![]() |
|
* إليك عن بعضي أنقب عن ذات فقدتها حيث يروم الشمس هبوب المغيب .. فوجدت بقية مني ملقاة على رصيف مهجور في زقاق منسي من القمر .. أو تعلم أني بت كدندنة غير مكتملة على شفير حنجرة تحتضر ..! ليتك تدرك فحسب .. أن الدروب نهشتها أبواب الظلام .. وأن الحلم مابرح غير تنهيدة ليل .. والطفلة التي عدت وراء ظلك ضاحكة .. قد انتابها التعب فغفت على رصيف قلبي .. تحلم بحورية تنتشلها من قسوة قوافيك .. طفلة خائرة الحلم .. بتاج من الطهر .. وأنفاس كالحرير .. لكم جلست على ضفة ذاك النهر .. بجانب مصب الحياة أرقب مركب لصياد لا يعيقه صراخ الريح .. ولا عبوس الموج الغاضب .. بقي من زمني .. أيام .. وربما أعوام .. ولم أنحت ظلي على جدار المجهول .. لم أكتبه ليبقى مهيب المكث .. وما اندثر من ذراتي في كنف الهموم , كنت تنبشه بسيل من الأوهام .. صنعت مني قصيدة تنطقها شفة التسويف .. جعلتني أكابد نفرات الحنين , وأنا في قلب عاصفة لا تشفق على هزالي .. عند النهر .. وبعد رحيل الإعصار جاءني مركبك .. وكهيئتك المنحنية حيرة كان شراعك يتخبط ويتكسر .. لا أبالي بالمقت وإن هب علي من أنفاس الليل يشيعني إلى مثوى الفزع .. لا أعبأ وقد عبرتني سفينة بيضاء ظننت ربانها أميري , أشار لي وابتسم , وأخذني بمعيته على متن سفر لا يجنح في قلب الخيال .. وسط الحلم تائهة أنا .. وأنت لست سوى بسمة واهنة خرساء في وسط الضباب .. فدعني أجد في البحث عن بقيتي .. وإليك عن بعضي .. فقد أزف شروق الشمس وحان لي أن أقتطف منها ما ضاع مني ... ....................., |
* أن تتجمر أوردتك بي .. فلا يكفيني إنطفاء حزنك حين ألثم عبوسك وأرتكب اللين معك كي تستكين .. ولا أن تطلقني كطير كان حبيس قفصك الصدري .. ويشقشق بالحزن ذات مغيب .. حنانيك .. واسمع صوتي , وليتك لا تواكب اليأس مغمض العينين والشجار يقودنا إلى قرى طينية بالية الجدران في الروح .. ولا تشرق الشمس على طرقاتها الموغلة بالرمال .. قرية . سكانها بملامح حجرية , والصبح في مداها مشوها وغاب عنه أن يكتمل أو يضئ .. أطفالها .. طاعنون في العبث , كمخلوقات تنبش الهدوء رويدا فتصنع دمى فوضوية هي السائد في سكان كالأصنام , وكبيرهم يأكل التمر ولا يغرس النوى .. وحكيمهم زائل العقل يترنح بفلسفة حمقاء .. رويدا بي , فقد نسيت قلبي في صدرك , وهدبي بات معلقا على عينيك , رويدآ ودمي الذي يسير في عروقك أعلن للتو أن جسدي مات في غيابك وغُيب .. تمهل .. وارفق , فعاداتي الثمينة لا أمارسها إلا بحضرة ملك يتكوم على كتفي ويخط صحيفة أرنو لأن تكون بيضاء طاهرة .. وإن أدركت موكب اللوم الذي بات على مقربة من استعمار الكلمات .. فلا تتردد وقلها علانية .. كي أخلع ملامحك من وجهي .. وأنزع عن أوردتي دماء طالما أحرقت شراييني .. كن بي رؤوفا ..لن أوصد نافذتي المطلة على بساتينك والتي تجوبها ريح القنوط , وقد أرصدها وهي تنسل إلى رابيتي وتقتل زهور الفأل .. لن أغلقك من وعيي .. فانتباهتي لا يكتمل تعقلها إلا حين ترتشف من مثولك في حواسي .. وعبورك لحناياي .. تمهل سيدي .....,! |
* حفنة ضوء في كفيك .. وفراشة تجثم على نظرات علقتها أنت على مشجب المدى .. ولا يخطر لمن يخبز الضجيج الطازج على ناصية الليل أنك تسكنني بمنأى عن فوضاهم .. أشتاقك كالعائدة من دروب سجنت خطواتي في أزقة الظلام .. خائفة .. ولا أعتمر سوى تمتمات للسكينة تكاد أن تكون كظيمة .. ولا تلقي بضوئك على دربي .. بل تطلق عنان أجنحتي أنا المتهدجة بترتيل الغضب .. نتوقف قليلا في حلول النبض الذي مر بي وبك .. فأمست خفقاتنا مزيج للحياة .. ولا نتجادل .. نصمت ونشيح بغضبنا هنيهة وقد يعود الحزن ليلقي علينا بآخر لعناته .. كل الخيال الذي قطفته من حقل الانتظار ليليق بمكثك .. هاهو يلوذ بجمجمتي مجددا .. ويأبى مجاراة قهرك .. كذنب هام على وجهه في إثر الطيش وعاد بحفنة من الندم .. والفراشة لم تك لتدنو .. وتحترق .. فقد تذكرت أن نسيت أجنحتها عند أطراف أصابعك .. واستحمت في لجة ظلام .. فلا تنال الضوء .. ولا تقدر على التحرر .. |
* شاحبة متردية الخطا .. شاحبة والقلب نائم بين أضلعي يخفق بثلة من الكوابيس ويصرخ .. يتلحف بوجهك المندس في نبضاته عنوة .. كغطاء من حرير خشن .. دهليزي .. جائع لخطواتك .. ظامئ بالسكون إليك .. وهكذا أمتثل .. خالية من الحياة لأشباح تنظر إلي وتغتابني .. تدحجني .. من وراء الجدار ذا النتوء الأصفر .. سأحزم بقاياي اللحظة .. وأرحل .. إلى عالم خرافي الضباب .. والعذاب .. إلى الموت .. سأهب إلى هناك .. عل روحك تناجيني من تحت الثرى .. أو لعل ساعدك ينتشل جسدي الخرب .. يكفكف الموت عنه .. بلهج خشوع من شفتيك وأمنية .. وإن جئت لي جلاد بقسوة قلبك .. وأن أتيت بحفنة لوم تنبش بها موتي .. لا أعبأ حينها بالغياب .. لن يضيرني الغرق في موج الصعاب ؟؟ حقآ .. لا أكترث .. لأني أكون حينها بت من الأموات .. |
http://www7.0zz0.com/2010/11/27/01/220607341.jpg * يا عذابي .. كتبتك ذات حرف .. ونقشتك حيرة على جدار صدري .. فلا تتوانى عن التفرد بسطوتك .. لا تندم .. أو يقشعر بدنك .. لأني أؤمن بأن النهاية وشيكة .. وتسقط على أهدابي .. يبثها صوتك المحتقن بالزفرات .. جدير أنت بثمن باهظ من عتابي .. حري بك أن تلتفت لتنهداتي .. وعبراتي .. أنا المتخبطة بخيوط من تشرذمك وأكاد أن أختنق .. أنا المعجونة من طين لازب وماء مسموم من المصائب .. أما كفاك أني أحبو بحياة هزيلة على تلال حكايتنا ..! أرجوحتك المائجة بالصلف ألقت بي على حجارة الموت .. جراحي أُثخنت .. ونزفي لا تجديه حجامة .. وأطالبك برفق : حنانيك .. وأجاهد موتي .. أماطله لأحيا من أجلك .. ومالي سواك نديم .. يامن بالشوق أنت وخيم .. تذكرتي أنت .. إما للنعيم أو الجحيم .. أنت .. ثوبي الأبيض في ليلة زفاف .. أو كفني الذي لا يغطي مني الأطراف .. فاختر وانتصف لي منك .. أو دعني أموت بسلام .. |
