغير: حُرَيْجِيم، ومِثلُه الاطْمِئْنان تَحذِفُ أَلِفَ الوَصْل وإحدى النُّونَيْن فتكون طُمَأْيِين على مِثالِ فُعَيْعِيل. ومثله الإسْلِنْقاء (الاسلنقاء: النوم على الظهر) تَحذفُ الأَلف والنون حتى يصير على مثال فُعَيْعِيل أي سُلَيْقِيّ. -21 ما يُحذَف في التصغيرمن زوائد بنات الأَرْبَعَة: وذلكَ قولك في قَمَحْدوَّةٍ (القَمَحْدُوَّةُ: الهَنَة الناشِزة خَلْفَ الأذنين ومُؤخَّر القذال): قُمَيْحِدَةٌ لأنَّ تَكْسِيرها: قَماحِدٌ وفي سُلَحْفَاةٍ: سُلَيْحِفِةٌ وَتَكْسيرُها: سَلاحِفٌ، وفي مَنْجَنيقٍ: مُجَيْنيقٌ، لأَنَّ تَكْسِيرها: مَجَانِيقٌ، وفي عَنْكَبُوتٍ: عُنَيْكِبٌ وعُنَيْكِيبٌ، لأَنَّ تَكْسِيرَها: عَناكِبُ، وَعَناكِيبٌ وفي تَخْرَبُوت: تُخَيْرِبٌ وتُخَيْرِيبٌ. وَيَدُلُّكَ على زيادَةِ التاءِ في عَنْكَبوت وتَخْرَبوت (التخربوت: الخيار الفاره من النُّوق) والنون في مَنْجَنيق بأن العرب قد كَسَّرتْ ذلك، وإن كانَ العرب لا يُكَسَّرون ما كانَ على خَمْسَةِ أَحْرُفٍ حتى يَحْذِفُوا. -22 تَصٍغير ما ثَبَتَتْ زِيادَتُه من بنات الثَّلاثة: وذلك نحو "تِجْفَافٍ" (تِجْفاف: آلةٌ للحَرب يلبَسه الفَرسُ والإنْسان لِيَقيه في الحروب)، وإصْلِيتٍ (الأصْلِيت: السيف الصقيل)، ويَرْبوعٍ، فتقول في تصغيرها: تُجَيْفيفٌ، وأُصَيْليتٌ، ويُرَيْبِيعٌ. لأَنَّكَ لو كَسَّرْتها للجَمْع ثَبَتتْ هذه الزَّوائد. ومثل ذلك عِفْريتٌ، ومَلَكوتٌ، تقول في تصغيرهما: عُفَيْرِيتٌ ومُلَيْكِيتٌ، لأَنّكَ تقولُ في تكْسِيرهما: عَفَارِيتٌ ومَلاكِيتٌ. وكّذلِكَ: رَعْشَنٌ تقول في تَكْسِيرها: رَعاشِنٌ، وفي تَصْغيرها: رُعَيْشِنٌ؛ وكذلك قَرْنُوَةٌ (قَرْنُوة: نوعٌ من العُشب)، تقول في تَصْغيرها: قُرَيْنِيَة لأَنَّك لو كَسَّرتها لقلتَ: قَرَانٍ، ومِثْلُها: تَرْقُوَة تكسيرها: تَرَاقٍ، وتَصْغيرها: تُرَيْقِيَة. -23 تصغير ما ذهبت منه الفاء: وذلك نحو: عِدَةٍ وزِنَةٍ فإنَّهُما مِنْ وَعَدْتُ وَوَزَنْتُ فإنَّهُما الواوُ وهي فاءُ الكلمة فَعل، فإذا صغرت: أَعَدْتَ ما حَذَفْتَ، تقول: وُعَيْدّةٌ ووُزَيْنَةٌ. وكذلك شِيَةٌ، تَقُولُ في تَصْغيرها: وُشَيَّةٌ، وإنْ شِئْتَ قلت: أُعَيْدَةٌ وأُزَيْنَةٌ وأُشَيَّةٌ، لأَنَّ كلَّ وَاوٍ تكونُ مَضْمُومَةً يجوزُ لك هَمْزُها. ومِمَّا ذَهَبَتْ فَاؤه وكان على حَرْفَين: "كُلْ وَخُذْ" فإذا سميت رجلاً بكُلْ وخُذْ قلت في تصغيرهما: أُكَيْلٌ وأُخَيْذٌ، لأَنَّهُما من "أَكَلْتُ وأَخَذْتُ". -24 تَصْغِير ما ذَهَبَتْ لامه: فمن ذلك: دَمٌ، تَقُول في تَصْغيرها: دُمَيٌّ، يَدلُّك على أنَّه من بَنَاتِ الياء قولُهم في الجمع: دمَاء. ومن ذلك: يَدُّ، تَقُولُ: يُدَيَّةٌ، ومثلُه: شَفَةٌ، تقولُ في تَصْغيرها: شُفَيْهِةٌ، يدلُّ على حذفِ لامِ الكلمة. جَمْعُها: شِفَاه. ومن ذلك: سَنَةٌ، فمن قال أصلُها: سَانَيْتُ قال سُنَيْةٌ، ومن قال: أَصْلُها: سَانَهْتُ، قال في التَّصْغير سُنَيْهَةٌ. ومن ذلك فم تَقُول في تَصغِيره: فُوَيْهٌ. والدَّليل أن الذي ذَهَبَ هو اللامُ قولهم في جمعها: أَفْوَاهٌ. ومثلهُ مَوْيْه تَصْغيرُ ماءٍ رَدُّوا إليه الهاء كما رَدُّوها في الجمع: مِيَاه وأَمْوَاه. -25 تَصْغِيرُ ما ذَهَبَتْ لامُه وأَوَّلُه أَلِفُ الوصل: من ذلك: اسْمٌ وابْنٌ، تقول في تصغيرهما: سُمَيٌّ، وبُنَيٌّ، والدَّليلُ على اَنَّ المَحْذُوف في اسمٍ وابنٍ اللامُ، وأنَّها الواو أو الياء، قولهم في الجمع: أَسْماء، وأَبْناء. -26 تَصْغير ما أُبْدل فيه بعضُ حُرُوفِه: فَمِنْ ذلك: مِيزَانٌ، ومِيقاتٌ، ومِيعَادٌ وأصْلُهُنَّ: مِوْزَان من وَزَن، وَمِوْقات من الوَقْت، ومِوْعَاد من الوَعْد. سُكِّنتِ الواوُ وكُسِر ما قَبلها فقُلِبَتْ يَاءً فَصَارَت مِيزَان والبَاقِي مثلُها. فإذا صُغِّرَتا حَذَفْتَ البَدَل، وَرَدَدْتَها إلى أَصْلِها: تَقول في تصغير مِيزان: مُوَيْزِينٌ، وفي مِيقَات: مُوَيْقِيتٌ، وفي مِيعَاد: مُوَيعيدٌ، وكذلك فَعَلُول حينَ كَسَّروا للجَمْع فَقَالُوا: مَوَازِين وَمَواعِيد وَمَواقيت. وإذا صَغَّرتَ: الطَّيَّ، قلت: طُوَيّ، ومثل ذلك: رَيَّانُ وطَيّان تقول في تَصغيرهما: رُوَيَّان وطُوَيَّان. ومن ذلك: عَطَاء وقَضَاء، ووِشَاء، تقول في تصغِيرها: عُطَيٌّ وقُضَيّ وَوُشَيٌّ. وكذلك جميعُ المَمْدُود لا يكونُ البَدَلُ الذي في آخِرِه لازِمَاً أبداً. فَأَمَّا تَصغيرُ عِيد فَعُيَيْدٌ، ولَم يَقُولوا: عُوَيَّد، لأَنَّ جَمعَها أعْيادٌ. -27 ما يُصَغَّر على جَمْعه المُكَسَّر مِنَ الرباعي: وَذَلِكَ قولُكَ فَي خَاتَم: خُوَيْتِم، وأصل تَكْسِيرها: خَوَاتِم، فأبْدَلتَ الياءَ بِالأَلِفِ ومثلُهُ في طَابِق: طُوَيْبِقٌ، ودَانِقٌ: دُوَيْنِق، وَدِرْهم: دُرَيْهم. ومن العرب من يقول: خَويْتيمٌ، ودُوَيْنيق، ودُرَيْهيم. -28 تصغير كلِّ اسمٍ مِن شَيْئَين ضُم أَحَدُهُما للآخَر: ومِثلُ هذا يكون تَصْغِيرُه في الصَّدْر، وذلِكَ قولُك في حَضْرَمَوْت: حُضَيْرَمَوْتُ، وفي بَعْلَبَكَّ: بُعَيْلَبَكَّ. وفي خَمْسَةَ عَشَرَ: خُمَيْسَة عَشَر، وكذَلِكَ جميعُ ما أَشْبه ذلكَ وأَمَّا اثْنا عَشَرَ فَتَقُول في تَصْغيره: ثُنَيَّا عَشَرَ. |
-29 تَصْغيرُ المُؤنَّث الثُّلاثي: إذا صُغِّرَ المؤنَّثُ الخَالِي مِن عَلامةِ التَّأْنِيث الثُّلاثيّ أصْلاً وحالاً كـ "دَار، وسِنّ، وأُذُن، وعَيْن" أو أَصْلاً كـ "يَد" أو مَآلاً بأنْ صارَ بالتَّصْغِير مُؤَنَّثاً.
كُلُّ هَذا تَلْحَقُهُ التاءُ إنْ أَمِن اللَّبس فتقولُ في تَصْغير دار: "دُوَيْرَة" وفي تَصْغير سِنّ: "سُنَيْنَة" وفي أذنٍ: "أُذَيْنَة" وفي عين: "عُيَيْنَة" وفي يد: "يُدَيَّة". وفي حُبْلى، وسَوْدَاء: "حُبَيْلَة وَسُوَيْدَة". وفي سَمَاء: "سُمَيَّة" (أصله: سميي بثلاث ياءات الأولى: للتصغير، الثانية بدل المدة، والثالثة بدل الهمزة المنقلبة عن الواو لأنه من سما يسمو، حذفت منه الثانية لتوالي الأمثال). فلا تَلحقُ التاء نحو "شَجَر وَبَقَر" لئلا يَلْتَبِسا بالمُفرَد، وإنَّما تقول: "شُجَيَر، وبُقَيَر". ولا تَلْحقُ التَّاءُ نحو: "خَمْس وسِت" لئلا يَلْتَبِسا بالعَدَد المذكر. ولا تَلْحَقُ التاء نحو "زَيْنَب وسُعَاد" لِتَجَاوُزِها الثلاثة. وشَذَّ تركُ التاءِ في تَصْغير "حُريْب وعُرَيب ودُرَيْع ونُعَيْل" ونحوهن مع عدم اللبس. وشذَّ وجودُ التاء في تصغير "وَرَاء وأمام وقُدَّام" مع زيادتهن على الثلاثة، فقد سمع "وُرَيِّئَة وَأُمَيِّمَة وَقُدَيْدِيمَة". -30 تَصْغير الإشارَة والمَوْصُول: التَّصْغيرُ مشن خَواصِّ الأسْماء المُتَمَكِّنَةِ ومِمَّا شَذَّ عَنْ هَذا أَرْبَعةٌ: اسمُ الإشارة واسمُ الموصول، وأَفْعلُ في التَّعجب. فأَمَّا اسْمُ الإِشَارَةِ فقد سُمِع التَّصْغيرُ منه في خَمْسِ كَلِمات، وذلِكَ قولُهم في هَذا: هَذَيَّا، وفي ذاك: ذَيَّاكَ وفي تا: تَيَّاك، وفي ذَيَّا: ذَيَّان، وفي تَيَّا: تَيَّان للتثنية، وفي أُلاَءِ: أُلَيَّاء. أَوْ تَحْلِفي بِرَبِّكِ العَلِيِّ * أَنِّي أبو ذَيَّالِكِ الصَّبِي وقالُوا في تَصْغير "أُولَى" (بالقصر: لغة بني وهي بمعنى أولاء) بالقصر "أُولَيَّا" ولم يُصغِّروا منها غيرَ ذلك. وأَمَّا اسْمُ المَوْصُول فقالوا في تصغير "الذي والتي". "اللَّذَيَّا واللَّتَيَّا" وفي تثنيتهما: "اللَّذَيَّانِ واللَّتَيَّانِ". وفي الجمع "اللَّذَيُّون" رفعاً و "اللَّذيَّين" جَرّاً وَنَصْباً، وفي جمع "اللَّتَيَّا": "اللَّتَيَّات". -31 تَصْغِيرُ اسمِ الجمع، وجمع القلة: يُصَغَّرُ اسمُ الجَمْع لَشَبَهِهِ بالواحد فيقال في رَكْب "رُكَيْب" وكذلك جُمُوع القِلَّة كقولك في "أَجْمال: أُجَيْمَال". -32 جمعُ الكَثرةِ لا يُصغَّر: جَمْعُ الكَثرة لا يُصَغَّر لأن التَّصغِير لِلقِلَّة، والجمعُ للكثرة، فبينما مُنافاة، فَعِنْدَ إرادَةِ تَصغيرِ جمعِ الكَثْرةِ يُرَدُّ الجمعُ إلى مُفْردِه ويُصَغَّرُ ثُمَّ يُجمَعُ بالواو والنون إن كان لمذكَّرٍ عاقلٍ، تقول في : "غِلْمَان" "غُلَيِّمُون" وبالألف والتاء إنْ كان لمؤنَّث أو لمذكَّر لا يعقل تقول في "جَوَارٍ" و "درَاهم": "جُوَيْرِيات" و "درَيْهِمات" إلاَّ مَا لَه جَمْعُ قِلَّة، فيجوزُ رَدُّه إليه كقولكَ في فِتْيان "فِتْيَة". -33 ما يصغر على غير بناء مُكَبَّرِه: فَمِنْ ذلِكَ قَوْلُ العرب في مَغْرِبِ الشمس: مُغَيرِبَانُ، وفي العَشَيّ: آتِيكَ عُشَيَّاناً. ويقول سِيبويه: وسَمِعْنا من العَرب من يقولُ في تَصْغير عَشِيَّةِ: عُشَيْشِيَةٌ. أَمَّا قولُهُم: آتِيك أُصَيْلالاً فإنما هو أُصَيْلانٌ أبْدَلُوا اللام منها. وأَمَّا قولُهُم: آتِيك عُشَيَّانَاتٍ ومُغَيْرِبَانَاتٍ، فإنما جَعَلُوا ذلِكَ الحِين أجْزَاءَ. ومِمَّا يُصَغَّر على غَيرِ بِنَاء مُكَبَّرِه: إنْسانٌ، تَقُولُ في تصغيره: أنُيْسِيَانٌ، وفي بَنُون: أُبَيِّنُون، ومثلُ ذلِك لَيْلَةٌ، تَصْغيرها: لُيَيْلَةٌ، وقَولُهم في صِبْيَة: أُصَيْبِيَةٌ. وفي غِلْمَة: أُغَيْلِمَةٌ. كَأَنَّهُم صغَّروا: أَغْلِمة وأصْبِيَة. -34 ما جَرَى في الكَلامِ مُصَغّراً وَتُرِك تَكْبِيره: وَذَلِكَ قولُهم: جُمَيْلٌ وكُعَيْتٌ وهو البلبل، وقالوا: كِعْتَانٌ، وجِمْلانٌ فجاؤوا به على التَّكْبير، وَلَو جَاؤوا بجَمْعِه على التَّصْغير لقالوا: جُمَيْلات وكُعَيَّات. فليسَ شيءٌ يُرادُ به التَّصغير إلاّ وفيه ياء التَّصْغير. ومثلُهُ: كُمَيْت: وهِيَ حُمْرَةٌ مُخالِطها سَوَاد، فإنَّما حَقَّرُوها لأَنَّها بَيْن السَّوادِ والحُمْرَة. وأمَّا سُكَيْت فَهُو تَرْخِيم سُكَّيْت. وهو الذي يجيء آخِرَ الخَيل. (=ترخيم التصغير). -35 أَسْماء لا تُصَغَّر: فَمِنْها المُضْمَرَاتُ، وأسماءُ الاسْتِفْهام، وأَسْماءُ الشَّرط، ولا تُصَّغَرُ غَير، وكَذَلِكَ: حَسْبُكَ، وأَمْسِ، وَغَدٌ وَلا تُصَغَّر أسْماء شُهور السَّنَةِ، ولا تُصَغَّرُ عِنْد، ولا عَنْ، ولا مَعْ، ولا يُصَغَّرُ الاسمُ إذا كان بِمَنْزِلَةِ الفِعل، أَلا تَرى أَنَّه قَبِيحٌ: هُوَ ضُويَرِبٌ زَيْداً، وهو ضوَيْرِبُ زَيْدٍ، وإنْ كانَ ضاربُ زيدٍ لما مَضى فَتَصْغيرُه جَيِّدٌ. وكذَلِكَ لا يصغَّر: أَوَّلُ مِنْ أمْسِ، والثَّلاثاءُ، والأَرْبُـِعاءُ، والبارِحَةُ وأشْباهُهُنَّ. تَصْغِير اسمِ الإشارة = (التصغير 30). تَصْغيرُ اسمِ الجمع = (التصغير 31). تَصْغير اسم الإشارة، واسمِ المَوْصُول والتعجب= (التصغير 30). تَصْغير الترخيم = (ترخيم التصغير). تصغير جمع القلة = (التصغير 31). تَصغير جمع الكثرة = (التصغير 32). تَصْغيرُ ما حُذِفَ أَحَدُ أُصُوله - (= التصغير 12). تَصْغيرُ ما فِيهِ أَلِفٌ ونُون - (=التصغير 8). تَصْغِير المقلوب - (= التصغير 11). تَصْغير المُؤنث الثلاثي - (=التصغير 29). |
* التَضْمِين: قَد يُشْرِبون لَفظاً مَعْنَى لَفْظٍ فيعطونه حُكْمَه ويُسمَّى ذلك تَضْمِيناً وفَائِدتُه: أنْ تُؤدِّي كَلِمَةٌ مُؤَدَّى كَلِمَتَين، قال تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إلى أَمْوَالِكُمْ} (الآية "2" من سورة النساء "4" ) أي ولا تَضُمُّوها إليها آكِلِين. والذي أفَادَ التَّضْمِين: إلى. ومثلُه: {الرَّفَثَ إلى نِسَائِكُمْ} (الآية "187" من سورة البقرة "2" ). أصلُ الرَّفَثِ أن يَتَعَدَّى بالباء فلمَّا ضُمِّنَ معنى الإِفْضَاء عُدِّيَ بـ "إلى" مثل: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ} (الآية "21" من سورة النساء "4" ).
* تَعَالَ: قال الأزهري: تقول العرب في النداء للرجل: تعالَ بفتح اللام، وللاثنين: تعالَيَا، وللرجال: تعالَوْا، وللمرأة تعالَيْ وللنساء تَعَالَيْن كلها بفتح اللام ولا يقال: تَعَالَيتُ بهذا المبنى ولا ينهى عنه. * التَّعَجُّب: -1 تَعْرِيفُه: هو انْفِعَالٌ في النَّفْسِ عندَ شُعُورِهَا بما يَخْفَى سَبَبُهُ فإذا ظَهَرَ السَّبَبُ بَطَل العَجَب. -2 صيغُ التَّعَجُّب: للتَّعجُّب صِيَغٌ كَثِيرةٌ، منها قوله تعالى: {كَيْفَ تكْفُرُونَ بِاللَّهِ وكُنْتُم أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ} (الآية "28" من سورة البقرة "2" ) وفي الحديث: (سُبحانَ اللَّهِ إنَّ المؤمِنَ لا يَنْجُس). ومن كلامِ العرب "لِلَّهِ دَرُّه فارِساً" والمُبَوَّبُ له في كُتُب العربيَّة صِيغَتانِ لا غَيْر ولا تَتَصَرَّفان: "ما أَفْعَلَهُ، وأَفْعِلْ به". لاطِّرَادِهما فيه نحو "ما أَجْمَلَ الصِّدْقَ" و" أكْرِمْ بصَاحِبِهِ". وَبِنَاؤُه أبداً - كما يَقُول سيبويه - من "فَعَل" و "فعِل" و "فعُل" و "أفْعَل". -3 الصِّيغةُ الأُولى "ما أفعَلَه": هذه الصِّيغةُ مُركبةٌ من "ما" و "أفْعَله" فَأَمَّا "ما" فهي اسمٌ إجْماعاً، لأنَّ في " أفْعَلَ" ضَميراً يعودُ عليها، كما أجْمَعُوا على أَنها مُبتدأ، لأنها مُجَرَّدَةٌ للإِسْنادِ إليها. ثم اخْتَلَفُوا: فعِنْدَ سِيْبَوَيهِ أنَّ "ما" نَكْرَةٌ تَامَّةٌ بمعنى شَيء، وجازَ الابْتِداءُ بها لِتَضَمُّنها مَعْنى التَّعَجُّب وما بَعدَهَا خَبَر، فَمَوضِعُه رَفْعٌ. وعِنْد الأَخْفَش: هي مَعْرِفَةٌ ناقِصَةٌ. بِمَعْنى الذي، وما بعدَها صِلَةٌ فلا مَوضِعَ له، أَو نَكِرَةٌ ناقِصَةٌ وما بعدَها صِفةٌ، وعلى هذين فالخَبَرُ محْذُوفٌ وُجُوباً (وليس هذا القولُ بالمرضي كما في الرَّضي، لأنه حذف الخبر وجوباً مع عدم ما يَسُدُّ مَسَدَّه، وأيضاً ليس في هذا التقدير معنى الإبهام اللائق في التعجب كما كان في تقدير سيبويه) تقديرُهُ: شَيءٌ عظيم. وأمَّا "أَفْعَل" فالصحيح (وهو قول سيبويه والكسائي): أنها فِعلٌ لِلُزومِهِ مع ياءِ المُتكلِّم نونَ الوِقاية نحو "ما أَفْقَرَنِي إلى رحمةِ اللّه". ففتحتُه فَتحةُ بناءٍ، وما بعده مفعول به (وقال بقية الكوفيين: اسمٌ لِمَجِيئه مصغراً في قوله: "يا مَا أُمَيْلِح غِزْلاناً شَدَنَّ لنا" ففتحته فتحة إعراب). -4 الصيغةُ الثانية "أَفْعِلْ به": أجْمعوا على فِعْلِيَّة "أفْعِلْ" وأكثرهم على أن لفظضه لَفظُ الأمر ومَعْناه الخبر، وهو في الأصل ماضٍ على صِيغة "أفعل" بمعنى صار ذا كذا، ثمَّ غُيِّرتِ الصِّيغةُ فقبح إسنادصيغةِ الأمر إلى الاسم الظاهر، فزيدَتْ الباءُ في الفاعل ليصيرَ على صورةِ المفعول به ولذلك التُزِمَتْ (وقال الفَرَّاء والزَّجَّاج والزَّمخشري وغيرهم: لفظه الأمر، وفيه ضمير للمخاطب، والباء للتعدية، فمعنى: "أجملْ بالصِّدق" اجعلْ يا مُخَاطَبُ الصدقَ جَميلاً أي صِفْه بالجمال كيفَ شِئتَ). -5 شُروطُ فِعْلَيْ التَّعَجّب: لا يُصاغُ فِعْلا التَّعَجُّب إلاّ مِمَّا اسْتَكْمَلَ ثَمانيةَ شُرُوط: (الأَوَّل) أنْ يكونَ فِعلاً فَلا يُقال: ما أَحْمَرَه: من الحِمار، لأنَّه ليسَ بفعلٍ. (الثاني) أن يَكونَ ثُلاثِياً فلا يُبْنَيَانِ مِنْ دَحْرَجَ وضارَبَ واستَخْرَج إلاَّ "أَفْعل" فيجوز مطلقاً (عند سيبويه). وقيل يَمْتَنِعُ مُطْلَقاً، وقال َيجُوزُ إنْ كانت الهمزةُ لغير نقل (المراد بالنقل: نقل الفعل من اللزوم إلى التعدي، أو من التعدي لواحد إلى التعدي لاثنين، أو من التعدي لاثنين إلى التعدي لثلاثة وذلك بأن وضع الفعل على همزة). نحو "ما أَظْلَم هذا الليل" و "ما أَقْفَرَ هَذا المَكَان". (الثَّالث) أنْ يكونَ مُتَصَرِّفاً، فلا يُبْنَيَانِ من "نِعْمَ" و "بئْس" وغيرِهما مِمَّا لا يَتصَرَّف. (الرابع) أَنْ يَكونَ معناه قَابلاً للتَّفاضُل، فلا يُبْنَيانِ من فَنِيَ وماتَ. (الخامِس) أن يَكونَ تامّاً، فلا يُبنيان من ناقصٍ من نحو "كانَ وظَلَّ وباتَ وصارَ". |
(السادس) أن يكونض مُثْبتاً، فلا يُبْنَيَانِ مِنْ مَنْفيٍّ، سواءٌ أكانَ مُلازِماً للنَّفيِ، نحو "ما عاجَ بالدَّواءِ" أي ما انْتَفَعَ بِهِ، أم غيرَ ملازِمٍ كـ " ما قام".
