منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الأندلسي ( ابن زيدون ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1651)

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:12 PM

أيّتُها النّفسُ إليهِ اذْهَبي،
( ابن زيدون )



أيّتُها النّفسُ إليهِ اذْهَبي،

فمَا لقلبيَ عنْهُ منْ مذْهَبِ

مُفَضَّضُ الثّغْرِ لَهُ نُقطَة ٌ

مِنْ عَنْبَرٍ في خَدِّهِ المُذْهَبِ

أنْسَانيَ التّوبَة َ مِنْ حُبّهِ

طلوعُهُ شمْساً منَ المغربِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:13 PM

أيّها البَدرُ الّذِي
( ابن زيدون )



أيّها البَدرُ الّذِي

يَمْلأُ عَيْنَيْ مَنْ تَأمّلْ

حْمّلَ القَلْبُ تَبَارِيحَ الـ

ـتّجَنّي، فَتَحَمّلْ

لَيْس لي صَبْرٌ جَمِيلٌ،

غيرَ أنّي أتجمّلْ

ثمّ لا يأسَ، فكمْ قدْ

نيلَ أمرٌ لمْ يؤمَّلْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:14 PM

أيّها الظّافرُ أبشرْ بالظّفرْ؛
( ابن زيدون )



أيّها الظّافرُ أبشرْ بالظّفرْ؛

واجْتلِ التّأييدَ في أبهَى الصّوَرْ

وتفيّأ ظلّ سعدٍ، تجتَني

فيهِ، من غرْسِ المُنى ، أحلى الثّمَرْ

وَرِدِ الصّبْحَ، فَكَمْ مُسْتَوْحِشٍ،

غَرِضٍ مِنْكَ إلى أُنْسِ الصَّدَرْ

كان منْ قربِكَ في عيشٍ ندٍ،

عَطِرِ الآصالِ، وَضّاحِ البُكَرْ

كُلّما شاءَ تَأتّى أنْ يَرَى

خلقَ البرجيسِ، في خلقِ القمرْ

فَثَوى دُونَكَ مَثْوَى قَلِقٍ،

يشتكي منْ ليلِهِ مطلَ السّحَرْ

قلْ لساقينَا: يحزْ أكؤسَهُ؛

وَلِشادِينَا: يَصِلْ قَطْعَ الوَتَرْ

حَسْبُنَا سُكْرٌ جَنَتْهُ ذِكْرٌ،

دونَهُ السّكرُ الذي يجني السَّكرْ

لمْ يُغادِرْ لي سَقامي جَلَداً،

معَ أنّي لمْ أزلْ ثبتَ المررْ

أيّهَا المَاشِي البَرازَ، المُنْبَرِي

لزَماني، إنْ مَشَى نَحْوِي الخَمَرْ

والذّي إنْ سِيمَ ما فَوقَ الرّضى ،

وجدَ الألوَى البعيدَ المستمرّ

وإذا أعتبَ في معتبة ٍ،

لانَ مِنهُ جانبُ السّمحِ اليَسَرْ

نَظْمِيَ المُهْدَى إلى أبْرعِ مَنْ

نَظمَ السّحرَ بياناً، أو نَثرْ

ليَ فيهِ المَثلُ السّائِرُ عَنْ

جالبِ التّمرِ إلى أرضِ هجرْ

غيرَ أنّ العذرَ رسمٌ واضحٌ،

تنفَثُ الشّكوى إذا الشّوقُ صدرْ

ثُمّ قَد وُفّقَ عَبدٌ، عَظُمَتْ

نعمة ُ المولَى عليهِ، فشكرْ

لا عَدَا حَظَّكَ إقْبَالٌ تُرَى

قَاضِياً، أثْنَاءهُ، كُلَّ وَطَرْ

وَاصْطَبِحْ كأسَ الرّضى مِنْ مَلِكٍ

سرْتَ في إرضائهِ أزْكَى السّيرْ

حِينَ صَمّمْتَ إلى أعْدائِهِ،

فانتحتْهُمْ منْكَ صمّاءُ الغيرْ

فَاضَ غَمْرٌ للنّدى مِنْ فَوْقِهِمْ،

كانَ يُرْوِي شُرْبَهُمْ مِنهُ الغُمَرْ

سَبقَ النّاسَ، فصَلّى مِنْكَ مَنْ

إنْ رَأى آثارَهُ الزُّهرَ اقْتَفَرْ

زِنْتُمَا الأيّامَ، إذْ مُلْكُكُمَا

سالَ، في أوْجُهِهَا، سَيْلَ الغُرَرْ

فابْقَيَا في دولة ٍ قادرة ٍ،

بعضُ حرّاسِ نواحيهَا القدرْ

مستذلَّيْ منْ طغَى ، مستأصِلَيْ

شَأفَة َ الباغي، مُقِيلَيْ مَنْ عَثَرْ

عَلَمَيْ مَنْ ضَلّ، مُزْنَيْ مَن شَكا

خَلّة َ الإمْحالِ، بَدْرَيْ مَنْ نَظَرْ

تَضْحَكُ الأزْمُنُ، عَن عَلْياكُمَا،

ضحكَ الرّوضة ِ عنْ ثغرِ الزَّهرْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:16 PM

إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
( ابن زيدون )



إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،

وأنتِ، على الزّمانِ، مدى اقتراحي

وما اعترضتْ همومُ النّفسِ إلاّ،

وَمِنْ ذُكْرَاكِ، رَيْحاني وَرَاحي

فديْتُكِ، إنّ صبرِي عنكِ صبرِي،

لدى عطشِي، على الماء القراحِ

وَلي أملٌ، لَوِ الوَاشُونَ كَفُّوا،

لأطْلَعَ غَرْسُهُ ثَمَرَ النّجَاحِ

