منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   ديوان / محمد حسن فقي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12285)

عماد تريسي 11-02-2013 12:19 AM

ذكرياتي تُمزَّق من قلْبي=وتُشْجي حِسِّي الرَّهيفَ ولُبَّي!
يا لها من دَياجرٍ يَسْطعُ النُّورُ=بأطْرفِها.. فأَبْصُر دَرْبي!
ولقد تَطْمِسَ الدَّياجى سنا النُّورِ=فأَسْري على ضَلالٍ ورعبِ!
رُبَّما كنتُ مِن رُؤاها كَطْيرٍ=وادِع. أو مُواثِبٍ مِثْلَ ذِئْبَ!
قد يكون الحبيب منها كروض=ويكون الرحيب منها كجُبَّ!
أيُّها الفِكْرُ.. أيُّها الحِسُّ ماذا=تَرَياني .. كُونا الخَدينَيْنِ جَنْبي!
وارْعياني.فَرُبَّما دّغْدَغَتْني=بخَيالٍ مَضى .. وخلَّف جَمْرا!
قَرَّبَتْ لي به المَعاد إلى الحُسْنِ=وَضِيئاً أَشْقى وأَسعَدَ دَهْرا!
قابَ قَوْسَيْن عادَ مِنَّي فَصدَّقْتُ=فَأَرْخى عليه دُونيَ سِتْرا!
لمَ هذا العَذابُ يَفْتَحُ جُرْحاً=ينزف الروح بادياً .مُسْتَسِرَّا؟!
لا.. فما أعْذَبَ العذَابَ إذا ما=بِلظاهُ سَمَوتُ حِساً وفكْرا؟!
هو أّجْدى مِن المَسَرَّة إلْهاماً=وأَعْلى منْها مَكاناً وقَدْرا!
كان دَرْبي إلى النُّجوم . فما=عاقت صِعابٌ عنها. وكان الأبَرَّا!
رُبَّ وَصْلٍ يَثْني عِنانكَ إنْ=سرْتَ. وهَجْرٍ يُجَرُّ للمجْدِ جَرّا!
مَيَّزَتْنِي هذي الملاحِمُ في الشعر=كأَني بها المُمَلَّكُ كِسرى!
وكأَنَّي إذا تَرنَّمْت بالشَّعْرِ=أُجَلَّي رُؤى وأَنْفُثُ سِحْرا!
يا نَجِيَّي.. أُرِيدُ جَزْراً من الحُبَّ=سَخِيَّ اللُّهى لطَيفَ المَعاني!
ولقد أَشْتَهِيه مَدّاً. ولكِنُ=غَيْرَ مُثْنٍ عن السُّمُوِّ عناني!
فإِذا شاء حُسْنُه العَسْفَ=أنكرت عليْه ومنْه تلْو الأَمانِي!
وتَنَكَّبْتُ دَرْبَهُ. فأنا الشَّادِي=بِه الحُرُّ .. لا صَريعَ الغَواني!
ولَئِنْ كُنْتُ يافِعاً أَتردَّى=في مهاويهِ .. مُثْخَناً بِجِراحي!
فأَنا اليَوْمَ بعد أَنْ شِخْتُ=لا أَخْضَعُ إلاَّ لعِزَّتي وطِماحي!
وجَناحي المَهِيضُ بالأمْسِ أَضْحى=كجَناحِ الصُقُورِ أَقوى جَناح!
فإذا ما اسْتَفَزَّ حُسْنٌ تَنادَيْتُ=لِرَوْضٍ مُكَلَّلٍ بالمِلاحِ!
وَتَبَتَّلتُ أكْتَفى منه بالنَّظْرَة=إنْ حاوَلَ الغُواةُ سَريرَهْ!
فهو عِنْدي نَجْوى اليَراع. ما أَجْمَل=عِنْدي فَوْق الطُّروسِ صَرِيرَهْ!
وهو أَحْلى صَوْتٍ لَدَيَّ وأَنْداهُ=ندى السُّحُبِ نَسْتطيبُ مَطِيرَهْ
كانَ هذا الفُتُونُ مُذْ غَرَّذَ=الشَّعْرُ وغَنَّى. فِرْدَوْسَه وسَعِيرَهْ
كانَ يُشْجِيه ثم يُصْليْهِ=ما أَرْأَفَ هذا . وما أَشَدَّ نَكِيرَهْ!
فيراه البَشِيرَ.. ما أَعْجَبَ القَلْبَ=يَرى في النَّذِيرِ يُشْقي.. بَشِيرَهْ

عماد تريسي 11-02-2013 12:22 AM

تنْهَشُني الأَثامُ نَهْشَ الذَّئابْ=وتَنْثَني عنَّي جياعاَ غِضابْ!
يا نفس قد أَوْرَدْتني مَوْرِداً=ذَهابُه يُصِدُ دُوني الإِيابْ!
حاوَلتُ أَنْ أَرْجِعَ لكنَّني=وَجَدْتُني أَشْتاقُ عَذْبَ الشَّرابْ!
فكيف لي يا نفسُ أَنْ أَرعَوِي؟!=كيف.. وأَنتِ الغَيُّ. أَنْتِ العَابْ؟!
ظَمِئْتُ للماء فأَدْنَيْتِني=لا لِلفُرات العَذْبِ. بل للسَّرابْ
يا لَيْتَني عاصَيْتُ داعي الهوى=حتى ولو أَدْمتْ جُنُوبي الحِرابْ!
مضى شبابي واغِلاً في الخَنى=وخَيْرُ ما نَمْلِكُ.. نحن .. الشَّبابْ!
وها أنا اليَوْمُ بِشَيْخوُخةٍ=وانِيةٍ تَسْلُكُ تِلْكَ الشَّعابْ!
متى أَراني عائداً لِلْهُدى=ما أَشْتَهي الكَأْسَ. وحُلْوَ الكِعابْ؟!
أرى رِفاقي بعد ما أَمْعَنُوا=في اللَّهْو عادُوا خُشَّعاً للصَّوابْ!
فهل أنا وَحْدي الذي يَجْتَوي=رَشادَهُ.. مُسْتَهْدِفاً لِلْعِقابْ؟!
وهل أنا الغاوِي الذي يَسْتوي=بِدَرْكِهِ المُظْلِم.. دُونَ الصِحاب؟!
أمامَه الأخْرى .. ويا وَيْلَتا=من سوء ما سَطَّرهُ في الكِتابْ!
يا وَيْلهُ وهو الذَّكِيُّ الذي=يَعرفُ ما يَلْقاهُ يَوْمَ الحِسابْ!
كيف تَوارى عَقْلُهُ في القَذى؟!=كيف تَوارى حِسُّهُ في التُرابْ!
فَكّرَ في الرُّشْدِ.. ولكنَّهُ=عاصاهُ.. ما أَوْحَشَ سُودَ الرِّحابْ!
آثَرَ مِن ضَغْطِ الهوى قِشْرَهُ=واختارَهُ دُون كريم اللُّبابْ!
فَيا لهُ مِن بُلْبُلٍ عاثِرٍ=بَدَّلَ بالشَّدْوِ نعِيقَ الغُرابْ!
كانَ بِرَوْضِ مُونِقٍ حافِل=بالثَّمَر الحالي .. بما يُسْتطابْ!
من زَهْرٍ يَنْفَحُ عِطْراً.. ومِن=جَداوِل تَحْلو كماءِ السَّحابْ!
كانِ له شِعْرُ بَديعُ الرُّؤى=مُحَلِّقِ ..مُسْتَشْرِفٍ كالشَّهابْ!
يُضيءُ بالشِّعْر جميعَ الصُّوى=فَيُرْشدُ السَّاري. ويَشْفي المصابْ!
يُجلُّهُ الرَّبْعُ.. ويَعْلو بِهِ..=لأّنهُ يَرْفَع عَنْه الحَجابْ!
لأَِنَّه يُسْدِي إليه المُنَى=تَخْطُرُ بالحِلْيِ وغالي الثَّيابْ!
مُهَنْدسِاً كانتْ له حِكْمةُ=تُعِيدُ للْعُمْرانِ .. بعد الخَرابْ!
كأَنَّما يَغْرفُ مِن عَلْيًم..=دُرَّا يُحَلِّي زَيْنَباً والرَّباتْ!
وتَقْتَنِيهِ النَّاسُ ذُخْراً لهم=لأَنَّه يَحْمِلُ فَصْلَ الخِطابْ!
فَما لَهُ يَهوي إلى حفرة=لَيْس بِها إلاَّ طَنِينُ الذُبابْ!
مُظْلِمَة.. مُفْضِيَةٌ للِردَّى=كالقَبْرِ ..يالَ الخِزْي . يالَ التَّبابْ!
ماضِيةِ يَسْتَصْرِخُ مِن حاضِرِ=هُداهُ.. والحاضِرُ يُخْفي الجَواب!
لأَِنه اسْتَلًم في شِقْوَةٍ=بِسَطْوَةِ أَلْوَتْ به فاسْتَجابْ!
يَرْحَمْهُ الله.. وكم أَنْقَدَتْ=رَحْمَتُه. كم أَخْصَبَتْ من يَبابْ!
كم أَكْرمَتْ مِن خاسِرِ آبِقٍ=فطابت العُقْبى. وطابَ المتابْ!
لقد رَأىِ بَعْد العَمى نَيْزكاً=يُضيءُ. فاسْتَأَنس بَعد اغْتِرابْ!
قال.. لَعَلَّ النَّجمَ مِنَ بَعْدِهِ=يَأْتي. ويَأتي البَدْرُ بَعْد الغِيابْ!
فَيَرْجعُ الطَّيْرُ إلى رَوْضِهِ=مُغَرِّداَ بعد طَويل النُّعابْ

عماد تريسي 11-02-2013 12:24 AM

إحْذَريني. فقد سَئِمْتُ من الدَّلِّ=وأَمْسَيْتُ لا أّطِيقُ التَجَّـنِّي!
إحذريني. فقد غَدَوُتُ عَيُوفاً=يَضَعُ الزُّهْدَ في مكانِ التَّمَنِّي!
إحْذَريني.فقد أعُودُ عَصَوفاَ=بعد فَرْطِ الحَنانِ. ممن سُوءِ ظَنِّي!
يا لَها مِن مَعاركٍ أَذَنَتْني=بانْدِحارٍ في الحَرْبِ. مِنْكِ. ومِنِّي!
كيف يَهْوي الحُبُّ المكينُ بِقبلبٍِ=ضالِع في الهوى . إلى دَرْكِ ضَغْنِ؟!
ضاعَ لَحْني الذي تَغَنىَّ زَماناً=بهوانا.. فما أَطِيقُ التَّغَنِّي!
وغدا حائِرا.. وكانَ قَويّاً=ولأَنتِ التي ابْتَلَتِ بِوَهْنِ!
لا تَظُنِّي الرَّوْضَ النَّضِيرَ سَيَبْقى=مُخْصِباَ. والسَّحابُ يَشفِيِهِ غَمْرا!
إنَّ حُبِّي الظَّمِىءَ بعد تَجَنِّـيك=سَيَبْني إلى الملاحِمِ جِسْرا!
وسيَتْلُو من الملاحِم ما يُشْجِيِ=نَثِيراً من الكلامِ وشِعْرا!
كُلُّها تَجْتَبِيهِ.. فالعَلَمُ الفَرْدُ=جديرٌ بالحُبَّ صَفْواَ.. وَطُهْرا!
وسَتَبْقِينَ بَيْنَ أَقْزامِكِ الغُلْفِ=وقد أَصْبَحَ الخُلودُ بَعيدا!
ولقد كانَ في يَدَيكِ فأمْسى=نائِياَ.. نائِياً.. يَصُونُ القَصيِدا!
واحْتَوَتْهُ الحِسانُ يُمْلِي عَلَيْهنَّ=من الغَالِياتِ دُرّاً نَضِيدا!
في ظِلالٍ من الخمائِلِ يَعْبقُن=بعِطْرٍ.. ويَسْتَطِبْنَ النَّشيدا!
رَدَّدَتْ زَيْنَبٌ وهِندٌ أغانِيَّ=وقد نَهْنَهَ الهوى التَّغْرِيدا!
قاَلتا في انْتِشائَةٍ أَطْرَبَتْني=ليْتَ هذي الحياةَ تُعْطِي المَزِيدا!
أَوْرَقَتْ في صُدورِنا ونَمَا الزَّهْرُ=بها واسُتُحالَ عَيْشاً رَغيدا!
ليْتَ هذا الفِرْدَوْسَ يبْقى مدى=العُمْرِ. فما أَرْوَعَ الجَنى والحَصِيدا!
وتَتَاَلتْ عليّ في الرَّوْضِ أسْرابٌ=من الغِيدِ.. كلُّهُنَّ فُتُونُ!
رُعْنَني فانْبَرَيتُ أَطرِي فَصَفَّقنَ=وأّذْكَتْ قُلوبُهُنَّ الشَّجونُ!
قُلْنَ لي أيُّها الهزارُ تَرَنَّمْ=بشَوادِيِكَ. لا طَوَتْكَ المَنُونُ!
فارْتَوَيْنا مِن بَعْد طُولِ جَفافٍ=واسْتَقامَتْ بعد الْتِواءٍ غُصُونُ!
وسَمِعنا الشِّعْرَ الطَّرِيفَ ومِن=قَبْلُ تَعاوتْ على السَّماع المُجُونُ!
أفَسِحْرٌ هذا. وإلاَّ بَيانٌ=رائعٌ؟أوْ شوامِخٌ وحُصُونُ؟
شَهِد الله أنَّ هذا يَقيِنٌ=تتهاوى به. وتَشْقى الظُّنُونُ!
قُلْتُ سُقْياً لَكُنَّ أّيَتُها الحُورُ=ورَعْياً..فإنَّني لَسِعيدُ
شاقَني تَالِدي فلمَّا بَدَوْتُنَّ=توارى عن الطَّرِيفِ التَّلِيدُ
ومن القُرْبِ من حِماكُنَّ أّحْسَسـْ=تُ بدِفْءٍ يَذّوبُ منه الجَلِيدُ
ما أُحَيْلى هذه الحياةَ إذا طابَتْ=فأقْصى الغَوِيَّ منها الرَّشِيدُ
كم جَدِيدٍ من الحياةِ .. قَديمٌ=وقَديمٍ مِن الحياةِ .. جَدِيدُ
هو سِرُّ الغَيْبِ المُسَرْبَلِ بالحُجْبِ=وسِرٌّ على العُقُولِ عَنِيدُ..
شَفَّني أَنْ عَجِزْتُ مِنه عَن الفَهـ=مِ وما شَقَّهُ بَلائِي الشَّديدُ
أيُّها الغَيْبُ . أَنَتْ نُعْمَى . وما نَدُرِي=وأَوْلى أنْ يِسْتَعِزَّ الوَصيدُ

