![]() |
|
أخِلتَ عمودَ الدّينِ في الأرض ثابتاً، ( أبوالعلاء المعري ) أخِلتَ عمودَ الدّينِ في الأرض ثابتاً، وفي كلّ يومٍ يَضمَحِلُّ على مَهلِ؟ سُهَيْلٌ، وإن كانَ اليَمانيَّ، مُنكِرٌ لأمرٍ، بضِبنِ الشّامِ، ما هوَ بالسّهل بَرِئتُ إلى الخَلاّقِ من أهل مذهَبٍ، يرَوْنَ، من الحَقّ، الإباحَةَ للأهل فهَلاّ خَشيبٌ كَيْ يُقَنّأ، تحتَهُ، مَشيبٌ من الشيخِ المسنّ، أو الكهل وأينَ حُسامُ الهندِ، عنكَ، وجهلُهُ؛ جهادُكَ أولى من جهادِ أبي جَهل |
أدينُ برَبٍّ واحدٍ وتَجَنُّبٍ ( أبوالعلاء المعري ) أدينُ برَبٍّ واحدٍ وتَجَنُّبٍ قَبيحَ المَساعي، حينَ يُظلَمُ دائنُ لعَمري، لقد خادعتُ نفسيَ بُرْهةً، وصدّقتُ في أشياءَ من هوَ مائن وخانَتنيَ الدّنيا مراراً، وإنّما يُجَهَّزُ بالذّمّ الغَواني الخَوائن أُعَلِّلُ بالآمالِ قَلباً مُضَلَّلاً، كأنّيَ لم أشعُرْ بأنّيَ حائن يُحَدّثُنا عَمّا يكونُ مُنَجّمٌ، ولم يَدرِ، إلاّ اللَّهُ، ما هوَ كائن ويذكرُ من شأنِ القرانِ شَدائداً، وفي أيّ دَهرٍ لم تُبَتّ القرائن أرى الحيرَةَ البَيضاءَ حارتْ قصورُها خلاءً، ولم يَثبتْ لكِسرى المَدائن وهجّنَ، لذّاتِ الملوكِ، زوالُها، كما غَدَرَتْ بالمُنذِرَينِ الهَجائن رَكِبنا على الأعمارِ، والدّهرُ لُجّةٌ، فَما صَبرَتْ، للموجِ، تلك السّفائن لقَد حَمِدَ الأبناءَ قومٌ، وطالَما أتَتْكَ من الأهلِ الشّرورُ الدّفائن كنائنُ صدقٍ كثّرَت عدَد الفتى، فهنّ بحَقٍّ، للسّهامِ، كنائن تَجيءُ الرزايا بالمَنايا، كأنّما نُفوسُ البَرايا، للحِمامِ، رهائن تَنَطّسَ، في كَتبِ الوَثائقِ، خائِفٌ مَنيّتَهُ، والمَرءُ لا بدّ بائن يضَنُّ عليها، بالثّمينِ، حليلُها، وتودعُ، في الأرض، الشّخوص الثمائن يخافُ، إذا حلّ الثّرى، أنْ يَقينَها لآخرَ من بعضِ الرّجال، القوائن يَصونُ الكَريمُ العِرْضَ بالمال جاهداً، وذو اللؤمِ، للأموال، بالعرض صائن متى ما تجدْ مسترفِدَ الجُودِ شاتِماً، فَفي البُخل، للوَجهِ الذي ذِين، ذائن |
أدُنياكَ تخطُبُها أيِّماً، ( أبوالعلاء المعري ) أدُنياكَ تخطُبُها أيِّماً، ويعضلُها دونَكَ العاضِلُ قد انتَضَلَ النّاسُ في أمرِها، فهل يُوجَدُ الرّجلُ النّاضِل وخِلُّكَ أفضلُ من غَيرِهِ، وما في الورى كلّهم فاضل |