(السابع) أن لا يكونَ اسمُ فاعِلِه على "أفْعَلَ فَعْلاء" فلا يُبْنَيَانِ من: "عَرَج وشَهِل وخَضِرَ الزَّرعُ". لأنَّ اسمَ الفاعل من عَرَجَ "أَعْرَج" ومؤنثه "عَرْجَاء" وهكذا باقي الأمثلة. (الثامن) أنْ لا يَكونَ مَبْنِيّاً للمفعول فلا يُنَيَان من نحو "ضُرِبَ" وبعضهم ويَسْتَثْنِي ما كان مُلازِماً لِصيغَةِ "فُعِلَ" نحو "عُنِيتُ بِحاجَتِكَ" و "زهِيَ علينا" فيُجيزُ " ما اَعْناه بِحاجَتِكَ" و "ما أزْهَاهُ عَلَيْنا". فإنْ فَقَدَ فِعْلٌ أَحَدَ هذه الشُّروط، اسْتَعَنَّا على التَّعَجُّب وُجُوباً بـ " أشَدَّ أو أشْدِد" وشِبْهِهِمَا، فتَقولُ في التَّعَجُّب من الزائد على ثلاثة "أَشْدِد أو أَعْظِمْ بِهما" وكذا المَنْفيّ والمَبْنِيّ للمَفْعولِ، إلاَّ اَنَّ مَصْدَرها يكونُ مُؤَوَّلاً لا صَرِيحاً نحو "ما أكثرَ أنْ لا يقومَ" و "ما أعظَمَ ما ضُرِب" وأشْدِدْ بهما. وأمَّا الجَامِدُ والذي لا يَتَفاوت مَعناه فلا يُتَعَجَّبُ منهما البَتْة. وهُناكَ ألفاظٌ جاءَتْ عن العربِ في صِيغِ التَّعَجُّب لم تَسْتَكْمِلِ الشُّروطَ، فَهذِه تُحفَظُ ولا يُقاسُ عليها لِنُدْرَتها، من ذلك قولهم: "ما أخْصَرَه" من اخْتُصِرَ، وهو خُماسِيٌّ مبنيٌّ للمَفْعُول، وقولُهم "ما أَهْوَجَه وما أَحْمَقَه وما أَرْعَنَه". كأنَّهُمْ حَمَلوها على "ما أَجْهَلَه" وقولُهم: "اَقْمِنْ به" بَنَوْه من قولهم "ما أَجَنَّه وما أَوْلَعَه" من جُنَّ وَوُلِعَ وهما مَبْنِيَّان للمَفْعولِ. -6 حَذْفُ المُتَعَجّب منه: يضجوزُ حذفُ المُتَعَجَّبِ مِنه في مِثلِ "ما أحْسَنَه" إنْ دَلَّ عليه دليلٌ كقولِ الشاعر: جَزَى اللَّهُ عَنّي والجَزَاءُ بفضله * رَبيعةَ خَيراً ما أَعَفَّ وأَكْرَما أ ي ما أَعَفَّها وأكْرَمَها. وفي مثل "أحْسِنْ به" إنْ كان مَعْطُوفاً على آخَرَ مَذكُورٍ مَعَه مثلُ ذلكَ المَحْذُوف نحو {أسْمعْ بهم وأبْصِرْ} (الآية "38" من سورة مريم "19" ) ، أي بهم، أما قولُ عُرْوة بنِ الوَرْد: فَذَلِكَ إنْ يَلْقَ المَنِيَّةَ يَلْقَها * حَمِيداً وإنْ يَسْتَغْنِ يَوماً فأَجدِرِ أي "فأجْدِرْ به" فشاذٌ. -7 لا يتقَدَّمُ معْمُولٌ على فِعْلَيِ التَّعَجُّب، ولا يُفصَلُ بَيْنَهما: كلٌّ مِنْ فِعْلَي التَّعَجُّب جامِدٌ لا يَتَصَرَّف نظير "تَبارَكَ وعَسى" و "هبْ وتَعَلَّمْ". ولِهَذا امْتَنَعَ أن يَتَقَدَّمَ عَليْهما معمُولُهُما. وأنْ يُفْصَلَ بينَهما بِغَيرِ ظرفٍ ومجرُورٍ. فلا تقولُ: ما الصدْقَ أجْمَلَ، ولا بِهِ أجْمِلْ، ولا تقولُ: ما أجملَ - يا محمَّد - الصِّدْقَ، ولا أَحْسِنْ - لولا بخلُه - بزيدٍ. أَمَّا الفصلُ بالظَّرف والمَجْرُور المتعلقين بالفعل، فالصَّحيح الجوازُ كقولهم: "ما أَحْسَنَ بالرَّجُلِ أنْ يَصْدُقَ" و "ما أقبَحَ به أن يَكذِبَ" ومثله قول أَوْسِ بنِ حجَر: أُقِيمُ بدارِ الحَزْمِ ما دَامَ حَزْمُها * احْرِإذا حَالت لأَنْ أَتَحَوَّلا فلو تَعَلَّقَ الظَّرفُ والمَجْرورُ بمعمولِ فعلِ التَّعَجُّب لم يجز الفَصْلُ بهما اتفاقاً فلا يجوزُ نحو "ما أحْسنَ بمَعْرُوفٍ آمراً" و "ما أَحْسَن عِندَكَ جالِساً" ولا "أحسِنْ في الدَّارِ عِندكَ بِجالِسٍ". -8 شرطُ المَنْصُوبِ بعد "أفْعَل" والمجرورِ بعدَ "أفْعِل": شَرْطُ المَنْصُوب بعد "أفْعَل" والمجرور بعد "أفْعِل" أن نكونَ مُخْتصاً لتحصل به الفائدةُ، فلا يجوزُ "ما أَحْسَنَ رَجُلاً" ولا "أحسِن بِرَجُلٍ". -9 التَّنازُع في التعجب: يَتَنازَع فعلا التَّعَجُّب تقول: "ما أَحْسَنَ ومَا أَكْرَمَ عَلِيّاً" على إعمال الثاني، وحذف مفعول الأول، و "ما أحسَن وما أكْرَمه عليّاً" على إعمال الأول (شرح الكافية ج 1 ص 73 - 74). -10 مَعْمُول التَّجب بـ "كان" و "ما المصدرية": تقول "ما أحسَنَ ما كان زيدٌ" فترفع زيد بـ "كان" وتجعل "ما" مع الفعل في تأويل المَصْدَر، التَّقْدِير: ما أحسنَ كَوْنَ زيدٍ. * تَعْساً: مَصْدَرٌ مَنصُوبٌ، وفِعْلُه واجِبُ الحَذْفِ، تقول "تَعْساً للخَائِن" أي اَلْزَمَه اللَّهُ هَلاكاً. |
* تَعَلّمْ: بِمَعْنَى اعْلَم، ليسَ لها ماضٍ ولا مُضارِعٌ، ولا غَيرُه، وهي من أَفْعال القلوب، وتُفيد في الخَبَر يَقيناً تَتَعدَّى إلى مَفْعولَيْن. نحو قول زياد بن سَيَّار:
تَعَلَّمْ شِفاءَ النَّفسِ قَهْرَ عَدُوِّها * فَبَالِغْ بِلُطْفٍ في التَّحَيُّلِ والمَكْرِ والأكثرُ وقوعُ "تَعَلَّمْ" على "أَنَّ" وصِلَتِها فتَسُدُّ مَسَدَّ المَفْعولين كقولِ زُهَيْر بنِ أبي سُلمى: فقُلْتُ تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْدِ غِرَّةً * وإلاَّ تُضَيِّعْها فَإنَّكَ قَاتِلُه (فـ "أن" مع اسمها وخبرها سدت مسد مفعولي تعلو وهو الأكثر) فإن كانضتْ أمْراً مِن تَعَلَّمْ يَتَعَلَّم تَعَلَّمْ تَعَدَّتْ إلى مَفْعولٍ وَاحِدٍ. (= المتعدي إلى مفعولين). التّفْضِيل: (=اسم التَّفضِيل). * تَفْعال: كلُّ ما جاءَ على زِنَةِ "تَفْعال". فهو بِفَتْح "التّاء" إلاّ ستَّة عَشَرَ اسْماً فهي بِكَسْرِ التَّاء: منها اثْنان بِمعنى المَصْدر وهما "تِبْيان" و "تلْقاء" والبَاقي أسماءٌ منها: "تِنْبَال" للقصير، و "تمْرَاد" لبيت الحَمام، و "تمْساح" و "تلْعاب" لكثير اللعب، و "تكْلام" لكثير الكلام، و "تهواء" من الليل قطعةٌ منه. تَقول بِمَعْنى تَظُنُّ = ظن. * التّمْييز: -1 تعريفه: ما يرفَعُ اٌلإبْهامَ المُسْتَقِرَّ عَنْ ذاتٍ مَذكورة، نَكرةٍ بمعنى مِن وهو مُفْرَد، أو نِسْبَةٍ وهو الجُمْلَة، وهاكَ التَّفْصِيل. -2 الاسمُ المُفْرد المُبْهم: هو أربعة أنواع: (1) العَدَدُ: نحو "أَحَدَ عَشَرَ كوكباً" (الآية "4" من سورة يوسف "12" ). وفي بحث "العدد" الكلامُ عليه مفصَّلاً. (العدد). (2) المِقْدار: وهو ما يُعْرَفُ به كَمِّيَّةُ الأشياء، وذلِكَ: إِمَّا "مَساحة" كـ "ذِرَاعٍ أَرْضاً" أو "كَيْل" كـ "مُدٍ قَمْحاُ" و "صاعٍ تَمْراً" أو "وَزْن" كـ "رَطْلٍ سَمناً" ونحو قولك: "ما في السَّماء مَوْضِعُ كَفٍّ سَحاباً" و" لي مِثْلُه كِتاباً" و "على الأرَضِ مِثْلُها ماءً". و "ما في النَّاسِ مِثْلُه فَارساً". ونحو: "مِلءُ الإناءِ عَسَلاً" ومنه قوله تعالى: {مِثْقال ذَرَّةٍ خَيْراً} (الآية "7" من سورة الزلزلة "99")، وقوله تعالى: {وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً} (الآية "109" من سورة الكهف "18" ). (3) ما كان فَرْعاً للتَّمْييز. وضابِطه: كلُّ فَرْع حَصَل له بالتَّفْريع اسْمٌ خاصٌّ، يليه أصْلُه، بحيث يَصِحُّ إِطْلاقُ الأصلِ عليه نحو "هذا بابٌ حديداً" و "هو خاتَمٌ فِضَّةً". وهذا النَّوعُ يَصِحُّ إطْلاقُ الأصلِ عليه نحو " هذا بابٌ حديداُ" و "هو خاتَمٌ فِضَّةً". وهذا النَّوعُ يَصِحُّ أَنْ يُعْرَبَ حالاً. أمَّا النَّاصبُ للتمييز في هذِه الأنواعِ فهو ذلك الاسْمُ المُبْهم، وإنْ كان جَامِدَاً لأنَّه شبيهٌ باسْمِ الفاعل لِطَلَبه له في المعنى. -3 النسبةُ المبهَمَةُ: نوعان: (1) نسبةُ الفعلِ للفاعل نحو قوله تعالى: {اشْتَعَلَ الرَّأسُ شَيْباً} (الآية "3" من سورة مريم "19" ) أصله: اشتَعَلَ شَيبُ الرأسِ. (2) نِسْبَةُ الفِعل للمَفْعُولِ نحو قوله تعالى: {وفَجَّرْنا الأرْضَ عُيُوناً} (الآية "12" من سورة القمر "54") أصْله: وفَجَّرْنا عُيونَ الأرض. ومن مُبَيِّن النِّسبةِ: التَّمْييزُ الوَاقِعُ بعد ما يُفيدُ "التَّعَجُّب" نحو "أكْرِمْ بالشَّافِعي قُدْوةً" و "ما أَعْلَمَهُ رَجُلاً" و "للَّهِ دّرُّهُ إماماً". والواقعُ بعد "اسم التفضيل" نحو "أنتَ أطْيبُ من غيرِكَ نَفْساً" "هو أشْجَعُ الناسِ رجلاً" و "هما خيرُ النَّاس اثْنَيْن" فرجُلاً واثْنَيْن انْتَصَبا على التمييز. وشَرْطُ وجُوبِ نَصْبِ التَّفْضيل للتميّيز كونُه فاعِلاً في المَعْنى، وذلك بأنْ يَصْلُحَ جَعْلُه فَاعِلاً، بعدَ تحويل اسمِ التَّفضيل فعلاً فتقول: "أنْتَ طَابتْ نَفْسُك". أمَّا إذا لم يكُنْ فَاعِلاً في المعْنى، فيجب جرُّ التَّمْييز به، وضَابِطُه: أنْ يكونَ اسمُ التَّفْضِيل بعضاً من جِنْس التَّمْيّيز، بحيثُ يَصِحُّ وَضْعُ لَفْظ "بَعْضِ" مكاتَه نحو "أبو حنيفة أفقهُ رجُلٍ" و "هنْدٌ أحْصَنُ امرأةٍ" فيَصِحُّ أن تقول: "أبو حنيفةُ بَعْضُ الرِّجال" و "هنْدٌ بَعضُ النِّساءِ". وَإِنَّما نَصبَ التَّمييز في نحو "حَاتمق أكرَمُ النَّاسِ رجُلاً" لتَعذُّرِ إضافةِ أَفْعلِ التَّفضيل مَرَّتَيْن والناصب له في هذه الأنواع: ما في الجملةِ من فعل مقدر كما تقدَّم أو شبههِ نحو "خالِدٌ كريمٌ عُنْصُراً". -4 من التمييز: وذَلِكَ قولُك: "وَيْحَهُ رَجلاً" وأنتَ تُرِيدُ الثناءَ عليه. و "للَّهِ دَرُّهُ رَجُلاً" و "حسْبُك به مِنْ فارسٍ، ومِثلُ ذلك قولُ العباس بنِ مرداس: ومُرَّةُ يَحْمِيهمْ إذا ما تَبَدَّدُوا * ويَطْعَنُهُم شَزْراً فأبْرَحْتَ فَارِساً (يمدح مُرة بأنه إذا تَبَدَّدت الخيلُ في الغَارة رَدَّها وحَماها، ويطعنهم شَزْراً: الشَّزَر: ما كانَ في جانبٍ وهو أشَّد، وأَبْرحَتْ: تَبَيَّنَ فضلُك كما يَتَبَيَّنُ البَرَاح من الأرض ، والشاهد: فارساً وهو منصوب على التمييز) فَكَأَنَّه قال: فَكَفَى بِكَ فَارِساً. ومن ذلك قةلُ الأَعْشَى: تقولُ ابْنَتِي حِينَ جَدّ الرَّحِيلُ * فَأَبْرَحْتَ رَبّاً وأَبْرَحْتَ جاراً (فأبرحَت ربّاً وأبْرَحَت جَاراً تمييزُ والمعنى: ظهرتَ وتبَيَّنْتَ رَبَّا وجَارَا) ومثله: "أكْرِم به رَجُلاً". -5 التَّمْييزُ يَجُوزُ جرُّه بـ "مِنْ": |
-5 التَّمْييزُ يَجُوزُ جرُّه بـ "مِنْ":
يَجوزُ جَرُّ التَّمييز بـ "مِن" نحو "عِنْدِي قِنْطارٌ مِنْ زَيْتٍ" و "قنْطَارٌ زَيْتاً" إلاَّ في ثلاثِ مَسَائل: (1) تمييزِ العَدَد، نحو "لَهُ عِندِي عِشْرونَ دِرْهماً". (2) التمييز المُحوَّل عم المفعول نحو: "زَرَعْتُ الأرض قَمْحاً" و "ما أحْسَن العلم ثَمَرَةً". (3) ما كانض فاعِلاً في المعنى، سواءٌ أكان محوَّلاً عن الفاعل في اللفظ، نحو: "كَرُمَ عليٌّ نسباً" أم عن المبتدأ نحو "صالحٌ أكثرُ صِدْقاً" فأصله: صِدْقُ صالحٍ أكثر بخلاف "للّه دِرّكَ فارساً" فإنه وإنْ كانَ فاعِلاً في المعنى، إذِ المعنى: عَظُمتَ فارِساً، إلاّ أنَّه غَيرُ مُحَوَّل عنِ الفاعِل صِناعَةً، ولا عَنْ المُبْتدَأ فيجوزُ دُخولُ "مِنْ" عَليه فتقول: "للَّهِ دَرُّكَ مِنْ فارِسٍ". -6 تمييزُ الذَّات والإضافة: يجوزُ جَرُّ تَمْيّيز الذَّاتِ بالإضافَةِ نحو "اشْتَرَيْت قَيْرَاطَ أَرْضٍ" إلاَّ إذا كان الاسم عَدَداً مِنْ أَحَدَ عَشَر إلى تَسْعةٍ وتِسْعِين كـ "أرْبَعَةَ عَشَرَ قِرْشاً" أومُضَافاً نحو قوله تعالى: {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} (الآية "109" من سورة الكهف "18" )، وقوله تعالى: {مِلءُ الأرضِ ذَهَبَاً} (الآية "91" من سورة آل عمران "3" ). -7 تَقَدَّم التمييز على عامله: لاَ يَتَقَدُّم التمييزُ على عَامِله في تمييز الذَّاتِ، وكذا النِّسبة إذا كان العَامِلُ فِعلاً جامِداً نحو "ما أَحْسَنَ عليّاً رَجُلاً" ونَدَر تَقدُّمُه على المُتَصَرِّفِ كقول رَجُلٍ من طيء: أَنَفءساً تَطِيبُ بنيلِ المُنَى * ودَاعِي المَنُونِ يُنادِي جِهَارَا -8 اتفاق الحالِ والتمييز: يَتَّفق الحَالُ والتَّمْييز في خمسةِ أُمُور، وهي: أنهما اسْمان، نَكِرَتَان، فَضْلَتان مَنْصُوبَتَان، رَافِعتان للإبهام. -9 افْتِراق الحالِ عن التَّمييز: تَفْتَرِق الحال عَنِ التَّمييز في سبعة أمور: (1) أن الحَالَ يجيءُ جُملةً وظَرْفاُ ومجْروراً والتمييز لا يكونُ إلاَّ اسماً. (2) أنَّ الحَالَ قَد يَتَوقَّفُ مَعنى الكلام عليه نحو قولِه تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّماء والأرضَ وما بَيْنَهما لاعِبِين} (الآية "16" من سورة الأنبياء "21") وليس كذلك التمييز. (3) أنَّ الحالَ مُبَيِّنَةٌ للهَيْئَات، والتمييزُ مُبَيِّنٌ للذوات أو النِّسَب. (4) أن الحال تتعدَّدُ بِخِلافِ التَّمْييز. (5) أنَّ الحالَ تتقدَّمُ على عَامِلِها إذا كان فِعْلاً مُتَصَرِّفاً أَوْ وَصْفاً يُشْبهه، ولا يجوزُ ذلِكَ في التَّمْييزِ على الصحيح. (6) حَقُّ الحَال الاشْتِقَاق، وحَقُّ التَّمْييز الجُمُود، وقد يَتَعَاكَسان، فَتَأتِي الحال جامِدَة كـ "هَذا مالُكَ ذَهَباً" ويأتي التَّمييزُ مُشْتَقّاً نحو "لِلّهِ دَرُّهُ فارساً". (7) الحَالُ تأتي مُؤكِّدةً لعامِلها بخلاف التمييز. (8) وتَقَدَّم أنَّ الحال بمعنى "في" والتَّمْييز بمعنى "مِن". * التَّنازُع: -1 حَقِيقَتُه: التَّنَازع: أن يَتَقَدَّمَ فِعْلاَنِ مُتَصَرِّفَانِ أو اسْمانِ يُشبِهانِهِما في العَمَل، أو فِعْلٌ مُتَصرِّفٌ واسْمٌ يُشبهُه في التَّصرُّفِ ويتأخَّرُ عَنْهُما مَعْمُولٌ غَيْرُ سَبَبي مَرْفُوع، وهو مَطْلُوبٌ لِكُلٍّ مِنهما مِن حَيْثُ المعنى والطلب، إمَّا على جِهَةِ التَّوافُق في الفَاعِليَّة لَهُما أو المَفْعُولِيَّة أو مَع التَّخالُف فيهما بأن يكون الأوَّلُ على جهةِ الفَاعِليَّةِ، والثَّاني على جِهةِ المَفْعُولية أو بالعَكْس، والعَامِلان: إمَّا فِعْلان، أوْ اسْمان أو مختلفان (وأمثلتها اثْنا عشر مثالاً: مثال الفعلين في طلب المرفوع "قَام وقَعَد الخَطِيبُ" ومِثالُهما في طَلب المَنْصُوبِ "أكْرَمتُ واحترمته زَيْداً" ومثالُهما في طَلب أحَدِهما المرفوعَ والآخر المنصوبَ "قام وانتظرتُ زيداً" ومثالهما في طلب العكس "انتظرتُ وقالَ زيدٌ" ومثال الاسمين في طلب المرفوع "أقائمٌ وقاعِدٌ الخَطيبان" ومثالهما من طلب المَنصوب "خالِدٌ مُعَلِمٌ ومُكرِمٌ عَلياً" ومثالُ= اخْتلافهما في الصورتين "محمد جاءَ ومُكرِمٌ أَبويه" وعكسُه "أحمدُ ذاهبٌ ووَاقِفٌ أَبَواه" ومثال الاسمِ والفعل في طلب المرفوع "أَقَائِمٌ أو قَعَد حَسنٌ" ومثالهما في طَلب المنصوب "زيدُ ضارِبٌ ويُكرمُ عَمْراً" ومثال اختلافهما مع تقدَّم طلبَ المَرفوع "أقائمٌ ويَضْرِبُ عَمْراً" وعَكْسُهُ "ضربت أو قائم زيد"). مثال الفعلين قوله تعالى: {آتوني أُفْرِغْ عَليه قِطْراً} (الآية "96" من سورة الكهف "18" . فـ{آتونِي} يَطلبُ قِطراً، على أنه مفعولٌ ثانٍ له، و "أفْرِغ" يطلبُه على أنَّه مفعوله وأُعْمِل الثاني وهو "أفرغ" في "قِطراً" وأعملَ "آتوني" في ضَميره وحَذَفه لأنه فَضْلَةٌ والأصل آتوني قطراً، ولو أعمل الأول لقيل "أفرغه")، ومثال الاسمين قولُه: عُهِدْتَ مُغِيثاً مُغْنِيَاً مَن أجَرْتَهُ * فَلَم أَتَّهِذْ إلاَّ فِناءَك مَوْئلاً (فـ "مغيثاً" من أغاث و "مغنياً" من أغنى تَنازَعاً "مَن" الموصولة فكل منهما يطلبها من جهةِ المَعْنى على المَفْعولية، وأعملَ الثاني لقربه، وحذفَ ضمير المفعول من الأول، والأصل "مغيثهُ" و "المَوئل" الملجأ) ومثال المختلفين قوله تعالى: {هَاؤمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَة} (الآية "19" من سورة الحاقة "69" فـ "ها" اسم فعل أمر بمعنى "خذ" والميم للجمع و "اقرؤوا" فعل أمر تنازعا "كتابية" وأعمل الثاني لقربه). -2 تعدد المتنازِع والمُتنازَع فيه: كما يكونُ المتنازِع عامِلَين، يكونُ أكثرَ، والمتنازَع فيه كما يكونُ واحداً يكون أكثرَ، ففي الحديثِ: (تُسَبِّحونَ وتُكَبِّرون وتحمَدُونَ، دُبَرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثَلاثين) فتَنَازَعَ ثلاثة (الثلاثة هي "تسبحون وتكبرون وتحمدون") في اثنين: ظَرفٌ ومَصْدر (الظرف: "دبر" والمصدر "ثلاثاً" أي تسبيحاً ثلاثاً). -3 يمتنعُ التَّنازُع في أشياء: عُلِمَ أنَّ المتنازعَيْن، لا بُدَّ أنْ يكونا فِعْلَين أو اسمين مُشْتَقَّين، أو مُخْتَلِفَي الاسْمِيَّة والفِعْلِيَّةِ، فلا يَقعُ التَّنازُعُ بينَ حَرْفين، ولا بينَ حَرْفٍ وغَيْرِه، ولا في مَعْمُولٍ متَقَدِّمٍ نحو "أَيُّهُم كلَّمتَ واستَشرتَ" ولا في مُتَوَسِّط نحو "استقبلتُ عليّاً وأكرمت" ولا في سَبَبِي مَرفُوع نحو قول كُثَيِّر عزة: قَضَى كلُّ ذِي دَيْنٍ فَوفَّى غريمَه * وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنَّى غَريمُها (فـ "غريمها" مبتدأ ثان، والمبتدأ الأول "عزة" و "ممطول ومعنى" خبران للمبتدأ الثاني) ولا في قول جرير: فَهَيْهَاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ ومَنْ بِه * وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بالعَقِيقِ نُواصِلُه (الطالب للمعمول هنا هي "هيهات" الأولى، طلبت فاعلها وهو "العقيق" أما الثانية فهي لمجرد التقوية، فلا فاعل لها) ومثله قولُ الشاعر: فَاَيْنَ إلى أيْنَ النَجاةُ بِبِغْلَتي * أَتَاكِ أَتَاكِ اللاحِقُون احْبِسِ احْبِسِ "فاللاَّحِقون" فاعل "أَتَاكِ" الأَوَّل، و "أتاكِ" الثاني لمجرَّد التَّقْويةِ فلا فاعلَ له، ولو كانَ مِنَ التنازعِ لقال: "أتاك أَتوك" على إعمال الأولى، أو "أتوك أتاك" على إعمال الثاني. -4 يجوزُ إعمال أَحدِ العَامِلَيْن: إذا تَنَازعَ العَامِلان جازَ إعمالُ ما شِئتَ مِنْهما باتِّفاق، لكِنْ اخْتَارَ البَصْريُّون الأَخِير لقُرْبه، واخْتارَ الكُوفيُّون الأَول لِسِبقهِ. -5 صور العمل في التَّنازع: إذا أَعْملنا الأول في الظاهر المتنازَع فيه أعْمَلْنا الثاني في ضميرهِ مَرْفُوعاً كان أو مَنْصُوباً أو مَجْرُوراً نحو "قامَ وقعدا أخواك" و "جاء وأكرَمْتُه محمَّدٌ" و "قام ونظرتُ إليهما أَخَواك" وأَمَّا قولُ عاتِكةَ بنتِ عبدِ المطَّلبِ: بِعُكَاظَ يُعْشِي النَّاظريـ * ـنَ - إذا هُمُو لَمحُوا - شُعاعُه فضرورة فقد أعمل الأول وهو يُعشِي، فَرفِع به شُعَاعُه، وعَمِلتْ "لَمَحُوا" في ضميره وحذَفَه، والتَّقدير: "لَمَحُوه" وإنْ أعْمَلْنَا الثاني: فإنِ احتاجَ الأولُ لمرفوع أُضْمِر، وإن عادَ الضميرُ على مُتَأَخِّر لَفْظاً ورتبةً، لامْتِنَاع حَذْفِ العُمْدة وهو الفَاعلُ، ولأَنَّ الإضْمارَ قد يعودُ على لَفْظٍ مُتَأَخِّر في غير هذا الباب نحو "رُبَّهُ رجُلاً (رجلاً: تمييز، ورُتْبَةُ التمييز التأخير والضمير في ربَّه، عائدٌ عليه وهو متأخر لفظاً ورتبة، ومثله "نِعْم فتىً" فتىً فاعل نِعْم يعودُ على "فتى" وفتى تمييز، فعاد على متأخِّر لَفْظاً ورُتْبَةً) ونِعْم فَتىً". وجاء الإضمارُ قبل الذكر في التنازع من كلام العرب نثرٍ وشِعر، فالنَّثْر نحو قول بعضِ العرب "ضَرَبُوني وضَرَبْتُ قَوْمَك" بنصب "قَومَك" والشعر وكقوله: جَفَوْنِي، ولم أجْفُ الأَخِلاءَ إنني * لِغَير جَميلٍ من خَليليَّ مُهمِلُ (فأنت ترى أنه أعْمل الثاني فنصَب الأخلاء وعَمْل الأول في الواوِ العائدةِ على الأَخلاء و "الأخلاء" جمع خليل) وإن أعْمَلْنا الثاني، واحتاج الأَوَّلُ لمنصوبٍ لفظاً، أو محلاً (لفظاً: ما يصل إليه العامل بنفسه، ومحلاً: هو ما يتصل إليه العامل بواسطة حرف جر). وجب حذف المنصوب لأنَّه فَضْلةٌ، وليس من ضَرورة فيها أن يَعودَ الضَّميرُ على مُتَأَخِّرٍ لَفْظاً ورُتْبةً، وأما قولُ الشاعر: إذا كُيتَ تُرْضِيهِ ويُرْضِيكَ صاحِبٌ * جِهاراً فكُنْ في الغَيبِ أَحْفَظَ للوُد بإعمال الثاني وهو " يرضيك" وإضمار المفعول في الأَوَّل وهو: تُرْضيه، فهذا ضَرُورة عند الجُمْهور، ويُسْتثنى من إعْمال الثاني وإضمار الفَضْلةِ في الأوَّل صُورٌ ثلاث هي: إنْ أَوْقَعَ حَذْفُ المَنْصُوبِ في لَبْس، أو كان العاملُ من باب "كان" أو من "ظَنَّ" وجَبَ إضْمارُ المَعْمُولِ مؤخَّراً، في المَسَائل الثلاث: فالأول نحو: "استعنتُ واستعانَ عَلَيَّ محمَّدٌ به" (فـ "استعنت" يطلب "محمّداً" مجروراً بالباء، والثاني يطلبه فاعلاً: لأنه استوفى معموله المجرور بعلى فأعملنا الثاني وأضمرنا ضمير محمّد مجروراً بالباء مُؤَخراً وقلنا "بِه" فمعنى المثال في غير التنازع "استعان عليَّ محمد واستعنت به"، ولو أضمرناه مقدّماً قبل استعان، لقلنا "استعنت به واستعان عليّ محمّد" فيلزم عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة، وهذا لا يُتَساهل فيه بالتنازع إلاّ في الفاعل ولو حذفناه أَوقعَ في اللبس فلا يعلم هل "محمّد"مستعان به أو عليه) فلو حذف لفظ "به" لوقع اللبس. والثاني: نحو "كنتُ وكان عَليٌّ صَدِيقاً إِيَّاه" "فكنتُ" و "كانُ" تَنضازَعا صديقاً على الخبريَّة لهما، فأَعْمَلْنا الثاني فيه، وأَعْمَلْنا الأولَ في ضميره مُؤخراً. والثالث: نحو "ظَنَّني وظَنَنْت خالداً قائماً إياه" "فَظَنَّني" يَطْلب "خالداً قَائماً". فاعلاً، ومفعولاً ثانياً، و "ظننت" يَطْلبُ مفعولين، فأَعْملنا الثاني، ونصبنا "خالداً قائماً" وبقي الأوَّلُ يحتاجُ إلى فاعل، ومفعول ثان، فأضمرنا الفاعل مقدماً مُسْتَتِراً، وأضمرنا المفعول الثاني مُؤَخَّراً، وقُلْنا "إيَّاه" ولم يُحذَف المنصوب في المَسأَلةِ الثانية والثَّالثة لأنه عمدةٌ في الأصل وأنَّه خبرُ مبتدأ. |
