منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   شرك الموساد .. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=493)

ناريمان الشريف 09-29-2010 08:25 PM


\\ الضحيــــة والتهــــديد \\





( بالروح .. بالدم .. نفديك يا فلسطين )


( يا شهيد يا مجروح .. دمك هدر ما بروح )



هذه الهتافات وغيرها انطلقت من أفواه المشاركين في مسيرة حاشدة قام بها مجموعة من الشباب الفلسطيني


وشارك معهم مجموعة من طلبة وطالبات المدارس


ولكن العدو لم يترك المسيرة تسير دون تدخل


بل انطلق عدد كبير من الجنود بملاحقة المسيرة


كالكلاب المسعورة واحاطوا المتظاهرين من كل جانب


وأطلقوا الرصاص على بعضهم


انطلق الضجيج والصراخ من كل مكان


وسقطت الأعلام من أيدي الطلبة والطالبات


وتفرقت المظاهرة مخلفة وراءها عددا من الجرحى


والجريحات


وبالطبع استدعي عدد من الطالبات الى مكتب الضابط جان للتحقيق معهن ومن بينهن ( حنان )


وابتدأ جان – بالطبع - بالحديث


= مرحبا .. كيف الحال يا حنان


= الحمد لله



= كم عمرك ؟


= ستة عشر عاما


= وفي أي صف ؟


= في الصف الأول ثانوي


= حنان .. ما هذه المظاهرات ؟؟


= أنا لا أشارك في المظاهرات .. من البيت إلى المدرسة


ثم أعود إلى البيت فوراً


= ألم تشاركي في المظاهرة


= لا.. أبداً.. اسأل عني فأنا لا أهتم بهذه الأمور


قال جان بلهجة ساخرة : هل أنت متأكدة ؟


= طبعا متأكدة


= ولا تخرجين من البيت الى هنا .. أو هناك ؟؟


= ماذا تقصد ؟


= ولا تحبين أبدا ؟؟


ارتبكت حنان وقالت : لا .. أنا ....


وبتر , جان عبارتها قائلاً : أنت ماذا ؟


= أدرس وأعتني بالبيت ليس أكثر


فغر المجرم فاه وأطلق ضحكة عالية ثم قال :


وأحمــــد ؟


ابتلعت حنان ريقها وجفت الكلمات في حلقها


لحظة سمعت باسم أحمد


وقبل أن ترد .. عاد جان يقول : ألا تحبين أحمد ؟؟


ردت بسرعة وبصوت متردد : من أحمد هذا ؟


أنا لا أعرف أحداً بهذا الاسـم


رمقها بنظرة خبيثة وقال :


أحمد جاركم .. الذي تستعيرين منه الكتب


= صحيح أنا أستعير منه الكتب فقط


= صاح جان والغيظ يملؤه : أنت كاذبة


ثم من البنات اللواتي يقمن بالمظاهرات في مدرستك


أجيبي


غطت حنان وجهها بكفيها وقالت وكأنها تبكي :


لا أعرف .. لا أعرف


سحب جان من الدرج مجموعة من الصور


وناولها لحنان سائلاً : لمن هذه الصور ؟


صعقت حنان عندما رأت الصور وصارت تصرخ :


هذه لست أنا .. لست أنا


قال جان بلهجة تهديد : دعك من البكاء والصراخ


الآن
هذه أنت
ولا مجال للانكار


فقد حدث ما حدث


كادت تسقط من الدوار الذي اجتاح رأسها وأخذت تتوسل


أرجوك .. احرق هذه الصور لا تريها لأحد


أرجوك ..أرجوك


ضحك الحقير قائلاً : سأحرقها ولكن أخبريني


من البنات اللواتي يشعلن المظاهرات ؟


فكري براحتك ... وعلى أقل من مهلك


ثم اعتدل جان في جلسته واستدار الى الناحية الأخرى حيث يقف أحمد فقال له : اقنعها يا أحمد


والاّ ستكون الصور عند أهلها ..


خرجت حنان من غرفة جان الى الغرفة المجاورة


وهي مطأطئة الرأس لا تدري ما تقول لأحمد



وسرعان ما سألت حنان : كيف حصل هذا يا أحمد


نطقت حنان العبارة وهي تصرخ على أحمد الذي


طأطأ رأسه فأخذت تنظر اليه وكأنها تريد ابتلاعه :


لماذا ؟؟ وكيف حصل هذا ؟ أيها الحقير

أيها الخائن


رد أحمد محاولا تهدئة ثورتها :


لم يكن الأمر بيدي


يا عزيزتي


اشتعلت عينا حنان وعادت تصرخ هادرة :


لا تقل عزيزتي أيها النذل الحقير


= افعلي ما تشائين .. فهذا من تدبير المخابرات


وليس لي يد بالموضوع وليتني أملك الرفض


= وكيف حصل هذا ؟


= لا أدري


= أنت كاذب وحقير


رد أحمد والحسرة والألم يعتصران قلبه :


يا حنان صدقيني


لقد حصل معك بالضبط ما حصل معي


وما عليك سوى الموافقة خوفا من الفضيحة


= وماذا يريد مني ؟


= أن تخبريه بأسماء المتظاهرات


= ولكني لا أعرفهن


= عديه في المرة القادمة بأن تخبريه


= ولا يفضح أمرنا


رد أحمد : لا تخافي أخبريه ولن يفضحنا


= أين هو ؟


= سأخرج وأناديه من المكتب



وانتهى اللقاء


بوعد من حنان لجان بأن تخبره بأسماء المتظاهرات وسيكون الاتصال مع أحمد بهذا الشأن


وقبل أن تخرج حاول جان أن يسلم عليها


لكنها أدارت ظهرها عنه باشمئزاز وكم كانت ترغب في أن تبصق على وجهه قبل مغادرتها


لكنها لا تستطيع!!


وقبل أن تخرج قال جان يملأه الحقد : كوني مطمئنة


سأتلف الصور ولكن حتى تثبتي حسن نواياك


ترى .. هل تكمل حنان مع الفريق الخياني مشوارها


وتمتثل لأمر جان وتهديداته أم ماذا


هذا ما سنعرفه في الفصل التالي


من قصة ( مازن )

ناريمان الشريف 09-29-2010 08:59 PM

\\ خوفــا من الفضيحة \\



خرجت حنان تكاد الدنيا تطبق على رأسها


من كثرة التفكير


وعادت الى المنزل تكاد تتفجر وهي تفكر


في كيفية التخلص من هذا المأزق


وخرجت بنتيجة بأن عليها أن تتصل بأحمد


وتتواصل معه خوفاً من الفضيحة !!

ومنذ هذه اللحظة انضمت حنان إلى الفريق الخياني
( سامر – أحمد - سعاد - سمير )


واستمر الفريق في العمل مدة من الزمن


وكانوا يعتقدون أنهم بعيدون عن الشبهة
وكانت اجتماعاتهم يعقدونها في فندق بالعفولة


يناقشون فيه أعمالهم المقبلة وخططهم


ويتدارسون أخطاءهم في العمل الخياني


بالتركيز على الشباب الفلسطيني


والحاق الضربات الضربة تلو الضربة


للحركة الوطنية


ولم يتوقف الأمر عند اسقاط الشباب بل تجاوزه ليشمل البنات بعمر الزهور



****

ناريمان الشريف 09-29-2010 09:00 PM

وفي أحد الاجتماعات التي كان يترأسها مازن عادة
جرى النقاش التالي


بدأ مازن يقول :


لقد استطعتم يا أحبائي تحقيق نجاح مبهر في
مهماتكم ولقد سـُـرَّجان كثيرا للأمر
نطق مازن العبارة وهو يتكئ على مقعد وثير
ويجلس قبالته سميروسعاد
على طاولة في أحد فنادق العفولة
ورفع يده متناولاً كأساً من الخمر
وأضاف وهو يلقي نظرة على رزمة من الأوراق المالية :
وأعطاني هذه الأموال للتصرف بها كما نشاء
وإني أشكر جهودكم بالنيابة عن السيد جان
وسيلتقي بنا عما قريب في مهمته الجديدة .
اندفع سمير يقول في هذه اللحظة:


-
وأنا استطعت تصوير أكثر من عشر شبان
وفتيات في أقل من شهر!!!!!!
وصمت لحظة تابع بعدها بريبة :
وفي إحدى المرات التي كلفت بها لتصوير فتاة
وقعت في خوف كبير هتف مازن و سعاد معاً :
ماذا حصل ؟
بلع سمير ريقه بعد أن اعتدل في جلسته وقال :
أثناء قيامي بإحدى المهمات التصويرية
كنت أقف على أحد الشبابيك لالتقاط بعض الصور بطريقة جهنمية
وبعد أن أتممت مَهمتي
تفاجأت بشاب يحملق بي فارتعشت
لكنني تمالكت نفسي وحاولت أن أتجاهله
لكنه اعترض طريقي
ووضع يده على كتفي وقال بغلظة:
من أنت ؟ ماذا تفعل هنا؟
عندها تلعثمت وجف الريق في حلقي
وركضت هارباً من هذا الشبح
فالخوف جعلني أركض كالمجنون
واختفيت بين الأزقة وعتمة الليل الحالك.


سيل من الصمت أطبق على شفاه كل من مازن وسعاد
وهما يستمعان لسمير وبدا عليهما الاهتمام الشديد
وبعد أن انتهى سمير من الحديث
صمت مازن للحظة قال بقلق شديد :
وهل عرفك ؟
بالتأكيد .. وإن لم يعرف اسمي فقد عرفني شكلاً
وأنا أعرف شكله ولن يغيب عني للأبد.
ارتسم على وجه مازن شئ من خيبة الأمل وقال :
ولمَ لمْ تخبرنا عن ذلك وقتها ؟؟
قال سمير وهو يرتجف : لم أجرؤ على التكلم خوفاً من التوبيخ والعقاب
صمت مازن لحظات قبل أن يقول بحزم وعصبية :
= هل تعلم يا سيد سمير أن عملك هذا سيكشفنا ويفضح خططنا
ويشلّ قدرتنا على التحرك
قال سمير = ما العمل إذن؟
مازن = سنطارد هذا الوغد ونوقع به لنعلمه درساً لن ينساه
وهذه هي أولى المهمات قبل أي شيء
وعليك يا سمير الحذر كل الحذر .. هذا أولاً ووعليك أن ترشدنا إليه ثانياً
وانتبه .. أول ما تعثر عليه عليك التخفي فوراً .. أتفهم ؟
قطبت سعاد حاجبيها وهي تستمع للحديث الذي يدور
بين مازن سمير وما أن انتهى مازن من عبارته الأخيرة
حتى أسرعت القول :
حسناً كفاكماالآن تتحدثان عن شيء يكاذ يكون وهمياً
وساعداني في ورطتي الحقيقية
قال مازن : وما هي ياسعاد؟
تنهدت سعاد وقالت :
مطاردة أخي لي ضيقت الخناق علي كثيراً
وأصبح يذهب إلى محلات الخياطة التي أعمل بها
وكثيراً لا يجدني هناك
وفي كل مرة أخترع كذبة لأهرب من تساؤلاته.. وأبحث عن سبب يقنعه بغيابي
ولم أعد أملك أي أسباب فالأسباب لدي قد انتهت
وصرت أخافه أكثر لأن بدأ الشك يتسرب إلى

قال مازن بهدوء :
= حسناً حسنا سنرى أمر أخيك هذا فيما بعد
سعاد = لكن الأمر ملحّ بالنسبة لي
= قلت لك فيما بعد يا سعاد
والآن أخبريني إلى أين وصل الأمر مع جارك
سعاد = أتقصد وليد؟
مازن = نعم وليد هذا الشيطان الماكر
سعاد = لا تخف لقد سيطرت عليه سيطرة كاملة
وبعد فترة ليست بالطويلة ستراه معنا وتحت تصرفنا.
مازن = حسنا لقد فاتنا الوقت هلا قمت لنرقص معا
يا جميلتي
سعاد = بكل سرور.
واعتدلا واقفين في لحظة واحدة تقريبا
تاركين سمير يغلي توتراً وخوفاً وقلقاً
وهو غارق بسيل من الأفكار بشأن مشكلته التي
وضع نفسه فيها .
وأطلق لأفكاره العنان.. وسرح وغاب عن المكان بفكره
ومازن وسعاد يتراقصان على أنغام الموسيقى

ترى هل سيقع سمير مصور الفريق في قبضة الرجل
الذي اكتشف أمره أم ماذا سيحصل ؟؟

هذا ما سنعرفه في الفصل التالي


..... يتبع

أحمد فؤاد صوفي 10-01-2010 03:36 PM

أنا هنا . .
لا تظني أني سأغادر . .

تحيتي وودي . .
دمت والعائلة بخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

ناريمان الشريف 10-01-2010 03:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 29776)
أنا هنا . .
لا تظني أني سأغادر . .

تحيتي وودي . .
دمت والعائلة بخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

تحية كبيرة للكاتب الكبير أحمد الصوفي
يسرني جداً أن تكون هنا
مع فائق التقدير والاحترام




..... ناريمان

ناريمان الشريف 10-01-2010 03:44 PM

\\ صيد ثمين \\




أطل القمر من خلف سحابة داكنة..


وأرسل ضوءه على مدينة جنين كشلال فضي رائع
وبدا هذا الضوء في إحدى مخيمات المدينة موحشا..


بينما كان مازن وجان يجلسان في مركز الشرطة وكلاهما يتصبب عرقا


رغم برودة الجو بسبب الحادثة


التي رواها سمير


والتي أجبرته تلك المعلومات الجديدة


على أن يجري تعديلا على الخطة


فجعلته يحول الهجوم إلى دفاع..


وراح يلقي تعليماته الجديدة على مازن في حزم
واخبره بضرورة تنفيذ هذه المعلومات


بدقة ... !!

