منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( أبو فراس الحمداني ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1588)

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:33 AM

أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ،
( أبو فراس الحمداني )


أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ،
وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّ مَتَابُ؟
لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُ خَرِيدة ٌ،
و قدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِ كعابُ
و لكنني - والحمدُ للهِ - حازمٌ
أعزُّ إذا ذلتْ لهنَّ رقابُ
وَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُ قَلْبيَ كُلّهُ
و إنْ شملتها رقة ٌ وشبابُ
وَأجرِي فلا أُعطي الهوَى فضْلَ مقوَدي،
وَأهْفُو وَلا يَخْفَى عَلَيّ صَوَابُ
إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة ً،
فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ
إذَا لَمْ أجِدْ مِنْ خُلّة ٍ ما أُرِيدُهُ
فعندي لأخرى عزمة ٌ وركابُ
وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ، فإن يكُن
فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ
صبورٌ ولوْ لمْ تبقَ مني بقية ٌ
قؤولٌ ولوْ أنَّ السيوفَ جوابُ
وَقُورٌ وأحْدَاثُ الزّمَانِ تَنُوشُني،
وَفي كُلّ يَوْمٍ لَفْتَة ٌ وَخِطَابُ
وَألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِ بِمُقْلَة ٍ
بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ
بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ
وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟
وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ
ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ
تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوة ً
بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ً وَتُرَابُ
وَلَوْ عَرَفُوني حَقّ مَعْرِفَتي بهِم،
إذاً عَلِمُوا أني شَهِدْتُ وَغَابُوا
وَمَا كُلّ فَعّالٍ يُجَازَى بِفِعْلِهِ،
و لا كلِّ قوالٍ لديَّ يجابُ
وَرُبّ كَلامٍ مَرّ فَوْقَ مَسَامِعي
إلى الله أشْكُو أنّنَا بِمَنَازِلٍ
تحكمُ في آسادهنَّ كلابُ
تَمُرّ اللّيَالي لَيْسَ للنّفْعِ مَوْضِعٌ
لديَّ ، ولا للمعتفينَ جنابُ
وَلا شُدّ لي سَرْجٌ عَلى ظَهْرِ سَابحٍ،
ولا ضُرِبَتْ لي بِالعَرَاءِ قِبَابُ
و لا برقتْ لي في اللقاءِ قواطعٌ
وَلا لَمَعَتْ لي في الحُرُوبِ حِرَابُ
ستذكرُ أيامي " نميرٌ" و" عامرٌ"
و" كعبٌ " على علاتها و" كلابُ "
أنا الجارُ لا زادي بطيءٌ عليهمُ
وَلا دُونَ مَالي لِلْحَوَادِثِ بَابُ
وَلا أطْلُبُ العَوْرَاءَ مِنْهُمْ أُصِيبُهَا،
وَلا عَوْرَتي للطّالِبِينَ تُصَابُ
وَأسْطُو وَحُبّي ثَابِتٌ في صُدورِهِمْ
وَأحلُمُ عَنْ جُهّالِهِمْ وَأُهَابُ
بَني عَمّنا ما يَصْنعُ السّيفُ في الوَغى
إذا فلَّ منهُ مضربٌ وذبابُ ؟
شِدَادٌ عَلى غَيْرِ الهَوَانِ صِلابُ
بَني عَمّنَا نَحْنُ السّوَاعِدُ والظُّبَى
ويوشكُ يوماً أنْ يكونَ ضرابُ
حَرِيّونَ أنْ يُقْضَى لَهُمْ وَيُهَابُوا
فَعَنْ أيّ عُذْرٍ إنْ دُعُوا وَدُعِيتُمُ
أبَيْتُمْ، بَني أعمَامِنا، وأجَابُوا؟
وَمَا أدّعي، ما يَعْلَمُ الله غَيْرَهُ
رحابُ " عليٍّ " للعفاة ِ رحابُ
و أفعالهُ للراغبين َ كريمة ٌ
و أموالهُ للطالبينَ نهابُ
و لكنْ نبا منهُ بكفي صارمٌ
و أظلمُ في عينيَّ منهُ شهابُ
وَأبطَأ عَنّي، وَالمَنَايَا سَرِيعة ٌ،
وَلِلْمَوْتِ ظُفْرٌ قَدْ أطَلّ وَنَابُ
و لا نسبٌ بينَ الرجالِ قرابُ
فأَحْوَطَ لِلإسْلامِ أنْ لا يُضِيعَني
و لي عنهُ فيهِ حوطة ٌ ومنابُ
ولكنني راضٍ على كل حالة ٍ
ليعلمَ أيُّ الحالتينِ سرابُ
و ما زلتُ أرضى بالقليلِ محبة ً
لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ
وَأطلُبُ إبْقَاءً عَلى الوُدّ أرْضَهُ،
و ذكرى منى ً في غيرها وطلابُ
كذاكَ الوِدادُ المحضُ لا يُرْتَجى لَهُ
ثوابٌ ولا يخشى عليهِ عقابُ
وَقد كنتُ أخشَى الهجرَ والشملُ جامعٌ
و في كلِّ يومٍ لقية ٌ وخطابُ
فكيفَ وفيما بيننا ملكُ قيصرٍ
وَللبَحْرِ حَوْلي زَخْرَة ٌ وَعُبَابُ
أمنْ بعدِ بذلِ النفسِ فيما تريدهُ
أُثَابُ بِمُرّ العَتْبِ حِينَ أُثَابُ؟
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ،
وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ
و بيني وبينَ العالمينَ خرابُ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:34 AM

أنافسُ فيكَ بعلقٍ ثمينٍ ،
( أبو فراس الحمداني )


أنافسُ فيكَ بعلقٍ ثمينٍ ،
ويغلبني فيكَ ظنُّ الظنينِ
وكنتُ حلفتُ على غضبة ٍ
فَعُدْتُ، وَكَفّرْتُ عَنها يَمِيني

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:34 AM

أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ ،
( أبو فراس الحمداني )


أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ ،
و الماءُ في بركِ البديعِ ،
و إذا الرياحُ جرتْ عليـ
ـهِ في الذهابِ وفي الرجوعِ ،
نثرتْ على بيضِ الصفا
ئِحِ بَيْنَنَا حَلَقَ الدّروعِ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:35 AM

أهْدَى إلَيّ صَبَابَة ً وَكَآبَة ً
( أبو فراس الحمداني )


أهْدَى إلَيّ صَبَابَة ً وَكَآبَة ً
فأعادني كلفَ الفؤادِ عميدا
إنَّ الغزالة َ والغزالة َ أهدتا
وَجْهَاً إلَيكَ، إذا طَلَعتَ، وَجِيدا

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:36 AM

أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ
( أبو فراس الحمداني )


أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ
جلَّ المصابُ عن التعنيفِ والفندِ
إني أجلكَ أن تكفى بتعزية ٍ
عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ، يا خَيرَ مُفتقِدِ
هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْ بِمَا مَلَكَتْ
منها الجفونُ فما تسخو على أحدِ
بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْ جزعٍ
وَقَدْ لجَأتُ إلى صَبرٍ، فَلَمُ أجِدِ
لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَ من حُزُنٍ،
هيَ المواساة ُ في قربٍ وفي بعدِ
لأشركنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ
كما شركتكَ في النعماءِ والرغدِ
أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ،
وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلا مَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَة ً أبَداً،
و قدْ عرفتُ الذي تلقاهُ منْ كمدِ
وأمنعُ النومَ عيني أنْ يلمَّ بها
عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلى السُّهُدِ
يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ،
أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ
هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لا فِدَاءَ لَهُ
يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَ وَالوَلَدِ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:36 AM

أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟
( أبو فراس الحمداني )


أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟
و أيُّ دمعٍ ليسَ بالهاملِ ؟
إنا فجعنا بفتى " وائلٍ
لمَّا فجعنا " بأبي وائلِ "
المشتري الحمدَ بأموالهِ ،
والبائعِ النائلَ بالنائلِ
مَاذا أرَادَتْ سَطَوَاتُ الرّدَى
بِالأسَدِ ابنِ الأسَدِ، البَاسِلِ؟
السّيّد ابنِ السّيّدِ، المُرْتَجَى ،
والعالمِ ابنِ العالمِ ، الفاضلِ!
أقسمتُ : لو لمْ يحكهِ ذكرهُ
رجعنَ عنهُ بشبا ثاكلِ
كَأنّما دَمْعِي، مِنْ بَعْدِهِ
صوبُ سحابٍ واكفٍ ، وابلِ
مَا أنَا أبْكِيهِ، وَلَكِنّمَا
تبكيهِ أطرافُ القنا الذابلِ
ما كانَ إلاَّ حدثاً نازلاً ،
موكلاً بالحدثِ النازلِ
دَانٍ إلى سُبْلِ النّدَى وَالعُلا،
نَاءٍ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالبَاطِلِ
أرى المعالي ، إذْ قضى نحبهُ ،
تبكي بكاءَ الوالهِ ، الثاكلِ
الأسَدُ البَاسِلُ، وَالعَارِضُ الـ
ـهاطلُ ، عندَ الزمنِ الماجلِ
لوْ كانَ يفدي معشرٌ هالكاً
فَدَاهُ مِنْ حافٍ، وَمِنْ نَاعِلِ
فَكَمْ حَشَا قَبرَكَ مِنْ رَاغِبٍ!
وَكَمْ حَشَا تُرْبَكَ مِنْ آمِلِ!
سقى ثرى ، ضمَّ " أبا وائلٍ " ،
صوبُ عطايا كفهِ الهاطلِ !
لا درَّ درُّ الدهرِ - ما بالهُ
حمّلَني مَا لَسْتُ بِالحَامِلِ؟
كانَ ابنُ عَمّي، إنّ عَرَا حادثٌ،
كاللّيْثِ، أوْ كالصّارِم الصّاقِلِ
كَانَ ابنُ عَمّي عالِماً، فاضِلاً،
والدهرُ لا يبقي على فاضلِ
كانَ ابنُ عَمّي بَحرَ جُودٍ طمى
لكنهُ بحرٌ بلا ساحلِ
منْ كانَ أمسى قلبهُ خالياً
فَإنّني في شُغُلٍ شَاغِلِ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:37 AM

أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ،
( أبو فراس الحمداني )


أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ،
بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَ الأسِيرُ!
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ،
تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير!
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ،
إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ؟
أيا أمَّ الأسيرِ ، لمن تربى
وقدْ متِّ ، الذوائبُ والشعورُ ؟
إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ ،
فمنْ يدعو لهُ ، أو يستجيرُ ؟
حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ !
ولومٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ !
تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير!
وَلا وَلَدٌ، لَدَيْكِ، وَلا عَشِير
و غابَ حبيبُ قلبكِ عنْ مكانٍ ،
مَلائِكَة ُ السّمَاءِ بِهِ حُضور
لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِ فيهِ
مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَ الهَجِير
لِيَبْكِكِ كُلّ لَيلٍ قُمْتِ فيهِ
إلى أنْ يبتدي الفجرُ المنيرُ!
لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍ مَخُوفٍ
أجرتيهِ ، وقدْ قلَّ المجيرُ !
لِيَبْكِكِ كُلّ مِسكِينٍ فَقِيرٍ
أغَثْتِيهِ، وَمَا في العَظْمِ زِير
أيا أماهُ ، كمْ همٍّ طويلٍ
مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ ! ؟
أيا أماهُ ، كمْ سرٍّمصونٍ
بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَه ظُهُور
أيا أماهُ ، كمْ بشرى بقربي
أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِ القَصِير
إلى منْ أشتكي ؟ ولمنْ أناجي ،
إذا ضاقتْ بما فيها الصدورُ ؟
بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍ أُوَقّى ؟
بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ ؟
وَقَدْ مُتِّ، الذّوَائِب والشّعُورِ؟
بِمَنْ يُسْتَفْتَح الأمْر العَسِير؟
نُسلَّى عنكَ : أنا عنْ قليلٍ ،
إلى ما صرتِ في الأخرى ، نصيرُ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:38 AM

أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا ‍!
( أبو فراس الحمداني )


أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا ‍!
أتلزمني ذنبَ المسيء تعجرفا ؟
بَدَأتَ بتَنْمِيقِ العِتابِ، مَخَافَة َ الـ
ـعتابِ ، وذكري بالجفا ، خشية َ الجفا‍!
أوافي، على علاتِ عتبكَ ، صابراً
وألفى ، على حالاتِ ظلمكَ ، منصفا
و كنتُ ، إذا صافيتُ خلاً ، منحتهُ
بهجرانهِ وصلاً ، ومنْ غدرهِ وفا
فَهَيّجَ بي هذا الكِتَابُ صَبَابَة ً،
و جددَ لي هذا العتابُ تأسفا
فإنْ أدْنَتِ الأيّامُ داراً بِعِيدَة ً
شفى القلبَ مظلومٌ منَ العتبِ واشتفى ‍‍!
فإنْ كُنْتُهُ أقْرَرْتُ بالذّنْبِ، تائِباً،
وَإنْ لم أكنْ أمسَكْتُ عنهُ، تألُّفَا!

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:38 AM

أيا عاتباً ، لا أحملُ ، الدهرَ ، عتبهُ
( أبو فراس الحمداني )


أيا عاتباً ، لا أحملُ ، الدهرَ ، عتبهُ
علَيّ وَلا عِنْدِي لأنْعُمِهِ جَحْدُ
سأسكتُ إجلالاٍ لعلمكَ أنني
إذا لمْ تكنْ خصمي ليَ الحججُ اللدُّ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:39 AM

أيا عجباً لأمرِ ": بني قشيرٍ " !
( أبو فراس الحمداني )


أيا عجباً لأمرِ ": بني قشيرٍ " !
أراعونا ؛ وقالوا القومُ قلُّ
وَكَانُوا الكُثْرَ، يَوْمَئِذٍ؛ وَلكن
كثرنا ، إذ تعاركنا ، وقلوا
وَقَالَ الهَامُ لِلأجْسَادِ: هَذَا
يفرقُ يننا إنْ لمْ تولوا !
فَوَلّوا، للقَنَا وَالبِيضِ فِيهِمْ
وَفي جِيرَانِهِمْ نَهَلٌ وَعَلّ
ورحنا بالقلائعِ ، كلُّ نهدٍ
مطلٍ ، فوقهُ نهدٌ مطلُّ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:39 AM

أيا قلبي ، أما تخشعْ ؟
( أبو فراس الحمداني )


أيا قلبي ، أما تخشعْ ؟
وَيَا عِلْمي، أمَا تَنْفَعْ؟
أما حقي بأنْ أنظـ
ـرَ للدّنْيَا، وَمَا تَصْنَعْ؟
أمَا شَيّعْتُ أمْثَالي
إلى ضِيقٍ مِنَ المَضْجَعْ
أما أعلمُ أنْ لاَ بـ
ـدّ لي مِنْ ذَلِكَ المَصْرَعْ؟
أيا غوثاهُ ، يا اللـ
ـهُ هذا الأمرُ ما أفظعْ !!

