منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الأندلسي ( ابن خفاجة ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1739)

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:41 PM

رَحَلتُ عَنكُم، ولي فؤادٌ،
( ابن خفاجة )


رَحَلتُ عَنكُم، ولي فؤادٌ،
تَنفُضُ أضلاعُهُ حَنينا
أجودُ فيكم بعلقِ دمعٍ
كنتُ بهِ قَبلَكُم ضَنينَا
يثورُ في وجنتيّ جيشاً
و كانَ في جفنهِ كميناً
كأنّني، بعدَكُم، شِمالٌ،
قد فارَقتْ منكُمُ يَمِينا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:41 PM

رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا،
( ابن خفاجة )


رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا،
و ستشعروا النصرَ العزيزَ سلاحا
واستَقبَلُوا أُفُقَ الشَّمالِ بجَحفَلٍ
نَشَرَ القَتامَ، على الشّمالِ، جَناحَا
قد ماسَ في أرجالهِ شجرُ القنا
وجَرَى بهِ ماءُ الحَديدِ، فَساحَا
مَطَرَ الأعاجِمَ منهُ عَارِضُ سَطوَة ٍ،
بَرَقَ الحَديدُ بجانِبَيهِ، فَلاحا
حتى إذا قضمَ المهنّدُ نبوة ً
واندقّ صدرُ السمهريّ فطاحا
وتَخَايَلَتْ بِهِمِ الجِيادُ، كأنّما
بسطتهمُ فوقَ البطاحِ بطاحا
قتلى بحيثُ ارفضّ دمعُ المزنِ لا
رحمى فأسعدهُ الحمامُ فناحا
قد تُرّبَتْ منهم صَحائِفُ أوجُهٍ،
جَعَلَتْ تُمزّقُها السّيوفُ جِراحا
فلَوِ اطّلَعتَ لَما اطّلَعتَ على سِوَى
سهمٍ تشلّمَ في قتيلٍ طاحا
فحمتْ حريمَ المسلمينَ مصارعٌ
تَركَتْ حَريمَ المُشرِكينَ مُباحَا
مُسوَّدَّ ساحاتِ المَنازِلِ وَحشَة ً،
مملوءَ أفنية ِ الديار نياحا
تأتي صقورٌ منهمُ منقضة ٌ
قدراً على مهجِ العدوّ متاحا
مَلأوا ضُلُوعَ اللّيلِ زُرْقَ أسِنّة ٍ،
سَالَتْ على أعطافِهِ أوضاحَا
شربتْ معاطفَ كلِّ طرفٍ راحا
من كلّ منصورِ اللّواءِ اذا سرى
مثُلتْ له عقبى السرى فارتاحا
فانصاع يضحكُ وجههُ عن غرّة ٍ
سالَتْ، ويَلعَبُ في العِنانِ مِرَاحَا
يسري بأبلحَ ما ادلهمتْ روعة ً
إلاّ تلألأ وجههُ مصباحا
وأقامَ فَوقَهُمُ العَجاجَة َ كِلّة ً،
و أدارَ بينهمُ الردى أقداحا
أيسارُ حربٍ كلما اشتجرَ القنا
لم يُعمِلُوا، إلاّ الرّماحَ، قِداحَا
طالوا العواليَ بسطة ً فكأنما
رَكَزَتْ يَدُ الهَيجا بهم أرماحَا
من كلّ هَضبَة ِ سُؤدَدٍ، هزّ النّدى
أعطافهُ طرباً فسالَ سماحا
أدمَى اللّقاءُ، مِنَ القَنا، ظفراً له
ذرباً ومدّ منَ اللواءِ جناحا
فانجابَ لَيلُ الخَطبِ عن أُفقِ الهُدى ،
و تطلعَ الفتحُ المبينُ صباحا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:46 PM

سرى يرتمي ركضاً به كلََّ موجة ٍ
( ابن خفاجة )


سرى يرتمي ركضاً به كلََّ موجة ٍ
تَرامَى بها بحرٌ مِنَ اللَّيلِ أخضَرُ
و لا صاحبق إلا طريرُ مهندٍ
ومُعتَدِلٌ لَدْنُ المَهَزّة ِ أسمَرُ
وأطلَسُ زَوّارٌ معَ اللّيلِ، أغبَشٌ،
سَرَى خَلفَ أستارِ الدّجَى ، يَتَنَكّرُ
تثاءبَ من مسّ الطوى فهو يشتكي
فيعوي وقد لفّتهُ نكباءُ صرصرُ
ودونَ أمانِيهِ شَرارَة ُ لَهذَمٍ،
يقلّبث فيها مثلها حينَ ينظرُ
فمن جوعة ٍ بغريهِ بي فهو مدنٍ
و من روعة ٍ تثنيهِ عني فيقصرُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:46 PM

طرقُ الرجالِ إلى المعالي جمة ٌ
( ابن خفاجة )


طرقُ الرجالِ إلى المعالي جمة ٌ
شَتّى ، فَدانٍ قاصِدٌ، وبَعيدُ
و ابناكَ إن لم يمثلا في خلقة ٍ
فكلاهما في ما يرومُ سديدُ
كرماص فهذا في مفارقِ عصرهِ
تاجٌ وذاكَ بصفحتيهِ فريدُ
كالرّمحِ، والقَلَمِ القَصِيرِ لنِسبَة ٍ،
وكِلاهُما في ما يَنُوبُ حَميدُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:51 PM

عاطِ أخلاءكَ المداما
( ابن خفاجة )


عاطِ أخلاءكَ المداما
و استسقِ للأيكة ِ الغماما
و راقصِ الغصنَ وهو رطبٌ
يقطرُ أو طارحِ الحماما
وقد تَهادَى بها نَسيمٌ،
حَيّتْ سُلَيمَى بها سَلاَما
فتلكَ أفنانها نشاوى
تشربُ أكوابها قياما