أدُنيايَ! اذهبي، وسواي أُمّي، ( أبوالعلاء المعري ) أدُنيايَ! اذهبي، وسواي أُمّي، فقَدْ ألَممْتِ، ليتَكِ لم تُلِمّي وكانَ الدّهرُ ظَرْفاً، لا لَحمدٍ تُؤهّلُهُ العُقُولُ، ولا لذَمّ وأحسبُ سانِحَ الإزميمِ نادى ببَينِ الحيّ، في صحراءِ زمّ إذا بكرٌ جَنَى فتَوَقّ عمراً، فإنّ كِلَيهِما لأبٍ وأُمّ وخَفْ حيوان هذي الأرض، واحذَر مجيءَ النّطحِ من رُوقٍ وجُمّ وفي كلّ الطّباع طباعُ نُكرٍ، وليسَ جَميعُهُنّ ذواتِ سُمّ وما ذنبُ الضراغمِ حينَ صيغتْ، وصُيّرَ قُوتُها ممّا تُدمّي؟ فقد جُبِلَتْ على فَرْسٍ وضَرْسٍ، كما جُبِلَ الوَقودُ على التَنمّي ضِياءٌ لم يَبِنْ لعيونِ كُمْهٍ؛ وقَولٌ ضاعَ في آذانِ صُمّ لعَمرُكَ، ما أُسَرُّ بَيومِ فِطرٍ، ولا أضحَى، ولا بغَديرِ خمّ وكَم أبدَى تشَيُّعَهُ غويٌّ، لأجلِ تَنَسّبٍ ببلادِ قُمّ وما زالَ الزّمانُ، بلا ارتيابٍ، يُعِدُّ الجَدعَ للأنْفِ الأشمّ أحاضنَةَ الغُلامِ! ذَممتِ منهُ أذاكِ، فأرضعي حنَشاً، وضُمّي فلَوْ وُفّقتِ لم تَسقي جَنيناً، ولم تَضَعي الوَليدَ؛ ولم تُهَمّي لهَانَ، على أقارِبك الأداني، قيامُكِ عن خَديجٍ غيرِ تمّ سألتِ عن الحَقائقِ، وهيَ سرٌّ، ويَخشاكِ المُخبِّرُ أن تَنمّي وكيفَ يَبينُ، للأفهامِ، معنًى، لَهُ من ربّهِ قَدَرٌ مُعَمّي؟ وعندي، لو أمِنتُك، علمُ أمرٍ من الجهّالِ، غيّبه، مُكِمّ وسُمّيَ، إنّ أراقَ الماءَ، جِبسٌ، يُراقبُ جَنّةً أن لا يسمّي رأيتُ الحَقّ لؤلؤةً تَوارَتْ بلَجٍّ، من ضلالِ النّاسِ، جَمّ أحثُّ الخَلقَ: من ذَكَرٍ وأُنثى، على حُسنِ التعَبّدِ والتأمّي وقد يُلفَى الغريبُ، على نَواه، أعزَّ علَيكَ من خالٍ وعَمّ متى يتَبَلّجِ المُبيَضُّ يَرْعَى، لقَومٍ، تحتَ أخضَرَ مدلهمّ ونحنُ ميمّمونَ مَدىً بَعيداً، كأنّا عائمُونَ غِمارَ يَمّ |
أذِهْنيَ! طالَ عهدُكَ بالصِّقالِ؛ ( أبوالعلاء المعري ) أذِهْنيَ! طالَ عهدُكَ بالصِّقالِ؛ وماجَ النّاسُ في قِيلٍ وقالِ ستُطلِقُني المَنيّةُ عن قَريبٍ، فإنّي في إسارٍ واعتِقال كأنّ ذوي تجاربِنا سَوامٌ، تَأنّقُ في مَرادٍ وابتقال إذا انَتَقَلتْ عن الأوصالِ نَفسي، فَما للجِسمِ عِلْمٌ بانِتقال أسيرُ، فلا أعودُ، وما رُجوعي! وقد كانَ الرّحيلُ رحيلَ قال أمورٌ يَلتَبِسنَ على البرايا، كأنّ العَقْلَ منها في عِقال |