وحذر بل وفي منتهى الحذر





*****


وبعد هذا الاجتماع الثنائي الذي ضم كلا من


جان ومازن


وكان على سمير أن يعرف ردود فعل جان
حول ما حدث معه


فسرعان ما التقى مازن


وبادره بسؤال وهو يرتجف رعبا :

" هل السيدجان غاضب مني؟"


نطق سمير العبارة


وهو يجلس في إحدى غرف بيته مع مازن
وهو متلهف لسماع الإجابة





فأجابه مازن بهدوء أثلج صدر سمير:


= لا عليك إنسى الأمر والآن استمع إلى ما سأقوله جيدا

بدا الاهتمام على وجه سمير واستطرد مازن



في الصباح سنرتاد المقاهي
وبعدها نسير في الأزقة

حتى الساعة الحادية العشرظهرا


ومن ثم إلى المنتزهات..وليلا ندخل دور السينما
وفي اليوم التالي نعكس برنامجنا
سنطبق هذا الجدول لمدة أسبوع00
وطعامنا سيكون في المطاعم
وعليك الانتباه جيدا أثناء البحث
وعدم إغفال أي شخص يمر من أمامنا
لكي نقلل أيام المراقبة .


=أنت ذكي وفطن يامازن من أين سنبدأ؟

رسم مازن ابتسامة زهو بعد سماعه عبارات المديح
التي ألقاها عليه سميروقال:

سنبدأ من مقهى النباتات

في الصباح الباكر ذهب الاثنان لمقهى

النباتات لبدء المهمة
انتهت الساعة الأولى والثانية وبدأت الساعة الثالثة
وهما لم يعثرا على الشخص المطلوب
خرجا إلى الشوارع ثم إلى المنتزهات
وفي المساء ذهبا للسينما لكن دون جدوى
وفي اليوم التالي سارا بالبرنامج
لكن دون جدوى أيضا
وهكذا مضت الأيام الاربعة الأولى
من غير جدوى حتى كادا أن يصابا بخيبة أمل
وفي نيتهما التخلي عن البحث الى أن جاء اليوم الخامس.
فأثناء مرورهما بالقرب من إحدى محطات
باصات( ايجت) الاسرائيلية
والتي تعود بالعمال الفلسطينيين من المصانع الإسرائيلية
هتف سمير فجأة :
= ها هو ذا..
انظر إنه الذي نزل من الباص لتوه
= اخفض صوتك يا أبله لقد أربكتني
= اعذرني فمن شدة انفعالي لم أعد أتمالك مشاعري
ماذا ستفعل الآن.
= اذهب أنت لبيتك واترك لي الباقي .
تبعه مازن وعرف مكان سكناه
..وعرف اسم الشخص من بعض الصبية
التي كانت تلعب في إحدى أزقة المخيم ...
ورجع للسيدجان فرحا بما حققه
والذي استقبله بابتسامة عريضة قائلا:
= والآن سوف ننتقل للمرحلة الثانية من الخطة
وهي جمع كافة المعلومات عنه ..
وكعميل محترف لم يكن مازن
يحتاج الى دروس في هذا المجال
كي ينفذ أوامر سيده فقام بجمع معلومات قليلة
والتي لم تتوفرغيرها عن حالته المادية
والتي دلت على أنها متدنية جدا وعنده ثلاث أطفال
يعيلهم بالكد والتعب.
وكان هذا طرف خيط يمكن أن يقود لإسقاطه ..
وبتوافق مخابراتي مدروس
يتقرب مازن من هذا الشخص بشكل تدريجي
وذلك عن طريق العمل معه في نفس الورشة
التي يعمل بها هذا الشخص
ودعونا نطلق عليه اسم ( خالد )
في إحدى مصانع إسرائيل ولمدة عشرة أيام .
عشرة أيام فقط يغدق فيها مازن الأموال عليه
ثم يتشاجر مع صاحب العمل ويترك العمل ورغم ذلك تظل العلاقات متصلة بينهما.
وهنا تطفو على السطح مفاجأة مازن في مهمته
وهي حب خالد للفتاة التي كان يصورها سمير
عندما رآه في إحدى أزقة المخيم
ولعل هذا ما كان سبب تواجد خالد
في هذه الساعة المتأخرة من الليل ورؤيته لسمير.
وهذه المصادفة سهلت الكثير على مازن
فما كان عليه إلا أن يرتب موعد اللقاء و...........
وكالعادة ...
يأخذ سمير الصور للحبيبين ويتم ربط خالد
بجهاز المخابرات الإسرائيلي..
ترى سينقاد خالد للمجموعة أم سيتغلب عليها ؟؟؟


.... يتبع
مع التحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 10-20-2010 11:34 PM

(خالد في مكتب جان)




كالعادة .....
وكلما كان هناك ضحية جديدة , يبدأ (جان) السؤال:
- أهلا وسهلا
- أهلا بك
- أين تعمل ؟
- في إسرائيل
- هل أنت متزوج؟
- نعم
- ألديك أطفال ؟
- ثلاثة
- ألا تحب الثورة؟
- لا أحب سوى عملي
- ما رأيك أن تعمل معنا ؟
- لا أريد أن اعمل مع أحد
- هل أنت تحب؟
- ماذا أحب ؟
- الفتيات ؟
- أنا متزوج
- ألا يحب المتزوجون ؟
- يحبون زوجاتهم وأولادهم.
بكل هدوء قام (جان) وأخرج من جاروره ثلاثة صور , حيث يظهر فيها مع فتاة وقال ل(خالد) :
- ألا تحب هذه الفتاة؟بدأ (خالد) يرتجف , ويسب ويشتم في نفسه على (مازن) ..
- لا ترتجف يا عزيزي , إن شئت أن أمزقها فليكن ذلك .
- أستحلفك بالله أنت تمزقها
- حسنا إن شئت , فلنتفق على ما اطلبه منك , وإلا أفتضح أمرك بين عائلتك وزوجتك, وأهل هذه الفتاة الجميلة , وبدورهم سيقومون بقتلك.
ارتجف (خالد) خوفا , واخذ يرجو (جان) أن يمزق الصور , ووافق على كل ما طلبه منه .

وفي هذه الأثناء
, دخل (سمير) و(مازن) , والذي رأى هذا الأخير في الليلة الماضية ...
الليلة السوداء ...
وحملق الاثنان ببعضهما ....
ضحك (جان) , وهو يتابع نظرات (خالد) , و(مازن) :
- لا تنظر إليه , فالذي أصابك أصابه , الكل في هوا سوا
- هكذا إذا ؟تعارفوا على بعضهم , كما أخبروه أن هذه الفتاة تعمل لصالحهم , وان له حرية التصرف بها كما يشاء..
ولم بكن (خالد) يهمه الأمر أن تكون هذه الفتاة تحت تصرفه أم لا, فكان همه الوحيد هو الخروج من هذه الورطة , ومع مغادرته المركز , أدرك أنه لا سبيل للخروج من هذا السباك إلا الطاعة ...
والطاعة فقط ....

كان
(خالد) يمشي مطأطأ الرأس , وعبارات (جان) تلاحقه , "الكل في الهوا سوا"
وكان هذا الأخير في هذه اللحظة يقهقه ضاحكا ويقول:
والآن ننتقل إلى الخطوة الثانية والأخيرة في خطة الدفاع هذه, وهي الإيقاع بشقيق (سعاد) ........
وبعدها سننطلق ........
سننطلق لأبعد الحدود ....
وسننفذ مهام أقوى واكبر من هذه

وكان يدرك ما يقوله

ويعيه تماما
وإلى أبعد الحدود ....

..... يتبع

ناريمان الشريف 10-20-2010 11:38 PM

( على نفس الدرب مستمر )


تمر الأيام , ومازن يغرق في مستنقع الخيانة أكثر فأكثر,
ويتمادى في قذارته , منفذاً سياسة أسياده اللإنسانية ,
ويوقع العديد من الشباب والفتيات في حبائل جهاز المخابرات الإسرائيلي,
وليت الأمر يقف حد هذا, بل انتقلت عملياته لإيقاع الرجال من مختلف الأعمار ,
في محاولة لبذر الضعف في نفوس الشباب والرجال , والشعب بأكمله , لكنه أصبح يجني الكثير من الأموال أيضاً ,
والكثير الكثير منها و.............
( حاتم ( أخو سعاد ) رفيق مازن في رحلة اسقاط جديدة )
" لو كان الأمر بيدي لاقتلعت عينيك اقتلاعا "هذه العبارة زفر بها حاتم وهو يجلس بالقرب من مازن بالسيارة ويبدو أنه حدث نفسه بصوت مرتفع
انتزعت العبارة (مازن) من شروده وتفكيره , والتفت بعنقه إلى الخلف حيث السيارة التي تقله به إلى حيفا ,
ونظر الى حاتم ذلك الشاب في منتصف العقد الثاني من عمره , وقال ساخراً :
- إن حظي من السماء أن الأمر ليس بيدك !
ثم اكتست نبراته بالحزم والغضب في آن واحد :
- اصمت يا (حاتم) وإلا سأجعلك تلعن الساعة التي ولدت بها
بدا على (حاتم) أنه يغوص بمقعده على الرغم من جسمه الممتلئ,
وأطلق العنان لعقله في تذكر ما حصل معه الليلة الماضية , وأخذ يتذكر ...
ويتذكر....
تذكر كيف كان يرتجف كطفل صغير وهو يقف أما رئيس مركز شرطة (جنين) ,
السيد (جان) .
والتهبت أعماقه حسرة وألم , على الخدعة التي رسمتها أخته (سعاد) ,
فتذكر كيف أنها أصبحت تحسن علاقتها معه رويداً , رويداً,
وأصبحت لا تغادر البيت هذا الأمر الذي كان يغضبه ,
وأصبحت تسعى لأجل إرضائه بشتى الطرق ,
وتطيع أوامره , وتقضى له جميع احتياجاته , وتبدأ بمداعبته ,
كان تقول له انظر لفلانة هذه جميلة , وتلك معجبة بك, وما رأيك بالزواج من فلانة ,
حتى صارحها انه يحب فتاة اسمها (فاطمة) ,
ويا ليته ما صارحها , فقد قامت بترتيب موعد بينهما ,
وكالعادة قامت سامر بتصويرهما , وإرسال الصور للمخابرات الإسرائيلية .
وتم استدعاؤه للمركز ,
وعرض عليه (جان) الصور , وانتهى به الأمر الوقوع في مستنقع الخيانة ,
وغرقت حبيبته معه وأصبحت تتعامل مع المخابرات ,
الأمر الذي أدمى قلبه , ومزق شرايينه , ولكن ما بيده شئ , فإما الرفض أو الفضيحة, وكان ما كان ...
وها هو الآن يجلس في التاكسي الذاهب إلى حيفا ,
في أول مهمة خيانية تسند له , وهي توريط صاحب التاكسي ...
لعن حظه العاثر ألف مرة ,
وترقرقت دمعة ساخنة في عينيه , إلا انه تماسك وقهرها حتى لا يراه (مازن ) عل هذا الموقف ...


في نفس اللحظة كان(جان) يجلس في مكتبه ,
مع (سعاد) و(حنان) ,وهذه الأخيرة التي تم إسقاطها في إحدى عملياته القذرة ,
وكانت ملامح (جان) وقسمات وجهه تدل بشكل كبير على سعادته الغامرة,
الأمر الذي جعل (سعاد) تتساءل بلهفة عن سر هذا الفرح الشديد:
- مالي أراك اليوم على غير عادتك سيد (جان) ؟اعتدل (جان) في جلسته ونظر في عيني (سعاد) مباشرة قائلا:
- لقد استطعنا النفاذ إلى صاحبة (صالون الشروق)
المستخدم لتجميل الفتيات والعرائس , وقمنا بتجنيدها لصالحنا , وطلبنا منها إيقاع الفتيات , وتوريطهم داخل الصالون ,
ثم أطلق تنهيدة قوية مستطردا:
- وسيكون هذا هو وكر الإسقاط في المستقبل ...
مع آخر حروف عبارة (جان) أطلقت (حنان)
شهقة ذعر قوية أرفقتها بسباب ساخط على (جان) , وانقضت عليه تصفعه على وجهه وهي تصرخ :
- أيها الكلاب !! أما انتهيتم , أما اكتفيتم بعد , أيها الكلاب بوغت (جان) لهذا الهجوم المفاجئ والشرس ,
فدفعها بكل قوة أمامه , فسقطت على الأرض ,
وما كان هذا يمنعها لتعود تبصق على وجهه , وتشج رأسه بالهاتف الذي على المكتب...
جن جنون (جان) لرؤيته الدماء تسيل من رأسه ,
وما إن يستوعب هول الموقف , حتى اصطدمت نظراته بيد (حنان) وهي تلتقط قلما كان على طاولة المكتب وتنقض به على رقبته ..
وأخذت تطعن ...
وتطعن ...
وتطعن....
و........
استل (جان) مسدسه من غمده , وأطلق النار ...
أطلق النار على رأسها مباشرة ...
على رأس (حنان) التي اتسعت عيناها عن آخرهما , وأصبحت وكأنما تدوران كدوامة في محجريهما ..
وأحس (جان) بقبضة كالفولاذ تعتصر عنقه قبل أن تتراخى تماما, وتسقط على الأرض قتيلة ,
وأطلق رصاصة ثانية , وثالثة , ورابعة حتى فرغت رصاصات مسدسه , وكأنه يخشى أن تعود (حنان) من رقادها لتنقض عليه مرة أخرى...
لذا ألقى جسده متثاقلا على أقرب المقاعد إليه بعد رؤيته (حنان) وهي تسبح في دمائها..
كل هذا (وسعاد) تراقب الموقف بعد أن تراجعت لركن في الغرفة , ومع صوت الرصاصات , سقطت على الأرض رغما عنها وهي تغلق أذنيها وتستند بظهرها إلى إحدى زوايا الغرفة....
ومع منظر الدماء غطت وجهها بكفيها ...
صمت ثقيل ورهيب اجتاح الغرفة , باستثناء صوت لهاث (جان) المتسارع , وقطع هذا الصمت تعالي صوت أقدام تقترب من الغرفة , وتحدث اضطرابا ....
وتقتحم الغرفة...
رفعت (سعاد) وجهها ,
لتجد ثلاثة من الرجال الضخام الجثة , يقتحمون الغرفة ويدخلوا , لينظروا بارتياع للجثة التي تنتصف أرض الغرفة ....
وبقعة كبيرة من الدماء تلف الجثة ...
بقعة كبيرة....
كبيرة جدا....


