![]() |
|
رد: أسماء الله الحسنى
( الأول ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد من أسماء الله الحسنى : ( الأول ) : ورود اسم الأول في القرآن الكريم والسنة الشريفة : ورد هذا الاسم في قوله تعالى : " هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " [الحديد:3] . وهذا الاسم أيضاً ورد في السنة الصحيحة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم أَنت الأولُ فليس قبلك شيء ، وأنت الآخِرُ فليس بَعدَك شيء ، وأنت الظَّاهِرُ فليس فوْقَك شيء ، وأنت الباطِنُ فليس دُونَك شيء ، اقْضِ عنا الديْنَ وأغْنِنا من الفقرِ " [مسلم] . من معاني الأول : 1 ـ الله مطلق القبلية ليس قبله شيء ، ولا بعده شيء : لذلك الله عز وجل هو " الأول " بمعنى أن هذه الكلمة تعني أنه مطلق القبلية ، ليس قبله شيء ، ولا بعده شيء ، تعني أيضاً أنه مطلق القبلية ، وعالي الشأن والفوقية ، المعنى الأول . 2 ـ الله الأول على كل ما سواه ، المتقدم على كل ما عداه : معنى آخر : الله " الأول " على كل ما سواه ، المتقدم على كل ما عداه ، وكل ما سوى الله بعد الله ، فإذا كنت مع " الأول " فأنت الأول ، إذا كنت مع " الأول " أنت المتفوق ، أنت الحر ، أنت عزيز النفس ، أنت الذي تشعر أنك محسوب على الله . مرة سمعت كلمة عالم جليل رحمه الله توفي رحمه الله ، ذهب إلى لندن لإجراء عملية ، فجاءت اتصالات غير معقولة ، هذه الاتصالات لفتت نظر الإذاعة البريطانية أجرت معه لقاء ، سألته ما هذه المكانة التي حباك الله بها ؟ طبعاً اعتذر ، وتواضع كثيراً فلما ألحت عليه قال : لأنني محسوب على الله . المؤمن محسوب على الله ، ليس محسوباً على جهة أرضية ، والإنسان حينما يحسب على جهة أرضية انتهى ، المؤمن شخصية فذة ، تعني مرتبة علمية ، وتعني مرتبة أخلاقية ، وتعني مرتبة جمالية ، المؤمن رقم صعب . أي إنسان مبلغ من المال مهما كان كبيراً ، بهذا المبلغ يغير قناعاته فهذا المبلغ ثمنه ، ولمجرد أن يكون للإنسان ثمن انتهى ، المؤمن رجل مبدأ ، المؤمن رجل قيم ، المؤمن محسوب على الله . لذلك لمجرد أن يحسب المؤمن على جهة أرضية انتهت مكانته عند الله . الله عز وجل وجوده أزلي أبدي : الله " الأول " على كل ما سواه ، المتقدم على كل ما عداه ، وكل ما سوى الله بعد الله ، الله " الأول " بمعنى آخر ، لأن بديهيات العقل تقول إن المُوجد قبل الموجود ، وإن المُحدث قبل الحادث ، وإن الخالق قبل الخلق ، وإن المدبر قبل المدَبر ، وإن الرازق قبل الرزق " الأول " الله عز وجل . بل في بعض الأحاديث : " كانَ اللَّهُ ولم يكن شيءٌ قَبْلَهُ " [البخاري] . لكن ما معنى كان الله ؟ هذه كان تامة ، شيء لا يغيب عن أذهانكم ، الأفعال الناقصة كان وأخواتها ، لا تعني الحدث ، تعني الزمن فقط ، تقول : الجو ممطر ، مبتدأ وخبر إذا قلت كان الجو ممطراً ربطت هذا الإسناد إلى الماضي ، فكان أضافت زمناً ، ولم تضف حدثاً لكن كان نفسها تأتي تامة هو " الأول " هو " الأول " بلا بداية ، وجوده أزلي أبدي ، والآخر بلا نهاية . من توغل في أي شيء وصل في النهاية إلى الله تعالى : الله عز وجل هو " الأول " هو أبطن من كل باطن ، فإذا توغلت في الشيء ، أي شيء إذا توغلت فيه تصل في النهاية إلى الله ، هذه البيضة من الدجاجة ، الدجاجة من البيضة تسلسل لا نهائي ، لكن لابدّ من أول دجاجة من خلقها ؟ هو الله، هذه مصيبة جاءتني عن طريق فلان ، فلان من خلقه ؟ الله عز وجل ، من أعطاه قوة فنال مني ؟ الله عز وجل ، من سمح له أن ينال مني ؟ الله عز وجل ، ما في إنسان بالأرض إذا ضُرب بعصا يحقد على العصا ، يكون أحمقاً . لذلك الأقوياء عصي بيد الله ينتقم بهم ، ثم ينتقم منهم ، هذا المعنى التوحيدي يلغي الحقد ، الله عز وجل ما سلمك لأحد ، ولا يسلمك لأحد . " وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ " [هود:123] . علاقتك معه ، رزقك عنده ، سعادتك عنده ، سلامتك عنده ، نجاحك في بيتك عنده ، نجاحك بعملك عنده " وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ " [هود:123] . ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، الأمة الإسلامية الآن بحاجة ماسة إلى التوحيد ، إلى أن ترى أن الله بيده كل شيء ، هؤلاء الأقوياء على الشبكية يبدو أنهم مالكون كل شيء ، لكن في الحقيقة ليسوا شيئاً . " يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ " [الفتح:10] . " وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى " [الأنفال:17] . الأقوياء عصي بيد الله ينتقم بهم ثم ينتقم منهم هذا المعنى التوحيدي يلغي الحقد. |