http://www8.0zz0.com/2010/12/12/00/792661036.jpg * بأي قلب أتيتني ..! قلت لي : ""سيدتي .. سأعبر بك نحو الضفة الأخرى من الحديث .. ولن أمهّد لك العبور نحو الطرف الآخر من النهر .. سأقف أمامك بعد كل هذا الركض.. وأنفاسي متقطعة متهدّجة .. ربما سأعود منكسراً وقد لا أعود قد تسقط آخر أوراقي بين يديك .. وعلى ضفة النهر..حينها إما أموت أو أحيا.."" ليتك لم تحجم عن توجسك .. واستنشاق العذر في اختناق الوصال .. ليتك ما جئت .. فبأي قلب قد جئتني !! ثلاث رسائل .. وثلاثة عشر إقرار .. وحوار مبتور العنوان .. وكأننا كنا نحدث المجهول عن أحلام خرقاء .. لم أقترف ما يوجب هذا الحشد على أعتاب زمني .. وأنا التي برأت إلى الباري من هاجسهم .. تملصت من هذيان قلوبهم .. انظر إلي .. إلى ترنحي .. واعقد منديلك على جرحي .. وابتعد .. فمازالت أظفار الموت مغروسة في صوتي .. تنحى عن دهاليز قاتمة الجدران في حجرات حاضري .. كظيمة الظلام في الوحل الذي يتماوج على طرقاتي .. لا أبالي إذ كنت تراوح الريح في نبضي .. أو تبارح صوت الشمس في عروقي .. سقيمة أنا .. كليمة على شاطئ عُج بأشباح الماضي .. وهمهمات الزمان .. لم أستنكف الوجع وقد رافقني على مضض .. وتعددت المساءت بغيومه .. حتى استلهمت منه جلدي .. لست بمنأى عن الحياة .. غير أن رمق المصير أوهن محاجري فتعلقت قشة من الموت بأهدابي .. لست أسألك المغادرة دلالا .. ولكني أُقصيك عن شواطئي المبعثر عليها جثامين المحار وأرواح اللؤلؤ القتيلة .. آه .. كم تُزهق أنفاسي الذكرى كل فجر وأخالها لا تعود إلى صدري .. وإذا بي أستنشق زفير البقاء مجددا لأعاني .. أن أُطيعك يعني أن أجهز لك مزارآ بجانب لحدي .. لترقص رجفاتك عليه ذات عبور لي صوب البرزخ .. يا أنسامك الآتية من شرق حقلك لتداعب أرض جرداء من قطرات الحياة .. يا ظل ترامى على خميلتي الذابلة وأراد أن يصفع الشمس كي لا تمتص نضارتي .. تدثر بحزني وأخبرني عن عدد أنفاسي الباقية .. ونبضات قلبي الذاوية .. التصق برعشتي وقل لي .. ما لون الفأل فيها .. أمازال يشتد سوادآ على معصمي ..؟ لا تبرحني قبل أن يمتعض قلبك من رحيلي القادم .. وقيل أن تطلق رصاص وصالك على جسد بات خاو من الأمل .. ترو .. ولا تدنو أكثر ..!! |
* رسالتك المذهلة إلى قلبي .. وجدتها بين ثنايا الليل .. مخبأة تحت ملامحك التي وشمتها على جدراني .. كانت مصففة بعناية .. وبقية من عطر رجولي فاخر علق فيها .. شممتها ثم شرعت أصابعي تنفض طياتها بفوضى ..قلت فيها : (( سيدتي .. آسرتي .. مليكتي .. كل شيء يبدأ في الحياة بقطرة .. ربما هذه القطرة تتكور وتصبح مطرا .. أنا هكذا فعل بي قلبي معكِ .. بدأتك بشغف وتمسكت بك حتى عند هروبك مني.. كنت أطارد بقاياك في كل الزوايا .. كنت أتشمم عطرك وبقايا شعرك.. فعلت هكذا حتى عند النوم والصحو .. كم كانت عباراتكِ شهية .. ومدلهمة الرسوخ في ذاكرتي .. قلتِ لي يومآ تصفين بوحي (كالربيع الطازج) , هذه الجملة تعلقت فيها لأنها أدهشتني .. أركتني , وشعرت أنك تلازمين قلبي دون أن تعلمي.. كنت أخبأكِ بين أوراقي .. بين جداول أنهاري المسجاة بين أصابعي.. همست لك كثيراً وتحدثتُ إليك.. تجادلتُ معكِ وتشاجرت .. وعندما أشعر ببردكِ كنت أدفئك من زمهرير الأيام وأغطي تفاصيلكِ حتى مني.. تقاسمت الحزن معك دون أن تحيطي بي علما .. مارست معك أقصى التقشف أمام الناس حتى لا يحسدونني عليك وخشية أن يأذونك.. لفحت الريح بيدي عن عينيك حتى لايصيبهما القذى .. فعلت كل ما أستطيعه وأتمناه وأنت بعيدة عني .. أما الآن .. فلم أعد أخاف عليك من الناس او من نفسي .. فانت تسكنين وطن بداخلي لن يتمرد علي ماحييت.. ولكني أخاف عليكِ من همسة عابرة من ربيع قادم او خريف يخدش يديك أو جسدك.. نعم ..وطنك أنا وسماء تستظلين بظلها وحصن تقبعين بأعماقه .. ودرع يقيك أنياب الحياة .. حبيبتي ,, لتعلمي يافاتنتي أنك حلم يسكن حدق النبض داخل حروقي .. فإن لم أكن وطنك فلا تستحقي العيش بداخلي.. لأنني ببساطة اعشقك )) هكذا كنت تدهشني وتغرقني بشتات لا ينجلي مع مرور الزمن .. .................... |
* قلت لي .. - أين تريدين أن تختبئي بي ؟ أجبتكَ أناوشك كطفلة مشاكسة : ماهو أكثر مكان بين حناياك دفئآ ؟ - سأضعكِ بين قلبي ونبضي .. هل يرضيكِ هذا ؟ - ولكني شديدة الحراك .. سأزعجك .. - لا عليكِ .. سأكون بمعيتكِ أهدأُ من روعكِ وأبث الطمأنينة من حولك .. - لكني أخاف الوحدة والوحشة .. - لن تكوني وحدكِ أبدآ .. فمعكِ كل أحاسيسي وخفقاتي .. سأنشرها بين يديكِ .. ستكون لكِ وحدك .. - أخاف أن يأتي يوم وتقسو علي .. وتقتلني .. - مستحيل .. أنا من يخشاك ويخافك .. _ أنا ؟ تخافني أنا ؟ - لكنه ليس خوفآ من النوع المفزع .. - ربما تخاف المجهول الذي أحمله على كتفي ..! - بل هو الضباب .. - ولكن حتى الضباب به من الجمال الكثير .. - ومع ذلك يبقى مخيف يختبئ خلفه مصير مبهم .. وقادم أحيانا مرعب .. - لماذا أنت متشاءم ؟ - لست كذلك , أحيانا نعشق الحياة وأحيانا كثيرة نكره كل شي يمت للواقع والحقيقة .. - شئ طبيعي هذا الإحساس .. وكل إنسان تقريبا يمر به في لحظات الألم .. - الغريب أننا وسط هذا العصف نحاول أن نحافظ دائما على صورنا نقية بيضاء .. لنسرقها من العتمة وننشرها في الضوء الآت من الزمان .. - جميل ما تقوله .. أكمل .. - المشكلة أنه يحدث في بعض الأوقات أن تتكسر أشياء تشبة الزجاج بين أصابعنا ومسافات رحيلنا .. ثم ننهمك بإخراج الشظايا من أيدينا ونترك صورنا أو ننساها بين العتمة والضوء .. فقط يهمنا حينها أن نتخلص من صورة الألم في أصابعنا .. - رائع .. وأين أنا وسط هذا الإنهماك ؟ - أنتِ صورة أسعى لأن أنزعها من كل هذه التشوهات والإلتواءات ..لأبحث لكِ عن منفذ ضوء آخر .. وبعد تنهيدة مريرة قلت : أنا محاط بكثير من الألم كمسافة تنقلب على متنها شاحنة ضخمة من المعاناة .. وصورتك المضيئة .. تراودني بكل تجلي بعد ذلك .. والخوف هو أن تكرهي البقاء طويلا بين يدي .. - هذا يعود إليك .. وإلى مدى التصاقك بتفاصيلي دون تحريف .. - سأفعل .. سأحاول أن أكون شطرك الذي تحبين .. ..................... |