أرادوا الشرَّ، وانتَظروا إماماً، ( أبوالعلاء المعري ) أرادوا الشرَّ، وانتَظروا إماماً، يَقُوم بطَيّ ما نَشَرَ النبيُّ فإنْ يَكُ ما يُؤمّلُهُ رِجالٌ، فقَدْ يُبدي لكَ العَجَبَ الخَبيّ إذا أهلُ الدّيانَةِ لمْ يُصَلّوا، فكُلُّ هُدًى لَمذهَبِهمْ أبيّ وجَدْتُ الشّرعَ تُخلِقُهُ اللّيالي كما خُلِقَ الرّداءُ الشّرعَبيّ هيَ العاداتُ، يَجري الشّيخُ منها على شِيَمٍ يُعَوَّدُها الصّبيّ وما عندي بما لمْ يأتِ عِلمٌ، وقد ألوَى بأُنمُلِهِ الرّبيّ مضَى ملِكٌ ليَخلُفَ، بعدُ، مَلْكٌ، حَبيٌّ زالَ ثمّ نَمَى حَبيّ وقد يَحمي الأرانبَ، من أُسودٍ ضراغمَةٍ، جِراءٌ ثَعلبيّ وأشوى الحَقَّ رام مَشرِقيٌّ، ولم يُرْزَقْهُ آخَرُ مَغرِبيّ فَذا عَمرٌ يَقولُ، وذا عَليٌّ، كلا الرّجلَينِ في الدّعوى غبيّ وخَيرٌ للفُؤادِ من التّغاضي، على التثريبِ، نَصلٌ يَثربيّ فإنْ يُلحِقْ بك البكريُّ غَدراً، فلَمْ يَتَعَرّ منهُ التّغلبيّ أذيتَ من الذينَ تَعُدُّ أهلاً، وجَنّبَكَ الأذاةَ الأجنبيّ وسَكْنُ الأرضِ كلُّهمُ ذَميمٌ، صريحُهُمُ المُهَذَّبُ والسّبيُ فإنْ سُمّوا بأرْقَم، أو بلَيثٍ، فذئبيٌّ أتاكَ وعَقرَبيّ |
أراكَ حسِبتَ النّجمَ ليسَ بواعظٍ ( أبوالعلاء المعري ) أراكَ حسِبتَ النّجمَ ليسَ بواعظٍ لبيباً، وخِلْتَ البَدرَ لا يتكَلّمُ بلى، قد أتانا أنّ ما كانَ زائِلٌ، ولكِنّنا في عالَمٍ ليسَ يَعلَم وإنّ أخا دُنياكَ أعمَى يرَى السُّهَى، عَليلٌ مُعافًى، ظالِمٌ يتَظَلّم فهَل تألَمُ الشّمسُ الحوادثَ مثلَنا، أم اتّسَقَتْ كالهَضْبِ لا يتألّم؟ وهل فيكمُ من باخلٍ يُظهِرُ النّدى رِياءً بهِ، أو جاهلٍ يتَحَلّم؟ وما سالَمَ الحيَّ القَضاءُ، وإنّما إلى الحَتفِ يَرْقَى، والسّلامةُ سُلّم فَيا مُطلَقاً للنّفعِ، يَفصِدُ كفَّهُ، أبِالْكَلْمِ يَستَشفي الأسيرُ المُكلَّمُ؟ لعَمري لقد أعيا المَقاييسَ أمرُنا، فحِندِسُنا، عند الظّهيرَةِ، مُظلِم فمن مُحرِمٍ، لا يَحرِمُ العلَقَ الظُّبَا، ومن مُحرِمٍ، أظفارُهُ لا تُقَلَّم ضَعُفنا عن الأشياءِ، إلاّ عنِ الأذى، وقد يَسِمُ الوَجهَ الكَهامُ المثَلَّم وإنّ ظَليمَ القَفرِ يُرضيهِ زِقُّهُ، ويفهمُ عن أخدانِهِ، وهو أصلم |
أراكَ زنيماً، إنْ تَعَرّضتَ لَيلَةً ( أبوالعلاء المعري ) أراكَ زنيماً، إنْ تَعَرّضتَ لَيلَةً لأُدمِ رماحٍ، أوْ لغزلانِ أزنما غَنائمُ قَومٍ سوفَ يَنهَبُها الرّدى، فلا تَدْنُ منها، واجعل النُّسك مغنما يُزنِّمْنَ، بالدُّرّ الثّمينِ، مَسامعاً، ويزجُرْنَ، للبينِ، السّوامَ المُزَنَّما ولمّا تَناءَتْ بَلدَةٌ عَنَمِيّةٌ، من الغَوْرِ، أبدَينَ البَنانَ المُعَنَّما يُرِينَ، على ما ليسَ يمكن قدرَةً، ويَعمَلنَ، في كيدِ الفوارِسِ، هِنّما لدى سَمُراتِ الحيّ غادرنَ سامراً، وخيّمنَ، للنّومِ، الرّفيعَ المنمنما جِنانٌ ورضوانُ الذي هو مالِكٌ لها عَنكَ يَنفي مالِكاً وجَهَنّما حلُمنَ، وجُنّ الحَليُ من فرْطِ لهجةٍ، فوَسوَسَ، من تحتِ الثيابِ، وهينما وقد صمتتْ أحجالُها عن تَرَنّمٍ، وأعيى غَريقاً، كُظّ، أن يترَنّما فلا تَبكِ جُملاً، إنْ رأيتَ جِمالَها تَسنّمنَ، من رملِ الغضا، ما تُسُنّما |
أرانا اللُّبُّ أنّا في ضَلالٍ؛ ( أبوالعلاء المعري ) أرانا اللُّبُّ أنّا في ضَلالٍ؛ وأنّا مُوطِنونَ بشَرّ دارِ نُدارُ، على الذي نَهوى سِواهُ، بحُكمِ اللَّهِ في الفَلَكِ المُدار وما يُدْريكَ، والإنسانُ غُمرٌ، وقد يُدرى خليلُكَ، وهو دار لعَلّ مفاصلَ البنّاءِ تُضْحي طِلاءً للسّقيفَةِ، والجِدار يُرَجّي النّاسُ كُلُّهُمُ حظوظاً؛ وللأقدارِ فعلٌ باقتدار وما رُتباتُهمْ إلاّ غُروبٌ، دوائبُ في طلوعٍ وانحِدار إذا كانَ الذي يأتي قَضاءً، فمُكثي ليسَ ينقُصُ عن بِدار |
أراني في الثّلاثة من سجوني، ( أبوالعلاء المعري ) أراني في الثّلاثة من سجوني، فلا تسأل عن الخبرِ النّبيثِ لفقدي ناظري، ولزومِ بيتي، وكونِ النّفس في الجسد الخبيثِ |
أرانيَ، في قَيدِ الحَياةِ، مكلَّفاً ( أبوالعلاء المعري ) أرانيَ، في قَيدِ الحَياةِ، مكلَّفاً ثَقائِلَ، أمشي تحتَها وأُطابقُ إذا كنتَ في دارِ الشّقاءِ مُصَلّياً، فإنّكَ، في دارِ السّعادَةِ، سابقُ إذا الحُرُّ لم يَنهَضْ بفَرضِ صَلاتِه، فذلكَ عَبدٌ، من يَدِ الدّهرِ، آبِقُ تَقيٌّ يُعاني ظِمئَهُ، ومضلَّلٌ له صابحٌ، من غيرِ حِلٍّ، وغابقُ |
أراهم يضحكون إليّ غشّاً، ( أبوالعلاء المعري ) أراهم يضحكون إليّ غشّاً، وتغشاني المشاقصُ والحِظاءُ فلستُ لهم، وإن قربُوا، أليفاً، كما لم تأتلف ذالٌ وظاءُ |
أركانُ دُنيانا غَرائزُ أربَعٌ، ( أبوالعلاء المعري ) أركانُ دُنيانا غَرائزُ أربَعٌ، جُعِلَتْ لمنْ هوَ فَوقَنا أركانَا واللَّهُ صيّرَ للبِلادِ وأهلِها ظَرْفَينِ: وَقتاً ذاهِباً، ومكانا والدّهرُ لا يَدري بمن هوَ كائنٌ فيهِ، فكَيفَ يُلامُ فيما كانا؟ والمرءُ ليسَ بزاهدٍ في غادَةٍ، لكنّهُ يَتَرَقّبُ الإمكانا والحيُّ تُخلِقُ جسمَهُ حرَكاتُه، فيكِلُّ وهوَ يُحاذِرُ الإسكانا نبكي ونضحكُ، والقضاءُ مُسلَّطٌ، ما الدّهرُ أضحَكَنا ولا أبكانا نَشكو الزّمانَ وما أتَى بجنايةٍ، ولَوِ استَطاعَ تكلّماً لشَكانا متَوافقينَ على المَظالم، رُكّبَتْ فينا، وقارَبَ شرَّنا أزكانا يمضي بنا الفَتَيانِ، ما أخَذا لنا نَفْساً، على حالٍ، ولا تركانا وأرى الجدودَ حبتْ قُرَيشاً مُلكَها وذوتْهُ، عَمداً، عنْ بني مِلْكانا |
أروى دمٌ قلباً، وتلكَ سفاهةٌ؛ ( أبوالعلاء المعري ) أروى دمٌ قلباً، وتلكَ سفاهةٌ؛ والدّهرُ منْ عَجَلٍ ومنْ إرْوادِ فَروائحٌ، وبواكِرٌ، ومَعارِفٌ، ومَناكِرٌ، وحَواضِرٌ، وبوادِ وجوادُ قومٍ، عُدّ منْ بُخَلائهمْ، وحَليفُ بُخْلٍ، عُدّ في الأجواد والخَلقُ أطوارٌ، يُزيلُ شُخوصَهمْ، بعدَ المثولِ، مثبِّتُ الأطواد شِيَمٌ، من الدّنيا، يُجازُ بها المَدَى، ستُشاكلُ الأذواءَ بالأذواد وادٍ من الموتِ الزّؤامِ، وكلُّنا أشفى ليُدْفَعَ فوق جُرفِ الوادي سفَرٌ يطولُ، من الأنامِ، على كرًى منْ غفلةٍ، وكرًى من الأزواد وأوادمُ الزمنِ الطويلِ كثيرةٌ، وأوادمُ الطّعمِ الشّهيّ أواد وأمضُّ من ثِقلِ العيادَةِ، للفتى، نُوَبٌ تكونُ عواديَ العُوّاد لا يُفجِعنّكَ، والخطوبُ كثيرةٌ، أنّ الغوادرَ، للفِراق، غواد عَمَدَتْ لنا الأيّامُ، وهي دوائبٌ، لتردّ أقداماً مكانَ هَواد فطوارقٌ جاءَتهُمُ بطواردٍ، ونوادبٌ قامتْ لهمْ بنواد همٌّ بأسوِدَةِ القُلوبِ، مَناخُهُ للبِيضِ، حينَ أنَخْنَ بالأفواد |
أرى أُمنَّا، والحمدُ للَّهِ ربِّنا، ( أبوالعلاء المعري ) أرى أُمنَّا، والحمدُ للَّهِ ربِّنا، يهُبُّ علينا، بالحوادثِ، مُورُها فما زِيدَ منها، قبضةَ الكفّ، زَبدُها، ولا عَمِرَتْ فيها، لخيرٍ، عُمورها ولم تدرِ، يوماً، ضأنُها ومَعيزُها بما احتَلَفَتْ آسادُها ونُمورها تشتّتَ فيها رأيُنا، وتوفّقَتْ، على رِيبَةٍ، أمواهُها وخُمورُها تَوامَرُ، فيما لا يحلُّ، نُفوسُنا بتَيهاءَ، لا تُخفى علينا أُمورُها |
أرى ابنَ أبي إسحاقَ أسحَقَهُ الرّدى، ( أبوالعلاء المعري ) أرى ابنَ أبي إسحاقَ أسحَقَهُ الرّدى، وأدرَكَ عمرُ الدّهرِ نفسَ أبي عَمرِو تَباهَوْا بأمْرٍ صيّروهُ مَكاسباً، فعادَ عليهمْ بالخَسيسِ منَ الأمرِ بكُسوَةِ بُرْدٍ، أو بإعطاءِ بُلغَةٍ من العيشِ، لا جَمِّ العَطاءِ ولا غَمر ولم يصنَعوا شيئاً، ولكن تَنازَعوا أباطيلَ تُضحي مثلَ هامدَةِ الجَمر فلا يُضعِ اللَّهُ المَساعيَ في التّقَى، فمَنْ يَسعَ فيها لا يخَفْ غَبَنَ القَمْر أما قالَهُ الكوفيُّ في الزّهدِ، مثلَ ما تغنّى به البِصرِيُّ، في صِفِة الخَمر؟ |