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:41 AM

أيا معافي منْ رسيسِ الهوى !
( أبو فراس الحمداني )


أيا معافي منْ رسيسِ الهوى !
يَهْنِيكَ حَالُ السّالِمِ الغَانِمِ
أعَانَكَ الله بِخَيْرٍ، أمَا
تَكُونُ لي عَوْناً عَلى الظّالِمِ؟!

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:42 AM

أيحلو ، لمنْ لاَ صبرَ ينجدهُ ، صبرُ
( أبو فراس الحمداني )


أيحلو ، لمنْ لاَ صبرَ ينجدهُ ، صبرُ
إذا ما انقضى فكرٌ ألمَّ بهِ فكرُ ؟
أممعنة ً في العذلِ ، رفقاً بقلبهِ ‍!
أيحملُ ذا قلبٌ ، ولوْ أنهُ صخرُ ؟
عَذيرِي من اللاّئي يَلُمنَ على الهَوَى
أما في الهوى ، لو ذقنًَ طعمَ الهوى عذرُ؟
أطَلْنَ عَلَيْهِ اللّوْمَ حَتى تَرَكْنَهُ
وَسَاعَتُهُ شَهْرٌ، وَلَيْلَتُهُ دَهْرُ
و منكرة ٍ ما عاينتْ من شحوبهِ
وَلا عَجَبٌ، ما عَايَنَتهُ، وَلا نُكْرُ
وَيُحمَدُ في العَضْبِ البِلى وهوَ قاطعٌ
ويحسنُ في الخيلِ المسمومة ِ، الضمرُ
و قائلة ٍ : " ماذا دهاكَ " ؟ ـ تعجباً ـ
فقلتُ لها : " يا هذهِ أنتِ والدهرُ ! "
أبِالبَينِ؟ أمْ بالهَجرِ؟ أمْ بِكِلَيْهِمَا
تشاركَ ، فيما ساءني ، البينُ والهجرُ ؟
يُذَكّرُني نَجْداً حَبيبٌ، بأرْضِهَا،
أيا صاحبيْ نجوايَ ، هلْ ينفعُ الذكرُ ؟
نطاولت الكثبانُ ، بيني وبينهُ ،
وَبَاعَدَ، فيمَا بَيْنَنَا، البَلَدُ القَفْرُ
مفاوزُ لا يعجزنَ صاحبَ همة ٍ ،
وإن عجزتْ ، عنها ، الغريرية ُ الصبرُ
كَأنّ سَفِيناً، بينَ فَيْدٍ وَحَاجِرٍ،
يحفُّ بهِ ، منْ آلِ قيعانهِ ، بحرُ
عدانيَ عنهُ : ذودُ أعداءِ منهلٍ ،
كثيرٌ إلى ورادهُ النظرُ الشزرُ
وَسُمرُ أعَادٍ، تَلمَعُ البِيضُ بَينَهمْ،
وَبِيضُ أعَادٍ، في أكُفّهِمُ السُّمْرُ
وَقَوْمٌ، مَتى مَا ألْقَهُمْ رَوِيَ القَنَا،
و أرضٌ متى ما أغزها شبعَ النسرُ
وَخَيلٌ يَلُوحُ الخَيرُ بَينَ عُيُونِهَا،
و نصلٌ ، متى ما شمتهُ نزلَ النصرُ
إذَا مَا الفَتى أذْكَى مُغَاوَرَة َ العِدى
فكلُّ بلادٍ حلَّ ساحتها ُ ثغرُ
و يوم ٍ، كأنَّ الأرضَ شابتْ لهولهِ ،
قطعتُ بخيلٍ حشوُ فرسانها صبرُ ،
تَسِيرُ عَلى مِثْلِ المُلاءِ مُنَشَّراً،
وَآثَارُهَا طَرْزٌ لأطْرَافِهَا حُمْرُ
أُشَيّعُهُ وَالدّمْعُ مِنْ شِدّة ِ الأسَى ،
على خدهِ نظمٌ ، وفي نحرهِ نثرُ
وعدتُ ، وقلبي في سجافِ غبيطه ِ،
ولي لفتاتٌ ، نحو هودجه، كثرُ
و فيمنْ حوى ذاكَ الحجيجُ خريدة ٌ
لها دونَ عَطفِ السّترِ من صَوْنها سترُ
و في الكم ِّكفٌّ يراها عديلها ،
و في الخدرِ وجهٌ ليسَ يعرفهُ الخدرُ
فَهَلْ عَرَفاتٌ عَارِفاتٌ بِزَوْرِهَا؟
و هلْ شعرتْ تلكَ المشاعرُ والحجرُ ؟
أمَا اخضَرّ من بُطْنانِ مكّة َ ما ذَوَى ؟
أما أعشبَ الوادي أما أنبتَ الصخرُ ؟
سَقَى الله قَوْماً، حَلّ رَحلُكِ فيهمُ،
سحائبَ، لا قُلَّ جداها ، ولا نزرُ!

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:43 AM

أيَا رَاكِباً، نَحوَ الجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً
( أبو فراس الحمداني )


أيَا رَاكِباً، نَحوَ الجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً
عُذَافِرَة ً، إنّ الحَدِيثَ شُجُونُ!
مِنَ المُوخَداتِ الضُّمَّرِ اللاّءِ وَخدُها
كَفيلٌ بحَاجَاتِ الرّجالِ ضَمِينُ
تحملْ إلى "القاضي" سلامي وقلْ لهُ :
ألا إنّ قَلْبي، مُذْ حَزِنتَ، حَزِينُ
و إنَّ فؤادي ، لافتقادِ أسيرهِ ،
أسِيرٌ، بِأيْدِي الحادِثَاتِ، رَهِينُ
أحاولُ كتمانَ الذي بي منَ الأسى
وَتَأبَى غُرُوبٌ ثَرّة ٌ وَشُؤونُ
بِمَنْ أنَا في الدّنيا عَلى السّرّ وَاثِقٌ،
و طرفي نمومٌ ، والدموعُ تخونُ
يضنُّ زماني بالثقاتِ ؛ وإنني
بسري ، على غيرِ الثقاتِ ، ضنينُ
لعلَّ زماناً بالمسرة ِ ينثني ؛
وعطفة َ دهرٍ باللقاءِ تكونُ
ألا لا يَرَى الأعداءُ فِيكَ غَضَاضَة ً،
فللدهرِ بؤسٌ ، قدْ علمتَ ، ولينُ
و أعظمُ ما كانتْ همومكَ تنجلي ،
وأصعبُ ما كانَ الزمانُ يهونُ
ألاَ ليتَ شعري ـ هل أنا الدهرَ ، واجدٌ ـ
قريناً ، لهُ حسنُ الوفاءِ قرينُ ؟
فأشكو ويشكو ما بقلبي وقلبهِ ،
كِلانَا، عَلى نَجوَى أخِيهِ، أمِينُ
و في بعضِ منْ يلقي إليكَ مودة ً
عَدوٌّ، إذا كَشّفتَ عَنهُ، مُبِينُ
إذا غَيّرَ البُعْدُ الهَوَى فَهَوَى أبي
حُصَينٍ مَنِيعٌ، في الفُؤادِ، حَصِينُ
فَلا بَرِحَتْ بِالحَاسِدينَ كَآبَة ٌ،
وَلا هَجَعَتْ لِلشّامِتِينَ عُيُونُ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:43 AM

