منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1562)

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:43 PM

أعبدَ اللهِ قم واقعدْ بهجري
( أبو تمام )


أعبدَ اللهِ قم واقعدْ بهجري
فَقَدْ أُلقِيتَ مِنْ بالي وفِكْري
وقَدْ أَخْلَيْتُ حُبَّكَ مِنْ ضُلُوعي
وكانَ موشحاً قلبي وصدري
يَمُوتُ مشايخُ الكُتَّابِ هَزْلاً
ورِزْقُكَ أنتَ في الستينَ يَجْرِي!
نفاقكَ في الخشونة ِ عنكَ ينبي
بأنّكَ تستطِيلُ بِحُسِنِ صَبْرِي
سبقتَ مؤاجري بغدادَ جمعاً
فقدْ أحرزتَ غاية َ كلِّ فخرِ
أولئكَ واجروا يوماً بيومٍ
وأنتَ مؤاجرٌ شهراً بشهرِ !

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:44 PM

أعتبة ُ أجبنُ الثقلينِ عتبا
( أبو تمام )


أعتبة ُ أجبنُ الثقلينِ عتبا
بِجَهْلِكَ صِرْتَ لِلمكرُوهِ نَصْبَا
رُمِيتَ بِمَنْ لَو أنَّ الجِنَّ تُرْمَى
بهِ لتنهبتها الإنسُ نهبا
فإنَّكَ إنْ تُسَاجِلْني تَجدْني
لرأسكَ جندلاً ولفيكَ تربا
تجدْ صلاً تخالُ بكلِّ عضوٍ
لَهُ مِنْ شِدَّة الحَرَكاتِ قَلْبَا
أخا الفلواتِ قدْ أحيا وأردى
رِكاباً في صَحاصِحها ورَكْبَا
فكادَ بأنْ يُرَى للشَّرقِ شَرْقاً
وكادَ بأنْ يرى للغربْ غربا
وأنتَ تديرُ قطبَ رحاً علياً
ولم تَرَ لِلرَّحَا العَلياءِ قُطْبَا
ترى ظفراً بكل صراعِ قرن
إذا ما كنتَ أسفلَ مِنْه جَنْبَا
ثكلتُ قصائدي إن مرَّ يومٌ
ولَمَّا أقضِ فيه مِنْكَ نَحْبَا
وكنتُ إذنْ كأنتَ فإنَّ مثلي
إذا ما كانَ مثلكَ كانَ كلبا

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:44 PM

أعبدَ اللهِ قم واقعدْ بهجري
( أبو تمام )


أعبدَ اللهِ قم واقعدْ بهجري
فَقَدْ أُلقِيتَ مِنْ بالي وفِكْري
وقَدْ أَخْلَيْتُ حُبَّكَ مِنْ ضُلُوعي
وكانَ موشحاً قلبي وصدري
يَمُوتُ مشايخُ الكُتَّابِ هَزْلاً
ورِزْقُكَ أنتَ في الستينَ يَجْرِي!
نفاقكَ في الخشونة ِ عنكَ ينبي
بأنّكَ تستطِيلُ بِحُسِنِ صَبْرِي
سبقتَ مؤاجري بغدادَ جمعاً
فقدْ أحرزتَ غاية َ كلِّ فخرِ
أولئكَ واجروا يوماً بيومٍ
وأنتَ مؤاجرٌ شهراً بشهرِ !

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:45 PM

أعتبة ُ إن تطاولت الليالي
( أبو تمام )


أعتبة ُ إن تطاولت الليالي
عليكَ فإِنَّ شِعرِي سَمُّ ساعَهْ
وما وفدَ المشيبُ عليكَ إلا
بأخلاقِ الدناءة ِ والوضاعهْ
فأشهدُ ما جسرتَ عليّ إلا
وزَيْدُ الخَيْلِ عَبدُكَ في الشَّجاعَه
ووجهكَ إذْ قنعتَ بهِ نديماً
فأنتَ نسيجُ وحدِكَ في القناعهْ
فلَوْ بُدَّلْتُه وَجهاً إِذنْ لم
أصلِّ بهِ نهاراً في جماعهْ
ولكن قَدْ رُزِقْتَ بهِ سلاحاً
لو استعصيتَ ما أديتَ طاعهْ
منَاسِبُ كَلْبَ قَد قُسِمَتْ فَدَعْها
فليستْ مثل نسبتكَ المشاعهْ
ورَوح مِنْكَبيكَ فقَدْ أُعِيدَا
حُطاماً مِنْ زِحامِكَ في قُضاعَهْ
ولا يغرركَ أوغادٌ تعاووا
لِنَصْرِكَ بالحُلاقِ وبالرَّقاعَهْ
رأوْني حيثُ كنتُ لهم عَدُوَّاً
وأنتَ لهمْ شريكٌ في الصناعهْ !

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:46 PM

أعتيبَ يا ابن الفعلة ِ اللخناءِ
( أبو تمام )


أعتيبَ يا ابن الفعلة ِ اللخناءِ
أأمنتَ من بذخي ومنْ غلوائي ؟
فَبِحرْمَة ِ الغُرْمُولِ في استِكَ إنَّه
قسمٌ له حقُّ على البغاءِ
دعواكَ في كلبٍ أعمُّ فضيحة ً
وأخَصُّ أمْ دَعوَاكَ في الشُّعَراءِ؟
عَجَباً لِصَيَّادِ الهِجَاءِ بِعرْضِه
وحرُ امهِ أبداً على الإعراءِ ؟!
ما شِعْرُه كُفأً لِشِعري فليَمُتْ
غَيْظاً ولا الخُلُقيُّ مِنْ أكفائي
أنَّى يَفُوتُ مَخَالبي في بَلدة
أَرْضي بها مَبْسُوطة ٌ وسَمائي
وكهولُ كهلانٍ وحيا حميرٍ
كالسيلِ قدَّامي معاً وورائي
فألاكَ أعمامي الذينَ تعمموا
بالمَكرُماتِ وهذِهِ آبائي!

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:47 PM

أعقبكَ اللهُ صحة َ البدنِ
( أبو تمام )


أعقبكَ اللهُ صحة َ البدنِ
ما هتفَ الهاتفاتُ في الغصنِ
كَيْفَ وجَدْتَ الدَّوَاءَ أوجَدَكَ اللَّـ
ـه شفاءً به مدى الزمنِ ؟
لانَزَعَ اللَّهُ مِنْكَ صَالِحَة ً
أَبْلَيْتَها مِنْ بَلاَئِكَ الحَسَنِ
لازِلْتَ تُزْهَى بكُل عافِيَة ٍ
تجتثُّها من معارضِ الفتنِ
لَوْ أَنَّ أعمَارَنا تُطَاوِعُنا
شَاطرَه العُمْرَ سَادَة ُ اليَمَنِ
إنَّ بقاءَ الجوادِ أحمدَ في
أعناقنا منة ٌ منَ المننِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:47 PM

أعليَّ يقدمُ عتبة ُ المستحلقُ
( أبو تمام )


أعليَّ يقدمُ عتبة ُ المستحلقُ
هيهاتَ يطلبُ شأوَ منْ لا يلحقُ !
كمْ خلقِ أير لم يكنْ لكَ ظالماً
قَدْ باتَ وهُوَ بِحَلْقِ جُحْرِكَ يَخْفقُ!
لو كُنتَ تَعلمُ يا مُخَنَّثُ طائِلاً
لَعَلِمْتَ أَنَّكَ في هِجائي أَحمَقُ
فلتعلمنَّ حرُ أمِّ منْ وإهابُ من
وقديمُ منْ وحديثُ منْ يتمزَّقُ !
لَجَّجْتَ في بحرِي فَنَاكَ عَجُوزَهُ
مَنْ كانَ في شَكٍّ بأنَّكَ تَغرَقُ
واللَّهِ لَوْ ألصقتَ نَفْسَكَ بالغَرَا
في كلبَ لاستيقنتَ أنكَ ملصقُ
دَعْ مَعْشرِي لا مَعْشَرٌ لكَ إنَّني
مِن خَلفِهمْ وأمامِهمْ لكَ مَوبِقُ
كَم نادمَتُ أسيافُنا أرماحَهم
بينَ الجُيُوشِ على دَمٍ يَترقرقُ
عُميٌ حَدَوكَ إليَّ أيُّ عَجِيبة ٍ
أعمى دليلُ هدى ْ وأخرسُ ينطقُ ؟
قُولوا فلَستُم ضَائِريَّ وأنتمُ
نَسلُ البغايا تَكْذِبونَ وأصدُقُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:49 PM

أغارُ عليكَ مِنْ قُبَلِي
( أبو تمام )


أغارُ عليكَ مِنْ قُبَلِي
وإِنْ أعطَيْتَني أمَلِي
وأشفقُ أن أرى خدّيْ
ـكَ نَصْبَ مَواقِع المُقَلِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 09:49 PM

أغزالُ قولي للغزالِ الأحورِ
( أبو تمام )


