![]() |
أفي كلَّ يومٍ لي منى ً أستجدها ( الشريف المرتضى ) أفي كلَّ يومٍ لي منى ً أستجدها وأسبابُ دنياً بالغرُورِ أودُّها؟ و نفسٌ تنزى ليتها في جوانحٍ لذي قوة ٍ يسطيعها فيردها تَعامَهُ عَمْداً وهْيَ جِدُّ بَصيرة ٍ كما ضلَّ عن عشواءَ باللّيل رُشدُها إذا قلتُ يوماً: قد تَناهَى جِماحُها تجانَفَ لي عن منهجِ الحقِّ بُعْدُها و لي نقدها من كلَّ شرٍّ " وربما " يكون بخيرٍ لا توفيه وعدها وأُحْسَبُ مَولاها كما يَنْبغي لها و إني من فرطِ الإطاعة ِ عبدها ترى في لساني ما تشاءُ من التقى ومِنْ حَسَناتٍ، ثمّ فعليَ ضدُّها و أهوى سبيلاً لا أرى سالكاً " بها " كأنِّيَ أَقلاها وَغيري يَوَدُّها وأَنسى ذُنوباً لي أتتْ فاتَ حصرُها حسابي وربّي للجزاءِ يَعُدُّها أُقِرُّ بها رَغماً وليس بنافعي وقد طُويتْ صُحْفُ المعاذير جَحْدُها ولمّا تراءَتْ لي مَغبَّة ُ قبحِها وعُرِّيَ عن دار المجازاة ِ بُرْدُها تَنَدَّمتُ لمّا لم تكُنْ لي ندامة ٌ فألاَّ وفي " كفيَ " لو شئتُ ردها ؟ ولم أرَ كالدُّنيا تصُدُّ عن الّذي يودُّ محبوها فيحسنُ صدها و تسقيهمُ منها الأجاجَ مصرداً وكيفَ بها لو طابَ للقوم عِدُّها؟ تعلَّقتُها وَرْهاءَ للخَرْقِ نسجُها وللمنع ما تُعطي وللحلِّ عقدُها يدالُ الهوى " فيها " مراراً من الحجى و يقتادها صغراً كما شاء وغدها و ما أنصفتنا تظهرُ الصفحَ كلهُ لجانٍ وفيما لا ترى العينُ حقدها أراها على كلِّ العيوبِ حَبيبة ً فيا لِقلوبٍ قد حشاهُنَّ وُدُّها وحبُّ بني الدُّنيا الحياة َ مُسيئة ً بهمْ ثلمة ٌ بالنفسِ أعوزَ سدها ألا يا أُباة َ الضَّيمِ كيفَ اطَّباكُمُ وغيرُكُمُ يغترُّهُ الرِّفْدُ رِفْدُها؟ و كيف رجوتمْ خيرها " وإزاءكمْ " طلائحُ أرْداهُنَّ بالأمس كدُّها؟ وقد كنتمُ جرَّبتُمُ غِبَّ نفعِها و جرعكم كأسَ المراراتِ شهدها تعاقبَ فيكمُ حرها بعد بردها فما ضَرَّها لو حَرُّها ثَمَّ بردُها؟ ولو لم تُنِلْكمُ كارهينَ نعيمَها لما ضركم كلَّ المضرة ِ جهدها سَقَى اللهُ قلباً لم يَبِتْ في ضلوعِهِ هواها ولم يطرقْ نواحيهِ " وجدها " ولم يَخشَ منها نحسَها فيبيتُهُ على ظَمأٍ إلاّ محيّاهُ سعدُها تخفف من أزوادها ملءَ طوقهِ فهانَ عليه عند ذلك فقدُها |
أقلا فشأنكما غيرُ شانى ( الشريف المرتضى ) أقلا فشأنكما غيرُ شانى ولستُ بطوعكما فاتركانى ولا تجْشَما عَذْلَ مَن لا يُصيخُ فما تُعدِلاني بأنْ تَعذُلاني غرامي بغيرِ ذواتِ الخدودِ ووجدى بغير وصالِ الغوانى ولي شُغُلٌ عن هوى الغانياتِ وما الحبُّ إلاّ فراغُ الجنانِ ومن أجلِ وَسْواسِ هذا الغرامِ أقامَ العزيزُ بدارِ الهَوانِ ولولا الهوى ما رأيتَ الشُّجاعَ يَقنِصُ في حَومة ٍ للجبانِ ولي عِوَضٌ بوجوهِ الصَّوابِ مشرقة ً عن وجوه الحسانِ فأغنى من البيضِ بيضُ الضّراب وأغنى من السّمرِ سمرُ الطّعانِ دعانى إليهِ فلبّيتهُ مليكُ الورى والعلا والزّمانِ دعانى ولولا ولائى الصّريح لدولتهِ وجدها ما دعانى أتتهُ ولم يأتها ريبة ً يَغارُ على مِثلها الفَرقدانِ وكنتُ أراها له بالظُّنونِ فقد صرتُ أُبصرها بالعِيانِ فدونَكَها دولة ً لاتَبيدُ كما لا يبيدُ لنا النّيّرانِ بناها لك اللهُ فى شامخٍ بعيدِ الرِّعانِ رفيعِ القِنانِ فقد علمَ المُلكُ ثمَّ الملوكُ أنّك أولاهمُ بالرّهانِ وأنَّك أضرَبُهُمْ بالحُسامِ وأنَّكَ أطعنُهمْ بالسِّنانِ وأنّكَ أبذَلهمْ للبدُورِ وأملاهُمُ في قِرى ً للجِفانِ وأنّك سلماً وحرباً أحقُّ بظهر السَّريرِ وظهرِ الحِصانِ وأنّك فى خشناتِ الخطوبِ أبعدُهُمْ عن محلِّ اللِّيانِ فللّهِ دَرُّك يومَ التَوَتْ عليك الخطوبُ التواءَ المثانى وقد ذهبوا عن طريق الصّوابِ وأنتَ عليه وما ثمَّ ثانِ دعوك إليها دعاءَ الرّكوبِ سُرَى اللّيل للقمر الأَضْحَيانِ وقالوا هلمَّ إلى خطّرٍ تُقَعْقِعُ بالشَّرِّ لا بالشِّنانِ عشيّة َ لاكوا ثمارَ النّكولِ وذاقوا جنى عجزهمْ والتّوانى ولاحتْ شواهدُ مشنوءة ٍ ودلّ على النّارِ لونُ الدّخانِ وأشعرنا الحزمُ قبلَ اللّقاءِ بيومٍ يسيلُ ردى ً أرْدَنانِ وأنتَ على ظهر مجدولة ٍ منَ الشَّدِّ والطَّرْدِ جَدْلَ العِنانِ كأنّ الذى فوقها راكبٌ قرا يذبلٍ أوْ سراتى ْ أبانِ إلى أن جذبتَ صِعابَ الرِّقابِ وشُمَّ المخاطمِ جَذْبَ العِرانِ وغيرُك يندمُ في فائتٍ وليس له غيرُ عضِّ البنانِ وغرَّهمُ منك طولُ الأناة ِ وكم غُرَّ في السَّرْعِ من بُعْدِ دانِ فلا تَسْتغرّوا بإطراقة ٍ تهابُ كإطراقة ِ الأفعوانِ ولا تحسبوا حلمهُ ديدناً فكم نزعَ الحِلْمَ إصرارُ جانِ وإنّك فى معشرٍ شأنهمْ إذا شَهدوا معركاً خيرُ شانِ لهمْ رممٌ كلّما رجّلتْ فبالسّائل العَصْبِ لا بالدِّهانِ وأيمانهمْ خلقتْ فى الهياجِ لضربٍ يقطٌّ الطّلى أو طعانِ يحلّون فى كلّ مرهوبة ٍ محلَّ الغرارِ الحسامِ اليمانى وإنْ أنتَ طاعنتَ أغنوك فى الـ ـقناة ِ، وقد حضروا، عن سِنانِ فيا رُكنَ أدياننا والجمال لمِلَّتنا في نأى ً أو تَدانِ أبوك الذي سامني مدحَه ومازلتُ عنه طويلَ الحِرانِ إلى أنْ ثناني إليه الوِدا دُ منه وكرَّمني فاشتراني وما زال يجذبنى باليدين حتّى عطفتُ إليه عنانى ولمَّا رَقاني ولم أعْيِهِ وأعييتُ من قبله منْ رقانى فسيَّرتُ فيه منَ الصّائباتِ دراكاً نحورَ العدا والمعانى وأطربتهُ بغناءِ المديحِ فأغنيتهُ عن غناءٍ القيانِ فخذ منّى اليومَ ما شئتَ منْ صنيعِ الضّمير ونسجِ اللّسانِ كلاماً يغور إليه البليدُ وينقلُهُ مُسرعاً كلُّ وانِ شموساً يبرّحُ بالهاتفين ولمّا هَتَفْتُ به ماعصاني غنيّاً بصنعته لم يطفْ بلفظِ فلانٍ ومعنى فلانِ فلو رامه الأفقُ ما ناله ولولاكَ كُفْواً لهُ ما عَداني ولي خدمة ٌ سَلفتْ في الزَّمانِ صدعتُ بها غرّة ً فى زمانى ولمّا رأتْنِيَ منكَ اللِّحاظُ حمتنى هنالك منك اليدانِ وأسكنتُ عندك ظلاًّ أقول : كفانيَ مانلتُ منه كفاني وما زلتُ مذْ ذاك تحنو على ودادك فى الصّدرِ منّى الحوانى يَهابُ مراسِيَ مَن رامني ويُخطئني خِيفة ً مَن رماني ولولا دفاعك عنّى لما تغيّبَ عن ريبِ دهرى مكانى ولا كنتُ ممّنْ يَرى سيِّئاً بغير ومقلتُهُ لاتَراني ولمْ لا أتِيهُ وأنتَ الذي تَنَخَّلَني خِبرة ً واصطفاني؟ ولمّا انتسبتُ إلى عزّهِ حميتُ الذى كان قدماً حمانى فلا زلتَ من تبعاتِ الخطوب ومن كلّ طارقة ٍ فى أمانِ وأصبحتَ مُصًطبحاً ماتَبيتَ تُرامقُهُ من مُنى ً أو تراني ولا فارقتكَ ضروبُ السّرورِ ولا صارمتك فنونُ التّهانى |
أقول لزيدٍ كفكفِ الخيلَ عنوة ً ( الشريف المرتضى ) أقول لزيدٍ كفكفِ الخيلَ عنوة ً وإلاّ فلا حَمداً كسبتَ ولا مَنّا سُقيتَ الرَّدى إنْ هِبْتَ بادرة َ الرَّدى وما أنت منّي إنْ جَنَحْتَ إلى الأدنَى ألمْ تَرَني والموتُ مُلْقٍ جِرانَه؟ أقدِّمُ نفساً ما أساءَتْ بهِ ظنّا؟ وإنّا لنُعطي السِّرَّ ماشاءَ من حِمى ً وتأْبَى لنا الْحَوباءُ أن نستُرَ الضِّغْنا حريّون أن نُعطَى المَقادَة َ في الورَى وقد قصَّرتْ في الرَّوعْ كلُّ يَدٍ عنّا طوالُ القنا ما بين أجفاننا قذًى وظلُّ المنايا "الكالحاتِ" لنا مغنى تخوّفنا أبناءُ قيسٍ وعيدهمْ ولو أننا نخشى الوعيد لما سدنا ولو فهموا عنّا مقالَ سيوفنا لعلّمهمْ فحواه أنْ يقرعوا سنّا أحقّاً بنى الإحجامِ ما طار عنكمُ ؟ أطرتمْ وربّى فى ضلوعكمُ اللّدنا وقد كنتمُ أطْفَأتمُ نارَ حِقْدِكمْ فإنْ عدتمُ فى شبّ جمرتها عدنا لَحا اللّهُ مَن يَحنو على الضَّيم جَنبَهُ ولو أنَّ عنقَ الرُّمحِ في جنبه يُحنَى يقولون إنَّ الأمنَ في هجرك الوغَى ألا قبّح اللهُ امرأً يبتغى الأمنا رَعى اللَّهُ فِتْياناً خِفافاً إلى العُلا إذا عزموا أمضوا ولم يرقبوا إذنا إذا ركبوا جنحاً أشابوا عذاره وإنْ يمتطوا صبحاً أعادوا الضّحى وهنا أذالوا على الأيّامِ صَوْنَ غرامِهمْ فلن يُبصروا من غيرِ طلعتها حُسنا ونالتْ بأسرار القلوب ظنونهمْ كأنّ لهمْ في كلِّ جارحة ٍ إذْنا |
أقول لصحبى وقد هوّموا ( الشريف المرتضى ) أقول لصحبى وقد هوّموا أصبحٌ بدا لكمُ أمْ ضرمْ ؟ أضاء الظّلامَ ولم يدنهِ صباحٌ وأنَّى تُضيءُ الظُّلَمْ؟ بريقٌ يُعرِّفُني بالعقيقِ ولو لم يَلُحْ لَمْعُهُ لم أنَمْ كأنَّ تخاطيطه في السّوادِ دِ تخاطيطُ وارسة ٍ أوْ عنمْ كأنّ الرّياحَ شننّ النّضا رَ وإمّا نضحنَ سماءً بدمْ أوِ الصُّبحُ يقلُصُ ظلَّ الظّلامِ مِ أو النّارُ سارية ٌ فى فحمْ وإمّا جوادٌ بهيمٌ بدتْ لمُبصِرِهِ غُرَّة ٌ أو رَثَمْ فيا حبَّذا وَمْضُهُ لو أراكَ كَ - وأنتَ بيبرين - أهلَ العلمْ أناساً يدارون سقمَ السّقيمِ ومن أجلهِمْ دَبَّ ذاك السَّقَمْ وكم ضيمَ وسطَ مغانيهمُ فتى ً قبلَ حبِّهِمُ لم يُضَمْ ولا خيرَ فى بارقٍ لم يكنْ رسولَ الحَيا وبشيرَ الدِّيَمْ |
أقول لها لمّا التقينا على منًى ( الشريف المرتضى ) أقول لها لمّا التقينا على منًى وأبرزها ذلك الحمارُ المصبّغُ وأبدَتْ صُدوداً لم يكنْ عادة ً لها وقد يتجنّى فى الهوى المتمرّغُ لقد خان من أدّى المحالَ إليكمُ ومانَ علينا في المقال المبلِّغُ شغلنا وأنتم فارغون ولم يعجْ على ذي اشتغالٍ دَهرَه المتفرِّغُ كأنِّيَ أَشكو الحبَّ شَكوى مُجَمْجِمٍ فتًى ضلَّ عن وادى البلاغة ألثغُ |
أقِلْنيَ ربِّي بالّذين اصطفيتَهُمْ ( الشريف المرتضى ) أقِلْنيَ ربِّي بالّذين اصطفيتَهُمْ وقلتَ " لنا " : هم خيرُ منْ أنا خالقُ وإنْ كنتُ قد قصّرتُ سعياً إلى التّقى فإنّى بهمْ " إنْ " شئتَ عندك لاحقُ هُمُ أنقذوا لمّا فَزِعتُ إليهمُ وقد صَمَّمتْ نحوي النُّيوبُ العوارقُ وهمْ"جذبوا" "ضبعى " إليهمْ من الأذى وقد طرقتْ بابي الخطوبُ الطّوارقُ ولولاهمُ "مانلتُ" فى الدّينِ "حظوة ً " ولا اتَّسَعَتْ فيه عليَّ المضائقُ ولا سيَّرتْ فضلي إليها مغاربٌ ولا طيّرتهُ بينهنّ مشارقُ ولا صَيَّرتْ قلبي منَ النّاسِ كلِّهم لها وَطَناً تأوي إليهِ الحقائقُ |