أيَا سَافِراً! وَرِدَاءُ الخَجَلْ
( أبو فراس الحمداني )


أيَا سَافِراً! وَرِدَاءُ الخَجَلْ
مقيمٌ بوجنتهِ ، لمْ يزلْ ‍!
بعيشكَ ، ردَّ عليكَ اللثامَ !
أخَافُ عَلَيْكَ جِرَاحَ المُقَلْ
فَما حَقُّ حُسْنِكَ أنْ يُجتَلى ،
وَلا حَقُّ وَجْهِكَ أنْ يُبْتَذَلْ
أمنتُ عليكَ صروفَ الزمانِ ،
كَمَا قَدْ أمِنْتَ عَلَيّ المَلَلْ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:44 AM

أيَا سَيّداً عَمّني جُودُهُ،
( أبو فراس الحمداني )


أيَا سَيّداً عَمّني جُودُهُ،
بِفَضْلِكَ نِلْتُ السَّنَى وَالسَّنَاءَ
و كمْ قد أتيتكَ من ليلة ٍ!
فنلتُ الغنى وسمعتُ الغناءَ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:45 AM

أيَلْحاني، عَلى العَبَرَاتِ، لاحِ
( أبو فراس الحمداني )


أيَلْحاني، عَلى العَبَرَاتِ، لاحِ
وَقد يَئسَ العَوَاذِلُ من صَلاحي
تَمَلَّكَني الهَوَى بَعدَ التّأبّي،
وَرَوَّضَنِي الهَوَى بَعْدَ الجِمَاحِ
أسَكْرَى اللّحظِ طَيّبَة َ الثّنَايا
أفترى اللحظِ ، جائلة َ الوشاحِ
رَمَتْني نحوَ دارِكِ كُلّ عَنْسٍ
وَصَلتُ لهَا غُدُوّيَ بِالرّوَاحِ
تطاولَ فضلُ نسعتها ، وقلتْ
فُضُولُ زِمَامِهَا، عِندَ المَرَاحِ
حَمَلنَ إلَيْكِ صَبَّاً ذَا ارْتِيَاحٍ
بقربكِ ، أو مساعدَ ذي ارتياحِ
أخا عشرينَ ، شيبَ عارضيهِ
مرِيضُ اللّحظِ في الحدق الصّحاحِ
نَزَحنَ مِن الرُّصَافَة ِ عَامِدَاتٍ
أخَفّ الفَارِسِينَ إلى الصّيَاحِ
إذا مَا عَنّ لي أرَبٌ بِأرْضٍ،
ركبتُ لهُ ، ضميناتِ النجاحِ
و لي عندَ العداة ِ ، بكلِّ أرضٍ ،
دُيُونٌ في كَفَالاتِ الرّمَاحِ
إذا التفتْ عليَّ سراة ُ قومي
وَلاقَينا الفوارسَ في الصَّباحِ
يَخِفّ بها إلى الغَمَرَاتِ طَوْدٌ
بناتِ السبقِ تحتَ بني الكفاحِ
تَكَدّرَ نَقْعُهُ، وَالجَوّ صَافٍ،
و أظلمَ وقتهُ ، واليومُ صاحِ
و كلّ‍ُ معذلٍ في الحيِّ آبٍ
على العذالِ ؛ عصاءُ اللواحي

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:45 AM

أيّهَا الغَازِي، الّذِي
( أبو فراس الحمداني )


أيّهَا الغَازِي، الّذِي يَغْـ
زو بجيشِ الحبِّ جسمي ‍!
ما يقومُ الأجرُ في غز
وكَ للرومِ بإثمي ‍!
كَمْ لَيْلَة ٍ شَهْبَاءَ، إذْ بَرَزَتْ لَنا،
سقتكَ الغوادي منْ متونِ الغمائمِ
مِنْ ثَغْرِهَا في جِنْحِ لَيلٍ مُظلِمِ
كَتَمَتْ هَوَايَ وَقَابَلَته بهَجْرَة ٍ،
في جمرها المتلهبِ المتضرمٍِ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:46 AM

أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْ
( أبو فراس الحمداني )


أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْ
علامَ الجفاءُ ‍ وفيمَ الغضبْ‍‍‍؟
وَمَا بَالُ كُتْبِكَ قد أصْبَحَتْ
تنكبني معَ هذي النكبْ
وَأنْتَ الكَرِيمُ، وَأنْتَ الحَلِيمُ،
وأنْتَ العَطُوفُ، وأنْتَ الحَدِبْ
و مازلتَ تسبقني بالجميلِ
و تنزلني بالجنابِ الخصبْ
وَتَدْفَعُ عَن حَوْزَتيّ الخُطُوبَ،
وَتَكْشِفُ عَنْ نَاظِرَيّ الكُرَبْ
و إنكَ للجبلُ المشمخـ
ـرّ لي بَلْ لِقَوْمِكَ بَل للعَرَبْ
عُلى ً تَسْتَفَادُ، وَمَالٌ يُفَادُ،
وَعِزٌّ يُشَادُ، وَنُعْمَى تُرَبْ
و ما غضَّ منيَ هذا الإسارُ
و لكنْ خلصتُ خلوصَ الذهبْ
فَفِيمَ يُقَرّعُني بالخُمُو
لِ مَوْلى ً به نِلتُ أعلى الرّتَبْ؟
وَكانَ عَتِيداً لَدَيّ الجَوَابُ،
وَلَكِنْ لِهَيْبَتِهِ لَمْ أُجِبْ
فَأشْكَرُ ما كنتُ في ضَجْرَتي،
و أني عتبتكَ فيمنْ عتبْ ‍!
فَألاّ رَجَعْتَ فَأعْتَبْتَني،
وَصَيّرْتَ لي وَلِقَوْلي الغَلَبْ!
فلا تنسبنَّ إليَّ الخمولَ
أقمتُ عليكَ فلمْ أغتربْ
وأصْبَحْتُ مِنكَ فإنْ كان فضْلٌ
وَبَيْني وَبَيْنَكَ فوق النّسَبْ!
و ما شككتنيَ فيكَ الخطوبُ
و لا غيَّرتني فيكَ النُّوبْ
و أسكنُ ما كنتُ في ضجرتي
وَأحْلَمُ مَا كُنْتُ عِنْدَ الغَضَبْ
وَإنّ خُرَاسَانَ إنْ أنْكَرَتْ
علُايَ فقدْ عرفتها " حلبْ "
وَمِنْ أينَ يُنْكِرُني الأبْعَدُونَ
أمنْ نقصِ جدٍ أمنْ نقصِ أبْ؟!
ألَسْتُ وَإيّاكَ مِنْ أُسّرَة ٍ،
و بيني وبينكَ قربُ النسبْ!
وَدادٌ تَنَاسَبُ فِيهِ الكِرَامُ،
و تربية ٍ ومحلٍ أشبْ!
و نفسٍ تكبرُ إلا عليكَ
وَتَرْغَبُ إلاّكَ عَمّنْ رَغِبْ!
فَلا تَعْدِلَنّ، فِدَاكَ ابنُ عَمّـ
ــكَ لا بلْ غلامكَ - عمَّا يجبْ
و أنصفْ فتاكَ فإنصافهُ
منَ الفضلِ والشرفِ المكتسبْ
وَكُنْتَ الحَبِيبَ وَكُنْتَ القَرِيبَ
لياليَ أدعوكَ منْ عنْ كثبْ
فلمَّا بعدتُ بدتْ جفوة ٌ
و لاحَ منْ الأمرِ ما لا أحبْ
فلوْ لمْ أكنْ بكَ ذا خبرة ٍ
لقلتُ : صديقكَ منْ لمْ يغبْ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:47 AM