عماد تريسي 11-02-2013 12:26 AM

تخَيَّلْتُ أَنَّي عِشْتُ مِن قَبلُ حِقْبَةً=وأَنَّ حَياتي واقِعٌ يَتَكَرَّرُ!
فقد كُنْتُ طَيْراً في الفضاءِ مُحَلَّقاً=يَفِىءُ إلى إِلْفٍ به العُشُّ أَخْضَرُ!
حَنُون. فما تَلْقاه إلاَّ مُغَرِّداً=ومِن حَوْلِهِ الأَّشجارُ تُشْذِي وتُثْمرُ!
ولكنَّه يَخْشى الجوارحَ تَرتَمي..=عليه . وتَنْقَضُّ انْقِضاضاً يُدَمِّرُ!
ومَرَّتْ سنُونٌ أو قُرونٌ تَصَرَّمَتْ=عَلَيَّ. وما أّدرِي. فَإِنِّي مُسَيَّرُ!
فإِذْ أنا صَقْرٌ في الفضاءِ مُحَوِّمٌ=له صَوْلَةٌ مُخْتالَهٌ تَتَبَخْتَرُ!
يُفَتَّشُ في أَجْوائِهِ عن فَرِيسَةٍ=بلاَ رَحْمَةٍ يَنْقَضُّ ثم يُسَيْطِرُ!
يُصيدُ.. ويَطْوى جُوعَهُ غَيْرَ آبِةٍ=بِشيءٍ. فإَنَّ الصَّيْدَ رِزْقٌ مُقَدَّرُ!
ويأْوي إلى عُشَّ مُرِيحٍ مُنَعَّم=بأفراخِهِ . وهو الحَصِينُ المُسَوَّرُ!
وضِقْتُ بهذا العَيْشِ ذَرْعاَ فَرَدَّني=قَضائِي إلى ما كنْتُ أَخشى وأَحذَرُ!
غَدَوْتُ هِزَبْراً يسْتبِيحُ بِحَوْلهِ=وقُوَّته ما شاءَ .. يَنْهى وَيأْمُرُ!
كما المَلِك الجَبَّار تَعْنو لِحُكْمِهِ=رَعِيَّتُهُ. لو غاصَ في الصَّدْرِ خَنْجَرُ!
له مَأْكَلٌ منهم. لهُ خَيْرُ مَشْرَبٍ=وهم طَوْعُ ما يُملي وما يَتَخَيَّرُ!
وقد يَسْتوي ما بَيْنَهُم فَتَرُوهُمْ=بَراثِنُ حُمْرٌ تَسْتذِلُّ وتُنْذَرُ!
شَقِتُ فَناداني غَدٌ مُتَذَمِّرٌ=خَسئْتَ فَبِئْسَ الظَّالِمُ المُتَجَبِّرُ!
فقُلْتُ له مَهْلاَ فإِنِّي لَكارِهٌ=حَياتي فإِني الخاسِرُ المُتَبَطَّرُ..!
وأَسْدُرُ في غَيِّ الحياة وأَرْعَوي=فَاَبْكِي.. وتَطْوِيني رُؤاها وتَنْشُرُ!
وإنِّي على ما كانَ مِنِّي لَنادِمٌ=فهل ندمِي يُجْدي.ويُجْدي التَّدَبُّرُ؟!
فقال .. بَلى . إنَّ التَّدَبُّرَ نِعْمَةٌ=عَلَيْكَ. وقد يَتْلُو.. فَيَهْدِي التَبصُّرُ!
وأَغْضَيْتُ لا أّدْرِي أَقَرْناً صَرَمْتُهُ=وإلاَّ قُروناً .. ثم كانَ التَّغَيُّرُ..!
فَألْفَيْتُنِيِ ظَبْياً غريراً .. وظَئْرُهُ=بِجانِبي . فارتْاحَ مِنَّي التَّصَوُّرُ!
ولكِنَّني أَحْسَسْتُ خَوْفاً مُمَزَّقاً=حَشاي . ولَوْلا الله ما كنْتُ أَصْبِرُ!
فَلِلًّهِ ذِئْبٌ مُشْرَئِبٌ لِصَيْدِهِ=ولّلِه ما يَلقى من الذَّئْبِ جُؤْذَرُ!
ولكِنَّني رَغْمَ الرَّدى كنْتُ راضِياَ=بضَعْفي. فَكَمْ أَشقى ودَمَّرَ عَنْتَرُ!
وشاءَتْ مقاديري نَجاتي. ورُبَّما=نجا الضَّعْفُ مِن كِسْرى. وحاباهُ قَيْصرُ!
قُرُونٌ مَضَتْ ثم انْتَهَتْ بي لِصَحْوَةٍ=مُغاضِبَةٍ.. تُبْدِي الأُمورَ وتَسْتُرُ!
تراءى بها رُوحي العَجيبُ وهَيْكَلي=كما كانَ إنساناً بَراهُ التَّطَوُّرُ!
فَأَطْرَقْتُ ما أَدرِي. أَأَرْبِحُ بالَّذِي=رَجَعْتُ إليه اليَوْمَ؟أَو سوْف أَخْسَرُ!
أَرى في حَناياي الضَّلالةَ والهُدى=خَصِيمَيْنِ من سَيْفَيْهما أَتَقَطَّرُ..!
تَحَيَّرتُ ..أَطْواري العَدِيدَةْ كُلُّها=سلامٌ وحَرْبٌ. نَعَجَةٌ وغَضَنْفَرُ!
وأَنْكِرُ مِنْها حَالَتَيْها.. وأَنْثْني=وقد مَسَّ أَعْصابِي الوَنى والتَّوَتُّرُ!
فأَيُّ سَبِيلَهْا أَنُوءُ بِكَلْكَلٍ=إذا سرْتُ فِيه . شَدَّ ما أَتَحَسَّرُ..!
لقد كانَ يَلْوي من خُطاي تَرَدّدِي=وعادَ فألوى من خُطايَ التَّهَوُّرُ!
وأَتْخَمنَي مِن بَعْد مَخْمَصتي الغِنى=ومِن بَعْد فَقْرِي نالَ مِنِّي التَّضَوُّرُ!
كفَانيِ من العَيْش الرَّضِيَّ. وَضِدَّهِ=كَفاني وإنْ لم يَسْتَذِلَّ التَّعَثُّرُ!
متى أَهْتَدِي لِلرُّشْدِ دُونَ غِوايَةٍ=وأَحْظى بِوِرْدٍ حِينَما شِئْتُ أَصْدُرُ؟!
متى قَلِقِي هذا يَعودُ سِكِينَةً=فَأَرْتَدُّ مِنْها بالحقيقةِ أَجْهَرُ؟!
لقد كنْتُ قَبْلَ اليَوْم أَهْدى تَفَكَّرا=فما لي بهذا اليَوْمِ لا أتفكَّرُ؟!

عماد تريسي 11-02-2013 12:33 AM

عِشِيَّة لاقَيْتُ المليحةَ في الدُّجى=فقالتْ أما يَخْفى عليك مَكاني؟!
فقلتُ بلى لكنَّ لي بين أضلُعي=عُيوناً تُرِيني جَدْولي وجِناني!
وأَنْتِ هُما.. أنتِ التي لا تُرٍيحني=بِوَصْلٍ . ولا تُشقْى بِقطْع عِناني!
تَدَفَّق إِلهامي من شَكاةَ فحاوِلي=تَدَفُّقَه بالحَمْدِ بِضْعَ ثَواني!
فَقالتْ سَتلْقاني الحَفِيَّةَ بالهوى=هَواكَ. ولا أصْبو إلى عاشِقٍ ثاني!
أَلسْتَ الذي يُزْجِي القوافِي شُرَّعاً=فَتَفْعَلُ ما لا يَفْعَلُ اللَّهْذَمُ القاني؟!
أَلسْتَ الذي يُمْسي ويُصْبحُ شادِياً=بِحُبَّي. ولو ألْقَيْتُه بَيْن نِيرانِ؟!
أَلسْتَ الذي عافَ الحِسانَ وبرَّني=بِحُبَّ شجاني .. واصْطَفاني بألْحانِ؟!
فقلتُ رعاكِ الله . يا ذاتَ بَهْجَتي=ويا سِرَّ إْلهامي. وصَبْوَةَ أشْجاني!
فما أَنْتِ لي إلاَّ الحياةُ فإنْ نَأَتْ=تَلاشَيْتُ واسْتَخْذى يَراعي وتَبْياني!
وعادتْ بلا شَدْو طَرُوب بَلابلى=بِقَفْرٍ مُخِيف ما بهِ غَيْرَ غِرْبانِ!
فأنْتِ عُيوني أَسْتَشِفُّ بها الرُّؤى=وأَنْتِ .. وقد أَسْمَعْتِني الحُلوَ .. آذاني!
فقالت لقد مَجَّدْتَني وَرَفَعْتَني=إلى قِمَّةٍ .. يا صِنْوَ مُسَّ وسَحْبان!
فَتُهْت على كلَّ الحِسان . فَقُلْنَ لي=لقد صِرْتِ عند الشَّعْرِ أَنْضَرَ بُسْتانِ!
ولَمَّا نَعُدْ في فَكْرِه وشُعوِرِهِ=سوى شَجَر ذاوِ يَلُوذُ بِقِيعانِ!
نَراهُ كمجْنُونٍ بَلَيْلاهُ.. سادِرٍ=بغَيَّ.. وما يُشْقِي الهوى غَيْرُ غَيَّانِ
فقُلْتُ لها تيهي على الغيدِ وافْخَري=عَلَيْهِنَّ.. حتى يَنْقِلَبْنَ بِخُسْرانِ!
فإِنَّكِ بَدْرٌ يَسْتِثيرُ كواكِباً=غَيارى حَوالَيْهِ. هَذَيْنَ ببَهتْانِ!
هَذَيْنَ بهِ حِقْدا عليكِ ونِقْمَةً=عَلَيَّ. وما أَشْقى . فَلَسْتُ بِشَيْطانِ!
قد اخْتَرتُ ما أرْضى الضَّمِيَر وصانَهُ=من العَبَثِ المُزرِي بِشِعْري وعِرْفاني!
فقالت ولن أَشقى بِحُبَّكَ عاصِماً=فما ضَلَّ أَنْ أَثَرْتَ حُبًّكَ وُجْداني!
وما ضَلَّ إيماني بِهِ مُتَبَتَّلاً=ولا ضّلَّ -يا مَن يُسْعِدُ الحُبَّ- حُسباني!
وجَدْتُ به بعد الضَّلالِ هِدايتي=إلى كلَّ ما يَطْوي الظُّنُونَ.. بإِيقان!
وما خِفْتُ مِن حِقْدٍ عَلَيَّ فَرُبَّما..=تَنَوَّرْتُ مِنه في الدَّياجيرِ شُطْآني!
فقُات لها هذا الحُبُّ فاسْعَدي=وكََلاَ. فقد لاقَتْ بِه السَّعْدُ نًفْسانِ!
أراه جَدِيراً بالرِّضا وهِباتِهِ=وسوف أُوافِيِهِ بأَكْرَمِ قُرْبانِ!
جَزاني بشِعْرٍ ثم ثَنَّى بِعِفَّةٍ=وثَلَّثَ ما أَشْجاهُ بالشَّغَفِ الحاني!
فإِن شاءَ قُرْباً لم أكُنْ عنه نائِياً=وإنْ شاءَ بُعْداً كنْتُ منه أَنا الدَّاني!
فقالت . وقد سَمت الدُّموعَ بعَيْنِها=تُضِيءُ كنجم شَعَّ في عَيْنِ رُبّانِ!
فَدَيْتُكَ. ما أَنقى هواكَ يَرُدُّني=إلى الرُّشْدِ يَشْفينيِ من الشَّنآنِ!
ولَسْتُ أبالي بالحِسانِ يَنُشْنَني=فما هُنَّ في عَيْنَيَّ غَيْرُ قيانِ!
وما أنا إلاَّ حُرَّةٌ طَهّرَ الهوَى=حَشاها. فما عَاشَتْ كَعَيْشِ غَواني!
فَقُلْتُ لها هذا هو العَيْشُ يزدري=بكل مَتاعيْ عَبْقِ وجُمانِ..!
ويَزْهُو بَلأْلاءِ الجَمالِ مُزَمَّلاً..=بِطُهْرٍ.. فما يَخْزى من النَّزَوانِ!
أَبانَتْ لِيَ المِرْآةُ منكِ كريمةً=حَصاناً تَجَلَّتْ في هُدى وحَنانِ!
سأَشْدو. وتَشْدُو بالهوى وشُجُونِهِ=وجَلَّ الهوى يَشْدُو به قَلَمانِ!
أشادَتْ بِشَدْوِي واسْتجابَتْ لِجَرْسِهِ=وقالتْ. لقد حَلَّقْتَ يا كَرَواني

عماد تريسي 11-02-2013 12:39 AM

أَرْخَصَتْ من نَفْسِها يا وَيْحَها=ذاتُ عِرْفانٍ وذَوْقٍ عَجَبِ!
ذاتُ صَوْتٍ طَرِبٍ من نَشْوَةٍ=في حَناياها. وشَوقٍ لَجِبِ!
أنا من أَسْوائِها في رَهَبِ=وهي من أَسْوائِها في رَغبِ!
كلما أبْصَرْتُها رَوَّعَني=حُسْنُها في صُورةٍ من لَهَبِ!
مَسَّني من أَجلِها الضُّرُّ. وما=مسَّها. فهي به في طَرَبِ!
كيف يَثْوِي من كِيانٍ واحِدٍ=شَهْوَةٌ تُشْقِي.. وعِلْمٌ يُسْعِدُ؟!
ولقد فكَّرْتُ في هُجْرانِهَا..=وثَناني غَيُّها والرَّشدُ!
فَلَها في القَلْبِ مِنَّي جَنَّةٌ=ولها في القَلْبِ مِنَّي مَوْقِدُ!
حاوراني مَرَّةً واصْطَرَعا=فاسْتَوى أَرْنَبُهم والأَسَدُ!
فاَنا في صَبْوَة مُنْكَرَةٍ=فَرْحَةٌ فيها .. وفيها نَكَدُ!
كيف أَسْلو وأنا مُرْتَهَنٌ=في هَوًى ضَلَّ. ومالي سَنَدُ؟!
كيف أَسْلُوا عن لَعُوبٍ سَخرَتْ=بالتُّقى والأَدَب المُستَشْرفِ؟!
يا لها من صَبَّةٍ غانِيةٍ=ذاتِ طَبْع عابِثٍ مُقْتَرِفِ؟!
بُلْبُلٌ يَشْدو بِلَغْوٍ مُتْرَفٍ=لَيْتَهُ يَشْدو بَفَنَّ مُتْرَفِ؟!
آهِ لو تَعْرِفُ ما قَدْرُ النُّهى=عِفَّةً .. لكنَّها لم تَعْرِفِ!
كم تَطَلَّعْتُ إليها هائِماً=ثم أَغْضَيْتُ عن الدَّاءِ الخفي!
لَيْس لي عَنْه مَحِيدٌ إنَّهُ=قَدَرٌ يسْلِبُني عِزَّةَ نَفْسي..!
ولقد حاولتُ أَنْ أعْصِيَهُ=أَنْ يَقُودَ الطُّهْرُ وُجْداني وحِسِّي!
فَتَراءى الصُّبْحُ في عَيْنَيَّ لَيْلاً=وتراءَتْ سعَةُ الدُّنيا كحبْسِ!
وتَحَسَّسْتُ طَرِيقي في الدُّجى=فَتَعَّثًّرْتُ. وأَدمى الصَّخْرُ دَعْسي!
كان أمْسِي قَبْلَهَا أَمْساً وَضِيئاً=لَيْتَ يَوْمي.. وهو يُشْقيني .. كأَمْسي!
أيُّها القَيْدُ الذي كبَّلَني=أيُّها الجَرْحُ الذي أثْخَنني!
ما أرى في صَفْحتي إلاَّ القَذى=ذلك الشَّيءُ الذي يُثْمِلُني!
وهو أَوّاهِ الَّذي أُسْلِمُهُ=عُنُقي. وهو الذي يُسْلِمُني!
كيف أَشكو من هَوًى طاوَعْتُهُ=وتَهاوَيْتُ . وقد طَوَّعَني؟!
أنا مَن هام فما أَظْلِمُهُ=كذبا .. ثم غَدا يَظْلِمُني!
حينما أحْبَبَتُهُ كنْتُ عَمِيّاً=لم أكُن قَطُّ بَصيراً وسَوِيَّا!
والهوى يَجْنِي على أقْدارِنا=فَيُعيدُ الشَّامِخَ السَّامي زَريَّا!
ويُعِيدُ الفَحْلَ يَنْزو ضارياً=ليس يَكْبو في عَوادِيهِ .. خَصِيٍّا!
ولقد أَوْهَنَنَي مُسْتَشْرِياً=فتدلَّيْتِ إلى القاع .. هُويَّا!
ورأيْتُ العِهْر طُهْراً مُحْصَناً=ورأْيْتُ الطُّهْرَ في القاعِ.فَرِيَّا!
أَفأَلقى بعد غَيَّي رَشَداَ؟!=أم سأَقْضِي عُمُري في دَرَكِ؟!
قُلْتُ للحْسَناءِ ما أَتْعَسني=بِكِ.. قد ألْقَيتَني في شَرَك!
فأنَا الشَيطانُ من هذا الهوى=بَعد أَنْ كنْتُ كَمِثْلِ المَلِكِ!
فاتْرُكي العِهْرَ إلى الطَّهْر فقد=نَسْتوي من شَجْوِنا في فَلَكِ!
وعسانا نَسْتَوِي في مَنْهَجٍ=لاحِبٍ يُفْضِي بنا لِلنُّسُكِ