ألا إني وهبتُ اليومَ نفسي ( الشريف المرتضى ) ألا إني وهبتُ اليومَ نفسي لمن هو في المودة ِ مثلُ نفسي ومَن لولاه لاستَوْبَأَتُ وِرْدي ولاستخشنتُ مَسِّي عند لَمْسي فتى ً ناط اإلهُ به فروعي ولفَّ بأصلِهِ أصلي وجنسي أصولُ بهِ على كَلَبِ الأعادي و آوى منه في هضباتِ قدسِ وضَوْءُ جبينهِ ليلاً وصُبحاً إذا قابلتهُ بدرى ومسي فقلْ للزَّينبيِّ مقالَ خِلٍّ صربحِ الودَّ لم يلبسْ بلبسِ أتذكرُ إِذْ هبطنا ذاتَ عِرْقٍ و نحن معاً على أقتادِ عنسِ ؟ على هوجاءَ يُخرجُها التَّنَزِّي أمامَ اليَعْمَلاتِ بغيرِ حِلْسِ وإذْ سالتْ إِلينا من هُذَيلٍ شعابُ الواديين بغير بخسِ رجالٌ لا يبالون المنايا تُصبِّحُهمْ نهاراً أو تُمَسِّي بألسنة ٍ خلقن لغير ذوقٍ وأفواهٍ شُقِقْنَ لغير نَهْسِ يُشيعون الطَّعامَ النَّزْرَ فيهمْ إذا ما الزّادُ أمكنَ كلَّ حَرْسِ كأنهمُ على الحراتِ منها وقد طَلعوا عليك بغيرِ لُبْسِ نَفَيْتَهُمُ وقد دَلَفوا إلينا بزوراءِ المناكبِ ذاتِ عجسِ كأنَّ حنينَها للنَّزْعِ فيها حنينُ مُسنَّة ٍ فُجِعَتْ بخَمْسِ ولمّا أنْ لَقُوا منّا جميعاً شفاءَ الهمَّ في ضربٍ ودعسِ عَلوْا قُلَلاً لكلِّ أشمَّ طَوْدٍ على طرقٍ من الآثار طمسِ كأنَّ غروبَ قَرْنِ الشَّمسِ يَطْلي ذوائبهُ وأعلاهُ بورسِ فداؤك أيها المحتلُّ قلبي حياة ُ مُرَوَّعِ الأحشاءِ نُكْسِ يُعرِّدُ قبلَ بارقة ِ المنايا ويتَّخذُ الهزيمة َ شرَّ تُرْسِ فكم شاهدتُ قبلك من رجالٍ وددتُ لأجلهمْ ما كان حسي حَدَستُ بأنَّ عَقْدَهُمُ ضعيفٌ وكانوا في الرَّكاكة ِ فوقَ حَدْسي بأجلادٍ من التتريفِ بيضٍ و أعراضٍ من التقريف غبسِ كأنَّ مَقامَ جارِهُمُ عليهمْ مقامُ مؤملٍ لرجوع أمسِ يُنادي منهُمُ مَن صمَّ عنهُ كما رجعتْ تندبُ أهلُ رمسِ و لما أنْ نزلتُ بهمْ قروني جفانَ خديعة ٍ وكؤوسَ ألسِ وعدتُ وليس في كفيَّ لما شريتهُمُ سِوى وَكْسي ونَحْسي " يسومها " مسوقها الركايا و في الأحشاء حاجٌ ليس ينسى يُشاطرُك الهمومَ إذا ألمَّتْ ويُوسِعُك التقيُّلَ والتأسِّي و غصنكَ من مودتهِ وريقٌ وغرسك في ثراهُ خيرُ غَرْسِ وقاني اللهُ ما أخشاه فيمنْ به من بينِ هذا الخلقِ أُنْسي و نكبَ فيه عن قلبي الرزايا فأُصبِحُ آمناً أبداً وأُمسي |
ألا جنّبا قلبى الأذى لا يطيقهُ ( الشريف المرتضى ) ألا جنّبا قلبى الأذى لا يطيقهُ وقولوا له إذ ضلَّ: أينَ طريقُهُ فما الشَّوقُ والأشجانُ إلاّ صَبوحُهُ وما الهمُّ والأحزانُ إلا غبوقهُ فإنْ أنتما لم تُسعداهُ بعبرة ٍ فلا تنكرا إن سحّ بالدّمعِ موقهُ طوَى الموتُ أهلي بعدَ طيِّ أصادِقي ولمّا يقمْ من بانَ عنه صديقهُ فثكلٌ على ثكلٍ ورزءٌ يسوقهُ إلى الكبدِ الحرّى عليه سؤوقهُ وما المرءُ إِلاّ عُرضة ٌ لمصيبة ٍ فطَوْراً بَنُوهُ ثمَّ طَوراً شَقيقُهُ وما الدّهرُ إلاّ ترحة ٌ بعد فرحة ٍ فلا كانَ منه بِرُّهُ وعقوقُهُ أتانى من الطّرّاقِ ما يقرحُ الحشا وكم طارقٍ لى لا يودُّ طروقهُ وقالوا : معزُّ الدّينِ تاه به الرّدى وسُدَّ به في وَسْطِ قاعٍ خُروقُهُ فألهبَ خوفاً ليس يخبو حريقهُ وأعقبَ سكراً ليس يَصْحو مُفيقُهُ وذال ذهابٌ ليس يدنو إيابهُ ووشكُ غروبٍ ليس يرجى شروقهُ كأنِّي وقد فارقتُهُ شِعْبُ منزلٍ تحمّل عنه راغمين فريقهُ وإلاّ فصديانٌ على ظهر قفرة ٍ وما ماؤه إلاّ السّرابُ وريقهُ فليس الذي تجري به العينُ ماؤها ولكنَّه ماءُ الحياة ِ أُريقُهُ فمنْ لسرير الملك يركبُ متنَهُ فيعلو به إشرافهُ وسموقهُ ؟ ومَنْ لصفيحِ الهند يُنْثَرُ حولَه فديغُ رءوسٍ فى الوغى وفليقهُ ؟ ومَنْ للقنا تحمرُّ منه ترائبُ كأنَّ خَلوقَ المعرساتِ خَلوقُهُ ومَنْ للجيادِ الضُّمَّرِ القُودِ قادَها إلى موقفٍ ؛ دحضُ المقامِ زليقهُ ؟ ومَنْ يحملِ العِبْءَ الرَّزينَ تكرُّماً إذا كلَّ عن حملِ الثّقيلِ مطيقهُ ؟ ومَنْ لثغور الملكِ يرتُقُ فتقَها إذا التاث ثَغْرٌ أو تراءَتْ فتوقُهُ فتى ً كان رنَّاتِ السُّيوفِ سَماعُهُ وفيضَ نجيعِ الذَّابلاتِ رحيقُهُ ولم تُلفِهِ إِلاّ وفوقَ فَقارِهِ جليلُ الذى يقتادنا ودقيقهُ وقد علم الأملاك أنك فتهم وإلا فقل من ذا الذي لا تفوته؟ فإن نزلوا فى الفجر هضباً رفيعة ً فمنزلك الأعلى من الفخرِ نيقهُ وأنّك من قومٍ كفى الخطبَ بأسهمْ وقامتْ بهمْ في مُعظم الأمرِ سُوقُهُ إذا ما جرى منهم كريمٌ إلى ندًى مصى لم يعقهُ دونه ما يعوقهُ وفيهمْ شعابُ الملك تجرى وعندهمْ إذا وشجتْ أغصانهُ وعروقهُ وإن تنكص الأقدامُ جنباً فما لهمْ إلى المجد إلاّ شدّهُ وعنيقهُ قضى اللهُ لى من بعدك الحزنَ والأسى وليسَ بمردودٍ قضاءٌ يسوقُهُ وما كنتُ أخشى أنْ تبيتَ وبيننا بعيدُ المدى شَحْطُ المزارِ سحيقُهُ وأنِّيَ موفورٌ وأنتَ مُحَمَّلٌ بثِقْلِ الثَّرى ما لا أراك تُطيقُهُ يُفِيقُ الرّجالُ الشّاربونَ منَ الكَرى وسكرك من خمرِ الرَّدَى لا تُفيقُهُ ولِمْ لا أقيكَ السُّوءَ يوماً وطالما وقيتَ من الأمر الذّعاف مذوقهُ ولمّا عرانى ما عرانى َ والتوى عليَّ أخٌ فيما عرا وشقيقُهُ تشمّرتَ لى حتّى أضاء ظلامهُ وطاوع عاصيه وأرحبَ ضيقهُ فإنْ تمضِ فالأنواءُ تمضى وإنْ تغبْ فقد غابَ عنّا من زمانٍ أنيقُهُ وإن تَعْرَ منّا اليومَ فالغصنُ يُغتَدَى وريقاً زماناً ثمّ يعرى وريقهُ فما لفؤادى بعد يومك بهجة ٌ ولا شاقَ قلبي بعده ما يشوقُهُ ولا لسلوٍّ خطرة ٌ فى جوانحى ولا لجفوني طعمُ نومٍ أذوقُهُ سلامٌ على قبرٍ حَلَلْتَ ترابَه وهبَّ عليه من نسيمٍ رقيقُهُ ومن حوله وشى ُ الرّياض منشّرٌ وفيه من المسك الذّكى ّ فتيقهُ فإنْ ضاقت الأرضُ الفضا بعد فقده فقد وسِعَتْه تربة ٌ لا تضيقُهُ مَررنا عليه منشئينَ لقبرهِ غمامَ دموعٍ والحنينُ يسوقُهُ ومن قلّة ِ الإنصافِ عيشى َ بعده وفى الكفّ منّى لو أردتُ لحوقهُ |
ألا حبذا زمنُ الحاجرِ ( الشريف المرتضى ) ألا حبذا زمنُ الحاجرِ و إذا أنا في الورق الناضرِ أجرر ذيل الصبا جامحاً بلا آمرٍ وبلا زاجرِ إِلى أنْ بدا الشَّيبُ في مَفرَقي فكانت أوائله آخري وزَوْرٍ تَخطَّى جَنوبَ المَلا فناديت أهلاً بذا الزائرِ أتاني هُدوّاً وعينُ الرَّقيـ ـب مطروفة ٌ بالكرى الغامرِ فأعجبْ به يسعف الهاجعيـ ـن وتحرمه مقلة ُ الساهرِ و عهدي بتمويه عين المحبّ تَنُمُّ على قلبهِ الطّائرِ فلمّا التقينا بِرُغم الرُّقا وقد وقفوا من لهيبِ الوَداعِ و بيضُ العوارضِ لما برز نَ برَّحْنَ بالقمرِ الباهرِ يعرن الحليمَ خفوفَ السفيهِ وما كنتُ إلاَّ قليلَ الصَّديـ و فيهنّ آنسة ٌ بالحديثِ و في " البذل " كالرشأ النافرِ بطرفٍ فتورٍ " ويا حرما " بقلبيَ من ذلك الفاترِ ويا عاذلي لو تذوقُ الهوَى وأعلمُ إنْ كانَ غيري لديـ تلومُ وقلبُك غيرُ الشَّجيِّ ألا ضلّ أمرك من آمرِ أقول لركبٍ أرادوا المسيـ ـرَ وقد أخذوا أهبة َ السائرِ عِ على حرَّ مستعرٍ فائرِ فمن مدمعٍ جامدٍ للفراق وآخرَ واهي الكُلَى قاطرِ إذا ما مررتمْ على واسطٍ فعوجوا على الجانبِ العامرِ وأهدوا سلامي إلى غائبٍ بها وهْوَ في خاطري حاضري إلى كم أسوَّفُ منهُ اللقاءَ و كم أرتدي بردة َ الصابرِ ! و قد ضاق بي مذ نأيتَ العرا قُ كما ضاق عقدٌ على شابرِ كأنيَ لما حماك البعا دُ عن ناظرَيَّ بلا ناظرِ و إنيَ من فرطِ شوقي إليك و وجدي ، كسيرٌ بلا جابرِ ويُحسَبُ بينَ الضُّلوع الفؤادُ و قد طار في مخلبيْ طائرِ فيا لك من مجرمٍ مسلمٍ تغيب عنه " شبا الناصرِ " و من واترٍ ظفرتْ عنوة ً بأثوابه قبضة ُ الثائرِ ولولا الوزيرُ ابنُ حَمْدٍ لَما سألتُ وصالَ امرئٍ هاجرِ ـقِ في النّاس كالضَّيغمِ الخادرِ حوشيتَ من سنة ِ الجائرِ و يا نافعي بزمان الوصال لِ لِمْ عادَ نفعُك لي ضائري تفرَّدتَ بي دونَ هذا الأنام وشُورِكتُ في قَسْمِكَ الوافرِ و من عجبٍ أن يرومَ البطـ ـئُ عن الودّ منزلة َ " الباكرِ " وقد علمَ القومُ إذ وازَنو ك أينَ الجَهامُ منَ الماطرِ وأينَ الحضيضُ منَ الفرقدينِ وأينَ الخبيثُ منَ الطَّاهرِ و إنك وحدك في ذا الزما نِ تستنتجُ الفضلَ من عاقرِ وتَصْبو على نَفَحاتِ الخطو ب سمعاً إلى منطق الشاكرِ أهزك بالشعر هزَّ الشجاع عِ يومَ الوغَى ظُبَتَيْ باترِ تِ سموطاً على مفرقِ الفاخرِ و أعلمُ إنْ كان غيري لديـ ـك كالجفن إني كالناظرِ ولستُ إذا فُتَّني ثمَّ نلتُ جميعَ المنى لستُ بالظَّافرِ |
ألا ربَّ أمرٍ بتُّ أحذرُ غِبَّهُ ( الشريف المرتضى ) ألا ربَّ أمرٍ بتُّ أحذرُ غِبَّهُ وقد نابنى فيه العناءُ المجشّمُ غدا وهو سرٌّ لا يرامُ "اطلاعهُ" وعادَ مساءً وهْوَ نَهْبٌ مُقًسَّمُ تندَّمتُ في أعجازهِ حينَ لم يكُنْ وقد فات من كفى َّ إلاّ التّندّمُ وما خاننى التّدبير فيه وإنّما قضاءٌ جرى فيما سخطتُ مبرّمُ ولو كان لا يكدى أخو الحزمِ مرّة ً ويُشوَى لما ماتَ الصَّحيحُ المُسَلَّمُ ومن ذا الّذى يعطى الإرادة َ كلّها ومن ذا الذى فى الأمر لا يتلوّمُ ؟ إذا شئتَ أنْ تلقَى السَّليمَ عَدِمْتَهِ وأكثرُ من تلقى المرزّى المكلّمُ وأغبنُ من تلقى من النّاس جاهلٌ يظنّ الّذى يخفيه لا يتعلّمُ ومسترسلٍ فى فعله بعد ما بدا لعينيه جهراً ما يزمّ ويخطمُ |