...يتبع

ناريمان الشريف 10-27-2010 08:44 PM

= مفاجأة غير مريحة =

"أنزلني هنا من فضلك"
نطق (حاتم) العبارة , وهو ينظر ل(مازن) نظرة ذات مغزى, وواجهته رغبة عارمة , في أن يسحق فكه بلكمة , يودع فيها كل غيظه وحقده , على هذا الشخص لكن وجد نفسه ينزل مرغما من السيارة .
تابعه (مازن) من خلال المرآة , فوجده واقفاً , وقد عقد ساعديه , وشياطين الدنيا تتقافز في عينيه ,
شعر(مازن) بغصة في حلقه مع رؤيته (حاتم) على هذا المنظر وبسرعة نفض فكرة اقتحمت عقله
واخذ يراجع خطته مرة ثانية , وثالثة , ورابعة :
كانت خطته تقتصر على أن يتعرف على صاحب التاكسي
ذي اللون الأحمر , من ذلك النوع (مرسيدس) والذي يعمل على خط (جنين_ حيفا)
هذا الشاب الذي له نشاطات وطنية متعددة ,
هذا ما أسفرت عنه معلومات المخابرات...
ومن ثم يقول أني ذاهب إلى مدينة (حيفا) (طلب) ,
مع صديق له , والذي هو (حاتم) , وعندما يصعد إلى السيارة , يضع مسدساً في جيب السيارة , وعندما يهم بالنزول ,
يفتح جيب السيارة فيصطنع الدهشة والمفاجأة , ويخبره انه سيتدبر أمر المسدس ,
وكي لا يتبادر لذهن السائق أي بادرة شك في أن الأمر مدبر , يتهم (مازن) صديقه في انه يمكن أن يكون من وضع المسدس , والذي ضمن الخطة ينزل في محطة سابقة لمحطة (جنين).

وتم الأمر حسب الخطة تماماً , فـ(حاتم) نزل بين (جنين) و(حيفا) وهاهي السيارة شارفت على الوصول
عندها طلب (مازن) من السائق أوراق (محارم) ,
فمد السائق يده إلى جيب السيارة, فاصطدمت يده بالمسدس , عقد حاجبيه , وتساءل في قرارة نفسه عن هذا الجسم الغريب , فأخرجه بيده , تفاجأ واندهش ,
وارتبك ونظر إلى (مازن) الذي قال بحركة تمثيلية :
- إني أستسلم دقيقة من الصمت أطبقت على السيارة بعد عبارة (مازن) , فقطع هذا الأخير الصمت بالقول:
- ماذا تريد مني ؟ إني مسكين , مسافر إلى عملي ؟.
تمتم السائق بكلمات غير مفهومة وقال:
- لا أعلم شيئاً عن هذه المصيبة .
وبدأ يسب ويشتم ويستغفر .
- لا يهمك يا رجل , كن مطمئناً من ناحيتي
- وماذا اعمل بهذه المصيبة ؟
- أعطني المسدس , وأنا أسلمه إلى مركز الشرطة في جنين , وينتهي كل شئ
- والتحقيق؟, والسجن؟
- لا تهتم لن يحدث إلا الخير , فأنا أتكفل بالأمر .
أدار السائق عجلة القيادة , راجعا إلى جنين , حيث أنزل (مازن) عند مركز شرطة جنين, بعد أن قال الأخير:
- إذهب أنت مع السلامة .

دخل (مازن) المركز بخطوات ثابتة وواثقة
وذهب إلى مكتب (جان) , ووضع المسدس على طاولة المكتب ..
وهم أن يخبره بما حدث لولا أن لاحظ أشياء غريبة حدثت
وأدرك أن الأمور اختلفت منذ زيارته الأخيرة للمركز
فـ(جان) عدد من الثقوب رسمت على عنقه , ودماء متجلطة على رأسه رسمت خيطاً غليظاً فوق أذنه
وأحد العمال ينظف منتصف الحجرة , الذي بدا فيها واضحاً , آثار بحيرة صغيرة من الدماء , كان هنا منذ قليل فقط ...
أدار (مازن) الأمر في عقله , عله يستطيع تفسيره
وتناسى تماما أمر السائق والمسدس بعد أن رأى آثار حرب صغيرة دارت رحاها في هذه الغرفة
وهمّ أن يلقي سؤالا عن الذي حدث , لولا أن سمع صوتاً خافتاً يتكلم بكلمات وعبارات غير مفهومة
فأدار ظهره على الفور تجاه الصوت, والذي لم يكن غير (سعاد) , فوجدها تجلس , وقد ضمت ساقيها إلى صدرها
ودفنت رأسها في ساقيها, وارتفع صوتها واضحاً بعد أن رفعت وجهها ونظرت في وجه(جان) مباشرة
وبحركة غريزية رفعت يدها أمام وجهها كأنما تصد شبحا مخيفا , وقالت:
- لا, لا , لا تقتلني أرجوك , أنا لم افعل شيئاً ..
وعاد (مازن) ينظر إلى (جان) الذي بدا ككتلة من لوح ثلجي بصمته هذا
وحاول أن يفهم شيئاً , أي شئ لكن دون جدوى.
وعاد صوت سعاد يخترق أذنيه وهي تصرخ منتحبة:
- أنا لم افعل شيئاً , لا تقتلني أرجوك
هي من فعلت ذلك , أنا لم افعل شيئاً .
ذهب (مازن) إلى ركن الغرفة حيث تجلس (سعاد) وأمسك كتفها وهزها بعنف:
- ما بك يا (سعاد) ؟ ما الذي حصل؟ لكن دون جدوى ...
فقد بدت (سعاد) أشبه بجثة هامدة وهي تدفن وجهها بساقيها
و(جان) ليس حاله بأفضل منها .
وظلت أسئلته دون جواب ....
وظل سيلاً من الأسئلة يلاحقهما الذي حدث؟....
ولماذا (سعاد) ترجو (جان) ألا يقتلها؟
ومن الذي فعل بـ(جان) كل هذا ؟
ودماء من هذه الذي تتوسط الحجرة ؟
وكأن حربا صغيرة دارت رحاها هنا ومن تقصد (سعاد) بـ(هي)؟من (هي) هذه؟
عشرات الأسئلة اجتاحت عقله بل مئات الأسئلة لكن دون إجابة واحدة أدنى إجابة



.....يتبع

أحمد فؤاد صوفي 10-27-2010 11:15 PM

تهنئتي وتقديري . .

أحمد فؤاد صوفي

ناريمان الشريف 11-28-2010 09:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 38651)
تهنئتي وتقديري . .

أحمد فؤاد صوفي


بعد السلام عليك
أشكرك على المتابعة



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 11-28-2010 09:16 PM

\\ أسماء .. ضحية جديدة .. وآخر الضحايا \\



عندما تتحول حياة الفرد منا إلى صحراء جرداء
تجف فيها منابع الشعور بالحب والأمان , وفي هذا الطريق المظلم , الذي لا تبدو في نهايته أي بادرة أمل, أو أي بصيص نور....
فجأة تظهر تلك البقعة من الضوء, تلك الشعلة , التي تتراقص أضواؤها متحدية ريح البرد القارس, وعتمة الليل في ليلة شتوية حالكة السواد ,
متحدية وحشاً مفترساً يزرع براثنه في جسد الشباب الفلسطيني , ويبذر الضعف في النفوس بابشع الطرق وأحقرها ....
حقا إنها لمحة أمل لجيل فلسطين القادم ... جيل فلسطين الأبي..


********
في أحد الشوارع الهادئة , التي تطل على مركز شرطة جنين,
كان هناك شخصان يمشيان بهدوء, هامسا أحدهما بإذن صاحبه في خفوت:
- هيا أسرع السيد ينتظرنا منذ ربع ساعةهتف الآخر وقد أصاب منه الحنق ما أصاب:
- فلينتظر , وليتحمل نتائج أوامره التي اقتضت أن نأتي له في هذه الساعة المتأخرة من الليل .

وما كان هذا الهاتف إلا (مازن) الذي كان يسير(سمير) بجواره ,
واللذين تم استدعاؤهما على وجه السرعة , بعد منتصف الليل الأمر الذي حير كليهما وجعل (سمير) يعود للتساؤل بهمس:
- ما هذا الأمر الذي يدعو لاستدعائنا على هذه الطريقة بدت على (مازن) علامات الضجر ,
إلا أنه أجبر نفسه على الابتسام قائلا:
- ها قد وصلنا ولن تترك أسئلتك دون إجابة
- أتعشم ذلك؟
دلف الاثنان على سرعة وعجل وكأن الأشباح تطاردهما ,
وما إن دخلا حجرة (جان) حتى قام هذا الأخير بشكل يوحي بالعصبية , وهتف قائلا:
- لا يوجد وقت لإضاعته , ما سألقيه على مسامعكما مهم جداً,
وانتبهوا لكل حرف سأنطق به بدا الاهتمام على وجه كل من (مازن) و(سمير) , وتابعت نظرات كلاهما (جان) وهو يخرج من جاروره ملفا ازرق اللون ,
كتب عليه حروفا باللغة العبرية لم يفهم (سمير ) منها شيئا, وألقاه على الطاولة بعنف , وقال بعصبية لا تخلو من الحماس:
- هذا ملف لفتاة في التاسعة عشرة من عمرهما , تدرس في مدرسة الزهراء الثانوية, اسمها (أسماء) , مفعمة بالحماس , لا تخلو مظاهرة إلا ولها يد بها, متحمسة إلى أبعد الحدود , محرضة ضد دولة إسرائيل , لكن لم نستطع إيجاد أدلة واضحة عليها, أو ممسكات مادية, وقد جمعنا هذه المعلومات عن طريق عدد من الفتيات اللواتي تورطن معنا من قبل , وقمت باستدعائكما لأقول لكما ما يجب فعله .
بدا (مازن) أكثر اهتماما , وتحديقا في وجه(جان) الذي استطرد بوحشية:
- يجب إطفاء هذه الشعلة , وإسقاطها من خلال وكر الإسقاط (صالون الشروق) .
واعتدل في مقعده مستندا بحافة مقعده , واقترب بعنقه إلى (مازن) قائلا:
- أتعرف هذه الفتاة يا (مازن) ؟
- نعم أعرفها جيدا , وسبق أن أوصلت لك معلومات عنها عن طريق صديقاتها في المدرسة
- حسنا , حسنا يا (مازن) , سوف نقوم بإسقاطها
- وكيف ذلك يا سيدي ؟
- في الصالون!
- ولكنها لا تذهب إلى الصالونات
- سنجعلها تذهب , وإلى (صالون الشروق) بالتحديد
- ولكن كيف ؟ وما العمل؟
- عليك أن تخبر (سعاد) بحكم الصداقة التي تجمع بينهما , بان تذهب معها للتجميل في الصالون بأي مناسبة تحين في وقت قريب ..
تراجع (مازن) بمقعده للخلف وقد بدا التأسف واضحا على ملامحه قائلا:
- إن (سعاد) قابعة في منزلها منذ تلك الحادثة التي ماتت فيها(حنان)
_ إذا عليك عمل كل جهدك عن طريق صديقتها (ليلى) وعند موافقتها , عليك اتباع أبشع الوسائل معها وفي عدة أوضاع .
- إنها يا سيدي من الطراز العنيد, ومن المحتمل ألا تقبل , إضافة إلى أنها جميلة بدون تجميل .
- قلت لك عليك عمل كل جهودك
- حاضر يا سيدي قام (سمير ) متجها إلى أحد النوافذ بعد ما أحس بعدم أهميته في الحوار الذي يدور بين(مازن) و(جان) ,
وما إن أطل من النافذة حتى أطلق شهقة ذعر قوية .
التفت (مازن) بحركة حادة عندما انطلقت شهقة الذعر من فم (سمير)
وانطلق (جان) مسرعاً إلى النافذة التي يقف عندها (سمير) وهتف قائلا:
- ماذا حدث يا (سمير) ؟
تراجع (سمير) كالمصعوق رافعا إصبع يده متجها به ناحية النافذة وقال :
- هناك شخص خلف تلك الشجرة بدت على (مازن) علامات الدهشة والاستنكار قائلا:
- في هذا الوقت ؟؟ إنها الرابعة صباحا !!!
هتف (جان) وهو ينظر عبر النافذة بإمعان :
- يبدو لي أني أرى ظله مع آخر حروف عبارته انطلق الشخص المجهول كسرعة البرق يهرب من خلف الشجرة .
أسرع (جان) خارجاً من الغرفة مصدرا تعليماته بملاحقة الشخص المجهول ,
ومضت دقائق قليلة عاد بعدها (جان) وقد بدا الغضب واضحا في نبراته وهو يقول:
- لقد أفلت الشخص , دون أن نتعرف على وجهه حتى تجسد الخوف والارتباك بعبارة ألقاها (سمير):
- وماذا يريد في رأيك ؟هز (جان) كتفيه معبرا عن عدم معرفته الإجابة وقال بهدوء:
- لا أعلم بالضبط , ولكن ما أعلمه أنه يجب عليكما المغادرة في أقصى سرعة , قبل أن تتأزم الأمور واتجه بنظراته نحو (مازن) قائلا :
- أريد أن أسمع أخبارا سارة عن (أسماء) في القريب العاجل يا (مازن)
- حاضر سيدي
- والآن اذهبا مع السلامة
- وقام بتوصيلهما لباب المركز مشددا على(مازن) أهمية عمل كافة الجهود من أجل إسقاط (أسماء) , ورجع إلى مكتبه ,
وبدا عليه الاستغراق في تفكير عميق وهو يطبق كفيه أمام وجهه ,
ونظر إلى الملف الأزرق الذي يتوسط طاولة المكتب , وفتح أولى صفحاته ,
واخذ يحدث الصورة التي تعتلي يمين الصفحة بغضب وحنق بالغين:
- سأسقطك يا أسماء سأسقطك وأطفئ الشمعة التي أحرقتنا طويلا وعاد مكررا في غضب جنوني :
سأسقطك يا أسماء سأسقطك حتى ولو كان هذا آخر عمل أقوم به في حياتي .