أرى الأرضَ، فيها دولةٌ مُضَريّةٌ، ( أبوالعلاء المعري ) أرى الأرضَ، فيها دولةٌ مُضَريّةٌ، يكونُ دَمُ الباغي عداوتَها مِضرا وأرْدِيَةً بِيضاً تَبدّلَ أهلها، بحُكمِكَ ربّ النّاس، أرْديةً خُضرا وقد زعَموا أنّ القِرانَ مُغَيِّرٌ ملوكَ بني النّضر، الأُلى ملكوا النّضرا وما أعفَتِ الأيّامُ بَدواً من الرّدى، ولا حَضَراً، فاسأل بَداً عنه والحَضْرا |
أرى الأشياءَ ليسَ لها ثباتُ، ( أبوالعلاء المعري ) أرى الأشياءَ ليسَ لها ثباتُ، وما أجسادُنا إلاّ نباتُ بإذن اللَّهِ تفترقُ البرايا، لِطِيّتِها، وتجتمعُ الثُّباتُ أجلّتْ سبتَها أشياعُ موسى، أسبتُ القطع ذاك أم السُّبات سألتُ عن البواكر أين أضحتْ، وعن أهلِ التروّحِ أينَ باتوا وهل أرواحُ هذا الخلقِ إلاّ عواريُّ المقادِر، لا الهِبات؟ تبغّضُ ساعُنا أبداً إلينا، وهنّ إلى النّفوس محبَّبات جِيادٌ ما يزالُ لها خبيبٌ، قواربُ بالأنيس مقرِّبات ومن يُحمى ونسوةُ آل كسرى وقوفٌ بالعَراء، مسلبّات؟ وما يدري الفتى، والظنُّ جهلٌ، وأقضيةٌ المليكِ مُغيَّبات لعلّ بناتِ نعشٍ والثّريّا وشَرْقةَ، للرّدى، متأهّبات |
أرى الأيّامَ تفعلُ كلَّ نُكرٍ، ( أبوالعلاء المعري ) أرى الأيّامَ تفعلُ كلَّ نُكرٍ، فَما أنا، في العَجائبِ، مستزيدُ أليسَ قُرَيشُكم قتلَتْ حُسيناً، وصار، على خلافتِكم، يزيدُ؟ |
أرى الخيرَ، في عُمُري، حَسْرَةً،
( أبوالعلاء المعري ) أرى الخيرَ، في عُمُري، حَسْرَةً، لأنيَ، عنْ فِعلِهِ، عاجزُ إذا رُمتُهُ مَرّةً، في الزّمانِ، رَجَعْتُ، ولي دُونَهُ حاجزُ يُماطِلُ جَدٌّ أخَا حاجَةٍ، لَهُ أجَلٌ بالرّدى ناجزُ ولم أرْقَ في دَرَجاتِ الكَريمِ؛ وهلْ يَبلُغُ الشاعرَ الرّاجزُ؟ |
أرى الخَلقَ في أمَرينِ: ماضٍ ومقبلٍ؛
( أبوالعلاء المعري ) أرى الخَلقَ في أمَرينِ: ماضٍ ومقبلٍ؛ وظَرفَينِ: ظَرْفَيْ مُدّةٍ ومَكانِ إذا ما سألنا عن مُرادِ إلهِنا، كَنى عن بَيانٍ، في الإجابةِ، كاني |
أرى السّرِقاتِ في كَفرٍ ومِصرٍ،
( أبوالعلاء المعري ) أرى السّرِقاتِ في كَفرٍ ومِصرٍ، أتَتْكَ بحَلْيِ أُسوارٍ وحِجْلِ ولَيسا من نُضارٍ، بل حَديدٌ، وقد حكَمَا بقَطعِ يَدٍ ورِجل جرَرْتَ الذّيلَ في سفَهِ المَخازي، فلَيتَكَ نافرٌ ذيّالَ إجل يَشِبُّ الحربَ مُشتاقٌ إلَيها، يحُثُّ على الهياجِ وعنه تُجلي وما تَثني المقادرُ عن مُرادٍ، بما جمّعتَ من خيْلٍ ورَجْل |