إبنانِ ، أمْ شبلانِ ذانِ ؟ فإنني
( أبو فراس الحمداني )


إبنانِ ، أمْ شبلانِ ذانِ ؟ فإنني
لأرَى دِمَاءَ الدّارِعِينَ غِذَاهُمَا
تنبي الفراسة ُ : أنَّ في ثوبيهما
ليثينِ ، تجتنبُ الليوثُ حماهما
لمَ لا يفوقانِ الأنامَ ، مكارماً !
والسيدانِ ، كلاهما ، جدَّاهما
تلقى " أبا الهيجاءِ" في هيجاهما،
وَيُرِيكَ فَضْلَ أبي العَلاءِ عُلاهُمَا
زدناهما ، شرفاً رفيعاً سمكهُ ،
ثَبْتَ الدّعائِمِ، إذْ تَخَوّلْنَاهُمَا
ميزتُ بينهما فلمْ يتفاضلا
كالفرقدينِ تشاكلتْ حالاهما
إنّي، وَإنْ كَانَ التّعَصّبُ شِيمَتي،
لا أَدْفَعُ الشّرَفَ المُنِيفَ أخاهُمَا!
أنّى يُقَصِّرُ عَنْ مَكَانٍ في العُلا
وَالمَجدِ، مَن أضْحى أبُوهُ أباهُمَا؟
لَكِنْ لِذَينِ بِنَا مَكَانٌ بَاذِخٌ،
لايدعيه، منَ الأنامِ ، سواهما

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:47 AM

إذا شِئتَ أنْ تَلقى أُسُوداً قَسَاوِرا،
( أبو فراس الحمداني )


إذا شِئتَ أنْ تَلقى أُسُوداً قَسَاوِرا،
لنُعماهُمُ الصّفوُ الذي لن يُكَدَّرَا
يلاقيكَ ، منا ، كلُّ قرمٍ ، سميذعٍ ،
يطاعنُ حتى يحسبَ الجونُ أشقراً
بدَوْلَة ِ سَيْفِ الله طُلْنَا عَلى الوَرَى
وفي عزهِ صلنا على منْ تجبرا
قصدنا على الأعداءِ ، وسطَ ديارهمْ
بِضَرْبٍ يُرَى من وَقْعِهِ الجوّ أغْبَرَا
فَسَائِلْ كِلاباً يَوْمَ غَزْوة ِ بَالِسٍ
ألم يتركوا النسوانَ في القاعِ حسراً
وَسائِلْ نُمَيراً، يَوْمَ سَارَ إلَيْهِمُ،
ألمْ يُوقِنُوا بِالمَوْتِ، لَمَا تَنَمّرَا؟
وَسائِلْ عُقَيلاً، حينَ لاذتْ بتَدْمُرٍ،
ألمْ نقرها ضرباً يقدُّ السنوَّرا
وَسائِلْ قُشَيراً، حينَ جَفّتْ حُلُوقُها،
ألمْ نسقها كأساً ، من الموتِ ، أحمرا
وَفي طَيىء ٍ، لمّا أثَارتْ سُيُوفُهُ
كماتهمُ ، مرأى لمنْ كانَ مبصرا
وَكَلْبٌ غَداة َ استَعصَموا بجِبالهِمْ،
رماهمْ بها، شعثاً، شوازب ، ضمَّرا
فأشبعَ منْ أبطالهمْ كلَّ طائرٍ ،
وَذِئبٍ غَدا يَطْوي البَسِيطة َ أعْفَرَا

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:48 AM

إذا كانَ فضلي لا أسوغُ نفعهُ
( أبو فراس الحمداني )


إذا كانَ فضلي لا أسوغُ نفعهُ
فَأفضَلُ مِنْهُ أنْ أُرَى غَيرَ فَاضِلِ
ومنْ أضيعِ الأشياءِ مهجة ُ عاقلٍ ،
يجوزُ على حوبائها حكمُ جاهلِ !

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:49 AM

إذا مررتَ بوادٍ ، جاشَ غاربهُ
( أبو فراس الحمداني )


إذا مررتَ بوادٍ ، جاشَ غاربهُ
فاعقِلْ قَلوصَكَ وَانزِلْ، ذاك وَادينا
وإنْ عبرتَ بنادٍ لا تطيفُ بهِ
أهلُ السّفاهَة ِ، فاجلسْ، ذاك نادينا!
نغيرُ في الهجمة ِ الغراءِ ننحرها
حتى لَيَعطَشُ، في الأحيانِ، رَاعينَا
و تجفلُ الشولُ بعدَ الخمسِ صادية ً
إذا سمعنَ على الأمواهِ حادينا
و نفتدي الكومَ أشتاتا ً مروعة ً
لا تأمنُ الدهرَ إلاَّ منْ أعادينا
وَيُصْبِحُ الضّيْفُ أوْلانَا بِمَنزِلِنَا،
نَرْضَى بذاكَ، وَيَمْضِي حُكمُه فينَا

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:50 AM

إذَا لَمْ يُعِنْكَ الله فِيمَا تَرُومُهُ،
( أبو فراس الحمداني )


إذَا لَمْ يُعِنْكَ الله فِيمَا تَرُومُهُ،
فليسَ لمخلوقٍ إليهِ سبيلُ
وَإنْ هُوَ لمْ يَنْصُرْكَ لمْ تَلقَ ناصِراً
وَإنْ عَزّ أنْصَارٌ وَجَلّ قَبِيلُ
وَإنْ هُوَ لمْ يُرْشِدكَ في كلّ مَسلَكٍ
ضللتَ ، ولوْ أنَّ السماكَ دليلُ !

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:50 AM

إرْثِ لِصبٍّ فِيك قَدْ زِدْتَهُ،
( أبو فراس الحمداني )


إرْثِ لِصبٍّ فِيك قَدْ زِدْتَهُ،
عَلى بَلايَا أسْرِهِ، أسْرَا
قدْ عدمَ الدنيا ولذاتها ؛
لَكِنّهُ مَا عَدِمَ الصّبْرا
فهوَ أسيرُ الجسمِ في بلدة ٍ ،
وهوَ أسيرُ القلبِ في أخرى ‍!