*************

... يتبع

ناريمان الشريف 11-28-2010 09:20 PM

\\ اجتماع الصديقات قبل الذهاب إلى الصالون \\






في مكان آخر .. بعيد تماماً عن مسرح المؤامرة ..
تجلس ليلى بالقرب من أسماء لتخبرها بخبر خطوبة صديقتهما هند
وأبدت فرحاً كبيراً أمام أسماء
حقا !! ومتى ذلك؟"
تساءلت أسماء بلهفة ونطقت (أسماء) العبارة في مرح طفولي, وسعادة غامرة بعد ما أخبرتها صديقتها (ليلى) بخبر خطبة صديقتهما (هند) بعد أربعة أيام من الآن.
وهنا استغلت (ليلى) الفرصة لتلقي بشباكها على (أسماء)
وبدهاء قالت (ليلى):
- وبهذه المناسبة السعيدة سوف نذهب لـ(صالون الشروق) للتجمل.
بدا على وجه (أسماء) الامتعاض لما سمعته من (ليلى) وقالت:
- دعينا من هذه التفاهات التي لا أؤمن بها بدت(ليلى) أكثر إلحاحا وهي تقول:
- يا صديقتي ....إنها مناسبة سعيدة ,
ويجب أن نظهر بأحسن صورة أمام القادمات تصاعدت نبرة (أسماء) وبدت أكثر احتجاجا وهي تقول:
- إنها ليست خطوبتنا حتى نبدو بهذا المظهر
- أليست خطوبة أعز صديقة لنا ؟
- نعم , ولكني بصراحة لم أعتد الذهاب إلى الصالونات كي أعمل المكياج ,
ثم إنني لا أؤمن بهذه القضايا الفارغة , وإن أردت فاذهبي لوحدك
- لن اذهب بدونك , إنك تحرميني من الذهاب إذا لم تأت معي
قالت (أسماء) في لهجة أقرب للمعاتبة منها إلى الاعتذار:
- لماذا تريدين إحراجي
- إنها مناسبة عزيزة , ويجب أن نذهب
- حسنا يا عزيزتي , سأرافقك للصالون ولكنني لن أتجمل
- موافقة
- من الآن أنا أقول لك , أنني غير مرتاحة قالت (ليلى) بخبث:
- سترتاحين يا عزيزتي وكوني مطمئنة .
انفرجت شفتا (أسماء) لحظة , ثم لم تلبث أن أطبقتهما فسألتها(ليلي):
- ماذا يوجد؟ترددت (أسماء) وحسمت أمرها بعبارة واحدة:
- لا شئ
*****



ناريمان الشريف 11-28-2010 09:24 PM

\\ تصوير الضحية في أوضاع مخجلة \\

اقترب موعد الحفلة , وذهبت الاثنتان إلى الصالون , حيث رحبت بهما صاحبة الصالون ,
وقدمت القهوة بعد أن غمزت (ليلى) ففهمت الأخيرة أن حبة المنوم قد وضعت في فنجان (أسماء) ...
شربت (أسماء) قهوتها .....
وللأسف ...
غطت في نوم عميق

وفي هذه الأثناء تم استدعاء (مازن) حيث كان يقف خارج الصالون على مسافة قريبة جداً ,
وقامت صاحبة الصالون بتعرية (أسماء) من ملابسها تماماً ,
حيث قام الحقير(مازن) بممارسة الجنس معها , لكن دون إيذاء لعذريتها,
فقد كانت مهمته فقط أن يتم تصويرها في عدة أوضاع مخجلة,
وكانت مهمة (ليلى) أثناء الممارسة أن تقوم بفتح عينيها وفمها,
لتبدو في الصورة أنها موافقة عما يحدث معها,وإظهار وجهها في الصور بشكل واضح,
ولما انتهت الجريمة البشعة , خرج(مازن) مباشرة إلى سيده (جان) ليبلغه بما حدث,
وتم إلباس أسماء ملابسها وتعديل جلستها, وتمشيط شعرها, وبعد دقائق قامت (أسماء) من غيبوبتها , لتجد صديقتها (ليلى) تجلس على مقعد التجميل.
كان ذهنها مشوشا , وجسمها متثاقلا, تململت واعتدلت في جلستها , وبدا صوتها وكأنه يخرج من بئر عميقة وهي تقول:
- ألم تنتهي بعد يا (ليلى) ؟ نظرت (ليلى) إليها من خلال المرآة قائلة:
- هل سئمت الانتظار؟ , انتظري عشر دقائق أخرى , أراك ذهبت في نوم عميق..
تثائبت أسماء وهي تضع يدها على فمها قائلة:
- لقد سهرت الليلة الماضية أدرس,ويبدو لي أني نعسانة ..
انتهت (ليلى) من التجمل, وخرجتا معا من الصالون بعد أن أحيكت ضد (أسماء) مؤامرة
مؤامرة كبيرة جدا وقذرة قذرة إلى أبعد الحدود .
*******
...... يتبع

ناريمان الشريف 12-15-2010 08:48 PM

\\ تنفيذ المؤامرة \\




انتهت العملية الحقيرة التي قام بها مازن تخللها تصوير أسماء عدة صور ظهرت من خلالها في أوضاع مخجلة
تشمئز منها النفوس ..
وسارع الفريق الخائن الذي شارك في الجريمة إلى تحميض الصور بأسرع ما يمكن ..
حمل مازن الصور وتوجه إلى مركز الشرطة للقاء جان منتشياً بالنتائج التي حققها
تأمل جان الصور باستمتاع وقال مبدياً إعجابه بإنجازات مازن: أحسنت يامازن ..أحسنت !!
قالها بانفعال ملحوظ , وبرقت عيناه بوحشية , وبابتسامة صفراء
قال : غداً عليك أن تفتعل مظاهرة في مدرسة الزهراء عن طريق ليلى وصديقاتها ,
وبالتالي يكون لنا مبرر لاستدعاء مجموعة من الفتيات من ضمنهن أسماء وذلك للتحقيق معها .

صمت مازن لحظة وظهر التردد فيها واضحاً على وجهه فأسرع جان القول:-
- ماذا يا مازن ؟ ألديك ما تقوله؟
-مازن : لا شئ بالتحديد !!,
ولكن .. ألا ترى يا سيدي أن قيامنا بالمظاهرة غداً لن يؤدي نفس النتائج إذا ما قمنا بها بعد يومين أو ثلاثة من الآن؟
سأل جان مستفسراً : لماذا؟
مازن : لو أن ليلى اقنعت أسماء في أن تقوم هي بالتخطيط للمظاهرة , وجمع المتظاهرات , وجعلنا ليلى أول المعترفات على أسماء فإن ذلك سيسهل علينا الكثير من الأمر ويوفر الكثيرمن الجهد.
صاح جان في مازن وقد أصابه الضجر:
- ماذا تريد أن تقول يا مازن ؟ اختصر .. لا وقت لدي !
قام مازن عن مقعده , وأخذ يمشي يمينا ويسارا في الغرفة قائلا بهدوء استفزجان:
- لقد بدأ الأهالي يشكون في كل من تقترب قدمه من المركز ,وأصبح الأهالي غاضبين من استدعاء أبنائهم للمركز بدون وجه حق ,ولا تنسى أن اختفاء حنان عن المدينة , بعث الريبة في نفوسهم , وجعلت الأنظار كلها تتجه نحو المركز.
ثم أخذ نفساً عميقاً ملأ به رئتيه قبل أن يستطرد ويقول : ولا أشك أن الرجل الذي كان يراقب المركز قبل عدة أيام هو أحد أفراد المقاومة .

قطب جان حاجبيه وسأل باهتمام :
- أتقصد ذلك الذي كان خلف الشجرة؟
أسرع مازن القول:
- بالضبط. ثم أضاف :
- إنهم يبحثون عن طرف خيط يمكن أن يقودهم لنا , ويحاولون أن يجدوا تفسيرات لحوادث غريبة تقع في المدينة, وهي بالطبع من تدبير المخابرات ..

اتسعت عيناجان وبدا عليه الاهتمام أكثر وأكثر قائلا:
- مثل ماذا ؟
- قال مازن : اختفاء حنان.. هذا أولاً و العمليات الفاشلة والمتكررة للمقاومة و استدعاء الشباب والفتيات بحق ودون وجه حق وبمناسبة وبدون مناسبة .

صمت مازن برهة
فتابعه جان بنظراته معجباً بتحليلاته وكأنه يأمره أن يكمل .
ابتسم مازن ابتسامة خبيثة قائلا:
- لذا يجب أن تشتعل مظاهرة كبيرة يعلم الكل أن أسماء هي التي دبرت هذه المظاهرة وبعدها . . . . . . . . . . . .
وفرقع إصبعيه هذه اللحظة , ففهم(جان) على الفور ما يقصد (مازن) , وتابع بنظراته (مازن) بعد أن توقف في منتصف الحجرة وقال له:
- أنت عبقري يا(مازن) !!
اتسعت ابتسامة (مازن) راسمة على شفتيه الزهو والظفر قائلا :
- الأمر لا يحتاج إلى عبقرية وصمت لحظة أردف بعدها:
- أما الآن فإنّ علي إخبار (ليلى) بما يجب عليها فعله , وسيستغرق الإعداد لهذه المظاهرة الكبيرة يومين أو ثلاثة , ولن تتوانى أسماء في أن تجعل المظاهرة تغطي أنحاء (جنين ) بأكملها..
قالها وهو ينظر لـ(جان) نظرة ذات مغزى .
هذا الأخير الذي اتسعت ابتسامته حتى التهمت وجهه , وبدا كذئب شرس, وبدت ضحكته كعواء عواء مخيف يصم الآذان عواء في منتصف الليل


ترى .. هل ستستسلم أسماء ( هذه التي كانت تلقب بالشعلة ) ؟
أم أنها ستقاوم ؟
هذا ما سنعرفه في الفصل التالي من قصة مازن



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 12-21-2010 10:53 PM

// الحـــل الأمثل //



وبدا كطفل فرح بلعبة جديدة في سعادته الغامرة هذه
عندما وقع نظره على (أسماء) وهي تدخل حجرة مكتبه برفقة اثنين من معاونيه ,
وعندما أشار إلى رفاقه بالانصراف , التفت إلى (أسماء) بعد أن أغلق باب الحجرة قائلا:
- أهلا بالأمورة , أهلا بالجميلة (أسماء)
نظرت (أسماء) في عيني (جان) نظرة تحدي قبل أن تقول بحزم:
أ- ماذا تريد مني ؟
ج- أريد أن أعرف سبب المظاهرة التي حصلت في المدرسة , وأعمال الشغب والفوضى
أ- أنا لا دخل لي في كل ما حدث , وتستطيع أن تسأل اللواتي يقمن بهذه الأعمال
ج- لقد جاءتني إخبارية عنك !
أ- هذا الكلام ليس له أساس من الصحة
ج- وهل يكرهك الناس ؟
أ- لا يكرهونني , ولكن العملاء والمدسوسين لا ينامون , ولا يدعون أحداً ينام
ج- لقد جاءتني عدة تقارير تفيد بأنك على رأس المتظاهرات
أ- أحضر الشهود والأدلة !ٍ
ج- بعد قليل سأحضرها لك يا أمورة
أ- لا تحاول معي بمثل هذا الكلام التافه
ح- هل تحبين يا شاطرة ؟
أ- هذا كلام أتفه مما سبقه .. ماذا تقصد؟
ج- ألا تحبين أحداً؟
أ- لا أحب سوى عائلتي
ج- والناس؟
أ- ما هذه الأسئلة ..من هم الناس ؟
ج- الذين حولك ؟
أ- أحب كل الناس الطيبين وأنا لا أكره إلا الظالمين
ج- ألا تحبين شباباً؟
أ- لا أحب أحداً
ج- لماذا ؟
أ- لأني أدرس ولا أهتم إلا بدروسي فقط
ج بسخرية - والمظاهرات؟
أ- قلت لك أنني لا أهتم لهذه الأعمال
ج- والناس الذين قالوا عنك ؟
أ- كذابون ودجالون , أحضرهم حتى يواجهونني
ج- هاهم عندي في درج المكتب
نظرت (أسماء) إلى يد (جان) وهي تتجه جهة الجارور غير متفهمة لما يقصد بعبارته الأخيرة .
أخرج (جان) الصور وقال لـ(أسماء):
ج- أنظري لهؤلاء الناس ..حملقت(أسماء) في الصور ,
وسرعان ما أخذت ترتجف وتصرخ وتشتم إلى أن أغمي عليها .