رد: أسماء الله الحسنى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع قيم , نفع الله بك وجزاك به خير الجزاء غير إني أود الإشارة لموضع ما اقتباس:
أنه الصمد أي تصمد إليه الخلائق في حاجاتها وترجوه وتسأله وتضرع إليه في حاجاتها سبحانه تقبلي مروري |
رد: أسماء الله الحسنى
اقتباس:
بعد السلام عليك كل الترحاب بك عزيزتي منى بارك الله فيك على العكس تماماً .. أحب من يقرأ وينقد ويعلق جزاك الله خير الجزاء تحية ... ناريمان |
رد: أسماء الله الحسنى
اقتباس:
شكري ومودتي :31: |
رد: أسماء الله الحسنى
(2) الآخر اسم من أسماء الله الحسنى ،، تعمّدت أن يأتي موقعه هنا مباشرة بعد ( الأول ) الآخر هو من أسماء الله الحسنى في الإسلام، ويعني أنه الذي لا شيء بعده، وأنه الذي لا انتهاء له، والذي يرجع إليه كل شيء. --------------------- في القرآن الكريم ورد في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (سورة الحديد) --------------------- في السنة النبوية عن أبي هريرة أن النبي كان يقول: الآخر (أسماء الله الحسنى) اللهمَّ ربَّ السماوات ِوربَّ الأرضِ وربَّ العرشِ العظيمِ . ربَّنا وربَّ كلّ شئٍ . فالقَ الحبِّ والنوى . ومنزلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ، أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء الآخر (أسماء الله الحسنى) -------------------- الأقوال في معناه قال ابن جرير الطبري : «هو الأول قبل كل شيء بغير حد، والآخر بعد كل شيء بغير نهاية، وإنما قيل ذلك كذلك، لأنه كان ولا شيء موجودًا سواه، وهو كائن بعد فناء الأشياء كلها، كما قال جل ثناؤه ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ سورة القصص:88» قال الزجاج : «الآخر هو المتأخر عن الأشياء كلها، ويبقى بعدها» قال الخطابي : «الآخر: هو الباقي بعد فناء الخلق، وليس معنى الآخر ما له ، كما ليس معنى الأول ما له الابتداء، فهو الأول والآخر وليس لكونه أول ولا آخر» قال الحليمي : «الأول: الذي لا قبل له، والآخر هو الذي لا بعد له، وهذا لأن (قبل وبعد) نهايتان، فقبل نهاية الموجود من قبل ابتدائه، وبعد غايته من قبل انتهائه، فإذا لم يكن له ابتداء ولا انتهاء لم يكن للموجود قبل ولا بعد، فكان هو الأول والآخر» قال البيهقي : «الآخر هو الذي لا انتهاء لوجوده» قال السعدي : «والآخر: يدل على أنه هو الغاية، والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات بتأهلها، ورغبتها، ورهبتها، وجميع مطالبها» يتبع >>>>>>> |
رد: أسماء الله الحسنى
اسما الله: "الأول" و"الآخِر"؛ ارتبطا في القرآن الكريم معاً قال تعالى: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3]، فقد علَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام أن يقولوا إذا أووا إلى فراشهم: ((اللهمَّ أنت الأوَّلُ فليس قبلكَ شيءٌ، وأنت الآخِرُ فليس بعدكَ شيءٌ، وأنت الظَّاهرُ فليس فوقكَ شيءٌ، وأنت الباطنُ فليس دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عنَّا الدَّيْنَ، وأَغْنِنا مِنَ الفقرِ))؛ مسلم. وعلَّمَنا نبينا صلى الله عليه وسلم عند النوم أن نُودِع أنفسنا الحيَّ الذي لا يموت، فقال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: ((يا فلانُ، إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فقل: اللهمَّ أسلمتُ نَفْسي إليكَ، ووَجَّهْتُ وَجْهي إليكَ، وفَوَّضْتُ أمْري إليك، وألْجأتُ ظَهْري إليكَ، رغبةً ورهبةً إليكَ، لا ملجأ ولا مَنْجَى منكَ إلا إليكَ، آمَنْتُ بكتابكَ الذي أنزلْتَ، وبنبيِّكَ الذي أرسلتَ، فإنَّكَ إنْ متَّ في ليلتِكَ متَّ على الفِطرةِ، وإنْ أصبحْتَ أصَبْتَ أجْرًا))؛ متفق عليه. |
رد: أسماء الله الحسنى
واسم الله "الأول" هو الذي ليس قبله شيء، و"الآخِر" هو الذي ليس بعده شيء؛ قال تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]. قال ابن القيم رحمه الله: "فأوليَّة الله عز وجل سابقة على أوليَّةِ كل ما سواه، وآخريَّتُه ثابتةٌ بعد آخرِيَّة كل ما سواه، فأوليَّتُه سَبْقُه لكل شيء، وآخريَّتُه بقاؤه بعد كل شيء". العبد فانٍ هالك مهما جَمَع مِن جاه الدنيا، وجنى مِن سلطانها، وتربَّع على كنوزها، وعلا مِن مراتبها؛ فقد خلقه الله مِن تراب، ثم هو صائر لا محالة إلى التراب. لِمَنْ نبني ونحن إلى تراب نصِيرُ كما خُلِقْنا من ترابِ ألا وأراكَ تَبذُلُ يا زماني ليَ الدُّنيا وتُسرِعُ باستلابي |
رد: أسماء الله الحسنى
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ جعل الهُمومَ هَمًّا واحدًا: هَمَّ الْمَعادِ (أي: الرجوع إلى الله الآخِر)، كفاهُ الله هَمَّ دُنْياه، ومن تشعَّبتْ به الهُمومُ في أحوال الدنيا، لم يُبالِ اللهُ في أيِّ أوْدِيتِها هَلَكَ))؛ صحيح سنن ابن ماجه. والله عز وجل باقٍ؛ لأنه لا أوَّل له، ولا آخِر له، يُحيط بالزمن، ولا يحيط به زمن، ويستولي على المكان، ولا يستولي عليه مكان؛ قال ابن القيم رحمه الله: " فإحاطة أوليَّته وآخريَّته بالقَبْل والبَعْد، فكلُّ سابقٍ انتهى إلى أوليَّته، وكلُّ آخرٍ انتهى إلى آخريَّته، فأحاطت أوليَّتُه وآخريَّتُه بالأوائل والأواخر". |
رد: أسماء الله الحسنى
فَرَبٌّ بهذين الاسمين العظيمين المحيطين، يستحق أن يكونَ هو المعبود وحده، والمتوكَّل عليه وحدَهُ، والمسؤول وحده؛ ولذلك لما جاء أهل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جئناكَ لِنتفقَّهَ في الدين، ولِنسألكَ عن أوَّل هذا الأمر ما كان، أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بفقه اسم الله "الأول"، فقال لهم: ((كان الله ولَمْ يكُنْ شيءٌ قبله (وفي رواية: ولم يكنْ شيءٌ معه)، وكان عرْشُه على الماء، ثمَّ خلق السماوات والأرض، وكتب في الذِّكْر كلَّ شيءٍ))؛ البخاري. فالله عز وجل هو الأول والآخِر في العظمة والكبرياء، فلا أحد أعظم منه، فاستحق أن يُهاب جانبه، وألا يؤمن عقابه، وهو الأول والآخِر في الجلال والجمال، فلا شيء أجل منه، ولا شيء أجمل منه. وهو الأول والآخِر برحمته، فلا أحد يملك الرحمة إلا بإذنه؛ قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 156]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((جعل الله الرحمة مائةَ جُزْءٍ، فأمسكَ عنده تسعةً وتسعينَ جُزْءًا، وأنزل في الأرض جُزْءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحَمُ الخَلْقُ، حتى تَرْفعَ الفَرسُ حافِرها عن ولَدِها خشيةَ أَنْ تُصِيبَهُ))؛ متفق عليه. |
رد: أسماء الله الحسنى
وهو الأول والآخر بإحسانه، فلا أحد أكرم ولا أكثر عطاءً منه؛ بل كَرَمُ المخلوقين مِن كرمه، وعطاؤهم من عطائه. فإذا كان ربنا كذلك، فلنجعله مُرادنا وغايتنا، ولْنُرْضِه بأقوالنا وأفعالنا، ولنتقرَّب إليه بحسن عبادته، وجميل التزلُّف إليه؛ ﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 62]. فالتعلق بالأول والآخر تعلُّقٌ بالحي الذي لا يموت؛ ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3]. كنْ معَ الله ترَ الله مَعَكْ واتركِ الكُلَّ وحاذِرْ طَمَعَكْ وإِذا ضرَّكَ لا نافعَ مِن دونِه والضُّر لا إِن نَفَعكْ وإِذا أعطاكَ مَنْ يمنعُهُ؟ ثم مَن يُعْطي إذا ما مَنَعَكْ؟ إنما أنت له عبدٌ فكنْ جاعلًا بالقربِ منه وَلَعَكْ لا تُؤمِّلْ مِن سِواهُ أملًا إنما يَسْقيكَ مَن قد زرعَكْ |
رد: أسماء الله الحسنى
