منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1491)

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:33 AM

صهباء صافية العيون



لِمَيْثَاءَ دَارٌ عَفَا رَسْمُهَا،
فَمَا إنْ تَبَيّنُ أسْطَارَهَا
وَرِيعَ الفُؤادُ لِعِرْفَانِهَا،
وَهَاجَتْ عَلى النّفْسِ أذْكَارَهَا
دِيَارٌ لِمَيْثَاءَ حَلّتْ بِهَا،
فَقَدْ بَاعَدَتْ مِنْكُمُ دارَهَا
رَأتْ أنّهَا رَخْصَةٌ في الثّيَاب،
وَلمْ تَعْدُ في السّنّ أبْكَارَهَا
فَأعجَبَهَا مَا رَأتْ عِنْدَهَا،
وَأجْشَمَهَا ذَاكَ إبْطَارَهَا
تنابشْتُهَا لَمْ تَكُنْ خُلّةً،
وَلَمْ يَعْلَمِ النّاسُ أسْرَارَهَا
فَبَانَتْ، وَقَدْ أوْرَثَتْ في الفُؤا
دِ صَدْعاً يُخالِطُ عَثّارَهَا
كَصَدْعِ الزّجَاجَةِ، مَا يَسْتَطِيـ
ـعُ مَنْ كَانَ يَشْعَبُ تَجْبَارَهَا
فَعِشْنَا زَمَاناً وَمَا بَيْنَنَا
رَسُولٌ يُحَدِّثُ أخْبَارَهَا
وَأصْبَحْتُ لا أسْتَطِيعُ الكَلام،
سِوَى أنْ أرَاجِعَ سِمْسَارَهَا
وَصَهْبَاءَ صِرْفٍ كَلَوْنِ الفُصُو
صِ بَاكَرْتُ في الصّبحِ سَوّارَهَا
فَطَوْراً تَمِيلُ بِنَا مُرَّةً،
وَطَوْراً نُعَالِجُ إمْرَارَهَا
تَكَادُ تُنَشّي، وَلَمّا تُذَقْ،
وَتُغْشِي المَفَاصِلَ إفْتَارَهَا
تَدِبّ لَهَا فَتْرَةٌ في العِظَام،
وَتُغْشِي الذّؤابَةَ فَوّارَهَا
تَمَزّزْتُهَا في بَني قَابِيَا،
وَكُنْتُ عَلى العِلْمِ مُخْتَارَهَا
إذا سُمْتُ بَائِعَهَا حَقَّهُ
عَنُفْتُ، وَأغْضَبْتُ تُجّارَهَا
مَعي مَنْ كَفَاني غَلاءَ السِّبَا،
وَسَمْعَ القُلُوبِ وَإبْصَارَهَا
أبُو مالِكٍ خَيْرُ أشْيَاعِنَا،
إذا عَدّتِ النّفْسُ أقْتَارَهَا
وَمُسْمِعَتَانِ، وَصَنّاجَةٌ،
تُقَلِّبُ بِالكَفّ أوتَارَهَا
وَبَرْبَطُنَا مُعْمَلٌ دَائِمٌ،
فَقَدْ كَادَ يَغْلِبُ إسْكَارَهَا
وَذُو تُومَتَيْنِ وَقَاقُزّةٌ
يَعُلّ وَيُسْرِعُ تَكْرَارَهَا
تُوَفّي لِيَوْمٍ وَفي لَيْلَةٍ،
ثَمَانِينَ نَحْسُبُ إسْتَارَهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:34 AM

طلق اليدين مبارك



رَحَلَتْ سُمَيّةُ، غُدوَةً، أجمالَها،
غَضْبَى عَلَيكَ، فَما تَقولُ بَدا لَهَا
هذا النّهارُ بَدَا لـهَا مِنْ هَمّها،
مَا بَالُهَا بِاللّيْلِ زَالَ زَوَالُهَا
سَفَهاً، وَمَا تَدْرِي سُمَيّةُ، وَيحها،
أنْ رُبّ غَانِيَةٍ صَرَمْتُ وِصَالَهَا
وَمَصَابِ غَادِيَةٍ كَأنّ تِجَارَهَا
نَشَرَتْ عَلَيْهِ بُرُودَهَا وَرِحَالَهَا
قَدْ بِتُّ رَائِدَهَا، وَشَاةِ مُحَاذِرٍ
حَذَراً يُقِلّ بِعَيْنِهِ أغْفَالَهَا
فَظَلِلْتُ أرْعَاهَا، وَظَلّ يَحُوطُها،
حتى دَنَوتُ إذا الظّلامُ دَنَا لَهَا
فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ،
فَأصَبْتُ حَبّةَ قَلْبِهَا وَطِحَالَهَا
حَفِظَ النّهَارَ وَبَاتَ عَنْهَا غَافِلاً،
فَخَلَتْ لصَاحبِ لَذّةٍ وَخَلا لَهَا
وَسَبِيئَةٍ مِمّا تُعَتّقُ بَابِلٌ،
كَدَمِ الذّبِيحِ سَلَبْتُهَا جِرْيَالَهَا
وَغَرِيبَةٍ تَأتي المُلُوكَ حَكِيمَةٍ،
قَدْ قُلْتُهَا لِيُقَالَ مَنْ ذا قَالَهَا
وَجَزُورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحَتْفِهَا،
وَنِيَاطِ مُقْفِرَةٍ أخَافُ ضَلالَهَا
يَهمَاءَ مُوحِشَةٍ، رَفَعْتُ لعَرْضِها
طَرْفي لأِقْدِرَ بَيْنَهَا أمْيَالَهَا
بِجُلالَةٍ سُرُحٍ كَأنّ بِغَرْزِهَا
هِرّاً إذا انْتَعَلَ المَطِيُّ ظِلالَهَا
عَسْفاً وَإرْقَالَ الـهَجِيرِ تَرَى لـهَا
خَدَماً تُسَاقِطُ بالطّرِيقِ نِعَالَهَا
كَانَتْ بَقِيّةَ أرْبَعٍ فَاعْتَمْتُهَا
لَمّا رَضِيتُ مَعَ النّجَابَةِ آلَهَا
فَتَرَكْتُهَا، بَعْدَ المِرَاحِ، رَذِيّةً،
وَأمِنْتُ بَعْدَ رُكُوبِهَا إعْجَالَهَا
فَتَنَاوَلَتْ قَيْساً بِحُرّ بِلادِهِ،
فَأتَتْهُ بَعْدَ تَنُوفَةٍ، فَأنَالـهَا
فَإذَا تُجَوّزُهَا حِبَالَ قَبِيلَةٍ،
أخَذَتْ من الأخرَى إلَيكَ حِبالَهَا
قِبَلَ امرِىءٍ طَلْقِ اليَدَينِ مُبارَكٍ،
ألْفَى أبَاهُ بِنَجْوَةٍ فَسَمَا لَهَا
فَكَأنّهَا لَمْ تَلْقَ سِتّةَ أشْهُرٍ
ضُرّاً إذا وَضَعَتْ إلَيكَ جِلالَهَا
وَلَقَد نزَلْتُ بخَيرِ مَن وَطىءَ الحصَى
قَيْسٍ فَأثْبَتَ نَعْلَهَا وَقِبَالَهَا
مَا النّيلُ أصْبَحَ زَاخِراً مِنْ مَدّهِ،
جَادَتْ لَهُ رِيحُ الصَّبَا فَجَرَى لَهَا
زَبِداً بِبَابِلَ، فَهْوَ يَسْقي أهْلَهَا،
رَغَداً تُفَجّرُهُ النّبِيطُ خِلالَهَا
يَوْماً بِأجْوَدَ نَائِلاً مِنْهُ، إذَا
نَفْسُ البَخِيلِ تَجَهّمَتْ سُؤّالَهَا
الوَاهِبُ المِائَةَ الـهِجَانَ وَعَبْدَهَا،
عُوذاً تُزَجّي خَلْفَهَا أطْفَالَهَا
وَالقَارِحَ العَدُّا، وَكُلَّ طِمِرّةِ،
مَا إنْ تَنَالُ يَدُ الطّوِيلِ قَذَالَهَا
وَكَأنّمَا تَبِعَ الصُّوَارَ بِشَخْصِهَا
عَجْزَاءُ تَرْزُقُ بِالسُّلَيّ عيَالَهَا
طَلَباً حَثِيثاً بِالوَلِيدِ تَبُزُّهِ،
حتى تَوَسّطَ رُمْحُهُ أكْفَالَهَا
عَوّدْتَ كِنْدَةَ عَادَةً، فاصْبِرْ لَهَا،
اغْفِرْ لجَاهِلِهَا، وَرَوّ سِجَالَهَا
وَكُنْ لَهَا جَمَلاً ذَلُولاً ظَهْرُهِ،
احمِلْ، وَكنتَ مُعاوِداً تَحمالَهَا
وَإذا تَحُلّ مِنَ الخُطُوبِ عَظِيمَةٌ،
أهْلي فِداؤكَ، فاكْفِهِمْ أثْقَالَهَا
فَلَعَمْرُ مَنْ جَعَلَ الشّهُورَ عَلامةً
قَدَراً، فَبَيّنَ نِصْفَهَا وَهِلالَهَا
مَا كنْتَ في الحَرْبِ العَوَانِ مُغَمَّراً،
إذْ شَبّ حَرُّ وَقُودِهَا أجْزَالَهَا
وَسَعَى لكِنْدَةَ غَيرَ سَعيِ مُواكِلٍ
قَيْسٌ فَضَرّ عَدُوَّها وَبَنَى لَهَا
وَأهَانَ صَالِحَ مَالِهِ لِفَقِيرِهَا،
وأَسَا وَأصْلَحَ بَيْنَهَا، وَسَعَى لَهَا
مَا إنْ تَغِيبُ لـهَا كمَا غَابَ امْرُؤٌ
هَانَتْ عَشِيرَتُهُ عَلَيْهِ، فَغَالَهَا
وَتَرَى لَهُ ضُرّاً عَلى أعْدَائِهِ؛
وَتَرَى لِنِعْمَتِهِ عَلى مَنْ نَالَهَا
أثَراً مِنَ الخَيْرِ المُزَيِّنِ أهْلَهُ،
كَالغَيْثِ صَابَ بِبَلْدَةٍ، فأسَالَهَا
ثَقِفٌ، إذَا نَالَتْ يَدَاهُ غَنِيمَةً،
شَدَّ الرّكَابَ لمِثْلِهَا لِيَنَالَهَا
بِالخَيْلِ شُعْثاً مَا تَزَالُ جِيَادُهَا
رُجُعاً تُغادِرُ بِالطّرِيقِ سِخَالَهَا
أُمّا لِصَاحِبِ نِعْمَةٍ طَرّحْتَهَا،
وَوِصَالِ رِحْمٍ قَد نَضَحتَ بِلالَهَا
طَالَ القِيَادُ بِهَا فَلَمْ تَرَ تَابِعاً
للخَيْلِ ذا رَسَنٍ، وَلا أعْطَالَهَا
وَسَمِعْتُ أكْثَرَ ما يُقالُ لـها اقدَمي،
وَالنّصُّ وَالإيجافُ كانَ صِقَالَهَا
حَتّى إذا لَمَع الدّلِيلُ بِثَوْبِهِ،
سُقِيَتْ، وَصَبَّ رُوَاتُهَا أشْوَالَهَا
فكَفَى العَضَارِيطُ الرّكابَ فبُدّدَتْ
مِنْهُ لأِمْرِ مُؤمَّلٍ، فَأجَالَهَا
فَتَرَى سَوَابِقَهَا يُثِرْنَ عَجَاجَةً،
مِثْلَ السّحابِ، إذا قَفَوْتَ رِعالَهَا
مُتَبَارِيَاتٍ في الأعِنّةِ قُطَّباً،
حَتّى تُفِيءَ عَشِيّةً أنْفَالَهَا
فأصَبْنَ ذا كَرَمٍ، وَمَنْ أخطأنَهُ
جَزَّأ المَقِيظَةَ خَشْيَةً أمْثَالَهَا
وَلَبُونِ مِعْزَابٍ حَوَيتَ فأصْبَحتْ
نُهْبَى، وَآزِلَةٍ قَضَبْتَ عِقَالَهَا
وَلَقَدْ جَرَرْتَ إلى الغِنَى ذا فَاقَةٍ،
وَأصَابَ غَزْوُكَ إمّةً فَأزَالَهَا
وَإذَا تَجِيءُ كَتِيبةٌ مَلْمُومَةٌ
خَرْسَاءُ تُغشِي مَن يَذُودُ نِهالَهَا
تَأوِي طَوَائِفُهَا إلى مُخْضَرّةٍ،
مَكْرُوهَةٍ يَخْشَى الكُماةُ نِزَالَهَا
كُنْتَ المُقَدَّمَ غَيرَ لابِسِ جُنّةٍ،
بالسّيْفِ تَضْرِبُ مُعْلِماً أبْطَالَهَا
وَعَلِمْتَ أنّ النّفسَ تَلقى حَتْفَها،
ما كانَ خالِقُها المَلِيكُ قَضَى لَهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:34 AM

طول الحياة عناء



لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذا الزّمَنْ
عَلى المَرْءِ، إلاّ عَنَاءٌ مُعَنّ
يَظَلّ رَجِيماً لرَيْبِ المَنُون،
وَللسّقْمِ في أهْلِهِ وَالحَزَنْ
وَهَالِكِ أهْلٍ يُجِنّونَهُ،
كَآخَرَ في قَفْرَةٍ لمْ يُجَن
وَمَا إنْ أرَى الدّهرَ في صَرْفِهِ،
يُغادِرُ مِنْ شَارِخٍ أوْ يَفَنْ
فَهَلْ يَمْنَعَنّي ارْتِيَادِي البِلا
دَ مِنْ حَذَرِ المَوْتِ أنْ يأتِيَنْ
ألَيْسَ أخُو المَوْتِ مُسْتَوْثِقاً
عَليّ، وَإنْ قُلْتُ قَدْ أنْسَأنْ
عَليّ رَقيبٌ لَهُ حَافِظٌ،
فَقُلْ في امْرِىءٍ غَلِقٍ مُرْتَهَنْ
أزَالَ أُذَيْنَةَ عَنْ مُلْكِهِ،
وَأخْرَجَ مِنْ حِصْنِهِ ذا يَزَنْ
وَخَانَ النّعِيمُ أبَا مَالِكٍ،
وَأيُّ امرِىءٍ لمْ يَخُنْهُ الزّمَنْ
أزَالَ المُلُوكَ، فَأفْنَاهُمُ،
وَأخْرَجَ مِنْ بَيْتِهِ ذا حَزَنْ
وَعَهْدُ الشّبَابِ وَلَذّاتُهُ،
فَإنْ يَكُ ذَلِكَ قَدْ نُتّدَنْ
وَطاوَعْتُ ذا الحِلْمِ فاقْتَادَني،
وَقَدْ كُنْتُ أمْنَعُ مِنْهُ الرّسَنْ
وَعَاصَيتُ قَلْبيَ بَعْدَ الصّبَى،
وَأمسَى، وَما إنْ لَهُ من شَجَنْ
فَقَدْ أشْرَبُ الرّاحَ قَدْ تَعْلَمِيـ
نَ، يَوْمَ المُقَامِ وَيَوْمَ الظّعَنْ
وَأشْرَبُ بِالرّيفِ حَتى يُقَا
لَ: قد طالَ بالرّيفِ ما قد دَجَنْ
وَأقْرَرْتُ عَيْني مِنَ الغَانِيَا
تِ، إما نكاحاً وإمَّا أزنّ
من كلِّ بيضاءَ مَكسورةٍ
لـهابَشَرٌ نَاصِعٌ كَاللّبَنْ
عَرِيضَةُ بُوصٍ إذا أدْبَرَتْ،
هَضِيمُ الحَشَا شَختَةُ المُحتَضَن
إذَا هُنّ نَازَلْنَ أقْرَانَهُنّ،
وَكَانَ المِصَاعُ بمَا في الجُوَن
تُعَاطي الضّجيعَ، إذا أقْبَلَتْ،
بُعَيْدَ الرّقَادِ، وَعِنْدَ الوَسَنْ
صَلِيفِيّةً طَيّباً طَعْمُهَا،
لـهَا زَبَدٌ بَينَ كُوبٍ وَدَنّ
يَصُبّ لـهَا السّاقِيَانِ المِزَا
جَ، مُنْتَصَفَ اللّيلِ من ماءِ شنّ
وَبَيْدَاءَ قَفْرٍ كَبُرْدِ السّدِير،
مَشَارِبُهَا دَاثِرَاتٌ أُجُنْ
قَطَعْتُ، إذا خَبّ رَيْعَانُهَا
بِدَوْسَرَةٍ جَسْرَةٍ كَالَفدَنْ
بِحِقّتِهَا حُبِسَتْ في اللَّجِيـ
نِ، حتى السّديسُ لـها قد أسَنّ
وَطَالَ السّنَامُ عَلى جَبْلَةٍ،
كخَلقاءَ مِن هَضَباتِ الضَّجَنْ
فَأفْنَيْتُهَا، وتَعَلَلْتُهَا
عَلى صَحْصَحٍ كَرِدَاءِ الرّدَنْ
تُرَاقِبُ مِنْ أيْمَنِ الجَانِبَيْـ
ـنِ بالكَفّ مِن مُحصَدٍ قد مَرَنْ
تَيَمّمْتُ قَيْساً، وَكَمْ دُونَهُ
من الأرْضِ من مَهمَةٍ ذي شزَن
وَمِنْ شَانىءٍ كَاسِفٍ وَجْهُهُ،
إذا مَا انْتَسَبْتُ لَهُ أنْكَرَنْ
وَمِنْ آجِنٍ أوْلَجَتْهُ الجَنُو
بُ دِمْنَةَ أعْطانِهِ، فَاندَفَنْ
وَجَارٍ أُجَاوِرُهُ إذْ شَتَوْ
تُ، غَيرِ أمين، وَلا مؤتَمَنْ
وَلَكِنّ رَبّي كَفَى غُرْبَتي،
بحَمْدِ الإلَهِ، فَقَدْ بَلّغَنْ
أخَا ثِقةٍ عَالِياً كَعْبُهُ،
جَزِيلَ العَطَاءِ، كَرِيمَ المِنَنْ
كَرِيماً شَمَائِلُهُ مِنْ بَني
مُعَاوِيَةَ الأكْرَمِينَ السُّنَنْ
فَإنْ يَتْبَعُوا أمْرَهُ يَرْشُدُوا،
وَإن يَسْألُوا مَالَهُ لا يَضِنْ
وَإنْ يُسْتَضَافُوا إلى حُكْمِهِ،
يُضَافُ إلى هَادِنٍ قَدْ رَزَن
وَمَا إنْ عَلى قَلْبِهِ غَمْرَةٌ،
وَمَا إنْ بِعَظْمٍ لَهُ مِنْ وَهَنْ
وَمَا إنْ عَلى جَارِهِ تَلْفَةٌ
يُسَاقِطُهَا كَسِقَاطِ الغَبَنْ
هُوَ الوَاهِبُ المِائَةَ المُصْطَفَا
ةَ، كَالنّخْلِ زَيّنَهَا بِالرَّجَنْ
وَكُلَّ كُمَيْتٍ كَجِذْعِ الخِصَا
بِ، يَرْنُو القِنَاءَ، إذا ما صَفَنْ
تَرَاهُ إذَا مَا عَدَا صحبُهُ
بِجَانِبِهِ مِثْلَ شَاةِ الأرَنْ
أضَافوا إلَيهِ، فَألْوَى بهِمْ
تَقُولُ جُنُوناً، وَلَمّا يُجَنّ
وَلَمْ يَلْحَقُوهُ عَلى شَوْطِهِ،
وَرَاجَعَ مِنْ ذِلّةٍ فاطْمَأنّ
سَمَا بِتَلِيلٍ كَجِذْعِ الخِصَا
بِ، حُرِّ القَذالِ، طوِيلِ الغُسَنْ
فَلأياً بِلأيٍ، حَمَلْنَا الغُلا
مَ، كَرْهاً، فأرْسَلَهُ، فامتَهَن
كَأنّ الغُلامَ نَحَا للصُّوَا
رِ، أزْرَقَ ذا مِخلَبٍ قد دَجَنْ
يُسَافِعُ وَرْقَاءَ غُوريّةً،
لِيُدْرِكَهَا في حَمَامٍ ثُكَنْ
فَثَابَرَ بِالرّمْحِ حَتّى نَحَا
هُ في كَفَلٍ كَسَرَاةِ المِجَنّ
ترَى اللّحمَ من ذابلٍ قَدْ ذَوَى،
وَرَطْبٍ يُرَفَّعُ فَوْقَ العُنَنْ
يَطُوفُ العُفَاةُ بِأبْوَابِهِ،
كَطَوْفِ النّصَارَى ببَيتِ الوَثَنْ
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو
بَ، بَينَ الحَرِيرِ وَبَينَ الكَتَنْ
وَيُقْبِلُ ذُو البَثّ، وَالرّاغِبُو
نَ في لَيْلَةٍ، هيَ إحدى اللَّزَنْ
لِبَيْتِكَ، إذْ بَعْضُهُمْ بَيْتُهُ
مِنَ الشّرّ مَا فيهِ مِنْ مُسْتَكَنّ
وَلمْ تَسْعَ للحَرْبِ سَعيَ امْرِىءٍ،
إذا بِطْنَةٌ رَاجَعَتْهُ سَكَنْ
تَرَى هَمَّهُ نَظَراً خَضرَهُ،
وَهَمُّكَ في الغَزْوِ لا في السِّمَنْ
وفي كُلّ عَامٍ لَهُ غَزْوَةٌ،
تَحُتّ الدّوَابِرَ حَتَّ السَّفَنْ
حَجُونٌ تُظِلّ الفَتى جَاذِباً
عَلى وَاسِطِ الكُورِ عِندَ الذّقَنْ
تَرَى الشّيخَ منها لِحُبّ الإيَا
بِ يَرْجُفُ كالشّارِفِ المُستَحِنْ
فَلَمّا رَأى القَوْمُ مِنْ سَاعَةٍ
مِنَ الرّأيِ ما أبصَرُوهُ اكْتَمَنْ
وَمَا بِالّذِي أبْصَرَتْهُ العُيُو
نُ مِنْ قَطْعِ يأسٍ وَلا من يَقَنْ
تُبَارِي الزِّجَاجَ مَغَاوِيرُهَا،
شَمَاطِيطَ في رَهَجٍ كالدَّخَنْ
تَدُرّ عَلى أسْوُقِ المُمْتَرِيـ
نَ رَكضاً إذا ما السّرَابُ ارْجَحنْ
فَيَا عَجَبَ الرّهْنِ للقَائِلا
تِ مِنْ آخِرِ اللّيلِ ماذا احتَجنْ
وَمَا قَدْ أخَذْنَ وَمَا قَدْ تَرَكْـ
نَ في الحَيّ مِنْ نِعْمَةٍ وَدِمَنْ
وَأقْبَلْنَ يُعْرِضْنَ نَحْوَ امرِىءٍ
إذا كَسبَ المَالَ لمْ يَخْتَزِنْ
وَلَكِنْ عَلى الحَمْدِ إنْفَاقُهُ،
وَقَدْ يَشْتَرِيهِ بِأغْلى الثّمَنْ
وَلا يَدَعُ الحَمْدَ أوْ يَشْتَرِيـ
ـهِ بِوَشْكِ الفُتُورِ وَلا بالتَّوَنْ
عَلَيْهِ سِلاحُ امْرِىءٍ مَاجِدٍ
تَمَهّلَ في الحَرْبِ حتى اثّخَنْ
سَلاجِمَ كالنّحْلِ أنْحَى لـهَا
قَضِيبَ سَرَاءٍ قَلِيلَ الأُبَنْ
وَذَا هِبَّةٍ غَامِضاً كَلْمُهُ،
وَأجْرَدَ مُطّرِداً كَالشَّطَنْ
وَبَيْضَاءَ كَالنَّهْيِ مَوْضُونةً،
لـهَا قَوْنَسٌ فَوْقَ جَيْبِ البَدَنْ
وَقَدْ يَطْعُنُ الفَرْجَ يَوْمَ اللّقا
ءِ بالرّمحِ يَحبِسُ أُولى السُّنَنْ
فَهَذا الثّنَاءُ، وَإنّي امْرُؤٌ
إلَيْكَ بِعَمْدٍ قَطَعْتُ القَرَنْ
وَكُنْتُ امْرَأً، زَمَناً بِالعِرَاق،
عَفِيفَ المُنَاخِ، طَوِيلَ التّغَنّ
وَنُبّئْتُ قَيْساً، وَلَمْ أبْلُهُ
كمَا زَعَمُوا خَيرَ أهْلِ اليَمنْ
رَفيعَ الوِسَادِ، طَوِيلَ النّجَا
دِ ضَخمَ الدّسيعَةِ رَحبَ العَطَنْ
يَشُقّ الأمُورَ وَيَجْتَابُهَا،
كَشَقّ القَرَارِيّ ثَوْبَ الرَّدَن
فَجِئْتُكَ مُرْتَادَ مَا خَبّرُوا،
وَلَوْلا الذي خبّرُوا لمْ تَرَنْ
فَلا تَحْرِمَنّي نَداكَ الجَزِيل،
فإني امرُؤٌ قَبلَكُمْ لمْ أُهَنْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:35 AM