عماد تريسي 11-02-2013 12:42 AM

عداكِ الأسى . إنَّي لَمْحْتَرِقِ الحشا=ومازِلْتُ أَشْدو في هواكِ وأَطرَبُ!
وما زِلتِ عندي فِتْنَةً عَبْقَرِيَّةً=لها كلَّ حينِ في حَنايايَ مَأُرَبُ!
وما زِلْتُ أَصْبُو للْهيام مضى بِنا=نَشاوى. فما نَشْكو ولا نَتَعذَّبُ!
حياة تناءَتْ واسْتَقَرَّتِ بِحُفْرَةٍ=مُفَزَّعةٍ.. نِيرانُها تَتَلهَّبُ..
فأَمَّا أنا .. فالصَّرْمُ كانَ فَجِيعةً=مُزَلْزِلَةٍ يَطْوِي بِها اللَّيْثَ أَرْنَبُ!
وأمَّا التي أَشْقَتْ فَظَلَّتْ سعيدةً=بِشِقْوةِ قَلْبِ .. وهي تَلْهو وتَلْعَبُ..!
عَجِبْتُ لها كانَتْ تَذُوبُ صبابَةً=وتَشْدو بَحُبُّ مُشْرِقٍ غَيْرِ مُغُرِبِ!
أكانَ لديها الحُبُّ زَيْفاً وخُدْعَةً؟!=وكانتْ لَعُوباً تَسْتَهِيمُ فَتكْذِبُ؟!
لها الوَيْلُ أدْمَتْ. واسْتَحَلَّتْ. وغادَرتْ=وفي القَلْبِ منها جَذْوةُ تَتَلهَّبُ
ولو كنتْ ذا ذَنْبٍ لَهَانتْ . بَلِيَّتي=عليَّ . ولكن أكُنْ قَطُّ أُذْنِبُ!
أيا حُبُّ مالي عَنْكَ في الأّمْسِ مَهْرَبُ=ويا حُبُّ مالي عَنْكَ في اليَوْم مَهْرَبُ!
كِلا اثْنَيَهْما كانا شجُوناَ عَصُوفةً=عَلَيَّ. وما أجْدى عَلَيَّ الَتَّنكبُ!
تَجَلَّدْتُ أَطْوي الحُبَّ عن كل شامِتٍ=فَهَلْ سوف يُجْدِ يني ويُخْفي التّنَقُّبُ؟!
وقالت فتاةٌ ذاتُ حُسْنٍ وعِفَّةٍ=وزانَهُما مِن بعيد ذاكِ التَّحجُّبُ!
عَرَفْتُ التي تهْوى . وكَانَتْ تَبَطُّراً=وكِبْراً ومَكْراً .. فهي ذِئْبٌ وثَعْلَبُ!
أَضَلّتْ كثِيراً. فاسْتَبَدَّتْ ودَمَّرَتْ=وما كان يَثْنيها عن الغَيَّ مَعْطَبُ!
فَقُلْتُ لها يا هذِهِ رُبُّ كَوْكَبٍ=وَضِيءٍ طَواهُ بَعْد ذِلِك غَيْهَبُ!
فَلَمْ يَلق قَلْباً مُشْفِقاَ . فَهْوَ قَسْوَةٌ=ولم يَلْق قَلْباً ثابتاً .. فَهْوَ قُلَّبُ!
ويا رُبُّ حُسْنٍ مُخْصِبٍ. وثِمارُهُ=وأَزْهارُهُ سُمٌّ سَقَتْناهُ عَقْرَبُ!
إذا كُنْتِ تُغْوينَ الُّسراةَ إذا رَنَوْا=إِلَيْكِ لِيَسْتَهْدوا. فما أَنْتِ كَوْكبُ!
فقالتْ دَعي عَنكِ الهُراءَ فإِنَّني=بِمَمْلَكتِي هذى أَتِيهُ وأَعْجَبُ..!
وقد يَسْتَوي عِنْدي المُدِلُّ بِنَفْسِه=بِراعٍ حَقيِرٍ. كلُّ دُنْياهُ سَبْسَبُ!
أُذِيقُهُما سوءَ العَذابِ فَناشِجٌ=ومُبْتَسِمٌ مما يُلاِقِي .. ومُغْضَبُ!
يقودُ لَدَيَّ المِخْلَبُ الصَّانِعُ الرَّدى=فما هو فَتَاكٌ. ولا هو مِخْلَبُ!
ولكِنَّه العُصْفُورُ يُدْمِيهِ صَقْرُهُ=فَمأْكَلُهُ مِنْه الهَنِىءُ .. ومَشْرَبُ!
وما الحُسْن إلاَّ سَطْوَةٌ وتَنَمُّرٌ=وما هُو إلاَّ مَغْنَمٌ وَتَكَسُّبُ.!
فللعاشِقِ المُرْتاعِ يَوْمٌ مُرَفَّهٌ=ولِلْوَاغِلِ المَفْتُونِ يَوْمٌ عَصَبْصَبُ!
رَبِيعي رَبيعٌ لا خَرِيفَ وراءَهُ=فما أنا أخْشاهُ. ولا أَتَهَيَّبُ!
ومَرَّتْ بنا الأيامُ فانْهارَ رُكْنُها=وما عادَ يَلْقاها الهوى والتَّشَبُّبُ!
وما عادَ يُجْديها الشموخُ مُنَدَّداً=عَصُوفاً.. وبَزَّتْها الرَّبابُ وزَينَبُ!
بَكَتْ وانْحَنَتْ تَبْكي .. ويا رُبَّ مَدْمَع=يَسيلُ فَيَشْفي رَبَّهُ حِين يُسْكَبُ!
ومَجَّدْتُ رَبَّي يَوْمها مُتَزَلَّفاً=إليه فإنَّي ضاحِكٌ. وهي تنْدُبُ!
أأُسطورَةٌ هذى.. وإلاَّ حَقِيقَةٌ؟!=وهَلْ أَنا لاهٍ في الهوى .. أَمْ مُجَرَّبُ؟!

عماد تريسي 11-02-2013 12:45 AM

تردَّيْتُ في دَرْكٍ رهيبٍ مُعَسْعِسٍ=فلم يَلقَني فيه سوى الشَّنآنِ!
سوى زُمُرَةٍ تَطْوي على الشَّرِّ أضْلُعاً=بكلَّ مكانِ في الدُّنَّى.. وزمانِ!
ويبدو بها الشيطان جذلان راضياً=فقد كَسِبَ الشَّيطانُ كل رَهَانِ!
فقُلْتُ لِنَفْسي بعد أن ساءَ مَنْزِلي=لِيَ الوَيْلُ مِمَّا يكَتُبُ المَلَكانِ!
لي الوَيْلُ بالرَّهطِ الذين تَسَرْبَلوا=بآثامِهمْ من شَهْوَةٍ ودِنانِ!
أأَمْكُثُ في الدَّرْكِ المَهيَنِ مُجَلَّلاً=بعاري . وفِكْري مُوثَقٌ وجِناني؟!
وناَديتُ باسْم الله أُرْسلُ مَدمَعي..=شفيعاً إليه من قَذًى وهَوانِ!
فأبْصرْتُ نُوراً أشَعَّ بَيْن دُجُنَّةٍ=ومن خَلْفِهِ أَبْصَرْتُ طَيْفَ حَنانِ!
يقول : ألا أصْعَدْ مِن هنا غَيْرَ خائِفٍ=فأنْتَ بِمَنْأىّ عن أَذًى ولعانِ!
نجَوْتَ بأيمانٍ رَكينٍ.. فلا تَعُدْ=بِقَلْبٍ غَوِيٍّ للِهوى. ولِسانِ!
وإلاَّ فما للرُّوحِ سوى اللَّظى=سوى كلًّ سْيفٍ صارمٍ. وسِنانِ!
فقُلْتُ معاذَ الله أَنْ أَدعَ الهوى=يَقُودُ رِكابي في السُّرى . وعِناني!
فَحَسْبي مِن البأْساءِ ما قد لَقِيتُهُ..=وحَسْبي الذي أَشْقى مِن النَّزَوانِ
لقِيتُ من الشَّيطانِ كُلَّ غِواَيةٍ=ولاقَيْتُ رُشْدي الصَّفْو من بارئي الحاني!
فهذا ضَميري لاهِجٌ بِهِباتِهِ=كَشَدْوِ يَراعي مُخْيِتاً.. وبَناني!
دِنانٌ وما أَهفو لِشُرْبِ رَحِيقِها=وقد شِبْتُ . أو أهفو لِحُسْن غَواني!
عقَقْتُ الغَواني والحِسانَ. ورَدَّني=عن الَّلهْوِ أنَّ الجِدَّ منه ثناني!
شَجاني ضَلالي في الشَّبابِ فَساءَني=وسَرَّ مَشِيبي الرُّشْدُ حِين شَجاني

عماد تريسي 11-02-2013 12:48 AM

جراحٌ تَسِيلُ . وما مٍن طيبٍ=ولا مِن دواءٍ يداوِي الجراحْ!
وأُلْقى السَّلاحَ فَتَأْبى الخصومُ=وقد دُجَّجوا بحديدِ السلاحْ!
وقد هَتفوا بمريرِ العداءِ=بِحُكْمِ السُّيوفِ. بِحُكْمِ الرِّماحْ!
وظَنُّوا بأنِّي كرِيشِ الطُّيورِ=يُقابِلُ في الجوَّ هُوجَ الرِّياحْ!
بقد وَهَمُوا يا له من خسارٍ=يُطاوِلُ بالجهلِ رَبَّ الرًِّياحْ!
ساُّلْقِي بهمِ في مَهاوِي الرَّدى=وليس على سطْوتي من جُناحْ!
وسوف يَرَوْن المساءَ المُخيفَ=ولا يُبْصرون وَضِىءَ الصًّباحْ!
وسوف أُجَلَّلهُمْ بالشَّكيم=فَيكَبَحُ منهم غَوِيّ الجِماحْ!
إذا ما اسْتَبَدَّتْ بِعَقلِ الخصِيمِ=حماقَتُهُ. غاب عنه الفلاحْ!
وسار إلى حَتْفِهِ ما يَرِيمُ=ولاحَ الفَسادُ له كالصَّلاحْ!
لقد كنتُ أرجو السَّلامَ الكريمَ=وما كنتُ أَرجو الخِصامَ الوَقاحْ!
فما كانتِ الحرْبُ إلا الدَّمارَ=ضروساً. وإلاَّ الدَّمَ المُسْتَباحْ!
يُجانِبُها الفارِسُ المُسْتَعِزُّ=فما جِدُّ وَقْدَتِها كالمِزاحْ
ألا رُبَّ فاتِنةٍ كالشَّعاع=إذا ما رأَتْني رمَتْ بالوِشاحْ!
وما أنا بالعاشقِ المستهامِ=لَهيفاً بدُنْيا الهوى والمِلاحْ!
ولا بِرحيقِ الدَّنانِ الشَّذِيَّ=ففقد طابَ بعد الغُدُوَّ الرَّواحْ..!
ولكنَّني هامٌ باليراعِ=يُدَبِّجُ شِعْراً يناجِي الطَّماحْ..!
له عَبَقٌ كَعَبيرِ الرِّياض وأشْذى=فما وَرْدُها والأَقاحْ؟!
فكَم ظَبْيَةٍ ضاء منها الفُؤادُ=وضاء الكِناسُ بِسِحْرِ الصُّداحْ!
بِشِعْرٍ له شامِخاتُ الذُرى=تَدِينُ. وتَهْفو له كالبِطاحْ!
صَدُوقٍ يُقَدسُ مَجْدَ الحياةِ=كما قَدَّسَ النَّاسُ مَجْدَ الصَّحاحْ!
فما أَطْلَقَ الحُسْنُ مِنِّي السَّراحَ=بَلى .. أنا أَطْلَقْتُ منه السَّراحْ!
إذا فَشِلْتُ بِدُنْيا الحُطامِ=فَكَم فَشلٍ غارَ منه النَّجاحْ

عماد تريسي 11-02-2013 12:50 AM

كَرَّمِني يا حُلوتي _ كرَّم الله=نَداكِ_ بالصَّدَّ لا بالوصالِ!
إنَّ في الصدَّ حِكْمتي وانْبِعاثي=لِقَوافٍ تُعيي كبارَ الرِّجالِ!
وأرى فيه نَشْوتي وانْصِهاري=بِعذابٍ يُفْضي لشُمَّ العواليِ!
لّذَّتي في العذاب هذا .. فَكُوني=لي عَذاباَ يَقُودُني لِلمعالي!
يَا فَتاتي .. ما أَعْذَبَ الأَلَمَ الصاهِرَ=أَطوى به كريمَ اللَّيالي!
إنَّ حُسْنٌ مُجَلَّلٌ بالأساطيرِ=اللَّواتي يُلْهِبْنَ مِني خَيالي!
أَتَمَلَّى به الزَّمان الذي وَلَّى=وأَعطى به كريمَ النَّوالِ!
كُنْتِ لي بَلْسماً إذا انْتَفَضَ الجُرْح=حَباني الشَّفاءَ قَبْلَ السُّؤالِ!
وأنا اليَوْمَ ذو جراحٍ شَتيتاتٍ=وفِيهنَّ قُوَّتي وصيالي!
لم أعُدْ بالوصال أَحْفَلُ إلاَّ=حينما أجْتلَي به القوافِي الغَوالي!
قَلَّما أَجْتَلي .. ولكِن صَدَّي=يَتَجلى يَومَ الخُطوبَ الثَّقالِ!
ما أُحَيْلى كرامتي فهي بالوَصْلِ=تُعاني من اتَّقاءِ النَّضالِ!
وهي بالصَّدَّ لا تُعاني .. وتَجْني=من بَساتِينِهِ شَهِيَّ السَّلالِ!
فاذْكُريني يا هِنْدُ إنْ ضَمَّكِ=الحُبُّ بِمَجْلىً مُزَيَّنٍ بالجَمالِ!
ما أَراني أَظُنَّه مِثْلَ مَجْلايَ=فَهَيْهاتَ مِثْله من مَجالي!
وإذا رَتَّلَ النَّدامى العَواني=آيَ أَشْواقِهم لِحُلوِ الدَّلالِ!
فاذْكُريني . فَلَن يكُون كَتَرْتِيلي=فَلَيْس الضَّرغامُ مِثْلَ السَّخالِ!
كُنْتِ مِثْلَ الفِعالِ غُرّاً تُوالِينَ=ثَناءً على كريم المقالِ!
وتَقُولِينَ.. أَنتَ يا نَجِييَّ فَريدٌ=من مزاياكَ رِفْعَةً. والخِلالِ!
لم أَكُنْ يَوْمها أرى الغيدَ إلاَّ=عِفَّةً تَزْدهي بِخَيْرِ عقالِ!
وهو في الدَّرْكِ إنْ يَكُنْ قَذِرَ=الذَّيْلِ لَعُوباً يَخُوضُ في الأَوْحالِ!
شَدَّني في الشَّبابِ لِلْحُسنِ طَبْعٌ=ما يرى في هَواهُ غَيْرَ الضَّلالِ!
يَتَصَدَّى له حَراماَ .. حَلالاَ..=والهوى خَيْرُ زادِهِ في الحَلالِ!
كنْتُ فيه رِئْبالَهُ ما أُبالي=بنصال منه .. ولا بِنِبالِ!
وجِراحي به تَنِير فما أَشكو=كيف تَشْكو ضَراوةُ الرِّئْبالِ؟!
والغَواني حَوْلي يُؤَجَّجْنَ لَهْوِي=ويُبارِكْنَ_ وَيْلَهُنَّ_ خبالي!
وَتَمَرَّسْتُ بالخلاعَة حتَّى=ضِقْتُ ذَرعاً بِصَبْوتي وانْتِهالي!
فَهُما السَّجْنُ في الهوى ودَواعِيه=وأَنْكى مَن أَْوثَقِ الأَغْلالِ!
وتَبَدَّى الهُيامُ لي كالحَ الوَجهِ=-كشَيْطانِهِ- شَدِيدَ المِحالِ!
وَتبَدَّتْ لَيْلى كَبدْرٍ وَضِيءٍ=دعِياً لِلسَّلامِ. لا لِلْوبالِ!
داعِياً لِلْوصالِ أَحْلى من الشَّهْدِ=بَرِيئاً من الخَنَى والسَّفالِ!
كالزّلالِ العَذْب اسْتوى بَيْن رَوض=عَبْقَريَّ. وبَيْن بَرْدِ ظِلالِ!
فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَسْخُو=بِعَبير يَشْفي من الاعْتِلالِ!
وثمار يَحْلو جَناها ولكِنْ=هي أغْلا من نادِرات الَّلألي!
قُلْتُ.. يا قَلْبُ ههُنا الحُبُّ والحُسْ=نُ تسامَتْ عن جَفْوةٍ ومَلالِ!
وتسامَتْ عن اللُّغُوبِ.. فلن تَلْقى=وَنىً من رِحابِهِ.. أَو كَلالِ!
جَلَّ رََّبي.. ففي البُكور أُلاقي=وَحْيَ رُشْدي منه. وفي الآصالِ!
أنا مِنْه في جَنَّةٍ وَشْيٍ=وظِلالٍ تُحِي بِسِحْرٍ حلالِ!
إنَّ لي في الأواخِرِ اليَومَ ما لَم=أَلْقَهْ قَبْلُ في السنين الأَوالي!
فالعَصِيُ .. العَصِيُّ أَمْسى مُطِيعاً=من قوافٍ رَطيبَةٍ كالدَّوالي!
وحَياتي شِعْرٌ وحُبٌ. فإنْ زالا=فإِنَّي أَعُودُ كالتَّمثالِ!
لا تَزُولا عَنَّي. فقد تُؤْثِرُ الرُّوحُ=إذا زُلْتما بِوَشْكِ الزَّوالِ!
وأراني في نَجْوةٍ منه فالنُّورُ=يُغشَّي فدافِدي وجِبالي!
هو فَضْلٌ من صاحِبِ الحَولْ والطَّوْلِ=وعَوْنٌ من رَّبنا ذِي الجَلالِ