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:51 AM

إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ
( أبو فراس الحمداني )


إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ
إذا ما دنونا زادَ جاهلهم بعدا
وَإنّا لَتَثْنِينَا عَوَاطِفُ حِلْمِنَا
عَلَيْهمْ، وَإنْ ساءتْ طَرَائقُهمْ جِدّا
وَيَمْنَعُنَا ظُلْمَ العَشِيرة ِ أنّنَا
إلى ضُرّهَا، لَوْ نَبتَغي ضُرّها، أهدَى
وَإنّا إذا شِئْنَا بِعَادَ قَبِيلَة ٍ
جَعَلْنَا عِجالاً دُونَ أهلِهِمُ نجدَا
وَلَوْ عَرَفَتْ هذي العَشائرُ رُشْدَهَا
إذا جعلتنا دونَ أعدائها سدا
وَلكِنْ أُرَاهَا، أصْلَحَ الله حالَها
و أخلقها بالرشدِ - قدْ عدمتْ رشدا
إلى كَمْ نَرُدّ البيضَ عَنهُم صَوَادياً
وَنَثني صُدورَ الخيلِ قد مُلئتْ حقدَا
وَنَغْلِبُ بِالحِلْمِ الحَمِيّة َ مِنْهُمُ
وَنَرْعَى رِجالاً لَيس نَرْعى لهم عهدَا
أخَافُ عَلَى نَفْسي وَللحَرْبِ سَوْرَة ٌ
بَوَادِرَ أمْرٍ لا نُطِيقُ لَهَا رَدّا
و جولة َ حربٍ يهلكُ الحلمَ دونها
وصولة َ بأسٍ تجمعُ الحرَّ والعبدا
وَإنّا لَنَرْمي الجَهلَ بِالجَهْلِ مَرّة ً
إذا لمْ نَجِدْ مِنْهُ عَلى حَالَة ٍ بُدّا

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:53 AM

إني أقُولُ بِمَا عَلِمْتُ
( أبو فراس الحمداني )


إني أقُولُ بِمَا عَلِمْتُ
وَلا أجُورُ وَلا أُخِيفْ
أما عليُّ الجعفريْ
يُ فإنهُ الحرُّ العفيفُ
نسبٌ شريفٌ ، زانهُ
في أهلهِ خلقٌ شريفُ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:54 AM

إني منعتُ منَ المسيسرِ إليكمُ
( أبو فراس الحمداني )


إني منعتُ منَ المسيسرِ إليكمُ
و لوِ استطعتُ لكنتُ أولَ واردِ
أشكو ، وهل أشكو جناية َ منعمٍ
غَيْظُ العَدُوّ بِهِ، وَكَبْتُ الحَاسِدِ؟
قدْ كنتَ عدَّتي التي أسطو بها
وَيَدي إذا اشتَدّ الزّمَانُ وَسَاعِدي
فَرُمِيتُ مِنْكَ بِغَيْرِ مَا أمّلْتُهُ
وَالمَرْءُ يَشْرَقُ بِالزّلالِ البَارِدِ
لكنْ أتتْ دونَ السرورِ مساءة ٌ
وَصَلَتْ لهَا كَفُّ القَبُولِ بِسَاعِدِ
فصبرتُ كالولدِ التقيِّ ؛ لبرهِ
أغضى على ألمٍ لضربِ الوالدِ
و نقضتُ عهداً كيفَ لي بوفائهِ
وَسُقيتُ دُونَكَ كأسَ هَمٍّ صَارِدِ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:54 AM

إنّ في الأسْرِ لَصَبّاً
( أبو فراس الحمداني )


إنّ في الأسْرِ لَصَبّاً
دمعهُ في الخدِِّ صبُّ
هُوَ في الرّومِ مُقِيمٌ،
ولهُ في الشامِ قلبُ
مستجدٌ لمْ يصادف
عِوَضاً مِمّنْ يُحِبّ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:55 AM

إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا
( أبو فراس الحمداني )


إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا
نُ، وَنَابَ خَطْبٌ وَادْلَهَم
ألفيتَ ، حولَ بيوتنا ،
عُدَدَ الشّجَاعَة ِ، وَالكَرَمْ
لِلِقَا العِدَى بِيضُ السّيُو
فِ، وَلِلنّدَى حُمْرُ النَّعَمْ
هَذَا وَهَذَا دَأبُنَا،
يودى دمٌ ، ويراقُ دمْ
قُلْ لابنِ وَرْقَا جَعْفَرٍ،
حتى يقولَ بما علمْ
إنّي، وَإنْ شَطّ المَزَا
رُ وَلمْ تَكُنْ دَارِي أُمَمْ
أصْبُو إلى تِلْكَ الخِلا
لِ ، وأصطفي تلكَ الشيمْ "
" وألومُ عادية َ الفرا
قِ، وَبَينَ أحْشَائي ألَمْ
" ولعلَّ دهراً ينثني ،
ولعلَّ شعباً يلتئمْ "
" هل أنتَ ، يوماً ، منصفي
مِنْ ظُلمِ عَمّكَ؟ يا بنَ عَمْ
أبْلِغْهُ عَني مَا أقُو
لُ ، فأنتَ منْ لا يتهم ! "
أنّي رَضِيتُ، وَإنْ كَرِهْـ
ـتَ، أبَا مُحَمّدٍ الحَكَمْ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:57 AM

إنْ زُرْتُ «خَرْشَنَة ً» أسِيرَا
( أبو فراس الحمداني )


إنْ زُرْتُ «خَرْشَنَة ً» أسِيرَا
فَلَكَمْ أحَطْتُ بها مُغِيرا
وَلَقَدْ رَأيْتُ النّارَ تَنْـ
ـتَهِبُ المَنَازِلَ وَالقُصُورَا
وَلَقَدْ رَأيْتُ السّبْيَ يُجْـ
ـلبُ نحونا حوَّا ، وحورا
نَخْتَارُ مِنْهُ الغَادَة َ الْـ
ـحسناءَ ، والظبيَ الغريرَا
إنْ طالَ ليلي في ذرا
كِ فقدْ نعمتُ بهِ قصيرا
و لئنْ لقيتُ الحزن فيـ
ـكَ فقدْ لقيتُ بكِ السرورا
وَلَئِنْ رُمِيتُ بِحادِثٍ،
فلألفينَّ لهُ صبورا
صبرا ً لعلَّ اللهَ يفـ
ـتحُ بعدهُ فتحاً يسيراً
منْ كانَ مثلي لمْ يبتْ
إلاّ أسِيراً، أوْ أمِيرا
لَيْسَتْ تَحُلّ سَرَاتُنَا
إلا الصدورَ أو القبورا

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:58 AM

إنْ لمْ تجافِ عنِ الذنو ب
( أبو فراس الحمداني )


إنْ لمْ تجافِ عنِ الذنو
بِ ، وجدتها فينا كثيره
لَكِنّ عَادَتَكَ الجَمِيـ
ـلَة َ أنْ تَغُضّ عَلى بَصِيرَهْ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:58 AM