* التّنْوين:
-1 تعريفُه: هو نُونٌ تلحَقُ الآخرَ لفظاً لا خَطّاً لغيرِ توكيد. -2 أنواعه: التنوينُ الذي يصلُحُ أنْيكونَ علامةً للاسم، وينطبقُ عليه هذا التعريف أربعة أنواع (وهناك ستة أنواع أخرى من التنوين لا علاقة لها بعلامة الأسماء ذكرت في مُطَولات كتب النحو وقد جمع عَشَرةَ الأنواع من التنوين بعضهم في بيتٍ واحدٍ فقال: مَكِّنْ وَعَوِّضْ وَقَابِل والمنكَّر زِدْ * رَخِّم أو احْكِ اضطَّررْ غَالٍ وما هُمِزَا. (انظر حاشية الخضري على ابن عقيل)): (1) تَنْوينُ التمكِين: وهو اللاَّحِقُ للأسْماءِ المُعْرَبةِ "كخَالِدٍ، ورَجُلٍ، وفَتىً، وقاضٍ". دَلالَةً على تَمكُّنها في بابِ الاسْمِيَّة، فهي لا تُشْبه الحَرْفَ فَتُبْنَى، ولا الفعل فتُمنَع من الصرف. (2) تَنْوين التنكير: وهو اللاَّحِقُ لبعضِ الأَسْماءِ المبنية المَخْتُومة بِوَيه، واسم الفعل، واسم الصوت (وهي في العلم المختوم بويه قياسي، وفي اسم الفعل واسم الصوت، سَمَاعي، فمما سُمع منوناً وغير منون "كسه ومه"جاز فيه الأَمْرَان، وما سُمِع مُنَوناً فقط كـ "واهاً" بمعنى أَتَعَجَّب فلا يجوزُ تركُه، وما سُمِع غير مُنَوَّنٍ كـ "نَزَال" فلا يجوزُ تنوينه)، دَلالةً على تَنكِيرها، تقول: "إيهٍ" بالتَّنْوين إذا استَزَدْت مُخَاطِبَك من حَديثٍ غيرِ مُعَيَّن، وإذا قلت "إيهِ" بغير تنوين إذا استَزَدْتَه مِنْ حديثٍ مُعَيَّن. (3) تَنْوين العوض: وهو على ثلاثَة أقسام: أ - عِوَضٌ عن جُملةٍ وهو الذي يلحق "إذْ" عِوَضاً عن جُمْلةٍ بعدَها كقوله تَعالى: {وأنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُون} (الآية "84" من سورة الواقعة "56"). فأتي بالتَّنوين عِوَضاً عن هذه الجُملةِ. ب- عِوضٌ عن اسمٍ وهو اللاَّحقُ لكلٍّ وبعضٍ، عِوَضاً عما تُضافان إليه نحو "كُلٌّ يَمُوتُ" أي كلُّ حيٍّ يموتُ. ج- عِوَضٌ عنْ حَرْف، وهو اللاَّحِقُ "لِجَوارٍ وَغَوَاشٍ" ونحوِهما رَفْعاً وجراً فتُحذفُ الياء ويُؤتى بالتَّنوين عوضاً عنها. -4 تَنْوين المُقابلة: وهو اللاَّحقُ لما جُمِعَ بألفٍ وتاءٍ نحو "عَالِمَاتٍ" جَعَلُوه في مُقابَلَة النَّون في جمعِ المُذكَّر السالم. * تِهْ: (=اسم الإشارة 3) * التّوابعُ: -1 تَعريف التَّابع: هو المُشَارِكُ لِمَا قَبلَه في إعرابِه الحاصل والمُتَجدِّد. -2 أنواعُ التَّوابع: التَّوابعُ خَمْسَةٌ: "نَعْتٌ، وتوكيدٌ، وعَطْفُ بَيَانٍ، وعَطْفُ نَسَق، وبَدَل". (=بحث كل منها في حرفه). -3 التّوابع وترتيبها إذا اجتمعت: إذا اجْتَمَعَتِ التَّوابعُ قُدِّم منها النَّعتُ، ثم البَيَان، ثم التَّوكيد، ثم البَدَل، ثم النَّسقَ نحو "أقبلَ الرجُلُ العالمُ محمَّدٌ نَفْسُه أخوكَ وإبراهيمُ". * التّوكيد: -1 تَعريفُه وقسماه: هو تَابعٌ يُذْكَرُ تَقْريراً لمتْبُوعهِ لرفعِ احْتِمالِ التَّجَوُّزِ أو السَّهْو، وهو قِسْمان: تَوكيدٌ لَفْظِيٌّ وتَوْكِيد معنوي. -2 التَّوْكِيد اللَّفظي: يكونُ التَّوكيدُ اللَّفظيُّ بإعادة اللفظ (أو إعادة مرادفه كقولك: أنت بالخير حقيق قمِن)، الأوّل، فِعْلاً كانَ أو اسْماً أو حَرْفاً أو جُمْلَةً، فإنْ كان فِعلاً كُرّر بدون شَرْط، نحو "حَضَرَ حَضَرَ القَاضِي". و "يظهرُ يظهرُ الحقُّ". وإنْ كانَ اسْماً ظاهراً أو ضميراً منفصلاً مَنصوباً كُرِّرَ بدونِ شَرْطٍ فمثالُ التوكيدِ في الاسمِ قوله عليه السَّلام: (أَيُّمَا امرأةٍ نَكَحَتْ نفسَها بغيرِ ولَيٍّ فنكاحُها باطِلٌ باطِلٌ) (هكذا روى النحاة هذا الحديث ومنهم الأشموني شارح الألفية وفيه مثال توكيد الاسم الظاهر، أما الحديث كما رواه الترمذي في سننه فهو كما يلي: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل) وقال الترمذي: حديث حسن، وفيه مثال التوكيد اللفظي بإعادة الجملة وفي سنن أبي داود: (أيما امرأةٍ نكَحت بغير إذن وليِّها فنكاحها باطل) ثلاث مرات). |
ومثال الضمير قول الشاعر:
فإيَّاكَ إيَّاكَ المِراءَ فإنَّهُ * إلى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وللشَّرِّ جَالِبُ وإنْ كانَ ضَميراً مُنْفَصِلاً مَرْفُوعاً جازَ أن يُؤكَّدَ به كلُّ متَّصلٍ نحو "قُمْتَ أَنْتَ" و "أكرَمْتُكَ أنت" و "نظَرتُ إليكَ أنتَ". وإن كان ضميراً متصلاً وُصِلَ بما وُصِلَ به المؤكَّدُ نحو "عجبتُ منكَ". وإن كان حَرْفاً، فإن كانَ جَوابياً كُرِّرَ بدونِ شَرْطٍ، نحو "نَعَمْ نعمْ" ومنه قولُ جميل بُثَينة: لاَ لاَ أَبُوحُ بِحُبِّ بَثْنَةَ إنَّها * أَخَذَتْ عليَّ مَواثِقاً وعُهُوداً وإن كان الحرفُ غيرَ جَوابي وجَبَ أَمْران: أن يُفصَلَ بَينَهُما، وأن يُعادَ مع التَّوكيد ما اتَّصلَ بالمُؤكَّد إن كان مُضْمراً نحو : {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إذا مِتُّمْ وكُنْتُمْ تراباً وعِظَاماً أنكم مُخْرَجُون} (الآية "35" من سورة المؤمنون "23" ). فـ "أنكم" الثانية توكيدٌ للأولى، وقد أُعِيدَت مع اسْمها وهو الكاف والميم. وأن يُعَادَ هو أو ضميرهُ إن كان المؤكَّد ظاهراً نحو "إنَّ محمَّداً إنَّ محمَّداً فاضلٌ" و "أنَّ عليّاً إنَّه أديبٌ" وعَوْد ضميرِهِ هو الأَولَى، وشَذَّ اتِّصالُ الحرفين في قوله: إنَّ إنَّ الكريم يَحْلُمُ ما لَمْ * يَرَيَنْ مَنْ أَجارَه قَدْ ضِيمَا -3 التَّوكيدُ المعنوي: للتَّوكيدِ المعنويّ سبعةُ ألْفاظٍ: (الأَوَّل والثَّاني): "النَّفْسُ والعَيْن" ويُؤَكَّدُ بِهما لِرَفْعِ المجازِ عنِ الذَّاتِ تقولُ: "جاء الأميرُ" فيُحْتَمَلُ أنْ يكونَ الجائي متاعَهُ أو حَشَمَه، فإذا أكَّدْتَ "بالنَّفْس أو العَيْنِ" أو بِهِما مَعاً بشَرْطِ بقديمِ النَّفْسِ ارتَفَعَ ذلك الاحْتمالُ، ويَجبُ اتِّصالُهما بِضَمِيرٍ مطابقٍ للمؤكَّدِ في الإفراد والتَّذكيرِ وفُرُوعِهِما نحو: "جاء الأميرُ نَفْسُهُ". أو "جَاءَ الأمير عَيْنُه" أو "جَاءَ الأميرُ نَفْسُهُ عينُه" ويجوزُ جَرُّهُما بـ "باء" زائِدَةٍ: فتقول: "جاءَ زيدٌ بنَفْسِهِ". و "هنْدٌ بِعَيْنِها" ويَجِبُ جمعُ النَّفْسِ والعَيْن" على "أَفْعُل" إنْ أَكَّدا جَمْعاً تقولُ: "قامَ الزَّيْدُون أنْفُسُهم أو أعْيُنُهُم" و "جاءَ الهِنْدَاتُ أَنْفُسُهُنَّ أو أعيُنُهُنَّ". والأَوْلَى مع المثنى أن يُجمَعَ على "أفعُل" أيضاً تقول "حَضَر المُعَلِّمان أنْفُسُهُمَا" و "ذهبت المُعَلّمتَانِ أعْيُنُهُمَا". وتقول: "إيَّاكَ أنْتَ نَفْسُكَ أنْ تَفْعل" و "أيَّاكَ يَفْسَك أنْ تَفْعَل" الأولى بضم السين في يفسِك، والثانية بفتح السين فإنْ عيَّنتَ الفاعلَ المُضمَرَ في النية: قلت: "إياكَ أنتَ نَفْسُك" كأنك قلت: "إيَّكَ نَحِّ أنْتَ نَفْسَك" وَحَمَلْتَهُ على الاسم المضمر في نحِّ، فإن قلت: "إياكَ نَفسُك" تريد الاسمَ المضمرَ الفاعلَ فهو قَبِيح، وهو على قُبحِه رَفعٌ. (والخمسة الباقية) "كِلاَ" للمُثَنَّى المُذكَّر، و "كلْتَا" للمثنى المؤنَّث، و "كلّ وجَميع وعامَّة" للجَمْع مُطلقاً، وللمُفرِد بِشَرْطِ أن يكونَ له أجْزاءٌ، تقول: "جاء الزيدان كِلاهما". و "الهِنْدَان كِلْتاهُما" و "الرِّجَالُ كلُّهُمْ أو جَميعُهُم" و "الهِنْدَاتُ كُلُّهُنَّ أوجَمِيعُهُنَّ" و "الجَيْشُ كلُّهُ أو جميعُهُ" و "القَبيلةُ كلُّها أو جَمِيعُها" وكلُّ هذا يجوزُ فيه تقديرُ "البعضِ" إذا لم يُؤَكَّد فتقولُ: "جاء بعضُ الجَيْش" أو "القَبيلةِ" أو "الرِّجالِ أو الهِنْدَاتِ" ويُؤْتى بالتَّوكيد لرفْعِ هذا الاحْتمالِ. ولا يجوزُ: "جاءني زيدٌ كلُّهُ ولا جَمِيعُه" وكذا لا يجوزُ "اخْتَصَمَ الزيدان كِلاهما" لامتناع تقدير "بعض" ولا بُدَّ مِن اتِّصَالِ ضَميرِ المؤكَّدِ بهذه الأَلْفَاظِ ليَحْصُلَ الرَّبطُ بين المؤكَّدَ والمؤكِّدِ. ولا يَجوزُ حَذْفُ الضَّمير استغناءً بنية الإِضَافة، ولا حُجَّةَ في قولِه تعالى: {لو أَنْفَقْتَ ما في الأرْضِ جَمِيعاً} (الآية "63" من سورة الأنفال "8" ) على أنَّ المعنى: جميعَهُ، بل "جميعاً" حال، ولا في قِرَاءَة بَعْضِهم: {إِنَّا كُلاًّ فِيهَاْ} (الآية "48" من سورة غافر "40" والقراءة المشهورة: إنا كلٌّ فيها) لأَنَّ كُلاًّ بَدَل من اسم "إن" وقد يُسْتَغنى عن الإضَافَةِ إلى الضَّمِير بالإِضافةِ إلى مثلِ الظّاهِرِ المؤكَّدِ بـ "كل". ومن ذلك قولُ كُثَيِّر: كم قَدْ ذَكَرْتُكِ لو أُجْزَى بذكْرِكُمُ * يا أشْبَهَ النَّاسِ كلِّ الناسِ بالقَمَرِ |
-4 تَتَابُع المُؤكِّداتِ:
إذا أُريدَ تقوية التَّوكيدِ يجوز أنْ يتبع "كلَّه" بـ "أَجْمَعَ" و "كلَّها" بـ "جَمْعَاء" و "كلَّهُم" بـ "أَجْمَعِين" و "كلَّهُنَّ" بـ "جُمَع" قال تعالى: {فَسَجَدَ الملائِكَة كُلُّهُمْ أَجْمَعُون} (الآية "30" من سورة الحجر "15" ). وقد يُؤَكَّد بهنَّ وإذا أَرَدْتَ أن تؤكد أكْثَر قلت: جاء القومُ أجْمَعُونَ أكْتَعُونَ أبْصَعُونَ أبْتَعُونَ، وبهذا الترتيب (=في حروفها) وقد يؤكد بأجمعين وإن لم يَتَقَدَّمْ "كُلّ" نحو: {ولأُغْوِيَنَّهمْ أَجْمَعِين} (الآية "39" من سورة الحجر "15" ) و{وإنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدهُمْ أَجْمَعين} (الآية "43" من سورة الحجر "15" ). ولا يَجوز تَثْنِيَة "أَجْمَعَ وجَمْعَاء" استِغْنَاءً بـ "كِلا وكِلْتَا" = (كِلا وكلتا". -5 تَوْكيد النكرة: لا يَجُوز باتِّفاقٍ تَوْكِيدُ النَّكِرَة إذا لم تُفِدْ، وإنْ أفادَ جَازَ، وإنَّما تَحْصُل الفَائِدَة بأن يكونَ المُؤكَّد مَحْدُوداً، والتَّوكيدُ مِنْ أَلْفَاظِ الإِحَاطَةِ والشُّمولِ كقوله: لَكِنَّه شَاقَه أنْ قِيلَ ذا رَجَبٌ * يا لَيْتَ عِدَّة حَولٍ كلِّه رَجَب (الشاهد فيه توكيد "حول" بـ "كله" وهو نكرة، وهذا مذهب الكوفيين وهو من الشواذ عند البصريين وصحة السماع تدل على أنه غير شاذ كما قال العيني) ولا يجوزُ صُمْتُ زَمَناً كُلَّه، ولا شَهْراً نَفْسَه. -6 تَوْكيد الضَّمير: إذا أُريدَ تَوْكِيد ضَمِيرٍ مَرْفُوعٍ بـ "النَّفْسِ" أو "العَيْنِ" وجَبَ توكيده أوّلاً بالضميرِ المنفصل نحوَ: "قُومُوا أَنْتُمْ أنْفُسُكُمْ". أمَّا الظَّاهِرُ فَيَمْتَنِعَ فيه الضَّمير نحو: "سَافَرَ المحمَّدون أَنْفُسُهُمْ". وكذا الضَّمير المنصوب والمجرور نحو: "كَلَّمْتُهُمْ أَنْفُسَهُمْ" و "نظرت إلَيْهِمْ أعينِهِمْ". وإن كانَ التَّوكيدُ بغَيرِ النَّفْسِ والعَيْنِ فالضَّميرُ جائزٌ لا وَاجِبٌ نحو "قَاموا كلُّهُمْ". -7 ملاحظات في التَّوْكِيد: (1) الضَّمير المَنْصُوبُ لا يُؤَكَّدُ بالضَّمير المُنْفَصِل المَنْصُوب. (2) إذا جَعَلْتَ الضَّميرَ تَأْكِيداً فهو باقٍ على اسْمِيتهِ فتحْكمُ على مَوْضِعِه بإعرابِ ما قَبلَه، وليس كذلك إذا كانَ متَّصِلاً. (3) إذا أَكَّدْتَ، أو فَصَلْتَ (يريد ضمير الفصل في نحو "كان زيد هو العَالِمَ" فهو ضمير فصل لا محل له من الإعراب)، فلا يكون إلاّ بضميرِ المرفوع. (4) تأكيدُ ضَمير المَجْرور بضَمير المَرْفُوع على خِلافِ القِياس. (5) تأكيدُ ضَميرِ الفاعِل بضَمير المَرْفُوع جارٍ القياس. (6) إذا تَكرَّرَتْ أَلْفَاظُ التَّوكيد فهو للمُؤَكَّدِ وليس الثاني تأكيداً للتَّأكيد. (7) لا يجوزُ في أَلْفاظِ التَّوكيدِ القطع إلى الرَّفع (مَعْنى القطع: قَطعُ الكلمة في الإعراب عن التبعية لما قبلها وهذا جائِزٌ في جميع التوابع للرفع والنصب ولا يجوز في التوكيد، مثال القطع في الصفة للرفع "رأيت خالداً الماهرُ" الأصل: الماهرَ، بالفتح تبعاً لخالد ويجوز الرفع على أنها خبرٌ لمبتدأ محذوف، ويجوز "جاء خالدٌ الماهرَ" بالفتح الأصلُ الماهرُ بالضم ويجوز الفتح على أنها مَفعولٌ به لفعلٍ مَحذُوف التقدير: أريدُ أو أَعْني، هذا معنى القطع، وقج ذكر في التوابع: وهي النعت والبدل والعطف) ولا إلى النَّصب. (8) لا يجوزُ عَطْفُ بعضها على بعض، فلا يقال: نَهضَ محمَّدٌ نفسُه وعينُه. (9) أَلْفَاظُ التوكيدِ مَعَارِفُ وإمَّا بالإِضَافَةِ الظَّاهرَة، أو المُقَدَّرة، كما في أَجْمَع وَتَوابِعه. (10) لا يُحذَفُ المُؤَكَّدُ ويقام المؤكِّدُ مَقامَهُ. (11) "كُلّ" إذا كانَتْ بمعنى كامل نحو: "زرْتُ الصَّدِيقَ كُلَّ الصَّديق" تُعْرَبُ نعتاً لا تَوْكِيداً وَلا يَجُوزُ قَطْعُها إلى الرفْع أو النَّصبِ (أي مع أنها صفة لا يجوز قطعها لأنها كالتوكيد). ويجبُ أن تُضَافَ إلى مثلِ المَتْبوعِ لا إلى ضَمِيرهِ. (12) يجبُ مُلاحظةُ المعنى من خبر "كلّ" مُضافاً إلى نكرةٍ، فيجبُ مطابقته للنّكرة المضافِ إليها "كل" نحو: {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ} و{كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُون}. وَلا يَلْزمُ ذلك في المُضَافةِ إلى مَعْرِفةٍ فتقول: "كُلُّهمْ ذاهِبٌ" أو "ذاهِبون". (13) ألفاظ في التوكيد: قد يُؤَكَّد بأَلْفاظٍ غيرِ مَا مَرَّ وهي: "أكْتَع وأَبْصَع وأبْتَع" تقول "جاءَ القَوْمُ أجْمَعُون أكْتَعُون أبْصَعُون أبْتَعُون" زيادةً في التوكيد. (=في أحرفها). * تِي: اسمُ إشارة للمُفْردة المؤنَّثة، وقد تُسبَقُ بحَرْف التَّنبيه "ها". فيقال: هاتي، وهي إشارةٌ للقَرِيب. وقد تَلْحَقُها "كافُ الخطاب" فيقال: "تِيكَ" وقد يَلْحَقُها لامُ البعد، وكاف الخطابِ، فيقال: "تِلكَ" وهي إشَارةٌ للبَعيد كـ "تِيك". (=اسم الإشارة). * تَيّا: تَصْغير "تا" للإشارة. (=التَّصغير 13). * تَيْن: (=اسم الإشارة 2). |
بَابُ الثَّاء
* الثُّلاثاء: كان حقَّه الثَّالث، ولكنَّه صِيغَ له هذا البناء ليَتَفَرَّدَ به اسمُ اليوم، يُؤَنَّث على اللفظ، ويُذْكَّر على اليَوْم فيقال: "ثَلاثَةُ ثَلاثَاوات". و "ثلاثُ ثَلاثَاوَات" ويجمع على ثلاثَاوَات أَوْ أثَالِثِ. * ثُمَّ: حرفُ عَطفٍ، وهي للتَّشْرِيك في الحُكْم، والتَّرْتيب، والتَّراخي، نحو: {ثم السبيلَ يَسَّره، ثم أَماتَه فَأَقْبَرَه، ثمَّ إذا شاء أَنْشَرَه} (الآية "20 - 21 - 22" من سورة عَبَس "80"). وَقَدْ تُوضَع مَوْضِعَ الفاءِ كقول أبي دُؤاد جَارِيةَ بن الحجَّاج: كَهَزِّ الرُّدَيْنِيِّ تَحْتَ العَجَاجِ * جَرَى في الأَنابِيبِ ثم اضْطَرَبْ إذ الهَزُّ متى جَرَى في أنابيبِ الرُّمْحِ يَعْقُبُه الاضْطِّراب. وأمَّا "ثُمَّت" (=في حرفها بعد قليل). * ثَمَّ: اسمٌ يُشار بِهِ إلى المكانِ البعيد نحو: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِين} (الآية "64" سورة الشعراء "26" ). وهُوَ ظَرْفٌ لا يَتَصَرَفَّ، مبني على الفتح في موضع نصبٍ على الظَّرْفِيَّة ولا يَتقَدَّمُهُ حَرفُ تَنْبِيه وَلاَ تَلْحقُه كَافُ الخِطَاب، وقد يُجَرُّ بـ "مِنْ". * ثَمَانِيَ: إذا رُكِّبَتْ "ثَمَاني" ففيه أَرْبعُ لُغَاتٍ: فَتْحُ الياء، وسُكُونها، وحَذْفُها مع كسر النُّونِ هذا قَلِيل، وفَتْحُها، وفي الإفراد: بالياء الساكنة، وقد تُحذَفُ ياؤها في الإفراد، ويُجعلُ إعرابها على النون. (=العدد 3). * ثَمّة: مثل "ثَمَّ" اسْمٌ يُشارُ به إلى المكان البَعِيد، والتَّاء فيها لِتَأْنيثِ اللَّفْظ فقط. * ثُمّت: هي "ثُمَّ" العَاطفة، أَدْخَلُوا عليها التَّاءَ لِتَأْنِيثِ لَفْظِها فَقَط كما قال الشاعرُ: وَلَقَدْ مَرَرْتُ على اللَّئيمِ يَسُبُّني * فَمَضَيْتُ ثُمَّتَ قلتُ لا يَعْنيني |
بابُ الجِيْم