عماد تريسي 11-02-2013 01:18 AM

ذكْرياتُ أكادُ منها أّذوبُ=وهي في القَلبِ غِبْطةُ ونُدوبُ!
كيف لي بانتزاعها من حَنايايَ=وفيها حَدائقٌ وسُهوبُ؟!
منذ أَنْ كنْتُ يافِعاً .. وأنا=الصَّبُّ.. شُروقٌ في المُشْتهى. وغُروبُ!
ما أرى في الحياةِ طَعْماً إذا لم=يَكُ فيها مَفاتِنٌ وطُيوبُ!
كلُّ حَسْنَاءَ تَسْتَثيرُ وتُشْجي.ز=فَتْرَةً .. ثم أَجْتَوِي وأتُوبُ!
ثم أَصْبُو إلى سواها. فَما انفْكَّ=فؤادي تَجْني عَلَيْه الثُّقوب!
ورأني الحِسانُ أَصْبُو وأَسلُو=فَتَاَلَّبْنَ. وابتلتْني الخُطوبُ!
فَنَزَتْ مِنَّيَ الجِراحُ فَزَغْ=رَدْنَ فهذا المُتَيَّمُ المنْخوب!
وتَجَلَّدْتُ فارْعَوَيْنَ .. فقد كانت=لُحوني تَهْتَزُّ مِنْها القُلوبُ!
وتُذِيعُ الجمالَ حِيناً.. وتَطْوِيِهِ=فَتُشْقِيه صُفَرَةٌ وشٌحوبُ!
ولقد تُصْبِحُ العُيوبُ خِلالاً=من قَوافِيه.. والخِلالُ عُيُوبُ!
رُبَّما راقني وراع الذي كانَ=فإِنَّي أنا الجَرِيحُ الطَّروبُ!
ولقد أَسْتَوي بِلَيْلٍ بَهيمٍ..=فيه لي راحةٌ .. وفيه لُغُوبُ!
بَيْنَ وَصْلٍ يَسْخُو به عَلَيَّ غَزالٌ=وصُدُودٍ يَقْسو به يَعْسُوبُ!
وتحَولَّتْ من شَبابي إلى الشَّيْبِ=وفي القَلْبِ جَنَّةٌ وسَعِيرُ!
قُلْتُ عَلَّ المشِيبَ يُطفِىءُ مِنَّي=لَهَباً .. فهو راشِدٌ وقَرِيرُ!
فلقد كنْتُ في الشَّبابِ. وحَوْلي=كُلُّها طَلِيقٌ.. أَسِيرُ!
راكِضٌ للْهوى .. سَريعٌ إلى اللَّهْوِ=خَبِيرٌ به .. عَلَيه قَديرُ!
ومَضى الدَّهْرُ راكِضاً .. فإذا=الشَّيْبُ عَلَيهم بما أساؤوا.. نَذيرُ
ولقد يُصْبحُ النَّذِيرُ بَشِيراً إنْ=أفاؤوا .. واهْتَزَّ منهم ضَمِيرُ!
أَو هُو الَخَسْفُ والعذابُ..=فلن يَحْنُو عليهم . ولن يَجُودَ مَصِيرُ!
وتَلَفَّتُّ لِلرِّفاقِ.. فما بانَ=صغيرٌ بِجانِبي .. أَوْ كَبيرُ..!
أَيْنَهُم .. أَيْنَهًم.. ؟!فلم يَبقَ في=الدَّرْبِ سوائِي. والطَّرْفُ مِني حَسِيرُ!
فَارَقُوني . والدَّرْبِ مِنَّي ظلامٌ=وجَفَوْنِي. والدَّرْبُ منهم مُنِيرُ
صاحَ فِيهِم من الرَّشادِ نَفيرٌ=فاستجابُوا له . فَنِعْمَ النَّفِيرُ
يا رفاقي .. ألَيْسَ فيكم حَفيٌّ.ز=بالمُعَنَّى ..أَلَيْس مِنكم مُجِيرُ؟
إنَّ طَوْق النَّجاةِ فيكم فَهاتُوهُ=فإني هنا القَعِيدُ.. الضَّرِيرُ
واذْكروا الأَمسَ حينَ كُنَّا سَويّاً=في غُرُور. وفي ضَلالٍ مُبينِ!
فَسَعِدْتُم.. وما أَزالُ شَقِيّاً=أشْتهِي مِثْلكُمْ وُرُودَ المَعِينِ!
إنَّنا إخْوَةٌ.. فإنْ أَظْلَمَ الأَمْسُ=وأَضْنى بِمثَلِ قطْع الوَتِينِ!
فَتَحَرَّرْتُ من قُيُودي .. ومن سِجْني=وما عُدْتُ بالرَّسيفِ السَّجِينِ!
وكأَنَّي خَرَجْتُ من رحِمِ الغيْبِ=إلى النَّاسِ طاهِرا كالجَنِينِ!
وتَخَيَّلْتُ أَنَّني في عَماءٍ..=حالِكٍ .. حالِكٍ بِغَيَّ سِنيني!
فَذَرَفتُ الدَّمع السَّجِينَ=فناجاني هَتُوفٌ أَصْغى لِطُولِ أنِيني!
قال . لا تَبْتِئِسْ .فقد يَرْحَمُ=الله غَريقاَ فَيَهْتَدي للِسَّفِيِنِ!
كم تبعت الشَّيطانَ حتى تَمَزَّقْتَ=وما كان لِلورى من خَدِين!
ولقد كِدْتَ أَنْ تكونَ جُذَاذاً=من شَباهُ. فيا له مِن لَعِين!
فَحماك الرَّبُّ الكريمُ فحاذِرْ=بَعْدَها أنْ تكُونَ بالمُسْتَهِينِ!
سرْ مَعَ الرَّكبِ.. إنَّهم في اشْتِياقٍ=لك . ما أَنْتَ بَعْدها بالغَبِينِ!
فَقَد أعييْتُ .. ثم أَهَوَيْتُ لِلأرْضِ=سُجُوداً يَشْدو بِرَبّي المُعِين..!
رُبَّما كانَت الضَّلاَلَةُ لِلمَرْءِ=صِراطاً إلى الهُدى مُسْتقِيما!
والشَّقاءُ المَرِيرُ يَغَدو على الـ=مَرْءِ اغْتِباطاً. وجَنَّةً ونَعيما

عماد تريسي 11-02-2013 01:25 AM

لا تَلومي على هوايَ. فقد كنتُ=طَهُوراً. وأنْتِ مِثْلي طَهورُ
ولقد لُمْتُهُ فَعاصى ولم يُضْعِ=إلى اللَّوم .وازْدهاهُ الغُرورُ!
فَدعِيه يَحُمْ حَواليْكِ يا بَدْرُ=وهيهَاتَ أَن تنُيلَ البُدورُ!
قُلتُ يا قَلْب ما أراكَ بصاحٍ=فاسْتَفِقْ فاللَّسانُ عنها حَصُورٌ!
فهي حُورِيةٌ إذا ملا تَبَدَّتْ=بانَ منها نُورٌ وفاحتَ عُطورٌ!
أَتُرَاها من عالَمِ الخُلْدِ جاءَتْنا=فَتَشْفِي قُلوَبنا .. وتَحُورُ؟!
كلُّ ما نَجْتِلَيهِ منها من الحُسْنِ=أساطِيرُ تَسْتَبى وتُثِيرُ!
فتْنَةٌ صاغها الله لِلْعَيْنِ.=ولِلْقَلْبِ. أَيْنَ مِنها النَّظِيرُ!
ظَلَّ منها فِكْري الشَّغوفُ=يُناجِيها بإلهامِها. وظَلَّ الشُّعُورُ!
يالَ هذا الإِلْهام ظَلَّ فُتُوحاَ=لِلْقوافي كأنَّهُنَّ طُيورُ!
سابِحاتٍ في الجَوَّ تَشْدو بألْحانٍ=عذاب تَذُوبُ منها الصُّدورُ!
فهي حِيناً بَلابِلٌ شَجْوٍ=عَبْقَرِيَّ الصَّدى . وحِيناً صُقُورُ!
هذِهِ. هذِهِ التي تَصْقُلُ الرُّوحَ=فَيَعْلو مُحَلّقاً لا يَغُورُ!
نَفَثَتْ فِيَّ ما أَصُوغُ من الشَّعرِ=لُباباً.. تَنُوحُ منه القُشُورُ!
فَسُطورٌ منه تُعادِلُ أسفاراً=ثِقالاً.. وتَقْتفَيها سُطُورُ!
وإذا الحُسْنِ كانَ فِينا كهذا=كان شِمْساً تُنِيلُنا وتُنِيرُ!
راعَني ما أَراه منها وأَعلانِي=مَقاماً. فكِدت منه أَطِيرُ!
يا جَمالاً لدى الغَواني رَخيصاً=غاصَ في الدَّرْكِ فهو عانٍ حَسِيرُ!
فالغَواني يَنْفُرْنَ حِيناً. وإنْ=كانَ كِذاباً صُدودُهُن الغَرُورُ!
إنَّما يَصْدُقُ النُّفُورُ مِن الحُسْنِ=أَبِيّا .. يَزْدانُ مِنه النُّفُورُ!
والعَفَافُ، العَفافُ يُغْلِيكَ لو=كنْتَ حَصِيفاَ لا يَزْدهِيكَ السُّفُوْرُ!
والفَتُنُ المُثِير لَيْس ثُغُوراً=حالياتِ تَهوِىْ عليها الثُّغورُ!
أوْ قُدُوداً كُلَّ هذا. فما أَجْدَرَ=هذا أَنْ تَحْتَويِه الخدُورُ!
ما عدا أنْ يَكُن بَرْزاً إذا كانَ=طَهُوراً يزْدانُ منه الحُضُورُ!
مِثْلَ ما كُنَّ سيَّداتٌ جَليلاتٌ=بِماضِ تَعْتَزُّ منه الذُّكورُ!
كُنَّ نوراً يهدي. وعلماً يجلي=في ذُرَىً لم يَصِلْ مَداها النُّسورُ!
لم يَزَلْ ذِكْرُهُّنَّ فَخراً.. وما=أَخْلَدَ ذِكْراً يطيب منه الفَخُورُ!
يا فَتاتي .. يا رَبَّةَ الحُسْنِ والطُّهْرِ=عَداكِ الجَوى. عَداكٍ الثَّبُورُ!
أنا في الرَّوضِ . والغَيارى من=الرَّوضِ كِثارٌ .. جَنادِلٌ وصُخُورُ!
وبِعالي الصُّروح تَشْمَخُ بالعِزَّ=وتؤْوى المُشَعْوذينَ الجُحُورُ!
ما اعْتراني الفُتُورُ يَوماً عن=الشَّعرِ بِوَحْى ما يَعْتَرِيهِ الفُتُورُ!
كيف أَجزِيك؟! كيف أَطرِيِكِ يا=هذي.. عَساهُ يُطيعُني المَقدُورُ!
ما أَراني بالخُلْدِ هذا جَدِيراً=إنْ عَصاني فَنال مِنَّي القُصُورُ!
ليس إلاَّ الكَفُورُ من يَجْحَدُ=الفَضْلَ لِراعِيهِ. لَيْسَ إلاَّ الكَفُورُ!
إنَّني الضَّارعُ الحَفِيُّ. ومَغْناكِ=وما فيه .. نِعْمَتي والحُبُورُ!
طابَ يَوْمي وطاب أَمْسي بما نِلْتُ=وطابَتْ مَعابِري والجُسُورُ!
فاذْكُريني فإنَّ ذِكْراكِ قُوتٌ=يَتَغَذَّى مِنْه الحِجا والضَّميرُ

عماد تريسي 11-02-2013 01:31 AM

وأَصْغَيْتُ لِلَّريح المَدَ مْدِم في الدُّجى=وقد نامَت الدَّنيا سوى مَعْشَرٍ مِثْلي
فأسْمَعَني هَمْساً يكادُ رَسِيسُهُ=يَكُونُ سكُوناً لا يُبِينُ ولا يُمْلى!
ولكنَّه يَخْتارُ من صَفْوَةِ الوَرى=قليلاً .. قليلاً من أُولي الحَمْدِ والفَضْلِ!
ويُفْضي بِسرِّ من أُلُوفٍ تَحَجَّبَتْ=عن الخَلْق ما بَيْن الغياهِبِ تَسْتَعْلي!
وقد رِاعَني السَّرُّ الذي خِلْتُ أَنَّني=تكشَّفْتهُ بالرَّغْم من شِدَّةِ الجَهْلِ!
وأَنْذَرني أَنْ لا أَبُوحَ بِبَعْضِهِ=وإلاَّ دَهاني بالعمى . ودَها أَهْلي!
فما يَصْطَفي الغَيْبُ المُنِيفُ لِسرِّه=سوى كلَّ ذي قَلْبٍ سليم. وذي عَقْلِ!
وهل أنا هذا؟! إنَّني كنْتُ حائِراً=أَأَنَّي على طَوْدٍ.. أَو أنِّي على سهلِ؟!
أَأَنَّي طَوْدٌ شامِخٌ في فَدافِدٍ=وإلاَّ حَضِيضُ يَسْتَقرُّ به رَحْلي؟!
فأيْقَنْتُ أنَّ سادِرٌ في عمايَةٍ..=وأنِّي من الأّهْواءِ أَرْسُفُ في غُلَّ؟!
وأَّنيَ لو طَهَّرْتُ رُوحي مِن القذى=لأخْرَجْتُها للْجِدَّ من جَنَفِ الهزْلِ!
فحاوَلْتُ ما أَدْري أَأَسْتَنْفِرُ الهُدى=فأَفْلِحُ؟! أم أهْوِي إلى دَرَكِ الوَحْلِ!؟
وأصْغَيْتُ لِلصَّوْتِ المُدَمْدِم ثانِياً=لَعَلَّي أرى المُشْتارَ من عَسَلِ النَّحْلِ!
فأَلْفَيْتُ أَّني تارةً فَوقَ قِمَّةٍ=وأخْرى بوادٍ مُجْدِبٍ. مُخْصِبِ الرَّمْلَ!
وأَوْمضَ نُورٌ من دُجُنَّةِ مُقْلَي=إلى الطُّهِرِ يَدْعُو هامِساً . وإلى الغُسْلْ!
فما يرْتَضي للنَّجْم قَلْبٌ مُدَنَّسٌ=وفِكْرٌ قَميءٌ يَخْلِطُ العِلْمَ بالجَهْلِ!
تَراوحَ قَلْبي بَيْن خَوْفٍ وغِبْطَةٍ=وفاءَ إلى النُّورِ المُرَفْرِفِ من حَوْلي!
عسانِي أرى فِكْري وحِسَّي كِلْيهما=قَريَبيْنِ من فَرْضٍ وضِيءٍ ومن نَفْلِ!
فقد عِشْتُ في الحَضِيضِ مُضَلَّلاً=فَخِفْتُ العَمى يُشْقِي وَيُنْقِضُ من غَزْلي!
وقد كنْتُ أعدو راكضاً ثم راعني=من الشيب ضَعْفٌ سِرتُ فيه على مَهْلِ!
ونادَيْتُ رَبَّي في الدُّجى يُوسِعُ الخُطا=إلَيَّ. فمالي من أَبي العُذْرَ أَوْ نَجْلي!
كَلا اثْنَيْهِما يُؤْذِيه دَركي فَيَنْثَنِي=عَليَّ بِحُبٍّ ضارعٍ شِيبَ بالعَذْلِ!
يقولان لي أخطأت. ياليت أنَّني=سَمٍعْتُ لما قالاهُ فانعَطَفَتْ رِجْلي!
تمَنَّيْتُ أَنَّي ما خُلِقْتُ فَرَدَّني=إلى أَمَلي في الله .. ما رَدَّ مَن قَبْلي..!
نَدائي له سُبْحانَه رَغْم شِقْوتي=حَماني من السَّجن الرَّهِيبِ. ومِن غُلَّي!
وها أنا لا أَرْجُو بدُنْيايَ غَيْرَ ما=يُكَرِّمني من قَوْلِ خَيْرٍ. ومن فِعْلِ!
إذا سِرْتُ في أَرْضِ القداساتِ طَهَّرَتْ=يدِي جَسَدي حتى تُطَهَّرَ من نَعْلي!
زَهِدْتُ فما أَبْغِي الحُطامَ ولا العُلا=ولا المَنْصِبَ السامي يقود إلى العَزلِ!
وسِرْتُ بِدَرْبٍ لا حِب ما يُخِيفُني=به أَسَدٌ ضارٍ يَتُوقُ إلى القَتْلِ!
ولا الدَّجْنُ أخْشى أَنْ أَضِلَّ بِليْلِهِ=سبيلي . وأخشى أن يجِفَّ به نَخْلي!
تَمَجَّدْتَ رَبَّي كم أَنَلْتَ من النَّدى=بسُؤْلٍ مُلِحَّ ضارع . أَوْ بِلا سُؤْلِ!
فأنْتِ هو السٍّرَّاءُ والجُودُ والغِنى=لمنا . رَغْم أنَّا دارِجون على البُخْلِ!
فما البَذْلُ إلاّ مِنْكَ يَشْفي جِراحَنا=وإلاَّ فما يَشْفي سِواهُ من البَذلِ!
أنِلْني الرِّضا. إنَّي إليه لَتائِقُ=وقد عشت أَشقى بالفِعالِ وبالقَوْلِ!
سألْقاكِ في الأُخْرى فَأَسْجُدُ ضارعاً=إلَيْكَ . فَهِبْنِيهِ لأَنْجُو مِن العَدْلِ