وإن مِن فقه اسمي الله: الأول والآخِر عدة أمور، منها: ♦ تعظيم المولى عز وجل في النفس، وتعظيم شعائره؛ ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]. ♦ تعظيم حرماته، وإجلال أوامره، والوقوف عند نواهيه؛ ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]. ♦ التدليل على غناه المطلق سبحانه، وأنه بكل شيء محيط، تحتاجه المخلوقات، ولا يحتاج إليها؛ قال تعالى: ﴿ وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [التغابن: 6]، قال ابن القيم رحمه الله: "تعبَّدْ له باسمه "الآخِر"، بأن تجعلَه وحدَه غايتَك التي لا غاية لك سواه، ولا مطلوب لك وراءه...، فإن إلى ربك المنتهى". |
رد: أسماء الله الحسنى
♦ الذي بدأ خلقك باسم "الأول" قادر إلى ردك إليه باسم "الآخِر"؛ قال تعالى: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: 104]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾ [يس: 79]؛ بل إعادة النشأة عليه أهون مِن النشأة الأولى؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ [الروم: 27]. ♦ عدم الاغترار بالأسباب المادية، والوثوق بالمؤهلات الذاتية، والاعتزاز بالقدرات الفردية؛ لأنها مِن الله، مستمدة مِن أوليته، فانية بآخريته؛ يقول ابن القيم رحمه الله: "وعبوديته باسمه الآخِر تقتضي عدم ركونه ووثوقه بالأسباب، والوقوف معها، فإنها تنعدم لا محالة، وتنقضي بالآخرية، ويبقى الدائم الباقي بعدها". ♦ السبق إلى فِعْل الخيرات، فلا يفتح باب خير إلا والمسلم أول مَن يلجه؛ قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 61]، فالصلاة لأول وقتها، والصف الأول يُقترع مِن أجله، والحضور باكرًا للجمعة يستبق إليه، وصلاة العشاء والصبح تؤتى ولو حبْوًا، والمبادرة إلى الصدَقة شفاءٌ للنفوس؛ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أمرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أنْ نتصدَّقَ، فوافقَ ذلك مالًا عندي، فقلتُ: اليومَ أسْبِقُ أبا بكرٍ إنْ سَبَقْتُه يومًا، فجئتُ بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيتَ لأهلكَ؟))، قلتُ: مِثْلَه، وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكلِّ ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيتَ لأهلكَ؟))، قال: أبقيتُ لهم الله ورسوله، قلتُ: لا أُسابقكَ إلى شيء أبدًا"؛ ص. أبي داود. أنت المقدِّمُ والمؤخِّرُ أوَّلٌ والآخرُ الوالي وليس سواه الظاهرُ البرُّ الرؤوفُ الباطنُ التْ تَوَّابُ والمتعالي ما أعلاه |
رد: أسماء الله الحسنى
للأمانة الأدبية كل ما يأتي هنا من شرح لمعاني أسماء الله الحسنى هو منقول من مواقع موثوقة وما أقوم به هو مجرد نقل وترتيب وتنسيق فقط لا غير مع بعض الإضافات البسيطة ، أو تحريره بطريقة أخرى لذلك اقتضى التنويه شكراً لكل من زار وسيزور هذه الصفحات اللهم أعني على استكمالها تحية ... ناريمان |
رد: أسماء الله الحسنى
(4) الســــلام اسم جليل من أسماء الله الحسنى ، ألقاه رب العزة على عبادة لإفشائه بجملة : ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) قال الله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 23، 24]. وفي السنة المطهرة: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السلام وَمِنْكَ السلام، تَبَارَكْتَ ياذا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. |
رد: أسماء الله الحسنى
وقال ابن فارس في معجم مقايس اللغة: الله جلَّ ثناؤُه هو السلام، لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء. ومثله لابن منظور في لسان العرب: والسلام اللَّه عز وجل اسم من أَسمائه لسَلامته من النقص والعيب والفناء؛ حكاه ابن قُتيْبَة. وقيل: معناه أَنه سَلِمَ مما يَلْحَق الغير من آفات الغِيَر والفناء، وأَنه الباقي الدائم الذي تَفْنى الخلق ولا يَفْنى وهو على كل شيء قدير. وقد ذهب القرطبي إلى عدة أقوال في تفسير اسمه تعالى (السلام)؛ أي: ذو السلامة من النقائص، فقال: اتفق العلماء رحمة الله عليهم على أن معنى قولنا في الله "السلام": النسبة، تقديره ذو السلامة، ثم اختلفوا في ترجمة النسبة على ثلاثة أقوال، وذكر منها: معناه الذي سلم من كل عيب وبرِئ من كل نقص. |
رد: أسماء الله الحسنى