* الجَارُّ والمَجْرُور: -1 حُروف الجرّ: حُرُوفُ الجَرّ عِشرون جَمَعَهَا ابنُ مالك في خُلاصتِه فقال: هَاكَ حُروفَ الجرَّ وهي: مِنْ إلى * حَتَّى خَلاَ حَاشَا عَدا في عَنْ عَلى مُذْ مُنْذُ رُبَّ اللامُ كَيْ واوٌ وتا * والكافُ والبا ولَعَلَّ وَمَتَى -2 أحْكامُها: لحروف الجَرِّ أحكامٌ مختلفَةٌ تنْحصرُ في سبع فِئات: الأولى: ثَلاثةٌ "خَلا، عَدا، حَاشَا". (=كلاًّ في حرفه). الثانية: ثلاثةٌ أيضاً "كَيْ، لعلَّ، مَتى". (=كلاًّ في حرفه). الثالثة: سبْعةٌ هي "مِنْ، إلى، عَنْ، عَلى، في، الباءُ، اللاَّمُ". (=كلاًّ في حرفه). الرابعة: ثلاثةٌ وهي "حَتَّى، الكاف، الواو". (=كلاًّ في حرفه). الخامسة: اثنان هما "مُذْ، مُنْذ". (=مذ منذ). السادسة: رُبَّ (=رُبَّ). السابعة: التاء (=التاء). -3 نيابة حروف الجر: حُروفُ الجرِّ لا يَنوبُ بعضُها عَنْ بَعضٍ قِياساً، كما لا تَنُوبُ حُروفُ الجَزْم والنَّصب بعضُها عن بَعض (وهو مذهب البصريين). وما أوْهَمَ ذلك فَمَحْمُولٌ على تضمين(انظر: التضمين في حرفه) مَعْنَى فِعلٍ يتعدَّى بذلك الحَرْف، أو على شُذوذِ النِيَابة في الحرف. وجَوَّز الكوفيون نِيابَة بَعْضِها عن بَهْض قياساً، واختارَه بعضُ المتأخرين. -4 حذفُ حَرف الجر وبقاء عمله: قد يُحذفُ حَرْفُ الجَرِّ - غيرَ ربَّ - ويَبْقى عَملُه، وهو ضَرْبان: سَمَاعيٌ غيْرُ مُطَّردٍ كقولِ رُؤْبة وقد قيل له: كَيفَ أصبحتَ؟ قال: خيرٍ عافاكَ اللّه، التقدير: على خَيْرٍ، كقوله: وكريمةٍ مِنْ آلِ قَيْس أَلَفْتُه * حتَّى تَبَذَّحَ فارتقى الأعلامِ (التاء في كريمة: للمبالغة، أَلَفته: أعطيته ألْفاً، "تبذَّح" تكبر، "الأعلام" الجبال، والشاهد: كسر الأعلام بحرف جر محذوف وهذا شاذ إن صَحَّتِ القَافِيَةُ. أيْ إلى الأعلامِ. قياسيٌّ مُطَّرِدٌ في مواضعَ أشهرها: (1) لفظ الجلالةِ في القَسَم دُون عِوَض نحو: "اللَّهِ لأفْعَلَنَّ كَذا" أي واللّه. (2) بَعدَ كَمْ الاستفهاميَّة إذا دَخَلَ عليها حَرفُ جَرٍّ نحو: "بكم درهمٍ اشتريتَ" أي من درهم. (3) لام التعليل إذا جرَّتْ "كي" وصلتها نحو: "جئت كي تكرِمَني" إذا قَدَّرْت "كَيْ" تَعْليلية أي لكَي تُكْرِمني. (4) مع "أنَّ" و "أنْ" نحو "عجبتُ أَنَّكَ قادمٌ" و "أنْ قَدِمتَ" أي مِنْ أنَّك قَادمٌ ومِن أنْ قَدِمْتَ. (5) المعطوفُ على خَبَرِ "لَيْس وما الحجازية" الصالحُ لِدُخول الجَارِّ كقول زُهير: بَدَا ليَ أَنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضى * ولا سَابقٍ شَيْئاً إذا كانَ جائيا فَخَفَضَ "سَابِق" (ورواية الديوان: سابقاً بالنصب فلا تصلح شاهداً) على توهُّم وُجود الباء في مُدْرك. ومثاله في "ما الحجازيَّة" "ما زيدٌ عالماً ولا متعلِّمٍ" (والغالب في هذا وأمثاله السماع فقط). أي التقدير: ما زيدٌ بِعَالِمٍ ولا مُتَعَلَّمٍ. (5) متَعَلَّقُ الجارِّ والمجرور والظرف: لا بُدَّ لِكُلٍّ من الجارِّ والمَجْرور والظَّرفِ مِنْ مُتَعَلَّق يَتَعلَّقُ به، لأنَّ الجَارَّ يُوصِل مَعْنَى الفِعلِ إلى الاسْم، والظَّرفَ لا بُدَّ له مِنْ شَيْءٍ يَقعُ فيه، فالموصِلُ معناه إلى الاسم، والواقع في الظرف هو المُتَعلَّقُ العاملُ فيهما، وهو: إمَّا فِعْلٌ أو مَا يُشبهه من مَصْدر، أو اسْمِ فِعْلٍ، أَوْ وَصْفٍ ولو تَأْويلاً نحو: {وَهُو اللَّهُ في السَّمَواتِ وَفي الأَرْضِ} (الآية "3" من سورة الأنعام "6" ). فالجَارُّ متعلِّق بلفظِ الجَلالة، لتأويلِه بالمَعْبُود، أو المُسَمَّى بهذا الاسم ومِثلُه قولُه تَعَالى: {وهُوَ الذي في السَّماءِ إلهٌ، وفي الأرضِ إله} (الآية "84" من سورة الزخرف "43") في السماء متعلق بـ "إله" لأَنَّه بمعنى مَعْبود. وهَلْ يَتَعَلَّقَان بالفِعْل النَّاقص؟: عِندَ المبرِّد والفَارِسِي وابن جني: لا يَتَعَلَّقان لأَن الفعلَ الناقصَ عندَهم لا يَدُلُّ على الحَدَث. وعِنْدَ آخَرين من المُحقِّقين: أنَّ النواقصَ كلَّها تَدلُّ على الحَدَثِ ولِذلك يُمكِن أنْ يَتَعَلَّقا بها، واسْتَدَلَّ المُجوِّزُون: بقوله تعالى: {أكَانَ للنَّاسِ عَجَباً أنْ أوْ حَيْنا} (الآية "2" من سورة يونس "10" ) فإنَّ اللام بـ "لِلناس" لا تتعلق بـ "عَجباً" لأنه مصدر مؤخَّر، ولا بـ "أَوْحَيْنَا" لِفَسَادِ المعنى لِذلكَ عَلَّقوها بـ "أكان" على أنَّه يَجوزُ أنْ يَتعلَّق بمَحذُوف حَالٍ من "عَجَباً" لِتَقدُّمه عَليه على حَدِّ قوْلِه: "لِمَيَّةَ مُوحِشاً طَلَلُ" أمَّا تَعَلُّقهما بمحذوف، فَيجبُ فيه ثمانية أمُور: (1) أَنْ يَقَعَ صِفَة نحو: {أوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السماء} (الآية "19" من سورة يونس "10" ). (2) أنْ يَقَعا حَالاً نحو: {فَخَرَجَ على قَوْمِه في زينَتِهِ} (الآية "79" من سورة القصص "28" ). (3) أن يقعَا صِلَة نحو: { وَلَه مَنْ في السَّمَواتِ والأرضِ ومَنْ عِنْدَه لا يَسْتَكْبرون} (الآية "19" من سورة الأنبياء "21"). (4) أن يقعَا خَبَراً نحو: "خَالدٌ عِندَك" أو "عَمْرٌو في بَيْتِه". (5) أن يَرْفَعَا الاسمَ الظاهر نحو {أفي اللَّهِ شَكٌّ} (الآية "10" من سورة إبراهيم "14" ). ونحو "أعِنْدَكَ زيدٌ". (6) أن يُستَعمل المتعلّق محذُوفاً كقولك لمَنْ ذَكَرَ أمْراً تَقَادَمَ عَهدُهُ "حِيْنَئِذٍ الآنَ" أصلُه: كانَ ذَلكَ حِينَئِذٍ واسْمَعِ الآنَ، وَقَوْلِهم للمُعَرِّس "بالرَّفَاء والبَنين" أي أعْرَسْت بالرِّفَاء والبَنين. (7) أن يكونَ المتعلَّق مَحْذُوفاً على شَرِيطةِ التَّفْسير نحو "أيومَ الجمعةِ صُمتَ فيه" أي أصمتَ يومَ الجُمعةِ. (8) القَسَمُ بغير الباء نحو قوله تعالى: {واللَّيلِ إذا يَغْشى} (الآية "1" من سورة الليل "92")، وقولِه: {تاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم} (الآية "57" من سورة الأنبياء "21") ولو صَرَّح بالمتعلَّق لوجَبَتِ البَاء (=القسم). ويُسْتثنى من التَّعلِيث خَمْسةُ أحْرُفٍ: (1) حَرْف الجرِّ الزائد، كـ "الباء ومِن" نحو: {كَفَى بِاللَّهِ شَهيداً} (الآية "78" من سورة النساء "4" ). {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (الآية "3" من سورة فاطر "35" ). (2)"لَعَلَّ" في لُغَةِ عَقيل، لأنها بمنزلةِ الزَّائد. (3) "لَوْلا" فيمنْ قال: "لولايَ ولولاكَ ولولاه" وعِند سيبويه ما بعد "لَوْلا" مَرْفُوعُ المحَلّ، وهو الأصحُّ. (4) "رُبَّ" في نحو: "رُبَّ رجلٍ صَالحٍ لَقِيتُ". (5) حُرُوفُ الاسْتِثْنَاء وهيَ "خَلا وعَدَا وحَاشَا" إذا خَفَضْنَ. "=في حروفهن". * الجازم لِفعْلين: (= جوازم المضارع 3) * الجامدُ من الأَسْماء: -1 تَعريفهُ: مَا جَلَّ على ذَاتٍ أو مَعْنى من غَيْر ملاحَظَةِ صِفةٍ كأسْماءِ الأجناسِ المَحْسُوسَة "كإنْسان وأسَد وشَجَر وبَقَر" وأسماءِ الأجناسِ المَعْنَوِيَّة كـ "فَهْم وشَجَاعة وعِلْم". |
* الجَامِد من الأفعال:
-1 تعريفه ونوعاه: هو ما لازمَ صُورةً واحِدةً وهو نوعَان: مُلازِمٌ للمُضِي، ومُلازِمٌ للأمْرِيَّة. (أ) الجَامِد المُلازِمُ للمُضِي: خَمْسَة أنواع: (1) أفْعالُ المَدْحِ والذَّمِّ كـ "نِعْمَ وبِئْسَ وسَاءَ وحَبَّذا ولا حَبّذا". (2) فِعلا التَّعَجُّب "ما أَفْعَلَه وأَفْعِلْ به". (3) أَفعالُ الاستثناء كـ "خَلا وعَدَا وحَاشَا". " - في حروفهن". (4) مَا دَامَ، وَلَيْسَ من أخوات كان جامدٌ، غيرَها. (5) "كَرَب وعَسَى وحَرَى واخْلَوْلَقَ وأَنْشَأَ وأَخَذَ" من أفْعال المقاربة. (ب) الجَامِدُ المُلاَزِم للأمريَّة: اثْنان فقط: هَبْ (هب هذه: هي التي بمعنى ظُن، لا أمر من الهبة ولا الهيبة لأنهما متصرفان) وتعلَّمْ، بمعنى اعْلَمْ. * جَرَمَ: (=لا جَرَم). * جَانِبَ: تقول: "سِرْتُ جَانِبَ النَّهَر". فجانِبَ: مَنْصُوبٌ على الظَّرفية المكانيَّة والنَّهرُ مضاف إليه. * جَزْم المُضارِع: أصلُ جَزْم المضارع بالسُّكون، وقد يكونُ بحذفِ حَرْفِ العِلَّة، نحو: "لم يُعْطَ" ويكونُ بحذفِ النون في الأفعال الخمسة، نحو: "لم تَكْتبوا" وقد يكون الجزم مَحلِّياً، وذلك إذا كان المضارعُ مبنياً نحو: "لا تكْسَلَنَّ". (أدوات الجزم في = جوازم المضارع). * الجزم بجواب الطلب: (=المضارع المجزوم بجواب الطلب). * جَعَلَ: (1)فِعْلٌ يفيد الرَّجْحَان فينصبُ مَفْعُولَيْن بِشَرْطِ ألاَّ يكونَ للإيجاد كما سيأتي، ولا إيجاب نحو: "جَعْلتُ للعَامِل كذا" أي أَوْجَبْتُ له، ولا تَرتيبَ نحو: "جعلت بَعْضَ مَتَاعِي على بَعْض". ولا مُقارَبَة، وهي من أخواتِ كاد. (أ) فالرجحان: {وَجَعَلوا المَلائِكَةَ الَّذين هُمْ عِبادُ الرَّحْمن إناثاً} (الآية "19" من سورة الزخرف "43") فالملائكةُ: مَفعولٌ أوَّلُ وإنَاثاً مفعولٌ ثانٍ. (ب) أن بُفيدَ التَّصْييرَ - وهو الانتقال من حالةٍ إلى أخرى - نحو: {فَجَعَلْناه هَباءً مَنْثُوراً} (الآية "23" من سورة الفرقان "25" ) فالهاء مفعولٌ أوَّلُ وهباءً مفعولٌ ثانٍ. (2) من الأفعال النواسخ التي تفيد الشروع وتعملُ عمَلَ "كانَ" إلاَّ أنَّ خَبَرَها يجبُ أنْ يَكونَ جملةً فِعْليةً من مضارعٍ رافعٍ لضمير الاسم، وشَذَّ مِنْ شَرْطِ المُضَارع قَولُ ابنِ عبّاس "فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذا لَمْ يَسْتَطِعْ أن يَخْرُجُ أَرْسلَ رَسُولا" إذْ جَاءَ الخبرُ ماضياً. كما شَذَّ مَجِيءُ الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ خبراً لـ "جَعَل" في قول الحَماسي: وَقَدْ جَعَلَتْ قَلُوصُ بَني سُهيل * مِنَ الأكوارِ مَرْتَعُهَا قَريبُ فجملةُ "مَرْتَعُها قَريبُ" خَبرُ لجعلتْ وهي جُمْلةٌ اسمِيةٌ وهو شاذٌّ. وتُسْتَعْمَلُ "جَعَلَ" في الماضي، وهو الأصلُ، وقد تُسْتَعْمَلُ في المُضَارِع، حَكَى الكِسائي: "إنَّ البَعيرَ لَيَهْرَمُ حَتَّى يجْعَلَ إذا شَرِبَ الماءَ مَجَّه" وفيه شذوذُ وُقُوعِ الماضي خَبَراً. أمَّا قولُ أبي حَيَّة النُّمَيْري: وقد جَعَلْتُ إذا ما قُمْتُ يُثْقِلُني * ثَوْبي فأَنهضُ نَهْضَ الشَّارِب الثَّمِلِ فـ "ثَوْبي" بدلُ اشتمالٍ من اسم جَعَل، تقديره: جَعَل ثَوْبي يُثقلني، ففاعل يُثْقِلني ضميرٌ مستتر فيه، هكذا خَرَّجُوه وهو ظاهر التكلُّف والبيت دليلٌ على جواز كونه غيرَ سَبَبي، وثوبي فاعل يُثقلني. (3) أمَّا كَونُها بمعنى أَوجَد فَتَتَعَدَّى إلى مَفْعولٍ واحِدٍ، مِثل: {وجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ} (الآية "1" من سورة الأنعام "6" ). المَعْنى أوْجَدَ وخَلَقَ لأَنَّها في سياقِ قوله تعالى: {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ}. |
* جَلَلْ: اسْمٌ بمعنى عَظِيم أو بمَعْنَى يَسِير وهو من الأضداد وقد يكون حرفاً (حكاه الزجاج) بمعنى "نَعَمْ".
* الجَمّاءُ الغَفير: من الألفاظ التي تَدُلُّ على معنى الإحَاطَة، قولُهم: "جَاؤُوا الجَماءَ الغفير". وجاؤوا جَمّاً غَفِيراً أي بِجَمَاعتهم، قال سيبويه: "الجَمّاءُ الغَفير" من الأسماءِ التي وُضِعت مَوْضِع الحَال، ودَخَلَتْها الأَلِفُ واللاَّمُ كما دَخَلَتْ في "العِراك" مِن قولهم: "أرْسَلَهَا العِرَاكَ" أي مُعترِكَةً وهي حال و "أل" فيهما زائِدة شَاذَّة و "الغَفير" صِفةٌ لجمَّاء وكأن المعنى: لِكثرةِ جَمعهِم غَطُّو الأَرضَ من كَثْرتهم، قال الشاعر: صَغِيرُهُمُ وشَيْخُهُمُ سواءٌ * هُمُ الجَمَّاءُ في الُّلؤْمِ الغَفيرُ * جَمْعالأسماءِالخَمْسَة: يُقالُ في المرادِ به مَنْ يعقل من "ابنٍ وأبٍ وأخٍ وهنٍ وذي": "بَنُون وأَبُون وأَخُون وهَنُون وذَوُو". وكُلُّها ملحقاتٌ بجمع المذكر السالم، وفي "بنت وابنة وأخت وهَنت وذات" بَنات وأخوات وهَنَات وهَنَوات وذَوَات. وأُمَّهات في الأمِّ من الناسِ أكثرُ من أُمُّات، وغَيْرُها من غير الناس بالعكس. * الجمعُ بأَلف وتاءٍ مزيدتين: -1 هذا الجمعُ هُو الذي يُسميه أكثرُ النُّحاة "جمعَ المؤنَّثِ السَّالم" وسَمَّاه ابنُ هِشام: "الجمعُ بألِفٍ وتاءٍ مَزيدَتَيْنِ" ليَشْملَ ما جُمِعَ هذا الجمعَ منْ مُؤنَّثٍ ومُذكَّرٍ وما سَلِمَ فيه المُفْرد، وما تَغَيَّر. -2 المُطَّردُ في هذا الجَمْع: (1) أَعلامُ الإناث من غَيْرِ تاءٍ كـ "سُعَادَ" و "مرْيَم" (إلاَّ بابَ "حَذَامِ" عند من بناه) و "هندٍ" (وتُجمع أيضاً على "هِنَد"). (2) وما خُتِمَ بالتَّاءِ (يستثنى "امرأة وشاة وأمة وقُلة" لعبة للصبيان، وأمَّة، وشفة وملة، لعدم السماع) كـ "صَفِيَّة" و "جميلة". (3) وما خُتِمَ بأَلِفِ التَّأْنِيثِ المَقْصُورَة أو المَمْدُودَة كـ "سَلْمى" و "صحْراء" (يستثنى فعلاء وفعلى مؤنثي أفعل وفعلان كـ "حمراء" و "غضبى". فلا يجمعان، كما لا يجمع مذكرهما جمع مذكر سالماً). (4) ومُصَغَّرُ غيرِ العاقل كـ "جُبَيل" و "جزَيء" تَقُول فيهما: جُبَيْلات وجُزَيْئات. (5) وَصْفُ إيرِ العَاقل كـ "شَامِخ" وصفُ جَبَل، جمعهُ شَامِخات ومَعْدُودُ وصْفِ يومٍ مثل: {أَيَّاماً مَعْدُودَات} (الآية "184" من سورة البقرة "2" ). (6) كل خماسيٍّ لم يُسمَعْ له جَمْع تكسير كـ "سُرادِق" و "أصْطَبْل" و "حمَّام" تقول في جمعها: سُرادِقات، واصْطبلات، وحمَّامات، وما عَدَا ذَلكَ فَهُوَ مَقْصورٌ على السَّمَاع كـ "سَمَوات" و "سجِلاّت" و "أمهات" و "خوْدَات" (جمع خود: وهي الحسنة الخلق) -3 إعْرابُ المُطَّرِدِ من هذا الجَمْع: يُعْرَبُ هذا الجمعُ بالضمةِ رَفعاً و "بالكسرةِ" نَصْباً وجَرّاً نحو: "هَذه السَّمَوَاتُ" وخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ" و "نظَرْتُ إلى السَّمَوَاتِ" هذا هو الأصلُ والغالبُ (ورُبَّما نصل بالفتحة إن كان محذوف اللام ولم تُرَدَّ إليه في الجمع كـ "سمعت لُغَاتَهم" بفتح التاء، حكاه الكسائي "ورأيت بَنَاتَك" حكاه ابن سِيده، فإنْ رُدَّتْ اللام في الجَمْع كـ "سَنَوات" نُصِب بالكَسْرة اتِّفَاقاً نحو: "اعْتَكفت سَنَواتٍ")، وهذا الإعرابُ فيما كانتْ الألفُ والتاءُ فيه زائدتين، كما هو أساس هذا الجمع. فإنْ كانتْ التَّاءُ أصليَّةً والألفُ زائدةً كـ "أَبْيَات" جمع "بَيْت" و "أموات" جَمْعُ مَيْت، أو كانت الألفُ أصليَّةً والتَّاءُ زائدةً كـ "قُضاة" جمع قاضٍ و "غزاة" جمع غَازٍ فالنَّصبُ بالفتحة على الأصل نحو: "وَلَّيتُ قضاةً" و "جهَّزْتُ غُزاةً". -4 كيفَ يُجمَعُ الاسم بألف وتاء: يَسْلَمُ في هذا الجمع ما سَلِمَ في التَّثْنِية (انظر المثنى). فتقول: في جمع "هِنْد" "هِنْدات" كما تقول: "هِنْدان" إلاَّ ما خُتِمَ "بِتاء التأنيث" فإنَّ تاءَه تُحذَفُ في الجمع المُؤَنث لا في التَّثْنية سَوَاءٌ أكانَتْ زَائِدةً كـ "مُسْلِمة" أمْ بَدَلاً من أصْل كـ "أُختْ" و "بنْت" و "عدَة" تقول في جمعها: "مُسلِمات" و "أخَوَات" و "بنَات" و "عدَات" وجَمْعُ المَقْصورِ والمَمْدُودِ يَتَغَيَّرُ فيه هنا ما تَغَيَّرَ في التثنية تقولُ في جَمْعِ "سُعْدى": "سُعْدَيات" بالياء وفي جمع "صَحْراء": "صَحْرَاوات" بالواو. وإذا كان ما قبلَ التاءِ حَرْفَ عِلَّةٍ أَجْرَيْتَ عليه بعد حذفِ التَّاءِ ما يَسْتَحقُّه لو كان آخِراً في أصلِ الوَضْعِ فتقولُ في "ظَبْيَة": "ظَبَيَات" و "غزْوة": "غَزَوَات" بسَلامَة اليَاء والواو في نحو "مُصطَفاة وفَتاة": "مُصْطَفَيات وفَتَيَيات" بقلب الألِفِ ياءً، وفي نحو "قَنَاة": "قَنَوات" وفي نحو "قَراءَة": "قِرَاءَات" بالهَمْز لا غير. -5 جمع "أَفعل" من الألوان: إذا سمَّيت امرأةً بـ "أحْمر" أو "أصْفَر" من الألوان، تجمعها بـ "ألفٍ وتاء". فتقول "أحْمَرَات" و "أصْفَرَات" لا "حُمْر وصُفْر" كما هو أصْل جَمْعها. |
-6 حركةٌ وَسَط الجَمْع:
إذا كان الاسمُ المُرادُ جَمْعُه بالأَلِفِ والتاء ثُلاثيّاً سَاكِنَ العَيْن غير مُعتَلِّها ولا مُدْغَمِها اخْتُتِم بتاءٍ أمْ لا - فإنْ كَانَتْ فَاؤهُ مَفْتُوحَةً لَزِم فَتْحُ عَيْنِهِ نحو: "جَفْنَة ودَعْد" تقولُ في جَمعِها "جَفَناتٍ ودَعَدات" قال تعالى: {كَذَلِكَ يُريهُم اللّه أَعْمَالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِم} (الآية "167" من سورة البقرة "2" ) وقال العَرجي: باللَّهِ يا ظَبَيَاتِ القَاعِ قُلْنَ لَنا * لَيْلايَ مِنْكُنَّ أَمْ لَيْلى من البشر وإنْ كانَ مضمومَ الفاءِ نحو: "خطْوَةٍ وجُمْلٍ" (جمل: اسم امرأة) أو مَكْسُورَها نحو: "كِسْرة وهِند" جَازَ لنا في عينه الفَتْحُ والإسْكَان مُطْلقاً، والإِتْبَاع لحركةِ الفاءِ بِشَرْط ألاَّ تكونَ فَاءُ الكَلِمَةِ مَضْمُومَةً ولامُها ياءً كـ "دُمْيَة وزُبْيَة" (الزبية: مَصْيَدَةُ الأسَد، وهي حُفْرَة في هَضْبَة أو في قُلَّةِ الجَبَل) فجمعها: "دُمْيَات" و "زبْيَات" ويَمْتَنِعُ ضمُّ الميم والباءِ إتباعاً لضمَّةِ الدَّالِ والزَّاي ولا مَكْسُورَةً وَلاَمُها وَاوٌ ويَمْتَنعُ كَسْرُ الرَّاء، في "ذِرْوَات" والشِّين في "رِشْوات" إتْباعاً لفَائهما. ويَمْتَنِعُ التَّغيير في عَيْن الجَمْع في خَمْسَةِ أنواع: (1) في الوَصْف نحو: "ضَخْمَات وعَبْلات" (أمَّا "العَبَلات" بفتح العَين والباء فإنما قصدوا إلى "عَبْلة" وهو اسم) وشذَّ "كَهَلات" بالفَتْح، و "ربْعَة" وجمعُها "رَبَعات" بالفتح أيضاً. (2) في الرُّباعي نحو: "زَيْنَبَات وسُعَادَات". (3) في المُحَرّك الوَسَط نحو: "شَجَرَات وسَمُرات وَنَمِرَات". (4) في المُعْتَلِّ العَيْن نحو: "جَوْزات وَبَيْضَات"، قال تعالى: {فِي رَوْضَات الجَنَّات} (الآية "22" من سورة الشورى "42" ). (5) في المُدْغم العَيْن نحو: "حَجَّات". -7 جمعُ ما كَان على "فِعْلة": * في جمع "فِعْلة" ثلاثةُ أَوْجُه: (أحدُها) "فِعِلاَت" تتبعُ الكسرةُ الكسرةَ. (الثاني) "فِعَلات" بكسر ففتح. (الثالث) "فِعْلات" بكسر فسكون. وذلك نحو: "سِدْرَة" وجمعها: "سِدِرَات" و "سدَرات" و "سدْرات" ومثلها: "قِرْبَة" بالباء. أمَّا "رِشْوَة" بكسر أوَّله فَتُجمَع على: "رِشْوات" و "رشَوَات" ولا يأتي على نحو: "سِدِرات" بكسر أوله وثانيه لأَنَّه يَلْزمُه قَلْبُ الواو ياءً. فَتَلْتَبسُ بَنَاتُ الوَاوِ بِبَنَاتِ الياءِ ومثلُها: "عُـِدوَة". -8 جمع ما كان على "فُعْلَة": في جمع "فُعْلة" بضم الفاءِ وسكونِ العَين ثلاثة أوجُه: (أحدهما) "فُعُلات" بضم الفاء والعين أتْبَعتِ الضمةُ الضَّمَّةَ كَقُبُلات. (الثاني) "فُعَلاَت" بضم الفاء وفتحِ العَيْن كقُبَلات. (الثالث) "فُعْلات" بضَم الفاءِ وسكون العين كأصلها، كقُبْلات، قال عز وجل: {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيطَان} (الآية "168" من سورة البقرة "2" ). وواحدها "خُطْوة". وقال الشاعر: ولما رَأَوْنَا بَادِياً رُكُبَاتُنا * على مَوْطِنٍ لا نَخْلِط الجِدَّ بالهَزْلِ (يقول: رأونا وقد شمرنا للحرب وكشفنا عن أسوقنا حتى بدت ركباتنا، والبيت استشهد به سيبويه) يُنْشِدونه رُكُباتُنا ورُكَبَاتِنا. أمَّا نحو "مُدْيَةٍ" فلا تجمع على مِنْهاج "ظُلُمات" ولكن على نحو: "ظُلْمات" فتقول: "مُدْيَات" وأجَاز المُبَرِّد "مُدَيَاتٍ" وليسَ في كَلاَمِ سيبويه ما يَدُل عليه. -9 المُلْحَق بهذا الجمع: حُمِلَ على هذا الجَمْعِ شَيْئان: (أحدهما) "أُولاتِ" (وهو اسم جمع بمعنى "ذوات" لا واحد له من لفظه وواحده في المعنى "ذات") نحو: {وَإِنْ كنَّ أُولاتِ حَمْلٍ} (الآية "6" من سورة الطلاق "65"). (الثاني) ما سُمِّي به مِنْه كـ "عَرفَات" و "أذْرِعَات". أمَّا إعرابُ الملحق: يُعْرَبُ الأوَّلُ وهو "أُولاَت" إعرابَ الأصلِ أيْ يُنصبُ بالكسرة. أمَّا الثاني وهو ما سُمِّي به مثل عَرَفَات ففيه ثلاثةُ أَعَارِيب: إعرابهُ كما كانَ قَبْلَ التَّسمِية على اللُّغَةِ الفُصْحى مع مَا لا يَنْصَرف، وقد رُوي قولُ امرئ القيس في مَحْبُوبَتِهِ بالأَوْجُه الثَّلاثَةِ: تَنَوَّرْتُها مِنْ أَذْرِعَاتٍَ وأهلُها * بِيَثْرِبَ أَدْنَى دَارِها نَظَرٌ عَالي (أذرعات: هي محافظة "حوران" في سوريا وهي المعروفة اليوم بـ "درعا" والمعنى: نظرت إلى نارها بقلبي من أذرعات وأهلها بيثرب، مع أن الأقرب من دارها وهو يَثرب يحتاج لِنَظَر عَظيم لِشدة بُعدها عن أذرعات فكيفَ بمحلها، والبيت من قصيدةٍ طويلة من الطويل وأولها: ألا عِمْ صباحاً أيها الطللُ البالي * وهل يَعِمَنْ من كان في العُصُر الخالي) -10 جمع المُسَمَّى بهذا الجمع: لا يُجْمَعُ مَنْ سُمِّي بنحو هِنْدَاتٍ بألِفٍ وتاء، لأَنَّ فيه أَلِفاً وتاءً ولا تَجْتَمِعَان، وإنِّما يجمع بـ "ذَوَات" تقول: "جَاءَتْ ذَواتُ هِنداتٍ". وإنْ سُمِّي به مُذكَّرٌ كـ "هِنْدَات" اسمُ رجل يجوزُ أنْ تُثَنِّيه وأنْ تَجْمَعه، فتقول في تَثْنِيَتِهِ "هِنداتَان" و "هنْداتَيْن" وهَؤلاء "هِنْدَاتٌ" بحذفِ الألِفِ والتَّاءِ من المُفْرَد الذي أصْلُهُ جَمْعٌ، وتُثْبِت مَكَانَهُما أَلِفاً وَتَاءً للجمع وهذَا على سبيل التَّقْدير والقصد. |