علقم لا تسفه



شَاقَتْكَ مِنْ قَتْلَةَ أطْلالُهَا،
بِالشّطّ فَالوِتْرِ إلى حَاجِرِ
فَرُكْنِ مِهْرَاسٍ إلى مَارِدٍ،
فَقَاعِ مَنْفُوحَةَ ذي الحَائِرِ
دَارٌ لَهَا غَيّرَ آيَاتِها
كُلُّ مُلِثٍّ صَوْبُهُ زَاخِرِ
وَقَدْ أرَاهَا وَسْطَ أتْرَابِهَا،
في الحَيّ ذِي البَهْجَةِ وَالسّامِرِ
كَدُمْيَةٍ صُوّرَ مِحْرَابُهَا
بِمُذْهَبٍ في مَرْمَرٍ مَائِرِ
أوْ بَيْضَةٍ في الدِّعصِ مَكْنُونَةٍ،
أوْ دُرّةٍ شِيفَتْ لَدى تَاجِرِ
يَشْفي غَلِيلَ النّفْسِ لاهٍ بِهَا،
حَوْرَاءُ تَسْبي نَظَرَ النّاظِرِ
لَيْسَتْ بِسَوْداءَ وَلا عِنْفِصٍ،
دَاعِرَةٍ تَدْنُو إلى الدّاعِرِ
عَبَهْرَةُ الخَلْقِ، بُلاخِيّةٌ،
تَشُوبُهُ بِالخُلُقِ الطّاهِرِ
عَهْدي بِهَا في الحَيّ قد سُرْبِلَتْ
هَيْفَاءَ مِثْلَ المُهْرَةِ الضّامِرِ
قَدْ نَهَدَ الثّدْيُ عَلى صَدْرِهَا
في مُشْرِقٍ ذِي صَبَحٍ نَائِرِ
لَوْ أسْنَدَتْ مَيْتاً إلى نَحْرِهَا،
عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إلى قَابِرِ
حتى يَقُول النّاسُ مِمّا رأوْا:
يَا عَجَبَا لِلْمَيّتِ النّاشِرِ
دَعْهَا، فَقَدْ أعْذَرْتَ في حُبّها،
وَاذْكُرْ خَنَا عَلْقَمَةَ الفَاجِرِ
عَلْقَمَ، لا لَسْتَ إلى عَامِرٍ،
النّاقِضِ الأوْتَارَ وَالوَاتِرِ
وَاللاّبِسِ الخَيْلَ بخَيْلٍ، إذا
ثَارَ غُبَارُ الكَبّةِ الثّائِرِ
سُدْتَ بَني الأحْوَصِ لمْ تَعدُهم،
وَعَامِرٌ سَادَ بَني عَامِرِ
سَادَ وَألْفَى قَوْمَهُ سَادَةً،
وَكَابِراً سَادُوكَ عَنْ كَابِرِ
مَا يُجْعَلُ الجُدُّ الظَّنُونُ الّذي
جُنّبَ صَوْبَ اللّجِبِ الزّاخِرِ
مثل الفُرَاتيّ، إذَا مَا طَمَا
يَقْذِفُ بِالبُوصِيّ وَالمَاهِرِ
إنّ الّذِي فِيهِ تَدَارَيْتُمَا
بُيّنَ لِلسّامِعِ وَالآثِرِ
حَكّمْتُمُوني، فَقَضَى بَيْنَكم
أبْلَجُ مِثْلُ القَمَرِ البَاهِرِ
لا يَأخُذُ الرّشْوَةَ في حُكْمِهِ،
وَلا يُبَالي غَبَنَ الخاسِرِ
لا يَرْهَبُ المُنْكِرَ مِنْكُمْ، وَلا
يَرْجُوكُمُ إلاّ نَقَى الآصِرِ
يَا عَجَبَ الدّهْرِ مَتى سُوّيَا؟
كَمْ ضَاحكٍ من ذا، وَمن سَاخِرِ
فَاقْنَ حَيَاءً أنْتَ ضَيّعْتَهُ،
مَا لكَ بَعْدَ الشّيبِ مِنْ عَاذِرِ
وَلَسْتَ بِالأكْثَرِ مِنْهُمُ حصىً،
وَإنّمَا العِزّةُ لِلْكَاثِرِ
وَلَسْتَ بِالأثْرَيْنِ مِنْ مَالِكٍ،
وَلا أبي بَكْرٍ ذَوِي النّاصِرِ
هُمْ هَامَةُ الحَيّ، إذَا حُصّلُوا
مِنْ جَعْفَرٍ في السّؤدَدِ القَاهِرِ
أقُولُ لَمّا جَاءَني فَجْرُهُ
سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفَاجِرِ
عَلْقَمَ لا تَسْفَهْ وَلا تَجْعَلَنْ
عِرْضَكَ لِلْوَارِدِ وَالصّادِرِ
أُؤوِّلُ الحُكْمَ عَلى وَجْهِهِ،
لَيْسَ قَضَائي بِالـهَوَى الجَائِرِ
قَدْ قُلْتُ قَولاً، فقَضَى بَينَكمْ،
وَاعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنّافِرِ
كَمْ قَدْ مَضَى شِعْرِيَ في مِثلِهِ
فَسَارَ لي مِنْ مَنْطِقٍ سَائِرِ
إنْ تَرْجِعِ الحُكْمَ إلى أهْلِهِ،
فَلَسْتَ بِالمُسْتي وَلا النّائِرِ
وَلَسْتَ في السّلْمِ بِذِي نَائِلٍ،
وَلَسْتَ في الـهَيْجَاءِ بِالجَاسِرِ
إنّيَ آلَيْتُ عَلى حَلْفَةٍ،
وَلَمْ أُقِلْهُ عَثْرَةَ العَاثِرِ
لَيَأتِيَنْهُ مَنْطِقٌ سَائِرٌ،
مُسْتَوثِقٌ للمُسْمِعِ الآثِرِ
عَضَّ بِمَا أبْقَى المَواسِي لَهُ
مِنْ أُمّةِ في الزّمَنِ الغَابِرِ
وَكُنّ قَدْ أبْقَيْنَ مِنْهَا أذى،
عِنْدَ المَلاقي وَافيَ الشّافِرِ
لا تَحْسَبَنّي عَنْكُمُ غَافِلاً
فَلَسْتُ بِالوَاني وَلا الفَاتِرِ
وَاسْمَعْ، فَإنّي طَبِنٌ عَالِمٌ،
أقْطَعُ مِنْ شِقْشِقَةِ الـهَادِرِ
يُقْسِمُ بِاللـهِ لَئِنْ جَاءَهُ
عَنّي أذى مِنْ سَامِعٍ خَابِرِ
لَيَجْعَلَنّي سُبّةً بَعْدَهَا
جُدّعْتَ، يا عَلقَمُ، من نَاذِرِ
أجَذَعاً تُوعِدُني سَادِراً،
لَسْتَ عَلى الأعْدَاءِ بِالقَادِرِ
انْظُرْ إلى كَفٍّ وَأسْرَارِهَا،
هَلْ أنْتَ إنْ أوْعَدْتَني صَابِرِي
إني رَأيتُ الحْرْبَ إنْ شَمّرَتْ،
دارَتْ بِكَ الحَرْبُ مَعَ الدّائِرِ
حَوْلي ذَوُو الآكَالِ مِنْ وَائِلٍ
كَاللّيلِ مِنْ بَادٍ وَمِنْ حَاضِرِ
المُطْعِمُو اللّحْمِ، إذا مَا شَتَوْا،
وَالجَاعِلُو القُوتِ عَلى اليَاسِرِ
مِنْ كُلّ كَوْمَاءَ سَحُوفٍ، إذا
جَفّتْ مِنَ اللّحمِ مُدى الجازِرِ
وَالشّافِعُونَ الجُوعَ عَنْ جارِهِمْ
حَتى يُرَى كَالغُصُنِ النّاضِرِ
كَمْ فِيهِمُ مِنْ شَطْبَةٍ خَيْفَقٍ
وَسَابِحٍ ذِي مَيْعَةٍ ضَابِرِ
وَكُلِّ جَوْبٍ مُتْرَصٍ صُنْعُهُ،
وَصَارِمٍ ذِي رَونَقٍ بَاتِرِ
وَكُلِّ مِرْنَانٍ لَهُ أزْمَلٌ،
وَلَيّنٍ أكْعُبُهُ حَادِرِ
وَقَدْ أُسَلّي الـهَمّ حِينَ اعْتَرَى،
بِجَسْرَ و دَوْسَرَةٍ عَاقِرِ
زَيّافَةٍ بِالرّحْلِ خَطّارَةٍ،
تُلْوِي بِشَرْخَي مَيْسَةٍ قَاتِرِ
شَتّانَ مَا يَوْمي عَلى كُورِهَا،
وَيَوْمُ حَيّانَ أخي جَابِرِ
في مِجْدلٍ شُيّدَ بُنْيَانُهُ،
يَزِلّ عَنْهُ ظُفُرُ الطّائِرِ
يَجْمَعُ خَضْرَاءَ لـها سَوْرَةٌ
تَعْصِفُ بِالدّرِعِ وَالحَاسِرِ
بَاسِلَةُ الوَقْعِ، سَرَابِيلُهَا
بِيضٌ إلى جَانِبِهِ الظّاهِرِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:36 AM

فاض ماء الشؤون



مِنْ دِيَارٍ بِالـهَضْبِ هَضْبِ القَلِيبِ
فاضَ ماءُ الشّؤونِ فَيْضَ الغُروُبِ
أخْلَفَتْني بِهِ قُتَيْلَةُ مِيعَا
دي، وَكانَتْ للوَعدِ غَيرَ كَذُوبِ
ظَبْيَةٌ مِنْ ظِبَاءِ بَطْنِ خُسَافٍ،
أُمُّ طِفْلٍ بِالجَوّ غَيْرِ رَبِيبِ
كُنْتُ أوْصَيْتُهَا بِأنْ لا تُطِيعي
فيّ قَوْلَ الوُشَاةِ وَالتّخْبِيبِ
وَفَلاةٍ كَأنّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ،
قَدْ تَجَاوَرْتُهَا بِحَرْفٍ نَعُوبِ
عِرْمِسٍ، بَازِلٍ، تَخَيّلُ بِالرِّدْ
فِ، عَسُوفٍ مثلِ الـهِجانِ السَّيُوبِ
تَضبط الموكبَ الّرفيع بِأيْدٍ
وسَنَامٍ مُصَعَّدٍ مكْثُوبِ
قَاصِدٌ وَجْهُهَا تَزُورُ بَني الَحا
رِثِ أهْلَ الغِنَاءِ عِنْدَ الشُّرُوبِ
الرّفِيئِينَ بِالجِوَارِ، فَمَا يُغْـ
ـتَالُ جَارٌ لَهُمْ بِظَهْرِ المَغِيبِ
وَهُمْ يُطْعِمُونَ إذْ قَحَطَ القَطْـ
ـرُ، وَهَبّتْ بِشَمْألٍ وَضَرِيبِ
وَخَوَتْ جِرْبَةُ النّجُومِ، فَمَا تَشْر
بُ أُرْوِيّةٌ بِمَرْيِ الجَنُوبِ
مَنْ يَلُمْني عَلى بَنى ابْنَةٍ حَسّا
نَ، ألُمْهُ، وَأعْصِهِ في الخُطُوبِ
إنّ قَيْساً قَيْسَ الفِعَال، أبَا الأشْـ
ـعَثِ، أمْسَتْ أعْدَاؤهُ لِشَعُوبِ
كُلَّ عَامٍ يَمُدّني بِجَمُومٍ،
عِنْدَ وَضْعِ الِعنَانِ، أوْ بِنَجِيبِ
قَافِلٍ، جُرْشُعٍ، تَرَاهُ كَتَيْسِ الـ
ـرَّبْلِ، لا مُقْرِفٍ وَلا مَخْشُوبِ
صَدَأُ القَيْدِ في يَديْهِ، فَلا يُغْـ
ـفَلُ عَنْهُ في مَرْبَطٍ مَكْرُوبِ
مُسْتَخِفٍّ، إذا تَوَجّهَ في الخَيْـ
ـلِ لِشَدّ التّفْنِينِ وَالتّقْرِيبِ
تِلْكَ خَيْلي مِنْهُ، وَتِلْكَ رِكَابي،
هُنّ صُفْرٌ أوْلادُهَا كَالزّبِيبِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:37 AM

فداء لقوم



فِداءٌ لِقَوْمٍ قَاتَلُوا بِخَفِيّةٍ
فَوَارِسَ عَوْصٍ إخْوَتى وَبَنَاتي
يَكُرّ عَلَيهمْ بالسّحيلِ ابنُ جَحدرٍ
وَمَا مَطَرٌ فِيها بِذِي عَذَرَاتِ
سَيَذْهَبُ أقْوَامٌ كِرَامٌ لوَجْهِهِمْ،
وَتُتْرَكُ قَتْلى وُرَّمُ الكَمَرَاتِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:38 AM

فررتم وما صبرتم



ألَمْ تَرَوْا إرَماً وَعَاداً،
أوْدَى بِهَا اللَّيْلُ وَالنّهَارُ
بَادُوا، فَلَمّا أنْ تَآدَوْا،
قَفّى عَلى إثْرِهِمْ قُدَارُ
وَقَبْلَهُمْ غَالَتِ المَنَايَا
طَسْماً وَلَمْ يُنْجِهَا الحِذَارُ
وَحَلّ بِالحَيّ مِنْ جَدِيسٍ،
يَوْمٌ مِنَ الشّرّ مُسْتَطَارُ
وَأهْلُ غُمْدَانَ جَمّعُوا
للدّهْرِ مَا يُجْمَعُ الخِيارُ
فَصَبّحَتْهُمْ مِنَ الدّوَاهي
جَائِحَةٌ عَقْبُهَا الدّمَارُ
وقد غَنُوا في ظِلالِ مُلْكٍ،
مُؤيَّدٍ عَقْلُهُمْ، جُفَارُ
وأهْلُ جَوٍّ أتَتْ عَلَيْهِمْ،
فأفْسَدَتْ عَيشَهُمْ، فَبَارُوا
وَمَرّ حَدٌّ عَلى وَبَارٍ،
فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وَبَارُ
بَلْ لَيْتَ شِعْرِي، وَأينَ لَيْتٌ،
وَهَلْ يَفِيئَنّ مُسْتَعَارُ
وَهَلْ يَعُودَنّ بَعْدَ عُسْرٍ،
عَلى أخي فَاقَةٍ يَسَارُ
وَهَلْ يُشَدّنّ مِنْ لَقُوحٍ،
بِالشَّخْبِ مِنْ ثَرّةٍ صِرَارُ
أقْسَمْتُمُ لا نُعَطّيَنْكُمْ
إلاّ عِرَاراً، فَذَا عِرَارُ
كَحَلْفَةٍ مِنْ أبي رِيَاحٍ،
يَسْمَعُهَا لاهُهُ الكُبَارُ
نَحْيَا جَميعاً، وَلَمْ يُفِدْكُمْ
طَعْنٌ لَنَا في الكُلَى فَوَارُ
قُمْنَا إلَيْكُمْ وَلمْ يَبْرُدْنَا
نَضْحٌ عَلى حَمْيِنَا قَرَارُ
فَقَدْ صَبَرْنَا، وَلَمْ نُوَلِّ،
وَلَيْسَ مِنْ شَأنِنَا الفِرَارُ
وَقَدْ فَرَرْتُمْ، وَمَا صَبَرْتُمْ،
وَذاكَ شَيْنٌ لَكُمْ وَعَارُ
فَلَيْتَنَا لَمْ نَحُلَّ نَجْداً،
وَلَيْتَهُمْ قَبْلَ تِلْكَ غَارُوا
إنّ لُقَيْماً، وَإنّ قَيْلاً،
وَإنّ لُقْمَانَ، حَيْثُ سَارُوا
لَمْ يَدَعُوا بَعْدَهُمْ عَرِيباً
فَغَنِيَتْ بَعْدَهُمْ نِزَارُ
فَأدْرَكُوا بَعْدَمَا أضَاعُوا،
وَقَاتَلَ القَوْمُ، فَاستَنَارُ
وا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:39 AM

فيا أخوينا



أتَصْرِمُ رَيّا أمْ تُدِيمُ وِصَالَهَا،
بَلِ الصّرْمَ إذْ زَمّتْ بلَيلٍ جِمالَهَا
كَأنّ حُدُوجَ المَالِكِيّةِ غُدْوَةً،
نَوَاعِمُ يَجرِي المَاءُ رفْهاً خِلالَهَا
وَمَا أُمُّ خِشْفٍ جَأبَةُ القَرْنِ فاقِدٌ
على جَانِبَيْ تَثْلِيثَ تَبْغي غَزَالَهَا
بِأحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قَامَ نَوَاعِمٌ،
فَأنْكَرْنَ، لمّا وَاجَهَتهُنّ، حالَهَا
فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ أبِينَا وأُمّنَا،
ألمْ تَعْلَمَا أنْ كُلّ من فَوْقَهَا لَهَا
فَتَسْتَيْقِنَا أنّا أخُوكُمْ، وَأنّنَا
إذا نُتِجَتْ شَهْبَاءُ يَخْشَوْن فالَهَا
نُقِيمُ لَهَا سُوقَ الضّرَابِ وَنَعتَصِي
بِأسْيَافِنَا حَتّى نُوَجِّهَ خَالَهَا
وَكَائِنْ دَفَعنَا عَنكُمُ من عَظيمةٍ،
وَكُرْبَةِ مَوْتٍ قَدْ بَتَتنا عِقالَهَا
وَأرْمَلَةٍ تَسْعَى بِشُعْثٍ، كَأنّهَا
وَإيّاهُمُ رَبْدَاءُ حَثّتْ رِئَالَهَا
هَنَأنَا وَلمْ نَمْنُنْ عَلَيها، فأصْبحتْ
رَخِيّةَ بَالٍ قَدْ أزَحْنَا هُزَالَهَا
وَفي كُلّ عَامٍ بَيْضَةٌ تَفْقَهُونَهَا،
فَتَعْنى، وَتَبْقَى بَيْضَةٌ لا أخَا لَهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:40 AM

قوم غير أثباط



تَرَاهُمُ غَيْرَ أثْبَاطٍ بَمذْرَعَةٍ،
تَوَابعٌ لِلَحِيمٍ حَيْثُمَا ذَهَبُوا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:41 AM

كأنها درة زهراء



نَامَ الخَليُّ، وَبِتُّ اللّيْلَ مُرْتَفِقَا
أرْعَى النّجومَ عَمِيداً مُثْبَتاً أرِقَا
أسْهُو لـهَمّي وَدائي، فَهْيَ تُسْهِرُني،
بَانَتْ بقَلْبي، وَأمْسَى عندَها غَلِقا
يا لَيْتَها وَجَدَتْ بي ما وَجَدتُ بهَا،
وَكانَ حبٌّ وَوَجْدٌ دامَ، فَاتّفَقَا
لا شَيْءَ يَنْفَعُني مِنْ دونِ رُؤيَتها،
هَلْ يَشتَفي وَامقٌ ما لمْ يُصِبْ رَهَقَا
صَادَتْ فؤادي بعَينيْ مُغزِلٍ خذلَتْ،
تَرْعَى أغَنّ غَضِيضاً طَرْفُهُ خَرِقَا
وَبَارِدٍ رَتِلٍ، عَذْبٍ مَذَاقَتُهُ،
كَأنّمَا عُلَّ بالكَافُورِ، وَاغتَبَقَا
وَجِيدِ أدْمَاءَ لمْ تُذْعَرْ فَرَائِصُها،
تَرْعَى الأرَاكَ تَعاطَى المَرْدَ وَالوَرَقَا
وَكَفَلٍ كَالنّقَا، مَالَتْ جَوَانِبُهُ،
لَيْسَتْ من الزُّلّ أوْرَاكاً وَما انتطَفَا
كَأنّهَا دُرّةٌ زَهْرَاءُ، أخْرَجَهَا
غَوّاصُ دارِينَ يَخشَى دونَها الغَرَقَا
قَدْ رَامَها حِجَجاً، مُذْ طَرّ شارِبُهُ،
حتى تَسَعسَعَ يَرْجُوها وَقد خَفَقَا
لا النّفسُ تُوئِسُهُ مِنها فَيَتْرُكُهَا،
وَقد رَأى الرَّغْبَ رَأيَ العَينِ فاحترَقَا
وَمَارِدٌ مِنْ غُوَاةِ الجِنّ يَحْرُسُها،
ذو نِيقَةٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَها، تَرَقَا
لَيْسَتْ لـهُ غَفْلَةٌ عَنها يُطِيفُ بها،
يَخشَى عَليها سُرَى السّارِينَ وَالسَّرَقَا
حِرْصاً عَليها لَوَ انّ النّفس طاوَعَها
مِنْهُ الضّمِيرُ لَيَالي اليَمّ، أوْ غَرِقَا
في حَوْمٍ لُجّةِ آذيٍّ لَهُ حَدَبٌ،
مَنْ رَامَها فارَقَتْهُ النّفسُ فاعتُلِقَا
مَنْ نَالَهَا نَالَ خُلْداً لا انْقِطاعَ لَهُ،
وَمَا تَمَنّى، فَأضْحَى ناعِماً أنِقَا
تِلكَ التي كَلّفَتْكَ النّفسُ تأمُلُها،
وَمَا تَعَلّقْتَ إلاّ الحَيْنَ وَالحَرَقَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:41 AM