عماد تريسي 11-02-2013 01:39 AM

كم تعذَّبْتُ في الحياةِ .. وكم=صِرْتُ رسيفاً ما بين شتَّى القُيودِ
وتعَذَّبْتُ بالرَّفاء. وبالشَّدَةِ=فالوصْلُ كان مِثْلَ الصُّدودِ!
يالَ هذي النَّفْسِ العجيبةِ=مما كانتْ سوى شَوْكةٍ بِدُنيا الوُرُودِ!
يَجْتَوِيها المُرفَّهون بلا ذَنْبٍ=كَخَصْمٍ من الأُباة لدُودِ
الورى كلُّهمْ سوى النَّزْرِ لاقوا=مثلها في قيودهم والسُّدودِ
رَبَطَتْنيِ بهم أواصِرُ شَتَّى=من شقاء مُسَلَّطِ.. وكُنُودِ
عَرَفوا أنَّهم. وإنْ بَذلوا الجُهْدَ=وما بعد جُهْدِهم من جُهودِ!
فَسَيَلْقَوْنَ من نَكيرٍ . ومن=سُخْطٍ عليهم مُدَلَّلٍ الجُحودِ!
فاستكانوا كما اسْتكنْتُ إلى=العُزْلةِ . خوفاً من اعْتِسافِ الحَقُودِ!
وتطلَّعتُ للسَّماء. وقد ضاقت=بيَ الأرض مثل ضيق اللَّحودِ!
واسْتضاقَ المدىَ الرَّحِيبُ=فأَحْسَسْتُ كأّني مُسَمَّرٌ الحُدُودِ!
في الدُّجى الحالِكِ الرَّهيبِ=تَنَوَّرْتُ شُعاعاً لِطَرْفِيَ المكْدُودِ!
فرأَيْتُ الُّعُودَ بعد نُحوسٍ=عايَشَتْني دَهراَ وأَصْلَتْ جُلُودي!
صِحْتُ في نشوة تباركت ربي=حين أكرمتني بهذا الصُّعودِ!
حين أكْرَمَتْني وقد عِشْتُ أَهْوِي=لِحضيضٍ داج بهذا السُّعودِ!
وتَبَدَّي رهْط قَليلٌ من الخَلْقِ=وما كان بَيْنَهم من حَسُودِ!
فَكأَنَّي بهم شُهُودٌ.. وما=أَسْعَدَ نَفْسي بهؤُلاءِ الشُهود!
شِمْتُ منهم نَدى الوِدادِ فأشجاني=فما شِمْتُ قَبْلَهم من وَدُودٍ!
ما أحَيْلى الوُجُودَ في هذه الدُّنْيا=إذا كان مِثْلَ هذا الوُجودِ!
وكأَنَّي وُلِدتُ أُخرى بُدُنْيا=غَيْر تشلكَ الدنيا. وذاكَ الكُنُودِ!
صِرْتُ في الذُّرْوَةِ العَليَّةِ=من بَعْد مُقامي بِظُلْمَةِ الأُخدُودِ!
يا رِفاقي . ما أَكْرَمَ العَيْشَ=إنْ كان طَمُوحاً يَرْنُو لِمَجْدِ الخُلُودِ!
والكِفاحُ المَرِيرُ أَجْدَرُ بالمَرءِ=وأَولى من الوَنى والرُّقُودِ!
واللُّغوبُ المُضني أجَلُّ من الراحةِ=عُقْبى تَحُطُّ فوق النُّجودِ
ردَّني الغابرُ السَّحيقُ إلى الرُّشْدِ=فَلَم أَخْشىَ من دَوَّي الرُّعُودِ!
فَسَلَكْتُ المُخِيفِ منها. وما خَفْتُ=فَلَيْس المَسِيرُ مَثلَ القُعُودِ!
ولقد تُثْقِلُ الحُظُوظُ الموازينَ=فَيَغْدُو المُحِسُّ كالجُلْمودِ!
كم قرودٍ ساءَتْ أُسُوداَ فعَزَّتْ=وغَدَتْ سادَةً لِشُمَّ الأُسودِ!
إيهِ يا فِتْنَتي . ويا رَبَّةَ الطُّهرِ=أَطِلَّي بكل مَعْنًى شَرُودِ!
أَلْهِميني بما يَرُوعُ من الشَّعْرِ=لأِشْدُو بِفاتِناتِ القُدُودِ!
بِعُيُونٍ تذيبنا .. وثُغُورٍ=وخُصُورٍ ضَوامِرِ ونُهُودِ..!
أنا أَهْوى الأُمْلُودَ منها. فمَرْحى=بِعُيونٍ تهِيمُ بالأُمْلُودِ!
ولأَنْتِ السَّنامُ منها.. وما=تَمَّ سنامٌ سِواكِ بالمَشْهُودِ!
إِكْتَسي بالُبرُودِ. أو فاخْلَعيها=باحْتِشامٍ. فَأنْتِ مَجْدُ البُرُودِ!
أًَنْتِ . يا أًَنْتِ من أَجِلُّ وأَهْوى=وسواءٌ أَنْ تَبْخَلي أَو تَجُودي

عماد تريسي 11-02-2013 01:41 AM

ماذا حلا لكِ بَعدي=بعد القِلا والتَّصدِّي؟!
أمَّا أنا فِحَلاِ لي=أَنِّي حَظِيتُ بِجُنْدِ!
من المِلاحِ شَذِيٌّ=أَعِيشُ منه بِرَغْدِ!
وحيدةٌ أنْتِ.. شِلْوٌ=من بعد عِزَّ ومَجْدِ!
لا يَشْتَهِيها فَيَصْبو=إلى القَذى غَيْرُ وَغْدِ
قد كنْتِ نَجْماً وَضِيئاً=لِكُلِّ غَوْرٍ ونَجْدِ!
حَسَدْنَكِ الغِيدُ وَجْداً=كَمِثْلِ حَدَِّ الفِرِنْدِ!
وقُلْنَ لْيسَتْ بِنِدَّ=فأنْت أعْظَمُ ندِّ!
ونحن نَجْزِيكَ وُدّاً=إذا أَرَدْت بِوُِدِّ !
بل سوف نَجْزِيكَ وَصْلاً=وقد جُزِيتَ بِصَدِّ!
نَحْن الحِسانُ اللَّواتي=في الرَّوْضِ أَنْضَرُ وَرْدِ!
وقد شُغِفْنا بِشِعْرٍ=يشفي الصُّدورَ ويُسدي!
كأَنَّه شَدْوُ طَيْرٍ=كأنَّه طَعْم شَهْدِ!
وقد يكونُ نَذِيراً=كَمِثْلِ بَرْقٍ ورَعْدِ!
خُذْ قِمَّةَ الحُسْنِ واتْرُكِ=ما كانَ منه كلَحْدِ!
المُلْهِماتُ كَسَوْنَ=القَريضَ أَجْمَل بُرْدِ!
وقد كَساهُنَّ بُرْداً=فَرُحْنَ منه بِخُلْدِ!
فاصْدَحْ بِشِعْرِكَ فينا=يا شاعراً مِن مَعَدِّ..!
فإنه لِسُمُوَّ=يَقُودُ .. لا لِتَردِّي!
والشاعِرُ الحُرُّ يأْبَى=إلاَّ قَبُولَ التَّحَدِّي!
وقد تَحَدَّتْكَ يوماً=فَجاوزَتْ كُلِّ قَصْدِ!
فأَلْقِها في حفير=فإِنَّه خَيْرُ حَدِّ...!
ما مَنْ يَتِيهُ بِمَجْدٍ=كمن يَتِيه بِنَهْدِ!
وقد سَمِعْنا حَدِيثاً=يُشْقي النُّفُوسَ ويُرْدى!
يَقُولُ كانت غزالاً=فأَصْبَحَتْ مِثْلَ قِرْدِ!
فلا اسْتَقامَتْ بِهَزْلٍ=ولا استقامَتْ بِجِدِّ!
فَصَدَّ عنها هُواةً..=من كُلِّ حُرِّ وَعَبْدِ!
قالت لهم ما اعْتَراكُمْ=مِن بَعْد حُبِّ وَوَجْدِ!
كُنْتُمْ لدَيَّ جُنوداً=يَخْشَوْنَ صَدِّى وبُعْدي!
صَرْعى هَوايَ جُثِيّاً=ما تَسْتَطيلون عِنْدي!
تَرَكْتُموني ورُحْتُمْ=عَنِّي. فأصْبَحْتُ وَحْدي!
كُنْتُمْ خِرافاَ ضِعافاً=فكيف عُدْتُمْ كأُسْدِ؟!
قالوا لها. قد وُقِينا=من شَرِّ ذاك التَّعَدِّي!
من شَرِّ حُسْنِ هَصُورٍ=ما إنْ له مِن مَرَدِّ!
عِشْنا نُفَدِّيه دَهْراً=وما نَراهُ يُفَدَِّي!
وقد بُلِنا بِنَحْسِ=وما بُلِينا بِسَعْدِ..!
قالت خَسِئْتُمْ فأنْتُمْ=بُغاةُ مَكْرٍ وكَيْدِ!
وسال دَمْعٌ غَزيرٌ=منها على كُلِّ خَدِّ!
قالَتْ تَمَنَّيْتُ أنِّي=قد لُذْتُ يَوْماً برُشْدي!
فلم أَرُعْهُ بِصَدٍّ=ولم أرُعْه بِحَصْدِ!
قد كان سَدّاً مَنِيعاً=وقد عَبَثْتُ بِسَدِّي!
وكان وعْداً جَميلاً=فما وَفَيْتُ لِوَعْدي!
هذي حكايةُ سَيْفِ=لم يَسْتَقِرَّ بِغِمْدِ!
فَغِمْدُه كان هَشّماً=ولم يكُنْ بالأَشَدِّ!
والسَّيْفُ كانَ رَهِيفاً=يَسْطُو بكفِّ وزِنْدِ!
وما يَقُومُ وِفاقٌ=ما بَيْن ضَعْفٍ وأَيْدِ!
ولم أكُنْ بِغَوَيِّ=أوْ كُنْتُ أَزْهو بِجدِّي!
بل كنْتُ أزْهو بِرُشْدي=وشيمتي. وبرفْدي!
ولم أُضِلِّ فأُشْقِي=لكِن أُعِينُ وأَهدي!
يا غادتي. لن تُراعِي=مِنِّي بِكَيْدٍ وحِقْدِ!
لن تَسْمَعي غَيْرَ شُكْرٍ=على الصُّدودِ وحَمْدِ!
فَلِي لِسانٌ عَفِيفٌ=فيما يُعِيدُ ويُبْدي!
ولي يَراعٌ طَهْورٌ..=سَما بِجَزْرٍ ومَدِّ!
لم يَسْط يَوماً بِسَهْوٍ=أَوْ يَسْطُ يَوْماً بِعَمْدِ!
فَعُنْصُري مِن عَبِيرٍ=زاكٍ بِعُودٍ ونَدِّ..!
قد كانَ وِرْدي فُراتاً=عَذْباً.فَطِبْتُ بِوِرْدي!

عماد تريسي 11-02-2013 01:43 AM

أَجَلْ. أنا لَيْلايَ من عاشَرَ البَلوى=سِنيناً. ولم يُبْدِ الدُّموعَ ولا الشَّكْوى!
أَجَلْ أنا هذا المُسْتَوي بِضَمِيِرِهِ...=بِذَرْوةِ صَبْرٍ لا يَضِيقُ بها المَثْوى!
أَجَلْ أنا هذا فاذْكري ذلكَ الذي=رآك فلم يَمِلِكْ هُداهُ ولا التَّقْوى!
وكْنْتِ له نَبْضَ الحياة ورَاحَها=ورَيْحانِها . والمَجْدُ والشِّعْرُ والنَّجْوى!
وكانت زِياراتُ. وكانتْ مَواثِقٌ=تَعَهَّدْتِ فيها أَنَّكِ السَّعْدُ والرَّضوى!
وضَحَّيْتِ من أَجْلى بِشَتَّى أًَواصرٍ=وآثَرْتِ عَنْها كلَّها ذلكَ المأْوى!
نعِمْنا به حِيناً من الدَّهْر حالياً=نَعِيشُ به كالطَّيْرِ يَسْتَعْذِبُ الجَوَّا!
يداعِبُنا شَجْوٌ فَيَطوٍي جَوانِحاً=عليه. ونَأْبى أَنْ تُخامِرَه السَّلوى!
وما كانَ أَحْلاهُ هَوًى وطَراوَةً=فَكُنَّا به النَّشْوانَ يَثْمَلُ والنَّشوى!
تقَمَّصَ رُوحَيْنا فكُنَّا كَتوْأَمٍ=يَراه الورى فَرْداً .. فما أكْرَمَ الشّجوا!
فكيف هَوى النَّجْمُ الوَضيءُ إلى الثَّرى؟!=وكيف غَدا العِملاقُ يا حُلْوتي شِلْوا؟!
قدِرْتِ على هذا المُحال فَرُعْتِني=بِهَوْلِ فِراقٍ كان أَنْكى من البّلْوى!
فجِعْتُ به كالرُّزْءِ يَحْطِمُ.. كالرَّدى=يُمِيتُ. فلم أَمْلِكْ سُلُوّاً. ولم أَقْوى!
فللَّه أَمْسٌ كانَ حُبّاً مُدَلَّلاً=يُناغِي . فَيُغْرِيني بأنْ آكُلَ الحَلْوى!
ولله يَوْمٌ دامسٌ مُفْزعٌ الحَشا=رُؤاهُ .. غدا اللَّيْثٌ الهَصُورُ به نِضْوا!
وكانَ له الصِّنْوَ الحَبِيبَ فخانَهُ=وعَذَّبَهُ.. ما كانَ أَشْأَمَهُ صِنْوا!
وأوْرَدَهُ المِلْحً الأُجاج تَجَنِّياً=وقد كانَ يَسْقِيه النَّمِيرَ الذي أَرْوى!
تمَنَّيْتُ أَنَّ الحُبَّ لم يَكُ جَذْوةً=بِصَدْري. فقد أَوْدى بِصَبْري . وقد أَلْوى !
وأنِّي رأّيتُ النَّخْلَ تُغْرِي ثِمارُهُ=بِقَطْفٍ . فَلَمْ أَقْطِفْ به أبَداً قِنوا!
لقد كادَني حتى كَرِهتُ رِحابَهُ=ولُمْتُ بِما قد ذُقْتُهُ كُلَّ مَن يَهْوى !
فَمَن كان مَزْهُوّاً بِحُبِّ فَقُلْ له=تَمَهَّلْ. فما أحْراكَ أَنْ تَتَركَ الزَّهْوا!
فقد سَوْفَ تَلْقى في غِدٍ منه شِقْوَةً=فَتَعْرِفَهُ جِدّاً . وتَعْرِفَهُ لَغْوا!
لقد كنت أمشي في مغانيه ناعماً=إلى أن غَدا مَشْيي البَطِيءُ بع عَدْوا!
نَجَوْتُ بِجِلْدي مِن مآسِيهِ زاهداً=بِنُعْمى غَدورٍ لا أرى بَعْدها الصَّفْوا!
ولم أَجِدِ الحُسْنى به غَيْرَ فَتْرةٍ=تَولَّتْ. فما أوْهى جَداهُ. وما أغْوى!
فلا تَلْتَمِسْ جَدْواهُ إنَّي اخْتَبَرتُهُ=طَويلاً. فلم أَلْقَ السَّلامَ ولا الجَدوى!
ففي القَلَمِ الشَّادي . وفي الكُتْبِ مُتْعَةٌ=تمُنَّ ولا تُشْقِي لمن يَطْلُبُ اللَّذْوى!
رَضِيتُ بها عن عالَمِ الحُسْنِ والهوى=فألْهَمْنَني فَوْزي . واكْسَبْنَنِي الدَّعْوى!
وأغْنَيْنَني عن حُبِّ هِنْدٍ وزَيْنَبٍ=وعن حُبِّ لَيْلى المُسْتَطيلَةِ أوْ فَدْوى!
فما عُدْوتُ أَحْبُو كَي أَفُوزَ بِصَبْوَتي=لدى الغِيدِ. إنَّ الحُرَّ يَسْتَنْكِفُ الحَبْوا!
أسالِكَةً قَصْدَ السَّبِيل بِناشِدٍ=هُداهُ.. لقد عَلَّمْتِني اللَّحْنَ والشَّدْوا!
وعَلَّمْتني أَنْ أَتْرُكَ الهَجْرَ كُلَّما..=دُعِيتُ إلى قَوْلٍ. وأَنْ أتْركَ اللَّغوا!
فَلِلْمَجْدِ دُنْياه وقُصْواهُ. والمُنَى=أَقَلَّ بِدُنْياهُ.. وأَكْثَرُ بالقُصْوى!
وما أَجْدَبَ الفَتْوى على كُلِّ قاِعِدٍ=وأمَّا على السَّارِي. فما أَخْصَبَ الفَتْوى!
تبارَكَ من سَوَّى. تَبارَكَ من رَعى=فَأَغْنى الذي ما كانَ يَمْتِلِكُ الشَّرْوى!
لقد كانَ بَحْري هائِجاً فَركِبْتُهُ=بِعَزْمٍ. فأمْسى البَحرُ مِن بَعْدِهِ رَهْوا!
فما عُدْتُ أَطغى إنْ قَدِرْتُ وسَّولتْ=لِيَ النَّفْسُ طُغْياناً. فما أشَأَمَ الطَّغْوى!
فقد يُوُبِقُ السَّطْوُ الظَّلومُ على امْرِىء=ضَعِيفٍ فَيُرْدِيهِ إن اسْتَمْرأَ السَّطْوا!
بَرِئْتُ فما أُعْدِي امْرَءاً مُتَخوَّفاً=ولا أنا ذو قَلْبٍ خَؤُوفٍ من العَدْوى!
فَما كانَ من فَضْلٍ فَلِلَّه وحْدَه=تَمَجَّدَ واسْتَعْلى .. والتمس العفوا