وأعجبُ كيفَ يغلبُني عدوٌّ،

رضَاكِ عليهِ منْ أمضَى سلاحِ !

وَلمَّا أنْ جَلَتْكِ ليَ، اخْتِلاساً،

أكُفُّ الدّهْرِ للحَيْنِ المُتَاحِ

رأيْتُ الشّمسَ تطلعُ منْ نقابٍ،

وغصنَ البانِ يرفُلُ في وشاحِ

فَلَوْ أسْتطيعُ طِرْتُ إلَيكِ شَوْقاً،

وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناحِ؟

عَلَى حَالَيْ وِصَالٍ وَاجْتِنَابٍ؛

وَفي يَوْمَيْ دُنُوٍّ وَانْتِزَاحِ

وحسبيَ أنْ تطالعَكِ الأماني

بأُفْقِكِ، في مَسَاءٍ أوْ صَبَاحِ

فُؤادي، مِن أسى ً بكِ، غيرُ خالٍ،

وقلبي، عن هوى ً لكِ، غيرُ صاحِ

وأنْ تهدِي السّلامَ إليَ غبّاً،

ولَوْ في بعضِ أنفاسِ الرّياحِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:17 PM

إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛
( ابن زيدون )



إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛

وَأصابَتْكِ بِمَا لَمْ أُرِدِ

فلقدْ كنتُ، لعمرِي، فادياً

لكِ بالمالِ وبعضِ الولدِ

فثقي منّي بعهدٍ ثابتٍ،

وَضَمِيرٍ خَالِصِ المُعْتَقَدِ

وَلَئِنْ سَاءَكِ يَوْمٌ، فَاعْلَمي

أنْ سيتْلُوهُ سرورٌ بغدِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:17 PM

إنّ للأرضِ والسّماء وللما
( ابن زيدون )



إنّ للأرضِ والسّماء وللما

ءِ عَليْنَا أذِمْة ً لا تُذَمُّ

هيَ بَعضُ اسمِ مَنْ أُحِبُّ وَلاءً،

وَبِتَكْرِيرِ بَعْضِهَا يَسْتَتِمْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:19 PM

إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،
( ابن زيدون )



إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،

والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا

وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ،

كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا

والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ،

كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا

يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ،

بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا

نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ

جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا

كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ،

بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا

وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ،

فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَا

سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ،

وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا

كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا

إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا

لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ

فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا

لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى

وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى

لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ،

لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا

يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى

نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا

كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن،

ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا

فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ،

سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍!