** ابتعد .. في انبلاج حضورك ..في تمرغك على صدفة .. كوعد من ثغر الزمان .. وغيمة هلع تجوب الحنجرة المحتقنة بالصراخ .. غيمة خرس تمطر رذاذ من تنهيد .. تعض على نواجذ النفس الهزيل تعاودني بالمكث .. تجاهر بما يضنيني .. وليس غير حفنة من الأماني الشاحبة تغويني .. كفراشات تعشق الضوء ولا منجا من بريقه غير ضربة موت تسقطها على رصيفي .. تحايلني بالصعود على أوردتي .. ومن هشيم الصمت تقتات حبات من الهوى .. أنت المطوق بأزاهيج القسوة .. المزمل ببقايا تجربة - ربما تجارب بعد النجوم .. أودت بفؤادك إلى الضيم .. قلبك المحتبي ..المتجانس مع رمادية الغدر في مساءات تماثلت للأفول .. أنت الذي توعدني ببادرة لن أصطلي بها سوى بنيران موقد جديد .. أنت من وقف على عقبي بوحه ليمد صوته إلى قلبي صادحآ : ذات موعد غريب قلت : "" سيدتي .. أذهلني وطن مترف يسكنك .. أذهلني حتى وجعك الحائر بين الصحو والنوم!!"" فما بالك توقظ الإنكسار في قحط الفأل .. وما تماديت إلا أنني أذعنت للقبول الهش .. وإلاك وعند غروب العمر أن تشدو بعشقك الأزلي .. عشق كتبته بمداد مجنون : " سيدتي وآسرتي.. لن أكذب عليك فما اعتدت أن أعبر هذا الطريق ولن أرتدي ألف قفّازٍ حتى أصل لقلبك " قد فعلت .. قد أقبلت بأصابعك تنبش جيوب قلبي عمن أحالني إلى سراب .. وصهرت الصلف إلى سائل مخثر من العذوبة الذهبية .. همس كاد أن يشنف له قلبي : " ضعيني ورقة مهترئة فوق منضدتك.. ولكن لا تفتحي نوافذك فأخشى في ذات زفرة موجعة منك أن تلفظني انفاسك خارج حجرة أيامك.." إصرارك على توخي الجرأة .. يسلبني بقية من عنادي .. فكن على دراية من ضعفي .. لن أستجدي حدق الوجع أن يكف عن التحديق بي ..أرتكب جلسة تقربني من الجدار .. أخدش رأسي بزاوية لوحة صاح بي إطارها أن أبتعد .. لن أساءلك عن لون الرحيق المدسوس في شفاه النرجس .. ولا عن غضب النخيل .. أو ذل الريحان في موعده مع النسيم .. قلبي المتيم بالوهن .. ينثني مرارآ لصوتك .. يخفض نبضه .. ثم يحدق فيك مليآ كغريب من خارج الزمان .. "" الآن سيدتي مدن تحملها أضواء خرافية متّقدة بداخلي.. تصهر أيام الركض خلفك بلحظة دفء تسحرني وما ظننتها تنجي قلبي من وهجها.. دعيني أحوم في هذه الدائرة وكفى .. بوجعك بألمك بقهرك وبوهجك بقسوتك بمرارتك بغضبك بفرحك بربيعك بمطرك بجفافك بنارك بشتائك بخريفك بكل مافيك (أحبك) "" ويحك يا هذا كم تجيد التملق والزلفة إلى القلوب الطاهرة .. كم تراوغ البياض لتدوس بأقدامك صوته الشجي وويحها الأمنيات إذا بقيت في جوار الضوء .. وذاك الطير ترتعد أجنحته الناطقة بوطن مجهول البقاع .. ينهرني صوت الآذان من مسجدنا الصغير ..أجمع بقيتي .. وحفنة من كلماتك وأغمض عليها يدي .. ثم أطلق سراحها على رأس الشجرة النائمة في باحتي .. وأتحرك بروية نحو مكان قد تبعثر في زواياه النور .. وأسجد وأقترب .. |
** بأعواد التوت .. صوت ربما .. وحفنة أنفاس ,, إلى أي منعطف .. يمكن أن تجتر أحلامي بقايا صمودي .. ؟ وهاهي الأمنيات تتجمع عند حافة الفزع .. وتلقي بجثة الفأل من شاهقها .. يعج جلدي برجفات غرسها في حواسي الزمهيرير .. ورأسي ينكفئ بتموجات صوتية وكأنها أزيز كان يصفع شتاتي .. فأمد بسبابتيّ إلى أذني كي أخرس صليلها .. لا أكترث وأنا أرمي بنظراتي المغبشة بك .. غير أنه سقيمة معذبة .. جاءني بوحك يمتطي هنيهات هطلت من سقف مثقوب للذاكرة .. " مولاتي .. يا بعد عمري .. لما كل هذا الغياب ..؟" على جسر الشمس الموشوم بأنفاس الغروب انتظرتك .. بين بساتين العنب .. وزفير الخزامى ..فوق مروج الياسمين ترقبتك كفارس مغاير .. كنت أعد أصابع الزمن وأحصي خصلات الضوء كي أزجر تأففي .. كنت أخالك رجل من زمن آخر .. أو كائن من عالم مغاير .. وأتيت .. تحمل لي باقة من الأحلام المزركشة باللؤلؤ والمعطرة بأريج المستحيل .. جئت على فرس أبيض لتقلني إلى مرافئ القمر وكثبان أورانوس .. جعلتني مليكتك .. أميرتك .. نصبتني فراشة على قناديلك .. وفي كوخ شيدته لي على دروب قوس قزح كنت تكتب لي كل ليلة قصيدة .. ذات مساء لاح من نافذة المدى كطوق ينخر خاصرتنا بأشواك الصمت .. قلت لك بعد حين من الزمان وأنت تظلل عيني بشموخك وقد طالتها أركام من الغشاوة : - لديك قدرة غريبة على أن تأخني على بساط بوحك العذب إلى خيمات المطر المنصوبة في سهول السحاب .. ثم في لحظة غضب تلقي بي إلى دهاليز الشتات فأجدني قد تشظيت إلى ألف قطعة لإرتطامي بصخور قسوتك .. هتفت تدافع عن نفسك بغطاء شاعري ينفي عنجهيتك : - لا لا .. هذاغير صحيح , فأنتِ حكاية مدهشة أحاول أن أعيش تفاصيلها بكل انتباه .. كنت تحيك بأعواد التوت أمنيات سامقة وتنسجها بزهر الريحان لتنسجني بها سيدة أحلامك .. كنت وقتذاك أقرب إليك من وريدك .. حتى بدأت تمعن في احتلالي رويدا .. فعلامك هويت بي من رأس القمر إلى صخور الحيرة .. أينك وأنا أتذكرك دائم الإطلالة عن جداري حتى في هنيهات غيابي ..! ماذا اعتراك وألم بك ..كي تزجي بي في زاوية مكشوفة من يومك .. هل هذا ما تريده وتصبو إليه .. أن تعجني مليآ بك .. وترسخني في عالمك ..؟ فليكن لك ما تريد سيدي سلام |
* حالت لفقدكم أيامنا .. ؟ بادرتني ذات مساء بهذه الأبيات : نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً، فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً، فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا سألتك : لماذا تسعى في كل بداياتك إلى مخاطبة العاطفة بي ؟ قلت : لعلي أجد لدى قلبكِ أذنا صاغية .. أجبتك بلا اكتراث : ولكن قلبي ميت .. لا يسمع .. فلايجيد الصراخ شئ في ميت .. تمتمت : يا طفلة المطر والريح .. سأزرع حولك وردآ وطيرآ .. سأجعل وجهكِ إطار ترفرف حوله أطيار أفقي .. كنت لا زلت أخاطبك بوجل حين قلت : لن تفلح محاولاتك .. فعلام تضيع جهدك هباء .. ! هتفت بقهر حينها : وأنتِ لمااذا تهربين من مشاعري .. وأنت تدركين في أعماقكِ مدى عشقي لكِ ؟ أجبتك : إنما أكره تسلق العلاقة الإنسانية بمشاعر موهومة .. أجبت بحزن : ظلمكِ لا زال مطر من نار يقصفني .. ومهما اقترفتِ من قسوة فلن أكرهكِ .. صحتُ باستهجان : هل تتابع ما قلته .. أم أنك تسايرني ؟ تمتمت برارة : متابع .. متابع وقد ارتديت ملابس بلاستيكية تقيني من مطرك الحارق .. قلت بقهر : هناك موضوع أود مناقشته معكِ حينما يكون ذهنكِ صافيا .. قلت بلامبالاة : أنا دائمآ ذهني ملبد بالغيوم والشتات .. ما موضوعك ؟ قلت بعد هنيهة صمت قليلة : أريد أن أتزوجك .. وساد بيننا سكوت كانت الأرواح فيها تخاطر بدلق الخيال ضمن صور كثيفة من الشرود .. |
** كل شئ يغادرني .. إليك وتنغرس أظفار الليل في مقلتي .. عتمته البوهيمية .. فيذروني شتاتا .. يفتتني .. كي يذروني نسيمك القادم من الجنوب , إلى أنفاس تائهة .. وأصداء صوتك تعيث في ذاكرتي همهمة .. كصليل مهتوك الرنين .. منبعج الزفرات أو كتمتمة .. تمخر عباب صمتي وتنكش أطرافي برجفة شريدة .. باسم الثغر قلبي .. ويحيك ضدي شعور الجوى .. كي أغيب في عينيك .. ووجهك يا سيد عالمي .. موشوم حتى على الغسق في مدينتي .. أراه في وجه طفلة مشاكسة .. وخرير النوافير في بستان العم حميد .. وحتى في غروب السفر على أجنحة العصافير .. وعند السادسة مساء , يهرع منديل شرودي المنسوج من حفنة نجوم إليك .. هاكه .. بات على مقربة منكبيك .. يذعن لك بالإلتصاق .. ويرنو إلى توشح مسامك الباهظ البرودة .. يطير إليك انكساري .. وجومي .. وخصلات من أحلامي .. كل شئ يغادرني .. كل شئ .. وتدعني أشيائي لتلوذ بكينونتك .. ترى .. هل ارتكبت الذوبان فيك حد أني لا أذكر ؟ وهل خلعتُ عني الروح حتى بات جسدي كومة عظام مثلجة لا حياة فيها !! فكيف انشقت أحلامي عني واتخذت من عينيك مسكنا .. لأقربنك .. وأشرق على عنادك المتزمل شموخا .. لأناوشنك مع زمرة أطيار أنت من أوعز لها بالتمدد على أُفقي.. سأكون بحجم الصفع في يديك .. وبمدى وجودك المهيمن على ذاكرتي .. جليلة التبعثر على حواسك أنا .. ووخيمة إن أنت أقصيت صمودي.. لأقترفنك كزفرة تجلجل في صدري .. وأمحوها من صوتي .. نافثة بحرقة المكث على ملامحك المحتلة تفاصيلي .. سأعلق حنيني المترامي بين أوردتي .. عقدآ من التنهيد على حناجري .. بدأت معي بأسطورة الجنون .. ولا أدري ما هي أبجدياتك القادمة .. المندسة بين ركام نهاراتك .. فمن أنت أيها الغريب ؟!! |
** " أنا آسف حتى ترضين " كفي الهزيل يتسلق الفراغ بجموح رجفة لم أعهدها إلا وتسقط به على عيني .. لم يتوقف صراخ الرعشات وما تجرأت أصابعي .. إلا بإزاحة دموع تجمهرت على مآقي بلثغ الحزن حارقة .. ورهبة تهوي إلى قلبي .. حسرة .. بنسيج غير مرمم .. منكوش الوجع .. عابس الحزن .. رهبة اتخذت من تضاريس صدري مفترش لتمارس تعسفها .. أحداقي أطلقت صرخة لتوقظ الليل الذي التحف بعباءته السوداء وغرق في غطيط الصمت .. فأطل برأسه الأسود من جدار المدينة وتمتم بامتعاض : دعيني .. فقد مللتُ أن أكون عدوكِ اللدود .. أومأ ولا أنكسر .. فقط .. أنحني بأنظاري صوب وجهك الذي حملته على كفي .. قلت لي : " لا أصدق أن كل ما كان بيننا أصبح سراب " لم تهدر قسوتك سيدي هباء , ورسائلك الممتلئة جنونآ قد أثقلتني سحبها وجعلت قلبي كأفق بغشاوة ضباب .. ونبراتك حين تخلو من تفاصيل الكياسة ..تدوي في أركاني وتتأرجح مقتآ على ذاكرتي .. " أنا آسف حتى ترضين " أظافر ندمك تنهش عنادي .. وتجردني من لباس الشموخ .. فألتفت بكل الحنين صوبك .. مزقتني شر ممزق .. كلما تملكتك العنجهية بأهواء صاخبة .. وهكذا تديرني إلى خطواتي الخلفية لأبتعد عنك .. النزاع لم يخلق بيننا فجوة ولكن جفوة أينعت مرارة فتعملقت على حناجرنا .. شطحتك نفثتها رماد ساخن على قلب جائع .. وبدن كفنته بالهزال فلم يعد يجيد الحراك .. سطوتك .. ترتيل مهتوك الحرف شموخآ وأدعى لأن يبلل الصوت بشهقة جافة .. أدس بالويل تحت كأسي المنسدلة قطراته بماء بات أسود لرمادية عطشي .. أحاول أن أزج بك خارج قضبان نافذتي .. ولكن طيفك يعبر شقوق بابي كظل لا يناكف الاذعان البتة .. لم تتخلى عن هبوبك بإغراقة شوق .. حتى يتململ حيزي صوب سعف نخلة خاوية.. أعانق جزعها خشية الريح في عبورك .. بأدق أبجدياتك في ناحية الشمال من صدري .. تنحت حرف أو أكثر فقط بزمرة تنهدات منك .. الدال وحدة تلمظ المكث وتمدد على حنجرتي لا يبارح شفاهي .. وكل ما يتمتم لي الهاجس ويوسوس بأن أشق غمارك بكذبة طازجة " أنا لا أريدك " يستغرقني الكذب .. ويجمد جسدي أمام حنوك .. فلا أجرؤ على مقاومتك .. حقيقة : لا أقدر على الانسلاخ عنك .. |
http://www6.0zz0.com/2011/01/09/17/854687615.jpg ** من أنا بدونك ؟ أنهض من وحدتي .. كجثة بلا روح .. وأهيم على هلعي الذي تبعثر في كل أنحائي .. أتشبث بقامتي المترنحة .. وأخالها هشيم لأجساد تناثرت على أرصفة الليل .. لم يعد الحياة وهج في حدقي الذي تبلل بطائفة من الدموع الحارقة .. ماعادت نبراتك تضئ حواسي بشموع همسك العذب .. فعم الظلام عالمي .. أبكي .. أشهق بتمتمات الألم ..وأظل حبيسة الحزن .. الذي عاث في كل بقعة من كياني .. معلقة أنا بين فضاءات الدنيا .. هائمة بلا حلم .. أو عهد للقاء .. عجيب هذا الليل حين يحشوني في سرداب الظلام .. فلا أتنفس .. سقيم زمني .. بدون تمتماتك التي كانت تشفيني من كل أوجاعي .. حزينة .. متردية على بقعة من الشتات .. حزينة ..وقلبي الذبيح .. أحمله على كتفي لأقيم له مراسم الموت .. يأكلني غيابك .. يطحنني ويفتتني .. فتبعثرني رياح الشوق .. لم أعد إياي .. لا هذا الجسد ينتمي لي .. ولا الحواس تأتمر بأمري .. كل شئ بي رحل معك ..حتى صوتي المبحوح.. أستجديه الصراخ فلا يطيعني .. عزت كل التفاصيل .. كل الأشياء المألوفة في مآقي الجريحة .. فأمسى الزمن موحشآ ..وسعير يتلمظ في أحشائي ويلتهب .. تقطعت أوصالي .. فلا الحراك يجديني .. ولا الخطوات تأخذني اليك .. قتيلة أنا .. وقلبي المدفون في صدرك .. أتلهف لنبضه .. كي أحيا .. وقطيع العذاب الذي أقبل مع غيابك .. هاهو يستعمرني .. ويأخذني أسيرة لكبير الويل .. أنت هناك .. وأفتش عنك كآخر رجفة يمكن أن تسكن أطرافي .. وأنا هنا .. بدونك .. مجرد مساحة غير مرئية على جدار الليل .. أنا أختفي من الوجود تدريجيا .. أتلاشى ..في غيابك .. حتى أمسي مجرد اسم على أوراق الوجود .. |