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:51 PM

غازَلتُهُ من حَبيبٍ، وجهُهُ فَلَقُ،
( ابن خفاجة )


غازَلتُهُ من حَبيبٍ، وجهُهُ فَلَقُ،
فَما عَدا أنْ بَدا في خَدّهِ شَفَقُ
وارتَجّ يَعثُرُ في أذيالِ خَجْلَتِهِ،
غصنٌ بعطفيهِ من إستبرقٍ ورقُ
تَخالُ خِيلانَهُ، في نورِ صَفحَتِهِ،
كواكباً في شعاعِ الشمسِ تحترقُ
عجبتُ والعينُ ماءٌ والحشا لهبٌ
كيفَ التَقَتْ بهما، في جنّة ، طُرُقُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:52 PM

غَيرِيَ مَن يَعتَدّ، من أُنسِهِ،
( ابن خفاجة )


غَيرِيَ مَن يَعتَدّ، من أُنسِهِ،
ما نالَ من ساقٍ ومن كأسِهِ
و شأنُ مثلي أنْ يُرى خالياً
بنفسهِ يبحثُ عن نفسهِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:53 PM

فيا لَشَجا قَلبٍ، من الصّبرِ، فارغٍ،
( ابن خفاجة )


فيا لَشَجا قَلبٍ، من الصّبرِ، فارغٍ،
و يا لقذى طرفٍ من الدمعِ ملآنِ
و نفسٍ إلى جوّ الكنيسة ِ صبة ٍ
و قلبٍ إلى أفقِ الجزيرة ِ حنّانِ
تعوضتُمن واهاً بآهٍ ومن هوى
بِهُونٍ، ومن إخوانِ صِدقٍ بخُوّانِ
و ما كلّ بيضاءٍ بروقٍ بشحمة ٍ
وما كلّ مَرعًى تَرتَعيهِ بسُعدانِ
فيا ليتَ شِعري! هل لدَهريَ عَطفة ٌ،
فتُجمَعَ أوطاري عليّ وأوطاني؟
مَيادينُ أوطاري ولذّة ُ لذّتي،
ومَنشأ تَهيامي ومَلعَبُ غزلاني
كأنْ لم يَصِلني فيهِ ظَبيٌ، يَقُومُ لي
لماهُ وصدغاهُ براحي وريحاني
فسقياً لواديهمْ وإن كنتُ إنما
أبِيتُ، لذكراهُ، بِغُلّة ِ ظَمآنِ
فكم يومِ لهوٍ قد أدرنا بأفقهِ
نُجومَ كؤوسٍ، بينَ أقمارِ نَدمانِ
و للقضبِ والأطيارِ ملهى ً بجرعة ٍ
فما شئتَ من رقصٍ على رجعِ ألحانِ
و بالحضرة ِ الغرّاءِ غرّ علقتهُ
فأحببتُ حبّاً فيه قضبانَ نعمانِ
رَقيقُ الحَواشي، في مَحاسِنِ وجههِ
ومَنطقِهِ مَسلى قُلوبٍ وآذانِ
أغارُ لخَدّيهِ على الوردِ كلّما
بَدا، ولعِطفَيهِ على أغصُنِ البانِ
و هبنيَ أجني وردَ خدٍّ بناظري
فمن أينَ لي منهُ بتُفّاحِ لُبنانِ؟
يُعَلّلُني منهُ، بمَوعِدِ رَشفَة ٍ،
خيالٌ لهُ يغري بمطلٍ وليانِ
حبيبٌ عليهِ لُجّة ٌ من صَوارِمٍ،
علاها حبابٌ من أسنة ِ مرّانِ
تراءى لنا في مثلِ صورة ِ يوسفٍ
تراءى لنا في مثلِ ملكِ سليمانِ
طَوى بُردُهُ منها صَحيفَة َ فِتنَة ٍ،
قَرأنا لها، من وَجهِه، سَطْرَ عُنوانِ
مَحَبّتُهُ ديني ومَثواهُ كَعبَتي،
ورؤيتهُ حجّتي وذكراهُ قرآني

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:53 PM

قل للقبيحِ الفعالِ: يا حسنا
( ابن خفاجة )


قل للقبيحِ الفعالِ: يا حسنا
ملأتَ جفنيّ ظلمة ً وسنا
قاسَمَني طَرْفُكَ الضَّنَى ، أفَلا
قاسَمَ، جَفنَيّ، ذلكَ الوَسَنَا؟
إنّي وإن كنتُ هَضبَة ً، جَلَداً،
أهتزّ للحسنِ لوعة ً غصنا
قَسَوتُ بأساً ولِنتُ مَكرُمَة ً،
لم ألتَزِمْ حالَة ً ولاَ سَنَنا
لَستُ أُحبّ الجمودَ في رَجُلٍ،
تحسبُهُ من جموده وثنا
لم يَكحَلِ السّهدُ جفنَهُ كَلَفاً،
ولا طوى جسمهُ الغرامُ ضنى
فمَن عَصَى داعيَ الهَوى فقَسَا،
و كانَ جلداً من الصفا خشنا
فإنّني، والعَفافُ من شيَمي،
آبَى الدّنايا وأعشَقُ الحَسَنَا
طوراً منيبُ وتارة ً غزلٌ
أبكي الخَطايا وأندُبُ الدِّمَنَا
إذا اعترتْ خشية ٌ شكا فبكى
أوِ انتَحَتْ راحَة ٌ دَنا فجَنَى
كأنّني غُصنُ بانَة ٍ خَضِلٌ،
تَثنيهِ رِيحُ الصَّبا هُنَا وهُنا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:54 PM

قل للمقيمِ معَ النفوسِ علاقة ً
( ابن خفاجة )