عماد تريسي 11-02-2013 01:49 AM

أشْتَهي .. أشْتَهي ولستُ بِقادِرْ=ما الذي تَبْتَغِيه ِّمنِّي المقادرْ؟!
ما الذي تَبْتَغِيه مِن نازفِ الرّوحِ=طَريحٍ بين الظُّبا والكواسرْ؟!
ما أُبالي بما يكونُ وما كانَ=وأَسرِي ولا أُبالي المعابِرْ..!
والمُنى تَسْتَوي أَمامي فتغريني=فأنْأى عنها وأَجفوا الذَّخائرْ!
ليس في خاطِري يَدورُ سوى الرُّعْب=من الرَّاقِصين فوق المقابِرْ!
فإذا بي أَرى المنائِرَ تَنْهارُ=وتَهْوِي إلى سحيقِ الحفائِرْ!
وإذا بي أرى الحفائرَ تَعْلو=ساخراتٍ بِكلِّ آي المنابِرْ!
وإذا بي أرى المرابِحَ تَشْكو=بانْدِحارٍ من قَهْقهاتِ الخَسائِرْ!
يا لَها من نَقائض تَتَحدَّى=بمقاييسها النُّهى والمشاعِرْ!
وتُغُولُ الأًحْرارَ إن أَعْلَنوا الحرْب=عليها .. كما تَغُولُ الحرائِرْ!
ولقد ساءَني حقيرٌ تعالى=مُسْتًهِيناً على الرِّجالِ الأكابِرْ!
كان يطوي أّيَّامه ولَيالِيهِ=بِكُوخ. كأنَّه عُشُّ طائِرْ!
جائِعاً ..ظامِئاً .. يُقيِضُ بِشَكْواهْ=فَيَحْنو عليه بَعْضُ الضمائرْ!!
ساخِياتٍ بمأكَلٍ وشاربٍ=ولباسٍ يُرْخِي عليه السَّتائِرْ!
وهو يَطْوي على الجُحُودِ.. على النَّقْمةِ=صَدْراً.. على السَّخاءِ المُبادِرْ!
أَمْهَلَتْهُ الأيَّام حِيناً من الدَّهْر=فما كانَ بالكريم المُؤازرُ!
فَجَنى جَهْلَه عليه فأَرْداهُ=بما سَرَّ رَبْعهُ والعَشائِرْ!
عادَ لِلْبُؤْرَةِ التي أَفْسَدتْه=والتي زَيَّنَتْ لهْ ركوبَ الكبائِرْ!
غدا اليوم والحناجِرُ تُدْميهِ=بِقَوْلٍ يَشُقُّ منه المَرائِرْ!
إنَّ في صَدْرِه الخناجِرُ تَقْريهِ=وينْوي غَدْراً بهذي الخَناجِرْ!
فَتَجَلى لِلنَّاسِ استِتَارٍ=عاتِياً .. عابِثاً . بِكُلِّ المآثِرْ!
يَتَمنَّى.. وما أَعَقَّ أمانِيهِ=اللَّواتي يُدْمي قذاها المحاجِرْ!
كانَ يَنْوي شَرّاً جزاءً على=الخَيْر فَدارتْ عليه سُوءُ الدَّوائِرْ!
فَتَلَوَّى غَمّاً وقال ألا لَيْتَ=مَصيري ما كانَ أَشْقى المصائِرْ!
أنا سَطَّرْتُه فما يَنْفَعُ الدَّمْعُ=وسِفْرِي مُجَلَّلٌ بالدَّياجِرْ!
ولقد فَاخَرَ الكثيرون بالفَضْل=وفاخَرْتُ .. وَيَلَتا- بالمَناكِرْ!
جاهَرَتْني بالبغْضِ مِن بَعدما=طِحْتُ جريحاً .. عَمائِمٌ وأَساورْ!
فَتَجلْبَبْتُ بالمآزِرِ تخفيني=فما أَخْفَيتِ العُيوبُ المآزِرْ!
فَنَرى في أرانِبٍ وثَعالٍ=ما نَرى من ضَراوةٍ في غَضافِرْ!
فإذا بِهِمْ مِن بَعْدِ حِين=خَفافِيشُ دَياجٍ تَخافُ نُورَ البواكِرْ!
أُذْكُريني يا رَبّة الحُسْنِ قَلْباً=عَبْقَرِيّاً يَصُوغُ أَغلى الجواهِرْ!
واذْكُريني فكْراً وضيئاً أطا=عَته قَوافٍ مُسْتَعْصِياتٌ نوافِرْ!
فسأغْدو بِكِ السَّعيدَ .. بِذِكْراكِ=وأَعْلُو فَوْقَ النُّجوم الزَّواهِرْ!
إنَّ مَجْدي هذا .. إذا اخْتَال=بالمَجْدِ كذُوباً.. شُوَيْعِرٌ مُتَشاعِرْ

عماد تريسي 11-02-2013 01:52 AM

يا مُقْبِلَ الشِّعْرِ.. ما أحْلاكَ مِن وَتَرٍ=غَنَّى. فَلِلسَّمْع تطريب. ولِلْبَصَرِ!
كيف الهٌروبُ؟! وهذا الروض يَفْتِنُنا=نَضْراً بما فيهِ من زَهْرِ ومِن ثَمَرِ!
لأَنْتِ لِلشِّعْرِ رَمْزٌ طالَما طَمَحَتْ=إليه شَتَّى من الأَرْواحِ والفِكَرِ!
دَعِ الهُروبَ. وأسْعِدنا بِرائعةٍ=مِن بَعد أُخْرى بما تَحْوي من الدُّرَرِ

عماد تريسي 11-02-2013 02:06 AM

يَحْيى لقد أَتْحَفْتَني بِهَدِيَّةٍ..=غرَّاءَ كنْتُ لها المَشُوقَ المُغْرما!
كالرَّوْضِ يَزْهُو بالعَبِيرِ وبالجَنَى=ونرى به حسناً يروق.. ومَغْنَما!
سِرْ في طرِيقِكَ. إنَّه مُستَعْذَبٌ=ولو أنَّه أَصْلى الحَسُودَ جَهنَّما!
يالَ المشاعِرِ فيه تُطْرِبُ والحِجى=يزهو. فَزدْها غِبْطَةً وتَرَنَّما

عماد تريسي 11-02-2013 02:09 AM

أَتَظُنِّين أنني سوف أَسْلو=بعد طُول النَّوى وطول التَّجنِّي؟!
كيف هذا الظَّنُّ المُريبُ ومالي=من حياةٍ إذا تَباعَدْتِ عنِّي؟!
أَفما تعرفين أنَّكِ يا أَنْتِ=هوايَ الذي يُؤَرِّقُ عَيْني؟!
وهوائي الذي أَشُمُّ فأحيا=إن تَنَشَّقْتُه. وِريِّي ودَنِّي؟!
فَدَعيني يا ربَّةَ الحُسْنِ والدَّلِّ=دَعيني من بعد حُزْني أُغَنِّي!
أنا في غَمْرةٍ من اليأْسِ تُذْوِي=من حَياتي جَوىٌ. وتَهْدِم رُكْني!
غير أنِّي جَلدٌ. ولا أقبل الذلَّ=ولو كانَ في مباهِجِ عَدْنِ!
أنا كالمُزنِ في الصَّفاءِ وفي=البذْلِ وفي الرَّوْعِ كالحُسامِ المُرنِ؟!
لا تَظُنِّي الهوى هَواكِ وإن=كانَ عَصُوفاً يَطْوي الكرامةَ مِنِّي!
لا. فإنِّي أطيق من صَبْوَتي=الدَّلَّ يُناغِي. ولا أطيقُ التَّجنِّي!
أنا لا أُنْكِرُ الصَّبابَةَ تَطْويني=وتُغْري بِيَ الجوى والسُّهادا!
فإذا بي الكئيبُ بين الأناسِيِّّ=نَشاوى.. الشَّجِيُّ يَشكو البِعادا!
هم يُناجُونَ زيْنَبا تَتَجلَّى=فِتْنَةً تَسْلِبُ العُقولَ الرَّشادا!
فَتُناجي.. ولا تَغُولُ الأحاسيسَ=وتُبْدي.. ولا تَمُنُّ.. الودادا!
ولقد تَعْجَبُ الرَّبابَ وهِنْداً=يَتَأَلَّقْنَ بالنَّدى.. وسُعادا!
إنَّهُنَّ الظِّباءُ لا ساخِراتٍ=بالهوى العَفِّ يَسْتَمِيلُ الفُؤادا!
ويُضِيءُ النُّهى فَتَشْدوا بما راعَ=وما يَسْتَرقُّ حتى الجَمادا!
باحْتِشامٍ يَطِيبُ للشَّاعِرِ=الشَّادي بهذا الهوى. فلا يَتمادى!
لَتمَنَّيْتُ أَنْ تسيري على النَّهْجِ=قَويماً.. فَتَمْلِكينَ القِيادا..!
قادِرٌ أَنْ أُجَمِّدَ الدَّمْعَ في=العَيْن. وأّطْوِي عَنِ الأَنامِ بُكائي!
وإذا عَزَّني الوُصًولَ فإنِّي=أَكْتَفي بالعَزاءِ دَونَ الشِّفاء!
إنَّ في هذه الرُّبوعِ كثيراتٍ=يُرَجيِّن صَبْوتي وإبائي!
ولقد تّنْدَمِينَ أّنَّكِ بالَغْتِ=فأدْمَيْتِ بالنَّوى كِبْرِيائي!
فَتَنَاءَيْتُ باعْتِزازٍ عن الحُبِّ=وما أكْرَمَ الهوى بالتَّنائي!
هل تَطِيقينَهُ؟! وقد آثَرَ=النَّأيَ حَبيبُ السَّرَّاءِ والضَّراءِ؟!
واسْتَوى عِنْدَكِ المُراؤونَ في=الحُبِّ. وما أَتْعَسَ الهوى بالرِّياءِ!
بَعْد حِين سَيَصْدِفُونَ إلى=الحُبِّ الذي لا يَلِيقُ بالشُّرَفاء!
لِلْغواني الأُلى يتاجِرْنَ بالحُبِّ=وما يَبْتَغِينَ غَيْرَ الثَّراءِ!
ولقد تَعْصفُ النَّدامةُ بالحُسْنِ=ويَلهُو بلاؤُها بالرُّواءِ!
فاذْكُري الماضِيَ الوَضِيءَ تَوَلَّى=عن حَضيضٍ. وراكِضاً للسَّماءِ!
واذْكُري الحاضِرَ الدَّجِيِّ وما=فيه سوى كلِّ حِطَّةٍ واجْتِواءِ!
النَّسيمُ العليلُ راحَ وخلاَّكِ=لِقَفْرٍ تجِيشُ بالرَّمضاءِ..!
فأنا منه في انْتِشاءٍ وأَمَّا=أَنْتِ فلْتَنْعمي بِنُعْمى الجَفاءِ!
لَسْتُ بالشَّامِتِ الجَرِيحِ من=الدَّرْكِ. فإنِّي كالقِمَّةِ الشمَّاءِ!
قد تَركْتُ الهوى الظَّلومَ=وأَفْضَيْتُ بِقَلْبي إلى الهوى الوضَّاءِ!
تَتَسامى به النُّهى ويَسْتَشْرِفُ=الحِسُّ بأشواقِه إلى العَلْياءِ!
رُبَّ طُهْرٍ يَرْنُو لِحواءَ حُبّاً=ثم يَرْنُو سُخطاً إلى حوَّاءِ