** ليلتي .. لا شأن لها بالمساءات .. ممجوج وقتي .. والدقائق كسيحة تحبو وتتأوه بلا مناص من دبيبها .. مشنوقة أهدابي على وجه الزمن أستجديه .. أحايله حضورك .. متدلية أنظاري .. وحدقي لا يخلو من وجهك المتجهم كمدا .. تتراءى لي طيف بين كومة من الغيوم .. وتستشيط ألما .. تستلقي على البياض شاردآ .. ونزف عينيك يهطل مطرا.. أجل .. سمعتك .. ورأيتك تبكي حتى اعتصرت مهجتي .. وكلما جاء المساء برائحة صوتك .. انكمش على ذكراك وأرتدي أحاسيسك الدافئة .. الليلة عجيبة .. لا شأن لها بالمساءات .. أهيم بها في عالمك الأسطوري .. أناكف أحلامك .. أضاحك حتى المقربين منك .. أهمس لأختك .. ونتضاحك لأنك غاضب من فراقي .. أقبل رأس أمك .. وأحمل عنهه طبق الطعام المفضل لديك .. تغرقني بصخب عمرك .. وتأنف من النزول عن السحاب .. ولكن قلبي يبعث إليك مع النسيم بخفقة شوق صادحة بك أنت العمر الذي أنجبه الزمان بغتة .. ولا أسميك بعد تجليك .. اسمك أربعة أسماء .. وصوتك معزوفة من كل اللغات .. ينتابك الشموخ .. والغرور .. ربما .. وتنأى عني برجولتك الجريحة .. تفضل المزن الغارقة بمطر السفر .. عن واحتي العطشة لوجودك.. كلانا عنيد .. ينتظر بادرة من الآخر كي يعود الغدير يغني على روابينا .. كلانا قتيل .. لأن الفراق كان بطعم الموت .. وسكرات المنايا .. كنت حبيسا لصدري .. فمن ذا الذي أطلقك في فضاء هو سجنك الخانق .. فلا تنكر .. كنت لصيقا بالروح .. ونزعك أطلق صرخة الوجع .. وأسمعها أيضا من شفاهك المتأوهة .. ألن تهبط إلي قليلا .. كي أراضيك .. أصالحك ..؟ ألن تأتي .. فليلي يتيم بدون ضحكاتك .. ألن تعود يا أميري أبدا ..!! |
* العاصفة .. (1) عاصفة تأكل المدينة .. تقتات على الدروب الواجمة تحت القناديل .. حيث ضباب غاضب يتلثم به المدى ..متلااخيا على المسافات بلا حدود , إذا يأتي المساء يتحرش بصمتي .. وشرودي , يأتي ليصفع الأشجار بعتمته الصاخبة بالريح ..والأزهار .. وسعف النخيل , أشجار وليل .. وغصة يحملها إلى حناجري الويل .. أشجار كأرواح .. أو أشباح تجوس أنظاري ولا تكل من رقصها المجنون .. كانت المراكب على الطريق تطلق صيحات النفير هرعة بأصحابها إلى دفء البيوت .. وأخال رجال من الشرق الآسيوي يتجمهرون بأعمدة الجسر الكبير فارين من سخط الريح .. وعلى جانب الحي الشمالي , أغلق عم حمزه دكانه .. والتحف " بفروته " مخلفآ خطواته المتعثرة على الرصيف .. الليل مهووس بالمقت والضوضاء .. ذاك الذي بات زائر المدينة المرفوض .. أحدق في العتمة بنظرات يعلوها الغشاوة , أنظر من خلال ثقب في جمجمتي حفرته حكايات الصيف الراحلة , اعتدت أنا هبوب الأحزان .. اعتدت أن أصافح الريح .. وأسكن المساءات .. حتى لم تعد حواسي كما ربيتها .. ليست لمساتي كما كانت .. ولا ذائقتي التي باتت لا تلعق إلا المرار , وروائح البنفسج والجوري , لم تعد تحرك في وعيي الدهشة واستنشاق الفرح .. هاهو الوجود يتلون ببقايا وهج من أفول النهار .. ها هو الغسق يتلبد بقطيع من السحب ويغفو على وسادة الظلام .. والمساء والريح .. ليسا سوى وجهان مخيفان في تماوج الحزن .. أتخيل نفسي للتو أتبخر مع دخان الوجع .. أتحول إلى روح هائمة في كل مكان .. أرى أشياء تحدث ما بين طيات الأفق .. وجوه شتى وراء الجدران وخلف الأبواب .. قلوب ترتعش قرب النار وتبحث عن حرارة تذيب صقيع الأيام .. وأحلام معلقة على النجوم .. ومتدلية بطرف الهلال .. تؤرجحها أضواء الشموس الغائرة في الكون .. حتى لاح لي وجهك المكتظ بالغضب .. فأومأت أفر إلى يدي المرتجفتين أحمل قسماتك وأبكي .. |
http://www6.0zz0.com/2011/01/10/20/884189189.jpg * العاصفة - طفلة على الطريق (2) مازالت الريح تعيث الزمهرير في كل مكان .. أجساد أمامي تروح وتجئ .. قامات تنحني في الأزقة .. وقطط تهرع إلى شقوق البيوت المهجورة .. وضجيج .. وعويل .. وهناك , على جبين الحي الذي يطل على الحارات القديمة .. كانت طفلة تدنو بمشية مترهلة الخطوات .. عليها رداء مهترئ .. مطموس الألوان .. منكوش الحشايا ..ذاهلة الملامح .. شاحبة القسمات , طفلة تسير وسط الريح بلا هدى .. تحمل قلب يحتضر على كتفها , ترتعد أوصالها كلما اقتربت من سياجي , رأيتها تجتاز التقاطع الرئيسي بمحاذاة بيتنا حتى اقتربت من الركن الغربي لشارعنا ..كانت تهرع في سيرها .. وكأنها تفر من مسخ يطاردها , أو كأنها تلوذ إلى المجهول لتجد ضالتها , حتى وجدتها تقترب من سور دارنا .. ثم تقرع الباب , فعلت هي كل هذا وأنا أدور نصف دورة حول شجرة اللوز , ولم يبق أمامي سوى اكتشاف كنه هذا المخلوق الصغير .. - من أنتِ..؟ سألتها وأنا أطل عليها من ققضبان الباب الحديدية .. - أحلام .. أنا أحلام يا سيدتي .. قالت بصوت مرتعش , ثم تابعت باستجداء : - أرجوكِ .. دعيني أدخل فأنا جائعة وأكاد أتجمد من البرد .. أحلام ؟ .. يالهذا الاسم الرائع .. الحان ناعمة الحروف تنغرس برأسي حتى الاندماج , عزف يثير في ذاتي أتربة الذكرى , فكرت بذلك وأنا أشرع لها الباب .. ثم دعوتها للدخول بسرعة لتحتمي من المطر الذي أخذ يتساقط بشكل مفاجئ .. - اتبعيني قلت لها هاتفة , ثم تقدمتها إلى الشرفة الخارجية المظللة بالزجاج , - أريد بعض الطعام ياسيدة من فضلك قالت مرة أخرى وهي تجلس القرفصاء مستندة بظهرها إلى جدار الشرفة , رمقتها بشفقة اعتصرت حناياي , واتجهت إلى داخل المنزل , ثم بسرعة أعددت لها بعض الشطائر , وكوب من الحليب , ولم أنسى أن أجلب لها معطفا سميكا يقيها البرد .. وذاك الطيف يتحرك في كل مكان حولي .. ولا يزل .. |