كادونا بكبشهم فكيدوا



ألا يا قَتْلُ قَدْ خَلُقَ الجَدِيدُ،
وَحُبُّكِ مَا يَمحّ وَمَا يَبِيدُ
وَقَدْ صَادَتْ فُؤادَكَ إذْ رَمَتْهُ،
فَلَوْ أنْ امْرَأً دَنِفاً يَصِيدُ
وَلَكنْ لا يَصِيدُ إذا رَمَاهَا،
وَلا تَصْطادُ غَانِيَةٌ كَنُودُ
عَلاقَةَ عَاشِقٍ، وَمِطَالَ شَوْقٍ،
وَلَمْ يَعْلَقْكُمُ رَجُلٌ سَعِيدُ
ألا تَقْنَى حَيَاءَكَ،أوْ تَنَاهَى
بُكاءَكَ مِثْلَ ما يَبْكي الوَلِيدُ
أرَيْتُ القَوْمَ نَارَكِ لمْ أُغَمّضْ
بِوَاقِصَةٍ وَمَشْرَبُنَا زَرُودُ
فَلَمْ أرَ مِثْلَ مَوْقِدِهَا، ولَكِنْ
لأيّةِ نَظْرَةٍ زَهَرَ الوَقُودُ
أضَاءَتْ أحْوَرَ العَيْنَيْنِ طَفْلاً،
يُكَدَّسُ في تَرَائِبِهِ الفَرِيدُ
وَوَجْهاً كَالفِتَاقِ، وَمُسْبَكِرّاً
عَلى مِثْلِ اللّجَينِ، وَهُنّ سُودُ
وَتَبْسِمُ عَنْ مَهاً شَبِمٍ غَرِىٍّ،
إذا يُعْطَى المُقَبِّلَ يَسْتَزِيدُ
كَأنّ نُجُومَهَا رُبِطَتْ بِصَخْرٍ،
وَأمْرَاسٍ تَدورُ وَتَسْتَرِيدُ
إذا مَا قُلْتُ حَانَ لـهَا أُفُولٌ،
تَصَعّدَتِ الثّرَيّا وَالسّعُودُ
فَلأياً مَا أفَلْنَ مُخَوِّيَاتٍ،
خُمُودَ النّارِ، وَارْفَضّ العَمُودُ
أصَاحِ تَرَى ظَعَائِنَ بَاكِرَاتٍ،
عَلَيْهَا العَبْقَرِيّةُ وَالنُّجُودُ
كَأنّ ظِبَاءَ وَجْرَةَ مُشْرِفَاتٍ
عَلَيْهِنَ المَجَاسِدُ وَالبُرُودُ
عَلى تِلْكَ الحُدُوجِ، إذِ احْزَألّتْ،
وَعَمْداً دارَ غَيْرِكِ مَا تُرِيدُ
فَيَا لَدَنِيّةٍ سَتَعُودُ شَزْراً،
وَعَمْداً دارَ غَيْرِكِ مَا تُرِيدُ
فَمَا أُجشِمْتِ مِنْ إتْيَانِ قَومٍ
هُمُ الأعْدَاءُ، وَالأكْبَادُ سُودُ
فَإذْ فَارَقْتِني فَاسْتَبْدِلِيني
فَتًى يُعْطي الجَزِيلَ، وَيَسْتَفِيدُ
فمِثْلكِ قَدْ لَهَوْتُ بِهَا وَأرْضٍ
مَهَامِهَ، لا يَقُودُ بِهَا المُجِيدُ
قَطَعْتُ وَصَاحبي سُرُحٌ كِنَازٌ،
كَرُكْنِ الرَّعْنِ، ذِعْلِبَةٌ، قَصِيدُ
كَأنّ المُكْرَهَ المَعْبُوطَ مِنْهَا،
مَدُوفُ الوَرْسِ، أوْ رُبٌّ عَقِيدُ
كَأنّ قُتُودَهَا بِعُنَيْبِسَاتٍ،
تَعَطّفَهنّ ذُو جُدَدٍ فَرِيدُ
تَضَيّفَ رَمْلَةَ البَقّارِ، يَوْماً،
فَبَاتَ بِتِلْكَ يَضْرِبُهُ الجَلِيدُ
يُكِبّ إذا أجَالَ المَاءَ عَنْهُ،
غُضُونُ الفَرْعِ، وَالسَّدَلُ القَرِيدُ
فأصْبَحَ يَنْفُضُ الغَمَرَاتِ عَنْهُ،
وَيَرْبِطُ جَأشَهُ، سَلِبٌ حَدِيدُ
وَرُحٌّ كَالمُحَارِ مُوَتَّدَاتٌ،
بِهَا يَنْضُو الوَغَى، وَبِهِ يَذُودُ
أذَلِكَ أمْ خَمِيصُ البَطْنِ جَأبٌ،
أطَاعَ لَهُ النّوَاصِفُ وَالكَدِيدُ
يُقَلِّبُ سَمْحَجاً فِيهَا إبَاءٌ
عَلى أنْ سَوْفَ تَأتي مَا يَكِيدُ
بَقَى عَنْها المصيفَ وصَارَ صَعلاً
وقَدْ كَثُرَ التذكرُ والقُعُودُ
إذا مَا رَدّ تَضْرِبُ مَنْخَرَيْهِ
وَجَبْهَتَهُ، كمَا ضُرِبَ العَضِيدُ
فَتِلْكَ إذا الحُجُوزُ أبَى عَلَيْهِ
عِطَافَ الـهَمّ وَاخْتَلَطَ المَرِيدُ
فَإنّكِ لَوْ سَألْتِ قُتَيْلَ عَنّا،
إذا صَفَحَتْ عَنِ العَاني الخُدُودُ
تَنِيهِ وَقَدْ أحَالَ القِدُّ فِيهِ
وَشَفّ فُؤادِهُ وَجَعٌ شَدِيدُ
فَخَلّصَهُ الّذِي وَافَاهُ مِنّا،
وَكُنّا الوَفْدَ، إذْ حُبِسَ الوُفُودُ
فَلَمْ نَطْلُبْ لَهُ شُكْراً، وَلكِنْ
نُوَلّي حَمْدَ ذَلِكَ مَنْ يُرِيدُ
وَقَوْمٍ تَصْرِفُ الأنْيَابُ مِنهُمْ
عَلَيْنَا ثُمّ لَمْ يَصِدِ الوَعِيدُ
بَعَوْنَا فَالتَمَسْنَا مَا لَدَيْهِمْ،
وَكَادُنَا بِكَبْشِهِمُ فَكِيدُوا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:42 AM

كعبة نجران حتم عليك



ألَمْ تَنْهَ نَفْسَكَ عَمّا بِهَا؟
بَلَى عَادَهَا بَعْضُ أطْرَابِهَا
لِجَارَتِنَا، إذْ رَأتْ لِمّتي،
تَقُولُ، لَكَ الوَيْلُ أنّى بِهَا
فَإنْ تَعْهَديِني، وَلي لِمّةٌ،
فَإنّ الحَوَادِثَ ألْوَى بِهَا
وَقَبْلَكِ سَاعَيْتُ في رَبْرَبٍ،
إذَا نَامَ سَامِرُ رُقّابِهَا
تُنَازِعُني إذْ خَلَتْ بُرْدَهَا،
مُفَضَّلَةً غَيْرَ جِلْبَابِهَا
فَلَمَا التَقَيْنَا عَلى بَابِهَا،
وَمَدّتْ إليّ بِأسْبَابِهَا
بَذَلْنَا لـهَا حُكْمَهَا عِنْدَنَا،
وَجَادَتْ بِحُكْميِ لأُلْهى بِهَا
فَطَوْراً تَكُونُ مِهَاداً لَنَا؛
وَطَوْراً أكون فَيُعلى بِها
على كلّ حالٍ لَها حالةٌ
وكُلُّ الأجَارِيّ يُجْرَى بِهَا
فَكَيْفَ بِدَهْرٍ خَلا ذِكْرُهُ؛
وَكَيْفَ لِنِفْسٍ بِأعْجَابِهَا
وَإذْ لِمّتي كَجَنَاحِ الغُدَافِ،
تَرْنُو الكَعَابُ لإعْجَابِهَا
أكَلْتُ السّنَامَ فَأفْنَيْتُهُ،
وَشُدّ النُّسُوعُ بِأصْلابِهَا
تَرَاهُنُّ مِنْ بَعْدِ إسْآدِهِن،
وَسَيْرِ النّهَارِ وَتَدْآبِهَا
طِوَالَ الأخادِعِ خُوصَ العُيونِ
خِمَاصاً مَوَاضِعُ أحْقَابِهَا
وَكَأسٍ شَرِبْتُ عَلى لَذّةٍ،
وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا
لِكَيْ يَعْلَمَ النّاسُ أنّي أمرُؤٌ
أتَيْتُ المَعِيشَةَ مِنْ بَابِهَا
كُمَيْتٍ يُرَى دونَ قَعْرِ الإنَى،
كمِثْلِ قَذَى العَينِ يُقذَى بِهَا
وَشَاهِدُنَا الوَرْدُ وَاليَاسَمِيـ
ـنُ، وَالمُسْمِعَاتُ بِقُصّابِهَا
وَمِزْهَرُنَا مُعْمَلٌ دَائِمٌ،
فَأيُّ الثّلاثَةِ أُزْرَى بِهَا
تَرَى الصّنْجَ يَبكي لَهُ شَجْوَهُ،
مخَافَةَ أنْ سَوْفَ يُدْعَى بِهَا
مَضَى لي ثَمانُونَ من مَوْلِدِي،
كَذَلِكَ تَفْصِيلُ حُسّابِهَا
فَأصْبَحْتُ وَدّعْتُ لَهْوَ الشّبَا
ب وَالخَنْدَرِيسَ لأصْحَابِهَا
أُحِبّ أثَافِتَ وَقْتَ القِطَافِ،
وَوَقْتَ عُصَارَةِ أعْنَابِهَا
وَكعْبَةُ نَجْرَانَ حَتْمٌ عَلَيْـ
ـكِ حَتى تُنَاخي بِأبْوَابِهَا
نَزُورُ يَزِيدَ، وَعَبْدَ المَسيِح،
وَقَيْساً، هُمُ خَيْرُ أرْبَابِهَا
إذا الحَبَراتُ تَلَوّتْ بِهِمْ،
وَجَرّوا أسَافِلَ هُدّابِهَا
لَهُمْ مَشْرَبَاتٌ لَهَا بَهْجَةٌ،
تَرُوقُ العُيُونَ بِتَعْجَابِهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:43 AM

كن كالسموأل



شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنّي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ
حِبالَكَ اليَوْمَ بَعْدَ القِدّ أظْفارِي
قَدْ طُفْتُ ما بَينَ بَانِقْيَا إلى عَدَنٍ،
وَطالَ في العُجْمِ تَرْحالي وَتَسيارِي
فكانَ أوْفاهُمُ عَهْداً، وَأمنَعَهُمْ
جَاراً أبُوكَ بِعُرْفٍ غَيرِ إنْكَارِ
كالغَيْثِ ما استَمْطَرِوهُ جادَ وَابِلُه،
وعِنْدَ ذِمّتِهِ المُسْتَأسِدُ الضّارِي
كُنْ كالسّمَوْألِ إذْ سارَ الـهُمَامُ لَه
في جَحْفَلٍ كَسَوَادِ اللّيلِ جَرّارِ
جَارُ ابنِ حَيّا لمَنْ نَالَتْهُ ذِمّتُهُ
أوْفَى وَأمْنَعُ مِنْ جَارِ ابنِ عَمّارِ
بالأبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْمَاءَ مَنْزِلُهُ،
حِصْنٌ حَصِينٌ وَجارٌ غَيرُ غَدّارِ
إذْ سامَهُ خُطّتَيْ خَسْفٍ، فَقالَ لـه:
مَهْمَا تَقُلْهُ، فَإنّي سَامِعٌ حَارِ
فَقالَ: ثُكْلٌ وَغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما،
فاختَرْ وَمَا فِيهِما حظٌّ لمُخْتَارِ
فَشَكّ غَيرَ قَلِيلٍ، ثمّ قالَ لَهُ:
اذْبَحْ هَدِيَّكَ إني مانعٌ جَارِي
إنّ لَهُ خَلَفَاً كُنْتَ قَاتِلَهُ،
وَإنْ قَتَلْتَ كَرِيماً غَيرَ عُوّارِ
مالاً كَثيراً وَعِرْضاً غَيرَ ذي دَنَسٍ،
وَإخْوَةً مِثْلَهُ لَيْسُوا بِأشْرَارِ
جَرَوْا عَلى أدَبٍ مِنّي، بِلا نَزَقٍ،
وَلا إذا شَمّرَتْ حَرْبٌ بِأغْمَارِ
وَسَوْفَ يُعقِبُنيِهِ، إنْ ظَفِرْتَ بِهِ،
رَبٌّ كَرِيمٌ وَبِيضٌ ذاتُ أطْهَارِ
لا سِرُّهُنّ لَدَيْنَا ضَائِعٌ مَذِقٌ،
وَكاتِماتٌ إذا استُودِعنَ أسرَارِي
فَقَالَ تَقْدِمَةً، إذْ قَامَ يَقْتُلُهُ:
أشرِفْ سَمَوْألُ فانظُرْ للدّمِ الجارِي
أأقتُلُ ابْنَكَ صَبْراً أوْ تَجيءُ بِهَا
طَوْعاً، فَأنْكَرَ هَذا أيَّ إنْكَارِ
فَشَكّ أوْداجَهُ وَالصّدْرُ في مَضَضٍ
عَلَيهِ، مُنطَوِياً كاللّذْعِ بِالنّارِ
وَاخْتَارَ أدْرَاعَهُ أنْ لا يُسَبّ بهَا،
وَلمْ يكُنْ عَهْدُهُ فِيهَا بِخَتّارِ
وَقالَ: لا أشْتَرِي عاراً بمَكْرُمَةٍ
فاختارَ مَكْرُمَةَ الدّنْيَا عَلى العَارِ
وَالصّبْرُ مِنْهُ قَدِيماً شِيمَةٌ خُلُقٌ،
وَوَنْدُهُ في الوَفَاءِ الثّاقِبُ الوَارِي

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:43 AM

لأمك بالـهجاء أحق منا



أتَاني مَا يَقُولُ ليَ ابنُ بُظْرَى،
أقَيْسٌ يا ابنَ ثَعْلَبَةٍ الصّبَاحِ؟
لعَبْدانَ ابنِ عَاهِرَةٍ وَخِلْطٍ،
رَجُوفِ الأصْلِ مَدخولِ النّواحي
لَقَدْ سَفَرَتْ بَنُو عَبْدانَ بَيْناً
فَما شَكَرُوا بِلأمي وَالقِدَاحِ
إلَيْكُمْ قَبْلَ تَجْهِيزِ القَوَافي،
تَزُورُ المُنْجِدِينَ مَعَ الرّيَاحِ
فَمَا شَتْمي بِسَنُّوتٍ بِزُبْدٍ،
وَلا عَسَلٍ تُصَفِّقُهُ بِرَاحِ
وَلَكِنْ مَاءُ عَلْقَمَةٍ وَسَلْعٍ،
يُخاضُ عَلَيهِ من عَلَقِ الذُّبَاحِ
لأُمُّكَ بِالـهِجَاءِ أحَقُّ مِنّا
لِمَا أبَلَتْكَ من شَوْطِ الفِضَاحِ
ألَسْنَا المَانعِينَ، إذا فَزِعْنَا،
وَزَافَتْ فَيْلَقٌ قَبْلَ الصّبَاحِ،
سَوَامَ الحَيّ حَتى نَكْتَفِيهِ،
وَجُودُ الخَيلِ تَعثرُ في الرّمَاحِ
ألَسْنَا المُقْتَفِينَ بمَنْ أتَانَا،
إذا ما حَارَدَتْ خُورُ اللّقَاحِ
ألَسْنَا الفارِجِينَ لِكُلّ كَرْبٍ
إذا مَا غُصّ بِالمَاءِ القَرَاحِ
ألَسْنَا نَحْنُ أكْرَمَ إنْ نُسِبْنَا،
وَأضْرَبَ بِالمُهَنّدَةِ الصّفَاحِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:44 AM

لا تلمس الأفعى
( الاعشى )


أجِدَّ بِتَيّا هَجْرُهَا وَشَتَاتُهَا،
وَحَبّ بِهَا لَوْ تُسْتَطَاعُ طِيَاتُهَا
وَمَا خِلْتُ رَأيَ السّوءِ عَلّقَ قَلْبَهُ
بِوَهْنَانِةٍ قَدْ أوْهَنَتْهَا سِناتُهَا
رَأتْ عُجُزاً في الحَىّ أسْنَانَ أمّهَا
لِداتي، وَشُبّانُ الرّجَالِ لِدَاتَهَا
فَشَايَعَهَا مَا أبْصَرَتْ تحتَ دِرْعِها
على صَوْمِنَا وَاستَعْجَلَتها أنَاتُهَا
وَمِثلِك خَوْدٍ بَادِنٍ قَدْ طَلَبْتُهَا
وَسَاعَيْتُ مَعْصِيّاً لَدَيْنا وُشاتُهَا
متى تُسقَ مِنْ أنْيابِها بَعدَ هَجعَةٍ
من اللّيلِ شِرْباً حينَ مالَتْ طُلاتُهَا
تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إذا ذُقْتَ طَعمَهُ
عَلى رَبِذَاتِ النَّيّ حُمْشٍ لِثَاتُهَا
وَخَصْمٍ تَمَنّى فاجْتَنَيْتُ بِهِ المُنى
وَعَوْجَاءَ حَرْفٍ لَيّنٍ عَذَبَاتُهَا
تَعَالَلْتُهَا بِالسّوْطِ بَعْدَ كَلالِهَا،
عَلى صَحْصَحٍ تَدْمَى بِهِ بخَصَاتُهَا
وَكَأسٍ كمَاءِ النّيّ باكَرْتُ حَدّها،
بِغِرّتِهَا، إذا غَاب عَني بُغَاتُهَا
كُمَيْتٍ عَلَيها حُمْرَةٌ فَوْقَ كُمتةٍ
يكادُ يُفَرّي المَسْكَ مِنها حَمَاتُهَا
وَرَدْتُ عَلَيْهَا الرّيفَ حتى شَرِبْتُها
بمَاءِ الفُرَاتِ حَوْلَنَا قَصَبَاتُهَا
لَعَمْرُكَ إنّ الرّاحَ إنْ كنتَ سَائِلاً
لَمُخْتَلِفٌ غُدِيُّهَا وَعَشَاتُهَا
لَنا من ضُحاها خُبْثُ نَفْسٍ وَكأبَةٌ
وَذِكْرَى هُمُومٍ مَا تَغِبّ أذاتُهَا
وَعِنْدَ العَشِيّ طِيبُ نَفْسٍ وَلَذّةٌ،
وَمَالٌ كَثِيرٌ غُدْوَةً نَشَوَاتُهَا
عَلى كُلّ أحْوَالِ الفَتى قَدْ شرِبتُها
غَنِيّاً وَصُعْلُوكاً وَمَا إنْ أقَاتُهَا
أتَانَا بِهَا السّاقي فَأسْنَدَ زِقّهُ
إلى نُطْفَةٍ، زَلّتْ بِهَا رَصَفَاتُهَا
وُقُوفاً، فَلَمّا حَانَ مِنّا إنَاخَةٌ،
شَرِبْنَا قُعُوداً خَلْفَنَا رُكَبَاتُهَا
وَفَيْنَا إلى قَوْمٍ عَلَيْهِمْ مَهَابَةٌ
إذا مَا مَعَدٌّ أحْلَبَتْ حَلَبَاتُهَا
أبَا مِسْمَعٍ! إني امْرُؤٌ مِنْ قَبيلَةٍ
بَنَى ليَ مَجْداً مَوْتُهَا وَحَيَاتُهَا
فَلَسْنَا لِبَاغي المُهْمَلاتِ بِقِرْفَةٍ،
إذا مَا طَهَا بِاللّيْلِ مُنْتَشِرَاتُهَا
فَلا تَلْمسِ الأفْعَى يَداكَ تُرِيدُها
وَدَعْهَا إذا ما غَيّبَتْهَا سَفاتُهَا
أبَا مِسمَعٍ أقْصِرْ فَإنّ قَصِيدَةً
مَتى تَأتِكُمْ تَلْحَقْ بهَا أخَوَاتُهَا
أعَيّرْتَني فَخْرِي، وَكُلُّ قَبِلَةٍ
مُحَدِّثَةٌ مَا أوْرَثَتْهَا سُعَاتُهَا
وَمِنّا الّذِي أسْرَى إلَيْهِ قَرِيبُهُ
حَرِيباً وَمَنْ ذا أخطأتْ نَكَبَاتُهَا
فَقَالَ لَهُ:أهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَباً
أرَى رَحِماً قَدْ وَافَقَتْها صِلاتُهَا
أثَارَ لَهُ مِنْ جَانِبِ البَرْكِ غُدْوَةً
هُنَيْدِةَ يَحْدُوها إلَيْهِ رُعاتُهَا
وَمِنّا ابنُ عَمْرٍو يَوْمَ أسفَلِ شاحبٍ
يَزِيدُ، وَألْهَتْ خَيْلَهُ عُذُرَاتُهَا
سَمَا لابنِ هِرٍّ في الغُبَارِ بِطَعْنَةٍ،
يَفُورُ عَلى حَيْزُومِهِ نَعَرَاتُهَا
وَمِنّا امْرُؤٌ يَوْمَ الـهَمَامَينِ مَاجِدٌ،
بِجَوّ نَطَاعٍ يَوْمَ تَجْني جُنَاتُهَا
فَقَالَ لَهُ: مَاذا تُرِيدُ وَسُخْطُهُ
عَلى مِائَةٍ قَدْ كمّلَتْهَا وُفَاتُهَا
وَمِنّا الّذِي أعْطاهُ في الجَمعِ رَبُّهُ
عَلى فَاقَةٍ، وَلِلْمُلُوكِ هِبَاتُهَا
سَبَابَا بَني شَيْبَانَ يَوْمَ أُوَارَةٍ
عَلى النّارِ إذْ تُجْلَى لَهُ فَتَيَاتُهَا
كَفَى قَوْمَهُ شَيْبَانَ أنّ عَظِيمَةً
مَتى تَأتِهِ تُؤخَذْ لـهَا أُهُبَاتُهَا
إذا رَوّحَ الرّاعي اللقَاحَ مُعَزِّباً
وَأمْسَتْ عَلى آفَاقِهَا غَبَرَاتُهَا
أهنّا لـهَا أمْوَالَنَا عِنْدَ حَقّهَا؛
وَعَزّتْ بهَا أعْرَاضُنَا لا نُفَاتُهَا
وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلْنَا مَخُوفَةٍ
سُرَاةً، قَلِيلٍ رِعْيُهَا وَنَبَاتُهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:45 AM

لا فشل ولا سقاط
( الاعشى )


لا فَشَلٌ فيّ وَلا سِقَاطُ،
لَيْسَ أوَانَ يُكْرَهُ الخِلاطُ
بَنُو شُرَحْبِيلَ سِوىً بِسَاطُ
وَعَنْهُمُ ضُبَيْعَةُ المِضْرَاطُ
صَمَحْمَحٌ مُجَرَّبٌ عَيّاطُ
وَوَائِلٌ، كَأنّهُ مُخَاطُ
يَزِلّ عَنْ جَبْهَتِهِ الأمْشَاطُ
لَقَدْ مُنُوا بِتَيّحَانٍ سَاطي
ثَبْتٍ، إذا قِيلَ لَهُ يُعَاطي
أخْرَجَ حُضْراً غَيرَ ذِي نِيَاطِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:45 AM

لست من الكرام



بَنْو الشّهْرِ الحَرَامِ فَلَسْتَ مِنْهُمْ،
وَلَسْتَ مِنَ الكِرَامِ بَني العُبَيْدِ
وَلا مِنْ رَهْطِ جَبّارِ بنِ قُرْطٍ؛
وَلا مِنْ رَهْطِ حَارِثَةَ بنِ زَيْدِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:46 AM