أغزالُ قولي للغزالِ الأحورِ
أضمرتَ غدراً ليسَ عنكَ بمضمرِ
إذهب فلمْ أجزعْ عليكَ وربما
صبرتُ عنكَ حشاشة ً لم تصبرِ
ياوارِداً لَجَّتْ بهِ هَفَواتُه
ما كنت أولَ واردٍ لم يصدُرِ
ظفرتْ بكَ الأيامُ بعدَ تمنعٍ
ظفرَ الهمومِ بعاشقٍ لم يظفرِ
يا ليتَ شعريَ ضلَّ عقلكَ كلُّه
أم هذهِ أيامُ ثقبِ الجوهرِ ؟

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:17 PM

أغمِدْ عنِ المُهجاتِ سَيْفَ الناظِر
( أبو تمام )


أغمِدْ عنِ المُهجاتِ سَيْفَ الناظِر
فلقَدْ فَتَرْنَ مِنَ اللحَاظِ الفاَتِرِ
كَيْفَ اعتَدَلْتَ مَعَ اعتِدالِ الغُصْنِ في
حَرَكَاته وفعلْتَ فِعْلَ الجَائِرِ
وعلمتَ إثمَ السحرِ حينَ ذممته
وأرَاكَ مُتَّخِذاً أَدَاة َ السَّاحِرِ
يا شاعِراً في طَرْفِهِ وبَهائِهِ
وجمالهِ عذبتَ قلبَ الشاعرِ !

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:18 PM

أغنيتَ عني غناءَ الماءِ في الشرقِ
( أبو تمام )


أغنيتَ عني غناءَ الماءِ في الشرقِ
وكنتَ منشيءِ وبلِ العارضِ الغدقِ
جددتْ لي أملاً كانتْ رواتعهُ
عَواكفاً قَبْلَها في مَطْلَبٍ خَلَقِ
لو كانَ خيمُ أبي يعقُوبَ في حَجَرٍ
صلدٍ لفاضَ بماءِ منه منبعقِ
ما منْ جميلٍ من الدنبا ولا حسن
إلا وأكثَرُه في ذلكَ الخُلُقِ
يا مِنَّة ً لك لَوْلا ما أُخَففُها
بهِ مِنَ الشُّكْر لم تُحْمَلْ ولم تُطَقِ
باللهِ أدفعُ عنيِّ حقَّ فادحها
فإنني خائفٌ منها على عُنُقِي

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:19 PM

أفنى وليلي ليسَ يفنى آخرهُ
( أبو تمام )


أفنى وليلي ليسَ يفنى آخرهُ
هاتا مواردهُ فأينَ مصادرهُ؟
نامتْ عيونُ الشامتينَ تيقناً
أنْ ليسَ يَهْجَعُ والهُمومُ تسامِرُهْ
أَسرَ الفِراقُ عَزاءَهُ وَنأى الّذي
قدْ كانَ يستحييهِ إذْ يستاسرهُ
لا شيءَ ضائرُ عاشقٍ، فإذا نأى
عَنْه الْحَبيبُ فَكُلُّ شيءٍ ضَائِرُهْ
يا أيهاذا السائلي أنا شارحٌ
لكَ غائبي حتى َّ كأنكَ حاضرهُ
إني ونصراً والرضا بجوارهِ
كالبَحْرِ لا يَبْغي سِوَاهُ مُجَاوِرُهْ
ما إنْ يَخافُ الخَذْلَ من أيَّامِهِ
أحدٌ تيقنَ أنَّ نصراً ناصرهُ
يَفْدِي أبَا العبّاسِ مَن لم يَفْدِهِ
مِنْ لائِميهِ جِذْمُهُ وعَنَاصِرُهْ
مسْتَنِفرٌ للمَادِحينَ، كأنَّما
آتيهِ يمدحهُ أتاهٌ يفاخرهُ
ماذا ترى فيمنْ رآكَ لمدحهِ
أهلاً وصارتْ في يديكِ مصايرهُ
قَدْ كابَرَ الأحْدَاثَ حتَّى كَذَّبَتْ
عَنْهُ ولكنَّ القَضَاءَ يُكابِرُهْ
مُرْ دَهْرَهُ بالكَف عَنْ جَنَبَاتِه
فالدَّهْرُ يَفْعَلُ صاغِراً ما تأمُرُهْ
لاتَنْسَ مَنْ لم يَنْسَ مدْحَك والمُنَى
تحتَ الدجى يزعمنَ أنكَ ذاكرهُ
أُبْكُرْ فَقَدْ بَكَرتْ عليْكَ بِمَدْحِهِ
غررُ القصائدِ خيرُ أمرٍ باكرهُ
لاقاكَ أولهُ بأولِ شعرهِ
فأهِبْ بأوَّلِهِ يَكُنْ لكَ آخِرُهْ
لاشَيءَ أَحْسَنُ مِنْ ثَنائيَ سَائراً
ونداكَ في أفقِ البلادِ يسايرهُ
وإذا الفتى المأْمُولُ أنجَحَ عَقْلَهُ
في نَفْسِهِ وَنَداهُ أنجَحَ شَاعِرُهْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:20 PM

أفنيتُ فيك معانيَ الشكوى
( أبو تمام )


أفنيتُ فيك معانيَ الشكوى
وَصفاتِ ما ألْقَى مِنَ البَلوَى
قلبتُ آفاقض الكلامِ فما
أبصرتني أغفلتُ عن معنى
وَأعُدّ ما لا أشْتَكي غَبناً،
فأعُودُ فيهِ مَرّة ً أُخْرَى
فلو أنّ ما أشكو إلى بشرٍ
لأرَاحَني مِنْ ذِلّة ِ الشّكوَى
لكنما أشكو إلى حجرٍ
تنبو المعاولُ عنهُ أو أقسى
ظَبْيٌ بِمَبْكاهُ وَمَضْحَكِهِ
فينا تنيرُ وتظلمُ الدنيا

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:21 PM

أفيكمْ فتى حيُّ فيخبرني عني
( أبو تمام )


أفيكمْ فتى حيُّ فيخبرني عني
بِما شَرِبَتْ مِشْروبَة ُ الرَّاحِ مِنْ ذِهْني
غدتْ وهيَ أولى من فؤادي بعزمتي
ورحتُ بما في الدنِّ أولى من الدنِّ
بُدورُ المُظْلِماتِ إِذا تَنَادَوْا
هي عزمة ٌ كالسيفِ إلا أنها
جعلتْ لأسبابِ الزمانِ قضوبا
لقدْ تركتني كأسها وحقيقتي
محالٌ وحقٌّ من فعاليَ كالظنِّ
يهدُّ أركانَ الجبالِ هدا
هي اختدعتني والغمامُ ولم أكنْ
بأَوَّلَ مَنْ أَهدَى التَّغَافُلَ لِلدَّجْنِ
إذا اشتَعَلَتْ في الطّاسِ والكاسِ نارُها
صليتُ بها منْ راحتي ناعمٍ لدنِ
قرينُ الصبا في وجنتيهِ ملاحة ٌ
ذَكَرْتُ بها أَيَّامَ يُوسُفَ في الحُسْنِ
إذا نحنُ أومأنا إليهِ أدارها
سُلافاً كماءِ الجَفْنِ وَهْيَ مِنَ الجِفْنِ
تقلبُ روحَ المرءِ في كلِّ وجهة ٍ
وتَدْخُلُ مِنْهُ حيثُ شاءَت بلا إِذنِ
ومسمعنا طفلُ الأناملِ عندَه
لنا كلُّ نوعٍ من قرى العينِ والأذنِ
لنا وَتَرٌ منه إذا ما استَحثَّه
فَصيحٌ ولَحْنٌ في أَمانٍ مِنَ اللَّحْنِ
وفي روضة ٍ نبتية ً صبغتْ لها
جَدَاوِلَها أَنْوَارُها صِبْغَة َ الدُّهْنِ
ظَلِلْنَا بها في جَنَّة ٍ غَابَ نَحْسُها
تذكرنا جناتُها جنة َ العدنِ
نَعِمْنَا بِها في بَيْتِ أَرْوَعَ ماجدٍ
مِنَ القَوْمِ آب لِلدَّناءَة ِ والأَفْنِ
فتى ً شقَّ من عود المحامدِ عودُه
كما اشتقَّ له اسماً منَ الحسنِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:23 PM

أقرمَ بكرٍ تباهي أيها الحفضُ
( أبو تمام )