وقال ابن القيم: ولَمَّا كان السلام اسمًا من أسماء الرب تبارك وتعالى، وهو اسم مصدر في الأصل كالكلام والعطاء، بمعنى السلامة، كان الرب تعالى أحقَّ به من كل ما سواه؛ لأنه السالم من كل آفة وعيب ونقص وذمٍّ، فإن له الكمال المطلق من جميع الوجوه وكماله من لوازم ذاته، فلا يكون إلا كذلك، والسلام يتضمن سلامة أفعاله من العبث والظلم وخلاف الحكمة، وسلامة صفاته من مشابهة صفات المخلوقين، وسلامة ذاته من كل نقص وعيب، وسلامة أسمائه من كل ذمٍّ، فاسم السلام يتضمن إثبات جميع الكمالات له، وسلب جميع النقائص عنه، وهذا معنى سبحان الله والحمد لله، ويتضمن إفراده بالألوهية وإفراده بالتعظيم، وهذا معنى لا إله إلا الله، والله أكبر، فانتظم اسم السلام الباقيات الصالحات التي يُثنى بها على الرب جل جلاله، ومن بعض تفاصيل ذلك أنه الحي الذي سلِمت حياته من الموت والسِّنة والنوم والتغير، القادر الذي سلِمت قدرته من اللغوب والتعب والإعياء والعجز عما يريد، العليم الذي سلم علمه أن يعزب عنه مثقال ذرة، أو يغيب عنه معلوم من المعلومات، وكذلك سائر صفاته على هذا، فرضاه سبحانه سلام أن ينازعه الغضب، وحلمه سلام أن ينازعه الانتقام، وإرادته سلام أن ينازعها الإكراه، وقدرته سلام أن ينازعها العجز، ومشيئته سلام أن ينازعها خلاف مقتضاها، وكلامه سلام أن يعرض له كذب أو ظلم، بل تمت كلماته صدقًا وعدلًا، ووعده سلام أن يلحقه خلف، وهو سلام أن يكون قبله شيء أو بعده شيء، أو فوقه شيء أو دونه شيء، بل هو العالي على كل شيء، وفوق كل شيء، وقبل كل شيء، وبعد كل شيء، والمحيط بكل شيء، وعطاؤه ومنعه سلام أن يقع في غير موقعه، ومغفرته سلام أن يبالي بها أو يضيق بذنوب عباده، أو تصدر عن عجز عن أخذ حقِّه كما تكون مغفرة الناس، ورحمته وإحسانه ورأفته وبره وجوده، وموالاته لأوليائه وتحبُّبه إليهم وحنانه عليهم، وذكره لهم وصلاته عليهم - سلام أن يكون لحاجة منه إليهم أو تعزُّز بهم أو تكثُّر بهم، وبالجملة فهو السلام من كل ما ينافي كلامه المقدس بوجه من الوجوه[2]. أما أبو حامد الغزالي فيقول في شرح هذا الاسم من أسمائه تعالى: هو الذي تسلَم ذاته عن العيب وصفاته عن النقص وأفعاله عن الشر... وكل عبد سلِم عن الغش والحقد والحسد، وإرادة الشر قلبُه، وسلمت عن الآثام والمحظورات جوارحُه، وسلم عن الانتكاس والانعكاس صفاتُه، فهو الذي يأتي الله تعالى بقلب سليم. |
رد: أسماء الله الحسنى
بعض المفسرين أضافوا تعريفات جديدة لمعنى اسم ( السلام) اسم الله السلام جل جلاله وتقدست أسماؤه المعنى اللغوي: السلام في اللغة دائر على معنيين: السلام: البراءة من العيوب ؛ يقال سلمت من الشرك إذا تبرأت منه، قال تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )أي: يجيبون بالمعروف من القول والسداد من الخطاب ، وإذا سفه عليهم الجهال بالقول السيئ لم يقابلوهم عليه بمثله, بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيرًا فتبرؤوا من أن يردوا عليهم بالمثل، والسلام: هو العافية ، ومعلوم أن من تبرأ من شيء عوفي من نتيجته وأثره. والله جل وعلا أضاف كثيرًا من مخلوقاته إلى السلام: فوصف ليلة القدر بأنها سلام قال تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)أي: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو يحدث فيها أذى ، ووصف الجنة أيضًا بأنها دار السلام، فقد قال الله تعالى: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ)، والله هو السلام, والدار الجنة، ولذلك سميت الجنة دار السلام، أي: دار الله، وقيل إنما سميت بذلك لأن: السلام في اللغة هو السلامة ، والجنة دار السلامة من كل آفة وعيب ونقص، وقيل: سميت دار السلام لأن تحيتهم فيها سلام، فمن دخلها تلقته الملائكة من كل باب بالسلام لا يفنى شبابه، ولا تبلى ثيابه، يحيى ولا يموت، ينعم ولا ييأس ولا يهرم أبد الآبدين، كما قال الله تعالى: (تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ). |
رد: أسماء الله الحسنى