ألا غادِ دمعَ العينِ إنْ كنتَ غاديا ( الشريف المرتضى ) ألا غادِ دمعَ العينِ إنْ كنتَ غاديا فلستُ ألوامُ اليومَ بعدك " باكيا " ولو كنتُ لا أخشَى دموعاً غزيرة ً تنُمُّ على ما بي كتَمْتُك ما بِيا وغيرُ لساني ناطقٌ بسريرتي فلم ينجنى أنّى ملكتُ لسانيا أعِنِّي على شَجْوي بشجوٍ مُضاعفٍ ولا تُدِنني قلباً منَ الحزنِ خاليا ولا تسلنى عمّنْ رزئتُ وإنْ تردْ مساعفتى فى " الرّزءِ لم تك " ساليا إذا صاحبي أَضحى وبي مثلُ ما بهِ غداة َ تلاقينا أطلنا التّشاكيا يلوم المعافى وهو خلوٌ من الأذى ولم يَعْنِهِ من أمرهِ ما عنانِيا ولو كان ما بى من هوى لمحجّبٍ أقام على هجرى أطعتُ اللّواحيا وَهمٌّ عراني من أخٍ عَصَفَتْ به صروفُ اللّيالى ليته ما عرانيا فقرّبَ منّى كلَّ ما كان شاحطاً وبعّد منّى كلَّ ما كان دانيا وقلتُ لمنْ ألقى إلى َّ نعيّهُ على الكرهِ منّى : لا أباً لك ناعيا هَتَفْتَ إلى قلبي بفقدِ محمَّدٍ فغادرتَ أيّامى على َّ لياليا ولمّا تباكينا عليه وعُرِّيَتْ طماعتنا منه شأوتُ البواكيا فقلْ لأناسٍ أمكنوا من أديمهمْ بما رَكبوا منه هناك العواريا: خذوها كما شاء العقوقُ " عضيهة ً " وجرّوا بها حتّى المماتِ المخازيا ولا ترحضوها بالمعاذير عنكمُ فلنْ تُخفيَ الأقوالَ ما كانَ باديا " ألؤماً " مبيناً للعيون وأنتمُ تعدّون " عرقاً " فى " الأكارم " خافيا ؟ فلو كنتُمُ منه كما قيلَ فيكمُ لكفكفتمُ عنه سيوفاً نوابيا خطَوْتُمْ إليه بالحِمامِ ذِمامَكمْ فأنّى ولم تخطوا إليه العواليا ؟ أفى الحقّ أنْ تعدوا عليه " ولم يكنْ " على مثلكمْ - ما غدرَ النّاسُ - عاديا فما نفعُكمْ إنْ نِلتُمُ منه غِيلَة ً وما ضَرَّه أنْ زَلَّ في التُّرْبِ هاويا فَتكْتُمْ به غَدْراً فألاّ وكفُّهُ تقلّبُ مسنونَ الغرارينِ ماضيا ؟ على قارحٍ مثلِ العلاة ِ وتارة ً تراهُ كسِرْحانِ البسيطة ِ عادِيا ملكتمْ عليه مِنَّة ً لو نهضتُمُ إلى كسبها نلتمْ بذاك الأمانيا ولكنّكمْ ضيّعتموه شقاوة ً فكنتُمْ كمُهرِيقِ الإداوة ِ صادِيا وهوَّن وَجْدي أنَّ قتلاً أراحَهُ ولم يتحمّلْ للّئامِ الأياديا " فيا ليتَ أنّي يومَ ذاك شَهِدتُهُ فدافعتُ عنه باليدينِ الأعاديا وروَّيتُ من ماءِ التّرائبِ والطُّلى من الغادرين صعدتى وسنانيا بني مَزْيَدٍ لاتقتلوا بأخيكُمُ منَ القومِ خَوّارَ الأنابيبِ خاويا وإنْ تثْأَروا فالثّأْرُ بالحيِّ كلِّهِ وما ذاك من داءِ الرَّزيَّة ِ شافيا ألا قوّضوا تلك الخيامَ على الرّبا وكبّوا جفاناً للقرى ومقاريا وجُزّوا رقابَ الخيلِ حولَ قبابهِ فلستُ براضٍ أنْ تجزّوا النّواصيا وحثّوا عويلَ النّادباتِ وأبرزوا إليهنّ عُوناً منكمُ وعَذارِيا ولا تسكنوا تلك المغانى َ بعده " فقد أوحشتَ تلك المغانى مغانيا " ولولا الذي أبقَى لنا اللَّهُ بعدَهُ بمَثْوَى عَليِّ لافتقدنا المعاليا " هوى " كوكبٌ والبدرُ فى الأفقِ طالعٌ فما ضَرَّ مُرتاداً ولاضَلَّ ساريا إذا طعنوا لزّوا الكلى فى نحورها وإن ضربوا قَدُّوا الطُلَى والتَّراقِيا بِداراً إلى السَّرحِ المُفْيءِ بقفرة ٍ فقد هاج راعى السّرحِ أسداً ضواريا ولا تَتَعمَّدْ جانيَ القومِ منهمُ فكلُّ امرىء ٍ فى الحى ِّ أصبح جانيا سقَى اللَّهُ قبراً حلَّ غربيَّ واسطٍ ولا زال من نوءِ السّماكين حاليا ولا برحتْ غرُّ السّحائبِ تربه تُنشِّرُ حَوْذاناً به وأقاحيا تعزَّ ابنَ حمدٍ فالمصائبُ جمّة ٌ يصبنَ عدوّاً أوْ يصبنَ مصافيا وهلْ نحنُ في الأيّامِ إلاّ معاشرٌ نُقضِّي دُيوناً أوْ نردُّ عواريا أجلْ فى الورى طرفاً فإنّك مبصرٌ قُبوراً مُثولاً أوْ دياراً خواليا وداءُ الرّدى فى النّاسِ أعيا دواءهُ فلا تشكُ داءً أوْ تصيبَ مداويا إذا شئتَ أنْ تَلْقَى مُنَى العيش كلِّه فكنْ بالذى يقضى به لله راضيا وكيفَ أُعاطيك العَزاءَ؟ وإنَّما مصابُك فيه يابنَ حَمْدٍ مُصابيا ولستُ أبالى من مضى من أصادقى إذا كنتَ لي ـ وُقِّيتُ فَقْدَك ـ باقيا |
ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ ( الشريف المرتضى ) ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ بما يولى من المننِ الجسامِ أبي سعدٍ ومَن لولاهُ كانتْ أمورُ العالمين بلا نظامِ أنِفْتُ تفضُّلاً من أنْ يُرى لي مديحٌ سار فى قومٍ لئامِ ولو أنِّي جريتُ على اختياري وكانتْ راحتي فيها زِمامي لَما عرَّجتُ إلاّ عن لئامٍ ولاعرَّستُ إِلاّ في كِرامِ ولكنّ التّقيّة َ لم تزلْ بى تقودُ إلى فعالٍ أو كلامِ عن القومِ الذين على هداهمْ بقولٍ في حلالٍ أو حرامِ تلقّينا مجاملة َ الأعادى وفى الأحشاءِ وقدٌ كالضّرامِ ولولا ما تراه سمعتَ قولى وكم بلى َ المفوّهُ بالكمامِ وإنّى راقبٌ زمناً وشيكاً يَبينُ به الصَّباحُ منَ الظّلامِ أَقولُ إذا أردتُ بلا اتّقاءٍ وآتي ما أشاءُ بلا احتشامِ فعيشُ المرءِ لا عَبِقاً بسُؤْلٍ ولا جَذِلاً بشيءٍ كالحِمامِ هو الزّمنُ الذى ما صحّ يوماً لعانٍ فى يديه من السّقامِ جَموحٌ بينَ أضدادٍ فنَحْسٌ بلا سَعْدٍ وصبحٌ في ظلامِ وما يسْطيعُ فَرْقاً فيهِ إلاّ قليلٌ بينَ عَضْبٍ أو كَهامِ وقد عشيتْ عيونٌ فيه عن أنْ تميّز بين نبعٍ أو ثمامِ وكلُّ مقالة ٍ قيلتْ دفاعاً لشرٍّ فهى صفرٌ من ملامِ ومنْ لا فضلَ فيه ولا خلالٌ تقدّم ما يقدّمه كلامى فما الأقدامُ تعدلُ بالهوادى ولا خُفٌّ يُسَوَّى بالسَّنامِ ومن هو ناقصٌ لم يدنُ يوماً بتفضيلٍ إِلى دارِ التَّمامِ ومدحك لامرئٍ كذباً هجاءٌ وطيفٌ زارَ في سُكْرِ المنامِ ولو أنّا عددنا كلَّ نابٍ عن الحسنى حقيقٍ بالملامِ لكانَ النّاسُ كلُّهمُ سواءً وأخرجناك من كلِّ الأنامِ فمدحك دون كلِّ النّاسِ حلٌّ وفى باقى الورى كلُّ الحرامِ |
ألا لا تَرُمْ أنْ تستمرَّ مسرَّة ٌ ( الشريف المرتضى ) ألا لا تَرُمْ أنْ تستمرَّ مسرَّة ٌ عليك فأيَّامُ السُّرور قلائلُ ولا تَطلبِ الدُّنيا فإنَّ نعيمَها سرابٌ تَراءَى في البسيطة زائلُ رجاءٌ وإشفاقٌ كما لعبتْ لنا بأطماعنا فيها البطونُ الحواملُ وإنّ مكانَ الخطب فيما نعيده خطوبٌ على قرب المدى وهو ماحلُ |
ألا لا تَصِدْني بإِطماعة ٍ ( الشريف المرتضى ) ألا لا تَصِدْني بإِطماعة ٍ فلستُ على طمع مُقبلا فإنّى ممّنْ إذا سمته قَبيحاً يُذَمُّ بهِ قالَ: لا وما لى فى الذّلِّ من موطنٍ ولا أجعلُ الفُحشَ لي منزلا ومنٍّ بلا دنسٍ أصطفيـ على ما بهِ دَنَسٌ إِنْ حَلا أصيبتْ مقاتلُ كلّ الرّجا وما أن أصابوا ليَ المقتَلا وكم ذا فرجتُ لهمْ ضيّقاً وكم ذا كفيتُ لهمْ معضلا |
ألا لله ما صنع الحمامُ ( الشريف المرتضى ) ألا لله ما صنع الحمامُ وما وارتْ بساحتها الرّجامُ طوى من لا سبيلَ إلى لقاهُ وإنْ جدَّ التَّطَلُّبُ والمَرامُ وكيفَ لقاءُ مَن دهتِ اللَّيالي وغرّبه صباحٌ أو ظلامُ ؟ وهيهاتَ المطامعُ في أُناسٍ أقاموا حيث لا يغنى المقامُ ثَوَوْا متجاورين ولا لقاءٌ وناجَوْا واعظين ولا كلامُ خلقنا للفناءِ وإنْ غررنا بإيماضٍ من الدّنيا يشامُ ونبصرُ ملءَ أعيننا فعالَ الـ ـرَدى وكأنَّنا عنه نِيامُ " وتحلو " مذقة ُ الدّنيا لحى ٍّ له من بعدِها كأسٌ سِمامُ غَمامٌ من مواعدِها جَهامٌ وأسبابٌ لجَدْواها رِمامُ وما الأحزانُ والأفراحُ فيها وإنْ طاوَلْنَنا إلاّ مَنامُ ولو علمَ الحَمامُ كما علمنا منَ الدُّنيا لما طَرِب الحَمامُ سلامٌ الله غادٍ كلَّ يومٍ على مَن ليس يبلغُه السّلامُ على عبقِ الثّرى خضلِ النّواحى وإنْ لم يستهلَّ له الغمامُ مضى صفرَ الحقيبة ِ من قبيحٍ غريباً فى صحيفته الأثامُ نقى َّ الجيبِ عفَّ الغيبِ "برٌّ" حرامٌ ليس يألفه الحرامُ منَ القومِ الأُلى دَرَجوا خِفافاً وزادُهمُ صلاة ٌ أو صيامُ لهمْ في كلّ مَأْثَرَة ٍ حديثٌ كما طابتْ لناشِقها المُدامُ مَضَوا وكأنَّهمْ، من طيبِ ذكرٍ تراهُ مُخلَّداً لهمُ، أقامُوا تعزَّ أبا على ٍّ فالرّزايا متى تَعْدوك ليس لها احترامُ وما صابتْ سهامُ الموت خلقاً إذا طاشتْ له عنك السَّهامُ وغيرُك مَن تُثقفِّهُ التَّعازي ويعدلُ من جوانبه الكلامُ فإنّك من تجافى العتبُ عنه وأَعْوَزَ في خلائقه الملامُ |
ألا ليت عيشاً ماضياً عنكِ بالحمى ( الشريف المرتضى ) ألا ليت عيشاً ماضياً عنكِ بالحمى و إنْ لم يعدْ ماضٍ عليكِ يعودُ و يازورنا لما سمحتَ بزورة ٍ سمحتَ بها وهناً ونحنُ هجودُ على غفلة ٍ جاء الكرى باعثاً لنا بلا موعدٍ والزّائرون هُمُودُ فيا مرحباً بالطّارِقي بعدَ هَجْعَة ٍ تَقَرُّ بهِ الأحلامُ وهْوَ بعيدُ و علمني كيفَ المحالُ لقاؤهُ وأنَّى التقاءٌ واللّقاءُ كَؤودُ؟ و ما نحن إلاّ في إسارِ عدامة ٍ وعند كَرانا أنَّ ذاك وجودُ |
ألا ماذا يَريبُكَ مِن همومي ( الشريف المرتضى ) ألا ماذا يَريبُكَ مِن همومي ومن نَبَواتِ جنبي عن فراشي ولي في كلِّ شارقة ٍ خليلٌ أفارقُهُ بلا نَزَواتِ واشِ وأنزع وصله بالرغم منِّي كما نزعت يدي عني رياشى إلى كم ذا التَّتابعُ والتّمادي وكم هذا التصامم والتغاشى ؟ وكمشنفٍ ينكدُ لا يحابى وصُمٍّ كالأراقم لا تُحاشي يكون بها انحطاطي وارتفاعي ومن يدها انتكاسي وارتعاشى وماهذا العكوف على حقير يساق إلى التحلل والتّلاشى ؟ فضربٌ بالرُّؤُوس بلا نَجيعٍ وطعنٌ في النحور بلارشاشِ وكم أنجى فتى ً خاضَ المنايا إذا ما شكن بمنعن انتعاشى ويفدي واهناً فيه بِنَدْبٍ ويسبق راكباً مما يماشى وأَرْداهُ على ثَبَجِ الفراشِ فيا مَتنظِّراً منِّي احتراشاً متى يأتي على يدك احتراشي؟ فجعت بمشبع السغبات جوداً وناقع غلة ِ الهيمِ العطاشِ ووهاب اللها في يوم سلمٍ وضرابِ الكلى يوم الهراش تغلغل حبه في أم رأسي وخاض ودادُه منِّي مُشاشي وأفرشني القَتادَ أسى ً عليهِ فليتَ لغيرهِ كان افتراشي وكنت على الرزايا ذا إباءٍ فقد قادت رزيته خشاشى وقلت لمن لحا سفهاً عليه وراجٍ في الملامة ِ مثلُ خاشِ تُعنِّفُني وبالُكَ غيرُ بالي وتعذلني وجأشك غير جاشى ولستُ سواهُ متَّخذاً خليلاً ولايغشى هواي سواه غاشِ فإنيّ إن فزعت إلى بديلٍ فزعت إلى الأجاج من العطاش فمالي بعدَ فقدِكَ طيبُ نفسٍ ولاجَذَلٌ بشيءٍ من معاشِي |