رآها (جان) بهذا الوضع فقام وخرج من مكتبه , حيث كان (مازن) ينتظر في المكتب المجاور ,
فنادى عليه , وطلب منه أن يذهب إلى (أسماء) ويوقظها .
ذهب إليها (مازن) , وتناول كأساً من الماء البارد , وسكبه على وجه(أسماء) ,
وبعد لحظة أفاقت (أسماء ) من غيبوبتها , فقال لها (مازن) بكل وقاحة :

- ما الذي حدث يا (أسماء)؟
انهضي هذا قدرنا, وعلينا أن نتقبله, وأنا لا ذنب لي ,
فقد أجبرت على عمل ذلك, وصورتي هذه كانت خدعة ,
فكما أنك لا تعلمين بهذا أنا أيضا لا أعلم , ولكن إياك والفضيحة ,
فهذا مستقبلنا ولن ترحمنا المخابرات, وأرجوك يا(أسماء) أن تنفذي ما يطلب منك .
وما إن أنهى كلامه , حتى وقفت (أسماء) على قدميها , وخلعت حذائها ,
وبدون وعي بدأت تضرب (مازن) على وجهه ورأسه , وتصرخ به ,
ورغم حجم (مازن) الذي يبلغ ضعف حجم (أسماء) ,
إلا أنه بدا كالطفل الصغير وهو يصيح على (جان) .

أسرع (جان) من مكتبه المجاور , وهي ما زالت تضرب (مازن) وتصرخ:
- ستعرف من هي (أسماء) أيها الحقير , أيها الجبان , أيها الخائن ,
وسيأتيك اليوم الذي ...............
سحبها (جان) من يدها , وبحركة تمثيلية صرخ:
- ما هذه الوقاحة؟ , كيف تضربين حبيبك ؟عادت (أسماء) تصرخ:
- إنكم أنتم الوقحون , أيها الجبناء, أيها المنحطون , ولسوف أفضحكم أنا .
بدت على (جان) علامات العصبية والانفعال وهو يقول:
- وهل تعتقدين يا شطورة أنك وحدك من وقعتي في هذا الأمر ؟
لا ... فأنتن كثيرات ... أنظري لهذه المجموعات من الصور , فمعظمهن من معارفك.

انهارت (أسماء) على أقرب مقعد بجانبها قائلة بنبرة انكسار:
- وما ذنبي أنا ... أنا لا دخل لي في الموضوع , إنه شرفي , وكرامتي , وكرامة أهلي .
بدت على (جان) علامات الظفر والانكسار معاً وهو يقول بلهجة مهدئة :
- لا تخافي يا شطورة , سيكون شرفك محفوظاً عندنا, وهذه الصور سنحرقها في حال موافقتك على ما نطلب .
قالت (أسماء) بلهجة سخرية :
أ- شرفي سيكون محفوظاً عندكم . . . .أين؟ في درج مكتبك ؟ !!
لم يبدو على (جان) أنه سمعها , فغمغمت في لهجة أقرب إلى البكاء :
أ- وماذا تريد مني أن أفعل؟
ج- أن تتعاوني معنا وتخبرينا من هن المتظاهرات انتفضت (أسماء) وأخذت تبكي وتصرخ :
أ- أنا .....أنا ....؟؟؟!!!
ج- نعم أنت , وإلا أفتضح أمرك أمام الناس والأهل جفت دموع (أسماء) بغتة , وقالت بصرامة:
أ- إفعل ما تشاء , فأنا لا أخافك
ج- ألا تخافي الأهل وشرف العائلة ؟ .. انظري جيدا لهذه الصور الفاضحة ,
فكيف إذا ما نشرتها في الصحف والمجلات ؟نظرت(أسماء) لـ(مازن) ثانية قبل أن تهاجمه بغتة ,
وبدأت تضربه مرة أخرى بالحذاء على وجهه قائلة :
- أيها الحيوان ... عديم الشرف والأخلاق .
قام (جان) إليها مسرعاً وأقعدها بصعوبة قائلاً :
- اجلسي , فهو ضحية مثلك , لكنه وافق على مساعدتنا , لأن لا حول له ولا قوة ,
فهذا الأمر ليس بيده .
مسح (مازن) خيطاً من الدم نزل من فمه , ونظر تجاه (أسماء) التي قالت بصرامة :
- أنا لا أوافق !! وأرفض العمل معكم , افعلوا ما تشاءون قال (جان) بغيظ:
- اذهبي وفكري بالأمر , ثم عودي غداً ... وأخبري (مازن ) على ما تقررين.

لم تنبس(أسماء) ببنت شفة عندما خرجت من المكتب , وهي لا تكاد ترى شيئا أمامها ,
مهدودة القوى , شاردة النظرات , غائبة عن الوجود , لا تحس بمن حولها أو ما حولها ,
توقفت عن السير للحظة كأنها وجدت الحل

مرت بطريقها بصيدلية فاشترت منها كمية من المواد السامة
وواصلت إلى بيتها , وذهبت مسرعة إلى غرفتها , وأغلقت بابها بإحكام , واستلقت على سريرها , وأجهشت بالبكاء , واستمرّ بكاؤها ساعة تلحق بساعة ...
اعتدلت فجأة , وقامت إلى حقيبتها المدرسية ودموعها تغمي عينيها .
تناولت ورقة وقلم وكتبت:
وداعا أيها الشعب وداعا أيها الأهل وداعا أيها الأحبة . . .
ومن ثم كتبت ما حدث معها بالضبط وبالتفصيل ,
ووضعت الورقة على صدرها , وتناولت جرعة كبيرة من المادة السامة ..
و. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فارقت الروح مسكنها الآمن وفارقت الحياة .

فإلى جنة الخلد يا
(أسماء)
يا شهيدة الأرض والوطن يا شهيدة الإخلاص والوفاء يا شهيدة الشرف والإباء
وتأكدي أن الله تمهل ولا تهمل



... يتبع
تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 12-25-2010 08:24 PM


// والدا أسماء يكتشفان المصيبة //



في اليوم التالي صحت أم أسماء كالمعتاد أعدت فطورها وذهبت إلى غرفتها لتصحيها من نومها .. أرادت أن تفتح الباب فوجدته مغلقاً .. طرقت الباب بهدوء وقالت :
أسماء هيا قومي إلى المدرسة .. الوقت قد تأخر
وانتظرت أم أسماء قليلاً .. ثم عادت تقول :
برد الشاي يا أسماء .. ما بالك ؟
واقترب موعد دخول الطالبات إلى الصفوف
فقد ضرب جرس المدرسة للتو , لماذا لم تستيقظي؟
عادت الأم تطرق الباب بقوة
ولما لم تلق إجابة من ابنتها عادت للطرق بقوة أكبر قائلة في عصبية:
أسماء.. لماذا لا تجيبين؟
ولم يأت جواب غير الصمت .
هوى قلب الأم بين قدميها من مصير مجهول لابنتها
, وأخذت تقنع نفسها أن ابنتها لا ترد لشدة تعبها من كثرة الدراسة والسهر . . .
ولما طال صمت أسماء عادت بكل ارتياع تصرخ :
- أسماء ؟؟؟ !!
وعلى صراخ الأم استيقظ الأب مذعوراً فيسأل
ماذا يحدث ؟ وما هذه الضوضاء؟"
التفتت الأم وأسرعت القول لاهثة:
محمود أنادي على أسماء ولا ترد بحرف
إنني خائفة عليها أرجو ألا يكون قد أصابها مكروه
وما أن سمع الأب هذا الكلام حتى انطلق مسرعاً نحو باب الحجرة ليجده محكم الإغلاق
, ولم يحتمل باب الحجرة سوى ضربة واحدة من يديه الغليظتين حتى سقط في عنف مزعج , مطّيرا على إثره الغبار .
ولحظة من الصمت هوت على رؤوس الوالدين قبل أن تصرخ الأم بانهيار:
أسماء... ماذا جرى لك يا ابنتي .. اقتربت من صدرها تتحسس نبضات قلبها فإذا هي جثة هامدة بلا حراك ولا هسيس .. في حين اصطدمت عيناي الوالد على الورقة على صدر ابنته
التقطها بسرعة وكأن قلبه قد أحس شيئاً وبسرعة البرق قرأ محتويات الورقة على صوت نحيب الأم وهي تلقي بجسدها الثقيل على جثة أسماء .. فقال : أسكتي .. وأجهش بالبكاء قائلاً لها بصوت مخنوق : أسماء ماتت .. انتحرت .. بل قتلت
- ماتت (أسماء) ! !
صرخت الأم بقلب ممزق وكيان منهار :
كيف عرفت وما هذه الورقة ؟ ومن كتبها ؟ - لا . . . لا)
بكل مرارة الدنيا عض الوالد شفتيه , ولم يستطع الأب الاجابة على تساؤلات الأم المتتالية فالصدمة كانت أكبر من كل الرددود
ترك الأب دموعه تنهمر على وجهه وهو يتمتم :
- لقد انتهت (أسماء) , انتهت وإلى الأبد صرخت الأم من وسط دموعها وبدت كالذاهلة وهي تقول:
-
ابنتي ما تت .. لا (أسماء), مستحيل . . . مستحيل فجأة . . . . . . . .

جفت دموع الأب
وبدا صوته أكثر قوة وصلابة وهو يقول محدثا (أسماء) التي لم تحرك ساكن :
- إلى جنة الخلد يا (أسماء)
يا شهيدة الأرض والوطن يا شهيدة الإخلاص والوفاء يا شهيدة الشرف والإباء وتأكدي . . .تأكدي تماما. . .
أن الله يمهل ولا يهمل . . . .
لم يبدُ على الأم أنها فهمت حرفاً واحداًقالت الأم : فهمني ماذا جرى لأسماء
الأب : باختصار : ابنتك انتحرت خوفاً من الفضيحة
ابنتك راحت ضحية
ابنتك قتلها الجواسيس والخونة .






.... يتبع

ناريمان الشريف 12-25-2010 08:27 PM

// الخائن في مهمة جديدة بمستشفى الرعب //


عبر الضابط جان ممراً طويلاً
وسرعة متجهاً لحجرة مكتبه في لهفة وانفعال شديدين , وما إن على مازن
حتى نادى بانزعاج شديد :
قال مازن والخوف يأكل قلبه : ماذا تريد يا جان ؟

لقد أحرق الأهالي صالون الشروق
- بعد أن هاجموا الصالون
وأسرعت صاحبته هاربة إلى الأردن
- وماذا عنك ؟
- ما زلت شخصية مجهولة حتى الآن أطلق (جان) تنهيدة مازن تنهيدة تبدو ندماً وتنم عن عدم ارتياح وباستياء شديد قال :
أنا لا زلت حتى الآن شخصية مجهولة
واضاف : ما ذا سنفعل الآن ؟
مازن فيما بعد يا (مازن) سأخبرك بكل شئ فيما بعد قال جان :

انتهت المقابلة الآن


لم تتوقف نشاطات مازن عند هذا الحد
فبالرغم مما حصل لأسماء وبالرغم من علامات الاستفهام التي بدأت تدور حوله وحول كثير من أعضاء الفريق الخياني
إلا أن جان استغل مازن حتى آخر اللحظات
فلم يدع لضميره فرصة واحدة أن يحدثه ويؤنبه على ما اقترف بحق عشرات الفتيات البريئات والشبان
فها هو يسند له مهمة خيانية جديدة
والمكان هو إحدى مستشفيات الكيان الصهيوني الضخمة في حيفا
حيث فيها أكبر تجمع للعاملين الفلسطينيين والعاملات
والعامللون والعاملات من كل الفئات العمرية أطفالاً وشباباً وشيوخاً
ورأى جان بإسناد هذه المهمة لمازن مصيدة لايقاع المزيد من الضحايا ..
وبسهولة شديدة استطاع مازن وبوقت قياسي الايقاع بطفلة تعمل في قسم التنظيفات بالمستشفى لتعيل أسرتها
فالأمر لم يعد صعباً على خائن متمرس مثله
فقط كل ما حدث .. غادر مازن مستشفى الرعب بعد أن ترك بصمة خيانية

في المقابل كانت المقاومة الفلسطينية مفتوحة الأعين وتتابع كل ما يجري لكنها تنتظر الفرصة الملائمة للإمساك بمازن وتفكيك الشبكة فكانت في وقت سابق قد انتشلت أحمد
وانتزعته من بين أعضاء الشبكة الواسعة والتي يترأسها مازن
واستطاعت تجنيده كعميل مزدوج لمتابعة ما يجري
ونقل أحمد لأفراد المقاومة الفلسطينية تفاصيل ما يقوم به مازن من نشاطات تخريبية وخيانية
ولا بد من الاشارة أن المخابرات الاسرائيلية كلفت مازن بصد بعض المظاهرات الفلسطينية المناهضة للإحتلال وخاصة تلك التي استشهدت فيها ( منتهى الحوراني ) وكان خلالها يرتدي الرداء الخاص بحرس الحدود واضعاً على عينيه نظارات سوداء ويحمل رشاش عوزي ويطلق النار على المتظاهرين
والناظر إليه لا يفرق بينه وبين أي جندي إسرائيلي


وهكذا تشتري المخابرات الاسرائيلية النفوس البشرية فتحولهم إلى آلات بلا حس بلا نبض




...... يتبع

أحمد فؤاد صوفي 12-25-2010 09:34 PM


إنه شيء يفطر القلب . .
وخصوصاً أن هذه القصص واقعية . .

بارك الله فيك ولك أديبتنا المميزة . .
تقبل تقديري واحترامي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

بشير حلب 12-29-2010 10:58 AM

لك الله يا شعب (الجبارين ) ...

لك الله يا أرض الطهر والأنبياء ...يا مدن السماء .

أيهوي الإنسان لهذا الدرك السحيق من العهر الأخلاقي والقذارة السلوكية ، وهو يشعر فعلاً أنه ما زال ينتمي لصنف مخلوقات تسمى البشر ؟

صحراء من كل الجهات ....وحسبنا الله ونعم الوكيل .