- معنى السلام المطلوب عند التحية: فيه قولان مشهوران: أحدهما: أن المعنى اسم السلام عليكم، والسلام هنا هو الله عز وجل، ومعنى الكلام: نزلت بركة اسمه عليكم وحلت عليكم ونحو ذلك، واختير في هذا المعنى من أسمائه دون غيره من الأسماء؛ لأن معناه السلامة والبراءة والعافية من جميع الشرور فكأنه يخبره بالسلامة من جانبه، ويؤمنه من شره وغائلته، وأنه سلم له لا حرب عليه، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم»، وجاء أيضًا أن المهاجر ابن قنفذ أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: «إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر»، دل هذا الحديث على أن السلام اسم من أسماء الله. ثانيهما: أن السلام مصدر بمعنى السلامة، وهو المطلوب، المدعو به عند التحية، فإذا قلت السلام أي: السلامة عليك من كل شر وآفة وعيب، ولذلك جاءت الأحاديث بالإطلاق والعموم، ودلالة ذلك، قالوا: إن السلام عطف على الرحمة والبركة. والحق في مجموع القولين: فلكل منهما بعض الحق، والصواب في مجموعهما، وإنما نبين ذلك بقاعدة وهي أن من دعا بأسمائه الحسنى أن يسأله في كل مطلوب ويتوسل إليه بالاسم المقتضى لذلك المطلوب المناسب لحصوله, حتى كأن الداعي مستشفع إليه، متوسل إليه به، فإذا قال: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، فقد سأله أمرين وتوسل إليه باسمين من أسمائه مقتضيين لحصول مطلوبه، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها وقد سألته: ما تدعو به إن وافقت ليلة القدر؟ قال: تقولين: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»، وكذلك قوله للصديق ـ وقد سأله دعاءً يدعو به في صلاته فقال له: قل: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» وإذا ثبت هذا، فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي أهم ما عند الرجل، أتى في لفظها بصيغة اسم من أسماء الله وهو السلام، الذي يطلب به السلامة . |
رد: أسماء الله الحسنى
فتضمن لفظ السلام معنيين أحدهما: 1) ذكر الله. 2) طلب السلام وهو مقصود المسلم. |
رد: أسماء الله الحسنى
ورود الاسم في القرآن الكريم: ورد هذا الاسم في القرآن الكريم مرة واحدة، في قول الله تبارك وتعالى: (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ)، وقد ورد في السنة المطهرة، عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، فاسم السلام يتضمن إثبات جميع الكمالات له وسلب جميع النقائص عنه، وهذا معنى "سبحان الله والحمد لله"، فسبحان الله: تنزيهه، والحمد لله: إثبات جميع المحامد له، ويتضمن إفراده بالألوهية وإفراده بالتعظيم، وهذا معنى "لا إله إلا الله والله أكبر" فانتظم اسم السلام في الباقيات الصالحات التي يثنى بها على الرب جل جلاله. معنى الاسم في حق الله تبارك وتعالى: اسم الله السلام دائر على ثلاث معان: 1) السلام: أي السالم من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله,. 2) الذي سلم من مشابهة خلقه، قال عز من قائل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). 3) الذي سلم المؤمنون من عقوبته ، فهو الذي يسلم عباده المؤمنين في الدنيا والبرزخ والآخرة. فهو سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وأهم، وسلام في صفاته عن كل عيب ونقص، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع عن غير وجه الحكمة، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار، فهو السلام من الصاحبة والولد، والسلام من الكفء والنظير، والسمي والمماثل، والسلام من الشريك، وحياته سلام من الموت ومن السِنَةِ والنوم، وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه، أو عروض نسيان، أو حاجة إلى تذكر وتفكر، وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم، بل تمت كلماته صدقًا وعدلاً، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه، وهو غني عن كل ما سواه، وملكه سلام من منازع فيه أو مشارك أو معاون مظاهر أو شافع عنده بدون إذنه، وإلاهيته سلام من مشارك له فيها، بل هو الذي لا إله إلا هو، وحلمه وعفوه وصفحه ومغفرته وتجاوزه, سلام من أن تكون عن حاجة منه أو ذل أو مصانعة كما يكون من