ألا هلْ أتاها كيف حزنيَ بعدها ( الشريف المرتضى ) ألا هلْ أتاها كيف حزنيَ بعدها و أنّ دموعي لست أملك ردها ؟ تفيضُ على عينٍ مَرى الوجدُ ماءَها ولم تستطعْ أنْ يغلِبَ الصَّبرُ وجدَها غزيرة ُ أنواءِ الجفونِ كأنَّها تَناهتْ إلى بعضِ البِحار فمدَّها وقد كنتُ من قبلِ الفراقِ أهابُه كما هابَ ظلمانُ الصريمة ِ أسدها و أشفقُ مما لا محالة َ واقعٌ و هلْ للمنايا قادرٌ أن يردها ؟ كأنيَ لما أنْ سمعتُ نعيها أناخَ على الأحشاءِ فارٍ فقَدَّها و لم أستطعْ في رزئها عطَّ مهجتي و أجللتهُ عن أنْ أمزق بردها و مما شجاني أنني لم أجد لها على خبرتي شبئاً يهون فقدها و أنيَ لما أن قضى اللهُ هلكها على قلبيَ المحزونِ بُقِّيتُ بَعْدَها حَنى يومُها الغادي كهولَ عَشيرتي على جَلَدٍفيهمْ وشيَّبَ مُرْدَها و حطّ الرجالَ الشمَّ من كلَّ شامخٍ يلاقون بالأيدي من الأرض جلدها و قلص عنها العزّ ما فدحتْ به فتحسبُ مولاها من الذلَّ عبدها فكم كبدٍ حرى تقطع حسرة ً وكم عبرة ٍ قد أقرحَ الدَّمعُ خَدَّها حرامٌ - وقد غيبتِ - عنيَ أن أرى منَ الخلقِ إلاَّ نظرة ً لن أودَّها و سيانِ عندي أنْ حبتني خربدة ٌ بوصلٍ يرجى أو " حبتني " صدها وهيهاتَ أنْ أُلْفى أُرقِّحُ صَرْمَة ً وأطلبَ من دارِ المعيشة ِ رَغْدَها ومن أينَ لي في غيرِها عِوَضٌ بها وقد أحرزتْ سُبْلَ الفضائلِ وحدَها؟ أُسامُ التسلِّي وهْوَ عنِّي بمعزلٍ وكيف تُسامُ النَّفْسُ ما ليسَ عندَها؟ وبينَ ضُلوعي يا عذولُ نوافذٌ أبى العذلُ والتأنيبُ لي أنْ يسدها و ودي بأنَّ الله يومَ اخترامها تخرَّمَ من جنبيَّ ما حازَ وُدَّها وإنِّيَ لمّا غالها الموتُ غالني فبعدًا لنفسي إذْ قضَى اللهُ بُعدَها أفي كلَّ يومٍ أيها الدهرُ نكبة ٌ تكدُّ حيازيمي فأحملُ كدَّها؟ بلغتُ أشُدِّي، لا بلغتُ وجزتُهُ وأعجلتَها مِن أنْ تجوزَ أشُدَّها ففزتُ بأَسْنَى ما حَوَتْهُ رَواجِبي و جاوزت في أمَّ المصيباتِ حدها فيا قلبُ لمْ أنتُ الجليدُ كأنما تحادثك الأطماعُ أنْ تستردها ؟ و ما كنتُ أهوى أنك اليومَ صابرٌ ويدعوك فتيانُ العشيرة ِ جَلْدَها أليس فراقاً لا تلاقيَ بعده وغَيبة َ سَفْرٍ لا يُرجّون وفْدَها؟ أَلا فالبسِ الأحزانَ لِبسة َ قانعٍ بأثوابه لا يبتغي أن يجدها وصمَّ عنِ المُغْرينَ بالصَّبرِ، إنَّهمْ يُطَفّون نارًا ألْهبَ اللهُ وقْدَها و قبلكَ ما نال الزمانُ معلقاً بأجبالِ رضوى " يرتعي ثمّ مردها " " تواعدَ " في شماءَ يرقبُ مزنة ً تصوبُ عليه أعذبَ اللهُ وردها وتلقاهُ خُلْوًا لا يطالعُ رِيبة ً و لا يتقي خطءَ الليالي وعمدها و داءُ الردى أفنى ظباءَ سويقة ٍ وطَيَّرَ عن أجزاعِ تَدْمُرَ رُبْدَها و أفضى إلى حجبِ الملوكِ ولم يخفْ " شباها " ولم يرقبْ هنالك حشدها يسير إليها كلَّ يومٍ وليلة ٍ على مهلٍ منه فبيسبقُ شَدَّها وكم عُصبة ٍ باتتْ بظلِّ سَعادة ٍ تخطفها " أو " أولج النحسَ سعدها وهدَّمها مَنْ كان شادَ بناءَها و جردها من كان أحكمَ غمدها سلامٌ على أرضِ الطفوف ورحمة ٌ مَرى اللهُ سُقياها وأضرمَ زَنْدَها ولا عَدِمتْ في كلِّ يومٍ وليلة ٍ حفائرُها من جنَّة ِ اللهِ رِفْدَها فكمْ ثَمَّ من أشلاءِ قومٍ أعدَّها ليعطيَها ما تَبْتَغي مَنْ أعدَّها و للهِ منها حفرة ٌ جئتُ طائعاً فأودعتُ ديني ثمَّ دنيايَ لحدها و وليتُ عنها أنفضُ التربَ عن يدٍ نفضتُ ترابَ القبرِ عنها وزَندَها و لم يسلني شيءٌ سوى أنّ جارتي قضى الله بعدي أن تجاور جدها وإنِّيَ لمّا أنْ شققْتُ ضَريحَها إزاءَ شهيدِ الله أنجزتُ وعْدَها وكيفَ تخافُ السَّوءَ يومَ حِسابِها و قد جعلتْ من أجندِ اللهِ جندها ؟ وتمسِكُ في يومِ القيامة ِ منهمُ بحُجْزَة ِ قومٍ لا يُبالونَ حدَّها يَقونَ الّذي والاهُمُ اليومَ حَرَّها ويُعطونَه عَفْوًا كما شاءَ بَرْدَها |
ألا يا أحسنَ الثَقَلَيْنِ عَبْلاً ( الشريف المرتضى ) ألا يا أحسنَ الثَقَلَيْنِ عَبْلاً أنيلي اليومَ من يهواكِ نَيلا يميل إليك من كلفٍ ولكنْ إلى من لا يميل إليه ميلا فإنْ لم يأتهِ منكمْ رسولٌ نهاراً فاجعلوه إليه ليلا وقد قَطَر الجفاءُ فأوْسَعوهُ فسال على َّ بعد القطر سيلا ولو كنتُ الممكّنَ من مرادى جررتُ على الطريق إليك ذيلا فإنْ لم آتكمْ في ظهر طِرْفٍ ركبتُ أخامصى نجباً وخيلا |
ألا يا أيُّها الحادي ( الشريف المرتضى ) ألا يا أيُّها الحادي قفِ العيسَ على الوادي ففي كفكَ إسعافي وإسعادي و في الأظعانِ أباءٌ يِ عن أحْقافِ أعقادِ؟ كثيبٌ غيرُ منهالٍ و غصنٌ غيرُ " ميادِ " و فرعٌ أجعدُ " الشعرِ " و لكنْ أيُّ إجعادِ ! يراميني فأشويهِ و لا يرضى بإقصادي ومَنْ لو شاءَ يومَ الجِزْ عِ ما ضنّ بميعادي ومَنْ يُبْدِلُ إصلاحِـ ـيَ " في الحبَّ بإفسادي متى ينقعُ من ريقِـ ـكَ إنْ جُدتَ به صادي أبنْ لي هل " على " الجرعا ءِ في أهليك من غادِ؟ وهلْ مُحَّتْ رُباً كنتُ بها أسحبُ أبرادي؟ وأينَ الطَّيفُ من ظَمْيا ءَ أمسي وهو معتادي ؟ جفا صبحاً ووافاني صريعاً بينَ رُقَّادي و أعناقُ المطايا منْ كلالٍ بين إعضادِ تلاقينا بأرواحٍ وفارَقْنا بأجسادِ دعِ العذلَ فغيرُ العَذْ لِ أضحَى وهْو مُقتادي و غبراءِ كظهرِ التر سِ " أكالة ِ " أزوادِ وللرِّيحِ بها أنٌّ حَكى غَمغَمة َ الشادي تعسفتُ بوجافٍ على الإعياءِ وخادِ لفخرِ الملك إنعامٌ على الحاضرِ والبادي وجودٌ يدعُ الأجوا دَ قِدْماً غيرَ أجوادِ و أموالٌ " يسوقنَ " إلى حاجة ِ مُرْتادِ فتًى لا يُركِبُ الخُلْفَ " قرا " وعدٍ وإيعادِ و لا يرضيهِ في المأز قِ إلاَّ ضربة ُ الهادي ولا يَبْذُلُ للأَضيا فِ إلاّ صَفْوة َ الزَّادِ إذا لذتَ به لذ تَ بطودٍ بين أطوادِ وإنْ صُلتَ به صُلْـ ـتَ بليثٍ بينَ آسادِ و يومٍ كمحلّ القد رِ حَشُّوهُ بإيقادِ تراهُ أبداً يضر بُ أنجاداً بأنجادِ وأبدلتَ الظُّبا بالها مِ أغماداً بأغمادِ قِ ليثَ الغابة ِ العادي ثَوى الخِيسَ وإنْ كانَ من القاع بمرصادِ عزيز الطعمِ ما كان لخوّارٍ بمصطادِ و مطوياً " كطيَّ " المـ ـرَسِ التفَّ على وادِ له في كلِّ إشراقٍ لديغٌ بين عوادِ وكم مِنْ نِعَمٍ تُؤْمٍ له عندي وأفرادِ منيفاتٍ على الحاجِ مروقاتٍ عن العادِ يُعارضْنَ سُيولَ الما ءِ إمداداً بإمدادِ فقد طلنَ مدى شكري وبرَّحنَ بأَحمادي أأنساكَ وإدناؤ ك يُعلينيَ في النّادِي؟ و تخصيصي بنجواكَ منَ القومِ وإفرادي و إخراجك أضغاني من القلبِ وأحقادي وتَكثيرُكَ بالنَّعْما ءِ أعدائي وحسادي ويفديك منَ الأقوا مِ سَيّارٌ بلا حادِ أبى الخيرَ فما " يرتا دُ " إلا شرَّ " مرتادِ " و من يأتي إذا آتى بإنزارٍ وإزهادِ و من يهفو بإصدارٍ كما يَهْفو بإيرادِ بأغلالٍ منَ العُرفِ إذا سيل وأقياد أتمَّ اللهُ ما أعطا كَ من عزٍّ ومن آدِ و هنيتَ بنيروز كَ هذا الرّائحِ الغادي و عشْ حتى تملَّ العيـ ـشَ عمراً غيرَ معتادِ |
ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ ( الشريف المرتضى ) ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ وماذا الذى ينتابنى من خيالكِ ؟ هجرتِ وأنتِ الهمُّ إذ نحنُ جِيرة ٌ وزرتِ وشحطٌ دارنا من دياركِ فما نلتقي إلاّ على نَشوة ِ الكرَى بكلّ خدارى ٍّ من اللّيل حالكِ يفرّق فيما بيننا وضحُ الضّحى وتجمعنا زهرُ النّجومِ الشّوابكِ وما كان هذا البذلُ منك سجيَّة ً ولا الوصلُ يوماً خَلَّة ً من خِلالِكِ فكيفَ التقينا والمسافة ُ بيننا وكيف خطرنا من بعيدٍ ببالكِ ؟ وقد كنتِ لمّا أوسعونا وشاية ً بنا وبكمْ آيستنا من وصالكِ فلم يبقَ فى أيماننا بعد ما وهتْ عقودُ التَّصابي رُمَّة ٌ من حبالِكِ وليلة بتنا دون رملة ِ مربخٍ خطوتِ إلينا عانكاً بعد عانِكِ وما كان مَن يستوطنُ الرَّملَ طامعاً وأنتِ على وادى " القرى " فى مزاركِ ولمّا امتطيتِ الرّملَ كنتِ حقيقة ً بغير الهدى لولا ضياءُ جمالكِ تزورين شُعثاً ماطَلُوا اللّيلَ كلَّه على أعوجيَّاتٍ طِوالِ الحوارِكِ إذا خِفْنَ في تِيهٍ من الأرضِ ضَلَّة ً ولا ضوءَ أوْقَدْنَ الحصَى بالسَّنابِكِ سلامٌ على الوادي الذي بانَ أهلُهُ ضُحيّاً على أُدْمِ المطيِّ الرَّواتِكِ وفيهنّ ملآنٌ من الحسنِ مفعمٌ يفئُ بعزمِ النّاسك المتماسكِ يتاركنى وصلاً وبذلاً ونائلاً وموضعهُ فى القلب ليس بتاركى إذا افْتَرَّ يوماً أو تبسَّمَ مُغرباً فعن لؤلؤٍ عذبٍ نقى ّ المضاحكِ أبى الرّشفَ حتّى ليس يثنى بطيبه بُعَيْدَ الكَرى إلاّ فروعَ المساوِكِ ولمّا تنادوا غفلة ً برحيلهمْ فما شئتَ بين الحى ّ من متهالكِ ومن معقولٍ يشكو الفراقَ وواجمٍ ومِن آخذٍ ما يبتغيهِ وتاركِ مَضَوا بعد ما شاقوا القلوبَ ووكَّلوا بأعيننا فيضَ الدّموع السّوافكِ عشيّة َ لاثوا الرّبطَ فوق حدوجهمْ على مثلِ غزلان الصّريمِ الأواركِ يحدّثنَ عن شرخ الصّبا كلَّ من رأى تماماً لهنَّ بالثّدِيِّ الفَوالِكِ ألا إنَّ قوماً أخرجوكُنَّ قد بَغَوا وسَدُّوا إلى طُرْقِ الجميلِ مَسالكي هُمُ منحونا بِشْرَهمْ ثمَّ أَسْرجوا قلوباً لهمْ مملوءة ً بالحسائكِ تَرى السِّلْمَ منهمْ بادياً في وجوههمْ وبينَ ضلوعِ القومِ كلُّ المعاركِ وما نَقَموا إلاّ التّصامُمَ عنهمْ وصَفحي لهمْ عن آفكٍ بعد آفكِ وإنّى َ ألقى القولَ بالسّوءِ منهمُ بمَدْرَجِ أنفاسِ الرِّياحِ السَّواهكِ وأسترُ منهمْ جانبَ الذَّمِّ مُبْقياً على خارقٍ منهمْ لذاك " وهاتكِ " إذا كنتُمُ آتاكُم اللهُ رُشْدَكمْ تودّون ودّاً أنّنى فى الهوالكِ فمنْ ذاكُمُ أعددتُمُ لذمارِكمْ إذا قمتمُ فى المأزقِ المتلاحكِ ؟ ومَن ذا يُنيلُ الثّأرَ عفواً أكفَّكمْ وتظفركمْ أيّامه " بالممالكِ " ؟ ومن قوله يومَ الخصومة ِ فيكمُ يبرِّحُ بالخصمِ الألدِّ المماحِكِ ومَن دافَعَ الأيّامَ عن مُهَجاتِكمْ وهنَّ أخيذاتُ لأيدى المهالكِ ؟ رأيتكمُ لا ترشحون لجاركمْ من الخير إلاّ بالضّعافِ الرّكائكِ يبيتُ خميصاً فى القضيض وأنتمُ كظيظون جثّامون فوق الأرائكِ تَنوبكُمُ أو شِلْوُهُ للمناهكِ وإنْ الذى يمريكمُ لعطائهِ لمستمطرٌ رفدَ الأكفّ المسائكِ ألا هلْ أرى فى أرضِ بابلَ أدرعاً تصول بأسيافٍ رقاقٍ بواتكِ ؟ وهلْ أردنْ ماءَ الفراتِ قبيلة ً بلا ظمأٍ مشلولة ً بالنّيازكِ ؟ يعُجُّ القنا بالطَّعنِ في ثُغَراتها عجيجَ المطايا جُنَّحاً للمباركِ وهلْ أَنافي فجٍّ من الأَرض خائفٌ أذودُ بأطراف القنا للصّعالكِ ؟ فمن لي على كسب المحامِدِ والعُلا ورغمِ الأعادي بالصَّديق المشاركِ |
ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ ( الشريف المرتضى ) ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ وللأيّامِ ترغبُ عن جِراحي و للدنيا تماطلُ بالرزايا مطالَ الجربِ للإبلِ الصحاحِ تُسالمني ولي فيها خَبِيءٌ أَغَصُّ عليه بالعَذْبِ القَراحِ و يا لملمة ٍ نزعتْ يميني وَ حصتْ بالقوادمِ منْ جناحي فتنتُ بها ومنظرها قبيحٌ كما فتنَ المتيمُ بالملاحِ ألا قلْ للأخاريرِ من قريشٍ وسُكَّانِ الظّواهِرِ والبِطاحِ: هَوَى من بينكمْ جبلُ المعالي و عرنينُ المكارمِ والسماحِ وجبَّ اللهُ غاربَكمْ فكونوا كظالعة ٍ تحيد عن المراحِ يُدَفِّعُها مُسوِّقُها المُعَنَّى و قد شحطَ الكلالُ عن البراحِ وغُضّوا اللَّحْظَ عن شَغَفٍ إليهِ فما لكُمُ العَشيَّة َ مِنْ طَماحِ غُلِبْناهُ كما غُلِبَ ابنُ ليلٍ و قد سئمَ السهادَ على الصباحِ فقلْ لمعاشِرٍ رَهبوا شَباتي وما تَجني رماحي أو صِفاحي رِدُوا من حيثُما شِئْتُمْ جِمامي فإني اليومَ للأعداءِ ضاحِ ورُوموني ولا تخشَوْا قِراعي فقد أصبحتُ مُستَلَبَ السِّلاحِ وقودوني فما أنا في يديكمْ على ما تَعهدون من الجِماحِ و لا تنتظروا مني ارتياحاً فقد ذهب ابن موسى بارتياحي فللسببِ الذي يشجى التزامي وللسَّببِ الّذي يُسلي اطِّراحي لواني ما لواني عن مرادي وحالَ الدَّهرُ دونَ مَدَى اقتراحي فلا دوٌّ تخبُّ به ركابي و لا جوٌّ تهبُّ به رياحي فَمَنْ للخيلِ يقدِمُها مُغِذًّا ينازعنَ الأعنة َ كالقداحِ ؟ ومَنْ للبيضِ يُولِغُها نَجيعًا من الأعداء في يومِ الكفاحِ ؟ ومَنْ للحربِ يُقِدُ في لَظاها إذا احْتَدَمَتْ أنابيبَ الرِّماحِ؟ و منْ لمسربلٍ في القدَّ عانٍ على وجلٍ يذادُ عن السراحِ ؟ ومن للمال يَعْصي فيه بَذْلاً أساطيرَ العواذلِ " واللواحي " ؟ و من لمسوفٍ بالوعد يلوى ومَطروحٍ عنِ الجَدوى مُزاحِ؟ هيَ الدُّنيا تُجَمْجمُ ثمَّ تأتي مِنَ الأَمْرِ المبرِّحِ بالصِّراحِ تنيلُ عطية ً وتردُّ أخرى و تطوى الجدَّ في عينِِ المزاحِ فمنْ يعدى على أمَّ الرزايا إذا جاءتْ بقاسية ِ الجِراحِ؟ سلامُ الله تنقلهُ اللّيالي و يهديهِ الغدوُّ إلى الرواحِ على جدثٍ تشبث من لؤيٍّ بينبوعِ العبادة والصَّلاحِ فتى ً لم يروَ إلاّ من حلالٍ و لم يكُ زادهُ غيرَ المباحِ ولا دَنِسَتْ له أُزُرٌ بعارٍ ولا عَلِقَتْ له راحٌ براحِ خفيفُ الظهرِ من " حملِ " الخطايا وعُريانُ الصَّحيفة ِ من جُناحِ مَسوقٌ في الأمورِ إلى هُداها ومَدْلولٌ على بابِ النَّجاحِ مِنَ القوم الّذين لهمْ قلوبٌ بذكرِ اللهِ عامرة ُ النَّواحي بأجسامٍ من التقوى " مراضٍ " لمبصرِها وأديانٍ صِحاحِ بنى " الآباءِ " قوموا فاندبوهُ بألسنة ٍ بما " تثنى " فصاحِ وإنْ شئتمْ له عَقْرًا فشلُّوا نفوسَ ذوي اللقاحِ عن اللقاحِ أصابَكَ كلُّ مُنْهَمِرٍ دَلوحٍ " وحاملُ " كلَّ مثقلة ٍ رداحِ وروَّاك الغَمامُ الجُون يَسْري بطيءَ الخَطْوِ كالإِبلِ الرِّزاحِ ترابٌ طاب ساكنهُ فباتتْ تأرَّجُ فيهِ أنفاسُ الرِّياح غنيٌّ أنْ تجاورهُ الخزامى وتُوقَدُ حوله سُرُجُ الأقاحي |
ألا يا لَقومي لاعْتنانِ النَّوائبِ ( الشريف المرتضى ) ألا يا لَقومي لاعْتنانِ النَّوائبِ وللغُصنِ يُرمى كلَّ يومٍ بشاذِبِ ولَلنّاسُ إمَّا ظاعنٌ حانَ يومُهُ وإمَّا مقيمٌ لاجْتراعِ المصائبِ وزَوْرُ المنايا إنْ حَميناهُ جانبًا أتانا كأنْ لمْ يُحْمَ من كلّ جانبِ يَعُطُّ علينا كلَّ سَرْدٍ مضاعفٍ ويَخطو إلينا كلَّ بابٍ وحاجِبِ وكم هاربٍ منْ أنْ يلاقِيَهُ الرّدى مُغِذِّ، ولكنْ لا نَجاءَ لهاربِ نُقِلُّ اعتبارًا في الزَّمانِ تَغابيًا وأبصارنا مملوءَة ٌ بالعجائِبِ ونَصبو إلى وِرْدِ الحياة ِ، وصرفُها يذودُ بنا عنها "ذيادَ" الغرائبِ بُلينا من الدّنيا بِخِلْفٍ مُجَدَّدٍ وإنْ درّ أحياناً بأيدي الحوالبِ ونَظْما إلى ما لا يزالُ يُذيقُنا لُعابَ الأفاعي أو شِيالَ العقاربِ وخلٍ تولّى الموتُ عني بشخصِهِ تَوَلِّيَ مُمتدِّ النَّوى غيرِ آيبِ كأنّي لمّا صكّ سمعي نَعِيُّهُ صُكِكْتُ بمسنونِ الغِرارينِ قاضِبِ وفارقني مِن غيرِ شيءٍ أَرابَه وصدُّ "المقاصي" غيرُ صدِّ المعاتبِ طَواهُ الرَّدى طيَّ الرِّداءِ وعُطِّلتْ مغاني الحِجا منه وغُرُّ المناقبِ خليليَّ قُوما فانْدُبا مَنْ بقربهِ لَهَوْتُ زماناً عن سماعِ النوادبِ ويا لَهْفَتي منهُ على ذي مَوَدَّة ٍ بريءِ الأديمِ من قروفِ المعايبِ نسيبيَ بالوِدّ الصحيحِ وأقْربي وصاحبيَ الأذى إذا ازوَرَّ صاحبي ومنْ كنتُ لا "أفضي" له بخليقة ٍ ولا أشتكي منه اعْوجاجَ المذاهبِ ولمّا بَلَوْتُ الأصدقاءَ ووُدَّهُمْ خلَصْتُ إليه من خلالِ التَّجاربِ فأعْلَقْتُ قلبي منه مِلْءَ جَوانِحي وأغلقتُ كفِّي منه مِلءَ رواجبي شققنا له في الترابِ بيتا كأنما شققناهُ منْ وجدٍ به في الترابِ وهِلْنا عليهِ من جوانبِ قبرِه ثرى ً طابَ لمّا مسَّ طيبَ الضّرائبِ أيا ذاهبًا بُقِّيتُ للحزنِ بعدَه ألا إننّي حزناً عليكَ كذاهبِ تُوُفّيتَ دوني غير أنّك هالكاً توفيتَ آمالي وغُلْتَ مطالبي فأصبحتُ فرْدَ الشّخص لولا تلّفٌ يزورُ بسارٍ من همومٍ وسارِبِ ولَوْ أنَّ غيرَ الدّهرِ رابَكَ بالرَّدى عَجلنا إليه بالقنا والقواضبِ ودافع عنك الضّيمَ حتى "يزيغه" رِجالٌ من لوى ّ بن غالبِ إذا ما دُعوا طاروا إالى حومة ِ الوغى على كلّ "معروقَ الجناجِنِ" شازِبِ جريئون ركّابون إمّا تنمّروا رِقابَ المنايا أو ظهورَ المعاطِبِ وكم لهُمُ في بابِ كلّ عظيمة ٍ قراعُ أكفٍّ أو زِحامُ مناكبِ! سقَى الله قبرًا كنتَ حَشْوَ ضَريحهِ غزيرَ الحَوايا مُستهلَّ الهيادِبِ تَقَعْقعُ في جوِّ السّماءِ رُعودُه ويوقِد فيه البرقُ نارَ الحُباحبِ وإنْ مزَّقَتْ عنه الشَّمالُ بُرودَه على عَجَلٍ حاكتءه أيدي الجنائبِ وماليَ أستسقي الغمامَ لقبرِهِ وقد نُبْتُ عنه بالدّموعِ السّواكبِ |
ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا ( الشريف المرتضى ) ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا مازارَ طرفي ومْضُهُ حتّى مضَى أمسى يشوقني إلى أهل الغضا شوقاً يُقلِّبني على جمرِ الغضا ومنَ البليَّة ِ أنَّ قلبَكَ عاشقٌ من لم تنل وهو الرضا منه الرضا ما ضَرَّ مَن أَضحى يصرِّحُ صدُّهُ بملالة ٍ لو كان يوماً عَرَّضَا ألِفَ الصُّدُودَ فما يُرى إلاّ امرءاً مُتَجَنِّياً أو عاتباً أو مُعرِضا للَّهِ موقفُنا بخَيْفِ مَتالِعٍ نشكو التفرق ما أمض وأرمضا ووراءَهمْ قلبٌ مُعَنَّى بالهوى ماضحّ من سقمِ الغرام فيمرضا ومحرِّضٍ بعثَ النَّوى فكأنَّه يوم أعتقنا للنوى ماحرضا ولقد أتانى الشيب في عصر الصبا حتى لبست به شباباً أبيضا لم ينتقصْ منِّي أوانَ نزولِهِ بأْساً أطالَ على العُداة ِ ”وعرَّضا” فكأنَّما كنتُ امرءاً متبدِّلاً أثوابه كرهَ السوادَ فبيضا ياصاحبيّ تعزّيا عن فاعلي ال معروف فالمعروف فينا قد قضى وتعلّما أن ليس يحظى بالغنى إلاّ امرؤٌ سِيمَ الهوانَ فأَغمضا والعيشُ دَينٌ لا يُخافُ غريمُهُ مطلا به وقضاؤه أن يقتضى قد قلت للمنضين فيه ركابهم: يكفيكم من زاده ما أنهضا مالي أراكم واللبُّانة فيكمُ تَرْضون في الدُّنيا بمالا يُرتَضَى إنْ كان رَوْضُ الحَزْنِ غَرَّكُمُ فقدْ أضحى يصوح منه ماقد روضا أو مابنته يد الزمان لأهله فهْوَ الذي هدمَ البناءَ فقوَّضا لاتغبنوا آراءكم بثميلة ٍ نَكْداءَ تأخذُها الشِّفاهُ تَبَرُّضا فمعوَّضٌ عن نَزْرِ ماءِ حيائِهِ بكثيرِ مابلغَ الغِنَى ماعُوِّضا كم ذا التعلّل بالمنى وإزاؤنا رام إذا قصد الفريصة أغرضا يرمي ولا يدري الرمى ّ وليته لمّا أرادَ الرَّمْيَ يوماً أنبضا والنفس تنكر ثم تعرف رشدها فاطلبْ شفاءَك من يَدَيْ مَن أمرضا أينَ الذين تَبَوَّءوا خِططَ العُلا وقضى على الآفاق منهم من قضى ؟ وجروا إلى غاي المكارم والعلا ركْضَ الجواد سَعَى فأدركَ مركضا تندى على غلل العفاة أكفهم فيعود منهم مثريا من أنفضا وإذا أهبت بهم ليوم عظيمة ٍ حمَّلتَ أعباءَ العظيمة ِ نُهَّضا من كل قرم لا يريد ضجيعه إلا سناناً أو حساماً منتضى وتراهُ أنَّى شئتَ من أحوالهِ لايرتضى إلا الفعال المرتضى دَرَجوا فلا عينٌ ولا أثرٌ لهمْ فكأنهم حلمٌ تراءى وانقضى |
ألم تسألِ الطللَ الدارسا ( الشريف المرتضى ) ألم تسألِ الطللَ الدارسا وكنتَ به واقفاً حابسا وقد كان عهدي بهِ ضاحكاً فكيفَ استحالَ بِلى ً عابسا و ما لكَ مستوحشاً وسطهُ وما كنتَ إلاّ به آنسا ألا أينَ من كنتُ أرنو إليهِ طويلاً وكنتَ له حارسا وياليتني حينَ قابلتُهُ دُرِسْتُ ولم أرَهُ دارسا فكَمْ قد رأيتُ غزالاً به لثوب الصبا والهوى لابسا يَميسُ دلالاً وكم في الغصو نِ ما لستُ أرضى به مائسا سُقيتَ الرَّواءَ فقد طالما سقيتَ فرويته خامسا و لا زال مرُّ نسيمِ الريا عليك كَلِيلَ الشَّبا ناعسا و لا فرستكَ نيوبُ الزما ن فقد كنتَ دهراً لها فارسا ومَن كان عزّاً لبدرِ السَّماءِ ءِ بأخمصهِ أبداً دائساً ؟ ولاكانَ هادمَ مايَبتنيهِ و كنتُ على غيره شامسا وكان لعيني الصَّباحَ المنيرَ ـرَ فقوموا انظروا ليليَ الدامسا فأيّ فتى ً لم يكن في بحا ر أنعمهِ القائمَ القامسا وقد كان غصنُ النَّقا مُورِقاً فأصبح من بعده يابسا ونَوءُ الرِّماحِ وبيضُ الصِّفا عاد بنا جامداً جامسا مضى عجلاً كضياء الزناد كنتُ له قادحاً قابساً كأنّ لقلبيَ منه الحريقَ عليه وفي عينيَ الناخسا و من عجبٍ أنني حين خا ب طبيَّ وعاد به خائسا رحلتُ به نحوَ دارِ البِلى جِهاراً وأعطيتُه الرَّامسا فلا سكنوا بعده منزلاً و لا شمتوا بعده عاطسا ولا نَبَّهوا لنظامِ المديـ ـحِ في أحدٍ بعدَهُ هاجسا عليك السلامُ وإنْ كنتُ منْ لقائك طولَ المدى آيسا و خذْ من دموعي الغزار التي أكون بها أبداً نافسا و قد ضاع بعدك من ذدت عنـ فبيني وبين خطوب الزمان حروبٌ ذكرتُ لها داحسا ولولا جنونُ مقاديرِهِ لما سبقَ الرّاجلُ الفارسا و لا كان هارم ما يبتنيـ وقالعُ أغراسهِ غارسا سقاني وياليتَ لم يسقِني وأسْمنَني وكسا أعظُمي وعادَ لها عارقاً ناهسا |
ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ ( الشريف المرتضى ) ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ أحِنُّ إلى مَن لا يحنُّ حنيني؟ وأندبُ مرموساً بملساءَ قفرة ٍ فياليتنى ناديتُ غيرَ دفينِ كأنّي وقد قُطِّعتَ عَنيَ هالكاً تقطَّعَ منِّي أكْحَلي ووَتِيني فَرَتْ نائباتُ الدّهرِ أغصانَ دَوْحَتي ولاقَ أُصولي ما أصابَ غُصوني فإن يقيتْ بعدَ القرينِ حُشاشتي قليلاً فإنّى لاحقٌ بقرينى |
ألوماً على لومٍ وأنتمْ بنجوة ٍ ( الشريف المرتضى ) ألوماً على لومٍ وأنتمْ بنجوة ٍ منَ الذَّمِّ إلاَّ ما ثَوى في الضَّمائرِ فليتكُمُ لمّا أتيتُمْ بسَوْءَة ٍ و لا عاذرٌ منها أتيتمْ بعاذرِ و ما كنتُ أخشى منكمُ مثلَ هذه و كم من عجيبٍ بين طيّ المقادرِ و لما قدرتمْ بعد عجزٍ أسأتمُ وكم عفَّ عن سوءٍ بنا غيرُ قادِرِ و ما نافعٌ منا وحشوُ قلوبنا قبيحٌ من البغضاءَ حسنُ الظّواهِرِ فلا بَرِحَتْ فيكمْ خطوبُ مَساءَة ٍ ولاحُجِبَتْ عنكمْ نُيوبُ الفواقِرِ وما زلتُمُ في كلِّ ما تَحذرونَهُ و إن حاص قومٌ عن أكفَّ المحاذرِ |
ألَمَّ خيالٌ من أُمَيْمَة َ طارقُ ( الشريف المرتضى ) ألَمَّ خيالٌ من أُمَيْمَة َ طارقُ ومن دونِ مَسراه اللّوى والأبارِقُ ألمَّ بنا لم ندرِ كيفَ لِمامُهُ وقد " طالما " عاقته عنّا العوائقُ فللهِ ما أولى الكرى فى دجنّة ٍ جفتها الدّرارى " طلّعٌ وبوارقُ " نَعِمْنا به حتى كأنَّ لقاءَنا وما هو إلاّ غاية ُ الزُّورِ صادقُ " فما زارنى " فى اللّيل إلا وصبحنا تُسَلُّ علينا منه بِيضٌ ذَوالِقُ فكيف ارتضيتَ اللّيلَ والليلُ مُلْبِسٌ تضلُّ به عنّا وعنك الحقائقُ ؟ تُخيِّلُ لي قُرْباً وأنتَ بنجوة ٍ " وتوهمنى " وصلاً وأنت المفارقُ |
أما آنَ للسَّلوانِ أنْ يردَعَ الصَّبّا ( الشريف المرتضى ) أما آنَ للسَّلوانِ أنْ يردَعَ الصَّبّا ولا لدنوّ الهجر أن يُبعد الحبّا لقد أنكر الدهر العَثور صبابتي وقد كان ألقى مهجتي للهوى خرْبا ولمّا وَقَفْنا للوداع انْتَضتْ لنا يدُ البَيْنِ بَدرًا مزَّقَتْ دونَهُ السُّحْبا فأبصرتُ عرساً بين بُرديه مأتمٌ وأوليتُ بِرًّا عادَ عندَ النَّوى ذَنْبا وقد كنت أخشى وثبة الدّهر بيننا ونحن من الإشفاق نستوعر العَتْبا فكيف وقد خاض الوشاة حديثنا وأضحَوا لنا من دون "أترابنا" صَحبا سقى اللهُ أكنافَ اللوى مُرْجَحِنَّة ً سحاباً يظلّ "الهضبُ من جوده خَضبا" وأطلقَ أنفاسَ النَّسيم بجوِّهِ فكم كَبِدٍ حرّى تَهَشُّ إذا هبّا فعهدي بهِ لا يَهتدي البينُ طُرْقَه ولا تَطْرقُ الأحزانُ مِن أهلهِ قَلبا حَمَتْهُ اللّيالي عن مطالبة الرّدى ولم أدرِ أنّ الدّهر يجعله نَهْبا ومن ذا الذي لا يفتق الدّهر رَتْقَه ولا تُنزل الدنيا بساحته خَطْبا؟! بربِّك يامزجي المطّية هل رعتْ رِكابُك في سَفحِ الحِمَى ذلك الرَّطْبا؟ وهل كَرِعتْ من ذلك الحيِّ كَرْعَة ً فقد طالما شرّدتَ عني به كَرْبا وهل لعبت أيدي السيول بحَزْنه وهل "سَفَت الأرواح" من سهله التُّربا؟ غرامي بأهلِ الْجَزْعِ منكَ بِنَجْوة ٍ ولو جُزته أعيا الرّكائب والرّكْبا شربتُ خليطَ الودِّ منهم ومَحْضهِ فلستُ أُبالي إنْ سَقَوا غيريَ الضَّرْبا وفيهنَّ بيضاءُ العوارض لم تلُثْ خِمارًا ولم تعرفْ مناكبُها العَصْبا أبحتُ هواها من سَرارة ِ مهجتي حمى ً لو حَمَتْه همتّي لم أكن صبّا فإن تكن الأيام "أمْحَلْنَ" وصْلَنا فإنَّ بقلبي مِن تذكُّرها خِصْبا عذيريَ مِن مُسْتَعْذِب صابَ بِغْضَتي وقد وردتْ خَيلُ الصَّرى منهلاً عذْبا "تحكّمَ" منه الضِّغنُ لمّا رعيته رياضَ حلومٍ لم يكن نبتها عُشبا كأنّ اللّيالي كافلاتٌ بعمرهِ فإن قلت قد شابت ذوائبهُ شبّا إلى كم أغضُّ الطَّرفَ منه على القَذَى وأهلنا من حلمي قلائصَه الجَرْبي وهَبْتُ له صَبري على هَفَوَاتِهِ ولولا عطائي ما تملَّكَها كَسْبا وأقسم أنِّي لو مددتُ له يدي لطالَ على حَوْباءة ٍ تسكُنُ الجَنبا أيا حاسدي كسب العُلا اكتسب العُلا فإنّ المعالي ليس تأخذها عصبا ركبتُ له والخيلُ "منك" بريئة ٌ وأَخْصَبَ في رَبْعي وكنتَ له جَدْبا وقلّبتُ أطراف القنا في طِرادِه وقلبُك في شُغلٍ بتقليبهِ القُلْبا إذا المرء لم تستصحب الحزمَ نفسُهُ أقامت سَجاياهُ على نفسهِ إلْبا وليسَ ينالُ المجدَ إلاّ ابنُ همَّة ٍ أبَتْ أنْ يكون الصّعبُ في نفسه صعبا وكم لائمٍ في المجد لا نصحَ عنده جعلتُ جوابي عن ملامتهِ تبَّا يلوم علي أنّي أحِنّ إلى النّدى وليس عابَ النّدى عندي العُتبى وما مال إلاّ ما سبقت به ردى ً فأعطيتُه أو ما شفيتُ به صَبّا وعندي لمن رام ابتلائيَ همة ٌ تَرى بُعْدَ طُرْقِ المَكْرُماتِ هوَ القُربا "مُهذِّمَة ٌ" لا يخطب الهزلَ جِدُّها ولا تملأ الرَّوعاتُ ساحتَها رُعبا لها شفرة لا يَكْهَمُ الدّهرُ غربَها ولن تتركَ الأيامُ في شفرة ٍ غَرْبا وليلٍ كأنّ البدرَ في جَنَباتِهِ أخو خَفَرٍ يُدْني إلى وجهه سِبّا خرقتُ حواشيه بخرقاءَ جَسْرة ٍ ترى الصِّدقَ في عينيكَ ما وجدتْ كِذْبا مسهَّدَة ٌ لا يطعمُ النومَ جَفنُها ولا تبلغُ الغايات من صبرها العُقبى إذا ما استمرَّتْ في الشّكيم تلوكُه كسا مشفراها عاريات الرُّبا عُطبا أقولُ إذا أَقنى الدُّؤوبُ تَجَلُّدي: ألا ربَّ تَصديع ملكتُ به الشِّعبا ولا بدَّ لي من نهضة ٍ في لُبانهٍ أُميتُ القَنا فيها وأُحْيِي بهِ النَّحْبا فإنْ أبلغِ القُصوى فشيمة ُ ماجدٍ وإن تنبُ أسيافي فلن أدع الضّربا |
أما الحبيب فقد فزنا بزورتهِ ( الشريف المرتضى ) أما الحبيب فقد فزنا بزورتهِ في ليلة ٍ لاقَذَى فيها سِوى القِصَرِ فبتُّ أدني إلى قلبي ومن بصري مَن حلَّ عندي محلَّ القلب والبصرِ لم يطعمِ الغمضَ قلبٌ فيه مقتسمٌ و إنه لقريرُ العين بالسهرِ كم بين إذْ أنا في تعذيبهِ سهري وبينَ إذْ أنا في تقبيلهِ سَمري لاأشكرُ الدَّهرَ أولى في الزَّمان يداً " ثم " استردّ الذي أولاه في السحرِ |
أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا ( الشريف المرتضى ) أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا عراهُ من يرب البلى ما عرا ؟ لو لم أكنْ صبّاً لسكّانهِ لم يجرِ من دمعي له ماجَرى رأيته بعد تمامٍ له مقلباً أبطنهُ أظهرا كأنّني شكّاً وعِلماً بهِ أقرأ مِن أطلالهِ أسطُرا وقفتُ فيه أينُقاً ضُمرّاً شذب من أوصالهنّ السرى لي بأناس شغلٌ عن هوى ً و معشري أبكى لهم معشرا أجلْ بأرض الطفّ عينيك ما بينَ أناسٍ سُرْبلوا العِثْيَرا حَكَّم فيهم بغيُ أعدائِهمْ عليهم الذؤبانَ والأنسرا تخال من لألاءِ أنوارهمْ ليلَ الفيافي لهمُ مقمرا صَرعى ولكنْ بعد أن صَرَّعوا وقطَّروا كلَّ فتى ً قَطَّرا لم يرتضوا درعاً ولم يلبسوا بالطعن إلاّ العلقَ الأحمرا من كلّ طيانِ الحشا ضامرٍ يركبُ في يوم الوغَى ضُمَّرا قلْ لبني حربٍ وكم قَوْلة ٍ سطرها في القوم من سطرا تهتمْ عن الحقّ كأنّ الذي أنذركم في الله ما أنذرا كأنَّه لم يَقرِكُمْ ضُلَّلاً عن الهدى القصدَ بأمّ القرى ولا تَدرَّعْتُم بأثوابهِ من بعد أن أصبحتمُ حسرا و لا فريتمْ أدماً " مرة ً " ولم تكونوا قطُّ ممَّن فَرى وقلتُمُ: عنصرنا واحدٌ هيهات لا قربى ولا عنصرا ! ما قدم الأصلُ امرءاً في الورى أخره في الفرع ما أخرا وغرَّكُم بالجهل إمْهالُكم وإنَّما اغترَّ الَّذي غُرِّرا حلأَّتُمُ بالطفّ قوماً عن الْـ ـماءِ فحُلِّئْتُمْ به الكَوْثرا فإنْ لَقُوا ثَمَّ بكم مُنكَراً فسوف تَلْقَون بهم مُنكرا في ساعة يحكم في أمرها جدهم العدل كما أمرا و كيف بعتمْ دينكمْ بالذي أسـ ـتَنْزره الحازمُ واستحقرا! لولا الذي قدر من أمركمْ وَجَدتُم شأنَكمُ أَحقر كانت منَ الدَّهرِ بكم عثرة ٌ لا بدّ للسابق أن يعثرا لاتفخروا قطُّ بشيءٍ فما تركتُمُ فينا لكم مَفْخرا ونِلتموها بَيعة ً فَلتة ً حتّى ترى العينُ الّذي قُدِّرا كأنَّني بالخيل مثلُ الدُّبى هبتْ به نكباؤه صرصرا وفوقَها كلُّ شديدِ القُوى تخاله من حنقٍ قسورا لا يمطرُ السمرَ غداة َ الوغى إلاَّ برشَّ الدمِ إنْ أمطرا فيرجعُ الحقُّ إلى أهلهِ و يقبلُ الأمر الذي أدبرا ياحججَ اللهِ على خلقهِ و من بهم أبصرَ من أبصرا أنتمْ على الله نزولٌ وإن خالَ أُناسٌ أنكمْ في الثَّرى قد جعل الله إِليكمْ كما علمتُمُ المبعثَ والمحشرا فإِن يكنْ ذنبٌ فقولوا لمن شفعكمْ في العفو أن يغفرا إذا توليتكمُ صادقاً فليس منِّي ”مُنكَرٌ” مُنكِرا نَصرتُكمْ قولاً على أنّني لآملٌ بالسيفِ أن أنصرا وبينَ أضلاعيَ سِرٌّ لكمْ حوشيَ أن يبدو وأن يظهرا أنظرُ وقتاً قيل لي بُحْ به و حقّ للموعود أن ينظرا وقد تبصَّرتُ ولكنَّني قد ضقتُ أن أكظم أو أصبرا و أيُّ قلبٍ حملتْ حزنكمْ جَوانحٌ منه وما فُطِّرا لاعاشَ مِن بعدكُمُ عائشٌ فينا، ولا عُمِّرَ مَن عَمَّرا و لا استقرت قدمٌ بعدكم قرارة ً مَبْدى ولا مَحضَرا و لا سقى اللهُ لنا ظامئاً من بعد أن جنبتمُ الأبحرا و لا علتْ رجلٌ وقد زحزحت أرجُلُكمْ عن مَتْنهِ مِنْبرا |