أقرمَ بكرٍ تباهي أيها الحفضُ
ونجمها أيهذا الهالكُ الحرضُ
تُنْحِي على صَخْرة ٍ صَمَّاءَ تَحْسِبُها
عضواً خلتَ بهِ تبري وتنتحضُ
في شامتينِ هوَ الشري الجني لهمْ
والصابُ والشرقُ المسمومِ والحرضُ
مُخامِرِي حَسَدٍ ما ضَرّ غَيْرَهُمُ
كأنما هوَ في أبدانهم مرضُ
لا يهنءِ العصبة َ المحمرّ أعينها
بِثَغْر أرَّانَ هذا الحادِثُ العَرَضُ
أضحى الشَّجَا مُسْتَطِيلاً في حُلُوقِهِمِ
مِنْ بَعْدِ ما جَاذَبُوهُ وهْوَ مُعْتَرضُ
سهمُ الخليفة ِ في الهيجا إذ سعرتْ
بالبيضِ والتَفَّتِ الأحقابُ والغُرُضُ
بذلكَ السهمُ ذي النصلينِ قد حفزا
بريشِ نسرينَ يرمى ذلك الغرضُ
ظلُّ منَ اللهِ أضحى أمسِ منبسطاً
به على الثَّغْرِ فهْوَ اليَوْم مُنْقَبِضُ
لخالدٍ عوضٌ في كلِّ ناحية ً
منه، وليسَ لهُ منْ خالِدٍ عِوَضُ
لم تَنتِقضْ عرْوَة ٌ منه ولا سَبَبٌ
لكنَّ أمرَ بني الآمالِ ينتقضُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:25 PM

أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا
( أبو تمام )


أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا
وقرى ضيوفكَ لوعة ً ورسيسا
ولئِنْ حُبِسْتَ على البِلى لَقَدْ اغتَدَى
دمعي عليكَ إلى المماتِ حبيسا
فكأنَّ طَسماً قَبْلُ كانُوا جيرَة ً
بِكَ والعَماليقَ الأُلى وجَدِيسَا
وأرى ربعكَ موحشاتٌ بعدها
قَدْ كنتَ مأْلوفَ المَحَل أنِيسَا
وبلاقعاً حتّ كأنَّ قطينها
حَلَفوا يَمِيناً أَخْلَقَتْكَ غَمُوسَا
أَتُرَى الفِراقَ يَظُنُّ أني غافِلٌ
عَنْه وقد لمَستْ يَدَاه لِميسَا
رودٌ أصابتها النوى في خردٍ
كانتْ بدورِ دجنة ِ وشموسا
بيضٌ تَدُورُ عُيُونُهُنَّ إلى الصبَا
فكأنهنَّ بها يدرنَ كووسا
وكأنما أهدى شقائقهُ إلى
وجَنَاتِهِنَّ بها أبو قَابُوسَا
قدْ أوتيتَ منْ كلِ شيءٍ بهجة ٍ
ودداً وحسناً في الصبا مغموسا
لولا حداثتها وأني لا أرى
عَرْشاً لها لَظَنَنْتُهَا بِلْقيسَا
إيهاً دِمشْقُ فقَدْ حَوَيْتِ مَكارِماً
بأبي المغيثِ وسؤدداً قدموسا
وأَرَى الزَّمانَ غَدا عليِكِ بِوجْهِهِ
جذلانَ بساماً وكانَ عبوسا
قدْ بوركتْ تلكَ البطونُ وقدستْ
تِلْكَ الظُّهُورُ بِقُرْبِهِ تَقْدِيسَا
فَصَنِيعَة ٌ تُسْدَى وخَطْبٌ يُعْتلى
وعظيمة ٌ تكفى وجرحٌ يوسى
الآن أمستْ للنفاقِ وأصبحتْ
عُوراً عُيونٌ كنَّ قَبْلَكَ شُوسَا
وتركتَ تلكَ الأرضَ ظلاً سجسجاً
مِنْ بَعْدِ ماكادَتْ تَكونُ وَطِيسَا
لم يَشْعُروا حتى طَلَعْتَ عليْهِمِ
بَدْراً يَشُقُّ الظُّلْمَة الْحِنْديسَا
ما في النجومِ سوى تعلة ً باطلٍ
قَدُمَتْ وأُسسَ إفْكُهَا تَأْسِيسَا
إنَّ الملوكَ همُ كواكبنا التي
تخفى وتطلعُ أسعداً ونحوسا
فَتنٌ جَلَوْتَ ظَلامَها مِنْ بَعْد ما
مَدُّوا عُيوناً نَحْوها وَرُؤُوسا
حَرْبٌ يَكونُ الجَيْشُ فَضْلَ صَبُوحِها
ويكونُ فضلُ عبوقها الكردوسا
غرمُ امرىء ٍ منْ روحهِ فيها إذا
ذُو السلْمِ أُغْرِمَ مَطْعماً ولَبُوسَا
كم بينَ قومٍ إنما نفقاتهم
مَالٌ وقَوْمٍ يُنفِقَونَ نفُوسَا!
سارَ ابنُ إبراهيم موسى سيرة ٌ
سكنَ الزمانُ لها وكانَ شموسا
فأقرَ واسطة َ الشآمِ وأنشرتْ
كفاهُ جوراً لم يزلْ مرموسا
كانتْ مَدِينَة ُ عَسْقَلانَ عَرُوسَها
فغَدَتْ بِسيرته دِمشْقُ عَرُوسَا
مِنْ بَعْد ما صَارت هُنَيْدة ُ صِرْمَة ً
والبَدْرَة ُ النَّجلاءُ صَارَتْ كِيسَا
فكأنهم بالعجلِ ضلوا حقبة ً
وكأنَّ موسى إذْ أتاهمُ موسى
وستشكرُ النعمى التي صنعتْ ولا
نِعَمٌ كنُعْمَى أنقذَتْ مِنْ بُوسَى
ألْوَى يُذِلُّ الصَّعْبَ إنْ هو سَاسَهُ
ويُلينُ جانِبَهُ إذا ما سيسَا
ولِذَاكَ كانُوا لا يُرأَّسُ منهُمُ
منْ لم يجربْ حزمهُ مرؤوسا
مَنْ لم يَقُدْ فَيطِيرَ في خَيْشُومِهِ
رهجٌ الخميسِ فلنْ يقودَ خميسا
أعطِ الرياسة َ منْ يديكَ فلم تزلْ
مِنْ قبْلِ أنْ تُدْعَى الرئيسَ رئيسَا
ماذا عسَيْتَ ومِنْ أمَامِكَ حَيَّة ٌ
تَقِصُ الأُسُودَ ومِنْ وَرائِكَ عِيسَى
أسدانِ شدا منْ دمشقَ وذللاً
مِنْ حِمْصَ أَمْنَعَ بَلْدَة ٍ عِريسَا
تخذَ القنا خيساً فإن طاغٍ طغى
نَقَلا إلى مَغْناهُ ذَاكَ الْخِيسَا
أَسْقِ الرَّعيَّة َ مِنْ بَشَاشَتِكَ التي
لو أنها ماءٌ لكانَ مسوسا
إنَّ الطلاقة َ والندى خيرٌ لهمْ
مِنْ عِفَّة ٍ جَمَسَتْ عَلَيْكَ جُمُوسَا
لو أنَّ أَسْبَابَ العَفافِ بلا تُقى ً
نَفعَتْ لقد نَفَعتْ إذاً إبْليسَا
هذي القوافي قدْ أتينكَ نزعاً
تَتجسَّمُ التَّهْجيرَ والتَّغليسَا
مِنْ كُل شَارِدَة ٍ تُغادِرُ بَعْدها
حظَّ الرجالِ منَ القصيدِ خسيسا
وجَدِيدَة المَعْنَى إذا مَعْنَى التَّي
تَشْقَى بها الأسْماعُ كان لَبِيسَا
تلهو بعاجلِ حسنها وتعدها
عِلْقاً لأعجازِ الزَّمانِ نَفِيسَا
مِنْ دَوحة ِ الكَلمِ التي لم تَنْفَكِكْ
يمسي عليكَ رصينها محبوسا
كالنَّجْمِ إنْ سَافرْتَ كان مُوَاكِبا
وإذا حططتْ الرحلَ كانَ جليسا
إنَّا بَعَثْنَا الشعْرَ نَحْوَكَ مُفْردَاً
وإذا أَذِنْتَ لنا بَعْثنا العِيسَا
تَبْغي ذُراكَ إذا آسِنَّة ُ قَعْضَبٍ
أردينَ عريفَ الوغى المريسا

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:26 PM

أقْلَقَ جَفْنَ العَيْنَيْنِ عَنْ غُمُضِهْ
( أبو تمام )


أقْلَقَ جَفْنَ العَيْنَيْنِ عَنْ غُمُضِهْ
وشَدَّ هذَا الحَشَا على مَضَضِهْ
شَجاً بما عَنَّ للأميرِ أبي العَبَّا
سِ أَمْسَى نَصْباً لِمُعْتَرِضِهْ
لِبَاسِطِ البَاعِ رَحْبهِ وَاجِبِ الْحَقّ
م على العَالمِينَ مُفْتَرَضِهْ
مِنَ الأُلى نَسْتَجيرُ مِنْ شَرَقِ الدّهـ
رِ بهمْ إنْ ألمَّ أوْ جرضهْ
صَاغَهُمُ ذُو الجَلاَلِ مِنْ جوهرِ المجْـ
ـدِ وصَاغَ الأنَامَ مِنْ عَرَضِه
إذا رَمَوْا عُرْوَة ً إليْكَ فقَدْ
أتيتَ حوضَ الأنامِ منْ فرضهْ
سهمٌ منَ الملكِ لا يضيعهُ
بَادِيهِ حتَّى يَهتَزَّ في غَرَضِهْ
صحته صحة ُ الرجاءِ لنا
في حِينِ مُلْتَاثِهِ ومُنْتَقَضِهْ
وإنْ يَجِدْ عِلَّة ً نُعَمُّ بِها
حتى ترانا نعادُ منْ مرضهْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:28 PM

ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
( أبو تمام )


ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
فإنْ تَكُ مِجْزاعاً فما البَيْنُ جازِعُ
هو الربيعُ من اسماءَ والعامُ رابعٌ
لهُ بلوى خبتٍ فهل أنتَ رابعُ
ألا إنَّ صَبْرِي مِنْ عَزائي بَلاقِعٌ
عشيّة َ شاقتني الديارُ البلاقعُ
كأنَّ السَّحَابَ الغُرَّ غَيَّبْنَ تَحتَها
حَبيباً فما تَرْقَا لَهُنَّ مَدَامِعُ
ربى ً شفعت ريحُ الصبا لرياضها
إلى الغيثِ حتى جادها وهو هامعُ
فَوجْهُ الضَّحَى غَدْواً لهنَّ مُضَاحِكٌ
و جنبث الندى ليلاً لهنَّ مضاجع
كساك من الأنوارِ أصفرُ فاقعُ
و ابيضُ نصاعٌ وأحمرُ ساطعُ
لئن كان أمسى شملُ وحشيك جامعاُ
لقد كَانَ لي شَمْلٌ بِأُنْسِكِ جامِعُ
أُسيءُ على الدَّهْرِ الثناءَ فقَدْ قَضَى
عليَّ بجورٍ صرفهُ المتتابعُ
أيرضخنا رضخَ النوى وهو مصمتٌ
و يأكلنا أكل الدبى وهو جائعُ
و إني إذا ألقى بربعيَ رحلهُ
لأُذعِرُهُ في سِرْبِهِ وهْوَ راتِعُ
أبو مَنْزِلِ الهّم الذي لو بَغَى القِرَى
لَدَى حَاتِمٍ لم يُقْرِهِ وهْوَ طائِعُ
اذا شرعت فيهِ الليالي بنكبة ٍ
تمزقن عنهُ وهو بالصبرِ دارعُ
و ان أقدمت يوماُ عليه رزية ٌ
تَلقَّى شَبَاها وهو بالصَّبْرِ دَارِعُ
لهُ هممٌ ما إن تزالُ سيوفها
قواطعَ لو كانت لهنَّ مقاطع
ألا إنَّ نفسَ الشعرِ ماتت وإن يكن
عداها حمامُ الموتُ فهي تنازعُ
سأبكي القوافي بالقوافي فإنها
عليها- ولم تَظْلِمْ بِذاك- جَوَازِعُ
أراعي مظلاتِ المروءة ِ مهملٌ
وحافِظُ أيَّامِ المَكارِمِ ضَائِعُ !
وعاوٍ عَوَى والمَجْدُ بَيْني وَبينَه
له حَاجِزٌ دُوني ورُكْنٌ مُدَافَعُ
ترقت مناهُ طودَ عزٍ لو ارتقت
بهِ الرّيحُ فِتْراً لانْثَنَتْ وهْيَ ظَالِعُ
أنا ابنُ الذينَ استرضعَ الجودُ فيهم
و سميَ فيهم وهو كهلٌ ويافعُ
سَما بيَ أَوْسٌ في السَّماءِ وحاتِمٌ
وزيْدُ القَنا والأثْرَمانِ ورَافِعُ
و كان إياسٌ ما اياسٌ وعارفٌ
و حارثة ٌ أوفى الورى والأصابعُ
نُجومٌ طوالِيعٌ جِبالٌ فَوارِعٌ
غيوثٌ هواميعٌ سيولٌ دوافعُ
مَضَوْا وكأَنَّ المَكْرُمَاتِ لَدَيْهمُ
لكثرة ما أوصوا بهنَّ شرائعُ
فأيُّ يدٍ في المحلٍ مدت فلم يكن
جُنُوبُ فُيُولٍ ما لَهُنَّ مَضَاجِعُ
همُ استودعو المعروفَ محفوظَ مالنا
فضاع وما ضاعت لدينا الودائعُ
بَهاليلُ لَوْ عَايَنتَ فَضْلَ أَكُفَّهمْ
لأيقنت أنّ الرزقَ في الأرضِ واسعُ
إذا خَفَقَتْ بالبَذْلِ أَرواحُ جُودِهِمْ
حداها الندى واستنشقتها المطامعُ
رياحٌ كريحِ العنبرِ الغضِّ في الندى
ولكنَّها يومَ اللَّقَاءِ زَعازعُ
إِذا طَيىء ٌ لم تَطْوِ مَنْشُورَ بَأْسِها
فأنفُ الذي يهدي لها السخطَ جادعُ
هِيَ السّمُّ ما يَنْفَكُّ في كل بلدة ٍ
تَسِيلُ بِهِ أَرماحُهمْ وهْوَ ناقِعُ
أصارت لهم أرضَ العدوِّ قطائعاً
نفوسٌ لحدِّ المرهفاتِ قطائعُ
بكلِّ فتى ً ما شابَ منروعِ وقعة ٍ
و لكنهُ قد شبنَ منهُ الوقائعُ
اذا ماأغاروا فاحتووا مالَ معشرٍ
أغارت عليهم فاحتوتهُ الصنائعُ
فتعطي الذي تعطيهم الخيل والقنا
أكفٌّ لا رثِ المكرماتِ موانعُ
همُ قوّموا درءَ الشآمِ وأيقظوا
بِنَجْدٍ عُيونَ الحَرْبِ وهْيَ هَواجعُ
يَمدُّونَ بالبيضِ القَواطِعِ أَيْدِياً
وهُنَّ سَواءٌ والسُّيُوفُ القَواطِعُ
إِذا أَسَرُوا لم يَأْسُرِ البأْسُ عَفْوَهُم
و لم يمسِ عانٍ فنهمِ وهو كانعُ
إذا أطلقوا عنهُ جوامعَ غلهِ
تيقنَّ أنّ المنَّ أيضاً جوامعُ
وإِنْ صارَعُوا في مَفْخَر قامَ دُونَهُمْ
و خلفهم بالجدِّ جدَّ مصارعُ
عَلَوْا بِجُنُوبٍ مُوجَدَاتٍ كأنَّها
جنوبٌ قبولٌ ما لهنَّ مضاجعُ
كشفتُ قناعَ الشعرِ عن حرِّ وجههِ
وَطَيَّرْتُه عَنْ وَكْرِهِ وهْوَ وَاقِعُ
بعزٍّ يراها من يراها بسمعهِ
فيَدنو إِليها ذُو الحِجَى وهْوَ شاسِعُ
يودُّ وداداً أنَّ أعضاءَ جسمهِ
إِذا أُنْشِدَتْ شَوْقاً إِليها مَسامَعُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:29 PM

ألا يا خليليَّ اللذينِ كلاهما
( أبو تمام )


ألا يا خليليَّ اللذينِ كلاهما
يلبيك عندَ النائباتِ نجيبُ
أعِيناعلى ظَبْيٍّ جُعِلْتُ نَصِيبَهُ
ومالِيَ فيهِ ما حَييتُ نَصيبُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:29 PM

ألانَ خليتِ الذؤبانُ في الغنمِ
( أبو تمام )


ألانَ خليتِ الذؤبانُ في الغنمِ
وصِرْتَ أَضيعَ مِنْ لَحْمٍ على وَضَمِ
قدْ كنتَ تحكي حطيطاً صالحاً فغدتْ
فَخْذاكَ أكتبَ مِنْ كَفَّيكَ بالقَلَمِ!
وكنتُ أدعوكَ عبدَالله قَبْلُ فقَدْ
أصبحتُ أدعوكَ زيداً غيرَ محتشمِ
وَاجَرْتَ جُوداً بما قَدْ كنتَ تَمنعُه
ما كلُّ جودِ الفتى يدني منَ الكرمِ !
إنْ أبلَ فيكَ بأنْ أصبحتَ منتهباً
فالمرءُ قد يبتلى في صالحِ الحرمِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 10:30 PM

ألاَ تَرَى ما أصدَقَ الأنواءَ
( أبو تمام )


ألاَ تَرَى ما أصدَقَ الأنواءَ
قَدْ أفنَتِ الحَجْرَة واللَّلأوَاءَ؟
فلَوْ عصَرْتَ الصَّخْرَ صارَ ماءَ
مِنْ لَيْلة ٍ بِتْنا بِها لَيْلاءَ
ان هي عادت ليلة ً عداءَ
أصبحَتِ الأرْضُ إِذَنْ سَماءَ

ناريمان الشريف 01-20-2011 10:20 PM

ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
( أبو تمام )


ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
نوى تقلِّبُ دوني طرفَ ثعبانِ
تَوَاتَرتْ نَكَبَاتُ الدَّهْرِ تَرشُقُني
مِنْ كل صائبة ٍ عَنْ قَوْسِ غَضْبَانِ
مَدَّتْ عِنَانَ رَجائي فاستَقَدْتُ لهُ
حتَّى رمَتْ بيَ في بَحْرِ ابنِ حَسَّانِ
بَحْرٌ مَنَ الجودِ يَرمي مَوْجُهُ زَبَداً
حبابُهُ فضة ٌ زينتْ بعقيانِ
لَوْلا ابنُ حَسَّانَ مَاتَ الجُودُ وانتَشَرت
مَنَاحِسُ البُخْلِ تَطْوِي كُلَّ إحسَانِ
لمَّا تواترتِ الأيامُ تعبثُ بي
وأسقَطتْ ريحُهَا أورَاقَ أغصَاني
وَصَلْتُ كَفَّ مُنًّى بكف غِنًى
فارقتُ بينهما همي وأحزاني
حتى لبستُ كسى لليسرِ تنشرها
على اعتساري يدٌ لمْ تسهُ عن شاني
يدٌ من اليسر قدَّتْ حلتي عسري
حتى مشى عُسُري في شخصِ عريانِ
وَصَالَحَتْني اللَّيالي بَعْدما رَجَحَتْ
على سروري غمومي أيَّ رجحانِ
فاليوم سالمني دهري وذكرني
مَنَ المَدَائِح ماقَدْ كانَ أنسَاني!
ثُمَّ انتَضتْ لِلعِدَا الأَيَّامُ صَارِمَها
واستقَبَلْتها بوَجهٍ غَيْرِ حُسَّانِ
سأبعثُ اليومَ آمالي إلى ملكٍ
يَلقَى المَدِيح بقَلْبٍ غَيْر نَسْيَانِ
تَفَاءَلَتْ مُقْلَتِي فيهِ إذا اختَلَجَتْ
بالخيرِ من فوقَها أشفارُ أجفاني
يا مَنْ بهِ بَدُنَتْ مِنْ بعدِما هَزُلَتْ
مني المنى وأرتني وجهَ خسراني
كنْ لي مجيراً من الأيام إنَّ لها
يداً تفحصُ عن سري وإعلاني
يابنَ الأَكارمِ والمَرْجُو مِنْ مُضَر
إذا الزمانُ جلا عن وجهِ خوَّان
إليكَ ساقتنيَ الآمالُ يجنبها
سَحَابُ جُودِكَ مِنْ أَرْضِي وأَوطَاني!

ناريمان الشريف 01-20-2011 10:21 PM

ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
( أبو تمام )


ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
وأن ينظمَ الشملَ المشتتَ ناظمُ؟!
لَئِنْ أَرْقَأَ الدَّمْعَ الغَيُورُ وقَدْ جَرَى
لقدْ رويتْ منهُ خدودٌ نواعمُ
لقد كان ينسى عهدَ ظمياءَ باللوى
ولكن أملَّتْهُ عليه الحمائمُ
بعثنَ الهوى في قلبِ من ليسَ هائماً
فقل في فؤادٍ رعنهُ وهوَ هائمُ
لها نغمٌ ليستْ دموعاً فإن علتْ
مَضَتْ حَيْثُ لاتمْضي الدُّمُوعُ السَّواجمُ
أما وأبيها لو رأتني لأيقنتْ
بطولِ جوى ينفض منه الحيازمُ
رأَتْ قَسَماتٍ قَدْ تَقسَّم نَضْرَها
سُرَى اللَّيْلِ والإسآدُ فَهْي سَوَاهِمُ
وتَلْويحَ أجسَامٍ تَصَدَّعُ تحتَها
قُلُوبٌ رِياحُ الشَّوْق فيها سَمَائِمُ
ينالُ الفتى من عيشهِ وهو جاهلٌ
ويُكْدِي الفَتَى في دَهْرِهِ وَهْوَ عَالِمٌ
ولَوْ كانَتِ الأرزَاقُ تَجْري على الحِجَا
هلكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ
جَزَى اللَّهُ كَفّاً مِلْؤها مِنْ سَعَادة ٍ
سعَتْ في هلاكِ المالِ والمالُ نائمُ
فلم يجتمعْ شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ
ولا المَجْدُ في كَف امْرئٍ والدَّرَاهِمُ
ولَمْ أَرَ كالمَعْرُوفِ تُدْعَى حُقُوقُه
مَغَارمَ في الأقَوام وَهْيَ مَغَانِمُ
ولا كالعُلَى مالَمْ يُرَ الشعْرُ بَيْنها
فكَالأرضِ غُفْلاً ليسَ فِيها مَعالِمُ
وما هو إلا القولُ يسري فتغتدي
لَهُ غُرَرٌ في أَوْجُهٍ ومَوَاسِمُ
يُرى حِكْمَة ً مافيهِ وهْوَ فُكَاهَة ٌ
ويُقْضِي بما يَقْضِي بهِ، وهْوَ ظَالِمُ
إلى أحمدَ المحمودِ رامتْ بنا السرى
نواعِبُ في عَرْضِ الفلا ورَوَاسمُ
خَوَانِفُ يَظْلِمْنَ الظَّلِيم إذا عَدَا
وسيجَ أبيهِ وهوَ للبرقِ شائمُ
نجائبُ قدْ كانتْ نعائمَ مرة ً
مِنَ المَر أَوْ أُمَّاتُهُنَّ نَعَائِمُ
إلى سالمِ الأخلاقِ من كلِّ عائبٍ
وليسَ لهُ مالٌ على الجودِ سالمُ
جَديرٌ بأَنْ لا يُصْبِحَ المَالُ عِنْدَهُ
جَدِيراً بأن يَبْقَى وفي الأرض غَارمُ
ولَيْسَ ببَانٍ لِلعُلى خُلُقُ امرئ
وإنْ جلَّ إلاَّ وهْوَ لِلمَالِ هَادِمُ
لهُ من إيادٍ قمة ُ المجدِ حيثما
سَمتْ وَلها مِنْه البِنَا والدَّعَائِمُ
أناسٌ إذا راحوا إلى الروعِ لم تَرُح
مسالمة ً أسيافهمْ والجماجمُ
بَنُو كُل مشْبُوحِ الذرَاعِ إِذَ القَنَا
ثَنَت أَذْرُعَ الأبطال، وَهْيَ مَعَاصِمُ
إذا سيفهُ أضحى على الهامِ حاكماً
غدا العفو منه وهو في السيفِ حاكمُ
أَخَذْت بأعضَادِ العُرَيْب وقَدْ خَوَتْ
عُيُونٌ كَلِيلاتٌ وذَلَّتْ جَمَاجِمُ
فأضحوا لوِ استطاعوا لفرطِ محبة ٍ
لقد علقتْ خوفاً عليكَ التمائمُ
ولو علم الشَّيْخَانِ أدٌّ ويعرُبٌ
لسرت إذنْ تلكَ العظامُ الرمائمُ
تلاقى بك الحيانِ في كلِّ محفلٍ
جليلٍ وعاشتْ في ذراكَ العماعمُ
فما بالُ وَجْهِ الشعرِ أغْبَرَ قاتماً
وأنفِ العُلى من عطلة ِ الشّعرِ راغمُ
تَدَاركْهُ إِنَّ المَكرُمَاتِ أصابعٌ
وإِنَّ حُلَى الأشعار فيها خَوَاتِمُ
إذا أنتَ لمْ تحفظْهُ لَمْ يَكُ بدْعَة ً
ولا عَجباً أن ضَيَّعَتْهُ الأعَاجمُ
فقدْ هزَّ عطفيهِ القريضُ توقعاً
لِعَدْلِكَ مُذْ صَارَتْ إليكَ المَظَالِمُ
ولولا خلالٌ سنها الشعرُ ما درى
بغاة ُ الندى من أين تؤتى المكارمُ

ناريمان الشريف 01-20-2011 10:22 PM

أما إنه لولا الخليطُ المودعُ
( أبو تمام )