غيره، بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه، وكذلك عقابه وانتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه, سلام من أن يكون ظلمًا أو تشفيًا أو غلظة أو قسوة, بل هو محض حكمته وعدله ووضعه الأشياء مواضعها وهو مما يستحق عليه الحمد والثناء كما يستحقه على إحسانه وثوابه ونعمه, بل لو وضع الثواب موضع العقوبة لكان مناقضًا لحكمته ولعزته، فوضعه العقوبة موضعها هو من حمده وحكمته وعزته، فهو سلام مما يتوهم أعداؤه والجاهلون به من خلاف حكمته، وقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور والظلم، ومن توهم وقوعه على خلاف الحكمة البالغة، وشرعه ودينه سلام من التناقض والاختلاف والاضطراب، وخلاف مصلحة العباد ورحمتهم والإحسان إليهم وخلاف حكمته, بل شرعه كله حكمة ورحمة ومصلحة وعدل، وعطاؤه سلام من كونه معاوضة أو لحاجة إلى المعطى ومنعه عدل محض وحكمة، لا يشوبه بخل أو عجر، واستواؤه وعلوه على عرشه سلام من أن يكون محتاجًا إلى ما يحمله أو يستوي عليه بل العرش محتاج إليه وحملته محتاجون إليه، فهو الغني عن العرش وعن حملته وعن كل ما سواه، وهو استواء وعلو لا يشوبه حصر ولا حاجة إلى عرش ولا غيره، ولا إحاطة شيء به سبحانه وتعالى بل كان سبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه وهو الغني الحميد، وموالاته لأوليائه سلام من أن تكون عن ذل كما يوالي المخلوق المخلوق، بل هي موالاة رحمة وخير وإحسان وبر، وكذلك محبته لمحبيه وأوليائه سلام من عوارض محبة المخلوق للمخلوق من كونها محبة حاجة إليه، أو تملق به أو انتفاع بقربه, وسلام مما يتقوله المعطلون فيها . |
رد: أسماء الله الحسنى
آثار الإيمان بهذا الاسم: 1- تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب، وهو السالم من كل نقص وعيب، فمعناه قريب من القدوس، وقيل إن القدوس إشارة إلى براءته عن جميع العيوب في الماضي والحاضر، والسلام: إشارة إلى أنه لا تطرأ عليه عيوب في الزمن المستقبل، فإن الذي يطرأ عليه شيء من العيوب تزول سلامته ولا يبقى سليمًا . |
رد: أسماء الله الحسنى
2- الله سبحانه وتعالى هو المُسلِّم على عباده وأوليائه في الجنة، قال الله تبارك وتعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ )، فينزل بركة اسمه السلام عليهم فيسلمون من كل آفة ونقص قال تعالى: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)، وقال سبحانه: ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا). |
رد: أسماء الله الحسنى
3- الله تعالى هو المُسلِّم على أنبيائه ورسله، قال تعالى: (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ)، وقال تعالى: (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، وقال تعالى: (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ)، وقال تعالى: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)، وقال تعالى: (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ)، وقال تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)، قال ابن عطية: "أوحش ما يكون الخلق في ثلاث مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجًا مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم، فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه فقال: (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) فأشار إلى أن الله جل وعز سلم يحيى من شر هذه المواطن الثلاث وأمنه من خوفها, وإذا سلم الله على عبد فإن ذلك إشارة إلى سلامة ذلك العبد من كل عيب وآفة وبرئ من كل نقص، ثم إن ذلك يستلزم أن ننزههم من العيوب والنقائص، فلا يذكرهم أحد بسوء، وذلك بالطعن في شرائعهم، والاستهزاء بحديثهم، وما أعرض أحد عن شرع الله وعن رسول الله صلى اللخ عليخ وسلم الذي ختم الله به الدين إلا وجد قسوة في قلبه؛ عقوبة من الله له، قال تعالى: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ). |
رد: أسماء الله الحسنى
قال تعالى: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ).