لسنا بذي عز



لمَيْثَاءَ دَارٌ قَدْ تَعَفّتْ طُلُولُهَا،
عَفَتْهَا نَضِيضَاتُ الصَّبا، فمَسيلُهَا
لِمَا قدْ تَعَفّى منْ رَمادٍ وَعَرْصةٍ،
بكَيتُ، وَهَلْ يَبكي إلَيكَ مُحيلُهَا
لمَيْثَاءَ، إذْ كَانَتْ وَأهْلُكَ جيزَةٌ،
رِثَاءٌ وَإذْ يُفْضِي إلَيكَ رَسُولُهَا
وَإذْ تَحسِبُ الحُبّ الدّخيلَ لجَاجَةً
مِنَ الدّهرِ لا تُمنى بشَيْءٍ يُزِيلُهَا
وَإنّي عَدَاني عَنْكِ، لَوْ تَعْلَمِينَه،مَوَازِىءُ لمْ يُنْزِلْ سِوَايَ جَلِيلُهَا
مَصَارِعُ إخْوَانٍ، وَفَخْرُ قَبِيلَةٍ
عَلَيْنَا، كَأنّا لَيْسَ مِنّا قَبِيلُهَا
تَعالَوْا فَإنّ العِلْمَ عندَ ذوِي النّهَى
مِنَ النّاسِ كالبَلقاءِ بَادٍ حُجولُهَا
نُعَاطِيكُمُ بِالحَقّ، حَتّى تَبَيّنُوا
عَلى أيّنَا تُؤْدي الحُقُوقَ فُضُولُهَا
وَإلاّ فَعُودُوا بالـهُجَيْمِ وَمَازِنٍ،
وَشَيْبَانُ عِنْدِي جمُّهَا وَحَفِيلُهَا
أُولَئِكَ حُكّامُ العَشِيرَةِ كُلّهَا،
وَسَاداتُها، فِيما يَنُوبُ، وَجُولُهَا
متى أدْعُ مِنهُمْ ناصرِي تأتِ مِنهُمُ
كَرَادِيسُ مَأمُونٌ عَليَّ خُذُولُهَا
رِعالاً كأمثَالِ الجَرَادِ، لخَيْلِهِمْ
عُكُوبٌ إذا ثَابَتْ سَرِيعٌ نُزُولُهَا
فَإنّي بحَمْدِ اللـهِ لمْ أفْتَقِدْكُمُ،
إذَا ضَمّ هَمّاماً إليّ حُلُولُهَا
أجَارَتُكُمْ بَسْلٌ عَلَيْنَا مُحَرَّمٌ،
وَجَارَتُنَا حِلٌّ لَكُمْ، وَحَلِيلُهَا
فإنْ كانَ هذا حُكمُكُمْ في قَبيلَةٍ،
فإنْ رَضِيَتْ هذا، فَقَلّ قَلِيلُهَا
فَإنّي وَرَبِّ السّاجِدِينَ عَشِيّةً،
وَمَا صَكّ ناقُوسَ النّصَارَى أبيلُهَا
أُصَالحُكُمْ، حَتى تَبُوءوا بمِثْلِهَا،
كَصَرْخَةِ حُبْلى يَسّرَتْها قَبُولُهَا
تَنَاهَيْتُمُ عَنّا، وَقَدْ كَانَ فيكُمُ
أسَاوِدُ صَرْعَى لمْ يُوَسَّدْ قَتِيلُهَا
وَإنّ امْرَأً يَسعَى ليَقْتُلَ قَاتِلاً
عَدَاءً، مُعِدٌّ جَهْلَةً لا يُقِيلُهَا
وَلَسْنَا بذي عزٍّ، وَلَسنَا بكُفْئِهِ،
كمَا حَدّثَتْهُ نَفْسُهَا وَدَخِيلُهَا
وَيُخْبِرُكُمْ حُمرَانُ أنّ بَنَاتِنَا
سَيُهزَلْنَ إنْ لمْ يَرْفعِ العِيرَ مِيلُها
فَعِيرُكُمُ كانَتْ أذَلّ، وَأرْضُكُم
كما قَد عَلِمتُمْ جَدْبُها وَمُحولُهَا
فَإنْ تَمْنَعُوا مِنّا المُشَقَّرَ وَالصَّفا،
فَإنّا وَجَدْنَا الخَطّ جَمّاً نَخيلُهَا
وَإنّ لَنَا دُرْنَى، فكُلَّ عَشِيّةٍ
يُحَطّ إلَيْنَا خَمْرُهَا وَخَمِيلُهَا
فإنّا وَجَدْنا النِّيبَ إنْ تَفْصِدُونَها
يُعِيشُ بَنِينَا سِيئُهَا وَجَمِيلُهَا
أبِالمَوْتِ خَشّتْني عِبَادٌ، وَإنّمَا
رَأيْتُ مَنَايَا النّاسِ يَسعى دَليلُهَا
فما مِيتَةٌ إنْ مِتُّهَا غَيرَ عَاجِزٍ
بِعَارٍ، إذا ما غالَتِ النّفسَ غُولُهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:47 AM

ليتك كنت لقى



أقَيْسَ بنَ مسعودِ بنِ قيسِ بنِ خالدٍ،
وَأنْتَ امرُؤٌ تَرْجُو شَبَابَكَ وَائِلُ
أطَوْرَينِ في عَامٍ: غَزَاةٌ وَرِحْلَةٌ،
ألا لَيْتَ قَيْساً غَرّقَتهُ القَوَابِلُ
وَلَيْتَكَ حالَ البَحْرُ دُونَكَ كلُّهُ،
وَكنتَ لقىً تَجرِي عَلَيهِ السّوائِلُ
كَأنّكَ لمْ تَشهَدْ قَرَابينَ جَمّةً،
تَعِيثُ ضِبَاعٌ فِيهِمُ، وَعَوَاسِلُ
تَرَكْتَهُمُ صَرْعى لدى كلّ مَنهَلٍ،
وَأقْبَلتَ تَبغي الصّلحَ، أُمُّكَ هابِلُ
أمِنْ جبَلِ الأمرَارِ صُرّتْ خِيامُكمْ
عَلى نَبَإٍ أنّ الأشَافيّ سَائِلُ
فَهَانَ عَلينا أنْ تَجِفّ وِطَابُكُمْ
إذا حُنِيَتْ فيها لَدَيكَ الزّوَاجِلُ
لَقدْ كانَ في شيبَانَ لوْ كنتَ رَاضِياً،
قِبَابٌ وَحَيٌّ حِلّةٌ، وَقَنَابِلُ
وَرَجْرَاجَةٌ تُعشي النّوَاظرَ فَخمَةٌ،
وَجُرْدٌ عَلى أكْنَافِهِنّ الرّواحِلُ
تَرَكْتَهُمُ جَهْلاً وَكنتَ عميدَهُم،
فَلا يَبلُغَنّي عَنكَ ما أنتَ فَاعِلُ
وَعُرّيتَ مِنْ وَفْرٍ وَمالٍ جَمَعْتَهُ،
كمَا عُرِّيَتْ مِمّا تُسِرُّ المَغَازِلُ
شَفى النّفسَ قَتلى لمْ تُوَسَّدْ خدودُها
وِسَاداً وَلمْ تُعضَضْ عَلَيها الأنامِلُ
بِعَيْنَيْكَ يَوْمَ الحِنوِ إذْ صَبّحتهُمُ
كَتائِبُ مَوْت لمْ تَعُقْها العَوَاذِلُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:47 AM

ما جعل اللـه بيتك في العلى
( الاعشى )


ألا قُلْ لِتَيّا قَبْلَ مِرّتِهَا اسلَمي،
تَحِيّةَ مُشْتَاقٍ إلَيْهَا مُتَيَّمِ
عَلى قِيلِهَا يَوْم التَقَيْنا، وَمَن يكنْ
عَلى مَنطِقِ الوَاشِينَ يَصرِمْ وَيُصرَمِ
أجِدَّكَ لَمْ تأخُذْ لَيَاليَ نَلْتَقي
شِفَاءَكَ مِنْ حَوْلٍ جَديدٍ مُجرَّمِ
تُسَر وَتُعْطَى كُلَّ شَيء سَألْتَهُ
وَمنْ يُكْثِرِ التسْآلَ لا بُدّ يُحرَمِ
فما لكَ عندي نَائلٌ غَيرُ ما مضى
رَضِيتَ بِهِ، فَاصْبِرْ لذَلِكَ أوْ ذَمِ
فَلا بَأسَ إني قَدْ أُجَوِّزُ حَاجَتي،
بمُسْتَحْصِدٍ بَاقٍ مِنَ الرّأي مُبْرَمِ
وَكُورٍ عِلافيٍّ وَقِطْعٍ وَنُمْرُقٍ
وَوَجْنَاءَ مِرْقَالِ الـهَواجِرِ عَيْهَم
كَأنَّ عَلى أنْسَائِهَا عِذْقَ حَصْلَةٍ
تَدَلّى مِنَ الكَافُورِ غَيْرَ مُكَمَّمِ
عَرَنْدَسَةٍ لا يَنفُضُ السّيرُ غَرْضَها،
كَأحْقَبَ بِالوَفْرَاءِ جأب مُكَدَّمِ
رَعَى الرّوضَ وَالوَسميَّ حتى كَأنَّما
يرَى بيَبِيسِ الدّوّ إمْرَارَ عَلْقَمِ
تَلا سَقبَةً قَوْداءَ مَشكوكَةَ القَرَا،
متى ما تُخالِفْهُ عَنِ القَصْدِ يَعذِمِ
إذا مَا دَنَا مِنْها التَقَتْهُ بحَافِرٍ
كَأنَّ لَهُ في الصّدْرِ تأثيرَ مِحْجَمِ
إذا جَاهَرَتْهُ بِالفَضَاءِ انْبَرَى لـهَا
بِإلـهَابِ شَدّ كَالحَريقِ المُضَرَّمِ
وَإنْ كَانَ تَقْريبٌ من الشّدّ غَالـهَا
بمَيْعَةِ فَنّانِ الأجارِيّ مُجْذِمِ
فلَمّا عَلَتهُ الشمسُ وَاستَوْقدَ الحصَى
تَذَكّرَ أدْنَى الشِّربِ للمُتَيَمِّمِ
فأوْرَدَهَا عَيْناً مِنَ السَّيفِ رِيةً،
بِهَا بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ
بَنَاهُنّ مِنْ ذَلاّنَ رَامٍ أعَدّهَا
لقَتْلِ الـهَوَادي، داجِنٌ بالتّوَقّمِ
فَلَمّا عَفَاهَا ظَنّ أنْ لَيسَ شارِباً
مِنَ المَاءِ إلا بَعْدَ طُولِ تَحَرّمِ
وَصَادَفَ مِثلَ الذّئْبِ في جوْف قُتَرة
فَلَمّا رَآها قال: يا خَيرَ مَطعَمِ
وَيَسَّرَ سَهْماً ذا غِرَارٍ يَسُوقُهُ
أمِينُ القُوَى في صُلْبَةِ المُتَرَنِّمِ
فَمَرّ نَضِيُّ السّهْمِ تَحْتَ لَبَانِهِ،
وَجَالَ عَلى وَحشِيّهِ لمْ يُثَمْثِمِ
وَجالَ وَجالَتْ يَنجلي التّرْبُ عَنْهُما
لَهُ رَهَجٌ في سَاطعِ اللّوْنِ أقْتَمِ
كَأنَّ احتدامَ الجَوْفِ في حمي شَدّه
وَما بَعدَهُ مِنْ شَدّهِ، غَلي قُمُقُمِ
فَذلِكَ بَعْدَ الجَهْدِ شَبّهتُ ناقتي
إذا مَا وَنَى حَدُّ المَطِيّ المُخَرَّمِ
فدَعْ ذا وَلَكِنْ ما تَرَى رَأيَ كاشحٍ
يَرَى بَيْنَنا مِنْ جَهْلِهِ دَقَّ مَنشِمِ
أرَاني بَريئاً مِنْ عُمَيْرٍ وَرَهْطِهِ،
إذا أنْتَ لمْ تَبْرَأ مِنَ الشّرّ فَاسْقمِ
إذا مَا رآني مُقْبِلاً شَامَ نَبْلَهُ،
وَيَرْمي إذا أدْبَرْتُ ظَهرِي بأسهُمِ
عَلى غَيرِ ذَنْبٍ غَيرَ أنّ عَدَاوَةً
طَمَتْ بكَ فَاستأخِرْ لـهَا أوْ تَقَدّمِ
وَكُنتُ، إذا نَفسُ الغَوِيّ نَوَتْ به،
صَقَعتُ عَلى العِرْنِينِ مِنْهُ بمِيسَمِ
حَلَفْتُ بِرَبّ الرّاقِصَاتِ إلى منىً،
إذا مَخْرَمٌ جَاوَزْتُهُ بَعْدَ مَخرَمِ
ضَوَامِرُ خُوصاً قَد أضرّ بهَا السّرَى
وَطابَقنَ مَشياً في السّريحِ المُخَدَّمِ
لَئِنْ كُنْتَ في جُبٍّ ثَمَانِينَ قامَةً
وَرُقّيتَ أسْبَابَ السّمَاءِ بِسُلّمِ
لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتى تَهِرّهُ
وَتَعْلَمَ أني عَنْكَ لَسْتُ بمُلْجَمِ
وَتَشْرَقَ بِالقَوْلِ الذي قَدْ أذَعْتَهُ
كمَا شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ مِنَ الدّمِ
فما أنتَ من أهلِ الحُجُونِ وَلا الصّفا
وَلا لكَ حَقّ الشّرْبِ مِنْ مَاء زَمزَمِ
وَمَا جَعَلَ الرّحمَنُ بَيْتَكَ في العُلى
بِأجْيَادِ غَرْبيّ الصّفَا وَالمُحَرَّمِ
فَلا تُوعِدَنّي بِالفَخَارِ، فَإنّني
بنى اللـهُ بيتي في الدخيسِ العرَمْرَمِ
عَجِبْتُ لآِلِ الحُرْقَتَينِ، كَأنّما
رَأوْني نَفياً مِنْ إيَادٍ وَتُرْخُمِ
وَغَرّبني سَعدُ بنُ قَيْسٍ عَنِ العُلى
وَأحسابهِمْ يَوْمَ النّدى وَالتّكَرّمِ
مَقَامَ هَجِينٍ سَاعةٍ بِلِوائِهِ
فَقُلْ في هَجينٍ بَينَ حامٍ وسِلـهِمِ
فَلَمّا رَأيتُ النّاس للشّرّ أقْبَلُوا،
وَثَابُوا إلَيْنَا مِنْ فَصِيحٍ وَأعْجَمِ
وَصِيحَ عَلَيْنَا بِالسّيَاطِ وبَالقَنَا
إلى غايَةٍ مَرْفُوعَةٍ عِنْدَ مَوْسِمِ
دَعَوْتُ خَليلي مِسْحَلاً، وَدَعَوْا لَه
جهَنّامَ جَدْعاً للـهَجِينِ المُذَمَّمِ
فإني وَثَوْبَيْ رَاهِبِ اللُّجّ، وَالّتي
بَنَاهَا قُصَيٌّ وَالمُضَاضُ بنُ جُرْهمِ
لَئِنْ جَدّ أسْبَابُ العَدَاَوةِ بَيْنَنَا،
لَتَرْتَحِلَنْ مِني عَلى ظَهْرِ شَيهَمِ
وَتَرْكَب مني إنْ بَلَوْتَ نَكيثَتي،
عَلى نَشَزٍ قَدْ شَابَ لَيْسَ بتَوْأمِ
فَمَا حَسَبي إنْ قِسْتَهُ بِمُقَصِّرٍ،
وَلا أنَا إنْ جَدّ الـهِجَاءُ بمُفْحَمِ
وَمَا زَال إهْداءُ الـهَوَاجِرِ بَيْنَنَا،
وَتَرْقِيقُ أقْوَامٍ لِحَيْنٍ وَمَأثَمِ
وَأمْرُ السَّفَى حتى التَقَيْنَا غُدَيّةً،
كِلانَا يُحامي عَنْ ذِمارٍ وَيَحتَمي
تُرِكْنَا وَخَلّى ذُو الـهَوَادَةِ بَيْنَنَا،
بِأثْقَبِ نِيرَانِ العَدَاوَةِ تَرْتَمي
حَبَاني أخي الجنيُّ، نَفسِي فِداؤه،
بِأفْيَحَ جَيّاشِ العَشِيّاتِ خِضْرِمِ
فَقال: ألا فانزِلْ على المَجدِ سَابِقاً
لكَ الخَيرُ قُلّدْ، إذْ سَبَقتَ، وَأنعِمِ
وَوَلّى عُمَيْرٌ، وَهْوَ كَابٍ، كَأنّما
يُطَلّى بحُصٍّ، أوْ يُغشَى بعِظلِمِ
وَنَحْنُ غَداةَ العَينِ يَوْمَ فُطَيْمَةٍ
منَعْنَا بَني شَيْبَانَ شِرْبَ مُحَلِّمِ
جَبَهْنَاهُمُ بِالطّعنِ، حتى تَوَجّهوا
وَهَزّوا صُدُورَ السّمهَرِيّ المُقَوَّمِ
وَأيّامَ حَجْرٍ، إذْ يُحَرَّقُ نَخْلُهُ،
ثَأرْنَاكُمُ يَوْماً بتَحْرِيقِ أرْقَمِ
كَأنّ نَخِيلَ الشطّ غِبّ حَرِيقِهِ،
مَآتِمُ سُودٌ سَلّبَتْ عنْدَ مأتَمِ
وَنَحْنُ فَكْكنَا سَيّديكُم فأُرْسِلا
مِنَ المَوْتِ لمّا أُسْلِمَا شَرَّ مُسْلَمِ
تَلافَاهُمَا بِشْرٌ مِنَ المَوْتِ بَعدَما
جَرَتْ لـهُمَا طَيْرُ النّحُوسِ بأشْأمِ
فَذَلِكَ مِنْ أيّامِنَا وَبَلائِنَا،
ونُعمَى عَليكُم إنْ شكَرْتُم لأنعُمِ
فَإنْ أنْتُم لمْ تَعْرِفُوا ذَاكَ، فاسألوا
أبَا مَالِكٍ أوْ سَائِلُوا رَهْطَ أشْيَمِ
وكائنْ لَنَا فَضْلاً عَلَيكمْ وَمِنّةً
قَديماً، فَما تَدرُون مَا مَنُّ مُنعِمِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:48 AM

ما فوق بيتك بيت



إنّي وَجَدْتُ أبَا الخَنْسَاءِ خَيرَهُمُ
فَقَدْ صَدَقتُ لَهُ مَدْحي وَتَمجيدي
إنّ عِداتِكَ إيّانَا لآتِيَةٌ
حَقّاً وَطَيّبَةٌ مَا نَفْسُ مَوْعُودِ
ما فَوْقَ بَيتِكَ من بَيْتٍ عَلِمتُ بهِ
وَفي أرُومَتِهِ مَا مَنْبِتُ العُودِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:49 AM

ملك كهلال السماء
( الاعشى )


غَشِيتَ للَيْلى بلَيْلٍ خُدُورَا،
وَطَالَبْتَها، وَنَذَرْتَ النُّذُورَا
وَبَانَتْ، وَقَدْ أوْرَثَتْ في الفُؤا
دِ صَدْعاً، عَلى نأيِها، مُستَطِيراً
كَصَدْعِ الزّجَاجَةِ مَا تَسْتَطِيـ
ـعُ كَفُّ الصَّنَاعِ لـها أنْ تُحِيراَ
مَلِيكِيّةٌ جَاوَرَتْ بِالحِجَا
زِ قَوْماً عُداةً وَأرْضاً شَطِيراَ
بِمَا قَدْ تَرَبّعُ رَوْضَ القَطَا،
وَرَوْضَ التّنَاضِبِ حتى تَصِيرَا
كَبَرْدِيّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَرِيفِ،
إذا خالَطَ المَاءُ مِنْهَا السّرُورَا
وَتَفْتَرّ عَنْ مُشْرِقٍ بَارِدٍ
كَشَوْكِ السَّيَالِ أُسِفّ النَّؤورَا
كَأنّ جَنِيّاً مِنَ الزّنْجَبِيـ
ـلِ خالَطَ فَاهَا وَأرْياً مَشُورَا
وَإسْفِنْطَ عَانَةَ بَعْدَ الرُّقَا
دِ شَكّ الرِّصَافُ إلَيْهَا غَدِيرَا
وَإنْ هيَ نَاءَتْ تُرِيدُ القِيَامَ،
تَهَادَى كمَا قَدْ رَأيتَ البَهِيرَا
لَهَا مَلِك كانَ يَخْشَى القِرَافَ،
إذا خالَطَ الظّنُّ مِنهُ الضّمِيرَا
إذا نَزَلَ الحَيُّ حَلّ الجَحيشَ
شَقِيّاً غَوِيّاً مُبِيناً غَيُورَا
يَقُولُ لِعَبْدَيْهِ حُثّا النّجَا،
وَغُضّا مِنَ الطّرْفِ عَنّا وَسِيرَا
فَلَيْسَ بمُرْعٍ عَلى صَاحِبٍ
وَلَيْسَ بمَانِعِهِ أنْ تَحُورَا
وَلَيْسَ بِمَانِعِهَا بَابَهَا،
وَلا مُسْتَطِيعٍ بِهَا أنْ يَطِيرَا
فَبَانَ بِحَسْنَاءَ بَرّاقَةٍ
عَلى أنّ في الطّرْفِ مِنها فُتُورَا
مُبَتّلَةِ الخَلْقِ مِثْلِ المَهَا
ةِ لمْ تَرَ شَمْساً ولا زَمْهَرِيرَا
وَتَبْرُدُ بَرْدَ رِدَاءِ العَرُو
سِ رَقْرَقْتَ بالصّيْفِ فيهِ العَبِيرَا
وَتَسْخُنُ لَيْلَةَ لا يَسْتَطِيعُ
نُبَاحاً بِهَا الكَلْبُ إلاّ هَرِيرَا
تَرَى الخَزّ تَلْبَسُهُ ظَاهِراً،
وَتُبْطِنُ مِنْ دُونِ ذاكَ الحَرِيرَ
إذَا قَلّدَتْ مِعْصَماً يَارَقَيْـ
ـنِ، فُصّلَ بالدّرّ فَصْلاً نَضِيرَا
وَجَلَّ زَبَرْجَدَةٌ فَوْقَهُ،
وَيَاقُوتَةٌ خِلْتَ شَيْئاً نَكِيرَا
فَألْوَتْ بِهِ طَارَ مِنْكَ الفُؤادُ،
وَأُلْفِيتَ حَيْرَانَ أوْ مُسْتَحِيرَا
عَلى أنّهَا إذْ رَأتْني أُقَا
دُ قَالَتْ بِمَا قَدْ أرَاهُ بَصِيرَا
رَأتْ رَجُلاً غَائِبَ الوَافِدَيْـ
ـنِ مُختَلِفَ الخَلقِ أعشَى ضَرِيرَا
فَإنّ الحَوَادِثَ ضَعْضَعْنَني؛
وَإنّ الّذِي تَعْلَمِينَ استُعِيرَا
إذا كانَ هَادِي الفَتى في البِلا
دِ صَدْرَ القَنَاةِ أطَاعَ الأمِيرَا
وَخَافَ العِثَارَ، إذا مَا مَشَى،
وَخَالَ السّهُولَةَ وَعْثاً وَعُورَا
وَفي ذاكَ مَا يَسْتَفِيدُ الفَتى،
وَأيُّ امْرِىءٍ لا يُلاقي الشّرُورَا
وَبَيْدَاءَ يَلْعَبُ فِيهَا السّرَا
بُ لا يَهْتَدِي القَوْمُ فيها مَسِيرَا
قَطَعْتُ، إذا سَمِعَ السّامِعُو
نَ للجُنْدُبِ الجَوْنِ فيها صَرِيرَا
بِنَاجِيَةٍ كَأتَانِ الثّمِيلِ،
تُوَفّي السُّرَى بَعدَ أينٍ عَسِيرَا
جُمَالِيّةٍ تَغْتَلي بِالرِّدَافِ،
إذا كَذّبَ الآثِمَاتُ الـهَجِيرَا
إلى مَلِكٍ كَهِلالِ السّمَا
ءِ أزْكَى وَفَاءً وَمَجْداً وَخِيرَا
طَوِيلِ النّجَادِ رَفِيعِ العِمَا
دِ يَحمي المُضَافَ وَيُعطي الفَقِيرَا
أهَوْذَ، وَأنْتَ امْرُؤٌ مَاجِدٌ،
وَبَحرُكَ في النّاسِ يَعلو البُحُورَا
مَنَنْتَ عَليّ العَطَاءَ الجَزِيلَ،
وَقَدْ قَصّرَ الضّنُّ مِنِّي كَثِيرَا
فَأهْلي فِدَاؤكَ يَوْمَ الجِفَا
رِ إذْ تَرَكَ القَيْدُ خَطوِي قَصِيرَا
وَأهْلي فِداؤكَ عِنْدَ النّزَالِ،
إذا كانَ دَعوَى الرّجالِ الكَرِيرَا
فَسَائِلْ تَمِيماً، وَعِندي البَيَانُ،
وَإنْ تَكْتُمُوا تَجدُوني خَبِيرَا
تَمَنّوْكَ بِالغَيْبِ مَا يَفْتَأُو
نَ يَبْنُونَ في كُلّ مَاءٍ جَدِيرَا
فأخْطَرْتَ أهْلَكَ عَنْ أهْلِهِمْ،
فَصَادَفَ قِدْحُكَ فَوْزاً يَسِيرَا
وَلمّا لُقِيتَ مَعَ المُخْطِرِينَ،
وَجَدْتَ الإلَهَ عَلَيْهِمْ قَدِيرَا
وَأعْدَدْتَ للحَرْبِ أوْزَارهَا:
رِمَاحاً طِوَالاً وَخَيْلاً ذُكُورَا
وَمِنْ نَسْجِ دَاوُدَ مَوْضُونَةً،
تُسَاقُ مَعَ الحَيّ عِيراً فَعِيرَا
إذا ازْدَحَمَتْ في المَكَانِ المَضِيـ
قِ، حَتّ التّزَاحُمُ مِنها القَتِيرَا
لـهَا جَرَسٌ كَحَفِيفِ الحَصَا
دِ، صَادَفَ باللّيلِ رِيحاً دَبُوراً
وَجَأوَاءَ تُتْعِبُ أبْطَالَهَا
كمَا أتْعَبَ السّابِقُونَ الكَسِيرَا
جِيَادُكَ في الصّيْفِ في نِعْمَةٍ،
تُصَانُ الجِلالَ، وَتُعطَى الشّعيرَا
سَوَاهِمُ جُذْعَانُهَا كَالجِلا
مِ، أقْرَحَ مِنها القِيَادُ النّسُورَا
وَلا بُدّ مِنْ غَزْوَةٍ في المَصِيـ
ـفِ حَتٍّ تُكِلّ الوَقاحَ الشَّكورَا
يُنَازِعْنَ أرْسَانَهُنّ الرّوَا
ةَ، شُعْثاً، إذا ما عَلَوْنَ الثّغورَا
فَأنْتَ الجَوَادُ، وَأنْتَ الّذِي
إذا مَا النّفُوسُ مَلأنَ الصّدُورَا
جَدِيرٌ بِطَعْنَةِ يَوْمِ اللّقَا
ءِ، تَضْرِبُ مِنها النّساءُ النّحورَا
وَمَا مُزْبِدٌ مِنْ خَلِيجِ الفُرَا
تِ يَغشَى الإكامَ وَيَعلو الجُسورَا
يَكُبّ السّفِينَ لأِذْقَانِهِ،
وَيَصْرَعُ بِالعَبْرِ أثْلاً وَدُورَا
بِأجْوَدَ مِنْهُ بِمَا عِنْدَهُ،
فيُعْطي المِئِينَ وَيُعطي البُدُورَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:49 AM