أما إنه لولا الخليطُ المودعُ
وربعٌ عفا منه مصيفٌ ومربعُ
لَرُدَّتْ على أعقَابِها أَرْيحيَّة ٌ
منَ الشوقِ واديها منَ الهمِّ مترعُ
لحقنا بأخراهم وقدْ حومَ الهوى
قُلُوباً عَهِدْنا طَيرَها وَهْيَ وُقَّعُ
فردتْ علينا الشمسُ والليلُ راغمٌ
بشمسٍ لهم منْ جانب الخدرِ تطلعُ
نضَا ضَوْءُ هَا صِبْغَ الدُّجنَّة ِ فانطَوَى
لبهجتها ثوبُ السماء المجزعُ
فواللهِ ما أدري أأحلامُ نائمٍ
أَلَمَّتْ بنا أَمْ كانَ في الرَّكْبِ يُوشَعُ
وعَهْدِي بها تُحْيِي الهَوَى وتُمِيتُه
وتشعبُ أعشارَ الفؤادِ وتصدعُ
وأقرَعُ بالْعُتْبَى حُميَّا عِتَابها
وقدْ تستقيدُ الراحَ حينَ تشعشعُ
وتَقْفُو إلى الجَدْوَى بجَدْوَى وإنَّما
يروقكَ بيتُ الشعرِ حينَ يصرعُ
أَلَمْ تَرَ آرَامَ الظبَاءِ كأنَّما
رأتْ بيَ سيدَ الرملِ والصبحُ أدرعُ
لئن جزعَ الوحشيُّ منها لرؤيتي
لإنْسِيُّها من شَيْبِ رَأْسِيَ أجْزَعُ
غذا الهمُّ مختطاً بفودي خطة ً
طريقُ الردى منها إلى النفس مهيعُ
هو الزورُ يجفى ، والمعاشرُ يجتوى
وذُو الإلْفِ يُقْلى ، والجَديدُ يُرَقَّعُ
لَهُ مَنْظرٌ في العَيْنِ أبيضُ ناصعٌ
ولكنهُ في القلبِ أسودُ أسفعُ
ونَحْنُ نُزَجَّيهِ على الكُرْهِ والرضَا
وأَنْفُ الفَتَى مِنْ وَجهِهِ وهْوَ أَجْدَعُ
لقَدْ سَاسَنا هذا الزَّمانُ سياسَة ً
سُدًى لم يَسُسْها قَطُّ عَبْدٌ مُجَدَّعُ
تروحُ علينا كلَّ يومٍ وتغتدي
خطوبٌ كأنَّ الدهرَ منهنَّ يصرعُ
حلتْ نظفٌ منها لنكسٍ وذو النهى
يدافُ له سمٌّ منَ العيش منقعث
فإنْ نكُ أهملنا فأضعفْ بسعينا
وإنْ نَكُ أُجْبِرْنا فَفيمَ نُتَعْتِع
لقد آسفَ الأعداءَ مجدُ ابن يوسفٍ
وذو النقصِ في الدنيا بذي الفضلِ مولعُ
أخذْت بحبلٍ مِنْه لمَّا لَوَيْتُه
عل مررِ الأيامِ ظلتْ تقطعُ
هو السيلُ إنْ واجهته انقدتَ طوعهُ
وتقتادهُ منْ جانبيهِ فيتبعُ
ولمْ أرَ نفعاً عندَ منْ ليسَ ضائراً
ولَمْ أَرَ ضَرّاً عنْدَ مَنْ ليسَ يَنْفَعُ
يَقُولُ فَيُسمِعُ ويمْشِي فيُسْرعُ
ويَضربُ في ذَاتِ الإلهِ فَيُوجعُ
ممرٌّ لهُ منْ نفسهِ بعضُ نفسهِ
وسائرها للحمدِ والأجرِ أجمعُ
رَأَى البُخْلَ مِنْ كُلٍّ فَظِيعاً فَعَافهُ
على أَنَّهُ مِنْه أَمَرُّ وأَفْظَعُ
وكلُّ كسوفٍ في الداراريَّ شنعة ٌ
ولكنهُ في الشمسِ والبدرِ أشنعُ
معادُ الورى بعدَ المماتِ وسيبهُ
معادٌ لنا قبلَ المماتِ ومرجعُ
لهُ تالدٌ قدْ وقؤَ الجودُ هامهُ
فقرتْ وكانتْ لاتزالُ تفزعُ
إذا كَانَتِ النُّعْمَى سَلُوباً مِن امْرئٍ
غدتْ منْ خليجيْ كفه، وهيَ متبعُ
وإنْ عثرتْ سودُ الليالي وبيضها
بوحْدَتِهِ أَلفيْتَها وَهْيَ مَجْمَعُ
وإِنْ خَفَرَتْ أَمْوَالَ قَوْمٍ أَكُفُّهُمْ
منَ النيلِ والجدوى فكفاهُ مقطعُ
ويَوْمٍ يَظَلُّ العِزُّ يُحْفَظُ وَسْطَهُ
بسمرِ العوالي والنفوسُ تضيعُ
مصيفٍ منَ الهيجا ومنْ حاجم الوغى
ولكنَّه مِنْ وابِلِ الدَّمِ مَرْبَعُ
عَبُوسٍ كَسَا أَبْطَالَهُ كُلَّ قَوْنَسٍ
يُرَى المرْءُ مِنْهُ وهْوَ أَفرَعُ أَنْزَعُ
وأَسمَرَ مَحْمَر العَوَالي يَوُمُّهُ
سنانٌ بحبات القلوبِ ممتعُ
منَ اللاءِ يشربنَ النجيعَ من الكلى
غريضاً، ويَرْوَى غَيْرُهُنَّ فيَنْقَعُ
شققتَ إلى جبارهِ حومة َ الوغى
وقنعتهُ بالسيفِ وهو مقنعُ
لَدَى سندبايا والهضَابِ وأَرْشَقٍ
وموقانِ والسمرُ اللذانُ تزعزعُ
وأبرَشتويمٍ والكذاجِ وملتقى
سنابكها والخيلُ تردي وتمزعُ
غَدَتْ ظُلَّعاً حَسْرَى وغَادَرَ جَدُّها
جُدُودَ أُناسٍ وِهْي حَسْرَى وظَلَّعُ
هَوَ الصُّنْعُ إِنْ يَعْجَلْ فنَفْعٌ وإِنْ يَرِثْ
فللريثُ في بعضِ المواطنِ أسرعُ
أَظَلَّتكَ آمالي وفي الْبطْشِ قُوَّمٌ
وفي السَّهْمِ تَسْديدٌ وفي القَوْسِ مَنْزَعُ
وإنَّ الغنى لي إنْ لحظتُ مطالبي
مِنَ الشَّعْرِ، إلاّ في مَدِيحكَ، أَطْوَعُ
وإنكَ إنْ أهزلتَ في المحلِ لم تضعْ
ولم ترعَ إنْ أهزلت والروضُ ممرعُ
رأيتُ رجائي فيكَ وحدكَ همة ً
ولكنهُ في سائرِ الناسِ مطمعُ
وكمْ عاثرٍ منا أخذتَ بضبعهِ
فأضحى له في قلة ِ المجدِ مطلعُ
فصارَ اسمهُ في النائباتِ مدافعاً
وكانَ اسمُه مِنْ قبْلُ وهْوَ مُدَفَّعُ
وما السَّيْفُ إلاّ زُبْرَة ٌ لو تَرَكْتَهُ
على الخلقة ِ الأولى لما كانَ يقطعُ
فَدُونَكَها لَوْلا لَيَانُ نَسِيبِها
لَظَلَّتْ صِلابُ الصَّخْرِ مِنْهَا تَصدَّعُ
لها أخواتٌ قبلها قد سمعتها
وإنْ لم تَزعْ بي مُدَّة ً فسَتَسْمَعُ

ناريمان الشريف 01-20-2011 10:23 PM

أما والذي أعطاك بطشاً وقوة ً
( أبو تمام )


أما والذي أعطاك بطشاً وقوة ً
عليَّ وأزرَى بي وَضَعَّفَ مِنْ بَطْشي
لقَدْ خَلَقَ اللَّهُ الهَوَى لكَ خالِصاً
ومَكَّنَهُ في الصَّدْر مني بلا غِش
سلِ الليلَ عني هل أذوقُ رقادهُ
و هل لضلوعي مستقرٌّ على فرشي
عناءٌ بمن لو قال للشمس أاقبلي
للبَّتهُ أو جاءت على رغمها تمشي
قَضِيبٌ مِنَ الريْحانِ في غيرِ لوْنِهِ
و أمُّ رشاً في غير اكراعها الخمشِ

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:28 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 

أما والذي غشى المباركَ خزية ً ( أبو تمام )


أما والذي غشى المباركَ خزية ً

يُغَني على الأيَّامِ رَكِبٌ بها رَكْبَا

لقدْ ظَلَّ مُقرانٌ يَحُكُّ بعِرضِه

قوافي شعرٍ لو تدبرها جربا

إذا ما عَصَتْ مَنْ رَامَها وسمَا لها

أطاعَتْ فَتَى عَضْباً يَسُوسُ حِجاً عَضْباً

رجا أنْ ينجيه خساسة ُ قدرهِ

ولم يدرِ أنَّ الليثَ يفترسُ الكلبا

أمُقْرَانُ كمْ قِرْنٍ لَقِيتَ بمشهدٍ

فكانَ به رفعاً وكنتَ به نصبا !