قل للمقيمِ معَ النفوسِ علاقة ً
يا راكِباً ظَهرَ المَطيّ بُراقَا
لِمْ صِرْتَ تَرغَبُ عَن سَجايا حُرّة ٍ،
قد كُنتَ مُقتَنياً لها أعلاقَا
أتمرّ لا تلوي على مثوى أخي
ثِقَة ٍ، ولا تَقِفُ الرّكابَ فُواقَا؟
أتُرَى الوِزارَة َ غَيّرَتكَ خَليقَة ً،
إنّ الوزارة َ تنقلُ الأخلاقا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:55 PM

قلْ ما تشاءُ بمحفلٍ أو مجهلٍ
( ابن خفاجة )


قلْ ما تشاءُ بمحفلٍ أو مجهلٍ
واخزُنْ لسانَكَ عن مَقالٍ يُوبِقُ
إنّ الصغيرة َ قد تجرّ عظيمة ً
و لربما أودى بشاهٍ بيدقُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:55 PM

كفاني شكوى أن أرى المجدَ شاكيا
( ابن خفاجة )


كفاني شكوى أن أرى المجدَ شاكيا
وحَسبُ الرّزايا أن تَرانيَ باكيَا
أُداري فُؤَاداً، يَصدَعُ الصّدرَ زَفرَة ً،
ورَجعَ أنِينٍ، يَحلُبُ الدّمعَ ساجِيَا
و كيفَ أورى من أارٍ وجدتني
لهُ صادراًعن منهلِ الماءِ صاديا
و ها أنا تلقاني الليالي بملئها
خطوباً وألقى بالعويلِ اللياليا
و تطوي على وخزِ الأشافي جوانحي
تَوالي رَزايا لا تَرى الدّمعَ شافِيَا
ضَمانٌ علَيها أن تَرَى القلبَ خافِقاً،
طوالَ اللّيالي أو ترى الطرفَ داميا
و أنّ صفاءَ الودّ والعهدُ بيننا
ليَكرَهُ لي أن أشرَبَ الماءَ صافِيَا
وكم قد لحَتني العاذِلاتُ جَهالَة ً،
ويَأبَى المُعَنّى أنْ يُطيعَ اللّواحيَا
فقُلتُ لها: إنّ البُكاءَ لَراحَة ٌ،
بهِ يشتفي من ظنّ أن لا تلاقيا
ألا إنّ دهراً قد تقاضى شبيبتي
وصَحبي لدَهرٌ قد تَقَاضَى المَرازِيَا
وقد كنتُ أُهدي المَدحَ، والدّارُ غربة ٌ،
فكيفَ بإهدائي إليهِ المراثيا
أأحبابنَا بالعَدوَتَينِ صَمَمتُمُ،
بحُكمِ اللّيالي أن تُجِيبُوا المُنادِيَا
فقيّدتُ من شَكوى ، وأطلقتُ عَبرَتي،
و خفّضتُ من صوتي هنالك شاكيا
وأكبرتُ خَطباً أن أرَى الصّبرَ بالياً،
وراءَ ظلامِ اللّيلِ والنجمَ ثاويا
وإن عُطّلَ النّادي بهِ من حِلاكُمُ،
و كانَ على عهدِ التفاوضِ حاليا
وما كان أحلى مُقتَضى ذلكَ الجَنى ،
و أحسنَ هاتيكَ المرامي مراميا
و أندى محياً ذلكً العصرِ مطلعاً
وأكرَمَ نادي ذلك الصّحبِ نادِيَا
زَمانٌ تَوَلّى بالمَحاسِنِ عاطِرٌ،
تكادُ لياليهِ تسيلث غواليا
تقضى وألقى بينَ جنبيّ لوعة ً
أُبَاكي بها، أُخرى اللّيالي، البواكِيَا
كأنّيَ لم أنس إلى اللّهو ليلة ً
ولم أتَصَفّحْ صَفحَة َ الدّهرِ راضِيَا
ولم أتَلَقّ الرّيحَ تَندَى على الحَشَى ،
شذاءً ولم أطربْ إلى الطيرِ شاديا
وكانَتْ تَحايانا، على القُربِ والنّوى ،
تطيبُ على مرّ اللّيالي تعاطيا
فهَلْ من لِقاءٍ مُعرِضٍ، أو تَحِيّة ٍ
معَ الرّكبِ يغشى أو مع الطيفِ ساريا
فها أنا والرزاءُ تقرعُ مروة ً
بصدري وقلباً بينَ جنبيّ حانيا
أحِنّ، إذا ما عَسعَسَ اللّيلُ، حنّة ً
تُذيبُ الحَوايا أو تَفُضّ التّراقِيَا
وأُرخِصُ أعلاقَ الدّموعِ صَبابة ً،
و عهدي بأعلاقِ الدموعِ غواليا
فما بنتُ أيكٍ بالعراءِ مرنّة ٌ
تنادي هديلاً قد أضلتهُ نائبا
و تندبُ عهداً قد تقضّى برامة ٍ
ووَكراً بأكنافِ المُشَقَّرِ خالِيَا
بأخفقَ أحشاءً وأنبا حشيّة ً
و أضرمَ أنفاساً وأندى مآقيا
فهل قائلٌ عنّي لوادٍ بذي الغضا
تأرّجْ معَ الأمساءِ حُيّيتَ وادِيَا
وعَلّلْ بِرَيّا الرَّنْدِ نَفساً عَليلَة ً،
معَ الصّبحِ يَندى ، أو معَ اللّيل هادِيَا
فكم شاقني من منظرٍ فيكَ رائقٍ
هَزَزتُ له من مِعطَفِ السّكرِ صاحيَا
و ضاحكني ثغرُ الأقاحِ ومبسمٌ
فلَمْ أدرِ أيّ بانَ ثمّ أقاحِيَا
ودونَ حِلى تلكَ الشّبيبَة ِ شَيبَة ٌ،
جَلَبتُ بها غَمّاً ولم أكُ خالِيَا
وإنّ أجَدّ الوَجدِ وجدٌ بأشمَطٍ،
تلددَ يستقري الرسومَ الخواليا
وتَهفُو صَبا نَجدٍ بهِ طِيبَ نَفحَة ٍ،
فيلقى صبا نجدٍ بما كانَ لاقيا
فَقُلْ للّيالي الخِيفِ: هل من مُعَرِّجٍ
علينا ولو طيفاً سقيتَ لياليا
ورَدّدْ بهاتِيكَ الأباطِحِ والرّبَى
تَحيّة َ صَبٍّ لَيسَ يَرجو التّلاقيَا
فما أستَسيغُ الماءَ، يَعذُبُ، ظامئاً،
ولا أستَطيبُ الظّلّ، يَبرُدُ، ضاحيَا
ولولا أمانٍ عَلّلَتني، على النّوَى ،
أخو المجدِ لم يعدل عن النجد نازلاً
بأرضٍ ولم يشمخْ معَ العزّ ثاويا
تَلُوذُ برُكْنَيْ خالِقٍ منهُ شاهِقٍ،
فتَغشَى كَريماً حامِلاً عَنَكَ حامِيَا
يُساجِلُ طَورا كَفُّهُ الغَيثَ غادياً،
ويَحمِلُ طَوراً دِرعُهُ اللّيثَ عادِيَا
وتَبأى العُلى منهُ بأبيَضَ ماجِدٍ،
يُجَرِّدُ دونَ المَجدِ أبيضَ ماضِيَا
و يحطمهُ ما بينَ درعٍ ومغفرٍ
و إنْ كانَ عضبَ الشفرتينِ يمانيا
شَرِيفٌ لآباءٍ، نَمَتهُ، شَريفَة ٍ،
يَطُولُ العَوالي بَسطَة ً والمَعاليَا
يُسابِقُ أنفاسَ الرّياحِ سَماحَة ً،
ويَحمِلُ أوضاحَ الصّباحِ مَساعِيَا
إذا نحنُ أثنينا عليها وجدتنا
نحلّي صدوراً للعلى وهواديا
كفى قومهُ علياءَ أن كانَ غاية ً
لهم وكفاهُ أن يكونوا مباديا
تبوّأ من رسمِ الوزارة ِ رتبة ً
تمنّى ، مَراقيها، النّجومُ، مراقِيَا
وأحرَزَ في أُخرَى اللّيالي فَضائِلاً
تعدّ على حكمِ المعالي أواليا
تَنُوبُ، ونَستَسقي الغَمامَ غَوادِيَا
لقيتُ بهِ والليلُ رائشُ نبلهِ
وأروَعَ يَندَى للطّلاقَة ِ صَفحَة ً،
و يقدحُ زنداُ للنباهة واريا
فيجمعُ بينَ الماءِ أبيضَ سلسلاً
يَسُحّ، وبينَ الجَمرِ أحمرَ حامِيَا
أحِنّ إلَيهِ حَنّة َ النِّيبِ هَجّرَتْ،
وقد ذكَرَتْ ماءَ العُضاهِ صَوادِيَا
فيا أيها النائي معَ النجمِ همّة ً
ومَرقَى خِلالٍ في الوزارَة ِ سامِيَا
ترى فرقدَ الليلِ السرى منهُ ثالثاً
وتَرعَى بهِ بَدرَ الدُّجُنّة ِ ثانِيَا
حنايكَ في ناءٍ شكا مسّ لوعة ٍ
فسفّرَ، من شَوقٍ إليكَ، القَوافِيَا
وحَيّا بها أذكَى من الرّوضِ نفحَة ً،
و أرهفَ من لدنِ النسيمِ حواشيا
و قد ندبتْ من حيثُ لم أدرِ رقعة ً
و أنّكَ للعذبُ الفراتُ على الصدى
شقيقُ الندى وابنُ النهى وأبو العلا
وحَسبُكَ بَيتاً في المَكارِمِ عالِيَا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:56 PM