* جَمْعُ التَّكْسِير:
-1 تعريفُهُ: هو الاسمُ الدَّالُّ على أكثَر من اثنين بتَغَيُّرٍ ظاهرٍ، أو مُقَدَّرٍ. فالتَّغيُّرُ الظَّاهرُ سِتَّةُ أقْسامٍ فهو إمَّا: (1) بِزيادَةٍ كـ "صِنْوٍ" وجَمْعهُ "صِنْوان" (الصِّنوان: النخلتان أو الثلاثة من أصلِ واحدٍ). (2) أو بنقْصٍ كـ "تُخَمَة" وجمعها: "تُخَمٌ". (3) أو بتَبْدِيلِ شَكْلٍ كـ "أَسَد" وجمعها: "أُسْدٌ". (4) أو بِزِيادَةٍ وتَبْدِيلِ شَكْلٍ كـ "رَجُلٍ" وجمعها "رِجَال". (5) أو بنَقْصٍ وتَبْديل شَكْلٍ: كـ "قَضيب" وجَمْعُها "قُضُب". (6) أو بِهِنَّ كـ "غُلام" وجَمْعُها "غِلْمَان". والتَّغْيير المُقَدَّر في نحو: "فُلْك" و "دلاص" (الدلاص: البراق من الدروع) و "هجَان" (الهِجان: من الإبل البيضاء الخالصة اللَّون الكريو ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع) و "شمَال" (الشمال: الطبع)، و "عفِتَّان" (العِفِتَّان: القوي الجافي) وجَمْعُهُنَّ مثلُهُنَّ وضعاً وَشَكْلاً (فيقدر في فلك مثلاً: زوال ضمة الواحد، وتبدلها بضمة مشعرة بالجمع وهكذا الباقي ويظهر هذا بسياق الكلام)، ووَزْن جَمْع فُلْك كـ "بُدْن" وكذا القولُ في إخوانه، وقيل إنها اسمُ جمع. -2 نوعاه: (1) جمعُ التكسير للقلَّة. (2) جمعُ التكسير للكَثْرة. (=كلاًّ في بابه). * جَمْعُ التَّكْسير للقلَّة: -1 مدلوله: مَدْلولُ القِلَّةِ: مِن ثَلاثةٍ إلى عَشَرةٍ بطريقِ الحَقيقةِ، ويُشارِكُهُ في الدِّلالَةِ على القِلَّةِ جَمْعَا التَّصْحِيح إلاّ إذا اقْتَرَنَ كُلٌّ منها بـ "أَلْ" الاسْتِغْرَاقِيَّة أو أُضيفَ فحينئذٍ يَنْصرِفُ إلى الكَثْرَةِ نحو: {إنَّ المُسلِمينَ والمُسْلِمات} (الآية "35" من سورة الأحزاب "33" ) ونحو: "إنَّ مُسلِمي افْرِيقيّة صالِحون". وَقَدْ يُسْتغْنى ببعض أبْنِيَةِ القِلَّة عنْ بِناءِ الكَثرةِ وَضْعاً كـ "أَرْجُل" و "أعْنَاق" و "أفْئدَةٍ". وقد يُعْكَسُ كـ "رِجال" و "قلوب" وهذا ما يُسَمَّى بـ "النَّيابَة وَضْعاً". وكذلك قد يُغْني أَحَدُهُما عن الآخر اسْتعمالاً كـ "أَقْلاَم" قال تعالى: {مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ} (الآية "27" من سورة لقمان "31" . فاسْتُعْمِلَ جَمْعُ القِلَّةِ مع أنَّ المَقَامَ للمُبَالغة والتكثير، أو بِالعَكْسِ نحو: {ثَلاثَة قُروء} (الآية "228" من سورة البقرة "2" والقُرْء: الطهر، والحيض: ضد. فإنَّ فُعُولاً من جُمُوعِ الكَثْرةِ، مع أَنَّ المُرادَ القِلَّة، ويُسَمَّى هذا بالنَّيابةِ استعمالاً. -2 أَبْنِيَة جُموعِ القِلَّةِ : أَبْنية جُموعِ القِلَّةِ أرْبعةٌ: "أَفْعُل" "أَفْعَال" "أَفْعِلَةَ" "فِعْلَة". وهاك تفصيلَها كُلاًّ على حِدَه: -3 الجَمْعُ على "أَفْعُل": جَمْعُ القِلَّة على "أَفْعُل" بضم العَيْن يطرَّد في نوعين: (أحدهما) "فَعْل" صحيحَ العين: سَواءٌ أصَحَّتْ لامُهُ أم اعْتَلَّتْ بالياء أَمْ بالواو، نحو: "نَجْم" وجمعُها "أَنْجُم" و "ظبْي" وجمعُها "أَظْبٍ" و "جرْوٌ" وجَمْعها "أَجْرٍ" (وأصلُ "أظْبٍ وأجْرٍ" أظْبِيُ وأَجْرُو، قلبت ضمتهما كسْرة، فقُلِبَت الواو ياءً، وحُذِفتِ الياءُ للتنوين). بشَرْط أن لا تكُون فاؤه واواً كـ "وَعْد" ولا لامُه مُمَاثلةً لِعَينه كـ "رَقّ". بخلافِ "ضَخْم" مع أنَّه على وزْنِ فَعْل، فإنَّه صفةٌ وإنما قالوا "أَعْبدُ" لغلبةِ الاسْميَّة، وبخلافِ "سَوْط" و "بيْت" لاعْتِلال العَيْن وشذَّ "أعْيُن" قال تعالى: {تَرَى أَعيُنَهُمْ تَفِيضُ منَ الدَّمْعِ} (الآية "83" من سورة المائدة "5" ) وَشَذَّ قِياساً وسَمَاعاً "أثْوُب وأَسْيُف" قال مَعْرُوف بنُ عبد الرحمن: لكلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا * حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْيَبا وقال آخر: كأنَّهُمْ أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيَةٌ * عَضْبٌ مَضَارَبُها باقٍ بِها الأُثُر (العَضْب: القاطع، والأُثُر: أثر الجرح) وشذَّ "أوْجُه" جمع وَجْه، لأن فَاءَه واوٌ، وشَذَّ "أكُفُّ" لأَنَّ لامَه مُمَاثِلةٌ لعَيْنِه (ويُحفظ في "أفعلُ" ثمانية أوزان: "فِعل" كـ "ذِئب" اسماً وجمعها "أَذْؤُب" و "جلْف" صِفةٌ وجمعُها "أَجْلُف" و "فعْلَة" اسماً كـ "نِعْمة" و "أنْعُم" وصِفَة كـ "شِدَّة" و "أشُدّ" و "فعْل" كـ "ضِلَع" و "أضْلُع" و "فعْل" كـ "قُفل" و "أقْفُل" و "فعُل" كـ "عُنُق" و "أعْنُق" و "فعَل" كـ "جَبَل" و "أجْبُل" و "فعَلة" كـ "أَكَمَة" و "أكُم" و "فعُل" كـ "صَنُع" و "أصْنُع" وجمعُها كلِّها لا يقع في الأسماء إلاّ "فِعلا" كـ "ذِئب" و "أذْؤُب" و "رجْل" و "أرْجُل" ومؤنثةٌ كـ "نِعْمةٍ" و "أنْعُم" فيقع في الأسماء والصفات). (ثانِيهما) الرُّباعي المؤنث بلا عَلامَة التَّأْنيث وقَبْلَ آخرِه مَدَّةٌ كـ "عَناق" (عَنَاق: شيء من دواب الأرض كالفهد) و "ذراع" و "عقاب" و "يمِين" فتقول في جميعها: "أَعْنُق" و "أذْرُع" و "أعْقُب" و "أيْمُن" وشَذَّ "أَفْعُل" في نحو: "مَكَان" و "أمْكُن" و "شهَاب": "أشْهُب" و "غراب" للمذكر: "أغْرُب". -4 الجمع على "أَفْعَال": يقولُ سيبويه: وإنَّما مَنَعهم أن يَبْنُوه - أي جمع أفعال على أَفْعُل - وهو الجَمْع قبل هذا - كراهِيَة الضمة في الواو، فلمَّا ثَقُل ذلكَ بَنَوْهُ على أَفْعال، أو لأَنَّه على غَير "فَعْل" نحو: "حَمَل" و "أحْمال" و "نمِر" و "أنْمار" و "عضُد" و "أعْضَاد" و "حمْل" و "أحْمَال" و "عنَب" و "أعْناب" و "أبِل" و "أبَال" و "قفْل": "أَقْفَال" و "عنُق": "أَعْناق"، والغالب في فُعَل أن يجيء على "فِعْلاَن" كـ "صُرَدَ" (الصُّرَد: طائر ضخم الرأس) و "صرْدَان" و "جرَذ" و "جرذان". وأَتى على "أَفْعال" شُذُوذاً "أَحْمال" و "أفْراح" و "أزْنَاد" وقِياسُها: "أَفْعُل"، قال تعالى: {وأُولاتُ الأحْمال} (الآية "4" من سورة الطلاق "65") وقال الحُطَيئة: ماذا تَقُولُ لأفْرَاخٍ بذِي مَرَخٍ * زُغْبِ الحَوَاصِلِ لاَ ماءٌ وَلا شَجَرٌ (الأفراخ: أراد بهم الأولاد، وذو مرخ: واد كثير شجر المرخ) وقال الأَعْشَى: وُجِدتَ إذا أصْلَحُوا خَيرَهم * وزَنْدُك أَثْقَبُ أزْنَادِهَا (الزند: العود الأعلى يقدح به النار، والزندة: العود الأسفل و "أثقب" من أثقبَ النار: أي أوقدها) |
-5 الجمعُ على "أَفْعِلَة":
جَمعُ القلة على "أَفْعِلةَ" هو جمع لاسمٍ مُذكَّرٍ رُباعي بِمَدَّةٍ قبلَ الآخرِ نحو: "طَعَامٍ" و "حمَار" و "غراب" و "رغيف" و "عمود"، فتقول: "أَطْعِمَة" و "أحْمِرَةَ" و "أغْرِبَة" و "أرْغِفَة" و "أعْمِدَة" والتُزِمَ بناءُ "أَفْعِلَة" في "فَعَال" بالفتح و "فعَال" بالكسر إذا كانا مُضَعَّفَي اللاَّم أو مُعْتَلَّيْهَا. فالأول: كـ "بَتَات" و "زمَام" فتقول في جمعها: "أَبِتَّة" و "أزِمَّة" (الأصل فيهما: أَبْتِتَةٌ وأَزْمِمَة، فالتقى مثلان فنقلت حركةُ أَولهما إلى السَّاكن قبلَهما، ثم أُدْغم أحدُ المِثْلين في الآخر). -6 الجمع على "فِعْلَة": جَمْعُ القِلةِ على "فِعْلَة" بِكَسْرِ أوَّلِه وسكون ثانيه لا يَطَّردُ في شيء، بلْ سُمِع في سِتَّةِ أَوْزان "فَعَل" كـ "وَلَد" و "فتىً" بفَتْح أوَّلِهما، وثانِيهما "فَعْل" كـ "شَيْخ" و "ثوْر" بفتح أولهما وسكون ثانيهما "فِعَل" كـ "ثِنَى" بكسرِ الثَّاءِ المثَلَّثَة وفَتح النُّون والقَصْر و "فعال" كـ "غزال" بفتح أوَّله و "فعَال" كـ "غُلام" بضم أوَّله و "فعِيل" كـ "صَبيٌّ" و "حضيِّ" و "جليل" بفتح أوَّله وكِسرِ ثانيه، فتقول في جمعها على "فِعْلة": "وِلْدَة" و "فتْيَة" و "شيخَة" و "ثيَرَة" و "وثِنْيَة" و "غزْلَة" و "غلْمَة" و "صبْيَة" و "خصْيَة" و "جلَّة". وَلِعَدَمِ اِطِّراده قيل (قاله أبو بكر بن السراج): إنَّه اسمُ جَمْع لا جَمْع. * جَمْعُ التَّكْسير للكَثْرة: -1 أَبْنِيَةُ جُموعِ التَّكْسِيرِ لِلْكَثْرة: أَرْبَعَةٌ وعِشرونَ بِنَاءُ وهي: "فُعْل" و "فعُل" و "فعَل" و "فعَل" و "فعَلَة" و "فعَلَة" و "فعْلَى" و "فعَلَة" و "فعَّل" و "فعّال" و "فعَال" و "فعُول" و "فعْلاَن" و "فعْلاَن" و "فعَلاء" و "أفْعِلاء" و "فواعِل" و "فعَائِل" و "فعَالي" و "فعَالى" و "فعَاليّ" و "فعَالِل" و "شبهُ فَعَالِل" و "مفَاعِل" وهاك تفصيلها كلاًّ على حِدَه: -2 الجمعُ على "فُعْل": "فُعْل" بضَمِّ الفاءِ وسُكونِ العَيْن جمعٌ لِصِيغَتيْنِ: (إحْداهُما) "أفْعَل" الذي مُؤَنَّثه "فَعْلاء" كـ "أَحْمَر" و "أبْيض" وجَمْعُها "حُمْرٌ" و "بيضٌ" أَوْ لا مُؤَنَّثَ له لمانعٍ خَلْقي كـ "أكْمَر" وآدَر" وجمعها "كُمْر" و "أدْر" (الأكمر: عظيم الكمرة، الآدر: منتفخ الخصية). (ثانيهما) "فَعْلاء" التي مُذَكَّرها "أَفْعَل" كـ "حَمْرَاء" و "بيْضاء" ومُذَكَّرُهما: أَحْمَرُ وأَبْيَضُ، أو لا مُذكَّر لها كـ "رَتْقاء" (الرتق: انسداد الفرج) و "عفْلاء" (العفل للمرأة كالأدرة للرجل) وجمعهما "رُتْق" و "عفْل". ويَجبُ كَسْرُ فاءِ هذا الجَمْع فيما عَيْنُه ياءٌ نحو: "بِيض" ويكثُر في الشِّعر ضَمُّ عينه بشَرط أن تَصِحَّ هي واللاَّم مع عدم التَّضعيف نحو قَوْلِ أبي سعيد المَخْزُومِي: طَوَى الجَدِيدان مَا قَدْ كُنتُ أنْشُرُه * وأنكَرَتْنِي ذَوَاتُ الأعيُنِ النُّجُلِ (الجديدان: الليل والنهار، والعين النجلاء: الواسعة والشاهد فيه: النجل حيث ضم الجيم والأصل فيها السكون) |
-3 الجمع على "فُعُل":
"فُعُل" بضمِّ الفاء والعين مُطَّرِدٌ جمعُه (أحدُهما) في وَصْفٍ على "فَعْول" بمعنى فَاعِل كـ "صَبُور" وجمْعُها "صُبُر" و "غفُور" وجَمْعُها "غُفُر" فلا يُجْمع "حَلُوب" و "ركُوب" لأنَّهما بمعنى مَفْعول. (الثاني) في اسمٍ رُبَاعِيٍّ بمدَّةٍ قَبْلَ لامٍ غيرِ مُعْتَلَّةٍ مُطلَقاً، أوغير مُضَاعَفَة إنْ كَانَتْ المَدَّةُ ألِفاً نحو: "قُذال" وجمعُها "قُذُل" و "أتَان" وجَمْعُها "أُتُن" و "حمار" وجَمْعُها "حُمُر" و "ذرَاع" وجمعُها "ذُرُع" ومثلها "قَضِيب" وجمعها "قُضُب" و "كثِيب" وجمعُها "كُثُب" ومثلُها "عَمُود" وجَمْعُها "عُمُد" و "قلُوص" وجمعُها "قُلُص" ومثلها "سَرِير" وجمعُها "سُرُر" و "ذلُول" وجمعُها "ذُلُل". فخرج نحو "كِساء" لاعْتِلال اللاَّم، وخرَح نحو "هِلال" و "سنَان" لتَضْعِيفِهما مع الأَلف، وشذَّ "عِنان" وحمعُها "عُنُن" و "حجَاج" (الحجاج: العظم المستدير حول العين) وجمعُها "حُجُج". ويُحفظ "فُعُل" جمعاً في "فَعِل" اسماً كـ "نَمِرٍ" وجمعها نُمُر وصفة كـ "خَشِنٍ" وخُشُن وفي "فَعيل" صفة كـ "نَذير ونُذُر" وفي "فَعيلَةَ" اسماً نحو "صَحيفة" وصُحُف وصِفةً نحو "نَجيبة" ونُجُب وفي "فَعْل" نحو "سَقْف" وسُقُف و "رهْن" رُهُن وفي "فاعل" نحو "نازِل" ونُزُل و "شارِف" شُرُف وفي "فَعَل" بفتحتين نحو "نَصَف" وجمعها نُصُف وفي "فِعَال" بكسر الفاءِ وفتحها صفة نحو "كِنان" بكسر الكاف وكُنُن و "صنَاع" بفتح الصَّاد أي حاذِق وصُنُع وفي "فَعِلَة" بفتح أوَّله وكسر ثانيه نحو "فَرِحَة" وفُرُح وفي "فَعَلة" بِفَتْحَتَيْن نحو "خَشَبَة" وخُشُب وفي "فِعْل" بِكَسْر أوَّله وسكونِ ثَانِيه نحو "سِتْر" وسُتُر ويجوز تسكين عَيْنه نحو "قُذْل" و "حمْر" ما لمْ تكُن "واواً" فيجبُ التَّسْكين نحو "سِوار" وجمعُها "سُور" و "سوَاك" وجمعها "سُوك" لكن إن سُكِّنَت الياءُ وجبَ كسر مَا قَبْلَها نحو "سُيُل" و "سيل" جمع "سَيَالِ" (السيال: شجر شائك) -4 الجمع على "فُعَل": "فُعَل" بضَمِّ الفاءِ وفَتْح العَيْن مُطَّرِدٌ جَمعه في صِيغَتَيْن: (أحدهما) في اسمٍ على وزنِ "فُعْلَة" ويَسْتَوي في ذلك صحيحُ اللامِ ومُعْتَلُّها ومضاعفها، فالصحيح كـ "قُرْبَة" وجمعُها: "قُرَب" و "غرْفَة" وجمعها "غُرَف" والمُعْتَل كـ "مُدْية" وجمعُها: "مُدىً" و "زبْيَة" وجمعها "زُبى" والمُضَاعِف اللامِ نحو "حُجَّة" وجَمْعُها "حُجَج و "مدَّة" وجمعها: "مُدَد". (الثاني) في "الفُعلى" أُنْثَى "الأَفْعَل" كـ "الكُبْرى" أُنْثَى الأَكْبر و "الوُسْطى" أُنْثى الأَوْسَط و "الصُّغرى" أنْثَى الأصغَر، فتقول في جمعها: الكُبَر والوُسَط والصُّغَر، بِخِلافِ "حُبْلى" فإنَّها ليست أُنْثى أَفْعل، لأنَّها صِفةٌ لا مُذكَّر لها فلا تجمعُ على حُبَل. وشذَّ في "فُعْلَة" نحو "بُهْمَة" (البُهمة: الشجاع) لأنَّه وَصْفٌ والجمع "بُهَم" و "فعْلى" مَصْدراً كـ "رُؤْيا" والجمعُ "رُؤىً" بالتَّنْوين و "فعْلَة" نحو "نَوْبة" والجَمْع "نُوَب" ومِثلُها "قَرْيَةٌ" وجَمْعُها "قُرَى" و "فعْلَة" صحيح اللاَّم نحو "بَدْرَة" وجمعُها "بِدَر" و "فعْلة" مُعْتَلاًّ كـ "لِحْيَة" وجمعُها "لِحَى" و "فعَلَة" نحو "تُخَمَة" وجمعُها "تُخَم". |
-5 حمعُ الكَثْرة على "فِعَل":
بكَسْر أوَّله وفَتْحِ ثانِيه، وهو جَمْعٌ لاسْمٍ تامٍّ على "فِعْلَة" كـ "حِجَّة" و "حجَج" و "كسْرَة" وجمعها "كِسَر" و "فرْية" وجمعها "فِرىً". فَخَرجتِ الصِّفَة نحو "صِفْرة" و "كبْرة" والناقِصُ الفاء كـ "عِدَة" و "زنَة"، ويحفظ في نحو "حَاجَة" "حِوَج" وفي "ذِكْرَى" "ذِكَر" وفي "قَصْعَة" "قِصَع" وفي "ذِرْبة" (الذَّرْبة: المَرْأة الحَديدة اللسان) "ذِرَب" ومثلها "صِمَّة" (الصمة: الرجل الشجاع) و "صمَم". -6 الجمع على "فُعَلة": "فُعَلة" بضم الفاء وفَتح العَيْن مطَّرِدٌ في وصْفٍ لِعاقلٍ على "فاعِل" معتل اللام كـ "رامٍ" و "غازٍ" و "قاضٍ"، تَقُول في جَمْعها "رُمَاةٍ" و "غزَاة" و "قضاة" (الأصل فيهن: رمية وغزوة وقضية على وزن "فعلة" قلبت الياء والواو ألفين لتحركهما وانفتاح ما قبلهما). فَخَرج بقولِه: وَصْف نحو "وادٍ" وبالتَّذكير نحو "عَادِية" وبالعقْل نحو "أَسَد ضَارٍ" وبوزن فاعل نحو "ظَرِيف" وبمُعتَلِّ اللام نحو "ضَارب" فلا يجمع شيء من ذلك على "فُعَلة" وشذ في صِفةٍ على غير فاعل نحو "كَمِيّ" وجمعها "كُماة" وفي فاعل اسماً نحو "بَازٍ" وجمعها "بُزاة". -7 الجمع على "فَعَلَة": "فَعَلَة" بفتحتين مُطَّرِدٌ في وَصْف لِمذَكَّرٍ عَاقِلٍ صَحيحِ اللاَّم، نحو "كامِل" وجَمْعُها "كَمَلَة" و "ساحِر" وجمعها "سَحَرة" و "سافِر" وجمعها "سَفَرة" و "بارّ" وجمعُها "بَرَرة" وفي القرآن الكريم: {وَجَاءَ السَّحَرَة} (الآية "112" من سورة الأعراف "7" ) {بِأَيْدي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَة} (الآية "15 و 16" من سورة عبس "80"). فخَرَجَ بالوَصْف الاسمُ نحو "وادٍ" و "بازٍ" وبالتَّذكير نحو "طَالِق" و "حائِض" وبالعقل نحو "سابِق" و "لاحِق" صِفَتَيْ فَرَسيْن وبصحة اللاّم نحو "قاصٍ" و "غازٍ" فلا يُجْمَع شَيء من ذلك على "فَعَلة" باطِّراد، وشَذَّ في غَيرِ "فاعل" نحو "سيِّد" وجمعها "سَادَة" فَوَزْنُها "فَعَلة". -8 الجمع على "فَعْلى": "فَعْلى" بفَتْح أوَّلِه وسُكونِ ثَانيه مُطَّرِدٌ في وَصفٍ على "فَعِيل" بمعنى مَفْعُول دَالٍّ على هَلاكٍ أو تَوَجُّعٍ أو تَشَتُّتٍ نحو "قَتِيل" و "قتلى" و "جريح"، و "جرْحى" و "أسِير" و "أسْرَى". ويُحْمَلُ عليه ما أشْبَهه في المَعْنى وهو خَمْسةُ أوْزان: "فَعْل" كـ "زَمِن" وجَمْعُها "زَمْنَى" و "فاعِل" كـ "هَالِك" وجمعُها: "هَلْكَى" و "فيْعِل" كـ "مَيِّت" وجَمْعُها "مَوْتَى" و "أفْعَل" كـ "أَحْمَق" وجمعُها "حمقى" و "فعْلان" كـ "سَكْرَان" وجمْعُها "سَكْرَى". ويُحفَظ في "كَيِّس" و "كيْسَى" و "جلْد" و "جلْدَى". -9 الجمع على "فِعَلَة": "فِعَلَة" كثير في "فُعْل" نحو "قُرْط" والجمعُ "قِرَطَة" و "درْج" والجمعُ "دِرَجة" ومثل هذا الأَجْوف نحو "كُوز" وجمعُها "كِوَزَة" ومثلُه المضعَّف نحو "دُبّ" وجَمْعُها "دِبَبَة" وقليلٌ في اسمٍ على زِنَةِ "فَعْل" بفتح الفاء نحو "غَرْد" (الغرد: نوع من الكمأة وهو عند الفراء بفتح الغين وعند غيره بكسرها) والجمع "غِرَدَة" أو على زِنَة "فِعْل" بكسر الفاء نحو "قِرْد" والجمعُ "قِرَدة". وقلّ أيضاً في نحو "ذَكَر" بفتحتين ضدّ الأُنْثى و "هادِر" وليُعلم أَنَّ كُلَّ مَا كَانَ مَنْ هذا الجَمْعِ مِن بَناتِ الياءِ والواوِ اللَّتَيْن هُما عَيْنان، فإنَّ الياءَ منه تَجْرِي على أصْلِها، والواوُ إنْ ظَهَرتْ في وَاحِدةٍ ظَهرتْ في الجَمْع، فأمَّا ما ظَهَرتْ فيه، فكَقَولِكَ: "عَوْد وعِوَدَة" و "ثوْر وثِوَرَة". وأمَّا ما قُلِبتْ فيه في الواحد فنحو: "قَامَةٌ وقِيمَ" قَلَبُوها حيثُ كانَتْ بعد الكَسْرة، وقد مَثَّل لها سيبويه بـ "ثِيَرة" جمع "ثَورَة" وثِوَرة أيْضاً، وقال: هذا ليس بمطَّرد - يعني ثِيَرَة - . -10 الجمع على "فُعَّل": "فُعَّل" بضَمِّ أوَّلِه وتَشْدِيدِ ثَانيه هو جَمْعٌ لِوصْفٍ على زِنَةِ "فَاعل" أو "فَاعِلة" صَحِيحَي اللاَّم، سَوَاءٌ أصَحَّتْ عَينُهُما أمْ اعْتَلَّتْ كـ "ضارِب" و "صائم" ومُؤَنَّثَيْهما كـ "ضَارِبة" و "صائمة" فتقولُ في جَمْعِهما "ضُرَّب" و "صوَّم". وشَمَل نحو "حَائِض" وجَمْعُها "حُيَّض" وخَرَجَ بقَيْد الوَصْفِ الاسمُ نحو "حاجِب" العَيْن فلا يُجمَع على "فُعَّل". ونَدَر نحو "غازٍ" وجمعها "غُزَّىً" "عَافٍ" وهو السَّائل وجَمْعُها "عُفَّى" لاعْتلالِ لامِهِما. كما نَدَرَ في نحو "خَرِيدَة" وهي المرأة ذاتُ الحَياء وجَمعُها "خُرَّد" وقالوا "خَرَائِد" على القياس و "نفَساء" وجمعها "نُفَّس" ورجل "أعْزَل" وجمعها "عُزَّل". -11 الجمع على "فُعَّال": "فُعَّال" بَضَمِّ أوَّلِه وتَشْديد ثَانِيه، هو جَمْعٌ لِوَصْفٍ لِمُذَكَّرٍ على فَاعِل، صَحيح اللاَّمِ، سَواءٌ أكانتْ لامُه هَمْزةً أمْ لا كـ "قَائِم" وجمعها "قُوّام" و "قارِئ" وجمعُها "قُرّاء" ونَدر في فاعِلَة كقَولِ القُطامي: أبْصارُهُنَّ إلى الشُّبَّانِ مَائِلَةٌ * وقَد أٌرَاهُنَّ عَنِّي غيرَ "صُدَّادِ" ونَدَر أيضاً في "فاعِل" المُعْتَل بالواوِ أو الياءِ كـ "غَازٍ" وجَمْعُها "غُزَّاء" و "سارٍ" وجمعها "سُرَّاء" (الأصل فيهما: غزاو وسراو، قلبت الواو والياء همزة لتطرفها إثْرَ أَلِفِ زَائِدَة). |