من ذا يبلغني ربيعة
( الاعشى )


أصَرَمْتَ حَبْلَكَ مِنْ لَمِيـ
ـس اليَوْمَ أمْ طالَ اجْتِبَابُهْ
وَلَقَدْ طَرَقْتُ الحَيّ بَعْـ
دَ النّوْمِ، تَنْبَحُني كِلابُهْ
بمُشَذّبٍ كالجِذْعِ، صَا
كَ عَلى تَرَائِبِهِ خِضَابُهْ
سَلِسٍ مُقَلَّدُهُ، أسِيـ
ـلٍ خَدُّهُ، مَرِعٍ جَنابُهْ
في عَازِبٍ وَسْمِيِّ شَهْـ
ـرٍ، لَنْ يُعَزِّبَني مَصَابُهْ
حَطّتْ لَهُ رِيح كَمَا
حُطّتْ إلى مَلِكٍ عِيَابُهْ
وَلَقَدْ أطَفْتُ بِحَاضِرٍ،
حَتى إذا عَسَلَتْ ذِئَابُهْ
وَصَغَا قُمَيْرٌ، كَانَ يَمْـ
ـنَعُ بَعْضَ بِغْيَةٍ ارْتِقَابُهْ
أقْبَلْت أمْشِي مِشْيَةَ الْـ
ـخَشْيَانِ مُزْوَرّاً جِنَابُهْ
وَإذا غَزَالٌ أحْوَرُ الْـ
ـعَيْنَيْنِ يُعْجِبُني لِعَابُهْ
حَسَنٌ مُقَلَّدُ حَلْيِهِ،
وَالنّحْرُ طَيّبَةٌ مَلابُهْ
غَرّاءُ تَبْهَجُ زَوْلَهُ،
وَالكَفُّ زَيّنَهَا خِضَابُهْ
لَعَبَرْتُهُ سَبْحاً، وَلَوْ
غُمِرَتْ مَعَ الطَّرْفاءِ غابُهْ
وَلَوَ أنّ دُونَ لِقَائِهَا
جَبَلاً مُزَلِّقَةً هِضَابُهْ
لَنَظَرْتُ أنّى مُرْتَقَا
ه،وَخَيرُ مَسْلَكِهِ عِقَابُهْ
لأتَيْتُهَا، إنّ المُحِـ
ـبّ مُكَلَّفٌ، دَنِسٌ ثيابُهْ
وَلَوَ انّ دُونَ لِقَائِهَا
ذَا لِبْدَةٍ كَالزُّجّ نَابُهْ
لأتَيْتُهُ بِالسّيْفِ أمْـ
ـشِي، لا أُهَدّ وَلا أهَابُهْ
وَليَ ابنُ عَمٍ مَا يَزَا
لُ لِشِعْرِهِ خبَبَاً رِكَابُهْ
سَحّاً وَسَاحِيَةً، وَعَمّـ
ـا سَاعَةٍ ذَلِقَتْ ضِبَابُهْ
مَا بَالُ مَنْ قَدْ كَانَ حَظّـ
ـي مِنْ نَصِيحَتِهِ اغْتِيَابُهْ
يُزْجي عَقَارِبَ قَوْلِهِ،
لمَّا رَأى أنّي أهَابُهْ
يَا مَنْ يَرَى رَيْمَانَ أمْـ
سَى خَاوِياً خَرِباً كِعَابُهْ
أمْسَى الثّعَالِبُ أهْلَهُ،
بَعْدَ الّذِينَ هُمُ مَآبُهْ
مِنْ سُوقَةٍ حكَمٍ، وَمِنْ
مَلِكٍ يُعَدّ لَهُ ثَوَابُهْ
بَكَرَتْ عَلَيْهِ الفُرْسُ بَعْـ
ـدَ الحُبْشِ حَتى هُدّ بَابُهْ
فَتَرَاهُ مَهْدُومَ الأعَاـ
لي، وَهْوَ مَسْحُولٌ ترَابُهْ
وَلَقَدْ أرَاهُ بِغِبْطَةٍ
في العَيْشِ مُخْضَرّاً جَنَابُهْ
فَخَوَى وَمَا مِنْ ذِي شَبَا
بٍ دائِمٍ أبَداً شَبَابُهْ
بَلْ هَلْ تَرَى بَرْقاً عَلى الْـ
ـجَبَلَينِ يُعْجِبُني انجِيابُهْ
مِنْ سَاقِطِ الأكْنَافِ، ذِي
زَجَلٍ أرَبَّ بِهِ سَحَابُهْ
مِثْلِ النّعَامِ مُعَلَّقاً
لَمّا دَنَا قَرِداً رَبَابُهْ
وَلَقَدْ شَهِدْتُ التّاجِرَ الْـ
بأمان مورداً شرابُهْ
بالصَّحْنِ والمصحاةِ والـ ـإبْرِيقِ يَحْجبُهَا عِلابُهْ
فإذا تُحَاسِبُهُ النّدَا
مَى لا يُعَدّيني حِسَابُهْ
بِالْبَازِلِ الكَوْمَاءِ يَتْـ
ـبَعُهَا الّذِي قَدْ شَقّ نَابُهْ
وَلَقَدْ شَهِدْتُ الجَيشَ تَخْـ
ـفِقُ فَوْقَ سَيّدِهمْ عُقَابُهْ
فَأصَبْتُ مِنْ غَيْرِ الّذِي
غَنِمُوا إذِ اقْتُسِمَتْ نِهَابُهْ
بَلْ آلَ كِنْدَهَ خَبِّرُوا
عَنِ ابنِ كَبشَةَ ما مَعَابُهْ
إنّ الرّزِيئَةَ مِثْلُ حَبْـ
ـوَةَ يَوْمَ فَارَقَهُ صِحَابُهْ
بَادَ العَتَادُ، وَفَاحَ رِيـ
ـحُ المِسكِ، إذْ هُجمتْ فِبابُهْ
مَنْ ذَا يُبَلّغُني رَبِيـ
ـعَةَ، ثُمّ لا يُنْسَى ثُوَابُهْ
إنّي مَتى مَا آتِهِ
لا يَجْفُ رَاحِلَتي ثَوَابُهْ
إنّ الكَرِيمَ ابنَ الكَرِيـ
ـمِ لِكُلّ ذِي كَرَمٍ نِصَابُهْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:50 AM

من مبلغ كسرى؟



أثْوَى، وَقَصّرَ لَيْلَةً لِيُزَوَّدَا،
وَمَضَى وَأخلَفَ من قُتَيلَةَ مَوْعدَا
وَمَضَى لحاجَتِهِ، وَأصْبَحَ حَبْلُهَا
خَلَفاً، وَكانَ يَظُنّ أنْ لن يُنكَدَا
وأرَى الغَوَانَي حِينَ شِبْتُ هَجَرْننَي
أنْ لا أكوُنَ لَهُنّ مِثليَ أمْرَدَا
إنّ الغَوَانيَ لا يُوَاصِلْنِ امْرَأً
فَقَدَ الشّبَابَ وَقَدْ يَصِلْنَ الأمرَدَا
بَلْ لَيْتَ شِعرِي هَلْ أعودَنَّ ناشئاً
مِثْلي زُمَينَ أحُلّ بُرْقَةَ أنْقَدَا
إذْ لِمّتي سَوْداءُ أتْبَعُ ظِلّهَا،
دَدَناً، قُعُودَ غَوَايَةٍ أجْرِي دَدَا
يَلْوِينَني دَيْني النّهَارَ، وَأجْتَزِي
دَيْني إذا وَقَذَ النّعَاسُ الرُّقَّدَا
هَلْ تَذْكُرِينَ العَهْدَ يا ابْنَةَ مالكٍ
أيّامَ نَرْتَبِعُ السّتَارَ، فثَهْمَدَا
أيّامَ أمْنَحُكِ المَوَدّةَ كُلّهَا،
مِني وَأرْعَى بِالمَغِيبِ المَأحَدَا
قالَتْ قُتَيْلَةُ ما لجِسْمِكَ سَايئاً،
وَأرَى ثِيَابَكَ بَالِيَاتٍ هُمَّدَا
أذْلَلْتَ نَفْسَكَ بَعْدَ تَكْرِمَةٍ لـها
أوْ كُنْتَ ذا عَوَزٍ وَمَنْتَظِراً غَدَا
أمْ غابَ رَبُّكَ فاعتَرَتْكَ خَصَاصَةٌ
فَلَعَلّ رَبّكَ أنْ يَعُودَ مُؤيَّدَا
رَبّي كَرِيمٌ لا يُكَدِّرُ نِعْمَةً،
وَإذا يُنَاشَدُ بِالمَهَارِقِ أنْشَدَا
وَشِمِلّةٍ حَرْفٍ كَأنّ قُتُودَهَا
جَلّلْتُهُ جَوْنَ السّرَاةِ خَفَيْدَدَا
وَكَأنّهَا ذُو جُدّةٍ، غِبَّ السُّرَى،
أوْ قَارِحٌ يَتْلُو نَحائِصَ جُدَّدَا
أوْ صَعْلَةٌ بِالقَارَتَينِ تَرَوّحَتْ
رَبْدَاءَ، تَتّبِعُ الظّلِيمَ الأرْبَدَا
يَتَجَارَيَانِ، وَيَحْسَبَانِ إضَاعَةً
مُكثَ العِشاءِ، وَإنْ يُغيما يَفقِدَا
طَوْراً تَكُونُ أمَامَهُ فَتَفُوتُهُ،
وَيَفُوتُهَا طَوْراً إذا مَا خَوّدَا
وَعُذَافِرٍ سَدَسٍ تَخَالُ مَحَالَهُ
بُرْجاً، تُشَيّدُهُ النّبِيطُ القَرْمَدَا
وَإذا يَلُوثُ لُغَامَهُ بِسَدِيسِهِ،
ثَنّى، فَهَبّ هِبَابَهُ وَتَزَيّدَا
وَكَأنّهُ هِقْلٌ يُبَارِي هِقْلَهُ،
رَمْداءَ في خِيطٍ نَقَانِقَ أرْمَدَا
أمسَى بذِي العَجْلانِ يَقْوُر رَوْضَةً
خَضْرَاءَ أنْضَرَ نَبْتُهَا فَتَرَأْدَا
أذْهَبْتهُ بِمَهَامِهٍ مَجْهُولَةٍ،
لا يَهْتَدِي بُرْتٌ بهَا أنْ يَقْصِدَا
مَنْ مُبْلِغٌ كِسْرَى، إذا مَا جاءَهُ،
عَنّي مَآلِكَ مُخْمِشَاتٍ شُرَّدَا
آلَيْتُ لا نُعْطِيهِ مِنْ أبْنَائِنَا
رُهُناً فيُفسِدَهمْ كَمنْ قد أفْسَدَا
حتى يُفِيدَكَ مِنْ بَنِيهِ رَهِينَةً
نعشٌ، وَيَرْهَنَكَ السّماكُ الفَرْقَدَا
إلاّ كَخارِجَةَ المُكَلِّفِ نَفْسَهُ،
وَابْنَيْ قَبِيصَةَ أنْ أغيبَ وَيَشهَدَا
أنْ يَأتِيَاكَ برُهنِهِمْ، فهُمَا إذَنْ
جُهِدَا وَحُقّ لخَائِفٍ أنْ يُجْهَدَا
كَلاّ! يَمِينَ اللـهِ حَتى تُنْزِلُوا
مِنْ رَأسِ شَاهِقَةٍ إلَيْنَا الأسْوَدَا
لَنُقَاتِلَنّكُمُ عَلى مَا خَيّلَتْ،
وَلَنَجْعَلَنّ لِمَنْ بَغَى وَتَمَرّدَا
مَا بَينَ عَانَةَ وَالفُرَاتِ، كَأنّمَا
حَشّ الغُوَاةُ بِهَا حَرِيقاً مُوقَدَا
خُرِبَتْ بُيُوتُ نَبِيطَةٍ، فَكَأنّمَا
لمْ تِلْقَ بَعْدَكَ عَامِراً مُتَعَهِّدَا
لَسْنَا كَمنْ جَعَلَتْ إيَادٌ دارَهَا
تَكْرِيتَ تَمْنَعُ حَبّهَا أنْ يُحصَدَا
قَوْماً يُعَالِجُ قُمّلاً أبْنَاؤهُمْ،
وَسَلاسِلاً أُجُداً وَبَاباً مُؤصَدَا
جَعَلَ الإلَهُ طَعَامَنَا في مَالِنَا
رِزْقاً تَضَمّنَهُ لَنَا لَنْ يَنْفَدَا
مِثْلَ الـهِضَابِ جَزَارَةً لسُيُوفِنَا،
فإذا تُرَاعُ، فإنّهَا لَنْ تُطْرَدَا
ضَمِنَتْ لَنَا أعْجازُهُنّ قُدُورَنَا،
وَضُرُوعُهُنّ لَنَا الصّرِيحَ الأجْرَدَا
فاقْعُدْ، عَلَيْكَ التّاجُ مُعْتَصِباً بهِ،
لا تَطْلُبَنّ سَوَامَنَا، فَتَعَبّدَا
فَلَعَمْرُ جَدّكَ لَوْ رَأيْتَ مَقَامَنَا
لَرَأيْتَ مِنّا مَنْظَراً وَمُؤيَّدَا
في عارِضٍ مِنْ وَائِلٍ، إنْ تَلقَهُ
يَوْمَ الـهِيَاجِ، يكنْ مسيرُكَ أنكَدَا
وَتَرَى الجِيَادَ الجُرْدَ حَوْلَ بُيُوتِنَا
مَوْقُوفَةً، وَتَرَى الوَشِيجَ مُسَنَّدَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:51 AM

موتوا كراماً بأسيافكم
( الاعشى )


أتَهْجُرُ غَانِيَةً أمْ تُلِمّ،
أمِ الحَبْلُ وَاهٍ، بِهَا مُنْجَذِمْ
أمِ الصّبرُ أحْجَى، فَإنّ امْرَأً
سَيَنْفَعُهُ عِلْمُهُ إنْ عَلِمْ
كمَا رَاشِدٍ تَجِدَنّ امْرَأً
تَبَيّنَ ثُمّ انْتَهَى، أوْ قَدِمْ
عَصَى المُشْفِقِينَ إلى غَيّهِ،
وَكُلَّ نَصِيحٍ لَهُ يَتّهِمْ
وَمَا كانَ ذَلكَ إلاّ الصّبَى،
وَإلاّ عِقَابَ امرِىءٍ قَد أثِمْ
وَنَظْرَةَ عَيْنٍ، عَلى غِرّةٍ،
مَحَلَّ الخَلِيطِ بِصْحْرَاءِ زُم
وَمَبْسِمَهَا عَنْ شَتِيتِ النّبَا
تِ غَيرِ أكَس، وَلا مُنقَضِمْ
فَبَانَتْ وَفي الصّدْرِ صَدْعٌ لـهَا،
كَصَدْعِ الزّجَاجَةِ ما يَلْتَئِمْ
فَكَيْفَ طِلابُكَهَا، إذْ نَأتْ
وَأدْنَى مَزَاراً لـهَا ذُو حُسُمْ
وَصَهْبَاءَ طَافَ يَهُودِيُّهَا،
وَأبْرَزَهَا، وَعَلَيْهَا خُتُمْ
وَقَابَلَهَا الرّيْحُ في دَنّهَا،
وَصَلّى عَلى دَنّهَا وَارْتَسَمْ
تَمَزّزْتُهَا غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ
عَنِ الشَّربِ أوْ مُنكِرٍ مَا عُلِمْ
وَأبْيَضَ كالسّيْفِ يُعطي الجَزِيـ
لَ يَجودُ وَيَغزُو إذا مَا عَدِمْ
تَضَيّفْتُ يَوْماً عَلى نَارِهِ
مِنَ الجُودِ في مَالِهِ أحْتَكِمْ
وَيَهْمَاءَ تَعْزِفُ جِنّانُهَا،
مَنَاهِلُهَا آجِنَاتٌ سُدُمْ
قَطَعْتُ بِرَسّامَةٍ جَسْرَةٍ
عذَافِرَةٍ كَالَفَنِيقِ القَطِمْ
غَضُوبٍ مِنَ السّوْطِ، زَيّافَةٍ،
إذا مَا ارْتَدى بالسّرَاةِ الأكَمْ
كَتُومَ الرُّغَاءِ، إذا هجّرَتْ،
وَكَانَتْ بَقِيّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ
تُفَرِّجُ لِلْمَرْءِ مِنْ هَمّهِ،
وَيُشفَى عَلَيها الفُؤادُ السَّقِمْ
إلى المَرْءِ قَيْسٍ أُطِيلُ السّرى،
وَآخُذُ مِنْ كُلّ حَيٍّ عُصُمْ
وَكَمْ دُونَ بَيْتِكَ مِنْ مَعشَرٍ
صُبَاةِ الحُلُومِ، عُدَاةٍ غُشُمْ
إذَا أنَا حَيّيْتُ لَمْ يَرْجِعُوا
تَحِيّتَهُمْ، وَهُمُ غَيْرُ صُمّ
وَإدْلاجِ لَيْلٍ عَلى خِيفَةٍ،
وَهَاجِرَةٍ حَرُّهَا يَحْتَدِمْ
وَإنّ غَزَاتَكَ مِنْ حَضْرَمَوْت
أتَتْني وَدُوني الصّفا وَالرَّجَمْ
مَقَادَكَ بالخَيْلِ أرْضَ العَدُو
وَجُذْعَانُهَا كَلَفِيظِ العَجَمْ
وَجَيْشُهُمُ يَنْظُرُونَ الصّبَا
حَ فَاليَوْمَ من غَزْوَةٍ لمْ تَخِمْ
وُقُوفاً بِمَا كَانَ مِنْ لأمَةٍ،
وَهُنّ صَيَامٌ يَلُكْنَ اللُّجُمْ
فَأظْعَنْتَ وِتْرَكَ مِنْ دَارِهِمْ،
وَوِتْرُكَ في دارِهِمْ لَمْ يُقِمْ
تَؤمّ دِيَارَ بَني عَامِرٍ،
وَأنْتَ بِآلِ عُقَيْلٍ فَغِمْ
أذَاقَتْهُمُ الحَرْبُ أنْفَاسَهَا،
وَقَد تُكْرَهُ الحَرْبُ بَعدَ السَّلَمْ
تَعُودُ عَلَيْهِمْ وَتُمْضِيهِمُ،
كمَا طَافَ بِالرّجْمَةِ المُرْتَجِمْ
وَلمْ يُودِ مَنْ كُنتَ تَسعَى لَهُ،
كمَا قِيلَ في الحَيّ أوْدَى دَرِمْ
وَكَانَكْ كَحُبْلى غَدَاةَ الصْبَا
حِ كَانَتْ وِلادَتُهَا عَنْ مُتِمّ
يَقُومُ عَلى الوَغْمِ في قَوْمِهِ،
فَيَعْفُو إذَا شَاءَ أوْ يَنْتَقِمْ
أخُو الحَرْبِ لا ضَرَعٌ وَاهِنٌ
وَلَمْ يَنْتَعِلْ بِقِبَالٍ خَذِمْ
وَمَا مُزْبِدٌ مِنْ خَلِيجِ الفُرَا
تِ، جَوْنٌ غَوَارِبُهُ، تَلْتَطِمْ
يَكُبّ الخَلِيّةَ ذَاتَ القِلا
عِ، قَد كادَ جؤجؤها يَنحَطِمْ
تَكَأكَأ مَلاّحُهَا وَسْطَهَا،
مِنَ الخَوْفِ كَوْثَلَهَا يَلْتَزِمْ
بِأجْوَدَ مِنْهُ بِمَا عِنْدَهُ،
إذَا مَا سَمَاؤهُمْ لَمْ تَغِمْ
هُوَ الوَاهِبُ المِائَةَ المُصْطَفَا
ةَ كالنّخْلِ طافَ بهَا المُجْتَرِمْ
وَكلَّ كُمَيتٍ كجِذْعِ الطّرِيـ
ـقِ يَرْدِي عَلى سَلِطَاتٍ لُثُمْ
سَنَابِكُهُ كمدَارَيِ الظّبَا
ءِ، أطْرَافُهُنّ عَلى الأرْضِ شُمّ
يَصيدُ النَّحُوصَ، وَمِسْحَلَهَا،
وَجَحشَهُما قَبلَ أنْ يَستَحمْ
وَيَوْمٍ إذَا مَا رأيْتُ الصِّوَا
رَ أدْبَرَ كَاللّؤلُؤ المُنْخَرِمْ
تَدَلّى حَثِيثاً كَأنّ الصِّوَا
رَ أتْبَعَهُ أزرَقيٌّ لَحِمْ
فَإنّ مُعَاوِيَةَ الأكْرَمِين
عِظَامُ القِبَابِ، طِوَالُ الأُمَمْ
مَتَى تَدْعُهُمْ لِلِقَاءِ الحُرُو
بِ تأتِكَ خَيْلٌ لَهُمْ غَيرُ جُمْ
إذَا مَا هُمُ جَلَسُوا بِالعَيشِـ
ـيّ فأحلامُ عَادٍ وَأيْدي هُضُمْ
وَعَوْرَاءَ جَاءَتْ، فَجَاوَبْتُهَا
بِشَنْعَاءَ نَافِيَةٍ للرَّقِم
بِذَاتِ نَفِيٍّ لَهَا سَوْرَةٌ
إذَا أُرْسِلَتْ فَهْيَ مَا تَنْتَقِمْ
تَقُولُ ابْنَتي حِينَ جَدّ الرّحيلُ
أرَانَا سَوَاءً وَمَنْ قَدْ يَتِمْ
أبَانَا فَلا رِمْتَ مِنْ عِنْدِنَا
فَإنّا بِخَيْرٍ إذَا لَمْ تَرِمْ
وَيَا أبَتَا لا تَزَلْ عِنْدَنَا
فإنّا نَخَافُ بِأنْ تُخْتَرَمْ
أرَانَا إذَا أضْمَرَتْكَ البِلا
دُ نُجْفَى، وَتُقْطَعُ مِنّا الرّحِمْ
أفي الطّوْفِ خِفْتِ عَليّ الرّدَى،
وَكَمْ مِنْ رَدٍ أهْلَهُ لمْ يَرِمْ
وَقَدْ طُفْتُ للمَالِ آفَاقَهُ:
عُمَانَ، فحِمصَ، فَأُورِيشَلِمْ
أتَيْتُ النّجَاشِيّ في أرْضِهِ
وَأرْضَ النّبِيطِ وَأرضَ العَجَمْ
فَنَجْرَانَ فَالسّرْوَ مِنْ حِمْيَرٍ،
فَأيَّ مَرَامٍ لَهُ لَمْ أَرُمْ
وَمِنْ بَعْدِ ذاكَ إلى حَضرَمَوْت،
فَأوْفَيْتُ هَمّي وَحِيناً أهُمّ
ألَمْ تَرَي الحَضْرَ، إذْ أهْلُهُ
بنُعمَى، وَهَلْ خالِدٌ مَنْ نَعِمْ
أقَامَ بِهِ شَاهَبُورُ الجُنُو
دَ حَوْلَينِ يَضرِبُ فيهِ القُدُمْ
فَمَا زَادَهُ رَبُّهُ قُوّةً،
وَمِثْلُ مُجَاوِرِهِ لَمْ يُقِمْ
فَلَمّا رَأى رَبُّهُ فِعْلَهُ،
أتَاهُ طُرُوقاً فَلَم يَنْتَقِمْ
وَكَانَ دَعَا رَهْطَهُ دَعْوَةً،
هَلُمّ إلى أمْرِكُمْ قَدْ صُرِمْ
فَمُوتُوا كِرَاماً بِأسْيَافِكُمْ
وَللمَوْتُ يَجْشَمُهُ مَنْ جَشِمْ
وَللمَوْتُ خَيْرٌ لِمَنْ نَالَهُ،
إذَا المَرْءُ أُمّتُهُ لَمْ تَدُمْ
فَفي ذَاك للمُؤتَسِي أُسْوَةٌ،
وَمَأرِبُ قَفّى عَلَيْهَا العَرِمْ
رُخَامٌ بَنَتْهُ لَهُمْ حِمْيَرٌ،
إذَا جَاءَهُ مَاؤهُمْ لَمْ يَرِمْ
فَأرْوَى الزّرُوعَ وَأعْنَابَهَا،
عَلى سَعَةٍ مَاؤهُمْ إذْ قُسِمْ
فَعَاشُوا بِذَلِكَ في غِبْطَةٍ،
فَجَارَ بهِمْ جَارِفٌ مُنْهَزِمْ
فَطَارَ القُيُولُ وَقَيْلاتُهَا،
بِيَهْمَاءَ فِيهَا سَرَابٌ يَطِمْ
فطَارُوا سِرَاعاً يَقْدِرُو
نَ مِنْهُ لِشُرْبِ صبيٍّ فَطِمْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:52 AM