http://www13.0zz0.com/2011/01/10/19/694811985.jpg * العاصفة - رحمة الله (3) - لن ينساكِ الله من رحمته .. قالت الصغيرة ببراءة وهي تنكمش بجسدها النحيل على المقعد في زاوية الشرفة , رحمة الله!! .. أشعلت في جوانحي هذه العبارة آهات من الحزن الدفين , أججت حرائقي ورمادي الساكن في غفوة الفأل .. ليتك تدركين يا صغيرتي كم أنا في حاجة إلى رحمة العظيم .. كم أنا لهفة لعونه , كي أبرأ من أسقامي وعذاباتي .. كي أتحرر من هذا الويل المجترح لسنوات عمري الهزيل ..آه أيتها الغريبة لو تعلمين ما صنعت بي .. - من أين أنتِ يا أحلام ؟ سألتها وأنا أنظر إلى الأقحوانة المجففة تتكسر أوراقها من وطأة الريح .. وتذروها هشيما في كل مكان في الكوة الخارجية على درجات الشرفة .. - من الجنوب سيدتي .. أجابت وهي مازالت ترتجف وتأكل الشطيرة بشراهة .. هناك هو ..غربته الجاثمة على تراب السفر .. غربته التي زرعته غصة في صدري , فارس يمتشق الشعر في هنيهات الألم .. فيلسوف من الصحراء يختال على أوردتي ويتجذر .. أتى من كوة الزمن صدفة ليصنع معي ذكرى لا تموت , ليكتب لي حكاية تلطخت بالرحيل .. ومزيج من الجنون الذي لم أجني منه سوى ألم الفراق .. وبرودة العشق الميت .. - لا أدري كيف أشكرك يا سيدة لكرمك وعطفك علي .. استيقظت على صوتها من شرودي , بينما العاصفة مازالت تعبر المدينة بكل شراسة .. - أين أهلك يا أحلام ؟ قذفتها بسؤالي وقد تحولت أحداقي صوب الليمونة التي انثنى جذعها بشدة من هول العاصفة حتى حتى كادت أن تهوي إلى الأرض , سألتها ولم ألاحظ وجومها ولهاثها .. لم أتنبه إلى هالة الذهول المتسمرة على محياها حتى التفت نحوها .. وكررت سؤالي عليها مجددا : - قلت لكِ .. أين أهلك ؟ - ماتوا سيدتي .. ماتوا .. قالتها وهي تتوقف عن المضغ للقمة غص بها حلقها .. في حين رمت باقي الشطيرة في الطبق .. طالعتها بلوعة .. وكدت أن أحتضنها لما هتفت به .. ولكني أحنيت رأسي وشردت بعيدا .. حتى نسيت ضيفتي الصغيرة وكل ماحولي من حياة .. لأنك احطت بي .. |
* العاصفة - يتيمتان ..(4) كنت غارقة في تفاصيلك .. أنبش خفاياك التي نحتها طيشك على أوراق عمري .. أزفر بحدة وأعدك من الأموات أيضا , يتيمة أنا كهذه الغريبة .. وحيدة والعالم بأسره مضى معك .. مازلت أتوشح بحداد اللوعة عليك .. ردائي حالك .. كسواد هذه العاصفة التي لا تكل ولا تهدأ أبدآ .. - كيف حدث ذلك ؟ نظرت إليها مباشرة وتوغلت في عينيها المجهدتين , أحاول استشفاف ما وراءهما من أسرار .. - قضوا في حادث مروري على الطريق .. أجابتني الصغيرة مستسلمة لنوبة بكاء حادة تخللها نشيج مكتوم .. - يا إلهي .. انفلتت مني شهقة .. بينما أبعثر عليها حدقاتي الغائمة الغائمة بدمعة بلون الجحيم .. فكرتَ أن أحتضنها , لأسرق منها حزنها وألمها .. كم تمنيت خلع قسمات الهلع عن وجهها المثير للشفقة , ولكن العاصفة وصوت المساء أحالاني إلى يتيمة أخرى كانت تتسمر مكانها .. " أحلام" من أين أتيتِ أيتها الغريبة حتى أوقظتِ هذا العملاق النائم في صدري ؟ ..أي صدفة دفعتكِ إلى دروبي حتى تهيلي على رأسي بتراب الذكرى ..! هذا العذاب .. هذا النشيج المعلق على حنجرتي ويتعاظم كل هنيهة حتى أضيق به ذرعا .. وذاكرة متخمة بطيف الراحل على متون الغيب .. كيف أمكنكِ وبكل براءة أن تستحضريهم من أعماقي ..! آه يا أحلام لو تدركين كم تماثلين ذلك الذي ملك علي قلبي .. كم تشبيهنه , كان كالأرض متناقضآ .. كصبح صيفي ساخن , كان يابسا ولينا .. صادقآ وكاذبا .. رزينا وساخرا .. ذاك هو رجلي الذي تشبيهينه يا صغيرتي .. - ومن يرعاكِ الآن يا عزيزتي ؟ أطلقت على مسامعها سؤالي الجديد .. وأطلقت معه بصرا زائغا كان يخترق الظلام .. حيث ثمة طيف تراءى لعيني بعد توقف المطر .. |
http://www10.0zz0.com/2011/03/12/06/694601738.jpg * العاصفة - النهاية ( 5) - كنتُ في رعاية عمي الطيب ..ولكن زوجته لم تكن تريدني , فاستخدمتني عندها كخادمة , ثم ضربتني وطردتني عندما كسرتُ لها آنية نفيسة للطعام .. أخذت الملامح تتضح لي تدريجيا , إنه هو يباغتني كالعادة , يسير نحوي بتؤدة وكبرياء كما هو دأبه , أجل إنه هو .. أو أني أُهذي تحت قيظ الأحزان .. - وأين ستذهبين الآن ؟ قلت بصوت متهدج .. وبحدقات تتبع الشبح الذي يتجول في كل الأنحاء .. - لا أدري يا سيدة .. مصيري مجهول .. أجابتني بانكسار وجعلتني أنتفض لكلمة " المجهول " - أليس هناك من تلجأين إليه غير عمك وزوجته ؟ سألتها .. والطيف ألاحقه بأهداب مقرحة , إذ توارى خلف كومة من الياسمين متلحف زئير الريح .. وملوح لي بالحنين .. - لا أعرف أحد سيدتي ..تمتمت بيأس .. وأردفت : - إلى من تلجأ فتاة مثلي بعد الله ؟ أجل .. إلى من تلجأ مثلي ومثلك بعد الله يا أحلام , إلى من نلوذ والدنيا حولنا كهذه العاصفة التي مازالت تجتاح المدينة ؟ - هل أنتِ متزوجة يا سيدتي ؟ صفعني سؤالها , فارتبكت .. وتلاشت كل محاولاتي بالصمود , فقلت أتشبث - متلعثمة - ببقايا لهاث : - أنا ؟ .. أجل .. لا .. أقصد كنت متزوجة ... رنت نحوي بنظرة حائرة وقالت : - سيدتي , أتسمحين لي بالمبيت هنا الليلة .. فالوقت قد تأخر وأخاف ذئاب الطريق .. رحت أتأملها بدوري , أول مرة أكتشف ذلك السحر العميق في عينيها , وللمرة الأولى أجدني أنجذب نحوها بطريقة عجيبة , كان قنديل الشرفة الخافت قد سطع على جبهتها بضوء جانبي منحها جمالا أخاذا .. فبدت شبيهة بالطبف الذي لم يكف عن التسكع في حديقتي , مخلوق رائع .. ومغرق بالأوحال .. - ولكن .. همست وأنا أفكر بسريرتي قلقلة في " ذئاب الطريق " - أرجوك يا سيدتي .. سأكون خادمة لك .. - لا .. لا تقولي هذا .. نهرتها بحدة , مستديرة بجسدي إلى الناحية الأخرى من الجدار حتى أستند عليه وأكون في مواجهتها .. ثم بعبارة مصيرية إذ تباغتني ظلال الوحدة قلت : - بل ستكونين مثل ابنتي .. وتمتمت وأنا أتأمل الطيف الذي يجوب باحتي وعمري وحدقاتي .. - غدآ سأتصل بعمك للإتفاق معه .. ثم أنا أصحب الصغيرة إلى الداخل : أجل ستكونين إبنتي يا أحلام .. |