معك على المتابعة والإحتراق أديبتنا الكبيرة .

ناريمان الشريف 12-29-2010 04:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 49584)

إنه شيء يفطر القلب . .
وخصوصاً أن هذه القصص واقعية . .

بارك الله فيك ولك أديبتنا المميزة . .
تقبل تقديري واحترامي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

أخي أحمد
سلام الله عليك
سعيدة جداً بقراءتك
وفقك الله


..... ناريمان

أحمد فؤاد صوفي 01-24-2011 10:15 PM

الأديبة الكبيرة ناريمان الشريف المحترمة

مر علينا وقت طويل . .

وآن للحلقة الجديدة أن تظهر . .

أليس كذلك . . !

تقبلي ودي واحترامي . .


** أحمد فؤاد صوفي **

ناريمان الشريف 01-25-2011 01:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 56227)
الأديبة الكبيرة ناريمان الشريف المحترمة

مر علينا وقت طويل . .

وآن للحلقة الجديدة أن تظهر . .

أليس كذلك . . !

تقبلي ودي واحترامي . .


** أحمد فؤاد صوفي **

معك حق ...
بعد قليل بإذن الله .. سيكون الفصل التالي
أشكرك على متابعتك



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 01-25-2011 02:06 AM

( عملية جديدة - تسميم خزانات مدارس البنات )




بعد فترة وجيزة انتهت مهمة مازن في المسشفى .. عاد الضابط جان يضع خطة ارتكاب جريمة وهذه المرة جماعية بحق الشعب الفلسطيني ..
استدعي مازن في مكتبه ..وقال لمازن : هل تدري لماذا استدعيتك ؟
قال مازن : لاأدري
جان : أنظر إلى هذه الأكياس .. إنها مادة سامة .. سنفرغ هذه الأكياس في خزانات المياه في مدارس البنات .. هنا في جنين
مازن : ومن الذي سيضعها في الخزانات ؟
جان : طبعاً أنت .. اسمع .. الموضوع في غاية السرية .. ولا أريد منك أن تخبر أحداً من العملاء الآخرين
أريدك أن تنفذ المهمة وحدك وأنا برفقتك
مازن : لم أفهم كيف سنبدأ وكيف سننفذ هذا وحدنا
جان : حسناً أنا سأخبرك ..
سوف ننشر الرعب في صفوف المواطنين وسيكون هناك طاقم خاص مهمته نشر دعايات مفادها أن منظمة التحرير الفلسطينية تقوم بهذا العمل لخلق الفوضى والاضطراب في المدارس واستغلالها لأغراض سياسية
مازن : وهل ستموت البنات من هذه المادة ؟
جان : لا يا غبي ..
هذه المادة السامة وآثارها السيئة الأولية هي الإغماء والغثيان أما آثارها البعيدة فتنعكس على الإنجاب
مازن : آه ... الآن فهمت ومتى سنبدأ التنفيذ ؟
جان: هذه الليلة بعد منتصف الليل .. ستقوم بتفريغ بعضها في خزانات المياه والقسم الآخر تنثره على الستائر والجدران والأرضيات داخل المدرسة
مازن - بعد تفكير - : وكيف سأقوم بهذا العمل دون أن أتضرر .. أتريد أن أتسمم ؟
جان : لا يا غبي .. سأزودك بقفازات ولباس خاص لتتقي شر هذه المادة ...
انتهى الاجتماع الآن ... كن على استعداد الليلة

وفي الموعد المحدد .. حضر جان في سيارته الخاصة ومعه أكياس السم وأخذ مازن في طريقه نحو قرية عرابة قضاء جنين حتى وصلا إلى مدرسة عرابة الثانوية
فدخل مازن ومعه الأكياس وبقي جان خارج أسوار المدرسة يراقب الأجواء
وعادا بعد أن أتما الجريمة إلى مركز الشرطة بكل هدوء وناما ليلتهما هناك وكأن شيئاً لم يحدث


في صباح اليوم التالي .. دخلت الفتيات المدرسة لكن الوضع لم يكن عادياً .. فسرعان ما ظهرت أعراض الغثيان والاغماء على الطالبات .. مما جعل مديرة المدرسة تسارع إلى إخلاء الغرف ... وكانت تلك الحادثة غريبة لم يجد أحد لها تفسيراً .. حيث تم نقل (35) طالبة إلى المستشفى ..
ولكن التقرير الطبي ذكر أن تلك الحالات كانت نتيجة تسمم بمادة كيميائية
إلا أن الاحتلال علق على الظاهرة .. بأنها مجرد تلوث بالمياه
وبعد هذه الحادثة .. طبق نفس العملية بباقي مدارس جنين ومنها ( الزهراء الثانوية ) وجنين الثانوية ) وغيرهما
وقد أثارت العملية الثانية ضجة كبيرة وحالة من الرعب والانفعال في صفوف الفلسطينيين .. ولم يعد مجالاً للتأويلات فقد باتت الجريمة واضحة المعالم ..حيثا امتلأت المستشفيات بالطالبات المصابات لدرجة أن مستشفيات الضفة الغربية لم تعد تستوعب هذا العدد من المصابات فتم تحويل جزء منها إلى مستشفيات الداخل ..وامتدت الحالات إلى باقي مدارس الضفة الغربية على أيدي عملاء آخرين
كانت ردة الفعل عنيفة وقوية حيث خرجت مظاهرات تجوب الشوارع تندد بالجريمة .. واشتبك المتظاهرون مع قوات الاحتلال وسقط العديد من الشهداء .. ورغم كل هذا لا زالت السلطات الاسرائيلية تتبجح وتدعي أن هذه الأعمال هي من صنيع منظمة التحرير الفلسطينية ..
وتحت ضغط المسيرات والمظاهرات أوقفت عملية التسمم والتي - بالتأكيد - تركت آثاراً على بناتنا وقدرتهن على الانجاب








.....يتبع

ناريمان الشريف 01-25-2011 02:20 AM

( مرحلة الشك )




بعد تفكيك شبكة التجسس والتخريب التي قام بتشكيلها الضابط جان عبر العميل مازن فحماوي
وذلك بعد حادثة انتحار أسماء وإحراق الصالون ...بات مازن مطارداً من قبل الأجهزة الفلسطينية .. وقامت عناصرها بحملة واسعة بين المواطنين تحذرهم من مازن وشروره وألاعيبه .. وكانت معلومات المخابرات الاسرائيلية تؤكد أن عميلها بات مهدداً لا سيما بعد تسميم طالبات حيث حامت الشبهات حوله
لكن الأمر لم يكن خافياً عليه .. ففي اللقاءات مع جان طرح عليه جان فكرة تنظيف مازن من السمعة السيئة التي أحاطت به فقال : لدي خطة ستعيد ثقة الناس بك كما كنت في السابق تماماً وستعود من جديد إنساناً شريفاً
هز مازن رأسه يائساً : لا أعتقد ذلك فأهل جنين أصبحوا لا يثقون بي وهذا واضح من نظراتهم إلي .. والمسألة ليست بهذه البساطة يا جان .
جان : هذه مجرد شكوك وأوهام .. اسمع .. لدي خطة محكمة ستتخلص فيها من هذا الشك ؟
مازن بيأس وسخرية : ما هي ؟
جان : هناك مجموعة من العمال يعملون في مستوطنة قريبة من الناصرة .. ستعمل برفقتهم وتقنعهم بالعمل الفدائي .. وستجدهم متحمسين للعمل معك .. ثم تخطط لهم وتوهمهم بأنك على استعداد أن تدمر المستوطنة
وأنا على يقين أنهم سيوافقونك .. وأنا سأزودك بالمتفجرات اللازمة
مازن - باستغراب - : وهل سندمر المستوطنة ؟
جان : يا غبي ..لا بالطبع .. وإنما في اللحظة المناسبة وقبل تنفيذ العملية بقليل سنقوم نحن بإلقاء القبض عليكم .. وستدخلون السجن جميعاً وأنت معهم
عندها سيقتنع الناس في جنين أنك وطني وشريف
مازن : وهل سأدخل السجن ؟
جان : طبعاً .. ولكن سيكون لك عمل داخل السجن ..

انتهى الاجتماع .. هيا إذهب الآن وهيء نفسك للعمل في المستوطنة مع العمال الشباب .. وخطط ماذا ستقول لهم وكيف ستتقرب منهم وتحثهم على الانضمام إلى العمل الفدائي برفقتك ..
مفهــــــــــــــــــــــــوم ؟؟؟؟؟




..... يتبع

أحمد فؤاد صوفي 03-03-2011 11:11 PM

لقد آن الأوان . . ونحن بالانتظار . .


أشكر وأثمن جهدك العالي . .

تقبلي كامل احترامي . .


** أحمد فؤاد صوفي **

ناريمان الشريف 03-08-2011 10:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 64001)
لقد آن الأوان . . ونحن بالانتظار . .


أشكر وأثمن جهدك العالي . .

تقبلي كامل احترامي . .


** أحمد فؤاد صوفي **

نعم .. لقد آن الأوان
أرجو المعذرة على هذا التأخير
تحية واحترام




..... ناريمان

ناريمان الشريف 03-08-2011 10:48 AM

آخر فصول القصة

(نهاية الجاسوس )




في الموعد المحدد .. كان مازن قد أعد نفسه إعداداً كاملاً واستعد هو ومن برفقته من العمال الذين يعملون بالمستوطنة لوضع المتفجرات في مكانها المتفق عليه ..
وقبل أن يصلوا إلى المكان .. وحسب الخطة المرسومة له
كان هناك جيب عسكري بانتظارهم .. وافتعلت عملية ملاحقة وهمية لسيارة .. حيث التقوا بمازن ورفاقه وكأنها مصادفة .. فتم تفتيشهم تفتيشاً دقيقاً وضبطت المتفجرات والأسلحة بحوزتهم واقتادوهم جميعاً إلى السجن بما فيهم مازن ,,
دخل مازن السجن ولأول مرة في حياته .. وفي نيته الـتأثير على الأسرى بكلامه وأساطير بطولاته الوهمية ليوقع عدداً منهم في الشرك ..
كان على مازن أن يكون حذراً جداً داخل السجن .. فهؤلاء الأسرى يختلفون عن الناس العاديين خارج السجن
فلديهم من الخبرات ما يكفي لكشف المتآمرين ..
ولا بد للتنويه أن الأسرى داخل السجون كانوا على علم كامل بكل أفاعيل مازن التخريبية والتجسسية
حيث قامت منظمة التحرير بتوزيع التعميمات اللازمة للحذر منه ..
استقبل استقبالاً عادياً دون أن يوضحوا له أنهم على معرفة به .. وتركوه يتكلم بمنتهى الراحة ..
حتى يتأكدوا من شخصيته ..
ولما وردت الأنباء تتحدث عن أن مازن داخل السجن .. ووصلتهم الأخبار الدقيقة عن مواصفاته ..
عندها تأكد لهم أنه هو مازن الجاسوس الخطير .. فتم تعميم ذلك على كل من السجن لأخذ الحيطة والحذر منه
وفي إحدى الليالي .. اقترب منه اثنان من الأسرى وحشروه بزاوية من زوايا الغرفة وابتدأ التحقيق معه ..
فوجئ مازن بأنهم على علم بكل أفاعيله .. لكنه أنكر إنكاراً كاملاً لكل ما وجهوا له من جرائم ..
ولما ضغطوا عليه أثناء التحقيق .. لم يستطع بالطبع الاستنجاد بإدارة السجن لأن أمره سيكشف فاضطر للسكوت ..
ولم يمهله الشباب فترة أطول .. فعاودوا التحقيق معه .. عندها اعترف بكل ما فعل بما في ذلك عملية تسميم خزانات مدراس البنات ..
انهارت أعصابه وبدأ يبكي ويتودد لهم ويتوسلهم أن يخفوا أمره ولديه استعداد للتوبة ولخدمة الوطن
لم تنطل ألاعيبه عليهما .. فتركوه لضميره يؤنبه ليال متواصلة
فيما بعد تم استدعاؤه من قبل إدارة السجون .. والتقى جان بالطبع ..
فسأله جان : ها ماذا فعلت ؟ هل قمت بما تم الاتفاق عليه عليه ؟
مازن : أنا لم أفعل شيئاً .. لأن هؤلاء الناس يختلفون ..
جان : ألم أقل لك أن تكون حذراً
مازن : وهذا الحذر للأسف لم ينفع .. فهم على علم بكل شيء
جان : ماذا تقصد ؟
مازن : لقد اعترفت بكل شيء
جان : أيها الغبي .. وهل اعترفت بتسمسم خزانات مدارس البنات أيضاً ؟
مازن : نعم .. الموقف كان صعباً .. وهؤلاء مخيفون مخيفون
جان : أنت غبي .. تظاهرت بأنك ستوقع بهم .. أنسيت ؟
مازن : أريد أن تنقلوني من هنا .. إنهم سيقتلونني لا محالة
جان : لا تخف .. لن يقتلوك .. كن مطمئناً ..
وجرى حوار طويل بينهما ..
كانت نتيجته نقل مازن إلى سجن آخر .. ولكن هيهات .. فكل السجون على علم بقصته
وبالفعل تم نقله إلى سجن آخر .. ومن جديد تم التحقيق معه وبشكل دقيق ..
فأرسلت شيفرة من داخل السجن إلى منظمة التحرير تتضمن تقريراً عن مازن
وجاءت الأوامر بالاعدام


وبالفعل اجتمع ثلاثة من الأسرى ذوي المحكوميات العالية وتم تنفيذ حكم الاعدام به خنقاً برباط حذائه
وكان من البديهي أن تكتشف إدارة السجن إعدامه .. فتم التحقيق مع كافة الأسرى .. واتفق الثلاثة على أن يعترف أحدهم بقتله لأن مدة حكمه عالية جداً .. وتبرأ الاثنان الآخران
فكتبت قصته .. ووزعت على كافة السجون ليكون عبرة لغيره

وبهذا أسدل الستار على قصة مازن وانتهى أمر هذا الجاسوس الأخطر في حياة الشعب الفلسطيني



انتهت القصة ...
أشكركم جميعاً على المتابعة والقراءة ..
ألقاكم في قصة أخرى




تحية ... ناريمان

أحمد فؤاد صوفي 03-08-2011 04:43 PM

الأديبة الكريمة ناريمان الشريف المحترمة

في الحقيقة هي قصة تقشعر لها الأبدان . .
هي فصل من فصول ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ألاعيب وأكاذيب يجند لها العدو كافة إمكاناته . .
ولكن الفرق بيننا وبينهم أننا نتوكل على الله . . وكل ما يحصل وما سوف يحصل فهو محتاج إلى الإيمان وإلى التمسك بالإله العليم القادر الذي يرانا ويعلم نوايانا ويثيبنا خيراً بخير . .