تراهُ إذا ما جئته متهللاً

إليْكَ ومسروراً كَأنْ قَدْ رَأَى زُبَّا

غليظٌ مَجَاري فِكْرِهِ لوْ ضَرَبْتُه

على ما بَدَا لي منهُ لم يفْهَم الضَّرْبا

إذا كانَ وَجْهُ المَرْءِ يَبْساً فإنَّه

يُقاسِي عِجاناً لا امتراءَ بهِ رَطْبَا

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:32 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 

أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم ( أبو تمام )


أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم

ومهما يدمْ فالوجدُ ليس بدائمِ

أمالكُ إفراطُ الصبابة ِ تاركٌ

جناً واعوجاجاً في قناة ِ المكارمِ

تأمَّلْ رويداً هلْ تعُدَّنَّ سالماً

إلى آدمٍ أَمْ هَلْ تَعُدُّ ابنَ سَالِمِ

مَتَى تَرْعَ هذا الموتَ عَيْناً بَصِيرَة ً

تجدْ عادلاً منهُ شبيهاً بظالمِ

وإِن تَكُ مَفجُوعاً بأَبيضَ لم يَكُنْ

يَشُدَّ على جَداوهُ عقْدَ التَّمائِمِ

بِفَارِسِ دُعْمِي وهَضْبَة ِ وائِلٍ

وكوكبِ عتابٍ وجمرة هاشمِ

شَجَا الريحَ فازدَادَتْ حَنيناً لِفَقْدِهِ

وأحدثَ شجواً في بكاءِ الحمائمِ

فمنْ قبلهِ ما قدْ أصيبَ نبينا

أبو القاسمِ النورُ المبينُ بقاسمِ

وقَالَ عليٌّ في التَّعازِي لأِشعَثٍ

وخافَ عليْهِ بَعْضَ تلكَ المآثِمِ

وللطرفاتِ يومَ صفينَ لم يمتْ

خُفَاتاً ولا حُزناً عُدِيُّ بن حاتِمِ

خلْقنا رجالاً للتصبُّر والأسى

وتلكَ الغواني للبُكا والمآتمِ

وأيُّ فتًى في الناس أَحرَضُ من فَتًى

غدا في حفاراتِ الدموعِ السواجمِ

وهَلْ من حَكيمٍ ضَيَّعَ الصَّبرَ بعدَمَا

رَأَى الحُكَمَاءُ الصَّبْرَ ضَربَة َ لازِمِ!

ولم يَحْمدُوا مِنْ عالِمٍ غَيْر عامِلِ

خلافاً ولا من عامل غير عالِمِ

رأوا طُرقات العجز عوجاً قطيعة ً

وأقطَعُ عَجْزٍ عِندَهم عَجْزُ حازمِ

فلا بَرِحَتْ تَسْطُو رَبيعة ُ مِنكُمُ

بأرقمَ عطافٍ وراءَ الأراقمِ

فأنتَ وصنواكَ النصيرانِ إخوة ٌ

خلقتمٍ سعوطاً للأنوفِ الرواغمِ

ثلاثة ُ أركانٍ وما أنهدَّ سؤددُ

إذا ثبتتْ فيهِ ثلاثُ دعائمِ

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:34 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 
أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى ( أبو تمام )


أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى

فيها وراءُ الحرِّ يوم ظمائِهِ

أنتَ الذي لا تُعذَلُ الدنيا إذا

ما النائباتُ صفحنَ عنْ حوبائهِ

لو كانَ يغنى حازمٌ عن واعظ

كنتَ الغنيَّ بخزمِهِ وذكائهِ

لستَ الفتى إنْ لم تعرِّ مدامعاً

من مائها والوجدُ بعدُ بمائِهِ

وإذَا رأَيتَ أَسى امرئٍ أوْ صَبْرَه

يوماً فقدْ عاينتَ صورة َ رائهِ

إني أرى تربَ المروءة ِ باكياً

فأكادُ أبكي معظماً لبكائهِ

حَقٌّ على أَهْلِ التَّيقُّظِ والحِجَى

وقَضَاءُ طَبٍّ عالمٍ بِقَضَائِهِ

أَلاَّ يُعزَّى جَاذِعٌ بِحَمِيمهِ

حتَّى يُعزَّى أوَّلاً بِعَزائِهِ

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:36 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 
أمسكْ بل استمسكْ لوقعِ هياجي ( أبو تمام )


أمسكْ بل استمسكْ لوقعِ هياجي

فلتسأمنَّ عذوبتي وأجاجي !

دَعْ ما مَضَى واستأنفِ العَدَدَ الذي

ضَيَّعْتَه يا مُحْصِيَ الأموَاجِ

فلَقَدْ أَجِمْتَ عَداوتي مَمْزُوجة ٌ

ولأُسعِطّنكها بغير مِزاجِ

يا ابنَ الخَبِيثَة ِ لا تَعرض صَخْرَة ً

صماءَ من مجدي بعرض زجاجِ

أصبحتَ نيَّ العقلِ فاصلَ بميسمٍ

يُبْدِي ألجَّ الناسِ في الإنضاجِ

ما إنْ سمعتُ ولا أراني سامعاً

حتى المماتِ بشاعرٍ سراجِ

مَنْ كانَ تَوَّجَ رأسَه فلِيُوسُفٍ

شُعَبٌ يَقُمْنَ له مَقَامَ التَّاجِ

حرنَ الزمانُ به فهملجَ كشحُه

مس شِرْكة في البِغْلَة ِ الهِمْلاَجِ

لِلمرءِ في القُرآنِ أَربعُ نُسْوِة ٍ

ولتلكَ أربعة ٌ من الأزواجِ !

بَيْضَاء في بيضٍ يَطُفْنَ بِأسْوَدٍ

في سودِ غافقَ محصدي الأثباجِ

ما إنْ تزالُ لهمْ مراودُ ساسمٍ

مُتَغَلْغِلاتٌ في مَكَاحِلِ عاجِ!

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:38 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 

أمَّا الرُّسُومُ فقد أذكَرْنَ ما سَلَفَا ( أبو تمام )