نص الله على مرض القلب في الآية وهو بمعنى قسوة القلب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"المرض هو النفاق" وقيل لا يخرج أمرهم من أن يكون في القلوب مرض لازم لها أو قد عرض لها شك في الدين، أو يخافون أن يجور الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عليهم في الحكم، وأيًا كان فهو كفر محض والله عليم بكل منهم وما هو منطو عليه من هذه الصفات ، وكذا عباده المؤمنين يسلمهم الله ويظهر أثرهم على كثير من الخلق، قال الله تبارك وتعالى: ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، |
رد: أسماء الله الحسنى
وتأمل سلامة الله للعبد المؤمن، وكرامته له في موطن موحش تخشاه النفوس وتهابه،
جاء في حديث البراء بن عازب قال: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة، وجلسنا حوله، وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض، فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثًا، فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثًا، ثم قال: النبي صلى الله عليه وسلم «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا, وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس, معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر, ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة (وفي رواية المطمئنة) أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها (وفي رواية: حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم) فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، فذلك قوله تعالى: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ) ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها فلا يمرون – يعني – بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) واعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فتعاد روحه في جسده قال: «فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه» فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينتهره فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ ما نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله عز وجل: }يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [إبراهيم: 27] فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم, هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير, من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح فوالله ما علمتك إلا كنت سريعًا في طاعة الله، بطيئًا في معصية الله، فجزاك الله خيرًا, ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي»، فهاهم يسلمون عليه وقت احتضاره حتى يطمئنونه، وكأن حالهم يقول: سيسلمك الله من الشرور وسيسلمك الله مما أتعبك وسيسلمك الله بعد أن تنتقل من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ولذا جاء في الآية الأخرى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)، فتكون البشارة للمؤمن بالسلامة قبل خروج الروح، فبقدر ما يحقق العبد السلامة من النقائص والذنوب في هذه الدنيا بقدر ما يسلمه الله أشد الأوقات حاجة للرب جل وعلا فتنزل الملائكة رحمة من الله وتثبيتًا للعبد وها هي الملائكة تكفن روحه، وتحنطه قبل أن يكفن جسده، ثم يحظى المؤمن بصلاة كل ملك عليه، وصلاة الملائكة مستجابة لأنهم عباد صالحون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ثم يحظى بسماع أفضل الثناء عليه من قبل السائل والمجيب، فالملائكة تسأل من هذه الروح الطيبة؟، ورسل الموت يجيبون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، ويرى فتح أبواب السماء له، وثناء المولى جل وعلا عليه، وكتابة اسمه في عليين، فأية سلامة أعظم من هذه السلامة، وأية كرامة خير من هذه الكرامة. |
رد: أسماء الله الحسنى
4- الحرص على نشر هذا الاسم بين العباد، وأنه سبب لدخول الجنة: وقد وردت أحاديث عدة في نشر اسم الله السلام والتسليم على العباد به، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» ، يقول أهل العلم: فدلالة كمال إسلام وإيمان العبد نشر السلام، وجاء عن عبد الله بن سلام أنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء تكلم به أن قال: «يا أيها الناس أفشوا السلام, وأطعموا الطعام, وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام». |
الساعة الآن 03:15 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.