-12 الجمع على "فِعَال":
"فِعَال" بكَسْر أوَّله يكونُ جَمْعاً لثلاثةَ عَشَرَ وَزْناً مُطَّرِداً في ثمانِية أوزَان وشَائِعاً في خَمْسة، ولازِماً في وَاحِدٍ فيَطَّرِد في: (1 و 2) "فَعْل وفَعْلة" اسمَيْن نحو: "كَعْب وكَعْبة" وجمعُهما "كِعَاب" و "قصْعة" وجمعُها "قِصاع" أوْ وَصْفَين نحو "صَعْبٍ" وجمعُها "صِعابٌ" و "خدْلَةٌ" (الخدلة: ممتلئة الساقين) وجمعها "خِدَال". ونَدَر في "فَعْل وفَعْلة" يائِيَّ الفاء نحو "يَعْر (اليَعر: الجَدْي يُرْبط في الزبية للأسد ليقع فيها، وفي المثل: "أَذَلُّ من يَعْر") ويَعْرة" وجمعهما "يِعَار" أو يَائِيَّ العَيْن نحو "ضَيْف" وجمعُها "ضِيَاف" و "ضيْعَة" وجَمْعُها "ضِيَاع". (3 - 4) "فَعَل وفَعَلة" اسمَين غير مُعتَلَّي اللاَّمِ، ولا مضعَّفَيها نحو: "جَبَل" و "جمَل" وجمعهما: "جِبَال" و "جمَال" و "رقَبَة" و "ثمَرَة" وجمعهما "رِقَاب" و "ثمَار". فخرج "فَتىً وعَصىً" لاعْتِلال اللاَّم و "طلَل" للتَّضْعِيف و "بطَل" للوَصْفِية. (5 - 6) "فِعْل وفُعل" اسمين ليست عينُ ثانيهما وَاواً ولامُه يَاءً نحو: "قِدْح" وجَمْعُها "قِدَاحٌ" و "ذئْب" وجمعها "ذِئابٌ" و "بئْر" وجَمْعُها "بِئَار" و "رمْح" وجَمْعُها "رِماحٌ" فَخَرَجَ الوَصْفُ نحو "جِلْف" و "حلو" ووَاوِيُّ العين كـ "حُوت" ويائِي اللام كـ "مُدى". (7 - 8) "فَعيل وفَعِيلة" بمعنى فاعل، وفاعله بشرطِ صِحَّةِ لامِهِما، نحو "ظَرِيف وَظَرِيفَة" وجَمْعُهما: "ظِراف" و "كرِيم وَكَرِيمَة" وجَمْعُهما"كِرَام". فلا يُجْمع "جَرِيح وجَرِيحَة" لأَنَّهما بمعنى مَفْعُول، و "قويّ وَقَوِيَّة" لاعتِلالِ اللاَّم. والتَزَمُوا في "فَعِيل" ومُؤَنَّثه "فَعِيلَة" إذا كانا وَاوِيَّي العَيْنَين، صَحيحَ اللاَّمَين أَلاَّ يُجْمَعَا إِلاَّ على "فِعال" كـ "طَوِيل وَطَوِيلة" وجمعها "طِوَال" ولم يأتِ من هَذا البابِ إِلاَّ ثلاث كَلِمات "طَويلٌ وَقَوِيمٌ وَصَويب" (من قولهم: سهم صويب أي صائب، كما يقول ابن جني) وشَاعَ جمعُ "فِعال" في كلِّ وَصْفٍ على "فَعلان" ومُؤَنثيه "فَعْلى" و "فعْلانَة" نحو "غَضْبان" و "غضْبى" وجمعُهما "غِضَاب" و "ندْمَان ونَدْمَانَة" وجَمْعُهما "نِدام" أو "فُعْلان" وأنثاه "فُعْلانة" نحو "خُمْصَان وخُمْصَانَة" وجمعُهما "خِماص" وَعَليهما الحديث (تَغْدو خِماصاً وَتَروحُ بِطَاناً) ويُحفظ في "فَعُول" كـ "خَرُوف" وجَمْعُها: "خِرَاف" و "فعْلَة" كـ "لَقْحَةٍ" وجمعُها "لِقاح" و "فعِل" كـ "نَمِر" وجمعُها "نِمَار" و "فعِلَة" كـ "نَمِرة" وجمعها "نِمَار" و "فعَالة" كـ "عَبَاءة" وجمعها "عِبَاء" وفي وَصْفٍ على "فَاعِل" كـ "صَائِم" وجضمْعُها "صِيَام" أو "فاعلة" كـ "صَائِمة" وجمعها أيضاً "صِيَام" أو "فعْلى" كـ "أُنْثى" وجَمْعُها "إِنَاث" أو "فعال" كـ "جَواد" وجمْعها "جِياد" أو "فِعَال" كـ "هِجان" للمفرد والجمع، أو "أفْعَل" كـ "أَعْجَف" وجمعُها "عِجاف" وفي اسمٍ على "فُعْلَة" كـ "بُرْمَة" وجمعُها "بِرَام" أو "فُعْل" كـ "رُبْع" وجمعُها "رِباع" أو "فَعُل" كـ "رَجُل" وجمعُها "رِجال". -13 الجمع على "فُعُول": "فُعُول" بضم الفاء والعين يَطَّرِدُ في أَرْبعة أشْياء: (أحدها) اسمٌ على "فَعِل" كـ "كَبِد" و "وعِل" و "نمِر" تقول في جمعها "كُبُود" و "وعُول" و "نمُور". والثلاثة الباقية "فَعْل وفِعْل وفُعْل" فالأوَّل نحو "كعب" وجمعها "كُعُوب" والثاني نحو "حِمْل" وجمعها "حُمُول" والثالث نحو "جُنْد" وجمعها "جُنود". فخرج الوَصْف كـ "صَعْب" و "جلْف" و "حلو". ويُشْتَرَط ألاَّ تَكونَ عينُ المَفْتُوح أو المَضْمُوم "واواً" كـ "حَوْضٍ" و "حوتٍ" ولا لامُ المَضْمُومِ "يَاءً"، وشَذَّ في "نُؤْي" (النؤي: حُفيرة تجعل حولَ الخباء لئلا يدخله المطر) جمعُها على "نُؤِيّ" (أصل الجمع "نُؤُوي" على وزن "فُعُول" اجتمع فيه الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياءً والضمة كسرة لتسلم الياء، ثم أدغمت إحدى الياءين في الأخرى لتماثلها فصار "نؤيا" ويقال فيه أيضاً "نِئِي" بكسرتين اتّباعاً لكسرة الهمزة) ولا مُضَاعَفاً كـ "حُفّ" و "مدّ" ويحفظ في "فَعَل" كـ "أسَد شَجَن (الشجن: الحزن) وَنَدَب (الندب: أثر الجرح) وذَكَرَ" فيقالُ في جموعها "أُسُود وشُجُون ونُدُوب وذُكُور". |
-14 الجمع على "فِعْلان":
"فِعْلان" بكسر أوَّله وسُكُونِ ثانيه يَطَّردُ في اسْمٍ على "فُعَالٍ" كـ "غُلامٍ" و "غرابٍ" وجَمعُهما "غِلْمَان" و "غرْبَان". أو على "فُعَل" كـ "صُرَد" وجمعُهَا "صِرْدَان" و "جرَذ" وجَمْعُها "جِرذَان" أو على "فُعْل" واوِيِّ العين كـ "حُوت" وجَمْعُها "حِيتَان" و "كوز" وجَمْعُها "كِيزَان" أو على "فَعْل" كـ "تَاج" وَجَمْعُها "تِيجان" و "ساج" وجمعُها "سِيجان" و "خال" وجمعُها "خِيلان" و "جار" وجمعُها "جِيرَان" و "قاعط وجمعها "قِيعَان" وقَلَّ في نحو "قِنْو" وجمعها "قِنْوان" و "غزال" وجمعُها "غِزْلان" و "خرُوف" وَجَمْعُها "خِرْفان" و "ظليم" وجمعُها "ظِلْمَان" و "حائط" وجَمْعُها "حِيْطَان" و "نسْوة" وجَمْعُها "نِسْوان" و "عبْد" وجمعُها "عِبْدان" و "ضيْف" وجَمْعُها "ضِيفان" و "شجاع": "شُجْعَان" (في القاموس: شجعان بالضم والكسر) و "شيْخ": "شِيخَان" و "أخ": "إِخْوان". -15 الجمع على "فُعْلان": الجمع على "فُعْلان": "فُعْلان" - بضم الفاء وسكون العين - مَقِيسٌ في اسمٍ على "فَعْل" كـ "بَطْن" وجمعها "بُطْنَان" و "ظهْر": وجمعها "ظُهْران" أو على "فَعَل" صحيح العين نحو "ذَكَرٍ" وجمعها "ذُكْران" و "جمَل" وجمعها: "جُمْلان" أو على "فَعِيل" كـ "قَضِيب" وجمعُها: "قُضْبان" و "رغِيف" وجمعها: "رُغْفَان". ويُحفظ في نحو "رَاكِب" وَجَمْعُها: "رُكْبان" و "راجِل" وجمعُمها: "رُجْلان" و "أسْود" وجمعُها "سُودَان" و "أعْمَى" وجَمْعُها: "عُمْيان": و "زقَاق" وجمعُها: "زُقَّان". -16 الجمع على "فُعَلاء": "فُعَلاء" - بضم أوَّله وفتح العين - يَطَّرِدُ في وَصْفِ مُذكَّرٍ عاقِلٍ دالٍّ على سَجيَّةِ مَدْحٍ أو ذَمٍّ على زِنَة "فَعِيل" بمعنى فَاعل غيرِ مُضَاعَفٍ ولا معْتَلِّ اللاَّم كـ "ظَريف" وجمعها "ظُرَفاء" و "كرِيم" وجمعها: "كُرَماء" و "بخِيل" وجمعها: "بُخَلاء". أو بمعنى "مُفعِل: كسَمِيع بمعنى مُسْمِع وجمعها: "سُمَعَاء" و "أليم" بمعنى مُؤْلِم وجَمْعُها: "أُلَمَاء". أو بِمَعْنى "مُفَاعِل" كـ "خَلِيط" بمعنى مُخَالِط، وجمعُها: "خُلَطَاء". و "جلِيس" بمعنى مُجالِس، وجمعُها: "جُلَساء" وشَذَّ في "أَسير" و "قتيل" وجمعهما: "صُلَحاء" و "شاعر" وجمعُها: طشُعَرَاء" وشَذَّ في "جَبَن" وجَمْعُها: "جُبَناء" و "خلِيفة" وَجَمْعُها: "خُلَفَاء" و "سمْح" وجمعها: "سُمَحَاء" و "ودَودٌ" وجمعُها: و "ودَدَاء" لأَنَّها ليستْ فَعِيل ولا فَاعل. -17 الجمع على "أَفْعِلاء": "أَفعِلاء" وهو نَائِب عن "فُعَلاء" في فَعِيل المتقدم بِشَرْط التَّضْعِيف نحو "شَدِيد": "أشِدَّاء" و "عزِيز": "أَعِزَّاء". أو اعتلالِ اللاَّم كـ "وَليّ" وجمعُه: "أَوْلِياء" و "غنِيّ" وجمعُهُ: "أَغْنِيَاء"، وشَذَّ في غيرِهما نحو "نَصِيب" وجمعُه: "أنْصِبَاء" و "صدِيق" وجمعُه "أَصْدِقاء" و "هيِّن" وجمعُه: "أَهْوِنَاء". -18 الجمعُ على "فَوَاعِل": "فَوَاعِل" يطَّرِد في سبعة: (1) في "فَاعلَةٍ" اسْماً أَوْ صِفَةً: كـ{ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} (الآية "16" من سورة العلق "96") فجمعُها: "نَوَاصٍ وَكَواذِبُ وخَوَاطِئُ". (2) في اسم على "فَوْعَل" كـ "جَوْهَر" وجمعُه "جَوَاهِر" و "كوْثر" وجمعُه: "كَوَاثِر". (3) أو "فَوْعَلَة" كـ "صَوْمَعَة" وجَمْعُها: "صَوَامِعُ" و "زوْبَعَة" وجَمْعُها: "زَوَابِعُ". (4) أو "فَاعَل" بالفَتح كـ "خَاتَم" وجمعُه: "خَواتِمُ" و "قالَب" وجمعُه: "قَوالِبُ" و "طابَع" وجمعُه: "طوابع". (5) أو "فاعِلاء" نحو "قَاصِعَاء" وجمعُها "قَواصِع" و "نافِقَاء" وجمعُها: "نَوَافِق". (6) أو "فَاعِل" كـ "جَائِز" وجمعه: "جَوَائِز" و "كاهِل" وجمعُه: "كَوَاهِل". (7) أو في وصْفٍ على فاعل لِمُؤَنَّث: كـ "حَائِض" وجمعُها: "حَوَائِض" و "طالِق" وجمعُها: "طَوالِق" أو لِمُذكَّر غيرَ عَاقِل كـ "صَاهِل" وجمعُه "صَواهِل" و "شاهِق" وجمعُه: "شَواهِق". وشَذَّ في وصْفٍ على "فَاعِل" لمُذَكَّر عَاقِل نحو: "فَارِس" وجمعُها: "فَوَارِس" و "ناكِس" وجمعُها: "نَواكِس". -19 الجمع على "فَعَائِل": "فَعَائِل" يطَّرِدُ في كُلِّ رُبَاعيٍّ مُؤَنَّث، ثَالِثُه مَدَّة: أَلِفاً كَانَتْ أوْ وَاواً أو يَاءً، اسْماً أو صِفَةً، وسَواءٌ أكانَ تأنيثهُ بالتَّاء كـ "سَحَابَة" وجمعُها: "سَحَائِب" و "صحِيفة" وجمعُها: "صَحَائِف" و "حلُوبَة" وجمعُها: "حَلائِب" و "رسَالة" وجمعُها: "رَسَائِل" و "ذؤَابَة" (الذُّؤابَة: الضفيرة، المُرْسَلة من الشَّعَر وطرفِ العِمامة والسَّوط) وجمعُها: "ذَوَائِب" و "ظرِيفَة" وجمعُها: "ظَرَائِف" - أَمْ كَان تأْنِيثُه بالمَعْنى كـ "شِمَال" (الشمال: مقابل اليمين) وجَمْعُها: "شَمَائِل" و "عجُوز" وجمعُها: "عَجَائِز" أمْ تأنيثُه بالأَلِف المَقْصُورة كـ "حُبَارَى" وجَمْعُها "حَبَائِر" أَمْ بالمَمْدُودة كـ "جَلُولاَء" (جلولاء: قرية بفارس) وجَمْعُها "جَلائِل". وشَذَّ في "ضَرَّة" وجمعها: "ضَرَائِرُ" و "كنَّة" وجمعُها: "كَنَائِن" و "حرَّة" وجمعُها: "حَرائِر"، لأَنَّهُنَّ ثُلاثِيِّات. -20 الجمعُ على "فَعَالِي": "فَعَالِي" - بفَتْح أوَّله وثانيه - يطَّرد في سبعة: "فَعْلاة" كـ "مَوْمَاة" (الموماة: الصحراء) وجمعُها: "مَوَامٍ"، و "فعْلاة": كـ "سَعْلاة" (السعلاة: الغول) وجمعُها: "سَعَالٍ" و "فعْلِيَة" كـ "هِبْرِيَة" (الهِبْرِية: كشِرْذِمَة: ما طار مِنْ زَغَب القُطْن) وجمعُها: "هَبارٍ" و "حذْرِيَة" (الحِذْرية: القِطعة الغَلِيظة من الأَرض) وجمعُها: "حَذارٍ" و "فعْلُوة" كـ "عَرْقُوَة" (العَرْقُوة: الخَشَبة المُعْتَرضة على رأس الدلو) وجمعُها: "عَرَاقٍ" وفيما حُذِفَ أوّل زَائِدَيْه من نحو "حَبَنْطَى" (معناه المُمْتَلِىء غيظاً أو بِطْنة والزَّائِدان فيه النون والألف ويلحَق بسَفْرجل) وجمعُها: "حَبَاطٍ" و "قلَنْسُوة" وجمعُها: "قَلاَسٍ" و "عفَرْنى" (الزائدان في "عفرنى" الألف والنون، و "العفرنى" الأسَدْ) وجمعُها: "عَفَارٍ" و "عدَوْلَى" (الزائدان في "عَدَوْلَى" الواو والألف، و "عدولى" قرية بالبحرين) وجمعُها: "عَدَالٍ". -21 جمعُ الكثرة على "فَعَالى": "فَعَالى" - بفتح أوَّله وثانيه - يطَّرد في وصْفٍ على "فَعْلان" نحو "سَكْرَان" وجمعُها: "سَكَارَى" و "غضْبان" وجمعُها: "غَضَابَى" أو "فَعْلَى" نحو: "سَكْرَى" وجمعُها: "سَكَارى" ويُحفَظُ في نحو "حَبَط" (الحبط: البعير المنتفخ لوجع) وجمعُها: "حَبَاطَى" و "يتيم" وجمعَها: "يَتَامَى" و "أيِّم" ("الأيم" من لازوجة له، أو لا زوج لها) وجمعُها: "أَيَامَى" و "طاهر" وجمعُها: "طَهَارَى" و "شاةُ رئيسٌ" (الشاة الرئيس: التي أصيب رأسها) وجمعُها: "رآسَى". وَيَتَرَجَّح "فُعَالى" بالضم على "فَعالى" بالفتح في "فَعْلان" و "فعْلى" المارِّ ذِكْرهما. وَيَلْزَمُ "فُعَالى" بالضَّم في "قَدِيم" وجمعُها: "قُدَامَى" و "أسِير" وجمعُها: "أُسارى" ويَمْتنِع في "حَبَط" وما بَعده. وَيَشْتركُ "فَعَالِي وفَعالَى" في أنواعٍ: الأول: "فَعْلاء" اسماً كـ "صَحْراء" تقول في جَمْعِها: "صَحَارِي" و "صحَارَى". الثاني: "فَعْلَى" اسماً نحو "عَلْقَى" وجمعُها: "علاقٍ" و "علاقَى". والثالث: "فِعْلَى" نحو "ذِفْرَى" (الذفرى: العظم النائي خلف الأذن) وجمعُها: "ذَفَارٍ" و "ذفَارَى". والرابع: "فُعْلَى" وَصْفاً لا لأُنْثَى أَفْعَل نحو "حُبْلى" وجمعُها: "حَبَالٍ" و "حبَالَى". الخَامِس: "فَعْلاء" وصْفاً لأُنْثى غيرَ أَفعل نحو "عَذْراء" وجمعُها: "عَذَارٍ" و "عذَارَى". |
-22 الجَمعُ على "فَعَالِيّ":
"فَعَالِيّ" بالفَتح في الفاء والتَّشْديد في الياء يَطرَّدُ في كلَّ ثلاثي سَاكِنِ العين، آخِره ياءٌ مُشَدَّدَة زائِدَة على الثَّلاثَة، غَير متجدِّدةٍ للنَّسب كـ "بُخْتِيّ" و "كرْسِيّ" و "قمْرِيّ" وجمعُها: "بَخَاتِيّ" و "كرَاسِيّ" و "قمَارِيّ" بخلاف نحو: "عَرَبيّ" و "عجَمي" لِتَحرُّك العَيْن و "مصْريّ" و "بصريّ" لتجدد النسب وشَذَّ "قِبْطِيّ" وجمعُها: "قَبَاطي". وأَمَّا "أَنَاسِي" فجمع "إنْسان" لا جمعُ "إنْسِي" لأنَّ "إنْسِياً" آخره ياءُ النَّسَب، و "أنَاسي" أصلُه: أناسِين، فَأَبْدَلُوا النونَ ياءً وأَدْغَمُوا الياءَيْن كما قالوا "ظَرِبان" و "ظرَابِيّ" وأصلُها أيضاً "ظَرَابين". -23 الجمع على "فَعَالِل": "فَعَالِل" يَطَّرِد في أَرْبعةِ أَنْواع: الرُّبَاعي، والخُمَاسِي مُجَرَّدَين، وَمَزِيداً فِيهما، فالرُّبَاعي كـ "جَعْفَر" (جعفر: النهر الصغير) و "برْثُن" (البرثن: مخلب الأسد) و "زبْرِج" (الزَّبْرِج: الزينة من وشْيٍ أو جوهر) وجمعُها: "جَعَافِر" و "برَاثِن" و "زبَارِج" وهذا لا يُحذَفُ منه شَيء، والخُمَاسيُّ كـ "سَفَرْجَل" و "جحْمَرِش" (الجَحْمَرش: العجوز الكبيرة والمرأة السمجة)، ويجب حذفُ خَامِسِه لأن الثِّقَل حَصَل به، فتَقُول في جَمْعِها: "سَفَارِج" و "جحامِر" ولكَ حَذْفُ الحَرفِ الرَّابع أو الخَامِس، إن كانَ الحرفُ الرَّابعُ من الخُماسِي مُشْبِهاً للحُروفِ التي تُزَاد (= حروف الزيادة) إمَّا بِكَوْنِهِ بِلَفظ أَحَدِها كـ "خَدَرْنَق" (الخَدَرْنق: العنكبوت) ورَابِعُه نون وهي من حروفِ الزيادة، وإنْ كانت ليست زَائِدَةً هنا، أو بكونه من مَخْرجه كـ "فَرَزْدَقْ" فإن الدال رابعةٌ من مَخْرِح التَّاء فتقول في جمعهما: "خَدَارِق" و "فرازِق" أو "خُدارِن" و "فرازِد" وهو الأجْودُ. أَمَّا إذا كانَ الحرْفُ الخَامِس مشبِهاً للزَّائد في اللَّفْظ فَيَتعيَّن حَذْفُه كـ "قُذَعْمل" ("القُذَعمل": الضخمُ من الإبل. 9 وجمعُه "قُذَاعم" والمزيدُ عل الرُّباعي نحو "مُدَحْرِج" و "متَدَحْرِج" و "كنَهْوَر" (الكنهور: الضخم من الرجال، ومن السحاب: قطع كالجبال) و "هبَيَّخ" (الهبيخ" الغلام الممتلئ لحماً) ويجبُ فيه حَذْفُ الزَّائِد، تقول في الجمع "دَحَارِج" و "كَنَاهِر" و "هبَانِج" والمَزيد على الخُماسِي كـ "قَطْرَبُوس" (القَطْرَبُوس: الناقةُ السَّريعة) و "خنْدِريس" (الخندريس: ا لخمر) و "قبَعْثَري" (القَبَعْثَرى : الجمل العظيم). ويجبُ فيه أيضاً حَذْفُ الزَّائِد مع الخَامِس تقول في جَمْعِها: "قَراطِب" و "خنَادِر" و "قباعِث" إلاَّ إذا كان الزائِدُ ليِّناً رابِعاً قبل الآخر فيهما فيَثْبُت، ثم إنْ كان ياءًصُحِّح نحو "قِنْدِيل" و "قنَادِيل" فإنْ كان واواً أوْ "ألفاً" قُلِبَا يَاءَين نحو: " عُصفور" و "عصَافِير" و "سرْادِيح" و "غرْنَيْق" و "فرْدَوْس" و "فرَادِيس". -24 الجمع على شِبه "فَعالِل": شبهُ فَعالِل: هو ما ماثَله عَدَداً وَهيْئَةً، وإنْ خَالَفَه في الوَزْن كـ "مَفَاعل وفَيَاعِل وفَوَاعل" وهو يَطَّرِدُ في مَزِيد الثُّلاثي غيرَ ما تَقَدَّم من نحو "أحْمر وسَكْران وصَائِم ورَامٍ" و "باب كُبْرى وسَكْرى" فإنًّه تَقَدَّمَ لها جُمُوعُ تَكْسِير، ويُحذفُ منه مَا يُخِل بِصيغةِ الجَمْع من الزَّوائِدِ فقَط، فلا تُحذَف زِيَادَتُه إن كانَتْ واحدةً، سَواء أكانت أوَّلاً أَمْ وَسَطَاً أَمْ آخراً لإِلْحَاقٍ أو غيره كـ " أفْضل ومَسْجِد وجَوْهَر وصَيْرَف وعَلْقَى" (في القاموس: العَلْقى كسَكرى: نبت يكون واحداً وجَمعاً، قضبانه دِقاقُ عسرٌ رضُّها) وجمعُها: "أَفاضِل ومَسَاجِد وَجَوَاهِر وصَيارِف وعَلاَقٍ" ويُحذَف مازَاد عَلَيْهَا، فَتَحذِفُ زِيادةً وَاحِدةٍ من نحْو "مُنْطَلِق" واثْنَتَان من نحْو" مُستَخرِج ومُتذَكِّر". ويَتعيَّن إبْقاءُ ما لَهُ مَزِيَّة لَفْظِية ومَعْنَويَّة، أو لَفْظِيَّة فَقَط، أو ما لا يُغْنِي حَذْفُه عن حَذفِ غَيْره، فالأوَّل كالميم في "مُنْطَلق" فتَقُول في جَمْعها "مَطَالِق" لا : نَطالِق، لأن المِيم تَفضُل النُون لدَلاَلَتِها على الفَاعل وتَصْدِيرِها واخْتِصَاصِها بالاسمِ. ومثلُه نقول في جَمعِ " مُسْتَدْعٍ" "مُدَاعٍ" بحَذْفِ السِين والتَّاء لأن بَقَاءَهما يُخِل بِبُنْيَيةِ الجَمْع، مع فَضْلِ المِيم بما تَقَدَّم. والثاني: كالتاءِ في"اسْتِخْراج" علماً، تَقُول في جَمعِه" تَخَارِيج" بحَذْف السِين وإبقاءِ التَّاء، لأَنَّ له نَظِيراً وهو "تَمَاثِيل" ولا تَقُل "سَخَارِيج" إذْ لا وُجودَ لـ "سَفاعِيل". والثالث: كـ "وَاوِ" "حَيْزَبون" (الحيزبون: العجوز، ونونه زائدة، عند أكثر أئمة اللغة) تقول في جمعها"حَزَابِين" بحذف الياء وقلب الواو ياء، ولا تَقُل: حَيَازِين بحذفِ الوَاوِ لأنَّ حذفَها يَعنِي حذفَ الياءِ ولا يَقعُ بعدَ أَلِفِ التَّكْسِير ثَلاثَةُ أحْرُف أوْسَطُهُن ساكِن إلاَّ وهُو حَرْفٌ مُعتَلٌ مثلُ "مَصَابِيح" فإنْ لم تُوجد مَزِيَّة مَّا فأنتَ بالخيار مثل نُونَيْ "سَرَنْدَي" (سَرنَدْى: الجريء القوي) و "علَنْدى" (العلندى: البعير الضخم) "عَلاَنِد" أو "سَرادٍ" و "علاَدٍ" وَزْنَ" جَوارٍ". -25 الجَمعُ على "مَفَاعِل": يقولُ سيبويه: واعلَمْ أن كلَّ شيء كانَ من بَنَاتِ الثَّلاثَة، فَلَحِقَتْه الزِّيادَة فَبُنِيَ بِنَاءَ بَنَاتِ الأَرْبعة، وأُلْحِق بِبِنَائِها، فإنَّه يُكسَّر على مِثال" مَفَاعِل" كما تُكَسَّر بناتُ الأَرْبَعة، وذلك نحو" جَدْوَل" و "جدَاوِل" و "عثْيَر" و" عَثَايِر" و" كَوْكَب" و" كَواكِب" و "تولب" (التَّوْلَب: الجحش) و "توَالِب" و" سُلَّم" و" سَلاَلم" ومثله "أَسْود" و "أسَاوِد" ومنها "مَقاوِم" قال الأخطل: وإني لَقوَّامٌ مَقَاوِمَ لم يكُن * جَرِيرٌ ولا مَوْلى جريرٍ يَقُومها -26 فوائد تتعلق بجمع التكسير منها: (1) يَجوز تَعويضُ ياء قبل الطَرَفِ مَمَّا حُذِف، أَصْلاً كانَ أوْ زَائداً، فتقول في جمع "سَفَرْجَل" و "منْطَلِق" : "سَفَارِيج" و "مطَالِيق". (2) أجَازَ الكُوفِيُّون: زيادَةَ اليَاءِ في مُمَاثِل" مُفَاعِل" وَحَذْفها في مُمَاثِل "مَفَاعَيل" فَيُجِيزون في "جَعَافِر": "جَعَافِير" وفي "عَصَافِر": " عَصَافِير" ومن الأوَّل قولُه تَعالى: { وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه} (الآية 15 من سورة القيامة"75") ومن الثاني{ وعِندَه مَفَاتِحُ الغَيْبِ} (الآية "59" من سورة الأنعام "6" ) أمَّا "فَوَاعل" فلا يُقال " فَواعيل" إلاَّ شُذُوذاً كقوله: "سَوَابيغُ (سوابيغ : جمع سابغة وهي الدرع الواسعة) بِيضٌ لا يُخَرِّقُها النَّبْل". (3) لا يُجمَع جَمْعَ تكْسيرٍ ما جَرى على الفعل من اسْمَي الفاعل والمفعول وأوَّله ميم نحو" مَضْروب" و "مكرِم" و "مخْتَار" لِمُشَابَهَتِه الفِعلَ لَفْظاً ومَعْنى، بل قِياسُه جَمْع التَّصحِيح، ويُسْتثنى "مُفعِل" وَصْفاً للمُؤَنَّث نحو" مُرْضِع" وجمعُها: مَراضِع". وجاءَ شُذُوذاً في نحو "ملْعُون" و "ميْمُون" و "مشْئُوم" جمعُه على : "مَلاَعِين" و "ميَامِين" و "مشَائِيم" قال الأَحْوَاص اليَرْبُوعي: مَشَائِيم لَيْسُوا مُصْلِحينَ عَشيرةً * وَلاَ نَاعِبٍ إلاَّ بِشُؤمٍ غُرَابُها كما شَذَّ في "مُفْعِل" كـ "مُوسِر" و "مفطِر" جمعُه على"مَياسِير" و "مفَاطِيِر" وفي مُفعَل كـ "مُنكَر" : " مَنَاكِير". (4) الجمعُ المُكسَّر : عُقَلاَؤُه وَغَيْرُ عُقَلائِه سَواءٌ في حكم التأنيث. والجمعُ المُكَسَّر لِغَيْر العاقل يجُوز أن يُوصَفَ بما يَوصفُ به المُؤنَّث نحو{ مَآرِبَ أُخْرَى} (الآية "18" من سورة طه "20" ) ، وهو قليل. (5) جمع العَاقل لا يعودُ عليه الضمير غالباً إلا بصيغةِ الجَمْع سواءٌ أكان للِقِلَّة أم لِلْكَثْرة. وأمَّا غيرُ العاقل فالغالب في الكثرة الإفْراد وفي القِلَّة الجمع، فالعرب تقول: "الجُذُوعُ انْكسَرَتْ" لأنه جمعُ كَثْرة و "الأَجذاعُ انْكَسَرْنَ" لأنه جمعُ قِلَّة وعليه قَولُ حَسانَ بن ثابت: " وأسْيافَنا يَقْطُرْنَ مَن نَجْدَةٍ دَمَا" (أول البيت : لَنَا الجَفَنَاتُ الغرُّ يَلْمَعْن بالضُّحَى) |