أديبتنا الكبيرة . .
ذهبنا معك في رحلة أليمة لا شك في ذلك . .
رحم الله شهداءنا الأبرار . . فقد فازوا بالخير والصلاح . .
تقبلي تحيتي ومودتي . .
دمت بصحة وخير . .


** أحمد فؤاد صوفي **

ناريمان الشريف 06-28-2011 07:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 64413)
الأديبة الكريمة ناريمان الشريف المحترمة

في الحقيقة هي قصة تقشعر لها الأبدان . .
هي فصل من فصول ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ألاعيب وأكاذيب يجند لها العدو كافة إمكاناته . .
ولكن الفرق بيننا وبينهم أننا نتوكل على الله . . وكل ما يحصل وما سوف يحصل فهو محتاج إلى الإيمان وإلى التمسك بالإله العليم القادر الذي يرانا ويعلم نوايانا ويثيبنا خيراً بخير . .

أديبتنا الكبيرة . .
ذهبنا معك في رحلة أليمة لا شك في ذلك . .
رحم الله شهداءنا الأبرار . . فقد فازوا بالخير والصلاح . .
تقبلي تحيتي ومودتي . .
دمت بصحة وخير . .


** أحمد فؤاد صوفي **

جزيل الشكر واحترامي الكبير لشخصك أخي أحمد
دائماً أقف حائرة لأشكر صنيعك ولكني أعجز .. فأكتب شكراً وأرحل
فأرجو أن تقبلها مني



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 02-04-2013 05:02 PM

أحبتي ...
سلام الله عليكم
سأتواصل معك من جديد .. في قصة جديدة من قصص الجواسيس
وسيكون ذلك على هواء إذاعة منبر الحرية - الخليل
http://www.7riafm.com/index.php?action=pages&id=7

لكم أزكى تحية

... ناريمان

ناريمان الشريف 01-05-2018 02:06 PM

انتظروني في قصة جديدة تشيخ لها القلوب ..
وتجعلنا نتحسر على شبابنا الذين قضوا ضحايا لنزواتهم
تسرني متابعتكم

تحية ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 01-06-2018 12:50 AM



العملية رقم ( 7 )
من كتابات فريد الفالوجي
تقديــــــــــم
حكايات غريبة .. وقصص واقعية في ذاكرة الأمة لن تُمحى
. . لأنها جزء كبير من التراث السياسي . . والنضال ضد هؤلاء الذين يحاولون دائماً أن يتسللوا الينا عبر المنافذ السرية داخل الكيان الإنساني.

تلك قصة هذا الجاسوس الذي أُسر فكرياً ووجدانياً.. وإنساق في إثر الموساد الإسرائيلي.

وهنا يكشف الكاتب فريد الفالوجي عن شخصية هذا الجاسوس العربي . .الذي هرب بطائرته الحربية الى إسرائيل تدفعه الطموحات المادية.. والإغراء بحياة جديدة حافلة بالمتع والدهشة.

ناريمان الشريف 01-06-2018 12:51 AM

ويبدو الهدف الحقيقي من فتح هذه الملفات أن الكاتب يُعرّي المواقف بكل جرأة . .ويكشف عن أعمق مواطن الخلل في الذهنية العربية . . التي كانت تقود الأمة خلال تلك الفكرة .. بغية التوصل الى أهداف جديدة. . وتحديد نظريات فكرية مبتكرة.. تتلاءم مع الواقع المعاصر الذي يعاني الاضطهاد .. والقهر.. ويستباح من قبل أعداء أمتنا.

وكذلك . . إنه تراثنا السياسي بكل ما ينوء به من ظلال الفساد أو الجريمة. . علينا أن نتفحصه. . وننقب في أوراقه الصفراء لدراسة الشخوص . . وأفكارها. . وأحلامها. . ومدى انتماءها الى الوطن والعقيدة والذات. .

إن القضية هنا هي إعادة بناء الذات من الداخل. . فقد تحطمت معاني في داخلنا. . وتهدمت أحلام جميلة . . وأصبحنا الآن نصافح الأيدي المخضبة بدماء شهداء الحروب. . ونتحاور معهم. . ولكن هناك خلف الحوار ما زالت كلمات تنزف. . وفي العيون ما زالت تبرق نوايا خفية تحلم أن تلتهم الشطآن والضفاف وتبيد في أعماقنا وردة النضال والتمرد والثورة. .ولذلك . .

نحتاج الى إعادة بناء الذات العربية. .وأن نُعمق هذي العلاقات الإنسانية بين العرب وأخيه العربي. .حتى يصبحا معاً قوة روحية ومادية في مواجهة الآخر المتحفز للانقضاض دوماً.

إن الكاتب يسرد الوقائع. . أموال . . دماء . . اغتيالات . . مطامع عدو يحيا في حياتنا. . ويحاول أن يزحف الينا ويغزو الفكر. . ويخلخل البنى الاقتصادية ويدمر الكيان الاجتماعي ويسلبنا هويتنا.

وقد يلجأ في ذلك الى تحويل الإنسان كشيء يُباع ويُشترى ويتاجر في أحلام الآخرين . . حتى يتلصص على إنجازاتنا الحضارية وقدراتنا العلمية ويخرب حتى النهاية.

ربما سقط البعض في براثن تلك الشباك الجاسوسية للموساد الإسرائيلي . . ولكن هناك من يقف يفكر . . ويتأمل . . ويتدبر . . ويناضل ضد القمع الإسرائيلي والفكر المخرب.

إن الكاتب قد تخصص حقاً في تسجيل قصص الجاسوسية . . وتميز ببراعة أسلوبه الشيق والتحليل الدرامي للأحداث. . وكذلك الصدق في التوثيق وطرح الرأي المستنير والفكرة العلمية الجديرة بالدراسة والبحث.

وهنا في هذه القصة الدرامية الخطيرة . . يشهر الكاتب سيف الإدانة ليس الى الموساد الإسرائيلي وحده . . وإنما أيضاً الى بعض الأنظمة العربية. . التي تمارس سيطرة القمع على أبناءهها فتشق بذلك جسور الولاء . . وتحطم في الروح قوى الانتماء العريق. . فيصبح الفرد مشوه الروح.. مجهول المستقبل . . يمشي في أرض من ظلام وظلم. . ويصبح من السهل أن يبيع ذاته ليس لإسرائيل. . وإنما أيضاً لشيطان الإرهاب والدمار.

الكاتب فريد الفالوجي لا يسرد حكايات الجاسوسية لتشعر باللذة الذهنية . . أو تُسجى وقت فراغك. . وإنما لتصحو . . وتدرك .. وتبحث . .وتعرف . .وتكون على حذر دائماً أن تقاوم في الداخل شياطين الظلم والإرهاب.. لتصبح أكثر قدرة على النضال من أجل وطنك ضد الأعداء في الخارج. ولو حولوا الثرى تحت أقدامك الى ثراء. . فأنت عظيماً في رفضك. . وقوياً في مواجهتك. . وانتماءك الى تراثك. . وأرضك. . وبلادك.

هذا ما يبحث عنه الكاتب أن يعيد الينا صدر الماضي . . وصفحات التاريخ لنتألم. . ونفكر ونتعلم الكثير والكثير.

أتمنى أن أكون قد استطعت تفسير ملامح هذه الكتابات . . التي تعد بحق سلسلة من الكتب السياسية الباحثة في أعماق الإنسان بصورة عامة.

وتحية حب صادقة لهذا المجهود الرائع الذي يثري المكتبة العربية .

ناريمان الشريف 01-06-2018 12:53 AM

في الستينيات من القرن العشرين، كان الصراع على أشده بين القوتين العظميين، الاتحاد السوفييتي وأمريكا، ولم تكن هناك فرصة، ولو ضئيلة، لالتقاط الأنفاس داخل أجهزة مخابرات البلدين.

كان هناك أيضاً سباق محموم في تكنولوجيا التسلح، لأجل السيطرة، والتفوق، والتميز، والهيمنة.

فالسوفييت يلعبون بأوتار أحلام دول العالم الثالث، وتطلعاتهم نحو الاستقلال الاقتصادي والرخاء. والأمريكان، والغرب من خلفهم، يسعون للحد من المد الشيوعي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، ويعملون على التغلغل داخل رؤوس قاطني الكرملين، هؤلاء الكهول ذوي الوجوه الجامدة الغامضة.

وكان من المنطقي، تبعاً للعبة المصالح، أن يتحول التنافس بينهما الى حرب خفية، يديرها رجال أذكياء مهرة، لاستكشاف نقاط الضعف والقوة، وصنع المستحيل للوصول الى أسرار الخصم.

فمنذ أن ضرب الأمريكان اليابان بالقنبلة الذرية، والروس لا ينامون أو يستقر لهم بال، وسعوا بشتى السبل للحصول على أسرار تلك القنبلة، وتصنيعها، الى أن تمكن روز نبرج، الشيوعي الأمريكي، مقابل ألف دولار، وبمعاونة زوجته، من سرقة ملف كامل عن المعادلات الكيميائية المعقدة، وتصاميم القنبلة، وسلمه للروس عام 1953 إبان حكم ستالين، ووفر عليهم بذلك سنوات طويلة شاقة من العمل والبحث والتجريب.

ولكي نتخيل ماهية أجهزة المخابرات في الاتحاد السوفييتي وأمريكا، ومدى ضراوة الحرب السرية بينهما، وأخطبوطية القوة فيهما، يجب أن نتعرض أولاً لإمكاناتهما البشرية والتقنية، وقدرة كل منهما على اختراق الآخر، وبالمقارنة بينهما ستتضح لنا الرؤية الحقيقية في النهاية.

فجذور المخابرات السوفييتية ترجع لأيام القياصرة، الذين أنشأوا ما يسمى بـ"البوليس السري" القيصري – شيبيكا – لحماية العائلة والنظام ضد الأعداء، وهم الشيوعيون، ثم انقلب الأمر بعد الثورة الشيوعية عام 1917، إذ انحصرت مهمة "شيبيكا" في مطاردة بقايا الأسرة القيصرية، وأعداء الشيوعية في الداخل، ومعارضيها الذين تمكنوا من الهرب الى الخارج.

ناريمان الشريف 01-06-2018 12:54 AM

ففي الداخل، تحولت البلاد الى ما يشبه معتقل كبير، وفُرضت حياة ونُظُم ومبادئ وجب على الجميع احترامها، وغص سجن "لوبيانكا" بالمغضون عليهم، وفي أقبييته وسراديبه كان المسجونون يغرّزون بالإبر تحت الأظافر، وفي الأماكن الحساسة، وكذا تخلع الأسنان بالكماشات، ويحبسون داخل أقفاص حديدية تتحرك قضبانها بواسطة تروس، فتضغط الأجساد وتطحنها عصراً، وتُقذف أوصالهم للكلاب. . وكان الجلادون يفخرون بقدرتهم على انتزاع اعترافات السجين بسهولة، حتى ولو طلب منه أن يعترف بأنه "ملك السويد"، أو رئيس الولايات المتحدة.

وفي عام 1954 جرى تطوير جهاز البوليس السري وتطهيره، وتصنيف إدارته وأقسامه، وأطلق عليه جهاز المخابرات السوفيتية k.g.b.، وتضاعفت أعداد مخبريه وأفراده، للدرجة التي قيل أنه من بين خمسة أفراد كان يوجد "مخبراً"، وبلغ عدد الموظفين به الى نصف مليون موظفاً، وأكثر من مليون عميل وجاسوس. أما الميزانية السرية للجهاز فقد تجاوزن وقتها العشرة مليارات دولار، للإنفاق على العملاء والعمليات والتطور التقني المذهل.

لقد سبقت الـ k.g.b. سائر أجهزة المخابرات العالمية، وتفوقت عليها في تقنية التجسس، وأساليب التخابر، وفن الجاسوسية الذي يدرس في أكاديميات متخصصة، وكانت المخابرات الأمريكية c.i.a. دئماً تسعى للحاق بها، وتستنزف في مواجهة نشاطها المضاد، واختراقاتها الأسطورية، إذ كانت الـ c.i.a. تحظى دائماً بالاهتمام الأعظم، وبالأولوية في عمل ونشاط الـ k.g.b. التي زرعت بأمريكا نفسها آلاف الجواسيس والعملاء، الذين امتزجوا بالنسيج الأمريكي في مهارة، جعلتهم ينقلون لبلادهم ابتكارات وتقنيات وأسرار استراتيجية غاية في الخطورة.