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:19 PM

إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟
( ابن زيدون )



إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟

حسبُ المتيَّمِ أنّهُ قدْ أحسنَا

لم أسلُ حتى كانَ عذرُكِ، في الذي

أبديْتِهِ، أخفَى ، وعذرِيَ أبيَنَا

ولقد شكوتُكِ، بالضّميرِ، إلى الهوَى ،

وَدَعَوْتُ، مِنْ حَنَقٍ، عليكِ فأمّنا

مَنّيتُ نَفسي، من وَفائِكِ، ضَلّة ً،

وَلَقَدْ تَغُرّ المَرْءَ بَارِقَة ُ المُنَى

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:20 PM

اعجبْ لحالِ السّروِ كيفَ تحالُ؛
( ابن زيدون )



اعجبْ لحالِ السّروِ كيفَ تحالُ؛

وَلِدَوْلَة ِ العَلْيَاء كَيْفَ تُدَالُ

لا تَفْسَحَنْ للنّفْسِ في شأوِ المُنى ،

إنّ اغتراركَ، بالمُنى ، لضلالُ

ما أمْتعَ الآمالِ، لَوْلاَ أنّهَا

تعتاقُ، دونَ بلوغِها، الآجالُ

مَنْ سُرّ، لمّا عاشَ، قَلّ مَتاعُهُ،

فالعيشُ نومٌ، والسّرورُ خيالُ

في كلّ يومٍ ننتحَى برزيّة ٍ،

للأرْضِ، مِنْ بُرَحائِها، زِلزالُ

إنْ ينكدرْ، بالأمسِ، نجمٌ ثاقبٌ؛

فاليَوْمَ أقْلَعَ عارِضٌ هَطّالُ

إنّ النّعيّ لجهورٍ ومحمّدٍ

أبكى الغَمامَ، فَدَمْعُهِ مُنْثالُ

شَكْلانِ إنْ حُمّ الحِمَامُ تجاذَبَا؛

لا غَرْوَ أنْ تَتجاذَبَ الأشكالُ

ولَّى أبو بكرٍ، فراعَ لهُ الورَى

هولٌ، تقاصرُ، دونَهُ، الأهوالُ

قَمَرٌ هَوَى في التُّرْبِ، تُحثى فَوْقَهُ؛

للهِ ما حازَ الثّرَى المنهالُ

قدْ قلتُ، إذْ قيلَ السّريرُ يقلّهُ:

هَلْ للسْرِيرِ بِقَدْرِهِ اسْتِقلالُ؟

الآنَ بيّنَ، للعقولِ، زوالُهُ،

أنّ الجبالَ، قصارهنَّ زوالُ

ما أقبح الدّنيا ! خلافَ مودَّعٍ،

غنيَتْ بهِ في حسنِها تختالُ

يا قَبْرهُ العَطِرَ الثرى إلا يَبْعَدَنْ

حُلْوٌ، من الفِتْيَانِ، فيك حلالُ

ما أنْتَ إلاّ الجَفْنُ، أصْبحَ طَيَّهُ

نصلٌ عليهِ، من الشّبابِ، صقالُ

فَهُناكَ نَفّاحُ الشّمائِلِ، مِثْلَمَا

طَرَقَتْ بأنْفاسِ الرّياضِ شَمَالُ

دانٍ مِن الخُلُقِ المُزَيِّنِ، نازِحٌ

عنْ كلّ ما فيهٍِ عليهِ مقالُ

شِيَمٌ يُنافِسُ حُسْنَها إحْسانُها،

كالرّاحِ نافسَ طعمَها الجريالُ

يا مَنْ شأى الأمثالَ، مِنْهُ واحِدٌ،

ضُرِبَتْ بهِ في السّودَدِ الأمْثالُ

نقصتْ حياتُك، حين فضلُك كاملٌ،

هلاّ استُضيف، إلى الكمالِ، كمالُ !