نبي يرى ما لا ترون
( الاعشى )


ألَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَةَ أرْمَدَا،
وَعَادَكَ مَا عَادَ السّلِيمَ المُسَهَّدَا
وَمَا ذاكَ مِنْ عِشْقِ النّسَاءِ وَإنّمَا
تَناسَيتَ قَبلَ اليَوْمِ خُلّةَ مَهدَدَا
وَلكِنْ أرىَ الدّهرَ الذي هوَ خاتِرٌ،
إذا أصْلَحَتْ كَفّايَ عَادَ فأفْسَدَا
شَبَابٌ وَشَيْبٌ، وَافتِقارٌ وَثَرْوَةٌ،
فَلِلّهِ هَذَا الدّهْرُ كَيْفَ تَرَدّدَا
وَما زِلْتُ أبغي المَالَ مُذْ أنَاَ يَافِعٌ،
وَلِيداً وَكَهْلاً حيِنَ شِبْتُ وَأمْرَدَا
وَأبْتَذِلُ العِيسَ المَرَاقَيلَ تَغْتَلي،
مَسَافَةَ مَا بَينَ النّجِيرِ فَصَرْخَدَا
فإنْ تَسْألي عَنّي فَيَا رُبّ سَائِلٍ
حَفّيٍ عَنِ الأعشَى به حَيثُ أصْعَدَا
ألا أيّهَذا السّائِلي: أينَ يَمّمَتْ،
فَإنّ لَهَا في أهْلِ يَثْرِبَ مَوْعِدَا
فأمّا إذا مَا أدْلَجَتْ، فَتَرَى لـهَا
رَقِيبَيْنِ جَدْياً لا يَغِيبُ وَفَرْقَدَا
وَفيها إذا مَا هَجّرَتْ عَجْرَفِيّةٌ،
إذا خِلْتَ حِرْبَاءَ الظّهِيرَةِ أصْيَدَا
أجَدّتْ برِجْلَيْهَا نَجَاءً وَرَاجَعَتْ
يَدَاهَا خِنَافاً لَيّناً غَيرَ أحْرَدَا
فَآلَيْتُ لا أرْثي لـهَا مِنْ كَلالَةٍ،
وَلا مِنْ حَفًى حتى تَزُورَ مُحَمّدَا
مَتى مَا تُنَافي عندَ بابِ ابنِ هاشِمٍ
تُرِيحي وَتَلْقَيْ مِنْ فَوَاضِلِهِ يَدَا
نَبيٌّ يَرَى مَا لا تَرَوْن، وَذِكْرُهُ
أغَارَ، لَعَمْرِي، في البِلادِ وَأنجَدَا
لَهُ صَدَقَاتٌ مَا تُغِبّ، وَنَائِلٌ،
وَلَيْسَ عَطَاءُ اليَوْمِ مَانِعَهُ غَدَا
أجدِّكَ لمْ تَسْمَعْ وَصَاةَ مُحَمّدٍ،
نَبيِّ الإلَهِ، حِينَ أوْصَى وَأشْهَدَا
إذا أنْتَ لمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التّقَى،
وَلاقَيْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَن قد تزَوّدَا
نَدِمْتَ على أنْ لا تَكُونَ كمِثْلِهِ،
وَأنّكَ لمْ تُرْصِدْ لِما كَانَ أرْصَدَا
فَإيّاكَ وَالمَيْتَاتِ، لا تَأكُلَنّهَا،
وَلا تأخُذَنْ سَهْماً حَديداً لتَفْصِدَا
وَذا النُّصُبِ المَنْصُوبَ لا تَنسُكَنّهُ،
وَلا تَعْبُدِ الأوْثَانَ، وَاللـه فَاعْبُدَا
وَصَلِّ على حِينِ العَشِيّاتِ وَالضّحَى،
وَلا تَحمَدِ الشّيطانَ، وَاللـه فاحمَدَا
وَلا السّائِلَ المحْروُمَ لا تَتْرُكَنّهُ
لِعاقِبَةٍ، وَلا الأسِيرَ المُقَيَّدَا
وَلا تَسْخَرَنْ من بائِسٍ ذي ضَرَارَةٍ،
وَلا تَحْسَبَنّ المَرْءَ يَوْماً مُخَلَّدَا
وَلا تَقْرَبَنّ جَارَةً، إنّ سِرّهَا
عَلَيكَ حَرَامٌ، فانكِحَنْ أوْ تأبَّدَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:52 AM

ندامى بيض الوجوه
( الاعشى )


يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ، فَتَوَلّوا،
قَطّعُوا مَعْهَدَ الخَلِيطِ فَشَاقُوا
جَاعِلاتٍ جَوْزَ اليَمَامَةِ بِالأشْـ
ـمُلِ سَيْراً يَحُثّهُنّ انْطِلاقُ
جَازِعَاتٍ بَطْنَ العَتِيقِ كَمَا تَمْـ
ضِي رِقَاقٌ أمَامَهُنّ رِقَاقُ
بَعْدَ قُرْبٍ مِنْ دَارِهِمْ وَائْتِلافٍ
صَرَمُوا حَبْلَكَ الغدَاةَ وَسَاقُوا
يَوْمَ أبْدَتْ لَنَا قُتَيْلَةُ عَنْ جِيـ
ـدٍ تَلِيعٍ، تَزِينُهُ الأطْوَاقُ
وَشَتِيتٍ كَالأقْحُوانِ جَلاهُ الـ
ـطّلُّ فِيهِ عُذُوبَةٌ وَاتّسَاقُ
وَأتِيثٍ جَثْلِ النّبَاتِ تُرَوّيـ
ـهِ لَعُوبٌ غَرِيرَةٌ مِفْنَاقُ
حُرّةٌ طَفْلَةُ الأنَامِلِ كَالدُّمْـ
ـيَةِ لا عَانِسٌ وَلا مِهْزَاقُ
كَخَذُولٍ تَرْعى النّوَاصِفَ مِنْ تَثْـ
ـلِيثَ قفْراً، خَلا لـهَا الأسْلاقُ
تَنْفُضُ المَرْدَ وَالكَبَاثَ بحِمْلا
جٍ لَطِيفٍ، في جَانِبَيْهِ انْفِرَاقُ
في أرَاكٍ مَرْدٍ، يَكَادُ إذَا مَا
ذَرّتِ الشّمْسُ سَاعَةً، يُهْرَاقُ
وَهيَ تَتْلُو رَخْصَ العِظامِ ضَئِيلاً،
فَاتِرَ الطّرْفِ في قُوَاهُ انْسِرَاقُ
مَا تَعَادَى عَنْهُ، النّهَارَ وَلا تَعْـ
ـجُوهُ إلاّ عُفَافَةٌ أوْ فُوَاقُ
مُشْفِقاً قَلْبُهَا عَلَيْهِ، فَمَا تَعْـ
دُوهُ قَدْ شَفّ جِسْمَها الإشْفَاقُ
وَإذا خَافَتِ السّبَاعَ مِنَ الغِيـ
لِ وَأمْسَتْ وَحَانَ مِنْهَا انْطِلاقُ
وَحَتْهُ جَيْدَاءُ ذَاهِبَةُ المَرْ
تَعِ لا خَبّة وَلا مِمْلاقُ
فَاصْبِرِي النّفْسَ، إنّ ما حُمّ حقٌّ،
لَيْسَ للصّدْعِ في الزّجاجِ اتّفَاقُ
وَفَلاةٍ كَأنّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ،
لَيْسَ إلاّ الرّجِيعَ فِيهَا عَلاقُ
قَدْ تَجَاوَزْتُهَا وَتَحْتي مَرُوحٌ،
عَنْتَرِيسٌ، نَعّابَةٌ، مِعْنَاقُ
عِرْمِسٌ تَرْجُمُ الإكَامَ بِأخْفَا
فٍ صِلابٍ مِنْهَا الحَصَى أفْلاقُ
وَلَقَدْ أقْطَعُ الخَلِيلَ، إذَا لَمْ
أرْجُ وَصْلاً، إنّ الإخَاءَ الصِّدَاقُ
بِكُمَيْتٍ عَرْفَاءَ مُجْمَرَةِ الخُـ
فِّ، غَذَتْها عَوَانةٌ وفِتَاقُ
ذاتِ غرْبٍ ترمي المُقَدَّمَ بالرّدْ
فِ إذا ما تَدافَعَ الأرْوَاقُ
في مَقِيِل الكِنَاسِ، إذْ وَقَدَ اليَوْ
مُ، إذَا الظّلُّ أحْرَزَتْهُ السّاقُ
وَكَأنّ القُتُودَ وَالعِجْلَةَ وَالْـ
وَفْرَ لَمّا تَلاحَقَ السُّوّاقُ
فَوْقَ مُسْتَبْقِلٍ أضَرّ بِهِ الصّيْـ
فُ وَزَرُّ الفُحُولِ وَالتَّنْهَاق
أوْ فَرِيدٍ طَاوٍ، تَضَيّفَ أرْطَا
ةَ يَبِيتُ في دَفّهَا وَيُضَاقُ
أخْرَجَتْهُ قَهْبَاءُ مُسْبِلَةُ الوَدْ
قِ، رَجُوسٌ، قُدّامُهَا فُرّاقُ
لَمْ يَنَمْ لَيْلَةَ التّمَامِ لِكَيْ يُصْـ
ـبِحَ، حَتى أضَاءَهُ الإشْرَاقُ
سَاهِمَ الوَجْهُ مِنْ جَدِيلَةَ أوْ لِحْـ
ـيَانَ، أفْنَى ضِرَاءَهُ الإطْلاقُ
وَتَعَادَى عَنْهُ النّهَارَ، تُوَارِيــهِ عِرَاضُ الرّمَالِ وَالدَّرْدَاقُ
وَتَلَتْهُ غُضْفٌ طَوَارِدُ كَالنّحْـ
لِ، مَغَارِيثُ هَمُّهُنّ اللّحَاقُ
ذاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي، إذْ تَرَامَتْ
بي عَلَيْهَا بَعْدَ البِرَاقِ البِرَاقُ
فَعَلَى مِثْلِهَا أزُورُ بَني قَيْـ
سٍ، إذَا شَطّ بِالحَبِيبِ الفِرَاقُ
إنّني مِنْهُمُ، وَإنّهُمُ قَوْ
مي، وَإنّي إلَيْهِمُ مُشْتَاقُ
وَهُمُ مَا هُمُ، إذَا عَزّتِ الخَمْـ
رُ، وَقَامَتْ زِقَاقُهُمْ وَالحِقَاقُ
المُهِينِينَ مَالَهُمْ لِزَمَانِ السَّـ
وْءِ، حَتّى إذَا أفَاقَ أفَاقُوا
وَإذَا ذُو الفَضُولِ ضَنّ عَلى المَوْ
لَى، وَصَارَتْ لخِيمِهَا الأخْلاقُ
وَمَشَى القَوْمُ بِالعِمَادِ إلى الرّزْ
حَى، وَأعْيَا المُسِيمُ أينَ المَسَاقُ
أخَذُوا فَضْلَهُمْ هُنَاكَ، وَقد تَجْـ
رِي عَلى فَضْلِهَا القِدَاحُ العِتَاقُ
فإذا جَادَتِ الدُّجَى، وَضَعُوا القِدْ
حَ، وَجُنّ التِّلاعُ وَالآفَاقُ
لَمْ يَزِدْهُمْ سَفَاهَةً شَرْبَةُ الكأ
سِ، وَلا اللّهْوُ بَيْنَهُمْ وَالسّبَاقُ
وَإذَا مَا الأكَسُّ شُبّهَ بِالأرْ
وَقِ عِنْدَ الـهَيْجَا وَقَلّ البُصَاقُ
رُكِبَتْ مِنْهُمُ إلى الرّوْعِ خَيْلٌ،
غَيْرُ مِيلٍ، إذْ يُخْطَأُ الإيفَاقُ
وَاضِعاً في سَرَاةِ نَجْرَانَ رَحْلي،
نَاعِماً غَيْرَ أنّني مُشتَاقُ
في مَطَايَا أرْبَابُهُنّ عِجَالٌ
عَنْ ثَوَاءٍ، وَهَمُّهُنّ العِرَاقُ
دَرْمَكٌ لَنَا غُدْوَةً وَنَشِيلٌ،
وَصَبُوحٌ مُبَاكِرٌ وَاغْتِبَاقُ
وَنَدَامَى بِيضُ الوُجُوهِ كَأنّ الـ
شَّرْبَ مِنْهُمْ مَصَاعِبٌ، أفْنَاقُ
فيهِمُ الخِصْبُ وَالسّمَاحَةُ وَالنّجْـ
دَةُ فِيهِمْ، وَالخاطِبُ المِصْلاقُ
وَأبِيّونَ، مَا يُسَامُونَ ضَيْماً،
وَمَكِيثُونَ وَالحُلُومُ وِثَاقُ
وَتَرَى مَجْلِساً يَغَصُّ بِهِ المِحْـ
رَابُ، كَالأُسْدِ وَالثّيَابُ رِقَاقُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:53 AM

هب لي ذنوبي



أعَلْقَمُ قَدْ صَيّرَتْني الأُمُورُ
إلَيْكَ، وَمَا كَانَ لي مَنْكَصُ
كَسَاكُمْ عُلاثَةُ أثْوَابَهُ،
وَوَرّثَكُمْ مَجْدَهُ الأحْوَصُ
وَكُلُّ أُنَاسٍ، وَإنْ أَفْحَلوا،
إذا عَايَنُوا فَحْلَكُمْ بَصْبَصُوا
وَإنْ فَحَصَ النّاسُ عَنْ سَيّدٍ،
فَسَيّدُكُمْ عَنْهُ لا يُفْحَصُ
فَهَلْ تُنْكَرُ الشّمْسُ في ضَوْئِهَا،
أوِ القَمَرُ البَاهِرُ المُبْرِصُ
فَهَبْ لي ذُنُوبي فَدَتْكَ النّفُوسُ،
وَلا زِلْتَ تَنْمي، وَلا تَنْقُصُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:54 AM

هل أنت يا مصلات
( الاعشى )


هَلْ أنْتَ يَا مِصْلاتُ مُبْـ
ـتَكِرٌ، غَداةَ غَدٍ، فَزَاحِلْ
إنّا لَدَى مَلِكٍ بِشَبْـ
ـوَةَ مَا تَغِبّ لَهُ النّوَافِلْ
مُتَحَلِّبِ الكَفّيْنِ مِثْـ
ـلِ البَدْرِ، قَوّالٍ، وَفَاعِلْ
الوَاهِبِ المِائةَ الصّفَا
يَا، بَيْنَ تَالِيَةٍ وَحَائِلْ
وَلَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ تَرْ
كُضُ حَوْلَنَا تُرْكٌ وَكَابُلْ
كَدَمِ الذّبِيحِ غَرِيبَةً،
مِمّا يُعَتِّقُ أهْلُ بَابِلْ
بَاكَرْتُهَا، حَوْلي ذَوُو الْـ
آكَالِ مِنْ بَكْرِ بنِ وَائِلْ
أهْلُ القِبَابِ الحُمْرِ وَالـ
ـنَّعَمِ المُؤبَّلِ، وَالقَنَابِلْ
كَمْ فِيهِمُ مِنْ شَطْبَةٍ
وَمُقَلِّصٍ نَهْدِ المَرَاكِلْ
ضَخْمِ الجُزَارَةِ، سَابِحٍ
عَبْلٍ، يُضَمَّرُ بِالأصَائِلْ
وَهُمُ عَلى جُرْدٍ مَغَا
وِيرٍ، عَلَيْهِنّ الرّحَائِلْ
شُعْثٍ، يُبَارِينَ الأسِنّـ
ـةَ، كالنّعَامَاتِ الجَوَافِلْ
يَخْرُجْنَ مِنْ خَلَلِ الغُبَا
رِ عَوَابِساً، لُحُقَ الأيَاطِلْ
كَمْ قَدْ تَرَكْنَ مُجَدَّلاً،
مِنْ بَينِ مُنْقَصِفٍ وَجَافِلْ
زَيّافَةٌ أرْمي بِهَا،
بِاللّيْلِ مَعْرِضَةَ المَحَافِلْ
وَكَأنّهَا بَعْدَ الكَلا
لِ، مُكَدَّمٌ من حُمرِ عاقِلْ
مُتَرَبِّعٌ مِنْهَا رِيَا
ضاً صَابَها وَدْقُ الـهَواطِلْ
بَلْ رُبّ مَجْرٍ جَحْفَلٍ،
يَهْوِي بِهِ مَلِكٌ حُلاحِلْ
غَادَرْتُهُ مُتَجَدِّلاً،
بِالقَاعِ تَنْهَسُهُ الفَرَاعِلْ
وَلَقَدْ يُحَاوِلُ أنْ يَقُو
مَ، وَقد مَضَتْ فيهِ النّوَاهِلْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:54 AM

هل كنتم إلا عبيداً
( الاعشى )


لَعَمرِي لَئنْ أمسَى من الحَيّ شاخِصَا
لَقَدْ نالَ خَيصاً من عُفَيرَةَ خائصَا
إذا جُرّدَتْ يَوْماً حَسِبْتَ خَميصَةً
عَلَيها، وَجِرْيالاً، يُضِيءُ دُلامِصَا
تَقَمّرَها شَيخٌ عِشَاءً، فَأصْبَحَتْ
قُضَاعِيّةً تَأتي الكَوَاهِنَ نَاشِصَا
فأقْصَدَها سَهْمي، وَقد كان قَبْلَها
لأَمْثَالِهَا مِنْ نِسْوَةِ الحَيّ قَارِصَا
أتَاني وَعِيدُ الحُوصِ من آلِ جَعفَرٍ،
فَيا عَبدَ عَمرٍو لَوْ نَهَيتَ الأحاوِصَا
فَقلتُ، وَلمْ أملِكْ: أبَكْرَ بنَ وَائلٍ
مَتى كُنْتُ فَقْعاً نَابِتاً بِقَصَائِصَا
وَقَدْ مَلأتْ بَكْرٌ وَمَنْ لَفّ لَفّهَا
نُبَاكاً فأحوَاضَ الرَّجَا فالنّوَاعِصَا
أعَلْقَمُ! قَدْ حكّمْتَني، فوَجَدتني
بكُم عَالِماً عَلى الحُكُومةِ غَائِصَا
كِلا أبَوَيْكُمْ كَانَ فَرْعاً دِعَامَةً،
وَلكِنّهُمْ زَادُوا وَأصْبَحتَ نَاقِصَا
هُمُ الطّرَفُ النّاكُو العَدُوّ، وَأنتُمُ
بقُصْوَى ثَلاثٍ تأكُلُونَ الوَقَائِصَا
تَبِيتونَ في المَشْتَى مِلاءً بُطونُكُمْ،
وَجارَاتُكُمْ جَوْعَى يَبِتنَ خمَائِصَا
يُرَاقِبْنَ مِنْ جُوعٍ خِلالَ مَخافَةٍ
نُجُومَ السّمَاءِ العاتِماتِ الغَوَامِصَا
أتُوعدني أنْ جاشَ بَحرُ ابنِ عَمِّكم،
وَبَحرُكَ ساجٍ لا يُوَارِي الدّعَامِصَا
فَلَوْ كُنتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ جُرَامَةً،
وَلَوْ كُنْتُمُ نَبْلاً لكُنتُمْ مَعَاقِصَا
رَمَى بكَ في أُخْرَاهمُ تَرْكُكَ العلى،
وَفَضَّلَ أقْوَاماً عَلَيْكَ مَرَاهِصَا
فعضّ جَديدَ الأرْضِ إنْ كنتَ ساخطاً
بفِيكَ وَأحْجَارَ الكُلابِ الرّوَاهِصَا
فَإنْ تَتّعِدْني، أتّعِدْكَ بمِثْلِهَا،
وَسَوْفَ أزِيدُ البَاقِياتِ القَوَارِصَا
قَوَافيَ أمْثَالاً يُوَسّعْنَ جِلْدَهُ،
كما زِدتَ في عرْضِ القميصِ الدّخارِصَا
وَقَدْ كانَ شَيْخَانَا، إذا ما تَلاقَيَا،
عَدُوّيْنِ شَتّى يَرْمِيَانِ الفَرَائِصَا
وَمَا خِلْتُ أبْقَى بَيْنَنَا مِنْ مَوَدّةٍ
عِرَاضُ المَذاكي المُسنِفاتِ القَلائصَا
فَهَلْ أنْتُمُ إلاّ عَبِيداً، وَإنّمَا
تُعَدّونَ خُوصاً في الصّديقِ لَوَامِصَا
تخامُصُكمْ عَنْ حَقّكمْ غَيرُ طائلٍ
على ساعَةٍ مَا خِلْتُ فِيها تَخَامُصَا
فَإنْ يَلْقَ قَوْمي قَوْمَهُ تَرَ بَيْنَهُمْ
قِتَالاً وَأكْسَارَ القَنَا وَمَدَاعِصَا
ألمْ تَرَ أنّ العَرْضَ أصْبَحَ بَطْنُهَا
نَخِيلاً وَزَرْعاً ثَابِتاً، وَفَصَافِصَا
وَذَا شُرُفَاتٍ يُقْصِرُ الطّيْرُ دُونَهُ،
تَرَى للحَمَامِ الوُرْقِ فيهِ قَرَامِصَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:55 AM