أما تَرى الدَّهرَ لا يَبقَى على حالِ ( الشريف المرتضى ) أما تَرى الدَّهرَ لا يَبقَى على حالِ طوراً بأمنٍ وأطواراً بأوجالِ ؟ أبغي النَّجاءَ وما أَنجو وإنْ غفلتْ عنّى المنون كما لم ينجُ أمثالى شَواردٌ من مُصيباتٍ ثَبتْنَ لنا يصبن ما شئن من نفسٍ ومن مالِ متى ينلْنَ الفتى قالوا: دَنا أجلٌ يا هلْ أرى فى اللّيالى غيرَ آجالِ ؟ بذلٌ يؤوب إلى منعٍ ، وعافية ٌ تجرُّ داءً ونُكسٌ بعدَ إبلالِ وما سررتُ بأيّامِ الكمال فما " يعرو الفتى النّقصُ إلاّ عند إكمالِ " يا ليت شعرى َ والأهواءُ مولعة ٌ برجم مُستترٍ في الغيبِ دَخَّالِ بأيِّ نوعٍ منَ المكروهِ تُخْرجني هذي النَّوائبُ عن أهلي وعن مالي؟ وأى ُّ علقمة ٍ فى كفّ حادثة ٍ " أجنى " لها كى أسقّاها " وتجنى " لى ما للنَّوائبِ يُعفِينَ الثُّمامَ كما يَعْنُفْنَ بالنَّبعِ أوْ يُقذفْنَ بالضّالي؟ وما لهنّ وما يبغين من أربٍ " يفنين " نفسى وقد أبقين أسمالى ؟ نلقَى المخاوفَ في الدُّنيا ونأمنُها ونطلبُ العزَّ في الدُّنيا بإِذلالِ وتُستَذَمُّ لنا في كلَّ شارقة ٍ وما لها مُبغضٌ منّا ولا قالي لِذاذة ٌ لم تُنَلْ إلاّ بمؤلمة ٍ وصحَّة ٌ لم تدُمْ إِلاّ بإعلالِ فما أمنتُ بها إلاّ على حذرٍ ولا فرغتُ بها إلاّ بأشغالِ ومسمعٍ جاء من أرجان يسمعنى قولاً يكثّر من همِّي وبَلْبالي أَهدى على زعمهِ بَرْدَ اليقينِ بهِ فشبّ بين ضلوعى جمرة َ الصّالى نعى إلى َّ قوامَ الدّين ؛ حادثة ٌ أحال ما جاء منها كلَّ أحوالى فلو أَطَقتُ فنفسي لا تَضِنُّ بهِ شققتُ قلبى ولم أعرضْ لسربالى ولم تنلْ عقرَ نفسى فى المصاب يدى فبتّ أعقرُ أطلابى وآمالى أقول والرّبعُ مغبرٌّ جوانبهُ : مَنْ بدَّلَ المنزلَ المأهولَ بالخالي؟ منْ أخرج اللّيث من " ذاك " العرين ومنْ حطَّ المحلِّقَ في العَلياءِ مِن عالِ؟ مَنْ زعزعَ الجبلَ العاديَّ مَنْبتُه ومَن طَوى ذلك الجوّالَ في جالِ؟ مَنْ حلَّ عُثْلَ المنايا فيهِ ثمَّ رَمى قوائمَ السّابقِ الجاري بعُقّالِ؟ منْ ساجل الغيثَ هطّالاً بأذنبة ٍ مَنْ كايَلَ البحرَ مِكيالاً بمكيالِ؟ منْ طاول الشّمَّ حتّى طالهنّ ذراً ؟ من وازن الصّمَّ مثقالاً بمثقالِ ؟ سائلْ بمَلْكِ الورى لِمْ زلَّ أخْمَصُهُ وهو الذي كان ثَبتاً غيرَ زوّالِ؟ وكيفَ أعجزَهُ هولٌ ألمَّ به؟ وهو المدفّعُ أهوالاً بأهوالِ وكيفَ أصحرَ بالبيداءِ مُنْفرداً مُخدَّمٌ بينَ أكنانٍ وأظلالِ؟ وكيف حطّ ملظُّ فى بلهنية ٍ من ناعمِ العيش داراً غيرَ مِحْلالِ؟ وكيف لم يُعطني من ثِقْلهِ طَرَفاً قَرْمٌ تحمَّلَ عنّي كلَّ أَثقالي؟ وكيف ضلّ بأيدى الحادثات فتًى مُعطِي النَّجاة ِ وهادي كلِّ ضَلاَّلِ؟ منْ للسّرير الذى تعنو الجباهُ له مقسومة ً بين تعظيمٍ وإجلالِ ؟ من للرّواقِ إذا حفّ الوفودُ به سامين نحو شرودِ النّطقِ قوّالِ ؟ من للعفاة ِ إذا ابتلّوا بنائلهِ صباحَ يومٍ شديد الهضم للمالِ؟ من للسّوايق يعرورى " مناسجها " وتَنْثني بالدَّمِ القاني بأجْلالِ؟ نزائعٌ كالنّعامِ الكدرِ نفّرها صراصرٌ من حديدِ الظّفرِ نشّالِ أو كالسَّراحينِ تَفْري كلَّ مُقفرة ٍ غرثى من الزّاد تنسالاً بتعسالِ من للقنا طال حتّى قال مبصره : ما هزّ هذا القنا إلاّ بأطوالِ ؟ من للصّوارم تعرى من مغامدها وتُكْتَسى أغْمُداً في هامِ أبطالِ؟ من للمكيدة حكّته لتبلوه تحكّكَ القلصِ الجربى بأجذالِ من للكتائبِ خرساً غيرَ ناطقة ٍ يجلجل الطّعنُ فيها أى ّ جلجالِ فيهنّ كلُّ هضيم الكشحِ معترقٍ مُشَذَّبٍ كسَحوقِ النَّخْلِ طُوّالِ إذا مشى فى فضولِ الدّرع تحسبه مقلّباً نخوة ً أعطافَ رئبالِ ذو ناظرٍ توقد الأضغانَ لحظتهُ كصلِّ رملة ِ وادٍ بينَ أصلالِ قد كنتَ توعدنى العدَّ الغزيرَ ندًى فالآن أقنع بعد العدِّ بالآلِ وما قنعتُ وبي في غيرهِ طمعٌ واليأسُ أرْوَحُ ولاّجٍ على البالِ وكنتَ لي وَزَراً في كلِّ مُعضلة ٍ أُمسي أشمِّرُ فيها فضلَ أذيالي وكنتَ أدنَى وقد ناديتُ مُنتصراً إليَّ في الخطبِ من نفسي ومن آلي يا طالبى َّ خذا منّى اقتراحكما ما مانعٌ دون ما أخشَى ولا والِ واستعجِلا في يديَّ اليومَ ثأرَكُما بذلتُ ما لم أكن فيه ببذّالِ قد دَغْدَغَ الموتُ نُصَّاري وحاميتي وضعضَع الموتُ أطوادي وأجبالي ونالني بالأذَى مَن كان يرمُقُني قبيل هذا الرّدى بالمربأ العالى أصبحتُ فيك " أزيرُ الشّكّ " معرفتى عمداً وأصرفُ ذاك الخُبْرَ عن بالي وأسأل الرّكبَ عندى مثل علمهمُ أرجو تَعِلَّة َ إلْباسي وإشكالي قبرٌ على الكوفة الغرّاء نتبعه فى كلّ يومٍ بإرنانٍ وإعوالِ كأنَّما مِسْكة ٌ في تربة ٍ فُتِقَتْ من طيبِ عَرْفِكِ أو ناجودُ جِرْيالِ لم يدفنوك به لكنّهم هرقوا وما دَرَوْا سَجْلَ إحسانٍ وإجمالِ وإنَّني آنفٌ سَقْيَ السَّحابِ لهُ فتربة ٌ أنتَ فيها غيرُ مِمْحالِ جادتْك من صلواتِ الله أوعية ٌ غزيرة ٌ ذاتُ إسجامٍ وإسبالِ مُلِثَّة ُ الوَدْقِ تَسْري اللّيلَ أجمعَهُ فإنْ غَدتْ وصلتْ صُبحاً بآصالِ لا مسَّ منك البِلَى ما مسَّ من بشَرٍ فإنْ بَلِيتَ فما معروفُكَ البالي وناب عنك جميلٌ كنتَ تعمله حيثُ النَّجاءُ لمن ينجو بأعمالِ فالذِّكرُ عندي مقيمٌ إنْ نُسِيتَ وإِنْ سُلِيتَ يوماً فغيري قلبُه السّالي |
أما تَرى الدَّهرَ مسلولاً صوارمُه ( الشريف المرتضى ) أما تَرى الدَّهرَ مسلولاً صوارمُه تفرى وتقطع منّا كلَّ موصولِ ؟ معلّلاً كلّما يدوى ويسقمه وربَّما ضرَّ ذا سُقمٍ بتعليلِ أمَّلْتُ فيه أموراً ما ظفرتُ بها وعاد يسحب ذيلَ المنعِ تأميلى فعدِّ مثواك عن شىء ٍ منيتَ به فلا انتفاعٌ لمشغولٍ بمشغولِ |
أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا ( الشريف المرتضى ) أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا حمَّلَ قلبي الحَزَنَ الأثقلا؟ بليتُ والسّالمُ رهنٌ على قضيَّة ِ الدَّهر بأنْ يُبْتَلى مُجَرَّحاً لا حاملٌ جارحي بكفّه رمحاً ولا منصلا يقرعُ مروى بأكفّ الرّدى يردعنى من قبل أنْ ينزلا وإنْ تأمَّلتُ أوانَ الرَّدى رأيتُ ليلاً دونه أليلا كأنَّني أعشى وإنْ لم أكنْ أعشَى منَ الأمرِ الذي أَثْكلا يا بؤسَ للإنسان في عيشهِ يسلُّ منه أوّلاً أوّلا يَنْأَى عنِ الأهل وما ملَّهمْ ويُبدلُ الحيَّ وما استبدلا بين ترى فى ملإ داره حتّى تراه فى صعيدِ الملا فقلْ لقومٍ زرعُهمْ قائمٌ: زرعكمْ لابدَّ أنْ يختلى وقلْ لمن سُرَّ بتخويلهِ خوّل منْ يأخذ منْ خوّلا وقلْ لماشٍ في عِراصِ الرَّدى أنسيتَ من يستعثر الأرجلا أسْمَنَك الدَّهرُ فلم تخشَه وإنَّما أسمنَ مَن أهزلا إنْ تلفهِ للمرءِ مستركباً فهو الذى تلقاه مستنزلا أوْ صانَهُ عن بذلهِ مرَّة ً فهو الذى يرجع مستبذلا فلا يغرَّنْك وميضٌ لهُ ما لاح فى الآفاقِ حتّى انجلى ولا تصدّقْ مائناً دأبهُ أن يكذبَ القولَ وأنْ يبطلا وكلّنا يكرع صرفَ الرّدى إمّا طويلَ اللَّبْثِ أو مُعْجَلا فما الذي يُجْزِعُ من طارقٍ إنْ لم يزرْ يوماً فما أمْهلا؟ نعى إلى قلبى َ شطراً له منه حقِّه أنْ يلقمَ الجندلا فقلتُ ما أحسنتَ بلْ يا فتى ما أحسنَ الدَّهرُ ولا أجملا يا دهرُ كم تنقل ما بيننا مَن ليس نَهوى فيه أن ينقلا؟ تأخذُ مِنّا واحداً واحداً بل تأخذ الأمثلَ فالأمثلا أفنيتَ بالأمسِ شقيقاً له فانظرْ إلى حَظِّك ما أجزلا قعدتَ تستهلكُ ما حُزتَه صبراً فصبرٌ غاية ُ المبتلى قالوا تسلَّ اليومَ عن فائتٍ فقلتُ : بعداً لفؤادٍ سلا لا تعذلوا المعولَ حزناً له فخيرُكم مَن ساعدَ المُعْوِلا أيُّ فتى ً فارقنا غَنْوَة ً رُحِّلَ عنّا قبلَ أن نَرحلا لا الجِدُّ مملوكٌ لديه ولا يخاف فى الخلوة ِ أنْ يهزلا وذو عفافٍ كلّما سامه ذو الغشِّ منه مرَّة ً قال: لا لا تألفُ الرّيبة ُ أبوابه يا غائباً عنّى ولولا الرّدى ما غاب عنّى الزّمنَ الأطولا سَرْبَلَني ما لابديلٌ له وربَّما استبدل مَن سَربلا لا أخطأتْ قبرَك هطّالة ٌ ولا عداك المُزْنُ إنْ أسبلا وجانبٌ أنتَ به ساكنٌ لا عدمَ القطرَ ولا أَمْحلا ولا يزلْ والجدبُ فى غيره مروّضاً حوذانه " مبقلا " وامضِ إلى حيث مضى معشرٌ كانتْ لهم فى الدّرجاتِ العلا وصرْ لما صاروا فأنت الذى أعددتهمْ فى حذرٍ موئلا فهمْ شفيعٌ لك إنْ زلَّة ٌ كانتْ وإنْ بعضُ عثارٍ خلا وجنّة ُ الخلدِ لهمْ إذنها وموقداتُ النّارِ لا للصّلا وحبّهمْ والفوزُ فى حبّهمْ أخرجَ مَن أخرجَ أو أدخلا |
أما رأيتَ ضُحَيّا ( الشريف المرتضى ) أما رأيتَ ضُحَيّا أُدْمَ الركائبِ تُحْدَى ؟ يردنَ نجداً وما اشتا قَ مَن عليهنَّ نَجْدا و فوقهنّ وجوهٌ مثلُ النجومِ تَبدَّى يغربن " بدراً " ويطلعـ ـنَ بالإيابة سعدا وقد تجلَّدْتُ حتّى يخالني القومُ جلدا وما رَدِيتُ وممَّا أودّ أني أردى قل للقلاصِ خفافاً يخدنَ بالظعنِ وخدا تخالهنُّ سراعاً ربداً يبارين ربدا بمنْ حملتنّ وجدي وما حملتنَّ وجْدا؟ حلفتُ بالبيتِ جاءوا إليهِ ركضاً وشدا مطوفين عليه تقى كهولاً ومردا والواردين ظِماءً من ماءِ زَمْزَمَ رَغْدا و البائتين بجمعٍ لاقين في الله جهدا يُقلِلْنَ من مَرْوِ جَمْعٍ للرَّمْيِ زَوجًا وفَرْدا لهمْ أناملُ عيضتْ من جِلدها ثَمَّ جِلْدا و بالنحائرِ تلقى عندَ الجِمارِ فتُرْدَى تهدى إلى اللهِ براً والبِرُّ للهِ يُهدَى و واقفي عرفاتٍ يرجون للهِ رفدا ما أنْ تَرَى ثَمّ إلاّ ربًّا لعبدٍ وعبدا عدُّوا الّذي كان منهمْ واستنفروا منه عَدَّا لقد خلفتُ ألوفًا للناس عهداً وودا و ما تعاطيتُ هزلاً ولا تعافيتُ جِدًّا ولا صددتُ بوجهي عمنْ جنى ليَ صدا ولا تَجاوزتُ قصدًا و لا تعديتُ حدا ولا وهبتُ وِدادًا وَسُمتُ مُعطاهُ رَدّا يا أوثقَ الناسِ عقداً و أعذبَ الناسِ وردا لا راعَهمْ منكَ بَينٌ و لا أروا منك بعدا فما استطاعوا لفضلٍ آتاك ربك جحدا سلوك طوراً ولكنْ للسلّْ صانوك غمدا فإنْ ضربتَ فماضٍ قدّ الضريبة َ قدا ما زلتَ فيهمْ سناناً ـدٍ الّذي جَلَّ مَجْدا: و ما أردتَ على الهو لِ نجدة ً منك جندا فإنْ رموا كنتَ ترساً وإنْ ورَوْا كنتَ زَنْدا و إن دجوا كنت صبحاً وإنْ ضَحَوْا كنتَ بَرْدا خذْ ملءَ كفيك من عا مِكَ الّذي جاء رِفْدا و ما وعدتَ به خذْ و من يد الدهرِ نقدا ما كنتَ تمطُلُ وَعْدًا فكيفَ تُمطَلُ وَعْدا؟ و استشعرِ النجحَ درعاً والبِسْ من اليُمْنِ بُرْدا و عشْ فما العيشُ إلاّ ما كانَ رَحْبًا ورَغْدا يُراحُ بابُكَ فينا قصداً إليه ويغدى و اخلدْ فخلدك أوفى منا علينا وأجدى و لا يزلن نيوبُ الـ ـخطوبِ حولك دردا و لا رأينا لشيءٍ نهواه عندك فقدا |