أرى الشّهْدَ يرْجعُ مثلَ الصّبِرْ؛
( أبوالعلاء المعري ) أرى الشّهْدَ يرْجعُ مثلَ الصّبِرْ؛ فَما لابنِ آدَمَ لا يَعْتَبرْ؟ وخَبّرَهُ صادِقٌ بالحَديثِ، فإنْ شَكّ، في ذاكَ، فليختَبر وجَبْرٌ وكَسْرٌ له في الزّمانِ، ويُكسَرُ يَوماً فَلا يَنجَبِر فلا تُبرِ في مأثَمٍ ناقَةً، فرَبُّكَ إمّا يُعاقِبْ يُبِرْ وكلُّ الأنامِ هجينُ الفَعالِ، فأينَ يُصابُ الجَوادُ المُبِر؟ ونَفسَكَ عُقّ بتركِ السّـ ـرورِ، فإنّ عُقوقَك للنّفسِ بِر سألنا المَعاشرَ عنْ خَيرِهم، فقالوا، بغَيرِ اكتراثٍ: قُبِر فقلنا: وكيفَ أتاهُ الحِمامُ، عاجَلَهُ بَغتَةً أمْ صَبِرْ؟ فقالوا: تَمادى بهِ وَقتُهُ، وأدرَكَهُ الموتُ لمّا كَبِر وغادَرَ، في أهلِه، ثرْوَةً، ومالاً أُذيعَ، ونَخلاً أُبِر فلا يُسقِطِ الدّمعَ سِقْطُ اللّوى؛ ولا تَدّكِرْ حَبرَةً في حَبِر ولكِنّني أستَعينُ المَليكَ، وإن يأتِني حادِثٌ أصطَبِر ودُنيايَ ألقَى بطولِ الهوانِ، وهَل هيَ إلاّ كجسرٍ عُبِر؟ |
أرى اللبّ مرآة اللّبيب، ومن يكن، ( أبوالعلاء المعري ) أرى اللبّ مرآة اللّبيب، ومن يكن، مَرائيَّه، الإخوانُ يَصْدُقْ ويَكذبِ أأخشى عَذابَ اللَّهِ، واللَّهُ عادِلٌ، وقد عشتُ عيشَ المستضام المعذَّب نعم! إنها الأرزاقُ، والمرءُ جاهلٌ، يهذِّبُ، من دُنياهُ، ما لم يُهذَّبِ فإنّ حبالَ الشمسِ لسنَ ثوابِتاً، لشدّ رحالٍ، أو قوابضَ جُذَّبِ |
أرى النّاسَ شرّاً من زمانٍ حَواهمُ؛
( أبوالعلاء المعري ) أرى النّاسَ شرّاً من زمانٍ حَواهمُ؛ فهَلْ وُجِدَتْ للعالمينَ حَقائقُ؟ وقد كَذَبوا عَن ساعَةٍ ودَقيقَةٍ، وما كذَبَتْ ساعاتُهم والدّقائِقُ إذا لم يكنْ لي، بالشقيقةِ، منزلٌ، فلا طُهِرَتْ عَزّاؤها والشّقائقُ |
أرى جوهراً حَلّ فيهِ عَرَضْ،
( أبوالعلاء المعري ) أرى جوهراً حَلّ فيهِ عَرَضْ، تبارَكَ خالقُهُ ما الغَرَضْ؟ إذا راضَ، في نُسُكٍ، قلبَهُ، غدا، وهوَ صَعبٌ، كأنْ لم يُرَض يُداوى المريضُ، كيْما يَصِحّ، وهلْ صِحّةُ الجسمِ إلاّ مَرَض؟ فلا تَترُكَنْ ورَعاً في الحَياةِ، وأدّ، إلى ربّكَ، المفترض فكمْ ملكٍ شَيّدَ المكرُماتِ، ونالَ بها الصّيتَ، ثمّ انقَرَض |
أرى جُزءَ شُهْدٍ بينَ أجزاءِ علقمِ،