ودّع هريرة
( الاعشى )


وَدّعْ هُرَيْرَةَ إنّ الرَّكْبَ مرْتَحِلُ،
وَهَلْ تُطِيقُ وَداعاً أيّهَا الرّجُلُ؟
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها،
تَمشِي الـهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا
مَرُّ السّحَابَةِ، لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ
تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ
كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
لَيستْ كمَنْ يكرَهُ الجيرَانُ طَلعَتَهَا،
وَلا تَرَاهَا لسِرّ الجَارِ تَخْتَتِلُ
يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا،
إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ
إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعةً فَتَرَتْ،
وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ
مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَةٌ
إذا تَأتّى يَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ
صَدّتْ هُرَيْرَةُ عَنّا ما تُكَلّمُنَا،
جَهْلاً بأُمّ خُلَيْدٍ حَبلَ من تَصِلُ؟
أأنْ رَأتْ رَجُلاً أعْشَى أضَرّ بِهِ
رَيبُ المَنُونِ، وَدَهْرٌ مفنِدٌ خَبِلُ
نِعمَ الضّجيعُ غَداةَ الدَّجنِ يَصرَعها
لِلّذّةِ المَرْءِ لا جَافٍ وَلا تَفِلُ
هِرْكَوْلَةٌ، فُنُقٌ، دُرْمٌ مَرَافِقُها،
كَأنّ أخْمَصَها بِالشّوْكِ مُنْتَعِلُ
إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أصْوِرَةً،
وَالزّنْبَقُ الوَرْدُ من أرْدانِها شَمِلُ
ما رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ مُعشبةٌ
خَضرَاءُ جادَ عَلَيها مُسْبِلٌ هَطِلُ
يُضَاحكُ الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ
مُؤزَّرٌ بِعَمِيمِ النّبْتِ مُكْتَهِلُ
يَوْماً بِأطْيَبَ مِنْهَا نَشْرَ رَائِحَةٍ،
وَلا بأحسَنَ مِنها إذْ دَنَا الأُصُلُ
عُلّقْتُهَا عَرَضاً، وَعُلّقَتْ رَجُلاً
غَيرِي، وَعُلّقَ أُخرَى غيرَها الرّجلُ
وَعُلّقَتْهُ فَتَاةٌ مَا يُحَاوِلُهَا،
مِنْ أهلِها مَيّتٌ يَهذي بها وَهلُ
وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني،
فاجتَمَعَ الحُبّ حُبّاً كُلّهُ تَبِلُ
فَكُلّنَا مُغْرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِهِ،
نَاءٍ وَدَانٍ، وَمَحْبُولٌ وَمُحْتَبِلُ
قالَتْ هُرَيرَةُ لمّا جِئتُ زَائِرَهَا:
وَيْلي عَلَيكَ، وَوَيلي منكَ يا رَجُلُ
يا مَنْ يَرَى عارِضا قَد بِتُّ أرْقُبُهُ،
كأنّمَا البَرْقُ في حَافَاتِهِ الشُّعَلُ
لَهُ رِدافٌ، وَجَوْزٌ مُفْأمٌ عَمِلٌ،
مُنَطَّقٌ بِسِجَالِ المَاءِ مُتّصِلُ
لمْ يُلْهِني اللّهْوُ عَنْهُ حِينَ أرْقُبُهُ،
وَلا اللّذاذَةُ مِنْ كأسٍ وَلا الكَسَلُ
فَقُلتُ للشَّرْبِ في دُرْنى وَقد ثمِلوا:
شِيموا، وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثّملُ
بَرْقاً يُضِيءُ عَلى أجزَاعِ مَسْقطِهِ،
وَبِالخَبِيّةِ مِنْهُ عَارِضٌ هَطِلُ
قالُوا نِمَارٌ، فبَطنُ الخالِ جَادَهُما،
فالعَسْجَدِيّةُ فالأبْلاءُ فَالرِّجَلُ
فَالسّفْحُ يَجرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُهُ،
حتى تَدافَعَ مِنْهُ الرّبْوُ، فَالجَبَلُ
حتى تَحَمّلَ مِنْهُ المَاءَ تَكْلِفَةً،
رَوْضُ القَطَا فكَثيبُ الغَينةِ السّهِلُ
يَسقي دِياراً لَها قَدْ أصْبَحَتْ عُزَباً،
زُوراً تَجانَفَ عَنها القَوْدُ وَالرَّسَلُ
وَبَلدَةٍ مثلِ التُّرْسِ مُوحشَةٍ،
للجِنّ بِاللّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلُ
لا يَتَمَنّى لـهَا بِالقَيْظِ يَرْكَبُهَا،
إلاّ الذِينَ لَهُمْ فِيمَا أتَوْا مَهَلُ
جَاوَزْتُهَا بِطَلِيحٍ جَسْرَةٍ سُرُحٍ،
في مِرْفَقَيها إذا استَعرَضْتَها فَتَل
إمّا تَرَيْنَا حُفَاةً لا نِعَالَ لَنَا،
إنّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ
فَقَدْ أُخَالِسُ رَبَّ البَيْتِ غَفْلَتَهُ،
وَقَدْ يُحَاذِرُ مِني ثُمّ مَا يَئِلُ
وَقَدْ أقُودُ الصّبَى يَوْماً فيَتْبَعُني،
وَقَدْ يُصَاحِبُني ذو الشِّرّةِ الغَزِلُ
وَقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني
شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ
في فِتيَةٍ كَسُيُوفِ الـهِندِ قد عَلِمُوا
أنْ لَيسَ يَدفعُ عن ذي الحيلةِ الحِيَلُ
نازَعتُهُمْ قُضُبَ الرّيْحانِ مُتّكِئاً،
وَقَهْوَةً مُزّةً رَاوُوقُهَا خَضِلُ
لا يَستَفِيقُونَ مِنها، وَهيَ رَاهنَةٌ،
إلاّ بِهَاتِ! وَإنْ عَلّوا وَإنْ نَهِلُوا
يَسعى بها ذو زُجاجاتٍ لَهُ نُطَفٌ،
مُقَلِّصٌ أسفَلَ السّرْبالِ مُعتَمِلُ
وَمُستَجيبٍ تَخَالُ الصَّنجَ يَسمَعُهُ،
إذا تُرَجِّعُ فِيهِ القَيْنَةُ الفُضُلُ
مِنْ كُلّ ذلكَ يَوْمٌ قدْ لَهَوْتُ به،
وَفي التّجارِبِ طُولُ اللّهوِ وَالغَزَلُ
وَالسّاحِبَاتُ ذُيُولَ الخَزّ آونَةً،
وَالرّافِلاتُ عَلى أعْجازِها العِجَلُ
أبْلِغْ يَزِيدَ بَني شَيْبانَ مَألُكَةً،
أبَا ثُبَيْتٍ! أمَا تَنفَكُّ تأتَكِلُ؟
ألَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْتِ أثلَتِنَا،
وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أطّتِ الإبِلُ
تُغْرِي بِنَا رَهْطَ مَسعُودٍ وَإخْوَتِهِ
عِندَ اللّقاءِ، فتُرْدي ثمّ تَعتَزِلُ
لأعْرِفَنّكَ إنْ جَدّ النّفِيرُ بِنَا،
وَشُبّتِ الحَرْبُ بالطُّوَّافِ وَاحتَمَلوا
كَناطحٍ صَخرَةً يَوْماً ليَفْلِقَهَا،
فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ
لأعْرِفَنّكَ إنْ جَدّتْ عَداوَتُنَا،
وَالتُمِسَ النّصرُ منكم عوْضُ تُحتملُ
تُلزِمُ أرْماحَ ذي الجَدّينِ سَوْرَتَنَا
عنْدَ اللّقاءِ، فتُرْدِيِهِمْ وَتَعْتَزِلُ
لا تَقْعُدَنّ، وَقَدْ أكّلْتَهَا حَطَباً،
تَعُوذُ مِنْ شَرّها يَوْماً وَتَبْتَهِلُ
قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا،
وَالجاشِرِيّةِ مَنْ يَسْعَى وَيَنتَضِلُ
سَائِلْ بَني أسَدٍ عَنّا، فَقَد علموا
أنْ سَوْفَ يأتيكَ من أنبائِنا شَكَلُ
وَاسْألْ قُشَيراً وَعَبْدَ اللـهِ كُلَّهُمُ،
وَاسْألْ رَبيعَةَ عَنّا كَيْفَ نَفْتَعِلُ
إنّا نُقَاتِلُهُمْ ثُمّتَ نَقْتُلُهُمْ
عِندَ اللقاءِ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا
كَلاّ زَعَمْتُمْ بِأنّا لا نُقَاتِلُكُمْ؛
إنّا لأمْثَالِكُمْ، يا قوْمَنا، قُتُلُ
حتى يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتّكِئاً،
يَدْفَعُ بالرّاحِ عَنْهُ نِسوَةٌ عُجُلُ
أصَابَهُ هِنْدُوَانيٌّ، فَأقْصَدَهُ،
أوْ ذابِلٌ مِنْ رِمَاحِ الخَطّ مُعتَدِلُ
قَدْ نَطْعنُ العَيرَ في مَكنونِ فائِلِهِ،
وَقَدْ يَشِيطُ عَلى أرْمَاحِنا البَطَلُ
هَلْ تَنْتَهون؟ وَلا يَنهَى ذوِي شَططٍ
كالطّعنِ يَذهَبُ فيه الزّيتُ وَالفُتُلُ
إني لَعَمْرُ الذي خَطّتْ مَنَاسِمُها
لَهُ وَسِيقَ إلَيْهِ البَاقِرُ الغُيُلُ
لَئِنْ قَتَلْتم عَمِيداً لمْ يكُنْ صَدَداً،
لنَقْتُلَنْ مِثْلَهُ مِنكُمْ فنَمتَثِلُ
لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَةٍ
لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ
نَحنُ الفَوَارِسُ يَوْمَ الحِنوِ ضَاحِيَةً
جَنْبَيْ «فُطَيمَةَ» لا مِيلٌ وَلا عُزُلُ
قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنا تلْكَ عادَتُنا،
أوْ تَنْزِلُونَ، فَإنّا مَعْشَرٌ نُزُلُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:56 AM

ورث السؤدد عن آبائه
( الاعشى )


مَا تَعِيفُ اليَوْمَ في الطّيرِ الروَّحْ،
مِنْ غُرَابِ البَينِ أوْ تَيْسٍ بَرَحْ
جَالِساً في نَفَرٍ قَدْ يَئِسوُا
مِنْ مُحيلِ القِدّ من صَحبِ قُزَحْ
عِنْدَ ذي مُلْكٍ، إذا قِيلَ لَهُ:
فَادِ بالمَالِ، تَرَاخَى وَمَزَحْ
فَلئِنْ رَبُّكَ مِنْ رَحْمَتِهِ
كَشَفَ الضّيقَةَ عَنّا، وَفَسَحْ
أوْ لَئِنْ كُنّا كَقَوْمٍ هَلَكُوا،
مَا لَحّيٍ يا لَقَوْمي مِنْ فَلَحْ
لَيَعُودَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرُهَا،
دَلَجُ اللّيْلِ وَتَأخَاذُ المِنَحْ
إنّمَا نَحْنُ كَشَيْءٍ فَاسِدٍ،
فَإذا أصْلَحَهُ اللـهُ صَلَحْ
كَمْ رَأيْنَا مِنْ أُنَاسٍ هَلَكُوا
وَرَأيْنَا المَرْءَ عَمْراً بِطَلَحْ
آفِقاً يُجْبَى إلَيْهِ خَرْجُهُ،
كُلَّ مَا بَينَ عُمَانٍ فَمَلَحْ
وَهِرَقْلاً، يَوْمَ سَاآتِيدَمَى،
من بني بُرْجانَ في البأسِ رَجَحْ
وَرِثَ السّؤدَدَ عَنْ آبَائِهِ،
وَغَزَا فِيهِمْ غُلاماً مَا نَكَحْ
صَبّحُوا فارِسَ في رَأدِ الضّحَى،
بِطَحُونٍ فَخمةٍ ذاتِ صَبَحْ
ثمّ مَا كَاؤوا، وَلكِنْ قَدّمُوا
كَبْشَ غارَاتٍ، إذا لاقَى نَطَحْ
فَتَفَانَوْا بِضِرَابٍ صَائِبٍ،
مَلأ الأرْضَ نَجِيعاً، فَسَفَحْ
مِثْلَ مَا لاقَوْا مِنَ المَوْتِ ضُحًى
هَرَبَ الـهَارِبُ مِنهُمْ وَامتضَحْ
أمْ عَلى العِهْدِ، فَعِلْمي أنّهُ
خَيرُ مَنْ رَوَّحَ مَالاً وَسَرَحْ
وَإذا حُمّلَ عِبْئاً بَعْضُهِمْ،
فاشتَكَى الأوْصَالَ مِنهُ وَأنَحّ
كَانَ ذا الطّاقَةِ بالثّقْلِ، إذا
ضَنّ مَوْلى عَنْهُ وَصَفَحْ
وَهُوَ الدّافِعُ عَنْ ذِي كُرْبَةٍ
أيْدِيَ القَوْمِ إذا الجَاني اجْتَرَحْ
تَشْتَرِي الحَمْدَ بِأغْلَى بَيْعِهِ،
وَاشْتِرَاءُ الحَمْدِ أدْنَى للرَّبَحْ
تَبْتَني المَجْدَ وَتَجْتَازُ النُّهَى،
وَتُرَى نَارُكَ مِنْ نَاءٍ طَرَحْ
أوْ كَما قَالُوا سَقِيمٌ، فَلَئِنْ
نَفَضَ الأسْقَامَ عَنهُ وَاستَصَحّ
لَيُعِيدَنْ لِمَعَدٍّ عِكْرَها،
دَلَجَ اللّيْلِ، وَإكْفَاءَ المِنَحْ
مِثْلَ أيّامٍ لَهُ نَعْرِفُهَا،
هَرَّ كَلبُ النّاسِ فيها وَنَبَحْ
وَلَهُ المُقْدَمُ في الحَرْبِ، إذا
سَاعَةُ الشِّدْقِ عنِ النّابِ كَلَحْ
أيُّ نَارِ الحَرْبِ لا أوْقَدَهَا
حَطَباً جَزْلاً، فَأوْرَى وَقَدَحْ
وَلَقَدْ أجْذِمُ حَبْلي عَامِداً،
بِعَفَرْنَاةٍ، إذا الآلُ مَصَحْ
تَقْطَعُ الخَرْقَ إذا ما هَجّرَتْ
بِهِبَابٍ وَإرَانٍ وَمَرَحْ
وَتُوَلّي الأرْضَ خُفّاً مُجمَراً،
فإذا مَا صَادَفَ المَرْوَ رَضَحْ
فَثَدَاهُ رَيَمَانُ خُفِّهَا
ذا رَنِينٍ صَحِلَ الصّوْتِ أبَحّ
وَشَمُولٍ تَحْسِبُ العَينُ، إذا
صُفّقَتْ، وَرْدَتَهَا نَوْرَ الذُّبَحْ
مِنْ ذَكْيِ الَمِسْكِ ذاكِ ريحُهَا،
صبَّها الساقي إذا قيل تَوح
مِثلُ زِقَاقِ التَّجْرِ في بَاطِيةٍ
جَوْنَةٍ، حَارِيّةٍ داتِ رَوَحْ
ذاتِ غَوْرٍ مَا تُبَالي، يَوْمَهَا،
غَرَفَ الإبْرِيقِ مِنْهَا وَالقَدَحْ
وَإذا مَا الرّاحُ فِيهاَ أزْبَدَتْ،
أفَلَ الإزْبَادُ فِيهَا، وَامْتَصَحْ
وَإذا مَكّوكُهَا صَادَمَة
جَانِبَاهُ كرّ فِيهَا، فَسَبَحْ
فَتَرَامَتْ بِزُجَاجٍ مُعْمَلِ،
يُخْلِفُ النّازِحُ مِنْهَا مَا نَزَحْ
وِإذا غَاضَتْ رَفَعْنَا زِقّنَا،
طُلُقَ الأوْداجِ فيها فَانْسَفَحْ
وَنُسِيحُ سَيَلانَ صَوْبِهِ،
وَهْوَ تَسْيَاحٌ مِنَ الرّاحِ مِسَحْ
تَحْسِبُ الزّقّ لَدَيْهَا مُسْنَداً،
حَبَشِيّاً نَامَ عَمْداً، فانبَطَحْ
وَلَقَدْ أغْدُو عَلى نَدْمَانِهَا،
وَغَدَا عِنْدِي عَلَيْهَا وَاصْطَبَحْ
وَمُغَنٍّ كُلّمَا قِيلَ لَهُ:
أسمعِ الشَّرْبَ، فَغنّى، فصَدَح
وَثَنى الكَفَّ عَلى ذِي عَتَبٍ،
يَصِلُ الصّوْتَ بذِي زِيرٍ أبَحّ
في شَبَابٍ كمَصَابِيحِ الدّجَى،
ظاهرُ النّعمَةِ فِيهِمْ، وَالَفَرَحْ
رُجُحُ الأحلامِ في مَجْلِسِهِمْ،
كُلّمَا كَلْبٌ مِنَ النّاسِ نَبَحْ
لا يَشِحّونَ عَلى المَال، وَمَا
عُوّدُوا في الحَيّ تَصْرَارَ اللِّقَحْ
فَتَرَى الشَّرْبَ نَشَاوَى كُلَّهُمْ،
مِثلَ مَا مُدّتْ نِصَاحاتُ الرُّبَحْ
بَينَ مَغْلُوبٍ تَلِيلٍ خَدُّهُ،
وَخَذولِ الرِّجلِ من غَيرِ كَسَعْ
وَشَغَامِيمَ، جِسَامٍ، بُدَّنٍ،
نَاعِمَاتٍ مِنْ هَوَانٍ لمْ تُلَحْ
كالتّمَاثِيل عَلَيْهَا حُلَلٌ،
ما يُوَارِينَ بُطونَ المُكتَشَحْ
قَدْ تَفَتّقْنَ مِنَ الغُسنِ، إذا
قَامَ ذُو الضُّرّ هُزَالاً وَرَزَحْ
ذاكَ دَهْرً لأِنَاسٍ قَدْ مَضَوْا،
وَلـهذا النّاسِ دَهْرٌ قد سَنَحْ
وَلَقَدْ أمْنَحُ مَنْ عادَيْتُهُ،
كُلَّ ما يَحسِمُ مِنْ داءِ الكَشَحْ
وَقَطَعتُ نَاظِرَيْهِ ظَاهِراً،
لا يَكُونُ مِثْلَ لَطْمٍ وَكمَحْ
ذا جُبَارٍ مُنْضِجاً مِيسمُهُ،
يُذْكِرُ الجارِمَ ما كانِ اجْتَرَحْ
وَتَرَى الأعْداءَ حَوْلي شُزَّراً،
خاضِعي الأعْناقِ أمْثَالَ الوَذَحْ
قَدْ بَنى اللّؤمُ عَلَيْهِمْ بَيْتَةُ،
وَفَشَا فِيهِمْ مَعَ اللّؤمِ القَلَحْ
فَهُمُ سُودٌ، قِصَارٌ سَعْيُهُمْ،
كالخُصَى أشْعَلَ فِيهِنّ المَذَحْ
يَضرِبُ الأدْنَى إلَيهِمْ وَجْهَهُ،
لا يُبَالي أيَّ عَيْنَيْهِ كَفَحْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:56 AM

ورثنا العز والمجد
( الاعشى )