http://www13.0zz0.com/2011/03/16/11/872455700.jpg ** حبيسة عينيك .. أنا كنتَ .... طيف موغل ,, بالضوء / ورابيتي تحن إلى .. عشب عينيك .. كنت , أنت , أنا ..... أسطورة / خرافة كفى // لو ,, أنك بعثرتني .. ممزقا., أشلاء ,, بتُ .. جدث في الحفر .. حناياي تيك ::: الخالدات من أمنياتي ,, فقط ,, ( أتكدس شظايا مهشمة / كروح برية .. كشبح صوتك / دوي / ندي / أو أن همسك صدى يعبث بأركاني ضباب - ذكراك ,,, عذاب ؟ أم سراب ...! .. وزفيري يمور في أحراش الظلام .. يموج هناك .. على قارعة الحلم ,, شهيقي ,, سكرات تندب المنية الجائرة بعيدا .. أينك ,,؟ قلها عني : .. رويدك ..! كطائر معلق أناعلى حائط ,, .. يحتضر / ينحدر سقوطآ صوب الموت .. ترفق .. حنانيك ,, وقد حفرت قبري في صدرك .. / لحد بدون شاهد / أو .. ما عدت - بدونك - أنا / غير روح طريدة .. جسدها ثاويا / خاويآ / تأكله ديدان المصير ,, أو .. ارحل , ولكن عد ... / للوداع ,, أقبل ..لأموت بين ذراعيك .. في عينيك .. تائهة / ضائعة .. لأظفار الهم ,, طائعة ... أنظر سكبي مليا ..... |
** في كف الليل شممت اسمك .. عرق الحروف التي تبلل بها مسام ذاكرتي .. عطرك .. الذي يحوز على ضحكة الغرور .. أنفاسك .. المخبأة في زجاجة الحلم .. كيف لقلبك .. أن تذيبه الثلوج ..! حبات برد من غيومك .. كجمر تدحرجت على ترابي .. وحطب الوعد يتملص من الذوبان .. والطيور الهزيلة سفرآ على ميناء قلبك .. كانت تطوف بهدبي وتستظل بثنية وسادتي .. لم تغرد في أحلامي إلا قليلا .. وإنما زجت بأجنحتها في دمي .. حتى تجمدت كرياتي الحمراء .. وإكسير الأماني تحلل إلى حبيبات من الموت .. سم الفأل الذي استحال شهقة .. صراخ الأصابع التي نهشت خبيئة الفراق .. فتلطخت بأشلاء حمقاء لحكاية لم تنضج .. في صندوق على رفوف قلبي .. كنت أجمع قسماتك .. وأغلفها بشريط الشوق .. وكلما أردت النوم .. أحتضن قارورة همسك .. وأنثر شئ من رحيق صوتك على جفني.. كي أنام .. |
http://www13.0zz0.com/2011/03/20/11/150120423.jpg ** صوتك ,, ... معزوفة بلحن الريح تجوسني عنوة ولا تكل ,, ... صوتك وترنيمة / ألكزها بوعيد الخرس .. فتفر إلى أصابعي رعشة .. خمسة أظفار يدندنونك .. ويشهقون بلمس ذكريات .. / حقل على حنجرتك :: وكوخ يضج بالهمس .. وسرب من الزفير / ,, غضب ثلجي / وفوج من ندف نزق .. وآهة تستطير /,, صوتك .. واحة غرور .. وغروسة ببتلات القهر / وأحبالك .. أحبالك يتسلقها الكبر ..ورزمة من التنهيد ,: يمجها صراخك حتى تنزلق ,, وتسقط أنات .. تلكم الحجارة فوق أرصفة السمع .. :: أشتاق إلى قهقتك / .. ضحكتك المختالة زرقة ,, كلما واتني العتب بزجرك / "" في حرفك : كأن المعاني قد اشتهت البريق ./ فاستنارت بسرجك الأنيق :/: ذات شجار بارد ,, أشارت نبراتك إلى القطيعة .. تقطعت أوصالي ؛ انحنى صمودي ؛ وقواي بارحتني إلى هزيم الشؤم .. // وكل بوادرك التي ظللها الضباب .. بدت رمادية النشيج .. صارخة ,, فقط .. أصابعك تشابكت بعيد عني .. وتلجم صفعاتها .. أخبرني بربك .. عن مزاياك .. وسماتك / ويكأن لا شبيه لك ,:/ حدثني : وقل / بمن زرعك في قلبي ,, قل / أدن : اقترب من خلاياي .. وامسح صوتك من بلل التجريح .. تروى في روايتك :: واقصص حكاياك .. فقط : بح لي بمكنونك :/: لك الله : يا لصوتك الرخيم : المستلقي على عظامي :: أأوعزت لي بالصمت .. أم تتبعت أثاره للأبد صوت السكون .. أجبني / وقل : فما بقي في جمجمتي غير صداك .. ولعله بدأ يذوي ,,. |
http://www10.0zz0.com/2011/03/22/13/185387248.jpg ** لا تسألني * كيف احتفلت بالجرح والسماء تنظر لي حنوا .. وأثار النزف عالقة بأصابعي التي اصطبغت بجمود التشنج .. * عن أمنياتي المعلقة في سقف حجرتي .. وأبت النزورل إلى زوايا المكان حتى لا أبرحها غفلة .. * كيف أقلعت عن الفأل واستبدلته بعيدان من الحزن .. وقد تعلقت أشواكها بخاصرتي تؤلب علي الذكرى لتختلي بقواي وتنهكها .. * كيف تشوه قلبي وقد قضمه غرورك .. فآويت إلى الشتات .. وحلمت بأحد عشر غصة قد تكوموا على صدري ويشعرون بالجوع .. * عن الحوارات التي امتقع لونها .. والجدل بيننا بات كشيخ يخرج من محرابه مستغفرا .. كلما مهدت أنت للخطايا بأن تنام على حناجرنا وحل المساء بجنونك .. * وقد ارتدت صباحاتي الحداد وشيعت ملامحك إلى قبور قرية العشق التي سادها عواء الريح .. وأنت تدّعي التصدع والهلكة تريد أن ترمم مشاعرك .. ولن تفعل أبدا * عن ذلك البلبل الذي يأتي كل صبح ويقف على نافذتي .. وكأنه يواسيني بصوته الحزين .. حتى الفراشات احتجبت عن باحتي لأنها لم تسمع ضحكاتي منذ رحيلك .. * كيف تحولت إلى فتات .. وجسدي بات يعصيني .. لا يقوى على الفرح .. فبت أنتظر النهاية في ولادات النهار الآتية بالمجهول .. |