عماد تريسي 11-02-2013 02:11 AM

رُبَّ حُسْنٍ راعَنا ثم اسْتَوى=غَدَقاً نَنْهَلُ منه ما نَشاءْ!
وإذا الحُسْنُ بدا مُقْتَرِساً=فَسَيحْني رَاْسَهُ للشُّرفاءْ!
ذلك الحُسْنُ الذي يَرْنوا إلى=نَجْدةِ الفَنِّ.. حُنُوَاً.. وعطاءْ..!
وهو يَحْبوه. وَيدْرِي أَنَّه=سوف يَجْزِيهِ خلوداً وإعلاء!
أيُّها الحُسْنُ لقد أَثْملَتْني=من يَفاعي. فأنا العاني الأَسيرْ!
وأنا الضَّارعُ. إن كرَّمْتَني=ما أُبالِي كيف ما كانَ المَصِيرْ!
فإذا ما رُمْتَني مُسْتَعْبَداً..=عُفْتُ مَغْناكَ. وآثَرْتُ المَسِيرْ!
فأنا المُعْطِيكَ حُسْناً وسَناً=وأنا الكاسيكَ تِبْراً وحَريرْ!
سوف يَبْكي الحُسْنُ. لو طال المَدَى=وسيَبْقى الفَنُّ يَلْهو بالسِّنينْ!
يَتَحدَّاها .. فما تَلْوي به=فهو في حُصْنٍ مِن الدَّهْرِ حَصِينْ!
وهو يَحْمي الحُسْنَ في ذُرْوَتِهِ=حينما يَهْوي إلى السَّفْح الحَزينْ!
كانَ يَحْبوهُ فما ضَيَّعَهُ..=بل حَباهُ الخُلْدَ في السِّفْرِ الأَمِينْ!
فإذا بالنَّاسِ لا يَنْسُونَه=حينما كان شِعاعاً ونَدى!
كيف يَنْسَوْنَ الذي كان شّذىً=والذي كانَ عفافاً وهًدى؟!
فهو كالبلسم يَشفِي مُهَجاً=شّفَّها البُؤْسُ. فكان الرَّغَدا!
واسْتَوى ما بَيْنَهم يُرْضى الهوى=راشداً عَذْباً فما أَحْلى الصَّدى!
ولقد جَرَّبْتُ من أَطْهارِهِ=ولقد جَرَّبْتُ من أَقْذارِهِ!
فّذا الحُسْنُ وَضِيءٌ في الذُّرى=تَسْتَشِفُّ الرُّوحُ من أَسْرارهِ!
ليس يَطْوِي قَلْبَه إلاَّ على=عِفَّةٍ تُقْصيهِ عن أّوْزارِهِ!
فهو لا يَخْشى الورى أَنْ يَهْتِكوا=بِشَتِيتِ القَوْلِ عن أَسْتارهِ!
ما الذي يَخْشاهُ مِمَا اخْتَلَقوا=وهو حُسْنٌ زانَه عَذْبُ الرُّواءْ؟!
يَزْدَهي بالطُّهْرِ لا يَخْدِشُهُ=بَصَرٌ عَفٌ. شَغُوفٌ بالنَّقاءْ!
شّدَّ ما أَلْهَمني حُلْوَ الرُّؤى=فَتَغَنَّيْتُ بما يَرْوي الظِّماءْ!
وتَطَلَّعْتُ فأَفْضَيْتُ إلى=كَنَفٍ عالٍ بأَجْوازِ الفَضاءْ!
حاورَتْني فيه أَمْلاكٌ سَمَتْ=وتَلاقَيْنَا.. فَنَحْنُ الخُلَصاءْ!
ههُنا الشِّعْرُ عَرِيقٌ سَيِّدٌ=وهنا الفِتْنَةُ جَنْبَ الشُّعراءْ!
فِتْنَةٌ تَهْدي. وشِعْرٌ رائِعٌ=بِمَعانيهِ. تَجِيٌّ للسَّماءْ!
يا لها من أُلْفَةٍ مَحْبُورَةٍ..=ليس فيها غَيْرُ مَنْحٍ وعَطاءْ!
عِشْتُ لا أَمْلِكُ إلاَّ قَلَماً=ذَا مِدادٍ من دمٍ مُحْتَدِمِ!
وسَطَوراً سُطِّرَتْ مِن أَلَمِ=يَدْفَعُ الرُّوحَ لأَعْلا القِمَم!
وشُوراً لم يَزلْ مَضْطَرِماً=مِن يَفاعي.. راضِياً بالضَّرَمِ!
ولقد أَزْهُوا بِفِكْرٍ شامِخٍ=مُسْتَنِيرٍ.. كاشِفٍ لِلظُّلَمِ!
حِينَما يَزْهُو الورى إلاَّ الأُلى=عَشِقوا المَجْد بِطرْسٍ ويَراعْ!
فَهمُوا الصَّفْوَةُ لا تَرضى سِوى=بِمَتاعٍ ليس يُشَرى ويُباعْ!
فهو مَجْدٌ وحُطامٌ خالِدٌ=ليس يُغْنِيهِ ولا يُبْلى الضَّياعْ!
وأرى الدُّنْيا بِعَيْنَيْ شاعِرٍ=من سباعٍ ضارِياتٍ.. وضِباعْ!
لَسْتُ من هذَيْنِ. لكِنْ طامِعٌ=أَنْ أَرى في الحَلَكِ الرَّاجي شُعاعْ!
فَيُريني الدَّرْبَ سَمْتاً لاحِباً=أَستَوى فيه مع الحقِّ. الشُّجاعْ!
أنا لا أَطْمَعُ إلاَّ في العُلاَ=لم يَشُبْها مِن هَوى النَّفْسِ اتِّضاع!
فأنا المُسْفِرُ لا يَحْجُبَني=كأُولي السُّوءِ. عن العَيْنِ قِناعْ!
إٍيهِ. يا تَوْأَمَ رُوحي إنَّني=في سِبيلِ الحَقِّ لا أَخْشى الصِّراعْ!
أَلهميني. إنّّ إلْهامَكِ لي=هو زّادِي. وهو لي نِعْمَ المتاعْ!
أَنْتِ رَوْضٌ وأنا الغَيْمَةُ في=ذُرْوَةِ الجَوِّ.. حُنُوّاً. والْتِياعْ!
نَوِّلِيني لأُجازِيكِ هَوىً..=لا يُدانيهِ هَوىً.. قبل الوداع

عماد تريسي 11-02-2013 02:16 AM

ما أراني على البيان بقادرْ=بين أهل النُّهى وأهل المشاعرْ!
أنا ما بيْنكم حمامة تغْشى=مَجْلساً يزدهي بِشُمِّ الغضافر!
كيف يَشْدو بَيْن الصقور حمامٌ؟!=أَو يُغَنِّي مع النُّسور عصافِرْ؟!
ولقد كنتُ من صبايَ شغوفاً=بالذّرى.. مِن مَواردٍ ومصادرْ!
أقرأ الشِّعْرَ للبهاليلِ مِن مِصْرَ=حفيلاً بما يَسُرُّ الخواطرْ!
ويُمِدُّ النُّهى بِنُورٍ فيطوي=بالذي ضَمَّهُ قتامَ الدَّياجرْ!
يال روحي مِمَّا انْتَشَتْ وتغذَّتْ=منه بالعذْبِ من سَخيِّ المواطرْ!
وسمعتُ الرٍّفاق حَوْلي يقولون=وقد فُوجِئوا بِغُرِّ الجواهرْ!
إنَّ هذي الأَسفارَ تَحْفَل بالعلْم=وبالفَنِّ. والمعاني السَّواحِرْ!
ما رأينا كَمِثْلِها.. فإِلى مِصْرَ=نَحُثُّ الخُطا.. ونَبْني المعابِرْ!
وأقامُوا بِمِصْرَ حيِناً من الدَّهر=وعادوا منها بِأَغْلا الذَّخائرْ!
فَنشُدُ الرِّحالَ.. لا يَخْذَلُ الأَيْنُ=خُطانا.. ولا تَروُعُ المخاطِرُ!
في الدِّيارِ المُقدَّساتِ حَنِينٌ=لِلحجى والرُّؤى وحُلوِ المخاضِرْ!
وظِباءٍ تَشًمُّ مِنْهنَّ نَفْحاً=مِن عَبير النُّهى. ومَجْدِ المآثِرْ!
جَلَّ ربِّي فههُنا غَيْرُ هذا=تَتَجلَّى مَجامِعٌ ومَنابِرْ..!
فالسِّياسيُّ واضِحٌ من مَجالِيه=فما دسَّ في الظّهورِ الخناجِرْ!
غَيْرَ نَزْرٍ من الرِّجالِ=وما ثَمَّتَ رَبْعٌ إلاَّ وفيه الغوادرْ!
فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَخْتالُ=فَتُشجي أبصارَنا والبصائِرْ!
وثِمارٍ يَحْلو جَناها. فما نَقْطُفُ=مِنْها إلاَّ الشَّهِيَّ المُخامِرْ!
يالَ هذا الحٍمى تَميَّز بالمجِدِ=بَنَتْه لُيوثُهُ والجآذِرْ!
رَبَطَتْ بَيْتَنا الأَواصِرُ حتى=صَيَّرتْنا الأخْوانَ هذى الأواصِرْ!
يا رِجالاً عَرَفْتُهمْ ونِساءً=تَيَّمَتْهُمْ مآثِرٌ ومَفاخِرْ!
فَتَخيَّلْتُ أَنَّني في الذُّرى الشُّمِّ=تَكَلَّلْنَ بالنُّجومِ الزَّواهِرْ!
فاعْذُروني إذا عَجَزْتُ عن القَوْلِ=فَأَنْتُم صروحه والمنائِرْ!
ولقد يَعْجَزُ البليغُ عن القَوْلِ=وتَثْنيهِ عن مُناهُ الهواصْرْ!
وإذا حَفَّتِ النَّسائِمُ بالرَّوْضِ=فهل يَرْتَضي بِحَرٌ الهواجِرْ؟!
لتَمنَّيتُه فقال وهَيْهاتَ=فحاذِرْ من الجُدٌودِ العَواثِرْ!
إنَّ بَعْضَ الأقْوالِ رِبْحٌ على النَّاسِ=وبَعْضٌ منها عليهم خَسائِرْ!
ولَشَتَّانَ ما الصغائِرُ في الوَزْنِ=وإن كابَرَتْ كَمِثْلِ الكبائِرْ!
فسلامٌ لكم كعَذْبِ سجاياكم=كحُلْوِ المُنى.. كطِيبِ السَّرائِرْ!
وسلامٌ على الأَوائِلِ منكم=وسلامٌ على كريم الأواخِرْ

عماد تريسي 11-02-2013 02:22 AM

ما أراني من بعد ما شِخْتُ إلاَّ=طَلَلاً بالِياً جَفَتْهُ العُيُونُ!
كان رَوْضاً تَرْعى الحسانُ مَجالِيه=شّذِيّاً تَرِفُّ فيه الغُصُونُ!
وأراني أشِيحُ عن رُؤُيَةِ الغِيدِ=وقد كانَ لي بِهنَّ جُنُونُ!
يال حُزْني على الصِّبا ومغانيه=فقد أجْهَزَتْ عليه السِّنونُ!
كانَ فينا الوَرِيقَ.. هل صَوَّحَ=الرَّوضُ. وقد عَطْعَطَتْ عليه الحُزُونُ؟!
ولَئِنْ كانَ فهو ماضٍ وَضِيءٌ=فيه راياتُهُ. وفيه الحُصونُ!
لا نطيق العُزُوفَ عنه ولو شاخَ=فإن العِقْدَ الثَّمِينَ. ثَمِينُ!
لن يَهُونَ الكريم فينا.. ولن نَجْحَدَ=كَلاَّ. فهو السَّريُّ المَصُونُ!
وتَنادَيْنَ فانْتَهَيْنَ إلى النَّجْوى=وفيها مِنِّي الهوى والشُّجُونُ!
وإذا بي أرى ويا طيبَ مَرْآيَ=لِمَغْنىً تَرِفُّ فيه اللُّحونُ!
من نَشِيدٍ ومن غُناءِ شَجِيٍّ=فأنا مِنْهم الغَوِيُّ الرَّصِينُ!
أَيُهذا الفاني العَجوزُ تحامَقْتَ=فما أنْتَ بالغَرامِ قَمِينُ!
لم تَعُدْ بالهِزَبْرِ. فالغاب أَهْوى=بعد كان َ عامراً.. والعَرينُ!
هذه صَبْوةٌ تُرَدِّيكَ لِلْقاعِ=فأنت المُصَفَّدُ المسجونُ!
ماجِنٌ أًنْتَ إنْ صَبَوتَ. وقد=يَسْخَرُ منكَ الهوى. ويَلْهُو المُجونُ!
وَيْ كأَنِّي بين الأنامِ غَرِيبٌ=ليس لي بَيْنَهُمْ فْؤادٌ حَنونً!
قلتُ للدَّهْرِ وهو يُسْرعُ في الخطو=تمادّيْتَ أيّهذا الطَّحُون
راعَني ما لَقِيتُه من سِنيني=فكأَنَّ السِّنين! مِنْكَ قرونَ!
وكأَنِّي مَجَلَّلٌ بالسَّمادِيرِ=يَقيني أجَلُّ منه الظُّنُونُ!
قِيلَ عَنِّي أنٍّي بما كانَ=فَوَيْلي إذْنْ بما سَيَكُونُ!
أيكُونُ الجُنونُ؟! كلاَّ فإِنِّي=عَبْشَمِيٌّ يَرْتاعُ منه الجُنُونُ؟!
وبدا لي الصَّوابُ فانْصَعْتُ=إليه.. بعد الضَّلالِ المُبِينِ!
كنْتُ في غَفْلةٍ نسِيتُ بها=الشَّيْبَ فأفْلَتُّ مِن عذابٍ مَهِينِ!
كيف يَرْضَيْنَ بالثَّعالِبِ يَزْحَفْنَ=ويَنْأَيْنَ عن ليوثِ العَرِينٍ!
رُبَّما جِئْتُهُنَّ يَوْماً فَقَهْقَهْنَ=وأرجعنني بِقَلْبٍ حَزِينِ!
ولقد يَرْتَجي العجوز بمَجْدٍ=وحُطامٍ نَوال حُسْنٍ مَشِينِ!
لَسْتُ هذا أنا. فإِنَّ شبابي=فاز بالحُسْنِ خاضِعاً. والحَنِينِ!
لم أَكُنْ بالرهين يَوْماً فَعِنْدي=من سَراةِ الحِسان ألفُ رَهينِ!
حَسَدُوني الرِّفاقُ.. حتى لقد كِدْتُ=غرُوراً.. أَقُولُ. أَيْنَ قَرِيني؟!
آهِ من هذه الحياة فَكَمْ مَنَّتْ=وضّنَّتْ.. بِشَدْوِها والأَنِينِ!
كم سقَتَنْي الأُجاج صَبَاحاً=فَتَجرَّعْتُه مَشُوباً بطين!
ثُمَّ جاء المساءُ مِنها بما لم=أَتخَيَّلْهُ مِن زُلالٍ مَعِينِ!
لَسْتُ وَحْدِي. وما أَلُومُ=فقد عِشْتُ سعيداً بِشَكّها واليَقِينِ

عماد تريسي 11-02-2013 02:25 AM

أمَّا أنا. فقد انْتَهَيْتُ=وما أُؤَمِّلُ في الرُّجوعْ!
فلقد سَئِمْتُ من النَّزُولِ=كما سَئِمْتُ من الطُّلوعْ!
ولقد سَئِمْتُ من الظَّلامِ=كما سَئِمْتُ من السُّطُوعْ!
حتى الحياة سَئِمْتُها=وسَئِمْتُ من حُلْوِ الرُّبُوعْ!
الخَوْفُ من هَوْلِ المصِيرِ=يَدِبُّ ما بَيْنَ الضُّلُوعْ!
لا لِلأُصُولِ أحِنُّ من سئمي=الكئيبِ. ولا الفُروعُ!
أطْفِىءْ شُموعَكَ إنَّني=أَطْفَأْت يا زَمَني الشُّمُوعْ!
جاءَ الحَبيبُ فَقُلْتُ يا جُنَّي=لقد ماتَ الوَلُوعْ!
فأنا العَيُوفُ من الهوى=ومن الفُتُونِ. أنا القَنُوعْ!
فإذا رأيْتُ الفاتِناتِ=فلا أَنِينَ. ولا دُمُوعْ!
وأَشْحْتُ عن دُنْيا الغَرامِ=فلَنْ تَرَى مِنَّي الخُضُوعْ!
فَقَدِ احْتَمَيْتُ من السِّهامِ=المرهفات بما اقْتَنيْتُ من الدُّروعْ!
لَمَّا رأَتِني قد أَشَحْتُ=توهَّمَتْ أَنِّي الكَذُوبُ!
هذا المُشِيحُ أّلأَمْ يكُنْ=بالأَمْسِ تُثْخِنُهُ النُّدوبْ؟!
أَوَ لمْ يكُنْ يجري وراء=الغانياتِ ولا يُنَهْنِهُهُ اللُّغوبُ؟!
ويَظَلُّ يَجْري. لا يكُفُّ عن=المخازي المُوبِقاتِ. ولا يَثُوبُ؟!
قد كنْتُ أصْفَعُهُ بإِعْراضي. فَيَرْ=ضى بالهوانِ. ولا يَطيبُ له الهُروبُ!
ماذا اعْتَراهُ؟! وكانَ شَيْطاناً=تروق له المباذِلُ والعُيُوبُ؟!
لا. لَيسَ يَخْدعُني تَبَتُّلُهُ=وهل تَلِدُ التَّبَتُّلَ والتَّرانِيمُ. الذُّنُوبُ؟!
ذِئْبٌ تَزَمَّلَ ثَوْبَ أَطْلَسَ=تَسْتَطِيلُ به المخالِبُ والنُّيوُبُ!
هَلْ تابَ عن ماضِيهِ؟! كلاَّ=فالمُتَيَّمُ بالخطايا لا يَتُوبْ؟!
قَهقَهْتَ حِينَ أرادَ وَثْباً لم=يُطِقْهُ وَنىً. وأعياه الوثوبُ؟!
أَيكُونُ من عَجْزٍ تنكَّرَ=واسْتَبانَ كزاهِدٍ. وهو اللَّعُوبَ!
ما عادَ تَفْتِنُه الرِّياضُ=وعادَ تَفْتِنُه المفاوِزُ والسُّهوبُ!
أَأَنا الكذُوبُ؟! أنا المرائي؟!=أمْ هي المِغْناجُ سكْرى؟!
سَكْرى من الحُسْنِ المُمَرَّغُ في=الرغام. وما ترى في ذاك خُسْرا!
وتَراهُ رِبْحاً تَسْتَقِيم به حياةً=لا ترى في الطُّهْرِ فَخْرا..!
أجَرِيحةَ الحُسْنِ المَضَرَّج=لسْتُ أَهْوى الحُسْنَ عُهْرا!
الحُسْنُ إنْ لم يَسْتَعِزَّ=فإِنَّه بالقَبْرِ أَحْرى!
وأنا الذي طَلَّقتُ أيام الصَّـ=بابةِ واقْتًنَيْتُ الحُبَّ سِفْرا!
صَدَّقْتِ. أَم كذَّبْتِ ما=أبْدَيْتُهُ.. سِرّاً وجَهْرا!
فَهُناكَ سِرْبٌ من لِداتِكِ=قد طَعِمْنَ به الأَمَرَّا!
ظَنُّوا كَمِثْلِكِ ويْلَهُنَّ=بأنَّني أَمْسَيْتُ صِفْرا!
أهْلاً بما قالوا. وقُلْتِ=وقد يكُونُ القَوْلُ هُجْرا!
ما قُلْتُهُ يَوْماً فقد أَرْخَيْـ=تُ دون الهَجْرِ سِتْرا!
فِكْري وقَلْبي هَنَّآني=أَنْ غَدَوْتُ اليَوْم حُرَّا