لاعَبَ، تلكَ الرّيحَ، ذاكَ اللّهَبُ،
( ابن خفاجة )


لاعَبَ، تلكَ الرّيحَ، ذاكَ اللّهَبُ،
فعادَ، عينَ الجِدّ، ذاكَ اللّعِبُ
وباتَ في مَسرَى الصَّبا يَتبَعُهُ،
فَهوَ لها مُضطَرِمٌ، مُضطَرِبُ
ساهَرتُهُ أحسِبُهُ مُنتَشِياً،
يهزّ عطفيهِ هناك الطربُ
لو جاءهُ منتقدٌ لما درى
ألَهَبٌ مُتّقِدٌ أمْ ذَهَبُ
تَلثُمُ منهُ الرّيحُ خَدّاً خَجِلاً،
حيثُ الشرارُ أعينٌ ترتقبُ
في مَوقِدٍ، قد رَقرَقَ الصّبحُ به
ماءً علَيْهِ من نُجُومٍ حَبَبُ
منقسمٌ بينَ رمادٍ أزرقٍ
و بينَ جمرٍ خلفهُ يلتهبُ
كأنّما خَرّتْ سَماءٌ فَوقَهُ،
و انكدرتْ ليلاً عليه شهبُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:56 PM

لعمريَ لو أوضعتُ في منهجِ التقى
( ابن خفاجة )


لعمريَ لو أوضعتُ في منهجِ التقى
لكانَ لنا في كلّ صالحة ٍ نهجُ
فَما يَستَقيمُ الأمرُ، والمَلْكُ جائرٌ،
و هل سيتقيمُ الظلُّ والعودُ معوجُّ؟

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:59 PM

لقد زارَ من أهوى على غيرِ موعدٍ
( ابن خفاجة )


لقد زارَ من أهوى على غيرِ موعدٍ
فعاينتُ بدرَ التمّ ذاكَ التلاقيا
و عاتبتهُ والعتبث يحلو حديثهُ
و قد بلغتْ روحي لديهِ التراقيا
فلما اجتمعنا قلتُ من فرحي بهِ
من الشّعرِ، بيتاً، والدّموعُ سَواقِيَا
و قد يجمعُ اللهُ الشتيتينِ بعدما
يظنانِ كلّ الظنّ أن لا تلاقيا