أمَّا الرُّسُومُ فقد أذكَرْنَ ما سَلَفَا

فَلا تَكُفَّنَّ عَنْ شَأْنَيْكَ أَوْ يَكِفَا

لا عذرَ للصبِّ أنْ يقنى الحياءَ ولا

للدمعِ بعدَ مضيِّ الحيِّ أنْ يقفا

حَتَّى يَظَلَّ بماءٍ سافِحٍ ودمٍ

في الربعِ يحسبُ منْ عينيهِ قد رعفا

وفي الخدورِ مهاً لو أنها شعرتْ

إذاً ظغتْ فرحاً أو أبلستْ أسفا

لآلىء ُ كالنجومِ الزهرِ قد لبستْ

أَبشَارُها صَدَفَ الإحسان لا الصَّدفَا

منْ كلِّ خودٍ دعاها البينُ فابتكرتْ

بكراً ولكنْ غدا هجرانها نصفا

لا أَظْلِمُ النَّأْيَ قَدْ كانَتْ خلاَئِقُها

منْ، قبل وشكِ النوى عندي نوى ً قذفا

غَيْدَاءُ جَادَ وَلِيُّ الحُسْنِ سُنَّتَها

فصَاغَها بِيَدَيْهِ رَوْضَة ً أُنُفَا

مصقولة ٌ سترتْ عنا ترائبها

قَلْباً بَرئياً يُنَاغِي ناظِراً نَطِفَا

يُضْحِي العَذُولُ على تَأنِيِبه كَلِفاً

بعُذْرِ مَنْ كانَ مَشْغُوفاً بها كَلِفا

ودعْ فؤادكَ توديعَ الفراقِ فما

أَراهُ مِنْ سَفَرِ التَّوْدِيعِ مُنْصَرفا

يُجَاهِدُ الشَّوْقَ طَوْراً ثُمَّ يَجْذِبُه

جِهَادُه للقَوافِي في أَبِي دُلفَا

بِجُودِهِ انصاتَتِ الأَيَّامُ لابِسَة ً

شَرْخَ الشبابِ وكانت جِلَّة ً شُرُفا

حتَّى لوَ انَّ اللَّيالي صُورَتْ لَغَدَتْ

أَفْعالُه الغُرُّ في آذَانِها شُنُفَا

إِذَا عَلاَ طَوْدَ مَجْدٍ ظَلَّ في نَصَبٍ

أو يَعْتَلي مِنْ سِواه ذِروة ً شَعَفا

فلَوْ تَكَلَّمَ خَلْقٌ لا لِسَانَ لَهُ

لَقَدْ دعَتْهُ المعَالي مِلَّة ً طُرُفا

جَمُّ التَّواضُعِ والدُّنْيا بِسُؤْدَدِه

تَكَادُ تَهْتَزُّ مِنْ أَطْرَافِها صَلَفَا

قصدُ الخلائقِ إلا في وغى ً وندى ً

كِلاهُما سُبَّة ٌ ما لَمْ يَكُنْ سَرَفَا

تُدْعَى عَطَايَاهُ وَفْراً وَهْيَ إنْ شُهِرَتْ

كانتْ فخاراً لمنْ يعفوه مؤتنفا

ما زلتُ منتظراً أعجوبة ً عنناً

حتى رأيتُ شؤالاً يجتنى شرفا

يقولُ قولَ الذي ليسَ الوفاءُ له

عَزْماً ويُنْجزُ إنجازَ الذي حَلَفا

رأَى الِحِمَامَ شَقِيقَ الْخُلْفِ فاتَّفَقَا

في ناظريهِ وإنْ كانا قدِ اختلفا

كِلاَهُما رَائِحٌ غَادٍ يَذُلُّ على

معروفهِ وعلى حوبائهِ ائتلفا

ولو يقالُ اقرِ حدَّ السيفِ شرهما

ما شام حديهِ حتى يقتل الخلفا

إِنَّ الخلِيفَة َ والأفشِينَ قد عَلِما

من اشتفى لهما منْ بابكٍ وشفى

في يومِ أرشقَ والهيجاءُ قدْ رشقتْ

مِنَ المنيَّة ِ رِشْقاً وابِلاً قَصِفَا

فكانَ شَخْصُكَ في أَغْفَالِها عَلَماً

وكانَ رَأْيُكَ في ظَلْمائِها سَدَفا

نضوتهُ دلفياً منْ كنانتهِ

فأصبحتْ فوزة ُ العقبى لهُ هدفا

بهِ بَسَطْتَ الخُطَا فاسْحَنْفَرتْ رَتَكاً

إلى الجلادِ وكانتْ قبلهُ قطفا

خطواً ترى الصارمَ الهنديَّ منتصراً

بهِ منَ المَارِنِ الخَطي مُنْتَصِفَا

ذمرتَ جمعَ الهدى فانقضَ منصلتاً

وكانَ في حلقاتِ الرعبِ قد رسفا

ومرّ بابكُ مرَّ العيشش منجذماً

مُحلَوْلياً دَمُهُ المَعْسُولُ لو رُشِفا

حَيرَانَ يَحسَبُ سَجْفَ النَّقْعِ مِنْ دَهَشٍ

طوداً يحاذرُ أنْ ينقضَّ أو جرفا

ظَلَّ القَنَا يَسْتَقي مِنْ صَفهِ مُهَجاً

إمَّا ثِماداً وإمَّا ثَرَّة ً خُسُفَا

منْ مشرقٍ دمهُ في وجههِ، بطلٍ،

وَوَاهلٍ دَمُهُ للرُّعْبِ قد نُزِفَا

فذاكَ قد سقيتْ منه القنا جرعاً

وذَاكَ قد سُقِيتْ مِنْه القَنَا نُطُفَا

مثقفاتٍ سلبنَ الرومَ زرقتها

والعُرْبَ سُمْرَتَها والعاشِقَ القَضَفا

ما إن رأيتُ سواماً قبلها هملاً

يرعى فيهدي إليه رعيهُ عجفا!

ورُبَّ يَوْمٍ كأيَّامٍ تَرَكْتَ بهِ

مَتْنَ القَناة ِ ومَتْنَ القِرْنِ مُنْقَصِفا

أزرتَ آبرشتويماً والقنا قصدٌ

غيابة َ الموتِ والمقورة َ الشسفا

لَمَّا رَأَوْكَ وإيَّاها مُلَمْلَمَة ً

يظلُّ منها جبينُ الدهر منكسفا

ولوا وأغشيتهمْ شماً غطارفة ً

لِغْمرَة ِ الموتِ كَشَّافِينَ لا كُشُفَا

قد نَبَذُوا الْحَجَفَ المحُبوكَ مِنْ زُؤُدٍ

وصيروا هامهمْ بل صيرتْ حجفا

أغشيتَ بارقة َ الأغمادِ أرؤسهمْ

ضَرْباً طِلَخْفاً يُنَسي الجانِفَ الجَنَفَا

بَرْقٌ إذا بَرْقُ غَيْثٍ بَاتَ مُخْتطِفاً

لِلطَّرْف أصبَحَ للأعناقِ مُخْتطِفَا

بالبيضِ قد أنفَتْ إنَّ الحُسَامَ إذا

هجيرة ٌ حرضته ساعة ً أنفا

كَتَبْتَ أَوْجُهَهُمْ مشقاً ونَمْنمَة ً

ضَرْباً وطَعْناً يُقَات الهَامَ والصُّلُفَا

كتابة ً لا تني مقروءة ً أبداً

وما خططتَ بها لاماً ولا ألفا

فإنْ ألظوا بإنكارٍ فقدْ تركتْ

وُجُوهُهُمْ بالّذي أولَيْتَها صُحُفَا

وغيضة َ الموتِ أعني البذَّ قدتَ لها

عَرَمْرَماً لِحُزُونِ الأَرْضِ مُعْتَسِفَا

كانَتْ هيَ الوسَطَ الممنوعَ فاستَلبتْ

ما حَوْلَها الخيلُ حتى أصبحَتْ طَرَفَا

وظَلَّ بالظَّفَرِ الأَفشِينُ مُرْتَدِياً

وباتَ بابكها بالذلِّ ملتحفا

أعطى بكلتا يديهِ حينَ قيلَ له

هذا أبو دلفَ العجليُّ قدْ دلفا

تركتَ أجفانه مغضوضة ً أبداً

ذلاً تمكنَ منْ عينيهِ، لا وطفا

يا ربَّ مكرمة ٍ تجفى ، إذا نزلتْ

قدْ عرفتْ في ذراكَ البرَّ واللطفا

لَوْ لَمْ تَفُتَّ مُسِنَّ المَجْدِ مُذْ زَمَنٍ

بالجُودِ والبأْسِ كانَ المجدُ قد خَرِفَا

نامتْ هموميَ عني حينَ قلتُ لها

حسبي أبو دلفٍ، حسبي بهِ وكفى

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:40 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 

أمُّ ابن الأعمش فاعلموها فرتنا ( أبو تمام )


أمُّ ابن الأعمش فاعلموها فرتنا

وما أسهلَ المعروفَ ثمَّ وأمكنا !

عَجْزَاءُ يُحْسِنُ إنْ أتاها خائفٌ

وَقَد اسْتَجارَ بِصَدْعِهَا أَنْ تُحْسِنَا

لَوْ أنَّ غُلْمتَها اسْتَحارَتْ فِضَّة ً

تُمتَارُ أوْ ذَهباً لَكانَتْ مَعْدِنَا

لا تَحسَبَنْ أنّي افتَرَيْتُ على التي

وَلَدَتْكَ لكنّي افَترَيْتُ على الزنا

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:45 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 
أنا بشرٍ قد استفتحت باباً ( أبو تمام )


أنا بشرٍ قد استفتحت باباً

وقدْ أتممتَه إلا قليلا

فأصبحَ وهوَ جبارٌ وعهدي

به مُذْ أشهرٍ يدْعى فسيلا

فلا أدري من الأعلى فعالاً

ومَنْ يَبْني العُلى عَرضْاً وطولا

أَمُعْطِيَّ الجَزِيل بِلا امتنانٍ

بهِ، أمْ مَنْ أفَدْتُ بهِ الجَزيلا!

رَأيتُك تَعْرُكُ الْحَاجاتِ حتَّى

تُعِيدَ بِذاكَ أصعَبَها ذَلُولا

وتصرخُ من دعاكَ إلى المعالي

بيا عَبْدَ الحميدِ ويا بَجِيلا

هو الشكرُ الجسيمُ على الأعادي

إذا شكرُ الرجالِ غدا ضئيلا

فإِنَكَ لَوْ تَرَى المَعْرُوفَ وَجْهاً

إذاً لرأيتهُ حسناً جميلا

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:52 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 
أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ ( أبو تمام )


أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ

لَيْسَ عِندي لِلَوْعة ٍ مِنْ مزيدِ

بأبي شادِنٌ تَنَسَّمْتُ مِنْ عَيْـ

ـنيهِ يَوْمَ الخميس ريحَ الصّدودِ

صار ذنبي كذنبِ آدمَ يا عمرُ

ـرُو، فأُخرجتُ من جنان الخلودِ

أَناأفدِي سَاجِي الجُفونِ يُسمَّى

ويُكَنَّى بِبَعضِ عَبْدِ الحميدِ

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:54 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 

أنا ميتق ولئن مـ ( أبو تمام )


أنا ميتق ولئن مـ

فَمِن حُبي أمُوتُ

لغزالٍ من بني الأ

ـفَرِ فيه جَبَروتُ

عبدَ الخلقُ لهُ بيـ

ـنَ يَديهِ المَلكُوتُ

يمنعُ القبلة َمن يهـ

ـوَاهُ والتسليمُ قُوتُ

إن تضرعتُ بنطقٍ

فحماداهُ السكوتُ

ناريمان الشريف 11-26-2019 11:55 AM

رد: من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام )
 

أنت في حلٍّ فزدني سقما ( أبو تمام )


أنت في حلٍّ فزدني سقما

أفْنِ صَبْري واجعَلِ الدَّمعَ دَمَا

وارْضَ لي الموتَ بهَجْريكَ فَإنْ

لم أَمُتْ شَوْقَاً فَزِدْني أَلَما

محنة ُ العاشقِ ذلٌّ في الهوى

وإذا استُودِعَ سِرَّاً كَتَما

ليس منا من شكلى علتهُ

مَنْ شَكا ظُلْمَ حَبيبٍ ظَلَما!


الساعة الآن 03:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team