وُدّعتَ عَنْ عُمُرٍ، عَمَرْتَ قَصِيرَة

بمكارمٍ، أعمارُهنّ طوالُ

منْ للنّديِّ، إذا تنازعَ أهلُهُ،

فاستَجهلَتْ، حُلْماءَهُ، الجُهّالُ؟

لوْ كنتَ شاهدَهُمْ لقلّ مراؤهُمْ

لأغرّ فيهِ، مع الفتاء، جلالُ

من للعلومِ؟ فقد هوى العلمُ الذي

وُسِمْتَ بهِ أنْواعُهَا الأغْفالُ

منْ للقضاءِ يعزّ، في أثنائِهِ،

إيضاحُ مُظْلِمِة ً، لَها إشْكَالُ؟

منْ لليتيمِ، تتابعَتْ أرزاؤهُ؟

هلكَ الأبُ الحاني، وضاعَ المالُ

أعزِزْ بأنْ ينعاكَ، نعيَ شماتَة ٍ،

للأوْلياء، المَعشرُ الأقْتالُ

فُجِعَتْ رحى الإسلامِ منك بقُطْبِها؛

لَيْتَ الحَسودَ فِداكَ، فهوَ ثِفَالُ

زُرْنَاكَ لم تأذَنْ، كأنّك غافِلٌ؛

ما كان مِنكَ لِواجِبٍ إغْفالُ

أينَ الحفاوة ُ، روضُها غضُّ الجَنى ؛

أينَ الطّلاقة ُ، بِشرُها سَلْسَالُ

أيّامَ مَنْ يَعرِضْ عليكَ وِدادَهُ

يَكُنْ القَبولُ، بَشيرُهُ الإقْبالُ

مهما نغبّكَ لا نربْكَ، وإنْ نزُرْ

رفْهاً، فَما لزيارة ٍ إملالُ

هيهاتَ لا عهدٌ، كعهدِكَ، عائدٌ،

إذْ أنْتَ في وجهِ الزّمانِ جمالُ!

فاذهبْ ذهابَ البُرْء أعقبَهُ الضّنى ،

والأمنِ وافَتْ بَعدَهُ الآجالُ

لكَ صالِحُ الأعمالِ، إذّ شَيّعتَها

بالبِرّ، ساعة َ تُعْرَضُ الأعمالُ

حيّا الحيا مثواكَ، وامتدّتْ على

ضاحي ثَراكَ، من النّعيمِ، ظِلالُ

وإذا النّسيمُ اعتلَ، فاعتامَتْ بهِ،

ساحاتِكَ، الغدواتُ والآصالُ

ولَئِنْ أذالَكَ، بَعدَ طُولِ صِيانَة ٍ،

قَدَرٌ، فكُلّ مَصُونِهِ سيُذالِ

سيحوطُ، منْ خلّفتَهُ، مستبصرٌ

في حِفظِ ما استَحْفَظتُه، لا يَالُو

كفلَ الوزيرُ، أبو الوليد، بجبرِهمْ؛

إنّ الوزيرَ، لِمثْلِها، فَعّالُ

ملكٌ سجيّتُهُ الوفاءُ، فما لهُ

بِالعهْدِ، في ذي خُلّة ٍ، إخْلالُ

حَتَمٌ عليهِ لَعاً لعَشرَة ِ حالِهمْ،

قَدْ تَعثُرُ الحالاتُ، ثمّ تُقالُ

إيهاً، نبي ذكوانَ، إنْ غَلَبَ الأسى ،

فَلَكُمْ، إلى الصّبرِ الجَميلِ، مآلُ

إنْ كانَ غابَ البَدرُ عَنْ ساهُورِه

منْكُمْ، وفارَقَ غابَهُ الرّئبالُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:21 PM

الدّهرُ، إنْ أمْلى ، فَصِيحٌ أعْجَمُ،
( ابن زيدون )



الدّهرُ، إنْ أمْلى ، فَصِيحٌ أعْجَمُ،

يعطي اعتبارِي ما جهِلتُ، فأعلمُ

إنّ الذي قَدَرَ الحَوادِثَ قدْرَهَا،

ساوَى لَدَيْهِ الشّهْدَ مِنْها العَلْقَمُ

ولقد نظرْتُ، فلا اغترابٌ يقتضي

كدَرَ المآلِ، ولا تَوَقّ يَعْصِمُ

كم قاعدٍ يَحظى ، فتُعجِبُ حالُهُ،

من جاهدٍ يَصِلُ الدّؤوبَ، فيُحرَمُ

وأرَى المساعيَ كالسّيوفِ تبادَرَتْ

شأوَ المَضاء، فمُنْثَنٍ وَمُصَمِّمُ

ولكمْ تسامى ، بالرّفيعِ نصابُهُ،

خطرٌ، فناصبَهُ الوضيعُ الألأمُ

وأشدُّ فَاجِعَة ِ الدّواهِي مُحْسِنٌ

يسعى ، ليعلِقَهُ الجريمة َ مجرِمُ

تَلَقى الحسودَ أصمَّ عن جَرْسِ الوفا،

ولَقد يُصِيخُ، إلى الرُّقاة ِ، الأرْقَمُ

قُلْ للبُغاة ِ المُنْبضِينَ قِسِيَّهُمْ:

سَتَرَوْنَ مَنْ تُصْمِيهِ تلكَ الأسهُمُ

أسررْتُمُ، فرأى ، نجيَّ عيوبكُمْ،

شَيحانُ، مَدّلُولٌ عليها، مُلهَمُ

وعبَأتُمُ للفِسْقِ ظُفْرَ سِعايَة ٍ

لم يعدُكُمْ أنْ ردَ، وهوَ مقلَّمُ

ونبذْتُمُ التّقْوَى وراء ظهورِكُمْ،

فغدا، بغيضَكُمُ، التّقيُّ الأكرَمُ

ما كانَ حِلْمُ مُحمّدٍ لِيُحِيلَهُ

عن عهدِهِ دغِلَ الضّميرِ، مذمَّمُ

مَلِكٌ تَطَلّعَ للنّواظِرِ غُرَّة ً،

زهراءَ، يبديهَا الزّمانُ الأدْهَمُ

يَغْشَى النّواظِرَ من جَهِيرِ رُوائهِ،

خَلقٌ، يُرَى ملءَ الصّدورِ، مُطَهَّمُ

وسنَا جبينٍ يستطيرُ شعاعُهُ،

يُغني، عن القَمَرَينِ، مَن يَتَوَسّمُ

صلْتٌ،تودُّ الشّمسُ لوْ صيغتْ لهُ

تاجاً، ترصِّعُ جانبَيْهِ الأنْجُمُ

فضَحَتْ مَحاسِنُهُ الرّياضَ بكَى الحَيا

وهناً عليهَا، فاغتدَتْ تتبسّمُ

بالقَدْرِ يَبْعُدُ، والتّواضُعِ يَدني،

وَالبِشْرِ يَشْمِسُ، وَالنّدى يَتَغَيّمُ

جذلانُ، في يومِ الوغَى ، متطلِّقٌ

وَجْهاً إلَيْهَا، والرّدَى مُتَجَهِّمُ

بأسٌ، كمَا صالَ الهِزَبْرُ، إزَاءَهُ

جودٌ، كما جاشَ الخضمُّ الخضرِمُ

نفسِي فداؤكَ، أيّها الملكُ، الذي

كلُّ المُلوكِ لَهُ، العَلاءَ، تُسَلِّمُ

سدتَ الجميعَ، فليسَ منهمْ منكرٌ،

أنْ صِرْتَ فَذَّهُمُ الذي لا يُتْأمُ

لا غَرْوَ، أُمُّ المَجدِ، في بِكْرِ الحِجى

من أن يُضافَ إلَيكَ صِنوٌ، أعقَمُ

فاحسِمْ دواعيَ كُلّ شَرّ دُونَهُ؛

فالدّاءُ يسرِي، إنْ عدا، لا يحسَمُ

كم سقطِ زندٍ قد نما، حتى غدا

بركانَ نارٍ، كلَّ شيءٍ تحطِمُ

وكذلكَ السّيلُ الجحافُ، فإنّما

أُولاهُ طَلٌّ، ثُمّ وَبْلٌ يَثْجُمُ

وَالمالُ يُخرِجُ أهْلَهُ عَنْ حَدّهمْ؛

وافهَمْ فإنّكَ بالبواطنِ أفهَمُ

واذكرْ صنيعَ أبيكَ، أوّلَ أمرِهِ،

في كلّ متّهمٍ، فإنّكَ تعلمُ

لم يبقِ منهُمْ منْ توقّعَ شرَّهُ،

فصفَتْ لهُ الدّنيا، ولذّ المطعمُ

فعلامَ تنكُلُ عنْ صنيعٍ مثلِهِ؛

ولأنتَ أمضَى في الخطوبِ، وأشهَمُ

وَجَنابُكَ الثَّبْتُ، الذي لا يَنْثَني؛

وحسامُكَ العضْبُ، الذي لا يكهمُ

والحالُ أوسعُ، والعوالي جمّة ٌ؛

وَالمَجدُ أشمَخُ، وَالصّرِيمَة ُ أصرَمُ

لا تتركَنْ للنّاسِ موضعَ شبهة ٍ،

وَاحْزُمْ، فمِثلُكَ في العَظائمِ أحزَمُ

قَدْ قالَ شاعرُ كِندَة ٍ، فِيما مَضى ،

بيتَاً على مرّ اللّيالي يعلَمُ:

لا يَسْلَمُ الشّرفُ الرّفيعُ منَ الأذَى

حتّى يراقَ على جوانبِهِ الدّمُ

فرقٌ عوَتْ، فزأرْتَ زأرَة َ زاجرٍ،

راعَ الكليبَ بها السَّبنتى الضّيغَمُ

يا ليتَ شعرِي ! هل يعودُ سفيهُهم،

أمْ قد حَماهُ النّبحَ، ذاك، المِكْعَمْ؟

لي منكَ، فليذُبِ الحسودُ تلظيّاً،

لطفُ المكانة ِ، والمحلُّ الأكرَمُ

وَشُفُوفُ حَظٍّ، لَيس يفْتأُ يُجْتَلى

غَضَّ الشّبابِ، وَكُلُّ حظٍّ يَهرَمُ

لم تُلفَ صَاغِيتي، لدَيكَ، مُضاعَة ً،

كلاّ ولا خفيَ اصطناعي الأقدَمُ

بلْ أوْسَعَتْ حفظاً، وصدقَ رعاية ٍ،

ذِمَمٌ مُوَثَّقَة ُ العُرا، لا تُفْصَمْ

فليخرِقَنّ الأرضَ شكرٌ منجدٌ

مني، تَنَاقَلُهُ المَحافِلُ، مُتْهِمْ

عَطِرٌ، هوَ المِسكُ السَّطوعُ، يطيبُ في

شَمّ العُقُولِ أرِيجُهُ المُتَنَسَّمُ

وإذا غُصُونُ المَكْرُماتِ تَهَدّلَتْ،

كانَ، الثّناءَ، هَدِيلُهَا المُتَرنِّمُ

الفخرُ ثغرٌ، عن حفاظِكَ، باسمٌ؛

والمجدُ بُرْدٌ، من وَفائِكَ، مُعَلَمُ

فاسلَمْ مَدَى الدّنيا، فأنْتَ جَمالُها،

وَتَسوّغِ النُّعْمَى ، فإنّكَ مُنْعِمُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:22 PM

الهَوَى في طُلُوعِ تِلْكَ النّجُومِ؛
( ابن زيدون )



الهَوَى في طُلُوعِ تِلْكَ النّجُومِ؛

وَالمُنَى في هُبُوبِ ذاكَ النّسِيمِ

سرّنَا عيشُنَا الرّقيقُ الحواشِي،

لَوْ يَدومُ السّرُورُ للمُسْتَدِيمِ

وطرٌ ما انقضَى إلى أنْ تقضّى

زَمَنٌ، مَا ذِمَامُهُ بِالذّمِيمِ

إذْ خِتَامُ الرّضَا المُسَوَّغِ مِسْكٌ؛

ومزاجُ الوصالِ منْ تسنيمِ

وَغَرِيضُ الّلالِ غَضٌّ، جنى الصّبْوَة ِ،

نَشْوَانُ مِنْ سُلافِ النّعِيمِ

طالمَا نافرَ الهوَى منهُ غرٌّ،

لمْ يطلْ عهدُ جيدِهِ بالتّميمِ

أيّهَا المُؤذِني بِظُلْمِ اللّيالي،

ليسَ يومي بواحدٍ من ظلومِ

قمرُ الأفقِ، إنْ تأمّلتَ، والشّمسُ

هُمَا يُكْسَفَانِ دُونَ النّجُومِ

أيّهَا ذا الوَزِيرُ! هَا أنّا أشْكُو،

بِالمُصَابِ العَظِيمِ نَحْوَ العَظِيمِ

بوّأ اللهُ جهوراً شرفَ السّؤدَدِ،

في السّروِ، واللُّبَابِ الصّميمِ

واحدٌ، سلّمَ الجميعُ لهُ الأمرَ،

فكانَ الخصوصُ وفقَ العمومِ

قلّدَ الغمرُ ذا التّجاربِ فيهِ؛

وَاكْتَفَى جاهِلٌ بِعِلْمِ العَلِيمِ

خطرٌ يقتضي الكمالَ بنوعَيْ

خُلُقٍ بَارِعٍ، وَخَلْقٍ وَسِيمِ

أيّهَا الوزيرُ ‍! ها أنّا أشكُو،

والعَصَا بدءُ قرعِهَا للحليمِ

مَا عَنَانَا أنْ يَأنَفَ السّابِقُ المَرْبطَ

في العتقِ منهُ والتّطهيمِ

وَبَقَاءُ الحُسَامِ في الجَفنِ يَثْني

مِنْهُ بَعدَ المَضَاء، وَالتّصْمِيمِ

أفصبرٌ مئينَ خمساً منَ الأيّامِ،

نَاهِيكَ مِنْ عَذَابٍ ألِيمِ!