( أبوالعلاء المعري ) أرى جُزءَ شُهْدٍ بينَ أجزاءِ علقمِ، ولُبّاً يُنادي باللّبيبِ: لتَعقُمِ وأسقامَ دِينٍ، إنْ يُرَجِّ شِفاءَها صحيحٌ، يَطُلْ مِنهُ العَناءُ ويَسقُم وصبحاً وإظلاماً، كأنّ مَداهُما من السّرّ، في لَوْنيهما، بُرْدُ أرْقَم وحُكماً لهذا الدّهرِ، صاحَ بقائمٍ من العالَم: اجلس، أو دعا جالساً: قم كأنّ سرورَ النّفسِ من خطإ الفتى، متى ما يكُنْ يُنكَرْ عليه ويُنقَم |
أرى حيوانَ الأرضِ، غيرَ أنيسِها،
( أبوالعلاء المعري ) أرى حيوانَ الأرضِ، غيرَ أنيسِها، إذا اقتاتَ لم يَفرَحْ بظُلمٍ ولا جَدا أتعْلمُ أُسْدُ الغيل، بعدَ افتِراسِها، تحاولُ دُرّاً، أو تحاولُ عسْجدا؟ وما اتّخذَ الأبرادَ سِرحانُ قفرَةٍ، ولا شَبّ ناراً أينَ غارَ وأنجدا وأضعفُ منْ تلقاهُ من آلِ آدَمٍ، إذا ما شتا، يَبغي وَقوداً وبُرْجُدا وأُنْصفُهمْ ما هابتِ الوحشُ سُبّةً، ولا وقعَتْ من خشيةِ اللَّهِ سُجَّدا |
أرى حَبَلاً، حادِثاً في النّسا
( أبوالعلاء المعري ) أرى حَبَلاً، حادِثاً في النّسا ءِ، حَبْلَ أذاةٍ بهنّ اتّصَلْ أتَى وَلَدٌ بسجِلّ العَناءِ، فيا لَيتَ وارِدَهُ ما وَصَل وإنْ أنظَرَتْهُ خُطوبُ الزّما نِ، عُضّ بنابٍ شديدِ العَصَل ورِيعَ، من الغِيَرِ الطّارقا تِ، بالرّمحِ صَرّ وبالسيفِ صَلّ وقال له،: صَلِّ، داعي الهُدى، وقال لهُ مُلحِدٌ: لا تُصَلّ وشبّ وشابَ وأفنى الشبابَ؛ وسَقياً له من خِضابٍ نَصل ومن بَعدِ ذاكَ يَجيءُ الحِما مِ، فانظُرْ على أيّ شيءٍ حصل فَيا راحةَ النّفسِ عندَ المَما تِ، إن كان هذا الحسابُ انفصَل |
أرى حُسنَ البَقاءِ لمنْ يُرجّي
( أبوالعلاء المعري ) أرى حُسنَ البَقاءِ لمنْ يُرجّي فَلاحاً، أو بهِ رَجُلٌ يَعيشُ وما أمَدي، ولا أمَلي بِسامٍ إلى نُجحٍ يكونُ، فكم أعيشُ؟ |
أرى طِوَلاً عمَّ البرِيّةَ كلّها،
( أبوالعلاء المعري ) أرى طِوَلاً عمَّ البرِيّةَ كلّها، فيُقْصَرُ بالحكم الإلهيّ، أو يُرْخا ذكرنا الصّبا والشّرْخَ، ثم ترادفت، حوادِثُ أنستنا الشّبيبةَ والشَّرخا وقدْ ينتحي، الزّندَ، الغويُّ بجهله، فيفضُل، في القَدح، العَفارة والمَرْخا فإن كنتَ ذا لُبٍّ مكينٍ، فلا تَقِس بحِمصِكَ والمِيماسِ دِجلةَ والكَرخا وقد فُجِعتْ بالفرخِ أمْسِ حَمامةٌ، فما بالُها تُلْفي بموضعها فرخا؟ |
الساعة الآن 03:53 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.