ناريمان الشريف 10-07-2010 03:00 PM

لكَ اللهُ من سارٍ إليّ مسلمٍ
( ابن خفاجة )


لكَ اللهُ من سارٍ إليّ مسلمٍ
فنابَ وراءَ الليلِ عن أمّ سالمِ
يجولُ به ماءُ النضارة ِ والندى
كما جالَ ماءُ البِشرِ في وجهِ قادِمِ
تنَفّسَ يُهدي، عن حَبيبٍ، تحيّة ً،
هَزَزنا لها، زَهواً، فُضولَ العَمائمِ
يُذكّرُنا رَيّا الأحبّة ِ نَفحَة ً،
فنَذكُرُهُ بالدّمعِ سُقيا الغَمائِمِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 03:01 PM

لله نُورِيّة ُ المُحَيّا،
( ابن خفاجة )


لله نُورِيّة ُ المُحَيّا،
تَحمِلُ نارِيّة َ الحُمَيّا
والدّوحُ رَطبُ المَهَزّ لَدْنٌ،
قد رَقّ رَيّا وطابَ رَيّا
تَجَسّمَ النُّورُ فيهِ نَوراً،
فكلّ غصنٍ بهِ ثُرَيّا

ناريمان الشريف 10-07-2010 03:02 PM

ليهنكَ وافدُ أنسٍ سرى
( ابن خفاجة )


ليهنكَ وافدُ أنسٍ سرى
فسرّى وفصلُ سرورٍ طرقْ
فما شئتَ من ماءِ وردٍ بهِ
أراقَ، ومن ثَوبِ حُسنٍ أرَقّ
وسَوداءَ تَدمَى بهِ مَنْحَراً،
كما اعترضَ الليلُ تحتَ الشفقْ
و أقسمُ لو مثلتْ ليلة ً
لعِفتُ الكرَى واستطبتُ الأرَقْ
ستخلعُ من فروها ضحوة ً
سوادَ الدجى عن بياضِ الفلقْ
فَيا حُسنَ خَصرٍ لها أحمَرٍ،
ومِئزَرِ شَحمٍ علَيهِ يَقَقْ
وما رَفَلَتْ في قَميصِ الظّلام،
ولا اشتملتْ برداءِ الغسقْ
و لكنْتسيلُ عليها القلوبُ
هوًى ، وتذوبُ عَلَيها الحَدَقْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 03:03 PM

ما إن درى ذاكَ الذميمُ وقد شكا
( ابن خفاجة )


ما إن درى ذاكَ الذميمُ وقد شكا
من نَيلِ مُمتَدِحٍ، ورَمحِ جَوَادِ
هل يشتكي وجعاً بهِ في سرة ٍ
بالسينِ أم في صرّة ٍ بالصادِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 03:09 PM

مِن لَيلَة ٍ للرّعدِ فيها صَرخَة ٌ،
( ابن خفاجة )


مِن لَيلَة ٍ للرّعدِ فيها صَرخَة ٌ،
لا تُستَطابُ، وللحَيا إيقاعُ
خلعَت عليّ بها رداءَ غمامة ٍ
ريحٌ تهلهلُهُ هناك صناعُ
والصّبحُ قد صَدَعَ الظّلامَ، كأنّهُ
وجه وضيء شفّ عنهُ قناع
فَرَفَلتُ في سَمَلِ الدّجى ، وكأنّما
قزعُ السحابِ بجانبيهِ رقاعُ
و دفعتُ في صدر الدجى عن مطلبٍ
بيني وبينَ الدهرِ قراعُ
وقَبَضتُ ذَيلي رَغبَة ً عن مَعشَرٍ
عوج الطباعِ كأنهم أضلاعُ
جارِينَ في شَوطِ العِنادِ، كأنّهمُ
سَيلٌ، تَلاطَمَ مَوجُهُ، دَفّاعُ
يَرمُونَ أعطافي بنَظرَة ِ إحنَة ٍ
وقدتْ كما تذكي العيونَ سباعُ
أفرغتُ من كلمي على أكبادهمْ
قَطراً، لهُ أسماعُهُمْ أقماعُ
و وصلتُ ما بيني وبينَ محمدٍ
حتى كأنّا مِعصَمٌ وذِراعُ
فظفرتُ منهُ عىل المشيبِ بصاحبٍ
خَلَفِ الشّبابِ، فلي إلَيهِ نِزاعُ
قد كنتُ أغلي في ابتياعِ وداده
لو أنّ أعلاقَ الوَدادِ تُباعُ
و إليكها غراءَ لولا حسنها
لم تُفتَقِ الأبصارُ والأسماعُ
عبقتْ بها في كلّ كفٍّ زهرة ٌ
فتقتْ له من خمسها أقماعُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 03:09 PM

نَدّى النّسيمُ، فَما أرَقّ وأعطَرَا،
( ابن خفاجة )


نَدّى النّسيمُ، فَما أرَقّ وأعطَرَا،
وهَفا القَضِيبُ، فَما أغضَّ وأنضَرا
فزفضها بكراً إذا قبلتها
ألقَتْ، على وَجهي، قِناعاً أحمَرَا
و رفلتث بينَ قميصِ غيمٍ هلهلٍ
ورِداءِ شَمسٍ، قد تَمَزّقَ، أصفَرَا
والرّيحُ تَنخُلُ، مِن رَذاذٍ، لؤلؤاً
رطباًو تفتقُ من غمامٍ عنبرا

ناريمان الشريف 10-07-2010 03:10 PM

نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ،
( ابن خفاجة )


نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ،
وصَباً بَليلٌ، ذَيلُها مكسالُ
ومَهَبُّ نَفحَة ِ رَوضَة ٍ مَطلُولَة ٍ،
في جلهتيها للنسيمِ مجالُ
غازَلتُهُ،والأقحوانَة ُ مَبسِمٌ،
و الآسُ صدغٌ والبنفسجُ خالُ
و وراءَ خفاقِ النجادِ ضبارمٌ
يسري به خلفَ الظلامِ خيالُ
ألقى العصا في حيثُ يعثرُ بالحصى
نهر، وتَعبثُ بالغُصونِ شَمالُ
و كأنّ مابينَ الغصونِ تنازعٌ
فيهِ، وما بَينَ المِياهِ جِدالُ
و أربّ يبردُ من حشاه مكرعٌ
خَصِرٌ، يَسحّ، وتَلعة ٌ مِخضالُ
ما بينَ روضة ِ جدولينِ كأنما
بُسِطَتْ يَمينٌ منهما وشِمالُ
مثلُ الحبابِ بمنحناهُ ذؤابة ٌ
خَفّاقَة ٌ، حَيثُ الرّبَى أكفالُ
و انسابَ ثاني ممعطفيهِ كأنهُ
هيمانُ نشوانٌ هناكَ مذالُ
أو ظِلُّ أسمَرَ باللّوَى متأطِّرٌ،
عَطَفَتْ جَنوبٌ مَتنَهُ وشمالُ
لم أدرِ هل يزهى فيخطرُ نخوة ً
أم لاعبتْ أعطافهُ الجريالُ
فإذا استطارَ بهِ النجاءُ فنيزكٌ
وإذا تَهَادَى ، فالهِلالُ هِلالُ
زرّتْ عليهِ جبة ٌ موشية ٌ
بمقيلهِ أختٌ له أسمالُ
مِزَقٌ كما يَنقَدّ، في يومِ الوَغَى ،
عنلبتي مستلئمٍ سربالُ
ألقَى بهِ منها، هنالكَ، دِرعَهُ،
بطَلٌ، وجَرّدَ، وشيَهُ، مُختالُ
بيَد الهَجيرَة ِ منهُ سَوطٌ خافقٌ،
وبِساقِ لَيلَة ِ صَرْصَرٍ خَلخالُ
فدَلَفتُ يقدُمُ بي، هناك، ضُبارِمٌ،
ضارٍ، له، بعمَاية ٍ، أشبالُ
شَيحانَ، لا أرتابُ من هَلَعٍ، ولا
أغتابُ من طبعٍ، ولا أغتالُ
متخايلاً أمشي البَرازَ ودونهُ
من أرقمٍ سدرٌ ألفُّ وضالُ
فتوعدتني نظرة ٌ وقادة ٌ
يُذكَى ، بها تحتَ الظّلامِ، ذُبالُ
وهوَى ، كما يَهوي أتيٌّ مُزبِدٌ،
رَجَمتْ به، بعضَ التِّلاعِ، تلالُ
يهفو الضراءَ أمامهُ ولربما
يذرُ الكثيبَ وراءهُ ينهالُ
فدرأتُ بادرة َ الشجاعِ بأخضرٍ
في رقشهِ هو للشجاعِ مثالُ
جمدَ الغديرُ بمتنهِ ولربما
أعشاكَ إفرندٌ لهُ سَيّالُ
و جمعتُبينَ المشرفيّ وبينهُ
فتَلاقَتِ الأشباهُ والأشكالُ
وتَسَاوَرَا يَتَكافَحَانِ، كما التَقَى
يوماً أبو إسحاقَ والريبالُ
وكلاهُما من أسوَدٍ ومُهَنَّدٍ،
في ضِمنِهِ الأوجالُ والآجالُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 03:11 PM

و أسودٍ يسبحُ في لجّة ٍ
( ابن خفاجة )


و أسودٍ يسبحُ في لجّة ٍ
لا تكتمُ الحصباءَ غدرانها
كأنها في شكلها مقلة ٌ
وذلكَ الأسوَدُ إنسانُه
ا

ناريمان الشريف 10-07-2010 03:12 PM

و أشقرٍ تضرمُ منهُ الوغى
( ابن خفاجة )


و أشقرٍ تضرمُ منهُ الوغى
بشُعلَة ٍ مِن شُعَلِ الباسِ
مِنْ جُلَّنارٍ ناضرٍ خَدُّهُ،
و أذنهُمن ورقِ الآسِ
تَطلُعُ للغُرّة ِ، في وَجهِهِ،
حبابة ٌ تضحكُ في كاسِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:35 PM

و أغيدَ في صدر النديّ لحسنهِ
( ابن خفاجة )


و أغيدَ في صدر النديّ لحسنهِ
حليّ وفي صدر القصيدِ سيبُ
منَ الهيفِ أما ردفهُ فمنعّمٌ
خَصيبٌ، وأمّا خَصرُهُ فجَديبُ
يرفّ بروضِ الحسنِ من نورِ وجهه
وقامتِهِ، نُوّارَة ٌ وقَضِيبُ
جلاها وقد غنى الحمامُ عسية ً
عَجُوزاً عَلَيها، للحبَابِ، مَشيبُ
وجاءَ بها حَمراءَ، أمّا زُجاجُها
فنَورٌ، وأمّا مَوجُها فكَثيبُ
تجافتْ بها عنّا الحوادثُ برهة ً
و قد ساعدتنا قهوة ٌ وحبيبُ
وغازَلَنا جَفنٌ، هناك، كنرجِسٍ،
ومُبتَسَمٌ، للأقحُوانِ، شَنِيبُ
فَلِلّهِ ذَيلٌ، للتّصابِي، سحَبْتُهُ،
وعيشٌ، بأطرافِ الشّبابِ، رَطيبُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:36 PM

و أغيد حلوِ اللمى أملدِ
( ابن خفاجة )