وَمُعَنًّى مِنَ الضّنَى بِهَنَاتٍ،

نَكَأتْ بِالكُلُومِ قَرْحَ الكُلومِ

سَقَمٌ لا أُعَادِ فيهِ وَفي العَائِدِ

أنسٌ يفي ببرء السّقيمِ

نَارُ بَغْيٍ سَرَى إلى جَنّة ِ الأمْنِ

لَظَاها، فَأصْبَحَتْ كَالصّرِيمِ

بأبي أنتَ، إنْ تشأ، تكُ برداً

وسلاماً، كنارِ إبراهيمِ

للشّفيعِ الثّناءُ، والحمدُ في صوبِ

الحَيَا للرّياحِ، لا لِلْغُيومِ

وزعيمٌ، بأنْ يذلِّلَ لي الصّعبَ،

مثابي إلى الهمامِ الزّعيمِ

وَوِدَادٌ، يُغَيِّرُ الدهْرُ مَا شَاء

ويبقَى بقاءَ عهدِ الكريمِ

وَثَنَاءٌ، أرْسَلْتُهُ سَلْوَة َ الظّاعِنِ

عَنْ شَوْقِهِ، وَلَهْوَ المُقِيمِ

فهوَ ريحانَة ُ الجليسِ، ولا فخرَ،

وفيهِ مزاجُ كأسِ النّديمِ

لمْ يزَلْ مغضياً على هفوة ِ الجاني،

مصيخاً إلى اعْتذارِ الكريمِ

ومتى يبدإ الصّنيعة َ يولعْكَ

تَمَامُ الخِصَالِ بِالتّتْمِيمِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:24 PM

باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ،
( ابن زيدون )



باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ،

زهدتِ فيمَنْ ليسَ فيكِ بزاهدِ

وَسَقَيْتِني، من ماء هَجْرِكِ، ما لَهُ

أصْبَحْتُ أشْرَقِ بالزُّلالِ البَارِدِ

هَلاّ جَعَلتِ، فدَتْكِ نَفسي، غاية ً

للعتْبِ، أبلغُها بجهدِ الجاهدِ

لا تُفْسِدَنْ، ما قَدْ تأكّدَ بَينَا

من صالحٍ، خطراتُ ظنٍّ فاسدِ

حاشاكِ من تضييعِ ألفِ وسيلة ٍ،

شجيَ العدوُّ لهَا، بذنبٍ واحدِ

إنْ أجْنِهِ خَطَأً، فقد عاقَبتِني،

ظُلماً، بأبْلَغَ مِنْ عِقابِ العَامِدِ

عُودي لِما أصْفَيْتِنِيهِ مِنَ الهَوَى

بدءاً، فلستُ لِما كرهتِ بعائدِ

وضعي قناعَ السّخطِ عن وجهِ الرّضَا

كيْما أخرّ إليهِ أوّلَ ساجدِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:24 PM

بنيْتَ فلا تهدمْ، ورشت فلا تبرِ؛
( ابن زيدون )



بنيْتَ فلا تهدمْ، ورشت فلا تبرِ؛

وَأمْرَضْتَ حسّادي وَحاشاك أن تُبرِي

أرى نبوة ًُ، لم أدرِ سرّ اعتراضِها؛

وقد كان يجلو عارضَ الهمِّ أن أدري

جفاءٌ، هوَ اللّيلُ ادلهمّ ظلامُه،

فلا كوكبٌ للعذرِ في أفقهِ يسري

هَبِ العَزْلَ أضْحَى للوِلاَية ِ غايَة ً؛

فَما غاية ُ المُوفي منَ الظّلّ أن يُكرِي

ففيمَ أرَى ردّ السّلامِ إشارة ً،

تسوّغُ بي ازراءَ منْ شاء أن يزرِي

أُنَاسٌ هُمُ أخْشَى للَذْعَة ِ مِقْوَلي،

إذا لم يكنْ ممّا فعلْتَ لهمْ مضرِ

فإنْ عاقتِ الأقدارُ، فالنّفسُ حرّة ٌ؛

وَإنْ تَكُنِ العُتْبَى ، فأحرِ بها أحرِ!

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:27 PM

بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ
( ابن زيدون )



بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ

سرٌّ، إذا ذاعتِ الأسرَارُ، لم يَذعِ

يا بائعاً حَظَّهُ مِنّي، وَلَوْ بُذِلَتْ

ليَ الحياة ُ، بحظّي منهُ، لم أبعِ

يكفيكَ أنّك، إنْ حمّلتَ قلبي ما

لم تستطِعْهُ قلوبُ الناسِ يستطعِ

تهْ أحتملْ واستطلْ أصبرْ وعزَّ أهنْ

وَوَلّ أُقْبِلْ وَقُلْ أسمَعْ وَمُرْ أطعِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:28 PM

بَنى جَهْوَرٍ! أحْرَقْتُمُ بِجَفائِكُمْ
( ابن زيدون )



بَنى جَهْوَرٍ! أحْرَقْتُمُ بِجَفائِكُمْ

جناني، ولكنّ المدائحَ تعبقُ

تعدّونَني كالعنبرِ الوردِ، إنّمَا

تطيبُ لكمْ أنفاسُهُ حينَ يحرقُ !