* جَمْع الجَمْع: الجَمْع لأَدْنَى العَدَدِ إذا كان على "أَفْعِلَةٍ وأَفْعُلٍ" يُجْمَعُ على "أَفَاعِل" وذلك نحو" أَيْدٍ" وَجَمْعُهَا "أيَادٍ" و "أوْطُبٍ" وَجَمْعُهَا "أَوَاطِبُ" قال الراجز:
"تُحْلُبُ منها سِتَّةُ الأَوَاطِبِ". ومنها: " أَسْقِيَةٌ " وَجَمْعُهَا " أسَاقٍ" أَمَّا مَا كان جَمْعَه على "أفْعَالٍ " فَإنَّه يُجْمع تَكْسيراً على "أَفَاعِيل" وذلك نحو: "أنْعَام" وَجَمْعُهَا "أَنَاعِيمُ" وأقوال وَجَمْعُهَا "أقَاوِيل" وقد جَمعُوا: "أفْعِلة" على "أفَاعِل" شَبَّهُوهَا بأَنْمُلَة وأَنَامِلَ، وأَنْمُلاَتٍ وذلك قولهم: أَعْطِيَاتٌ، وأَسْقِيات جَمْعُ جَمْعِ أَعْطِيَة، وأَسْقِيَة. وقالوا : جِمَال وجَمَائِل، فَكَسَّروها على "فَعَائل" : لأنَّها بمنزلة شِمَال وشَمَائل في الزِّنَةِ، وقد قَالوا في جَمْع جِمال: جِمَالاَت كما قالوا في جَمْعِ رِجَال : رِجَالاَت ، ومِثل ذلك: بُيُوتَات، ويقولون: مُصْرَان جمعُ مَصِير، وَجَمْعُهَا مَصَارِين. كأبْياتٍ وأَبَابِيتٍ. ومن ذا الباب قولُهم: أسْوِرَةٌ وأَسَاوِرَةٌ. وليسَ كلُّ جَمْعٍ يُجْمَعُ كَمَا أنَّه ليسَ كلُّ مَصْدرٍ يُجْمع إلا تَرَى أَنَّكَ لا تجمَعُ الفِكْر والعِلْم والنَّظَر، وتَجمَعُ منها: الأَشْغال والعُقُول والحُلُوم والأَلبْاب، كما أَنَّهم لا يَجْمَعُون كلَّ جَمْعٍ. جمْعُ العَلَم الإِسْنادي والمركَّب والمُسَّمى بالجمع. إذا قَصَدْنَا جَمعَ عَلَمٍ مَنْقُولٍ من جُمْلةٍ وهو الإِسْنادي نحو" جَاد الحق" تَوَصَّلْنا إلى ذلك بـ " ذو" مَجْمُوعاً، فتقول "أتى ذَوَو جَادَ الحقُّ" كما نَقُول في التَّثْنِية "هُمَا ذَوَا جَادَ الحقُّ" ومِثْلُه المُرَكَّب فتقول: " هؤلاء ذَوو سِيبَويه" (وبعضهُم أجازَ جَمع نحو "سيبويه": =) والمُثَنَى "هَذان ذَوا سِيبَويه" والمُسَمَّى بالمثنى والمَجْمُوع جَمْعَ المذكَّرِ السَّالِمَ، إذا أردنا تَثْنيتَهما أو جمعَهُما أَتَيْنا لذلكَ به "ذو" مُثَنَّى أو مَجْمُوعاً فتقول "هذَان ذوا حَسَنَيْن" و "هؤلاءِ ذَوُو خَالِدين". * جَمعُ ما صَدْرهُ "ذو" أو "ابن" : من أسماء مَا لا يعقل ما صُدِّرَ بـ " ذو" أو "ابنِ" وكلاهما يُجمَع "بألف وتاء" فتقول في جمع "ذي القَعْدة" : " ذوات القَعْدة" وجمع"ابنِ عُرْس" : "بَنَاتُ عرس". * جَمْعُ المُذَكَّرِ السّالم: -1 تعْريفُه: هو ما سَلِمَ فيهِ نَظمُ الوَاحِدِ وبِنَاؤُه ودَلّ على أكثر من اثنين (وقد يَجْري المثثَنى مَجْرى الجَمع، ومِنْ طَريقِ ما يُقال في ذلك: ما قَال الشَّعبيُّ في كلامٍ له في مَجلسِ عبدِ الملك بن مَرْوان: "رَجُلان جَاؤوني" فقال عبد الملك: لَحَنْت يا شَعْبي، قال : يا أمير المؤمنين، لَمْ ألحَنْ مَع قولِه عزّ وجلْ: { هَذَان خَصمان اختَصَمُوا في ربِّهم} فقال عبد الملك: لله دُرُّك يا فقيه العِرَاقين قد شَفَيتَ وكَفَيت) ، وأَغْنَى عن المُتَعَاطِففِينَ (أي إن قولك: "محمدون" يغني عن : محمد ومحمد ومحمد إلخ . ) -2 ما يُجْمَع هذا الجمع: لا يُجمَع هذا الجمعَ إلاَّ مَا كَان "اسماً" أو" صِفةً". فالاسم : كـ "زَيد" وجمعها "زَيْدُون" والثاني كـ " عَالِم" وجمعُها" عَالِمُون". |
-3 شُرُوط "الاسم":
يُشْتَرَطُ في الاسمِ أَنْ يكونَ عَلَماً لِمُذَكَّرٍ عَاقِلٍ، خَالِياً مِنْ تَاءِ التَّاْنيث ومن التَّركيب، لَيْس ممَّا يُعْربُ بِحَرْفَيْن، فلا يُجْمَعُ ما كانَ من الأَسْماء غَيْرَ عَلَم كـ "إنْسَان" أَوْ عَلَماً لمُؤَنَّث كـ " زَيْنَب" أو عَلَماً لِغَيرِ عَاقِلٍ كـ " لاَحِق" عَلَمٍ لِفَرَس، أو مَا فيه تَاءُ التَّأنيث كـ " طَلْحَة" أو المُرَكَّب المَزْجِي كـ " جَادَ المولى" وما كان مُعْرَباً بحَرْفَين كالمُسمَّى به مِنَ المُثَنَّى والجمعِ كـ " حَسَنَيْن" و" مُحَمَدين" عَلَمَيْن. وتَقدَّم في الصَّفْحة السَّابقة: جمعُ العَلَمِ الإِسنادي والمركَّب والمسمَّى بالجمع. -4 شُروط الصفة: يُشترط في الصفِة: أن تكونَ صِفةً لِمُذَكَّرٍ ، عَاقِلٍ، خَاليةً من تاءِ التَّأْنيث لَيْست من بابِ أفْعَلَ، فَعْلاَء، ولا فَعْلاَنَ فَعْلى، ولا ممَّا يَستَوي في الوَصْفِ به المُذَكَّرُ والمُؤَنَّث، فلا تُجمَعُ جَمعَ مُذكَّرٍ سَالماً الصفاتُ لِمُوَنث كـ " طَامِث"، أو لمذكَّر غيرِ عَاقل كـ " سَابِق" صِفة لَفَرس أو التي فيها تَاءُ التَّأْنيث كـ " نَسَّابَة"ki و "علاَّمة"، أو مَا كَانَتْ من باب"أفْعل" الذي مُؤَنَثه"فَعْلاء" كـ " أَسْود" و "سوْداء"، أو فَعلان الذي مُؤَنَّثه "فَعْلى" كـ "غَضْبان" و "غضْبَى"، ولا الصِّفَات التي يستوي فيها المذكرُ والمؤنَّثُ كـ "عَانِس" لِمَنْ لم يَتَزَوَّج رَجُلاً كانَ أو امْرأةً و "عرُوس" يقال للرجل والمرأة مَا دَامَا في إعْرَاسِهِمَا. -5 جمع " أفْعل" من الأَلْوان لمذَكَّر: إذا سمَّيْتَ مُذَكَّراً بـ "أبيضَ " أو "أزْرق" جَمَعْتَهُ جمعَ تَصْحيحٍ فتقول: "أَبْيَضُون" و "أزْرَقُون" لا بِيضٌ وزُرْق على أصْلِ جَمْعه. -6 إعْرابُ الجَمعِ المُذكَّر السَّالم بالواوِ المضمُومِ ما قَبلَها لَفْظاً نحو" أَتَى الخَالِدُون" أو تَقْديراً نحو: {وأنتُم الأعْلَونْ}. ويُنصَبُ ويجر بالياءِ المكسورِ ما قبلها لَفْظاً نحو: " رَأَيْتُ الخَالِدِين" و "نظَرْتُ إلى الخَالِدِين"، أو تقديراً نحو" رَأَيتُ المُصْطَفَيْن" و{ إِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ المُصْطَفَين} (الآية "47" من سورة ص" 38"). وإذا أُضِيفَ إلى ياءِ المتكلم في حالةِ الرّفع تقدر الواو نحو" جَاءَ مُسْلِميَّ" (أصل مُسْلمَيَّ مسلمون لي حذفت اللام للخفة والنون للإضافة وانقلبتِ الواو ياء لِمناسَبَة ياءِ المتكلم وأُدْغِمت فيها وَحُوِّلَتِ الضَّمةُ كَسْرةً لِمُناسَبة الياء) -7 كَيْفَ يُجْمَع المُذَكَّر السَّالم: إذا كانَ المُفْرَدُ مَنْقُوصاً حُذِفتَ في الجَمْعِ ياؤه وكَسْرَتُها ، ويُضَمُ ما قَبْلَ الواو، ويُكْسَرُ ما قَبْلَ الياءِ، فتقول: " جاء القَاضُونَ والدَّاعُون" ورأيتُ القَاضِينَ والدَّاعِينَ". وإذَا كان مَقْصُوراً تُحذَفُ أَلِفُهُ دون فَتْحِتَها فَتَقُول في جَمْع "مُوسَى" "موسَوْن" وفي التنزيل: { وأَنْتُمُ الأَعْلَوْن} (الآية " 139" من سورة آل عمران "3" ) . و{إنَّهُمْ عِنْدنا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ} (الآية "47" من سورة ص" 38") . وحُكْمُ المَمْدُودِ في الجَمعِ كحكمه في التَّثنيه (انظر: المثنى) فتقول في " وُضَّاء": "وُضَّاؤون" وفي "حَمْرَاء" عَلَماً " حَمْرَاوُون" ويَجُوزُ الوَجْهان في "عِلْبَاء (العلباء: عصبة العنق وهما علباوان) ومثلُها : " كِساء". -8 المُلْحقُ بِجَمْع المذكَّر السَّالم: حَمَلَ النَّحاةُ على هذا الجمع أرْبَعَة أنواعٍ: (أحدُها) أسْماءُ جُموع وهو " أولُو" (اسمُ جمع لـ "ذو" بمعنى صاحب) بمعنى أصْحَاب، و "عالَمُون" (اسم جمع سالم، وهو أصناف الخَلْق عقلاء أو غيرهم) و "عشْرون" وبَابُه إلى "التِّسْعِين". (الثاني) جُمُوعُ تكْسير وهي "بَنُون" و "حرُّون" (حرون : جمع حَرَّة: وهي أرض ذات حجارة سود) و" أَرَضون" و "سنُون" وبابهُ، وضابطُه: " كلُّ ثُلاثي حُذِفَتْ لامُهُ، وعُوِّضَ عنها هَاءُ التَّأْنيث ولم يُكَسَّر" نحو" عِضَة" (عَضَّة: من عضَّيْتُه وعضَّوْتَه تَعْضِيه، أي فَرَقْتُه أو من العِضَة وهو البهتان) و "عضِين" و "عزَة (العِزة: الفُرقَة من الناس) وعِزِين" و" ثُبَة وثُبِين" (الثُبةُ : هي الجماعة) قال الله تعالى: { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ في الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} (الآية "113" من سورة المؤمنون "23" ) . وقال : { عَنِ اليَمِينِ وَعَن الشِّمال عِزين} (الآية "91" من سورة الحجر" 15") . وأصلُ سَنَة" سَنَوٌ" أو" سَنَةٌ" لقولهم في الجمع "سَنَوات وسَنَهات"، فحذِفَت لامُه وهي الواوُ أو الهاء، وعُوِّض عنها هَاءُ التَّأْنيث وهي الهَاء من" سَنة"ولم تُكَسَّر أي لَيْس لها جَمْعُ تَكْسير فلا تُجْمَعُ" شَجَرة وثَمَرة" لعَدَم الحَذْفِ ولا "زِنَة وعِدَة" لأَنَّ المَحْذُوفَ منهما الفَاءُ، وأصْلُهما "وَزَن وَوَعدَ" ولا " يَدْ ودَم" وأصْلُهما يَدْيٌ، ودَمْيٌ، لِعَدَمِ التَّعْويض من لاَمِهما المَحْذُوفة وخَالَفَ ذلك" أَبُون وأَخُون" لِجَمْعِهما مع عَدَمِ التَّعْوِيَ ، ولا "اسْمٍ وأخْتِ وبِنْت" لأنَّ العِوضَ غَيْرُ الهَاء، وشَذَّ " بَنون" لأَنَّ المُعَوَّض عنه هَمْزةُ الوَصْل ولا "شَاة وشَفة" لأنَّهما كُسِّرا على "شِيَاه وشِفَاه". |
(الثالث) جُمُوعُ تصحيح لم تَسْتوفِ الشروط كـ "أَهْلُون" جمع أَهْل، وهم العَشِيرة، و "وابِلُون" جمعُ وابل وهو المَطَر الغزير، لأنَّ " أَهْلاً وَوَابِلاً" ليسَا عَلَمين ولا صِفَتَين ولأنَّ "وَابِلاً" لغير العاقل.
(الرَّابع) ما سُمِّي بهِ مِن هذا الجمع: كـ " عَابِدِين"، وما أُلحِقَ به كـ " عِليِّين" قال الله تعالى: { إنَّ كِتابَ الأبْرارِ لَفِي علِيِّيِّن، وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّون } (الآية "19، 20" من سورة المطففين"83") . فَيُعْربَان بالحُرُوفِ إجْراءً لهما على ما كَانا عَليه قَبلَ التَّسْميةِ بهما، ويَجُوزُ في هذا النَّوع أنْ يَجْرِي مَجْرى" غِسْلين" في لُزُومِ اليَاءِ، والإِعرابِ بالحَرَكاتِ الثَّلاثَة ظَاهَرَةً مُنَوَّنَة إنْ لم يَكُنْ أعْجَمِيّاً، فتقول : "هذا عَابِدينٌ وعِلِّيينٌ" و" رَأَيْتُ عَابِدِيناً وعِليِّيناً" و" نَظَرْتُ إلى عَابِدينٍ وعِليِّينٍ" فإن كانَ أَعْجَمِيّاً امْتضنضع التَّنوينُ، وأُعْربَ إعْرابَ مَا لا يَنْصَرِفُ فتقول: " هذه قِنِّسْرينُ" (قنسرين: كورة بالشام منها حلب، وكانت مدينة عامرة إلى سنة 351) و "سكَنتُ قِنِّسْرينَ" و "مرَرْتُ بقنِّسْرينُ" (وهناك لغات أخرى دون ما ذكرنا نجدها في المطولات من كتب النحو) -9 حكمُ نونِ الجمع المذكَّر وما حُمِلَ عليه: نونُ الجمعِ المذكَّر السالم وما حُمِلَ عليه مَفْتُوحةٌ بعد الواوِ والياءِ، هذا هُو الأصل وكَسْرُهَا جائزٌ في الشِّعر بعدَ الياء كقول جرير: عَرَفْنَا جَعْفَراً وَبَني أبِيهِ * وَأَنْكَرْنَا زَعَانِفَ آخَرِينِ (الرواية بكسر النون من "آخرين" وهو جمعُ آخر بفتح الخاء بمعنى مُغَاير، و "جعْفر وبنو أبيه" أولاد ثعْلَبة بن يربوعِ و "الزَّعَانف" جمع زِعْنِفة وهو القَصِير، وأرادَ به الأَدْعِياء الذين ليس أصلُهم واحداً. * الجملة: ذهبتْ طائِفةٌ إلى أنَّ الجملةَ والكلامَ مُتَرادِفان، والصوابُ: أن الجُمْلةَ أعمُّ ، لأن الكلام يُشتَرطُ فيه الإِفَادة والجُمْلَةُ لا يُشتَرط فيها الإِفَادَة. * الجُمْل التي لا مَحَلَّ لها مِنَ الإِعْراب: الأَصْلُ في الجملِ أن تكون كلاماً مُسْتَقِلاً غَيْرَ مُرتَبطِ بغيره، فلا يكونُ لَهَا مَحَلٌّ من الإَعراب وهي سبعُ جُمَل. (1) الجُملُ المُسْتَأْنَفَةُ وهي ضَرْبان: (أحَدُهما) الجُملةُ التي افْتُتِحَ بِهَا النُّطْق نحو (المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ مِن المؤمن الضَّعِيف). (ثانيهما) الوَاقِعةُ في أثناء النُّطق، وهي مَقْطُوعة عَمَّا قبلها نحو قوله تعالى: { إنَّ العِزَّة لِلَّهِ جَمِيعاً} (الآية "65" من سورة يونس "10" ) بعد قوله تعالى: { وَلاَ يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ}. |
(2) الجُمْلَةُ المُعْتَرِضَةُ لإِفَادَة تَقْوِيةِ الكَلاَمِ أو تَحْسِينِه ولَها مَواضعُ:
(أ) بينَ الفعل ومرفُوعه، نحو: وقَدْ أدْرَكَتْنِي - والحَوادِثُ جَمَّةُ - * أسِنَةُ قَومٍ لا ضِعَافٍ ولا عُزْلِ (ب) ما بَيْن المبتدأ - ولو بَحَسَب الأصل وخَبَرِه نحو قولِ عَوْف بن مُحَلِّم الخُزَاعي: إنَّ الثَّمَانين - وبُلِّغْتَهَا - * قد أحْوَجَبَ سَمْعِي إلى تَرْجمانْ (جـ) بَيْنَ الشرطِ وجوابه نحو قوله سبحانه: { فَإن لَمْ تفعلوا - وَلَنْ تَفْعَلُوا - فأتَّقُوا النَّارَ} (الآية "24" من سورة البقرة "2" ). (د) بينَ القَسَم وجوابه نحو قول النابفة الذبياني: لَعَمري - وَمَا عَمْرِي عليَّ بهيّنٍ - * لَقَدْ نَطَقَتْ بُطْلاً عَليَّ الأقارِعُ (ه) بين الصِّفَةِ والمَوْصُوف نحو: { وإنَّهُ لَقَسَمٌ - لَوْ تَعْلَمُونَ - عَظِيمٌ} (أية"76" من سورة الواقعة"56") (و) بينَ الصِلَةِ والمَوْصُول نحو: " هذا الذي - واللَّهِ - أكْرَمَني". (ز) بينَ المتضايفين نحو" هذا كتابُ - واللَّهِ - أبِيكَ" (حـ) بين الحَرْف وتَوْكيده اللفظي نحو: ليت - وهل يَنْفَعُ شيئاً ليتُ - * ليتَ شَبَاباً بُوعَ فاشْتَريْتُ (ط) بينَ سَوْفَ ومَدخُولها نحو قول زهير: وَمَا أدْرِي وَسَوْفَ - إخالُ - أدري * أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساءُ (3) الجملةُ المفسرة وهي الموضِّحَةُ لما قَبْلها، سواءٌ أَكَانَ مُفْرَداً أَمْ جُمْلَةً، وسَواءٌ أكانتْ مَقْرُونَةً "بأَيْ" أو" بأَنْ" أو مُجَرَّدةً منهما. وَسَوَاءٌ أَكانتْ خَبَرِيَّة أَمْ إنشائِيَّةً نحو: " وتَرْمينَني بالطَّرْفِ أَيْ أَنْتَ مُذْنِب" ونحو: { فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الفُلْكَ} (الآية "27" من سورة المؤمنون" 23") (4) الجملةُ المُجابُ بها القَسَم نحو: { وَالْقُرْآنِ الحَكِيمِ، إنَّكَ لمِنَ المُرْسَلِينَ} (الآية "2" من سورة يس "36" ) (5) الجُمْلَةُ المُجَابُ بها شَرْطٌ غيرَ جازم، أو جَازِم ولم تقترنْ هي بالفاء ولا بإذا الفُجَائِيَّة نحو" لَوْ أَنْقَقْتَ لَرَبِحْتَ" ونحو: "إنْ تَقُمْ أَقُمْ". (6) الجُملةُ الواقِعةُ صِلَةً لموصُولٍ اسمي أو مَوصُولٍ حَرْفي نحو: " الذي يَجتهِدُ يَنْجَحُ " ونحو" يَسُرُّني أَنْ تَفْرَحَ". (7) الجملةُ التَّابِعةُ لواحِدَةٍ من هذه الستة نحو" أَقْبَلَ خَالدٌ ولمْ يسافْر عليُّ". الجُملُ التي لها محلٌّ من الإِعراب: الجمل غير المستقلة لها محل من الإِعراب: وهي التي لو ذُكِرَ بدَلها مُفردٌ لكان مُعْرَباً، وهي تِسْعُ جُمل: (1) الواقِعَةُ حالاً نحو: {لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأَنْتُمْ سُكَارَى} (الآية "43" من سورة النساء "4" ) ومَحَلُّها نَصْبٌ. (2) الواقِعَةُ مَفْعُولاً ومَحَلُّها النصب إلاَّ إن نَابَتْ عَنْ فاعِلِها، فَمَحَلُّها الرَّفْعُ، وتقعُ في ثلاثة مواضع: (أ) في بابِ الحِكَاية بالقَول، أو ما يُفيدُ مَعْناه نحو: { قالَ إنِّي عبدُ الله} الآية "30" من سورة مريم "19" ). (ب) في باب ظَنَّ وعَلِمَ. (جـ) في باب التَّعْلِيق، وهو جَائِزٌ في كلِّ فِعْلٍ قَلْبي، سَواءٌ أكانَ من بَابِ ظَنَّ أو غَيْره، نحو، { لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى} (الآية "12" من سورة الكهف "18" ). فالجملةُ من المُبتَدأ والخَبر سَدَّت مَسَدَّ مَفْعُولَي "نَعْلم". (3) الجملةُ المُضافُ إليها، وَمَحَلُّها الجَرّ، ولا يُضافُ إلى الجملة إِلاَّ ثمانية: (أحدُها) أسْماءُ الزَّمَانِ ظُرُوفاً كانت أَمْ لا نحو: { وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ} (الآية "32" من سورة مريم "19" ) ، ونحو: { هَذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُون} الآية "35" من سورة المرسلات "77"). (ثانيها) "حَيْثُ" نحو: { اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه} (الآية "124" من سورة الأنعام "6" ). (ثالِثُها) "آيَة" بمعنى عَلاَمَة، وتُضَافُ جَوازاً إلى الجُمْلَةِ الفِعْلية المُتَصرَّفِ فِعلها مُثْبتاً أو مَنْفياً بـ "ما" نحو قوله: بآيَةِ يُقْدِمُونَ الخَيْلَ شُعْثاً * كأنَّ على سَنَابِكِها مُدَامَا (شبَّه ما يتصَّبب من عرقها ودمعها من الجَهد والتعب بالمدام) (رابعُها) "ذُو" في قولها "اذهبْ بذي تَسْلَم" أي في وَقتٍ صَاحَبَ سَلاَمَةً. (خامسها) " لَدُنْ" نحو: لَزِمْنا لَدُنْ سألتُمُونا وِفاقَكُمْ * فَلاَيَكُ مِنْكُمْ لِلخِلافِ جُنُوحُ (سادِسُها) "رَيْث" بمعنى قَدْر نحو: خَليليَّ رِفقاً رَبْثَ أَقْضِي لُبَانَةً * مَنَ العَرَصَاتِ المُذْكِراتِ عُهُوداً (سابِعُها) لَفْظُ" قَوْل" نحو: قَولُ: يا لَلرِّجال يُنْهِضُ مَنَّا * مُسْرِعِينَ الكُهولَ والشُّبَّانَا (ثامِنُها) لفظ"قائِل" نحو: وأجَبْتُ قائل: كيفَ أنتَ بصالحٍ * حَتَّى مَلِلْتُ ومَلَّني عُوَّادي (4) الجُملةُ الواقعةُ خبراً ومَوْضِعُهَا رَفْعٌ، في بابي "المبتدأ، وإنَّ" نحو: "خالدٌ يكْتُبُ" و "أنَّ عَلِيّاً يَلْعَبُ" ونصبٌ في بابي " كانَ وكادَ" نحو: " كانَ أخِي يَجِدُّ" و "كادَ الجوعُ يَقْتُلُ صَاحبَه". |
(5) الجُمْلَةُ الواقِعَةُ بعدَ "الفَاءِ وإذا" جَواباً لشَرْط جَازِم نحو: { إن يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} (الآية "160" من سورة آل عمران "3" ) ونحو: { وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَة بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيِهمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُون} (الآية "36" من سورة الروم "30" ).