** الوقت المنسي ‘‘/ والعتمة الملطخة بصرخة ,, وحفنة آهات في كف الليل بضع كراسات :: وتمتمة :: وتنهيدة .. "" وبحة من همس رخيم / - ربما : " يا طفلة المطر والريح " :: كم أنثى غاصت في قلبها همساتك ..! على خاصرة القلوب تنحت حروفك المطرزة بالليل .. مداد أسود .. ويراع يلطم خدود الشوق المستلقي على الجماجم ../ أمسكت من دنو الضوء .. سراج لونته بأمنية أن يبرح برق .. أو قوس قزح .. في لساني تشبث اسمك .. تعلق الميم بحنجرتي حتى ركلته الغصة فانزلق إلى قلبي .. صوتك .. وأنفاسك : قل لي " كيف أزيحهم .. من صدر نهاري ! وكان الصبح ينتظر متأففا عند أكواخ المدى .. وينتظر مغاضبا رحيل الليل .. رحلت أنت .. وتركت ظلك .. وبعض قسماتك في أدراجي ؛؛ دميتي التي حشوتها بالضوء وثرثرة الريح .. سمعتها تناديك .. وعلى أطراف وسادتي .. تجمعت الأطياف وقهقة الشمس .. مشاكس زحل هذا الأوان .. ويهزأ بخفوت النجوم .. وكان الحنين يحتضن وجهك .. ويجلس على حافة الغطاء .. ويشنف آذنه لحكايتنا ..وموت الساعة الأخيرة .. كأن خزانتي قد أطل منها وجهك .. من وراء الأثواب النائمة .. لا تكف عن نثر قصاصات صوتك لتعيث في وحشتي الفوضى .. وتجرؤ على لطم الريح في عنقي .. وانت تحايلني بنجومك المخبأة في صوتك .. بعد مضي ليلة توقفت على جدار زمني .. فقد حان لأن أطليها بالنسيان .. لتبرح وقت غير مدون في كراسة الدهر .. |
http://www6.0zz0.com/2011/03/22/12/258495467.jpg ** وبدأ ترف الأحزان * حين برحت طفلة منكسرة البياض .. ومنذ رحيلك وأنا أبحث عن اغفاءة .. في صدر دميتي .. وبين صراخ الليل .. * حين تتورم الرؤى .. وتعبرني مثخنة بأماني ممسوخة .. وتبرح الأحلام مجرد شاهد على عنفوان القلوب الجاحدة .. * حين طاردتني في كل مكان .. حاصرتني .. استوطنت نهاراتي واستعمرت أيامي .. وكنت أسمع لهاثك من صراخ حرفك على متن رسائلك .. * حين أوعزت لي بأني أنثى المطر والريح .. واتخذتني أميرة / ملكة / طفلة / مولاة / تناوش أحلامك .. وجعلتني كائن خلق من نار ونور .. ثم أطفأت قناديله * حين أضاع قلبك تفاصيلي .. وتاهت لمساتك على جرف أصابعك .. التي استولى عليها الصمم , فلم تعد قادرة على كتابتي .. * حين تبدلت فصول حكايتنا .. وجاء الفراق في ليل بهيم يتوشح بالألم .. ليطعن الأسطورة في مقتل .. ويحيلها إلى جيفة تنفر منها كتب الغرام .. * حين لم تعد تتنفسني .. ولم يعد للزهر والأغادير موطأ قدم لقلبك على أعتاب صباحي .. وأنت تستوطن عالمي .. ثم على حين غفلة تختفي .. * حين قلت لي : " هاللحظة برد وعيونك دفاي " .. ثم اخترت الصقيع ليجمد قلبك .. فبات ثلجي المشاعر .. * حين ترفرف روحي .. تنسلخ عني وتتركني جثة هامدة .. فقط .. كي تسكنك وتهبك إكسير الحياة .. |
http://www13.0zz0.com/2011/04/21/17/367547585.jpg * رحيل .. بجدوى اللوم أفلاك متقولة بما لم ينبس به الضوء ؛) وأوفيليا بغرورها تنتقي مكان شرقي بجانب زمرة من النجوم ,, تأنى هنيهة ,, فلا أقدر على خلعك رويدا .. أتلومني لعبث الظنون بين أوردتي ؟ أتشطرني .. يا عابري بأنفاس من نفث الريحان ..! وتاجك منصب على رأسي : كحورية أنت عمدتها أميرتك // كبرهان شوق لا تطليه أظفار تلبد بها السواد .. ترفق بي ولا ... ترديني كسيرة .. فتراتيل الظلام ينقشع هسيسها على منكب شهب عابر ., وكومة من الأقمار تحيك نورآ خلف جدار الشمس /:؛ وحدك / وجدك ,, أين وعدك ..! أعدنا .. أم ترانا سدنا ؛.. ؟ خرافة الحروف السومرية .. لتلهج بلثغ الفراعنة .. امحوتب يرتب اسمينا .. ينقشهما جليا في معابد الملوك :؛ وكليوباترة .. سليلة الحناجر تصدح بأعجوبتنا .. وتنشد _) ويكأن سيدي .. أسطورة ارتشفت تفاصيلنا .. والحكاية راحلة على شفاه المغيب () فاحش الجوى أنت حين تبتلع أزاهير الفجر همسك ؛> عصي الحنو ,, كلما اعتراك الجنون .. ربما - شطر الغرور ) تمتمات قلبك .. وصوتك / أشياء أدسها في أدراجي " وعلى سقف الزمن أرمقك بجوار أمنية ناعسة ؛) أحقآ قلبك ما يجوس أهدابي .. ويسكنها ؟ لا زلت أبحث عنك ..حتى في زفرة رجل معتوه على الطرقات .. أين أجدك ..؟ وانت الذي تلبستني .. حتى لم أعد أنا .. أين ؟!! |
* عربة يجرها الخيل /: ... ولكزة ضوء .. وميض جارف يعبر أنظاري التائهة .. أميرة أنا .. وعرشي بحار من الشموع التي تراقص أوهامي .. كان وجهك .. كدأب اليقظة حين تشرع جفن ذابل للصباح .. مثل معزوفة خرافية .. وفي كفيك لحنها .. وعلى حناجرك تقبع لهفتي لهمسك المجنون .. تسافر بي عبر النجوم .. فارس بدون لجام .. أمير مفتون ../ ولا مظلة تذود عن أطيافنا وهج حارق .. والشمس تلفظ أنفاسها على ملامحنا .. وتلك النوايا : على بوابة الكون تروح وتجئ .. ولا وطن لصدر عابر تسكنه ./ كنت تميل إلي ضاحكآ .. وتغتاب النجم الذي عصب تكويره بخدوش من السدم :، وقلبي .. خيمة عصية عن الريح .. كظيمة الصمت في كلما عبر الضجيج يهتف باسمك بين خلاياي .. قلبي .. النبض في لهاثه وكفاني من غضبه الهلع ..البأس حين يتأبط أذرع الوهن .. تثاؤب الويل في سطوة ألم لا يرعوي للرفق .. قلبي : السجين الذي اعتلى مقصلة صدرك .. ليموت كما الأضواء .. " أغرك أن حبك قاتلي.... ومهما تأمري القلب يفعلِ ؟ " وهل كانت النجوم تخيط في صدري حكاية من وهج عينيك مهترئة التفاصيل ..! لما تصطف وراء نزقك .. وتطل من كتف هجرك .. قبل أن تلوي ذراع ذهولي بقسوتك الصارخة .. وأين ستمضي أيها الباشق وقد تركت جناحك الأيمن في خزينة اكتنفها الغبار على رابيتي المتذمرة ؟ " أنا من عشق كل تفاصيلك .. وأنتِ من تجيدين الإنتقاء مني .. أنا من تهوينه أسبوع وتصادرين مشاعره شهرا " عنادك .. وقطرة حارقة تندس في عيني وتميتني .. عبرة يغص بها صوتي .. فأستحضرك من أكداس الشوق .. وأنازعك الحنين .. على رابيتك .. تجمع قطيع من ضحكاتك العذبة .. أحملق في صليل الفجر .. إذا يغويني بكسرة من السكون .. ولا أبالي .. والجوع نكاية الروح التي تشتاق إلى ظلك كي تسكت رجفات الحزن .. " حتى لو افترقنا وسأظل هائمآ بك بصمت وعن بعد دون أن تشعرين " وما ريب ظنونك بي .. والغيرة هاجسي الذي يقض اندماجي بك .. ويحيلني إلى تمتمات حائرة ..! أنبش عن زفرة تريصت بصدري .. أخلع عنها رداء الإختناق .. لأطلقها آهة تمسك بتلابيب الليل وتزهق حشرجته .. ثم أحتضن دميتي وأغفو على تقاسيمك .. كطفلة أجهدها الفقد .. |
الساعة الآن 02:58 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.