ناريمان الشريف 01-06-2018 12:56 AM

ولسنوات طويلة، اشتعلت حرب المخابرات والجاسوسية بين القوتين العظميين، وكان لا يكاد يمر شهر دون أن تقوم واشنطن بطرد دبلوماسيين سوفييت، تبين تورطهم في عمليات تجسسية، فترد موسكو بذات الأسلوب. بل إن عواصم الدول الغربية، تحولت هي الأخرى الى ميادين حرب سرية بين الجهازين العملاقين، وبرع رجال الـ k. G.b في اختراق نظم السرية والأمن، للسفارات الأمريكية في العديد من الدول، بواسطة نساء جميلات بارعات ماهرات، أقمن علاقات مع الحرس الأمريكان، فتحولوا الى جواسيس على سفاراتهم.

وعملية اختيار الجواسيس في الـk.g.b. تعتمد على تفريخ عدة معاهدة متخصصة، تقوم بتأهيلهم نفسياً وبدنياً وتقنياً ولغوياً على أعلى مستوى، ويكون اختيارهم للعمل داخل الدولة، أو خارج حدودها، طبقاً للمؤهلات الثقافية والعصبية لكل عميل.

أما المخابرات المركزية الأمريكية c.i.a.، فلم يكن لها وجود قبل الحرب العالمية الثانية، إذ كان هناك ما يعرف بمكتب الخدمات الاستراتيجية، وكان دوره محدوداً وقاصراً، ويفتقد الى الرجال الأكفاء والخبرة والتقنية، للدرجة التي أدت باليابان الى ضرب الأسطول الأمريكي في "بيرل هاربور" عام 1941، فمرغت كرامة أمريكا، التي لجأت لاستخدام القنبلة الذرية انتقاماً لكرامتها.

حينذاك .. لم تكن هناك تقارير تحليلية، أو تنبؤات محتملة، أو حتى أجهزة إنذار مبكر، ولذلك، أصيبت أمريكا بشلل تام في العقول، والتفكير، على غرار ما حدث في 11 سبتمبر 2001، وجاء الرئيس الجديد هاري ترومان (1945 – 1953)، فأسس جهاز الـ c.i.a. ، في سبتمبر 1947، وولى "آلان دالاس" رئاسته، فقفز به في غضون سنوات معدودة، الى قائمة أشرس أجهزة الاستخبارات على سطح الأرض، وأقواها.


إلى اللقاء في الحلقة التالية
قراءة ممتعة

ناريمان الشريف 01-06-2018 04:47 PM

فماذا فعل دالاس (2) .. ؟
لقد تم اعتماد ميزانية ضخمة ، سمحت للجهاز بتوسل التكنولوجيا المتطورة العالية، واستيعاب 250 ألف موظف وعميل، انتشروا في سائر المعمورة فحسّنوا من فاعلية الجهاز وقوة تأثيره، ليُسقِطَ حكومات في جواتيمالا والكونغو وقبرص وإندونيسيا وإيران، وتندرج تحت أعماله "القذرة" تصفيات جسدية لرؤساء الدول، الذين "انحرفوا" عن الركب الأمريكي، فقد تم إعدام الرئيس الدومينيكاني "رافائيل تروجيللو" أمام قصر الرئاسة، بواسطة متفجرات حوتها الحقائب الدبلوماسية المغلقة، ومشى "هنري ديروبورن" القنصل الأمريكي – مخطط العملية – وراء نعش القتيل نيابة عن الرئيس جون كيندي، الذي في عهده أيضاً، اغتيل الرئيس الفيتنامي "نجودين دييم" بذات الوسيلة، بعد محاصرته في قصره، لأنه عارض تدخلات أمريكا في شؤون بلده.

الرئيس جون كيندي نفسه، لم يسلم أيضاً من جبروت جهاز مخابراته، إذ اغتيل جهاراً نهاراً وبتخطيط شيطاني، مازالت أسراره مكتومة الى اليوم. حتى الزعماء الذين نادوا بالاستقلال وبالحرية، طاردتهم المخابرات المركزية وتعقبتهم، وحدث ذلك في بوليفيا للزعيم الأشهر "تشي جيفارا" ، بينما نجا "فيدل كاسترو" من عشرات المحاولات لاغتياله، كذلك العقيد معمر القذافي الذي تحدى غطرسة الأمريكان والحصار الطويل.

ومن أبرز أعمال الـ c. I.a. القذرة، تعقب "العقول" وتصفيتها، كما جرى مع عالمة الذرة المصرية "سميرة موسى" عام 1952، والكاتب المكسيكي المشهور "إلما بويل بوينديا" الذي هاجم الدور الأمريكي المشبوه في أمريكا الوسطى، واشتراكها مع الموساد في اغتيال الطيار العراقي نقيب شاكر يوسف، وزميله حامد ضاحي، اللذين رفضا خيانة وطنهما برغم شتى الإغراءات. "سيجيء تفصيل ذلك بعد قليل".

وبامتلاك الاتحاد السوفييتي القنبلة الذرية، والرؤوس النووية للصواريخ عابرة القارات، وأسرار حربية يجهلها الأمريكان، سعت الـ c.i.a. لإماطة اللثام عن الابتكارات العسكرية السوفييتية، والوقوف على مراحل ومدى القدرة العسكرية والاقتصادية لروسيا، واشتدت حروب العقول السرية بين الدولتين لتصل الى الذروة في أول مايو عام 1960، عندما وقع حادث غريب هو الأول من نوعه.

ففي ذلك العام أسقط السوفييت طائرة تجسس أمريكية طراز u-2 (1)، التي تضم أحدث ما وصل اليه العلم من ابتكارات، أهمها كاميرات غاية في التعقيد، تلتقط الصور على ارتفاع آلاف الأميال بدقة متناهية وبوضوح مذهل، بينما تطير بسرعة ألف كيلو متر في الساعة.

كان قائد الطائرة – النقيب فرانسيس جاري بورز – مطمئن للغاية وهو يحلق في أجواء الاتحاد السوفييتي، فقد طمأنه رؤسائه أن لا الصواريخ ولا المدفعية المضادة تستطيع أن تلحق بطائرته الأذى. وبالرغم من ذلك، شملت أدواته الى جانب المسدس، كبسولة صغيرة معبأة بالسم، طلب منه أن يتناولها عند اللزوم. لكن بورز لم يفكر بالانتحار، وهو يقفز بالباراشوت ويمسك به الأهالي، ويعترف للسوفييت بأنه طار فوق أجوائهم مرات عديدة من قبل، وكانت مهامه الأساسية هي الحصول على صور لمواقع الصواريخ، والمطارات التي ترابض بها طائرات "ميج 21". . بالذات. (!!)

ناريمان الشريف 01-06-2018 04:48 PM

وكان السؤال:

لماذا الطائرات ميج 21.. ؟
ولماذا لا تكون طائرات السوخوي الاعتراضية Su-11 .. ؟
أو طائرات سوخوي المقاتلة STOL . . ؟
أو قاذفات توبولوف TU-16، التي طار تشكيل منها مكون من 54 طائرة فوق موسكو يوم الطيران السوفييتي عام 1959. . ؟

وفي الولايات المتحدة كان حادث إسقاط الطائرة U-2 (1) محيراً، فالطائرة بارتفاعها الشاهق كانت بعيدة عن صواريخ السوفييت الأرضية، وعن مجال صواريخ طائراتهم الاعتراضية أو القاذفة، ذات المدى المحدود في ذلك الوقت.

وبرغم تشكيك الأمريكان في قدرة السوفييت العسكرية، ظنوا بأن الطائرة ميج 21 – المجهولة بالنسبة لهم – أدخل عليها السوفييت تقنيات جديدة معقدة، فتفوقت بذلك على طائراتهم سكاي هوك SKY HAWK والفانتوم PHANTOM، بل وعلى الطائرات الفرنسية ميراج 3 MIRAGE – III – C الجبارة.

وفي الوقت الذي تأزمت فيه العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خاصة بعدما قرر الرئيس الأمريكي "دوايت أيزنهارو" – (1953 – 1961) – أن الطيران فوق الاتحاد السوفييت هو من صميم السياسة الأمريكية، كانت المخابرات المركزية تسعى للتوصل الى أسرار تلك الطائرة الخرافة – ميج 21 – مهما كلفها ذلك. وكان من صميم عمل الـ C.I.A. أن تظل الولايات المتحدة في الصدارة عكسرياً، وسياسياً، واقتصادياً، وعلمياً. لكن التفوق السوفييتي في مجال الطائرات الحربية، كان يشكل كابوساً مزعجاً، ليس لأمريكا فحسب، بل لدول حلف الأطلسي، ولإسرائيل أيضاً.

فبينما تمد أمريكا إسرائيل بأحدث مبتكراتها التسليحية، لتكون لها اليد الطولى في الشرق الأوسط، زوّد السوفييت كل من مصر وسوريا والعراق بالطائرة – ميج 21 – فقلبت بذلك ميزان القوى عن آخره في المنطقة، ولوّح العرب بقوتهم وسيطرتهم على الأجواء، وبأن يدهم ستطول إسرائيل، وتقذف بها الى البحر.

هكذا تحولت منطقة الشرق الأوسط الى حلبة صراع بين القوتين العظميين، واستعراض للقوة التسليحية بين الشرق والغرب. . حيث كانت هناك رغبة ملحة، وجامحة، للحصول على إحدى طائرات الـ "ميج 21"، تهديها إسرائيل لأمريكا، من خلال تجنيد طيار عربي مغامر، يقبل الهرب بطائرته الى إسرائيل مقابل مليون دولار.

لكن . . قبلما نخوض في الخطط المخابراتية المشتركة بين الموساد والـ C.I.A. لاختطاف الميج 21، أرى أنه من الأصوب أن نستعرض أولاً تلك الطائرة اللغز، وقدراتها القتالية والمهارية الخارقة، التي حيرت العقول في أمريكا وإسرائيل، ودول حلف الأطلسي.

فالطائرة المقاتلة – MIG – 21 – حقق بها السوفييت أرقاماً قياسي لم تكن مألوفة من قبل، واعترفت بها المنظمة العالمية للطيران، إذ طار الكولونيل جورجي مرسولوف بطائرة من طراز – E-66 – وحقق بها معجزة عالمية للسرعة في أكتوبر 1959 ، مقدارها 2388 كيلو متراً في الساعة، طوال مسافة 15 الى 25 كيلو متر. وكانت الطائرة مزودة بمحرك توربيني نفاث، من نوع TDR MKR 37F.

وفي 28 أبريل عام 1961 تمكن موسولوف أيضاً أن يصل الى ارتفاع خارق، حطم به الأرقام العالمية، وبلغ 113.892 قدم، أي 34.714 كيلومتر – وهو رقم تعجيزي لم يتحطم أبداً لسنوات طويلة – عندما زُوّدت الطائرة بمحرك صاروخي إضافي مساعد. وخلال عرض جوي بمطار "دوموديدوفو"، قامت الطائرة ببيان عملي للإقلاع، وتفجرت مفاجأة صاعقة للعقول العسكرية في الغرب، عندما أقلعت الطائرة بعد مسافة جرى على الممر 150 متراً فقط، في حين أن الطائرتان الأمريكيتان سكاي هوك وفانتوم، تلزمها على التوالي مسافة 1445، 1525 متراً للإقلاع، أما المقاتلة الفرنسية – ميراج 3 – التي كانت تتباهى إسرائيل بامتلاكها، فكانت تحتاج لمسافة 1600 متراً لكي تقلع.

ناريمان الشريف 01-06-2018 04:55 PM

ليست هذه فقط كل ميزات الطائرة السوفييتية، فقد حققت أرقاماً قياسية أخرى مثيرة، اعتمدتها المنظمة العالمية للطيران، كالرقم القياسي للطيران بسرعة 2062 كم / ساعة في دائرة مغلقة طولها 500 كم، بقيادة الآنسة "مارينا سو لو كيافا"، ورقم قياسي آخر للطيران بسرعة 1298 كم/ساعة، في دائرة مغلقة طولها 100 كم حققته الطيارة "لدازا يتسيفا". وبلغت أقصى سرعة مستوية للطائرة 2 ماخ ، وكانت مقدار النصف، في ذلك الوقت، عند السكاي هوك، و 1.4 للفانتوم، و1.5 للميراج.

أما قياسات الطائرة الميج 21، فكانت أبعادها بالإضافة لإمكاناتها المذهلة – نقطة أخرى تضاف الى ميزاتها، ولغز تصنيعها العبقري المحير. إذ كان عرض أجنحتها 7.60 متر، وطول جسمها 16.75، وهو ما لم يتوافر لطائرات الولايات المتحدة العاملة أو طائرات فرنسا.

لكل ذلك. . تحولت الميج 21 السوفييتية الى لغز الألغاز، وتقف طائرات حلف الأطلسي أمام جبروتها عاجزة، مريضة، لا تقو على مجابهتها، أو الالتحام معها في معركة جوية. فالطائرة صممت كطائرة قتال قاذفة واعتراضية، يتمكن طيارها المتمرن من التحليق بها خلال ثلاثون ثانية فقط، واعتراض طائرات العدو والاشتباك معها بعد ارتفاعها مباشرة عن الأرض، وتمتلك قدرة عجيبة على الدوران في سرعة خارقة، وفي أي اتجاه، مما لا يتوفر لأية طائرة أخرى، بالإضافة الى سرعة انقضاضها المذهلة مع دقة الإصابة.

لكل هذه الميزات التي كانت موضوعة بين أيدي الطيارين العرب، وتفتقد اليها إسرائيل، كانت هناك رغبة عارمة، وتصميم أكيد، على تكشّف أسرار الميج 21 عن قرب، فقد رجحت كفة العرب بامتلاكها، واختل ميزان القوى في المنطقة، وتصور حكام إسرائيل أن نهاية دولتهم أصبحت وشيكة، إذا ما أقدم جيرانها على ضربها.


الساعة الآن 11:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team