أيوب صابر
رغمآ عني أشعر بالإطراء سيدي .. لشهادتك البهية
شكرآ مغلفة بباقة من ضوء الشمس

جابر الناصر ..
رغمآ عني تضيع مني ذاكرة الحروف ..وتذوي المعاني
لشهادتك المضيئة ..
شكرآ لروعتك سيدي

هند طاهر ..
ورغمآ عني أجدني في حيرة من أمر إزاء حرفكِ البهي .. وذوقكِ الخلاب
أعتز بما قلتِ غاليتي
شكرآ كبيرة لقلبكِ الطاهر

ناريمان ..
ورغمآ عني يا بيضاء السريرة ..
كادت عبراتي أن تغشى بصري لروعتكِ
عسى ربي ما يحرمني طهركِ
شكرآ لكِ غاليتي

رغمآ عني ..
لن أسقط .. ولن أدع الرمال تلتقم خطواتي وتعثرني ..
لن أقايض الطريق على مسيري ..
لا .. لن أفعل ..
لأنه رحيلي الوحيد صوب النجوم ..

رغمآ عني ..
بقيت أشياء مني مبعثرة على القرب من شرودي ..
رزانتي تصول المكان وتتسكع ضاربة أسداس في أخماس ..
وحواسي تمتشق رجفة وتغمدها في نصل أطرافي ..
وذاك التيه بقي ملبدآ بأجفاني ..
حتى هبط الخمول رويدآ كوشاح حريري ..
وأغرقني في الكرى ..

رغمآ عني ..
أنزلق من فم الزمن ..
أسقط على كومة من الأطياف العابرة مرج الياسمين ..
والجوري اندس وراء جذع مهووس بالريح ..
فتناثرت الأوراق من السقف تنادي عابر الظلام :
أيها الملبد بالروح آن لك العلن ..

رغمآ عني ..
أُنكس مليآ في رزانة اليقين ..
كان الغضب يمر بالجوار حين أنصت للقلب الأجش الأنين ..
وقالت الظنون .., بأن الطيف كان على موعد مع الغياب الملعون ..
فزجرها الضمير وهتف : هذا هو الجنون ..
وقدم الفأل على عجلة ليلقي القبض على القهر ..
حينها فقط غفت نبضاتي وتلحفت بالسكون ..

رغمآ عني ..
وقبيل فك رقبتي من براثن التسمر ..
أجيد التبرج بالدهشة .. فأكحل عيني بإثمد الذهول ..
وتنسكب قطرات من الشرود على جبيني ..
فأخفيها بنقاب اللامبالاة ..
وأمضي إلى حيث يجب أن أكون ..
على رصيف الهواجس ..

رغمآ عني ..
أكابد النور .. أنظر إليه من طرف خفي كي لا يخدش حلمي ..
ثم أصفف أمنياتي على طاولة الليل .. وأختار منها فألآ ..
أدسه في علبة حريرية .. وأطبع جناحآ على مقلتيه ..
أحلق به إلى سفح نجمة مشاكسة ..

رغمآ عني ..
أناوش " الأنا" .. وآمرها بأن تغط في تواضعها بعد أضغاث الغطرسة ..
قيل : بأن قلبي قد صُنع من طين ناري .. لازب الدر ..
وأن نفسي قد كساها الحكمة البيضاء ..
وثمة بريق لروحي .. ونبضات بهية لوعيي ..
هم لا يعلمون ما اعتراني ..
حتى برحت كائن غير محسوس ..
مجرد طيف يجوب الزمن .. ولا يلم بعنوانه أبدآ ..
على أرصفة السماء ..

غاليتي رقية ..
أيتها العابرة دوحي بحفنة ضوء ورذاذ من الروعة ..
رغمآ عني وجدتني أرتبك في حضرتك ..
كلماتكِ جمال أخاذ .. لا أقدر على مجاراته ..
زاد الله من روعتك .. وبياض قلبكِ ..
تقديري

رغمآ عني ..
أجمع حولي كل رجفاتي المتزملة بالخوف ..
وتحت قنديل كان يضئ باحتي ..
بت أقلمها واحدة واحدة .. حتى تهادت أصابع الروح ناعمة ..
ومفاصل القلب قد تغشاها " ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "

رغمآ عني ..
أحلق على متن نسمة فارة إلى روابي الحبور ..
حيث حفنة من بهاء .. وبسمة زاهية .. ونور ..
رقية أيتها الشفيفة.. شكرآ لهذا العبور ..

رغمآ عني ..
أذرو هشيم الورد من راحتي ..
تبر العطور جف رحيقه فابتلعته الريح العابرة ..
وبقيت أنا متسمرة بدون أنفاس ..

رغمآ عني ..
أستسقي الطين قطرات من البلل ..
عجينة جسدي الترابية كانت تحن إلى روائح المطر ..
لذلك أصبحت خلاياي عطشى هذا النهار ..
والغيوم باتت تتحاشاني ..

رغمآ عني ..
ألقي القبض على نظرة تمرغت فوق الفراغ ..
فحيح الألم أقام لجسدي طقس من الرجفات ..
وينز عن صوتي نشيج مرمري البحة ..
والبلل استولى على الوجه الذي ذابت قسماته

رغمآ عني ..
أمسك اللغة بين أصابعي وأفتتها إلى خمسين حرفا ..
قال حرف العين : لا تذريني أشتاتا ..
وصاح الألف يتوسل القلم جمودآ ..
أما الميم فتوسد تمتمه .. وهرع إلى سكون مريب
وعند كلمة الفراق ..
هرمت كل المعاني .. وذابت الكلمات ..

ورغمآ عني ..
أنوء بالعصبة المتجلية بالخجل لسطوعك الأبيض ..
باءت محاولتي بمجارة لباقتك بالحرج ..
وفاحت روائح الزهو لعبوركِ ..
شكرآ خضراء كنضارة قلبك ..
تقديري