(6) الجُمْلَةُ التَّابِعَةُ لمُفْرد، وهي مِثلُه إعْراباً، وتقَعُ في باب النعت نحو: { مِنْ قَبْلِ أن يَأتيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فيه ولا خُلَّةٌ} (الآية "254" من سورة البقرة "2" ). وفي بابِ عَطْفِ النَّسقِ نحو" مُحَمَّدٌ مُجْتَهِدٌ وأخُوهُ مُعتَنٍ بِشَأنه". وفي بابِ البَدَل نحو: { مَا يُقَالُ لَكَ إلاَّ ما قَدْ قِيلَ للرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} (الآية "43" من سورة فصلت "41" ). (7) الجُمْلَةُ المُسْتَثْناة نحو: { لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ إلاَّ مَنْ تَوَلَّى وكَفَر، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ} (الآية "22 و 23 و 24" من سورة الغاشية "88") فَمَنْ مُبْتَدأ ويُعَذِّبُهُ اللَّهُ خَبَرٌ، والجملة في مَوْضِعِ نَصْبٍ على الاستثناء المُنقطع. (8) الجملةُ المُسْنَدُ إليها، نحو: { سَوَاءٌ عَلَيْهمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ } (الآية "6" من سورة البقرة "2" ). إذا أُعرِبَ "سَواءٌ" خَبَراً عن أَأَنْذَرْتَهم، . والأَصْلُ في إعرابها: "سَوَاءٌ" : مُبْتَدأ، و "أأنْذَرْتَهم أمْ لَمْ تُنْذرهم" جُملةٌ في مَوضِع الفَاعِل وسَدَّت مَسَدَّ الخبر، والتَّقْدِير: يَسْتَوي عِنْدَهُم الإِنْذَارُ وعَدمُه. * الجُمَلُ بَعْدَ النَّكِرَاتِ وَبَعْدَ المعارِف: قِسْما الجُمَل: الجُمَل إمَّا خَبَريَّة، وإمَّا إنْشَائِيَّة. -1 الجُمَلُ الخَبَرِيَّة: الجُمَل الخبريَّة أَرْبَعةُ أنواع: (1) المُرْتَبِطَةُ بنَكِرةٍ مَحْضَة، وتكونُ صِفةً لها نحو: { حَتَّى تُنزِّل عَلَيْنَا كِتاباً نَقْرَؤه} (الآية "93" من سورة الإسراء "17" ) و{ لِمَ تَعِظُون قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ} (الآية "164" من سورة الأعراف "7" ). (2) المُرْتَبِطَةُ بمَعْرِفَةٍ مَحْضَةٍ، وتكون حالاً نحو: { لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأَنتُم سُكَارَى} (الآية " 42" من سورة النساء "4" ). (3) الواقِعَةُ بَعْدَ نكرَةٍ غَيْرَ مَحْضَةٍ، وتَكُونُ مُحْتَمِلةً للوَصْفِيَّة والحَالِيَّة نحو: { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ} (الآية "50" من سورة الأنبياء"21"). (4) المُرْتَبطَةُ بمَعْرِفَةٍ غير محضةٍ ومُحْتَمِلَة وتكونُ حد أيْضاً للوَصْفِيَّة والحَاليَّة نحو: " وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّني" -2 الجُمَلُ الإِنْشَائِيَّة: أمَّا الجُمَلُ الإِنشائِيَّةُ الواقِعةُ بعد جُمَلٍ أُخْرَى فَلا تَكُونَان نَعْتاً ولا حَالاً كقولك "هذه دَارٌ بعْتُكَهَا" و "هذِهِ دَاري بعْتُكَها" فالجملتان هنا مُسْتَأنَفَتان. * الجُمْلة: عِبارةٌ عن الفِعلِ وفاعِلهِ كـ "أَتَى النَّصْرُ" والمبتدِأ وخبره كـ "الفرجُ قريبٌ" وما كانَ بمنزلةِ أحدِهما نحو" ضُرِبَ اللِّصُ" و "أقائمٌ العُمَران" و "كانَ ربُّك عَليماً" و "ظنَنْتُك خَبيراً" والجُملةُ أعمُّ من الكَلام، لأنَّ الجُملةَ قَد تتمُّ بها الفائدة، وقد تكونُ غير مُفيدة، كما يقولون: جملةُ الشَّرط، وجُملةُ الصِّلَة، وكِلاَهُما لا فَائِدَة تَامَّةً به، إلاباسْتِيفَاء الجواب للشروط وإتمام الكَلامِ في المَوْصُول والصِّلةِ ومَا قَبْلَهما. أَمَّا الكلام فَلا بُدَّ له من إفَادَة كامِلة. (=الكلام). -1 انقسام الجملة: تَنْقَسِم الجُمْلةُ إلى : (أ) اسْميَّةٍ، نحو" الخَيْرُ آتٍ" و "هيْهَاتَ العَقيقُ". (ب) الفِعْليَّة، وهي التي صدْرُها فِعْلٌ كـ " نَهَض الأُمَراءُ" و" يَسْعَى الرِّجَالُ" و "قمْ" و" نُظِر في النُّجوم". (جـ) الظَّرفية، وهي المصدرة بظرفٍ أوْ مَجْرُور نحو "أعِنْدَك المُعَلِّمُ" و "أفِي المسْجدِ الدَّرسُ" إذَا قَدَّرتَ المعلَم، والدَّرس فاعِلَين بالظرفِ والجارُّ والمجرور لا بالاسْتِقْرَارِ المَحْذُوف. -2 انقِسَامها إلى الصُّغْرى والكُبْرى: |
الجُمْلَة الصُّغْرى:
هي المَبْنِيَّةُ على المُبْتَدَأ والخَبَر أَوِ الفِعلِ والفَاعِل، أو تَوَابعهما. والجُمْلةُ الكُبْرى: هي الاسْمِيَّةُ التي خَبَرُها جُمْلةٌ نحو: "خَالِدٌ نَهَضَ بالفَتْح". جَمَوعٌ لا وَاحِدَ لَهَا من بِناءِ جَمْعِها: مِنْها النّسَاء، الإِبِلُ، الخَيْل، المَسَاوِئ، المَحَاسِنُ، المَمادِحُ، المَقَاريجُ، المَعَايْبُ، المَقَالِيد (المقاليد: في الصحاح: وأحدها: المِقْلِد كمبضعٍ المفتاح) ، الأَبَابيل (أي فِرقاً وجماعاتٍ) ، والمسَام وهي المَنَافِذُ في جِسْم الإِنْسان. " اسم الجمع" * الجُمْلَةُ الوَاقِعَةُ صِفَة - شُرُوطها - : (=النعت 6/ 3). * جَمِيع: مِنْ ألفَاظَ التَّوكِيدِ المعْنوي، فإذا لمْ يُرَدْ بها التوكيدُ أُعرِبَتْ بحَسَبِ مَوْقِعِها من الكلام نحو: " جميعُ النَّاسِ بِخير" (=التوكيد). * جَوَابُ الشَّرْط: (=جَوازمُ المُضارع 7). * جَوَابُ الشَّرطِ المُقْتَرِنِ بالْفَاءِ (=جوازم المضارع 10) * الجَوازمُ لِفْعَلين: (=جوازم المضارع 3) * جَوازِمُ المُضارع: -1 جَزْمُ المُضارع: يُجزَمُ المُضَارِعُ إذا سَبَقَهُ جَازمٌ من الجَوَازِم، والجَوَازِمُ نَوْعان: جَازِمٌ لِفِعْلٍ واحِدٍ، وجِازِمٌ لِفِعْلين. -2 الجَازمُ لفِعْلٍ واحِد: الجَازمُ لفعلٍ واحِدٍ أرْبَعَةُ أحرُف "لَمْ، ولمَمَّا، ولام الأمر، ولا الناهية". (=في أحرفها). -3 الجَازِمُ لفِعلَين: الجازِمُ لفِعلين : حَرْفان وهما: "إنْ وإذما" وأحَدَ عَشَرَ اسْماً وهي: "مَنْ، ومَا، ومَتَى، وأَيْنَ، وأيْنَما، وأيَّانَ، وأَنَّى، وحَيْثُما، وكيْفَما، ومَهْمَا، وأَيُّ" (= في حروفها). وكلٌّ منها يَقْتَضي فِعْلَين يُسَمَّى أوَّلُهُما شَرْطاً، والثَّاني جَواباً وجزاء، ويكونانِ مُضَارِعَيْن نحو: {وإنْ تَعُودوا نَعُدْ} (الآية "19" من سورة الأنفال "8" ) وماضيين نحو: { وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} (الآية "8" من سورة الإسراء "17" ) وماضِياً فمُضارعاً، نحو: { مَنْ كانَ يُريدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ} (الآية "20" من سورة الشورى "42" ) وعَكْسُهُ وهو قليل كالحديث (مَنْ يَقُمْ ليْلَةَ القَدرِ إيماناً واحتساباً غُفِرَ لَهُ ). -4 ولا يؤثِّر على أدوات الشَّرط في العمل دُخولُ حُروفِ الجرِّ عليها، نحو" على أيِّهِم تنزلْ أنزلْ" و" بمَنْ تمرُرْ أمرُرْبه" كما لا يؤثِّر دُخُولُ ألفِ الاستِفهامِ نحو" أإنْ تأتني آتِك". يقول سبيويه: واعلَمْ أنَّه لا يكونُ جَوَابُ الجزاءِ إلاّ بِفعْلٍ أو بالفَاءِ فالجَوابُ بالفِعْل فنحو قولك: "إن تَأتِني آتِكَ " و "أنْ تضرِبْ أضْرِبْ". وأمَّا الجوابُ بالفاء فقولُك: "إن تَأْتِني فأنَا صَاحِبُكَ". ولا يكونُ الجَوابْ في هذا المَوْضِع بالوَاوِ ولا ثُمَّ، وسَيأتي بحثها برقم 10. -5 رفعُ الجَوَابِ المسبَقِ بِفِعْل مَاضٍ - رفعُ الجوابِ المَسْبُوقِ بـ "ماضٍ" أو بـ "مُضَارِعٍ مَنْفيٍّ بِلَمْ" قَوِيٌّ، وهو حَينَئِذٍ على تَقْدير حَذْفِ الفاءِ كقول زُهيرَ يَمْدَحُ هَرِمَ بن سِنان: وإنْ أتَاهُ خَليلٌ يَوْمَ مَسْغَبَةٍ * يَقولُ لا غَائِبٌ مَالِي ولا حَرَمُ (المَسْغَبَة: المَجَاعَة، حَرَم، مصدر كالحِرْمان بمعنى المنع، والخليل: الفقير من الخَلة بالفتح: وهي الحاجة) ونحو "إنْ لم تَقُمْ أَقُومُ". ورفعُ الجوابِ في غير ذلك ضَعِيفٌ كقولِ أبي ذُؤَيْب: فَقُلْتُ تَحمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ إنها * مُطَيَّعَةٌ مَنْ يَأْتِها لا يَضِيرُها (الخطاب لليختيّ من الإِبل، وضمير إنها للقرية ومُطيَّعة: مملوءة طعاماً. وكان ينبغي أن يقول لا يضرها بسكون الراء) |
-6 ما يرتَفعُ بين الجَزْمَيْن وما ينجزمُ بينهما:
يقول سيبويه: فأمَّا ما يَرتَفِعُ بينَهُما فقولُكَ: "إنْ تَأْتِني تَسْأْلُنِي أُعْطِكَ" و "أنْ تَأْتِني تَمْشِي أَمْشِ مَعَكَ". وذلك لأنَّك أرَدْتَ أنْ تقول: إنْ أَتَيْتَني سَائلاً يكُنْ ذلك، وإن تَأتِني مَاشِياً (أي: إن جملة تسألني في المثال الأول: وتمشي في المثال الثاني للحال، ولا أثرللجزاء فيها) فَعَلتُ. وقال زهير: ومن لا يَزَلْ يَسْتحمِلُ الناسَ نَفْسَه * ولا يُغْنِها يَوْماً مِن الدهِر يَسْأَمِ (يستحمل الناس نفسه: أي يُلْقى إليهم يحَوائجه وأموره ويحملهم إياها، والشاهد فيه: رفع يستحمل لأنه ليس بشرط ولا جزاء، وإنما اعترض بينهما: يستحمل، وهو خبر لا يزل) إنما أراد: من لا يَزَلْ مُسْتَحْمِلاً يَكُنْ من أمْرِه ذاك ولو رَفَع يَغْنِها جَازَ، وكان حَسَناً ، كأنَّه قال: مَنْ لا يَزَلْ لا يُغْنى نَفْسَه "يَسْأَمِ". وَمَمَّا جاء أيضاً مُرْتَفِعاً قولُ الحُطَيْئة: مَتَى تَأْتِه تَعْشُو إلى ضَوْء نَارِه * تَجَدْ خَيْرَ نارٍ عَندَها خَيْرُ مُوقِدِ (يمدح قيس بن شماس. تَعْشو إلى النار: تأتيها ظلاماً في العِشاء ترجو عندها خيراً، خير نار: أي ناراً معدَّ للضيف الطارق) وأمَّا جَزْمُ الفِعل بينَ الفِعْلين فقد قال سبيويه: سَألتُ الخليل عن قولِه: " وهو "عُبَيدُ الله بن الحر": مَتَى تأْتِنَا تُلْمِمْ بَنَا فِي دِيارِنا * تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً ونَاراً تَأَجَّجَا (الجزل: الحطب اليابس أو الغليظ منه الشاهد فيه: جزم تُلْممْ لأنه بل من تأتِنا، ولو أمكن رفعه على تقدير الحال لجاز) قال تُلْمِمْ : بدلٌ مِن الفعلِ الأَوَّلِ، ونظيرهُ في الأسماءِ: "مَرَرْتُ برجلٍ عبدِ الله" فأرَادَ أنْ يُفَسِّر الإِتيان بالإِلْمَامِ كما فِسَّر الاسمَ الأوَّل بالاِسم الآخِر. ومنْ ذلكَ أيْضاً قولُه، أنْشَدنيهَا الأصْمَعِيْ عن أبي عمرٍو لبعضِ بَني أَسَدٍ: إنْ يَبْخلُوا أو يَجْبُنُوا * أوْ يَغْدِرُوا لا يَحْفِلُوا يَغْدُوا عَليكَ مُرَجَّلِي * ـنَ كَأَنَّهُم لَمْ يَفْعَلُوا (لا يحفلوا: لا يبالوا. والترجيل: تَمْشِيط الشعر وتَلْيِينه بالدهن، وغدُوهثم مرجَّلين دلِيلٌ على أنَّهم لم يَحْفَلوا بقبيح) فقولهم: يَغْدوا: بَدَلٌ من لا يَحفلوا، وغُدُّوهِمْ مُرَجَّلِين يُفَسِّرُ أَنَّهُم لم يَحْفِلُوا. -7 الجَزَاءُ إذا كَانَ القَسَمُ في أوَّلِه: إذا تَقَدَّمَ القَسَمُ عن الجُمْلَةِ الجَزَائِيَّة فلا بُدَّ مِنْ مُلاحَظَةِ المُقْسم عليه، وذلكَ قولُك: " واللَّهِ إنْ أَتَيْتَنِي لا أَفْعلُ" بِضَمِّ اللاَّمِ في لا أفعلُ، لأنَّ الأصلَ، واللَّهِ لا أفعَلُ إنْ أَتَيْتَنِي يقول سبيويه: أَلاَ تَرَى أنَّك لو قُلْتَ: " واللَّهِ إنْ تَأْتِني آتِكَ" لم يَجُزْ، ولو قلت: " واللَّهِ مَنْ يَأْتِني آتِهِ" كان مُحَالاً، واليَمينُ لا تكونُ لَغْواً كـ " لا وألف الاسْتِفهام" لأن اليَمينَ لآخِرِ الكَلاَمِ، وما بَيْنَهُما لا يَمْنَعُ الآخِرُ أنْ يكونَ على اليَمين. وأمَّا إذا كانَ القَسَمُ غَيرَ مَقْصودٍ أو كان لَغواً. وتَقَدَّم عليه ما هو المَقْصُودُ في الكلامن فيكون آخِرُ الكَلامِ جَزَاءٍ للشَّرْطِ. يقولُ سبيويه: وتقولُ" أنَا واللَّهِ إنْ تَأْتِني لا آتِك"؛ لأنَّ الكلامَ مبني على أنا - في أول الجملة - أَلاَ تَرى أنَّه حَسَنٌ أنْ تَقُول: " أنَا واللَّهِ إنْ تَأْتِني آتِكَ" فالقَسَم هَهنا لغو. فإنْ بَدَأْتَ بالقَسَم لم يُجْز إِلاَّ أنْ يَكُونَ عليه. أَلاَ تَرَى أَنَّك تَقُول: " لَئِن أتَيْتَني لا أفْعَل ذاك" لأنَّها لامُ القَسَم، ولا يَحْسُن في الكَلام: "لَئِن تَأْتِني لا أَفْعَلْ" لأنَّ الآخر لا يكونُ جَزْماً بل رَفْعاً لِتقدُّم لامِ القَسَم. وقال سبيويه: وتقول: " واللَّهِ إنْ تَأْتِني آتِيك" وهو بمَعْنَى: لا آتيك، فإنْ أرَدْتَ أنَّ الإِتْيَان يكون فهو غَيرُ جَائز، وإنْ نَفَيْتَ الإِتْيَان، وأرَدْتَ مَعْنَى: " لاَ آتِيكَ" فهو جَائِزٌ. يريدُ سبيويه: أنَّك إنْ أرَدْتَ الإِيجَابَ بقَوْلكَ: " واللهِ إنْ تَأْتِني آتِكَ" وأنَّكَ تَأْتِيهِ إنْ أَتَاكَ فلا بُدَّ مِنْ تَوْكيدِ الفِعْل بِمُنَاسِبةِ القَسَم، أي لا بُدَّ أن تقول: " واللَّهِ إنْ تَأْتِني لآتِيَنَّكَ". |
-8 إعرابُ أسماءِ الشَّرط:
خُلاَصَةُ إعْرَابِ أسماءِ الشَّرط أنَّ الأَدَاةَ إن وَقَعَتْ بعدَ حَرفِ جَرٍّ بعدَ حَرفِ جَرٍّ أو مُضَافٍ فَهِيَ في مَحَلٍّ جَرٍّ نحو: " عَمَّا تَسْألْ أَسْأَلْ" و "خادِمَ مَنْ تُكَلِّمْ أُكَلِّمْ" - وإنْ وَقَعَتْ على زَمَانٍ أوْ مَكَانٍ، فَهِيَ في مَحَلِّ نَصْبٍ عَلى الظَّرفِيَّةِ لِفِعْلِ الشَّرْط إنْ كانَ تامّاً، وإن كانَ نَاقِصاً فلخَبَره - وإنْ وَقَعَتْ على حَدَثٍ فَهِي مَفْعولٌ مُطلَق لفِعْلِ الشَّرط نحو" أَيَّ عَمَلٍ تَعْمَلْ أَعْمَلْ". أو على ذَاتٍ، فإن كان فعلُ الشَّرْط لازِماً، أو مُتَعَدِّياً واسْتَوْفَى مَعْمُولَه، فهي مُبْتَدأ خَبَرُهُ على الأصَحِّ جُملَةُ الجَوابِ نحو" مَنْ ينْهَض إلى العلم يَسْمُ" و" مَنْ يفعَلِ الخيرَ لا يَعْدَمْ جوازِيَهُ". وإن كان مُتَعَدَّياً غَيْرَ مُستوفٍ لمفعولهِ فهي مَفعُول نحو{ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم} (الآية "215" من سورة البقرة "2" ). -9 أدَواتُ الجَزْمِ مَعَ "مَا" : أَدَواتُ الجَزْمِ مَعَ "مَا" ثَلاَثَةُ أصْنَافُ: صِنْفٌ لا يَجْزِمُ إِلاَّ مُقْتَرِناً بـ "ما" وهو" حَيْثُ وإذ" . وصِنْفٌ لا تَلْحَقُه "مَا" وهو" مَنْ ومَا ومَهْما وأَنَّى". وصِنْفٌ يجوزُ فيه الأَمْران وهو "إنْ وأَيّ ومَتَى وأَيْنَ وأيَّان". -10 اقْتِرَانُ الجواب بـ " الفَاء": كلُّ جوابٍ يَمْتَنِعُ جَعُلُهُ شَرْطاً (يجب في الشرط ستة أمور: -1 أن يكون فعلاً غير ماضي المعنى فلا يجوز إن قام زيد أمس قمت. -2 ألا يكون طلباً فلا يجوز: إن قم -3 ألا يكون جامداً فلا يجوز إن عسى. -4 ألا يكون مَقْرُوناً بحرْفِ تَّنْفِيس فَلا يَجُوز: إنْ سوفً يَقُم. -5 ألا يكون مَقْروناً ب" قَدْ" فلا يَجْوز: إنْ قَدْ قام. -6 ألا يكونَ مَقْروناص بحرفِ نفي غير "لم " فلا يجوز : إن لما يقم ولا إن لن يقوم). فإنَّ الفاء تجبُ فيه، وذلك في مواضع، نظمها بعضُهم في قوله: اسْمِيَّةٌ طَلبِيَّةٌ وبِجَامِدٍ * وبما ولَنْ وبِقَدْ وبالتَّنْفِيسِ فالاسميَّةُ، نحو: { وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ على كلِّ شَيءٍ قَدِير} (الآية " 17" من سورة الأنعام "6" ) ، والطَّلَبِيَّةُ نحو: { قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (الآية "31" من سورة آل عمران "3" ) والتي فعلُها جامِدٌ، نحو: { إنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً فَعَسَى ربي أن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِك} (الآية "39" من سورة الكهف "18" ) والمصدَّرة بـ "ما" نحو: { فَإنْ تَوَلَّيْتُمْ فما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ} (الآية "72" من سورة يونس "10" ). والمُصدَّرَة بـ "لَنْ" نحو: { وَمَا يَفْعَلُوا مَنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوه} (الآية "115" من سورة آل عمران "3" ) وبـ "قَدْ" نحو: { قَالُوا إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} (الآية "77" من سورة يوسف "12" . وبالتَّنْفِيس، نحو: { وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيَكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلهِ} (الآية "29" من سورة التوبة "9" ). ويُجوزُ أَنْ تُغْني "إذَا" الفُجائِية عن الفَاء، إنْ كانت الأداةُ "إن" والجوابُ جُمْلَةً إسْمِيَّةً غيرَ طَلَبيَّة، نحو: { وَإِنْ تُصِبْهُمْ سيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمتْ أَيْدِيهِمْ إذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} (الآية "36" من سورة الروم "30" ). -11 العَطفُ على الجوابِ أو الشَّرط: إذَا انْقَضَتْ جُمْلَتَا الشرطِ ثمَّ جئتَ بمُضارعٍ مَقْرُونٍ "بالفاء" أو "الوَاوِ" فلك "جَزْمُه" بالعَطْفِ على لَفْظ الجوابِ إنْ كان مُضَارِعاً، وعلى مَحلّه إن كانَ مَاضِياً أو جُمْلةً أو "رَفْعُهُ" على الاسْتِئنَاف. وقَلِيلٌ نَصْبُه بأنْ مُضْمَرة وُجُوباً لشَبَه الشَّرْط بالاسْتِفْهامِ في عَدَمِ التَحقُّق وقد قُرِئ بهنَّ في قوله تعالى: { وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُم أوْ تُخْفوهُ يُحاسِبْكُمْ به اللَّهُ فَيَعْفِرُ لمَنْ يَشاءُ} (الآية "284" من سورة البقرة "2" ). يُضْلِل اللَّهُ فلا هَادِي له ويَذَرْهُم} (الآية "186" من سورة الأعراف "7" ). -12 وجُوب الجَزْمِ بالعَطف بَيْن الشَّرطِ وجَزَائه وقد يجوز النصبُ: أمَّا وُجُوب جَزْمِ الفِعْلِ بَيْنَ فِعْلِ الشَّرْط وجَزَائِه فَذَلك إذا عَطَفْتَه على فِعْل الشَّرْطِ نحو" إن تَأْتِني فَتَسْأَلْنِي أُعْطِك" وإنْ تأتِني وتَسْأَلْني أُعْطِك" ولا يَجُوزُ في هذا الرفعُ ومثله قول الشاعر : وَمَنْ يَقْتَرِبْ مِنَّا ويَخْضَعْ نُؤوِه * ولاَ يَخْشَ ظُلْماً ما أَقَامَ وَلا هُضْما ويَجُوزُ النَّصْبُ في الفِعْل المُتَوسِّط في نحو قولِ زهير: ومَنْ لا يُقَدَّمْ رِجْلَه مُطْمَئِنَّةً * فَيُثْبتَها في مُسْتَوى الأَرْضِ يَزْلَقِ |
قال الخليل: والنَّصبُ في هذا جَيَّدٌ، - أي على أنَّ الفاء في فَيُثْبتَها فاء السَّبَبيَّة لِتَقَدُّم النفي - ولا يَأْتي النصبُ إلاّ بالواوِ والفاءِ، فلا يكونُ المُضارعُ المُتَوسِّط مَعَها إلاّ جَزْماً.
وتقول : "إنْ تَأْتِني فَهُو خَيرٌ لكَ وأُكْرِمُكَ " و "أنْ تأتِنِي فأنا آتِيكَ وأُحسِنُ إلَيْكَ". فالمَعْطُوف بالرفع في كلا المَثَليْن، وقال اللَّهُ عزّ وجلّ: { وَإِنْ تُخْفُوهَا وتُؤْتُوها الفُقَراءَ فَهو خَيرٌ لكُمُ ونُكَفِّرُ عَنْكم مِنْ سَيِّئاتكم} (الآية "271" من سورة البقرة "2" ). يقول سيبويه: والرَّفْعُ هنا وجْهُ الكلام، وهو الجَيِّد، لاَنَّ الكلامَ الذي بَعْدَ الفاء جَرَى مَجْرَاه في غَيْرِ الجَزَاء، فَجَرَى الفِعْلُ هنا كما كَان يَجْرِي في غَيْرِ الجَزاء، ويقول سيبويهِ: وقد بَلَغَنا أنَّ بَعْضَ القُرَّاء قرأ: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَه ويَذَرُهُم في طُغْيَانِهِم يَعْمهون} (الآية "186" من سورة الأعراف "7" ) وتقول: "إنْ تَأْتِني فَلَنْ أُوذِيَك واستَقْبِلُك بالجَمِيل" فالرفعُ هنا الوجه، إنْ لم يكن مَحْمُولاً على لن - أي مَعْطُوفاً - . ومثل ذلك"إن أتَيْتَنِي لم آتِك وأُحْسِنُ إليك" فالرَّفْع الوجه، إن لم تَحْمِلْه على "لَمْ" - أي تعطفه - . وقَراءَة الرفع قِرَاءَة ابنِ كَثِيرٍ وأَبي عَمْرٍو، وأَبي بكرٍ عن عَاصِم، وقَرَأ نافع وحَمْزة والكسائي { ونُكَفَّرْ عنكم سيئاتكم} بالجزم. وقِراءَة ويَذرُهم بالضم لِنَافع وابن كَثِير وابنِ عَامِر. وقِرَاءَة أبي عَمْرو وعاصم: وَنَذَرُهم، بالضَّم. -13 حَذْفُ مَا عُلِمَ مَنِ الشَّرطِ والجواب: يَجَوزُ حَذْفُ ما عُلِمَ مِن شَرْطٍ إن كانتِ الأداةُ "إنْ " مَقْرُونَةً بـ "لا" كَقَوْلِ الأَحْوص يُخاطِبُ مَطراً: فطَلَّقْهَا فَلَسْتَ لها بكُفٍء * وإلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُ أي وإن لا تطلقها. وكذا يُغْني عَنْ جَوَابِ الشَّرط شَرْطٌ ماضٍ قَدْ عُلِمَ نحو: { فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقَاً في الأرْضِ} (الآية "35" من سورة الأنعام "6" ) أي فافعلْ. ويجبُ حذفُ الجوابِ إن كانَ الدَّالُّ عليهِ مَا تَقَدَّمَ ممَّا هو جَوابق في المعنى نحو: { وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين} (الآية "139"من سورة آل عمران "3" ). -14 إذا اجْتَمَعَ شَرْطٌ وقَسَم: إذا اجتَمَعَ شَرْطٌ وقَسَمٌ استُغنيَ بجوابِ المُتَقَدِّمِ منهما عَنْ جَوابِ المتأخر لشدَّة الاعتناء بالمتقَدِّمِ. فمثالُ تَقَدُّمِ الشَّرْطِ"إنْ قَدِمَ عليٌّ واللَّهِ أكْرِمْه" و "أنْ لم يَقْدَم واللَّهِ فَلَنْ أَهتَمَّ به" ومثال تقَدُّمِ القَسَمِ " واللَّهِ إنْ نَجَحَ ابني لأحتَفِلَنَّ" و" اللَّه إنْ لمْ يَأتِ خالدٌ إنَّ أحمدَ لِيَغْضَبُ" ومثله: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرتُمْ إنَّ عَذَابي لَشَديد} (الآية " 7" من سورة إبراهيم "14" . وقد تَقدَّمَ كلام سيبويه في هذا المعنى) (=رقم 7). ويُسْتَثْنى من ذلك "الشْرط الامتناعي" كـ "لو" و "لولا" فيجبُ الاسِتغْنَاءُ بجوابه عنْ جَوابِ القَسم كقول عبدِ اللَّهِ بن رَواحة: وَاللَّهِ لولا اللَّهُ ما اهْتَدَيْنَا * وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا -15 تَوالي الشَّرْطَينِ: إذا تَوَالى شَرْطانِ دونَ عَطفٍ، فالجَوَابُ لأوَّلِهما، والثَّانِي مُقَيَّدٌ لَه كالتَّقييدِ بالحالِ كقولِهِ: إن تَسْتِغيثُوا بنا إنْ تُذْعَروا تَجِدوا * مَنَّا مَعَاقِلَ عِزٍّ زَانَها كَرَمُ وإن تَوَالَيَا بعَطْفٍ بـ "الواو" فالجوابُ لَهُما مَعاً نحو "أنْ تَكْتُبْ وإنْ تَدْرُسْ تَتَقَدَّمْ" وإنْ تَوَالَيَا بعَطْف بـ " الفاءِ" فالجوابُ للثاني. والثاني وجَوابُهُ جوابُ الأوَّل نحو" إنْ آتِكَ فَإنْ أُحْسِنْ أَنَلِ الثَّوابَ". جير : (1) جَيْر بالكسر - حَرْفُ جَوابٍ بمعنى نَعَمْ قال بعض الأَغْفال: قالتْ أرَاكَ هَارِباً للجَوْرِ مِنْ هَدَّة السُّلْطَانِ قُلتُ: جَيْرِ. وقال سيبويه: حَرَّكُوه لالتقاء الساكنين، وإلا فحكمه السكون لأنه كالصوت. (2) وجَيْر: بِمَعْنَى اليَمِين، يُقال: جَيْرِ لا أفعلُ كذا وقال ابنُ الأَنْبَاري: جَيْرِ: يُوضَعُ مَوضِعَ اليَمين، وقال الجوهري: قولهم: جَيْرِ لا آتيك بكَسْر الراء يَمينٌ للعَربِ ومعناها: حقاً قال الشاعر: وقُلْنَ على الفِرْدَوْس أَوَّلَ مَشْربٍ * أجَلْ جَيْرِ أنْ كَانْت أبِيحتْ دَعَاثِرُهُ (الدعاثر: جمع دُعْثُور: الحوض المُهَدَّم) |
الساعة الآن 07:29 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.