أما سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا ( الشريف المرتضى ) أما سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا غنى َّ ولم يدرِ أني بعضُ منْ جرحا ؟ لم أقترحْ منه ما غنَّى الغداة َ بهِ و ربّ منْ نال " ما " يهوى وما اقترحا و لي جفونٌ من البلوى مسهدة ٌ لا تعرفُ الغمضَ مما ترقبُ الصبحا فقلْ لممرضِ قلبي بعد صحتهِ إنَّ السّقيمَ الّذي أدويتَ ما صَلُحا قد جَدَّ بي المزحُ من صَدٍّ دُهيتُ بهِ وطالما جدَّ بالأقوامِ من مَزَحا ماذا على القلبِ لولا طولُ شِقْوتِهِ مِنْ نازلٍ حلَّ أو من نازحٍ نَزَحا يا مُثْكِلي نومَ عينٍ فيهِ ساهرة ٍ جَفْني عليك بدمعي فيك قد قُرِحا وفيَّ ضِدّانِ لا أسطيعُ دَفْعَهُمَا نارٌ بقلبي وماءٌ بالهَوى سَفَحا و قد عذلتمْ فؤاداً بالهوى كلفاً لو كان يقبل نصحاً للذي نصحا صَحا الّذي يشربُ الصَّهْباءَ مُتْرَعة ً وشاربُ الحبِّ أَعيا أنْ يُقالَ: صَحا لم يبرحِ الوجدُ قلبي بعد أن عذلوا على صَبابتِهِ لكنَّه بَرِحا وقد ثَوى أُمَّ رأسي للصَّبابة ِ ما ما يغرى بمعصيتي منْ لامني ولحا ليتَ الفراقَ الذي لا بدّ أكرعُ منْ كاساتهِ الصبرَ صرفاً لا يكون ضحا و ليت أدمَ المهاري الناهضات بما تَحوي الهوادجُ كانت رُزَّحًا طُلُحا طوَوْا رحيلَهُمُ عنِّي فنمَّ بهِ عَرْفُ اليَلَنْجوجِ والجادي إذا نَفَحا وقد طلبتُ ولكنْ ما ظَفِرتُ بهِ منَ الفراقِ الّذي أَمُّوه مُنْتَدَحا أهوى من الحيَّ بدراً ليس يطلعُ لي يوماً وظبى َ فلاة ٍ ليته سنحا أَبَتْ ملاحَتُهُ من أنْ يجودَ لنا فليتهَ في عيونِ العشقِ ما ملحا و كان لي جلدٌ قبلَ الغرامِ به فالآن أفنى اصطباري وجدهُ ومحا و زائرٍ زارني والليلُ معتكرٌ و الصبحُ في قبضة ِ ما وضحا كأنَّهُ كَلِمٌ راعَتْ وليس لها معنى ً ولمعة ُ برقٍ خلبٍ لمحا لو أنه زارني والعينُ ساهرة ٌ أعطيتُه من نصيبِ الشُّكرِ ما اقترحا أعطى إلى العين مني قرة ً وأتى قلبي فأذهبَ عنه الهمَّ والترحا زورٌ أبيتُ به جذلانَ منتفعاً و كم من الزورِ ما طرنا به فرحا وباتَ يسمحُ لي منه بنائِلِهِ لكنه راجعٌ فيما بهِ سمحا يا صاحبي إنْ تردْ يوماً موافقتي فقد بلغتَ بيَ الأوطارَ والنُّجَحا جنبنيَ اللهوَ في سرٍّ وفي علنٍ وعاطِ غَيري إذا غنَّيتَه القَدَحا و لا تهبْ بي إلى ثنييْ بلهنية ٍ واجعلْ نِداءَك لي من فادحٍ فَدَحا فلستُ أفرحُ إلاّ بالذي مدحتْ مني الرجالُ فلا تطلبْ ليَ الفرحا وكنْ إذا اصطبَحَ الأقوامُ في طَرَبٍ بالمجدِ مغتبقاً والحمدِ مصطحبا منْ لي بحرٍّ من الأقوامِ ذي أنفٍ يَنْحو طريقي الذي أنحوهُ حينَ نَحا تراهُ والدَّهرُ شَتَّى في تقلُّبِهِ لا يقبلُ الذُّلَّ كيما يقبلُ المِنَحا و إنْ مضى لم تعجهُ الدهرَ عائجة ٌ ولا يُقادُ إلى الإقدامِ إنْ جَنَحا حلفتُ بالبيتِ طافتْ حوله عصبٌ مِن لاثمٍ ركنَه أو ماسحٍ مَسحا و البدنِ حلتْ ثرى جمعٍ وقد " ودجتْ " وإنَّما بلغَ الأوطارَ مَن رَزَحا و بالحصياتِ يقذفنَ الجمارُ بها و بالهدى على وادي منى ذبحا و شاهدي عرفاتٍ يومَ موقفهمْ يَسْتصفحون كريمًا طالما صَفَحا لقد حللتُ من العلياءِ أفنية ٍ ما حلها بشرٌ نحو العلا طمحا و قد منحتُ وضلّ الناسُ كلهمُ عنه طريقاً لطيبِ الذكر ما فتحا كان الزمان بهيماً قبل أنْ منحتْ فضائلي جلده الأوضاحَ والقرحا و قد رجحتُ على قومٍ وزنتُ بهمْ وما عليَّ منَ الأقوامِ مَنْ رَجَحا فإنْ كدحتُ ففي عزٍّ أضنُّ به و ضلّ منْ في حطامٍ عمره كدحا ما زلتُ أسا وباقي الناسِ أبنية ٌ وكنتُ قُطبًا وحولي العالمون رَحا و أيُّ ثقلٍ وقد أعيا الرجالَ على ظهري الذي حمل الأثقال ما طرحا ؟ وسُدْتُ قَوميَ في عصرِ الصِّبا حَدَثًا و لم يسودوا مشيباً لا ولا جلحا فكمْ قدحتُ وأضرمتُ الورَى لَهبًا و كمْ من الناس قد أكدى وما قدحا فقلْ لقومٍ غرستُ البِرَّ عندَهُمُ فما رَبحْتُ وكم من غارسٍ رَبِحا: ليتَ الّذي غرَّ قلبي من تجمُّلكُمْ ما سال فينا له وادٍ ولا رشحا وليتني لم أكن يومًا عرفْتُكم و كنتُ منكمْ بعيدَ الدار منتزحا قد عاد صدريَ منكمْ ضيقاً حرجاً و كان من قبل أنْ جربتُ منشرحا فلا تروموا لِوُدِّي أوْبَة ً لكُمُ إنّ الجوادَ جوادَ الودَّ قد جمحا طرحتموني كأنّي كنتُ مُطَّرَحًا و لمتموني كأني كنتُ مجترحا وخلتُ أنَّكُمُ تجزونَني حَسَنًا فالآن أوْ سعتموني منكمُ القبحا فلا تَظنُّوا اصطلاحًا أنْ يكونَ لنا فلمْ يدعْ ما أتيتُمْ بيننا صُلُحا و لو جزيتكمُ سوءاً بسوءتكمْ لكنتُ أنْبِحُ كلبَ الحيِّ إنْ نَبَحا و لا سقتكمْ من الأنواءِ ساقية ٌ و لا نشحتمْ إذا ما معشرٌ نشحا ولا يَكُنْ عَطَنٌ منكُمْ ولا وَطَنٌ مُتَّسعًا بالّذي تَهْوَوْنَ مُنفسِحا و لا لقيتمْ بضراءٍ لكمْ فرجاً ولا أَصَبتم بسرّاءٍ بكُمْ فَرَحا |
أمالكَ من غرامٍ ما أمالا ( الشريف المرتضى ) أمالكَ من غرامٍ ما أمالا وزادَك نُصحُ عاذلها خَبالا؟ ولو كانتْ وقد هجرتْ أرادتْ دلالاً لاحتملتُ لها الدّلالا وما زال العذول يقول حتّى أذنتَ له فأسمعَك المُحالا فما لك والحِجالَ وقد جعلتمْ قلوبَ العاشقين لكمْ حِجالا وما أُلحي سِوى قلبي وفيهِ نُدوبٌ منكَ كيفَ إليك مالا؟ هجرتَ ونحنُ أيقاظٌ بوَجٍّ وزرتَ بِنَعفِ كاظمة ٍ خَيالا وليس الهجرُ عن سببٍ ولكنْ خلوتَ وما خلونا منك بالا وطيفٌ منكمُ بجنوب نجدٍ أرانى من " محاسنكمْ " مثالا أقام على مضاجعنا هدوّاً فلمّا زال عنّا النّومُ زالا لهوتُ بباطل الأحلامِ حتّى وددتُ لهنّ أنّ الّليل طالا أليلتنا بكاظمة ٍ أضلّى بياضَكِ أنْ يلمَّ بنا ضَلالا فليس الصُّبحُ من أَرَبي وحسبي ظِلالُ اللّيل أسكنه ظِلالا ومعسولِ المراشف لو سقانى سقانى من مجاجته الزّلالا متى يَفَتَرَّ يبسمْ عن نقيِّ شَتيتِ الرَّصْفِ تحسبُه سَيالا كأنَّ بهِ سَحيقَ المسكِ وَهْناً تناثر أو عقيقَ الخمر سالا وكان الدَّهرُ ألْبَسَني سَواداً أَروعُ به الغزالة َ والغزالا نعمتُ بصبغهِ زمناً قصيراً فلمّا حالتِ الأعوامُ حالا بفخر الملك أعتبتُ اللّيالى وعاد أجاجنا عذباً زلالا وسالمنا الزّمانُ به وكانتْ حروبُ صروفه فينا سجالا وأصبحتِ العراقُ بخير حالٍ وكانتْ أسوأَ الأمصار حالا دخلتُ عليه مجلسه فأدنى وأعلاني مكاناً لا يُعالى وأثقلني ولم أكُ طولَ عمري حملتُ لغيره المننَ الثّقالا بإكرامٍ إذا عظمتْ وجلّتْ لدى قلبى أوائله توالى وقولٍ كلّما " اضطربتْ " قلوبٌ " بحظّى " منه أعقبهُ فعالا وبشرٍ يأخذ الأقوامُ منه أمامَ نَوالِ راحتهِ النَّوالا ولمّا أنْ دعاكَ إليه بدرٌ سبقتَ إلى تَدارُكهِ العُجالى فأحزنتَ السهولَ حمًى " وجرداً " محصَّنة ً وأسهلتَ الجبالا وأبصَرها هِلالٌ خارقاتٍ ذيولَ النَّقْعِ يحملْنَ الهلالا "عوابس" كلّما طرحت قتيلاً جعلنَ ضَفير لِمَّتِه قِبالا عليهنَّ الأُلى جَعلوا العوالي وما طالتْ - بأيديهمْ طوالا كأنّ على قنيّهمُ نجوماً "خررن" على القوانس أوذبالا ومُذ صَقلوا سيوفَهمُ المواضي بأعناق العدا هجروا الصّقالا تمدُّ الحربُ منك بلوذعى ٍّ يسعِّرُها إذا خَبَتِ اشْتعالا وقلبُك يا جريءَ القلب قلبٌ كأنَّكَ ما شهدتَ به القتالا "وذى " لجبٍ تألّق جانباه كأنَّ به على الآفاقِ آلا وفيه كلُّ سَلْهَبَة ٍ جَموحٍ يعاسِلْنَ المثقَّفَة َ الطِّوالا فَلَوْتَ بكلِّ أبيَضَ مَشرفيِّ بكَبَّتِهِ رؤوساً لا تُفالى ومَنْ لولاك زوّارُ الأعادي إذا ملّوك زدتهمُ ملالا وشاهقة ٍ حماها مبتنيها وطوّلها حذاراً أن تنالا وحصّنها وعند الله علمٌ بأنّك لم تدع "فيها" عقالا تراها تستدقّ لمن علاها كأنَّ بها وما هُزِلَتْ هُزالا وقُلَّتُها تمسُّ الأُفقَ حتى تقدِّرَها بحدِّ الشّمسِ خالا ظفرتَ بها وضيفك من بعيدٍ يرى ما كان فيه إليك آلا وما كان الزّمانُ يرى عليها لغيرِ الطيرِ جائلة ً مجالا نقلتَ بما نقلتَ قلوبَ قوم ويحسبُك الغبيُّ نقلتَ مالا وسقتَ إلى قوام الدِّينِ فتحاً يرى كلّ الفتوح له عيالا وكم لك قبله من قاطعاتٍ مدى الآفاقِ لم تَخَفِ الكَلالا إذا ما بات يقلب جانبيها قوامُ الدين تاهَ بها وصالا فخذها فوق ما تهواه منها عطاءً ما لقيتَ به مطالا ومجدِك، إِنّه قسمٌ جليلٌ لقد أتعبتَ فى الدّنيا الرّجالا إذا طلبوك فتّهمُ جميلاً وإنْ رَمَقوك رُعْتَهمُ جمالا فما لَكَ ليس تَرضى عن محلِّ كأنّك بعدُ لم تصبِ الكمالا ؟ ألستَ أتمنّا خلقاً وخلقاً وأبسطنا يميناً أو شمالا ؟ فما يبغى الذى يضحى ويمسى وقد جمع المهابة َ والجلالا ؟ ومَن لولاه كان الناسُ فَوْضى وكانَ الأمرُ مُطِّرَحّا مُذالا فدمْ يا فخرَ " ملك " بنى بويهٍ دواماً لانريدُ به زَوالا وقبلك من حرامٌ فيه مدحى فخذه اليوم مبذولاً حلالا |
أمرُّ على الأجداثِ كلّ ليلة ٍ ( الشريف المرتضى ) أمرُّ على الأجداثِ كلّ ليلة ٍ وقلبي بمن فيها رهينٌ معلَّقُ وأقريهمُ منِّي السَّلامَ وبينَنَا رتاجٌ ومسدولٌ من الترب مطبقُ ولو أنّنى أنصفتُ منْ فى ترابها لما رحتُ عنه مُطلقاً وهو مُوثَقُ وأنَّ له منِّي قليلاً جوانحٌ خَفَقْنَ وعينٌ بالدُّموع تَرَقْرَقُ |
أمنتُ حذاري منكمُ وكفيتكمْ ( الشريف المرتضى ) أمنتُ حذاري منكمُ وكفيتكمْ وأنتم بمنِّ الله وَسْطَ المحاذِرِ فما لكُمُ عندي وقد عشتُ بُرهة ً أخافكُمُ بغياً عليَّ بعاذِرِ فلا تأمنوا إنْ كنتمُ قد أمنتمُ سِهامَ الأعادي من سهامِ المقادِرِ و كم ذا انفضتُ الكفّ من نصرَ أسرتي على خطة ٍ خشناءَ واللهُ ناصري و كم ذا خشيتُ الأمرَ قبل هجومهِ و سرْ بلته كرهاً فلم يكُ ضائري |
أمنْ بعد ستّينَ "قد جُزتُها" ( الشريف المرتضى ) أمنْ بعد ستّينَ "قد جُزتُها" تعجَّبُ أسماءُ من شَيبتي؟ وأعجبُ من ذاك لوْ ما كَبِرتُ ولم ينزلِ الشَّيبُ في لِمَّتي فإن كنتِ تأبَينَ شيبَ الغِذار فكمْ خُيِّبَ المرءُ مِن مُنْيَة ِ وإنْ أنتِ يوماً تخيّرتِ لي فشيبيَ أصلحُ مِن مِيتتي فلا تغضبي من صنيع الزّمانِ فما لكِ شيءٌ سِوى الغَضْبة ِ |
الساعة الآن 03:03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.