احذرْ مقاربة َ اللئامِ ! ‍فإنهُ
( أبو فراس الحمداني )


احذرْ مقاربة َ اللئامِ ! ‍فإنهُ
ينبيكَ ، عنهمْ في الأمورِ ، مجربُ
قومٌ ، إذا أيسرتَ ، كانوا إخوة ً
و إذا تربتَ ، تفرقوا وتجنبوا
اصبرْ على ريبِ الزمانِ فإنهُ
بالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ما تَتَطَلّبُ

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:59 AM

اطْرَحُوا الأمْرَ إلَيْنَا،
( أبو فراس الحمداني )


اطْرَحُوا الأمْرَ إلَيْنَا،
و احملوا الكلَّ علينا
إننا قومٌ ، إذا ما
صَعُبَ الأمْرُ، كَفَيْنَا
و إذا ما ريمَ منا
مَوْطِنُ الذّلّ أبَيْنَا
وَإذَا مَا هَدَمَ الْـ
ـعزَّ بنو العزِّ بنينا

ناريمان الشريف 09-28-2010 07:59 AM

الآنَ حينَ عرفتُ رشـدي
( أبو فراس الحمداني )


الآنَ حينَ عرفتُ رشـ
ـدي ، فاغتديتُ على حذرْ
وَنَهَيْتُ نَفْسِي فَانْتَهَتْ،
وَزَجَرْتُ قَلْبي فَانْزَجَرْ
وَلَقَدْ أقَامَ، عَلى الضّلا
لَة ِ، ثمّ أذْعَنَ، وَاسْتَمَرّ
هيهاتَ ، لستُ " أبا فرا
س " إنْ وفيتُ لمنْ غدرْ !

ناريمان الشريف 09-28-2010 08:00 AM

الحُرُّ يَصْبِرُ، مَا أطَاقَ تَصَبُّراً
( أبو فراس الحمداني )


الحُرُّ يَصْبِرُ، مَا أطَاقَ تَصَبُّراً
في كلِّ آونة ٍ وكلِّ زمانِ
ويرى مساعدة َ الكرامِ مروءة ً ،
ما سالمتهُ نوائبُ الحدثانِ
ويذوبُ بالكتمانِ إلا أنهُ
أحوالهُ تنبي عنِ الكتمانِ
فإذا تكشفَ ، واضمحلتْ حالهُ
ألْفَيْتَه يَشْكُو بِكُلّ لِسَانِ
وإذا نبا بي منزلٌ فارقتهُ ؛
وَالله يَلْطُفُ بي بكُلّ مَكَانِ

ناريمان الشريف 09-28-2010 08:01 AM

الحُزْنُ مُجتَمِعٌ، وَالصّبْرُ مُفْتَرِقُ،
( أبو فراس الحمداني )


الحُزْنُ مُجتَمِعٌ، وَالصّبْرُ مُفْتَرِقُ،
و الحبُ مختلفٌ ، عندي ومتفقُ
وَلي، إذا كُلّ عَينٍ نَامَ صَاحِبُهَا،
عينٌ تحالفَ فيها الدمعُ والأرقُ
لَوْلاكِ يا ظَبْيَة َ الإنسِ، التي نظرَتْ،
لما وَصَلْنَ إلى مَكْرُوهيَ الحَدَقُ
لكنْ نظرتِ ، وقدْ سارَ الخليطُ ضحى ،
بِناظِرٍ كُلُّ حُسنٍ مِنْهُ مُستَرَقُ

ناريمان الشريف 09-28-2010 08:02 AM

الدّهرُ يَوْمانِ: ذا ثبتٌ، وَذا زَلَلُ،
( أبو فراس الحمداني )


الدّهرُ يَوْمانِ: ذا ثبتٌ، وَذا زَلَلُ،
وَالعيشُ طعمان: ذا صَابٌ وَذا عسَلُ
كذا الزمانُ ؛ فما في نعمة ٍ بطرٌ
للعارفينَ ؛ ولا في نقمة ٍ فشلُ
سعادة ُ المَرْءِ في السّرَاءِ إنْ رَجَحَتْ،
وَالعَدْلُ أنْ يَتَساوَى الهَمّ وَالجذَلُ
وما الهمومُ ، وإنْ حاذرتَ ، ثابتة ٌ
ولا السرورُ ، وإنْ أمَّلتَ يتصلُ
فما الأسى لهمومِ ، لابقاءَ لها ،
وَما السّرُورُ بنُعمَى ، سَوْفَ تَنتَقِلُ
لَكِنّ في النّاسِ مَغْروراً بِنِعْمَتِهِ،
ما جاءهُ اليأسُ حتى جاءهُ الأجلُ

ناريمان الشريف 09-28-2010 08:02 AM

الدِّينُ مُخْتَرَمٌ، وَالحَقّ مُهْتَضَمُ،
( أبو فراس الحمداني )