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:29 PM

بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي
( ابن زيدون )



بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي

يوماً وصلْنِيَ ساعَهْ

كيمَا أنالَ بقرضٍ

مَا لَمْ أنَلْ بِشَفَاعَهْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:30 PM

تَباعَدْنَا، عَلى قُرْبِ الجِوَارِ،
( ابن زيدون )



تَباعَدْنَا، عَلى قُرْبِ الجِوَارِ،

كأنا صدنا شحطُ المزارِ

تطَلّعَ لي هِلالُ الهَجْرِ بَدْراً،

وصارَ هلالُ وصلكَ في سرارِ

وشاعَ شَنِيعُ وَصْلِكَ لي وهَجرِي،

فَهلاّ كانَ ذَلِكَ في استِتَارِ؟

أيَجْمُلُ أنْ تُرَى عَني صَبُوراً،

وَأُصْبِحَ مُولَعاً دُونَ اصْطِبارِ

ولما أنْ هجرتَ، وطال غفري

عقرتُ همومَ نفسيَ بالعقارِ

وَكُنْتُ أزِيدُ سَمْعَكَ مِنْ عِتابي،

ولكن عاقني قربُ الخمار

فراعِ مودتي، واحفظ جواري

فَإنْ اللَّهَ أوْصى بِالجِوارِ

وزرني منعماً، من غيرِ أمرٍ

وَآنِسْ مُوحِشاً مِنْ عُقْرِ دَارِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:31 PM

ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي
( ابن زيدون )



ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي

سأحْفَظُ فِيكِ ما ضَيّعْتِ مِنّي

وَإنْ أصْبَحْتِ، قد أرْضَيتِ قَوْماً

بسخْطي، لم يكنْ ذا فيكِ ظنّي

وَهَلْ قَلْبٌ كقلبِكِ في ضُلُوعي،

فأسلو عنكِ، حينَ سَلَوْتِ عَنّي؟

تمنّتْ، أنْ تنالَ رضاكِ، نفسِي،

فكانَ، منيّة ً، ذاكَ التّمنّي

ولمْ أجنِ الذّنوبَ فتحقدِيهَا،

ولكنْ عادة ٌ منكِ التّجنّي

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:32 PM

جاءتْكَ وافِدَة ُ الشَّمُولْ،
( ابن زيدون )



جاءتْكَ وافِدَة ُ الشَّمُولْ،

في المنظرِ الحسنِ، الجميلْ

لمْ تَحْظَ، ذائِبَة ً، لَدَيْـ

ـكَ، ولمْ تنلْ حظَّ القبولْ

فَتجامَدَتْ، مُحْتالَة ً،

والمَرْءُ يَعْجِزُ لا الحَوِيلْ

لولا انقلابُ العينِ سُـ

دّتْ، دونَ بغيتِها، السّبيلْ

لهَجرْتَهَا صَفْراءَ في

بيضاءَ، هاجرُها قليلْ

الكأسُ مِنْ رَأدِ الضّحَى ؛

والرّاحُ منْ طفلِ الأصيلْ

آثرْتَ عائدة َ التّقَى ،

ورَغِبْتَ في الأجْرِ الجَزِيلْ

يا أيّها المَلِكُ، الّذِي

ما في الملوكِ لهُ عديلْ

يا ماء مزنٍ، يا شها

بَ دجنة ٍ، يا ليثَ غيلْ

يَا مَنْ عَجِبْنَا أنْ يَجُو

دَ، بِمِثْلِهِ، الزّمَنُ البَخِيلْ

بشرَاكَ دنْيَا غضّة ٌ،

في ظِلّ إقْبالٍ ظَلِيلْ

رقّتْ، كمَا سالَ العِذَا

رُ بجانبِ الخدّ الأسيلْ

وتأوّدَتْ، كالغصْنِ قا

بلَ عطفَه، نفَسُ القبولْ

يصبي مقبّلُهَا الشّهـ

ـيُّ ولحظُهَا السّاجي العليلْ

فَتَمَلُّهَا في العِزّة ِ الـ

ـقَعْساء، وَالعُمُرِ الطّوِيلْ


الساعة الآن 10:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team