و أغيد حلوِ اللمى أملدِ
يُذكَى على وَجنَتِهِ الجَمرُ
بِتُّ أُناجِيهِ، ولا رِيبَة ٌ
تَعلَقُ بي فيهِ، ولا وِزرُ
و الليلُ سترٌ دوننا مرسلٌ
قد طَرّزَتهُ أنجُمٌ حُمرُ
أبكي، ويَشجيني، ففي وجنتي
ماءٌ، وفي وَجنَتِهِ خَمرُ
وأقرأُ الحُسنَ بهِ سُورَة ً،
كانَ لها، مِن وَجهِهِ، عَشرُ
وباتَ يَسقينيَ، تحتَ الدّجَى ،
مشمولة ً يمزجها القطرُ
وابتَسَمَتْ، عَن وَجهِهِ، ليلة ٌ
كأنهُ في وجهها ثغرُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:37 PM

و اغيدَ معسولِ اللّمى والمراشفِ
( ابن خفاجة )


و اغيدَ معسولِ اللّمى والمراشفِ
صَقيلِ المُحَلّى والحِلى والسّوالِفِ
أنَخْتُ بهِ، والبَرقُ يَهفُو جَناحه،
وللدّيمَة ِ الهَطلاءِ حَنّة ُ عاطِفِ
فنادَ متُ حلوَ البرّ واللفظِ واللمى
جميلَ المحيا والحلى والعوارفِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:47 PM

و ساقِ لخيلِ اللحظِ في شأوِ حسنه
( ابن خفاجة )


و ساقِ لخيلِ اللحظِ في شأوِ حسنه
جماحٌ وللصبرِ الجميلِ جرانُ
تَرى للصِّبا ناراً بخَدَّيهِ لَمْ يَثُرْ
لها، من سَوادَيْ عارِضَيهِ، دُخانُ
سَقاها، وقد لاحَ الهِلالُ عَشيّة ً،
كما اعوجّ في درعِ الكميّ سنانُ
عقاراً نماها الكرمُ فهيَ كريمة ٌ
ولم تَزنِ بابنِ المُزنِ، فَهْيَ حَصانُ
و ضمّخَ ردعُ الشمسِ نحرَ حديقة ٍ
عليهِ من الطّل السقيطِ جمانُ
و نمتْ بأسرارِ الرياضِ خميلة ٌ
لها النَّورُ ثَغرٌ والنّسيمُ لِسانُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:48 PM

و عشيِّ أنسٍ أضجعني نشوة ٌ
( ابن خفاجة )


و عشيِّ أنسٍ أضجعني نشوة ٌ
فيهِ تمهدُ مضجعي وتدمثُ
خلعتْ عليّ بهِ الأراكة ُ ظلّها
والغُصنُ يُصغي، والحَمامُ يُحدّثُ
و الشمسُ تجنحُ للغروبِ مريضة ً
والرّعدُ يَرقي، والغِمَامَة ُ تَنفُثُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:49 PM

و ليلٍ طرقتُ المالكية َ تحتهُ
( ابن خفاجة )


و ليلٍ طرقتُ المالكية َ تحتهُ
أجَدَّ، على حُكمِ الشّبابِ، مَزارَا
فَخالَطتُ أطرافَ الأسِنّة ِ أنجُماً،
ودُستُ لِهالاتِ البُدورِ دِيارَا
فلَمْ يَكُ إلاّ رَشفَة ٌ واعتِناقَة ٌ،
و يعجبني أنّي أعفّ إزارا

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:49 PM

و محمولة ٍ فوقَ المناكبِ عزة ً
( ابن خفاجة )


و محمولة ٍ فوقَ المناكبِ عزة ً
لها نسببٌ في روضة ِ الحزنِ معرقُ
رأيتُ بمَرآها المُنى كَيفَ تَلتَقي،
و شملَ رياحِ الطيبِ وهي تفرقُ
يضاحكها ثغرٌ من الشمس واضحٌ
ويَلحَظُها طَرفٌ، من الماءِ، أزرَقُ
و تجلى بها للماءِ والنارِ صورة ٌ
تَرُوقُ، فطَرْفي حَيثُ يَغرَقُ يُحرقُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:50 PM

و مخطوطِ السوادِ كأنّ دمعاً
( ابن خفاجة )


و مخطوطِ السوادِ كأنّ دمعاً
جرى ودماً هناك على حدادِ
إذا التبستْ وجوهُ الحكمِ يوماً
قضَى ، فمَضَى على نَهجِ السَّدادِ
فأيّ بياضِ نعمى ليس يعزى
لمشتملٍ بسربالِ السوادِ
تَلَوّى ، فالتَمَحتُ بهِ ضَمِيراً
دخيلَ السّمّر ممذوقَ الودادِ
يُجِيبُ، وما سألتُ لهُ مُجيباً،
فَيا عَجَباً لإفصاحِ الجَمادِ!

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:51 PM

و مرتبعٍ حططتُ الرحلَ منهُ
( ابن خفاجة )


و مرتبعٍ حططتُ الرحلَ منهُ
بحيثُ الظلُّ والماءُ القراحُ
يُحَرِّمُ، حُسنَ مَنظَرِهِ، مَليكٌ،
يُحَرِّمُ، مُلكَهُ، القَدَرُ المُتاحُ
فجريهُ ماءِ جدولهِ بكاءٌ
عليهِ وشدوُ طائرهِ نياحُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:51 PM

و معشوقة ِ الحسنِ ممشوقة ٍ
( ابن خفاجة )


و معشوقة ِ الحسنِ ممشوقة ٍ
يَهيمُ بها الطَّرفُ والمَعطِسُ
لها نضرة ٌ سمتها نظرة ً
وتَكلَفُ، بالأنفُسِ، الأنفُسُ
فمن ماءِ جفني لها مكرعٌ
فَسيحٌ، ومن راحتي مَغرِسُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 09:52 PM

و مفازة ٍ لا نجم في ظلمائها
( ابن خفاجة )