الدِّينُ مُخْتَرَمٌ، وَالحَقّ مُهْتَضَمُ،
وفيءُ آلِ " رسولِ اللهِ " مقتسمُ
والناسُ عندكَ لا ناسُ ، فيحفظهمْ
سومُ الرعاة ِ ، ولا شاءٌ ، ولا نعمُ
إنّي أبِيتُ قَلِيلُ النّوْمِ، أرّقَني
قلبٌ ، تصارعُ فيهِ الهمُّ والهممُ‍!
و عزمة ٌ ، لا ينامُ الليلَ صاحبها
إلاّ على ظَفَرٍ، في طَيّهِ كَرَمُ
يُصَانُ مُهرِي لأِمرٍ لا أبُوحُ بِهِ،
والدرعُ ،والرمحُ ، والصمصامة ُ الخذمُ
وَكُلُّ مَائِرَة ِ الضّبْعَينِ، مَسْرَحُها
رمثُ الجزيرة ِ ، والخذرافُ والغنمُ
و فتية ٌ ، قلبهمْ قلبٌ إذا ركبوا
يوماً ؛ ورأيهمُ رأيٌ إذا عزموا
يا للرجالِ! أما ‍‍‍‍‍‍‍للهِ منتصفٌ
من الطّغاة ِ؟ أمَا للدّينِ مُنتَقِمُ؟!
" بنو عليٍّ " رعايا في ديارهمُ ،
وَالأمرُ تَملِكُهُ النّسوَانُ، وَالخدَمُ!
محلؤونَ ، فأصفى شربهمْ وشلٌ ،
عندَ الورودِ ؛ وأوفى ودهمْ لممُ
فَالأرْضُ، إلاّ عَلى مُلاّكِها، سَعَة ٌ،
والمالُ ، إلاّ‍َ أربابهِ ، ديمُ
وَمَا السّعِيدُ بِهَا إلاّ الّذي ظَلَمُوا،
وما الغنيُّ بها إلاَّ الذي حرموا
للمتقينَ ، منَ الدنيا ، عواقبها
وإنْ تعجلَ منها الظالمُ الأثمُ
لا يطغينَّ " بني العباسِ" ملكهمُ!
" بنو عليٍّ " مواليهم وإنْ زعموا
أتفخرونَ عليهمْ ؟ - لا أبا لكمُ -
حتى كأنَّ " رسولَ اللهِ " جدكمُ
وَمَا تَوَازَنَ، يَوْماً، بَينَكُمْ شَرَفٌ،
وَلا تَسَاوَتْ بكُمْ، في مَوْطِنٍ، قَدَمُ
ولا لكمْ مثلهمْ ، في المجدِ ، متصلٌ
وَلا لِجَدّكُمُ مَسْعَاة ُ جَدّهِمُ
ولا لعرقكمُ منْ عرقهمْ شبهٌ
ولا " نفيلتكمْ " منْ أمهمْ أممُ
قامَ النبيُّ بها " يومَ الغديرِ " لهمْ
واللهُ يشهدُ ،والأملاكُ ، والأممُ
حَتى إذا أصْبَحَتْ في غَيرِ صَاحِبها
باتتْ تنازعها الذؤبانُ والرخمُ
وَصُيّرَتْ بَيْنَهُنْ شُورَى كَأنّهُمُ
لا يعرفونَ ولاة َ الحقِّ أيهم !
تاللهِ ، ماجهلَ الأقوامُ موضعها
لكِنّهُمْ سَتَرُوا وَجْهَ الذي عَلِمُوا
ثُمّ ادّعَاهَا بَنُو العَبّاسِ إرْثَهُمُ،
و مالهمْ قدمٌ ، فيها ، ولا قِدمُ
لا يذكرونَ ، إذا ما معشرٌ ذكروا ،
ولا يحكمُ ، في أمرٍ ، لهمْ حكمُ
ولا رآهمْ " أبو بكرٍ "وصاحبهُ
أهْلاً لِمَا طَلَبُوا مِنها، وَما زَعموا
فَهَلْ هُمُ مُدّعُوها غَيرَ وَاجِبَة ٍ
أمْ هل أئمتهمْ في أخذها ظلموا ؟
أمَّا " عليَّ " فقدْ أدنى قرابتكم ،
عندَ الولاية ِ ، إنْ لمْ تكفرِ النعمُ ‍!
هلْ جاحدٌ ، يا" بني العباسِ" نعمتهُ !
أبُوكُمُ، أمْ عُبَيْدُ الله، أمْ قُثَمُ؟
بئسَ الجزاءُ جزيتمْ في بني " حسنٍ " !
أباهم العَلَمُ الهَادِي وَأُمَّهُمُ
لا بيعة ٌ ردعتكمْ عنْ دمائهمُ ،
ولا يمينٌ، ولا قربى ، ولا ذممُ
هَلاَّ صَفَحْتُمْ عَنِ الأسْرَى بلا سَبَبٍ،
للصَافِحينَ ببَدْرٍ عَنْ أسِيرِكُمُ؟
هلا كففتمْ عنِ " الديباجِ " سوطكمُ ؟
وَعَنْ بَناتِ رَسولِ الله شَتمَكُمُ؟
مَا نُزّهَتْ لِرَسُولِ الله مُهْجَتُهُ
عَنِ السّيَاطِ! فَهَلاّ نُزّهَ الحَرَمُ؟
ما نَالَ منهم بَنو حَرْبٍ، وَإن عظُمَتْ
تِلكَ الجَرَائِرُ، إلاّ دُونَ نَيْلِكُمُ
كَمْ غَدْرَة ٍ لكُمُ في الدّينِ وَاضِحَة ٍ!
وكمْ دمٍ لـ "رسولِ اللهِ " عندكمُ ؟ !
أأنتمُ آلهُ فيما ترونَ ، وفي
أظفاركمْ ، منْ بنيهِ الطاهرينَ ، دمُ ؟
هيهاتَ! لاقربت قربى ، ولا رحمُ ،
يَوْماً، إذا أقصَتِ الأخلاقُ وَالشّيَمُ!
كَانَتْ مَوَدّة ُ سَلْمَانٍ لَهُ رَحِماً،
وَلمْ يَكُنْ بَينَ نُوحٍ وَابنِهِ رَحِمُ!
ياجاهداً في مساويهمْ يكتمها !
غدرُ الرشيدِ بـ " يحيى " كيفَ ينكتمُ ؟
لَيسَ الرّشيدُ كمُوسَى في القِيَاسِ وَلا
"مأمونكمْ كـ"الرضا" إنْ أنصفُ
ذاقَ الزّبِيرِيّ غِبّ الحِنثِ وَانكشَفتْ
عنِ "ابن ِفاطمة َ "الأقوالُ والتهمُ
باؤوا بقتلِ " الرضا " منْ بعدِ بيعتهِ
وَأبصَرُوا بَعضَ يوْمٍ رُشدَهم وَعَموا
يا عصبة ً شقيتْ ،من بعدما سعدتْ ،
ومعشراً هلكوا منْ بعدما سلموا !
لِبِئسَ ما لَقَيَتْ مِنهمْ، وَإنْ بليَتْ
بجانبِ "الطفِّ " تلكَ الأعظمُ الرممُ ‍!
لاعنْ " أبي مسلمٍ" في نصحهِ صفحوا،
وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ
ولاالأمانُ لأزدِ " الموصل" اعتمدوا
فيهِ الوفاءَ، ولاعنْ عمهمْ حلموا
أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَني العَبّاسِ مألُكة ً:
لاتدَّعوا ملكها ! ملاَّكها العجمُ !
أيّ المَفَاخِرِ أمْسَتْ في مَنَابِرِكُمْ،
وَغَيْرُكُمْ آمِرٌ فِيهِنّ، مُحتكِمُ؟
وَهَلْ يَزِيدُكُمْ مِنْ مَفْخَرٍ عَلَمٌ،
وفي الخلافِ ، عليكمْ يخفقُ العلمُ ؟
خَلّوا الفَخَارَ لعلاّمِينَ، إنْ سُئلوا
يَوْمَ السّؤالِ، وَعَمّالِينَ إن علِموا
لايغضبونَ لغيرِاللهِ، إنْ غضبوا،
وَلا يُضِيعُونَ حُكْمَ الله إنْ حكموا
تَبدوا التّلاوَة ُ من أبْياتِهِمْ، أبَداً،
وفي بيوتكمْ الأوتارُ ، والنغمُ
مافي ديارهمُ للخمرِ معتصرٌ ؛
وَلا بُيُوتُهُمُ للسّوءِ مُعْتَصَمُ
و لا تبيتُ لهمْ خنثى ، تنادمهمْ ؛
و لا يرى لهمُ قردٌ ، لهُ حشمُ
الرّكنُ، وَالبيتُ، وَالأستارُ مَنزِلُهُمْ،
وَزَمزَمٌ، وَالصَّفَا، والحِجرُ، والحَرَمُ
صَلَّى الإلهُ عَلَيهمْ، أينَما ذُكرُوا،
لأنهمْ للورى كهفٌ ، ومعتصمُ

ناريمان الشريف 09-28-2010 08:03 AM

الشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ،
( أبو فراس الحمداني )


الشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ،
أبداً ، وعنوانُ النسبْ
لَمْ أعْدُ فِيهِ مَفَاخِري
و مديحَ آبائي النجبْ
و مقطعاتٍ ربما
حَلّيْتُ مِنْهُنّ الكُتُبْ
لا في المديحِ ولا الهجاءِ
ءِ وَلا المُجُونِ وَلا اللّعِبْ


الساعة الآن 06:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team