عماد تريسي 11-02-2013 02:27 AM

يال قُيودي من قُيودٍ ثِقالْ=أَرْسُفُ منها في لُغُوبٍ شديدْ!
كأَنَّني أَحْمِلُ منها الجِبالْ=ولَيْسَ لي عن حَمْلِها مِن مَحِيدْ..!
كأَنَّني أَحْمِلُ منها الرِّثاءْ=لعالَمٍ يَشْقى بما يَصْنَعُ..!
ما كانَ أَحْرَاهُ بِصُنْعِ الهَناءْ=فالرَّوْضُ لا يَفْضُلُه البَلْقعُ..!
قُلتُ لِنَفْسي وهي تّذْرِي الدُّمُوعْ=وما تَرى في جَنبِها مِن رَفِيقْ..!
تَبَصَّري في كلِّ هذي الرُّبوعْ=أَثَمَّ فيها غَيْرُ هذا الطَّريقْ؟!
هذا الطَّريقُ الوعر ما يَسْتَوِي=عليه.. رَغْمَ الدّجْنِ يَلْوي المَسِيرْ!
إلاَّ الذي غامَرَ ما يَنْتَوِي=إلاَّ التَّسامي. وشُموخَ المَصِيرْ!
ما أَرْهَبَ الدَّرْبَ على أنَّه=درب-وإنْ أَظْلَمَ– دَرْبٌ قَوِيمْ!
مَشى به قَوْمٌ فَأَلْفَيْنَهُ=يُفْضي –وإنْ أَضْنى– بهم للنَّعِيمْ!
سَلَكْتُهُ والنَّاسُ حَوْلي تَرى=أنِّي عَمِيٌّ.. وهُمُ المُبْصِرون!
يا لَيْتَني أَرْقى لِشُمِّ الذُّرى=به.. ولّوْ كانَ شَمُوساً حَرُون!
أُحِسُّ في غَوْرِ ضَمِيري هَوىً=إلى نَقاءٍ من ضروب السَّوادْ!
كانتْ رُكاماً من أَثامٍ ثَوى=به. فأشْقَتْني وخِفْتُ المَعادْ!
قامَ صِراعٌ بَيْنَنا عاصِفٌ=ما بَيْن نَصْرٍ وانْهِزام مُخِيفْ!
أَنا به مُنْطَلِقٌ.. راسِفٌ=وَطِربٌ حِيناً. وحِيناً أسيفْ!
وقُلْتُ. هل أَغْدو بهذا الصِّراعْ=شلْواً.. وإلاَ فأَنا الظَّافِرُ!
هذا مَصِيري.. وَيْلَ صَرْعى النَِزاعْ=من حُفْرَةٍ يَثْوِي بها الخاسِرُ!
وقُلْتُ.. يا رُبَّتَما خاسِرٍ..=.. أَحْظَى من الرَّابِحِ في بَعْضِ حينْ!
إنْ كان لا يَيْأَس من حاضِرٍ=يَنالُ منه الرِّبْحَ. رِبْحَ اليَقينْ!
فَرُبَّ رِبْحٍ كان فيه الطَّوى=لِلرُّوح. والتخمَةُ للهَيْكَلِ
ومَا أَرَى فِيه لِمثْلِي اعتلاءْ=.. بَلَ إنّه المُفْضِي إلى الأَسْفَلِ
فَلَيْس رِبْحُ الأرْضِ مِثْلَ السَّماءْ=وليْسَتِ البُومةُ كالأَجْدَلِ!
مَنْ أنا يا نَفْسي. لقد هالني=مما أُقاسِيهِ شُواظُ اللَّهيبُ!
لَشَدَّ ما يَقْسُو الذي نالَني=من حَيْرةٍ تَدْفَعُني لِلْقَلِيبْ!
فهل أَنا وَحْدِي الَّذي أَنْتَهي=دُونَ سِوائِي لِلْعماءِ الرَّهِيبْ؟!
أَعْرِفُ ما يَنْفَعُ.. ما أَشْنَهِي=وأَنْثَنِي عنه إلى ما يُرِيبْ!
يالَ قضاءِ القادِرِ العاجزِ=مِن يَوْمِهِ.. من غّدِهِ المُلْتَوى!
فَليْس بالرِّاضي ولا النَّاشِز=وليس إلا الواهِمَ المُكْتَوى!
هل ثمَّ في الدُّنيا كهذا الجوى=يُذِيبُ مَن لم يحْتَفِلْ بالهوى؟!
ما ذاقَه لُقْيا.. وذاقَ النَّوى=فما اهْتَدى يَوْماً.. ولكنْ غوى!
أَحْسَبُني لُغْزاً فما يَهْتَدي=لِحَلِّه بَرُّ ولا فاجِرُ.. ..!
أَوَّلُه يَسْدُرُ في غَيْهَبٍ=وما لَهُ في مَشْمِسٍ آخِرُ..!
فهل له في مُلْهِمٍ يَسْتَوِي=بِفِكْرِهِ فَوْقَ مَسارِ النُّجومْ؟!
يَشْفِي الفُؤادَ اللاغب المُنطوِي=على كُلُومٍ فَتَّحَتْها السُّمومْ!
لو أَنّني أَلْقاهُ أَعْطَيْتُهُ..=.. نَصْفَ حَياتي. وهو شِعْرٌ هَزِيلْ!
وإنْ أَبى الصَّفْقَة أَغْرَيْنُه=بها جميعاً. فهي حَمْلٌ ثَقِيلٌ!
رُبَّ حياةٍ أصْبَحَتْ نِقْمَةً=على الذي عانى بها شِقوَتَيْنْ!
عانى بها نَبْذَ الهوى مَرَّةً=والغَيِّ أُخْرى فَهوى مَرَّتَيْنْ

عماد تريسي 11-02-2013 02:36 AM

يا هذه أَوَّاهِ لو تكْشِفينْ=عن قَلْبيَ الصادي!
لكُنْتِ عن أجوائه تَهْرُبينْ=من صُفْرةِ الجادي!
عَدَتْ عليه عاديات السِّنينْ=من كلِّ مِرْصادِ..!
فسائليه علَّه يَسْتَجِبْ=وعاتِبيه علَّه يَسْتَبِينْ!
وعلَّه بعد الجفا يستطيب=رَجْعَةَ ماضِيهِ. ونَجْوى الحَنينْ!
وَيْحَ الهوى. وَيْحَ الفُؤادِ الحريبْ=من وحْشَةِ الهجر. ونأُي القرينْ!
هما بلاءٌ. ما له من طبيبْ=وكيف للطِّبِّ بقطع الوتينْ!
وساءلْتهُ فاسْتوى واجماً=كمُسْتفيق بعد طُولِ السُّهادْ!
أو كجريحِ لم يَزَلْ نازِفاً..=من سهْمهِ الغاَئِصِ وسْطَ الفُؤادْ!
فمن رآهُ ظَنَّه خائِفاً ..=من سطوَة الهجْرِ وظُلْم البِعادْ!
ظَنَّ الصِّبا يا وَيْحَه عاصفا..=لِطُولِ ما عانى. وسوء الحصادْ!
قالت له. يا أنْتَ يا هاجِري=وهو يَظُنُّ منِّي. افْتِئاتْ!
كيف تريَبْتَ بلا زاجِر..=بمن سقَتْ حُبَّك عّذْبِ الفُراتْ؟!
كيف؟! وما طَرْفُك بالسَاهرِ؟!=في حِينِ طَرْفي يتَمَنى السُّباتْ؟!
في حيِنِ قلبي لم يَزَلْ قاهري=على هَوىً عِنْدكَ أَمْسى رُفاتْ؟!
أمَّا أنا الظّمآى فإِنِِّي اكتَوَيْتُ=وأنْتَ لم تُحفَلْ. ولم تَشْعُرِ!
يا لَيْتَني أَشْعُرُ أنِّي انْتَهَيْتْ=من صَبْوتي هذي. ولم أَسْكَرِ..!
قال. وقد أَذْهَلَه قَوْلُها.=والآهُ. والدَّمْعُ. وطَيْفُ الحَنينْ!
يالَ فَتاةٍ.. راعَني عَذْلُها..=الصّادِقُ. الصّادِقُ. يُخْزي الظّنينْ!
أَدْمى ضميري عاتِياً نُبْلُها..=وأَظْلَمَ اللَّيْلُ على المُسْتَهِينْ!
ما كنت أَدْرِي أَنَّني ظالِمٌ..=لها. وأنِّي كنت بِئْسَ الخدينْ!
وقال يا هِنْدُ. أيا صَبْوتي..=قد كنْتُ أَعْمى سادِراً في ضلالْ!
يا ليْتَني لم أَقْتَرِفْ شِقْوتي=ولم أعِشْ مُكْتَئِباً في خبال!
أَوَّاهِ كَفِّي نَسَجَتْ كُرْبتي=وصَيَّرتْني نادِماً في اعْتِلالْ!
يا ليَْتَها تُطْفِىء من وَقْدَتي=فأسْتَوِي بعد اللَّظى في ظِلالْ!
وأَطْرَقَتْ هِنْدٌ. وقد زَلْزَلَتْ=ذِلَّتُه من قلبها المُسْتَهامْ!
كانت له نَعْماءَ فاسْتَهْولَتْ=شِقْوَتَه. وهو الهوى والمرامْ!
فَسالَ منها دمْعُها واشْتَكَتْ=بآهةٍ حَرَّى.. دفينَ الغَرامْ!
قالت له. أَنْتَ الذي ما اشْتَهَتْ=نَفْسي سواه. فعليكَ السّلامْ!
وانْطَلَقَا بَعْد طويلِ النَّوى=طَيْرَيْنِ في جَوِّ الفضاء الرّحيبْ!
بعد اعتكار راقَ صَفْوُ الهوى=وراقتِ البَسْمَةُ بعد النَّحيبْ!
ما أَعْذَبَ الألْفَةَ بعد الجوى=والنَّسْمةَ الحُلْوةَ بعد اللَّهيبْ!
قد شّبْعَ السَّاغِبُ بعد الطوَّى=وسكَنَ الخافِقُ بعد الوجِيبْ!

ماجد جابر 11-04-2013 10:05 AM

يرفع الموضوع ويثبّت للأهمية.

عماد تريسي 11-04-2013 02:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 162393)
يرفع الموضوع ويثبّت للأهمية.



سلمتَ و بوركتَ و حُييتَ يا أخي المكرم أ. ماجد .

تقبَّل وافر الشكر و التقدير .


مودتي


ماجد جابر 01-08-2015 10:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد تريسي (المشاركة 162120)
أشْتَهي .. أشْتَهي ولستُ بِقادِرْ=ما الذي تَبْتَغِيه ِّمنِّي المقادرْ؟!
ما الذي تَبْتَغِيه مِن نازفِ الرّوحِ=طَريحٍ بين الظُّبا والكواسرْ؟!
ما أُبالي بما يكونُ وما كانَ=وأَسرِي ولا أُبالي المعابِرْ..!
والمُنى تَسْتَوي أَمامي فتغريني=فأنْأى عنها وأَجفوا الذَّخائرْ!
ليس في خاطِري يَدورُ سوى الرُّعْب=من الرَّاقِصين فوق المقابِرْ!
فإذا بي أَرى المنائِرَ تَنْهارُ=وتَهْوِي إلى سحيقِ الحفائِرْ!
وإذا بي أرى الحفائرَ تَعْلو=ساخراتٍ بِكلِّ آي المنابِرْ!
وإذا بي أرى المرابِحَ تَشْكو=بانْدِحارٍ من قَهْقهاتِ الخَسائِرْ!
يا لَها من نَقائض تَتَحدَّى=بمقاييسها النُّهى والمشاعِرْ!
وتُغُولُ الأًحْرارَ إن أَعْلَنوا الحرْب=عليها .. كما تَغُولُ الحرائِرْ!
ولقد ساءَني حقيرٌ تعالى=مُسْتًهِيناً على الرِّجالِ الأكابِرْ!
كان يطوي أّيَّامه ولَيالِيهِ=بِكُوخ. كأنَّه عُشُّ طائِرْ!
جائِعاً ..ظامِئاً .. يُقيِضُ بِشَكْواهْ=فَيَحْنو عليه بَعْضُ الضمائرْ!!
ساخِياتٍ بمأكَلٍ وشاربٍ=ولباسٍ يُرْخِي عليه السَّتائِرْ!
وهو يَطْوي على الجُحُودِ.. على النَّقْمةِ=صَدْراً.. على السَّخاءِ المُبادِرْ!
أَمْهَلَتْهُ الأيَّام حِيناً من الدَّهْر=فما كانَ بالكريم المُؤازرُ!
فَجَنى جَهْلَه عليه فأَرْداهُ=بما سَرَّ رَبْعهُ والعَشائِرْ!
عادَ لِلْبُؤْرَةِ التي أَفْسَدتْه=والتي زَيَّنَتْ لهْ ركوبَ الكبائِرْ!
غدا اليوم والحناجِرُ تُدْميهِ=بِقَوْلٍ يَشُقُّ منه المَرائِرْ!
إنَّ في صَدْرِه الخناجِرُ تَقْريهِ=وينْوي غَدْراً بهذي الخَناجِرْ!
فَتَجَلى لِلنَّاسِ استِتَارٍ=عاتِياً .. عابِثاً . بِكُلِّ المآثِرْ!
يَتَمنَّى.. وما أَعَقَّ أمانِيهِ=اللَّواتي يُدْمي قذاها المحاجِرْ!
كانَ يَنْوي شَرّاً جزاءً على=الخَيْر فَدارتْ عليه سُوءُ الدَّوائِرْ!
فَتَلَوَّى غَمّاً وقال ألا لَيْتَ=مَصيري ما كانَ أَشْقى المصائِرْ!
أنا سَطَّرْتُه فما يَنْفَعُ الدَّمْعُ=وسِفْرِي مُجَلَّلٌ بالدَّياجِرْ!
ولقد فَاخَرَ الكثيرون بالفَضْل=وفاخَرْتُ .. وَيَلَتا- بالمَناكِرْ!
جاهَرَتْني بالبغْضِ مِن بَعدما=طِحْتُ جريحاً .. عَمائِمٌ وأَساورْ!
فَتَجلْبَبْتُ بالمآزِرِ تخفيني=فما أَخْفَيتِ العُيوبُ المآزِرْ!
فَنَرى في أرانِبٍ وثَعالٍ=ما نَرى من ضَراوةٍ في غَضافِرْ!
فإذا بِهِمْ مِن بَعْدِ حِين=خَفافِيشُ دَياجٍ تَخافُ نُورَ البواكِرْ!
أُذْكُريني يا رَبّة الحُسْنِ قَلْباً=عَبْقَرِيّاً يَصُوغُ أَغلى الجواهِرْ!
واذْكُريني فكْراً وضيئاً أطا=عَته قَوافٍ مُسْتَعْصِياتٌ نوافِرْ!
فسأغْدو بِكِ السَّعيدَ .. بِذِكْراكِ=وأَعْلُو فَوْقَ النُّجوم الزَّواهِرْ!
إنَّ مَجْدي هذا .. إذا اخْتَال=بالمَجْدِ كذُوباً.. شُوَيْعِرٌ مُتَشاعِرْ

رائع وبوركت أستاذ عماد تريسي.


الساعة الآن 03:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team