و مفازة ٍ لا نجم في ظلمائها
يَسرِي، ولا فَلَكٌ بها دَوّارُ
تَتَلَهّبُ الشِّعرَى بها، وكأنّها،
في كفّ زنجيّ الدجى دينارُ
ترمي يهِ الغيطانُ فيها والرّبى
دُوَلاً، كما يَتَمَوّجُ التّيّارُ
قد لفنني فيها الظلامُ وطافَ بي
ذئبٌ يلمّ مع الدجى زوّارُ
طَرّاقُ ساداتِ الدّيارِ، مُساوِرٌ،
خَتّالُ أبناءِ السُّرَى ، غَدّارُ
يَسرِي، وقد نضَحَ النّدى وجهَ الصَّبا،
في فَروَة ٍ قَد مَسّها اقشِعرارُه
فعشوتُ في ظلماءَ لم تقدح بها
إلاّ لمُقلَتِهِ وبأسي، نارُ
و رفلتُ في خلعٍ عليّ من الدجى
عقدتْ لها من أنجمٍ أزرارُ
واللّيلُ يَقصُرُ خَطوَهُ، ولربّما
طالَتْ ليَالي الرّكبِ، وهيَ قِصارُ
قد شابَ من طرفِ المجرة ِ مفرقٌ
فيها، ومن خَطّ الهِلالِ عِذارُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 10:28 PM

و مقنّعٍ بخلاً بنضرة ِ حسنهِ
( ابن خفاجة )


و مقنّعٍ بخلاً بنضرة ِ حسنهِ
أمسى هلالاً وهو بدرُ تمامِ
قبّلتُ منهُ أقحوانة َ مبسمٍ
رَقّتْ وَراءَ كُمامَة ٍ لِثُمامِ
ولَثَمتُ حُمرَة َ وجنَة ٍ تَندى حياً
فكرعتُ في بردٍ بها وسلامِ
وبكلّ مَرقَبَة ٍ مَناخُ غَمامَة ٍ،
مثلُ الضّريبِ بها لِحاحُ لُغامِ
رعدتْ فرجعتِ الرغاءَ مطية ٌ
لم تدرِ غيرَ البرقِ خفقَ زمامِ
أوحتْ هناك إلى الرُّبَى : أن بشّري
بالرّيّ فَرعَ أراكَة ٍ وبَشامِ
و كفى بلمحِ البرقِ غمزة َ حاجبٍ
و بصوتِ ذاكَ الرعدِ رجعَ كلامِ
في لَيلَة ٍ خصِرَتْ صَباها، فاصطلى
فيها أخو التقوى بنارِ مدامِ
و أحمّ مسودّ الأديمِ كأنّما
خلعتْ على عطفيه جلدة ُ حامْ
ذاكي لسانِ النّارِ، بَحسِبُ أنّهُ
بَرقٌ، تَمزَّق عنهُ جَيبُ غَمامِ
فكأنّ بَدءَ النّارِ، في أطرافِه،
شفقٌ لوى يدهُ بذيلِ ظلامِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 10:30 PM

وأبيَض عَضبٍ حالَفَ النّصرَ صاحباً،
( ابن خفاجة )


وأبيَض عَضبٍ حالَفَ النّصرَ صاحباً،
يكادُ، ولم يُستَلَّ، يَمضِي فيَفتُكَ
يبشرهُ يالنصرِ إرهافُ نصلهِ
فيَهتَزّ في كفّ الكَميّ ويَضحَكُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 10:31 PM

وأخطَلَ، لو تَعَاطَى سَبْقَ بَرْقٍ،
( ابن خفاجة )


وأخطَلَ، لو تَعَاطَى سَبْقَ بَرْقٍ،
لَطارَ مِنَ الفِجاءِ بهِ جنَاحُ
يَسُوفُ الأرضَ، يَسألُ عَن بَنيها،
فتُخبِرُ، أنفَهُ عَنهُ، الرّياحُ
أقَبّ، إذا طَرَدتَ بهِ قَنيصاً،
تنكبَ قوسهُ الأجلُ المتاحُ
أطلّ برأسهِ ليلٌ بهيمٌ
فشَدّ، على مَخانِقِهِ، صَباحُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 10:32 PM

وأطلَسَ، ملءُ جانِحَتَيهِ خوفٌ،
( ابن خفاجة )


وأطلَسَ، ملءُ جانِحَتَيهِ خوفٌ،
لأشوسَ ملءٌ شدقيهِ سلاحُ
يُجاهِرُنا، يَطيرُ حَذارَ طاوٍ،
لهُ رَكضٌ يَغَصّ بهِ البَراحُ
و أعجبُ أنْ تقلصَ ذيلُ ليلٍ
أحمَّ وقد أجدَ يه الرواحُ
يجولُ بحيثُ يكشرُ عن نصالٍ
مُؤلَّلَة ٍ، وتَحمِلُهُ رِماحُ
وطَوراً يَرتَقي حُدبَ الرّوابي،
و آونة ً تسيلُ يهِ البطاحُ
جَرَى شَدّاً، وللصّبحِ التِماعٌ،
بحيثُ جرى وللبرقِ التماحُ
فخَلْخَلَهُ، وسَوّرَهُ وميضٌ
جرى معهُ وطوّقهُ صباحُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 10:32 PM

وأغَرَّ يُسفِرُ، للعَوالي والعُلى ،
( ابن خفاجة )


وأغَرَّ يُسفِرُ، للعَوالي والعُلى ،
عن حرّ وجهٍ بالحياءِ ملثمِ
يسري فيمسحُ للدجى عن صفحة ٍ
غَرّاءَ، تَصدَعُ كلَّ لَيلٍ مُظلِمِ
جذلانَ تحسبُ وجههُ متهللاً
في هَبوَة ِ الهَيجاءِ، غُرّة َ أدهَمِ
زرّ الحديدُ عليهِ جيبَ حمامة ٍ
ورقاءَ في غبشِ العجاجِ الأقنمِ
فكأنّ جلدَة َ حَيّة ٍ خُلِعَتْ بهِ،
يومَ الكريهة ِ فوقَ عطفيْ ضيغمِ


الساعة الآن 06:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team