يَا جَارَتي، مَا كُنْتِ جَارَهْ،
بَانَتْ لِتَحْزُنَنَا عُفَارَهِ
تُرْضِيكَ مِنْ دَلٍّ وَمِنْ
حُسْنٍ، مُخَالِطُهُ غَرَارَهْ
بَيْضَاءُ ضَحْوَتُهَا وَصَفْـ
ـرَاءُ العَشِيّةِ كَالعَرَارَةْ
وَسَبَتْكَ حِينَ تَبَسّمَتْ
بَينَ الأرِيكَةِ وَالسّتَارَةْ
بِقَوَامِهَا الحَسَنِ الّذِي
جَمَعَ المَدَادَةَ وَالجَهَارَهْ
كَتَمَيُّلِ النّشْوَانِ يَرْ
فلُ في البَقِيرَةِ وَالإزَارَهْ
وَبِجِيدِ مُغْزِلَةٍ إلى
وَجْهٍ تُزَيّنُهُ النّضَارَهْ
وَمَهاً تَرِفّ غُرُوبُهُ،
يَشْفي المُتَيَّمَ ذا الحَرَارَهْ
كَذُرَى مُنَوِّرِ أُقْحُوا
نٍ قَدْ تَسَامَقَ في قَرَارَهْ
وَغَدَائِرٍ سُودٍ عَلى
كَفَلٍ تُزَيّنُهُ الوَثَارَهْ
وَأرَتْكَ كَفّاً في الخِضَا
بِ وَسَاعِداً مِثْلَ الجِبَارَهْ
وَإذا تُنَازِعُكَ الحَدِيـ
ـثَ ثَنَتْ وَفي النّفسِ ازْوِرَارَهْ
مِنْ سِرّكَ المَكْتُومِ تَنْـ
أى عَنْ هَوَاكَ فَلا ثَمَارَهْ
وَتُثِيبُ أحْيَاناً فَتُطْـ
ـمِعُ ثمّ تُدْرِكُهَا الغَرَارَهْ
تَبَلَتْكَ ثُمّتَ لَمْ تَنِلْـ
ـكَ عَلى التّجَمّلِ وَالوَقَارَهْ
وَمَا بِهَا أنْ لا تَكُو
نَ مِنَ الثّوَابِ عَلى يَسَارَهْ
إلاّ هَوَانَكَ، إذْ رَأتْ
مِنْ دُونِهَا بَاباً وَدَارَهْ
وَرَأتْ بِأنّ الشّيْبَ جَا
نَبَهُ البَشَاشَةُ وَالبَشَارَهْ
فَاصْبِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
أعمَلتَ نَفسَكَ في الخَسَارَهْ
ولقد أنَى أنْ تُفيـ
ـقَ مِنَ الصَّبَابَةِ والدَّعَارَه
وَلَقَدْ لَبِسْتُ العَيْشَ أجْـ
مَعَ، وَارْتَديتُ منَ الإبَارَهْ
وَأصَبْتُ لَذّاتِ الشّبَا
بِ، مُرَفَّلاَ وَنَعِمْتُ نَارَهْ
وَلَقَدْ شَرِبْتُ الرّاحَ أُسْـ
قَى مِنْ إنَاءِ الطّهْرَجَارَهْ
حتى إذا أخَذَتْ مَآ
خِذَهَا تَغَشّتْني اسْتِدَارَهْ
فَاعْمِدْ لِنَعْتٍ غَيْرِ هَـ
ذا مِسْحَلٌ يَنْعَى النَّكَارَهْ
يَعْدُو عَلى الأعْداءِ قَصْـ
راً، وَهوَ لا يُعْطَى القَسَارَهْ
وَسْمَ العُلُوبِ، فَإنّهُ
أبْقَى عَلى القَوْمِ اسْتِنَارَهْ
لا نَاقِصِي حَسَبٍ، وَلا
أيْدٍ إذَا مُدّتْ قِصَارَهْ
وَبَني بُدَيْدٍ إنّهُمْ
أهْلُ اللآمَةِ وَالصَّغَارَهْ
لَيْسُوا بِعَدْلٍ حِينَ تَنْـ
سُبُهُمْ إلى أخَوَيْ فَزَارَهْ
بَدْرٍ وَحِصْنٍ سَيّدَيْ
قَيْسِ بنِ عَيلانَ الكُثَارَهْ
وَلا إلى الـهَرِمَيْنِ في
بَيْتِ الحْمُومَةِ وَالخِيَارَهْ
وَلا إلى قَيْسِ الحِفَا
ظِ، وَلا الرّبيعِ وَلا عُمَارَهْ
وَلا كَخَارِجَةَ الّذِي
وَليَ الحَمَالَةَ وَالصَّبَارَهْ
وَحَمَلْتَ أقْوَاماً عَلى
حَدْباءَ، تَجعَلُهُمْ دَمَارَهْ
وَلَقَدْ عَلِمْتَ لَتَكْرَهَـ
ـنّ الحَرْبَ من اصْرٍ وَغَارَهْ
وَلَسَوْفَ يَحْبِسُكَ المَضِيـ
قُ بِنَا فَتُعْتَصَرُ اعْتِصَارَهْ
وَلَسَوْفَ تَكْلَحُ لِلأسِنّـ
ـةِ كَلْحَةً غَيْرَ افْتِرَارَهْ
وَتَسِيرُ نَفْسٌ فَوْقَ لِحْـ
يَتِهَا، وَلَيْسَ لَهَا إحَارَهْ
وَهُنَاكَ تَعْلَمُ أنّ مَا
قَدّمْتَ كَانَ هُوَ المُطَارَهْ
وَهُنَاكَ يَصْدُقُ ظَنُّكُمْ
أنْ لا اجْتِمَاعَ وَلا زِيَارَهْ
وَلا بَرَاءَةَ لِلْبَرِي
ءِ، وَلا عِطَاءَ وَلا خُفَارَهْ
إلاّ عُلالَةَ أوْ بُدَا
هَةَ سَابِحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْ
أوْ شَطْبَةٍ جَرْدَاءَ تَضْـ
ـبِرُ بِالمُدَجَّجِ ذي الغَفَارَهْ
تَغْدُو بأكلفَ من أسو
دِ الرقمتين حَلِيفِ زارَهْ
وبَنُو ضُبَيْعَةَ مِنْ يَعْلَمُو
نَ بِوَارِدِ الخُلُقِ الشَّرَارَهْ
إنّا نُوَازِي مَنْ يُوَا
زِيهِمْ وَنَنْكَى ذا الضَّرَارَهْ
لَسْنَا نُقَاتِلُ بِالعِصِـ
ـيّ، وَلا نُرَامي بِالحِجَارَهْ
قَضِمِ المَضَارِبِ بَاتِرٍ،
يَشْفي النّفُوسَ مِنَ الحَرَارَهْ
وَتَكُونُ في السّلَفِ المُوَا
زِي مِنْقَراً وَبَني زُرَارَهْ
أبْنَاءَ قَوْمٍ قُتّلُوا
يَوْمَ القُصَيْبَةِ منْ أُوَارَهْ
فَجَرَوْا عَلى مَا عُوّدُوا،
وَلِكُلّ عَاداتٍ أمَارَهْ
وَالعُودُ يُعْصَرُ مَاؤهُ،
وَلِكُلّ عِيدَانٍ عُصَارَهْ
وَلا نُشَبّهُ بِالكِلا
بِ عَلى المِيَاهِ مِنَ الحَرَارَهْ
فَاقْدرْ بِذَرْعِكَ أنْ تَحِيـ
ـنَ، وَكَيْفَ بَوّأتَ القَدارَهْ
فَأنَا الكَفِيلُ عَلَيْهِمُ،
أنْ سَوْفَ تُعتَقَرُ اعتِقَارَهْ
وَلَقَدْ حَلَفْتُ لَتُصْبِحَـ
نّ بِبَعضِ ظُلمِكَ في محَارَه
وَلَتَصْبَحَنّكَ كَأسُ سُـ
ـمٍّ في عَوَاقِبِهَا مَرَارَهْ
وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ حِينَ يُنْـ
سَبُ كُلُّ حَيٍّ ذي غَضَارَهْ
أنا وَرِثْنَا العِزّ وَالْـ
مَجْدَ المُؤثَّلَ ذا السَّرَارَهْ
وَوَرِثْتُ دَهْماً دُونَكُمْ،
وَأرَى حُلُومَكُمُ مُعَارَهْ
إذْ أنْتُمُ بِاللّيْلِ سُرّا
قٌ، وَصُبْحَ غَدٍ صَرَارَهْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:57 AM

ويوم حمام قد نزلناه
( الاعشى )


صَحا القَلبُ من ذِكْرَى قُتَيلَةَ بعدما
يَكُونُ لـهَا مِثْلَ الأسِيرِ المُكَبَّلِ
لـهَا قَدَمٌ رَيّا، سِبَاطٌ بَنَانُهَا،
قدِ اعتَدَلَتْ في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ
وَسَاقانِ مارَ اللّحمُ مَوْراً عَلَيْهِمَا،
إلى مُنْتهَى خَلْخالِها المُتَصَلصِلِ
إذا التُمِسَتْ أُرْبِيّتَاهَا تَسَانَدَتْ
لـها الكَفُّ في رَابٍ من الخَلقِ مُفضِلِ
إلى هَدَفٍ فيهِ ارْتِفَاعٌ تَرَى لَهُ
من الحُسنِ ظِلاًّ فوْقَ خَلقٍ مُكمَّلِ
إذا انْبطَحتْ جافى عن الأرْض جنبُها،
وَخَوّى بهَا رَابٍ كَهَامةِ جُنْبُلِ
إذَا مَا عَلاهَا فَارِسٌ مُتَبَذِّلٌ،
فَنِعْمَ فِرَاشُ الفَارِسِ المُتَبَذِّلِ
يَنُوءُ بِهَا بُوصٌ، إذا مَا تَفَضّلَتْ
تَوَعّبَ عَرْض الشّرْعبيّ المُغَيَّلِ
رَوَادِفُهُ تَثْني الرّدَاءَ تَسَانَدَتْ
إلى مِثْلِ دِعْصِ الرّمْلَةِ المُتَهَيِّلِ
نِيَافٌ كَغُصْنِ البَانِ تَرْتَجُّ إنْ مَشتْ
دَبيبَ قَطَا البَطحاءِ في كلّ مَنهَلِ
وَثَدْيَانِ كَالرّمّانَتَينِ، وَجِيدُهَا
كَجِيدِ غَزَالٍ غَيرَ أنْ لمْ يُعَطَّلِ
وَتَضْحكُ عَنْ غُرّ الثّنَايا كَأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُه لمْ يُفَلَّلِ
تَلألُؤهَا مِثْلُ اللّجَيْنِ، كَأنّمَا
تَرَى مُقْلَتَيْ رِئمٍ وَلوْ لمْ تَكَحّلِ
سَجوّينِ بَرْجاوَينِ في حُسنِ حاجبٍ،
وَخَدٍّ أسِيلٍ، وَاضِحٍ، مُتَهَلِّلِ
لـهَا كَبدٌ مَلْسَاءُ ذَاتُ أسِرّةٍ،
وَنَحْرٌ كَفَاثُورِ الصّرِيفِ المُمَثَّلِ
يَجُولُ وِشَاحَاها على أخمَصَيهِمَا،
إذا انْفَتَلَتْ جالاً عَلَيها يُجَلْجِلُ
فقدْ كَمُلَتْ حُسناً فلا شيء فوْقَها،
وَإني لَذُو قَوْلٍ بِهَا مُتَنَخَّلِ
وَقَدْ عَلِمَتْ بالغَيبِ أني أُحِبّها،
وَأنّي لِنَفْسي مَالِكٌ في تَجَمّلِ
وَما كنتُ أُشكى قَبلَ قَتلةَ بِالصّبَى،
وَقَدْ خَتَلَتْني بالصّبَى كلَّ مَختَلِ
وَإني إذا مَا قُلْتُ قَوْلاً فَعَلْتُهُ،
وَلَسْتُ بمِخْلافٍ لِقَولي مُبَدِّ
تَهَالَكُ حَتى تُبْطِرَ المَرْءَ عَقْلَهُ،
وَتُصْبي الحَليمَ ذا الحِجى بالتّقَتّلِ
إذا لَبِسَتْ شَيْدارَةً ثمّ أبْرَقَتْ
بمِعْصَمِهَا، وَالشّمْسُ لمّا تَرَجّلِ
وَألْوَتْ بِكَفٍّ في سِوَارٍ يَزِينُهَا
بَنَانٌ كَهُدّابِ الدِّمَقسِ المُفَتَّلِ
رَأيْتَ الكَرِيمَ ذا الجَلالَةِ رَانِياً،
وَقَدْ طارَ قَلبُ المُستَخَفّ المُعَدَّلِ
فَدَعْهَا وَسَلِّ الـهَمَّ عَنْكَ بجَسْرَةٍ
تَزَيّدُ في فَضْلِ الزّمَامِ وَتَعْتَلي
فَأيّةَ أرْضٍ لا أتَيْتُ سَرَاتَهَا،
وَأيّةَ أرْضٍ لمْ أجُبْهَا بمَرْحَلِ
وَيَوْمِ حِمَامٍ قَدْ نَزَلْنَاهُ نَزْلَةً،
فَنِعْمَ مُنَاخُ الضّيْفِ وَالمُتَحَوِّلِ
فَأبْلِغْ بَني عِجْلٍ رَسُولاً وَأنتمُ
ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجْدٍ مُؤثَّلِ
فَنَحنُ عَقَلْنا الألْفَ عَنكم لأهْلِهِ،
وَنَحنُ وَرَدْنا بالغَبُوقِ المُعَجَّلِ
وَنَحْنُ رَدَدْنا الفَارِسِيّينَ عَنْوَةً،
وَنَحنُ كَسَرْنا فيهِمُ رُمحَ عَبدَلِ
فَأيَّ فَلاحِ الدّهْرِ يَرْجُو سَرَاتُنَا،
إذا نَحْنُ فِيما نَابَ لمْ نَتَفَضّلِ
وَأيَّ بَلاءِ الصّدْقِ لا قَدْ بَلَوْتُمُ،
فَما فُقِدَتْ كانَتْ بَلِيّةُ مُبْتَليْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:58 AM

يا أخوينا من عباد
( الاعشى )


فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ عِبَادٍ وَمَالِكٍ،
ألَمْ تَعْلَمَا أنْ كُلُّ مَنْ فَوْقَها لـهَا
وَتَسْتَيْقِنُوا أنّا أخُوكُمْ، وَأنّنَا
إذا سَنَحَتْ شَهبَاءُ تَخشَوْنَ فالـهَا
نُقِيمُ لـهَا سُوقَ الجِلادِ وَنَغْتَلي
بِأسْيَافِنَا حَتّى نُوَجِّهَ خَالَهَا
وَإنّ مَعَدّاً لَنْ تُجَازَ بِفِعْلِهَا،
وَإنّ إيَاداً لَمْ تُقَدِّرْ مِثَالَهَا
أفي كُلّ عَامٍ بَيْضَةً تَفْقَؤونَهَا،
فَتُؤذَى، وَتَبْقَى بَيضَةٌ لا أخَالَهَا
وَلَوْ أنّ مَا أسْرَفْتُمُ في دِمَائِنَا
لَدَى قَرَبٍ قَدْ وُكّرَتْ وَأنَى لـهَا
وَكائِنْ دَفَعنا عَنكُمُ مِنْ مُلِمّةٍ،
وَكُرْبَةِ مَوْتٍ قَدْ بَتَتْنَا عِقَالَهَا
وَأرْمَلَةٍ تَسْعَى بشُعْثٍ، كَأنّهَا
وَإيّاهُمُ رَبْدَاءُ حَثّتْ رِئَالَهَا
هَنَأنَا وَلمْ نمننْ عَلَيها، فأصْبَحَتْ
رَخِيّةَ بَالٍ قَدْ أزَحْنَا هُزَالَهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:58 AM

يا جارتي بيني
( الاعشى )


يَا جَارَتي بيني، فَإنّكِ طَالِقَهْ
كَذاكِ أُمُورُ النّاسِ غَادٍ وَطارِقَهْ
وَبِيني، فَإنّ البَيْنَ خَيْرٌ من العَصَا
وَإلاّ تَزَالُ فَوْقَ رَأسِكِ بَارِقَهْ
وَمَا ذاكَ مِنْ جُرْمٍ عَظيمٍ جَنَيتِهِ
وَلا أنْ تكوني جِئتِ فِينا بِبَائِقَهْ
وَبِيني حَصَانَ الفَرْجِ غَيرَ ذَمِيمَةٍ
وَمَوْمُوقَةً فِينَا، كَذاكَ وَوَامِقَهْ
وَذُوقي فَتى قَوْم، فَإنّيَ ذَائِقٌ
فَتَاةَ أُنَاسٍ مِثْلَ مَا أنْتِ ذَائِقَهْ
فَقَدْ كانَ في شُبّانِ قَوْمِكِ مَنكَحٌ
وَفِتْيَانِ هِزّانَ الطّوَالِ الغَرَانِقَهْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:59 AM

يا سيدي نجران
( الاعشى )


أيَا سَيّدَيْ نَجْرَانَ لا أُوصِيَنْكُما
بنَجْرَانَ فِيمَا نَابَها، وَاعْتَرَاكُمَا
فَإنْ تَفْعَلا خَيراً وَتَرْتَدِيَا بِهِ،
فَإنّكُمَا أهْلٌ لِذَاكَ كِلاكُمَا
وَإنْ تَكْفِيا نَجْرَانَ أمْرَ عَظِيمَةٍ،
فَقَبْلَكُمَا مَا سَادَهَا أبَوَاكُمَا
وَإنْ أجلَبَتْ صِهيَوْنُ يوْماً عَليكُما،
فإنّ رَحى الحَرْبِ الدَّكوكِ رِحاكُمَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:59 AM

يا قومنا



يَا قَوْمَنَا إنْ تَرِدُوا النَّكَازَا
لا تَجِدُوا لِظُلْمِنَا مَجَازَا
وَيْهاً خُثَيْمُ حَرّكِ البَزْبَازَا،
إنّ لَدَيْنَا حَلَقاً كِنَازَا
وَقَافِلاتٍ ذَهَبَتْ أجْوَازَا
يلْقَى عَلى مُتُونِهَا البَزَازَا
تَرَى لَنَا عَرَكْرَكاً جَمّازَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 10:00 AM

يراك الأعادي على رغمهم
( الاعشى )


وَقَدْ أُغْلِقَتْ حَلَقَاتُ الشّبَابِ،
فَأنّى ليَ اليَوْمَ أنْ أسْتَفِيصَا
فَتِلْكَ التي حَرّمَتْكَ المَتَاعَ،
وَأوْدَتْ بِقَلْبِكَ إلاّ شَقِيصَا
وَإنّكَ لَوْ سِرْتَ عُمْرَ الفَتى،
لِتَلْقَى لـهَا شَبَهَاً أوْ تَغُوصَا
رَجَعْتَ لِمَا رُمْتَ مُسْتَحْسِناً،
تَرَى للكَوَاعِبِ كَهْراً وَبِيصَا
فَإنْ كُنْتَ مِنْ وُدّهَا يَائِساً،
وَأجْمَعْتَ مِنْهَا بِحَجٍّ قَلُوصَا
فَقَرّبْ لِرَحْلِكَ جُلْذِيّةً،
هَبُوبَ السُّرَى لا تَمَلّ النّصِيصَا
يُشَبّهُهَا صُحْبَتي مَوْهِناً،
إذا مَا اسْتَتَبّتْ، أتَاناً نَحُوصَا
إلَيْكَ ابنَ جَفْنَةَ مِنْ شُقّةٍ،
دَأبْتُ السُّرَى، وَحَسَرْتُ القَلُوصَا
تشكو إليّ فَلَمْ أُشْكِهَا
مَنَاسِمَ تَدمَى وَخُفّاً رَهِيصَا
يَرَاكَ الأعَادِي عَلى رَغْمِهِمْ،
تَحُلّ عَلَيْهِمْ مَحَلاًّ عَوِيصَا
كَحَيّةِ سَلْعٍ مِنَ القَاتِلاتِ،
تَقُدّ الصّرَامَةُ عَنْكَ القَمِيصَا
إذَا مَا بَدَا بَدْوَةً للعُيُونِ،
تَذَكّرَ ذُو الضِّغْنِ مِنْهُ المَحيصَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 10:00 AM

يطعنها شزراً
( الاعشى )


أقْصِرْ، فَكُلُّ طَالِبٍ سَيَمَلّ
إنْ لمْ يَكُنْ عَلى الحَبِيبِ عِوَلْ
فَهْوَ يَقُولُ للسّفِيهِ، إذَا
آمَرَهُ في بَعْضِ مَا يَفْعَلْ
جَهْلٌ طِلابُ الغَانِيَاتِ، وَقَدْ
يَكُونُ لَهْوٌ هَمُّهُ وَغَزَلْ
السّارِقَاتِ الطَّرْفَ مِنْ ظُعنِ الْـ
حَيّ، وَرَقْمٌ دُونَهَا وَكِلَل
فِيهِنّ مَخْرُوفُ النّوَاصِفِ، مَسْـ
ـرُوقُ البُغَامِ، شَادِنٌ أكْحَل
رَخْصٌ، أحَمُّ المُقْلَتَينِ، ضَعِيـ
فُ المَنْكِبَينِ، للعِنَاقِ زَجِلْ
تَعُلُّهُ رَوْعَى الفُؤادِ، وَلا
تَحْرِمُهُ عُفَافَةً، فَجَزَلْ
تُحُرِجُهُ إلى الكِنَاسِ، إذا الْـ
تَجّ ذُبَابُ الأيْكَةِ الأطْحَلْ
يَرْعَى الأرَاكَ، ذا الكبَاثِ، وَذا الـ
مَرْدِ، وَزَهْراً نَبْتُهُنّ خَضِلْ
تَخْشَى عَلَيْهِ إنْ تَبَاعَدَ أنْ
تَغْنى بِهِ مَكَانَهُ، فَيْضِلّ
ذَلِكَ مِنْ أشْبَاهِ قَتْلَةَ، أوْ
قَتْلَةُ مِنْهُ سَافِراً أجْمَلْ
بَيْضَاءُ، جَمّاءُ العِظَامِ، لـهَا
فَرْعٌ أثِيثٌ، كَالحِبَالِ رَجِلْ
عُلّقْتُهَا بِالشّيّطَيْنِ، فَقَدْ
شَقّ عَلَيْنَا حُبُّهَا وَشَغَلْ
إذْ هِيَ تَصْطَادُ الّرجَالَ، وَلا
يَصْطَادُها، إذَا رَمَاهَا الأبل
تُجْرِي السّوَاكَ بِالبَنَانِ على
ألمَى، كَأطْرافِ السَّيَالِ رَتِلْ
تَرُدُّ مَعْطُوفَ الضّجِيعِ عَلى
غَيْلٍ، كَأنّ الوَشْمَ فِيهِ خِلَل
كأنَّ طَعْمَ الزّنْجَبيلِ وَتُفّـ
ـَاحاً عَلى أرْي الدَّبُورِ نَزَلْ
ظَلّ يذُودُ عَنْ مَرِيرَتِهِ،
هَوَى لَهُ مِنَ الفُؤادِ وَجَلْ
نَحْلاً كَدَرْدَاقِ الحَفِيضَةِ، مَرْ
هُوباً، لَهُ حَوْلَ الوَقُودِ زَجَلْ
في يَافِعٍ جَوْنٍ، يُلَفَّعُ بِالـ
ـصّحْرَى، إذَا مَا تَجْتَنِيهِ أهَلّ
يُعَلّ مِنْهُ فُو قُتَيْلَةَ بِالْـ
إسْفِنْطِ، قَدْ بَاتَ عَلَيْهِ وَظَلّ
لَوْ صَدَقَتْهُ مَا تَقُولُ، وَلَـ
ـكِنّ عِدَاتٍ دُونَهُنّ عِلَلْ
تَنْأى وَتَدْنُو كُلُّ ذَلِكَ مَعْ
لا هِيَ تُعْطِيني، وَلا تَبْخَلْ
قَدْ تَعْلَمِينَ يَا قُتَيْلَةُ، إذْ
خَانَ حَبِيبٌ عَهْدَهُ وَأدَلّ
أنْ قَدْ أجُدُّ الحَبْلَ مِنْهُ، إذَا
يَا قَتْلُ، مَا حَبْلُ القَرِينِ شكَلْ
بِعَنْتَرِيسٍ، كَالمَحَالَةِ لَمْ
يُثْنَ عَلَيْهَا للضّرَابِ جَمَلْ
مَتى القُتُودُ، وَالفِتَانُ بألْـ
وَاحٍ شِدَادٍ تَحْتَهُنّ عُجُلْ
فِيهَا عَتَادٌ، إذْ غَدَوْتُ عَلى الـ
أمْرِ، وَفِيهَا جُرْأةٌ وَقَبَلْ
كَأنّهَا طَاوٍ تَضَيّفَهُ
ضَرْبُ قِطَارٍ، تَحْتَهُ شَمْألْ
بَاتَ يَقُولُ بِالكَثِيبِ مِنَ الـ
ـغَبْيَةِ: أصْبِحْ لَيْلُ لَوْ يَفْعَلْ
مُنْكَرِساً تَحْتَ الغُصُونِ، كمَا
أحْنَى عَلى شِمَالِهِ الصّيْقَل
حَتّى إذَا انْجَلَى الصّبَاحُ، وَمَا
إنْ كَادَ عَنْهُ لَيْلُهُ يَنْجَلْ
أطْلَسَ طَلاَّعَ النّجَادِ، عَلى الـ
وَحْشِ، وَحْشِ ضَئيلاً مِثلَ القَنَاةِ أزَلّ
في إثْرِهِ غُضْفٌ مُقَلَّدَةٌ،
يَسْعى بِهَا مُغَاوِرٌ أطْحَلْ
كَالسِّيدِ لا يَنْمي طَرِيدَتَهُ،
لَيْسَ لَهُ مِمّا يُحَانُ حِوَلْ
هِجْنَ بِهِ، فَانْصَاعَ مُنْصَلِتاً،
كَالنّجْمِ يَخْتَارُ الكَثِيبَ أبَلّ
حتّى إذَا نَالَتْ نَحَا سَلِباً،
وَقَدْ عَلَتْهُ رَوْعةٌ وَوَهَل
لا طَائِشٌ عِنْدَ الـهِيَاجِ، وَلا
رَثُّ السّلاحِ مُغَادِرٌ أعْزَلْ
يَطْعَنُهَا شَزْراً عَلى حَنَقٍ،
ذُو جُزْأةٍ في الوَجْهِ مِنهُ بَسَلْ


الساعة الآن 07:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team